الفرق بين المراجعتين لصفحة: «سير أعلام النبلاء/الجزء الثامن»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
Obayd (نقاش | مساهمات)
Obayd (نقاش | مساهمات)
لا ملخص تعديل
سطر 1:
{{رأسية
| عنوان = [[سير أعلام النبلاء]]
| مؤلف = الذهبي
| باب = الجزء الثامن
| سابق =
| لاحق =
}}
===ترتيب المصنف===
 
===*[[سير أعلام النبلاء/يحيى بن أيوب|يحيى بن أيوب===]]
*[[سير أعلام النبلاء/يحيى بن أيوب بن أبي زرعة|يحيى بن أيوب بن أبي زرعة]]
يحيى بن أيوب ( ع ) الإمام المحدث العالم الشهير أبو العباس الغافقي المصري ينسب في عداد موالي مروان بن الحكم حدث عن يزيد بن أبي حبيب وأبي قبيل حيي بن هانئ وجعفر ابن ربيعة وعبيد الله بن أبي جعفر وعبد الله بن طاووس وعبد الله بن أبي بكر بن حزم وعبد الله بن دينار وعمارة بن غزية وإسماعيل بن أمية وبكر بن عمرو وربيعة الرأي وزبان بن قائد وزيد بن جبيرة وسهل ابن معاذ الجهني وعقيل بن خالد وأبي الأسود محمد بن عبد الرحمن وموسى بن عقبة ويحيى بن سعيد وعياش بن عباس القتباني وكعب ابن علقمة ويزيد بن عبد الله بن الهاد وحميد الطويل وهشام بن حسان وعبد الرحمن بن حرملة وعبيدالله بن زحر وأبي حازم الأعرج وصالح بن كيسان وعبد الله بن سليمان الطويل وأبن عجلان وأبي حنيفة وموسى بن علي وعمرو بن الحارث ومالك وخلق كثير حدث عنه الليث بن سعد وهو من أقرانه وجرير بن حازم وهو أكبر منه وابن جريج أحد شيوخه و[[ابن المبارك]] وابن وهب وموسى بن أعين وإسحاق بن الفرات وأشهب بن عبد العزيز وزيد بن الحباب وسعيد بن أبي مريم وسعيد بن عفير وعبد الله بن صالح الكاتب وأبو عبد الرحمن المقرئ وعمرو بن الربيع بن طارق ويحيى بن إسحاق السيلحيني وغيرهم قال [[أحمد بن حنبل]] هو دون حيوة وسعيد بن أبي أيوب هو سيئ الحفظ وروى إسحاق الكوسج عن ابن معين ثقة وقال مرة صالح وقال أبو حاتم هو أحب إلي من عبد الرحمن بن أبي الموال ومحله الصدق ولا يحتج به وقال أبو عبيد لآجري قلت لأبي داود يحيى بن أيوب ثقة قال هو صالح وقال [[النسائي]] ليس به بأس وقال مرة ليس بالقوى قلت له غرائب ومناكير يتجنبها أرباب الصحاح وينقون حديثه وهو حسن الحديث وقال أبو سعيد بن يونس كان أحد الطلابين للعلم حدث عن أهل مكه والمدينة والشام ومصر والعراق وحدث عنه الغرباء بأحاديث ليست عند أهل مصر عنه فحدث عنه يحيى بن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن ربيعة بن لقيط عن ابن حوالة من نجا من ثلاث فليس هذا بمصر من حديث يحيى وروي ايضا عن يزيد عن ابن شماسه عن زيد بن ثابت طوبى للشام مرفوعا وما هو بمصر من حديث يحيى بن أيوب وأحاديث جرير بن حازم عن يحيى بن أيوب ليس عند المصريين منها حديث وهي تشبه عندي أن تكون من حديث ابن لهيعة والله أعلم وروى زيد بن الحباب عن يحيى بن أيوب عن عياش بن عباس عن أبي الحصين حديث أبي ريحانة نهى عن الوشر والوشم وليس هذا بمصر إلا من حديث ابن لهيعة والمفضل وحيوة وعبد الله بن سويد عن عياش بن عباس وقال العقيلي حدثنامحمد بن إسماعيل حدثنا ابن علي سمعت ابن أبي مريم قال حدثت مالكا بحديث حدثنا به يحيى بن أيوب عنه فسألته عنه فقال كذب وحدثته بآخر فقال كذب وقال الخضر بن داود حدثنا أحمد بن محمد سمعت أبا عبد الله يعني أحمد بن حنبل سئل عن يحيى بن أيوب المصري فقال كان يحدث من حفظه وكان لابأس به وكأنه ذكر الوهم في حفظه فذكرت له من حديثه عن يحيى بن سعيد عن عمره عن عائشة أن النبي {{صل}} كان يقرأ في الوتر فقال هاء من يحتمل هذا قال العقيلي وهذا حدثنا يحيى بن أيوب العلاف حدثنا سعيد بن أبي مريم حدثنا يحيى بن أيوب عن يحيى بن سعيد عن عمره عن عائشة كان النبي {{صل}} يقرأ في الركعة الأولى من الوتر " ب سبح " وفي الثانية ب " قل يا أيها الكافرون " وفي الثالثة ب " قل هو الله أحد " و " قل أعوذ برب الفلق " و " قل أعوذ برب الناس " قال العقيلي أما المعوذتين فلا تصح قال أبو أحمد بن عدي هو من فقهاء مصر وعلمائهم ويقال كان قاضيا بها وهو عندي صدوق ومن غرائبه ما رواه سعيد بن أبي مريم حدثنا يحيى بن أيوب حدثني ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر قال رسول الله {{صل}} لا تعلموا العلم لتباهوا به العلماء ولا لتماروا به السفهاء ولا لتخيروا به المجالس فمن فعل ذلك فالنار النار قال فهذا معروف بيحيى ابن أيوب قال سعيد بن عفير وأبو سعيد بن يونس توفي سنة ثمان وستين ومئة أحتج به الأئمة الستة في كتبهم لكن أخرج له [[البخاري]] مقرونا بغيره حديثين أخبرنا أحمد بن محمد الحافظ أخبرنا يعيش بن علي ح وأخبرنا سنقر الزيني أخبرنا علي بن أبي الفتح الكناري بحلب سنة خمس وعشرين قالا أخبرنا عبد الله بن أحمد الخطيب أخبرنا منصور بن بكر ابن محمد بن علي بن حيد أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن حيد سنة تسع عشرة وأربع مئة حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم أخبرنا محمد ابن عبد الله بن عبد الحكم أخبرنا إسحاق بن الفرات عن يحيى بن أيوب قال قال يحيى بن سعيد أخبرني نافع أن عبد الله بن عمر كان إذا صلى الجمعة أنصرف فصلى سجدتين في بيته ثم يقول كان رسول الله {{صل}} يصنع ذلك
*[[سير أعلام النبلاء/مهدي بن ميمون|مهدي بن ميمون]]
*[[سير أعلام النبلاء/عبد الله بن لهيعة|عبد الله بن لهيعة]]
*[[سير أعلام النبلاء/سعيد بن عبد العزيز|سعيد بن عبد العزيز]]
*[[سير أعلام النبلاء/زفر بن الهذيل|زفر بن الهذيل]]
*[[سير أعلام النبلاء/قيس بن الربيع|قيس بن الربيع]]
*[[سير أعلام النبلاء/صالح المري|صالح المري]]
*[[سير أعلام النبلاء/مالك|مالك]]
*[[سير أعلام النبلاء/عبد القدوس ابن حبيب|عبد القدوس ابن حبيب]]
*[[سير أعلام النبلاء/الليث بن سعد|الليث بن سعد]]
*[[سير أعلام النبلاء/محمد بن موسى الفطري|محمد بن موسى الفطري]]
*[[سير أعلام النبلاء/ميسرة التراس|ميسرة التراس]]
*[[سير أعلام النبلاء/المغيرة بن عبد الرحمن|المغيرة بن عبد الرحمن]]
*[[سير أعلام النبلاء/ابن أبي الزناد|ابن أبي الزناد]]
*[[سير أعلام النبلاء/مفضل بن فضالة|مفضل بن فضالة]]
*[[سير أعلام النبلاء/جحا|جحا]]
*[[سير أعلام النبلاء/رياح ابن عمرو القيسي|رياح ابن عمرو القيسي]]
*[[سير أعلام النبلاء/محمد بن النضر|محمد بن النضر]]
*[[سير أعلام النبلاء/محمد بن مسلم|محمد بن مسلم]]
*[[سير أعلام النبلاء/الزنجي|الزنجي]]
*[[سير أعلام النبلاء/سليمان الخواص|سليمان الخواص]]
*[[سير أعلام النبلاء/سلم بن ميمون|سلم بن ميمون]]
*[[سير أعلام النبلاء/صالح بن موسى|صالح بن موسى]]
*[[سير أعلام النبلاء/زهير بن معاوية|زهير بن معاوية]]
*[[سير أعلام النبلاء/زهير بن محمد|زهير بن محمد]]
*[[سير أعلام النبلاء/القاسم بن معن|القاسم بن معن]]
*[[سير أعلام النبلاء/يونس بن حبيب الضبي|يونس بن حبيب الضبي]]
*[[سير أعلام النبلاء/عبد العزيز بن مسلم|عبد العزيز بن مسلم]]
*[[سير أعلام النبلاء/أخوة المغيرة|أخوة المغيرة]]
*[[سير أعلام النبلاء/سلم الخاسر|سلم الخاسر]]
*[[سير أعلام النبلاء/أبو المليح|أبو المليح]]
*[[سير أعلام النبلاء/قزعه بن سويد|قزعه بن سويد]]
*[[سير أعلام النبلاء/بكير بن مضر|بكير بن مضر]]
*[[سير أعلام النبلاء/جعفر بن سليمان|جعفر بن سليمان]]
*[[سير أعلام النبلاء/شريك بن عبد الله|شريك بن عبد الله]]
*[[سير أعلام النبلاء/غسان بن برزين|غسان بن برزين]]
*[[سير أعلام النبلاء/أبو عوانة|أبو عوانة]]
*[[سير أعلام النبلاء/وهيب|وهيب]]
*[[سير أعلام النبلاء/أبو شهاب|أبو شهاب]]
*[[سير أعلام النبلاء/عبثر بن القاسم|عبثر بن القاسم]]
*[[سير أعلام النبلاء/إسماعيل بن جعفر|إسماعيل بن جعفر]]
*[[سير أعلام النبلاء/حفص بن ميسرة|حفص بن ميسرة]]
*[[سير أعلام النبلاء/الوليد بن طريف الشيباني|الوليد بن طريف الشيباني]]
*[[سير أعلام النبلاء/يزيد بن حاتم|يزيد بن حاتم]]
*[[سير أعلام النبلاء/روح بن حاتم|روح بن حاتم]]
*[[سير أعلام النبلاء/أيوب بن جابر|أيوب بن جابر]]
*[[سير أعلام النبلاء/أيوب بن عتبة|أيوب بن عتبة]]
*[[سير أعلام النبلاء/محمد بن جابر|محمد بن جابر]]
*[[سير أعلام النبلاء/جعفر بن سليمان بن علي|جعفر بن سليمان بن علي]]
*[[سير أعلام النبلاء/محمد بن سليمان بن علي|محمد بن سليمان بن علي]]
*[[سير أعلام النبلاء/رابعة العدوية|رابعة العدوية]]
*[[سير أعلام النبلاء/رباعة الشامية|رباعة الشامية]]
*[[سير أعلام النبلاء/عبد الرحمن الداخل|عبد الرحمن الداخل]]
*[[سير أعلام النبلاء/هشام بن عبد الرحمن الداخل|هشام بن عبد الرحمن الداخل]]
*[[سير أعلام النبلاء/الحكم بن هشام بن عبد الرحمن الداخل|الحكم بن هشام بن عبد الرحمن الداخل]]
*[[سير أعلام النبلاء/عبد الرحمن بن الحكم بن هشام|عبد الرحمن بن الحكم بن هشام]]
*[[سير أعلام النبلاء/محمد بن عبد الرحمن بن الحكم|محمد بن عبد الرحمن بن الحكم]]
*[[سير أعلام النبلاء/المنذر بن محمد بن عبد الرحمن|المنذر بن محمد بن عبد الرحمن]]
*[[سير أعلام النبلاء/عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن|عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن]]
*[[سير أعلام النبلاء/عبد الرحمن الناصر|عبد الرحمن الناصر]]
*[[سير أعلام النبلاء/الحكم المستنصر بالله|الحكم المستنصر بالله]]
*[[سير أعلام النبلاء/هشام المؤيد بالله|هشام المؤيد بالله]]
*[[سير أعلام النبلاء/يعلى بن الأشدق العقيلي|يعلى بن الأشدق العقيلي]]
*[[سير أعلام النبلاء/العطاف|العطاف]]
*[[سير أعلام النبلاء/إبراهيم بن صالح بن علي بن عبد الله|إبراهيم بن صالح بن علي بن عبد الله]]
*[[سير أعلام النبلاء/الفيض ابن أبي صالح|الفيض ابن أبي صالح]]
*[[سير أعلام النبلاء/عمارة بن حمزة الهاشمي|عمارة بن حمزة الهاشمي]]
*[[سير أعلام النبلاء/عبيس بن ميمون|عبيس بن ميمون]]
*[[سير أعلام النبلاء/خالد بن عبد الله بن عبد الرحمن|خالد بن عبد الله بن عبد الرحمن]]
*[[سير أعلام النبلاء/موسى بن أعين|موسى بن أعين]]
*[[سير أعلام النبلاء/المفضل بن فضالة|المفضل بن فضالة]]
*[[سير أعلام النبلاء/أبو الأحوص|أبو الأحوص]]
*[[سير أعلام النبلاء/شهاب بن خراش|شهاب بن خراش]]
*[[سير أعلام النبلاء/هشيم بن بشير|هشيم بن بشير]]
*[[سير أعلام النبلاء/هشيم بن أبي ساسان|هشيم بن أبي ساسان]]
*[[سير أعلام النبلاء/عباد بن عباد|عباد بن عباد]]
*[[سير أعلام النبلاء/يزيد بن زريع|يزيد بن زريع]]
*[[سير أعلام النبلاء/يعقوب القمي|يعقوب القمي]]
*[[سير أعلام النبلاء/عبد الوارث بن سعيد|عبد الوارث بن سعيد]]
*[[سير أعلام النبلاء/إبراهيم بن سعد بن عبد الرحمن|إبراهيم بن سعد بن عبد الرحمن]]
*[[سير أعلام النبلاء/عبيد الله بن عمرو|عبيد الله بن عمرو]]
*[[سير أعلام النبلاء/إسماعيل بن عياش|إسماعيل بن عياش]]
*[[سير أعلام النبلاء/ابن السماك|ابن السماك]]
*[[سير أعلام النبلاء/مرحوم بن عبد العزيز|مرحوم بن عبد العزيز]]
*[[سير أعلام النبلاء/المطلب بن زياد|المطلب بن زياد]]
*[[سير أعلام النبلاء/عبد السلام بن حرب|عبد السلام بن حرب]]
*[[سير أعلام النبلاء/عمر بن عبيد|عمر بن عبيد]]
*[[سير أعلام النبلاء/عمر بن عبيد البصري|عمر بن عبيد البصري]]
*[[سير أعلام النبلاء/يحيى بن زكريا بن أبي زائدة|يحيى بن زكريا بن أبي زائدة]]
*[[سير أعلام النبلاء/خلف بن خليفة|خلف بن خليفة]]
*[[سير أعلام النبلاء/علي بن هاشم بن البريد|علي بن هاشم بن البريد]]
*[[سير أعلام النبلاء/يعقوب بن داود بن طهمان|يعقوب بن داود بن طهمان]]
*[[سير أعلام النبلاء/عبد الرحمن بن زيد بن أسلم|عبد الرحمن بن زيد بن أسلم]]
*[[سير أعلام النبلاء/سفيان بن حبيب|سفيان بن حبيب]]
*[[سير أعلام النبلاء/سفيان بن موسى البصري|سفيان بن موسى البصري]]
*[[سير أعلام النبلاء/الهيثم بن حميد|الهيثم بن حميد]]
*[[سير أعلام النبلاء/يحيى بن حمزة|يحيى بن حمزة]]
*[[سير أعلام النبلاء/يحيى بن يمان|يحيى بن يمان]]
*[[سير أعلام النبلاء/عبد الرحيم بن سليمان الرازي|عبد الرحيم بن سليمان الرازي]]
*[[سير أعلام النبلاء/عبد الرحيم بن زيد بن الحواري|عبد الرحيم بن زيد بن الحواري]]
*[[سير أعلام النبلاء/إسماعيل بن صالح بن علي|إسماعيل بن صالح بن علي]]
*[[سير أعلام النبلاء/بشر بن منصور|بشر بن منصور]]
*[[سير أعلام النبلاء/عبد العزيز بن أبي حازم|عبد العزيز بن أبي حازم]]
*[[سير أعلام النبلاء/صريع الغواني|صريع الغواني]]
*[[سير أعلام النبلاء/عبد العزيز بن محمد بن عبيد|عبد العزيز بن محمد بن عبيد]]
*[[سير أعلام النبلاء/عبد العزيز بن عبد الصمد|عبد العزيز بن عبد الصمد]]
*[[سير أعلام النبلاء/الهقل|الهقل]]
*[[سير أعلام النبلاء/يوسف بن الماجشون|يوسف بن الماجشون]]
*[[سير أعلام النبلاء/العمري|العمري]]
*[[سير أعلام النبلاء/عبد الله بن المبارك|عبد الله بن المبارك]]
*[[سير أعلام النبلاء/ضيغم بن مالك|ضيغم بن مالك]]
*[[سير أعلام النبلاء/الفضيل بن عياض|الفضيل بن عياض]]
*[[سير أعلام النبلاء/علي بن الفضيل بن عياض|علي بن الفضيل بن عياض]]
*[[سير أعلام النبلاء/فضيل بن عياض الخولاني|فضيل بن عياض الخولاني]]
*[[سير أعلام النبلاء/فضيل بن عياض الصدفي|فضيل بن عياض الصدفي]]
*[[سير أعلام النبلاء/النعمان بن عبد السلام|النعمان بن عبد السلام]]
*[[سير أعلام النبلاء/إبراهيم بن أبي يحيى|إبراهيم بن أبي يحيى]]
*[[سير أعلام النبلاء/سفيان بن عيينة|سفيان بن عيينة]]
*[[سير أعلام النبلاء/إبراهيم بن عيينة|إبراهيم بن عيينة]]
*[[سير أعلام النبلاء/الخلقاني|الخلقاني]]
*[[سير أعلام النبلاء/معتمر بن سليمان|معتمر بن سليمان]]
*[[سير أعلام النبلاء/مروان بن أبي حفصة|مروان بن أبي حفصة]]
*[[سير أعلام النبلاء/مبارك بن سعيد|مبارك بن سعيد]]
*[[سير أعلام النبلاء/معاذ بن مسلم|معاذ بن مسلم]]
*[[سير أعلام النبلاء/علي بن مسهر|علي بن مسهر]]
*[[سير أعلام النبلاء/غنجار|غنجار]]
*[[سير أعلام النبلاء/عيسى بن يونس|عيسى بن يونس]]
*[[سير أعلام النبلاء/أبو بكر بن عياش|أبو بكر بن عياش]]
*[[سير أعلام النبلاء/عبيدة بن حميد|عبيدة بن حميد]]
*[[سير أعلام النبلاء/عبدة بن سليمان|عبدة بن سليمان]]
*[[سير أعلام النبلاء/عباد بن العوام|عباد بن العوام]]
*[[سير أعلام النبلاء/عمر بن علي بن عطاء|عمر بن علي بن عطاء]]
*[[سير أعلام النبلاء/الأشجعي|الأشجعي]]
*[[سير أعلام النبلاء/عبد الله بن مصعب|عبد الله بن مصعب]]
*[[سير أعلام النبلاء/حاتم بن إسماعيل|حاتم بن إسماعيل]]
*[[سير أعلام النبلاء/بقية بن الوليد|بقية بن الوليد]]
*[[سير أعلام النبلاء/العباس بن محمد بن علي بن عبد الله|العباس بن محمد بن علي بن عبد الله]]
*[[سير أعلام النبلاء/أبو يوسف|أبو يوسف]]
*[[سير أعلام النبلاء/أبو إسحاق الفزازي|أبو إسحاق الفزازي]]
===ترتيب أبجدي===
#[[سير أعلام النبلاء/ابن السماك|ابن السماك]]
#[[سير أعلام النبلاء/ابن أبي الزناد|ابن أبي الزناد]]
#[[سير أعلام النبلاء/الأشجعي|الأشجعي]]
#[[سير أعلام النبلاء/الحكم المستنصر بالله|الحكم المستنصر بالله]]
#[[سير أعلام النبلاء/الحكم بن هشام بن عبد الرحمن الداخل|الحكم بن هشام بن عبد الرحمن الداخل]]
#[[سير أعلام النبلاء/الخلقاني|الخلقاني]]
#[[سير أعلام النبلاء/الزنجي|الزنجي]]
#[[سير أعلام النبلاء/العباس بن محمد بن علي بن عبد الله|العباس بن محمد بن علي بن عبد الله]]
#[[سير أعلام النبلاء/العطاف|العطاف]]
#[[سير أعلام النبلاء/العمري|العمري]]
#[[سير أعلام النبلاء/الفضيل بن عياض|الفضيل بن عياض]]
#[[سير أعلام النبلاء/الفيض ابن أبي صالح|الفيض ابن أبي صالح]]
#[[سير أعلام النبلاء/القاسم بن معن|القاسم بن معن]]
#[[سير أعلام النبلاء/الليث بن سعد|الليث بن سعد]]
#[[سير أعلام النبلاء/المطلب بن زياد|المطلب بن زياد]]
#[[سير أعلام النبلاء/المغيرة بن عبد الرحمن|المغيرة بن عبد الرحمن]]
#[[سير أعلام النبلاء/المفضل بن فضالة|المفضل بن فضالة]]
#[[سير أعلام النبلاء/المنذر بن محمد بن عبد الرحمن|المنذر بن محمد بن عبد الرحمن]]
#[[سير أعلام النبلاء/النعمان بن عبد السلام|النعمان بن عبد السلام]]
#[[سير أعلام النبلاء/الهقل|الهقل]]
#[[سير أعلام النبلاء/الهيثم بن حميد|الهيثم بن حميد]]
#[[سير أعلام النبلاء/الوليد بن طريف الشيباني|الوليد بن طريف الشيباني]]
#[[سير أعلام النبلاء/إبراهيم بن أبي يحيى|إبراهيم بن أبي يحيى]]
#[[سير أعلام النبلاء/إبراهيم بن سعد بن عبد الرحمن|إبراهيم بن سعد بن عبد الرحمن]]
#[[سير أعلام النبلاء/إبراهيم بن صالح بن علي بن عبد الله|إبراهيم بن صالح بن علي بن عبد الله]]
#[[سير أعلام النبلاء/إبراهيم بن عيينة|إبراهيم بن عيينة]]
#[[سير أعلام النبلاء/إسماعيل بن جعفر|إسماعيل بن جعفر]]
#[[سير أعلام النبلاء/إسماعيل بن صالح بن علي|إسماعيل بن صالح بن علي]]
#[[سير أعلام النبلاء/إسماعيل بن عياش|إسماعيل بن عياش]]
#[[سير أعلام النبلاء/أبو الأحوص|أبو الأحوص]]
#[[سير أعلام النبلاء/أبو المليح|أبو المليح]]
#[[سير أعلام النبلاء/أبو إسحاق الفزازي|أبو إسحاق الفزازي]]
#[[سير أعلام النبلاء/أبو بكر بن عياش|أبو بكر بن عياش]]
#[[سير أعلام النبلاء/أبو شهاب|أبو شهاب]]
#[[سير أعلام النبلاء/أبو عوانة|أبو عوانة]]
#[[سير أعلام النبلاء/أبو يوسف|أبو يوسف]]
#[[سير أعلام النبلاء/أخوة المغيرة|أخوة المغيرة]]
#[[سير أعلام النبلاء/أيوب بن جابر|أيوب بن جابر]]
#[[سير أعلام النبلاء/أيوب بن عتبة|أيوب بن عتبة]]
#[[سير أعلام النبلاء/بشر بن منصور|بشر بن منصور]]
#[[سير أعلام النبلاء/بقية بن الوليد|بقية بن الوليد]]
#[[سير أعلام النبلاء/بكير بن مضر|بكير بن مضر]]
#[[سير أعلام النبلاء/جحا|جحا]]
#[[سير أعلام النبلاء/جعفر بن سليمان بن علي|جعفر بن سليمان بن علي]]
#[[سير أعلام النبلاء/جعفر بن سليمان|جعفر بن سليمان]]
#[[سير أعلام النبلاء/حاتم بن إسماعيل|حاتم بن إسماعيل]]
#[[سير أعلام النبلاء/حفص بن ميسرة|حفص بن ميسرة]]
#[[سير أعلام النبلاء/خالد بن عبد الله بن عبد الرحمن|خالد بن عبد الله بن عبد الرحمن]]
#[[سير أعلام النبلاء/خلف بن خليفة|خلف بن خليفة]]
#[[سير أعلام النبلاء/رابعة العدوية|رابعة العدوية]]
#[[سير أعلام النبلاء/رباعة الشامية|رباعة الشامية]]
#[[سير أعلام النبلاء/روح بن حاتم|روح بن حاتم]]
#[[سير أعلام النبلاء/رياح ابن عمرو القيسي|رياح ابن عمرو القيسي]]
#[[سير أعلام النبلاء/زفر بن الهذيل|زفر بن الهذيل]]
#[[سير أعلام النبلاء/زهير بن محمد|زهير بن محمد]]
#[[سير أعلام النبلاء/زهير بن معاوية|زهير بن معاوية]]
#[[سير أعلام النبلاء/سعيد بن عبد العزيز|سعيد بن عبد العزيز]]
#[[سير أعلام النبلاء/سفيان بن حبيب|سفيان بن حبيب]]
#[[سير أعلام النبلاء/سفيان بن عيينة|سفيان بن عيينة]]
#[[سير أعلام النبلاء/سفيان بن موسى البصري|سفيان بن موسى البصري]]
#[[سير أعلام النبلاء/سلم الخاسر|سلم الخاسر]]
#[[سير أعلام النبلاء/سلم بن ميمون|سلم بن ميمون]]
#[[سير أعلام النبلاء/سليمان الخواص|سليمان الخواص]]
#[[سير أعلام النبلاء/شريك بن عبد الله|شريك بن عبد الله]]
#[[سير أعلام النبلاء/شهاب بن خراش|شهاب بن خراش]]
#[[سير أعلام النبلاء/صالح المري|صالح المري]]
#[[سير أعلام النبلاء/صالح بن موسى|صالح بن موسى]]
#[[سير أعلام النبلاء/صريع الغواني|صريع الغواني]]
#[[سير أعلام النبلاء/ضيغم بن مالك|ضيغم بن مالك]]
#[[سير أعلام النبلاء/عباد بن العوام|عباد بن العوام]]
#[[سير أعلام النبلاء/عباد بن عباد|عباد بن عباد]]
#[[سير أعلام النبلاء/عبثر بن القاسم|عبثر بن القاسم]]
#[[سير أعلام النبلاء/عبد الرحمن الداخل|عبد الرحمن الداخل]]
#[[سير أعلام النبلاء/عبد الرحمن الناصر|عبد الرحمن الناصر]]
#[[سير أعلام النبلاء/عبد الرحمن بن الحكم بن هشام|عبد الرحمن بن الحكم بن هشام]]
#[[سير أعلام النبلاء/عبد الرحمن بن زيد بن أسلم|عبد الرحمن بن زيد بن أسلم]]
#[[سير أعلام النبلاء/عبد الرحيم بن زيد بن الحواري|عبد الرحيم بن زيد بن الحواري]]
#[[سير أعلام النبلاء/عبد الرحيم بن سليمان الرازي|عبد الرحيم بن سليمان الرازي]]
#[[سير أعلام النبلاء/عبد السلام بن حرب|عبد السلام بن حرب]]
#[[سير أعلام النبلاء/عبد العزيز بن أبي حازم|عبد العزيز بن أبي حازم]]
#[[سير أعلام النبلاء/عبد العزيز بن عبد الصمد|عبد العزيز بن عبد الصمد]]
#[[سير أعلام النبلاء/عبد العزيز بن محمد بن عبيد|عبد العزيز بن محمد بن عبيد]]
#[[سير أعلام النبلاء/عبد العزيز بن مسلم|عبد العزيز بن مسلم]]
#[[سير أعلام النبلاء/عبد القدوس ابن حبيب|عبد القدوس ابن حبيب]]
#[[سير أعلام النبلاء/عبد الله بن المبارك|عبد الله بن المبارك]]
#[[سير أعلام النبلاء/عبد الله بن لهيعة|عبد الله بن لهيعة]]
#[[سير أعلام النبلاء/عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن|عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن]]
#[[سير أعلام النبلاء/عبد الله بن مصعب|عبد الله بن مصعب]]
#[[سير أعلام النبلاء/عبد الوارث بن سعيد|عبد الوارث بن سعيد]]
#[[سير أعلام النبلاء/عبدة بن سليمان|عبدة بن سليمان]]
#[[سير أعلام النبلاء/عبيد الله بن عمرو|عبيد الله بن عمرو]]
#[[سير أعلام النبلاء/عبيدة بن حميد|عبيدة بن حميد]]
#[[سير أعلام النبلاء/عبيس بن ميمون|عبيس بن ميمون]]
#[[سير أعلام النبلاء/علي بن الفضيل بن عياض|علي بن الفضيل بن عياض]]
#[[سير أعلام النبلاء/علي بن مسهر|علي بن مسهر]]
#[[سير أعلام النبلاء/علي بن هاشم بن البريد|علي بن هاشم بن البريد]]
#[[سير أعلام النبلاء/عمارة بن حمزة الهاشمي|عمارة بن حمزة الهاشمي]]
#[[سير أعلام النبلاء/عمر بن عبيد البصري|عمر بن عبيد البصري]]
#[[سير أعلام النبلاء/عمر بن عبيد|عمر بن عبيد]]
#[[سير أعلام النبلاء/عمر بن علي بن عطاء|عمر بن علي بن عطاء]]
#[[سير أعلام النبلاء/عيسى بن يونس|عيسى بن يونس]]
#[[سير أعلام النبلاء/غسان بن برزين|غسان بن برزين]]
#[[سير أعلام النبلاء/غنجار|غنجار]]
#[[سير أعلام النبلاء/فضيل بن عياض الخولاني|فضيل بن عياض الخولاني]]
#[[سير أعلام النبلاء/فضيل بن عياض الصدفي|فضيل بن عياض الصدفي]]
#[[سير أعلام النبلاء/قزعه بن سويد|قزعه بن سويد]]
#[[سير أعلام النبلاء/قيس بن الربيع|قيس بن الربيع]]
#[[سير أعلام النبلاء/مالك|مالك]]
#[[سير أعلام النبلاء/مبارك بن سعيد|مبارك بن سعيد]]
#[[سير أعلام النبلاء/محمد بن النضر|محمد بن النضر]]
#[[سير أعلام النبلاء/محمد بن جابر|محمد بن جابر]]
#[[سير أعلام النبلاء/محمد بن سليمان بن علي|محمد بن سليمان بن علي]]
#[[سير أعلام النبلاء/محمد بن عبد الرحمن بن الحكم|محمد بن عبد الرحمن بن الحكم]]
#[[سير أعلام النبلاء/محمد بن مسلم|محمد بن مسلم]]
#[[سير أعلام النبلاء/محمد بن موسى الفطري|محمد بن موسى الفطري]]
#[[سير أعلام النبلاء/مرحوم بن عبد العزيز|مرحوم بن عبد العزيز]]
#[[سير أعلام النبلاء/مروان بن أبي حفصة|مروان بن أبي حفصة]]
#[[سير أعلام النبلاء/معاذ بن مسلم|معاذ بن مسلم]]
#[[سير أعلام النبلاء/معتمر بن سليمان|معتمر بن سليمان]]
#[[سير أعلام النبلاء/مفضل بن فضالة|مفضل بن فضالة]]
#[[سير أعلام النبلاء/مهدي بن ميمون|مهدي بن ميمون]]
#[[سير أعلام النبلاء/موسى بن أعين|موسى بن أعين]]
#[[سير أعلام النبلاء/ميسرة التراس|ميسرة التراس]]
#[[سير أعلام النبلاء/هشام المؤيد بالله|هشام المؤيد بالله]]
#[[سير أعلام النبلاء/هشام بن عبد الرحمن الداخل|هشام بن عبد الرحمن الداخل]]
#[[سير أعلام النبلاء/هشيم بن أبي ساسان|هشيم بن أبي ساسان]]
#[[سير أعلام النبلاء/هشيم بن بشير|هشيم بن بشير]]
#[[سير أعلام النبلاء/وهيب|وهيب]]
#[[سير أعلام النبلاء/يحيى بن أيوب بن أبي زرعة|يحيى بن أيوب بن أبي زرعة]]
#[[سير أعلام النبلاء/يحيى بن أيوب|يحيى بن أيوب]]
#[[سير أعلام النبلاء/يحيى بن حمزة|يحيى بن حمزة]]
#[[سير أعلام النبلاء/يحيى بن زكريا بن أبي زائدة|يحيى بن زكريا بن أبي زائدة]]
#[[سير أعلام النبلاء/يحيى بن يمان|يحيى بن يمان]]
#[[سير أعلام النبلاء/يزيد بن حاتم|يزيد بن حاتم]]
#[[سير أعلام النبلاء/يزيد بن زريع|يزيد بن زريع]]
#[[سير أعلام النبلاء/يعقوب القمي|يعقوب القمي]]
#[[سير أعلام النبلاء/يعقوب بن داود بن طهمان|يعقوب بن داود بن طهمان]]
#[[سير أعلام النبلاء/يعلى بن الأشدق العقيلي|يعلى بن الأشدق العقيلي]]
#[[سير أعلام النبلاء/يوسف بن الماجشون|يوسف بن الماجشون]]
#[[سير أعلام النبلاء/يونس بن حبيب الضبي|يونس بن حبيب الضبي]]
 
[[تصنيف:سير أعلام النبلاء|8]]
===يحيى بن أيوب===
يحيى بن أيوب ( د ت ) ابن أبي زرعة بن عمرو بن جرير بن عبد الله البجلي الكوفي حدث عن جده [[../أبو زرعة بن عمرو|أبي زرعة]] والشعبي، وعنه [[ابن المبارك]] وأبو أسامة وأبو أحمد الزبيري والفريابي وعبد الله بن رجاء الغداني قال يحيى بن معين ليس به بأس وقال مرة ضعيف وقال في رواية عثمان الدارمي ليس بشيء قلت بقي إلى نحو سنة ستين ومئة ذكرناه للتمييز من الذي قبله وهو أخو جرير بن أيوب أحد الضعفاء
 
===مهدي بن ميمون===
مهدي بن ميمون ( ع ) الإمام الحافظ الثقة أبو يحيى الكردي الأزدي ثم المعولي مولاهم البصري أحد الأثبات المعمرين
 
حدث عن أبي رجاء العطاردي ومحمد بن سيرين و[[الحسن البصري]] وغيلان بن جرير وأبي الوازع جابر بن عمرو الراسبي وواصل الأحدب وواصل مولى أبي عيينة وعدة وقرأ القرآن على شعيب بن الحبحاب عرض عليه الختمة يعقوب الحضرمي فهو من كبار مشيخته في القراءات وحدث عنه يحيى القطان وابن مهدي وعارم وأبو الوليد ومسدد وموسى بن إسماعيل وهدبة وعبد الله بن محمد بن أسماء وعبد الله بن معاوية الجمحي وآخرون وحدث عنه من رفقائه هشام بن حسان وثقه شعبة و[[أحمد بن حنبل]] قال ابن سعيد كان كرديا مات في سنة اثنتين وسبعين ومئة
 
===عبد الله بن لهيعة===
عبد الله بن لهيعة ( دتق ) ابن عقبة بن فرعان بن ربيعة بن ثوبان
 
القاضي الإمام العلامة محدث ديار مصر مع الليث أبو عبد الرحمن الحضرمي الأعدولي ويقال الغافقي المصري ويقال يكنى أبا النضر ولم يصح ولد سنة خمس أو ست وتسعين وطلب العلم في صباه ولقي الكبار بمصر والحرمين وسمع من عبد الرحمن بن هرمز الأعرج صاحب أبي هريرة ومن موسى بن وردان وعطاء بن أبي رباح وعمرو بن شعيب وعمر بن دينار ويزيد بن أبي حبيب وأبي وهب الجيشاني ومشرح بن هاعان وعبيد الله ابن أبي جعفر و[[عكرمة]] مولى ابن عباس إن صح ذلك وكعب بن علقمة وقيس بن الحجاج وأبي الأسود محمد بن عبد الرحمن يتيم عروة ومحمد بن المنكدر وأبي الزبير ويزيد بن عمرو المعافري وأبي يونس مولى أبي هريرة وأبي عشانة المعافري وأبي قبيل المعافري وأحمد بن خازم المعافري وبكر بن عمرو المعافري وشرحبيل بن شريك المعافري وعامر بن يحيى المعافري وبكير بن الأشج وجعفر بن ربيعة ودراج أبي السمح وعقيل بن خالد وعمرو بن جابر الحضرمي وخلق كثير وعنه حفيدة أحمد بن عيسى بن عبد الله وعمرو بن الحارث و[[الأوزاعي]] وشعبة والثوري وماتوا قبله والليث بن سعد ومالك ولم يصرح باسمه و[[ابن المبارك]] والوليد بن مسلم وابن وهب وأشهب وزيد بن الحباب وأبو عبد الرحمن المقرئ ومروان بن محمد وبشر بن عمر الزهراني والحسن بن موسى الأشب وأسد بن موسى وإسحاق بن عيسى بن الطباع وسعيد بن أبي مريم وسعيد بن عفير وعثمان بن صالح والنضر بن عبد الجبار ويحيى بن إسحاق ويحيى بن بكير وحسان بن عبد الله الواسطي وأبو صالح الكاتب والقعنبي وعمرو بن خالد وكامل طلحة وقتيبه بن سعيد ومحمد ابن رمح ومحمد بن الحارث صدره وخلق كثير خاتمتهم ابن رمح وكان من بحور العلم على لين في حديثه قال روح بن صلاح لقي ابن لهيعة اثنين وسبعين تابعيا قلت لقي جماعة من أصحاب أبي هريرة وعبد الله بن عمرو وعقبة بن عامر قال [[أحمد بن حنبل]] من كان مثل ابن لهيعة بمصر في كثرة حديثه وضبطه وإتقانه حدثني إسحاق بن عيسى أنه لقيه في سنة أربع وستين وأن كتبه احترقت سنة تسع وستين ومئة وقال [[أبو داود]] سمعت أحمد بن حنبل يقول ماكان محدث مصر إلا ابن لهيعة وقال أحمد بن صالح كان ابن لهيعة صحيح الكتاب طلابا للعلم وقال زيد بن الحباب قال [[سفيان الثوري]] عند ابن لهيعة الأصول وعندنا الفروع وقال عثمان بن صالح السهمي احترقت دار ابن لهيعة وكتبه وسلمت أصوله كتبت كتاب عمارة بن غزية من أصله ولما مات ابن لهيعة قال الليث ما خلف مثله لا ريب أن ابن لهيعة كان عالم الديار المصرية هو والليث معا كما كان الإمام مالك في ذلك العصر عالم المدينة والأوزاعي عالم الشام ومعمر عالم اليمن وشعبة والثوري عالما العراق وإبراهيم بن طهمان عالم خراسان ولكن ابن لهيعة تهاون بالإتقان وروى مناكير فانحط عن رتبة الاحتجاج به عندهم وبعض الحفاظ يروي حديثه ويذكره في الشواهد والاعتبارات والزهد والملاحم لا في الأصول وبعضهم يبالغ في وهنه ولا ينبغي إهداره وتتجنب تلك المناكير قإنه عدل في نفسه وقد ولي قضاء الإقليم في دولة المنصور دون السنة وصرف أعرض أصحاب الصحاح عن رواياته وأخرج له أبو داود و[[الترمذي]] والقزويني وما رواه عنه ابن وهب والمقرئ والقدماء فهو أجود وقع لي من عوالي حديثه وكان يحيى بن سعيد القطان لا يراه شيئا قاله علي بن المديني ثم قال علي سمعت [[عبد الرحمن بن مهدي]] وقيل له تحمل عن عبد الله بن يزيد القصير عن ابن لهيعة فقال لا أحمل عن ابن لهيعة قليلا ولا كثيرا ثم قال عبد الرحمن كتب إلي ابن لهيعة كتابا فيه حدثنا عمرو بن شعيب فقرأته على [[ابن المبارك]] فأخرج إلي ابن المبارك من كتابه عن ابن لهيعة قال أخبرني إسحاق بن أبي فروة عن عمرو بن شعيب وقال نعيم بن حماد سمعت ابن مهدي يقول ما أعتد بشيء سمعت من حديث ابن لهيعة إلا سماع ابن المبارك ونحوه وقال أحمد بن حنبل كان ابن لهيعة كتب عن المثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب وكان بعد يحدث بها عن عمرو نفسه وكان الليث أكبر منه بسنتين روى يعقوب الفسوي عن سعيد بن أبي مريم قال كان حيوة بن شريح أوصى إلى رجل وصارت كتبه عنده وكان لا يتقي الله يذهب فيكتب من كتب حيوة الشيوخ الذين شاركه فيهم ابن لهيعة ثم يحمل إليه فيقرأ عليهم وحضرت ابن لهيعة وقد جاءه قوم حجوا يسلمون عليه فقال هل كتبتم حديثا طريفا فجعلوا يذاكرونه حتى قال بعضهم حدثنا القاسم العمري عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي {{صل}} قال إذا رأيتم الحريق فكبروا فإن التكبير يطفئه فقال هذا حديث طريف قال فكان يقول حدثنا به صاحبنا فلان فلما طال ذلك نسي الشيخ فكان يقرا عليه ويرويه عن عمرو بن شعيب ميمون بن إصبغ سمعت ابن أبي مريم يقول حدثنا القاسم بن عبد الله بن عمر عن عمرو بن شعيب بحديث الحريق ثم قال سعيد هذا سمعه ابن لهيعة من زياد بن يونس الحضرمي عن القاسم فكان ابن لهيعة يستحسنه ثم إنه بعد قال إنه يرويه عن عمرو بن شعيب وقال يحيى بن بكير قيل لابن لهيعة إن ابن وهب يزعم أنك لم تسمع هذه الأحاديث من عمرو بن شعيب فضاق ابن لهيعة وقال وما يدري ابن وهب سمعت هذه الأحاديث من عمرو قبل أن يلتقي ابواه قال حنبل سمعت أبا عبد الله يقول ما حديث ابن لهيعة بحجة وإني لأكتبه أعتبر به وهو يقوي بعضه ببعض أبو عبيد الآجري عن أبي داود قال لي ابن أبي مريم لم تحترق كتب ابن لهيعة ولا كتاب إنما أرادوا أن يعفو عليه أمير فأرسل إليه أمير بخمس مئة دينار وسمعت قتيبه يقول كنا لا نكتب حديث ابن لهيعة إلا من كتب ابن أخيه أو كتب ابن وهب إلا ما كان من حديث الأعرج جعفر الفريابي سمعت بعض أصحابنا يذكر أنه سمع قتيبة يقول قال لي أحمد بن حنبل أحاديثك عن ابن لهيعة صحاح فقلت لأنا كنا نكتب من كتاب ابن وهب ثم نسمعه من ابن لهيعة قال أبو صالح الحراني قال لي ابن لهيعة ما تركت ليزيد بن أبي حبيب حرفا قال عثمان بن صالح السهمي عن إبراهيم بن إسحاق قاضي مصر قال أنا حملت رسالة الليث إلى مالك وأخذت جوابها فكان مالك يسألني عن ابن لهيعة فأخبره بحاله فقال ليس يذكر الحج فسبق إلى قلبي أنه يريد السماع منه قال الثوري حججت حججا لألقى ابن لهيعة وقال محمد بن معاوية سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول وددت أني سمعت من ابن لهيعة خمس مئة حديث وأني غرمت مودى كأنه يعني دية أبو الطاهر بن السرح سمعت ابن وهب يقول حدثني والله الصادق البار عبد الله بن لهيعة قال أبو الطاهر فما سمعته يحلف بهذا قط وروى حنبل عن أبي عبد الله قال ابن لهيعة أجود قراءة لكتبه من ابن وهب
 
قال [[أبو داود]] عن أحمد ما كان محدث مصر إلا ابن لهيعة
 
البخاري عن يحيى بن بكير احترق منزل ابن لهيعة وكتبه في سنة سبعين قلت الظاهر أنه لم يحترق إلا بعض أصوله يعقوب الفسوي سمعت أحمد بن صالح يقول ابن لهيعة صحيح الكتاب كان أخرج كتبه فأملى على الناس حتى كتبوا حديثه إملاء فمن ضبط كان حديثه حسنا صحيحا إلا أنه كان يحضر من يضبط ويحسن ويحضر قوم يكتبون ولا يضبطون ولايصححون وآخرون نظارة وآخرون سمعوا مع آخرين ثم لم يخرج ابن لهيعة بعد ذلك كتابا ولم ير له كتاب وكان من أراد السماع منه ذهب فاستنسخ ممن كتب عنه وجاءه فقرأه عليه فمن وقع على نسخة صحيحة فحديثه صحيح ومن كتب من نسخة لم تضبط جاء فيه خلل كثير ثم ذهب قوم فكل من روى عنه عن عطاء بن أبي رباح فإنه سمع من عطاء وروى عن رجل عنه وعن ثلاثة عن عطاء قال فتركوا من بينه وبين عطاء وجعلوه عن عطاء قال يعقوب كتبت عن ابن رمح كتابا عن ابن لهيعة وكان فيه نحو مما وصف أحمد بن صالح فقال هذا وقع على رجل ضبط إملاء ابن لهيعة فقلت له في حديث ابن لهيعة فقال لم تعرف مذهبي في الرجال إني أذهب إلى أنه لا يترك حديث محدث حتى يجتمع أهل مصره على ترك حديثه وسمعت أحمد بن صالح يقول كتبت حديث ابن لهيعة عن أبي الأسود في الرق وكنت أكتب عن أصحابنا في القراطيس وأستخير الله فيه فكتبت حديث النضر بن عبد الجبار في الرق قال فذكرت له سماع القديم وسماع الحديث فقال كان ابن لهيعة طلابا للعلم صحيح الكتاب قال وظننت أن أبا الأسود كتب من كتاب صحيح فحديثه صحيح يشبه حديث أهل العلم إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد سمعت يحيى بن معين يقول ابن لهيعة أمثل من رشدين بن سعد وقد كتبت حديث ابن لهيعة قال أهل مصر ما أحترق له كتاب قط وما زال ابن وهب يكتب عنه حتى مات وكان النضر بن عبد الجبار راوية عنه وكان شيخ صدق وكان ابن أبي مريم سيئ الرأي في ابن لهيعة فلما كتبوها عنه وسألوه عنها سكت عن ابن لهيعة قلت ليحيى فسماع القدماء والآخرين منه سواء قال نعم سواء واحد قال الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن في التاريخ قدم ابن لهيعة الشام غازيا مع صالح بن علي سنة ثمان وثلاثين ومئة واجتاز بساحل دمشق أو بها حكاه القطربلي عن الواقدي وقال ابن بكير ولد سنة ست وتسعين وتفرد نوح بن حبيب بأن كنيته أبو النضر وقال ابن سعد ابن لهيعة حضرمي من أنفسهم كان ضعيفا وعنده حديث كثير ومن سمع منه في أول أمره أحسن حالا وأما أهل مصر فيذكرون أنه لم يختلط لكنه كان يقرأ عليه ما ليس من حديثه فيسكت عليه فقيل له في ذلك فقال وما ذنبي إنما يجيئون بكتاب يقرؤونه ويقومون ولو سألوني لأخبرتهم أنه ليس من حديثي إلى أن قال ومات بمصر في نصف ربيع الأول سنة أربع وسبعين ومئة وقال مسلم بن الحجاج ابن لهيعة تركه وكيع ويحيى وابن مهدي وقال ابن يونس مولده سنة سبع وتسعين ورأيته في ديوان حضرموت بمصر فيمن دعى به سنة ست وعشرين ومئة في أربعين من العطاء قال ابن وهب حديث لو أن القرآن في إهاب ما مسته النار ما رفعه لنا ابن لهيعة في أول عمره قط وقال أبو حفص الفلاس من كتب عن ابن لهيعة قبل احتراق كتبه فهو أصح كابن المبارك والمقرئ وهو ضعيف الحديث وقال إسحاق بن عيسى ما احترقت أصوله إنما احترق بعض ما كان يقرأ منه يريد ما نسخ منها ابن عدي حدثنا موسى بن العباس حدثنا أبو حاتم سمعت سعيد بن أبي مريم يقول رأيت ابن لهيعة يعرض ناس عليه أحاديث من أحاديث العراقيين منصور وأبي إسحاق والأعمش وغيرهم فأجازه لهم فقلت يا أبا عبد الرحمن ليست هذه من حديثك قال هي أحاديث مرت على مسامعي ورواها ابن أبي حاتم عن أبيه وروى الفضل بن زياد عن [[أحمد بن حنبل]] قال من كتب عن ابن لهيعة قديما فسماعه صحيح قلت لأنه لم يكن بعد تساهل وكان أمره مضبوطا فأفسد نفسه وقال [[النسائي]] ليس بثقة وقال عبد الرحمن بن خراش لا يكتب حديثه وقال أبو زرعة لا يحتج به قيل فسماع القدماء قال أوله وآخره سواء إلا أن ابن وهب و[[ابن المبارك]] كانا يتتبعان أصوله يكتبان منها عباس عن يحيى بن معين قال ابن لهيعة لا يحتج به قال ابن عدي أحاديثه أحاديث حسان مع ما قد ضعفوه فيكتب حديثه وقد حدث عنه مالك وشعبه والليث وقال أحمد بن سعيد الدارمي سمعت قتيبه يقول حضرت موت ابن لهيعة فسمعت الليث يقول ما خلف بعده مثله محمد بن قدامة حدثنا زيد بن الحباب عن شعبه عن ابن لهيعة عن خالد بن أبي عمران عن القاسم وسالم في الأمة تصلي يدركها العتق قالا تقنع وتمضي في صلاتها وفي الموطأ بلغني عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده نهى رسول الله {{صل}} عن بيع العربان قالو هذا ما رواه عن عمرو سوى ابن لهيعة عبد الملك بن شعيب بن الليث حدثنا أبي حدثني الليث حدثني ابن لهيعة عن الأعرج عن أبي هريرة عن رسول الله {{صل}} قال من أصبح صائما فنسي فأكل وشرب فالله أطعمه وسقاه قال أبو حاتم بن حبان البستي كان من أصحابنا يقولون سماع من سمع من ابن لهيعة قبل احتراق كتبه مثل العبادلة ابن المبارك وابن وهب والمقرئ وعبد الله بن مسلمة القعنبي فسماعهم صحيح ومن سمع بعد احتراق كتبه فسماعه ليس بشيء وكان ابن لهيعة من الكتابين للحديث والجماعين للعلم والرحالين فيه ولقد حدثني شكر حدثنا يوسف بن مسلم عن بشر بن المنذر قال كان ابن لهيعة يكنى أبا خريطة كانت له خريطة معلقة في عنقه فكان يدور بمصر فكلما قدم قوم كان يدور عليهم فكان إذا رأى شيخا سأله من لقيت وعمن كتبت فإن وجد عنده شيئا كتب عنه فلذلك كان يكنى أبا خريطة قال ابن حبان قد سبرت أخبار ابن لهيعة من رواية المتقدمين والمتأخرين عنه فرأيت التخليط في رواية المتأخرين عنه موجودا وما لا أصل له في رواية المتقدمين كثيرا فرجعت إلى الاعتبار فرأيته كان يدلس عن أقوام ضعفي على أقوام رآهم هو ثقات فألزق تلك الموضوعات به وقال يحيى القطان قال لي بشر بن السري لو رأيت ابن لهيعة لم تحمل عنه حرفا وقال نعيم بن حماد سمعت يحيى بن حسان يقول جاء قوم ومعهم جزء فقالوا سمعناه ابن لهيعة فنظرت فيه فإذا ليس فيه حديث واحد من حديث ابن لهيعة فقمت إليه فقلت أي شيء هذا قال فما اصنع بهم يجيؤون بكتاب فيقولون هذا من حديثك فأحدثهم به ابن حبان حدثنا أبو يعلى حدثنا كامل بن طلحة حدثنا ابن لهيعة حدثني حيي بن عبد الله عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله ابن عمرو أن رسول الله {{صل}} قال في مرضه ادعو لي أخي فدعي له أبو بكر فأعرض عنه ثم قال ادعوا لي أخي فدعي له عثمان فأعرض عنه ثم دعي له علي فستره بثوبه وأكب عليه فلما خرج من عنده قيل له ما قال قال علمني ألف باب كل باب يفتح ألف باب هذا حديث منكر كأنه موضوع قال عثمان بن صالح لا أعلم أحدا أخبر بسبب علة ابن لهيعة مني اقبلت أنا وعثمان بن عتيق بعد انصرافنا من الصلاة يوم الجمعة فوافينا ابن لهيعة أمامنا راكبا على حمار يريد إلى منزله فأفلج وسقط عن حماره فبدرني ابن عتيق إليه فأجلسه وصرنا به إلى منزله قال عمرو بن خالد الحراني سمعت زهيرا يقول لمسكين بن بكير الحذاء يا أبا عبد الرحمن ما كتب إليك ابن لهيعة قال كتب إلى غيري أن عقيلا أخبره عن ابن شهاب أن رسول الله {{صل}} امر بصوم آخر اثنين من شعبان وقال العقيلي حدثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي حدثنا خالد ابن خداش قال قال لي ابن وهب ورآني لا أكتب حديث ابن لهيعة إني لست كغيري في ابن لهيعة فاكتبها وقال سعيد بن أبي مريم لم يسمع ابن لهيعة من يحيى بن سعيد شيئا لكن كتب إليه هذا الحديث يعني حديث السائب بن يزيد ابن أخت نمر قال صحبت سعدا كذا وكذا سنة فلم أسمعه يحدث عن رسول الله {{صل}} إلا حديثا واحدا وكنت في عقبة على اثره لا يفرق بين مجتمع ولا يجمع بين متفرق في الصدقة فظن ابن لهيعة أنه من حديث سعد وإنما كان هذا كلاما مبتدأ من مسائل كتب بها إليه عفان حدثنا حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد عن السائب بن يزيد أنه صحب سعدا من المدينة إلى مكة فلم يسمعه يحدث عن النبي {{صل}} حتى رجع ونقلوا أن عبد الله بن لهيعة ولاه أبو جعفر القضاء بمصر في سنة خمس وخمسين ومئة تسعة أشهر واجرى عليه في كل شهر ثلاثين دينارا فأما قول أبي أحمد بن عدي في الحديث الماضي علمني ألف باب يفتح كل باب ألف باب فلعل البلاء فيه من ابن لهيعة فإنه مفرط في التشيع فما سمعنا بهذا عن ابن لهيعة بل ولا علمت أنه غير مفرط في التشيع ولا الرجل متهم بالوضع بل لعله أدخل على كامل فإنه شيخ محله الصدق لعل بعض الرافضة أدخله في كتابه ولم يتفطن هو فالله أعلم قال قتيبة بن سعيد لما احترقت كتب ابن لهيعة بعث إليه الليث بن سعد من الغد بألف دينار وقال أبو سعيد بن يونس ذكر أبو عبد الرحمن النسائي يوما ابن لهيعة فقال ما أخرجت من حديثه شيئا قط إلا حديثا واحدا حديث عمرو ابن الحارث عن مشرح عن عقبة عن النبي {{صل}} قال في الحج سجدتان أخبرناه هلال بن العلاء عن معافي بن سليمان عن موسى ابن أعين عن عمرو بن الحارث أخبرنا عبد الحافظ بن بدران ويوسف بن أحمد قالا أخبرنا موسى بن عبد القادر أخبرنا سعيد بن أحمد أخبرنا علي بن أحمد البندار أخبرنا محمد بن عبد الرحمن المخلص حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا محمد بن كثير مروان الفهري حدثني عبد الله بن لهيعة عن أبي قبيل عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله {{صل}} من عطس أو تجشأ فقال الحمد لله على كل حال من الحال دفع عنه بها سبعون داء أهونها الجذام وهذا خبر منكر لا يحتمله ابن لهيعة ولا أتى به سوى الفهري وهو شيخ واه جدا أخبرنا أبو المعالي أحمد بن إسحاق أخبرنا الفتح بن عبد السلام أخبرنا محمد بن عمر القاضي ومحمد بن أحمد الطرائفي وأبو غالب محمد بن علي قالوا أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة أخبرنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري أخبرنا جعفر بن محمد الفرياني حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ابن لهيعة عن مشرح بن هاعان عن عقبة بن عامر قال قال رسول الله {{صل}} أكثر منافقي أمتي قراؤها هذا حديث محفوط قد تابع فيه الوليد بن المغيرة ابن لهيعة عن مشرح وقد رواه عبد الله بن المبارك عن عبد الرحمن بن شريح المعافري عن شراحبيل بن يزيد عن محمد بن هدية الصدفي عن عبد الله بن عمرو بن العاص وبالإسناد إلى الفرياني حدثنا قتيبة حدثنا ابن لهيعة عن أبي يونس سليم بن جبير مولى أبي هريرة عن أبي هريرة أن النبي {{صل}} قال ويل للعرب من شر قد اقترب فتن كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل المتمسك منهم يومئذ على دينه كالقابض على خبط الشوك أو جمر الغضا وبه قال حدثنا قتيبة حدثنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن أسلم أبي عمران قال سمعت أبا أيوب الأنصاري يقول ليأتين على الرجل أحايين وما في جلده موضع إبرة من النفاق وإنه ليأتي عليه أحايين وما فيه موضع إبرة من إيمان رواه بنحوه ابن وهب عن حيوة بن شريح عن يزيد قرأت على أبي الفضل بن تاج الأمناء عن عبد المعز بن محمد البزاز أن محمد بن إسماعيل الهروي أخبره قال أخبرنا محلم بن إسماعيل الضبي أخبرنا أبو سعيد الخليل بن أحمد القاضي حدثنا أبو العباس محمد بن إسحاق السراج حدثنا أبو رجاء قتيبة بن سعيد الثقفي حدثنا ابن لهيعة عن أبي الأسود عن رجل عن أبي هريرة عن النبي {{صل}} قال إن الله يقول من أظلم ممن صور صورتي أو شبه بها فليخلقوا حبة أو ذرة هذا حديث غريب جدا وفيه رجل مجهول أيضا وبه قال قتيبة حدثنا ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة عن عائشة عن النبي {{صل}} قال أجعلوا من صلاتكم في بيوتكم ولا تجعلوها عليكم قبورا كما اتخذت اليهود والنصارى في بيوتهم قبور وإن البيت ليتلى فيه القرآن فيتراءى لأهل السماء كما تتراءى النجوم لأهل الأرض هذا حديث نظيف الإسناد حسن المتن فيه النهي عن الدفن في البيوت وله شاهد من طريق آخر وقد نهى عليه السلام أن يبنى على القبور ولو اندفن الناس في بيوتهم لصارت المقبرة والبيوت شيئا واحد والصلاة في المقبرة فمنهي عنها نهي كراهية أو نهي تحريم وقد قال عليه السلام أفضل صلاة الرحل في بيته إلا المكتوبة فناسب ذلك ألا تتخذ المساكن قبورا وأما دفنه في بيت عائشة صلوات الله عليه وسلامه فمختص به كما خص ببسط قطيفة تحته في لحده وكما خص بأن صلوا عليه فرادى بلا إمام فكان هو إمامهم حيا وميتا في الدنيا والآخرة وكما خص بتأخير دفنه يومين ويكره ةتأخير أمته لأنه هو أمن عليه التغير بخلافنا ثم إنهم أخروه حتى صلوا كلهم عليه داخل بيته فطال لذلك الأمر ولأنهم ترددوا شطر اليوم الأول في موته حتى قدم أبو بكر الصديق من السنح فهذا كان سبب التأخير قال أبو إسحاق الجوزجاني ابن لهيعة لا نور على حديثه ولا ينبغي أن يحتج به ولا أن يعتد به البخاري حدثني أحمد بن عبد الله أخبرنا صدقة بن عبد الرحمن حدثنا ابن لهيعة عن مشرح بن هاعان عن عقبة بن عامر سمعت رسول الله {{صل}} يقول لو تمت البقرة ثلاث مئة آية لتكلمت وعن أبي الوليد بن أبي الجارود عن يحيى بن معين قال يكتب عن ابن لهيعة ما كان قبل احتراق كتبه قلت عاش ثمانيا وسبعين سنة ومر أنه توفي سنة أربع وسبعين ومئة وكان من أوعية العلم ومن رؤساء أهل مصر ومحتشميهم أطلق المنصور بن عمار الواعظ أراضي له الرمادي في تاريخه حدثنا عمرو بن خالد حدثنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن حديج بن أبي عمرو سمعت المستورد بن شداد يقول سمعت رسول الله {{صل}} يقول لكل أمة أجل وإن لأمتي مئة سنة فإذا مر عليها مئة سنة أتاها ما وعدها الله ابن لهيعة حدثنا يزيد بن عمرو المعافري عن ابن حجيرة قال استظل سبعون نفسا من قوم موسى تحت قحف رجل من العمالقة هذا من الإسرائيليات والقدرة صالحة ولو استظل بذلك القحف أربعة لكان عظيما
 
===سعيد بن عبد العزيز===
سعيد بن عبد العزيز ( مع ) ابن أبي يحيى الإمام القدوة مفتي دمشق أبو محمد التنوخي الدمشقي ويقال أبو عبد العزيز ولد سنة تسعين في حياة سهل بن سعد وأنس بن مالك رضي الله عنهما وقرأ القرآن على ابن عامر ويزيد بن أبي مالك تلا عليه الوليد بن مسلم وأبو مسهر وحدث عن مكحول والزهري ونافع مولى ابن عمر وربيعة بن يزيد القصير وإسماعيل بن عبيد الله ويونس بن ميسر بن حلبس وعمير ابن هانئ وأبي الزبير المكي وزيد بن اسلم وبلال بن سعد وعدة ودخل على عطاء بن أبي رباح وسأله عن مسألة وليس هو بالمكثر من الحديث ويروي أيضا عن عطية بن قيس وسليمان بن موسى وعبد الرحمن بن سلمة الجمحي ويحيى الذماري وعثمان بن أبي سودة المقدسي ومعبد بن هلال وعبد الكريم بن أبي المخارق ومعاذ بن سهل الجهني وقد جمع الطبراني مرويات سعيد في جزء واحد حدث عنه الوليد بن مسلم والحسن بن يحيى الخشني وعلي ابن الحسن بن شقيق المروزي وأبو مسهر وأبو اليمان الحمصي وابن المبارك ووكيع وابن سابور ويحيى بن حمزة وبقية بن الوليد وأبو عاصم النبيل وعبد الرزاق وأبو المغيرة عبد القدوس ويحيى بن صالح الوحاظي وعبد الله بن صالح الكاتب وأبو نصر التمار وعبد الله بن يوسف التنيسي وأبو النضر إسحاق بن إبراهيم الفراديسي وإبراهيم ابن هشام الغساني وزيد بن يحيى بن عبيد وعبد الله بن كثير المقرئ الطويل وعمرو بن أبي سلمة التنيسي والوليد بن مزيد العذري وآخرون وقد حدث عنه من أقرانه شعبة والثوري وانتهت إليه مشيخة العلم بعد [[الأوزاعي]] بالشام فعاش بعده عشرة أعوام قال أبو مسهر حدثنا سعيد قال دهشنا عن الهرولة فسألنا عطاء فقال لا شيء عليكم قال أبو مسهر ما سمع من عطاء سواه وقال عبد الله بن زبر كنا نجلس إلى محكول ومعنا سعيد بن عبد العزيز فكان يسقي الماء في مجلس مكحول وقال أبو مسهر حدثني سعيد قال كنت أجلس بالغدوات إلى ابن أبي مالك وأجالس بعد الظهر إسماعيل بن عبيدالله وبعد العصر مكحولا الدارمي أخبرنا مروان بن محمد حدثنا سعيد بن عبد العزيز قال ما كتبت حديثا قط يعني كان يتحفظ وقال أبو مسهر سمعته يقول كا كتبت حديثا وسمعته يقول لا يؤخذ العلم من صحفي وقال أبو حاتم الرازي كان أبو مسهر يقدم سعيد على الأوزاعي قال أبو زرعة النصري قلت لابن معين أمحمد بن إسحاق حجة فقال كان ثقة إنما الحجة عبيد الله بن عمر ومالك والأوزاعي وسعيد بن عبد العزيز قال أحمد في المسند ليس بالشام رجل أصح حديثا من سعيد بن عبد العزيز وقال أبو عبد الله الحاكم سعيد بن عبد العزيز لأهل الشام كمالك لأهل المدينة في التقدم والفقه والأمانة وقال أبو زرعة حدثني أبو النضر إسحاق بن إبراهيم قال كنت أسمع وقع دموع سعيد بن عبد العزيز على الحصير في الصلاة أحمد بن أبي الحواري حدثني أبو عبد الرحمن الأسدي قال قلت لسعيد بن عبد العزيز ما هذا البكاء الذي يعرض لك في الصلاة فقال يا ابن أخي وما سؤالك عن ذلك قلت لعل الله أن ينفعني به فقال ما قمت إلى صلاة إلا مثلت لي جهنم أبو عبد الرحمن مروان بن محمد الطاطري قال محمد بن المبارك الصوري كان سعيد إذا فاتته صلاة الجماعة بكى قال الوليد بن مزيد كان الأوزاعي إذا سئل عن مسألة وسعيد بن عبد العزيز حاضر قال سلو أبا محمد وقال أبو زرعة الدمشقي حدثنا بعض مشايخنا عن الوليد بن مسلم قال كان سعيد بن عبد العزيز يحيى الليل فإذا طلع الفجر جدد وضوءه وخرج إلى المسجد ويزيد بن عبد الصمد حدثنا أبو مسهر قال ما رأيت سعيد بن عبد العزيز ضحك قط ولا تبسم ولا شكا شيئا قط أبو زرعة قال أبو مسهر ينبغي للرجل أن يقتصر على علم بلده وعلى علم عالمه لقد رأيتني أقتصر على سعيد بن عبد العزيز فما أفتقر معه إلى أحد وقال يحيى الوحاظي على سعيد بن عبد العزيز عن حديث فامتنع علي وكان عسرا وكذا قال أبو مسهر عنه قلت شاخ وضاق خلقه واشتغل بالله عن الرواية عباس الدوري عن يحيى بن معين قال كان سعيد بن عبد العزيز قد اختلط قبل موته وكان يعرض عليه قبل الموت وكان يقول لا أجيزها أبو زرعة الدمشقي سمعت أبا مسهر يقول رأيت أصحابنا يعرضون على سعيد بن عبد العزيز حديث المعراج عن يزيد بن أبي مالك عن أنس فقلت له يا أبا محمد اليس حديثناعن يزيد بن أبي مالك قال حدثنا أصحابنا عن أنس بن مالك قال نعم إنما يقرون على أنفسهم قال أبو مسهر سمعته يقول لا أدري لما لا أدري نصف العلم وسمعته يقول ما كنت قدريا قط وسمعت رجلا يقول لسعيد أطال الله بقاءك فقال بل عجل الله بي إلى رحمته محمد بن بكار البتلهي حدثنا يزيد بن عبد الصمد سمعت أبا مسهر سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول لا خير في الحياة إلا لأحد رجلين صموت واع وناطق عارف وقال عقبة بن علقمة البيروتي حدثني سعيد بن عبد العزيز قال من أحسن فليرج الثواب ومن اساء فلا يستنكر الجزاء ومن أخذ عزا بغير حق أورثه الله ذلا بحق ومن جمع مالا بظلم أورثه الله فقرا بغير ظلم وقال الوليد بن مزيد العذري سئل سعيد بن عبد العزيز عن الكفاف من الرزق ما هو قال شبع يوم وجوع يوم أنبأنا عدة عن عبد البر ابن الحافظ أبي العلاء العطار أخبرنا أبي أخبرنا أبو علي الحداد أخبرنا أبو نعيم الحافظ حدثنا سليمان الطبراني حدثنا أبو زرعة وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة قالا حدثنا يحيى ابن صالح حدثنا سعيد عن يونس بن ميسرة عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال قال رسول الله {{صل}} رأيت عمود الكتاب أنتزع من تحت وسادتي فأتبعته بصري فإذا هو نور ساطع في الشام رواه الوليد وأبو إسحاق الفزاري عن سعيد بن عبد العزيز وبه حدثنا أبو زرعة حدثنا أبو مسهر حدثني سعيد عن ربيعة بن يزيد عن عبد الرحمن بن أبي عميرة المزني سمعت رسول الله {{صل}} يقول لمعاوية اللهم اجعله هاديا مهديا وهده واهد به وبه حدثنا عبدان حدثنا علي بن سهل الرملي حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا سعيد عن يونس هو ابن ميسرة عن عبد الرحمن بن أبي عميرة أنه سمع النبي {{صل}} وذكر معاوية فقال اللهم اجعله هاديا مهديا واهد به فهذه علة الحديث قبله وبه حدثنا أبو زرعة وأحمد بن محمد بن يحيى قالا حدثنا أبو مسهر حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن ربيعة بن يزيد عن عبد الرحمن ابن أبي عميرة المزني وكان من أصحاب النبي {{صل}} أن النبي {{صل}} قال لمعاوية اللهم علمه الكتاب والحساب وقه العذاب وقال الوليد بن مسلم وأبو مسهر وشباب وابن سعد وأحمد مات سنة سبع وستين ومئة وما نقل من أنه مات سنة ثلاث أو أربع وستين فهو خطأ ووهم قاله ابن عساكر
 
===زفر بن الهذيل===
زفر بن الهذيل العنبري الفقيه المجتهد الرباني العلامة أبو الهذيل بن الهذيل بن قيس بن مسلم قال أبو نعيم الحافظ كان أبوه بأصبهان في دولة يزيد بن الوليد فكان له ثلاثة أولاد زفر وهرثمة وكوثر قلت ولد سنة عشر ومئة وحدث عن الأعمش وإسماعيل بن أبي خالد وأبي حنيفة ومحمد بن إسحاق وحجاج بن أرطاة وطبقتهم حدث عنه حسان بن إبراهيم الكرماني وأكثم بن محمد والد يحيى ابن اكثم وعبد الواحد بن زياد وأبو نعيم الملائي والنعمان بن عبد السلام التيمي والحكم بن أيوب ومالك بن فديك وعامتهم من رفقائه وأقرانه لأنه مات قبل أوان الرواية قال أبو نعيم الملائي كان ثقة مأمونا وقع إلى البصرة في ميراث له من أخته فتشبث به أهل البصرة فلم يتركوه يخرج من عندهم وذكره يحيى بن معين فقال ثقة مأمون قلت هو من بحور الفقه وأذكياء الوقت تفقه بأبي حنيفة وهو أكبر تلامذته وكان ممن جمع بين العلم والعمل وكان يدري الحديث ويتقنه قال علي بن مدرك عن الحسن بن زياد الفقيه قال كان زفر وداود الطائي متواخيين فأما داود فترك الفقه وأقبل على العبادة وأما زفر فجمعهما وقال الحسن بن زياد اللؤلؤي ما رأيت فقيها يناظر زفر إلا رحمته وقال أبو نعيم كنت أمر على زفر فيقول تعال حتى أغربل لك ما سمعت قال أبو عاصم النبيل قال زفر من قعد قبل وقته ذل قال أبو نعيم كنت أعرض الأحاديث على زفر فيقول هذا ناسخ هذا منسوخ هذا يؤخذ به هذا يرفض قلت كان هذا الإمام منصفا في البحث متبعا قال [[عبد الرحمن بن مهدي]] حدثنا عبد الواحد بن زياد قال لقيت زفر رحمه الله فقلت له صرتم حديثا في الناس وضحكة قال وما ذاك قلت تقولون ادرؤوا الحدود بالشبهات ثم جئتم إلى أعظم الحدود فقلتم تقام بالشبهات قال وما هو قلت قال رسول الله {{صل}} لا يقتل مسلم بكافر فقلتم يقتل به يعني بالذمي قال فإني اشهدك الساعة أني قد رجعت عنه قلت هكذا يكون العالم وقافا مع النص قال ابن سعد مات زفر سنة ثمان وخمسين ومئة ولم يكن في الحديث بشيء قلت قد حكم له إمام الصنعه بأنه ثقة مأمون
 
