الفرق بين المراجعتين لصفحة: «مجموع الفتاوى/المجلد العاشر/أكابر الأولياء لم يقعوا في الفناء»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
Obaydb (نقاش | مساهمات)
استيراد تلقائي للمقالات - كتابة على الأعلى
"قل الله" بدل "قل بله"
وسوم: تحرير مرئي تحرير من المحمول تعديل ويب محمول
 
سطر 51:
والذكر بالاسم المضمر المفرد أبعد عن السنة، وأدخل في البدعة وأقرب إلى إضلال الشيطان، فإن من قال: يا هو يا هو، أو: هو هو. ونحو ذلك لم يكن الضمير عائدًا إلا إِلى ما يصوره قلبه، والقلب قد يهتدي وقد يضل، وقد صنف صاحب الفصوص كتابًا سماه كتاب الهو وزعم بعضهم أن قوله: { وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ } <ref>[آل عمران: 7]</ref>، معناه: وما يعلم تأويل هذا الاسم الذي هو الهو، وقيل: هذا وإن كان مما اتفق المسلمون بل العقلاء على أنه من أبين الباطل، فقد يظن ذلك من يظنه من هؤلاء، حتى قلت مرة لبعض من قال شيئًا من ذلك لو كان هذا كما قلته لكتبت: وما يعلم تأويل هو منفصلة.
 
ثم كثيرًا ما يذكر بعض الشيوخ أنه يحتج على قول القائل: الله بقوله: { قُلْ اللهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ } ويظن أن الله أمر نبيه بأن يقول: الاسم المفرد، وهذا غلط باتفاق أهل العلم، فإن قوله: { قٍلٌقل بلَّهٍالله } معناه: الله الذي أنزل الكتاب الذي جاء به موسى، وهو جواب لقوله: { قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ قُلْ اللهُ } <ref>[الأنعام: 91]</ref>، أي: الله الذي أنزل الكتاب الذي جاء به موسى، رد بذلك قول من قال: ما أنزل الله على بشر من شيء، فقال: { مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى } ثم قال: { قُلْ اللهُ } أنزله { ثُمَّ ذَرْهُمْ }هؤلاء المكذبين { فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ }.
 
ومما يبين ما تقدم: ما ذكره سيبويه وغيره من أئمة النحو أن العرب يحكون بالقول ما كان كلامًا، لا يحكون به ما كان قولًا، فالقول لا يحكى به إلا كلام تام، أو جملة اسمية أو فعلىة؛ ولهذا يكسرون أن إذا جاءت بعد القول، فالقول لا يحكى به اسم، والله تعالى لا يأمر أحدًا بذكر اسم مفرد، ولا شرع للمسلمين اسمًا مفردًا مجردًا، والاسم المجرد لا يفيد الإيمان باتفاق أهل الإسلام، ولا يؤمر به في شيء من العبادات، ولا في شيء من المخاطبات.