الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الحجاب»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر 28:
حتّى جاءَني ذاتَ ليلةٍ بداهِيَةِ الدّوَاهي، وَمُصِيبَةِ المَصائِبِ، فكانَتْ آخِرَ عَهْدي به!!.
 
دخلتُ عليهِ فرأَيتُه واجِماً مُكْتِئباً، فَحَيْيُتُه، فَأَوْمَأَ إِليَّ بالتحيةِ إيماءً فسألتُه: ما بالُه؟.
 
فقال: ما زِلْتُ مُنْذُ الليلةِ مِنْ هذه المَرْأَةِ في عَنَاءِ لا أَعْرِفُ السَّبيلَ إلى الخلاصِ منه، ولا أدْري
مَصِير أَمْري فيهِ.
 
قلتُ: وأَيُّ امرأةٍ تريدُ؟.
 
قالَ: تِلْكَ التي يُسَمَّيها الناس زَوْجَتي وأَسَمّيها الصَّخْرَةَ العاتِيَةَ الْقَائِمَة في طريقِ مطالبي وآمالي.
 
قلتُ: إِنَّكَ كثيرُ الآمالِ يا سيّدي، فعن أَيٍّ آمالِكَ تُحَدَّثُ؟.
 
قال : ليسَ لي في الحياةِ إِلاَّ أَمَلُ واحدٌ، وهو أَنْ أُغْمِضَ عَيْني ثُمَّ أَفْتَحُها فلا أرى بُرْقعاً على وَجْهِ امْرَأةٍ في هذا البَلَدِ.
سطر 43:
قُلْتُ: ذَلِكَ ما لا تَمْلِكُهُ، ولا رَأْيَ لكَ فيهِ.
 
قال: إِنَّ كثيراً مِنَ النّاس يَرَوْنَ في الحِجَابِ رَأْيي، وَيَتمنَّوْنَ في أَمْرِهِ ما أَتَمَنَّى، ولا يَحُولُ بينَهم وَبينَ تَمْزيقهِ عن وُجوهِ نسائِهْم وإِبرازِِهِنَّ إِلى الرِّجالِ يُجَالِسْنَهم كما يَجْلِسُ بَعْضُهُنَّ إلى بعضٍ إلاَّ العَجْرُ والضَّعْفُ والهَيْبةُ التي لا تَزالُ تُلِمُّ بنفس الشرقي كُلَّما حاوَلَ الإقْدامُ على أَمْرٍ جَدِيدٍ، فرأَيْتُ أَنْ أكون أَوَّلَ هادم لهذا البناءِ العاديِّ القديم الذي وقف سَدَّاً دونَ سعادة الأُمَّةِ وارْتِقَائِها دَهْراً طويلاً، وأَنْ يَتِمَّ على يَدِي مِنْ ذلك ما لم يَتِمَّ على يَدِ أحدٍ غَيْري من دُعاةِ الحرية وأَشْيَاعِها، فَعَرَضْتُ الأمْرَ على زَوْجَتي فَأَكْبَرَنْهُ وأَعْظَمَتْهُ وَخيِّلَ إَلْيها أَنّني جئْتُها بِنَكَبَةٍ من نَكَباتِ الدَّهْرِ أَو رَزيَئةٍ من رَزَايَاه، وزَعَمَتْ أَنّها إِنْ بَرَرْتْ إلى الرّجالِ فإنها لا تستطيعُ أَنْ تَبْرُزَ إلى النِّساءِ مِنْ بعدِ ذلكَ حياءً مِنْهُنَّ وخَجَلاً، ولا خَجَلَ هناك ولا حَيَاء ولكنّهُ الموتُ والجمودُ والذُّل الذي ضَرَبَهُ اللّهُ على هؤْلِيَاهِ النِّساءِ في هذا البَلَدِ أَنْ يَعِشْنَ في قُبورٍ مُظْلِمَةٍ مِنْ خُدوِرِهِنَّ حتى يأتيهن الموتُ فَيَنتقِلْنَ مِنْ مَقْبَرةِ الدُّنْيَا إِلى مَقْبَرة الأُخْرى، فَلَاَ بُدَّ لي أَنْ أَبْلُغَ أُمْنِيَتي، وَأَنْ أُعالِجَ هذا الرَّأْسَ آلْقَاسِيَ المُتَحَجِّرَ عِلاجاً يَنْتَهي بإِحْدى الحُسْنَيَيْنَ، إِمَا بِكـسْرهِ أو بِشِفائِهِ!.
 