===قيس بن الربيع===
قيس ( دتق ) ابن الربيع الإمام الحافظ المكثر أبو محمد الأسدي الكوفي الأحوال أحد أوعية العلم على ضعف فيه من قبل حفظه ولد في حدود سنة تسعين وروى عن عمرو بن مرة وزياد بن علاقة وعلقمة بن مرثد وزبيد اليامي ومحارب بن دثار وأبي إسحاق السبيعي وعدة وكان من المكثرين حدث عنه رفيقاه شعبة والثوري ويحيى بن آدم وإسحاق بن منصور السلولي وعلي بن الجعد ويحيى الحماني ومحمد بن بكار بن الريان وخلق سواهم وكان شعبه يثني عليه ووثقه عفان وغيره وقال ابن عدي عامة رواياته مستقيمه والقول فيه ما قاله شعبة وأنه لا بأس به وقال يعقوب بن شيبة هو عند جميع أصحابناصدوق وكتابة صالح ثم قال وهو رديء الحفظ جدا كثير الخطأ وقال محمد بن المثنى ما سمعت يحيى وعبد الرحمن يحدثان عن قيس شيئا قط وعن أبي بكر بن عياش قال كان قيس لا يفرق بين كره وبين لا بأس وقال الفلاس حدث عبد الرحمن عن قيس اولا ثم تركه وقال ابن معين ليس بشيء وقال مرة يضعف ولينه [[أحمد بن حنبل]] وقال [[النسائي]] متروك قلت لا ينبغي أن يترك فقد قال محمد بن المثنى سمعت محمد ابن عبيد يقول لم يكن قيس عندنا بدون سفيان لكنه ولي فأقام على رجل الحد فمات فطفئ أمره وقال محمود بن غيلان حدثنا محمد بن عبيد قال استعمل المنصور قيسا على المدائن فكان يعلق النساء بثديهن ويرسل عليهم الزنابير قال أبو الوليد حضر شريك جنازة قيس بن الربيع فقال ما ترك بعده مثله قال أبو الوليد كتبت عن قيس ستة آلاف حديث قال سلم بن قتيبة قال لي شعبة أدرك قيسا لا يفوتك وقال أبو داود سمعت شعبة يقول ألا تعجبون من هذا الأحول يقع في قيس بن الربيع يريد يحيى القطان وقال أبو حاتم لا يحتج به قال قراد سمعت شعبة يقول ما أتينا شيخا بالكوفة إلا وجدنا قيسا قد سبقنا إليه كنا نسميه قيسا الجوال وعن شريك قال ما نشأ بالكوفة اطلب للحديث من قيس بن الربيع قراد سمعت شعبة يقول جلست أنا وقيس في مسجد فلم يزل يقول حدثنا أبو حصين حتى تمنيت أن المسجد يقع علي وعليه قال ابن حبان قد سبرت أحاديث قيس وتتبعتها فرأيته صدوقا مأمونا حين كان شابا فلما كبر ساء حفظه وامتحن بابن سوء فكان يدخل عليه الحديث فوقع في أخباره مناكير قال عفان قدمت الكوفة فاتينا قيسا فجلسنا إليه فجعل ابنه يلقنه ويقول له حصين فيقول حصين ويقول رجل آخر ومغيره قال ابن حبان مات سنة سبع وستين ومئة وكذا أرخه أبو نعيم الملائي
 
===السيد الحميري===
{{سير أعلام النبلاء/شعراء}}
 
السيد الحميري من فحول الشعراء لكنه رافضي جلد واسمه أبو هاشم إسماعيل بن محمد بن يزيد بن ربيعه الحميري له مدائح بديعة في أهل البيت كان يكون بالبصرة ثم ببغداد قال الصولي الصحيح أن جده ليس بيزيد بن مفرغ الشاعر وقيل كان طوالا شديد الأدمة قيل إن بشارا قال له لولا أن الله شغلك بمدح أهل البيت لافتقرنا وقيل كان أبواه ناصبيين ولذلك يقول
 
لعن الله والدي جميعا * * ثم أصلاهما عذاب الجيحم
 
حكما عدوة كما صليا الفج * * ر بلعن الوصي باب العلوم
 
لعنا خير من مشى فوق ظهر ال * * ارض أوطاف محرما بالحطيم
 
وكان يرى رأي الكيسانية في رجعة [[ابن الحنفية]] إلى الدنيا وهو القائل
 
بان الشباب ورق عظمي وانحنى * * صدر القناة وشاب مني المفرق
 
يا شعب رضوى ما لمن بك لا يرى * * وبنا إليه من الصبابة أولق
 
حتى متى وإلى متى وكم المدى * * يا ابن الوصي وأنت حي ترزق
 
فقيل إنه اجتمع بجعفر في الصادق فبين له ضلالته فتاب وقال ابن جرير في الملل والنحل إن السيد كان يقول بتناسخ الأرواح قيل توفي سنة ثلاث وسبعين ومئة وقيل سنة ثمان وسبعين ومئة ونظمه في الذروة ولذلك حفظ ديوانه أبو الحسن الدارقطني
 
===صالح المري===
صالح المري الزاهدي الخاشع وأعظ أهل البصرة أبو بشر بن بشير القاص
 
حدث عن الحسن ومحمد وبكر بن عبد الله وثابت وقتاده وأبي عمران الجوني وعدة وعنه عفان ومسلم بن إبراهيم وعبيد الله العيشي وخالد بن خداش وطالوت بن عباد وآخرون روى عباس الدوري عن يحيى ليس به بأس وقال [[البخاري]] منكر الحديث وقال [[أبو داود]] لا يكتب حديثه وروى محمد بن أبي شيبة عن ابن معين ضعيف وقال عفان كان شديد الخوف من الله كأنه ثكلى إذا قص وقال ابن عدي قاص حسن الصوت عامة أحاديثه منكرة أتي من قلة معرفته بالأسانيد وعندي أنه لا يتعمد وقيل لما سمعه [[سفيان الثوري]] قال ما هذا قاص هذا نذير قال ابن الأعرابي كان الغالب على صالح كثرة الذكر والقراءة بالتحزين ويقال هو أول من قرأ بالبصرة بالتحزين ويقال مات جماعة سمعوا قراءته توفي سنة اثنتين وسبعين ومئة ويقال بقي إلى سنة ست وسبعين ومئة قال الأصمعي شهدت صالحا المري عزى رجلا فقال لئن كانت مصيبتك بابنك لم تحدث لك موعظة في نفسك فهي هينة في جنب مصيبتك بنفسك فإياها فابك
 
===مالك===
مالك الإمام ( ع ) هو شيخ الإسلام حجة الأمة إمام دار الهجرة أبو عبد الله مالك ابن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث بن غيمان بن خثيل بن عمرو بن الحارث وهو ذو أصبح بن عوف بن مالك بن زيد بن شداد بن زرعة وهو حمير الأصغر الحميري ثم الأصبحي المدني حليف بن تيم من قريش فهم حلفاء عثمان أخي [[طلحة بن عبيد الله]] أحد العشرة وأمة هي عالية بنت شريك الأزدية وأعمامه هم أبو سهل نافع وأويس والربيع والنضر أولاد أبي عامر وقد روى الزهري عن والده أنس وعميه أويس وأبي سهيل وقال مولى التيميين وروى أبو أويس عبد الله عن عمه الربيع وكان أبوهم من كبار علماء التابعين أخذ عن عثمان وطائفه مولد مالك على الأصح في سنة ثلاث وتسعين عام موت أنس خادم رسول الله {{صل}} ونشأ في صون ورفاهية وتجمل وطلب العلم وهو حدث بعيد موت القاسم وسالم فأخذ عن نافع وسعيد المقبري وعامر بن عبد الله بن الزبير وابن المنكدر والزهري وعبد الله بن دينار وخلق سنذكرهم على المعجم والىجانب كل واحدمنهم ماروىعنه في الموطأ كم عدده وهم إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة أيوب بن أبي تميمة السختياني ع البصرة أيوب بن حبيب الجهني مولى سعد بن مالك إبراهيم بن عقبة إسماعيل بن أبي حكيم إسماعيل ابن محمد بن سعد ثور بن زيد الديلي جعفر بن محمد حميد الطويل حميد بن قيس الأعرج خبيب بن عبد الرحمن داود بن الحصين داود أبو ليلى بن عبد الله في القسامة ربيعة الرأي زيد بن أسلم زيد بن رباح زياد بن سعد زيد بن أبي أنيسة سالم أبو النضر سعيد بن أبي سعيد سمي مولى أبي بكر سلمة بن دينار أبو حازم سهيل بن أبي صالح سلمة بن صفوان الزرقي سعد بن إسحاق سعيد ابن عمرو بن شرحبيل شريك بن أبي نمر صالح بن كيسان صفوان بن سليم صيفي مولى ابن أفلح ضمرة بن سعيد طلحة بن عبد الملك عامر بن عبد الله بن الزبير عبد الله بن الفضل عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك عبد الله بن ابن بكر ابن حزم عبد الله بن يزيد مولى الاسود عبد الله بن دينار أبو الزناد عبد الله بن ذكوان عبد الرحمن بن القاسم عبد الرحمن بن أبي صعصعة عبد الله بن عبد الرحمن أبو طوالة عبيد الله بن سليمان الأغر عبيد الله بن عبد الرحمن عبد الرحمن بن حرملة عبد الرحمن بن أبي عمرة عبد المجيد بن سهيل عبد ربه سعيد عبد الكريم الجزري عطاء الخراساني عمرو بن الحارث عمرو بن أبي عمرو عمرو بن يحيى ابن عمار علقمة بن أبي علقمة العلاء بن عبد الرحمن فضيل بن أبي عبد الله قطن بن وهب الزهري ابن المنكدر أبو الزبير محمد بن عبد الرحمن يتيم عروة محمد بن عمرو بن حلحله محمد بن عماره محمد بن أبي أمامه محمد بن عبد الله بن أبي صعصعة محمد بن أبي بكر الثقفي محمد بن عمرو بن علقمة محمد بن يحيى بن حبان محمد بن أبي بكر بن حزم أبو الرجال محمد موسى بن عقبة موسى بن ميسرة موسى بن أبي تميم مخرمة بن سليمان مسلم بن أبي مريم المسور بن رفاعة نافع أبو سهيل نافع بن مالك نعيم المجمر وهب بن كيسان هاشم ابن هاشم الوقاصي هلال بن أبي ميمونة هشام بن عروة يحيى بن سعيد الأنصاري يزيد بن خصيفة يزيد بن أبي زياد المدني يزيد بن عبد الله بن الهاد يزيد بن رومان يزيد بن عبد الله بن قسيط يونس بن يوسف بن حماس أبو بكر بن عمر العمري أبو بكر بن نافع الثقة عنده الثقة فعنهم كلهم ست مئة وستة وثلاثون حديثا وستة أحاديث عمن لم يسم واختلف في ذلك في أحد وسبعين حديثا وممن روى عنه مالك مقاطيع عبد الكريم بن أبي المخارق ومحمد بن عقبة وعمر بن حسين وكثير بن زيد وكثير بن فرقد ومحمد ابن عبيد الله بن أبي مريم وعثمان بن حفص بن خلده ومحمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة ويعقوب بن يزيد بن طلحة ويحيى بن محمد ابن طحلاء وسعيد بن عبد الرحمن بن رقيش وعبد الرحمن بن المجبر والصلت بن زبيد وأبو عبيد حاجب سليمان ومحمد بن يوسف وعفيف بن عمرو ومحمد بن زيد بن قنفذ وأبو جعفر القارئ وعمر بن محمد بن زيد وصدقة بن يسار المكي وزياد بن أبي زياد وعمارة بن صياد وسعيد بن سليمان بن زيد بن ثابت وسعيدبن عمرو بن سليم وعروة بن أذينة وأيوب بن موسى ومحمد بن أبي حرملة وأبو بكر بن عثمان وجميل بن عبد الرحمن المؤذن وعبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن عبد وعمرو بن عبيد الله الأنصاري وإبراهيم بن أبي عبلةوعبد الله بن سعيد بن أبي هند ويزيد بن حفص وعاصم بن عبيد الله وثابت الأحنف وعبد الرحمن بن أبي حبيب وعمر بن أبي دلاف وعبد الملك ابن قريز والوليد بن عبد الله بن صياد وعائشة بنت سعد وفي الموطأ عدة مراسيل أيضا عن الزهري ويحيى الأنصاري وهشام بن عروة عمل الإمام الدارقطني اطراف جميع ذلك في جزء كبير فشفى وبين وقد كنت أفردت أسماء الرواة عنه في جزء كبير يقارب عددهم الفا وأربع مئة فلنذكر أعيانهم حدث عنه من شيوخه عمه أبو سهيل ويحيى بن أبي كثير والزهري ويحيى بن سعيد ويزيد بن الهاد وزيد بن أبي أنيسة وعمر ابن محمد بن زيد وغيرهم ومن أقرانه معمر وابن جريج وأبو حنيفة وعمرو بن الحارث والأوزاعي وشعبه والثوري وجويرية بن أسماء والليث وحماد بن زيد وخلق وإسماعيل بن جعفر و[[سفيان بن عيينة]] وعبد الله بن المبارك والدراوردي وابن أبي الزناد وابن عليه ويحيى بن أبي زائدة وأبو إسحاق الفزاري ومحمد بن الحسن الفقيه وعبد الرحمن بن القاسم و[[عبد الرحمن بن مهدي]] ومعن بن عيسى القزاز وعبد الله بن وهب وأبو قرة موسى بن طارق والنعمان بن عبد السلام ووكيع والوليد بن مسلم ويحيى القطان وإسحاق بن سليمان الرازي وانس بن عياض الليثي وضمره بن ربيعة وأمية بن خالد وبشر بن السري الأفوة وبقية بن الوليد وبكر بن الشرود الصنعاني وأبو أسامة وحجاج ابن محمد وروح بن عباده وأشهب بن عبد العزيز وأبو عبد الله الشافعي وعبد الله بن عبد الحكم وزياد بن عبد الرحمن شبطون الأندلسي وأبو داود الطيالسي وأبو كامل مظفر بن مدرك وأبو عاصم النبيل وعبد الرزاق وأبو عامر العقدي وأبو مسهر الدمشقي وعبد الله ابن نافع الصائغ وعبد الله بن عثمان المروزي عبدان ومروان بن محمد الطاطري وعبد الله بن يوسف التنيسي وعبد الله بن مسلمة القعنبي وأبو نعيم الفضل بن دكين ومعلى بن منصور الرازي ومنصور بن سلمة الخزاعي والهيثم بن جميل الأنطاكي وهشام بن عبيد الله الرازي واسد ابن موسى وآدم بن أبي إياس ومحمد بن عيسى بن الطباع وخالد بن مخلد القطواني ويحيى بن صالح الوحاظي وأبوبكر وإسماعيل ابنا أبي أويس وعلي بن الجعد وخلف بن هشام ويحيى بن يحيى التميمي ويحيى بن يحيى الليثي وسعيد بن منصور ويحيى بن بكير وأبو جعفر النفيلي وقتيبة بن سعيد ومصعب بن عبد الله الزبيري وأبو مصعب الزهري وأحمد بن يونس اليربوعي وسويد بن سعيد ومحمد ابن سليمان لوين وهشام بن عمار وأحمد بن حاتم الطويل وأحمد بن نصر الخزاعي الشهيد وأحمد بن محمدالأزرقي وإبراهيم بن يوسف البلخي الماكياني وإبراهيم بن سليمان الزيات البلخي وإسماعيل بن موسى الفزاري وإسحاق بن عيسى بن الطباع أخو محمد وإسحاق بن محمد الفروي وإسحاق بن الفرات وإسحاق بن إبراهيم الحنيني وبشر ابن الوليد الكندي وحبيب بن أبي كاتب مالك والحكم بن المبارك الخاشتي وخالد بن خداش المهلبي وخلف بن هشام البزار وزهير ابن عباد الرؤاسي وسعيد بن غفير المصري وسعيد بن داود الزبيري وسعيد بن أبي مريم وأبو الربيع سليمان بن داود الزهراني وصالح بن عبد الله الترمذي وعبد الله بن نافع بن ثابت الزبيري وعبد الله بن نافع الجمحي وعبد الرحمن بن عمروالبجلي الحراني وعبد الأعلى بن حماد النرسي وعبد العزيز بن يحيى المدني وأبو نعيم وعبيد بن هشام الحلبي وعلي بن عبد الحميد المعني وعتبة بن عبد الله اليحمدي المروزي وعمرو بن خالد الحراني وعاصم بن علي الواسطي وعباس بن الوليد النرسي وكامل بن طلحة ومحمد بن معاوية النيسابوري ومحمد بن عمر الواقدي وأبو الاحوص محمد بن حبان البغوي ومحمد بن جعفر الوركاني ومحمد بن إبراهيم بن أبي سكينةومنصور بن أبي مزاحم ومطرف بن عبد الله اليساري ومحرز بن سلمى العدني ومحرز بن عون والهيثم بن خارجة ويحيى بن قزعة المدني ويحيى بن سليمان بن نضلة المدني ويزيد بن صالح النيسابوري الفراء واخر أصحابه موتا راوي ( الموطأ ) أبو حذافة أحمد بن إسماعيل السهمي عاش بعد مالك ثمانين عاما وقد حج قديما ولحق عطاء بن أبي رباح فقال مصعب الزبيري سمعت ابن أبي الزبيريقول حدثنا مالك قال رأيت عطاء بن أبي رباح دخل المسجدوأخذ برمانة المنبر ثم استقبل القبلة
 
قال معن والواقدي ومحمد بن الضحاك حملت أم مالك بمالك ثلاث سنين وعن الواقدي قال حملت به سنتين وطلب مالك العلم وهو ابن بضع عشرة سنة وتأهل للفتيا وجلس للإفادة وله إحدى وعشرون سنة وحدث عنه جماعة وهو حي شاب طري وقصده طلبة العلم من الآفاق في آخر دولة أبي جعفر المنصور وما بعد ذلك وازدحموا عليه في خلافة الرشيد وإلى أن مات أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الغني المعدل أخبرنا عبد اللطيف بن يوسف أخبرنا أحمد بن إسحاق أخبرنا محمد بن أبي القاسم الخطيب قالا أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي أخبرنا علي بن محمد بن محمد الأنباري أخبرنا عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي أخبرنا محمد ابن مخلد حدثنا أبو يحيى محمد بن سعيد بن غالب العطار حدثنا ابن عيينة عن ابن جريج عن أبي الزبير عن أبي صالح عن أبي هريرة يبلغ به النبي {{صل}} قال ليضربن الناس اكباد الإبل في طلب العلم فلا يجدون عالما أعلم من عالم المدينة وبه إلى ابن مخلد حدثنا ليث بن الفرج حدثنا [[عبد الرحمن بن مهدي]] عن سفيان عن ابن جريج عن أبي الزبير عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله {{صل}} يأتي علي الناس زمان يضربون أكباد الإبل فذكر الحديث هذا حديث نظيف الإسناد غريب المتن رواه عدة عن [[سفيان بن عيينة]] وفي لفظ يوشك أن يضرب الناس آباط الإبل يلتمسون العلم وفي لفظ من عالم بالمدينة وفي لفظ أفقه من عالم المدينة وقد رواه المحاربي عن ابن جريج موقوفا ويروى عن محمد بن عبد الله الأنصاري عن ابن جريج مرفوعا وقد رواه [[النسائي]] فقال حدثنا علي بن أحمد حدثنا محمد بن كثير عن سفيان عن أبي الزناد عن أبي صالح عن أبي هريرة قال النبي {{صل}} يضربون أكباد الإبل فلا يجدون عالما أعلم من عالم المدينة قال النسائي هذا خطأ الصواب عن أبي الزبير عن أبي صالح معن بن عيسى عن أبي المنذر زهير التميمي قال قال عبيد الله بن عمر عن سعيد بن أبي هند عن أبي موسى الأشعري قال قال رسول الله {{صل}} يخرج ناس من المشرق والمغرب في طلب العلم فلا يجدون عالما أعلم من عالم المدينة ويروى عن ابن عيينة قال كنت أقول هو [[سعيد بن المسيب]] حتى قلت كان في زمانه سليمان بن يسار وسالم بن عبد الله وغيرهما ثم أصبحت اليوم أقول إنه مالك لم يبق له نظير بالمدينة قال القاضي عياض هذا هو الصحيح عن سفيان رواه عنه ابن مهدي وابن معين وذؤيب بن عمامه وابن المديني والزبير بن بكار وإسحاق بن أبي إسرائيل كلهم سمع سفيان يفسره بمالك أو يقول وأظنه أو أحسبه أو أرواه أو كانوا يرونه وذكر أبو المغيرة المخزومي أن معناه ما دام المسلمون يطلبون العلم لا يجدون أعلم من عالم بالمدينة فيكون على هذا سعيد بن المسيب ثم بعده من هو من شيوخ مالك ثم مالك ثم من قام بعده بعلمه وكان أعلم أصحابه قلت كان عالم المدينة في زمانه بعد رسول الله {{صل}} وصاحبيه زيد بن ثابت وعائشة ثم ابن عمر ثم سعيد بن المسيب ثم الزهري ثم عبيد الله بن عمر ثم مالك وعن ابن عيينة قال مالك عالم أهل الحجاز وهو حجة زمانة وقال الشافعي وصدق وبر إذا ذكر العلماء فمالك النجم قال الزبير بن بكار في حديث ليضربن الناس أكباد الإبل كان سفيان بن عيينة إذا حدث بهذا في حياة مالك يقول أراه مالكا فأقام على ذلك زمانا ثم رجع بعد فقال أراه عبد الله بن عبد العزيز العمري الزاهد قال [[ابن عبد البر]] وغير واحد ليس العمري ممن يلحق في العلم والفقه بمالك وإن كان شريفا سيدا عابدا قال أحمد بن أبي خيثمة حدثنا مصعب قال أخبرنا سفيان نرى هذا الحديث أنه هو مالك وكان سفيان يسألني عن أخبار مالك قلت قد كان لهذا العمري علم وفقه جيد وفضل وكان قوالا بالحق أمارا بالعرف منعزلا عن الناس وكان يحض مالكا إذا خلا به على الزهد والانقطاع والعزلة فرحمهما الله
 
____فصل____
 
ولم يكن بالمدينة عالم من بعد التابيعن يشبه مالكا في العلم والفقه والجلالة والحفظ فقد كان بها بعد الصحابة مثل سعيد بن المسيب والفقهاء السبعة والقاسم وسالم و[[عكرمة]] ونافع وطبقتهم ثم زيد بن أسلم وابن شهاب وأبي الزناد ويحيى بن سعيد وصفوان بن سليم وربيعة بن أبي عبد الرحمن وطبقتهم فلما تفانوا اشتهر ذكر مالك بها وابن أبي ذئب وعبد العزيز بن الماجشون وسليمان بن بلال وفليح بن سليمان والدراوردي وأقرانهم فكان مالك هو المقدم فيهم على الإطلاق والذي تضرب إليه آباط الإبل من الآفاق رحمه الله تعالى وقد وقع لي من عواليه موطأ أبي مصعب وفي الطريق إجازة ووقع لي من عالي حديثه بالاتصال أربعون حديثا من المئة الشريحية وجزء بيبي وجزء البانياسي والأجزاء المحامليات فمن ذلك أخبرنا أبو المعالي أحمد بن إسحاق الهمداني قال أخبرنا أبو المحاسن محمد بن هبه الله بن عبد العزيز الدينوري ببغداد سنة عشرين وست مئة أخبرنا عمي أبو بكر محمد بن عبد العزيز في سنة تسع وثلاثين وخمس مئة أخبرنا عاصم بن الحسن أخبرنا عبد الواحد بن محمد الفارسي حدثنا الحسين بن إسماعيل القاضي حدثنا أحمد بن إسماعيل المدني حدثنا مالك عن عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري عن أبي يونس مولى عائشة عن عائشة أن رجلا قال لرسول الله {{صل}} وهو واقف على الباب وأنا أسمع يا رسول الله إني أصبح جنبا وأنا أريد الصيام أفأغتسل وأصوم ذلك اليوم فقال وأنا أصبح جنبا وأنا أريد الصيام فأغتسل وأصوم ذلك اليوم فقال له الرجل يا رسول الله إنك لست مثلنا قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فغضب رسول الله {{صل}} وقال والله إني لأرجو أن أكون أخشاكم لله وأعلمكم بما أتقى هذا حديث صحيح أخرجه [[أبو داود]] عن القعنبي عن مالك ورواه [[النسائي]] في مسند مالك له عن محمد بن سلمه عن عبد الرحمن بن القاسم الفقيه عن مالك وروى النسائي هذا المتن بنحوه عن أحمد بن حفص النيسابوري عن أبيه عن إبراهيم بن طهمان عن حجاج بن حجاج عن قتادة عن عبد ربه عن أبي عياض عن عبد الرحمن بن الحارث عن نافع مولى أم سلمة عن أم سلمة عن النبي {{صل}} فهذا إسناد غريب عزيز قد توالى فيه خمسة تابعيون بعضهم عن بعض ومن حيث العدد كأنني صافحت فيه النسائي ورواه أيضا ابن أبي عروبة عن قتادة بإسناده لكنه لم يسم فيه نافعا بل قال عن مولى أم سلمة عنها وحديث عائشة هو في [[صحيح مسلم]] من طريق إسماعيل بن جعفر عن عبد الله بن عبد الرحمن وهو أبو طوالة ولم يخرج [[البخاري]] لأبي يونس شيئا فيما علمت والله أعلم قال أبو عبد الله الحاكم وذكر سادة من أئمة التابعين بالمدينة كأبن المسيب ومن بعده قال فما ضربت أكباد الإبل من النواحي إلى أحد منهم دون غيره حتى انقرضوا وخلا عصرهم ثم حدث مثل ابن شهاب وربيعة ويحيى بن سعيد وعبد الله بن يزيد بن هرمز وأبي الزناد وصفوان بن سليم وكلهم يفتي بالمدينة ولم ينفرد واحد منهم بأن ضربت إليه أكباد الإبل حتى خلا هذا العصر فلم يقع بهم التأويل في عالم أهل المدينة ثم حدث بعدهم مالك فكان مفتيها فضربت إليه أكباد الإبل من الآفاق واعترفوا له وروت الأئمة عنه ممن كان أقدم منه سنا كالليث عالم أهل مصر والمغرب وكالأوزاعي عالم أهل الشام ومفتيهم والثوري وهو المقدم بالكوفة وشعبة عالم أهل البصرة إلى أن قال وحمل عنه قبلهم يحيى بن سعيد الأنصاري حين ولاه أبو جعفر قضاء القضاة فسأل مالكا أن يكتب له مئة حديث حين خرج إلى العراق ومن قبل كان ابن جريج حمل عنه أبو مصعب سمعت مالكا يقول دخلت على بي جعفر أمير المؤمنين وقد نزل على مثال له يعني فرشه وإذا على بساطه دابتان ما ثروثان وتبولان وجاء صبي يخرج ثم يرجع فقال لي أتدري من هذا قلت لا قال هذا ابني وإنما يفزع من هيبتك ثم ساءلني عن اشياءمنها حلال ومنها حرام ثم قال لي أنت والله أعقل الناس وأعلم الناس قلت لا والله يا أمير المؤمنين قال بلى ولكنك تكتم ثم قال والله لئن بقيت لأكتبن قولك كما تكتب المصاحف ولأبعثن به إلى الآفاق فلأحملهنم عليه الحسن بن عبد العزيز الجروي حدثنا عبد الله بن يوسف عن خلف ابن عمر سمع مالكا يقول ما أجبت في الفتوى حتى سألت من هو أعلم مني هل تراني موضعا لذلك سألت ربيعه وسألت يحيى بن سعيد فأمراني بذلك فقلت فلو نهوك قال كنت أنتهي لا ينبغي للرجل أن يبذل نفسه حتى يسأل من هو أعلم منه قال خلف ودخلت عليه فقال ما ترى فإذا رؤيا بعثها بعض اخوانه يقول رأيت النبي {{صل}} في المنام في مسجد قد اجتمع الناس عليه فقال لهم إني قد خبأت تحت منبري طيبا أو علما وأمرت مالكا أن يفرقه على الناس فانصرف الناس وهم يقولون إذا ينفذ مالك ما أمره به رسول الله {{صل}} ثم بكى فقمت عنه أحمد بن صالح سمعت ابن وهب يقول قال مالك لقد سمعت من ابن شهاب أحاديث كثيرة ما حدثت بها قط ولااحدث بها ونصر بن علي الجهضمي حدثني حسين بن عروة قال عروة قال قدم المهدي فبعث إلى مالك بألفي دينار أو قال بثلاثة آلاف دينار ثم اتاه الربيع بعد ذلك فقال إن أمير المؤمنين يحب أن تعادله إلى مدينة السلام فقال قال النبي {{صل}} المدينة خير لهم ولو كانوا يعلمون والمال عندي على حاله ومحمد بن غيلان حدثنا إسماعيل بن داود المخراقي سمعت مالكا يقول أخذ ربيعة الرأي بيدي فقال ورب هذا المقام ما رأيت عراقيا تام العقل وسمعت مالكا يقول كان عطاء بن أبي رباح ضعيف العقل ياسين بن عبد الأحد حدثني عمر بن المحبر الرعيني قال قدم المهدي المدينة فبعث إلى مالك فأتاه فقال لهارون وموسى اسمعا منه فبعث إليه فلم يجبهما فأعلما المهدي فكلمة فقال يا أمير المؤمنين العلم يؤتى أهله فقال صدق مالك صيرا إليه فلما صارا إليه قال له مؤدبهما اقرأ علينا فقال إن أهل المدينة يقرؤون على العالم كما يقرأ الصبيان على المعلم فإذا أخطؤوا وأفتاهم فرجعوا إلى المهدي فبعث إلى مالك فكلمه فقال سمعت ابن شهاب يقول جمعنا هذا العلم في الروضة من رجال وهم يا أمير المؤمنين سعيد بن المسيب وأبو سلمة وعروة والقاسم وسالم وخارجه بن زيد وسليمان بن يسار ونافع وعبد الرحمن بن هرمز ومن بعدهم أبو الزناد وربيعه ويحيى بن سعيد وابن شهاب كل هؤلاء يقرأ عليهم ولا يقرؤون فقال في هؤلاء قدوة صيروا إليه فاقرؤوا عليه ففعلوا قتيبة حدثنا معن عن مالك قال قدم هارون يريد الحج ومعه يعقوب أبو يوسف فأتى مالك أمير المؤمنين فقربه وأكرمه فلما جلس أقبل إليه أبو يوسف فسأله عن مسألة فلم يجبه ثم عاد فسأله فلم يجبه ثم عاد فسأله فقال هارون يا أبا عبد الله هذا قاضينا يعقوب يسألك قال فأقبل عليه مالك فقال يا هذا إذا رأيتني جلست لأهل الباطل فتعال أجبك معهم السراج حدثنا قتيبه كنا إذا دخلنا على مالك خرج إلينا مزينا مكحلا مطيبا قد لبس من أحسن ثيابه وتصدر الحلقة ودعا بالمراوح فاعطى لكل منا مروحة محمد بن سعد حدثني محمد بن عمر قال كان مالك يأتي المسجد فيشهد الصلوات والجمعة والجنائز ويعود المرضى ويجلس في المسجد فيجتمع إليه أصحابه ثم ترك الجلوس فكان يصلي وينصرف وترك شهود الجنائز ثم ترك ذلك كله والجمعة واحتمل الناس ذلك كله وكانوا أرغب ما كانوا فيه وربما كلم في ذلك فيقول ليس كل أحد يقدر أن يتكلم بعذره وكان يجلس في منزله على ضجاع له ونمارق مطروحة في منزله يمنة ويسرة لمن يأتيه من قريش والأنصار والناس وكان مجلسه مجلس وقار وحلم قال وكان رجلا مهيبا نبيلا ليس في مجلسه شيء من المراء واللغط ولا رفع صوت وكان الغرباء يسألونه عن الحديث فلا يجيب إلا في الحديث بعد الحديث وربما أذن لبعضهم يقرأ عليه وكان له كاتب قد نسخ كتبه يقال له حبيب يقرأ للجماعة ولا ينظر أحد في كتابه ولا يستفهم هيبة لمالك وإجلالا له وكان حبيب إذا قرأ فأخطأ فتح عليه مالك وكان ذلك قليلا ابن وهب سمعت مالكا يقول ما أكثر أحد قط فأفلح حرملة حدثنا ابن وهب قال لي مالك العلم ينقص ولا يزيد ولم يزل العلم ينقص بعد الأنبياء والكتب
 
أحمد بن مسعود المقدسي حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنيني قال كان مالك يقول والله ما دخلت على ملك من هؤلاء الملوك حتى أصل إليه إلا نزع الله هيبته من صدري حرملة حدثنا ابن وهب سمعت مالكا يقول اعلم أنه فساد عظيم أن يتكلم الإنسان بكل ما يسمع هارون بن موسى الفروي سمعت مصعبا الزبيري يقول سأل [[هارون الرشيد]] مالكا وهو في منزله ومعه بنوه أن يقرأ عليهم قال ما قرأت على أحد منذ زمان وإنما يقرأ علي فقال أخرج الناس حتى أقرا أنا عليك فقال إذ منع العام لبعض الخاص لم ينتفع الخاص وأمر معن ابن عيسى فقرأ عليه إسماعيل بن أبي أويس قال سألت خالي مالكا عن مسألة فقال لي قر ثم توظأ ثم جلس على السرير ثم قال لأحول ولا قوة إلا بالله وكان لا يفتي حتى يقولها ابن وهب سمعت مالكا يقول ما تعلمت العلم إلا لنفسي وما تعلمت ليحتاج الناس إلي وكذلك كان الناس إسماعيل القاضي سمعت أبا مصعب يقول لم يشهد مالك الجماعة خمسا وعشرين سنة فقيل له ما يمنعك قال مخافة أن أرى منكر فأحتاج أن أغيره إبراهيم الحزامي حدثني مطرف بن عبد الله قال لي مالك ما يقول الناس في قلت أما الصديق فيثني وأما العدو فيقع فقال ما زال الناس كذلك ولكن نعوذ بالله من تتابع الألسنة كلها أحمد بن سعيد الرباطي سمعت عبد الرزاق يقول سأل سندل مالكا عن مسألة فأجابة فقال أنت من الناس أحيانا تخطئ واحيانا لا تصيب قال صدقت هكذا الناس فقيل لمالك لم تدر ما قال لك ففطن لها وقال عهدت العلماء ولا يتكلمون بمثل هذا وإنما أجيبه على جواب الناس حرملة حدثنا ابن وهب سمعت مالكا يقول ليس هذا الجدل من الدين بشيء ابن وهب عن مالك قال دخلت على المنصور وكان يدخل عليه الهاشميون فيقبلون يده ورجله عصمني الله من ذلك الحارث بن مسكين أخبرنا ابن القاسم قال قيل لمالك لم لم تأخذ عن عمرو بن دينار قال اتيته فوجدته يأخذون عنه قياما فأجللت حديث رسول الله {{صل}} أن آخذه قائما إبراهيم بن المنذر حدثنا معن وغيره عن مالك قال لا يؤخذ العلم عن أربعة سفيه يعلن السفه وإن كان أروى الناس وصاحب بدعة يدعو إلى هواه ومن يكذب في حديث الناس وإن كنت لا أتهمه في الحديث وصالح عابد فاضل إذا كان لا يحفظ ما يحدث به أصبغ حدثنا ابن وهب عن مالك وسئل عن الصلاة خلف أهل البدع القدرية وغيرهم فقال لا أرى أن يصلي خلفهم قيل فالجمعة قال أن الجمعة فريضة وقد يذكر عن الرجل الشيء وليس هو عليه فقيل له أرأيت إن استيقنت أو بلغني من أثق به أليس لا أصلي الجمعة خلفه قال إن استيقنت كأنه يقول إن لم يستيقن ذلك فهو في سعة من الصلاة خلفه أبو يوسف أحمد بن محمد الصيدلاني سمعت محمد بن الحسن الشيباني يقول كنت عند مالك فنظر إلى أصحابه فقال أنظروا أهل المشرق فأنزلوهم بمنزلة أهل الكتاب إذا حدثوكم فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم ثم التفت قرآني فكأنه استحيى فقال يا أبا عبد الله أكره أن تكون غيبة هكذا أدركت أصحابنا يقولون قلت هذا القول من الإمام قاله لأنه لم يكن له اعتناء بأحوال بعض القوم ولا خبر تراجمهم وهذا هو الورع ألا تراه لما خبر حال أيوب السختياني العراقي كيف احتج به وكذلك حميد الطويل وغيره واحد ممن روى عنهم وأهل العراق كغيرهم فيهم الثقة الحجة والصدوق والفقيه والمقرئ والعابد وفيهم الضعيف والمتروك والمتهم وفي الصحيحين شيء كثير جدا من رواية العراقيين رحمهم الله وفيهم من التابعين كمثل علقمة ومسروق وعبيدة والحسن و[[بن سيرين]] والشعبي وإبراهيم ثم الحكم وقتادة ومنصور وأبي إسحاق وابن عون ثم مسعر وشعبة وسفيان والحمادين وخلائق أضعافهم رحم الله الجميع وهذه الحكاية رواها الحاكم عن النجاد عن هلال بن العلاء عن الصيدلاني
 
____صفة الإمام مالك____
 
عن عيسى بن عمر قال ما رأيت قط بياضا ولا حمرة أحسن من وجه مالك ولا أشد بياض ثوب من مالك ونقل غير واحد أنه كان طوالا جسيما عظيم الهامة أشقر أبيض الرأس واللحية عظيم اللحية أصلع وكان لا يحفي شاربه ويراه مثله وقيل كان أزرق العين روى بعض ذلك ابن سعد عن مطرف بن عبد الله وقال محمد بن الضحاك الحزامي كان مالك نقي الثوب رقيقه يكثر اختلاف اللبوس وقال الوليد بن مسلم كان مالك يلبس البياض ورأيته و[[الأوزاعي]] يلبسان السيجان قال أشهب كان مالك إذا عتم جعل منها تحت ذقنه ويسدل طرفها بين كتفيه وقال خالد بن خداش رأيت على مالك طيلسانا وثيابا مروية جيادا وقال اشهب كان إذا اجتحل للضرورة جلس في بيته وقال مصعب كان يلبس الثياب العدنية ويتطيب وقال أبو عاصم ما رأيت محدثا أحسن وجها من مالك وقيل كان شديد البياض إلى صفرة أعين أشم كان يوفر سبلته ويحتج بفتل عمر شاربه وقال ابن وهب رأيت مالكا خضب بحناء مرة وقا أبو مصعب كان مالك من أحسن الناس وجها وأجلاهم عينا وأنقاهم بياضا وأتمهم طولا في جودة بدن وعن الواقدي كان ربعه لم يخضب ولا دخل الحمام وعن بشر بن الحارث قال دخلت على مالك فرأيت عليه طيلسانا يساوي خمس مئة وقد وقع جناحاه على عينيه اشبه شيء بالملوك وقال أشهب كان مالك إذا اعتم جعل منها تحت حنكة وارسل طرفها خلفه وكان يتطيب بالمسك وغيره وقد ساق القاضي عياض من وجوه حسن بزة الإمام ووفور تجمله في نسب مالك اختلاف مع اتفاقهم على أنه عربي أصبحي فقيل في جده الأعلى عوف بن مالك بن زيد بن عامر بن ربيعه بن بنت مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان وإلى قحطان جماع اليمن ولم يختلفوا أن الأصبحيين من حمير وحمير فمن قحطان نعم وغيمان في نسبه المشهور بغين معجمه ثم بآخر الحروف على المشهور وقيل عثمان على الجادة وهذا لم يصح وخثيل بخاء معجمه ثم بمثلثه قاله ابن سعد وغيره وقال إسماعيل بن أبي أويس والدارقطني جثيل بجيم ثم بمثلثه وقيل حنبل وقيل حسل وكلاهما تصحيف قال القاضي عياض أختلف في نسب ذي أصبح احتلافا كثيرا مولده تقدم أنه سنة ثلاث وتسعين قاله يحيى بن بكير وغيره وقيل سنة أربع قاله محمد بن عبد الله بن عبد الحكم وعمارة بن وثيمة وغيرهما وقيل سنة سبع وهو شاذ قال خليفة بن خياط وإسماعيل بن أبي أويس ذو أصبح من حمير وروي عن ابن إسحاق أنه زعم أن مالكا وآله موالي بني تيم فأخطأ وكان ذلك أقوى سبب في تكذيب الإمام مالك له وطعنه عليه وقد كان مالك إماما في نقد الرجال حافظا مجودا متقنا قال بشر بن عمر الزهراني سألت مالكا عن رجل فقال هل رأيته في كتبي قلت لا قال لو كان ثقة لرأيته في كتبي فهذا القول يعطيك بأنه لا يروي إلا عمن هو عنده ثقة ولا يلزم من ذلك أنه يروي عن كل الثقات ثم لايلزم مما قال أن كل من روى عنه وهو عنده ثقة أن يكون ثقة عند باقي الحفاظ فقد يخفي عليه من حال شيخه ما يظهر لغيره إلا أنه بكل حال كثير التحري في نقد الرجال رحمه الله ابن البرقي حدثنا عثمان بن كنانه عن مالك قال ربما جلس إلينا الشيخ فيحدث جل نهاره ما اخذ عنه حديثا واحد وما بنا أن نتهمه ولكن لم يكن من أهل الحديث إسماعيل القاضي حدثنا عتيق بن يعقوب سمعت مالكا يقول حدثنا بن شهاب ببضعة وأربعين حديثا ثم قال أعدها علي فأعدت عليه منها أربعين حديثا وقال نصر بن علي حدثنا حسين بن عروة عن مالك قال قدم علينا [[الزهري]] فأتيناه ومعنا ربيعه فحدثنا بنيف وأربعين حديثا ثم أتيناه من الغد فقال انظرورا كتابا حتى أحدثكم منه أرأيتم ما حدثتكم به امس أيش في أيديكم منه فقال ربيعه ها هنا من يرد عليك ما حدثت به أمس قال ومن هو قال ابن أبي عامر قال هات فسرد له أربعين حديثا منها فقال الزهري ما كنت أرى أنه بقي من يحفظ هذا غيري قال [[البخاري]] عن علي بن عبد الله لمالك نحو من ألف حديث قلت أراد ما اشتهر له في الموطأ وغيره وإلا فعنده شيء كثير ما كان يفعل أن يرويه وروى علي بن المديني عن سفيان قال رحم الله مالكا ما كان أشد أنتقاده للرجال ابن أبي خيثمة حدثنا ابن معين قال ابن عيينة ما نحن عند مالك إنما كنا نتبع آثار مالك وننظر الشيخ إن كان كتب عنه مالك كتبنا عنه وروى طاهر بن خالد الأيلي عن أبيه عن ابن عيينة قال كان مالك لا يبلغ من الحديث إلا صحيحا ولا يحدث إلا عن ثقة ما أرى المدينة إلا ستخرب بعد موته يعني من العلم الطحاوي حدثنا يونس سمعت سفيان وذكر حديثا فقالوا يخالفك فيه مالك فقال أنقرنني بمالك ما أنا وهو إلا كما قال جرير
 
وابن اللبون إذا ما لز في قرن * * لم يستطيع صولة البزل القناعيس
 
ثم قال يونس سمعت الشافعي يقول مالك وابن عيينة القرينان ولولا مالك وابن عيينة لذهب علم الحجاز وهب بن جرير وغيره عن شعبه قال قدمت المدينة بعد موت نافع بسنة ولمالك بن أنس حلقه وقال حماد بن زيد حدثنا أيوب قال لقد كان لمالك حلقة في حياة نافع وقال أشهب سألت المغيرة بن عبد الرحمن عن مالك وابن الماجشون فرفع مالكا وقال ما أعتدلا في العلم قط ابن المديني سمعت [[عبد الرحمن بن مهدي]] يقول أخبرني وهيب وكان من أبصر الناس بالحديث والرجال أنه قدم المدينة قال فلم أر أحدا إلا تعرف وتنكر إلا مالكا ويحيى بن سعيد الأنصاري قال عبد الرحمن لا أقدم على مالك في صحة الحديث أحدا وقال ابن لهيعة قلت لأبي الأسود من للرأي بعد ربيعه بالمدينة قال الغلام الأصبحي الحارث بن مسكين سمعت ابن وهب يقول لولا أني أدركت مالكا والليث لضللت هارون بن سعيد سمعت ابن وهب ذكر اختلاف الحديث والروايات فقال لولا أني لقيت مالكا لضللت وقال يحيى القطان ما في القوم أصح حديثا من مالك كان إماما في الحديث قال و[[سفيان الثوري]] فوقه في كل شيء قال الشافعي قال محمد بن الحسن أقمت عند مالك ثلاث سنين وكسرا وسمعت من لفظه أكثر من سبع مئة حديث فكان محمد إذا حدث عن مالك أمتلأ منزله وإذا حدث عن غيره من الكوفيين لم يجئه إلا اليسير وقال ابن أبي عمر العدني سمعت الشافعي يقول مالك معلمي وعنه أخذت العلم وعن الشافعي قال كان إذا شك في حديث طرحه كله [[أبو عمر بن عبد البر]] حدثنا قاسم بن محمد حدثنا خالد بن سعد حدثنا عثمان بن عبد الرحمن حدثنا إبراهيم بن نصر سمعت محمد بن عبد الله بن عبد الحكم سمعت الشافعي يقول قال لي محمد بن الحسن صاحبنا أعلم من صاحبكم يريد أبا حنيفة ومالكا وما كان لصاحبكم أن يتكلم وما كان لصاحبنا أن يسكت فغضبت وقلت نشدتك الله من أعلم بالسنة مالك أو صاحبكم فقال مالك لكن صاحبنا أقيس فقلت نعم ومالك أعلم بكتاب الله وناسخه ومنسوخه وبسنة رسول الله {{صل}} من أبي حنيفة ومن كان أعلم بالكتاب والسنة كان أولى بالكلام قال يونس بن عبد الأعلى قال لي الشافعي ذاكرت يوما محمد بن الحسن ودار بيننا كلام واختلاف حتى جعلت أنظر إلى أوداجه تدر وأزراره تنقطع فقلت نشدتك بالله تعلم أن صاحبنا كان أعلم بكتاب الله قال اللهم نعم قلت وكان عالما باختلاف الصحابة قال نعم قال ابن مهدي أئمة الناس في زمانهم أربعة الثوري ومالك والأوزاعي وحماد بن زيد وقال ما رأيت أحدا أعقل من مالك يونس بن عبد الأعلى حدثنا ابن وهب سمعت مالكا وقال له ابن القاسم ليس بعد أهل المدينة أحد أعلم بالبيوع من أهل مصر فقال مالك من أين علموا ذلك قال منك يا أبا عبد الله فقال ما أعلمها أنا فكيف يعلمونها بي وعن مالك قال جنة العالم لا أدري فإذا أغفلها أصيبت مقاتله قال مصعب بن عبد الله كانت حلقة مالك في زمن ربيعة مثل حلقة ربيعة وأكبر وقد أفتى معه عند السلطان الزبير بن بكار حدثنا مطرف حدثنا مالك قال لما أجمعت التحويل عن مجلس ربيعة جلست أنا وسليمان بن بلال في ناحية المسجد فلما قام ربيعة عدل إلينا فقال يا مالك تلعب بنفسك زفنت وصفق لك سليمان بلغت إلى أن تتخذ مجلسا لنفسك ارجع إلى مجلسك قال الهيثم بن جميل سمعت مالكا سئل عن ثمان وأربعين مسألة فأجاب في اثنتين وثلاثين منها ب لا أدري وعن خالد بن خداش قال قدمت على مالك بأربعين مسألة فما أجابني منها إلا في خمس مسائل
 
ابن وهب عن مالك سمع عبد الله بن يزيد بن هرمز يقول ينبغي للعالم أن يورث جلساءه قول لا أدري حتى يكون ذلك أصلا يفزعون إليه قال [[ابن عبد البر]] صح عن أبي الدرداء لا أدري نصف العلم قال محمد بن رمح رأيت النبي {{صل}} فقلت يا رسول الله إن مالكا والليث يختلفان فبايهما آخذ قال مالك مالك أشهب عن عبد العزيز الدراوردي قال دخلت مسجد النبي {{صل}} فوافيته يخطب إذ أقبل مالك فلما أبصره النبي {{صل}} قال إلي إلي فأقبل حتى دنا منه فسل {{صل}} خاتمه من خنصره فوضعه في خنصر مالك محمد بن جرير حدثنا العباس بن الوليد حدثنا إبراهيم بن حماد الزهري سمعت مالكا يقول فال لي المهدي ضع يا أبا عبد الله كتابا أحمل الأمه عليه فقلت يا أمير المؤمنين أما هذا الصقع وأشرت إلى المغرب فقد كفيته وأما الشام ففيهم من قد علمت يعني [[الأوزاعي]] وأما العراق فهم أهل العراق ابن سعد حدثنا محمد بن عمر سمعت بن عمر مالكا يقول لما حج المنصور دعاني فدخلت عليه فحادثته وسألني فأجبته فقال عزمت أن آمر بكتبك هذه يعني الموطأ فتنسخ نسخا ثم ابعث إلى كل مصر من أمصار المسلمين بنسخة وآمرهم أن يعملوا بما فيها ويدعوا ما سوى ذلك من العلم المحدث فإني رأيت أصل العلم رواية أهل المدينة وعلمهم قلت يا أمير المؤمنين لا تفعل فإن الناس قد سيقت إليهم أقاويل وسمعوا أحاديث ورووا روايات وأخذ كل قوم بما سيق إليهم وعملوا به ودانوا به من اختلاف أصحاب رسول الله {{صل}} وغيرهم وإن ردهم عما اعتقدوه شديد فدع الناس وما هم عليه وما اختار أهل كل بلد لأنفسهم فقال لعمري لو طاوعتني لامرت بذلك قال الزبير بن بكار حدثنا ابن مسكين ومحمد بن سملمه قالا سمعنا مالكا يذكر دخوله على المنصور وقوله في أنتساخ كتبه وحمل الناس عليها فقلت قد رسخ في قلوب أهل كل بلد ما اعتقدوه وعملوا به ورد العامة عن مثل هذا عسير قال الواقدي كان مالك يجلس في منزله على ضجاع ونمارق مطروحة يمنة ويسره في سائر البيت لمن يأتي وكان مجلسه مجلس وقار وحلم وكان مهيبا نبيلا ليس في مجلسه شيء من المراء واللغط وكان الغرباء سألونه عن الحديث بعد الحديث وربما أذن لبعضهم فقرأ عليه وكان له كاتب يقال له حبيب قد نسخ كتبه ويقرأ للجماعة فإذا أخطأ فتح عليه مالك وكان ذلك قليلا أبو زرعة حدثنا أبو مسهر قال لي مالك قال لي أبو جعفر يا أبا عبد الله ذهب الناس لم يبق غيري وغيرك ابن وهب عن مالك دخلت على أبي جعفر فرأيت غير واحد من بني هاشم يقبلون يده وعوفيت فلم أقبل له يدا
 
____المحنة____
 
قال محمد بن جرير كان مالك قد ضرب بالسياط واختلف في سبب ذلك فحدثني العباس بن الوليد حدثنا ابن ذكوان عن مروان الطاطري أن أبا جعفر نهى مالكا عن الحديث ليس على مستكرة طلاق ثم دس إليه من يسأله فحدثه به على رؤوس الناس فضربه بالسياط وحدثنا العباس حدثنا إبراهيم بن حماد أنه كان ينظر إلى مالك إذا أقيم من مجلسه حمل يده بالأخرى ابن سعد حدثنا الواقدي قال ما دعي مالك وشوور وسمع منه وقبل قوله حسد وبغوة بكل شيء فلما ولي جعفر بن سليمان المدينة سعوا به إليه وكثروا عليه عنده وقالوا لا يرى أيمان بيعتكم هذه بشيء وهو يأخذ بحديث رواه عن ثابت بن الأحنف في طلاق المكره أنه لا يجوز عنده قال فغضب جعفر فدعا بمالك فاحتج عليه بما رفع إليه عنه فأمر بتجريده وضربه بالسياط وجبذت يده حتى انخلعت من كتفه وارتكب منه أمر عظيم فوالله ما زال مالك بعد في رفعه وعلو قلت هذا ثمرة المحنة المحمودة أنها ترفع العبد عند المؤمنين وبكل حال فهي بما كسبت أيدينا ويعفو الله عن كثير ( ومن يرد الله به خيرا يصيب منه ( وقال النبي {{صل}} كل قضاء المؤمن خير له وقال الله تعالى " ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين " وأنزل الله تعالى في وقعة أحد قوله " أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم " وقال " وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير " فالمؤمن إذا امتحن صبر واتعظ واستغفر ولم يتشاغل بذم من أنتقم منه قالله حكم مقسط ثم يحمد الله على سلامة دينه ويعلم أن عقوبة الدنيا أهون وخير له قال القاضي عياض ألف في مناقب مالك رحمه الله جماعة منهم القاضي أبو عبد الله التستري المالكي له في ثلاث مجلدات وأبو الحسن بن فهر المصري وجعفر بن محمد الفريابي القاضي وأبو بشر الدولابي الحافظ والزبير بن بكار وأبو علاثة محمد بن أبي غسان وابن حبيب وأبو محمد بن الجارود وأحمد بن رشدين وأبو عمرو المغامي والحسن بن إسماعيل الضراب وأبو الحسن بن منتاب وأبو إسحاق بن شعبان وأبو بكر أحمد بن محمد اليقطيني والحافظ أبو نصر بن الجبان وأبو بكر بن زوربه الدمشقي والقاضي أبو عبد الله الزنكاني وأبو الحسن بن عبيد الله الزبيري وأبو بكر أحمد بن مروان الدينوري والقاضي أبو بكر الأبهري والقاضي أبو الفضل القشيري وأبو بكر بن اللباد وأبو محمد بن أبي زيد والحافظ أبو عبد الله الحاكم وأبو ذر عبد ابن أحمد الهروي وأبو عمر الطلمنكي وأبو عمر بن حزم الصدفي و[[أبو عمر بن عبد البر]] والقاضي أبو محمد بن نصر وابن الإمام التطيلي وابن حارث القروي والقاضي أبو الوليد الباجي وأبو مروان بن أصبغ وقد جمع الحافظ أبو بكر الخطيب كتابا كبيرا في الرواة عن مالك وشيء من روايتهم عنه قلت وللحافظ أبي نعيم ترجمة طولى في الحلية لمالك وممن ألف في الرواة عنه الإمام أبو عبد الله بن مفرج والإمام أبو عبد الله بن أبي دليم وعبد الرحمن بن محمد البكري قال عياض واستقصينا كتابنا هذا في أخبار مالك من تصانيف المحدثين ككتب [[البخاري]] والزبير وابن أبي حاتم ووكيع القاضي والدارقطني وابن جرير الطبري والصولي وأحمد بن كامل وأبي سعيد بن يونس الصدفي وأبي عمر الكندي وأبي عمر الصدفي القرطبي وأبي عبد الله بن حارث القروي وأبي العرب التميمي وأبي إسحاق بن الرفيق الكاتب وأبي علي بن البصري في القرويين وتاريخ أبي بكر بن أبي عبد الله المالكي في القرويين وتواريخ الأندلس ككتاب أبي عبد الله بن عبد البر وكتاب الاحتفال لأبي عمر بن عفيف والانتخاب لأبي القاسم بن مفرج وتاريخ أبي محمد بن الفرضي وتواريخ أبي مروان وابن حيان والرازي وكتاب أحمد بن عبد الرحمن ابن مظاهر وما وقع إلي من تاريخ الخطيب في البغداديين وكتاب أبي نصر الأمير وطبقات أبي إسحاق الشيزاري وكتاب [[ابن عبد البر]] في الأئمة الثلاثة ورواتهم قال القاضي وحققنا من روى الموطأ عن مالك ومن نص عليهم أصحاب الأثر والنقاد ابن وهب ابن القاسم محمد بن الحسن الغاز ابن قيس زياد شبطون الشافعي القعنبي معن بن عيسى عبد الله بن يوسف يحيى بن يحيى التميمي يحيى بن يحيى الليثي يحيى بن بكير مطرف بن عبد الله اليساري عبد الله بن عبد الحكم موسى بن طارق اسد بن الفرات ومحمد بن المبارك الصوري أبو مسهر الغساني حبيب كاتب الليث قرعوس بن العباس أحمد بن منصور الحراني يحيى بن صالح الوحاظي يحيى بن مضر سعيد بن داود الزبيري مصعب بن عبد الله الزبيري أبو مصعب الزهري سويد بن سعيد سعيد ابن أبي مريم سعيد بن عفير علي بن زياد التونسي قتيبة بن سعيد الثقفي عتيق بن يعقوب الزبيري محمد بن شروس الصنعاني إسحاق بن عيسى بن الطباع خالد بن نزار الأيلي إسماعيل بن أبي أويس واخوه أبو بكر عيسى بن شجرة المغربي بربر المغني والد الزبير ابن بكار أبو حذافة أحمد بن إسماعيل السهمي خاتمة من روى عنه قيل إن زكريا بن دويد الكندي لقي مالكا ولكنه كذاب بقي إلى سنة نيف وستين ومئتين وعليه بنى الخطيب في كتاب السابق واللاحق خلف بن جرير القروي محمد بن يحيى السبائي محرز بن هارون سعيد بن عبدوس عباس بن ناصح عبيد بن حيان الدمشقي أيوب بن صالح الرملي حفص بن عبد السلام وأخوه حسان يحيى وفاطمة ولدا مالك سليمان بن برد عبد الرحمن بن خالد عبد الرحمن بن هند عبد الرحمن بن عبد الله الأندلسي وقد قيل إن قاضي البصرة محمد بن عبد الله الأنصاري روى الموطأ عن مالك إجازة وقيل إن أبا يوسف القاضي رواه عن رجل عن مالك وما زال العلماء قديما وحديثا لهم اتم اعتناء برواية الموطأ ومعرفته وتحصيله وقد جمع إسماعيل القاضي أحاديث الموطا عن رجاله عن مالك وسائر ما وقع من حديث مالك وألف قاسم بن اصبغ الحافظ حديث مالك وأبو القاسم الجوهري وأبو الحسن القابسي عمل الملخص وحفظه خلق من الطلبة وألف أبو ذر الهروي مسند الموطآت وألف أبو بكر القباب حديث مالك ولأبي الحسن ابن حبيب السجلماسي مسند الموطأ ولفلان المطرز ولأبي عبد الله الجيزي وأحمد بن بندا الفارسي وأبي سعيد بن الأعرابي وابن مفرج وألف النسائي مسند مالك وأبو أحمد بن عدي وأحمد بن إبراهيم ابن جامع السكري وابن عفير وأبو عبد الله النيسابوري السراج وأبو بكر ابن زياد النيسابوري وأبو حفص بن شاهين وأبو العرب التميمي ويحيى ابن سعيد والحافظ أبو القاسم الأندلسي و[[أبو عمر بن عبد البر]] له التقصي ومحمد بن عيشون الطليطلي وألف مسند مالك أبو القاسم الجوهري وذلك غير ما في الموطأ والحافظ عبد الغني بن سعيد الازدي وأبو بكر محمد بن عيسى الحضرمي وأبو الفضل بن أبي عمران الهروي وعمل الدارقطني كتاب اختلافات الموطأ وألف دعلج السجزي غرائب حديث مالك وابن الجارود وقاسم بن أصبغ وعمل الدارقطني أيضا الأحاديث التي خولف فيها مالك ولأبي بكر البزار مؤلف في ذلك وعمل محمد بن المظفر الحافظ ما وصله مالك خارج موطئه وألف أبو عمر بن نصر الطليطلي مسند الموطا وكذا إبراهيم بن نصر وأحمد بن سعيد بن فرضخ الاخميمي والمحدث أبو سليمان بن زبر وأسامة بن علي المصري وموسى بن هارون الحمال الحافظ والقاضي أبو بكر بن السليم افرد ما ليس في الموطأ وعمل أبو الحسن بن أبي طالب العابر كتاب موطأ الموطأ وعمل الدارقطني الخطيب أطراف الموطأ وعمل له شرحا يحيى بن مزين الفقيه وله كتاب في رجاله ولابن وهب فيه شرح ولعيسى بن دينار ولعبد الله بن نافع الصائغ ولحرملة ولابن حبيب ولمحمد بن سحنون ولمسلم مؤلف في شيوخ مالك وللبرقي رجال الموطأ وللطلمنكي وأبي عبد الله بن الحذاء ولأبي عبد الله بن مفرج ولأحمد بن عمران الأخفش في غريبة وللبرقي وللغساني المصري ولأبي جعفر الداوودي ولأبي مروان القنازعي ولأبي عبد الملك البوني وجمع ابن جوصا بين الموطأ رواية ابن وهب وابن القاسم ولغيره جمع بين رواية يحيى بن يحيى وأبي مصعب ولابن عبد البر شرحان وهما التمهيد والاستذكار وله كتاب ما رواه مالك خارج الموطأ وعمل علىالموطأ أبو الوليد الباجي كتاب الإيمان وكتاب المنتقى وعمل كتاب الاستيفاء طويل جدا ولم يتمه وشرحه أبو الوليد بن الصفار في كتاب اسمه الموعب لم يتمه وكتاب المحلى في شرح الموطأ للقاضي محمد بن سليمان ابن خليفة ولأبي محمد بن حزم شرح ولأبي بكر بن سائق شرح ولابن أبي صفرة شرح لابي عبد الله بن الحاج القاضي شرح ولشيخنا أبي الوليد ابن العواد الجمع بين التمهيد والاستذكار ما تم لابي محمد بن السيد البطليوسي شرح كبير ولابن عيشون توجيه الموطأ ولعثمان بن عبد ربه المعافري الدباغ شيء في ذلك على أبواب الموطأ ولأبي القاسم بن الجد اختصار التمهيد ولحازم بن محمد بن حازم كتاب السافر عن آثار الموطأ وتفسير الموطأ لأبي الحسن الاشبيلي وتفسير لابن شراحيل وللطمنكي تفسير لم يتم وشرح مسند الموطأ ليونس بن مغيث وللمهلب بن أبي صفرة في ذلك ولأخيه أبي عبد الله في ذلك وللقاضي لأبي بكر بن العربي كتاب القبس في شرح الموطأ ولأبي محمد بن يربوع الحافظ كتاب على معرفة رجال الموطأ ولعاصم النحوي شريح لم يكمل ولأبي بكر بن موهب القيري شرح الملخص في مجلدات
 
____فصل____
 
ولمالك رحمه الله رسالة في القدر كتبها إلى ابن وهب وإسنادها صحيح وله مؤلف في النجوم ومنازل القمر رواه سحنون عن ابن نافع الصائغ عنه مشهور ورسالة في الأقضية مجلد رواية محمد بن يوسف بن مطروح عن عبد الله بن عبد الجليل ورسالة إلى أبي غسان محمد بن مطرف ورسالة آداب إلى الرشيد إسنادها منقطع قد أنكرها إسماعيل القاضي وغيره وفيها أحاديث لا تعرف قلت هذه الرسالة موضوعة وقال القاضي الأبهري فيها أحاديث لو سمع مالك من يحدث بها لادبه وله جزء في التفسير يرويه خالد بن عبد الرحمن المخزومي يرويه القاضي عياض عن أبي جعفر أحمد بن سعيد عن أبي عبد الله محمد بن الحسن المقرئ عن محمد بن علي المصيصي عن أبيه بإسناده وكتاب السر من رواية ابن القاسم عنه رواه الحسن بن أحمد العثماني عن محمد بن عبد العزيز بن وزير الجروي عن الحارث بن مسكين عنه قلت هو جزء واحد سمعه أبو محمد بن النحاس المصري من محمد بن بشر العكري حدثنا مقدام بن داود الرعيني حدثنا الحارث بن مسكين وأبو زيد بن أبي الغمر قالا حدثنا ابن القاسم قال ورسالة إلى الليث في إجماع أهل المدينة معروفة فأما ما نقل عنه كبار أصحابه من المسائل والفتاوي والفوائد فشيء كثير ومن كنوز ذلك المدونة والواضحة وأشياء قال مالكي قد ندر الاجتهاد اليوم وتعذر فمالك أفضل من يقلد فرجح تقليده وقال شيخ إن الإمام لمن التزم بتقليده كالنبي مع أمته لا تحل مخالفته
 
قلت قوله لا تحل مخالفته مجرد دعوى واجتهاد بلا معرفة بل له مخالفه إمامه إلى إمام آخر حجته في تلك المسألة أقوى، لا بل عليه اتباع الدليل فيما تبرهن له، لا كمن تمذهب لإمام فإذا لاح له ما يوافق هواه عمل به من أي مذهب كان. ومن تتبع رخص المذاهب وزلات المجتهدين فقد رق دينه كما قال [[الأوزاعي]] أو غيره من أخذ بقول المكيين في المتعة والكوفيين في النبيذ والمدنيين في الغناء والشاميين في عصمة الخلفاء فقد جمع الشر. وكذا من أخذ في البيوع الربوية بمن يتحيل عليها وفي الطلاق ونكاح التحليل بمن توسع فيه وشبه ذلك فقد تعرض للانحلال فنسأل الله العافية والتوفيق. ولكن شأن الطالب أن يدرس اولا مصنفا في الفقه فإذا حفظه بحثه وطالع الشروح فإن كان ذكيا فقيه النفس ورأى حجج الأئمة فليراقب الله وليحتط لدينه فإن خير الدين الورع ومن ترك الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه والمعصوم من عصمه الله
 
فالمقلَدون صحابة رسول الله بشرط ثبوت الإسناد إليهم ثم أئمة التابعين كعلقمة ومسروق وعبيدة السلماني وسعيد بن المسيب وأبي الشعثاء وسعيد بن جبير وعبيد الله بن عبد الله وعروة والقاسم والشعبي والحسن و[[بن سيرين]] وإبراهيم النخعي ثم كالزهري وأبي الزناد وأيوب السختياني وربيعه وطبقتهم ثم كابي حنيفة ومالك والأوزاعي وابن جريج ومعمر وابن أبي عروبة و[[سفيان الثوري]] والحمادين وشعبة والليث وابن الماجشون وابن أبي ذئب ثم كابن المبارك ومسلم الزنجي والقاضي أبي يوسف والهقل بن زياد ووكيع والوليد بن مسلم وطبقتهم ثم كالشافعي وأبي عبيد وأحمد وإسحاق وأبي ثور والبويطي وأبي بكر بن أبي شيبه ثم كالمزني وأبي بكر الاثرم و[[البخاري]] وداود بن علي ومحمد ابن نصر المروزي وإبراهيم الحربي وإسماعيل القاضي ثم كمحمد بن جرير الطبري وأبي بكر بن خزيمة وأبي عباس بن سريج وأبي بكر بن المنذر وأبي جعفر الطحاوي وأبي بكر الخلال ثم من بعد هذا النمط تناقص الاجتهاد ووضعت المختصرات واخلد الفقهاء إلى التقليد من غير نظر في الأعلم بل بحسب الاتفاق والتشهي والتعظيم والعادة والبلد فلو أراد الطالب اليوم أن يتمذهب في المغرب لأبي حنيفة لعسر عليه كما لو أراد أن يتمذهب لأبن حنبل ببخارى وسمرقند لصعب عليه فلا يجئ منه حنبلي ولا من المغربي حنفي ولا من الهندي مالكي وبكل حال فإلى فقه مالك المنتهى فعامة آرائه مسددة ولو لم يكن له إلا حسم مادة الحيل ومراعاة المقاصد لكفاه ومذهبه قد ملأ المغرب والأندلس وكثيرا من بلاد مصر وبعض الشام واليمن والسودان وبالبصرة وبغداد والكوفة وبعض خراسان كذلك اشتهر المذهب الأوزاعي مدة وتلاشى أصحابه وتفانوا وكذلك مذهب سفيان وغيره ممن سمينا ولم يبق اليوم إلا هذه المذاهب الاربعة وقل من ينهض بمعرفتها كما ينبغي فضلا عن أن يكون مجتهدا وانقطع أتباع أبي ثور بعد الثلاث مئة وأصحاب داود إلا القليل وبقي مذهب ابن جرير إلى [ ما ] بعد الأربع مئة وللزيدية مذهب في الفروع بالحجاز وباليمن لكنه معدود في اقوال أهل البدع كالإمامية ولا باس بمذهب داود وفيه اقوال حسنة ومتابعة للنصوص مع أن جماعة من العلماء لا يعتدون بخلافه وله شذوذ في مسائل شانت مذهبه واما القاضي فذكر ما يدل على جواز تقليدهم إجماعا فانه سمي المذاهب الاربعة والسفيانية والأوزاعية والداوودية ثم إنه قال فهؤلاء الذين وقع إجماع الناس على تقليدهم مع الاختلاف في اعيانهم واتفاق العلماء على اتباعهم والاقتداء بمذاهبهم ودرس كتبهم والتفقه على مآخذهم والتفريع على اصولهم دون غيرهم ممن تقدمهم أو عاصرهم للعلل التي ذكرناها وصار الناس اليوم في الدنيا إلى خمسة مذاهب فالخامس هو مذهب الداوودية فحق على طالب العلم أن يعرف اولاهم بالتقليد ليحصل على مذهبه وها نحن نبين أن مالكا رحمه الله هو ذلك لجمعه أدوات الامامة وكونه أعلم القوم ثم وجه القاضي دعواه وحسنها ونمقها ولكن ما يعجز كل واحد من حنفي وشافعي وحنبلي وداوودي عن ادعاء مثل ذلك لمتبوعه بل ذلك لسان حاله وإن لم يفه به ثم قال القاضي عياض وعندنا ولله الحمد لكل إمام من المذكورين مناقب تقضي له بالامامة قلت ولكن هذا الإمام الذي هو النجم الهادي قد أنصف وقال قولا فصلا حيث يقول كل أحد يؤخذ من قوله ويترك إلا صاحب هذا القبر {{صل}} ولا ريب أن كل من أنس من نفسه فقها وسعة علم وحسن قصد فلا يسعه الالتزام بمذهب واحد في كل اقواله لأنه قد تبرهن له مذهب الغير في مسائل ولاح له الدليل وقامت عليه الحجة فلا يقلد فيها إمامه بل يعمل بما تبرهن ويقلد الإمام الآخر بالبرهان لا بالتشهي والغرض لكنه لا يفتي العامة إلا بمذهب إمامه أو ليصمت فيما خفي عليه دليله قال الشافعي العلم يدور على ثلاثة مالك والليث وابن عيينة قلت بل وعلى سبعة معهم وهم [[الأوزاعي]] والثوري ومعمر وأبو حنيفة وشعبة والحمادان وروي عن الأوزاعي أنه كان اذا ذكر مالكا يقول عالم العلماء ومفتي الحرمين وعن بقية أنه قال ما بقي على وجه الارض أعلم بسنة ماضية منك يا مالك وقال أبو يوسف ما رأيت أعلم من أبي حنيفة ومالك وابن أبي ليلى وذكر [[أحمد بن حنبل]] مالكا فقدمه الأوزاعي والثوري والليث وحماد والحكم في العلم وقال هو إمام في الحديث وفي الفقه وقال القطان هو إمام يقتدى به وقال ابن معين مالك من حجج الله على خلقه وقال اسد بن الفرات اذا اردت الله والدار الآخرة فعليك بمالك وقد صنف مكي القيسي كتابا فيما روي عن مالك في التفسير ومعاني القرآن وقد ذكره أبو عمرو الداني في طبقات القراء وانه تلا على نافع ابن أبي نعيم وقال بهلول بن راشد ما رأيت أنزع بآية من مالك مع معرفته بالصحيح والسقيم قرات على إسحاق بن طارق أخبرنا ابن خليل أخبرنا أبو المكارم التيمي ونبأني ابن سلامة عن أبي المكارم أخبرنا أبو علي الحداد أخبرنا أبو نعيم الحافظ حدثنا أبو محمد بن حيان حدثنا محمد بن أحمد ابن عمرو حدثنا عبد الله بن أحمد بن كليب عن الفضل بن زياد سألت أحمد بن حنبل من ضرب مالكا قال بعض الولاة في طلاق المكره كان لا يجيزه فضربه لذلك وبه قال أبو نعيم حدثنا محمد بن علي حدثنا المفضل الجندي سمعت أبا مصعب سمعت مالكا يقول ما افتيت حتى شهد لي سبعون أني أهل لذلك ثم قال أبو مصعب كان مالك لا يحدث إلا وهو على طهارة اجلالا للحديث وبه قال حدثنا ابن حيان حدثنا محمد بن أحمد بن الوليد حدثنا يونس بن عبد الاعلى قال قال الشافعي اذا جاء الاثر كان مالك كالنجم وهو وسفيان القرينان وبه حدثنا إبراهيم بن عبد الله حدثنا السراج حدثنا محمود بن غيلان حدثنا أبو داود حدثنا شعبة اتيت المدينة بعد موت نافع بسنة فاذا الحلقة لمالك وبه حدثنا أحمد بن إسحاق أخبرنا محمد بن أحمد بن راشد سمعت أبا داود يقول حكى لي بعض أصحاب ابن وهب عنه أن مالكا لما ضرب حلق وحمل على بعير فقيل له ناد على نفسك فقال ألا من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا مالك بن أنس اقول طلاق المكره ليس بشيء فبلغ ذلك جعفر بن سليمان الامير فقال ادركوه أنزلوه وبه حدثنا إبراهيم حدثنا السراج حدثنا الحسن بن عبد العزيز حدثنا الحارث بن مسكين عن ابن وهب قال قيل لمالك ما تقول في طلب العلم قال حسن جميل لكن انظر الذي يلزمك من حين تصبح إلى أن تمسي فالزمه وبه عن ابن وهب سئل مالك عن الداعي يقول يا سيدي فقال يعجبني دعاء الأنبياء ربنا ربنا وبه حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم حدثنا الأبار حدثنا أحمد بن هاشم حدثنا ضمره سمعت مالكا يقول لو أن [ لي ] سلطانا على من يفسر القرآن لضربت رأسه قلت يعني تفسيره برأيه وكذلك جاء عن مالك من طريق أخرى وبه حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن حدثنا أبو إسماعيل الترمذي حدثنا نعيم بن حماد سمعت [[ابن المبارك]] يقول ما رأيت أحدا ارتفع مثل مالك ليس له كثير صلاة ولا صيام إلا أن تكون له سريرة قلت ما كان عليه من العلم ونشره أفضل من نوافل الصوم والصلاة لمن أراد به الله وبه حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا المقداد بن داود حدثنا عبد الله ابن عبد الحكم سمعت مالكا يقول شاورني هارون الرشيد في ثلاثة في أن يعلق الموطأ في الكعبة ويحمل الناس على ما فيه وفي أن ينقض منبر رسول الله {{صل}} ويجعله من ذهب وفضة وجوهر وفي أن يقدم نافعا إماما في مسجد النبي {{صل}} فقلت أما تعليق الموطأ فإن الصحابة اختلفوا في الفروع وتفرقوا وكل عند نفسه مصيب وأما نقض المنبر فلا أرى أن يحرم الناس أثر رسول الله {{صل}} وأما تقدمتك نافعا فإنه إمام في القراءة لا يؤمن أن تبدر منه بادرة في المحراب فتحفظ عليه فقال وفقك الله يا أبا عبد الله هذا إسناد حسن لكن لعل الراوي وهم في قوله هارون لأن نافعا قبل خلافة هارون مات
 
