الفرق بين المراجعتين لصفحة: «رسالة محمد الفاتح إلى الأشرف إينال لتبشيره بفتح القسطنطينية»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر 5:
}}
{{بسملة}}
مُتيمنًا بذكرهِ القديم: {{قرآن|قُلِ ٱللَّهُمَّ مَٰلِكَ ٱلْمُلْكِ تُؤْتِى ٱلْمُلْكَ مَن تَشَآءُ وَتَنزِعُ ٱلْمُلْكَ مِمَّن تَشَآءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَآءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَآءُ ۖ بِيَدِكَ ٱلْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍۢ قَدِيرٌ}} يحمدُ الله ويُثني عليه عبدهُ المُستبشر بالمُبشرات المُتواترة اللاتي يُنبئن عن استقرار القدم المقدام على سرير السلطنة السامية الباهرة بالدولة العليَّة القاهرة، ألا وهو السُلطان الوالي العالي العالمي المؤيدي المُظفري الظهيري الهمَّامي العوني الغوثي الغيَّاثي الإمامي النظامي الذي أشرقت من أُفق التوفيق شمسُ سلطنته وخفقت راية الإقبال من هُبوب نسيم خِلافته تتطأطأ أعناقُ الجبابرة نحو سُدَّته السُنيَّة ويتكأكأ أقيال الأكاسرة على عتبته العليَّة وبه أضحت عُقودُ حُكمه مُنتظمة وأمور السلطنة مُلتئمة ويتفاخر بوصفه المآثر ويختال بذكره المفاخر، أعني الملكي الألطفي السُلطان الأشرف الأبوي الأعطفي، ضاعف الله {{تبارك وتعالى}}تعالىٰ مُلكه وسُلطانه وأفاض على العالمين برِّه وإحسانه ولا برح في دولتةٍ لا تنهدمُ دارُها، ونعمةٌ لا تنفصمُ آثارها وسعادةٌ لا تصفرُّ أوراقها وسيادةٌ لا تتغيَّرُ آفاقها، وما انفكَّ بُنودُ الدين بباهر صولته مرفوعة، وأسنَّة الحوادث في نحو أعدائه مكسورة، وجماجم حُسَّاده على رؤوس الأسنَّة منصوبة وتحت الأقدام مخفوضة، ونقول لمَّا تتابعت عندنا الأخبار التي تشتملُ على صعود شمس السلطنة على أوج سرير الخلافة أدامهُ الله وأعلاه وبارك فيه وأبقاه ببركة نبيِّهِ المُجتبى ورسولهِ المُصطفى عليه وعلى من صلة الصلوات أزكاها: مُلئنا بهجةً وسُرورًا وغبطةً وحُبورًا، وأنشدنا بلسان صدقٍ شعرًا:
{{بداية قصيدة}}
{{بيت|هنيئـــًا لمصر أنت صرتِ عزيزة |بلوغُ الأماني وابتغاء المحامدِ}}
سطر 11:
{{بيت|فمذ ظهرت فيه عـلايمُ بأسكم|قد التطمت منها رسومُ المفاسدِ}}
{{نهاية قصيدة}}
هذا وأنَّ الولاء والمُواصلة من تكفَّل بمؤنه إحياء نُسك الحج للعباد والعباد وبين من تحمَّل بمشاق تجهيز أهل الغزو والجهاد كما هو المتوارث من الآباء والأجداد أنعمهم الله بنعمة الموعود في المعاد، فالقلبُ مُصممٌ على تأييد تلك القديمة بسلوك طرايق تنسى لطائف أخريها بطيب نعيمها لذايذ أوليها، فبهذا الحبل المتين نحنُ ماسكون وعلى هذا الصراط المُستقيم المُستبين سالكون فشددنا وثاق صدق ذلك المقر العالي أعلاه الله وأسماه وفتحنا أبواب المُراسلة وقدمنا أسباب المُواصلة وأهدينا طرايف التسليمات السليمات عن شوايب الرياء والرعونات وأتحفنا لطايف التحيَّات المنورات بنور الإخلاص المُجلَّاة بالولاء والاختصاص المُزهرات بصدق الطوية رياضها المُترعات من زلال المحبة حياضُها، ورفعنا الأدعية الصالحة المُستجابة والأثنية الفايحة المُستطابة و الأشواق البالغة ذُروة ولأتوق المتوالية بالغدر والآصال وانهينا إلى العلم الكريم محفوفا بما يسرة الله {{تبارك وتعالى}}تعالىٰ من المطالب البهيَّة والمآرب السُنيَّة، إن من أحسن سُنن أسلافنا - رحمهم الله - أنهم مُجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ونحنُ على تلك السُنَّة قائمون وعلى تلك الأُمنية دائمون ممتثلين بقوله {{تبارك وتعالى}}تعالىٰ: {{قرآن|قَٰتِلُواْ ٱلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَلَا بِٱلْيَوْمِ ٱلْءَاخِرِ}} مُستمسكين بقوله {{عليه السلام}}: {{مض|مَنْ اغْبَرَّتْ قَدَمَاهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ}}. فهممنا هذا العام عمَّمهُ الله بالبركة والإنعام مُعتصمين بحبل ذي الجلال والإكرام ومُستمسكين بفضل الملك العلَّام، إلى أداء فرض العزاء في الإسلام مؤتمرين بأمره {{عز وجل}}: {{قرآن|يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ قَٰتِلُواْ ٱلَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ ٱلْكُفَّارِ}} وجهَّزنا عساكر الغُزاة والمُجاهدين من البرِّ والبحر، لفتح مدينة مُلئت فُجورًا وكُفرًا. والتي بقيت وسط الممالك الإسلاميَّة تُباهي بكُفرها فخرًا:
{{بداية قصيدة}}
{{بيت|فكأنَّها حصفٌ على الخدَّ الأغرِّ|وكأنَّها كلفٌ على وجهِ القمرِ}}
سطر 23:
{{بيت|إذا جاء نصرُ الله والفتحُ هيِّن|على المرءُ معسورُ الأمور وصعبها}}
{{نهاية قصيدة}}
فمتى طلع الصُّبح الصادق من يوم الثُلثاء يوم العشرين من جُمادى الأولى، هجمنا مثل النُجُوم رُجُومًا لِجُنُود الشياطين، سخَّرها الحُكم الصدِّيقي بِبركة العدل الفاروقي بِالضرب الحيدري لِآل عُثمان، قد منَّ الله تعالىٰ بِالفتح قبل أن ظهر الشمس من مشرقها {{قرآن|سَيُهْزَمُ ٱلْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ ٱلدُّبُرَ}}، {{قرآن|بَلِ ٱلسَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَٱلسَّاعَةُ أَدْهَىٰ وَأَمَرُّ}}، وأوَّل من هُزم وقُطع رأسه تكفورهم اللعين الكنود، فأُهلكوا كقوم عادٍ وثمود، فخفتهم ملائكة العذاب فأوردوهم النار وبئس المآب، فقُتل من قُتل وأُسر من بقي، وأغار وأحزانيهم وأخرجوا كنوزهم ودفاينهم موفورًا، فأتى عليهم حينٌ من الدهر لم يكن شيئًا مذكورًا، فقُطع دابر القوم الذين ظلموا والحمدُ لله ربِّ العالمين، فيومئذٍ يفرح المُؤمنون بِنصر الله، ينصُر من يشاء، فلمَّا ظفرنا على هؤلاء الأرجاس الأنجاس الجالوس، طهَّرنا القوس من القُسُوس
 
[[تصنيف:وثائق عثمانية عائدة لعهد محمد الفاتح]]