فَوَرَدَ عَلَيَّ من حَديثهِ ما مَلأَ نَفْسي هَمّاً وَحُزْناً، ونظرتُ إِلَيْهِ نَظْرَةَ الرَّاحمِ الرّاثي، وَقُلْتُ له: أَعالِمٌ أَنْتَ أَيُّها الصَدِيقُ ما تَقولُ.
سطر 49:
قال: نعم أَقولُ الحقيقةَ التي َأَعْتَقِدُها وَأَدينُ نَفْسِي بها وَاقِعةً من نَفْسِكَ ونُفُوسِ النَّاسِ جَمِيعاً حَيْثُ وَقَعَتْ.
 
قلت: هل تَأْذَنُ لي أَنْ أقول لك إِنَّكَ عِشْتَ بُرْهَةً من الزّمَانِ في دِيَارِ قَوْمٍ لا حِجَابَ بَيْنَ رِجالِهِمْ وَنَسائِهِمْ، فهل تَذْكرُ أن نَفْسَكَ حَدَّثَتْكَ يوْماً مِنَ الأيام وأنت فيهم بالطَّمَعِ في شَيْءٍ مِمّا لا تَمْلِكُ يمينُكَ فَنِلْتَ ما تَطْمَعُ فيهِ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعرَ مالِكُهُ؟.
 
قال: رُبّما وَقَعَ لي شَيٌْ من ذلك فَماذا تريد؟.
 
أُريدُ أَنْ أَقولَ لكَ: إنّي أخافُ على عِرْضِكَ أن يُِلِمَّ به مِنَ الرِّجالِ. ما ألم بأَعْرَاضِ الرّجال مِنْكَ!.
سطر 67:
قلت: لا أُنْكِرُها لإِنّي أَعْلَمُ أَنَّها مَوْجُودةٌ بينَ البُلْهِ وَالضُّعَفاءِ والمُتَعَملين، ولكِنّي أُنْكَرُ وُجودَها عند الرَّجُلِ القادر المُخْتَلِبِ، الْمَرْأَةِ الحَاذِقَة المُتَرَفَّقةِ إِذَا سَقَط مِنْ بينِهما الحِجَابُ وَخَلا وَجْهُ كل مِنْهُما لِصَاحِبهِ!.
 
في أَيّ جوٍّ مِنْ أَجْواءِ هذا البَلَدِ تُرِيدونَ أَنْ تَبْرُزَ نِساؤُكُمْ لِرجَالِكم؟!.
 
أَفي جَوِّ المُتَعلِّمين وفيهِمْ من سُئِل مَرَّةً: لِمَ لَمْ يَتَزَوَّجُ؟ أَجَابَ: نساءٌ الأُمَّةِ جميعاً نِسائِي!!!.
 
أَمْ في جَوِّ الطلبة وفِيهِمْ مَنْ يَتَوارَى عَنْ أَعْيُنِ خِلانه وأترابه حَيَاءً وَخَجلاً إن خلت مِحْفَظَته يوماً من الأيام من صور عشيقاته وخليلاته أو أقفرت من رسائل الحب والغرام؟!.
 
أَمْ في جَوِّ الرَّعاعِ وَالْغَوْغاءِ وَكَثِيرٌ منْهُم يَدْخُلُ البيت خادِماً ذَلِيلاً، ويَخْرُجُ منه صِهْراً كريماً؟!.
 