____من قول مالك في السنة____
 
وبه حدثنا محمد بن أحمد بن علي حدثنا الفريابي حدثنا الحلواني سمعت مطرف بن عبد الله سمعت مالكا يقول «سن رسول الله {{صل}} وولاة الأمر بعده سننا الأخذ بها اتباع لكتاب الله واستكمال بطاعة الله وقوة على دين الله. ليس لأحد تغييرها ولا تبديلها ولا النظر في شيء خالفها. من اهتدى بها فهو مهتد ومن استنصر بها فهو منصور ومن تركها اتبع غير سبيل المؤمنين وولاه الله ما تولى وأصلاه جهنم وساءت مصيرا» وبه إلى الحلواني سمعت إسحاق بن عيسى يقول قال مالك أكلما جاءنا رجل أجدل من رجل تركنا ما نزل به جبريل على محمد {{صل}} لجدله وبه حدثنا الحسن بن سعيد حدثنا زكريا الساجي حدثنا أبو داود حدثنا أبو ثور سمعت الشافعي يقول كان مالك إذا جاءه بعض أهل الأهواء قال أما إني على بينة من ديني وأما أنت فشاك اذهب إلى شاك مثلك فخاصمه وبه حدثنا سليمان الطبراني حدثنا الحسين بن إسحاق حدثنا يحي ابن خلف الطرسوسي وكان من ثقات المسلمين قال كنت عند مالك فدخل عليه رجل فقال يا أبا عبد الله ما تقول فيمن يقول القرآن مخلوق فقال مالك زنديق اقتلوه فقال يا أبا عبد الله إنما أحكي كلاما سمعته قال إنما سمعته منك وعظم هذا القول وبه حدثنا ابن حيان حدثنا ابن أبي داود حدثنا أحمد بن صالح حدثنا ابن وهب قال قال مالك الناس بنظرون إلى الله عز وجل يوم القيامة بأعينهم وبه حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم حدثنا يونس حدثنا ابن وهب سمعت مالكا يقول لرجل سأله عن القدر نعم قال الله تعالى " ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها " وبه حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا ابن أبي عاصم سمعت سعيد ابن عبد الجبار سمعت مالكا يقول رأيي فيهم أن يستتابوا فإن تابوا وإلا قتلوا يعني القدرية وبه حدثنا محمد بن علي العقيلي حدثنا القاضي أبو أمية الغلابي حدثنا سلمة بن شبيب حدثنا مهدي بن جعفر حدثنا جعفر بن عبد الله قال كنا عند مالك فجاءه رجل فقال يا أبا عبد الله " الرحمن على العرش استوى " كيف استوى فما وجد مالك من شيء ما وجد من مسألته فنظر إلى الأرض وجعل ينكت بعود في يده حتى علاه الرحضاء ثم رفع رأسه ورمى بالعود وقال الكيف منه غير معقول والاستواء منه غير مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة وأظنك صاحب بدعة وأمر به فأخرج قال سلمة بن شبيب مرة في رواية هذا وقال للسائل إني أخاف أن تكون ضالا وقال أبو الربيع الرشيديني حدثنا ابن وهب قال كنا عند مالك فقال رجل يا أبا عبد الله " الرحمن على العرش استوى " كيف استواؤه فأطرق مالك وأخذته الرحضاء ثم رفع رأسه فقال " الرحمن على العرش استوى " كما وصف نفسه ولا يقال له كيف وكيف عنه مرفوع وأنت رجل سوء صاحب بدعة أخرجوه وقال محمد بن عمرو قشمرد النيساوي سمعت يحيى بن يحيى يقول كنا عند مالك فجاؤه رجل فقال " الرحمن على العرش استوى " فذكر نحوه وفيه فقال الاستواء غير :مجهول وروى عبد الله بن أحمد بن حنبل في كتاب الرد على الجهمية له قال حدثني أبي حدثنا سريج بن النعمان عن عبد الله بن نافع قال قال مالك الله في السماء وعلمه في كل مكان لا يخلو منه شيء وقال محمد بن إسحاق الصغاني حدثنا ابوبكر أحمد بن محمد العمري حدثنا ابن أبي أويس سمعت مالكا يقول القرآن كلام الله وكلام الله منه وليس من الله شيء مخلوق قال القاضي عياض في سيرة مالك قال ابن نافع وأشهب وأحدهما يزيد على الآخر قلت يا أبا عبد الله " وجوه يومئذ ناضرة " ينظرون إلى الله قال نعم بأعينهم هاتين قلت فإن قوما يقولون ناظرة بمعنى منتظرة إلى الثواب قال بل تنظر إلى الله أما سمعت قول موسى " رب أرني أنظر إليك " أراه سأل محالا قال الله " لن تراني " في الدنيا لأنها دار فناء فإذا صاروا إلى دار البقاء نظروا بما يبقى إلى ما يبقى قال تعالى " كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون قال القاضي وقال غير واحد عن مالك الإيمان قول وعمل يزيد وينقص وبعضه أفضل من بعض قال وقال ابن القاسم كان مالك يقول الإيمان يزيد وتوقف عن النقصان قال روى ابن نافع عن مالك من قال القرآن مخلوق يجلد ويحبس قال وفي رواية بشر بن بكر عن مالك قال يقتل ولا تقبل له توبة يونس الصدفي حدثنا أشهب عن مالك قال القدرية لا تناكحوهم ولا تصلوا خلفهم
 
أحمد بن عيسى حدثنا ابن وهب قال قال مالك لا يستتاب من سب النبي {{صل}} من الكفار والمسلمين أبو أحمد بن عدي حدثنا أحمد بن علي المدائني حدثنا إسحاق ابن إبراهيم بن جابر حدثنا أبو زيد بن أبي الغمر قال قال ابن القاسم سألت مالكا عمن حدث بالحديث الذين قالوا إن الله خلق آدم على صورته والحديث الذي جاء إن الله يكشف عن ساقه وأنه يدخل يده في جهنم حتى يخرج من أراد فأنكر مالك ذلك إنكارا شديدا ونهى أن يحدث بها أحد فقيل له إن ناسا من أهل العلم يتحدثون به فقال من هو قيل ابن عجلان عن أبي الزناد قال لم يكن ابن عجلان يعرف هذه الاشياء ولم يكن عالما وذكر أبا الزناد فقال لم يزل عاملا لهؤلاء حتىمات رواها مقدام الرعيني عن ابن أبي الغمر والحارث بن مسكين قالا حدثنا ابن القاسم قلت أنكر الإمام ذلك لأنه لم يثبت عنده ولا اتصل به فهو معذور كما أن صاحبي الصحيحين معذوران في إخراج ذلك أعني الحديث الأول والثاني لثبوت سندهما وأما الحديث الثالث فلا أعرفه بهذا اللفظ فقولنا في ذلك وبابه الإقرار والإمرار وتفويض معناه إلى قائله الصادق المعصوم وقال ابن عدي حدثنا محمد بن هارون بن حسان حدثنا صالح بن أيوب حدثنا حبيب بن أبي حبيب حدثني مالك قال يتنزل ربنا تبارك وتعالى أمره فأما هو فدائم لا يزول قال صالح فذكرت ذلك ليحيى بن بكير فقال حسن والله ولم أسمعه من مالك قلت لا أعرف صالحا وحبيب مشهور والمحفوظ عن مالك رحمه الله رواية الوليد بن مسلم أنه سأله عن أحاديث الصفات فقال أمرها كما جاءت بلا تفسير فيكون للإمام في ذلك قولان إن صحت رواية حبيب أحمد بن عبد الرحيم بن البرقي حدثنا عمرو بن أبي سلمة حدثنا عمروبن حسان أن أبا خليد قال لمالك يا أبا عبد الله إن أهل دمشق يقرؤون إبراهام فقال أهل دمشق بأكل البطيخ أعلم منهم بالقراءة قال له أبو خليد إنهم يدعون قراءة عثمان قال مالك فهذا مصحف عثمان عندي ودعا به ففتح فإذا فيه إبراهام كما قال أهل دمشق قلت رسم المصحف محتمل للقراءتين وقراءة الجمهور أفصح وأولى قال ابن القاسم سألت مالكا عن علي وعثمان فقال ما أدركت أحدا ممن اقتدى به إلا وهو يرى الكف عنهما قال ابن القاسم يريد التفضيل بينهما فقلت فأبو بكر وعمر فقال ليس فيهما اشكال إنهما أفضل من غيرهما قال الحسن بن رشيق سمعت النسائي يقول أمناء الله على علم رسول الله {{صل}} ثلاثة شعبة ومالك ويحيى القطان قال القاضي عياض قال معن انصرف مالك يوما فلحقه رجل يقال له أبو الجويرية متهم بالإرجاء فقال اسمع مني قال أحذر أن أشهد عليك قال والله ما اريد إلا الحق فإن كان صوابا فقل به أو فتكلم قال فإن غلبتني قال اتبعني قال فإن غلبتيك قال أتبعتك قال فإن جاء رجل فكلمنا فغلبنا قال اتبعناه فقال مالك يا هذا إن الله بعث محمدا {{صل}} بدين واحد وأراك تتنقل وعن مالك قال الجذال في الدين ينشئ المراء ويذهب بنور العلم من القلب ويقسي ويورث الضغن قال القاضي عياض قال أبو طالب المكي كان مالك رحمه الله أبعد الناس من مذاهب المتكلمين واشد نقضا للعراقيين ثم قال القاضي عياض قال [[سفيان بن عيينة]] سأل رجل مالكا فقال " الرحمن على العرش استوى " كيف استوى فسكت مالك حتى علاه الرحضاء ثم قال الاستواء منه معلوم والكيف منه غير معقول والسؤال عن هذا بدعة والإيمان به واجب وإني لأظنك ضالا أخرجوه فناداه الرجل يا أبا عبد الله والله لقد سألت عنها أهل البصرة والكوفة والعراق فلم أجد أحدا وفق لما وفقت له
 
____فصل____
 
قال ابن عدي في مسند مالك بإسناد صح عن ابن وهب سمعت مالكا يقول لقد سمعت من ابن شهاب أحاديث كثيرة ما حدثت بها قط وقال نشر نافع عن ابن عمر علما كثيرا أكثر مما نشر عنه بنوه الحارث بن مسكين أخبرنا ابن وهب قال مالك كنت آتي نافعا وأنا غلام حديث السن مع غلام لي فينزل من درجة فيقف معي ويحدثني وكان يجلس بعد الصبح في المسجد فلا يكاد يأتيه أحد سعيد بن أبي مريم سمعت مالكا يقول جالس نعيم المجمر أبا هريرة عشرين سنة قال معن كان مالك يتقي في حديث رسول الله {{صل}} الياء والتاء ونحوهما وقال ابن وهب قال مالك العلم حيث شاء الله جعله ليس هو بكثرة الرواية ابن وهب سمعت مالكا يقول حق على من طلب العلم أن يكون له وقار وسكينة وخشية والعلم حسن لمن رزق خيره وهو قسم من الله تعالى فلا تمكن الناس من نفسك فإن من سعادة المرء أن يوفق للخير وإن من شقوة المرء أن لايزال يخطئ وذل وإهانه للعلم أن يتكلم الرجل بالعلم عند من لايطيعه القعنبي سمعت مالكا يقول كان الرجل يختلف إلى الرجل ثلاثين سنة يتعلم منه قال عبد الله بن نافع جالست مالكا خمسا وثلاثين سنة قال ابن وهب لو شئت أن أملأ ألواحي من قول مالك لاأدري لفعلت حرملة حدثنا ابن وهب سمعت مالكا يقول ليس هذا الجدل من الدين بشيء وسمعته يقول قلت لأمير المؤمنين فيمن يتكلم في هذه المسائل المعضلة الكلام فيها يا أمير المؤمنين يورث البغضاء سلمة بن شبيب حدثنا عبد الرزاق سمعت سفيان وابن جريج ومالكا وابن عيينة كلهم يقولون الإيمان قول وعمل يزيد وينقص قال مخلد بن خداش سألت مالكا عن الشطرنج فقال أحق هو فقلت لا قال " فماذا بعد الحق إلا الضلال " قال ابن وهب حججت سنة ثمان وأربعين ومئة وصائح يصيح لا يفتى الناس إلا مالك بن أنس وأبن الماجشون ابن وهب عن مالك قال بلغني أنه ما زهد أحد في الدنيا وأتقى إلا نطق بالحكمة ابن وهب عن مالك قال إن الرجل إذا ذهب يمدح نفسه ذهب بهاؤه أحمد بن حنبل حدثنا [[عبد الرحمن بن مهدي]] عن مالك قال التوقيت في المسح بدعة عبد الرحمن بن أبي حاتم حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم سمعت الشافعي يقول اجتمع مالك وأبو يوسف عند أمير المؤمنين فتكلموا في الوقوف وما يحبسه الناس فقال يعقوب هذا باطل قال شريح جاء محمد {{صل}} بإطلاق الحبس فقال مالك إنما أطلق ما كانوا يحبسونه لآلهتهم من البحيرة والسائبة فأما الوقوف فهذا [ وقف ] عمر قد استأذن رسول الله {{صل}} فقال ( حبس أصلها وسبل ثمرتها ( وهذا وقف الزبير فأعجب الخليفة ذلك منه وبقي يعقوب ابن وهب حدثني مالك قال كان بين جدار قبله رسول الله {{صل}} وبين المنبر قدر ممر الرجل متحرجا وقدر ممر الشاة وإن أول من قدم جدار القبلة حتى جعلها عند المقصورة عمر بن الخطاب وإن عثمان قربها إلى حيث هي اليوم داود بن رشيد حدثنا الوليد بن مسلم سألت مالكا عن تفضيض المصاحف فأخرج إلينا مصحفا فقال حدثني أبي عن جدي أنهم جمعوا القرآن على عهد عثمان وأنهم فضضوا المصاحف على هذا أو نحوه قال ابن المديني لمالك نحو ألف حديث يعني مرفوعة وقال إسماعيل بن أبي اويس قال لي مالك قرأت على نافع بن أبي نعيم وروى القعنبي عن ابن عيينة قال ما ترك مالك على ظهر الأرض مثله قال ابن سعد كان مالك ثقة تبثا حجة عالما ورعا وقال ابن وهب لولا مالك والليث لضللنا وقال الشافعي ما في الأرض كتاب في العلم أكثر صوابا من موطا مالك قلت هذا قاله قبل أن يؤلف الصحيحان قال خالد بن نزار الأيلي بعث المنصور إلى مالك حين قدم المدينة فقال إن الناس قد اختلفوا بالعراق فضع كتابا نجمعهم عليه فوضع رأي الموطأ قال عبد السلام بن عاصم قلت لأحمد بن حنبل رجل يحب أن يحفظ حديث رجل بعينه قال يحفظ حديث مالك قلت فرأي قال رأي مالك قال ابن وهب قيل لأخت مالك ما كان شغل مالك في بيته قالت المصحف التلاوة قال أبو مصعب كانوا يزدحمون على باب مالك حتى يقتتلوا من الزحام وكنا إذا كنا عنده لا يلتفت ذا إلى ذا قائلون برؤوسهم هكذا وكانت السلاطين تهابه وكان يقول لا ونعم ولا يقال له من أين قلت ذا أبو حاتم الرازي حدثنا عبد المتعال بن صالح من أصحاب مالك قال قيل لمالك إنك تدخل على السلطان وهم يظلمون ويجورون فقال يرحمك الله فأين المكلم بالحق. وقال موسى بن داود سمعت مالكا يقول قدم علينا أبو جعفر المنصور سنة خمسين ومئة فقال يا مالك كثر شيبك قلت نعم يا أمير المؤمنين من أتت عليه السنون كثر شيبه قال ما لي أراك تعتمد على قول ابن عمر من بين الصحابة قلت كان آخر من بقى عندنا من الصحابة فأحتاج إليه الناس فسألوه فتمسكوا بقوله ذكر علي بن المديني أصحاب نافع فقال مالك وإتقانه وأيوب وفضله وعبيد الله وحفظه ابن عبد الحكم سمعت الشافعي يقول قال لي محمد أيهما أعلم صاحبنا أم صاحبكم يعني أبا حنيفة ومالكا قلت على الإنصاف قال نعم قلت أنشدك بالله من أعلم بالقرآن قال صاحبكم قلت نعم قلت من أعلم بالسنة قال صاحبكم قلت فمن أعلم بأقاويل الصحابة والمتقدمين قال صاحبكم قلت فلم يبق إلا القياس والقياس لا يكون إلا على هذه الأشياء فمن لم يعرف الأصول على أي شيء يقيس قلت وعلى الإنصاف لو قال قائل بل هما سواء في علم الكتاب والأول أعلم بالقياس والثاني أعلم بالسنة وعنده علم جم من أقوال كثير من الصحابة كما أن الأول أعلم بأقاويل علي و[[ابن مسعود]] وطائفة ممن كان بالكوفة من أصحاب رسول الله {{صل}} فرضي الله عن الإمامين فقد صرنا في وقت لا يقدر الشخص على النطق بالإنصاف نسأل الله السلامة قال مطرف بن عبد الله وغيره كان خاتم مالك الذي مات وهو في يده فصة أسود حجري ونقشه حسبي الله ونعم الوكيل وكان يلبسه في يساره وربما لبسه في يمينه وعن ابن مهدي قال ما رأيت أحدا أهيب ولا أتم عقلا من مالك ولا أشد تقوى وقال ابن وهب ما نقلنا من أدب مالك أكثر مما تعلمنا من علمه وعن مالك قال ما جالست سفيها قط قال ابن عبد الحكم أفتى مالك مع نافع وربيعه وقال أبو الوليد الباجي روي أن المنصور حج وأقاد مالكا من جعفر ابن سليمان الذي كان ضربه فابى مالك وقال معاذ الله قال مصعب بن عبد الله في مالك
 
يدع الجواب فلا يراجع هيبة * * والسائلون نواكس الأذقان
 
عز الوقار ونور سلطان التقى * * فهو المهيب وليس ذا سلطان
 
قال أبو عبد الله محمد بن إبراهيم البوشنجي سمعت عبد الله بن عمر ابن الرماح قال دخلت على مالك فقلت يا أبا عبد الله ما في الصلاة من فريضة وما فيها من سنة أو قال نافله فقال مالك كلام الزنادقة أخرجوه وقال منصور بن سلمه الخزاعي كنت عند مالك فقال له رجل يا أبا عبد الله أقمت على بابك سبعين يوما حتى كتبت ستين حديثا فقال ستون حديثا وجعل يستكثرها فقال الرجل ربما كتبنا بالكوفة أو بالعراق في المجلس الواحد ستين حديثا فقال وكيف بالعراق دار الضرب يضرب بالليل وينفق بالنهار قال أبو العباس السراج سمعت [[البخاري]] يقول أصح الأسانيد مالك عن نافع عن ابن عمر قال الحافظ [[ابن عبد البر]] في التمهيد هذا كتبته من حفظي وغاب عني اصلي إن عبد الله العمري العابد كتب إلى مالك يحضه على الأنفراد والعمل فكتب إليه مالك إن الله قسم الأعمال كما قسم الأرزاق فرب رجل فتح له في الصلاة ولم يفتح له في الصوم وآخر فتح له في الصدقة ولم يفتح له في الصوم وآخر فتح له في الجهاد فنشر العلم من افضل أعمال البر وقد رضيت بما فتح لي فيه وما أظن ما أنا فيه بدون ما أنت فيه وأرجو أن يكون كلانا على خير وبر قال الحسين بن حسن بن مهاجر الحافظ سمعت أبا مصعب الزهري يقول كان مالك بعد تخلفه عن المسجد يصلي في منزله في جماعة يصلون بصلاته وكان يصلي صلاة الجمعة في منزله وحده
 
____رواية بعض مشايخه عنه____
 
أخبرنا علي بن عبد الغني المعدل أخبرنا عبد اللطيف بن يوسف وابنأنا أبو المعالي الأبرقوهي أخبرنا محمد بن أبي القاسم الخطيب قالا أخبرنا أبو الفتح بن البطي أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن الأنباري في المحرم سنة أربع وثمانين وأربع مئة أخبرنا عبد الواحد ابن محمد الفارسي أخبرنا محمد بن مخلد العطار حدثنا محمد بن الحارث أبو بكر الباغندي حدثنا عبيد بن محمد النساج حدثنا أحمد بن شبيب حدثنا أبي عن يونس بن يزيد عن [[الزهري]] حدثني رجل من أهل المدينة يقال له مالك بن أنس عن سعد بن أسحاق عن عمته زينب عن أبي سعيد أنه خرج في طلب أعلاج له ثم قدم على رسول الله {{صل}} فذكر الحديث مثل حديث الناس وأنبأنا أحمد بن سلامة عن جماعة أن أبا علي الحداد أخبرهم أخبرنا أبو نعيم حدثنا ابن الصواف ومحمد بن حميد قالا حدثنا الباغندي حدثنا عبيد النساج حدثنا أحمد بن شبيب حدثنا أبي عن يونس عن الزهري عن مالك بن أنس عن سعد بن إسحاق عن عمته زينب عن الفريعة أخت أبي سعيد أن زوجها تكارى علوجا له فقتلوه فذكرت ذلك لرسول الله {{صل}} فقالت إني لست في مسكن له ولا يجري علي منه رزق فأنتقل إلى أهل أبياتي فأقيم عليهم قال اعتدي حيث يبلغك الخبر وأخبرنا بتمامه عاليا أبو محمد عبد الخالق بن علوان بقراءتي أخبرنا البهاء عبد الرحمن أخبرتنا شهدة الكاتبه أخبرنا أحمد بن عبد القادر أخبرنا عثمان بن دوست أخبرنا محمد بن عبد الله حدثنا إسحاق بن الحسن الحربي حدثنا القعنبي أخبرنا مالك عن سعد بن إسحاق عن عمته زينب بنت كعب بن عجزة أن الفريعة بنت مالك بن سنان وهي أخت أبي سعيد الخدري أخبرتها أنها جاءت إلى رسول الله {{صل}} تسأله أن ترجع إلى أهلها في بني خدرة فإن زوجها خرج في طلب أعبد له أبقوا حتى إذا كان بظهر القدوم لحقهم فقتلوه قالت فسألت رسول الله {{صل}} أن أرجع إلى أهلي فإن زوجي لم يتركني في مسكن يملكه ولا نفقه فقال رسول الله {{صل}} نعم فخرجت فقال كيف قلت فرددت عليه القصة فقال امكثي في بيتك حتى يبلغ الكتاب أجله فاعتددت فيه أربعة أشهر وعشرا فلما كان عثمان بن عفان أرسل إلي فسألني عن ذ ؟؟ فأخبرته فاتبعه وقضى به وأخبرناه عاليا بدرجات أحمد بن هبة الله عن المؤيد بن محمد أخبرنا هبة الله بن سهل أخبرنا سعيد بن محمد أخبرنا زاهر بن أحمد أخبرنا إبراهيم بن عبد الصمد حدثنا أبو مصعب حدثنا مالك بنحوه وبإسنادي إلى بن مخلد حدثنا زكريا بن يحيى الناقد حدثنا خالد ابن خداش حدثنا حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد عن مالك بن أنس عن الزهري عن عبد الله بن محمد بن علي عن أبيه عن علي عن النبي {{صل}} أنه نهى عن متعة النساء يوم خبير ثم قال حماد وحدثنا به مالك ومعمر بهذا الإسناد وأخبرناه عاليا سنقر الزيني بحلب أخبرنا الموفق عبد اللطيف وأنجب الحمامي وعبد اللطيف القبيطي ومحمد بن السباك وغيرهم قالوا أخبرنا محمد بن عبد الباقي أخبرنا مالك البانياسي أخبرنا أحمد ابن محمد بن الصلت أخبرنا إبراهيم بن عبد الصمد أخبرنا أبو مصعب الزهري عن مالك عن ابن شهاب عن عبد الله والحسن ابني محمد ابن علي عن أبيهما عن علي بن أبي طالب أن رسول الله {{صل}} نهى عن متعة النساء يوم خبير وعن أكل لحوم الحمر الإنسية وأخبرنا به إسماعيل بن عبد الرحمن أخبرنا الإمام أبو محمد بن قدامه أخبرنا علي بن عبد الرحمن الطوسي أخبرنا مالك البانياسي فذكره وبه إلى ابن مخلد حدثنا عبد الملك الرقاشي حدثنا أبو غسان يحيى ابن كثير العنبري حدثنا شعبة عن مالك بن أنس عن عمرو بن مسلم عن سعيد بن المسيب عن أم سلمة أن رسول الله {{صل}} قال إذا دخل العشر وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره أخرجه مسلم عن شيخ له عن العنبري فوقع لنا بدلا عاليا وبه حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني أخبرني يحيى بن معين حدثنا منذر حدثنا شعبة عن مالك عن عمر أو عمروبن مسلم بنحوه هذا غريب وليس ذا في الموطأ الحاكم في ترجمة مالك في كتاب مزكي الأخبار حدثنا أبو الطيب محمد بن أحمد الكرابيسي حدثنا الحسن بن محمد بن سعيد من اصله حدثنا هشام بن عمار أخبرنا [[سفيان بن عيينة]] عن عمرو بن دينار عن مالك بن أنس عن سمي عن أبي صالح أن رسول الله {{صل}} قال السفر قطعة من العذاب غريب جدا قرأت على إسحاق بن طارق أخبرك ابن خليل أخبرنا أبو المكارم اللبان أخبرنا أبو علي الحداد أخبرنا أبو نعيم حدثنا أبو بكر بن خلاد حدثنا محمد بن غالب حدثنا القعنبي وبه إلى أبي نعيم وحدثنا محمد بن حميد حدثنا عبد الله بن أبي داود حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث حدثني أبي عن جدي عن يحيى بن أيوب كلاهما عن مالك عن أبي الزبير عن جابر قال نحرنا مع رسول الله {{صل}} في الحديبية البدنة عن سبعة وبه إلى أبي نعيم حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد حدثنا بكر بن سهل حدثنا محمد بن مخلد الرعيني حدثنا مالك عن أبي حازم عن سهل قال قال رسول الله {{صل}} ساعتان تفتح فيهما أبواب السماء قلما ترد فيهما دعوة حضور الصلاة وعند الزحف للقتال. رواه ايضا أيوب بن سويد وأبو المنذر إسماعيل بن عمر عن مالك نحوه أخبرنا أبو المعالي الهمداني أخبرنا محمد بن أبي القاسم بحران أخبرنا محمد بن عبد الباقي أخبرنا علي بن محمد الخطيب أخبرنا أبو عمر الفارسي أخبرنا محمد بن مخلد حدثنا جعفر بن أحمد بن عاصم حدثنا محمد بن مصفى حدثنا محمد بن حرب عن ابن جريج عن مالك عن [[الزهري]] عن أنس أن النبي {{صل}} دخل مكة زمن الفتح وعلى رأسه المغفر أخبرنا أبو المعالي أخبرنا محمد حدثنا محمد أخبرنا علي أخبرنا أبو عمر أخبرنا مخلد حدثنا العلاء بن سالم حدثنا شعيب بن حرب حدثنا مالك حدثنا عامر بن عبد الله بن الزبير عن عمرو بن سليم عن أبي قتادة بن ربعي قال قال رسول الله {{صل}} إذا دخل أحدكم المسجد ةفليصل ركعتين قبل أن يقعد اتفقا عليه من حديث مالك الحافظ أبو بكر الخطيب أخبرنا البرقاني حدثنا أبو القاسم عبد الله ابن إبراهيم الجرجاني قرئ على أبي عروبة الحراني حدثكم محمد بن وهب حدثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن زيد بن أبي أنيسة عن مالك بن أنس عن سعيد المقبري عن أبيه لا أعلمه إلا عن أبي هريرة قال قال النبي {{صل}} رحم الله عبدا كانت عنده لأخيه مظلمة في نفس أو مال فأتاه فاستحل منه قبل أن تؤخذ حسناته فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فتوضع في سيئاته الحاكم حدثنا عمرو بن محمد بن منصور العدل حدثنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم حدثني أبي حدثنا بكر بن مضر حدثنا ابن الهاد حدثني مالك عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله {{صل}} قال لا يحتلبن أحدكم ماشية أخيه بغير إذنه أيحب أحدكم أن تؤتى مشربته فتكسر خزانته وينثل ما فيه فلا يحلبن أحدكم ماشية أخيه بغير إذنه ورواه إسحاق بن بكر بن مضر عن أبيه وقد وقع لي عاليا كأني سمعته من الحاكم أخبرناه عبد الحافظ بن بدران بنابلس أخبرنا موسى بن عبد القادر والحسين بن مبارك وأخبرنا أحمد بن إسحاق أخبرنا الحسن بن مبارك ونفيس بن كرم وعبد اللطيف بن عسكر وأخبرنا أحمد بن محمد الحافظ وعدة بمصر وسنقر الزيني بحلب قالوا أخبرنا عبد الله بن عمر وأخبرنا عبد الله بن محمد بن قوام ويوسف بن أبي نصر وعلي بن عثمان الأمين ومحمد بن حازم ومحمد بن يوسف الذهبي ومحمد بن هاشم العباسي وعمر وأبو بكر أخبرنا أحمد بن عبد الدائم وسويج بن محمد ومحمد بن أبي العز وفاطمة بنت عبد الله الآمدية وخديجة بنت محمد المراتبية وفاطمة بنت إبراهيم البطائحية وهدية بنت عبد الحميد قالوا أنبأنا الحسين بن أبي بكر اليماني وأخبرنا علي بن محمد الفقيه وأحمد بن هبه الله الحاجب ونصر الله بن محمد وأحمد ابن العماد وعلي بن أحمد وأحمد بن محمد بن المجاهد وعلي بن محمد الملقن وأحمد بن رسلان وعمر بن محمد المذهب وأحمد بن عبد الرحمن الدائم بن أحمد الوزان وعبيد الحميد ب بن أحمد ومحمد ابن علي بن فضل وأحمد بن عبد الله اليونيني ومحمد بن قايماز الدقيقي وهدية بنت علي قالوا أخبرنا الحسين بن أبي بكر وعبد الله بن عمر قالوا ستتهم أخبرنا عبد الأول بن عيسى أخبرنا محمد بن عبد العزيز الفارسي سنة تسع وستين وأربع مئة أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي شريح الأنصاري أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي حدثنا العلاء بن موسى إملاء سنة سبع وعشرين ومئتين حدثنا ليث بن سعد عن نافع عن ابن عمر عن رسول الله {{صل}} أنه قام فقال لا يحلبن أحدكم ماشية أحد بغير إذنه ايحب أحدكم أن تؤتى مشربته فتكسر باب خزانته فينتقل طعامه وإنما تخزن لهم ضروع مواشيهم أطعماتهم فلا يحلبن أحد ماشية أمرئ بغير إذنه أخرجه مسلم عن محمد بن رمح عن ليث محمد بن يوسف الزبيدي حدثنا أبو قرة عن موسى بن عقبة عن مالك عن نافع عن ابن عمر مرفوعا لا تباع الثمرة حتى يبدو صلاحها أخبرنا علي بن تيمية أخبرنا عبد اللطيف بن يوسف وأخبرنا الأبرقوهي أخبرنا ابن تيمية الخطيب قالا أخبرنا ابن البطي أخبرنا علي ابن محمد أخبرنا أبو عمر بن مهدي أخبرنا محمد بن مخلد حدثنا الرمادي حدثنا عبد الرزاق أخبرنا ابن جريج عن [[سفيان الثوري]] عن مالك عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن ابن المسيب أن عمر وعثمان قضيا في الملطاة وهي السمحاق بنصف ما في الموضحة قال عبد الرزاق ثم قدم علينا سفيان فسألناه فحدثنا به عن مالك ثم لقيت مالكا فقلت إن سفيان حدثنا عنك عن ابن قسيط عن ابن المسيب أن عمر وعثمان قضيا في الملطاه بنصف الموضحة فقال صدق حدثته به قلت حدثني قال ما أحدث به اليوم أخبرنا أحمد بن عبد المنعم أخبرنا محمد بن سعيد وأخبرنا علي ابن محمد وجماعة قالوا أخبرنا الحسين بن المبارك قالا أخبرنا أبو زرعة أخبرنا محمد بن أحمد الساوي أخبرنا أبو بكر الحيري حدثنا أبو العباس الأصم حدثنا الربيع بن سليمان حدثنا الشافعي حدثنا سعيد بن سالم عن ابن جريج عن سفيان عن مالك نحوه وهذا إسناد عزيز نزل الشافعي في إسناده كثيرا تحصيلا للعلم الحاكم أخبرنا أبو جعفر أحمد بن عبيد الحافظ حدثنا محمد بن الضحاك بن عمرو حدثنا عمران بن عبد الرحيم حدثنا بكار بن الحسن حدثنا إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة عن أبيه عن أبي حنيفة عن مالك عن عبد الله بن الفضل عن نافع بن جبير عن ابن عباس قال قال رسول الله {{صل}} الأيم أحق بنفسها من وليها والبكر تستأذن في نفسها وإذنها صماتها أخبرنا به أحمد بن هبه الله عن المؤيد الطوسي أخبرنا هبة الله السيدي أخبرنا أبو عثمان البحيري أخبرنا زاهر بن أحمد أخبرنا إبراهيم ابن عبد الصمد حدثنا أبو مصعب عن مالك نحوه وساويت الحاكم وقد رواه عن مالك سفيان الثوري وشريك القاضي وشعبه الحاكم أخبرنا أبو علي الحافظ أخبرنا أبو الطاهر محمد بن أحمد المديني بمصر حدثنا يحيى بن درست حدثنا أبو إسماعيل القناد عن يحيى بن أبي كثير عن [[الأوزاعي]] ومالك عن [[الزهري]] عن عمرة عن عائشة عن النبي {{صل}} قال القطع في ربع دينار فصاعدا غريب جدا ولا نعلم مالكا اجتمع بيحيى ولو جرى ذلك لكان يروي عنه ولكان من كبراء مشيخة مالك تفرد به أبو الطاهر وفيه مقال. يعقوب بن شيبه السدوسي حدثنا قبيصة حدثنا سفيان عن المغيرة بن النعمان عن مالك بن أنس عن هانئ بن حرام قال كتب إلى عمر بن الخطاب في رجل وجد مع إمرأته رجلا فقتله فكتب في السر يعطي الدية وكتب في العلانية يقاد منه قال يعقوب أراد عمر أن يرهب بذلك وبإسنادي إلى ابن مخلد العطار حدثنا أحمد بن محمد بن أنس حدثنا أبو هبيرة الدمشقي حدثنا سلامة بن بشر حدثنا يزيد بن السمط عن الأوزاعي عن مالك عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر عن النبي {{صل}} قال إن الغادر ينصب له لواء يوم القيامه فيقال هذه غدرة فلان أخرجه [[النسائي]] عن يزيد بن عبد الصمد عن سلامة به ووقع لنا عاليا أخبرناه علي بن أحمد الحسيني أخبرنا محمد بن أحمد القطيعي أخبرنا أحمد بن محمد العباسي أخبرنا الحسن بن عبد الرحمن الشافعي أخبرنا أحمد بن إبراهيم العبقسي أخبرنا محمد بن إبراهيم الديبلي حدثنا محمد بن أبي الأزهر حدثنا إسماعيل بن جعفر حدثنا عبد الله بن دينار بهذا وبإسنادي إلى ابن مخلد قال حدثني أحمد بن سعد الزهري قال ذكر علي بن بحر القطان سمعت ابن أبي حازم يقول رأيت البتي قائما على رأس مالك بن أنس وبه حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الحنين حدثنا الأصمعي عن شعبة قال قدمت المدينة سنة ثمان عشرة ومئة فوجدت لمالك حلقة ووجدت نافعا قد مات وبه أخبرنا الرمادي حدثنا الحكم بن عبد الله أخبرني أبي عن مالك قال رحت إلى الظهر من بيت ابن هرمز اثنتي عشرة سنة وبه حدثنا الرمادي حدثنا الحكم أخبرنا أشهب عن مالك قال حدثني ابن شهاب فقلت له أعده علي قال لا قلت أما كان يعاد عليك قال لا فقلت كنت تكتب قال لا وكف الحديدة يعني اللجام أخبرنا أحمد بن إسحاق بن محمد المؤيدي أخبرنا أحمد بن يوسف والفتح بن عبد الله قالا أخبرنا محمد بن عمر الأرموي أخبرنا أحمد بن محمد البزاز أخبرنا علي بن عمر الحربي حدثنا أحمد بن الحسن الصوفي حدثنا يحيى بن معين حدثنا معن عن مالك عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت إن رسول الله {{صل}} لم يكن يصافح إمرأة قط أخرجه النسائي في جمعة أحاديث مالك عن معاوية بن صالح الدمشقي عن يحيى بن معين أخبرنا عمر بن عبد المنعم الطائي غير مرة أخبرنا عبد الصمد بن محمد الشافعي سنة تسع وست مئة وأنا في الرابعة أخبرنا علي بن مسلم الفقيه أخبرنا أبو نصر الحسين بن محمد الخطيب سنة خمس وستين وأربع مئة أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد الغساني بصيدا سنة أربع وتسعين وثلاث مئة حدثنا أبو روق أحمد بن محمد الهزاني بالبصرة حدثنا محمد بن الوليد البسري حدثنا غندر حدثنا شعبة عن مالك ح وأخبرنا بعلو أحمد بن هبة الله بن أحمد عن المؤيد بن محمد أخبرنا هبة الله بن سهل أخبرنا سعيد بن محمد أخبرنا زاهر بن أحمد أخبرنا إبراهيم بن عبد الصمد حدثنا أبو مصعب حدثنا مالك عن عبد الله بن الفضل عن نافع بن جبير عن ابن عباس قال قال رسول الله {{صل}} الأيم أحق بنفسها من وليها والبكر تستأذن في نفسها وإذنها صماتها لفظ شعبة أخبرنا أبو المعالي الأبرقوهي أخبرنا زكريا بن علي بن حسان ببغداد وأخبرنا أبو الحسين علي بن محمد ببعلبك وأحمد بن محمد بمصر وجماعة قالوا أخبرنا أبو المنجا عبد الله بن عمر بن اللتي قالا أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى ح وأخبرنا يحيى بن أبي منصور الفقيه كتابة أخبرنا عبد القادر الحافظ أخبرنا عبد الجليل بن أبي سعد بهراة قالا أخبرتنا أم الفضل بيبى بنت عبد الصمد قالت أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد الأنصاري أخبرنا عبد الله بن محمد حدثنا مصعب الزبيري حدثني مالك عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله {{صل}} دخل الكعبة هو وأسامه وبلال وعثمان بن طلحة الحجبي فأغلقها عليهم ومكث فيها فسالت بلالا حين خرج ماذا صنع رسول الله {{صل}} فقال جعل عمودا عن يساره وعمودين عن يمينه وثلاثة أعمده وراءه وكان البيت يومئذ على ستة أعمده ثم صلى وبه حدثني مالك عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر أن رسول الله {{صل}} نهى عن بيع الولاء وعن هبته
 
____وفاة مالك____
 
قال القعنبي سمعتهم يقولون عمر مالك تسع وثمانون سنة مات سنة تسع وسبعين ومئة وقال إسماعيل بن أبي أويس مرض مالك فسألت بعض أهلنا عما قال عند الموت قالوا تشهد ثم قال " لله الأمر من قبل ومن بعد " وتوفي صبيحة أربع عشرة من ربيع الأول سنة تسع وسبعين ومئة فصلى عليه الأمير عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي بن [[عبد الله بن عباس]] الهاشمي ولد زينب بنت سليمان العباسية ويعرف بأمه رواها محمد بن سعد عنه ثم قال وسالت مصعبا فقال بل مات في صفر فأخبرني معن بن عيسى بمثل ذلك وقال أبو مصعب الزهري مات لعشر مضت من ربيع الأول سنة تسع وقال محمد بن سحنون مات في حادي عشر ربيع الأول وقال ابن وهب مات لثلاث عشرة خلت من ربيع الأول قال القاضي عياض الصحيح وفاته في ربيع الأول يوم الأحد لتمام اثنين وعشرين يوما من مرضه وغسله ابن أبي زنبر وابن كنانه وابنه يحيى وكاتبه حبيب يصبان عليهما الماء ونزل في قبره جماعة وأوصى أن يكفن في ثياب بيض وأن يصلى عليه في موضع الجنائز فصلى عليه الأمير المذكور قال وكان نائبا لأبيه محمد على المدينة ثم مشى أمام جنازته وحمل نعشه وبلغ كفنه خمسة دنانير قلت تواترت وفاته في سنة تسع فلا اعتبار لقول من غلط وجعلها في سنة ثمان وسبعين ولا اعتبار بقول حبيب كاتبه ومطرف فيما حكي عنه فقالا سنة ثمانين ومئة ونقل القاضي عياض أن اسد بن موسى قال رأيت مالكا بعد موته وعليه طويلة وثياب خضر وهو على ناقة يطير بين السماء والأرض فقلت يا أبا عبد الله اليس قد مت قال بلى فقلت فإلام صرت فقال قدمت على ربي وكلمني كفاحا وقال سلني أعطك وتمن علي أرضك قال القاضي عياض واختلف في سنه فقال عبد الله بن نافع الصائغ وابن أبي أويس ومحمد بن سعد وحبيب إن عمره خمس وثمانون سنة قال وقيل أربع وثمانون سنة وقيل سبع وثمانون سنة وقال الواقدي تسعون سنة وقال الفريابي وأبو مصعب ست وثمانون سنة وقال القعنبي تسع وثمانون سنة وعن عبد الرحمن بن القاسم قال عاش سبعا وثمانين سنة وشذ أيوب بن صالح فقال عاش اثنتين وتسعين سنة قال أبو محمد الضراب هذا خطأ الصواب ست وثمانون واختلف في حمل أمه به فقال معن والصائغ ومحمد بن الضحاك حملت به ثلاث سنين وقال نحوه والد الزبير بن بكار وعن الواقدي حملت به سنتين قلت ودفن بالبقيع اتفاقا وقبره مشهور يزار رحمه الله ويقال إنه في الليلة التي مات فيها رأى رجل من الأنصار قائلا ينشد
 
لقد أصبح الإسلام زعزع ركنه * * غداة ثوى الهادي لدى ملحد القبر
 
إمام الهدى ما زال للعلم صائنا * * عليه سلام الله في آخر الدهر
 
قال فانتبهت فإذا الصارخة على مالك ثم أورد القاضي عياض عدة منامات حسنة للإمام وسائر كتابه بلا أسانيد وفي بعض ذلك ما ينكر قال ابن القاسم مات مالك عن مئة عمامة فضلا عن سواها وقال ابن أبي اويس بيع ما في منزل خالي مالك من بسط ومنصات ومخاد وغير ذلك بما ينيف على خمس مئة دينار وقال محمد بن عيسى بن خلف خلف مالك خمس مئة زوج من النعال ولقد اشتهى يوما كساء قوصيا فما مات إلا وعنده منها سبعه بعثت إليه وأهدى له يحيى بن يحيى النيسابوري هدية فوجدت بخط جعفر قال مشايخنا الثقات إنه باع من فضلتها بثمانين ألفا قال أبو عمرو ترك من الناض ألفي دينار وست مئة دينار وسبعة وعشرين دينارا ومن الدراهم ألف درهم قلت قد كان هذا الإمام من الكبراء السعداء والسادة العلماء ذا حشمة وتجمل وعبيد ودار فاخرة ونعمة ظاهرة ورفعة في الدنيا والآخرة كان يقبل الهدية ويأكل طيبا ويعمل صالحا وما أحسن قول [[ابن المبارك]] فيه
 
صموت إذا ما الصمت زين أهله * * وفتاق أبكار الكلام المختم
 
وعى ما وعى القرآن من كل حكمه * * وسيطت له الآداب باللحم والدم
 
قال القاضي عياض رحمه الله فيه
 
يا سائلا عن حميد الهدي والسنن * * أطلب هديت علوم الفقه والسننن
 
وعقد قلبك فاشدده على ثلج * * لا تطوينه على شك ولا دخن
 
واسلك سبيل الألى حازوا نهى وتقى * * كانوا فبانوا جسان السر والعلن
 
هم الأئمة والأقطاب ما انخدعوا * * ولا شروا دينهم بالبخس والغبن
 
أصحاب خير الورى أحبار ملته * * خير القرون نجوم الدهر والزمن
 
من أهتدى بهداهم مهتد وهم * * نجاة من بعدهم من غمرة الفتن
 
وتابعوهم على الهدي القويم هم * * أهل التقى والهدى والعلم والفطن
 
فاختر لدينك ذا علم تقلده * * مشهر الذكر في شام وفي يمن
 
حوى أصولهم ثم اقتفى أثرا * * نهجا إلى كل معنى رائق حسن
 
ومالك المرتضى لا شك أفضلهم * * إمام دار الهدى والوحي والسنن
 
فعنه حز علمه إن كنت متبعا * * ودع زخارف كالأحلام والوسن
 
فهو المقلد في الاثار يسندها * * خلاف من هو فيها غير مؤتمن
 
وهو المقدم في فقه وفي نظر * * والمقتدى في الهدى في ذلك الزمن
 
وعالم الأرض طرأ بالذي حكمت * * شهادة المصطفى ذي الفضل والمنن
 
ومن إليه بأقطار البلاد غدت * * تنضى المطايا وتضحى بزل البدن
 
من أشرب الخلق طرا خبه فجرى * * طي القلوب كجري الماء في الغصن
 
وقال كل لسان في فضائله * * قولا وإن قصروا في الوصف عن لسن
 
عليه من ربه أصفى عواطفه * ومن رضاه كصوب العارض الهتن
 
وجاد ملحده وطفاء هاطلة * * تسقى برحماه مثوى ذلك الجنن
 
===عبد القدوس ابن حبيب===
عبد القدوس ابن حبيب المحدث أبو سعيد الكلاعي الوحاظي الشامي روى عن مجاهد و[[عكرمة]] وأبي الأشعث الصنعاني والشعبي والحسن وعطاء ومكحول وابن شهاب وعنه عمرو بن الحارث وحيوة بنت شريح والثوري وماتوا قبله بمدة والوليد بن مسلم وابن شابور وعبد الرزاق وعلي بن الجعد وأبو الجهم وصالح بن مالك الخوارزمي وإسحاق بن أبي إسرائيل يقع من عوالية في الجعديات اتفقوا على ضعفه كذبه [[ابن المبارك]] وقال ابن معين مطروح الحديث وقال الفلاس تركوه وقال ابن عمار ذاهب الحديث وقال ابن المبارك لأن أقطع الطريق أحب إلي من أن أروي عنه وقال [[النسائي]] ليس بثقة ولا مأمون قلت بقي إلى ( ما ) بعد السبعين ومئة وعمر دهر
 
===الليث بن سعد===
الليث بن سعد ( ع ) ابن عبد الرحمن الإمام الحافظ شيخ الإسلام وعالم الديار المصرية أبو الحارث الفهمي مولى خالد بن ثابت بن ظاعن وأهل بيته يقولون نحن من الفرس من أهل أصبهان ولا منافاة بين القولين مولده بقرقشندة قرية من أسفل أعمال مصر في سنة أربع وتسعين قاله يحيى بن بكير وقيل سنة ثلاث وتسعين ذكره سعيد بن أبي مريم والأول أصح لأن يحيى يقول سمعت الليث يقول ولدت في شعبان سنة أربع قال الليث وحججت سنة ثلاث عشرة ومئة سمع عطاء بن أبي رباح وابن أبي مليكة ونافعا العمري وسعيد بن أبي سعيد المقبري وابن شهاب [[الزهري]] وأبا الزبير المكي ومشرح ابن هاعان وأبا قبيل المعافري ويزيد بن أبي حبيب وجعفر بن ربيعة وعبيد الله بن أبي جعفر وبكير بن عبد الله بن الأشج وعبد الرحمن بن القاسم والحارث بن يعقوب ودراجا أبا السمح الواعظ وعقيل بن خالد ويونس بن يزيد وحكيم بن عبد الله بن قيس وعامر بن يحيى المعافري وعمر مولى غفرة وعمران بن أبي أنس وعياش بن عباس وكثير بن فرقد وهشام بن عروة وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين وأيوب بن موسى وبكر بن سوادة وأبا كثير الجلاح والحارث بن يزيد الحضرمي وخالد بن يزيد وصفوان بن سليم وخير بن نعيم وأبا الزناد وقتادة ومحمد بن يحيى بن حبان ويزيد بن عبد الله بن الهاد ويحيى ابن سعيد الأنصاري وخلقا كثيرا حتى إنه يروي عن تلامذته وحتى إنه روى عن نافع ثم روى حديثا بينه وبينه فيه أربعة أنفس وكذلك فعل في شيخه ابن شهاب روى غير حديث بينه وبينه فيه ثلاثة رجال روى عنه خلق كثير منهم ابن عجلان شيخه وابن لهيعة وهشيم وابن وهب و[[ابن المبارك]] وعطاف بن خالد وشبابة وأشهب وسعيد بن شرحبيل وسعيد بن غفير والقعنبي وحجين بن المثنى وسعيد بن أبي مريم وآدم بن أبي إياس وأحمد بن يونس وشعيب بن الليث ولده ويحيى بن بكير وعبد الله بن عبد الحكم ومنصور بن سلمة ويونس بن محمد وأبو النضر هاشم بن القاسم ويحيى بن يحيى الليثي ويحيى بن يحيى التميمي وأبو الجهم العلاء ابن موسى وقتيبة بن سعيد ومحمد بن رمح ويزيد بن موهب الرملي وكامل بن طلحة وعيسى بن حماد زغبة وعبد الله بن صالح الكاتب وعمرو بن خالد وعبد الله بن يوسف التنيسي ولحقه الحارث بن مسكين وسأله عن مسألة ورآه يعقوب بن إبراهيم الدورقي ببغداد وهو صبي أخبرنا أحمد بن إسحاق أخبرنا الفتح أخبرنا الأرموي وابن الداية والطرائفي قالوا أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة أخبرنا عبيد الله ابن عبد الرحمن حدثنا جعفر بن محمد الحافظ حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن سعد بن سنان عن أنس بن مالك أن رسول الله {{صل}} قال يكون بين يدي الساعة فتن كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع أقوام دينهم بعرض من الدنيا هذا الحديث حسن عال أخرجه [[الترمذي]] عن قتيبة فوافقناه بعلو أخبرنا أبو علي يوسف بن أحمد الصالحي أخبرنا موسى بن عبد القادر الجيلي أخبرنا أبو القاسم سعيد بن أحمد بن البناء ( ح ) وأخبرنا أبو المعالي أحمد بن إسحاق بن محمد بن المؤيد القرافي الزاهد بمصر أخبرنا أبو علي الحسن بن إسحاق بن موهوب بن الجواليقي سنة عشرين وست مئة ببغداد ( ح ) وقرأت على أبي حفص عمر بن عبد المنعم الطائي عن أبي اليمن زيد بن الحسن الكندي أخبرنا أبو الفضل محمد بن عبد الله ابن المهتدي بالله في سنة اثنتين وثلاثين وخمس مئة قالوا أخبرنا أبو نصر محمد بن محمد بن علي الزيني أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر الوراق حدثنا أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث الحافظ حدثنا عيسى بن حماد التجيبي أخبرنا الليث بن سعد عن هشام بن عروة عن أبيه عن أسماء بنت أبي بكر قالت لقد رأيت زيد بن عمرو بن نفيل قائما مسندا ظهره إلى الكعبه يقول يا معشر قريش والله ما فيكم أحد على دين إبراهيم غيري وكان يحيى الموؤدة يقول الرجل إذا أراد أن يقتل ابنته مه لا تقتلها أنا أكفيك مؤنتها فيأخذها فإذا ترعرعت قال لأبيها إن شئت دفعتها إليك وإن شئت كفيتك مؤنتها هذا حديث صحيح وإنما يرويه الليث عن هشام بالإجازة لأن [[البخاري]] أخرجه في صحيحه تعليقا فقال وقال الليث كتب إلي هشام بن عروة فذكر الحديث فهو في الصحيح وجادة على إجازة أخبرنا أحمد بن إسحاق أخبرنا أكمل بن أبي الأزهر أخبرنا سعيد ابن أحمد أخبرنا محمد بن محمد أخبرنا محمد بن عمر بن زنبور حدثنا أبو بكر بن أبي داودحدثنا عيسى بن حماد أخبرنا الليث عن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة عن رسول الله {{صل}} قال إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مئة سنة أخبرنا عبد الحافظ بن بدران أخبرنا موسى بن عبد القادر والحسين ابن المبارك وأخبرنا أحمد بن المؤيد أخبرنا عبد اللطيف بن عسكر وحسن بن أبي بكر بن الزبيدي والنفيس بن كرم وأخبرنا أحمد بن أبي طالب وخلق قالوا أخبرنا أبو المنجا عبد الله بن عمر بن اللتي قالوا ستتهم أخبرنا أبو الوقت السجزي أخبرنا محمد بن أبي مسعود أخبرنا أبو محمد بن أبي شريح أخبرنا أبو القاسم البغوي أخبرنا العلاء بن موسى الباهلي حدثنا الليث عن نافع أن ابن عمر كان إذا سئل عن نكاح الرجل النصرانية أو اليهودية قال إن الله حرم المشركات على المسلمين ولا أعلم من الإشراك شيئا أكبر من أن تقول المرأة ربها عيسى وهو عبد من عبيد الله أخرجه البخاري عن قتيبه عن الليث أخبرنا القاضي تاج الدين أبو محمد عبد الخالق بن عبد السلام بن سعيد بن علوان ببعلبك بقراءتي أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن إبراهيم ( ح ) أخبرنا عز الدين إسماعيل بن عبد الرحمن المرداوي أخبرنا محمد بن خلف الفقيه سنة ست عشرة وست مئة ( ح ) وأخبرنا بيبرس المجدي بحلب أخبرنا عبد الله بن عمر بن النخال قالوا أخبرتنا فخر النساء شهدة بنت أحمد الكاتبه أخبرنا أبو الفضل محمد بن عبد السلام الأنصاري ( ح ) وأخبرنا أبو الفداء إسماعيل بن الفراء أخبرنا أبو محمد ابن قدامة الفقيه أخبرنا أبو الفتح بن البطي ويحيى بن ثابت البقال قال أبو الفتح أخبرنا أبو الفضل أحمد بن الحسن الحافظ وقال البقال أخبرنا أبي قالوا أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب الحافظ قال قرأت على أبي العباس بن حمدان حدثكم محمد بن إبراهيم حدثنا يحيى بن بكير حدثني الليث بن سعد عن يزيد بن الهاد عن إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان عن ابن شهاب عن ابن المسيب عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله {{صل}} يقول فذكر الحديث بينا أنا نائم رأيتني على قليب فنزعت ما شاء الله أن أنزع أخبرناه إسماعيل بن عبد الرحمن وأحمد بن عبد الحميد قالا أخبرنا عبد الله بن أحمد الفقيه أخبرنا أبو بكر بن النقور أخبرنا علي بن محمد العلاف أخبرنا أبو الحسن بن الحمامي حدثنا دعلج بن أحمد حدثنا محمد بن إبراهيم البوشنجي حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن يزيد بن الهاد عن إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة سمعت رسول الله {{صل}} يقول بينا أنا نائم رأيتني على قليب فنزعت منها ما شاء الله ثم نزع ابن قحافة ذنوبا أو ذنوبين وفي نزعة ضعف وليغفر الله له ثم استحالت غربا فأخذ ابن الخطاب فلم ار عبقريا من الناس ينزع نزعه حتى ضرب الناس بعطن رواه من حديث يعقوب بن إبراهيم بن سعد مسلم في صحيحه عن أبيه عن صالح نحوه والبخاري عن يسره عن إبراهيم عن الزهري بنفسه أخبرنا أبو المعالي القرافي أخبرنا الفتح بن عبد الله أخبرنا الأرموي وابن الداية والطرائفي قالوا أخبرنا ابن المسلمة أخبرنا أبو الفضل الزهري حدثنا الفريابي حدثنا يزيد بن خالد الرملى الليث بن سعد عن عقيل عن ابن شهاب أن أبا إدريس عائذ الله الخولانى أخبره أن يزيد بن عميره وكان من أصحاب معاذ بن جبل قال كان معاذ لا يجلس مجلسا إلا قال حين يجلس الله حكم قسط تبارك أسمه هلك المرتابون كان الليث رحمه الله فقيه مصر ومحدثها ومحتشمها ورئيسها ومن يفتخر بوجودة الإقليم بحيث إن متولي مصر وقاضيها وناظرها من تحت أوامره ويرجعون إلى رأية ومشورته ولقد أرادة المنصور على أن ينوب له على الإقليم فاستعفى من ذلك ومن غرائب حديث الليث عن [[الزهري]] عن أنس حديث من كذب علي معتمدا فليتبوأ مقعدة من النار صححه أبو عيسى وغربه قال أبو مسهر الغساني شيخ أهل دمشق قدم علينا الليث فكان يجالس سعد بن عبد العزيز فأتاه أصحابنا فعرضوا عليه فلم أر أنا أخذ ذلك عرضا حتى قدمت على مالك عبد الله بن أحمد بن شبوية سمعت سعيد بن أبي مريم سمعت ليث بن سعد يقول بلغت الثمانين وما نازعت صاحب هوى قط قلت كانت الأهواء والبدع خاملة في زمن الليث ومالك و[[الأوزاعي]] والسنن ظاهرة عزيزة فأما في زمن [[أحمد بن حنبل]] وإسحاق وأبي عبيد فظهرت البدعة وامتحن أئمة الأثر ورفع أهل الأهواء رؤوسهم بدخول الدولة معهم فاحتاج العلماء إلى مجادلتهم بالكتاب والسنة ثم كثر ذلك واحتج عليهم العلماء أيضا بالمعقول فطال الجدال واشتد النزاع وتولدت الشبة نسأل الله العافية قال ابن بكير سمعت الليث يقول سمعت بمكة سنة ثلاث عشرة ومئة من الزهري وأنا ابن عشرين سنة وقال عيسى بن زغبة عن الليث قال أصلنا من أصبهان فاستوصوا بهم خيرا قال يحيى بن بكير أخبرني من سمع الليث يقول كتبت من علم ابن شهاب علما كثيرا وطلبت ركوب البريد إليه إلى الرصافة فخفت أن لا يكون ذلك لله فتركته ودخلت على نافع فسألني فقلت أنا مصري فقال ممن قلت من قيس قال ابن كم قلت ابن عشرين سنة قال أما لحيتك فلحية ابن أربعين قال أبو صالح خرجت مع الليث إلى العراق سنة إحدى وستين ومئة خرجنا في شعبان وشهدنا الأضحى ببغداد قال وقال لي الليث ونحن ببغداد سل عن منزل هشيم الواسطي فقل له أخوك ليث المصري يقرئك السلام ويسألك أن تبعث إليه شيئا من كتبك فلقيت هشيما فدفع إلي شيئا فكتبنا منه وسمعتها مع الليث قال الحسن بن يوسف بن مليح سمعت أبا الحسن الخادم وكان قد عمي من الكبر من مجلس يسر قال كنت علاما لزبيدة وأتي بالليث بن سعد تستفتيه فكنت واقفا على رأس ستي زبيدة خلف الستارة فسأله الرشيد فقال له حلفت إن لي جنتين فاستحلفة الليث ثلاثا إنك تخاف الله فحلف له فقال قال الله " ولمن خاف مقام ربه جنتان " قال فأقطعه قطائع كثيرة بمصر قلت إن صح هذا فهذا كان قبل خلافة هارون قال محمد بن إبراهيم العبدي سمعت ابن بكير يحدث عن يعقوب ابن داود وزير المهدي قال قال أمير المؤمنين لما قدم الليث العراق الزم هذا الشيخ فقد ثبت عندي أنه لم يبق أحد أعلم بما حمل منه الفسوي حدثنا ابن بكير قال قال الليث قال لي أبو جعفر تلي لي مصر قلت لا يا أمير المؤمنين إني أضعف عن ذلك إني رجل من الموالي فقال ما بك ضعف معي ولكن ضعفت نيتك في العمل لي وحدثنا ابن بكير قال قال عبد العزيز بن محمد رأيت الليث عند ربيعة يناظرهم في المسائل وقد فرفر أهل الحلقة أبو إسحاق بن يونس الهروي حدثنا الدارمي حدثنا يحيى بن بكير حدثنا شرحبيل بن جميل قال أدركت الناس أيام هشام الخليفة وكان الليث بن سعد حدث السن وكان بمصر عبيد الله بن أبي جعفر وجعفر بن ربيعة والحارث بن يزيد ويزيد بن أبي حبيب وابن هبيرة وإنهم يعرفون لليث فضله وورعه وحسن إسلامه عن حداثه سنة ثم قال ابن بكير لم أر مثل الليث وروى عبد الملك بن يحيى بن بكير عن أبيه قال ما رأيت أحدا أكمل من الليث وقال ابن بكير كان الليث فقيه البدن عربي اللسان يحسن القرآن والنحو ويحفظ الحديث والشعر حسن المذاكرة فما زال يذكر خصالا جميلة ويعقد بيده حتى عقد عشرة لم أر مثله ونقل الخطيب في تاريخه عن محمد بن إبراهيم البوشنجي سمع ابن بكير يقول أخبرت عن سعيد بن أبي أيوب قال لو أن مالكا والليث أجتمعا لكان مالك عند الليث أخرس ولباع الليث مالكا فيمن يزيد قلت لا يصح إسنادها لجهالة من حدث عن سعيد بها أو أن سعيدا ما عرف مالكا حق المعرفة أخبرنا المؤمل بن محمد والمسلم بن علان كتابة قالا أخبرنا أبو اليمن الكندي أخبرنا أبو منصور الشيباني أخبرنا أبو بكر الحافظ أخبرنا ابن رزق أخبرنا علي بن محمد المصري حدثنا محمد بن أحمد عياض بن أبي طيبة المفرض حدثنا هارون بن سعيد سمعت ابن وهب يقول كل ما كان في كتب مالك وأخبرني من أرضى من أهل العلم فهو الليث بن سعد وبه إلى أبي بكر حدثنا الصوري أخبرنا عبد الرحمن بن عمر التجيبي أخبرنا الحسن بن يوسف صالح بن مليح الطرائفي سمعت الربيع بن سليمان يقول قال ابن وهب لولا مالك والليث لضل الناس قال أحمد الآبار حدثنا أبو طاهر عن ابن وهب قال لولا مالك والليث هلكت كنت أظن كل ما جاء عن النبي {{صل}} يفعل به جعفر بن محمد الرسعني حدثنا عثمان بن صالح قال كان أهل مصر ينتقصون عثمان حتى نشأ فيهم الليث فحدثهم بفضائله فكفوا وكان أهل ( حمص ) ينتقصون عليا حتى نشأ فيهم إسماعيل بن عياش فحدثهم بفضائل علي فكفوا عن ذلك محمد بن أحمد بن عياض المفرض سمعت حرملة يقول كان الليث بن سعد يصل مالكا بمئة دينار في السنة فكتب مالك إليه علي دين فبعث إليه بخمس مئة دينار فسمعت ابن وهب يقول كتب مالك إلى الليث إني أريد أن أدخل بنتي على زوجها فأحب أن تبعث لي بشيء من عصفر فبعث إليه بثلاثين حملا عصفرا فباع منه بخمس مئة دينار وبقي عنده فضله قال أبو داود قال قتيبة كان الليث يستغل عشرين ألف دينار في كل سنة وقال ما وجبت علي زكاة قط وأعطى الليث ابن لهيعة ألف دينار وأعطى مالكا ألف دينار وأعطى منصور بن عمار الواعظ ألف دينار وجارية تسوى ثلاث مئة دينار قال وجاءت أمرأة إلى الليث فقالت يا أبا الحارث إن ابنا لي عليل واشتهى عسلا فقال يا غلام أعطها مرطا من عسل والمرط عشرون ومئة رطل قال عبد الملك شعيب بن الليث بن سعد سمعت أبي يقول ما وجبت علي زكاة منذ بلغت وقال أبو صالح سألت إمرأة الليث منا من عسل فأمر لها بزق وقال سألت على قدرها وأعطيناها على قدر السعة علينا قال يعقوب بن شيبة حدثني عبد الله بن إسحاق سمعت يحيى بن إسحاق السيلحيني قال جاءت إمرأة بسكرجة إلى الليث تطلب عسلا فأمر من يحمل معها زقا فجعلت تأبى وجعل الليث يأبى إلا أن يحمل معها من عسل وقال نعطيك على قدرنا وعن الحارث بن مسكين قال اشترى قوم من الليث ثمرة فاستغلوها فاستقالوه فأقالهم ثم دعا بخريطة فيها أكياس فأمر لهم بخمسين دينارا فقال له ابنه الحارث في ذلك فقال اللهم غفرا إنهم قد كانوا أملوا فيها أملا فأحببت أن أعوضهم من املهم بهذا أحمد بن عثمان النسائي سمعت قتيبه سمعت شعيب بن الليث يقول خرجت حاجا مع أبي فقدم المدينة فبعث إليه مالك بن أنس بطبق رطب قال فجعل على الطبق ألف دينار ورده إليه إسماعيل سمويه حدثنا عبد الله بن صالح قال صحبت الليث عشرين سنة لايتغدى ولا يتعشى إلا مع الناس وكان لا يأكل إلا بلحم إلا أن يمرض محمد بن أحمد بن عياض المفرض حدثنا إسماعيل بن عمرو الغافقي سمعت أشهب بن عبد العزيز يقول كان الليث له كل يوم أربعة مجالس يجلس فيها أما أولها فيجلس لنائبه السلطان في نوائبه وحوائجه وكان الليث يغشاه السلطان فإذا أنكر من القاضي أمرا أو من السلطان كتب إلى أمير المؤمنين فيأتيه العزل ويجلس لأصحاب الحديث وكان يقول نجحوا أصحاب الحوانيت فإن قلوبهم معلقة بأسواقهم ويجلس للمسائل يغشاه الناس فيسألونه ويجلس لحوائج الناس لا يسأله أحد فيرده كبرت حاجته أو صغرت وكان يطعم الناس في الشتاء الهرائس بغسل النحل وسمن البقر وفي الصيف سويق اللوز في السكر وبه إلى الخطيب أبي بكر أخبرنا البرقاني أخبرنا أبو إسحاق المزكي أخبرنا السراج سمعت قتيبه يقول قفلنا مع الليث بن سعد من الإسكندرية وكان معه ثلاث سفائن سفينة فيها مطبخة وسفينة فيها عائلته وسفينة فيها أضيافة وكان إذا حصرت الصلاة يخرج إلى الشط فيصلي وكان ابنه شعيب إمامه فخرجنا لصلاة المغرب فقال أين شعيب فقالوا حم فقام الليث فإذن وأقام ثم تقدم فقرأ " والشمس وضحاها " فقرأ " فلا يخاف عقباها " وكذلك في مصاحف أهل المدينة يقولون هو غلط من الكاتب عند أهل العراق ويجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ويسلم تلقاء وجهه الفسوي قال ابن بكير سمعت الليث كثيرا يقول أنا أكبر من ابن لهيعة فالحمد لله الذي متعنا بعقلنا ثم قال ابن بكير حدثنى شعيب بن الليث عن أبيه قال لما ودعت أبا جعفر ببيت المقدس قال أعجبني ما رأيت من شدة عقلك والحمد لله الذي جعل في رعيتي مثلك قال شعيب كان أبي يقول لا تخبروا بهذا ما دمت حيا قال قتيبه كان الليث أكبر من ابن لهيعة بثلاث سنين وإذا نظرت تقول ذا ابن وذا أب يعني ابن لهيعة الأب قال ولما احترقت كتب ابن لهيعة بعث إليه الليث من الغد بألف دينار قال محمد بن صالح الأشج سئل قتيبة من أخرج لكم هذه الأحاديث من عند الليث فقال شيخ كان يقال له زيد بن الحباب وقدم منصور بن عمار على الليث فوصله بألف دينار واحترقت دار ابن لهيعة فوصله بألف دينار ووصل مالكا بألف دينار وكساني قميص سندس فهو عندي رواها صالح بن أحمد الهمذاني عن محمد بن علي ابن الحسن الصيدناني سمعت الأشج أحمد بن عثمان [[النسائي]] سمعت قتيبة سمعت شعيبا يقول يستغل أبي في السنة ما بين عشرين ألف دينار إلى خمسة وعشرين ألفا تأتي عليه السنة وعليه دين وبه إلى الخطيب أخبرنا أبو نعيم الحافظ أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن جعفر حدثنا إسحاق بن إسماعيل الرملي سمعت محمد بن رمح يقول كان دخل الليث بن سعد في كل سنة ثمانين ألف دينار ما أوجب الله عليه زكاة درهم قط قلت ما مضى في دخله أصح أحمد بن محمد بن نجدة التنوخي سمعت محمد بن رمح يقول حدثني سعيد الآدم قال مررت بالليث بن سعد فتنحنح فرجعت إليه فقال لي يا سعيد خذ هذا القنداق فاكتب لي فيه من يلزم المسجد ممن لا بضاعة له ولا غلة فقلت جزاك الله خيرا يا أبا الحارث وأخذت منه القنداق ثم صرت إلى المنزل فلما صليت أوقدت السراج وكتبت بسم الله الرحمن الرحيم ثم قلت فلان بن فلان ثم بدرتني نفسي فقلت فلان بن فلان قال فبينا أنا على ذلك إذا أتاني آت فقال ها الله يا سعيد تأتي إلى قوم عاملوا الله سرا فتكشفهم لآدمي مات الليث وما شعيب أليس مرجعهم إلى الله الذي عاملوه فقمت ولم أكتب شيئا فلما أصبحت أتيت الليث فتهلل وجهه فناولته القنداق فنشره فما رأى فيه غير بسم الله الرحمن الرحيم فقال ما الخبر فأخبرته بصدق عما كان فصاح صيحة فاجتمع عليه الناس من الحلق فسألوه فقال ليس إلا خير ثم أقبل علي فقال يا سعيد تبينتها وحرمتها صدقت مات الليث أليس مرجعهم إلى الله قال مقدام بن داود رأيت سعيد الآدم وكان يقال إنه من الأبدال قال أبو صالح كان الليث يقرأ بالعراق من فوق عليه على أصحاب الحديث والكتاب بيدي فإذا فرغ رميت به اليهم فنسخوه روى عبد الملك بن شعيب عن أبيه قال قيل لليث أمتع الله بك إنا نسمع منك الحديث ليس في كتبك فقال أو كل ما في صدري في كتبي لو كتبت ما في صدري ما وسعه هذا المركب رواها الحافظ بن يونس حدثنا أحمد بن محمد بن الحارث حدثنا محمد بن عبد الملك عن أبيه يحيى بن بكير قال الليث كنت بالمدينة مع الحجاج وهي كثيرة السرقين فكنت ألبس خفين فإذا بلغت باب المسجد نزعت أحدهما ودخلت فقال يحيى بن سعيد الأنصاري لا تفعل هذا فإنك إمام منظور إليك يريد لبس خف على خف الأثرم سمعت أبا عبد الله يقول ما في هؤلاء المصريين أثبت من الليث لا عمرو بن الحارث ولا أحد وقد كان عمر بن الحارث عندي ثم رأيت له أشياء مناكير ما أصح حديث ليث بن سعد وجعل يثني عليه فقال رجل لأبي عبد الله إن إنسانا ضعفه فقال لا يدري وقال الفضل بن زياد قال أحمد ليث كثير العلم صحيح الحديث وقال أحمد بن سعد الزهري سمعت أحمد بن حنبل يقول الليث ثقة ثبت وقال [[أبو داود]] سمعت أحمد يقول ليس في المصريين أصح حديثا من الليث بن سعد وعمرو بن الحارث يقاربه وقال عبد الله بن أحمد سمعت أبي يقول أصح الناس حديثا عن سعيد المقبري ليث بن سعد يفصل ما روى عن أبي هريرة وما عن أبيه عن أبي هريرة هو ثبت في حديثه جدا وقال حنبل سئل أحمد ابن أبي ذئب أحب إليك عن المقبري أو ابن عجلان قال ابن عجلان اختلط عليه سماعه من سماع أبيه الليث أحب غلي منهم في المقبري وقال عثمان الدارمي سمعت يحيى بن معين يقول الليث أحب إلي من يحيى بن أيوب ويحيى ثقة قلت فكيف حديثه عن نافع فقال صالح ثقة وقال أحمد بن سعد بن أبي مريم قال ابن معين الليث عندي أرفع من ابن إسحاق قلت فالليث أو مالك قال مالك وعن أحمد بن صالح وذكر الليث فقال إمام قد أوجب الله علينا حقه لم يكن بالبلد بعد عمرو بن الحارث مثله وقال سهيل بن أحمد الواسطى سمعت الفلاس يقول ليث بن سعد صدوق سمعت ابن مهدي يحدث عن ابن المبارك عنه قال ابن سعد استقل الليث بالفتوى وكان ثقة كثير الحديث سريا من الرجال سخيا له ضيافة وقال يعقوب بن شيبة في حديثه عن الزهري بعض الاضطراب عن الليث قال ارتحلت إلى الإسكندرية إلى الأعرج فوجدته قد مات فصليت عليه وقال العجلي و[[النسائي]] الليث ثقة وقال ابن خراش صدوق صحيح الحديث عباس الدوري حدثنا يحيى بن معين قال هذه رسالة مالك إلى الليث حدثنا بها عبد الله بن صالح يقول فيها وأنت في إمامتك وفضلك ومنزلتك من أهل بلدك وحاجة من قبلك إليك واعتمادهم على ما جاءهم منك أحمد بن عبد الرحمن بن وهب سمعت الشافعي يقول الليث أفقه من مالك إلا أن أصحابه لم يقوموا به وقال أبو زرعة الرازي سمعت يحيى بن بكير يقول أفقه من مالك ولكن الحظوة لمالك رحمه الله وقال حرملة سمعت الشافعي يقول الليث أتبع للأثر من مالك وقال علي بن المديني الليث ثبت وقال أبو حاتم هو أحب إلي من مفضل بن فضاله وقال أبو داود حدثني محمد بن الحسين سمعت أحمد يقول الليث ثقة ولكن في أخذه سهولة قال يحيى بن بكير قال الليث قال لي المنصور تلي مصر فاستعفيت قال أما إذا أبيت فدلني على رجل أقلده مصر قلت عثمان ابن الحكم الجذامي رجل له صلاح وله عشيرة قال فبلغ عثمان ذلك فعاهد الله ألا يكلم الليث قال وولي لهم الليث ثلاث ولايات لصالح بن علي قال صالح لعمرو بن الحارث لا أدع الليث حتى يتولى لي فقال عمرو لا يفعل فقال لأضربن عنقه فجاءه عمرو فحذره فولي ديوان العطاء وولي الجزيرة أيام أبي جعفر وولي الديوان أيام المهدي قال أبو عمرو أحمد بن محمد الحيري سمعت محمد بن معاوية يقول وسليمان بن حرب إلى جنبه خرج الليث بن سعد يوما فقوموا ثيابه ودابته وخاتمه وما عليه ثمانية عشر ألف درهم إلى عشرين ألفا فقال سليمان لكن خرج علينا شعبه يوما فقوموا حماره وسرجه ولجامه ثمانية عشر درهما إلى عشرين درهما عن أبي صالح كاتب الليث قال كنا على باب مالك فامتنع عن الحديث فقلت ما يشبه هذا صاحبنا فسمعها مالك فأدخلنا وقال من صاحبكم قلت الليث قال تشبهونا برجل كتبت إليه في قليل عصفر نصبغ به ثياب صبياننا فأنفذ منه ما بعنا فضلته بألف دينار قال عبد الملك بن شعيب بن الليث سمعت أسد بن موسى يقول كان عبد الله بن علي بطلب بني أمية فيقتلهم قال فدخلت مصر في هيئة رثة فأتيت الليث فلما فرغت من المجلس تبعني خادم له بمئة دينار وكان في حزتي هميان فيه ألف دينار فأخرجتها فقلت أنا في غنى أستأذن لي على الشيخ فأستأذن فدخلت وأخبرته بنسبي واعتذرت من الرد فقال هي صلة قلت أكره أن أعود نفسي قال أدفعها إلى من ترى من أصحاب الحديث قال قتيبة كان الليث يركب في جميع الصلوات إلى الجامع ويتصدق كل يوم على ثلاث مئة مسكين سليم بن منصور بن عمار حدثنا أبي قال دخلت على الليث خلوة فأخرج من تحته كيسا فيه ألف دينار وقال يا أبا السري لا تعلم بها ابني فتهون عليه أبو صالح عن الليث قال لي الرشيد ما صلاح بلدكم قلت بإجراء النيل وبصلاح أميرها ومن رأس العين يأتي الكدر فإن صفت العين صفت السواقي قال صدقت وعن ابن وزير قال قد ولي الليث الجزيرة وكان أمراء مصر لا يقطعون أمرا إلا بمشورته فقال أبو المسعد ووصلها إلى المنصور
 
