الفرق بين المراجعتين لصفحة: «رسالة محمد الفاتح إلى الأشرف إينال لتبشيره بفتح القسطنطينية»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر 23:
{{بيت|إذا جاء نصرُ الله والفتحُ هيِّن|على المرءُ معسورُ الأمور وصعبها}}
{{نهاية قصيدة}}
فمتى طلع الصُّبح الصادق من يوم الثُلثاء يوم العشرين من جُمادى الأولى، هجمنا مثل النُجُوم رُجُومًا لِجُنُود الشياطين، سخَّرها الحُكم الصدِّيقي بِبركة العدل الفاروقي بِالضرب الحيدري لِآل عُثمان، قد منَّ الله تعالىٰ بِالفتح قبل أن ظهر الشمس من مشرقها {{قرآن|سَيُهْزَمُ ٱلْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ ٱلدُّبُرَ}}، {{قرآن|بَلِ ٱلسَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَٱلسَّاعَةُ أَدْهَىٰ وَأَمَرُّ}}، وأوَّل من هُزم وقُطع رأسه تكفورهم اللعين الكنود، فأُهلكوا كقوم عادٍ وثمود، فخفتهم ملائكة العذاب فأوردوهم النار وبئس المآب، فقُتل من قُتل وأُسر من بقي، وأغار وأحزانيهم وأخرجوا كنوزهم ودفاينهم موفورًا، فأتى عليهم حينٌ من الدهر لم يكن شيئًا مذكورًا، فقُطع دابر القوم الذين ظلموا والحمدُ لله ربِّ العالمين، فيومئذٍ يفرح المُؤمنون بِنصر الله، ينصُر من يشاء، فلمَّا ظفرنا على هؤلاء الأرجاس الأنجاس الجالوس، طهَّرنا القوس من القُسُوسالقُسُوس، وأخرجنا منه الصليب والناقوس، وصيَّرنا معابد عبدة الأصنام مساجد أهل الإسلام، وتشرَّفت تلك الخطَّة بِشرف السكَّة والخطبة، فوقع أمر الله وبطُل ما كانوا يعملون. وبعد، فكانت في شطِّ الشرم الذي يكون شماليًّا منها، قلعة إفرنجيَّة جنوزيَّةن وهي المُحصَّنة المدعُوَّة بِقلعة غلطة، وهي جارةٌ لها مُنسَّقة النظام، مملوءة من المُشركين اللئام، فلمَّا حاصرنا قُسطنطينيَّة جاءنا أهلُ تلك القلعة، وشدُّوا بنا ميثاقهم، وجدَّدوا معنا وفاقهم، وقُلنا لهم كونوا كما كُنتُم، واثبُتُوا على ما أنتم عليه، بِشرط أن لا تُعينوا بها، فقبلوا شرطنا، وأطاعوا أمرنا، فلمَّا وقع ما وقع على قُسطنطينيَّة، وُجد بين القتلى والأسرى من أهل غلطة، وهم قد حاربونا وبدا أنهم نقضوا ميثاقهم، وأظهروا نفاقهم، فأردنا أن نفعل بهم ما فعلنا بِالأُخرى، فبينما هم جاؤا مُبتهلين ومُتضرِّعين، وقالوا إن لم ترحمنا لنكوننَّ من الخاسرين، فعفونا عنهم، إنَّهُ هو العفُوُّ الغفَّار، ومننَّا عليهم، المنَّة لله الواحد القهَّار، وقرَّرنا على مُلكهم، المُلك لله العزيز الجبَّار، ولكن جعلنا حصنهم صعيدًا جُرُزًا بحيثُ لا ترى فيهم عوجًا ولا أمتًا، وملكنا أرضهم وماءهم، وكتبنا في جريدة الجزى أسماءهم، حتَّى يُعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون، {{قرآن|ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ٱلَّذِى هَدَىٰنَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِىَ لَوْلَآ أَنْ هَدَىٰنَا ٱللَّهُ ۖ}}.
 
[[تصنيف:وثائق عثمانية عائدة لعهد محمد الفاتح]]