وَبَعْدُ:
 
فَما هذا الْوَلَعُ بقصّةِ المرأةَ، وَالتَّمَطُّقُ بحدِيثها، والقِيامُ والقُعودُ بِأَمُرِها، وَأَمْرِ حِجَابِهَا وَسُفورِها، وحُرِّيَّتها وَأَسْرِها؟.
 
كَأَنَّما قد قُمْتُمْ بِكُلِّ حَقٍّ واجبٍ لِلأُمّةِ عَلَيْكُمْ في أَنْفُسِكم فَلَمْ يَبْقَ إِلاَّ أَنْ تُفيضوا مِنْ تِلْكَ النِّعمِ على غَيْرِكم!.
سطر 85:
َأبْوَابُ الفَخْرِ أَمامَكُمْ كَثِيرةٌ، فَاطْرُقُوا أَيّها شِئْتُم وَدَعُوا هذا البابَ مُوْصَدَاً فإِنَّكُمْ إن فَتَحْتُمُوهُ فَتَحْتُمْ على أَنْفُسِكم وَيْلاً عَظِيماً وَشقاءً طَويلاً.
 
أَروني رَجُلاً واحِداً مِنْكم يستطيع أَنْ َيَزْعَمَ في نفسهِ أَنّهُ يَمْتَلِكَ هَواهُ بَيْنَ يَدَيْ امرأةٍ يَرْضَاها َفأصَدِّقُّ أنَّ امْرَأةَ تستطيعُ أنْ تَمْتَلِكَ هَواها بَيْنَ يَدَيْ رَجْلٍ ترضاهُ؟!.
 
'''إِنَكُمْ تكلفونَ المَرْأَةَ ما تَعْلَمُونَ أَنّكُمْ تَعْجَزونَ عَنْهُ، وتَطَلُبونَ عِنْدَها ما لا تعرفونه عِنْدَ أَنْفُسِكُمْ.'''
سطر 91:
فَأَنْتُمْ تُخاطِرونَ بها في مَعْرَكةِ الحياةِ مُخاطرةً لا تَعْلَمون: أَتَرْبحونَها مِنْ بَعْدِها أمْ تَخْسَرونَها؟ وما أَحْسَبكُمْ إلا خاسرين.
 
ما شَكَتِ المَرْأَة إِلَيْكُمْ ظُلْماً، ولا تقدمت إلَيكم في أَنْ تَحُلُّوا قَيْدَهَا، وَتُطْلِقُوها مِنْ أَسْرِها، فما دُخولُكُمْ بيَنها وبِينَ نفسِها؟. وما تَمَضُّعُكُمْ ليلَكُمْ وَنَهارَكُمْ بقَصَصِها وَأَحاديثها!؟ .
 
إِنّها لا تَشكو إِلاَّ فُضولكُمْ وإِسْفَافَكُمْ، ومضايقتكم لها، وَوقُوفَكُمْ في وَجهِها حيثُما سارَتْ وأَيْنما حلَّتْ، حَتّى ضاقَ بها وَجْهُ آلفضاء فلم تَجِدْ لها سَبِيلاً إِلاَّ أَنْ تسجُنَ نَفْسَها بِنَفْسِها في بيتِها فَوْقَ ما سَجَنَها أهلُها، فَأَوْصَدَت من دونِها بابَها، وأَسْبَلَتْ أَستارَها، تَبَرُّماً بكُمْ، وفِراراً مِنْ فُضولكم، فَوَاعجباً لكم تَسْجُنُونَها بأَيدِيكم ثُمَّ تَقِفون على بابِ سِجْنها تَبْكونَها وَتَنْدُبُونَ شَقَاءَها!!.
 