لعبد الله عبد الله عندي * * نصائح حكتها في السر وحدي
 
أمير المؤمنين تلاف مصرا * * فإن أميرها ليث بن سعد
 
قال بكر بن مضر قدم علينا كتاب مروان بن محمد إلى حوثرة وإلى مصر إني قد بعثت إليكم أعرابيا بدويا فصيحا من حاله ومن حاله فأجمعوا له رجلا يسدده في القضاء ويصوبه في المنطق فأجمع رأي الناس على الليث بن وفي الناس معلماه يزيد بن أبي حبيب وعمرو بن الحارث قال أحمد بن صالح أعضلت الرشيد مسألة ( فجمع لها ) فقهاء الأرض حتى أشخص الليث فأخرجه منها قال سعيد بن أبي مريم حدثنا الليث قال قدمت مكة فجئت أبا الزبير فدفع إلى كتابين فانقلبت بهما ثم قلت لو عاودته فسألته أسمعت هذا كله من جابر بن عبد الله فقال منه ما سمعته ومنه ما حدثت به فقلت له علم لي على ما سمعت فعلم لي على هذا الذي عندي قلت قد روى الليث إسنادا عاليا في زمانه فعنده عن عطاء عن عائشة وعن ابن أبي ملكية عن ابن عباس وعن نافع عن ابن عمر وعن المقبري عن أبي هريرة وهذا النمط أعلى ما يوجد في زمانه ثم تراه ينزل في أحاديث ولا يبالي لسعة علمه فقد روى أحاديث عن الهقل بن زياد وهو أصغر منه بكثير عن الأوزاعي عن داود بن عطاء عن موسى بن عقبة عن نافع مولى ابن عمر وقال عبد الله بن صالح حدثنا الليث عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن ابن الهاد عن ابن شهاب عن عروة أنه سأل عائشة رضي الله عنها عن قوله تعالى " وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى الحديث وقال أبو صالح حدثنا الليث حدثني خالد بن يزيد عن سعيد عن ابن عجلان عن أبي الزبير أخبره أنه رأى ابن عمر إذا سجد فرفع رأسه من السجده الأولى قعد على أطراف أصابعه ويقول إنه من السنة لم يروه إلا الليث تفرد به عنه أبو صالح جماعة قالوا حدثنا الليث عن ابن الهاد عن عبد الوهاب بن أبي بكر عن عبد الله بن مسلم عن ابن شهاب عن أنس أن النبي {{صل}} سئل عن الكوثر فقال نهر أعطانيه ربي أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل وفيه طير كأعناق الجزر فقال عمر يا رسول الله إن تلك الطير ناعمة قال آكلها أنعم منها يا عمر سمعه ابن بكير ومنصور بن سلمة ويونس بن محمد منه وعبد الله هو أخو[[الزهري]] قال عبد الله بن عبد الحكم كنا في مجلس الليث فذكر العدس فقال مسلمة بن علي بارك فيه سبعون نبيا فقضى الليث صلاته وقال ولا نبي واحد إنه بارد مؤذ قال عبد العزيز الدراوردي لقد رأيت الليث وإن ربيعة ويحيى بن سعيد ليتزحزحون له زحزحة قال سعيد الآدم قال العلاء بن كثير الليث بن سعد سيدنا وإمامنا وعالمنا قال ابن سعد كان الليث قد استقل بالفتوى في زمانه قال يحيى بن بكير وسعيد بن أبي مريم مات الليث للنصف من شعبان سنة خمس وسبعين ومئة قال يحيى يوم الجمعة وصلى عليه موسى بن عيسى وقال سعيد مات ليلة الجمعة قال خالد بن عبد السلام الصدفي شهدت جنازة الليث بن سعد مع والدي فما رأيت جنازة قط أعظم منها رأيت الناس كلهم عليهم الحزن وهم يعزي بعضهم بعضا ويبكون فقلت يا ابت كأن كل واحد من الناس صاحب هذه الجنازة فقال يابني لا ترى مثله ابدا قال أبو بكر الخلال الفقيه أخبرني أحمد بن محمد بن واصل المقرئ حدثنا الهيثم بن خارجة أخبرنا الوليد بن مسلم قال سألت مالكا والثوري والليث والأوزاعي عن الأخبار التي في الصفات فقالوا أمروها كما جاءت وقال أبو عبيد ما أدركنا أحدا يفسر هذه الأحاديث ونحن لا نفسرها قلت قد صنف أبو عبيد كتاب غريب الحديث وما تعرض لأخبار الصفات الإلهية بتأويل أبدا ولا فسر منها شيئا وقد وقد أخبر بأنه ما لحق أحدا يفسرها فلو كان والله تفسيرها سائغا أو حتما لأوشك أن يكون اهتمامهم بذلك فوق أهتمامهم بأحاديث الفروع والآداب فلما لم يتعرضوا لها بتأويل وأقروها على ما وردت عليه علم أن ذلك هو الحق الذي لا حيدة عنه وقد روى الليث عمن هو في طبقته بل أصغر روى عن سعيد بن بشير وسعيد بن عبد الرحمن الجمحي وشعيب ابن إسحاق الدمشقي وعبد العزيز بن الماجشون وأبي معشر وهشام ابن سعد وروى عن رجل عن إبراهيم بن سعد وإبراهيم أصغر منه وقد روى عن كاتبه أبي صالح حديثا واحدا فهذا ما أنتهى إلينا من ترجمة الليث موجزا رحمه الله والحمد لله وحده
 
===محمد بن موسى الفطري===
محمد بن موسى الفطري ( م 4 ) المحدث الحجة أبو عبد الله المدني مولى الفطريين بكسر الفاء وهم موالي بني مخزوم يروي عن سعيد بن أبي سعيد المقبري وعبد الله بن عبد الله بن أبي طلحة ومحمد بن عمر بن الإمام علي وعون بن محمد ويعقوب بن سلمة الليثي وسعد بن إسحاق وغيرهم حدث عنه [[عبد الرحمن بن مهدي]] وابن أبي فديك وإسحاق بن محمد الفروي وقتيبه بن سعد وثقه أبو عيسى [[الترمذي]] وقال أبو حاتم صدوق يتشيع قلت توفي سنة نيف وسبعين ومئة
 
===ميسرة التراس===
ميسرة التراس قيل هو ميسرة بن عبد ربه الفارسي ثم البصري الأكول ذكرته مطولا في الميزان ضعفوه يروي عن ليث بن أبي سليم وجماعة وعنه يحيى بن غيلان وداود بن المحبر وآخرون وقد اتهم قال الأصمعي قال لي الرشيد كم أكثر ما أكل ميسرة قلت مئة رغيف ونصف مكوك ملح فأمر الرشيد فطرح للفيل مئة رغيف ففضل منها رغيفا وقيل إن بعض المجان قالوا له هل لك في كبش مشوي قال ما أكره ذلك ونزل عن حماره فأخذوا الحمار وأتوه وقد جاع بالشواء فأقبل يأكل ويقول أهذا لحم فيل بل لحم شيطان حتى فرغه ثم طلب حماره فتضاحكوا وقالوا هو والله في جوفك وجمعوا له ثمنه وقيل نذرت امرأة أن تشبعه فرفق بها وأكل ما يكفي سبعين رجلا
 
===المغيرة بن عبد الرحمن===
المغيرة ( ع ) ابن عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد بن حزام بن خويلد القرشي الأسدي الحزامي المدني الفقيه النسابة ويعرف بقصي
 
لازم أبا الزناد وأكثر عنه وعن سالم أبي النضر والمطلب بن عبد الله بن حنطب وعبد المجيد بن سهيل وطائفة حدث عنه القعنبي وسعيد بن أبي مريم وسعيد بن منصور ويحيى بن يحيى التميمي ويحيى بن بكير وخالد بن خداش وقتيبه ابن سعيد وجماعة وكان شريفا وافر الحرمة علامة بالنسب صادقا عالما قالوا [[أبو داود]] وغيره لا بأس به وعن يحيى بن معين قال ليس حديثه بشيء قلت احتج به أرباب الصحاح لكن له ما ينكر فأخرج له [[النسائي]] حديثه عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن النبي {{صل}} قضى باليمين مع الشاهد وقد قال محمد بن عوف الحافظ قال [[أحمد بن حنبل]] ليس في الباب شيء أصح من هذا الحديث وبالإسناد عن النبي {{صل}} قال أتقوا المجذوم كما يتقى الأسد وهذا خبر منكر توفي قصي هذا في حدود سنة ثمانين ومئة بالمدينة
 
===ابن أبي الزناد===
ابن أبي الزناد الإمام الفقيه الحافظ أبو محمد عبد الرحمن بن الفقيه أبي الزناد عبد الله بن ذكوان المدني ولد بعد المئة وسمع أباه وسهيل بن أبي صالح وعمرو بن أبي عمرو وهشام بن عروة ويحيى بن سعيد وطبقتهم وكان من أوعية العلم أخذ القراءة عرضا عن أبي جعفر القارئ قاله أبو عمرو الذاتي وحدث عنه ابن جريج وهو من شيوخه وسعيد بن منصور وأحمد ابن يونس علي بن حجر وهناد بن السري وداود بن عمرو وعدد كبير قال يحيى بن معين هو أثبت الناس في هشام بن عروة وقال ابن سعد كان فقيها مفتيا قال ابن مهدى ضعيف قلت أحتج به [[النسائي]] وغيره وحديثه من قبيل الحسن وقا يعقوب بن شيبة سمعت ابن المديني يقول حديثه بالمدينة مقارب وما حدث به بالعراق فهو مضطرب وقال صالح جزرة قد روى عن أبيه أشياء لم يروها غيره وقد تكلم فيه مالك لروايته كتاب الفقهاء السبعة عن أبيه وقال أين كنا نحن من هذا قال الخطيب تحول من المدينة فسكن بغداد روى عنه الوليد بن مسلم وابن وهب وسليمان بن داود الهاشمي وقال ابن المديني ما حدث به بالمدينة صحيح وما حدث به ببغداد أفسده البغداديون وقال الفلاس فيه ضعف وروى عبد الله بن أحمد عن أبيه قال هو كذا وكذا يلينه وقال سليمان بن أيوب البصري سمعت ابن معين إني لأعجب ممن يعد فليحا وابن أبي الزناد في المحدثين قال ابن حبان كان عبد الرحمن ممن ينفرد بالمقلوبات عن الأثبات وكان ذلك من سوء حفظه وكثرة خطئه فلا يجوز الاحتجاج به إلا فيما وافق الثقات فهو صادق قال الداني أخذ القراءة عرضا عن أبي جعفر وورى الحروف عن نافع روى عنه الحروف حجاج الأعور وسمع منه علي الكسائي وابن وهب وقال أبو أحمد الحاكم ليس بالحافظ عندهم قلت هو حسن الحديث وبعضهم يراه حجة توفي في سنة أربع وسبعين ومئة أخبرنا أحمد بن إسحاق أخبرنا الفتح بن عبد السلام أخبرنا هبة الله الحاسب أخبرنا أحمد بن محمد البزاز حدثنا عيسى بن علي أخبرنا أبو القاسم البغوي حدثنا داود بن عمرو حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه قال أخذ العباس بيد رسول الله صلى عليه وسلم عليهم في العقبة حين وافى السبعون من الأنصار فأخذ لرسول الله {{صل}} عليهم واشترط له وذلك والله في غرة الإسلام وأوله من قبل أن يعبد الله أحد علانية
 
===مفضل بن فضالة===
مفضل بن فضاله ( ع ) ابن عبيد الإمام العلامة الحجة القدوة قاضي مصر أبو معاوية القتباني المصري حدث عن عياش بن عباس القتباني ويزيد بن أبي حبيب وعقيل ابن خالد وعبد الله بن سليمان الطويل ويونس بن يزيد وجماعة وعنه حسان بن عبد الله الواسطي المصري وأبو صالح الكاتب ومحمد بن رمح ويزيد بن موهب الرملي وزكريا بن يحيى كاتب العمري وآخرون وثقه يحيى بن معين وغيره وشذ محمد بن سعد فقال منكر الحديث وذكره ابن يونس في تاريخه فقال كان من أهل الدين والورع والفضل وقال [[أبو داود]] كان مجاب الدعوة لم يحدث عنه ابن وهب لأنه حكم عليه بأمر وروى عبد الرحمن بن عبد الله بن الحكم عن شيخ أن رجلا لقي المفضل بعد العزل فقال قضيت علي بالباطل وفعلت وفعلت فقال لكن الذي قضيت له يطيب الثناء علينا قال عيسى بن زغبة كان المفضل قاضيا علينا وكان مجاب الدعوة وكان مع ضعف بدنه يطيل القيام وقال ابن معين كان مصريا رجل صدق إذا جاءه من كسرت يده أو رجله جبرها وكان يعمل الأرحية قال لهيعة بن عيسى كان المفضل دعا الله أن يذهب عنه الأمل فأذهبه عنه فكاد أن يختلس عقله ولم يهنأه عيش فدعا الله أن يرد إليه الأمل فرده فرجع إلى حالة قال ابن يونس توفي سنة إحدى وثمانين ومئة وله أربع وسبعون سنة
 
===جحا===
جحا أبو الغصن صاحب النوادر دجين بن ثابت اليربوعي البصري وقيل هذا آخر.
 
رأى دجين أنسا وروى عن أسلم وهشام بن عروة شيئا يسير وعنه [[ابن المبارك]] ومسلم بن إبراهيم وأبو جابر محمد بن عبد الملك والأصمعي وبشر بن محمد السكري وأبو عمر الحوضي قال [[النسائي]] ليس ثقة وقال ابن عدي ما يرويه ليس بمحفوظ وروى عن ابن معين قال دجين بن ثابت هو جحا. وخطأ ابن عدي من حكى هذا عن يحيى وقال لأنه أعلم بالرجال من أن يقول هذا والدجين إذا روى عنه ابن المبارك ووكيع وعبد الصمد فهؤلاء أعلم بالله من أن يرووا عن جحا وأما أحمد الشيرازي فذكر في الألقاب أنه جحا ثم روى عن مكي بن إبراهيم قال رأيت جحا الذي يقال فيه مكذوب عليه وكان فتى ظريفا وكان له جيران مخنوثون يمازحونه ويزيدون عليه قال عباد بن صهيب حدثنا أبو الغصن جحا وما رأيت أعقل منه قال كاتبه لعله كان يمزح أيام الشبيبة فلما شاخ أقبل علي شأنه وأخذ عنه المحدثون وقد قيل إن جحا المتماحجن أصغر من دجين لأن عثمان بن أبي شبيبة لحق جحا فالله أعلم وكذلك وهم من قال إن أبا الغصن ثابت بن قيس المدني هو جحا
 
===رياح ابن عمرو القيسي===
رياح ابن عمرو القيسي العابد أبو المهاصر بصري زاهد متأله كبير القدر سمع مالك بن دينار وحسان بن أبي سنان وطائفة وهو قليل الحديث كثير الخشية والمراقبة روى عنه يسار بن حاتم وعلي بن الحسن بن أبي مريم وغيرهما قال أبو بكر بن أبي الدنيا حدثنا علي بن أبي مريم قال قال رياح القيسي لي نيف وأربعون ذنبا قد استغفرت لكل ذنب مئة ألف مرة قال أبو معمر المقعد نظرت رابعة إلى رياح يضم صبيا من أهله ويقبله فقالت أتحبه قال نعم قالت ما كنت أحسب أن في قلبك موضعا فارغا لمحبة غيره تبارك اسمه فغشي عليه ثم أفاق وقال رحمة منه تعالى ألقاها في قلوب العباد للأطفال سيار حدثنا رياح بن عمرو سمعت مالك بن دينار يقول لا يبلغ العبد منزلة الصديقين حتى يترك زوجته كأنها أرملة ويأوي إلى مزابل الكلاب قيل إن رياحا روى عن [[الحسن البصري]] وذلك في حلية الأولياء
 
===محمد بن النضر===
محمد بن النضر أبو عبد الرحمن الحارثي الكوفي عابد أهل زمانه بالكوفة روى عن [[الأوزاعي]] وغيره وعنه ابن مهدي وخالد بن يزيد وجرير بن زياد وأبو نصر التمار حكايات قال أبو أسامة كان من أهل أعبد أهل الكوفة وقال عبد الله بن محمد الكرماني دخلت على محمد بن النضر فقلت كأنك تكره مجالسة الناس قال أجل كيف أستوحش وهو يقول أنا جليس من ذكرني وروى عبد القدوس بن بكر عن محمد بن النضر قال أول العلم الاستماع والإنصات ثم حفظه ثم العمل به ثم بثه قال [[ابن المبارك]] كان محمد بن النضر إذا ذكر الموت اضطربت مفاصله وعن أبي الاحوص قال آلى محمد بن النضر على نفسه أن لا ينام إلا ما غلبته عينه
 
===محمد بن مسلم===
محمد بن مسلم ( م 4 ) الطائقي المكي أبو عبد الله عن عمرو بن دينار وابن طاووس وإبراهيم بن ميسرة وجماعه وعنه أسد السنة والقعنبي ويحيى بن يحيى وسعيد بن أبي مريم وقتيبة وخلق قال ابن مهدي كتبه صحاح وقال ابن عدي لم أر له حديثا منكرا وله غرائب وقال [[أحمد بن حنبل]] ما أضعف حديثه وقال معرف بن واصل رأيت الثوري يكتب عن الطائفي قلت توفي سنة سبع وسبعين
 
===الزنجي===
الزنجي ( د ق ) الإمام فقيه مكة أبو خالد مسلم بن خالد المخزومي الزنجي المكي مولى بني مخزوم ولد سنة مئة أو قبلها بيسير حدث عن ابن أبي ملكية وعمرو بن دينار و[[الزهري]] وأبي طوالة وزيد بن أسلم وعتبة بن مسلم وعبد الله بن كثير الداري نقل عنه الحروف روى عنه هذه القراءة الإمام الشافعي ولازمه وتفقه به حتى أذن له في الفتيا وحدث عنه هو والحميدي ومسدد والحكم بن موسى ومروان ابن محمد وإبراهيم بن موسى الفراء وهشام بن عمار وجماعة قال يحي بن معين ليس به بأس وقال [[البخاري]] منكر الحديث وقال أبو حاتم لا يحتج به وقال ابن عدي حسن الحديث أرجو أنه لا بأس به وقال [[أبو داود]] ضعيف قلت بعض النقاد يرقي حديث مسلم إلى درجة الحسن قال سويد بن سعيد سمي الزنجي لسواده كذا قال وخالفه ابن سعد وغيره فقالوا أشقر وإنما لقب بالزنجي بالضد قال أحمد الأزرقي كان فقيها عابدا يصوم الدهر قلت تفقه بابن جريج قال إبراهيم الحربي كان فقيه مكة وكان أشقر مثل البصلة وقال ابن أبي حاتم إمام في العلم والفقه كان أبيض بحمرة ولقب بالزنجي لحبه للتمر قالت له جاريته ما أنت إلا زنجي من الجعديات حدثنا الزنجي بن خالد حدثنا زيد بن أسلم عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي {{صل}} قال إذا دخل أحدكم على أخيه المسلم فإن سقاه شرابا فليشرب من شرابه ولا يسأله عنه فإن خشي منه فليكسره بالماء هذا حديث منكر قلت مات سنة ثمانين ومئة
 
===سليمان الخواص===
سليمان الخواص من العابدين الكبار بالشام قال محمد بن يوسف الفريابي كنت في مجلس فيه [[الأوزاعي]] وسعيد بن عبد العزيز وسليمان الخواص فذكر الأوزاعي الزهاد فقال ما نزيد أن نريد مثل هؤلاء فقال سعيد ما رأيت أزهد من سليمان الخواص وما شعر أنه في المجلس فقنع سليمان رأسه وقام فأقبل الأوزاعي على سعيد وقال ويحك لا تعقل ما يخرج من رأسك تؤذي جليسنا تزكيه في وجهه وقيل لسليمان قد شكوك أنك تمر ولا تسلم قال والله ما ذاك لفضل أراه عندي ولكني شبه الحش أذا ثورته ثار وإذا جلست مع الناس جاء مني ما أريد وما لا أريد ويقال إن سعيد بن عبد العزيز زار الخواص ليلة في بيته ببيروت فرآه في الظلمة فقال ظلمة القبر أشد فأعطاه دراهم فردها وقال أكره أن أعود نفسي مثل دراهمك فمن لي بمثلها إذا احتجت فبلغ ذلك الأوزاعي فقال دعوه فلو كان في السلف لكان علامة
 
===سلم بن ميمون===
سلم بن ميمون الخواص هو أصغر من [[سليمان الخواص]] حدث عن مالك والقاسم بن معن و[[سفيان بن عيينة]] روى عنه أحمد بن ثعلبه وعمرو بن أسلم الطرسوسي وغيرهما قال إسماعيل بن مسلمة القعنبي رأيت كأن القيامة قد قامت وكأن مناديا ينادي ألا ليقم السابقون فقام [[سفيان الثوري]] ثم نادى ألا ليقم السابقون فقام سلم الخواص ثم قال إبراهيم بن أدهم وقال أحمد بن ثعلبة سمعت سلما الخواص قال قلت لنفسي يا نفس اقرئي القرآن كأنك سمعتيه من الله حين تكلم به فجاءت الحلاوة بقي سلم إلى ما بعد سنة ثلاث عشرة ومئتين وقد قال أبو حاتم أدركته وكان مرجئا لا يكتب حديثه قلت وروى عنه محمد بن عوف الطائي ويونس بن عبد الأعلى نزل الرملة
 
===صالح بن موسى===
صالح بن موسى ( تق ) ابن عبد الله بن إسحاق بن طلحة بن عبيد الله التيمي الطلحي الكوفي ليس بحجة روى عن عبد العزيز بن رفيع وعاصم بن بهدلة وأبي حازم الأعرج وعمه معاوية بن إسحاق وعنه قتيبة ومنجاب بن الحارث وسويد بن سعيد وداود بن عمرو الضبي وآخرون قال ابن معين لا يكتب حديثه وقال [[البخاري]] منكر الحديث وقال [[النسائي]] متروك وقال ابن عدي هو عندي ممن لا يتعمد الكذب وقال الجوزجاني ضعيف الحديث على حسنه
 
===زهير بن معاوية===
زهير بن معاوية ( ع ) ابن حديج بن الرحيل الحافظ الإمام المجود أبو خيثمه الجعفي الكوفي محدث الجزيرة وهو أخو حديج والرحيل كان من أوعية العلم صاحب حفظ وإتقان وسنة مولده في خمس وتسعين وحدث عن أبي إسحاق السبيعي وزبيد بن الحارث اليامي وزياد ابن علاقة والأسود بن قيس وسماك بن حرب والحسن بن الحر ومنصور بن المعتمر وأبي الزبير المكي وحميد الطويل وسليمان الأعمش وأبان بن تغلب وعاصم بن بهدلة وعبيد الله بن عمر وكنانة مولى صفية حدثه عن أبي هريرة وقال كنت ممن حمل الحسن بن علي جريحا من دار عثمان وقدت بصفية بنت حيي لترد عن عثمان فلقيها الأشتر فضرب وجه بغلتها حتى مالت فقالت ردوني لا يفضحني هذا الكلب قال فوضعت خشبا بين منزلها وبين منزل عثمان تنقل عليه الطعام والشراب أنبأنا بهذا الفخر بن البخاري أخبرنا ابن طبرزد أخبرنا عبد الوهاب أخبرنا ابن هزارمرد أخبرنا ابن حبابه أخبرنا البغوي حدثنا علي بن الجعد حدثنا زهير عن كنانه فذكره وروى أيضا عن سهيل بن أبي صالح وهشام بن عروة وإبراهيم بن مهاجر وعروة بن عبد الله بن قشير وعبد العزيز بن رفيع وآخرين قال أحمد بن أبي خيثمة سمعت يحيى بن معين يقول زهير أحفظ من إسرائيل وهما ثقتان اقل ابن أبي خيثمة وسمعت سعيد بن قديد سمعت شعيب بن حرب يقول كنت مع زهير بن معاوية بالبصرة فقال يا شعيب أنا لا اكتب حديثا إلا بنية فأقمنا بالبصرة فما كتبنا إلا حديثا واحدا قال يحيى بن أيوب سمعت حميدا الرؤاسي يقول كان زهير إذا سمع الحديث من المحدث مرتين كتب عليه فرغت وقال معاذ بن معاذ إذا سمعت الحديث من زهير لا ابالي أن لا أسمعه من [[سفيان الثوري]] وقال يحيى بن أيوب العابد حدثنا شعيب بن حرب يوما بحديث عن زهير وشعبة فقيل له تقدم زهيرا على شعبة قال كان زهير أحفظ من عشرين مثل شعبة ثم قال جاء زهير إلى شعبة فسأله عن حديث فيه طول أن يمله عليه فأبى شعبة وقال أنا أردده عليك حتى تحفظه فقال زهير أنا ارجو أن أحفظه ولكن إلى أن ابلغ البيت يعرض لي الشك قال فإن لم تكن كذا فأرحني وأسترح مني قال يقول شعبة والله لا تملني بلسان ألثغ وحكاه شعيب بن حرب عباس الدوري قلت ليحيى بن معين زهير بن معاوية وأبو عوانه فكأنه ساوى بينهما قلت فزائدة بن قدامه قال هو أثبت من زهير قلت يقولون عرض زائدة كتبه على سفيان قال ما بأس بذلك كان يلقي السقط ولا يزيد في كتبه فقيل ليحيى أيهما أثبت زهير أو وهيب بن خالد فقال ما فيهما إلا ثبت قلت حدث عنه ابن جريج وابن إسحاق وهما من شيوخه وزائدة و[[ابن المبارك]] وابن مهدي وأبو داود الطيالسي والحسن الأشيب ويحيى بن أبي بكير وأبو نعيم وأبو جعفر النفيلي وأحمد بن يونس ويحيى بن يحيى النيسابوري وأبو الوليد الطيالسي وعلي بن الجعد ويحيى بن آدم والهيثم بن جميل وسعيد بن منصور وأحمد ابن عبد الملك بن واقد وخلق من آخرهم عبد الرحمن بن عمرو البجلي شيخ أبي عروبة الحراني قال الخطيب في كتاب السابق واللاحق آخر من روى عن زهير عبد السلام بن عبد الحميد الحراني شيخ بقي إلى سنة أربع وأربعين ومئتين قال [[أحمد بن حنبل]] زهير بن معاوية من معادن العلم وقال أبو حاتم الرازي زهير أحب إلينا من إسرائيل في كل شيء إلا في حديث جده أبي إسحاق قيل لأبي حاتم فزائدة وزهير قال زهير أتقن وهو صاحب سنة غير أنه تأخر سماعة من أبي إسحاق وقال أبو زرعة الرازي سمع زهير من أبي إسحاق بعد الأختلاط وهو ثقة قيل تحول زهير إلى الجزيرة في سنة أربع وستين ومئة وضربه الفالج قبل موته بسنه أو أزيد ولم يتغير ولله الحمد قال سفيان بن عيينة لبعض الطلبة عليك بزهير بن معاوية فما بالكوفة مثله قال أبو جعفر النفيلي وعمرو بن خالد الحراني توفي زهير سنة ثلاث وسبعين ومئة قال النفيلي في رجب وبعضهم قال توفي سنة أربع وسبعين وهو وهم وكان من ابناء الثمانين وقع لي من عوالية قرأت على أبي المعالي أحمد بن إسحاق الأبرقوهي أخبركم الفتح بن عبد السلام ببغداد أخبرنا هبة الله بن الحسين أخبرنا أحمد بن محمد البزاز حدثنا عيسى بن علي الوزير إملاء سنة تسع وثمانين وثلاث مئة حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد إملاء حدثنا علي ابن الجعد أخبرنا زهير عن سماك وزياد بن علاقة وحصين كلهم عن جابر بن سمرة أن رسول الله {{صل}} قال يكون بعدي اثنا عشر أميرا ثم تكلم بشيء لم أفهمه وقال بعضهم في حديثه فسألت أبي وقال بعضهم فسألت القوم فقالوا كلهم من قريش أخبرنا محمد بن عبد السلام وزينب بنت كندي عن زينب الشعرية أخبرنا إسماعيل بن أبي القاسم أخبرنا عبد الغافر بن محمد أخبرنا بشر بن أحمد الإسفراييني أخبرنا داود بن الحسين البيهقي حدثنا يحيى بن يحيى التميمي أخبرنا أبو خثيمة عن أبي الزبير عن أبي جابر قال خرجنا مع رسول الله {{صل}} في سفر فمطرنا فقال ليصل من شاء منكم في رحلة أخرجه مسلم عن يحيى بن يحيى أخبرنا علي بن أحمد في كتابه أخبرنا عمر بن محمد أخبرنا عبد الوهاب الأنماطي أخبرنا أبو محمد الصريفيني أخبرنا عبيد الله بن حبابه أخبرنا أبو القاسم البغوي حدثنا علي بن الجعد من حفظه أخبرنا زهير عن أبي إسحاق قال قال رجل للبراء يا أبا عماره أكنتم يوم حنين وليتم قال لا والله ما ولى رسول الله {{صل}} ولكنا لقينا قوما رماه لا يكاد يسقط لهم سهم جمع هوازن فرشقونا رشقا ما يكادون يخطئون فأقبلوا هناك إلى رسول الله {{صل}} وهو على بغلته البيضاء وبه إلى زهير عن أبي إسحاق عن نوف قال كان طول سرير عوج ثمان مئة ذراع في عرض نصف ذلك وكان موسى عليه السلام طوله عشرة أذرع وعصاه عشرة ووثبته حين وثب ثمان أذرع فأصاب كعبه فخر على نيل مصر فجسره الناس عاما يمرون على صلبه وأضلاعه وبه عن أبي الزبير عن ابن أبي ملكية أن عائشة كانت تصوم الدهر وأيام التشريق وبه أخبرناالزبير عن جابر قال في جميع ظني ولست اشك أنه عن النبي {{صل}} قال إذا ميز أهل الجنة فدخلوا الجنة ودخل أهل النار النار قامت الرسل فشفعوا فيقول عزوجل انطلقوا فمن عرفتم فأخرجوه فيخرجونهم قد امتحشوا فيلقون على نهر أو في نهر يقال له الحياة فتسقط محاشهم على حافتي النهر ويخرجون بيضا مثل التعارير فيشفعون فيقول اذهبوا أو انطلقوا فمن وجدتم في قلبه قيراطا من إيمان فأخرجوه فيخرجون بشرا كثيرا ثم يشفعون فيقول اذهبوا فمن وجدتم في قلبه حبة من خردل من إيمان فأخرجوه فيخرجون بشر كثيرا ثم يقول الله عزوجل الآن أخرج بعلمي ورحمتي فيخرج أضعاف ما أخرجوا وأضعافه فيكتب في رقابهم عتقاء الله ثم يدخلون الجنة فيسمون فيها الجهنميين وبه إلى زهير عن زوجته ورغم أنها صدوقه أنها سمعت مليكة بنت عمرو وذكر أنها ردت الغنم على أهلها في إمرة عمر بن الخطاب أنها وصفت لها من وجع بها سمن بقر وقالت إن رسول الله {{صل}} قال ألبانها شفاء وسمنها دواء ولحمها داء
 
===زهير بن محمد===
زهير بن محمد ( ع ) التميمي الحافظ المحدث أبو المنذر المروزي الخرقي بفتحتين من قرية خرق الخراساني نزيل الشام ثم نزيل مكة وقيل إنه هروي حدث عن موسى بن وردان المصري صاحب أبي هريرة وابن أبي ملكية وعمرو بن شعيب ومحمد بن المنكدر وزيد بن أسلم وعبد الرحمن بن القاسم وابن عقيل وسهيل وعدة وعنه الوليد بن مسلم و[[عبد الرحمن بن مهدي]] وأبو داود وروح ابن عبادة وعمرو بن أبي سلمة وأبو عامر العقدي وخلق سواهم وأبو حذيفة النهدي قال [[البخاري]] وغيره روى عنه الشاميون مناكير قلت وكذا روى عنه عمرو بن أبي سلمة التنيسي مناكير وما هو بالقوى ولا بالمتقن مع أن أرباب الكتب الستة خرجوا له وقد ذكره أبو جعفر العقيلي في الضعفاء فنقل عن [[أحمد بن حنبل]] قال هو مقارب الحديث وقال كان الذي يروي عنه أهل الشام زهير آخر قلب اسمه وروى معاوية بن صالح عن يحيى بن معين خراساني ضعيف ثم قال العقيلي ومن حديثه ما حدثنا أحمد بن النصيبي حدثنا إسحاق بن زيد الخطابي حدثنا محمد بن سليم حدثنا زهير بن محمد أبو المنذر حدثنا سهيل عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله {{صل}} قال صوموا تصحوا وسافروا تصحوا واغزوا تغنموا ثم قال لا يتابع عليه إلا من وجه فيه لين قال [[النسائي]] ليس بالقوي وقال عثمان الدارمي ثقة له اغاليط ورورى أحمد بن زهير عن يحيى ثقة وقال مرة صالح وقال عباس سمعت يحيى يقول زهير بن محمد ثقة وروى حنبل عن أحمد ثقة وقال ابن أبي حاتم سألت أبي عنه فقال محله الصدق وفي حفظه سوء وما حدث به من كتبه فهو صالح وقال ابن عدي أرجو أنه لابأس به وقال ابن نافع توفي سنة اثنتين وستين ومئة أخبرنا من سمع ابن خليل أخبرنا اللبان أخبرنا أبو علي أخبرنا أبو نعيم حدثنا ابن فارس حدثنا يونس بن حبيب حدثنا أبو داود حدثنا زهير بن محمد أخبرني موسى بن وردان عن أبي هريرة قال رسول الله {{صل}} المرء على دين خليلة فلينظر أحدكم من يخالل هذا حديث غريب عال أخرجه أبو داود و[[الترمذي]] عن بندار عن أبي داود وحسنه الترمذي قال الترمذي سألت محمدا عن حديث زهير بن محمد هذا فقال أنا أتقي هذا الشيخ كأن حديثه موضوع وليس هذا عندي بزهير بن محمد وكان أحمد بن حنبل يضعف هذا الشيخ ويقول هذا شيخ ينبغي أن يكونوا قلبوا اسمه فهذا قاله عقيب حديث صلى ابن عمر محلول الأزرار وقال رأيت نبي الله {{صل}} يفعله
 
===القاسم بن معن===
القاسم بن معن ( د ( ابن عبد الرحمن بن صاحب النبي {{صل}} عبد الله بن مسعود
 
الإمام الفقيه المجتهد قاضي الكوفة ومفتيها في زمانه أبو عبد الله الهذلي المسعودي الكوفي أخو الإمام أبي عبيدة بن معن ولد بعد سنة مئة وحدث عن منصور بن المعتمر وحصين بن عبد الرحمن وعبد الملك بن عمير وهشام بن عروة وسليمان الأعمش وطائفة سواهم روى عنه [[عبد الرحمن بن مهدي]] وأبو نعيم ومعلى بن منصور وأبو غسان النهدي والمعافى بن سليمان وعبد الله بن الوليد العدني ومنجاب بن الحارث وآخرون وكان ثقة نحويا أخباريا كبير الشأن لم يأخذ على القضاء معلوما نقله [[أحمد بن حنبل]] وقال أبو حاتم ثقة كان أروى الناس للحديث والشعر وأعلمهم بالعربية والفقه قلت وكان عفيفا صارما من أكبر تلامذة الإمام أبي حنيفة أخذ عنه العربية محمد بن زياد بن الأعرابي وولاه المهدي قضاء الكوفة وقيل إنه كان يقال له شعبي زمانه روى له [[أبو داود]] و[[النسائي]] قليلا وتوفي في سنة خمس وسبعين ومئة
 
===يونس بن حبيب الضبي===
{{سير أعلام النبلاء/نحويون}}
 
يونس إمام النحو هو أبو عبد الرحمن يونس بن حبيب الضبي مولاهم البصري أخد عن أبي عمرو بن العلاء وحماد بن سلمة وعنه الكسائي وسيبويه والفراء وآخرون وعاش ثلاثا وثمانين سنة أرخ خليفة بن خياط موته في سنة ثلاث وثمانين ومئة وقد لقي عبد الله بن أبي إسحاق فسأله عن لفظه وكان ليونس حلقة بنتابها الطلبة والأدباء وفصحاء الأعراب وذكره ثعلب فقال جاوز المئة وقيل إنه لم يتزوج ولا تسرى وله تواليف في القرآن واللغات
 
===عبد العزيز بن مسلم===
عبد العزيز بن مسلم ( خمدتس ) الإمام العابد الرباني أبو زيد القسملي الخراساني ثم البصري أحد الثقات حدث عن عبد الله بن دينار ومطر الوراق وأيوب وأبي هارون العبدي وحصين بن عبد الرحمن وعدة وروى عنه العقدي والقعنبي وعبيد الله بن عائشة وحفص بن عمر الحوضي وحفص بن عمر الضرير وشيبان بن فروخ وآخرون قال أبو عامر العقدي كان من العابدين وقال يحيى بن إسحاق السيلحيني سمعت منه وكان من الأبدال وقال يحيى بن معين وغيره ثقة قال العيشي مات سنة سبع وستين ومئة
 
===أخوة المغيرة===
أخوة المغيرة ( تسق ) ابن مسلم القسملي السراج كان الأكبر يروي عن [[عكرمة]] وأبي الزبير المكي وفرقد السبخي ورى عنه أبو داود الطيالسي وشبابه بن سوار وإسحاق بن سليمان الرازي وآخرون وثقه يحيى بن معين أيضا توفي في حدود الستين ومئة
 
===سلم الخاسر===
{{سير أعلام النبلاء/شعراء}}
 
سلم الخاسر هو من فحول الشعراء من تلامذة بشار بن برد
 
هو سلم بن عمرو بن حماد مدح المهدي والرشيد وعكف على المخازي ثم نسك ثم مرق وباع مصحفه واشترى بثمنه ديوانا فلقب بالخاسر وقد أجازه الرشيد مرة بمئة ألف لا أعلم في أي سنة مات ولكنه مات قبل الرشيد
 
===أبو المليح===
أبو المليح ( دق ) الإمام المحدث أبو المليح الحسن بن عمر الرقي ويقال الحسن عمرو حج فرأى عطاء بن أبي رباح وما أظنه سمع منه وسمع ميمون بن مهران وابن شهاب [[الزهري]] وعبد الله بن محمد ابن عقيل وزياد بن بيان وطائفة وعنه عبد الله بن جعفر الرقي وعمرو بن خالد الحراني وإبراهيم ابن مهدي المصيصي وأبو جعفر النفيلي وعبد الجبار بن عاصم وأبو نعيم عبيد بن هشام وآخرون وثقه [[أحمد بن حنبل]] وأبو زرعة مولده في حدود سنة تسعين وتوفي بالرقة في سنة إحدى وثمانين ومئة
 
===قزعه بن سويد===
قزعه بن سويد ( تق ) ابن حجير الباهلي شيخ عالم بصري صالح الحال حدث عن أبيه وابن أبي مليكة ومحمد بن المنكدر وحميد بن قيس الأعرج وعنه مسدد وقتيبة وإبراهيم بن الحجاج السامي ولوين وجماعة مشاة ابن عدي وقال [[البخاري]] ليس بذاك القوي ولابن معين فيه قولان وقال أبو حاتم لا يحتج به وقال [[أبو داود]] ضعيف توفي سنة بضع وسبعين ومئة
 
===بكير بن مضر===
بكير بن مضر ( ع سوى ق ) ابن محمد الإمام المحدث الفقيه والحجة أبو عبد الملك المصري مولى الأمير شرحبيل بن حسنة رضي الله عنه ولد سنة مئة وحدث عن أبي قبيل المعافري وجعفر بن ربيعه ويزيد بن الهاد ومحمد بن عجلان وعمرو بن الحارث وجماعة روى عنه ولده إسحاق بن بكر وابن وهب وابن القاسم وقتيبه بن سعيد وآخرون وكان من الثقات العابدين وقال الحارث بن مسكين كان عبد الرحمن بن القاسم لا يقدم عليه أحدا من أهل الفسطاط وقد رأيته وأنا حدث فحدثني ابنه إسحاق قال ما كنت أرى أبي يجلس في البيت على طنفسه وما كان يجلس إلا على حصير وكان طويل الحزن وأحيانا تطيب نفسه فيفرح فربما جاء الرجل يسأله المسأله فيعلمه ويرجع إلى حاله ويتغير ويقول مالي ولهذا فنقول له افنصرفه فيقول أو يحل لي وريما جاءه الأحداث يطلبون منه الحديث فيقول لهم تعلموا الورع قال ابن يونس وغيره توفي يوم عرفه سنة أربع وخمسين ومئة أخبرنا أحمد بن هبة الله عن عبد المعز بن محمد أخبرنا محمد بن إسماعيل أخبرنا محلم بن إسماعيل الضبي أخبرنا الخليل بن أحمد حدثنا محمد بن إسحاق حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا بكر عن عمرو بن الحارث عن بكير عن يزيد مولى سلمة عن سلمة بن الأكوع قال لما نزلت هذه الآية " وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين " كان من أراد منا أن يفطر ويفتدي حتى نزلت الآية التي بعدها فنسختها أخرجه [[البخاري]] ومسلم و[[أبو داود]] و[[الترمذي]] و[[النسائي]] عن قتيبه فوافقناهم بعلو درجة
 
===جعفر بن سليمان===
جعفر بن سليمان ( م 4 ) الشيخ العالم الزاهد محدث الشيعة أبو سليمان الضبعي البصري كان ينزل في بني ضبيعة فنسب إليهم حدث عن أبي عمران الجوني وثابت البناني ويزيد الرشك ومالك بن دينار والجعد أبي عثمان وخلق كثير حدث عنه سيار بن حاتم الزاهد وعبد الرزاق ومسدد بن مسرهد وبشر بن هلال وإسحاق بن أبي إسرائيل ومحمد بن سليمان لوين وغيرهم وكان من عباد الشيعه وعلمائهم وقد حج وتوجه إلى اليمن فصحبة عبد الرزاق وأكثر عنه وبه تشيع ويروى أن جعفرا كان يترفض فقيل له أتسب أبا بكر وعمر قال لا ولكن بغضا يا لك فهذا غير صحيح عنه وقال الحافظ زكريا الساجي إنما عنى بقوله بغضا يا لك جارين له يؤذيانه اسمهما أبو بكر وعمر قال ابن المديني أكثر عن ثابت البناتي وكتب عنه مراسيل فيها مناكير وقال ابن سعد ثقة فيه ضعف وروى محمد بن عثمان العبسي عن يحيى بن معين قال كان يحيى القطان لا يحدث عن جعفر بن سليمان ولا يكتب حديثه وكان عندنا ثقة قال أحمد بن المقدام كنا في مجلس يزيد بن زريع فقال من أتى جعفر بن سليمان وعبد الوارث فلا يقربني قال وكان عبد الوارث ينسب إلى الاعتزال وروى عباس عن يحيى بن معين ثقة ومحمد بن أبي بكر المقدمي سمعت عمي عمر بن علي يقول رأيت [[ابن المبارك]] يقول لجعفر بن سليمان رأيت أيوب قال نعم قال ورأيت ابن عون قال نعم قال فرأيت يونس قال نعم قال كيف لم تجالسهم وجالست عوفا والله ما رضي عوف ببدعة حتى كانت فيه بدعتان كان قدريا شيعيا قال البخاري جعفر بن سليمان الحرشي يخالف في بعض حديثه وقال السعدي روى مناكير وهو متماسك لايكذب وقال صاحب الحلية صحب ثابتا وأبا عمران الجوني وفرقد السبخي وشميط بن عجلان وروى سيار عن جعفر قال اختلفت إلى ثابت البناني ومالك بن دينار عشر سنين أخبرنا إسحاق الصفار أخبرنا يوسف الآدمي أخبرنا أبو المكارم اللبان أخبرنا أبو علي الحداد أخبرنا أبو نعيم حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا معاذ ابن المثنى حدثنا مسدد حدثنا جعفر بن سليمان عن يزيد بن الرشك عن مطرف عن عمران بن حصين قال بعث رسول الله {{صل}} سرية واستعمل عليهم عليا فأصاب جارية فأنكروا عليه قال فتعاقد أربعة من الصحابة فقالوا إذا لقينا رسول الله {{صل}} أخبرناه وكان المسلمون إذا قدموا من سفر بدؤوا برسول الله فسلموا عليه فلما قدمت السرية سلموا على رسول الله {{صل}} فقام أحد الأربعةو فقال يا رسول الله ألم تر أن عليا صنع كذا وكذا فأقبل عليه رسول الله {{صل}} يعرف الغضب في وجهه فقال ما تريدون من علي ثلاث مرات إن عليا مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن من بعدي تابعة قتيبة وبشر بن هلال وعفان وهو من افراد جعفر أخرجه [[الترمذي]] وحسنه و[[النسائي]] توفي جعفر بن سليمان في سنة ثمان وسبعين ومئة أحتج به مسلم
 
===شريك===
شريك ابن عبد الله العلامة الحافظ القاضي أبو عبد الله النخعي أحد الأعلام على لين ما في حديثه توقف بعض الأئمة عن الاحتجاج بمفاريده قال أبو أحمد الحاكم شريك بن عبد الله بن سنان بن أنس ويقال شريك بن عبد الله بن أبي شريك بن مالك بن النخع وجده قاتل الحسين رضوان الله عليه أدرك شريك عمر بن عبد العزيز وسمع سلمة بن كهيل ومنصور بن المعتمر وأبا إسحاق ليس بالمتين عندهم وقال أبو بكر الخطيب شريك بن عبد الله بن الحارث بن أوس القاضي أدرك عمر بن عبد العزيز قلت وروى أيضا عن أبي صخرة جامع بن شداد وجامع بن أبي راشد وزياد بن علاقة وسماك بن حرب وعبد العزيز بن رفيع وزبيد بن الحارث وبيان بن بشر ويعلى بن عطاء وإبراهيم بن مهاجر وعثمان بن أبي زرعة وعاصم الأحول وسالم الأفطس وسليمان الأعمش وعطاء بن السائب ونسير بن ذعلوق وعبد الملك ابن عمير وسلمة بن المحبق وأشعث بن أبي الشعثاء وعبد الكريم ابن مالك الجزري والمقدام بن شريح وسعيد بن مسروق وهشام بن عروة وعاصم بن بهدلة وعلي بن بذيمة وزيد بن جبير وحكيم بن جبير وشبيب بن غردقة ومخول بن راشد وابن عقيل وإبراهيم بن جرير بن عبد الله البجلي وعمار الذهني وحبيب بن أبي ثابت وخلق سواهم وعنه أبان بن تغلب ومحمد بن إسحاق وهما من شيوخه وشعبه وسفيان والليث بن سعد وابن المبارك ويحيى بن آدم وأبو نعيم ويزيد بن هارون وإسحاق بن يوسف الأزرق ويقال إن إسحاق الأزرق أخذ عنه تسعه آلاف حديث وممن يروي عنه أحمد بن يونس وعلي بن الجعد وأبو بكر ابن أبي شيبة وأخوه عثمان وهناد بن السري ولوين ويحيى بن يحيى ومحمد بن سليمان لوين ويحيى بن عبد الحميد الحماني وعبد بن يعقوب الرواجني وإسحاق بن أبي إسرائيل وعلي بن حجر وأمم سواهم وقد وثقه يحيى بن معين وقال هو اثبت من أبي الأحوص قلت مع أن أبا الأحوص من رجال الصحيحن وما أخرجا لشريك سوى مسلم في المتابعات قليلا وخرج له [[البخاري]] تعليقا قال [[ابن المبارك]] شريك أعلم بحديث بلده من الثوري فذكر هذا لابن معين فقال ليس يقاس بسفيان أحد لكن شريك اروى منه في بعض المشايخ وقال [[النسائي]] ليس به بأس وقال الجوزجاني سييء الحفظ مضطرب الحديث مائل قلت فيه تشيع خفيف على قاعدة أهل بلده وكان من كبار الفقهاء وبينه وبين الإمام أبي حنيفة وقائع مولده في سنة خمس وتسعين وقيل إنه ولد ببخارى أو نقل إلى الكوفة وقد سمى البخاري جده سنانا وسماه شيخة أبو نعيم الحارث قال إبراهيم بن سعيد الجوهري أخطأ شريك في أربع مئة حديث وعن عبد الرحمن بن شريك قال كان عند أبي عن جابر الجعفي عشرة آلاف مسألة وعن ليث بن أبي سليم عشرة آلاف مسألة قال أبو نعيم سمعت شريكا يقول قدم عثمان يوم قدم وهو أفضل القوم قلت ما بعد هذا إنصاف من رجل كوفي قال منصور بن أبي مزاحم سمعت شريكا يقول في مجلس أبي عبيد الله يعني وزير المهدي وفيه الحسن زيد بن الحسن بن ووالد مصعب الزبيري وابن أبي موسى والأشراف فتذاكروا النبيذ فرخص من حضر من العراقيين فيه وشدد الباقون فقال شريك حدثنا أبو إسحاق عن عمرو بن ميمون قال قال عمر إنا لنأكل لحوم هذه الابل ليس يقطعها في بطوننا إلا هذا النبيذ الشديد فقال الحسن بن زيد ما سمعنا بهذا من الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق فقال شريك أجل شغلك الجلوس على الطنافس في صدور المجالس عن استماع هذا ومثلة فلم يجبه الحسن بشيء وأسكت القوم فتحدثوابعد في النبيذ وشريك ساكت فقال له أبو عبيد الله حدثنا يا أبا عبد الله بما عندك فقال كلا الحديث اعز على أهله من أن يعرض للتكذيب فقال بعضهم شرب سفيان الثوري فقال قائل منهم لا بلغنا أن سفيان تركه فقال شريك أنا رأيته يشرب في بيت خير أهل الكوفة في زمانه مالك بن مغول قال عيسى بن يونس ما رأيت أحدا أورع في عمله من شريك قال محمد معاوية النيسابوري سمعت عبادا يقول قدم علينا معمر وشريك واسط فكان شريك أرجح عندنا منه قال عباس ذكرت لابن معين إسرائيل وشريك فقال ما فيهما إلا ثبت وقال شريك أثبت من أبي الأحوص ثم سمعت ابن معين يقول إسرائيل اثبت من شريك وقال كان يحيى القطان لا يحدث عن هذين قال منجاب بن الحارث قال رجل لشريك كيف تجدك يا أبا عبد الله قال أجدني شاكيا غير شاكي الله أحمد بن أبي خيثمة حدثنا يحيى بن أيوب قال كنا عند شريك يوما فظهر من أصحاب الحديث جفاء فانتهر بعضهم فقال له رجل يا أبا عبد الله لو رفقت فوضع شريك يده على ركبه الشيخ وقال النبل عون على الدين قال ابن عيينة قيل لشريك ما تقول فيمن يفضل عليا على أبي بكر قال إذا يفتضح يقول أخطأ المسلمون وعن وكيع قال ما كتب عن شريك بعد ما ولي القضاء فهو عندي على حدة وقال أبو نعيم لم أكتب عنه بعد القضاء غير حديث واحد البغوي حدثنا عباس بن محمد سمعت يحيى يقول قضى شريك على ابن إدريس بشيء فقال ابن إدريس القضاء فيه كذا وكذا يعني الذي حكمت به فقال له شريك أذهب فأفت بهذا حاكة الزعافر وكان شريك قد حبسه في القضية وكان ابن إدريس ينزل في الزعافر منصور بن أبي مزاحم سمعت شريكا يقول ترك الجواب في موضعه إذابة القلب قال إبراهيم بن أعين قلت لشريك أرأيت من قال لا أفضل أحدا قال هذا أحمق أليس قد فضل أبو بكر وعمر وروى أبو داود الرهاوي أنه سمع شريكا يقول علي خير البشر فمن أبى فقد كفر قلت ما ثبت هذا عنه ومعناه حق يعني خير بشر زمانه وأما خيرهم مطلقا فهذا لا يقوله مسلم قال عبد الرحمن بن يحيى العذري أعلم أهل الكوفة سفيان وأحضرهم جوابا شريك وذكر باقي الحكاية قال الفضل بن زياد قلت لأبي عبد الله في إسرائيل وشريك فقال إسرائيل صاحب كتاب ويؤدي ما سمع وليس على شريك قياس كان يحدث الحديث بالتوهم ابن أبي خيثمة حدثنا سليمان بن أبي شيخ قال شريك لبعض إخوانه أكرهت على القضاء قال فأكرهت على أخذ الرزق ثم قال سليمان حكي لي عبد الله بن صالح بن مسلم قال كان شريك على قضاء الكوفة فخرج يتلقى الخيزران فبلغ شاهي وابطأت الخيزران فأقام ينتظرها ثلاثا ويبس خبزه فجعل يبله بالماء ويأكله فقال العلاء بن المنهال الغنوي
 
فإن كان الذي قد قلت حقا * * بأن قد أكرهوك على القضاء
 
فمالك موضعا في كل يوم * * تلقى من يحج من النساء
 
مقيما في قرى شاهي ثلاثا * * بلا زاد سوى كسر وماء
 
قال سليمان وحدثني عبد الرحمن بن شريك قال كانت أم شريك من خراسان فرآها اعرابى وهي على حمار وشريك صبي بين يديها فقال أنك لتحملن جندلة من الجنادل وقال موسى بن عيسى لشريك يا أبا عبد الله عزلوك عن القضاء ما رأينا قاضيا عزل قال هم الملوك يعزلون ويخلعون يعرض أن اباه خلع يعني من ولاية العهد قال سليمان قا أبو مطرف قال لي شريك حملت إلى أبي جعفر فقال لي قد وليتك قضاء الكوفة فقلت لا أحسن فقال قد بلغني ما صنعت بعيسى والله ما أنا كعيسى يا ربيع يكون عندك حتى يقبل فخرجت مع الربيع فقال أنه لا يعفيك فقبلت قال ابن أبي خيثمة وأخبرني سليمان قال لقي عبد الله بن مصعب الزبيري شريكا فقال بلغني أنك تنال من أبي بكر وعمر فقال شريك والله ما أنتقص الزبير فكيف أنال من أبي بكر وعمر ثم قال سليمان وأخبرني أبي قال قيل لابي شيبة القاضي قد ولي شريك قضاء الكوفة فقال الحمد لله الذي لم يجعله من أصحاب حماد ابن المديني عن يحيى القطان قال أحدث عن شريك أعجب إلي من أن أحدث عن موسى بن عبيدة وضعف شريكا وقال أتيته بالكوفة فأملى علي فإذا هو لا يدري قال سليمان بن أبي شيخ حدثني أبي قال لما وجه شريك إلى قضاء الأهواز جلس على القضاء فجعل لا يتكلم حتى قام ثم هرب واختفى ويقال إنه اختفى عند الوالي فحدثني يحيى بن سعيد الأموي قال كنت عند الحسن بن عمارة حين بلغه أن شريكا هرب فقال الخبيث استصغر قضاء الأهواز محمد بن يزيد الرفاعي حدثني حمدان بن الأصبهاني قال كنت عند شريك فأتاه بعض ولد المهدي فاستند فسأله عن حديث فلم يلتفت إليه وأقبل علينا ثم أعاد فعاد يمثل ذلك فقال كأنك تستخف بأولاد الخليفة قال لا ولكن العلم أزين عند أهله من أن تضيعوه قال فجثا على ركبتيه ثم سأله فقال شريك هكذا يطلب العلم قال عباد بن العوام قال شريك أثر فيه بعض الضعف أحب إلي من رأيهم قال علي بن سهل سمعت عفان يقول كان شريك يخضب بالحمرة قيل إن شريكا أدخل على المهدي فقال لابد من ثلاث إما أن تلي القضاء أو تؤدب ولدي وتحدثهم أو تأكل عندي أكلة ففكر ساعة ثم قال الأكلة أخف علي فأمر المهدي الطباخ أن يصلح ألوانا من المخ المعقود بالسكر وغير ذلك فأكل فقال الطباخ يا أمير المؤمنين ليس يفلح بعدها قال فحدثهم بعد ذلك وعلمهم وولي القضاء ولقد كتب له برزقه على الصيرفي فضايقه في النقد فقال إنك لم تبع به بزا فقال شريك والله بعت أكبر من البز بعت به ديني قال علي بن الحسين بن الجنيد الرازي سمعت أبا توبة الحلبي يقول كنا بالرملة فقالوا من رجل الأمة فقال قوم ابن لهيعة وقال قوم مالك فقدم علينا عيسى بن يونس فسألناه فقال رجل الأمة شريك وكان شريك يومئذ حيا قال محمد بن إسحاق الصاغاني حدثنا سلم بن قادم حدثنا موسى بن داود حدثنا عباد بن العوام قال قدم علينا شريك من نحو خمسين سنة فقلنا له إن عندنا قوما من المعتزلة ينكرون هذه الأحاديث إن أهل الجنة يرون ربهم وإن الله ينزل إلى السماء الدنيا فحدث شريك بنحو من عشرة أحاديث في هذا ثم قال أما نحن فأخذنا ديننا عن أبناء التابعين عن الصحابة فهم عمن أخذوا قال شريك عن أشعث عن محمد بن سيرين قال أدركت بالكوفة أربعة ألاف شاب يطلبون العلم قال أبو نعيم النخعي سمعت شريكا يقول ترى أصحاب الحديث هؤلاء يطلبونه لله إنما يتطرفون به قال عمرو بن علي الفلاس كان يحيى لا يحدث عن شريك وكان [[عبد الرحمن بن مهدي]] يحدث عنه قال معاوية بن صالح الأشعري سألت [[أحمد بن حنبل]] عن شريك فقال كان عاقلا صدوقا محدثا وكان شديدا على أهل الريب والبدع قديم السماع من أبي إسحاق قبل زهير وقبل إسرائيل فقلت له إسرائيل أثبت منه قال نعم قلت له يحتج به قال لا تسألني عن رأيي في هذا قلت فإسرائيل يحتج به قال إي لعمري قال وولد شريك سنة خمس وتسعين قلت له كيف كان مذهبه في علي وعثمان رضي الله عنهما قال لاأدري قال حفص بن غياث من طريق علي بن خشرم عنه سمعت شريكا يقول قبض النبي {{صل}} واستخار المسلمون أبا بكر فلو علموا أن فيهم أحد أفضل منه كانوا قد غشونا ثم استخلف أبو بكر عمر فقام بما قام به من الحق والعدل فلما حضرته الوفاة جعل الأمر شورى بين ستة فاجتمعوا على عثمان فلو علموا أن فيهم أفضل منه كانوا قد غشونا قال علي بن خشرم فأخبرني بعض أصحابنا من أهل الحديث أنه عرض هذا على عبد الله بن إدريس فقال ابن إدريس أنت سمعت هذا من حفص قلت نعم قال الحمد لله الذي أنطق بهذا لسانه فوالله إنه لشيعي وإن شريكا لشيعي قلت هذا التشيع الذي لا محذور فيه إن شاء الله إلا من قبيل الكلام فيمن حارب عليا رضي الله عنه من الصحابه فإنه قبيح يؤدي فاعله ولا نذكر أحدا من الصحابه إلا بخير ونترضى عنهم ونقول هم طائفة من المؤمنين بغت على الإمام علي وذلك بنص قول المصطفى صلوات الله عليه لعمار تقتلك الفئة الباغية فنسأل الله أن يرضى عن الجميع وألا يجعلنا ممن في قلبه غل للمؤمنين ولا نرتاب أن عليا أفضل ممن حاربه وأنه أولى بالحق رضي الله عنه العقيلي حدثنا محمد بن عثمان حدثنا الحسن سمعت أبا نعيم يقول شهد ابن إدريس شهادة عند شريك أو تقدم إليه في شيء فأمر به شريك فأقيم ودفع في قفاه أو وجىء في قفاه وقال شريك من أهل بيت حمق ما علمت قال عبد الله بن أحمد سمعت أبي يقول قد كتبت عن يحيى بن سعيد عن شريك على غير وجه الحديث يعني في المذاكره قال عبد الله سمعت أبي يقول كان شريك لا يبالي كيف حدث حسن بن صالح أثبت منه في الحديث قال خليفة بن خياط شريك بن عبد الله بن أبي شريك وهو الحارث بن اوس بن الحارث بن الأذهل بن وهبيل بن سعد بن مالك بن النخع يكني أبا عبد الله مات سنة سبع أو ثمان وسعبين ومئة وقال أبو نعيم الفضل وغيره مات سنة سبع وسبعين ومئة قلت مات بالكوفة في أول شهر ذي القعدة سنة سبع عاش اثنتين وثمانين سنة قرأت على عبد الحافظ بن بدران ويوسف بن أحمد قالا أخبرنا موسى بن عبد القادر سنة ثمان عشرة وست مئة أخبرنا أبو القاسم سعيد بن أحمد أخبرنا علي بن أحمد بن البسري أخبرنا أبو طاهر المخلص حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا سويد بن سعيد الحدثاني حدثنا شريك عن إسماعيل بن أبي خالد عن حكيم بن جابر عن أبيه قال رأيت عند النبي {{صل}} فقلت ماهذا قال هذا الدباء نكثر به طعامنا هذا حديث صالح الاسناد وبه أخبرنا المخلص أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد حدثنا محمد بن سليمان بن حبيب لوين قال حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن البراء في قوله عزوجل " وذللت قطوفها تذليلا " قال أهل الجنة يأكلون منها قياما وقعودا ومضطجعين وعلى أي حال شلؤوا أخبرنا أبو المعالي أحمد بن إسحاق أخبرنا الفتح بن عبد السلام أخبرنا هبة الله بن أبي شريك أخبرنا أبو الحسين بن النقور حدثنا عيسى ابن علي إملاء حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد حدثنا سويد بن سعيد حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن حبشي بن جنادة قال سمعت رسول الله {{صل}} يقول علي مني وأنا من علي لا يؤدي عني إلا أنا أو هو هذا حديث حسن غريب رواه [[بن ماجه]] في سننه عن سويد فوافقناه بعلو أخبرنا الشيخ تاج الدين محمد بن عبد السلام مدرس الشامية وزينب بنت كندي سماعا عن زينب بنت عبد الرحمن بن حسن الشعرية أخبرنا إسماعيل بن أبي القاسم القارئ سنة إحدى وثلاثين وخمس مئة أخبرنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسي أخبرنا أبو سهل بشر بن أحمد أخبرنا داود بن الحسين حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على شريك عن محمد بن قيس عن رجل يكنى أبا موسى قال رأيت عليا رضي الله عنه سجد سجدة الشكر حين وجد المخدع وقال والله ما كذبت ولا كذبت قال [[أبو داود]] : شريك ثقه يخطىء على الأعمش وقال صالح جزرة قل ما يحتاج إلى شريك في الأحاديث التي يحتج بها ولما ولي القضاء أضطرب حفظه قال يعقوب بن شيبة دعا المنصور شريكا فقال إني أريد أن أوليك القضاء فقال أعفني يا أمير المؤمنين قال لست أعفيك قال فانصرف يومي هذا وأعود فيرى أمير المؤمنين رايه قال تريد أن تتغيب ولئن فعلت لأقدمن على خمسين من قومك بما تكره فولاه القضاء فبقي إلى أيام المهدي فأقره المهدي ثم عزله قال وكان شريك ثقة مأمونا كثير الحديث أنكر عليه الغلط والخطأ قال عيسى بن يونس من يفلت من الخطأ ربما رأيت شريكا يخطئ ويصحف حتى أستحيي يعقوب السدوسي حدثنا سليمان بن منصور حدثنا إسماعيل بن حماد بن أبي حنيقة قال قلت لمحمد بن الحسن أما ترى كثرة قول الناس في شريك يعني في حمده مع كثرة خطئه وخلطه قال اسكت ويحك أهل الكوفة كلهم معه يتعصب للعرب فهم معه ويتشيع لهؤلاء الموالى الحمقى فهم معه قال عيسى بن يونس ما رأيت في أصحابنا أشد تقشفا من شريك ربما رأيته يأخذ شاته يذهب بها إلى الناس وربما حزرت ثوبيه قبل القضاء بعشرة دراهم وربما دخلت بيته فإذا ليس فيه إلا شاة يحلبها ومطهرة وباريه وجرة فربما بل الخبز في المطهرة فيلقي إلى كتبه فيقول أكتب حديث جدك ومن أردت وقال يعقوب السدوسي وحدثني الهيثم بن خالد قال حدث شريك يوما بحديث وضعت في كفة فقال رجل لشريك فأين كان علي عليه السلام قال مع الناس في الكفة الأخرى قال أحمد بن عبد الله العجلي سمعت بعض الكوفيين يقول قال شريك قدم علينا سالم الأفطس فأتيته ومعي قرطاس فيه مئة حديث فسألته فحدثني بها وسفيان يسمع فلما فرغ قال لي سفيان ارني قرطاسك فأعطيته فخرقه قال فرجعت إلى منزلي فاستلقيت على قفاي فحفظت منها سبعة وتسعين حديثا وحفظها سفيان كلها قال الحافظ ابن عدي حدثنا أبو العلاء محمد بن أحمد بمصر حدثنا محمد بن الصباح الدولابي حدثنا نصر بن المجدر قال كنت شاهدا حين أدخل شريك ومعه أبو أميه وكان أبو اميه رفع إلى المهدي أن شريكا حدثه عن الأعمش عن سالم بن أبي الجعد عن ثوبان أن النبي {{صل}} قال استقيموا لقريش ما استقاموا لكم فإذا زاغوا عن الحق فضعوا سيوفكم على عواتقكم ثم أبيدوا خضراءهم قال المهدي أنت حدثت بهذا قال لا فقال أبو أمية علي المشي إلى بيت الله وكل مالي صدقة إن لم يكن حدثني فقال شريك وعلي مثل الذي عليه إن كنت حدثته فكأن المهدي رضي فقال أبو أمية يا أمير المؤمنين عندك أدهى العرب إنما يعني مثل الذي علي من الثياب قل له يحلف كما حلفت فقال احلف فقال شريك قد حدثته فقال المهدي ويلي على شارب الخمر يعني الأعمش وذلك أنه كان يشرب المنصف لو علمت موضع قبرة لأحرقته قال شريك لم يكن يهوديا كان رجلا صالحا قال بل زنديق قال للزنديق علامات بتركه الجمعات وجلوسه مع القيان وشربه الخمر فقال والله لأقتلنك قال ابتلاك الله بمهجتي قال أخرجوه فأخرج وجعل الحرس يشققون ثيابه وخرقوا قلنسوته قال نصر فقلت لهم أبو عبد الله فقال المهدي دعهم أحمد بن عثمان بن حكيم أخبرنا أبي قال كان شريك لا يجلس للحكم حتى يتغدى ويشرب أربعة أرطال نبيذ ثم يصلي ركعتين ثم يخرج رقعه فينظر فيها ثم يدعو بالخصوم فقيل لابنه عن الرقعه فأخرجها إلينا فإذا فيها يا شريك اذكر الصراط وحدته يا شريك أذكر الموقف بين يدي الله تعالى روى محمد بن يحيى القطان عن أبيه قال رأيت تخليط في أصول شريك وقال أبو يعلى سمعت ابن معين يقول لا شريك ثقة إلا أنه يغلط ولا في يتقن ويذهب بنفسه على سفيان وشعبة وقال الدارقطني ليس شريك بقوى فيما ينفرد به
 
===غسان بن برزين===
غسان ( ق ) ابن برزين أبو المقدام الطهوي البصري وثقه ابن معين وغيره يروي ثابت البناتي وسيار بن سلامة وجماعة روى عنه حجاج بن منهال وعفان ومسلم وعبد الواحد بن غياث ومسدد وآخرون
 
===أبو عوانة===
أبو عوانة ( ع ) هو الإمام الحافظ الثبت محدث البصرة الوضاح بن عبد الله مولى يزيد بن عطاء اليشكري الواسطي البزاز. كان الوضاح من سبي جرجان مولده سنة نيف وتسعين رأى الحسن ومحمد بن سيرين وروى عن الحكم بن عتيبة وزياد بن علاقة وقتادة وسماك بن حرب والأسود بن قيس وإسماعيل السدي وعمرو بن دينار وعاصم ابن كليب وأبي الزبير وحصين بن عبد الرحمن ويعلى بن عطاء ومنصور بن المعتمر وعمر بن أبي سلمة وأبي إسحاق ومغيره بن مقسم ومنصور بن زاذان العابد وأبي بشر جعفر بن إياس وعمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن وأبي مالك الأشجعي وإبراهيم بن مهاجر وسعيد ابن مسروق الثوري ويزيد بن أبي زياد وعاصم الأحول وعبد الملك بن عمير وسعد بن إبراهيم الزهري وداود الاودي وعده وكان من اركان الحديث
 
روى عنه هشام بن أبي عبد الله الدستوائي مع تقدمه و[[ابن المبارك]] وابن مهدي وحبان بن هلال وعفان بن مسلم وخلف بن هشام وسعيد بن منصور ومحمد بن أبي بكر المقدم وشيبان بن فروخ وقتيبة بن سعيد وأبوالوليد الطيالسي ويحيى بن يحيى ويحيى بن عبد الحميد وعمرو بن عون ومحمد بن المنهال الضرير وأحمد بن عبد الملك الحراني وخلق كثير وأكثر عنه ختنه يحيى بن حماد وأبو كامل الجحدري وأبو الربيع الزهراني ومحمد بن عبيد بن حساب ومسدد ولوين والهيثم بن سهل خاتمتهم قال عفان أبو عوانه أصح حديثا عندنا من شعبة وقال [[أحمد بن حنبل]] هو صحيح الكتاب وإذا حدث من حفظه ربما يهم وقال عفان بن مسلم كان أبو عوانة صحيح الكتاب ثبتا كثير العجم والنقط وقال يحيى بن سعيد القطان ما أشبه حديثه بحديث سفيان وشعبة وقال عفان سمعت شعبه يقول إن حدثكم أبو عوانه عن أبي هريرة فصدقوه قال الحافظ بن عدي كان مولاه يزيد قد خيره بين الحرية وكتابة الحديث فاختار كتابة الحديث وفوض إليه مولاه التجاره فجاءه سائل فقال أعطني درهمين فإني أنفعك فأعطاه فدار السائل على رؤساء البصرة وقال بكروا على يزيد بن عطاء فإنه قد أعتق أبا عوانه قال فاجتمعوا إلى يزيد وهنؤوه فأنف من أن ينكر ذلك وأعتقه حقيقة وروى أبو عمر الضرير عن أبي عوانة قال دخلت على همام بن يحيى وهو مريض أعوده فقال لي يا أبا عوانة أدع الله أن لا يميتني حتى يبلغ ولدي الصغار فقلت إن الأجل قد فرغ منه فقال لى أنت بعد في ضلالك قلت بئس المقال هذا بل كل شيء بقدر سابق ولكن وإن كان الأجل قد فرغ منه فإن الدعاء بطول البقاء قد صح دعا الرسول {{صل}} لخادمه أنس بطول العمر والله يمحو ما يشاء ويثبت فقد يكون طول العمر في علم الله مشروطا بدعاء مجاب كما أن طيران العمر قد يكون بأسباب جعلها من حور وعسف ولا يرد القضاء إلا الدعاء والكتاب الأول فلا يتغير قال محمد بن غالب تمتام سمعت يحيى بن معين يقول كان أبو عوانة يقرا ولا يكتب وروى عباس الدوري عن يحيى قال كان أبو عوانه أميا يستعين بمن يكتب له قال حجاج الأعور قال لي شعبة الزم أبا عوانة وقال جعفر بن أبي عثمان سئل يحيى بن معين من لأهل البصرةمثل زائده يعني في الكوفة فقال أبو عوانة قال وزهير كوهيب قال عبد الرحمن بن مهدي أبو عوانة وهشام الدستوائي كسعيد بن أبي عروبة وهمام وقال يحيى بن القطان أبو عوانة من كتابه أحب إلي من شعبه من حفظه وروى خنبل عن ابن المديني قال كان أبو عوانة في قتادة ضعيفا ذهب كتابه وكان يتحفظ من سعيد وقد أغرب فيها احاديث قال يعقوب السدوسي الحافظ أبو عوانة هو أثبتهم في مغيرة وهو في قتادة ليس بذاك وقال عبيد الله بن موسى العبسي قال شعبة لأبي عوانة كتابك صالح وحفظك لا يسوى شيئا مع من طلبت الحديث قال مع منذر الصيرفي قال منذر صنع بك هذا قلت استقر الحال على أن أبا عوانة ثقة وما قلنا إنه كحماد بن زيد بل هو أحب إليهم من إسرائيل وحماد بن سلمة وهو أوثق من فليح ابن سليمان وله أوهام تجانب إخراجها الشيخان مات في ربيع الأول سنة ست وسبعين ومئة بالبصرة أخبرنا أحمد بن إسحاق أخبرنا الفتح بن عبد السلام أخبرنا محمد ابن عمر ومحمد بن علي ومحمد بن أحمد الطرائفي قالوا أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة أخبرنا أبو الفضل الزهري حدثنا جعفر الفريابي حدثنا قتيبة حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن أنس عن أبي موسى قال رسول الله {{صل}} مثل المؤمن يقرأ القرآن مثل الاترجه ربحها طيب وطعمها طيب وذكر الحديث وقد سقته في أخبار قتادة أخبرنا عبد الحافظ بن بدران بنابلس ويوسف بن أحمد بن غالية بدمشق قالا أخبرنا موسى بن عبد القادر أخبرنا سعيد بن أحمد أخبرنا علي بن البسري أخبرنا أبو طاهر المخلص حدثنا أبو القاسم البغوي حدثنا العباس بن الوليد النرسي حدثنا أبو عوانه عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله {{صل}} لا تزالون تسألون حتى يقال لكم هذا الله خلقنا فمن خلق الله قال أبو هريرة إني لجالس يوما إذ قال لي رجل هذا الله خلقنا فمن خلق الله فجعلت أصبعي في اذني ثم صرخت صدق الله ورسوله الله الواحد الأحد الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد هذا حديث حسن غريب
 
===وهيب===
وهيب ( ع ) ابن خالدبن عجلان الحافظ الكبير المجود أبو بكر البصري الكرابيسي الباهلي مولاهم هو صغير عن هذه الطبقة وإنما أدرجناه معهم لأنه قديم الوفاة مات قبل حماد بن سلمة حدث عن منصور بن المعتمر وأيوب السختياني وأبي حازم وحميد الطويل وعبد العزيز بن صهيب ومنصور بن صفيه وموسى بن عقبة وسهيل بن أبي صالح وخثيم بن عراك وعبد الله بن طاووس وهشام بن عروة وسليمان التيمي ويونس بن عبيد وخالد الحذاء وخلق من طبقتهم حدث عنه [[ابن المبارك]] وإسماعيل ابن علية وابن مهدي وعفان ابن مسلم وسليمان بن حرب وعبد الأعلى بن حماد ومعلى بن أسد وأبو الوليد وعبد الواحد بن غياث وإبراهيم بن الحجاج وعبيد الله العيشي وأبو سلمة التبودكي وعارم ومسلم بن إبراهيم وهدبة بن خالد وطائفة قال [[عبد الرحمن بن مهدي]] كان من أبصر أصحابه بالحديث والرجال وقال أبو حاتم الرازي يقال إنه لم يكن بعد شعبة أحد أعلم بالرجال منه قال محمد بن سعد سجن وهيب فذهب بصره قال وكان ثقة حجة يملي من حفظه وكان أحفظ من أبي عوانة روى [[البخاري]] عن أحمد بن أبي رجاء الهروي أن وهيبا توفي سنة خمس وستين ومئة وقال [[أحمد بن حنبل]] عاش ثمانيا وخمسين سنة قال أحمد بن أبي خيثمة حدثنا موسى بن إسماعيل قلت لحماد بن سلمة إن وهيب بن خالد يزعم أن علي بن زيد كان لا يحفظ الحديث فقال وكان وهيب يقدر أن يجالس عليا إنما كان يجالس عليا وجوه الناس قلت ما هذا جوابا وصدق وهيب قال يحيى القطان يزيد بن زريع وابن عليه أثبت من وهيب وقال أحمد بن حنبل كان عبد الرحمن يختار وهيبا على إسماعيل في كل شيء قال أبو العباس السراج أخبرنا قتيبة بن سعيد قال كانوا يقولون الحفاظ أربعة ابن علية وعبد الوارث ووهيب ويزيد بن زريع وكانوا يؤدون اللفظ لم يقع لي حديث وهيب عاليا إلا بإجازة أخبرنا أحمد بن هبة الله وزينب بنت كندي قالا أنبأنا عبد المعز بن محمد الساعدي أخبرنا زاهر بن طاهر أخبرنا أبو سعد الكنجروذي سنة اثنتين وخمسين وأربع مئة أخبرنا أبو عمرو محمد بن أبي جعفر أخبرنا أبو يعلى الموصلي أخبرنا إبراهيم بن الحجاج حدثنا وهيب وعن إسماعيل ابن أمية ويحيى بن سعيد وعبيد الله بن عمر عن محمد بن يحيى بن حبان عن عمه واسع بن حبان عن ابن عمر قال رقيت فوق بيت حفصة فإذا أنا بالنبي {{صل}} جالس على مقعدته مستقبل القبلة مستدبر الشام وأخبرنا ابن هبة الله عن أبي روح أخبرنا تميم بن أبي سعيد أخبرنا الكنجروذي بهذا أخبرنا أحمد بن هبة الله أنبأنا عبد المعز بن محمد أخبرنا زاهر بن طاهر أخبرنا أبو يعلى إسحاق بن عبد الرحمن الضابوني أخبرنا أبو سعيد عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الرازي أخبرنا محمد بن أيوب البجلي الرازي حدثنا عبد الاعلى بن حماد حدثنا وهيب حدثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أن النبي {{صل}} قال ذات يوم لأصحابه أنبئوني بشجرة تشبه المسلم لا يتحاث ورقها تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها قال فوقع في قلبي أنها النخله فسكت القوم فقال النبي {{صل}} هي النخلة فقلت لأبي فقال لو كان قلت أحب إلي من كذا وكذا فقلت كنت في القوم وأبو بكر فلم تقولا شيئا فكرهت أن أقول
 
===أبو شهاب===
أبو شهاب ( خمدس ) الحناط المحدث اسمه عبد ربه بن نافع الكوفي ثم المدائني روى عن العلاء بن المسيب والأعمش وسليمان بن شيباني ويونس بن عبيد ومحمد بن سوقه وابن أبي ليلى وعاصم الأحول وخالد الحذاء وابن أبي خالد وعدة حدث عنه سعيد بن منصور وسعدوية وأحمد بن يونس وخلف بن هشام ومحمد بن جعفر الوركاني وآخرون وثقه يحيى بن معين وقال يحيى القطان لم يكن بالحافظ قال غيره كان صادقا ذا ورع وفضل مات بالموصل وقيل ببلد اثنتين وسبعين ومئة وقيل مات في سنة إحدى وهو أبو شهاب الأصغر أما أبو شهاب الحناط الأكبر فهو موسى بن نافع يروي عن مجاهد وعن سعيد بن جبير وعطاء وعنه يحيى القطان وأبو نعيم وأبو الوليد وثقه ابن معين أيضا وغيره وقال أحمد منكر الحديث وقال القطان أفسدوه علينا
 
===عبثر بن القاسم===
عبثر بن القاسم ( ع ) الإمام الثقة أبو زبيد الزبيدي الكوفي روى عن حصين بن عبد الرحمن ومغيره والعلاء بن المسيب ومطرف بن طريف وأشعث بن سوار والأعمش وعنه خلف البزار وقتيبة وهناد وأحمد بن إبراهيم الموصلي وجمع آخرهم موتا أبو حصين عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن يونس قال [[أبو داود]] ثقة ثقة قلت توفي سنة ثمان وسبعين ومئة أخبرنا أحمد بن هبة الله أنبأنا أبو روح الهروي أخبرنا محمد بن إسماعيل أخبرنا محلم بن إسماعيل أخبرنا الخليل بن أحمد بن أحمد أخبرنا محمد بن إسحاق حدثنا قتيبة حدثنا عبثر بن القاسم عن اشعث عن محمد عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله {{صل}} من مات وعليه صيام شهر فليطعم عنه مكان كل يوم مسكين رواه الترمذي عن قتيبة و[[بن ماجه]] عن الذهلي عن قتيبة قال [[الترمذي]] الصحيح موقوف ومحمد هو ابن أبي ليلى ويقال ابن سيرين واشعث هو ابن سوار
 
===إسماعيل بن جعفر===
إسماعيل بن جعفر ( ع ) ابن أبي كثير الإمام الحافظ الثقة أبو إسحاق الأنصاري مولاهم المدني ولد سنة بضع ومئة وسمع من عبد الله بن دينار وأبي طوالة عبد الله بن عبد الرحمن والعلاء بن عبد الرحمن الحرقي وحميد الطويل وعمرو بن أبي عمرو وربيعة بن أبي عبد الرحمن وهشام بن عروة وطبقتهم وقرأ القرآن على شيبة بن نصاح ثم عرض على نافع الإمام وسليمان بن مسلم بن جماز وبرع في الأداء وتصدر للحديث والإقراء ومنهم من يكنيه أبا إبراهيم وكان مقرئ المدينة في زمانه وقيل إنه أخذ عن أبي جعفر يزيد بن القعقاع سماعا ثم إنه تحول في آخر عمره إلى بغداد ونشر بها علمه فأخذ عنه القراءة الإمام أبو الحسن الكسائي وأبو عبيد وسليمان بن داود الهاشمي وأبو عمر الدوري وآخرون وروى عنه قتيبة بن سعيد وعلي بن حجر ومحمد بن سلام البيكندي وإبراهيم بن عبد الله الهروي وادود بن عمرو الضبي ومحمد ابن الصباح الدولابي وعيسى بن سليمان الشيزري وأبو همام الوليد بن شجاع ومحمد بن زنبور وخلق سواهم قال يحيى بن معين ثقة مأمون قليل الخطأ وهو وأخواه محمد وكثير يدينون ورواه أحمد بن أبي خيثمة عن يحيى وقيل هو آخر من روى عن شيبة وقد كان يؤدب ببغداد عليا ولد الخليفة المهدي فعظمت حرمته لذلك وقع لنا نسخة عالية من حديثه أخبرنا علي بن أحمد العلوي بالثغر أخبرنا محمد بن أحمد القطيعي أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد العزيز العباسي وقرأت على عيسى بن يحيى عن أبي الحسن بن المعتز سماعا عن العباسي كتابة أخبرنا الحسن بن عبد الرحمن الشافعي أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن فراس حدثنا أبو جعفر محمد بن إبراهيم الديبلي حدثنا أبو صالح محمد بن الأزهر حدثنا أبو إسماعيل بن جعفر أخبرني عبد الله بن دينار أنه سمع ابن عمر يقول قال رسول الله {{صل}} ما ابتاع طعاما فلا يبعه حتى يقبضه أخرجه مسلم عن غير واحد عن إسماعيل فوقع بدلا عاليا قال علي بن المديني إسماعيل ثقة قلت توفي سنة ثمانين ومئة وفات [[أحمد بن حنبل]] وابن معين وابن عرفة السماع منه
 
===حفص بن ميسرة===
حفص بن ميسرة ( خمسق ) المحدث الإمام الثقة أبو عمر الصنعاني العقيلي نزيل عسقلان يروي عن زيد بن أسلم وموسى بن عقبة والعلاء بن عبد الرحمن وهشام بن عروة ومقاتل بن حيان حدث عنه الثوري وهو أكبر منه وابن وهب وآدم وسعيد بن منصور ومحمد بن أبي السري والهيثم بن خارجة وسويد بن سعيد وثقه ابن معين وأحمد قال أبو زرعه : لا بأس به وقال أبو حاتم محله الصدق وقيل كان ناسكا ربانيا قال الفسوي مات سنة إحدى وثمانين ومئة
 
===الوليد بن طريف الشيباني===
الوليد بن طريف الشيباني وقيل هو من بني تغلب أحد أمراء العرب خرج بالجزيرة في ثلاتين نفسا بسقي الفرات فقتلوا تاجرا نصرانيا وأخذوا ماله ثم عاث بدارا ونهب وكثر جيشه فقصد ميافارقين ففدوا البلد منه بعشرين ألفا وصالحه أهل خلاط على مال وهزم عسكر الرشيد واستفحل أمره واستباح نصيبين فقتل بها خمسة آلاف إلى أن حاربه يزيد بن مزيد وظفر به فقتله، ورثته أخته بأبيات مشهورة واسمها الفارعة ومن أبياتها
 
فيا شجر الخابور ما لك مورقا * * كأنك لم تحزن على ابن طريف
 
فتى لا يحب الزاد إلا من التقى * * ولا المال إلا من قنا وسيوف
 
ولا الذخر إلا كل جرداء صلدم * * معاودة للكر بين صفوف
 
حليف الندى عاش سرضى به الندى * * فات مات لم يرض الندى بحليف
 
فقدناك فقدان الشباب وليتنا * * فديناك من فتياننا بألوف
 
ألا يا لقومي للحمام وللبلى * * وللأرض همت بعده برجوف
 
ألا يا لقومي للنوائب والردى * * ودهر ملح بالكرام عنيف
 
فإن يك أرداه يزيد بن مزيد * * فرب زحوف لفها بزحوف
 
عليه سلام الله وقفا فإنني * * أرى الموت وقاعا بكل شريف
 
قتل في سنة تسع وسبعين ومئة
 
===يزيد بن حاتم===
يزيد بن حاتم ابن قبيصه بن المهلب بن أبي صفرة الأزدي البصري الأمير ولي أمره مصر سنة أربع وأربعين ومئة فدام سبع سنين ثم ولى المغرب مدة للمهدي والهادي والرشيد ومهد إفريقية وذلك البربر وكان بطلا شجاعا مهيبا شديد البأس كما قيل فيه
 
وإذا الفوارس عددت أبطالها * * عدوك في أبطالهم بالخنضر
 
وعن صفوان بن صفوان أنه قال بديها في يزيد
 
لم ادر ما الجود إلا ما سمعت به * * حتى لقيت يزيدا عصمه الناس
 
لقيت أكرم من يمشي على قدم * * مفضلا برداء الجود والبأس
 
لو نيل بالمجد ملك كنت صاحبه * * وكنت أولى به من آل عباس
 
وفيه يقول ربيعة بن ثابت
 
لشتان ما بين اليزيدين في الندى * * يزيد سليم والأغر ابن حاتم
 
فهم الفتى الأزدي إتلاف ماله * * وهم الفتى القيسي جمع الدراهم
 
ولا يحسب التمتام أني هجوته * * ولكنني فضلت أهل المكارم
 
مات يزيد بن حاتم بالمغرب في رمضان سنة سبعين ومئة واستخلف ولده داود على المغرب
 
===روح بن حاتم===
[[../يزيد بن حاتم|أخوه]] الأمير روح بن حاتم ولي المغرب أيضا ثم قدم فولي الكوفة والبصرة وكان أحد الأبطال كأخيه وولي السند أيضا توفي سنة أربع وسبعين ومئة وله أخبرا ومآثر في الكرم
 
===أيوب بن جابر===
أيوب بن جابر ( دت ) السحيمي اليمامي الفقيه المحدث أبو سليمان أخذ عن الكوفيين آدم بن علي وحماد الفقيه وسماك بن حرب وجماعة حدث عنه خالد بن مرداس وسعيد بن يعقوب الطالقاني وقتيبة بن سعيد ولوين وعلي بن حجر وآخرون وهو سيء الحفظ قال أحمد بن حنبل حديثه يشبه حديث أهل الصدق وقال الفلاس صالح وقال ابن معين ليس بشيء وقال [[النسائي]] ضعيف قال ابن حبان هو أيوب بن جابر بن سيار بن طلق الحنفي يروي عن بلال بن المنذر وعبد الله بن عصم يخطئ حتى خرج عن حد الاحتجاج به لكثرة وهمه قلت بقي إلى نحو الثمانين ومئة
 
===أيوب بن عتبة===
أيوب بن عتبة ( ق ) الفقيه قاضي اليمامة أبو يحيى حدث عن عطاء بن أبي رباح وقيس بن طلق وأبي بكر بن محمد ابن عمرو بن حزم وإياس بن سلمة ويحيى بن أبي كثير وعنه الأسود شاذان وحجاج بن محمد وأحمد بن يونس وسعدوية وعاصم بن علي وآدم بن أبي اياس ومحمود بن محمد الظفري شيخ ابن صاعد وآخرون قال يحيى بن معين ضعيف وقال [[البخاري]] وغيره لين الحديث وقال بعضهم هو مكثر عن يحيى بن أبي كثير وكتابة عنه صحيح وروى عباس عن يحيى قال ليس بالقوي وقا أبو حاتم فيه لين حدث من حفظه فغلط وقال ابن حبان يخطئ كثيرا فمن ذلك عن عطاء عن ابن عباس قال جاء حبشي فسأل النبي {{صل}} فقال فضلتم علينا بالألوان والصور والنبوة أفرأيت إن آمنت وعملت بنا عملت إني لكائن معك في الجنة قال نعم إنه ليرى بياض الأسود من مسيرة ألف سنة وذكر الحديث رواه عنه عفيف بن سالم قال ابن حبان باطل قال [[أبو داود]] كان أيوب بن عتبه صحيح الكتاب وقال أبو حاتم أما كتبه فصحيحه وقال [[النسائي]] مضطرب الحديث قلت وله عن قيس بن طلق عن أبيه مرفوعا لا تمنع المرأة نفسها ولو على قتب قيل مات في سنة سبعين ومئة
 
===محمد بن جابر===
محمد بن جابر ( دق ) ابن سيار السحيمي اليمامي أخو أيوب حدث عن حبيب بن أبي ثابت ويحيى بن أبي كثير وقيس بن طلق وعدة وعنه أيوب السختياني وابن عون وهما من شيوخه ومسدد ولوين وإسحاق بن أبي إسرائيل وآخرون ضعفه يحيى و[[النسائي]] وقال [[البخاري]] ليس بالقوي وقال أبو حاتم ساء حفظه وذهبت كتبه قلت ما هو بحجة وله مناكير عدة كابن لهيعة توفي سنة بضع وسبعين ومئة
 
===جعفر بن سليمان بن علي===
جعفر بن سليمان ابن علي بن حبر الامة [[عبد الله بن عباس]] الأمير سيد بني هاشم أبو القاسم العباسي ابن عم المنصور روى عن أبيه وعنه ابناه قاسم ويعقوب وعمر بن عامر الأصمعي وكان من نبلاء الملوك جودا وبذلا وشجاعة وعلما وجلالة وسؤددا ولي المدينة ثم مكة معها ثم عزل فولي البصرة للرشيد قال عبد السميع بن علي لا نعرف في بني هاشم أغبظ منه حصل له الشرف والإمرة والمال الجم والأولاد الزهر والعبيد مات عن ثمانين ولدا لصلبه منهم ثلاث وأربعون ذكرا وولي ابنه أيوب اليمن في حياته وله مآثر كثيرة ووقف على المنقطعين قال الأصمعي ما رأيت أكرم أخلاقا ولا أشرف أفعالا منه وفيه يقول حبيب بن شوذب
 
يا أيها السائل عن هاشم * * هل لك في سيدها جعفر
 
هل لك في أشبههم غرة * * إذا بدا بالقمر الأزهر
 
ولي المدينة سنة ست وأربعين ومئة عبد الله بن الربيع الحارثي وقال الأصمعي ركب جعفر بن سليمان في زي عجيب من التجمل وكان بالبصرة فقيه صالح غلب على عقله فخرج إلى طريق جعفر فقال له يا جعفر أنظر أي رجل تكون إذا خرجت من قبرك وحملت على الصراط وهذا الجمع والزي لا يساوي غدا حبة ولا يغنون عنك من الله شيئا إنك تموت وحدك وتدخل قبرك وحدك وتقف بين يدي الله وحدك وتحاسب وحدك فانظر لنفسك فقد نصحتك ذكر ابن الفوطي جعفرا فلقبه بسيد بني هاشم وقال كان له بالبصرة كل يوم غلة ثمانين ألف درهم وقال حماد بن زيد غسلت جعفر بن سليمان وزررت عليه قميصه حين ألبسته الكفن ثم جاء عمه عبد الصمد بتسعة أثواب ليكفنه فيها فما كفن إلا في ثلاثة أثواب عملا بالسنة وقد أمتدحه جماعة وأخذوا جوائزه توفي سنة أربع وسبعين ومئة وقيل سنة خمس
 
===محمد بن سليمان بن علي===
[[../جعفر بن سليمان ابن علي|أخوه]] محمد بن سليمان ولي البصرة أيضا وكان فارس بن هاشم قتل إبراهيم بن عبد الله الخارج على المنصور وولي أيضا مملكة فارس وكان جوادا ممدحا قيل إن الرشيد احتاط على تركته فكانت خمسين ألف ألف درهم وقال الخطيب كان عظيم قومه ويقال إنه قال عند الموت يا ليت أمي لم تلدني ويا ليتني كنت حمالا وكان رقيق القلب توفي سنة ثلاث وسبعين ومئة
 
===رابعة العدوية===
رابعة العدوية البصرية الزاهدة العابدة الخاشعة أم عمرو رابعة بنت إسماعيل ولاؤها للعتكيين ولها سيرة في جزء لابن الجوزي
 
قال خالد بن خداش سمعت رابعة صالحا المري يذكر الدنيا في قصصه فنادته يا صالح من أحب شيئا أكثر من ذكره وقال محمد بن الحسين البرجلاني حدثنا بشر بن صالح العتكي قال اساذن ناس على رابعة ومعهم [[سفيان الثوري]] فتذكروا عندها ساعة وذكروا شيئا من الدنيا فلما قاموا قالت لخادمتها إذا جاء هذا الشيخ وأصحابه فلا تأذني لهم فأني رأيتهم يحبون الدنيا وعن أبي يسار مسمع قال أتيت رابعة فقالت جئتني وأنا أطبخ ارزا فآثرت حديثك على طبيخ الأرز فرجعت إلى القدر وقد طبخت ابن أبي الدنيا حدثنا محمد بن الحسين حدثني عبيس بن ميمون العطار حدثتني عبده بن أبي شوال وكان تخدم رابعة العدوية قالت كانت رابعة تصلي الليل كله فإذا طلع الفجر هجعت هجعة حتى يسفر الفجر فكنت اسمعها تقول يا نفس كم تنامين والى كم تقومين يوشك أن تنامي نومة لا تقومين منها إلا ليوم النشور قال جعفر بن سليمان دخلت مع الثوري على رابعة فقال سفيان واحزناه فقالت لا تكذب قل واقله حزناه وعن حماد قال دخلت أنا وسلام بن أبي مطيع على رابعة فأخذ سلام في ذكر الدنيا فقالت إنما يذكر شيء هو شيء أما شيء ليس بشيء فلا شيبان بن فروخ حدثنا رياح القيسي قال كنت اختلفت إلى شميط أنا ورابعة فقالت مرة تعال يا غلام وأخذت بيدي ودعت الله فإذا جرة خضراء مملوءة عسلا أبيض فقالت كل فهذا والله لم تحوه بطون النحل ففرغت من ذلك وقمنا وتركناه قال أبو سعيد بن الأعرابي أما رابعة فقد حمل الناس عنها حكمة كثيرة وحكى عنها سفيان وشعبة وغيرهما ما يدل على بطلان ما قيل عنها وقد تمثلته بهذا
 
ولقد جعلتك في الفؤاد محدثي * * وأبحت جسمي من أراد جلوسي
 
فنسبها بعضهم إلى الحلول بنصف البيت وإلى الإباحة بتمامه. قلت فهذا غلو وجهل ولعل من نسبها إلى ذلك مباحي حلولي ليحتج بها على كفره كاحتجاجهم بخبر كنت سمعة الذي يسمع به قيل عاشت ثمانين سنه توفيت سنة ثمانين ومئة
 
===رباعة الشامية===
أما رباعة الشامية العابدة فأخرى مشهورة أصغر من العدوية وقد تدخل حكايات هذه في حكايات هذه والثانية هي القائلة ما روى أحمد بن أبي الحواري عن عباس بن الوليد أنها قالت أستغفر الله من قلة صدقي في قولي أستغفر الله ملوك الأندلس
 
===عبد الرحمن الداخل===
عبد الرحمن بن معاوية بن هشام ابن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف
 
أمير الأندلس وسلطانها أبو المطرف الأموي المرواني المشهور بالداخل لأنه حين انقرضت خلافة بني أمية من الدنيا وقتل مروان الحمار وقامت دولة بني العباس هرب هذا فنجا ودخل إلى الأندلس فتملكها وذلك أنه فر من مصر في آخر سنة اثنتين وثلاثين إلى أرض برقة فبقي بها خمس سنين ثم دخل المغرب فنفذ مولاه بدرا يتجسس له فقال للمضربة لو وجدتم رجلا من بيت الخلافة أكنتم تبايعونه قالوا وكيف لنا بذلك فقال هذا عبد الرحمن بن معاوية فأتوه فبايعوه فتملك الأندلس ثلاثا وثلاثين سنة وبقي الملك في عقبه إلى سنة أربع مئة ولم يتلقب بالخلافة لا هو ولا أكثر ذريته إنما كان يقال الأمير فلان وأول من تلقب بأمير المؤمنين منهم الناصر لدين الله في حدود العشرين وثلاث مئة عندما بلغه ضعف خلفاء العصر فقال أنا أولى بإمرة المؤمنين دخل عبد الرحمن بن معاوية الأندلس في سنة ثمان وثلاثين ومولده بأرض تدمر سنة ثلاث عشرة ومئة في خلافة جده وأما أبو القاسم بن بشكوال الحافظ فقال فر من المشرق عند إنقراض ملكهم هو وأخوان أصغر منه وغلام لهم فلم يزالوا يخفون أنفسهم والجعائل قد جعلت عليهم والمراصد فسلكوا حتى وصلوا وادي بجاية فبعثوا الغلام يشتري لهم خبزا فأنكرت الدراهم وقبض على الغلام وضرب فأقر فأركبوا خيلا فرأى عبد الرحمن الفرسان فتهيأ للسباحة وقال لأخويه اسبحا معي فنجا هو وقصرا فأشاروا إليهما بالأمان فلما حصلا في أيديهم ذبحوهما وأخوهما ينظر من هناك ثم أواه شيخ كريم العهد وقال لأسترنك جهدي فوقع عليه التفتيش ببجاية إلى أن جاء الطالب إلى دار الشيخ وكان له أمرأة ضخمة فأجلسها تتسرح وأخفى عبد الرحمن تحت ثيابها وصيح الشيخ يا سبحان الله الحرم فقالوا غط أهلك وخرجوا وستره الله مدة ثم دخل الأندلس في قارب سماك فحصل بمدينة المنكب وكان قواد الأندلس وجندها موالي بني أمية فبعث إلى قائد فأعلمه بشأنه فقبل يديه وفرح به وجعله عنده ثم قال جاء الذي كنا نتحدث أنه إذا انقرض ملك بني أمية بالمشرق نبغ منهم عبد الرحمن بالمغرب ثم كتب إلى الموالي وعرفهم ففرحوا وأصفقوا على بيعته واستوثقوا من أمراء العرب وشيوخ البربر فلما استحكم الأمر أظهورا بيعته بعد ثمانية أشهر وذلك في ربيع الآخر سنة ثمان وثلاثين ومئة فقصد قرطبة ومتولى الأندلس يومئذ يوسف الفهري فاستعد جهده فالتقوا فانهزم يوسف ودخل عبد الرحمن بن معاويةالداخل قصر قرطبة يوم الجمعه يوم الأضحى من العام ثم حاربه يوسف ثانيا ودخل قرطبة واستولى عليها وكر عبد الرحمن عليه فهرب يوسف والتجأ إلى غرناطة فامتنع بإلبيرة فنازله عبد الرحمن وضيق عليه ورأى يوسف اجتماع الأمر للداخل فنزل بالأمان بمحضر من قاضي الأندلس يحيى بن يزيد التجيبي وكان رجلا صالحا استعمله على القضاء عمر بن عبد العزيز فزاده الداخل إجلالا وإكراما فبقي على قضائه إلى أن مات سنة اثنتين وأربعين ومئة فاستعمل على القضاء معاوية بن صالح فلما أراد معاوية هذا الحج وجهه الداخل إلى أختيه بالشام وعمته رملة بنت هشام ليعمل الحيلة في إدخالهن إلى عنده وأنشد عند ذلك
 
أيها الركب الميم أرضي * * أقر من بعضي السلام لبعضي
 
إن جسمي كما علمت بأرض * * وفؤادي ومالكيه بأرض
 
قدر البين بيننا فافترقنا * * فطوى البين عن جفوني غمضي
 
وقضى الله بالفراق علينا * * فعسى فإجتماعنا سوف يقضي
 
فلما وصل إليهن قلن السفر لا نأمن غوائله على القرب فكيف وقد حالت بيننا بحار ومفاوز ونحن حرم وقد آمننا هؤلاء القوم على معرفتهم بمكاننا منه فحسبنا أن نتملى المسرةبعزة وعافية فانصرف بكتابهما وبعثا إليه بأعلاق نفيسه من ذخائر الخلافة فسر بها الأمير عبد الرحمن وقضى لرأيهما بالرجاحة ثم بعد وصل آخر من الشام بكتاب منهن وبهدايا وتحف منها رمان من رصافة جدهم هشام فسر به الداخل وكان بحصرته سفر بن عبيد الكلاعي من أهل الأردن فأخذ من الرمان وزرع من عجمه بقريته حتى صار شجرا وزاد حسنا وجاء بثمرة إلى الأمير وكثر هناك ويعرف بالسفري وغرس منه بمنية الرصافة ورأى الداخل نخلة مفردة بالرصافة فهاجمت شجنه وتذكر وطنه فقال
 
تبدت لنا وسط الرصافة نخلة * * تناءت بأرض الغرب عن بلد النخل
 
فقلت شبيهي في التغرب والنوى * * وطول أنثنائي عن بني وعن أهلي
 
نشأت بأرض أنت فيها غريبة * * فمثلك في الإقصاء والمنتأى مثلي
 
سقتك عوادي المزن من صوبها الذي * * يسح وتستمري السماكين بالوبل
 
قال ابن حيان وحين افتتح المسلمون قرطبة شاطروا أهلها كنيستهم العظمى كما فعل أبو عبيدة وخالد بأعاجم دمشق فابتنوا فيه مسجدا وبقي الشطر بأيدي الروم إلى أن كثرت عمارة قرطبة وتداولتها بعوث العرب فضاق المسجد وعلق منه سقائف وصار الناس ينالون مشقة لقصر السقائف إلى أن أذخر الله فيه الأجر لصحيفة الداخل وابتاع الشطر الثاني من النصارى بمئة ألف دينار وقبضوها على ملأ من الناس ورضوا بعد تمنع وعمل هذا الجامع الذي هو فخر الأرض وشرفها من مال الأخماس وكمل على مراده وكان تأسيسه في سنة سبعين ومئة فتمت أسواره في عام وبلغ الإنفاق فيه إلى ثمانين ألف دينار فقال دحيه البلوي
 
وأبرز في ذات الإله ووجهه * * ثمانين الفا من لجين وعسجد
 
وأنفقها في مسجد أسه التقى * * ومنحته دين النبي محمد
 
ترى الذهب الناري بين سموكه * * يلوح كلمع البارق المتوقد
 
وقال أيضا
 
بنيت لأهل الدين بالغرب مسجدا * * ليركع للرحمن فيه ويسجدا
 
جمعت له الأكفاء من كل صانع * * فقام بمن الله بيتا ممجدا
 
فما لبثوه غير حول وما خلا * * إلى أن أقاموه منيعا مشيدا
 
وزخرف الأصباغ منه سقوفه * * كما تمم الوشائ بردا مقصدا
 
وبالذهب الرومي موة وجهه * * فبورك من بان لذي العرش مسجدا
 
وكملت أبهاء الجامع سبعة أبهاء ثم زاد من بعده حفيده الحكم الربضي بهوين ثم زاد عبد الرحمن بن الحكم بهوين فصارت أحد عشر بهوا ثم زاد المنصور بن أبي عامر ثمانية ابهاء وعمل جامع إشبيلية وسورها بعد المئتين قال ابن بشكوال كان عدد القومه لجامع قرطبة في مدة المنصور وقبلها ثلاث مئة رجل وقال ابن مزين في قبلته انحراف وقد ركب الحكم المستنصر بالله مع الوزراء والقاضي منذر البلوطي وقد هم بتحريف القبلة فقالوا يا أمير المؤمنين قد صلى بهذه القبلة خيار الأئمة والتابعون وإنما فضل من فضل بالاتباع وأمير المؤمنين أولى من اتبع فترك القبلة بحالها قال ابن حيان بلغ الانفاق في المنبر الحكمي إلى خمسة وثلاثين ألف دينار وسبع مئة دينار ونيف وقام من ستة وثلاثين ألف وصله من الأبنوس والصندل والعناب والبقم في مدة أربع سنين وأول من خطب عليه منذر بن سعيد البلوطي وبلغت أعمدة جامع قرطبة إلى ألف وأربع مئة سارية وتسع سواري وعمل الناصر صومعة ارتفاعها من الأرض إلى موقف المؤذن أربعة وخمسون ذراعا وعرضها ثمانية عشر ذراعا وباعلى ذروتها سفود طويل فيه ثلاث رمانات إحداهما فضة والأخرى ذهب إبريز وفوقها سوسنة ذهب مسدسة فهذه المنارة إحدى عجائب الدنيا وذرع المحراب إلى داخل ثمانية أذرع ونصف ومن الشرق إلى الغرب سبعة أذرع ونصف وارتفاع قبوه ثلاثة عشر ذراعا ونصف وذراع المقصورة من الشرق إلى الغرب خمسة وسبعون ذراعا وعرضها من جدار الخشب إلى القبلة اثنان وعشرون ذراعا وطول الجامع ثلاث مئة وثلاثون ذراعا ومن الشرق إلى الغرب مئتان وخمسون ذراعا
 
وأما الإسلام فكان عزيزا منيعا بالأندلس في دولة الداخل فانظر إلى هذا الأمان الذي كتب عنه للنصارى:
 
بسم الله الرحمن الرحيم كتاب أمان ورحمة وحقن دماء وعصمة عقده الأمير الأكرم الملك المعظم عبد الرحمن بن معاوية ذو الشرف الصميم والخير العميم للبطارقة والرهبان ومن تبعهم من سائر البلدان أهل قشتالة وأعمالها ما داموا على الطاعة في أداء ما تحملوه فأشهد على نفسه أن عهده لا ينسخ ما أقاموا على تأدية عشرة آلاف أوقية من الذهب وعشرة آلاف رطل من الفضة وعشرة آلاف رأس من خيار الخيل ومثلها من البغال مع ذلك ألف درع وألف بيضة ومن الرماح الدردار مثلها في كل عام. ومتى ثبت عليهم النكث بأسير يأسرونه أو مسلم يغدرونه أنتكث ما عوهدوا عليه. وكتب لهم هذا الأمان بأيديهم إلى خمس سنين أولها صفر عام اثنين وأربعين ومئة
 
وذكر ابن عساكر بإسناد له أن عبد الرحمن لما عدى إلى الجزيرة فنزلها اتبعه أهل ثم مضى إلى إشبيلية فاتبعه أهلها ثم مضى إلى قرطبة فاتبعه من فيها فلما رأى يوسف الفهري العساكر قد أظلته هرب إلى دار الشرك فتحصن هناك وغزاه عبد الرحمن بعد ذلك فوقعت نفرة في عسكره فنهزم ورد عبد الرحمن بلا حرب وجعل لمن أتاه برأس يوسف جعلا فأتاه رجل من أصحاب يوسف برأسه. وقال الحميدي دخل عبد الرحمن الأندلس فقامت معه اليمانية وحارب يوسف عبد الرحمن الفهري متولي الأندلس فهزمه وكان عبد الرحمن من أهل العلم على سيرة جميلة من العدل. وقال أبو المظفر الأبيوردي في أخبار بني أمية كان الناس يقولون ملك الأرض ابنا بربريتين يعني عبد الرحمن والمنصور وكان المنصور يقول عن عبد الرحمن بن معاوية ذاك صقر قريش دخل المغرب وقد قتل قومه فلم يزل يضرب العدنانية بالقحطانية حتى ملك وقال سعيد بن عثمان اللغوي المتوفى سنة أربع مئة كانت بقرطبة جنة اتخذها عبد الرحمن بن معاوية كان فيها نخلة أدركتها وفي ذلك يقول عبد الرحمن بن معاوية
 
يا نخل أنت غريبة مثلي * * في الغرب نائية عن الأهل
 
فأبكي وهل تبكي ملمسة * * عجماء لم تطبع على خبل
 
لو أنها تبكي إذن لبكت * * ماء الفرات ومنبت النخل
 
لكنها ذهلت وأذهلني * * بغضي بني العباس عن أهلي
 
وقد ولي على الأندلس عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي في أيام عمر بن عبد العزيز فبنى تلك القناطر بقرطبة بقبلي القصر والجامع وهي ثمانية عشر قوسا طولها ثمان مئة باع وعرضها سوى ستائرها عشرون باعا وارتفاعها سنوت ذراعا وهي من عجائب الدنيا ولما انقرضت دولة بني أمية اتفق الناس على تقديم يوسف بن عبد الرحمن بن أبي عبيده بن عقبة بن نافع الفهري فعمرت البلاد في أيامه واتسعت فلما أراد الله ظهور ملك بني أمية بالأندلس ذلت لعبد الرحمن قبائل العرب وسلم له الأمر وقتل يوسف الفهري بوادي الزيتون وخطب لعبد الرحمن بجميع الأمصار بها وشيد قرطبة وعزا عدة غزوات من ذلك غزوة قشتالة جاز إليها من نهر طليطلة وفرت الروم أمامه وتعلقت بالحبال فلم يزل حتى وصل مدينة برنيقه من مملكة قشتاله فنزل عليها وأمر برفع الخيام وشرع في البناء وأخذ الناس يبنون فسلموا إليه الأمان عند إياسهم من النجده وخرجوا بثيابهم فقط وما يزودهم ثم كتب لأهل قشتاله ذلك الأمان الذي تقدم وهو بخط الوزير بشر بن سعيد الغافقي ولما صفا الأمر لعبد الرحمن بعد مقتل عثمان بن حمزة من ولد عمر بن الخطاب وذلك بعد سبعة أعوام من تمنعه بطليطلة عظم سلطانه وامتدت أيامه وعاش ستين سنة ثم توفي سنة اثنتين وسبعين ومئة وأيست بنو العباس من مملكة الأندلس لبعد الشقة
 
===هشام بن عبد الرحمن الداخل===
هشام بن عبد الرحمن بن معاوية الأمير أبو الوليد المرواني بويع بالملك بالأندلس عند موت والده سنة اثنتين وسبعين وعمره إذ ذاك ثلاثون سنة فإنه ولد بالأندلس وكان دينا ورعا يشهد الجنائز ويعود المرضى ويعدل في الرعية ويكثر الصدقات ويتعاهد المساكين وأمه أم ولد اسمها حوراء ولما احتضر عهد بالأمر إلى ولده الحكم ومات في صفر سنة ثمانين ومئة وله سبع وثلاثون سنة رحمه الله ولنذكر باقي المروانية على نسق واحد
 
===الحكم بن هشام بن عبد الرحمن الداخل===
{{سير أعلام النبلاء/أمراء الأندلس}}
 
الحكم بن هشام ابن الداخل عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان ابن الحكم الأموي المرواني أبو العاص أمير الأندلس وابن أميرها وحفيد أميرها ويلقب بالمرتضى ويعرف بالربضي لما فعل بأهل الربض. بويع بالملك عند موت أبيه في صفر سنة ثمانين ومئة وكان من جبابرة الملوك وفساقهم ومتمرديهم وكان فارسا شجاعا فاتكا ذا دهاء وحزم وعتو وظلم تملك سبعا وعشرين سنة وكان في اول أمره على سيرة حميدة تلا فيها أباه ثم تغير وتجاهر بالمعاصي. وقال [[أبو محمد بن حزم]] كان من المجاهرين بالمعاصي سفاكا للدماء كان يأخذ أولاد الناس الملاح فيخصهم ويمسكهم لنفسه وله شعر جيد قال اليسع بن حزم همت الروم بما لم ينالوا من طلب الثغور فنكثوا العهد فتجهز الحكم إليهم حتى جاز جبل السارة شمالي طليطلة ففرت الروم أمامه حتى تجمعوا بسمورة فلما التقى الجمعان نزل النصر وانهزم الكفر وتحصنوا بمدينة سمورة وهي كبيرة جدا فحصرها المسلمون بالمجانيق حتى افتتحوها عنوة وملكوا أكثر شوارعها واشتغل الجند بالغنائم وانضمت الروم إلى جهة من البلد وخرجوا على حمية فقتلوا خلقا في خروجهم فكانت غزوته من أعظم المغازي لولا ما طرأ فيها من تضييع الحزم ورامت الروم السلم فأبى عليهم الحكم ثم خرج من بلادهم خوفا من الثلوج فلما كان العام الآتي استعد أعظم استعداد وقصد سمورة فقتل وسبى كل ما مر به ثم نازلها شهرين ثم دخلوها بعد جهد وبذلوا فيها السيف إلى المساء ثم انحاز المسلمون فباتوا على أسوارها ثم صبحوها من الغد لا يبقون على محتلم؟ قال الرازي في مغازي الأندلس الذي أحصي ممن قتل في سمورة ثلاث مئة ألف نفس فلما بلغ الخبر ملك رومية كتب إلى الحكم يرغب في الأمان فوضع على الروم ما كان جده وضع عليهم وزاد عليهم أن يجلبوا من تراب مدينة رومية نفسها ما يصنع به أكوام بشرقي قرطبة صغارا لهم وإعلاء لمنار الإسلام فهما كومان من التراب الأحمر في بسيط مدرتها السوداء. قلت وكثرت العلماء بالأندلس في دولته حتى قيل إنه كان بقرطبة أربعة آلاف متقلس متزيين بزي العلماء فلما أراد الله فناءهم عز عليهم أنتهاك الحكم للحرمات وائتمروا ليخلعوه ثم جيشوا لقتاله وجرت بالأندلس فتنة عظيمة على الإسلام وأهله فلا قوة إلا بالله فذكر ابن مزين في تاريخه طالوت بن عبد الجبار المعافري وأنه أحد العلماء العاملين الشهداء الذين هموا بخلع الحكم وقالوا إنه غير عدل ونكثوه في نفوس العوام وزعموا أنه لا يحل المكث ولا الصبر على هذه السيرة الذميمة وعولوا على تقديم أحد أهل الشورى بقرطبة وهو أبو الشماس أحمد بن المنذر بن الداخل الأموي ابن عم الحكم لما عرفوا من صلاحه وعقله ودينه فقصدوه وعرفوه بالأمر فابدى الميل إليهم والبشرى بهم وقال لهم أنتم أضيافي الليلة فإن الليل استر وناموا وقام هو إلى ابن عمه بجهل فأخبره بشأنهم فاغتاظ لذلك وقال جئت لسفك دمي أو دمائهم وهم أعلام فمن اين نتوصل إلى ما ذكرت فقال أرسل معي من تثق به ليتحقق فوجه من أحب فأدخلهم أحمد في بيته تحت ستر ودخل الليل وجاء القوم فقال خبروني من معكم فقالوا فلان الفقيه وفلان الوزير وعدوا كبارا والكاتب يكتب حتى امتلأ الرق فمد أحدهم يده وراء الستر فراى القوم فقام وقاموا وقالوا فعلتها يا عدو الله فمن فر لحينه نجا ومن لا قبض عليه فكان ممن فر عيسى بن ديار الفقيه ويحيى بن يحيى الفقيه صاحب مالك وقرعوس بن العباس الثقفي وقبض على ناس كأبي كعب وأخيه ومالك بن يزيد القاضي وموسى بن سالم الخولاني ويحيى بن مضر الفقيه وأمثالهم من أهل العلم والدين في سبعة وسبعين رجلا فضربت أعناقهم وصلبوا وأضاف إليهم عميه كليبا وأمية فصلبا وأحرق القلوب عليهم وسار بأمرهم الرفاق وعلم الحكم أنه محقود من الناس كلهم فأخذ في جمع الجنود والحشم وتهيأ وأخذت العامة في الهيج واستأسد الناس وتنمروا وتأهبوا فاتفق أن مملوكا خرج من القصر بسيف دفعه إلى الصيقل فماطله فسبه فجاوبه الصيقل فتضاربا ونال منه المملوك حتى كاد أن يتلفه فلما تركه أخذ الصيقل السيف فقتل به المملوك فتألب إلى المقتول جماعة وإلى القاتل جماعة أخرى واستفحل الشر وذلك في رمضان سنة اثنتين ومئتين وتداعى أهل قرطبة من أرباضهم وتألبوا بالسلاح وقصدوا القصر فركب الجيش والإمام الحكم فهزموا العامة وجاءهم عسكر من خلفهم فوضعوا فيهم السيف وكانت وقعه هائلة شنيعة مضى فيها عدد كثير زهاء عن أربعين الفا من أهل الربض وعاينوا البلاء من قدامهم ومن خلفهم فتداعوا بالطاعة وأذعنوا ولاذوا بالعفو فعفا عنهم على أن يخرجوا من قرطبة ففعلوا وهدمت ديارهم ومساجدهم ونزل منهم ألوف بطليطلة وخلق في الثغور وجاز آخرون البحر ونزلوا بلاد البربر وثبت جمع بفاس وابتنوا على ساحلها مدينة غلب على اسمها مدينة الأندلس وسار جمع منهم زهاء خمسة عشر ألفا وفيهم عمر بن شعيب الغليظ فاحتلوا بالإسكندرية فاتفق بعد ذلك أن رجلا منهم اشترى لحما من جزار فتضاجر معه ورماه الجزار بكرش في وجهه فرجع بتلك الحالة إلى قومه فجاؤوا فقتلوا اللحام فقام عليهم أهل الإسكندرية فاقتتلوا وأخرج الأندلسيون أهلها هاربين وتملكوا الإسكندرية فأتصل الخبر بالمأمون فأرسل إليهم وابتاع الميدنة منهم على أن يخرجوا منها وينزلوا جزيرة إقريطش فخرجوا ونزلوها وافتتحوها فلم يزالوا فيها إلى أن غلب عليها أرمانوس بن قسطنطين سنة خمس وثلاث مئة وأما الحكم فإنه إطمأن وكتب إلى القائد محمد بن رستم كتابا فيه وأنه تداعى فسقة من أهل قرطبة من أهل قرطبة إلى الثورة وشهروا السلاح فأنهضنا لهم الرجال فقتلنا فيهم قتلا ذريعا وأعان الله عليهم فأمسكنا عن أموالهم وحرمهم ثم كتب الحكم كتاب أمان عام وكان طالوت اختفى سنة عند يهودي ثم خرج وقصد الوزير أبا البسام ليختفي عنده فأسلمه إلى الحكم فقال ما رأي الأمير في كبش سمين وقف على مذوده عاما فقال الحكم لحم ثقيل ما الخبر قال طالوت عندي فأمره بإحضاره فأحضر فقال يا طالوت أخبرني لو أن اباك أو ابنك ملك هذه الدار أكنت فيها في الإكرام والبر على ما كنت أفعل معك ألم أفعل كذا ألم امش في جنازة امرأتك ورجعت معك إلى دارك أفما رضيت إلا بسفك دمي فقال الفقيه في نفسه لا أجد أنفع من الصدق فقال إني كنت أبغضك لله فلم يمنعك ما صنعت معي لغير الله وإني لمعترف بذلك أصلحك الله فوجم الخليفة وقال أعلم أن الذي أبغضني له قد صرفني عنك فانصرف في حفظ الله ولست بتارك برك وليت الذي كان لم يكن ولكن أين ظفرك بك أبو البسام لا كان فقال أنا أظفرته بنفسي وقصدته قال فأين كنت في عامك قال في دار يهودي حفظني الله فأطرق الخليفة مليا ورفع رأسه إلى أبي البسام وقال حفظه يهودي وستر عليه لمكانه من العلم والدين وغدرت به اذ قصدك وخفرت ذمته لا أرنا الله في القيامة وجهة إن رأينا لك وجها وطرده وكتب لليهودي كتابا بالجزية فيما ملك وزاد في احسانه فلما رأى اليهودي ذلك أسلم مكانه قال ابن مزين وكان أهل طليطلة لهم نفوس أبيه وكانوا لا يصبرون على ظلم بني امية فإن ولاتهم كان فيهم ظلم وتعد فكانوا يثبون على الوالي ويخرجونه فولى عليهم الحكم عمروسا رجلا منهم وكان عمروس داهية فداخل الحكم وعمل على رؤوس أهل طليطلة حتى قتل جماعة منهم قال ابن مزين فأشار أولا على الأعيان ببناء قلعة تحميهم ففعلوا فبعث إلى الخليفة كتبا بمعاملة منه فيه شتمه وسبه فقام له وقعد وسب وأفحش وبعث للخليفة ولده للغزو فاحتال عمروس على الأكابر حتى خرجوا وتلقوه ورغبوه في الدخول إلى قلعتهم ومد سماطا واستدعاهم فكان الداخل يدخل على باب ويخرج من باب آخر فتضرب عنقه حتى كمل كذلك نحو الخمسة آلاف حتى غلا بخار الدماء وظهرت الرائحة ثم بعث الحكم أمانا ليحيى بن يحيى الليثي مات الحكم سنة ست ومئتين في آخرها وله ثلاث وخمسون سنة وولي الأندلس بعده ابنه أبو المطرف [[../عبد الرحمن بن الحكم بن هشام|عبد الرحمن]] فلنذكره
 
===عبد الرحمن بن الحكم بن هشام===
{{سير أعلام النبلاء/أمراء الأندلس}}
 
عبد الرحمن بن الحكم بن هشام ابن [[الداخل]] أمير الأندلس أبو المطرف المرواني بويع بعد والده في آخر سنة ست ومئتين فامتدت أيامه وكان وداعا حسن السيرة لين الجانب قليل الغزو غلبت المشركون في دولته على إشبيلية ولكن الله سلم. كتب إليه عبد الملك بن حبيب الفقيه يحرضه على بناء سور إشبيلية يقول له حقن دماء المسلمين أيدك الله وأعلى يدك بابتناء السور أحق وأولى فأخذ برأيه وجمع بينه وبين زيادة جامع قرطبة وابتنى أيضا جامع إشبيلية على يد قاضيها عمرو بن عدبس وكانت إشبيلية من ناحية الوادي بلا سور فلما كانت سنة ثلاثين ومئتين طرق المجوس الأردمانيون إشبيلية في ثمانين مركبا في الوادي فصادفوا أهلها على غرارة بمطالة أمد الأمان لهم مع قلة خبرتهم بحربهم فطلعوا من المراكب وقد لاح لهم خور من أهلها فقاتلوهم وقووا على المسلمين ووضعوا السيف فيهم وملكوا إشبيلية بعد القتل الذريع في أهلها حتى في النساء والبهائم وأقاموا بها سبعة أيام فورد الخبر على الخليفة عبد الرحمن بن الحكم فاستنفر جيشه وبعث بهم إلى إشبيلية فحلوا بالشرق ووقع القتال واشتد الخطب وانتصر المسلمون واستحر القتل بالملاعين حتى فنى جمع الكفرة لعنهم الله وحرق المسلمون ثلاثين مركبا من مراكبهم فكان بين دخولهم إلى إشبيلية وهروبهم عنها ثلاثة وأربعون يوما وهذا كان السبب في بناء سور واديها. وفي سنة خمس وثلاثين جاء سيل مهول حتى احتمل ربض قنطرة قرطبة واحتمل ست عشرة قرية إلى البحر بما فيها من الناس والمواشي وهلك ما لا يعد ولا يحصى فلا قوة إلا بالله وكان مولد عبد الرحمن بن الحكم بطليلة في شعبان سنة ست وسبعين ومئة ومات في ثالث ربيع الآخر سنة ثمان وثلاثين ومئتين
 
===محمد بن عبد الرحمن بن الحكم===
{{سير أعلام النبلاء/أمراء الأندلس}}
 
محمد بن عبد الرحمن بن الحكم صاحب الأندلس أبو عبد الله الأموي المرواني كان محبا للعلم مؤثرا لأصحاب الحديث مكرما لهم حسن السيرة وهو الذي نصر بقي بن مخلد الحافظ على أهل الرأي قال بقي ما كلمت أحدا من الملوك أكمل عقلا ولا أبلغ لفظا من الأمير محمد ولقد دخلت عليه يوما في مجلس خلافته فافتتح الكلام بحمد الله والصلاة على نبيه ثم ذكر الخلفاء فحلى كل واحد بحليته وصفته وذكر مآثرة بأفصح لسان حتى أنتهى إلى نفسه فحمد الله على قدرة ثم سكت قلت رأى مصنف أبي بكر بن أبي شيبة إذ نازع أهل الرأي بقي ابن مخلد فأمر بنسخه وقال لا تستغني خزانتنا عن هذا وكان ذا رأي وحزم وشجاعة وإقدام بويع عند موت والده في سنة ثمان وثلاثين وله إحدى وثلاثون سنة وذلك بعهد من والده وأمه أم ولد وامتدت دولته وقيل إنه كان يتوغل في بلاد الروم ويبقى في الغزو السنة وأكثر قال أبو المظفر بن الجوزي هو صاحب وقعة سليط وهي ملحمة مشهورة لم يعهد قبلها بالأندلس مثلها يقال قتل فيها ثلاث مئة الف كافر وهذا شيء لم نسمع بمثله قال وللشعراء فيه مدائح كثيرة قال اليسع بن حزم كان محمد يسمى بالأمين قلت مات في آخر صفر سنة ثلاث وسبعين ومئتين عن أربع وستين سنة رحمه الله
 
===المنذر بن محمد بن عبد الرحمن===
{{سير أعلام النبلاء/أمراء الأندلس}}
 
المنذر بن محمد بن عبد الرحمن بن الحكم أبو الحكم المرواني صاحب الأندلس تملك بعد والده فكانت دولته سنتين فمات وهو يحاصر عمر بن حفصون رأس الخوراج بالأندلس وكان هذا بدويا يجلب السمك بالأندلس فآل به الأمر إلى أن كثر جمعه واستولى على جماعة حصون مات المنذر في نصف صفر سنة خمس وسبعين ومئتين وله ست وأربعون سنة
 
===عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن===
{{سير أعلام النبلاء/أمراء الأندلس}}
 
عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن الأمير أبو محمد المرواني أخو المنذر تملك الأندلس بعد اخيه وامتدت أيامه وكان أسن من أخيه بعام وكان لينا وادعا يحب العافية فقام عليه في كل قطر من الأندلس متغلب وتناقض أمر المروانية في دولته قال أحمد بن محمد عبد ربه كان الأمير عبد الله من افاضل أمراء بني امية بني الساباط وواظب عليه إلى الجامع والتزم الصلاة إلى جانب المنبر طول مدته وقال محمد بن وضاح كان عبد الله الأمير من الصالحين المتقين العالمين روى العلم كثيرا وطالع الرأي وأبصر الحديث وحفظ القرآن وتفقه وأكثر الصوم وكان يلتزم الصلوات في الجامع فيمر بالصف فيقوم الناس له فكتب إليه سعيد بن حمير ايها الإمام أنت من المتقين وإنما يقوم الناس لرب العالمين فلا ترض من رعيتك بغير الصواب فإن العزة لله جميعا فأمر العامة بترك ذلك فلم ينتهوا فحينئذ أبتنى الساباط طريقا مشهورا من قصره إلى المقصورة قال اليسع بن حزم استضعفت دولته بني أمية وقام بن حفصون وكان نصراني الأصل فأسلم وتنصح وألب وحشد وصارت الأندلس شعلة تضرم ولم يبق لبني أمية منبر يخطب فيه إلا منبر قرطبة والغارات تشن عليها حتى قام عبد الرحمن الناصر فتراجع الأمر.
 
مات عبد الله في أول ربيع الأول سنة ثلاث مئة وله اثنتان وسبعون سنة
 
===عبد الرحمن الناصر===
{{سير أعلام النبلاء/أمراء الأندلس}}
 
عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله ابن محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام بن الداخل عبد الرحمن سلطان الأندلس المدعو أمير المؤمنين الناصر لدين الله أبو المطرف الأموي المرواني مان ابوه محمد ولي عهد والده عبد الله بن محمد فقتله أخوه أبو القاسم المطرف فقتله أبوهما به ففي سنة سبع وسبعين ومئتين قتل محمد وله سبع وعشرون سنة وتأخر قتل المطرف إلى رمضان سنة اثنتين ومئتين ولما قتل محمد كان لعبد الرحمن هذا عشرون يوما وولي الخلافة بعد جده قال [[ابن حزم]] كانت خلافته من المستطرف لأنه كان شابا وبالحضرة جماعة من أعمامه وأعمام أبيه فلم يعترض معترض عليه واستمر له الأمر وكان شهما صارما وكل من تقدم من آبائه لم يتسم أحد فهم بإمره المؤمنين وإنما كانوا يخاطبون بالإمارة فقط وفعل مثلهم عبد الرحمن إلى السنة السابعة والعشرين من ولايته فلما بلغه ضعف الخلافة بالعراق وظهور الشيعة العبيدية بالقيروان رأى أنه أحق بإمره المؤمنين ولم يزل منذ ولي الأندلس يستنزل المتغلبين حتى صارت المملكة كلها في طاعته وأكثر بلاد العدوة وأخاف ملوك الطوائف حوله وابتدأ ببناء مدينة الزهراء في أول سنة خمس وعشرين وثلاث مئة فكان يقسم دخل مملكته أثلاثا فثلث يرصده للجند وثلث يدخره في بيت المال وثلث ينفقه في الزهراء وكان دخل الأندلس خمسة آلاف ألف دينار وأربع مئة ألف وثمانين ألفا ومن السوق والمستخلص سبع مئة ألف دينار وخمسة وستون ألفا ذكر ابن أبي الفياض في تاريخه قال أخبرت أنه وجد في تاريخ الناصر أيام السرور التي صفت له فعدت فكانت أربعة عشر يوما وقد ملك خمسين سنة ونصفا قال اليسع بن حزم نظر أهل الحل والعقد من يقوم بأمر الإسلام فما وجدوا في شباب بني أمية من يصلح للأمر إلا عبد الرحمن بن محمد فبايعوه وطلب منهم المال فلم يجده وطلب العدد فلم يجدها فلم يزل السعد يخدمه إلى أن سار بنفسه لابن حفصون فوجده مجتازا لوادي التفاح ومع أكثر من عشرين الف فارس كذا نقل اليسع وما أحسب أن ابن حفصون بقي إلى هذا التاريخ قال فهزمه وأفلت ابن حفصون في نفر يسير فتحصن بحصن مبشر ولم يزل عبد الرحمن يغزو حتى أقام العوج ومهد البلاد ووضع العدل وكثر الأمن ثم بعث جيشا إلى المغرب فغزا برغواطه بناحية سلا ولم تزل كلمته نافذه وسجلماسة وجميع بلاد القبلة وقتل ابن حفصون وصارت الأندلس أقوى ما كانت وأحسنها حالا وصفا وجهه للروم وشن الغارات على العدو وغزا بنفسه بلاد الروم اثنتي عشرة غزوة ودوخهم ووضع عليهم الخراج ودانت له ملوكها فكان فيما شرط عليهم اثنا عشر ألفا رجل يصنعون في بناء الزهراء التي أقامها لسكناه على فرسخ من قرطبة وساق إليها أنهارا ونقب لها الجبل وأنشأها مدورة وعدة ابراجها ثلاث مئة برج وشرفاتها من حجر واحد وقسمها اثلاثا فالثلث المسند إلى الجبل قصورة والثلث الثاني دور المماليك والخدم وكانوا اثني عشر ألفا بمناطق الذهب يركبون لركوبه والثلث الثالث بساتين تحت القصور وعمل مجلسا مشرفا على البساتين صفح عمده بالذهب ورصعه بالياقوت والزمرد واللؤلؤ وفرشه بمنقوش الرخام وصنع قدامه بحرة مستديرة ملأها زئبقا فكانت النور ينعكس منه إلى المجلس فدخل عليه قاضيه منذر بن سعيد البلوطي فوقف وقرأ " ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة " الآيتين الزخرف فقال وعظت أبا الحكم ثم قام عن المجلس وأمر بنزع الذهب والجواهر وقال عبد الواحد المراكشي في تاريخه اتسعت مملكة الناصر وحكم على أقطار الأندلس وملك طنجة وسبته وغيرهما من بلاد العدوة وكانت أيامه كلها حروبا وعاش المسلمون في آثاره الحميده آمنين برهة ويقال إن بناء الزهراء أكمل في اثنتي عشرة سنة بألف بناء في اليوم مع البناء اثنا عشر فاعلا حكى أبو الحسن الصفار أن يوسف بن تاشفين ملك المغرب لما دخل الزهراء وقد خربت بالنيران والهدم من تسعين سنة قبل دخوله إليها وقد نقل أكثر ما فيها إلى قرطبه وإشبيلية ونظر آثارا تشهد على محاسنها فقال الذي بني هذه كان سفيها فقال أبو مروان بن سراج كيف يكون سفيها وإحدى كرائمه أخرجت مالا في فداء أسارى في أيامه فلم يوجد ببلاد الأندلس أسير يفدى توفي الناصر في رمضان سنة خمسين وثلاث مئة وستعاد ترجمته مختصرة بزيادات مهمه وأنه افتتح سبعين حصنا ورحمه الله
 
===الحكم المستنصر بالله===
{{سير أعلام النبلاء/أمراء الأندلس}}
 
الحكم بن عبد الرحمن بن محمد أمير المؤمنين بالأندلس أبو العاص المستنصر بالله بن الناصر الأموي المرواني بويع بعد أبيه في رمضان سنة خمسين وثلاث مئة وكان حسن السيرة جامعا للعلم مكرما للأفاضل كبير القدر ذا نهمه مفطره في العلم والفضائل عاكفا على المطالعة جمع من الكتب ما لم يجمعه أحد من الملوك لا قبله ولا بعده وتطلبها وبذل في اثمانها الأموال واشتريت له من البلاد البعيدة بأغلى الأثمان مع صفاء السريرة والعقل والكرم وتقريب العلماء أكثر عن زكريا بن الخطاب وأجاز له قاسم بن ثابت كتاب الدلائل في غريب الحديث وكتب عن خلق كثير منهم قاسم بن أصبغ ومحمد بن محمد بن عبد السلام الخشني وأحمد بن دحيم ولقد ضاقت خزائنه بالكتب إلى أن صارت إليه وآثرها على لذات الملوك فغزر علمه ودق نظره وكان له يد بيضاء في معرفة الرجال والأنساب والأخبار وقلما تجد له كتابا إلا وله فيه قراءة أو نظر من أي فن كان ويكتب فيه نسب المؤلف ومولده ووفاته ويأتي من ذلك بغرائب لا تكاد توجد ومن محاسنة أنه شدد في مملكته في ابطال الخمور تشديد عظيما وكان أخوه الأمير عبد الله المعروف بالولد على أنموذجه في محبة العلم فقتل في أيام أبيه وكان المستنصر موثقا فيما ينقله ذكره ابن الآبار في تاريخه وقال عجبا لابن الفرضي وابن بشكوال كيف لم يذكراه مولده في سنة اثنتين وثلاث مئة وقال اليسع بن حزم كان الحكم عالما رواية للحديث فطنا ورعا وفد عليه أبو علي القالي وأبو علي الزبيدي وغيرهما ولما توفي القاضي منذر بن سعيد استعمل على القضاء الفقيه ابن بشير فشرط عليه نفوذ الحق والعدل فرفع إليه تاجر أنه ضاعت له جارية صغيرة وأنها في القصر فانتهى الأمر إلى الحكم فقال الحكم نرضي هذا التاجر بكل ما عسى أن يرضى به فقال ابن بشير لا يكمل عدلك حتى تنصف من نفسك وهذا قد أدعى أمرا فلا بد من إحضارها وشهادة الشهود على عينها فأحضرها الحكم وأنصف التاجر وفي دولة الحكم همت الروم بأخذ مواضع من الثغور فقواها بالمال والجيوش وغزا بنفسه وزاد في القطيعة على الروم وأذلهم وكان موته بالفالج في صفر سنة ست وستين وثلاث مئة وخلف ولدا وهو هشام فأقيم في الخلافة بتدبير الوزير ابن أبي عامر القحطاني
 
===هشام المؤيد بالله===
{{سير أعلام النبلاء/أمراء الأندلس}}
 
هشام بن الحكم ابن عبد الرحمن الخليفة المؤيد بالله بن المستنصر بالله بن الناصر الأموي الأندلسي أبو الوليد ولي الأمر بعد والده وطالت أيامه مولده بمدينة الزهراء في جمادى الآخرة سنة أربع وخمسين وبويع وله اثنا عشر عاما بإشارة الدولة وقام بتدبير الخلافة المنصور محمد بن أبي عامر واستبد بالأمور فقبض أول شيء على عمه المغيرة بن الناصر وكان هشام العاشر من ملوك بني أميه بالأندلس وكان ضعيف الرأي أخرق محجورا عليه فكان صورة وكان المنصور هو الكل فساس المملكة أتم سياسة وغزا عدة غزوات ضخام وسيأتي في حدود الأربع مئة خبر المؤيد وهذا المنصور
 
===يعلى بن الأشدق العقيلي===
يعلى بن الأشدق العقيلي البدوي المعمر. حدث عن عمه عبد الله بن جراد ورقاد بن ربيعه وكليب بن جري الأعراب وزعم أن لهم صحبه وعن النابغة الجعدي وعنه عمر بن إسماعيل بن مجالد وإسماعيل بن عبد الله قاضي دمشق وداود بن رشيد وأبو وهب الوليد بن عبد الملك وهاشم بن قاسم الحرانيان وأيوب بن محمد الوزان وآخرون كنيته أبو الهيثم وكان تالفا يدور النواحي ويشحذ قال أحمد الأبار سألت الوزان عنه فقال كان من أهل البادية كتب عنه أهل حران رأيت له ابنا كأنه أكبر منه وبنتا كأنها أمه فظننت أنها أمه فقال هذه بنتي ولدت بعد المئة وقال أبو وهب سمعته يقول لي مئة وست وعشرون سنة ونصف وقال أبو حاتم قال أبو مسهر قدم يعلى دمشق وكان أعرابيا فحدث عن عبد الله بن جراد سبعة أحاديث فقلنا لعله حق ثم جعلها عشرة ثم عشرين ثم جعلها أربعين وكان سائلا يسأل الناس وقال [[البخاري]] لا يكتب حديثه وقال أبو زرعة لايصدق وقال ابن عدي بلغني عن أبي مسهر قال قلت ليعلى ما سمع عمك من النبي {{صل}} قال جامع الثوري وموطأ مالك وشيئا من الفوائد وقال ابن حبان وضعوا له أحاديث فحدث بها ولم يدر قلت بقي إلى ما بعد ثمانين ومئة
 
===العطاف===
العطاف ( تس ) ابن خالد بن عبد الله بن العاص بن وابصه بن خالد بن عبد الله بن عمر ابن مخزوم الإمام أبو صفوان المخزومي المدني أحد المشايخ الثقات حدث عن نافع وزيد بن أسلم وأبي حازم المديني وجماعة وعنه أبو اليمان وسعيد بن أبي مريم وآدم بن اياس وسعيد بن منصور وقتيبة وأبو مصعب وآخرون وثقه [[أحمد بن حنبل]] وقال [[أبو داود]] ليس به بأس وقال [[البخاري]] لم يحمده مالك وقال أبو أحمد في الكنى ليس بالمتين عندهم غمزه مالك وقال أبو حاتم ليس بذاك قلت تفرد عن نافع عن ابن عمر أن النبي {{صل}} أقاد من خدش وهذا منكر لكن تفرد به عنه مخلد بن مالك وللعطاف نحو من مئة حديث وهو نحو فليح وابن أبي حازم في القوة وسمعه يحيى بن بكير يقول أنا اسن من مالك ولدت سنة إحدى وتسعين قلت موته قريب من وفاة مالك
 
===إبراهيم بن صالح بن علي بن عبد الله===
{{سير أعلام النبلاء/عباسيون}}
 
إبراهيم بن صالح ابن علي بن [[عبد الله بن عباس]] العباسي أمير الشام للمهدي ثم أمير مصر للرشيد وزوجه بأخته وهو أخو عبد الملك قيل مرض إبراهيم فقال الرشيد لجبريل الطبيب ما ابطأك قال تشاغلت بإبراهيم لأنه يموت فبكى وجزع ولم يأكل فقال جعفر هذا أعلم بطب الروم وابن بهلة أعلم بطب الهند فبعث بابن بهلة فرجع وقال إنه لايموت في علته فأكل الرشيد وسكن فلما أمسوا جاءه الموت فبكى الرشيد فأتاه ابن بهلة وقال إنه لم يمت فدخل الرشيد معه قال فنخسه بمسلة تحت ظفره فحرك يده شيئا ثم امر بنزع الكفن عنه ودعا بمنفاخ وكندس فنفخ في أنفه فعطس وفتح عينيه فرأى الرشيد فأخذ يده فقبلها فقال كيف حالك قال كنت في ألذ نومة فعض شيء أصبعي فآلمني وعوفي ثم زوجه بأخته عباسة وولاه مصر وبها مات فكان يقال رجل مات ببغداد ومات ودفن بمصر مات سنة ست وسبعين ومئة في شعبان وله عدة إخوة أمراء سادة قادة قل أن يتفق إخوة مثلهم في الجلالة والسؤدد وهم إسماعيل وعبد الوهاب وعبد الله وعبد الملك والفضل
 
===الفيض ابن أبي صالح===
الفيض ابن أبي صالح شيرويه الوزير الكبير أبو جعفر الفارسي أسلم وكان نصرانيا فوزر للمهدي في اواخر دولته وكان سخيا جوادا يضرب بكرمه المثل وفيه تيه مفرط أنسى الناس تيه الوزير أبي عبدي الله قال الصولي لم يزل وزير حتى مات المهدي ثم ولي الفيض ديوان الجيش إلى أن مات في سنة ثلاث وسبعين ومئة
 