إِنَّكم لا تَرْثونَ لها بَلْ تَرْثُونَ لأَنْفْسِكُمْ، ولا تَبْكُونَ عليها بل على أيامٍ قَضَيْتُموها في ديار يَسيلُ جَوُّها تَبَرُّجاً وسفوراً، وَيَتَدَفَّقُ حُرِّيةً واسْتهْتاراً وَتَوَدُّونَ بِجَدْع الأَنْفِ لو ظَفِرْتُمْ هنا بهذا الْعَيْشِ الّذي خلَّفْتُموهُ هناك!.
سطر 154:
مَرَّثْ على تلكَ الحادثة ثَلاثةُ أَعْوامٍ لا أزودُهُ فيها ولا يَزُورُني، وَلَا أَلْقاهُ في طريقهِ إِلاَّ قَليلاً فَأُحَيِّيهِ تَحِيَّةَ الْغَرِيب للْغَرِيبِ مِنْ حَيْثُ لا يَجْرِي لِمَا كان بَيْنَنَا ذِكْرٌ ثُمَّ أَنْطَلِقُ في سَبيلي.
 
فإِنّي لَعَائِدٌ إِلى منزلي ليلةَ أَمْسٍ، وَقَذْ مضى الشَّطْرُ الأَوّلُ من الليل إِذ رَأَيْتُهُ خارِجاً مِنْ مَنْزلِهِ يَمْشي مَشْيَةَ المُضْطَرِبِ الحائِرِ، وَبِجانِبِهِ جُنْدِيٌّ مِنْ جُنودِ الشُّرْطَةِ ، كَأَنّما هو يَحْرُسُهُ أو يَقْتَادُهُ، فأَهَمَّني أمْرُهُ، وَدَنَوْتُ مِنْهُ، َفَسَأَلْتُهُ عَنْ شأنِهِ؟.
 
فقال: لاعِلْمَ لي بشَيْءٍ سِوى أنَّ هذا الجُنْدِيَّ قد طَرَقَ السَّاعة بَابِي يَدْعوني إلى مَخْفَرِ الشُّرَطةِ وَلا أَعْلَمُ لِمِثْلِ هذهِ الدَّعْوَةِ فِي مِثْلِ هذهِ السَّاعَةِ سَبَباً، وَمَا أنَا بالرَّجُلِ المُذْنِبِ وَلا المُريبِ، فَهَلْ أَسْتَطيعُ أَنْ أَرْجُوكَ - يا صَديقي الْقديمُ - بَعْدَ الّذِي كان بَيْني وَبَيْنَكَ أَنْ تَصْحَبَني اللَّيْلةَ في وَجْهي هذا، عَلَّني أَحْتَاجُ إِلى مَعونَتِكَ فيما قد يَعْرِضُ لِي هناك مِنَ الشُّؤونِ؟.
 
َقُلْتُ: لا أَحَبَّ إِلَيَّ من ذلك؟.
 
وَمَشَيْتُ مَعَه صامِتاً لا أُحَدِّثُهُ، ولا يقولٌ لي شَيْئاً، حتَّى شَعَرْتُ كَأَنَّهُ يُزَوِّرُ في نَفْسهِ كَلَاماً يُريدُ أن يُفْضيَ بِهِ إِلَيَّ فَيَمْنَعَهُ الخَجَلُ وَالْحَيَاءُ، فَفاتَحْتُهُ الحَديثَ وقلتُ له:
 
أَلَمْ تَسْتَطِعْ أنْ تتذكر ِلِهذهِ الدَّعوة سبباً؟ .
 
فنظر إِلَيَّ نظرةً حائرةً وقَال: إِنَّ أُخْوَفَ ما أَخافُهُ أن يَكُونَ قد حدث لِزَوْجَتِي الليلةَ حادِثٌ مُؤْلِمٌ، فَقَدْ رَابَني مِنْ أَمْرِها أنها لم تَعُدْ إلى مَنْزِلِها حتى الساعةَ، وما كان ذلك شَأْنَها مِنْ قَبْلُ!.
 
قلت: أَمَا كانَ يَصْحَبُها أَحَدٌ؟.
 
قال: لا.
 
قُلْتُ: أَلَا تَعْلَمُ المكانّ الّذي ذهبت إِلَيه؟.
 
قال: لا.
 
قُلْتُ: وَمِمَّ تَخافُ عليها؟.
 