===عمارة بن حمزة الهاشمي===
عمارة بن حمزة الهاشمي مولاهم الكاتب الأديب أحد بلغاء زمانه ورئيس وقته من أولاد [[عكرمة]] مولى ابن عباس قاله ابن خلكان قال وكان كاتب المنصور وكان أهور وكان المنصور والمهدي يقدمانه لبلاغته ويحتملان أخلاقه وله رسائل مجموعة كان فصيحا مفوها جوادا ممدحا صلفا تياها يضرب بكبرة المثل ولي اعمالا جليلة صودر يحيى بن خالد البرمكي مرة فبعث ولده إلى عمارة ليقرضه مستي ألف دينار فأعطاه فلما عاد أمره ونفذ إليه بالمال عبس وقال اكنت صيرفيا له ثم قال لولده الفضل بن يحيى خذها لك وعن عبد الله بن أبي أيوب قال وصل عمارة أبي بثلاث مئة ألف درهم وقيل إن جماعة أتوه ليشفعوا في بر قوم فأمر لهم بمئة ألف درهم وكان كثير الأموال والنعم
 
===عبيس بن ميمون===
عبيس بن ميمون ( ق ) الإمام المحدث أبو عبيدة التميمي الرقاشي البصري الخزاز روى عن بكر المزني ومعاوية بن قرة وثابت ويحيى بن أبي كثير والقاسم بن محمد إن كان لحقه وعون بن أبي شداد وعدة وعنه الطيالسي وأبو عاصم ومسلم ويحيى بن غيلان وسعيد ابن منصور وخلف بن هشام وأحمد بن عبده وقتيبه وداهر بن نوح وخلق قال أحمد له أحاديث منكرة وقال ابن معين متروك وقال ايضا ليس بشيء وقال [[النسائي]] ليس بثقة وقال [[أبو داود]] ترك قلت له في [[بن ماجه]] حديث واحد قلت في حدود الثمانين ومئة
 
===خالد بن عبد الله بن عبد الرحمن===
خالد بن عبد الله ( ع ) ابن عبد الرحمن بن يزيد الحافظ الإمام الثبت أبو الهيثم ويقال أبو محمد المزني مولاهم الواسطي الطحان ويقال ولاؤه للنعمان بن مقرن حدث عن حصين بن عبد الرحمن وبيان بن بشر وأبي طوالة وسهيل بن أبي صالح وعاصم بن كليب وعطاء بن السائب ومغيره بن مقسم وحميد الطويل وخالد الحذاء وإسماعيل بن أبي خالد وأبي بشر جعفر بن أبي وحشية والجريري وعمرو بن يحيى بن عمارة المازني ومطرف بن طريف وواصل مولى أبي عيينة وليث بن أبي سليم وسليمان التيمي ويونس بن عبيد وأبي إسحاق الشيباني وأبي حيان التيمي ويزيد بن أبي زياد وخلق كثير وأبي حصين وما أظنه سمع من الأعمش وعنه يحيى القطان ووكيع وابن مهدي ومسدد ويحييى بن يحيى وأبو عمر الحوضي وسعيد بن يعقوب الطالقاني ومحمد بن الصباح الدولابي وعمرو بن عون ومحمد بن سلام البيكندي ومحمد ابن مقاتل المروزي ومعلى بن منصور ووهب بن بقية وقتيبة وعبد الحميد بن بيان وإسحاق بن شاهين وخلق سواهم قال عبد الله بن أحمد بن حنبل قال أبي كان خالد الطحان ثقة صالحا في دينة بلغني أنه اشترى نفسه من الله ثلاث مرات وهو أحب إلينا من هشيم وقال عبد الله بن أحمد أيضا قال أبي كان خالد من أفاضل المسلمين أشترى نفسه من الله أربع مرات فتصدق بوزن نفسه فضة أربع مرات وقال ابن سعيد وأبو زرعة وأبو حاتم و[[النسائي]] ثقة وقال [[الترمذي]] ثقة حافظ وقال أبو حاتم أيضا صحيح الحديث قال أبو داود قال إسحاق الأزرق ما أدركت أفضل من خالد الطحان قيل قد رأيت سفيان قال كان سفيان رجل نفسه وكان خالد رجل عامة وقال محمد بن عبد الله بن عمار هو اثبت من جرير بن عبد الحميد وأما عثمان بن أبي شيبة فكان يقدم جريرا على خالد بن عبد الله قال عمرو بن عون ما صليت خلف ابن عبد الله إلا سمعت قطر دموعه على البارية وقال علي بن عبد الله بن مبشر الواسطي ولد سنة عشر ومئة وقال عبد الحميد بن بيان مات خالد الطحان في رجب سنة تسع وسبعين ومئة وكان لايخضب وفيها أرخه يعقوب الفسوي وقال خليفة وابن سعد مات سنة اثنتين وثمانين ومئة أخبرنا أحمد بن إسحاق أخبرنا أكمل بن أبي الأزهر أخبرنا سعيد ابن أحمد أخبرنا أبو نصر الزينبي أخبرنا أبو بكر بن زنبور أخبرنا عبد الله بن أبي داود حدثنا إسحاق بن شاهين حدثنا خالد عن الجريري عن حكيم بن معاوية عن أبيه قال قال رسول الله {{صل}} في الجنة بحر الماء وبحر اللبن وبحر الخمر وبحر العسل ثم تنفجر الأنهار بعد تابعة بهز بن حكيم عن أبيه أخرجه الترمذي من حديث يزيد بن هارون عن بهز وصححه وانفرد بإخراجه عن باقي الأئمة
 
===موسى بن أعين===
موسى بن أعين ( خمدسق ) الإمام الحجة أبو سعيد الحراني ( روى ) عن عطاء بن السائب وليث وعبد الكريم الجزري والأعمش وعبد الله بن محمد بن عقيل ومطرف بن طريف ويزيد بن أبي زياد ومعمر وخلق وعنه إسماعيل بن عبد الله بن سماعة وأحمد بن أبي شعيب وعبد الغفار بن داود وسعيد بن حفص النفيلي وقرابته أبو جعفر النفلى ويحيى بن يحيى وآخرون وثقه أبو حاتم وغيره توفي سنة سبع وسبعين ومئة
 
===المفضل بن فضالة===
أما المفضل بن فضالة ( دتق ) ابن أبي أمية أبو مالك القرشي مولاهم البصيري أخو مبارك بن فضالة فأقدم قليلا من صاحب الترجمة روى عن بكر بن عبد الله المزنى وثابت البناني وحبيب بن الشهيد وعاصم بن أبى النجود وجماعة وعنه حماد بن زيد و[[عبد الرحمن بن مهدي]] وأبو سلمة ويونس ابن محمد وجماعة قال [[النسائي]] وغيره ليس بالقوى وقال أبو حاتم يكتب حديثه قلت له في الكتاب حديث واحد
 
===أبو الأحوص===
أبو الأحوص ( ع ) الإمام الثقة الحافظ سلام بن سليم الحنفي مولاهم الكوفي حدث عن زياد بن علاقة والأسود بن قيس وآدم بن علي وعبد العزيز بن رفيع وسعيد بن مسروق وسماك بن حرب وأبي إسحاق وإبراهيم بن مهاجر وأبي بشر بيان بن بشر وأشعث بن أبي الشعثاء وشبيب بن عرقده وأبي حصين ومنصور وعاصم بن كليب وعبد الكريم الجزري وخلق سواهم وعنه [[عبد الرحمن بن مهدي]] ووكيع ويحيى بن آدم وخلف بن تميم والحسن بن الربيع البوراني وأبو توبه الربيع بن نافع وسعيد بن منصور وعاصم بن يوسف وقتيبه وأبو بكر بن أبي شيبة وأخوه عثمان ومحمد بن سلام البيكندي ومحمد بن عبيد المحاربي وهناد بن السري ويحيى بن يحيى وعبد الله بن عمر بن ابان وأحمد بن حواس الحنفي وخلف بن هشام وسويد بن سعيد وآخرون قال عبد الرحمن بن مهدي هو أثبت من شريك وقال أحمد بن زهير عن يحيى ثقة وقال عثمان بن سعيد قلت ليحيى أبو الأحوص أحب إليك أو أبو بكر بن عياش قال ما أقربهما وقال أحمد العجلي كان ثقة صاحب سنة واتباع وكان إذا ملئت داره من أصحاب الحديث قال لابنه أحوص يا بني قم فمن رأيته في داري يشتم أحدا من الصحابة فأخرجه ما يجيء بكم الينا وكان حديثه نحو أربعة آلاف حديث وهو خال المقرئ سليم صاحب حمزة وقرأ أبو الأحوص أيضا القرآن على حمزة وقال أبو زرعة و[[النسائي]] ثقة وقال أبو حاتم صدوق هو دون زائدة وزهير في الإتقان شريك وأبو عوانه أحب إلي منه وسئل أبو حاتم عن أبي الأحوص وأبي بكر بن عياش فقال لا تبال بأيهما بدأت قال عبد الله بن أبي الأسود وغيره مات أبو الأحوص ومالك وحماد بن زيد سنة تسع وسبعين ومئة أخبرنا محمد بن عبد السلام التميمي عن عبد المعز بن محمد أخبرنا تميم بن أبي سعيد أخبرنا محمد بن عبد الرحمن أخبرنا أبو عمرو ابن حمدان أخبرنا أبو يعلى الموصلي حدثنا أبو بكر بن أبي شبية حدثنا أبو الأحوص عن سماك عن موسى بن طلحة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه سولم إذا صلى أحدكم فليجعل بين يديه مثل آخره الرحل ثم يصلي ولا يبالي من مر وراء ذلك أخرجه مسلم عن أبي بكر أخبرنا عبد الحافظ بن بدران أخبرنا موسى أخبرنا ابن البناء أخبرنا علي بن أحمد أخبرنا أبو طاهر المخلص حدثنا يحيى بن محمد حدثنا لوين حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن بريد بن أبي مريم عن أنس قال قالى رسول الله {{صل}} من سأل الله الجنة ثلاث مرات قالت الجنة اللهم أدخله الجنة ومن استجار بالله من النار قالت النار اللهم أجره من النار أخرجه [[الترمذي]] والنسائي و[[بن ماجه]] من طريق أبي الأحوص وهو حديث حسن
 
===شهاب بن خراش===
شهاب بن خراش ( د ) ابن حوشب بن يزيد بن الحارث بن يزيد بن رويم بن عبد الله بن سعد ابن مرة بن ذهل بن شيبان بن ثعلبه الإمام القدوة العالم أبو الصلت الشيباني ثم الحوشبي الوساطي أخو عبد الله وابن أخي العوام بن حوشب اصله كوفي تحول إلى الرمله وحدث عن عمرو بن مرة وأبان بن أبي عياش وعبد الملك بن عمير وعبد الكريم الجزري ومنصور بن المعتمر ومحمد بن زياد القرشي وقتادة وعاصم بن بهدلة وعمه العوام وحماد بن أبي سليمان وشعيب بن رزيق الطائفي والقاسم بن غزوان وينزل إلى الثوري والربيع بن صبيح وعدة وعنه ابن مهدي وعبد الله بن ميمون القداح وابن أبي فديك والهيثم بن خارجة وآدم بن إياس وعثمان بن سعيد بن كثير الحمصي وسعيد بن منصور والحكم بن موسى وقتيبة وعلي بن حجر ويزيد بن موهب وسويد بن سعيد وخلق كثير وثقه [[ابن المبارك]] وابن معين وابن عمار وأبو زرعة وقال أحمد وغيره لا بأس به قال أحمد العجلي ثقة نزل الرملة قال أبو زرعه ثقه صاحب سنة وقال أبو حاتم صدوق لا بأس به وقال ابن عدي له أحاديث ليست كثيرة وفي بعض رواياته ما ينكر عليه ولا أعرف للمتقدمين فيه كلاما فأذكره قلت وذلك لا نزوائه بفلسطين قال أبو بكر بن أبي الأسود سمعت [[عبد الرحمن بن مهدي]] يقول لم أر أحدا أجمع من عبد الله بن المبارك ولم أر أحدا أقدمه على بشر بن منصور ولم ار أحد أحسن وصفا للسنة من شهاب بن خراش ولم أر أحدا أعلم بالسنة من حماد بن زيد ولسفيان علمه وزهده بهلول بن إسحاق حدثنا سعيد بن منصور حدثنا شهاب بن خراش قال أردكت من ادركت من صدره هذه الأمة وهم ويقولون أذكروا مجلس أصحاب رسول الله {{صل}} ما تأتلف عليه القلوب ولا تذكروا الذي شجر بينهم فتحرشوا عليهم الناس محمد بن سعيد الخريمي عن هشام بن عمار سمعت شهاب بن خراش يقول إن القدرية ارادوا أن يصفوا الله بعدله فأخرجوه من فضله قال هشام لقيت شهابا وأنا شاب في سنة أربع وسبعين ومئة فقال لي إن لم تكن قدريا ولا مرجئا حدثتك وإلا لم أحدثك فقلت ما في من هذين شيء وقال مسلم في مقدمة كتابه حدثنا محمد بن عبد الله بن قهزاد عن أبي إسحاق الطالقاني قال قلت لعبد الله بن المبارك يا أبا عبد الرحمن الحديث الذي جاء إن من البر بعد البر أن تصلي لأبويك مع صلاتك وتصوم لهما مع صومك فقالى يا أبا إسحاق عمن هذا قلت هذا من حديث شهاب بن خراش قال ثقة عمن قلت عن الحجاج ابن دينار قال ثقة عمن قلت قال رسول الله {{صل}} فقال إن بين الحجاج وبين النبي {{صل}} مفاوز تنقطع فيها أعناق المطي ولكن ليس في الصدقة اختلاف خرج أبو داود لشهاب في سننه حديثين ومات قبل سنة ثمانين ومئة فقد لحقه علي بن حجر أخبرنا أحمد بن هبة الله عن زينب الشعرية أخبرتنا فاطمة بنت زعبل أخبرنا أبو الحسين الفارسي أخبرنا أبو عمرو بن حمدان حدثنا الحسن بن سفيان حدثنا سويد بن سعيد حدثنا شهاب بن خراش عن محمد بن زياد عن أبي هريرة عن النبي {{صل}} قال إن الله لعن المرجئة والقدرية على لسان سبعين نبيا أخبرنا الحافظ أبو الحسين علي بن محمد أخبرنا الحسن بن صباح أخبرنا عبد الله بن رفاعة أخبرنا علي بن الحسن القاضي أخبرنا عبد الرحمن بن عمر البزاز سنة ثلاث عشرة وأربع مئة أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد العامري حدثنا سلمان بن شعيب الكيساني حدثنا سعيد الآدم حدثنا شهاب بن خراش حدثنا يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال قال رسول الله {{صل}} أخوف ما أخاف على أمتي تصديق بالنجوم وتكذيب بالقدرة ولا يؤمن عبد الله حتى يؤمن بالقدر خيره وشره حلوه ومره وأخذ رسول الله بلحيته وقال آمنت بالقدر كله خيره وشره حلوه ومره وأخذ أنس بلحيته وقال آمنت بالقدر كله خيره وشره حلوه ومره وأخذ يزيد الرقاشي بلحيته وقال آمنت بالقدر كله خيره وشره حلوه ومره وتسلسل إلى هذا الكلام وهو كلام صحيح لكن الحديث واه لمكان الرقاشي
 
===هشيم بن بشير===
هشيم ( ع ) ابن بشير بن أبي خازم واسم أبي خازم قاسم بن دينار الإمام شيخ الإسلام محدث بغداد وحافظها أبو معاوية السلمي مولاهم الواسطي ولد سنة أربع ومئة وأخذ عن [[الزهري]] وعمرو بن دينار بمكة ولم يكثر عنهما وهما أكبر شيوخه وروى عن منصور بن زاذان وحصين بن عبد الرحمن وأبي بشر وأيوب السختياني وأبي الزبير ومغيرة وسليمان التيمي وعبد العزيز ابن صهيب وعلي بن زيد وأبي إسحاق الشيباني ويحيى بن سعيد ويعلي بن عطاء ويحيى بن أبي إسحاق وأبي هاشم الرماني وحميد الطويل وعبد الله بن أبي صالح السمان وعطاء بن السائب والأعمش وخلق حدث عنه ابن إسحاق وعبد الحميد بن جعفر وشعبة وسفيان وهم من أشياخه وحماد بن زيد و[[ابن المبارك]] وطائفة من أقرانه ويحيى القطان و[[عبد الرحمن بن مهدي]] وعفان وقتيبة وأحمد وعمرو بن عون ومسدد وابن المديني وابنا وابنا أبي شيبة وعلي بن حجر وعلي بن مسلم الطوسي وعمرو الناقد وأبو عبيد وابن الصباح الدولابي والجراجرائي وشجاع بن مخلد وإبراهيم بن عبد الله الهروي ويعقوب الدورقي وأبو معمر القطيعي وخلف بن سالم وأبو خثيمة وأحمد بن منيع وأبو كريب وأبو سعيد الأشج وأحمد بن إبراهيم الدورقي وهناد بن السري وزياد بن أيوب والحسن بن عرفة وإبراهيم بن مجشر وخلق كثير سكن بغداد ونشر بها العلم وصنف التصانيف قال يعقوب الدورقي كان عند هشيم عشرون ألف حديث قلت كان رأسا في الحفظ إلا أنه صاحب تدليس كثير قد عرف بذلك قال [[أحمد بن حنبل]] لم يسمع هشيم من يزيد بن أبي زياد ولا من الحسن بن عبيد الله ولا من أبي خالد ولا من سيار ولا من موسى الجهني ولا من علي بن زيد بن جدعان ثم سمى جماعة كثيرة يعني فروايته عنهم مدلسة قال إبراهيم الحربي كان والد هشيم صاحب صحناء وكامخ فكان يمنع هشيما من الطلب فكتب العلم حتى ناظر أبا شيبة القاضي وجالسه في الفقه قال فمرض هشيم فجاء أبو شيبة يعوده فمضى رجل إلى بشير فقال الحق ابنك فقد جاء القاضي يعوده فجاء فوجد القاضي في داره فقال متى أملت أنا هذا قد كنت يا بني أمنعك أما اليوم فلا بقيت أمنعك قال وهب بن جرير قلنا لشعبة نكتب عن هشيم قال نعم ولو حدثكم عن ابن عمر فصدقوه قال أحمد بن حنيل لزمت هشيما أربع سنين أو خمسا ما سألته عن شيء إلا مرتين هيبة له وكان كثير التسبيح بين الحديث يقول بين ذلك لا إله إلا الله يمد بها صوته وعن عبد الرحمن بن مهدي قال كان هشيم أحفظ للحديث من [[سفيان الثوري]] وقال يزيد بن هارون ما رأيت أحدا أحفظ للحديث من هشيم إلا سفيان إن شاء الله قال أحمد بن عبد الله العجلي هشيم ثقة يعد من الحفاظ وكان يدلس قال ابن أبي الدنيا حدثني من سمع عمرو بن عون يقول مكث هشيم يصلي الفجر بوضوء العشاء قبل أن يموت عشرين سنة وقال عمرو بن عون سمعت حماد بن زيد يقول مارأيت في المحدثين أنبل من هشيم وسئل أبو حاتم عن هشيم فقال لا يسأل عنه في صدقه وأمانته وصلاحه وقال عبد الله بن المبارك من غير الدهر حفظه فلم يغير حفظ هشيم قال يحيى بن أيوب العابد سمعت نصر بن بسام وغيره من أصحابنا قالوا أتينا معروفا الكرخي فقال رأيت النبي {{صل}} في المنام وهو يقول لهشيم جزاك الله عن أمتي خيرا فقلت لمعروف أنت رأيت قال نعم هشيم خير مما نظن أحمد بن أبي خيثمة حدثنا سليمان بن أبي شيخ حدثنا أبو سفيان الحميري عن هشيم قال قدم الزبير رضي الله عنه الكوفة في خلافة عثمان وعلى الكوفة سعيد بن العاص فبعث إليه بسبع مثة ألف وقال لو كان في بيت المال أكثر من هذا لبعثت بها إليك فقبلها الزبير قال أحمد فحدثت بهذا مصعب بن عبد الله فقال ما كان الذي بعث إليه عندنا إلا الوليد بن عقبة وكنا نشكرها لهم وهشيم أعلم قال أبو سفيان سألت هشيما عن التفسير كيف صار فيه الاختلاف قال قالوا برأيهم فاختلفوا قال إبراهيم بن عبد الله الهروي سمع هشيم وابن عيينة من [[الزهري]] في سنة ثلاث وعشرين في ذي الحجة فقال سفيان أقام عندنا إلى عمرة المحرم ثم خرج إلى الجعرانة فاعتمر منها ثم نفر ومات من سنته وقد ذكر إبراهيم بن عبد الله الهروي حديثا فقال لم يسمعه هشيم من الزهري ولم يرو عنه سوى أربعة أحاديث سماعا منها حديث السقيفة وحديث يالمضامين والماقيح وحديث ما استيسر من الهدي وحديث اعتكف فأتته صفية قلت قد ذكرنا في ترجمة شعبة أنه اختطف صحيفة الزهري من يد هشيم فقطعها لكونه أخفى شأن الزهري على شعبة لما رآه جالسا معه وسأله من ذا الشيخ فقال شرطي لبني أمية فما عرفه شعبة ولا سمع منه وهذه هفوة كانت من الاثنين في حال الشبيه ثم إن هشيما كان يحفظ من تلك الصحيفة أربعة أحاديث فكان يرويها قال أحمد بن حنبل ليس أحد أصح حديثا من هشيم عن حصين وقال [[عبد الرحمن بن مهدي]] حفظ هشيم عندي أثبت من حفظ أبي عوانة وكتاب أبي عوانة أثبت روى عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال الذين رأيتهم لا يختضبون هشيم معتمر يحيى بن سعيد معاذ بن معاذ ابن إدريس ابن مهدي إسماعيل بن إبراهيم عبد الوهاب الثقفي يزيد بن هارون أبو معاوية حفص بن غياث عباد بن العوام إلى السواد جرير بن نمير غندر بن فضيل البرساني عبد الرزاق عباد بن عباد بن أبي زائدة الوليد بن مسلم خضابا خفيفا مرحوم العطار حجاج سعد ويعقوب ابنا إبراهيم أبو داود أبو النضر أبو نعيم خضابا خفيفا محمد بن عبيد أخوه يعلى أخوهما عمر خضابا خفيفا أبو قطن أبو المغيرة علي بن عياش أبو اليمان عصام بن خالد بشر بن شعيب يحيى بن أبي بكير غنام بن علي مروان بن شجاع شجاع بن الوليد حميد الرؤاسي إبراهيم بن خالد رأيت هؤلاء يخضبون أخبرنا عبد الحافظ بن بد ران ويوسف بن أحمد قالا أخبرنا موسى بن عبد القادر أخبرنا سعيد بن البناء أخبرنا علي بن البسري أخبرنا محمد بن عبد الرحمن المخلص أخبرنا عبد الله بن محمد البغوي حدثنا أبو الأحوص محمد بن حبان البغوي سنة سبع وعشرين وعبيد الله ابن عمر وسريج بن يونس قالوا أخبرنا هشيم أخبرنا علي بن زيد عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال قال رسول الله {{صل}} أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر وأنا أول شافع يوم القيامة ولا فخر أخرجه [[الترمذي]] و[[بن ماجة]] بأطول من هذا من حديث [[سفيان بن عيينة]] عن علي بن زيد بن جدعان وهو من أوعية العلم لكن له ما ينكر وقال الترمذي في هذا الحديث حسن وفيه تصريح الاخبار عن علي كما ترى وقد مر قول [[أحمد بن حنبل]] فالله أعلم
 
===هشيم بن أبي ساسان===
أما هشيم بن أبي ساسان هشام فكوفي مقل يكنى أبا علي يروي عن أمي الصيرفي وابن جريج وعنه قتيبة وإبراهيم الفراء وأبو سعيد الأشج قال أبو حاتم وغيره صالح الحديث
 
===عباد بن عباد===
عباد بن عباد ( ع ) ابن حبيب ابن الأمير المهلب بن أبي صفرة الازدي العتكي المهلبي البصري الحافظ الثقة أبو معاوية حدث عن أبي جمرة الضبعي وعاصم بن سليمان وهشام بن عروة وجماعة حدث عنه مسدد و[[أحمد بن حنبل]] وخلف بن هشام ويحيى بن معين وقتيبة بن سعيد وأحمد بن منيع والحسن بن عرفة وخلق سواهم وكان سريا نبيلا حجة من عقلاء الأشراف وعلمائهم تعنت أبو حاتم كعادته وقال لا يحتج به وقال ابن سعيد لم يكن بالقوي في الحديث قلت قد احتج أرباب الصحاح به وقال فيه يحيى بن معين ثقة وقال هو أوثق وأكثر من عباد ابن العوام وقال ابن سعد أيضا ثقة ربما غلظ مات ببغداد وقال يعقوب بن شيبة ثقة صدوق قلت توفي في رجب سنة إحدى وثمانين ومئة ولعله كمل السبعين وقال [[البخاري]] قال سليمان بن حرب مات قبل حماد بن زيد بستة أشهر أنبأ ابن أبي الخير وغيره عن ابن كليب أخبرنا ابن بيان أخبرنا ابن مخلد أخبرنا إسماعيل الصفار حدثنا الحسن بن عرفة حدثنا عباد بن عباد عن مجالد عن الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت دخلت علي امرأة من الأنصار فرأت فراش رسول الله {{صل}} عباءة مثنية فانطلقت فبعثت الي بفراش حشوه صوف فدخل النبي علي النبي صلي الله عليه وسلم فقال ما هذا فأخبرته فقال رديه فلم أرده وأعجبني أن يكون في بيتي حتى قال ذلك ثلاثا فقال رديه فوالله لو شئت لأجرى الله معي جبال الذهب والفضة
 
===يزيد بن زريع===
يزيد بن زريع ( ع ) الحافظ المجود محدث البصرة مع حماد بن زيد وعبد الوارث ومعتمر وعبد الواحد بن زياد وجعفر بن سليمان ووهيب بن خالد وخالد بن الحارث وبشر بن المفضل وإسماعيل بن علية فهؤلاء العشرة كانوا في زمانهم أئمة الحديث بالبصرة يكنى يزيد أبا معاوية العيشي البصري روي عن أيوب السختياني ويونس بن عبيد وخالد الحذاء وحسين المعلم وحبيب المعلم وحبيب بن الشهيد وحجاج بن حجاج وحجاج بن أبي عثمان وحميد الطويل وداود بن أبي هند وابن أبي عروبة وسليمان التيمي وابن عون وعوف وعمارة بن أبي حفصة وهشام بن عروة ويحيى بن أبي إسحاق الحضرمي وسعيد الجريري وروح بن القاسم وطائفة ولا رحلة له روى عنه [[عبد الرحمن بن مهدي]] ومسدد وعلي بن المديني وأمية ابن بسطام والقورايري ومحمد بن المنهال الضرير ومحمد بن منهال أخو حجاج وأحمد بن المقدام ونصر بن علي الجهضمي وخلق كثير قال [[أحمد بن حنبل]] كان ريحانة البصرة ما أتقنه وما أحفظه وقال أبو حاتم الرازي ثقة إمام وقال أبو عوانة الوضاح صحبت يزيد بن زريع أربعين سنة يزداد في كل سنة خيرا وقال بشر الحافي كان يزيد بن زريع متقنا حافظا ما أعلم أني رأيت مثله ومثل صحة حديثه قال يحيى بن سعيد القطان لم يكن ها هنا أحد أثبت منه قلت وكان صاحب سنة واتباع كان يقول من أتى مجلس عبد الوارث فلا يقربني قال نصر بن علي الجهضمي رأيت يزيد بن زريع في المنام فقلت ما فعل الله بك قال أدخلت الجنة قلت بماذا قال بكثرة الصلاة قلت كان أبوه واليا على الأبله مولده في سنة إحدى ومئة ومات في سنة اثنين وثمانين ومئة قال صالح بن حاتم بن وردان سمعت يزيد بن زريع يقول لكل دين فرسان وفرسان هذا الدين أصحاب الأسانيد وفي [[التهذيب]] من الرواة عنه أيضا أحمد بن عبدة الضبي وأحمد بن أبي عبيدالله السليمي وإسماعيل بن مسعود وبشر بن معاذ وبشر بن هلال وخليفة بن خياط وبكر بن خلف وبهز بن أسد وحبان ابن هلال والحسن بن عمر بن شقيق وحماد بن مسعدة وروح بن عبد المؤمن وزكريا بن عدي وأبو الربيع الزهراني وسهل بن عثمان وسويد بن سعيد وصالح بن حاتم والصلت بن محمد الخاركي والعباس بن الوليد النرسي والعباس بن يزيد البحراني والقعنبي وعبدان وعبد الأعلى بن حماد والفلاس وقتيبة وبندار ومحمد بن أبي بكر المقدمي ومحمد بن عبد الأعلى ومحمد بن المثنى ومحمد بن النضر بن مساور ويحيى بن حبيب ويحيى بن يحيى وروى أبو بكر الأسدي عن أحمد بن حنبل قال إليه المنتهى في التثبيت بالبصرة وقال أحمد كل شيء رواه عن أبي عروبة فلا تبال أن لا تسمعه من أحد سماعه من سعيد قديم وكان يأخذ الحديث بنية وقال عبد الخالق بن منصور عن ابن معين ثقة مأمون وقال معاوية بن صالح عن ابن معين هو أثبت شيوخ البصريين وقال ابن سعد كان ثقة حجة كثير الحديث توفي سنة اثنين وثمانين ومئة وقال ابن حبان مات سنة اثنتين أو ثلاث وثمانين في ثامن شوال وكان أورع أهل زمانه مات أبوه وكان واليا على الأبلة فخلف خمس مئة ألف فما أخذ منها حبة رحمه الله أخبرنا أبو المعالي الأبرقوهي أخبرنا الفتح بن عبد السلام ببغداد أخبرنا هبة الله الحاسب أخبرنا أبو الحسين بن النقور حدثنا عيسى بن علي إملاء قال قرئ على أبي بكر محمد بن إبراهيم بن نيروز وأنا أسمع قيل له حدثكم عمرو بن علي حدثنا يزيد بن زريع حدثنا محمد بن أبي حفصة عن [[الزهري]] عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال قال رسول الله {{صل}} لا يمنعن أحدكم جاره أن يضع خشبة في جداره مالي أراكم عنها معرضين والله لأرمين بها بين أكتافكم هذا حديث غريب من الأفراد العوالي
 
===يعقوب القمي===
يعقوب القمي ( 4 ) الإمام المحدث المفسر أبو الحسن يعقوب بن عبد الله بن سعد ابن مالك بن هانئ الأشعري العجمي القمي روى عن زيد بن أسلم وابن عقيل وجعفر بن أبي المغيرة وعدة وعنه [[عبد الرحمن بن مهدي]] ويحيى الحماني وابن حميد وعمرو بن رافع وأبو الربيع الزهراني قال [[النسائي]] ليس به بأس وقال الدراقطني ليس بالقوي توفي سنة أربع وسبعين ومئة
 
===عبد الوارث بن سعيد===
عبد الوارث بن سعيد ( ع ) ابن ذكوان الإمام الثبت الحافظ أبو عبيدة العنبري مولاهم البصري التنوري المقرئ حدث عن يزيد الرشك وأيوب السختياني وأيوب بن موسى وشعيب بن الحبحاب والجعد بن أبي عثمان وعمرو بن عبيد وداود بن أبي هند والجريري وعبد العزيز بن صهيب وعبد الله بن أبي نجيح وعلي ابن زيد وعمرو بن دينار القهرمان وسليمان التيمي وأبي عمرو بن العلاء وسعيد بن أبي عروبة وعدة وقرأ القرآن علي أبي عمرو وأقرأه وقرأ أيضا على حميد بن قيس المكي وجلس إلى عمرو بن دينار بمكة وما أظنه روى عنه فإنه قال قعدت إليه فلم أفهم كلامه فلما بلغ هذا القول [[سفيان بن عيينة]] قال صدق أدركنا عمرا وقد سقطت أسنانه وبقي له ناب واحد فلولا أنا أطلنا مجالسته ما فهمنا عنه هذه حكاية صحيحة الإسناد وكان مولد عبد الوارث في سنة اثنيتين ومئة تلا عليه محمد بن عمر القصبي وأبو معمر المقعد وعمران بن موسى القزاز وحدث عنه ولده عبد الصمد وأبو معمر عبد الله بن عمرو المقعد وهو رواية كتبه ومسدد بن مسرهد وقتيبة بن سعيد وبشر بن هلال وعبيدالله بن عمر القواريري وعلي بن المدين وخلق سواهم وكان عالما مجودا من فصحاء أهل زمانه ومن أهل الدين والورع إلا أنه قدري مبتدع أخبرنا عبد الحافظ بن بدران ويوسف بن أحمد قالا أخبرنا موسى بن عبد القادر أخبنا سعيد بن أحمد أخبرنا علي بن أحمد أخبرنا أبو طاهر المخلص حدثنا عبد الله البغوي حدثنا بشر بن هلال الصواف حدثنا بشر بن هلال الصواف حدثنا عبد الوارث عن يونس عن الحسن عن أبي هريرة قال قال رسول الله {{صل}} لعن عبد الدينار لعن عبد الدرهم هذا حديث صالح الإسناد ولم يسمع الحسن من أبي هريرة أخرجه [[الترمذي]] عن الصواف فوافقناه بعلو قال أبو عمر الجرمي ما رأيت فقيها أفصح من عبد الوارث إلا حماد ابن سلمة وقال محمود بن غيلان قيل لأبي داود الطيالسي لم لا تحدث عن عبد الوارث فقال أأحدثك عن رجل كان يزعم أن يوما من عمر بن عبيد أكبر من عمر أيوب السختياني ويونس وابن عون قال يعقوب الفسوي حدثنا الحسن بن الربيع قال كنا نسمع من عبد الوارث فإذا أقيمت الصلاة ذهبنا فلم نصل خلفه قال وقيل لعبد الله بن المبارك كيف رويت عن عبد الوارث وتركت عمرو بن عبيد قال إن عمرا كان داعيا وقال علي سمعت يحيى القطان وذكر له أن عبد الوارث قال سألت شعبة عن الخروج مع إبراهيم بن عبد الله بن حسن فأمرني به فأنكر ذلك يحيى وقال كان شعبة لا يراه في يوم صفين ولا يرى الخروج مع علي رضي الله عنه أيرى الخروج مع إبراهيم أنا سمعت شعبة يقول ما أدري أخطؤوا أم أصابوا قال يحيى بن معين قال عبد الصمد لم يكتب أبي عن أيوب السختياني حرفا حتى مات هكذا هذه الرواية وهي وهم قد حدث عن أيوب وقال عبيد الله القواريري ما رأيت يحيى القطان روى عن أحد من مشايخنا قبل موته إلا عبد الوارث وورد عن حماد بن زيد أنه كان ينهى عن الأخذ عن عبد الوارث لمكان القدر وقال يزيد بن زريع من أتى مجلس عبد الوارث فلا يقربني قلت ومع هذا فحديثه في الكتب الستة وعاش بعد حماد بن زيد أشهرا قليلة مات في المحرم سنة ثمانين ومئة وقال معاذ بن معاذ سألت أنا ويحيى القطان شعبة عن شيء من حديث أبي التياح فقال ما يمنعكم من ذاك الباب يعني عبد الوارث فما رأيت أحدا أحفظ لحديث أبي التياح منه فقمنا فجلسنا إليه فسألناه فجعل يمر كأنها مكتوبة في قلبه وعن شعبة ونظر إلى عبد الوارث موليا فقال تعرف الإتقان في قفاه وروى حرب عن أحمد قال كان عبد الوارث أصحهم حديثا عن حسين المعلم وقال معاوية بن صالح قلت لابن معين من أثبت شيوخ البصرييت قال عبد الوارث وسمى جماعة عثمان بن سعيد عن ابن معين قال هو مثل حماد بن زيد في أيوب وقال [[البخاري]] قال عبد الصمد إنه لمكذوب على أبي وما سمعته منه قط يعني القدر وقال أبو زرعة ثقة وقال [[النسائي]] ثقة ثبت وقال ابن سعد ثقة حجة مات في المحرم سنة ثمانين ومئة
 
===إبراهيم بن سعد بن عبد الرحمن===
إبراهيم بن سعد ( ع ) ابن إبراهيم بن صاحب رسول الله {{صل}} [[../عبد الرحمن بن عوف|عبد الرحمن بن عوف]] الإمام الحافظ الكبير أبو إسحاق القرشي الزهري العوفي المدني حدث عن أبيه قاضي المدينة وعن قرابته ابن شهاب [[الزهري]] ويزيد ابن الهاد والوليد بن كثير وصفوان بن سليم وصالح بن كيسان وعبد الله بن محمد بن عقيل وعبد الملك بن الربيع بن سبرة وابن إسحاق ومحمد بن عكرمة المخزومي وعدة روى عنه ولداه يعقوب وسعد وشعبة والليث وهما أكبر منه وأبو داود الطيالسي وابن مهدي وابن وهب ويحيى بن آدم ويزيد بن هارون ومحمد بن الصباح الدولابي والقعنبي و[[أحمد بن حنبل]] ولوين ومنصور بن أبي مزاحم ويسرة بن صفوان ويحيى بن قزعة وإبراهيم بن حمزة وسليمان بن داود الهاشمي وإسماعيل ابن أبيه السدي ويعقوب بن حميد بن كاسب ويعقوب بن محمد الزهري وخلق كثير آخرهم موتا عبد الله بن عمران العابدي والحسين بن سيار الحراني وكان ثقة صدوقا صاحب حديث وثقه الإمام أحمد وقال كان ووكيع كف عن الرواية عنه ثم حدث عنه وروى أحمد بن سعد بن أبي مريم عن يحيى بن معين قال ثقة حجة وروى علي بن الحسين بن حبان عن ابن معين هو أثبت من الوليد ابن كثير وابن إسحاق وقال هو أحب إلي من ابن أبي ذئب في الزهري ابن أبي ذئب لم يصحح عن الزهري شيئا وقال عباس قلت لابن معين إبراهيم بن سعد أحب إليك في [[الزهري]] أو ليث بن سعد فقال كلاهما ثقتان وقال أحمد العجلي مدني ثقة يقال إنه كان أسود قال [[البخاري]] قال لي إبراهيم بن حمزة كان عندهم إبراهيم عن محمد بن إسحاق نحو من سبعة عشر ألف حديث في الأحكام سوى المغازي وإبراهيم من أكثر أهل المدينة حديثا في زمانة وقال أبو حاتم ثقة وقال صالح بن محمد جزرة سماعه من الزهري ليس بذاك لأنه كان صغيرا وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل ولد سنة ثمان ومئة أخبرني بذلك بعض ولده قلت هو أصغر من ابن عيينة بسنة وسمع من الزهري وهو حدث باعتناء والده به روى أحمد بن سعد حفيده عن علي بن الجعد سألت شعبة عن حديث لسعد بن إبراهيم فقال لي فأين أنت عن أبيه قلت وأين هو قال نازل على عمارة بن حمزة فأتيته فحدثني قال أبو داود ولي إبراهيم بيت المال ببغداد قلت كان ممن يترخص في الغناء على عادة أهل المدينة وكأنه ليم في ذلك فانزعج على المحدثين وحلف أنه لا يحدث حتى يغني قبله فيما قيل وكان هو وهشيم شيخي الحديث في عصرهما ببغداد وقع لي من عواليه واختلف في وفاته على أقواله فقال علي ابن المديني وابن سعد وخليفة ومحمد بن عباد المكي وأحمد بن أبي خيثمة وغيرهم إنه توفي سنة ثلاث وثمانين ومئة فهذا هو الصحيح وقال سعيد بن عفير وأبو حسان الزيادي مات سنة أربع وثمانين وهو ابن خمس وسبعين سنة زاد ابن عفير أنه في هذه السنة قدم العراق وشذ أبو مروان العثماني بل غلط فقال سمعت من إبراهيم بن سعد سنة خمس وثمانين ومئة ومات بعد ذلك قال أبو بكر الخطيب في السابق واللاحق حدث عنه يزيد بن عبد الله بن الهاد يعني شيخه والحسين بن سيار وبين وفاتيهما مئة واثنتا عشرة سنة مات ابن سيار بعد الخميس ومئتين وقد حدث الليث بن سعد وهو أكبر من من إبراهيم بن سعد عن رجل فأخبرنا إسماعيل بن الفراء وأحمد بن العماد قالا أخبرنا الإمام أبو محمد بن قدامة أخبرنا أبو بكر بن النقور أخبرنا علي بن محمد أخبرنا علي بن أحمد بن الحمامي حدثنا دعلج بن أحمد حدثنا محمد ابن إبراهيم البوشنجي حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث بن ابن الهاد عن إبراهيم بن سعد عن صالح بن كسيان عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عيله وسلم يقول بينا أنا نائم رأيتني على قليب فنزعت منها ما شاء الله ثم نزع ابن أبي قحافة ذنوبا أو ذنوبين وفي نزعة ضعف وليغفر الله له ثم استحالت غربا فأخذ ابن الخطاب فلم أر عبقريا من الناس ينزع نزعة حتى ضرب الناس بعطن هذا حديث محفوظ المتن اتفق عليه [[البخاري]] ومسلم من طريق يونس وعقيل عن ابن شهاب وروايتنا هذه غريبة معللة فإن البخاري أخرجه عن يسرة بن صفوان حدثنا إبراهيم بن سعد عن الزهري نفسه وأخرجه مسلم عن الثقة عن يعقوب بن إبراهيم عن أبيه عن صالح كروايتنا والله أعلم أخبرنا عبد الحافظ بن بدران ويوسف بن أحمد قالا أخبرنا موسى بن عبد القادر أخبرنا سعيد ابن البناء أخبرنا علي بن البسري أخبرنا أبو طاهر المخلص حدثنا يحيى بن محمد حدثنا عبد الله بن عمران العابدي حدثنا إبراهيم بن سعد عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة قال قال رسول الله {{صل}} إن الله لأفرح بتوبة عبده من أحدكم بضالته يجدها بأرض مهلكة كاد يقتله العطش وهذا حديث جيد الإسناد ومتنه في الصحيح من وجه آخر وقد روى الليث بن سعد عن ابن الهاد عن إبراهيم بن سعد نحوا من عشرة أحاديث وكان إبراهيم يجيد صناعة الغناء وقد ذكره ابن عدي في كامله وساق له عدة احاديث استنكرها له فمن أنكر ذلك قال [[أبو داود]] السجستاني سمعت [[أحمد بن حنبل]] يسأل عن حديث إبراهيم بن سعد عن أبيه عن أنس قال النبي {{صل}} الأئمة من قريش فقال ليس ذا في كتب إبراهيم لا ينبغي أن يكون له أصل قلت رواه غير واحد عن إبراهيم بن سعد قال عبد الله بن أحمد بن حنبل سمعت أبي يقول ذكر عند يحيى بن سعيد عقيل وإبراهيم بن سعد فجعل كأنه يضعفهما ثم قال أبي أيش ينفع هذا هؤلاء ثقات لم يخبرهما يحيى
 
===عبيد الله بن عمرو===
عبيد الله بن عمرو ( ع ) ابن أبي الوليد الأسدي مولاهم الرقي الحافظ الكبير أبو وهب حدث عن عبد الملك بن عمير وزيد بن أبي أنيسة وعبد الكريم بن مالك وعبد الله بن محمد بن عقيل وأيوب السختياني وليث بن أبي سليم وإسحاق بن عبد الله بن أبي فروة وإسماعيل بن أبي خالد والأعمش ويحيى بن سعيد الأنصاري ويونس بن عبيد وينزل إلى معمر والثوري كان ثقة حجة صاحب حديث حدث عنه بقية بن الوليد والهيثم بن جميل وزكريا بن عدي وأخوه يوسف بن عدي وجندل بن واثق وأحمد بن عبد الملك الحراني وعبد الله بن جعفر والعلاء بن هلال وعمرو بن قسيط وعلي بن معبد بن شداد وحكيم بن سيف وعلي بن الزعزاع وعبد الله بن سليم وإسماعيل بن عبد الله الرقيون وأبو توبة الربيع بن نافع وعبيد بن هشام وعبد الرحمن بن عبيد الله ابن أخي الإمام الحلبيون وعلي بن حجر ومحمد بن سليمان لوين وعبد الجبار بن عاصم وعمرو بن عثمان الكلابي وعيسى بن سالم الشاشي والوليد بن صالح النحاس ويحيى بن يوسف الزمي وخلق كثير وثقه ابن معين و[[النسائي]] وقال أبو حاتم ثقة صدوق لا أعرف له حديثا منكرا وهو أحب إلي من زهير بن محمد وروى أبو حاتم عن علي بن معبد الرقي قال قيل لعبيد الله بن عمرو بلغني أن عندك من حديث ابن عقيل كثيرا لم تحدث عنه ثم ألقيته قال لأن ألقيه أحب إلي من أن يلقيني الله تعالى قال وزعم أنه سمع بعض ذلك الكتاب مع رجل لم يثق به قال ابن سعد كان عبيد الله ثقة صدوقا كثير الحديث وربما أخطأ وكان أحفظ من روى عن عبد الكريم الجزري ولم يكن أحد ينازعه في الفتوى في دهره ومات بالرقة سنة ثمانين ومئة وقال غيره كان مولده في سنة إحدى ومئة حديثه في [[البخاري]] في تفسير حم أخبرنا عبد الحافظ بن بدران ويوسف بن أحمد قالا أخبرنا موسى بن عبد القادر أخبرنا سعيد بن أحمد أخبرنا علي بن أحمد البندار أخبرنا أبو طاهر المخلص حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا عبد الجبار بن عاصم حدثني عبيدالله بن عمرو عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة أن رجلا سأل رسول الله {{صل}} أصلي في الثوب الذي آتى فيه أهلي قال نعم إلا أن ترى فيه شيئا فتغسله هذا حديث صحيح من العوالي لأمثالنا أخرجه [[بن ماجه]] وحده عن شيخ له عن عبيد الله بن عمرو الرقي
 
===إسماعيل بن عياش===
إسماعيل بن عياش ( دت س ق ) ابن سليم الحافظ الإمام محدث الشام بقية الأعلام أبو عتبة الحمصي العنسي مولاهم ولد سنة ثمان ومئة وسمع من شرحبيل بن مسلم الخولاني ومحمد بن زياد الألهاني وعبد الله بن دينار البهراني وعبد الرحمن بن جبير بن نفير إن صح ذلك وهو في [[سنن أبي داود]] وضمضم بن زرعة وتميم بن عطية العنسي وأسيد بن عبد الرحمن الخثعمي وبحير بن سعد والزبيدي وحبيب بن صالح الطائي وثور بن يزيد وحريز بن عثمان وعاصم بن رجاء بن حيوة وعبد الله بن بسر الحضرمي وصفوان بن عمرو وثابت بن عجلان وسليمان بن سليم الكناني وخلق من الشاميين إلى أن ينزل فيروي عن ضمرة بن ربيعة وروى أيضا عن زيد بن أسلم وسهيل بن أبي صالح وأبي طوالة وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين وعبد الله بن عثمان بن خثيم وعمارة بن غزية وموسىبن عقبة وهشام بن عروة ويحيى بن سعيد وابن جريج وليث بن أبي سليم وخلق من الحجازيين والعراقيين وهو فيهم كثير الغلط بخلاف أهل بلده فإنه يحفظ حديثهم ويكاد أن يتقنه إن شاء الله وكان من بحور العلم صادق اللهجة متين الديانة صاحب سنة واتباع وجلالة ووقار حدث عنه ابن إسحاق و[[سفيان الثوري]] والأعمش وهم من شيوخه والليث بن سعد وأبيض بن الأغر المنقري وموسى بن أعين وجماعة ماتوا قبله وبقية بن الوليد و[[ابن المبارك]] والوليد بن مسلم وفرج بن فضالة ويزيد بن هارون وحجاج بن محمد وحيوة بن شريح وأبو اليمان وسعيد بن منصور وأبو الجماهير الكفرسوسي ومروان بن محمد والهيثم بن خارجة والحكم بن موسى وأبو مسهر وعثمان بن أبي شيبة وأخوه أبو بكر ومحمد بن سلام البيكندي وأبو عبيد وهناد ابن السري ويحيى بن معين ومحمد بن عبيد المحاربي والحسن بن عرفة وعمرو بن عثمان بن سعيد الحمصي ويحيى بن يحيى التميمي وأمم سواهم قال ابن معين إسماعيل بن عياش مولى عنس وقال أبو خثيمة كان أحول وقال محمد بن أحمد المقدمي كان أزرق وقال الخطيب قدم بغداد على المنصور فولاه خزانة الكسوة وروى ببغداد كثيرا قال محمد بن مهاجر قال لي أخي عمرو ليس تحسن تسأل لم لا تسألني مسألة هذا الأزرق ما سألني أحد أحسن مسأله منه قلت كيف أكون مثله وهو فقيه يعني إسماعيل وفي رواية لأبي مسهر عن محمد قال أخي لم لا تسألني مسألة هذا الأحمر الحمصي وقال عبد الوهاب بن نجدة سمعت إسماعيل بن عياش يقول كان ابن أبي حسين المكي يدنيني فقال له أصحاب الحديث نراك تقدم هذا الغلام الشامي وتؤثره علينا فقال إني أؤمله فسألوه يوما عن حديث يحدث به شهر إذا جمع الطعام أربعا فقد كمل فذكر ثلاثة ونسي الرابعة فسألني عن ذلك فقال لي كيف حدثتكم قلت حدثتنا عن شهر بن حوشب أنه قال إذا جمع الطعام أربعا فقد كمل إذا كان أوله حالا وسمي الله عليه حين يوضع وكثرت عليه الأيدي وحمد الله حين يرفع فأقبل على القوم وقال كيف ترون سليمان بن أحمد الواسطي عن يزيد بن هارون قال رأيت شعبة عند فرج بن فضالة يسأله عن حديث إسماعيل بن عياش محمد بن عوف عن أبي اليمان قال كان منزل إسماعيل إلى جانب منزلي فكان يحيي الليل وكان ربما قرأ ثم يقطع ثم رجع فقرأ من الموضع الذي قطع منه فلقيته يوما فقلت يا عم قد رأيت منك في القراءة كيت وكيت قال يا بني وما سؤالك قلت أريد أن أعلم قال يا بني إني اصلي فأقرأ فأذكر الحديث في الباب من الأبواب التي أخرجتها فأقطع الصلاة فأكتبه فيه ثم أرجع إلى صلاتي فأبتدئ من الموضع الذي قطعت منه قال سليمان بن عبد الحميد عن يحيى الوحاظي ما رأيت رجلا كان أكبر نفسا من إسماعيل بن عياش كنا إذا أتيناه إلى مزرعته لايرضى لنا إلا بالخروف والخبيص سمعته يقول ورثت من أبي أربعة ألاف دينار فأنفقتها في طلب العلم جعفر بن محمد الرسعني عن عثمان بن صالح قال كان أهل مصر ينتقصون عثمان حتى نشأ فيهم الليث بن سعد فحدثهم بفضائل عثمان فكفوا عن ذلك وكان أهل حمص ينتقصون عليا حتى نشأ فيهم إسماعيل بن عياش فحدثهم بفضائل علي فكفوا عن ذلك عبد الله بن أحمد بن حنبل قال أبي لداود بن عمرو وأنا أسمع يا أبا سليمان كان إسماعيل بن عياش يحدثكم هذه الأحاديث حفظا قال نعم مارأيت معه كتابا قط فقال لقد كان حافظا كم كان يحفظ قال شيئا كثيرا قال له كان يحفظ عشرة آلاف قال عشرة آلاف وعشرة آلاف وعشرة آلاف قال أبي هذا كان مثل وكيع وقال أحمد بن سعد بن أبي مريم عن علي ابن المديني قال رجلان هما صاحبا حديث بلدهما إسماعيل بن عياش وابن لهيعة وروى الفضل بن زياد عن أحمد قال ليس أحد أروى لحديث الشاميين من إسماعيل بن عياش والوليد بن مسلم وقال يعقوب الفسوي كنت أسمع أصحابنا يقولون علم الشام عند إسماعيل والوليد فسمعت أبا اليمان يقول كان أصحابنا لهم رغبة في العلم وطلب شديد بالشام والمدينة ومكة وكانوا يقولون نجهد في الطلب ونتعب أبداننا ونغيب فإذا جئنا وجدنا كل ما كتبنا عند إسماعيل ثم قال الفسوي وتكلم قوم في إسماعيل وإسماعيل ثقة عدل أعلم الناس بحديث الشاميين ولايدفعه دافع وأكثر ما تكلموا قالوا يغرب عن ثقات المدنيين والمكيين وقال الهيثم بن خارجة سمعت يزيد بن هارون يقول ما رأيت أحفظ من إسماعيل بن عياش ما أدري ما سفيان الثوري قال سليمان بن أحمد الواسطي سمعت يزيد يقول مارأيت شاميا ولا عراقيا أحفظ من إسماعيل قال أبو داود قدم إسماعيل العراق قدمتين قدم هو وحريز بن عثمان الكوفة في مساحة أرض حمص سمع منه يزيد بن هارون في القدمة الأولى وروى عباس الدوري عن يحيى بن معين إسماعيل بن عياش ثقة كان أحب إلى أهل الشام من بقية وقد سمع إسماعيل من شرحبيل وإسماعيل أحب إلي من فرج بن فضالة مضيت إليه فرأيته عند دار الجوهري قاعدا على غرفة ومعه رجلان ينظران في كتاب فيحدثهم خمس مئة في اليوم أقل أو أكثر وهم أسفل وهو فوق فيأخذون كتابه فينسخون من غدوه إلى الليل فرجعت ولم أسمع منه شيئا وقال أيضا شهدته يميلي إملاء فكتبت عنه وقال عبد الله بن أحمد سألت يحيى بن معين عن إسماعيل بن عياش فقال إذا حدث عن الشيوخ الثقات مثل محمد بن زياد وشرحبيل بن مسلم قلت فكتبت عنه قال نعم سمعت منه شيئا وقال ابن أبي خيثمة سئل ابن معين عن إسماعيل بن عياش فقال ليس به بأس في أهل الشام والعراقيون يكرهون حديثه قيل ليحيى أيما أثبت هو أو بقية قال كلاهما صالحان وروى عثمان بن سعيد عن ابن معين أرجو أن لا يكون به بأس وقال محمد بن عثمان بن أبي شيبة سمعت يحيى يقول هو ثقة فيما روى عن الشاميين وأما روايته عن أهل الحجاز فإن كتابه ضاع فخلط في حفظه عنهم وقال مضر بن محمد عن يحيى إذا حدث عن الشاميين وذكر الخبر فحديثه مستقيم وإذا حدث عن الحجازيين والعراقيين خلط ما شئت وقال أبو بكر المروذي سألت أحمد عن إسماعيل بن عياش فحسن روايته عن الشاميين وقال هو أحسن حالا فيهم مما روى عن المدنيين وغيرهم وقال أبو داود سألت أحمد عنه فقال ما حدث عن مشايخهم فأما ما حدث عن غيرهم فعنده مناكير عن الثقات وقال أحمد بن الحسين الترمذي قال [[أحمد بن حنبل]] هو أصلح من بقية لبقية مناكير وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه قال نظرت في كتاب إسماعيل عن يحيى بن سعيد أحاديث صحاح وأحاديث مضطربة وقال محمد بن عثمان بن أبي شيبة يوثق فيما روى عن أصحابه أهل الشام فأما ما روى عن غيرهم ففيه ضعف وروى عثمان الدرامي عن دحيم قال إسماعيل بن عياش في الشاميين غاية وخلط عن المدنيين وقال الفلاس إذا حدث عن أهل بلده فصحيح وليس بشيء في المدنيين كان عبد الرحمن لايحدث عنه وقال ابن المديني ضرب عبد الرحمن على حديثه وعلى حديث المبارك بن فضالة وقال عبد الله بن علي بن المديني سألت أبي عن إسماعيل بن عياش فضعفه فيما روى عن أهل الشام وغيرهم وسمعت أبي يقول ما أحد أعلم منه بحديث أهل الشام لو ثبت على حديث أهل الشام ولكنه خلط في حديثه عن أهل العراق وحدثنا عنه عبد الرحمن ثم ضرب على حديثه وقال يعقوب بن شيبة إسماعيل ثقة عند يحيى بن معين وأصحابنا فيما روى عن الشاميين خاصة وفي روايته عن أهل العراق وأهل المدينة اضطراب كثير وكان عالما بناحيته وقال [[البخاري]] إذا حدث عن أهل بلده فصحيح وإذا حدث عن غيرهم ففيه نظر وقال مرة ماروى عن الشاميين فهو أصح وكذلك قال أبو بشر الدولابي وقال أحمد بن أبي الحواري سمعت وكيعا يقول قدم علينا إسماعيل بن عياش فأخذ مني أطرافا لإسماعيل بن أبي خالد فرأيته يخلط في أخذه وقال أبو إسحاق الجوزجاني سألت أبا مسهر عن إسماعيل بن عياش وبقية فقال كل كان يأخذ عن غير ثقة فإذا أخذت حديثهم عن الثقات فهو ثقة قال الجوزجاني قلت لأبي اليمان ما أشبه حديث إسماعيل بن عياش إلا بثياب سابور برقم على الثوب المئة وأقل شرائه دون عشرة دراهم قال كان من أروى الناس عن الكذابين وهو في حديث الثقات عن الشاميين أحمد منه في حديث غيرهم وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم سألت أبي عن حديث إسماعيل بن عياش فقال هو لين يكتب حديثه لا أعلم أحدا كف عنه إلا أبا إسحاق الفزاري قال مسلم حدثنا أبو محمد الدرامي حدثنا زكريا بن عدي قال قال لي أبو إسحاق الفزاري اكتب عن بقية ماروى عن المعروفين ولا تكتب عنه ماروى عن غير المعروفين ولا تكتب عن إسماعيل بن عياش ما روى عن المعروفين ولا غيرهم وقال أبو صالح الفراء قلت لأبي إسحاق الفزاري أكتب عن إسماعيل بن عياش قال لا ذاك رجل لايدري مايخرج من رأسه قال أبو صالح كان الفزاري قد روى عن إسماعيل ثم تركه وذاك أن رجلا جاء إلى أبي إسحاق فقال يا أبا إسحاق ذكرت عند إسماعيل بن عياش فقال أيما رجل لولا أنه شكي قلت هذا يدل على أن إسماعيل كان لايرى الاستثناء في الإيمان فلعله من المرجئة قال ابن عدي إذا روى إسماعيل عن قوم من أهل الحجاز كيحيى ابن سعيد ومحمد بن عمرو وهشام بن عروة وابن جريج وعمر بن محمد وعبيدالله الوصافي فلايخلو من غلط فيغلط إما يكون حديثا برأسه أو مرسلا يوصله أو موقوفا يرفعه وحديثه عن الشاميين إذا روى عنه ثقة فهو مستقيم وفي الجملة هو ممن يكتب حديثه ويحتج به من حديث الشاميين خاصة قلت حديث إسماعيل عن الحجازيين والعراقيين لا يحتج به وحديثه عن الشاميين صالح من قبيل الحسن ويحتج به إن لم يعارضه أقوى منه وقد قال [[النسائي]] ضعيف الحديث وقال ابن حبان كثير الخطأ في حديثه فخرج عن حد الاحتجاج به قال عبد الله بن أحمد بن حنبل عرضت على أبي حديثا حدثناه الفضل بن زياد الطستي حدثنا إسماعيل بن عياش عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر قال رسول الله {{صل}} لاتقرأ الحائض ولا الجنب شيئا من القرآن فقال أبي هذا باطل يعني أن إسماعيل وهم قلت أخبرناه أحمد بن سلامة وغيره كتابة عن عبد المنعم بن كليب أخبرنا ابن بيان أخبرنا ابن مخلد أخبرنا إسماعيل الصفار حدثنا الحسن بن عرفة حدثنا إسماعيل فذكره أخرجه [[الترمذي]] عن ابن عرفة فوافقناه بعلو إسماعيل بن عياش عن عبد الله بن دينار وسعيد بن يوسف عن يحيى بن أبي كثير أن النبي {{صل}} قال إن الله كره لكم العبث في الصلاة والرفث في الصيام والضحك عند المقابر رواه ابن المبارك عنه أخبرنا أبو المعالي الأبرقوهي أخبرنا زيد بن هبة الله أخبرنا أحمد ابن قفرجل أخبرنا عاصم بن الحسن أخبرنا عبد الواحد بن مهدي أخبرنا أبو عبد الله المحاملي حدثنا أبو حاتم الرازي حدثنا أبو مسهر حدثنا إسماعيل بن عياش حدثني بحير عن خالد بن معدان عن جبير ابن نفير عن أبي الدرداء رضي الله عنه عن رسول الله {{صل}} قال قال الله عزوجل ابن أدم اركع لي أربع ركعات من أول النهار أكفك آخره هذا حديث حسن متصل الإسناد شامي إسماعيل بن عياش عن ابن جريج عن ابن أبي ملكية عن عاشة مرفوعا من قاء أو رعف فأحدث في صلاته فيذهب فيليوضأ ثم ليبن على صلاته قال أحمد بن حنبل الصواب مرسل يحيى بن معين حدثنا إسماعيل عن شرحبيل بن مسلم عن أبي أمامة مرفوعا قال الزعيم غارم هذا إسناد قوي محمد بن حرب النشائي حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا شعبة عن فرج بن فضالة عن إسماعيل بن عياش عن أبي بكر بن أبي مريم عن حبيب عن عبيد عن عوف بن مالك أن النبي صلى اله عليه وسلم صلى على جنازة الحديث ثم قال يزيد وقدم علينا إسماعيل بعدة فحدثناه قال أبو زرعة الدمشقي لم يكن بالشام بعد [[الأوزاعي]] وسعيد بن عبد العزيز أحفظ من إسماعيل بن عياش إسماعيل بن عياش عن ابن جريج عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي {{صل}} تعافوا الحدود بينكم فما بلغني من حد فقد وجب محمد بن حمير الحمصي حدثنا إسماعيل بن عياش عن محمد ابن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا قال إذا كتب أحدكم كتابا فليرتبه فإنه أنجح للحاجة إسماعيل بن عياش عن الأوزاعي عن [[الزهري]] عن سعيد عن عمر بن الخطاب يرفعه قال يكون في هذه الأمة رجل يقال له الوليد هو أشد على أمتي من فرعون على قومه قال أبو حاتم بن حبان هذا باطل هكذا قال وليس كما زعم بل إسناده نظيف إسماعيل بن عياش عن ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن أبي راشد الحبراني عن عبد الرحمن بن شبل قال نهى رسول الله {{صل}} عن أكل الضب هذا حديث منكر وأراه مرسلا ابن عياش عن يحيى بن سعيد وابن جريج عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا ليس لقاتل من الميراث شيء لايصح هذا فقد رواه جماعة عن عمرو بن شعيب عن عمر من قوله فهو منقطع موقوف أبو اليمان عن إسماعيل بن عياش عن يحيى بن سعيد عن أنس بن مالك مرفوعا خير نسائكم العفيفة الغلمة هذا حديث منكر وقد صحح الترمذي لإسماعيل بن عياش غير ما حديث من روايته عن أهل بلده منها حديث لا وصية لوارث وحديث بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه اختلفوا في مولد ابن عياش ووفاته فقال محمد بن عوف عن يزيد ابن عبدربه مولده سنة اثنيتين ومئة وروى سعيد بن عمرو السكوني عن بقية أن إسماعيل ولد سنة خمس ومئة وولدت سنة عشر وروى أبو زرعة الدمشقي عن يزيد بن عبد ربه ولد سنة ست ومئة قلت هذا أصح كان كذلك قال [[أحمد بن حنبل]] وروى عمرو بن عثمان الحمصي عن أبيه قال قال لي ابن عيينة مولد إسماعيل بن عياش قبلي سنة ست ومولدي سنة ثمانة ومئة قلت يا أبا محمد أنت بكرت يعني بالطلب وروى أبو التقي اليزني عن بقية قال ولد إسماعيل سنة ثمان ومئة ومولدي سنة اثنتي عشرة وأما وفاة إسماعيل ففي سنة إحدى وثمانين ومئة قاله يزيد بن عبد ربه وحيوة بن شريح وأحمد وابن مصفى وعدة فزاد ابن مصفى يوم الثلاثاء لثمان خلون من ربيع الأول وقال الحجاج بن محمد الخولاني يوم الثلاثاء لست مضت من جمادي وقال ابن سعد وخليفة وأبوحسان الزيادي وأبو عبيد وأبو مسلم الواقدي سنة اثنيتن وثمانين وما خرجا له في الصحيحين شيئا وعن غرائبه ما يرويه علي بن عياش عنه قال حدثنا مطعم بن المقدام عن ابن غنيم الكلاعي عن نصيح العنسي عن ركب المصري عن النبي {{صل}} طوبى لمن تواضع من غير منقصة وذكر الحديث وليس في الأربعين الودعانية متن أمثل منه لكنه ساقه ابن ودعان بسند موضوع
 
===ابن السماك===
ابن السماك الزاهد القدوة سيد الوعاظ أبو العباس محمد بن صبيح العجلي مولاهم الكوفي ابن السماك روى عن هشام بن عروة والأعمش ويزيد بن أبي زياد وطائفة ولم يكثر روى عنه يحيى بن يحيى و[[أحمد بن حنبل]] ويحيى بن أيوب العابد ومحمد بن عبد الله بن نمير وآخرون قال ابن نمير صدوق قلت ما وقع له شيء في الكتب الستة وهو القائل كم من شيء إذا لم ينفع لم يضر لكن العلم إذا لم ينفع ضر قيل وعظ مرة فقال يا أمير المؤمنين إن لك بين يدي الله مقاما وإنه لك من مقامك منصرفا فانظر إلى أين تكون فبكى الرشيد كثيرا قيل دخل ابن السماك على رئيس في شفاعة لفقير فقال إني أتيتك في حاجة والطالب والمعطي عزيزان إن قضيت الحاجة ذليلان إن لم تقض فاختر لنفسك عز البذل عن ذل المنع وعز النجح على ذل الرد وعنه قال همة العاقل في النجاة والهرب وهمة الأحمق في اللهو والطرب عجبا لعين تلذ بالرقاد وملك الموت معها على الوساد حتى متى يبلغنا الوعاظ أعلام الآخرة حتى كأن النفوس عليها واقفة والعيون ناظرة أفلا منتبه من نومته أو مستيقظ من غفلته ومفيق من سكرته وخائف من صرعته كدحا للدنيا كدحا أما تجعل للآخرة منك خطأ أقسم بالله لو رأيت القيامة تخفق بأهوالها والنار مشرفة على آلها وقد وضع الكتاب وجيء بالنبين والشهداء لسرك أن يكون لك في ذلك الجمع منزلة أبعد الدنيا دار معتمل أم إلى غير الآخرة منتقل هيهات ولكن صمت الآذان عن المواعظ وذهلت القلوب عن المنافع فلا الواعظ ينتفع ولا السامع ينتفع وعنه هب الدنيا في يديك ومثلها ضم إليك وهب المشرق والمغرب يجيء إليك فإذا جاءك الموت فماذا في يديك ألا من امتطى الصبر قوي على العبادة ومن أجمع الناس استغنى عن الناس ومن أهمته نفسه لم يول مرمتها غيره ةومن أحب الخير وفق له ومن كره الشر جنبه ألا متأهب فيما يوصف أمامه ألا مستعد ليوم فقره ألا مبادر فناء أجله ما ينتظر من ابيضت شعرته بعد سوادها وتكرش وجهه بعد انبساطه وتقوس ظهره بعد أنتصابه وكل بصره وضعف ركنه وقل نومه وبلي منه شيء بعد شيء في حياته فرحم الله امرأ عقل الأمر وأحسن النظر واغتنم أيامه وعنه الدنيا كلها قليل والذي بقي منها قليل والذي لك من الباقي قليل ولم يبق من قليلك إلا قليل وقد أصبحت في دار العزاء وغدا تصير إلى دار الجزاء فاشتر نفسك لعلك تنجو توفي ابن السماك سنة ثلاث وثمانين ومئة وقد أسن
 
===مرحوم بن عبد العزيز===
مرحوم ( ع ) ابن عبد العزيز بن مهران الإمام المحدث الثقة أبو محمد وقيل أبو عبد الله الأموي مولاهم البصري العطار من موالي آل معاوية وهو والد عبيس وجد بشر بن عبيس حدث عن ثابت البناني وأبي عمران الجوني وأبي نعامة السعدي وعبد الرحيم بن زيد العمي وأبيه عبد العزيز وأبي سمير حكيم ابد خذام وسهل بن عطية وعمه عبد الحميد بن مهران وعسل بن سفيان وينزل إلى أن يروي عن داود بن عبد الرحمن العطار وليس هو بالمكثر وروى عنه الثوري أحد مشايخه والخريبي وأبو نعيم وزكريا بن عدي ومسدد وعبدان بن عثمان وعلي ابن المديني وأبو بكر بن أبي شيبة وإسحاق بن راهويه وسوار بن عبد الله العنبري وخليفة بن خياط وبندار وابن مثنى وعمرو الناقد ونصر بن علي وأبو بكر محمد بن خلاد الباهلي وأحمد بن إبراهيم الدرومي وبكر بن خلف والحسين بن الحسن المروزي ويحيى بن حبيب ويعقوب الدورقي وخلق سواهم وثقه أحمد وابن معين و[[النسائي]] وقال الخريبي مار أيت بالبصرة أفضل منه ومن سليمان بن المغيرة قال [[البخاري]] قال بشر بن عبيس مات جدي سنة ثمان وثمانين ومئة وكان له يوم موت [[الحسن البصري]] سبع سنين وقال [[أبو داود]] مات سنة سبع وثمانين أخبرنا أحمد بن عبد الحميد ومحمد بن أبي بكر بن بطيخ وأحمد ابن مؤمن وعبد الحميد بن أحمد قالوا أخبرنا عبد الرحمن بن نجم أخبرتنا شهدة الكاتبة أخبرنا الحسين بن طلحة أخبرنا عبد الواحد بن محمد حدثنا الحسين بن إسماعيل حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا مرحوم بن عبد العزيز العطار حدثنا أبونعامة السعدي عن أبي عثمان النهدي عن أبي موسى الأشعري قال كنا مع رسول الله {{صل}} في غزاة فقال يا عبد الله بن قيس ألا أعلمك كنزا من كنوز الجنة لا حول ولا قوة إلا بالله رواه سليمان التيمي وخالد الحذاء وعاصم الأحول وآخرون عن النهدي نحوه
 
===المطلب بن زياد===
المطلب بن زياد ( بخ س ق ) ابن أبي زهير الثقفي وقيل القرشي مولاهم وقيل مولى جابر ابن سمرة السوائي وكان جابر من حلفاء بني زهرة فمن ثم قيل له القرشي من كبار المحدثين بالكوفة ولد قبل المئة وروى عن زياد بن علاقة وإسماعيل السدي وأبي إسحاق وعبد الله بن محمد بن عقيل وعبد الملك بن عمير وإسحاق بن إبراهيم بن عمير مولى [[ابن مسعود]] وزيد بن علي بن الحسين وليث بن أبي سليم وطائفة وما هو بالمكثر ولا بالحافظ لكنه صدوق صاحب حديث ومعرفة حدث عنه [[ابن المبارك]] ويوسف بن عدي وأبو الوليد الطيالسي وأحمد وإسحاق وابن معين وأبو بكر بن أبي شيبة وعثمان أخوه وسويد بن سعيد وأبو غسان النهدي ومحمد بن عبد الله بن نمير وأبو سعيد الأشج وشريح بن يونس وإبراهيم بن موسى الفراء وسفيان بن وكيع وعلي بن الحسن التميمي الرازي كراع وأبو هشام الرفاعي وهارون بن إسحاق الهمداني وخلق قال أحمد وابن معين ثقة وقال أحمد لم ندرك بالكوفة أكبر منه ومن عمر بن عبيد وقال أبو حاتم لا يحتج به وقال [[أبو داود]] هو عندي صالح وقال عيسى بن شاذان عنده مناكير قلت روى له [[البخاري]] في الأدب له و[[بن ماجه]] و[[النسائي]] في الخصائص من سننه قال مطين مات سنة خمس وثمانين ومئة أخبرنا محمد بن يعقوب الأسدي وابن عمه أيوب بن أبي بكر وإسماعيل بن عميرة وأحمد بن مؤمن وعبد الكريم بن محمد بن محمد وبيبرس المجدي ومحمد بن علي بن الواسطي قالوا أخبرنا إبراهيم بن عثمان وأخبرنا أبو المعالي الأبرقوهي أخبرنا محمد بن أبي القاسم المفسر ومحمد بن إبراهيم بن معالي وصفية بنت عبد الجبار وسعيد بن ياسين وعمر بن بركة وأنجب بن أبي السعادات ( ح ) وأخبرناسنقر بن عبد الله الحلبي أخبرنا عبد اللطيف بن يوسف وأنجب الحمامي وعلي بن أبي الفخار وعبد اللطيف بن محمد ومحمد بن محمد بن السباك قالوا جميعا أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي وزاد إبراهيم بن عثمان فقال وأخبرنا علي بن عبد الرحمن الطوسي قالا أخبرنا مالك بن أحمد الفراء أحمد بن محمد بن موسى الصلتي حدثنا إبراهيم بن عبد الصمد إملاء حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا المطلب ابن زياد عن عبد الله بن محمد بن عقيل قال كنت عند جابر في بيته وعلي بن الحسين ومحمد بن الحنفية وأبو جعفر فدخل رجل من أهل العراق فقال أنشدك بالله إلا حدثتني مارأيت وما سمعت من رسول الله {{صل}} كنا بالجحفة بغدير خم وثم ناس كثير من جهينة ومزينة وغفار فخرج علينا رسول الله {{صل}} نم خباء أو فسطاط فأشار بيده ثلاثا فأخذ بيد علي رضي الله عنه فقال من كنت مولاه فعلي مولاه هذا حديث حسن عال جدا متمنه فمتواتر
 
===عبد السلام بن حرب===
عبد السلام ( خ 4 ) ابن حرب الملائي البصري ثم الكوفي شريك أبي نعيم كان صاحب حديث وحفظ وعمر دهرا حدث عن أيوب السختياني وعطاء بن السائب وإسحاق بن عبد الله بن أبي فروة وخالد الحذاء وجماعة وعنه أبو بكر بن أبي شيبة وهناد بن السري وأبو سعيد الأشج والحسن بن عرفة وآخرون وروى عنه من شيوخه محمد بن إسحاق وقيس بن الربيع قال [[الترمذي]] ثقة حافظ وقال يعقوب بن شيبة ثقة وفي حديثه لين وكان عسيرا في الحديث سمعت ابن المديني يقول كان يجلس في كل عام مرة مجلسا للعامة فقيل لعلي أكثرت عنه قال نعم حضرت له مجلس العامة وقد كنت أستنكر بعض حديثه حتى نظرت في حديث من يكثر عنه فإذا حديثه مقارب عن مغيرة والناس وذلك أنه كان عسرا فكانوا يجمعون غرائبه في مكان فكنت أنظر إليها مجموعة فأستنكرتها وقال يحيى بن معين ثقة والكوفيون يوثقونه وقال القواريري أتيته فقلت حدثني فإني غريب من البصرة فقال كأنك تقول جئت من السماء فلم يحدثني قيل ولد في حياة أنس سنة إحدى وتسعين ومات سنة سبع وثمانين ومئة قلت لعله ما طلب إلا وقد تكهل
 
===عمر بن عبيد===
عمر بن عبيد ( ع ) ابن أبي أمية الكوفي الطنافسي الحافظ أخو الحافظين يعلي ومحمد وإبراهيم وإبراهيم فهو أسنهم حدث عمر عن آدم بن علي وسماك بن حرب وعبد الملك بن عمير ومنصور بن المعتمر وجماعة حدث عنه أخواه يعلي وإبراهيم و[[أحمد بن حنبل]] ومحمد بن عبد الله بن نمير وإسحاق بن رهوايه وزياد بن أيوب والحسن بن عرفة وآخرون وكان من الثقات قال أبو حاتم محله الصدق قلت توفي سنة خمس وثمانين ومئة
 
===عمر بن عبيد البصري===
أما عمر بن عبيد البصري الخزاز بياع الخمر أبو حفص فجاور بمكة وحدث عن سهيل بن أبي صالح وروى عنه أبو عبد الرحمن المقرئ وأبو بكر الحميدي وغيرهما ضعفه أبو حاتم الرازي ذكرته للتميز
 
===يحيى بن زكريا بن أبي زائدة===
يحيى بن زكريا ( ع ) ابن أبي زائدة الحافظ العلم الحجة أبو سعيد الهمداني الوادعي واسم جده ميمون بن فيروز مولى امرأة وادعية وقيل بل مولى محمد بن المنتشر الهمداني مولده سنة عشرين ومئة تقريبا أو فيها حدث عن أبيه وعاصم الأحول وهشام بن عروة ويحيى بن سعيد الأنصاري والأعمش وداود بن أبي هند وأبي مالك الأشجعي وعبيدالله ابن عمر ومجالد والعلاء بن المسيب وهاشم بن هاشم الزهري وموسى الجهني وابن عون وصالح بن صالح بن حي وعبد الملك بن حميد بن أبي غنية ومسعر وحجاج بن أرطأة وشعبة وابن إسحاق وخلق كثير وينزل إلى [[سفيان بن عيينة]] ومالك وكان من أوعية العلم حدث عنه أبو داود الحفري ويحيى بن آدم ومعلى بن منصور ويحيى ابن يحيى وأحمد وابن معين وابنا أبي شيبة وهارون بن معروف وأبو كريب وهناد وعمرو بن رافع القزويني وعلي بن مسلم الطوسي وأحمد ابن منيع والحسن بن عرفة وزياد بن أيوب وابن زرارة عمرو لا عمر ومحمد بن عبيد المحاربي ويعقوب الدورقي وأمم سواهم قال أبو خالد الأحمر كان جيد الأخذ وعن الحسن بن ثابت قال نزلت بأفقه أهل الكوفة يعني يحيى بن أبي زائدة وروى عمرو الناقد عن ابن عيينة قال ما قدم علينا أحد من أصحابنا يشبه هذين الرجلين عبد الله بن المبارك ويحيى بن أبي زائدة وروى الحارث بن سريج عن يحيى القطان قال ما خالفني أحد بالكوفة أشد علي من ابن أبي زائدة وقال أحمد ويحيى بن معين ثقة وقال ابن المديني هو من الثقات وقال مرة لم يكن أحد بالكوفة بعد الثوري أثبت من ابن أبي زائدة وقال أيضا أنتهى العلم إلى الشعبي في زمانه ثم إلى الثوري في زمانه ثم إلى يحيى بن أبي زائدة في زمانه وقال محمد بن عبد الله بن نمير كان ابن أبي زائدة في الإتقان أكبر من ابن ادريس وقال [[النسائي]] ثقة ثبت وقال أبو حاتم مستقيم الحديث ثقة وقال أحمد العجلي ثقة جمع له الفقه والحديث ويعد من حفاظ الكوفيين مفتيا ثبتا صاحب سنة وكان على قضاء المدائن ووكيع إنما صنف كتبه على كتب يحيى بن أبي زائدة وقال ابن أبي حاتم هو أول من صنف الكتب بالكوفة وروى حسين بن عمرو العنقزي عن إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة قال يحيى بن أبي زائدة في الحديث مثل العروس العطرة وروى عباس الدوري وغيره عن يحيى قال كان يحيى بن أبي زائدة كيسا لا أعلمه أخطأ إلا في حديث واحد عن سفيان عن أبي إسحاق وقال الغلابي عن سفيان عن أبي حصين ثم اتفقا عن قبيصة بن برمة قال قال عبد الله ما أحب أن يكون عبيدكم مؤذنيكم وإنما هو عن واصل عن قبيصة قال زياد بن أيوب ولي ابن أبي زائدة قضاء المدائن أربعة أشهر ثم مات وكان يحدث حفظا وقال يعقوب السدوسي توفي بالمدائن وهو قاض لأمير المؤمنين هارون كانت وفاته سنة ثلاث وثمانين ومئة وعاش ثلاثا وستين سنة وكان ثقة حسن الحديث ويقولون إنه أول من صنف الكتب بالكوفة وكان يعد من فقهاء المحدثين بالكوفة وكانت وفاته في جمادي الأولى وقال هارون بن حاتم وابن سعد ومطين وغيرهم مات سنة ثلاث وقال خليفة سنة ثلاث أو أربع وثمانين وقال مسروق بن المرزبان وابن قانع سنة أربع قال عيسى بن يونس رأيت زكريا بن أبي زائدة يجيء إلى مجالد فيقول ليحيى يعني ابنه يا بني احفظ أنبأنا عبد الرحمن بن قدامة والمسلم بن محمد قالا أخبرنا حنبل بن عبد الله أخبرنا هبة الله بن الحصين أخبرنا أبوعلي بن المذهب أخبرنا أحمد ابن جعفر حدثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي حدثنا يحيى بن زكريا قال أخبرني عاصم الأحول عن الشعبي عن عدي بن حاتم أن النبي {{صل}} قال إذا وقعت رميتك في الماء فغرق فلا تأكل هذا حديث صحيح غريب أخرجه [[أبو داود]] عن محمد بن يحيى الذهلي عن أحمد فوقع بدلا بعلو درجتين أخبرنا أحمد بن إسحاق أخبرنا أحمد بن صرما والفتح بن عبد السلام قالا أخبرنا محمد بن عمر القاضي أخبرنا أحمد بن محمد البزاز أخبرنا علي بن عمر الحربي أخبرنا أحمد بن الحسن حدثنا يحيى بن معين حدثنا يحيى بن أبي زائدة عن مجالد قال أشهد علي أبي الوداك أنه شهد على أبي سعيد عن النبي {{صل}} قال إن أهل الجنة ليرون أهل عليين كما ترون الكوكب الدري في أفق السماء وإن أبا بكر وعمر لمنهم وأنعما فقال له إسماعيل وهو جالس مع مجالد على الطنفسة وأنا أشهد على عطية أنه شهد على أبي سعيد أنه سمع رسول الله {{صل}} يقول ذلك حديث عطية هو المشهور رواه أئمة عنه وأما حديث أبي الوادك ففرد غريب. حسن [[الترمذي]] خبر عطية
 
===خلف بن خليفة===
خلف بن خليفة ( 4 م تبعا ) ابن صاعد الإمام المعمر أبو أحمد الأشجعي مولاهم الكوفي نزيل واسط ثم تحول إلى بغداد وبعضهم يعده من صغار التابعين لكونه ذكر أنه رأى عمرو بن حريث رضي الله عنه روى عن أبيه ومحارب بن دثار وأبي بشر جعفر بن إياس وحفص ابن أخي أنس وأبي هاشم الرماني وعدة وعنه قتيبة وعلي بن حجر وشريح بن يونس والحسن بن عرفة وقد حدث عنه من الكبار هشيم قال أبو حاتم صدوق وقال ابن عدي أرجو أنه لا بأس به وقال ابن سعد تغير قبل موته واختلط وقال [[أحمد بن حنبل]] رأيته ووضعه رجل فصاح فسئل عن حديث فلم أفهم كلامه وقال ابن معين ليس به بأس قال خلف فرض لي عمر بن عبد العزيز وأنا ابن ثمان سنين قلت هذا ينفي رؤيته عمرو بن حريث مات سنة 181
 
===علي بن هاشم بن البريد===
علي بن هاشم ( م 4 ) ابن البريد الإمام الحافظ الصدوق أبو الحسن العائذي القرشي مولاهم الكوفي الشيعي الخزاز مولى امرأة قرشية حدث عن هشام بن عروة والأعمش وابن أبي ليلى ويحيى بن أبي أنيسه وأبي الجحاف داود بن أبي عوف وإسماعيل بن أبي خالد وطلحة بن يحيى وكثير النواء وأبي الجارود زياد بن المنذر وعبد الملك ابن أبي سليمان والعلاء بن صالح وفطر بن خليفة وأبي حمزة الثمالي وخلق سواهم وعنه يونس بن محمد المؤدب وعمرو بن حماد القناد وأحمد وابن معين وابن أبي شيبة وعثمان أخوه ومحمد بن عبيد المحاربي وأبو معمر إسماعيل القطيعي والحسن بن حماد سجادة وداود بن رشيد وعبد الله بن عمر بن أبان ومحمد بن مقاتل المروزي ومحمد بن معاوية ابن مالج وخلق كثير قال [[أحمد بن حنبل]] ليس به يأس وقال ابن معين ويعقوب السدوسي وعلي بن المديني وطائفة ثقة وعن ابن المديني رواية أخرى صدوق يتشيع وقال الجوزجاني كان هو وأبوه غاليين في مذهبهما وقال أبو زرعة صدوق وقال أبو حاتم كان يتشيع يكتب حديثه وعن عيسى بن يونس قال هم أهل بيت تشيع وليس ثم كذب وقال ابن حبان في الثقات كان غاليا في التشيع وروى المناكير عن المشاهير هكذا يقول ابن حبان أنبأني إبراهيم بن الدرجي فيما قرئ عليه أخبرنا أبو جعفر الصيدلاني وغيره إذنا قالوا أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله أخبرنا أبو بكر ابن ريذة أخبرنا الطبراني حدثنا محمد بن الفضل السقطي حدثنا سعيد ابن سليمان حدثنا علي بن هاشم حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه سولم نهى عن قتل حيات البيوت فقال اذا رأيتم منهن شيئا في مساكنم فقولوا نشدناكم العهد الذي أخذ عليكم نوح ونشدناكم العهد الذي أخذ عليكم سليمان فإن عدن فأقتلوهن غريب وحسنه [[الترمذي]] عن هناد عن ابن أبي زائدة عن ابن أبي ليلى قال أحمد بن حنبل سمعت من علي بن هاشم في سنة تسع وسبعين ومئة مجلسا ثم عدت إليه المجلس الآخر وقد مات وهي السنة التي مات فيها مالك وقال محمد بن المثنى مات سنة ثمانين ومئة وقال يعقوب بن شيبة ومطين مات سنة إحدى وثمانين قال مطين في رجب ويقال في شعبان قال يعقوب مات بالكوفة قلت إنما سمع منه أحمد ويحيى ببغداد أخبرنا أحمد بن هبة الله غير مرة عن عبد المعز بن محمد أخبرنا تميم ابن أبي سعيد أخبرنا أبو سعد الكنجروذي أخبرنا أبو عمرو بن حمدان أخبرنا أبو يعلي الموصلي حدثنا أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم عن علي بن هاشم عن هشام بن عروة عن بكر بن وائل عن [[الزهري]] عن عروة عن عائشة قالت ما ضرب رسول الله {{صل}} امرأة قط ولاضرب خادما له قط ولا ضرب بيده شيئا قط إلا أن يجاهد في سبيل الله وما نيل منه شيء فأنتقمه من صاحبه إلا أن تنتهك محارم الله فينتقم لله عزوجل أخرجه [[النسائي]] عن أحمد بن علي المروزي عن أبي معمر أخبرنا أحمد بن المؤيد أخبرنا أحمد بن صرما أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا ابن النقور أخبرنا علي بن عمر أخبرنا أحمد الصوفي حدثنا يحيى بن معين حدثنا علي بن هاشم ووكيع عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله {{صل}} إذا ملت صاحبكم فدعوه رواه [[أبو داود]] عن أبي خيثمة عن أحدهما
 
===يعقوب بن داود بن طهمان===
يعقوب الوزير الكبير الزاهد الخاشع أبو يعقوب بن داود بن طهمان الفارسي الكاتب كان والده كاتبا للأمير نصر بن سيار متولي خراسان فلما خرج هناك يحيى بن زيد بن علي بن الحسين بعد مصرع أبيه زيد كان داود يناصح يحيى سرا ثم قتل يحيى وظهر [[../أبو مسلم الخرساني|أبو مسلم]] صاحب الدعوة وطلب بدم يحيى وتتبع قتلته فجاءه داود مطمئنا إليه فطالبه بمال ثم أمنه وتخرج أولاده في الآداب وهلك أبوهم ثم أظهروا مقالة الزيدية وانضموا إلى آل حسن ونزحوا ظهورهم وجال يعقوب بن داود في البلاد ثم صار أخوه علي بن داود كاتبا لإبراهيم بن عبد الله الثائر بالبصرة فلما قتل إبراهيم اختفوا مدة ثم ظفر المنصور بهذين فسجنهما ثم استخلف المهدي فمن عليهما وكان معهما في المطبق إسحاق بن الفضل الهاشمي فلزماه وبقي المهدي يتطلب عيسى بن زيد بن علي والحسن بن إبراهيم بن عبد الله بن حسن فأخبر بأن يعقوب يدري فأدخل عليه يعقوب في عباءة وعمامة قطن ففاتحه فوجده من نبلاء الرجال فسأله عن عيسى فقيل وعده بأن يدخل بينه وبينه فعظمه المهدي وملأ عينه واختص به ولم يزل في ارتقاء وتقدم حتى وزر له ففوض إليه أزمة الأمور وتمكن فولى الزيدية المناصب حتى قال بشار بن برد
 
بني أمية هبوا طال نومكم * * إن الخليفة يعقوب بن داود
 
ضاعت خلافتنا يا قوم فاطلبوا خليفة * * الله بين الدن والعود
 
ثم إن الخواص حسدوا يعقوب وسعوا فيه عند المهدي ومما عظم به يعقوب عند المهدي أنه أحضر له الحسن بن إبراهيم بن عبد الله فجمع بينهما بمكة وبايعه فتألم بنوحسن من صنيع يعقوب وعرف هو أنهم إن ملكوا أهلكوه وكثرت السعاة فمال إلى إسحاق بن الفضل وسعوا إلى المهدي وقالوا الممالك في قبضة يعقوب وأصحابه ولو كتب اليهم لثاروا في وقت على ميعاد فيملكوا الأرض ويسختلف إسحاق فملأ هذا الكلام مسامع المهدي وقف شعره فعن بعض خدم المهدي أنه كان قائما على رأس المهدي إذ دخل يعقوب فقال يا أمير المؤمنين قد عرفت اضطراب أمر مصر وأمرتني أنى ألتمس لها رجلا وقد وجدته قال ومن قال ابن عمك إسحاق بن الفضل فتغير المهدي وفطن يعقوب فخرج فقال المهدي قتلني الله إن لم أقتلك ثم نظر الي وقال ويلك اكتم هذا وقيل كان يعقوب قد عرف أخلاق المهدي ونهمته في النساء فكان يباسطه فروى علي بن يعقوب عن أبيه قال بعث الي المهدي فدخلت فإذا هو في مجلس مفروش وبستان فيه من أنواع الزهر وعنده جارية لم أر مثلها فقال كيف ترى قلت متع الله أمير المؤمنين لم أر كاليوم فقال هو لك بما حوى والجارية ولي حاجة قلت الأمر لك فحلفني بالله فحلفت وقال ضع يدك على رأسي واحلف قثم قال هذا فلان من ولد فاطمة أرحمني منه وأسرع قلت نعم فأخذته وذهبت بالجارية والمفارش وأمر لي بمئة ألف فمضيت بالجميع فلشدة سروري بالجارية تركتها معي وكلمت العلوي فقال ويحك تلقى الله غدا بدمي وأنا ابن بنت رسول الله {{ صل }} فقلت هل فيك خير قال نعم ولك عندي دعاء واستغفار فأعطيته مالا وهيأت معه من يوصله في الليل فإذا الجارية قد حفظت علي قولي فبعثت به إلى المهدي فسخر الطرق برجال فجاؤوه بالعلوي فلما أصبحنا دخلت على المهدي فإذا العلوي فبهت فقال حل دمك ثم حبسني دهرا في المطبق وأصيب بصري وطال شعري قال فإني لكذلك إذ دعي به فمضوا بي قفيل لي سلم على أمير المؤمنين وقد عميت فسلمت فقال من أنا قلت المهدي قال رحم الله المهدي قلت فالهادي قال رحم الله الهادي قلت فالرشيد قال نعم سل حاجتك قلت المجاورة بمكة قال نفعل فهل غير هذا قلت ما بقي في مستمتع قال فراشدا فخرجت إلى مكة قال ابنه فلم يطول قلت مات بها سنة اثنتين وثمانين ومئة وعن يعقوب الوزير قال كان المهدي لا يحب النبيذ لكنه يتفرج على غلمانه فيه فألومه وأقول على ماذا استوزرتني أبعد الصلوات في الجامع يشرب النبيذ عندك وتسمع السماع فيقول قد سمعه عبد الله بن جعفر فأقول ليس ذا من حسناته وقال عبيد الله بن يعقوب ألح أبي على المهدي في السماع وضجر من الوزارة ونوى الترك وكان يقول لخمر أشربه وأتوب منه أحب الي من الوزارة وإني لأركب إليك يا أمير المؤمنين فأتمنى يدا خاطئة تصيبني فأعفني وول من شئت فإني أحب أن أسلم عليك أنا وولدي فما أتفرغ وليتني أمور الناس وإعطاء الجند وليس دنياك عوضا من ديني فيقول اللهم أصلح قلبه وقال شاعر
 
فدع عنك يعقوب بن داود جانبا * * وأقبل على صهباء طيبة النشر
 
ولما عزله المهدي عزل أصحابه وسجن عدة من آله وغلمانه وأعوانه
 
===عبد الرحمن بن زيد بن أسلم===
عبد الرحمن ( ت ق ) ابن زيد بن أسلم العمري المدني أخو أسامة وعبد الله وفيهم لين وكان عبد الرحمن صاحب قرآن وتفسير جمع تفسيرا في مجلد وكتابا في الناسخ والمنسوخ وحدث عن أبيه وابن المنكدر روى عنه أصبغ بن الفرج وقتيبة وهشام بن عمار وآخرون توفي سنة اثنتين وثمانين ومئة
 
===سفيان بن حبيب===
سفيان بن حبيب ( 4 ) الحافظ الثبت أبو محمد البصري البزاز حدث عن عاصم الأحول وسليمان التيمي وخالد الحذاء وحجاج بن أبي عثمان في آخرين روى عنه أبو حفص الفلاس والحسن بن قزعة وحميد بن مسعدة ونصر بن علي وآخرون قال أبو يحيى صاعقة سمعت عليا يقول لم يكن أحد من أصحابنا ممن تطلب الحديث وعني به وحفظه وأقام عليه لم يزل فيه إلا ثلاثة يحيى بن سعيد القطان وسفيان بن حبيب ويزيد بن زريع هؤلاء لم يدعوه ولم يشتغلوا عنه إلى أن حدثوا وقال أبو حاتم الرازي سفيان بن حبيب ثقة أعلم الناس بحديث سعيد بن أبي عروبة وقال خليفة توفي سنة ثلاث وثمانين ومئة وقال غيره سنة ست وثمانين
 
===سفيان بن موسى البصري===
سفيان بن موسى ( م ) البصري يروي عن أيوب السختياني وسيار أبي الحكم وطائفة وعنه الصلت بن مسعود وعبد الله مشكدانة ونصر بن علي وأبو حفص الفلاس وعدة أورده ابن حبان في الثقات وروى له مسلم حديثا وسئل أبو حاتم عنه فقال مجهول يعني مجهول الحال عنده
 
===سيبويه===
{{سير أعلام النبلاء/نحويون}}
 
سيبويه إمام النحو حجة العرب أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنبر الفارسي ثم البصري وقد طلب الفقه والحديث مدة ثم أقبل على العربية فبرع وساد أهل العصر وألف فيها كتابه الكبير لا يدرك شأوه فيه استملى على حماد بن سلمة وأخذ النحو عن عيسى بن عمر ويونس بن حبيب والخليل وأبي الخطاب الأخفش الكبير وقد جمع يحيى البرمكي ببغداد بينه وبين الكسائي للمناظرة بحضور سعيد الأخفش والفراء وجرت مسألة الزنبور وهي كذب أظن الزنبور أشد لسعا من النحلة فإذا هو إياها فقال سيبويه ليس المثل كذا بل فإذا هو هي وتشاجرا طويلا وتعصبوا للكسائي دونه ثم وصله يحيى بعشرة آلاف فسار إلى بلاد فارس فاتفق موته بشيراز فيما قيل وكان قد قصد الأمير طلحة بن طاهر الخزاعي وقيل كان فيه مع فرط ذكائه حبسة في عبارته وانطلاق في قلمه قال إبراهيم الحربي سمي سيبويه لأن وجنتيه كانتا كالتفاحتين بديع الحسن قال أبو زيد الأنصاري كان سيبويه يأتي مجلسي وله ذؤابتان فإذا قال حدثني من أثق به فإنما يعنيني وقال العيشي كنا نجلس مع سيبويه في المسجد وكان شابا جميلا نظيفا قد تعلق من كل علم بسبب وضرب بسهم في كل أدب مع حداثة سنه وقيل عاش اثنتين وثلاثين سنة وقيل نحو الأربعين قيل مات سنة ثمانين ومئة وهو أصح وقيل سنة ثمان وثمانين ومئة
 
===الهيثم بن حميد===
الهيثم بن حميد ( ع ) الإمام العلامة فقيه دمشق أبو أحمد وأبو الحارث الغساني مولاهم الدمشقي حدث عن العلاء بن الحارث وتميم بن عطية ويحيى الذماري وأبي وهب الكلاعي وثور بن يزيد والمطعم بن المقدام وزيد بن واقد وداود بن أبي هند و[[الأوزاعي]] وجماعة حدث عنه الوليد بن مسلم رفيقه وعبد الله بن يوسف وهشام بن عمار ومحمد بن عائذ وعلي بن حجر وآخرون قال [[أبو داود]] ثقة قدري وقال [[النسائي]] وغيره ليس به بأس وقال دحيم كان أعلم الأولين والآخرين بقول مكحول وقال [[أحمد بن حنبل]] ما علمت إلا خيرا وجاء على ابن معين توثيقه وقال علي بن حجر يكنى أبا الحارث وكناه النسائي أبا أحمد وقال أبو مسهر كان ضعيفا قدريا قلت ما ذكر ابن عساكر له وفاة وقد عاش إلى قريب من سنة تسعين ومئة أخبرنا أحمد بن إسحاق أخبرنا ابن عبد السلام أخبرنا الأرموي والطرائفي وابن الداية قالوا أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة أخبرنا أبو الفضل الزهري حدثنا جعفر الفريابي حدثنا محمد بن عائذ حدثنا الهيثم بن حميد حدثناا الوضين بن عطاء عن يزيد بن مرثد قال ذكر الدجال في مجلس فيه أبو الدرداء فقال نوف البكالي لغير الدجال أخوف مني من الدجال فقال أبو الدرداء وما هو قال أخاف أن أسلب إيماني وأنا لا أشعر فقال أبو الدرداء ثكلتك أمك يا ابن الكندية وهل في الأرض مئة يتخوفون ما تتخوف وذكر الحديث
 
===يحيى بن حمزة===
يحيى بن حمزة ( ع ) ابن واقد الإمام الكبير الثقة أبو عبد الرحمن الحضرمي مولاهم البتلهي الدمشقي قاضي دمشق ولد سنة ثلاث ومئة فيما نقله أبو مسهر وقال المفضل الغلابي سنة ثمان ومئة قرأ القرآن علي يحيى الذماري وحدث عن عطاء الخراساني وعروة بن رويم وعمرو بن مهاجر وأبي وهب الكلاعي عبيد الله ومحمد بن الوليد الزبيدي وثور بن يزيد ويزيد بن أبي مريم و[[الأوزاعي]] وعنه الوليد بن مسلم وابن مهدي وأبو مسهر ومحمد بن المبارك والحكم بن موسى وهشام بن عمار وعلي بن حجر وولده محمد وخلق قال ابن سعد كان كثير الحديث صالحه وقال أحمد ليس به بأس وقال دحيم ثقة عالم عالم وقال يحيى ثقة قدري وقال أبو حاتم صدوق وقال مروان الطاطري استعمل المنصور سنة ثلاث وخمسين لما قدم دمشق على القضاء يحيى بن حمزة وقال يا شاب أرى أهل بلدك قد أجمعوا عليك فإياك والهدية قال أبو زرعة الدمشقي أعلمهم بقول محكوم هو والهيثم بن حميد قال دحيم وجماعة توفي سنة ثلاث وثمانين ومئة قلت دام على القضاء ثلاثين عاما وكان ثبتا في الحديث وإن كان يميل إلى القدر فلم يكن داعية
 
===يحيى بن يمان===
يحيى بن يمان ( م 4 ) الإمام الحافظ الصادق العابد المقرئ أبو زكريا العجلي الكوفي روى عن هشام بن عروة والمنهال بن خليفة وإسماعيل بن أبي خالد وجماعة وتلا على حمزة الزيات وصحب الثوري وأكثر عنه وكان من العلماء العاملين حدث عنه ولده داود الحافظ وبشر بن الحارث وأبو كريب وسفيان بن وكيع وعلي بن حرب والحسن بن عرفة وخلق كثير قال ابن المديني صدوق فلج فتغير حفظه وعن وكيع قال ماكان أحد من أصحابنا أحفظ للحديث من يحيى بن يمان كان يحفظ في مجلس واحد خمس مئة حديث ثم نسي وقال محمد بن عبد الله بن نمير كان سريع الحفظ سريع النسيان وقال [[أحمد بن حنبل]] ليس بحجة قلت قد رضيه مسلم وقد قال يحيى بن معين أرجو أن يكون صدوقا وقال مرة ضعيف وقال مرة ليس به بأس وقال [[النسائي]] وغيره ليس بالقوي قلت حديثه من قبيل الحسن قال يعقوب بن شيبة يعد مع الأشجعي في الكثرة عن سفيان أنكروا عليه كثرة الغلط قلت توفي سنة تسع وثمانين ومئة وقد ذكره أبو بكر بن عياش فقال ذاك راهب ومات ولده داود بن يحيى في سنة ثلاث ومئتين قبل محل الرواية روى عن أبيه شيئا يسيرا أخبرنا عبد الحافظ بن بدران أخبرنا ابن عبد القادر أخبرنا سعيد بن البناء أخبرنا علي بن البسري أخبرنا أبو طاهر الذهبي حدثنا يحيى بن محمد حدثنا سفيان بن وكيع حدثنا يحيى بن يمان عن شريك عن أبي إسحاق عن عبد الله بن سعيد بن جبير عن أبيه عن ابن عباس قال قال رسول الله {{صل}} من طاف بالبيت خمسين مرة يخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه أخرجه [[الترمذي]] عن ابن وكيع
 
===عبد الرحيم بن سليمان الرازي===
عبد الرحيم ( ع ) ابن سليمان الإمام الحافظ المصنف أبوعلي الرازي نزيل الكوفة يروي عن عاصم الأحول وأشعث بن سوار وسليمان الأعمش وإسماعيل بن أبي خالد وعدة حدث عنه أبو بكر بن أبي شيبة وأخوه وأبو كريب وهناد وأبو سعيد الأشج وعدد كثير وكان رفيقا لحفص بن غياث في طلب العلم قال يحيى بن معين وغيره ثقة وقال أبو حاتم صالح الحديث صنف الكتب قلت توفي في آخر سنة سبع وثمانين ومئة ويقال توفي سنة أربع وثمانين فالله أعلم
 
===عبد الرحيم بن زيد بن الحواري===
فأما الميت في سنة أربع فعبد الرحيم بن زيد بن الحواري العمي البصري أحد المتروكين وهو من طبقة [[../عبد الرحيم بن سليمان الرازي|الرازي]] يروي عن مالك بن دينار وعن والده
 
===إسماعيل بن صالح بن علي===
{{سير أعلام النبلاء/عباسيون}}
 
إسماعيل بن صالح ابن علي الهاشمي العباسي نائب مصر ثم حلب روى عن أبيه وعنه ابنه الأمير طاهر والوليد بن مسلم وله ذرية بحلب وكان يصلح للخلافة قال سعيد بن عفير مارأيت أخطب منه على هذه الأعواد كان جامعا لكل سؤدد ويعرف الفلسفة وضرب العود والنجوم وقلت علمه هذا الجهل خير منه وكان مليح النظم وكان الرشيد يحترمه وتحيل عليه حتى ضرب له بالعود فوصله بجوهر ثمنه ثلاثون ألف دينار وولاه مصر وعقد له اللواء بيده فوليها ست سنين وعاش إلى حدود سنة تسعين ومئة بحلب وبها ولد وله عدة إخوة أمراء وكلهم بنو عم المنصور
 
===بشر بن منصور===
بشر بن منصور ( مدس ) الإمام المحدث الرباني القدوة أبو محمد الأزدي السليمي البصري الزاهد روى عن أيوب السختياني وشعيب بن الحبحاب وعاصم الأحول وسعيد الجريري وطبقتهم حدث عنه ابنه إسماعيل وبشر الحافي وعلي بن المديني وعبد الأعلى بن حماد وعبيد الله القواريري و[[عبد الرحمن بن مهدي]] وحدث عنه من أقرانه [[الفضيل بن عياض]] قال ابن مهدي مارأيت أحدا أقدمه عليه في الورع والرقة قال علي بن المديني مارأيت أخوف لله منه كان يصلي كل يوم خمس مئة ركعة وقال القواريري هو أفضل من رأيت من المشايخ وقال الإمام أحمد هو ثقة وزيادة قال ابن المديني حفر قبره وختم فيه القرآن وكان وروده ثلث القرآن وكان ضيغم صديقا له فتوفيا في يوم قال غسان الغلابي كنت إذا رأيت وجه بشر بن منصور ذكرت الآخرة رجل منبسط ليس بمتماوت فقيه ذكي وقال عباس النرسي ربما قبض بشر بن منصور على لحيته وقال أطلب الرياسة بعد سبعين سنة وعن بشر وقيل له أتحب أن لك مئة ألف قال لأن تندر عيناي أحب إلي من ذلك قال غسان حدثني ابن أخي بشر قال مارأيت عمي فاتته التكبيرة الأولى وأوصاني في كتبه أن أغسلها أو أدفنها قال غسان وكنت أراه إذا زاره الرجل من إخوانه قام معه حتى يأخذ بركابه وفعل بي ذلك كثيرا رواها أحمد الدورقي عنه قال علي ابن المديني مارأيت أحدا أخوف لله من بشر بن منصور كان يصلي كل يوم خمس مئة ركعة الدورقي حدثنا إبراهيم بن عبد الرحمن بن مهدي حدثني عبد الخالق أبو همام قال قال بشر بن منصور اقل من معرفة الناس فإنك لاتدري مايكون فإن كان يعني فضيحة غدا كان من يعرفك قليلا قال وحدثنا سهل بن منصور قال كان بشر يصلي فيطول ورجل وراءه ينظر ففطن له فلما انصرف قال لا يعجبك مارأيت مني فإن إبليس قد عبد الله دهرا مع الملائكة وعن بشر بن منصور قال ما جلست إلى أحد فتفرقنا إلا علمت أني لو لم أقعد معه كان خيرا لي سيار بن حاتم حدثنا بشر بن المفضل قال رأيت بشر بن منصور في المنام فقلت ما صنع الله بك قال وجدت الأمر أهون مما كنت أحمل على نفسي قلت توفي هذا الإمام رحمة الله عليه في سنة ثمانين ومئة وله نيف وسبعون سنة
 
________
 
وكان في عصره '''بشر بن منصور ''' الحناط كوفي قليل الرواية أخذ عنه عبد الرحمن بن مهدي وأبو سعيد الأشج والحناط بمهملة ثم نون
 
و'''بشر بن المفضل ''' البصري الحافظ
 
و'''بشر بن السري ''' الواعظ الأفوه بصري أيضا
 
و'''بشر بن عمر الزهراني ''' بصري حافظ بعد المئتين و'''بشر بن بكر التنيسي أحد الثقات
 
و'''بشر بن آدم ''' الضرير بغدادي ثقة
 
ثم '''بشر بن شعيب ''' محدث حمص
 
و'''بشر بن الحارث ''' الحافي الزاهد
 
و'''بشر بن الحكم ''' العبدي النيسابوري
 
و'''بشر بن محمد ''' المروزي السختياني شيخ للبخاري
 
و'''بشر بن معاذ ''' العقدي الضرير
 
و'''بشر بن هلال '''
 
وعدة
 
ومن رؤوس المبتدعة '''بشر بن غياث''' المريسي و '''بشر بن المعتمر '''
 
===عبد العزيز بن أبي حازم===
عبد العزيز ( ع ) ابن أبي حازم سلمة بن دينار الإمام الفقيه أبو تمام المدني حدث عن أبيه وزيد بن أسلم والعلاء بن عبد الرحمن وسهيل ابن أبي صالح ويزيد بن الهاد وموسى بن عقبة وهشام بن عروة ويحيى بن سعيد وخلق حدث عنه الحميدي وسعيد بن منصور وأبو مصعب والقعنبي وعلي بن حجر وعمرو الناقد ويعقوب الدورقي ويحيى بن أكثم وبشر كثير وكان من أئمة العلم بالمدينة قال يحيى بن معين صدوق وقال أحمد بن زهير قيل لمصعب الزبيري ابن أبي حازم ضعيف في حديث أبيه فقال أوقد قالوها أما هو فسمع مع سليمان بن بلال فلما مات سليمان أوصى إليه بكتبه فكانت عنده فقد بال عليها الفأر فذهب بعضها فكان يقرأ ما استيان له ويدع مالايعرف منها أما حديث أبيه فكان يحفظه قال [[أحمد بن حنبل]] لم يكن بالمدينة بعد مالك أفقه من عبد العزيز بن أبي حازم وقال أبو حاتم الرازي هو أفقه من عبد العزيز الدراوردي وقال أحمد بن زهير سمعت يحيى بن معين يقول ابن أبي حازم ليس بثقة في حديث أبيه كذا جاء هذا بل هو حجة في أبيه وغيره وقال أحمد بن حنبل لم يكن بالمدينة في وقته أفقه منه يرون أنه سمع من أبيه وأما هذه الكتب فيقولون إن كتب سليمان بن بلال صارت إليه وقال أحمد مرة لم يكن يعرف بطلب الحديث إلا كتب أبيه فيقولون سمعها قلت حديثه في الصحاح قال ابن سعد ولد سنة سبع ومئة وتوفي وهو ساجد في سنة أربع وثمانين ومئة رحمه الله أخبرنا عمر بن القواس أخبرنا عبد الصمد بن الحرستاني حضورا أخبرنا علي بن المسلم أخبرنا نصر بن طلاب أخبرنا ابن جميع حدثنا الحسين بن إسماعيل ببغداد حدثنا عبد الرحمن بن يونس حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن سهل بن سعد قال نهى رسول الله {{صل}} عن بيع الغرر
 
===صريع الغواني===
صريع الغواني هو مسلم بن الوليد الأنصاري مولاهم البغدادي حامل لواء الشعر وقيل بل هو كوفي نزل بغداد كان شاعرا مداحا محسنا مفوها وهو القائل في جعفر البرمكي
 
كأنه قمر أو ضيغم هصر * * أو حية ذكر أو عارض هطل
 
لا يضحك الدهر إلا حين تسأله * * ولايعبس إلا حين لا يسل
 
وهو القائل في يزيد بن مزيد
 
يكسو السيوف نفوس الناكثين به * *ويجعل الهام تيجان القنا الذبل
 
إذا أنتضى سيفه كانت مسالكه * * مسالك الموت في الأبدان والقلل
 
مات في أواخر دولة الرشيد وديوانه مشهور
 
===عبد العزيز بن محمد بن عبيد===
عبد العزيز بن محمد ( م 4 خ مقرونا ) ابن عبيد الإمام العالم المحدث أبو محمد الجهني مولاهم المدني الدراوردي قيل أصله من دراورد قرية بخراسان وروى سليمان الطبراني عن أحمد بن رشدين عن أحمد بن صالح قال الدراوردي من أهل أصبهان نزل المدينة وكان يقول للرجل إذا أراد أن يدخل أندرون فلقبوه الدراوردي قلت حدث عن صفوان بن سليم وأبي طواله عبد الله ويزيد بن الهاد وأبي حازم الأعرج وثور بن زيد والعلاء بن عبد الرحمن وعمرو ابن أبي عمرو وسهيل بن أبي صالح وشريك بن أبي نمر وجعفر الصادق وجماعة روى عنه شعبة والثوري وهما أكبر منه وإسحاق بن راهويه ويعقوب الدورقي وعلي بن خشرم وأبو حذافة السهمي وأحمد بن عبدة وخلق كثير قال معن بن عيسى يصلح أن يكون الداروردي أمير المؤمنين وقال يحيى بن معين هو أثبت من فليح بن سليمان وقال أبو زرعة سيء الحفظ وقال القلاس حدث ابن مهدي عنه بحديث واحد قال الأثرم قيل لأبي عبد الله إن الدراوردي يروي عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر عن النبي {{صل}} أنه كان يرخي عمامته من خلفه فتبسم وأنكره وقال إنما هذا موقوف وعن أحمد قال كان الدراوردي إذا حدث من حفظه يهم ليس هو بشيء وإذا حدث من كتابه فنعم وقال أبو حاتم لا يحتج به قلت حديثه في دوواين الإسلام الستة لكن [[البخاري]] روى له مقرونا بشيخ آخر وبكل حال فحديثه وحديث ابن أبي حازم لاينحط عن مرتبة الحسن أخبرنا الحسن بن علي أخبرنا جعفر أخبرنا السلفي أخبرنا إسماعيل بن مالك أخبرنا أبو يعلي الخليلي حدثني علي بن أحمد بن صالح المقرئ حدثنا الحسن بن علي الطوسي حدثنا الزبير بن بكار حدثني العباس بن المغيرة بن عبد الرحمن عن أبيه قال جاء عبد العزيز الدراوردي في جماعة إلى أبي ليعرضوا عليه كتابا فقرأه لهم الدراوردي وكان رديء اللسان يلحن لحنا قبيحا فقال أبي ويحك يادراوردي أنت كنت إلى إصلاح لسانك قبل النظر في هذا الشأن أحوج منك إلى غير ذلك أخبرنا أحمد بن أسحاق بن محمد الوبري أخبرنامحمد بن هبة الله ابن عبد العزيز الزهري أخبرنا عمي محمد بن أبي حامد أخبرنا عاصم بن الحسن أخبرنا عبد الواحد بن محمد الفارسي حدثنا الحسين بن إسماعيل حدثنا أحمد بن إسماعيل المدني حدثنا الدراوردي عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله {{صل}} قال إذا مان الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له أخرجه [[أبو داود]] نازلا عن ثقة عن ابن وهب عن سليمان بن بلال عن العلاء بنحوه توفي الدراوردي سنة سبع وثماني ومئة بالمدينة
 
===عبد العزيز بن عبد الصمد===
عبد العزيز بن عبد الصمد ( ع ) المحدث الحافظ الثبت أبو عبد الصمد العمي البصري ولد بعد المئة وروى عن أبي عمران الجوني ومنصور بن المعتمر وحصين بن عبد الرحمن ومطر الوراق وجماعة حدث عنه [[أحمد بن حنبل]] وإسحاق بن راهويه وعمرو الفلاس وبندار وابن المثنى وزياد بن يحيى الحساني والحسن بن عرفة وعبيد الله القواريري وخلق كثير قال القواريري كان حافظا وقال أحمد بن حنبل وغيره كان ثقة وقال عمرو بن علي سمعت [[عبد الرحمن بن مهدي]] يقول يوم مات عبد العزيز العمي ما مات لكم شيخ منذ ثلاثين سنة مثله قلت يقع لنا من عواليه في كتاب البعث وكان موته في سنة سبع وثمانين ومئة أخبرنا أحمد بن إسحاق الهمداني أخبرنا أكمل بن أبي الأزهر أخبرنا سعيد بن أحمد أخبرنا محمد بن محمد الزينبي أخبرنا محمد بن عمر الوراق أخبرنا بن أبي داود حدثنا محمد بن محمد بن بشار ونصر بن علي قالا حدثنا أبو عبد الصمد العمي حدثنا أبو عمران الجوني عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس عن أبيه قال قال رسول الله {{صل}} جنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما وجنتان من فضة آنيتهما وما فيهما ومابين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن أخرجه مسلم عنهما ورواه [[الترمذي]] و[[النسائي]] و[[بن ماجه]] عن ابن بشار
 
===الهقل===
الهقل ( م 4 ) ابن زياد الإمام المفتي أبو عبد الله الدمشقي كاتب [[الأوزاعي]] وتلميذه حدث عن هشام بن حسان والمثنى بن الصباح وطلحة بن عمرو المكي وحريز بن عثمان والأوزاعي وجماعة حدث عنه الليث بن سعد وهو أكبر منه وأبو صالح كاتب الليث وأبو مسهر الغساني والحكم بن موسى وهشام بن عمار وسليمان بن عبد الرحمن وعلي بن حجر وجماعة قال يحيى بن معين ما كان بالشام أوثق من الهقل وقال مروان الطاطري كان الهقل أعلم الناس بالأوزاعي وبمجلسه وفتياه قال ابن عساكر الهقل أبو عبد الله السكسكي اسمه محمد وقيل عبد الله ولقبه الهقل وقال [[أحمد بن حنبل]] لايكتب حديث الأوزاعي عن أحد أوثق من الهقل وقال الفسوي هو أعلى أصحاب الأوزاعي قال أبو سعيد بن يونس قدم الهقل مصر وكتب عنه أهلها وتوفي ببيروت سنة تسع وسبعين ومئة وكذا روي عن أبي مسهر في تاريخ موته ولم يبلغنا مولده ولكنه مات قبيل الشيخوخة
 
===يوسف بن الماجشون===
يوسف بن يعقوب ( خمتسق ) ابن أبي سلمة [[الماجشون]] الإمام المحدث المعمر أبو سلمة التيمي المنكدري مولاهم المدني
 
حدث عن أبيه وعن الزهري ومحمد بن المنكدر وصالح بن إبراهيم العوفي وطائفة وعنه علي بن المديني وأبو مصعب و[[أحمد بن حنبل]] ومحمد ابن أبي بكر المقدمي وسريج بن يونس وعلي بن مسلم الطوسي وعدد كثير وثقه يحيى بن معين و[[أبو داود]] قال يحيى بن أيوب المقابري سمعت يوسف بن الماجشون يقول ولدت على عهد سليمان بن عبد الملك ففرض لي في المقاتلة فلما قام عمر بن عبد العزيز مر بي باسمي وكان بنا عارفا فقال ما أعرفني بمولد هذا الغلام فنحاني من المقاتلة وردني عيلا قال ابن معين كنا نأتي يوسف بن الماجشون يحدثنا وجواريه في بيت آخر يضربن بالمعزفة قلت أهل المدينة يترخصون في الغناء هم معروفون بالتسمح فيه وروى عن النبي {{صل}} إن الأنصار يعجبهم اللهو توفي يوسف بن الماجشون في سنة خمس وثمانين ومئة عاش ثمانيا وثمانين سنة قال عفان حدثنا يوسف الماجشون قال لي ابن شهاب ولأخي ولإبن عم لي ونحن فتيان نسأله لا تحقروا أنفسكم لحداثة أسنانكم فإن عمر بن الخطاب كان إذا نزل به أمر دعا الشباب فاستشارهم يبتغي حدة عقولهم قلت أخوه هو عبد العزيز بن يعقوب صدوق يروي عن ابن المنكدر وعن أبيه والزهري روى عنه علي بن هاشم قال أبو حاتم لا بأس به وأما ابن عمهما فهو مفتي المدينة مع مالك عبد العزيز بن عبد الله قد ذكر
 
===العمري===
العمري الإمام القدوة الزاهد العابد أبو عبد الرحمن عبد الله بن عبد العزيز ابن عبد الله بن صاحب رسول الله {{صل}} [[عبد الله بن عمر]] بن الخطاب القرشي العدوي العمري المدني
 
روى عن أبيه وعن أبي طوالة وعنه ابن عيينة و[[ابن المبارك]] وعبد الله بن عمران العائذي وغيرهم وهو قليل الرواية مشتغل بنفسه قوال بالحق أمار بالعرف لا تأخذه في الله لومة لائم كان ينكر على مالك الإمام اجتماعه بالدولة قال ابن عيينة فيما رواه عنه نعيم بن حماد عن أبي الزبير عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله {{صل}} يوشك أن يضرب الناس أكباد الإبل فلا يجدون عالما أعلم من عالم المدينة وقد قال ابن عيينة في العمري هذا هو عالم المدينة الذي فيه الحديث علي بن حرب عن أبيه قال مضى الرشيد على حمار ومعه غلام إلى العمري فوعظه فبكى وغشي عليه قال ابن أبي أويس كتب العمري إلى مالك وابن أبي ذئب وغيرهما بكتب أغلظ لهم فيها وقال أنتم علماء تميلون إلى الدنيا وتلبسون اللين وتدعون التقشف فجاوبه ابن أبي ذئب بكتاب أغلظ له وجاوبه مالك جواب فقيه وقيل إن العمري وعظ الرشيد مرة فكان يتلقى قوله بنعم يا عم فلما ذهب أتبعه الأمين والمأمون بكيسين فيهما ألفا دينار فردهما وقال هو أعلم بمن يفرقها عليه وأخذ دنيارا واحدا وشخص عليه بغداد فكره مجيئه وجمع العمريين وقال ما لي ولابن عمكم احتملته بالحجاز فأتى إلى دار ملكي يريد أن يفسد علي أوليائي ردوه عني قالوا لا يقبل منا فكتب إلى الأمير موسى بن عيسى أن ترفق به حتى ترده قال مصعب الزبيري كان العمري أصفر جسيما لم يكن يقبل من السلطان ولاغيره ومن ولي من أقاربه ومعارفه لايكلمه وولي أخوه عمر المدينة وكرمان فهجره ما أدركت بالمدينة رجلا أهيب منه وكان يقبل صلة ابن المبارك وقدم الكوفة ليخوف الرشيد بالله فرجف لمجيئه الدولة حتى لو كان نزل بهم من العدو مئة ألف مازاد من هيبته فرد من الكوفه ولم يصل إليه وروي أنه كان يلزم المقبرة كثيرا معه كتاب يطالعه ويقول لا أوعظ من قبر ولا آنس من كتاب ولا أسلم من وحدة عمر بن شبة حدثنا أبو يحيى الزهري قال العمري عند موته بنعمة ربي أحدث لو أن الدنيا تحت قدمي ما يمنعني من أخذها إلا أن أزيل قدمي ما أزلتها معي سبعة دراهم من لحاء شجرة فتلته بيدي قال ابن عيينة دخلت على العمري الصالح فقال ما أحد أحب إلي منك وفيك عيب قلت ما هو قال حب الحديث أما إنه ليس من زاد الموت أو قال من أبراز الموت قال أبو المنذر إسماعيل بن عمر سمعت أبا عبد الرحمن العمري لزاهد يقول إن من غفلتك عن نفسك إعراضك عن الله بأن ترى ما يسخطه فتجاوزه ولا تأمر ولا تنهى خوفا من المخلوق من ترك الأمر بالمعروف خوف المخلوقين نزعت منه الهيبة فلو أمر ولده لاستخف به قال محمد بن حرب المكي قدم العمري فاجتمعنا إليه فلما نظر إلى القصور المحدقة بالكعبة صاح يا أصحاب القصور المشيدة اذكروا ظلمة القبور الموحشة يا أهل التنعم والتلذذ اذكروا الدود والصديد وبلاء الأجسام في التراب ثم غلبته عينه فقام أنبئت عن الكاغدي أخبرنا الحداد أخبرنا أبو نعيم حدثنا سليمان الطبراني حدثنا إسحاق الخزاعي حدثنا الزبير بن بكار حدثنا سليمان ابن محمد سمعت عبد الله بن عبد العزيز يقول قال لي موسى بن عيسى ينهى إلى أمير المؤمنين أنك تشتمه وتدعو عليه فبم استجزت هذا قلت ما أشتمه فوالله هو أكرم علي من نفسسي لقرابته من رسول الله {{صل}} وأما الدعاء عليه فوالله ما قلت اللهم إنه قد أصبح عبئا ثقيلا على أكتافنا فلا تطيقه أبداننا وقذى في جفوننا لا تطرف عليه جفوننا وشجى في أفواهنا لا تسيغه حلوقنا مؤنته وفرق بيننا وبينه ولكن قلت اللهم إن كان تسمى بالرشيد ليرشد فأرشده أو لغير ذلك فراجع به اللهم إن له في الإسلام بالعباس على كل مؤمن كفا وله بنبيك {{صل}} قرابة ورحم فقربه من كل خير وباعده من كل سوء وأسعدنا به وأصلحه لنفسه ولنا فقال موسى رحمك الله أبا عبد الرحمن كذاك لعمري الظن بك قال المسيب بن واضح سمعت الزاهد العمري بمسجد منى يقول
 
لله در ذوي العقول * * والحرص في طلب الفضول
 
لاب أكسيه الأرامل * * واليتامى والكهول
 
والجامعين المكثرين * من الجناية والغلول
 
وضعوا عقولهم من * الدنيا بمدرجة السيول
 
ولهوا بأطراف الفروع * وأغفلوا علم الأصول
 
وتتبعوا جمع الحطام * وفارقوا أثر الرسول
 
ولقد رأوا غيلان ريب * الدهر غولا بعد غول
 
وفي تاريخ ابن جرير بإسناد أن الرشيد قال والله ما أدري ما آمر في هذا العمري أكره أن أقدم عليه وله سلف وإني أحب أن أعرف رأيه فينا فقال عمر بن بزيع والفضل بن الربيع نحن له فخرجا من العرج إلى موضع له بالبادية في مسجده فأناحاه وأتياه على زي الملوك في حشمة فجلسا إليه فقالا نحن رسل من وراءنا من المشرق يقولون لك اتق الله إن شئت فانهض فقال ويحكما فيمن ولمن قالا أنت قال والله ما أحب أني لقيت الله بمحجمة دم مسلم وإن لي ما طلعت عليه الشمس فلما أيسا منه قالا إن معنا عشرين ألفا تستعين بها قال لا حاجة لي بها قالا أعطها من رأيت قال أعطياها أنتما فلما أيسا منه ذهبا ولحقا بالرشيد فحدثاه فقال ما أبالي ما صنع بعد هذا فبينا العمري في المسعى إذا بالرشيد يسعى على دابة فعرض له العمري فأخذ بلجامه فأهووا إليه فكفهم الرشيد وكلمة فرأيت دموع الرشيد تسيل قال يحيى بن أيوب العابد حدثني بعض أصحابنا قال كتب مالك إلى العمري إنك بدوت فلو كنت عند مسجد رسول الله {{صل}} فكتب إني أكره مجاورة مثلك إن الله لم يرك متغير الوجه فيه ساعة قط قلت هذا على سبيل المبالغة في الوعظ وإلا فمالك من أقول العلماء بالحق ومن أشدهم تغيرا في رؤية المنكر وأما العمري فما علمت به بأسا وقد وثقه [[النسائي]] أخبرنا أحمد بن سلامة كتابة عن عبد الرحيم بن محمد أخبرنا أبو علي المقرئ أخبرنا أبو نعيم الحافظ حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا موسى بن محمد بن كثير السريني حدثنا عبد الملك الجدي حدثنا عبد الله بن عبد العزيز العمري عن أبي طوالة عن أنس رضي الله عنه عن النبي {{صل}} قال الزبانية أسرع إلى فسقة القرآن منهم إلى عبدة الأوثان فيقولون يبدأ بنا قبل عبدة الأوثان فيقال ليس من علم كمن لا يعلم غريب منكر ولا أعرف موسى هذا قال مصعب الزبيري مات العمري سنة أربع وثمانين ومئة وله ست وستون سنة رحمه الله تعالى
 
===عبد الله بن المبارك===
عبد الله بن المبارك ( ع ) ابن واضح
 
الإمام شيخ الإسلام عالم زمانه وأمير الأتقياء في وقته أبو عبد الرحمن الحنظلي مولاهم التركي ثم المروزي الحافظ الغازي أحد الأعلام
 
وكانت أمه خوارزمية مولده في سنة ثمان عشرة ومئة فطلب العلم وهو ابن عشرين سنة فأقدم شيخ لقيه هو الربيع بن أنس الخراساني تحيل ودخل إليه إلى السجن فسمع منه نحوا من أربعين حديثا ثم ارتحل في سنة إحدى وأربعين ومئة وأخذ عن بقايا التابعين وأكثر من الترحال والتطواف وإلى أن مات في طلب العلم وفي الغزو وفي التجارة والإنفاق على الإخوان في الله وتجهيزهم معه إلى الحج
 
سمع من سليمان التيمي وعاصم الأحول وحميد الطويل وهشام ابن عروة والجريري وإسماعيل بن أبي خالد والأعمش وبريد بن عبد الله بن أبي بردة وخالد الحذاء ويحيى بن سعيد الأنصاري وعبد الله بن عون وموسى بن عقبة وأجلح الكندي وحسين المعلم وحنظلة السدوسي وحيوة بن شريح المصري وكهمس و[[الأوزاعي]] وأبي حنيفة وابن جريج ومعمر والثوري وشعبة وابن أبي ذئب ويونس الأيلي والحمادين ومالك والليث وابن لهيعة وهشيم وإسماعيل بن عياش وابن عيينة وبقية بن الوليد وخلق كثير وصنف التصانيف النافعة الكثيرة حدث عنه معمر والثوري وأبو إسحاق الفزاري وطائفة من شيوخه وبقية وابن وهب وابن مهدي وطائفة من أقرانه وأبو داود وعبد الرزاق بن همام والقطان وعفان وابن معين وحبان بن موسى وأبو بكر بن أبي شيبة ويحيى بن آدم وأبو أسامة وأبو سلمه المنقري ومسلم بن إبراهيم وعبدان والحسن بن الربيع البوراني وأحمد بن منيع وعلي بن حجر والحسن بن عيسى بن ماسرجس والحسين بن الحسن المروزي والحسن بن عرفة وإبراهيم بن مجشر ويعقوب الدورقي وأمم يتعذر إحصاؤهم ويشق استقصاؤهم.
 
وحديثه حجة بالإجماع وهو في المسانيد والأصول ويقع لنا حديثه عاليا وبيني وبينه بالإجازة العالية ستة أنفس
 
أنبأنا أحمد بن سلامة وعدة عن عبد المنعم بن كليب أخبرنا ابن بيان أخبرنا ابن مخلد أخبرنا إسماعيل الصفار حدثنا ابن عرفة حدثنا عبد الله بن المبارك عن يونس بن يزيد الأيلي عن [[الزهري]] عن سهل بن سعد الساعدي عن أبي بن كعب قال إنما كانت الفتيا في الماء من الماء رخصة في أول الإسلام ثم نهي عنها أخرجه [[الترمذي]] عن أحمد بن منيع عن ابن المبارك ورواته ثقات لكن له علة لم يسمعه ابن شهاب من سهل
 
ارتحل ابن المبارك إلى الحرمين والشام ومصر والعراق والجزيرة وخراسان وحدث بأماكن. قال قعنب بن المحرر: ابن المبارك مولى بني عبد شمس من تميم وقال [[البخاري]] ولاؤه لبني حنظلة. وقال العباس بن مصعب في تاريخ مرو: كانت أم عبد الله بن المبارك خوارزمية وأبوه تركي وكان عبدا لرجل تاجر من همذان من بني حنظلة فكان عبد الله اذا قدم همذان يخضع لوالديه ويعظمهم
 
أخبرنا أبو الغنائم المسلم بن محمد القيسي وغيره كتابة أخبرنا أبو اليمن الكندي أخبرنا أبو منصور الشيباني حدثنا أبو بكر الخطيب حدثني أبو عبد الله أحمد بن أحمد السيبي حدثنا محمد بن أحمد بن حماد ابن سفيان بالكوفة حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد حدثنا عبد الله بن إبراهيم بن قتيبة حدثنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة سمعت أبي سمعت ابن المبارك يقول: نظر أبو حنيفة إلى أبي فقال أدت أمه إليك الأمانة، وكان أشبه الناس بعبد الله.
 
قال أبو حفص الفلاس و[[أحمد بن حنبل]] ولد ابن المبارك سنة ثمان عشرة ومئة وأما الحاكم فروى عن أبي أحمد الحمادي سمعت محمد بن موسى الباشاني سمعت عبدان بن عثمان يقول سمعت عبد الله يقول ولدت سنة تسع عشرة ومئة
 
وقال الفسوي حدثنا بشر بن أبي الأزهر قال قال ابن المبارك ذاكرني عبد الله بن إدريس السنن فقلت إن العجم لا يكادون يحفظون ذلك لكني أذكر أني لبست السواد وأنا صغير عندما خرج أبو مسلم وكان أخذ الناس كلهم بلبس السواد الصغار والكبار
 
نعيم بن حماد قال كان ابن المبارك يكثر الجلوس في بيته فقيل له ألا تسوحش فقال كيف أستوحش وأنا مع النبي {{صل}} وأصحابه
 
قال أحمد بن سنان القطان بلغني أن ابن المبارك أتى حماد بن زيد فنظر إليه فأعجبه سمته فقال من أين أنت قال من أهل خراسان من مرو قال تعرف رجلا يقال له عبد الله بن المبارك قال نعم قال ما فعل قال هو الذي يخاطبك، قال فسلم عليه ورحب به.
 
وقال إسماعيل الخطبي بلغني عن ابن المبارك أنه حضرعند حماد ابن زيد فقال أصحاب الحديث لحماد سل أبا عبد الرحمن أن يحدثنا فقال يا أبا عبد الرحمن تحدثهم فإنهم قد سألوني قال سبحان الله يا أبا إسماعيل أحدث وأنت حاضر فقال أقسمت عليك لتفعلن فقال خذوا حدثنا أبو إسماعيل حماد بن زيد فما حدث بحرف إلا عن حماد
 
قال أبو العباس بن مسروق حدثنا ابن حميد قال عطس رجل عند ابن المبارك فقال له ابن المبارك أيش يقول الرجل إذا عطس قال الحمد لله فقال له يرحمك الله
 
قال أحمد العجلي: ابن المبارك ثقة ثبت في الحديث رجل صالح يقول الشعر وكان جامعا للعلم. قال العباس بن مصعب: جمع عبد الله الحديث والفقه والعربية وأيام الناس والشجاعة والسخاء والتجارة والمحبة عند الفرق. قال محمد بن عبد الوهاب الفراء: ما أخرجت خراسان مثل هؤلاء الثلاثة ابن المبارك والنضر بن شميل ويحيى بن يحيى.
 
عثمان الدارمي سمعت نعيم بن حماد سمعت يحيى بن آدم يقول كنت إذا طلبت دقيق المسائل فلم أجده في كتب ابن المبارك أيست منه
 
علي بن زيد الفرائضي حدثنا علي بن صدقة سمعت شعيب بن حرب قال ما لقي ابن المبارك رجلا إلا وابن المبارك أفضل منه. قال: وسمعت أبا أسامة يقول: ابن المبارك في المحدثين مثل أمير المؤمنين في الناس
 
عمر بن مدرك حدثنا القاسم بن عبد الرحمن حدثنا أشعث بن شعبة المصيصي قال: قدم الرشيد الرقة فانجفل الناس خلف ابن المبارك وتقطعت النعال وارتفعت الغبرة فأشرفت أم ولد لأمير المؤمنين من برج من قصر الخشب فقالت: ما هذا قالوا عالم من أهل خراسان قدم قالت: هذا والله الملك لا ملك هارون الذي لا يجمع الناس إلا بشرط وأعوان
 
قال عثمان بن خرزاذ حدثنا محمد بن حيان حدثنا عبد الرحمن بن زيد الجهضمي قال قال [[الأوزاعي]]: رأيت ابن المبارك؟ قلت: لا. قال: لو رأيته لقرت عينك.
 
وقال عبد العزيز بن أبي رزمة: قال لي شعبة: ما قدم علينا من ناحيتكم مثل ابن المبارك.
 
الدغولي حدثنا عبد المجيد بن إبراهيم حدثنا وهب بن زمعة حدثنا معاذ بن خالد قال تعرفت إلى إسماعيل بن عياش بعبد الله بن المبارك فقال إسماعيل ما على وجه الأرض مثل ابن المبارك ولا أعلم أن الله خلق خصلة من خصال الخير إلا وقد جعلها في عبد الله بن المبارك ولقد حدثني أصحابي أنهم صحبوه من مصر إلى مكة فكان يطعمهم الخبيص وهو الدهر صائم
 
قال الحاكم أخبرني محمد بن أحمد بن عمر حدثنا محمد بن المنذر حدثني عمر بن سعيد الطائي حدثنا عمر بن حفص الصوفي بمنبج قال: خرج ابن المبارك من بغداد يريد المصيصة فصحبه الصوفية فقال لهم أنتم لكم أنفس تحتشمون أن ينفق عليكم يا غلام هات الطست فألقى عليه منديلا ثم قال يلقي كل رجل منكم تحت المنديل ما معه فجعل الرجل يلقي عشرة دراهم والرجل يلقي عشرين فأنفق عليهم إلى المصيصة. ثم قال هذه بلاد نفير فنقسم ما بقي فجعل يعطي الرجل عشرين دينارا فيقول: يا أبا عبد الرحمن إنما أعطيت درهما فيقول وما تنكر أن يبارك الله للغازي في نفقته
 
قال الخطيب أخبرنا عمر بن إبراهيم وأبو محمد الخلال قالوا حدثنا إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الكاتب حدثنا أحمد بن الحسن المقرئ سمعت عبد الله بن أحمد الدورقي سمعت محمد بن علي بن الحسن بن شقيق سمعت أبي قال كان ابن المبارك إذا كان وقت الحج اجتمع إليه إخوانه من أهل مرو فيقولون نصحبك فيقول هاتوا نفقاتكم فيأخذ نفقاتهم فيجعلها في صندوق ويقفل عليها ثم يكتري لهم ويخرجهم من مرو إلى بغداد فلا يزال ينفق عليهم يطعمهم أطيب الطعام وأطيب الحلوى ثم يخرجهم من بغداد بأحسن زي أكمل مروءة حتى يصلوا إلى مدينة الرسول {{صل}} فيقول لكل واحد ما أمرك عيالك أن تشتري لهم من المدينة من طرفها فيقول كذا وكذا ثم يخرجهم إلى مكة فإذا قضوا حجهم قال لكل واحد منهم ما أمرك عيالك أن تشتري لهم من متاع مكة فيقول كذا وكذا فيشتري لهم ثم يخرجهم من مكة فلا يزال ينفق عليهم إلى أن يصيروا إلى مرو فيجصص بيوتهم وأبوابهم فإذا كان بعد ثلاثة أيام عمل لهم وليمة كساهم فإذا أكلوا وسروا دعا بالصندوق ففتحه ودفع إلى كل رجل منهم صرته عليها اسمه. قال أبي أخبرني خادمه أنه عمل آخر سفرة سافرها دعوة فقدم إلى الناس خمسة وعشرين خوانا فالوذج فبلغنا أنه قال للفضيل: لولاك وأصحابك ما اتجرت. وكان ينفق على الفقراء في كل سنة مئة ألف درهم
 
علي بن خشرم حدثني سلمة بن سليمان قال جاء رجل إلى ابن المبارك فسأله أن يقضي دينا عليه فكتب له إلى وكيل له فلما ورد عليه الكتاب قال له الوكيل كم الدين الذي سألته قضاءه قال سبع مئة درهم وإذا عبد الله قد كتب له أن يعطيه سبعة آلاف درهم فراجعه الوكيل وقال إن الغلات قد فنيت فكتب إليه عبد الله إن كانت الغلات قد فنيت فإن العمر أيضا قد فني فأجز له ما سبق به قلمي
 
قال محمد بن المنذر حدثني يعقوب بن إسحاق حدثني محمد بن عيسى قال كان ابن المبارك كثير الاختلاف إلى طرطوس وكان ينزل الرقة في خان فكان شاب يختلف إليه ويقوم بحوائجه ويسمع منه الحديث فقدم عبد الله مرة فلم يره فخرج في النفير مستعجلا فلما رجع سأل عن الشاب فقال محبوس على عشرة آلاف درهم فاستدل على الغريم ووزن له عشرة آلاف وحلفه ألا يخبر أحدا ما عاش فأخرج الرجل وسرى ابن المبارك فلحقه الفتى على مرحلتين من الرقة فقال لي يا فتى أين كنت لم أرك قال يا أبا عبد الرحمن كنت محبوسا بدين قال وكيف خلصت قال جاء رجل فقضى ديني ولم أدر قال فأحمد الله ولم يعلم الرجل إلا بعد موت عبد الله
 
أبو العباس السراج سمعت إبراهيم بن بشار حدثني علي بن الفضيل سمعت أبي يقول لابن المبارك أنت تأمرنا بالزهد والتقلل والبلغة ونراك تأتي بالبضائع كيف ذا قال يا أبا علي إنما أفعل ذا لأصون وجهي وأكرم عرضي وأستعين به على طاعة ربي قال يا ابن المبارك ما أحسن ذا إن تم ذا
 
الفتح بن سخرف حدثنا عباس بن يزيد حدثنا حبان بن موسى قال عوتب ابن المبارك فيما يفرق من المال في البلدان دون بلده قال إني اعرف مكان قوم لهم فضل وصدق طلبوا الحديث فأحسنوا طلبه لحاجة الناس إليهم احتاجوا فإن تركناهم ضاع علمهم وإن أعناهم بثوا العلم لأمة محمد {{صل}} لا أعلم بعد النبوة أفضل من بث العلم
 
عباس الدوري سمعت يحيى يقول ما رأيت أحدا يحدث لله إلا ستة نفر منهم ابن المبارك
 
أبو حاتم حدثنا بن الطباع عن ابن مهدي قال: الأئمة أربعة سفيان ومالك وحماد بن زيد وابن المبارك. وروي عن ابن مهدي قال: ما رأيت رجلا أعلم بالحديث من سفيان ولا أحسن عقلا من مالك ولا أقشف من شعبة ولا أنصح للأمة من ابن المبارك
 
وقال محمد بن المثنى سمعت [[عبد الرحمن بن مهدي]] يقول ما رأت عيناي مثل أربعة ما رأيت أحفظ للحديث من الثوري ولا أشد تقشفا من شعبة ولا أعقل من مالك ولا أنصح للأمة من ابن المبارك
 
أبو نشيط سمعت نعيم بن حماد قلت لابن مهدي أيهما أفضل ابن المبارك أو [[سفيان الثوري]] فقال ابن المبارك قلت إن الناس يخالفونك قال إنهم لم يجربوا، ما رأيت مثل ابن المبارك
 
نوح بن حبيب حدثنا ابن مهدي قال حدثنا ابن المبارك وكان نسيج وحده
 
أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز سمعت يحيى بن معين يقول سمعت ابن مهدي يقول ابن المبارك أعلم من سفيان الثوري. وقال محمد بن أعين سمعت عبد الرحمن بن مهدي واجتمع إليه أصحاب الحديث فقالوا له جالست الثوري وسمعت منه ومن ابن المبارك فأيهما أرجح قال لو أن سفيان جهد على أن يكون يوما مثل عبد الله لم يقدر
 
ابن أبي العوام حدثنا أبي سمعت شعيب بن حرب يقول قال سفيان إني لأشتهي من عمري كله أن أكون سنة مثل ابن المبارك فما أقدر أن أكون ولا ثلاثة أيام
 
محمد بن المنذر حدثنا إبراهيم بن بحر الدمشقي حدثنا عمران بن موسى الطرسوسي قال سأل رجل سفيان فقال من أين أنت قال من أهل المشرق قال: أوليس عندكم أعلم أهل المشرق؟ قال: ومن هو؟ قال: عبد الله بن المبارك قال: وهو أعلم أهل المشرق؟ قال: نعم وأهل المغرب. قال محمد بن المنذر وحدثني محمد بن أحمد بن الحسين القرشي حدثنا أحمد بن عبدة قال كان فضيل وسفيان ومشيخة جلوسا في المسجد الحرام فطلع ابن المبارك من الثنية فقال سفيان هذا رجل أهل المشرق فقال فضيل رجل أهل المشرق والمغرب وما بينهما
 
وقال علي بن زيد حدثني عبد الرحمن بن أبي جميل قال كنا حول ابن المبارك بمكة فقلنا له يا عالم الشرق حدثنا وسفيان قريب منا يسمع فقال ويحكم عالم المشرق والمغرب وما بينهما
 
وقال محمد بن عبد الله بن قهزاد سمعت أبا الوزير يقول قدمت على [[سفيان بن عيينة]] فقالوا له هذا وصي عبد الله فقال رحم الله عبد الله ما خلف بخراسان مثله
 
أحمد بن أبي الحواري حدثنا أبو عصمة قال شهدت سفيان وفضيل بن عياض قال سفيان لفضيل يا أبا علي أي رجل ذهب يعني ابن المبارك قال يا أبا علي أي رجل ذهب يعني ابن المبارك قال يا أبا محمد وبقي بعد ابن المبارك من يستحيي منه
 
محمد بن مخلد حدثنا عبد الصمد بن حميد سمعت عبد الوهاب ابن عبد الحكم يقول لما مات ابن المبارك بلغني أن هارون أمير المؤمنين قال مات سيد العلماء
 
المسيب بن واضح سمعت أبا إسحاق الفزاري يقول ابن المبارك إمام المسلمين أجمعين. قلت هذا الإطلاق من أبي إسحاق معني بمسلمي زمانه. قال المسيب ورأيت أبا إسحاق بين يدي ابن المبارك قاعدا يسأله.
 