قالَ: لا أَخافُ شَيْئاً سِوى أَنّي أَعْلَمُ أَنّها امرأةٌ غَيورٌ حَمقاءُ، فلعلَّ بعض النَّاس حَاوَل الْعَبَثَ بِهَا في طَريقِها فَشَرِسَتْ عَلَيْهِ فَوَقَعَتْ بينَهما وَاقِعةٌ انتهى حَديثُها إِلى رِجَال الشُّرَطِة.
سطر 186:
فَأَشَرْتُ على المَأْمُورِ أَنْ يُرْسِلَ الْمَرَْأَةَ إلَى مَنْزل أَبيها، فَفَعَل، وَأَطْلَقَ سَبِيلَ صَاحِبها، ثُمَّ حملنا الفتى في مَرْكَبةٍ إلى مَنْزلِه، وَدَعَوْنا الطَّبيبَ، فَقَرَّرَ أَنهُ مُصابٌ بِحُمَى دماغيّةٍ شديدةٍ، ولَبِثَ سَاهِراً بجانبهِ بقيّةَ الليلِ يُعَالجُهُ، حَتّى دَنَا الصَّبْحُ، فَانْصَرف على أَنْ يَعُودَ مَتَى دَعَوْنَاه، وعَهِدَ إِليَّ بِأَمْرِهِ، فَلَبِثْتُ بِجَانِبهِ أَرْثي لحالهِ، وَأنْتَظِرُ قَضَاءَ اللّهِ فيهِ، حتّى رأيتُهُ يتحركُ في مَضْجَعه، ثُمّ فَتحَ عَيْنَيْه، فَرَآني، فَلبِثَ شاخِصاً إِلَيَّ هُنَيْهَةً كَأَنَّمَا يحاولُ أَنْ يَقُولَ لي شَيْئاً، فلا يَسْتطيعُه، فَدَنُوْتُ مِنْه وقُلتُ:
 
هَلْ من حاجةٍ يا سيّدي؟.
 
فأَجابَ بصوتٍ ضعيفٍ خافِتٍ: حاجَتي أَنْ لا يَدْخُلَ عَلَيَّ مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ.
سطر 194:
فَأَطْرَقَ هُنيِهَةَ ثم رَفَعَ رَأْسَهُ، فإِذَا عَيْناه مُبْتَلَّتَانِ بالدُّموع.
 
فقلتٌ: ما بُكاؤُكَ يا سيّدي؟.
 
قَالَ: أَتَعْلَمُ أَين زوجتي الآن؟.
 
قلت : ومَاذَا تُرِيدُ منها؟.
 
قال: لا شيءَ سِوَى أَنْ أقولَ لها: إِنّي عَفَوْتُ عنها.
سطر 208:
مَنْ لي بِمَنْ يُبَلَّغُهُمْ عَنّي جَميعاً أَنّي رَجُلٌ مَرِيضٌ مُشْرف، ووَأنّني أخشى لِقَاءَ اللّه إِنْ لَقِيتُهُ بِدِمَائِهِمْ، وَأَنّنى أَضْرَعُ إِليهم أَنْ يَصْفَحوا عَنَّي، وَيَغْتَفِروا ذَنْبي، قَبْلَ أَنْ يَسْبِقَ إِلَيَّ أَجَلي.
 
لقد كنتُ أَقِسَمْتُ لِأًبيها يَوْمَ اهْتَدَيْتُها، أَنْ أَصُونَ عِرْضَها صِيَانَتي لِحَيَاتي، وَأَنْ أَمْنَعَها مِمَّا أَمْنَعُ منه نفسي، فَحَنِثْتُ في يَميني فَهَلْ يَغْفِر لي ذَنْبِي فَيَغْفِرَ لِيَ بِغُفْرانِهِ؟!.
 
إِنّها قتلتنى، وَلكنّى أَنَا الذّي وضعتُ في يَدِها الجِنْجَرَ الّذي أَغْمَدَتَهُ في صَدْري، فَلَا يَسْأَلْها أَحَدٌ عن ذَنْبي!.