قال أبو وهب أحمد بن رافع وراق سويد بن نصر سمعت علي ابن إسحاق بن إبراهيم يقول قال ابن عيينة نظرت في أمر الصحابة وأمر عبد الله فما رأيت لهم عليه فضلا إلا بصحبتهم النبي {{صل}} وغزوهم معه
 
محمود بن والان قال سمعت عمار بن الحسن يمدح ابن المبارك ويقول
 
إذا سار عبد الله من مرو ليلة * فقد سار منها نورها وجمالها
 
إذا ذكر الأحبار في كل بلدة * فهم أنجم فيها وأنت هلالها
 
هاشم بن مرثد حدثنا عثمان بن طالوت سمعت علي بن المديني يقول أنتهى العلم إلى رجلين إلى ابن المبارك ثم إلى ابن معين
 
وقال أحمد بن يحيى بن الجارود قال علي ابن المديني عبد الله بن المبارك أوسع علما من [[عبد الرحمن بن مهدي]] ويحيى بن آدم
 
قال أبو سلمة التبوذكي سمعت سلام بن أبي مطيع يقول ما خلف ابن المبارك بالمشرق مثله
 
إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد سمعت يحيى بن معين وذكروا عبد الله بن المبارك فقال رجل إنه لم يكن حافظا فقال ابن معين كان عبد الله رحمه الله كيسا مستثبتا ثقة وكان عالما صحيح الحديث وكانت كتبه التي يحدث بها عشرين ألف أو واحدا وعشرين ألفا
 
قال أبو معشر حمدوية بن الخطاب البخاري سمعت نصر بن المغيرة البخاري سمعت إبراهيم بن شماس يقول: رأيت أفقه الناس ابن المبارك وأورع الناس الفضيل وأحفظ الناس [[وكيع بن الجراح]]
 
أحمد بن أبي خيثمة سمعت يحيى بن معين يقول وذكر أصحاب سفيان فقال خمسة ابن المبارك فبدأ به ووكيع ويحيى وابن مهدي وأبو نعيم
 
قال جعفر بن أبي عثمان قلت لابن معين اختلف القطان ووكيع قال القول قول يحيى قال فإذا اختلف عبد الرحمن ويحيى قال يحتاج من يفصل بينهما قلت فأبو نعيم وعبد الرحمن قال يحتاج من يفضل بينهما قلت: الأشجعي قال: مات الأشجعي ومات حديثه معه. قلت: ابن المبارك قال: ذاك أمير المؤمنين في الحديث
 
محمود بن والان سمعت محمد بن موسى سمعت إبراهيم بن موسى يقول كنت عند يحيى بن معين فجاءه رجل فقال من أثبت في معمر ابن المبارك أو عبد الرزاق وكان يحيى متكئا فجلس وقال كان ابن المبارك خيرا من عبد الرزاق ومن أهل قريته كان عبد الله سيدا من سادات المسلمين
 
وسئل إبراهيم الحربي إذا اختلف أصحاب معمر قال القول قول ابن المبارك
 
الدغولي حدثنا يحيى بن زكريا حدثنا محمد بن النضر بن مساور قال قال أبي قلت لابن المبارك هل تتحفظ الحديث فتغير لونه وقال ما تحفظت حديثا قط إنما آخذ الكتاب فأنظر فيه فما اشتهيته علق بقلبي
 
قال الحسن بن عيسى أخبرني صخر صديق ابن المبارك قال كنا غلمانا في الكتاب فمررت أنا وابن المبارك ورجل يخطب فخطب خطبة طويلة فلما فرغ قال لي ابن المبارك قد حفظتها فسمعه رجل من القوم فقال هاتها فأعادها وقد حفظها
 
نعيم بن حماد سمعت ابن المبارك قال لي أبي لئن وجدت كتبك لأحرقنها قلت وما علي من ذلك وهي في صدري
 
وقال أبو وهب محمد بن مزاحم العجب ممن يسمع الحديث من ابن المبارك عن رجل ثم يأتي ذلك الرجل حتى يحدثه به
 
قال ابن خراش: ابن المبارك مروزي ثقة. قال القاسم بن محمد بن عباد: سمعت سويد بن سعيد يقول: رأيت ابن المبارك بمكة أتى زمزم فاستقى شربة ثم استقبل القبلة فقال اللهم.
 
ابن أبي الموال حدثنا عن محمد بن المنكدر عن جابر عن النبي {{صل}} أنه قال ماء زمزم لما شرب له وهذا أشربه لعطش القيامة ثم شربه. كذا قال ابن أبي الموال وصوابه ابن المؤمل عبد الله المكي والحديث به يعرف وهو من الضعفاء لكن يرويه عن أبي الزبير عن جابر فعلى كل حال خبر ابن المبارك فرد منكر ما أتى به سوى سويد رواه الميانجي عن ابن عباد
 
أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب سمعت الخليل أبا محمد قال كان عبد الله بن المبارك إذا خرج إلى مكة قال بغض الحياة وخوف الله أخرجني وبيع نفسي بما ليست له ثمنا إني وزنت الذي يبقى ليعدله ما ليس يبقى فلا والله ما اتزنا * قال نعيم بن حماد كان ابن المبارك إذا قرأ كتاب الرقاق يصير كأنه ثور منحور أو بقرة منحورة من البكاء لايجترئ أحد منا أن يسأله عن شيء إلا دفعه أبو حاتم الرازي حدثناعبدة بن سليمان المروزي قال كنا سرية مع ابن المبارك في بلاد الروم فصادفنا العدو فلما التقى الصفان خرج رجل من العدو فدعا إلى البراز فخرج إليه رجل فقتله ثم آخر فقتله ثم آخر فقتله ثم دعا إلى البزاز فخرج إليه رجل فطارده ساعة فطعنه فقتله فازدحم إليه الناس فنظرت فإذا هو عبد الله بن المبارك واذا هو يكتم وجهه بكمه فأخذت بطرف كمه فمددته فإذا هو هو فقال وأنت يا أبا عمرو ممن يشنع علينا قال العباس بن مصعب حدثني بعض أصحابنا قال سمعت أبا وهب يقول مرابن المبارك برجل أعمى فقال له اسألك أن تدعو لي أن يرد الله علي بصري فدعا الله فرد عليه بصره وأنا أنظر وقال أبو حسان عيسى بن عبد الله البصري سمعت الحسن بن عرفة يقول قال لي ابن المبارك استعرت قلما بأرض الشام فذهبت على أن أرده فلما قدمت مرو نظرت فإذا هو معي فرجعت إلى الشام حتى رددته على صاحبه قال أسود بن سالم كان ابن المبارك إماما يقتدى به كان من أثبت الناس في السنة إذا رأيت رجلا يغمز ابن المبارك فاتهمه على الإسلام أخبرنا أبو المعالي أحمد بن إسحاق بن محمد المصري بها أخبرنا الفتح بن عبد الله بن محمد الكاتب ببغداد أخبرنا أبو الفضل محمد بن عمر القاضي وأبوغالب محمد بن علي بن الداية وأبو عبد الله محمد بن أحمد الطرائفي ( ح ) وأخبرنا يحيى بن أبي منصور وعلي بن أحمد كتابة قالا أخبرنا عمر بن طبرزد أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الملك المقرئ وانبأنا يحيى أنبأنا عمر بن محمد أخبرنا يحيى بن علي بن الطراح وعبد الخالق بن عبد الصمد وأبو غالب بن البناء ( ح ) وأخبرنا أبو المرهف المقداد بن أبي القاسم القيسي أخبرنا بن محمد الرزاز ( ح ) وأخبرنا المسلم بن محمد بن علان في كتابه وغيره أن داود بن أحمد بن محمد الوكيل أخبرهم قالوا أخبرنا أبو الفضل الأرموي وكتب إلينا الفخر علي بن البخاري قال أخبرتنا نعمة بنت علي بن يحيى بن علي أخبرنا جدي قال سبعتهم أخبرناأبو جعفر محمد بن أحمد المعدل أخبرنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري قال حدثنا جعفر بن محمد الفريابي حدثنا محمد بن الحسن البلخي بسمرقند سنة ست وعشرين ومئتين أخبرنا عبد الله بن المبارك أخبرنا ابن لهيعة حدثنا أبو المصعب مشرح بن هاعان عن عقبة بن عامر الجهني قال قال رسول الله {{صل}} أكثر منافقي أمتي قراؤها وبه إلى الفريابي حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ابن لهيعة عن مشرح فذكره وبه إلى الفريابي حدثني أبو بكر سعيد بن يعقوب الطالقاني حدثنا عبد الله بن المبارك عن [[الأوزاعي]] عن هارون بن رئاب أن عبد الله بن عمر لما حضرته الوفاة قال انظروافلانا لرجل من قريش فإني كنت قلت له في ابنتي قولا كشبيه العدة وما أحب أن ألقى الله تعالى بثلث النفاق وأشهدكم أني قدزوجته هارون ثقة لكنه لم يلحق عبد الله بن عمرو قال [[أحمد بن حنبل]] لم يكن أحد في زمان ابن المبارك أطلب للعلم منه وعن سعبة قال ما قدم علينا أحد مثل ابن المبارك وقال أبو أسامة ما رأيت رجلا أطلب للعلم من أين المبارك وهو في المحدثين مثل أمير المؤمنين في الناس قال الحسن بن عيسى بن ما سرجس مولى ابن المبارك اجتمع جماعة مثل الفضل بن موسى ومخلد بن الحسين فقالوا تعالوا نعد خصال ابن المبارك من أبواب الخير فقالوا العلم والفقه والأدب والنحو واللغة والزهد والفصاحة والشعر وقيام الليل والعبادة والحج والغزو والشجاعة والفروسية والقوة وترك الكلام فيما لا يعنيه والانصاف وقلة الخلاف على أصحابه قال نعيم بن حماد قال رجل لابن المبارك قرأت البارحة القرآن في ركعة فقال لكني أعرف رجلا لم يزل البارحة يكرر " ألهاكم التكاثر " إلى الصبح ما قدر أن ييتجاوزها يعني نفسه قال العباس بن مصعب عن إبراهيم بن إسحاق البناني عن ابن المبارك قال حملت العلم عن أربعة آلاف شيخ فرويت عن ألف شيخ ثم قال العباس فتتبعتهم حتى وقع لي ثمان مئة شيخ له قال حبيب الجلاب سألت ابن المبارك ما خير ما أعطي الإنسان قال غريزة عقل قلت فإن لم يكن قال حسن أدب قلت فإن لم يكن قال أخ شفيق يستشيره قلت فإن لم يكن قال صمت طويل قلت فإن لم يكن قال موت عاجل وروى عبدان بن عثمان عن عبد الله قال إذا غلبت محاسن الرجل على مساوئه لم تذكر المساوئ وإذا غلبت المساوئ عن المحاسن لم تذكر المحاسن قال نعيم سمعت ابن المبارك يقول عجبت لمن لم يطلب العلم كيف تدعوه نفسه إلى مكرمة قال عبيد بن جناد قال لي عطاء بن مسلم رأيت ابن المبارك قلت نعم قال ما رأيت ولا ترى مثله قال عبيد بن جناد وسمعت العمري يقول ما رأيت في دهرنا هذا من يصلح لهذا الأمر يعني الإمامة إلا ابن المبارك قال معتمر بن سليمان ما رأيت مثل ابن المبارك تصيب عنده الشيء الذي لا تصيبه عند أحد قال شقيق البلخي قيل لابن المبارك اذا أنت صليت لم لا تجليس معنا قال أجلس مع الصحابة والتابعين أنظر في كتبهم وآثارهم فما أصنع معكم أنتم تغتابون الناس وعن ابن المبارك قال ليكن عمدتكم الأثر وخذوا من الرأي ما يفسر لكم الحديث محبوب بن الحسن سمعت ابن المبارك يقول من بخل بالعلم ابتلي بثلاث إما موت يذهب علمه وإما ينسى وإما يلزم السلطان فيذهب علمه وعن ابن المبارك قال أول منفعة العلم أن يفيد بعضهم بعضا المسيب بن واضح سمعت ابن المبارك وقيل له الرجل يطلب الحديث لله يشتد في سنده قال إذا كان لله فهو أولى أن يشتد في سنده وعنه قال حب الدنيا في القلب والذنوب فقد احتوشته فمتى يصل الخير إليه وعنه قال لو اتقى الرجل مئة شيء ولم يتق شيئا واحدا لم يك من المتقين ولو تورع عن مئة شيء سوى واحد لم يكن ورعا ومن كانت فيه خلة من الجهل كان من الجاهلين أما سمعت الله يقول لنوح عليه السلام من أجل ابنه " إني أعظك أن تكون من الجاهلين " إسنادها لايصح وقد تقدم عن ابن المبارك خلاف هذا وأن الاعتبار بالكثرة ومراده بالخلة من الجهل الاصرار عليها وجاء أن ابن المبارك سئل من الناس فقال العلماء قيل فمن الملوك قال الزهاد قيل فمن الغوغاء قال خزيمة وأصحابه يعني من أمراء الظلمة قيل من السفلة قال الذين يعيشون بدينهم وعنه قال ليكن مجلسك مع المساكين وإياك أن تجلس مع صاحب بدعة وعن ابن المبارك قال إذا عرف الرجل قدر نفسه يصير عند نفسه أذل من كلب وعنه قال لا يقع موقع الكسب على العيال شيء ولا الجهاد في سبيل الله وقال رب عمل صغير تكثره النية ورب عمل كثير تصغره النية أخبرنا أحمد بن سلامة إجازة عن عبد الرحيم بن محمد الكاغدي أخبرنا أبو علي الحدادأخبرنا أبو نعيم الحافظ حدثناإبراهيم بن عبد الله حدثنا محمد بن إسحاق حدثنا أحمد بن سعيد الدارمي حدثنا أبو إسحاق الطالقاني قال سألت ابن المبارك عن الرجل يصلي عن أبويه فقال من يرويه قلت شهاب بن خراش قال ثقة عمن قلت عن الحجاج بن دينار قال ثقة عمن قلت عن النبي {{صل}} قال بينه وبين النبي {{صل}} مفاوز تنقطع فيها أعناق الإبل أخبرنا بيبرس بن عبد الله المجدي أخبرنا هبة الله بن الحسن الدوامي أخبرتنا تجني مولاة ابن وهبان وأخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن المرداوي أخبرنا الإمام أبو محمد بن قدامة أخبرنا عبد الله ابن أحمد الخطيب وتجني الوهبانية وفخر النساء شهدة ( ح ) وأخبرنا أبو الحسين علي بن محمد وأحمد بن تاج الأمناء قالا أخبرنا محمد ابن إبراهيم ( ح ) وأخبرتنا ست الأهل بنت الناصح أخبرنا البهاءعبد الرحمن قالا أخبرتنا شهدة قالوا أخبرنا طراد بن محمد الزينبي ( ح ) وأخبرنا محمد بن عبد الوهاب الأغلبي أخبرنا علي بن مختار أخبرنا أحمد بن محمد الحافظ أخبرنا القاسم بن الفضل قالا أخبرنا هلال بن محمد بن جعفر الحفار حدثنا الحسين بن يحيى القطان حدثنا إبراهيم بن مجشر أخبرنا عبد الله بن المبارك عن سفيان عن عاصم عن عبيد بن أبي عبيد عن أبي هريرة قال ومررت معه ببقعه فقال سمعت رسول الله {{صل}} يقول رب يمين لا تصعد إلى الله عزوجل في هذه البقعة قال أبو هريرة فرأيت فيها النخاسين وبه إلى ابن المبارك أخبرنا ابن عجلان عن نافع عن ابن عمر عن النبي {{صل}} قال كل مسكر حرام وكل مسكر خمر أخبرنا إسحاق بن طارق الأسدي أخبرنا ابن خليل أخبرنا عبد الرحيم بن محمد الكاغدي أخبرنا أبو علي المقرئ أخبرنا أبو نعيم الحافظ حدثنا إبراهيم بن عبد اله حدثنا محمد بن إسحاق سمعت ابن أبي رزمة سمعت علي بن الحسن بن شقيق سمعت عبد الله بن المبارك يقول إنا لنحكي كلام اليهود والنصاري ولا نستطيع أن نحكي كلام الجهمية وبه إلى محمد بن إسحاق السراج سمعت أبا يحيى يقول سمعت علي بن الحسن بن شقيق يقول قلت لعبد الله بن المبارك كيف يعرف ربنا عزوجل قال في السماء على العرش قلت له إن الجهمية تقول هذا قال لا نقول كما قالت الجهمية هو معنا ها هنا قلت الجهمية يقولون إن الباري تعالى في كل مكان والسلف يقولون إن علم الباري في كل مكان ويحتجون بقوله تعالى " وهو معكم أينما كنتم " يعني بالعلم ويقولون إنه على عرشه استوى كما نطق به القرآن والسنة وقال [[الأوزاعي]] وهو إمام وقته كنا والتابعون متوافرون تقول إن الله تعالى فوق عرشه ونؤمن بما وردت به السنة من صفاته ومعلوم عند أهل العلم من الطوائف أن مذهب السلف إمرار آيات الصفات وأحاديثها كما جاءت من غير تأويل ولا تحريف ولا تشيبه ولا تكييف فإن الكلام في الصفات فرع على الكلام في الذات المقدسة وقد علم المسلمون أن ذات الباري موجودة حقيقية لا مثل لها وكذلك صفاته تعالى موجودة لا مثل لها أخبرنا يحيى بن أبي منصور الفقيه إجازة أخبرنا عبد القادر الحافظ أخبرنا محمد بن أبي نصر بأصبهان أخبرنا حسين بن عبد الملك أخبرنا عبد الله بن شبيب أخبرنا أبو عمر السلمي أخبرنا أبو الحسن اللبناني حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل في كتاب الرد على الجهمية له قال حدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثنا علي بن الحسن بن شقيق قال سألت ابن المبارك كيف ينبغي لنا أن نعرف ربنا قال على السماء السابعة على عرشه ولا نقول كما تقول الجهمية إنه ها هنا في الأرض وروى عبد الله بن أحمد في هذا الكتاب بإسناده عن ابن المبارك أن رجلا قال له يا أبا عبد الرحمن قد خفت الله تعالى من كثرة ما أدعوعلى الجهمية قال لا تخف فإنهم يزعمون أن ألهك الذي في السماء ليس بشيء قال عبد الله بن إدريس كل حديث لا يعرفه ابن المبارك فنحن منه براء وعن ابن المبارك قال في صحيح الحديث شغل عن سقيمة أخبرنا يحيىبن أحمد الجذامي أخبرنا محمد بن عماد أخبرنا ابن رفاعة أخبرنا أبو الحسن الخلعي أخبرنا ابن الحاج أخبرنا أبو الفضل محمد بن عبد الرحمن الرملي حدثناالعباس بن الفضل الأسفاطي حدثنا أحمد بن يونس سمعت ابن المبارك قرأ شيئا من القرآن ثم قال من زعم أن هذا مخلوق فقد كفر بالله العظيم قال علي بن الحسن بن شقيق قمت لأخرج من ابن المبارك في ليلة باردةمن المسجد فذاكراني عند الباب بحديث أو ذاكرته فما زلنا نتذاكرحتى جاء المؤذن للصبح وقال فضالة النسائي كنت أجالسهم بالكوفة فإذا تشاجروا في حديث قالوا مروا بنا إلى هذا الطبيب حتى نسأله يعنون ابن المبارك قال وهب بن زمعة المروزي حدث جرير بن عبد الحميد بحديث عن ابن المبارك فقالوا له يا أبا عبد الحميد تحدث عن عبد الله وقد لقيت منصور بن المعتمر فغضب وقال أنا مثل عبد الله أحمل علم أهل خراسان وعلم أهل العراق وأهل الحجاز وأهل اليمن وأهل الشام قال أحمد بن أبي الحواري جاء رجل من بني هاشم إلى عبد الله ابن المبارك ليسمع منه فأبى أن يحدثه فقال الشريف لغلامه قم فإن أبا عبد الرحمن لايرى أن يحدثنا فلما قام ليركب جاء ابن المبارك ليمسك بركابه فقال يا أبا عبد الرحمن تفعل هذا ولاترى أن تحدثني فقال أذل لك بدني ولا أذل لك الحديث روى المسيب بن واضح أنه سمع ابن المبارك وسأله رجل عمن يأخذ فقال قد يلقي الرجل ثقة وهو يحدث عن غير ثقة وقد يلقى الرجل غير ثقة يحدث عن ثقة ولكن ينبغي أن يكون ثقةعن ثقة عثمان بن سعيد الدارمي سمعت نعيم بن حماد يقول مارأيت ابن المبارك يقول قط حدثنا كان يرى أخبرنا أوسع وكان لايرد على أحد حرفا إذا قرأ وقال نعيم مارأيت أعقل من ابن المبارك ولاأكثر اجتهادا في العبادة الحسن بن الربيع قال ابن المبارك في حديث ثوبان عن النبي {{صل}} استقيموا لقريش ما استقامو لكم يفسره حديث أم سلمة لا تقتلوهم ما صلوا واحتج ابن المبارك في مسألة الارجاء وأن الإيمان يتفاوت بما روى عن ابن شوذب عن سلمة بن كهيل عن هزيل بن شرحبيل قال قال عمر لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان أهل الأرض لرجح قلت مراد عمر رضي الله عنه أهل أرض زمانه نعيم بن حماد سمعت ابن المبارك يقول السيف الذي وقع بين الصحابة فتنة ولا أقول لأحد منهم هو مفتون وعن ابن المبارك وسئل من السفلة قال الذي يدور على القضاة يطلب الشهادات وعنه قال إن البصراء لا يأمنون من أربع ذنب قد مضى لا يدري ما يصنع فيه الرب عزوجل وعمرقد بقي لايدري ما فيه من الهلكة وفضل قد أعطي العبد لعله مكر واستدراج وضلالة قد زينت يراها هدى وزيغ قلب ساعة فقد يسلب المرء دينه ولا يشعر قال منصور بن دينارصاحب ابن المبارك إن عبد الله كان يتصدق لمقامه ببغداد كل يوم بدينار وعن عبد الكريم السكري قال كان عبد الله يعجبه إذا ختم القرآن أن يكون دعاؤه في السجود قال إبراهيم بن نوح الموصلي قدم الرشيد عين زربة فأمر أبا سليم أن يأتيه بابن المبارك قال فقلت لا آمن أن يجيب ابن المبارك بما يكره فيقتله فقلت يا أمير المؤمنين هو رجل غليظ الطباع جلف فأمسك الرشيد الفضل بن محمد الشعراني حدثنا عبدة بن سليمان قال سمعت رجلا يسأل ابن المبارك عن الرجل يصوم يوما ويفطر يوما قال هذا رجل يضيع نصف عمره وهو لايدري يعني لم لا يصومها قلت أحسب ابن المبارك لم يذكر حينئذ حديث أفضل الصوم صوم داود ولا حديث النهي عن صوم الدهر قال أبو وهب المروزي سألت ابن المبارك ما الكبر قال أن تزدري الناس فسألته عن العجب قال أن ترى أن عندك شيئا ليس عند غيرك لا أعلم في المصلين شيئا شرا من العجب قال حاتم بن الجراح سمعت علي بن الحسن بن شقيق سمعت ابن المبارك وسأله رجل عن قرحة خرجت في ركبته منذ سبع سنين وقد عالجتها بأنواع العلاج وسألت الأطباء فلم أنتفع به فقال له اذهب فاحفر بئرا في مكان حاجة إلى الماء فإني أرجو أن ينبع هناك عين ويمسك عنك الدم ففعل الرجل فبرأ قال [[أحمد بن حنبل]] كان ابن المبارك يحدث من الكتاب فلم يكن له سقط كثير وكان وكيع يحدث من حفظه فكان يكون له سقط كم يكون حفظ الرجل وروى غير واحد أن ابن المبارك قيل له إلى متى تكتب العلم قال لعل الكلمةالتي أنتفع بها لم أكتبها بعد قال عمرو الناقد سمعت ابن عيينة يقول ما قدم علينا أحد يشبه ابن المبارك ويحيى بن أبي زائدة وقال مخلد بن الحسين جالست أيوب وابن عون فلم أجد فيهم من أفضله على ابن المبارك قال عبدان قال ابن المبارك وذكر التدليس فقال فيه قولا شديدا ثم أنشد
 
دلس للناس أحاديثه * والله لا يقبل تدليسا
 
عن ابن المبارك قال من استخف بالعملاء ذهبت آخرته ومن استخف بالأمراء ذهبت دنياه ومن استخف بالإخوان ذهبت مروءته
 
قد أسلفنا لعبد الله ما يدل على فروسيته وقال محمد بن المثنى حدثنا عبد الله بن سنان قال كنت مع ابن المبارك ومعتمر بن سليمان بطرسوس فصاح الناس النفير فخرج ابن المبارك والناس فلما اصطف الجمعان خرج رومي فطلب البزاز فخرج إليه رجل فشد العلج عليه فقتله حتى قتل ستة من المسلمين وجعل يتبختر بين الصفين يطلب المبارزة ولايخرج إليه أحد فالتفت إلي ابن المبارك فقال يا فلام إن قتلت فافعل كذا وكذاثم حرك دابته وبرز للعلج فعالج معه ساعة فقتل العلج وطلب المبارزة فبرزله علج آخر فقتله حتى قتل ستة علوج وطلب البزار فكأنهم كاعوا عنه فضرب دابته وطرد بين الصفين ثم غاب فلم نشعر بشيء وإذا أنابه في الموضع الذي كان فقال لي يا عبد الله لئن حدثت بهذا أحدا وأنا حي فذكر كلمة قال أبو صالح الفراء سألت ابن المبارك عن كتابه العلم فقال لولا الكتاب ما حفظنا وسمعته يقول الحبر في الثوب خلوق العلماء وقال تواطؤ الجيران على شيء أحب إلي من شهادة عدلين وقيل إن ابن المبارك مر براهب عند مقبرة ومزبلة فقال ياراهب عندك كنز الرجال وكنز الأموال وفيهما معتبر وقد تفقه ابن المبارك بأبي حنيفة وهو معدود في تلامذته وكان عبد الله غنيا شاكرا رأس ماله نحو الأربع مائة ألف قال حبان بن موسى رأيت سفرة ابن المبارك حملت على عجلة وقال أبو إسحاق الطالقاني رأيت بعيرين محملين دجاجا مشويا لسفرة ابن المبارك وروى عبد الله بن عبد الوهاب عن محمد بن عبد الرحمن بن سهم قال كنت مع ابن المبارك فكان يأكل كل يوم فيشوي له جدي ويتخذ له فالوذق فقيل له في ذلك فقال إني دفعت إلى وكيلي ألف دينار وأمرته أن يوسع علينا قال الحسن بن حماد دخل أبو أسامة على ابن المبارك فوجد في وجهه عبد الله أثر الضر فلما خرج بعث إليه أربعة آلاف درهم وكتب إليه
 
وفتى خلا من ماله * ومن المروءة غير حال
 
أعطاك قبل سؤاله * وكفاك مكروه السؤال
 
وقال المسيب بن واضح أرسل ابن المبارك إلى أبي بكر بن عياش أربعة آلاف درهم فقال سد بها فتنة القوم عنك قال علي بن خشرم قلت لعيسى بن يونس كيف فضلكم ابن المبارك ولم يكن بأسن منكم قال كان يقدم ومعه الغلمة الخراسانية والبزة الحسنة فيصل العلماء ويعطيهم وكنا لا نقدر على هذا قال نعيم بن حماد قدم ابن المبارك أيله على يونس بن يزيد ومعه غلام مفرغ العمل الفالوذج يتخذه للمحدثين أخبرنا ابن أبي الخير في كتابه عن عبد الرحيم بن محمد أخبرنا الحسن بن أحمد أخبرنا أبو نعيم حدثنا عبد الله بن جعفر حدثنا إسماعيل بن عبد الله حدثنا نعيم بن حماد حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا ابن المبارك عن خالد الحذاء عن [[عكرمة]] عن ابن عباس قال قال رسول الله {{صل}} البركه مع أكابركم فقلت للوليد أين سمعت من ابن المبارك قال في الغزو عن ابن المبارك قال ليكن مجلسك مع المساكين واحذر أن تجلس مع صاحب بدعة قال الحسن بن الربيع لما احتضر ابن المبارك في السفر قال أشتهي سويقا فلم نجده إلا عند رجل كان يعمل للسلطان وكان معنا في السفينة فذكرنا ذلك لعبد الله فقال دعوه فمات ولم يشربه قال العلاء بن الأسود ذكر جهم عند ابن المبارك فقال
 
عجبت لشيطان أتى الناس داعيا * إلى النار وانشق اسمه من جهنم
 
أخبرنا إسحاق الأسدي أخبرنا ابن خليل أخبرنا عبد الرحيم بن محمد أخبرنا أخبرنا أبو علي الحداد أخبرنا أبو نعيم الحافظ حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا أحمد بن يحيى الحلواني حدثنا سعيد بن سليمان عن ابن المبارك عن معمر عن محمد بن حمزة عن عبد الله بن سلام قال كان النبي {{صل}} إذا نزل بأهله الضيق أمرهم بالصاة ثم قرأ " وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك " هذا مرسل قد انقطع فيه ما بين محمد وجد أبيه عبد الله وقد كان ابن المبارك رحمه الله شاعرا محسنا قوالا بالحق قال أحمد بن جميل المروزي قيل لابن المبارك إن إسماعيل بن عليه قد ولي القضاء فكتب إليه
 
يا جاعل العلم له بازيا * يصطاد أموال المساكين
 
احتلت للدنيا ولذاتها * بحيلة تذهب بالدين
 
فصرت مجنونا بها بعدما * كنت دواء للمجانين
 
أين رواياتك في سردها * * عن ابن عون وابن سرين
 
أين رواياتك فيما مضى * * في ترك أبواب السلاطين
 
إن قلت أكرهت فما ذا كذا * زل حمار العلم في الطين
 
وروى عبد الله بن محمد قاضي نصيبين حدثنا محمد بن إبراهيم بن أبي سكينة قال أملى علي ابن المبارك سنة سبع وسبعين ومئة وأنفذها معي إلى الفضل بن عياض من طرسوس
 
يا عابد الحرمين لو أبصرتنا * لعلمت أنك في العبادة تلعب
 
من كان يخضب جيده بدموعه * فنحورنا بدائنا تتخضب
 
أو كان يتعب خيلة في باطل * فخيولنا يوم الصبيحة تتعب
 
ريح العبير لكم ونحن عبيرنا * رهج السنابك والغبار الأطيب
 
ولقد أتانا من مقال نبينا * قول صحيح صادق لا يكذب
 
لا يستوي وغبار خيل الله في * أنف امرئ ودخان نار تلهب
 
هذا كتاب الله ينطق بيننا * ليس الشهيد بميت لايكذب
 
فلقيت الفضيل بكتابه في الحرم فقرأه وبكى ثم قال صدق أبو عبد الرحمن ونصح
 
قال ابن سهم الأنطاكي سمعت ابن المبارك ينشد
 
فكيف قرت لأهل العلم أعينهم * أو استلذوا لذيذ النوم أو هجعوا
 
والنار ضاحية لابد موردها * وليس يدرون من ينجو ومن يقع
 
وطارت الصحف في الأيدي منشرة * فيها السرائر والجبار مطلع
 
إما نعيم وعيش لا انقضاء له * أو الجحيم فلا نبقي ولا تدع
 
تهوي بساكنها طورا وترفعه * إذا رجوا مخرجا من غمها قمعوا
 
لينفع العلم قبل الموت عالمه * قد سال قوم بها الرجعى فما رجعوا
 
وروى إسحاق بن سنين لابن المبارك
 
إني امرؤ ليس في ديني لغامره * لين ولست على الإسلام طعانا
 
فلا أسب أبا بكر ولا عمرا * ولن أسب معاذ الله عثمانا
 
ولا ابن عم رسول الله أشتمه * حتى ألبس تحت الترب أكفانا
 
ولا الزبير حواري الرسول ولا * أهدي لطلحة شتما عز أو هانا
 
ولا أقول علي في السحاب إذا * قد قلت والله ظلما ثم عدوانا
 
ولا أقول بقول الجهم إن له * قولا يضارع أهل الشرك أحيانا
 
ولا أقول تخلى من خليقته * رب العباد وولى الأمر شيطانا
 
ما قال فرعون هذا في تمرده * فرعون موسى ولا هامان طغيانا
 
الله يدفع بالسطان معضلة * عن ديننا رحمة منه ورضوانا
 
لولا الأئمة لم تأمن لنا سبل * وكان أضعفنا نهبا لأقوانا
 
فيقال إن الرشيد أعجبه هذا فلما أن بلغه موت ابن المبارك بهيت قال إنا لله وإنا أليه راجعون يا فضل إيذن للناس يعزونا في ابن المبارك وقال أما هو القائل الله يدفع بالسلطان معضلة فمن الذي يسمع هذا من ابن المبارك ولا يعرف حقنا
 
قال الكديمي حدثنا عبدة بن عبد الرحيم قال كنت عند فضيل ابن عياض وعنده ابن المبارك فقال قائل إن أهلك وعيالك قد احتاجوا مجهودين محتاجين إلة هذا المال فاتق الله وخذ من هؤلاء القوم فزجره ابن المبارك وأنشأ يقول
 
خذ من الجاروش وال * رز والخبز الشعير
 
واجعلن ذاك حلالا * تنج من حر السعير
 
وأنا ما اسطعت هدا * ك الله عن دار الأمير
 
لا تزرها واجتنبها * إنها شر مزور
 
توهن الدين وتد * نيك من الحواب الكبير
 
قبل أن تسقط * يا مغرور في حفرة بير
 
وارض يا ويحك من * دنياك بالقوت اليسير
 
إنها دار بلاء * وزوال وغرور
 
ماترى قد صرعت * قبلك أصحاب القصور
 
كم ببطن الأرض من * ثاو شريف ووزير
 
وصغير الشأن عبد * خامل الذكر حقير
 
لو تصفحت وجو * ه القوم في يوم نضير
 
لم تميزهم ولم * تعرف غنيا من فقير
 
خمدوا فالقوم صرعى * تحت أشقاق الصخور
 
واستووا عند مليك * بمساويهم خبير
 
احذر الصرعة يا * مسكين من دهر عثور
 
أين فرعون وها * مان ونمرود النسور
 
أو ما تخشاه أن * يرميك بالموت المبير
 
أو ما تحذر من * يوم عبوس قمطرير
 
اقمطر الشر فيه * بعذاب الزمهرير
 
قال فغشي على الفضيل فرد ذلك ولم يأخذه
 
ولابن المبارك
 
جربت نفسي فما وجدتها لها * من بعد تقوى الأله كالأدب
 
في كل حالاتها وإن كرهت * أفضل من صمتها عن الكذب
 
أو غيبة الناس إن عيبتهم * حرمها ذو الجلال في الكتب
 
قلت لها طائعا وأكرهها * الحلم والعلم زين ذي الحسب
 
إن كان من فضة كلامك يا * نفس فإن السكوت من ذهب
 
قال أبو العباس السراج أنشدني يعقوب بن محمد لابن المبارك
 
أبإذن نزلت بي يا مشيب * أي عيش وقد نزلت يطيب
 
وكفى الشيب واعظا غير أني * آمل العيش والممات قريب
 
وكم أنادي الشباب إذ بان * مني وندائي موليا ما يجيب
 
وبه
 
ياعائب الفقر ألا تزدجر * عيب الغنى أكثر لو تعتبر
 
من شرف الفقر ومن فضله * على الغنى لو صح منك النظر
 
أنك تعصي لتنال الغنى * وليس تعصي الله كي تفتقر
 
قال حبان بن موسى سمعت ابن المبارك ينشد
 
كيف القرار وكيف يهدأ مسلم * والمسلمات مع العدو المعتدي
 
الضاربات خدودهن برنة * الداعيات نبيهن محمد
 
القائلات إذا خشين فضيحة * جهد المقالة ليتنا لم نولد
 
ما تستطيع ومالها من حيلة * إلا التستر من أخيها باليد
 
قال ابوإسحاق الطالقاني كنا عند ابن المبارك فانهد القهندز فأتى بسنين فوجد وزن أحدهما منوان فقال عبد الله
 
أتيت بسنين قد رمتا * من الحصن لما أثاروا الدفينا
 
على وزن منوين إحداهما * تقل به الكف شيئا رزينا
 
ثلاثون سنا على قدرها * تباركت يا أحسن الخالقينا
 
فماذا يقوم لأفواهها * وما كان يملأ تلك البطونا
 
إذا ما تذكرت أجسامهم * تصاغرت النفس حتى تهونا
 
وكل على ذاك ذاق الردى * فبادوا جميعا فهم هامدونا
 
وجاء من طرق عن ابن المبارك ويقال بل هي لحميد النحوي
 
اغتنم ركعتين زلفى إلى الله * إذا كنت فارغا مستريحا
 
وإذا ما هممت بالنطق بالباطل * فاجعل مكانه تسبيحا
 
فاغتنام السكوت أفضل من * خوض وإن كنت بالكلام فصيحا
 
وسمع بعضهم ابن المبارك وهو ينشد على سور طرسوس
 
ومن البلاء وللبلاء علامة * أن لايرى لك عن هواك نزوع
 
العبد عبد النفس في شهواتها * والحر يشبع مرة ويجوع
 
قال أبو أمية الأسود سمعت ابن المبارك يقول أحب الصالحين ولست منهم وأبغض الطالحين وأنا شر منهم ثم أنشأ يقول
 
الصمت أزين بالفتى * من منطق في غير حينه
 
والصدق أجمل * بالفتى في القول عندي من يمينه
 
وعلى الفتى بوقاره * سمة تلوح على جبينه
 
فمن الذي يخفي علي * اذا نظرت إلى قرينه
 
رب امرئ متيقن * غلب الشقاء على يقينه
 
فأزاله عن رأيه * فابتاع دنياه بدينه
 
قال أحمد بن عبد الله العجلي حدثني أبي قال لما احتضر ابن المبارك جعل رجل يلقنه قل لا اله إلا الله فأكثر عليه فقال له لست تحسن وأخاف أن تؤذي مسلما بعدي إذا لقنتني فقلت لا اله الله ثم لم أحدث كلاما بعدها فدعني فإذا أحدثت كلاما فلقني حتى تكون آخر كلامي يقال إن الرشيد لما بلغه موت عبد الله قال مات اليوم سيد العلماء قال عبدان بن عثمان مات ابن المبارك بهيت وعانات في شهر رمضان سنة إحدى وثمانين ومئة قال حسن بن الربيع قال لي ابن المبارك قبل أن يموت أنا ابن ثلاث وستين سنة قال [[أحمد بن حنبل]] ذهبت لأسمع من ابن المبارك فلم أدركه وكان قد قدم بغداد فخرج إلى الثغر ولم أره
 
قال محمد بن [[الفضيل بن عياض]] رأيت ابن المبارك في النوم فقلت أي العمل أفضل قال الأمر الذي كنت فيه قلت الرباط والجهاد قال نعم قلت فما صنع بك ربك قال غفر لي مغفرة ما بعدها مغفرة رواها رجلان عن محمد وقال العباس بن محمد النسفي سمعت أبا حاتم الفربري يقول رأيت ابن المبارك واقفا على باب الجنة بيده مفتاح فقلت ما يوقفك ههنا قال هذا مفتاح الجنة دفعه الي رسول الله {{صل}} وقال حتى أزور الرب فكن أميني في السماء كما كنت أميني في الأرض وقال إسماعيل بن إبراهيم المصيصي رأيت الحارث بن عطية في النوم فسألته فقال غفرلي قلت فابن المبارك قال بخ بخ ذاك في علين ممن يلج على الله كل يوم مرتين وعن نوفل قال رأيت ابن المبارك في النوم فقلت ما فعل الله بك قال غفر لي برحلتي في الحديث عليك بالقرآن عليك بالقرآن قال علي بن أحمد السواق حدثنا زكريا بن عدي قال رأيت ابن المبارك في النوم فقلت ما فعل الله بك قال غفر لي برحلتي قال [[النسائي]] أثبت الناس في [[الأوزاعي]] عبد الله بن المبارك قال الفسوي في تاريخه سمعت الحسن بن الربيع يقول شهدت موت ابن المبارك مات لعشر مضى من رمضان سنة إحدى وثمانين ومئة ومات سحرا ودفناه بهيت
 
ولبعض الفضلاء
 
مررت بقبر ابن المبارك غدوة * فأوسعني وعظا وليس بناطق
 
وقد كنت الذي في جوانحي * غنيا وبالشيب الذي في مفارقي
 
ولكن أرى الذكرى تنبه عاقلا * ذا هي جاءت من رجال الحقائق
 
قرأت على أبي حفص عمر بن عبد المنعم الطائي أخبركم القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله بن مميل الشافعي سنة ثلاثين وست مئة بمنزله أخبرنا عبد الرحمن بن علي الخرقي أخبرنا نصر بن أحمد السوسي أخبرنا سهل بن بشر أخبرنا علي بن منير الخلال حدثني خالي أحمد بن عتيق الخشاب حدثنا أبو بكر محمد بن أبي الأصبغ حدثنا هاشم بن مرثد سمعت أبا صالح الفراء سمعت ابن المبارك يقول
 
المرء مثل هلال عند رؤيته * يبدو ضئيلا تراه ثم يتسق
 
حتى إذا ما تراه ثم اعقبه * كر الجديدن نقصا ثم يمحق
 
من تاريخ أبي عمر أحمد بن سعيد الصدفي محمد بن وضاح عن يحيى بن يحيى الليثي قال كنا عند مالك فاستؤذن لعبد الله بن المبارك بالدخول فإذن له فرأينا مالكا تزحزح له في مجلسه ثم أقعده بلصقه وما رأيت مالكا تزحزح لأحد في مجلسه غيره فكان القارئ يقرأ على مالك فربما مر بشيء فيسأله مالك ما مذهبكم في هذا أو عندكم في هذا فرأيت ابن المبارك يجاوبه ثم قام فخرج فأعجب مالك بأدبه ثم قال لنا مالك هذا ابن المبارك فقيه خراسان عن المسيب بن واضح قال أرسل ابن المبارك إلى أبي بكر بن عياش بأربعين ألف درهم وقال سد بهذه فتنة القوم عنك وسئل ابن المبارك بحضور [[سفيان بن عيينة]] عن مسألة فقال إنا نهينا أن نتكلم عند أكابرنا قال أحمد كان ابن المبارك يحدث من كتاب ومن حدث من كتاب لايكاد أن يكون له سقط كثير وكان وكيع يحدث من حفظه فكان يكون له سقط كم يكون حفظ الرجل
 
===ضيغم بن مالك===
ضيغم ابن مالك الزاهد القدوة الرباني أبو بكر الراسبي البصري اخذ عن التابعين روى عنه ابن مالك وسيار بن حاتم وأبو أيوب مولى ضيغم قال [[عبد الرحمن بن مهدي]] مارأيت مثل ضيغم في الصلاح والفضل قال ابن الأعرابي كان ورده في اليوم والليلة أربع مئة ركعة وصلى حتى انحنى وكان من الخائفين البكائين وقال علي ابن المديني دفن ضيغم كتبه وكان ينام ثلث الليل ويتعبد ثلثيه توفي ضيغم سنة ثمانين ومئة هو وصاحبه بسر بن منصور العابد في يوم وعنه قال قووا على لاجتهاد بما يدخل قلوبهم من حلاوة العبادة
 
===الفضيل بن عياض===
الفضيل بن عياض ( خ م د س ت ) [[ابن مسعود]] بن بشر الإمام القدوة الثبت شيخ الإسلام أبو علي التميمي اليربوعي الخراساني المجاور بحرم الله ولد بسمرقند ونشأ بأبيورد وارتحل في طلب العلم فكتب بالكوفة عن منصور والأعمش وبيان بن بشر وحصين بن عبد الرحمن وليث وعطاء بن السائب وصفوان بن سليم وعبد العزيز بن رفيع وأبي إسحاق الشيباني ويحيى بن سعيد الأنصاري وهشام بن حسان وابن أبي ليلى ومجالد وأشعث بن سوار وجعفر الصادق وحميد الطويل وخلق سواهم من الكوفيين والحجازيين حدث عنه ابن المبارك ويحيى القطان و[[عبد الرحمن بن مهدي]] وابن عيينة والأصمعي وعبد الرزاق وعبد الرحمن بن مهدي ابن هلال شيخ واسطي وحسين الجعفي وأسد السنة والشافعي وأحمد بن يونس ويحيى بن يحيى التميمي وابن وهب ومسدد وقتيبة وبشر الحافي والسري بن مغلس السقطي وأحمد بن المقدام وعبيدالله القواريري ومحمد بن زنبور المكي ولوين ومحمد بن يحيى العدني والحميدي وعبد الصمد بن يزيد مروديه وعبدة بن عبد الرحيم المروزي ومحمد بن أبي السري العسقلاني ومحمد بن قدامة المصيصي ويحيى بن أيوب المقابري وخلق كثير آخرهم موتا الحسين ابن داود البلخي وروى عنه [[سفيان الثوري]] أجل شيوخه وبينهما في الموت مئةوأربعون عاما وروى عنه سفيان الثوري أجل شيوخه وبينهما في الموت مئة وأربعون عاما قال أبو عمار الحسين بن حريث عن الفضل بن موسى قال كان الفضيل بن عياض شاطرا يقطع الطريق بين أبيورد وسرخس وكان سبب توبته أنه عشق جارية فبينا هو يرتقي الجدران إليها إذ سمع تاليا يتلو " ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم " فلما سمعها قال بلى يا رب قد آن فرجع فآواه الليل إلى خربة فإذا فيها سابلة فقال بعضهم نرحل وقال بعضهم حتى نصبح فإن فضيلا على الطريق يقطع علينا قال ففكرت وقلت أنا أسعى بالليل في المعاصي وقوم من المسلمين ها هنا يخافوني وما أرى الله ساقني إليهم إلا لأرتدع اللهم إني قد تبت إليك وجعلت توبتي مجاورة البيت الحرام وقال إبراهيم بن محمد الشافعي سمعت [[سفيان بن عيينة]] يقول فضيل ثقة وقال أبو عبيد قال ابن مهدي فضيل رجل صالح ولم يكن بحافظ وقال العجلي كوفي ثقة متعبد رجل صالح سكن مكة وقال محمد بن عبد الله بن عمار ليت فضيلا كان يحدثك بما يعرف قيل لابن عمار ترى حديثه حجة قال سبحان الله وقال أبو حاتم صدوق وقال [[النسائي]] ثقة مأمون رجل صالح وقال الدارقطني ثقة قال محمد بن سعد ولد بخراسان بكورة أبيورد وقدم الكوفة وهو كبير فسمع من منصور وغيره ثم تعبد وانتقل إلى مكة ونزلها إلى أن مات بها في أول سنة سبع وثمانين ومئة في خلافة هارون وكان ثقة نبيلا فاضلا عابدا ورعا كثير الحديث وقال أبو وهب محمد بن مزاحم سمعت ابن المبارك يقول رأيت أعبد الناس عبد العزيز بن أبي رواد وأورع الناس الفضيل بن عياض وأعلم الناس سفيان الثوري وأفقه الناس أبا حنيفة ما رأيت في الفقه مثله وروى إبراهيم بن شماس عن ابن المبارك قال ما بقي على ظهر الأرض عندي أفضل من الفضيل بن عياض قال نصر بن المغيرة البخاري سمعت إبراهيم بن شماس يقول رأيت أفقه الناس وأورع الناس وأحفظ الناس وكيعا والفضيل وابن المبارك وقال عبيد الله القواريري أفضل من رأيت من المشايخ بشر بن منصور وفضيل بن عياض وعون بن معمر وحمزة بن نجيح قلت عون وحمزة لا يكادان يعرفان وكانا عابدين قال النصر بن شميل سمعت الرشيد يقول ما رأيت في العلماء أهيب من مالك ولا أورع من الفضيل وروى أحمد بن أبي الحواري عن الهيثم بن جميل سمعت شريكا يقول لم يزل لكل قوم حجة في أهل زمانهم وإن فضيل بن عياض حجة لأهل زمانه فقام فتى من مجلس الهيثم فلما توارى قال الهيثم إن عاش هذا الفتى يكون حجة لأهل زمانه قيل من كان الفتى قال أحمد ابن حنبل قال عبد الصمد مردويه الصائغ قال لي ابن المبارك إن الفضيل بن عياض صدق الله فأجرى الحكمة على لسانه فالفضيل ممن نفعه علمه وقال أبو بكر عبد الرحمن بن عفان سمعت ابن المبارك يقول لأبي مريم القاضي ما بقي في الحجاز أحد من الأبدال إلا فضيل بن عياض وابنه علي وعلي مقدم في الخوف وما بقي أحد في بلاد الشام إلا يوسف ابن أسباط وأبو معاوية الأسود وما بقي أحد بخراسان إلا شيخ حائك يقال له معدان قال أبو بكرالمقاريضي المذكرسمعت بشر بن الحارث يقول عشرة ممن كانوا يأكلون الحلال لا يدخلون بطونهم إلا حلالا ولو استفوا التراب والرماد قلت من هم يا أبا نصر قال سفيان وإبراهيم بن أدهم والفضيل بن عياض وابنه وسليمان الخواص ويوسف بن أسباط وأبو معاوية نجيح الخادم وحذيفة المرعشي وداود الطائي ووهيب بن الورد وقال إبراهيم بن الأشعث ما رأيت أحدا كان الله في صدره أعظم من الفضيل كان إذا ذكر الله أو ذكر عنده أو سمع القرآن ظهر به من الخوف والحزن وفاضت عيناه وبكى حتى يرحمه من يحضره وكان دائم الحزن شديد الفكرة ما رأيت رجلا يريد الله بعلمه وعمله وأخذه وعطائه ومنعه وبذله وبغضه وحبه وخصاله كلها غيره كنا إذا خرجنا معه في جنازة لا يزال يعظ ويذكر ويبكي كأنه مودع أصحابه ذاهب إلىالآخرة حتى يبلغ المقابر فيجلس مكانه بين الموتى من الحزن والبكاء حتى يقوم وكأنه رجع من الآخرة يخبر عنها وقال عبد الصمد بن يزيد مردويه سمعت الفضيل يقول لم يتزين الناس بشيء أفضل من الصدق وطلب الحلال فقال ابنه علي يا أبة إن الحلال عزيز قال يا بني وإن قليله عند الله كثير قال سري بن المغلس سمعت الفضيل يقول من خاف الله لم يضره أحد ومن خاف غير الله لم ينفعه أحد وقال فيض بن إسحاق سمعت الفضيل بن عياض وسأله عبد الله ابن مالك يا أبا علي ما الخلاص مما نحن فيه قال أخبرني من أطاع الله هل تضره معصية أحد قال لا قال فمن يعصي الله هل تنفعه طاعة أحد قال لا قال هو الخلاص إن أردت الخلاص قال إبراهيم بن الأشعث سمعت الفضيل يقول رهبة العبد من الله على قدر علمه بالله وزهادته في الدنيا على قدر رغبته في الآخرة من عمل بما علم استغنى عما لايعلم ومن عمل بما علم وفقه الله لما لايعلم ومن ساء خلقه شان دينه وحسبه ومروءته وسمعته يقول أكذب الناس العائد في ذنبه وأجهل الناس المدل بحسناته وأعلم الناس بالله أخوفهم منه لن يكمل عبد حتى يؤثر دينه على شهوته ولن يهلك عبد حتى يؤثر شهوته على دينه وقال محمد بن عبدوية سمعت الفضيل يقول ترك العمل من أجل الناس رياء والعمل من أجل الناس شرك والإخلاص أن يعاقبك الله عنهما قال سلم بن عبد الله الخراساني سمعت الفضيل يقول إنما أمس مثل واليوم عمل وغدا أمل وقال فيض بن إسحاق قال الفضيل والله مايحل لك أن تؤذي كلبا والا خنزيرا بغير حق فكيف تؤذي مسلما وعن فضيل لايكون العبد من المتقين حتى يأمنه عدوه وعنه بقدر ما يصغر الذنب عندك يعظم عندالله وبقدر ما يعظم عندك يصغر عندالله قال مخزر بن عون أتيت الفضيل بمكة فقال لي يا محرز وأنت أيضا مع أصحاب الحديث مافعل القرآن والله لو نزل حرف باليمن لقد كان ينبغي أن نذهب حتى نسمعه والله لأن تكون راعي الحمر وأنت مقيم على ما يحب الله خير لك من الطواف وأنت مقيم على مايكره الله المفضل الجندي حدثنا إسحاق بن إبراهيم الطبري قال مارأيت أحدا أخوف على نفسه ولا أرجى للناس من الفضيل كانت قراءته حزينة شهية بطيئة مترسلة كأنه يخاطب إنسانا وكان إذا مر بآيه فيها ذكر الجنة يردد فيها وسأل وكانت صلاته بالليل أكثر ذلك قاعدا يلقى له الحصير في مسجده فيصلي في أول الليل ساعة ثم تغلبه عينيه فيلقي نفسه على الحصير فينام قليلا ثم يقوم فإذا غلبه النوم نام ثم يقوم هكذا حتى يصبح وكان دأبه إذا نعس أن ينام ويقال أشد العبادة ما كان هكذا وكان صحيح الحديث صدوق اللسان شديد الهيبه للحديث إذا حدث وكان يثقل عليه الحديث جدا وربما قال لي لو أنك طلبت مني الدنانير كان أيسر علي من أن تطلب مني الحديث فقلت لو حدثتني بأحاديث فوائد ليست عندي كان أحب إلي من أن تهب لي عددها دنانير قال إنك مفتون أما والله لو عملت بما سمعت لكان لك في ذلك شغل عما لم تسمع سمعت سليمان بن مهران يقول إذا كان بين يديك طعام تأكله فتأخذ اللقمة فترمي بها خلف ظهرك متى تشبع أنبأنا أحمد بن سلامة عن أبي المكارم التيمي أخبرنا الحداد أخبرنا أبو نعيم حدثنا الطبراني حدثنا محمد بن زكريا الغلابي حدثنا أبو عمر الجرمي النحوي حدثنا الفضل بن الربيع قال حج أمير المؤمنين يعني هارون فقال لي ويحك قد حك في نفسي شيء فانظر لي رجلا أسأله فقلت ها هنا [[سفيان بن عيينة]] فقال امض بنا إليه فأتيناه فقرعت بابه فقال من ذا فقلت أجب أمير المؤمنين فخرج مسرعا فقال يا أمير المؤمنين لو أرسلت إلي أتيتك فقال خذ لما جئتك له فحدثه ساعة ثم قال له عليك دين قال نعم فقال لي اقض دينه فلما خرجنا قال ما أغنى عني صاحبك شيئا قلت هاهنا عبد الرزاق قال امض بنا إليه فأتيناه فقرعت الباب فخرج وحادثه ساعة ثم قال عليك دين قال نعم قال أبا عباس اقض دينه فلما خرجنا قال ما أغنى عني صاحبك شيئا انظر لي رجلا أسأله قلت هاهنا الفضيل ابن عياض قال امض بنا إليه فأتيناه فإذا هو قائم يصلي يتلو آية يرددها فقال اقرع الباب فقرعت فقال من هذا قلت أجب أمير المؤمنين قال مالي ولأمير المؤمنين قلت سبحان الله أما عليك طاعة فنزل ففتح الباب ثم ارتقى إلى الغرفة فأطفأ السراج ثم التجأ إلى زاوية فدخلنا فجعلنا نجول عليه بأيدينا فسبقت كف هارون قبلي إليه فقال يا لها من كف ما ألينها إن نجت غدا من عذاب الله فقلت في نفسي ليكلمنه الليلة بكلام نقي من قلب تقي فقال له خذ لما جئناك له رحمك الله فقال إن عمر بن عبد العزيز لما ولي الخلافة دعا سالم بن عبد الله ومحمد بن كعب ورجاء بن حيوة فقال لهم إني قد ابتليت بهذا البلاء فأشيروا علي فعد الخلافة بلاء وعددتها أنت وأصحابك نعمة فقال له سالم إن أردت النجاة فصم الدنيا وليكن إفطارك منها الموت وقال له ابن كعب إن أردت النجاة من عذاب الله فليكن كبير المسلمين عندك أبا وأوسطهم أخا وأصغرهم ولدا فوقر أباك وأكرم أخاك وتحنن على ولدك وقال له رجاء إن أردت النجاة من عذاب الله فأحب للمسلمين ما تحب لنفسك واكره لهم ماتكره لنفسك ثم مت إذا شئت وإني أقول لك هذا وإني أخاف عليك أشد الخوف يوما تزل فيه الأقدام فهل معك رحمك الله من يشير عليك بمثل هذا فبكى بكاء شديدا حتى غشي عليه فقلت له ارفق بأمير المؤمنين فقال يا ابن أم الربيع تقتله أنت وأصحابك وأرفق به أنا ثم أفاق فقال له زدني رحمك الله قلت بلغني أن عاملا لعمر بن عبد العزيز شكي إليه فكتب إليه يا أخي أذكرك طول سهر أهل النار في النار مع خلود الأبد وإياك أن ينصرف بك من عند الله فيكون آخر العهد وانقطاع الرجاء فلما قرأ الكتاب طوى البلاد حتى قدم عيه فقال ما أقدمك قال خلعت قلبي بكتابك لا أعود إلى ولاية حتى ألقى الله فبكى هارون بكاء شديدا فقال يا أمير المؤمنين إن العباس عم النبي {{صل}} جاء إليه فقال أمرني فقال له إن الإمارة حسرة وندامة يوم القيامة فإن استطعت أن لاتكون أميرا فافعل فبكى هارون وقال زدني قال يا حسن الوجه أنت الذي يسألك الله عن هذا الخلق يوم القيامة فإن استطعت أن تقي هذا الوجه من النار فافعل وإياك أن تصبح وتمسي وفي قلبك غش لأحد من رعيتك فإن النبي {{صل}} قال من أصبح لهم غاشا لم يرح رائحة الجنة فبكى هارون وقال له عليك دين قال نعم دين لربي لم يحاسبني عليه فالويل لي إن ساءلني والويل لي إن ناقشني والويل لي إن لم ألهم حجتي قال إنما أعني من دين العباد قال إن ربي لم يأمرني بهذا أمرني أن أصدق وعده وأطيع أمره فقال عزوجل " وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون " الآيات فقال هذه آلف دينار خذها فأنفقها على عيالك وتقو بها على عبادة ربك فقال سبحان الله أنا أدلك على طريق النجاة وأنت تكافئني بمثل هذا سلمك الله ووفقك ثم صمت فلم يكلمنا فخرجنا فقال هارون أبا عباس إذا دللتني فدلني على مثل هذا هذا سيد المسلمين فدخلت عليه امرأة من نسائه فقالت قد ترى ما نحن فيه من الضيق فلو قبلت هذا المال قال إنما مثلي ومثلكم كمثل قوم لهم بعير يأكلون من كسبه فلما كبر نحروه فأكلوا لحمه فلما سمع هارون هذا الكلام قال ندخل فعسى أن يقبل المال فلما علم الفضيل خرج فجلس في السطح على باب الغرفة فجاء هارون فجلس إلى جنبه فجعل يكلمه فلا يجيبه فبينا نحن كذلك إذ خرجت جارية سوداء فقالت يا هذا قد آذيت الشيخ منذ الليلة فانصرف فانصرفنا حكاية عجيبة والغلابي غير ثقة وقد رواها غيره أخبرتنا عائشة بنت عيسى أخبرنا ابن راجح أخبرنا السلفي أخبرنا العلاف أخبرنا أبو الحسن الحمامي أخبرنا جعفر بن محمد بن الحجاج بالموصل حدثنا محمد بن سعدان الحراني حدثنا أبو عمر النحوي هو الجرمي عن الفضل بن الربيع بها قال محمد بن علي بن شقيق حدثنا أبو إسحاق قال الفضيل لو خيرت بين أن أعيش كلبا وأموت كلبا ولا أرى يوم القيامة لاخترت ذلك وقال فيض بن إسحاق سمعت الفضيل يقول والله لأن أكون ترابا أحب الي من أن أكون في مسلاخ أفضل أهل الأرض ومايسرني أن أعرف الأمر حق معرفته إذا لطاش عقلي وقال إسحاق بن إبراهيم الطبري سمعت الفضيل يقول لو قلت إنك تخاف الموت ماقبلت منك لو خفت الموت مانفعك طعام ولاشراب ولا شيء مايسرني أن أعرف الأمر حق معرفته إذا لطاش عقلي ولم أنتفع بشيء عبد الصمد بن يزيد سمعت الفضيل يقول لا تجعل الرجال أوصياءك كيف تلومهم أن يضيعوا وصيتك وأنت قد ضيعتها في حياتك وسمعته يقول اذا أحب الله عبدا أكثر غمه وإذا بغض عبدا وسع عليه دنياه وقال إبراهيم بن الأشعث سمعت الفضيل يقول من أحب أن يذكر لم يذكر ومن كره أن يذكر ذكر وسمعته يقول وعزته لو أدخلني النار ما أيست وسمعته وقد أفضنا من عرفات يقول واسوأتاه والله منك وإن عفوت وسمعته يقول الخوف أفضل من الرجاء مادام الرجل صحيحا فإذا نزل به الموت فالرجاء أفضل قلت وذلك لقوله {{صل}} لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله روى أحمد بن إبراهيم الدورقي عن علي بن الحسن قال بلغ الفضيل أن حريزا يريد أن يأتيه فأقفل الباب من خارج فجاء فرأى الباب مقفلا فرجع فأتيته فقلت له حريز قال مايصنع بي يظهر لي محاسن كلامه وأظهر له محاسن كلامي فلا يتزين لي ولا أتزين له خير له ثم قال علي مارأيت أنصح للمسلمين ولا أخوف منه ولقد رأيته في المنام قائما على صندوق يعطي المصاحف والناس حوله فيهم سفيان بن عيينة وهارون أمير المؤمنين فما رأيته يودع أحدا فيقدر أن يتم وداعه قال فيض بن وثيق سمعت الفضيل يقول إن استطعت أن لاتكون محدثا ولا قارئا ولا متكلما إن كنت بليغا قالوا ما أبلغه وأحسن حديثه وأحسن صوته فيعجبك ذلك فتنتفخ وإن لم تكن بليغا ولا حسن الصوت قالوا ليس يحسن يحدث وليس صوته بحسن أحزنك ذلك وشق عليك فتكون مرائيا واذا جلست فتكلمت فلم تبال من ذمك ومن مدحك فتكلم وقال محمد بن زنبور قال الفضيل لا يسلم لك قلبك حتى لا تبالي من أكل الدنيا وقيل له ما الزهد قال القنوع قيل ما الورع قال اجتناب المحارم قيل مالعبادة قال أداء الفرائض قيل مالتواضع قال أن تخضع للحق وقال أشد الورع في اللسان قلت هكذا هو فقد ترى الرجل ورعا في مأكله وملبسه ومعاملته وإذا تحدث يدخل عليه الداخل من حديثه فإما أن يتحرى الصدق فلا يكمل الصدق وإما أن يصدق فينمق حديثه ليمدح على الفصاحة وإما أن يظهر أحسن ماعنده ليعظم واما أن يسكت في موضع الكلام ليثني عليه ودواء ذلك كله الانقطاع عن الناس إلا من الجماعة قال عبد الصمد بن يزيد سمعت الفضيل يقول لو أن لي دعوة مستجابة ما جعلتها إلا في إمام فصلاح الإمام صلاح البلاد والعباد وسمعته يقول إنما هما عالمان فعالم الدنيا علمه منشور وعالم الآخرة علمه مستور احذروا عالم الدنيا لايضركم بسكره العلماء كثير والحكماء قليل وعنه لايبلغ العبد حقيقة الإيمان حتى يعد البلاء نعمة والرخاء مصيبة وحتى لايحب أن يحمد على عباده الله قال الحسين بن زياد المروزي سمعت فضيلا يقول لو حلفت أني مراء كان أحب الي من أن أحلف أن ليست بمراء ولو رأيت رجلا اجتمع لناس حوله لقلت هذا مجنون من الذي اجتمع الناس حوله لايحب أن يجود كلامه لهم فيض بن إسحاق سمعت فضيلا يقول ليست الدنيا دار اقامة وإنما آدم هبط اليها عقوبة ألا ترى كيف يزويها عنه ويمررها عليه بالجوع بالعري بالحاجة كما تصنع الوالدة الشفيقة بولدها تسقيه مرة حضضا ومرة صبرا وإنما بذلك ما هو خير له وعن الفضيل حرام على قلوبكم أن تصيب حلاوة الإيمان حتى تزهدوا في الدنيا وعنه إذا لم تقدر على قيام الليل وصيام النهار فاعلم أنك محروم كبلتك خطيئتك وعن فضيل ورأى قوما من أصحاب الحديث يمرحون ويضحكون فناداهم مهلا يا ورثة الأنبياء مهلا ثلاثا إنكم أئمة يقتدى بكم قال ابن عيينة سمعت الفضيل بن عياض يقول يغفر للجاهل سبعون ذنبا ما لا يغفر للعالم ذنب واحد قال [[أحمد بن حنبل]] حدثنا أبو جعفر الحذاء سمعت الفضيل يقول أخذت بيد سفيان بن عيينة في هذا الوادي فقلت إن كنت تظن أنه بقي على وجه الأرض شر مني ومنك فبئس ما تظن قال عبد الصمد مردويه سمعت الفضيل يقول من أحب صاحب بدعة أحبط الله عمله وأخرج نور الاسلام من قلبه لايرتفع لصاحب بدعة إلى الله عمل نظر المؤمن إلى المؤمن يجلو القلب ونظر الرجل إلى صاحب بدعة يورث العمى من جلس مع صاحب بدعة لم يعط الحكمة قال أبو العباس السراج حدثني أبو النضر إسماعيل بن عبد الله حدثنا يحيى بن يوسف الزمي عن فضيل بن عياض قال لما دخل علي هارون أمير المؤمنين قلت يا حسن الوجه لقد كلفت أمرا عظيما أما إني ما رأيت أحدا أحسن وجها منك فإن قدرت أن لاتسود هذا الوجه بلفحة من النار فافعل قال عظني قلت بماذا أعظك هذا كتاب الله بين الدفتين انظر ماذا عمل بمن أطاعه وماذا عمل بمن عصاه إني رأيت الناس يغوصون على النار غوصا شديدا ويطلبونها طلبا حثيثا أما والله لو طلبوا الجنة بمثلها أو أيسر لنالوها وقال عد الي فقال لو لم تبعث إلي لم آتك وإن أنتفعت بما سمعت عدت إليك قال إبراهيم بن الأشعث سمعت الفضيل يقول في مرضه ارحمني بحبي إياك فليس شيء إلي منك وسمعته يقول وهو يشتكي مسني الضر وأنت أرحم الراحمين وسمعته يقول من استوحش من الوحدة واستأنس بالناس لم يسلم من الرياء لاحج ولا جهاد أشد من حبس اللسان وليس أحد أشد غما ممن سجن لسانه قال الحسين بن زياد سمعت الفضيل كثيرا يقول احفظ لسانك وأقبل على شانك واعرف زمانك واخف مكانك وقال أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثنا الفيض بن إسحاق سمعت الفضيل يقول وددت أنه طارفي الناس أني مت حتى لا أذكر إني لأسمع صوت أصحاب الحديث فيأخذني البول فرقا منهم وقال الدورقي حدثنا الحسين بن زياد سمعت فضيلا يقول لأصحاب الحديث لم تكرهوني على أمر تعلمون أني كاره له يعني الرواية لو كنت عبدا لكم فكرهتكم كان نولي أن تبيعوني لو أعلم أني إذا دفعت ردائي هذا إليكم ذهبتم عني لفعلت الدورقي وسمعت إسحاق بن إبراهيم يقول سمعت الفضيل يخاطب نفسه ماأراه أخرجك من الحل فدسك في الحرم إلا ليضعف عليك الذنب أما تستحي تذكر الدينار والدرهم وأنت حول البيت إنما كان يأتيه التائب والمستجير وعن الفضيل قال المؤمن يغبط ولايحسد الغبطة من الإيمان والحسد من النفاق قلت هذا يفسر لك قوله عليه الصلاة والتسليم لاحسد إلا في اثنتين رجل أتاه الله مالا ينفقه في الحق ورجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وأطراف النهار فالحسد هنا معناه الغبطة أن تحسدوا أخاك على ما آتاه الله لا أنك تحسده بمعنى أنك تود زوال ذلك عنه فهذا بغي وخبث وعن الفضيل قال من أخلاق الأنبياء الحلم والأناة وقيام الليل قال أبو عبد الرحمن السلمي أخبرنا أبو بكر محمد بن جعفر أخبرنا الحسن بن عبد الله العسكري حدثنا ابن أخي أبي زرعة حدثنا محمد بن إسحاق بن راهويه حدثنا أبو عمار عن الفضل بن موسى قال كان الفضيل شاطرا يقطع الطريق فذكر الحكاية وقد مضت وقال إبراهيم بن الليث حدثنا المحدث علي بن خشرم قال أخبرني رجل من جيران الفضيل من أبيورد قال كان الفضيل يقطع الطريق وحده فبينا هو ذات ليلة وقد أنتهت إليه القافلة فقال بعضهم اعدلوا بنا إلى هذه القرية فإن الفضيل يقطع الطريق فسمع ذلك فأرعد فقال يا قوم جوزوا والله لأجتهدن أن لا أعصي الله وروي نحوها من وجه آخر لكنه في الإسناد ابن جهضم وهو هالك وبكل حال فالشرك أعظم من قطع الطريق وقد تاب من الشرك خلق صاروا أفضل الأمة فنواصي العباد بيد الله تعالى وهو يضل من يشاء ويهدي إليه من أناب قال إبراهيم بن سعيد الجوهري قال لي المأمون قال لي الرشيد ما رأت عيناي مثل فضيل بن عياض دخلت عليه فقال لي فرغ قلبك للحزن وللخوف حتى يسكناه فيقطعاك عن المعاصي ويباعداك من النار وعن ابن أبي عمر قال مارأيت بعد الفضيل أعبد من وكيع قال إبراهيم بن الأشعث رأيت [[سفيان بن عيينة]] يقبل يد الفضيل مرتين وعن ابن المبارك قال اذا نظرت إلى الفضيل جدد لي الحزن ومقت نفسي ثم بكى قال يحيى بن أيوب دخلت مع زافر بن سليمان على الفضيل بن عياض فإذا معه شيخ فدخل زافر وأقعدني على الباب قال زافر فجعل الفضيل ينظر الي ثم قال هؤلاء المحدثون يعجبهم قرب الإسناد ألا أخبرك بإسناد لا شك فيه رسول الله عن جبريل عن الله " نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد " فأنا وأنت يا أبا سليمان من الناس ثم غشي عليه وعلى الشيخ وجعل زافر ينظر اليهما ثم خرج الفضيل وقمنا والشيخ مغشي عليه قال سهل بن راهويه قلت لابن عيينة ألا ترى إلى الفضيل لاتكاد تجف له دمعة قال اذا قرح القلب نديت العينان قال الأصمعي نظر الفضيل إلى رجل يشكو إلى رجل فقال يا هذا تشكو من يرحمك إلى من لايرحمك قال أحمد بن أبي الحواري حدثنا أبو عبد الله الأنطاكي قال اجتمع الفضيل والثوري فتذاكروا فرق سفيان وبكى ثم قال أرجو أن يكون هذا المجلس علينا رحمة وبركة فقال له الفضيل لكني يا أبا عبد الله أخاف أن لا يكون أضر علينا منه ألست تخلصت إلى أحسن حديثك وتخلصت أنا إلى احسن حديثي فتزينت لي وتزينت لك فبكى سفيان وقال أحييتني أحياك الله وقال الفيض قال لي الفضيل لو قيل لك امرائي غضبت وشق عليك وعسى ماقيل لك حق تزينت للدنيا وتصنعت وقصرت ثيابك وحسنت سمتك وكففت أذاك حتى يقال أبو فلان عابد ما أحسن سمته فيكرمونك وينظرونك ويقصدونك ويهدون إليك مثل الدرهم الستوق لايعرفه كل أحد فإذا قشر قشر عن نحاس إبراهيم بن الأشعث سمعت الفضيل يقول بلغني أن العلماء فيما مضى كانوا اذا تعلموا عملوا وإذا عملوا شغلوا وإذا شغلوا فقدوا وإذا فقدوا طلبوا فإذا طلبوا هربوا وعنه قال كفى بالله محبا وبالقرآن مؤنسا وبالموت واعظا وبخشية الله علما وبالاغترار جهلا وعنه خصلتان تقسيان القلب كثرة الكلام وكثرة الأكل وعنه كيف ترى حال من كثرت ذنوبه وضعف علمه وفني عمره ولم يتزود لمعاده وعنه يا مسكين أنت مسيء وترى أنك محسن وأنت جاهل وترى أنك عالم وتبخل وترى أنك كريم وأحمق وترى أنك عاقل أجلك قصير وأملك طويل قلت إي والله صدق وأنت ظالم وترى أنك مظلوم وآكل للحرام وترى أنك متورع وفاسق وتعتقد أنك عدل وطالب العلم للدنيا وترى أنك تطلبه لله عباس الدوري حدثنا محمد بن عبد الله الأنباري قال سمعت فضيلا يقول لما قدم [[هارون الرشيد]] إلى مكة قعد في الحجر هو وولده وقوم من الهاشمين وأحضروا المشايخ فبعثوا الي فأردت أن لا أذهب فاستشرت جاري فقال اذهب لعله يريد أن تعظه فدخلت المسجد فلما صرت إلى الحجر قلت لأدناهم أيكم أمير المؤمنين فأشار إليه فقلت السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته فرد علي وقال اقعد ثم قال إنما دعوناك لتحدثنا بشيء وتعظنا فأقبلت عليه فقلت يا حسن الوجه حساب الخلق كلهم عليك فجعل يبكي ويشهق فرددت عليه وهو يبكي حتى جاء الخادم فحملوني وأخرجوني وقال اذهب بسلام وقال محرز بن عون كنت الفضيل فأتى هارون ومعه يحيى بن خالد وولده جعفر فقال له يحيى يا أبا علي هذا أمير المؤمنين يسلم عليك قال أيكم هو قالوا هذا فقال يا حسن الوجه لقد طوقت أمرا عظيما وكررها ثم قال حدثني عبيد المكتب عن مجاهد في قوله " وتقطعت بهم الأسباب " البقرة قال الأوصال التي كانت في الدنيا وأومأ بيده إليهم قال عبد الله بن خبيق قال الفضيل تباعد من القراء فإنهم إن أحبوك مدحوك بما ليس فيك وإن غضبوا شهدوا عليك وقبل منهم قال قطبة بن العلاء سمعت الفضيل يقول آفة القراء العجب وللفضيل رحمه الله مواعظ وقدم في التقوى راسخ وله ترجمة في كتاب الحلية وفي تاريخ أبي القاسم ابن عساكر وكان يعيش من صلة ابن المبارك ونحوه من أهل الخير ويمتنع من جوائز الملوك قال بعضهم كنا جلوسا عند الفضيل بن عياض فقلنا له كم سنك فقال
 
بلغت الثمانين أو جزتها * فماذا أومل أو أنتظر
 
علتني السنون فأبليتني * فدق العظام وكل البصر
 
قلت هو من أقران سفيان بن عيينة في المولد ولكنه مات قبله بسنوات. وكان ابنه [[../علي بن الفضيل بن العياض|علي]] من كبار الأولياء
 
===علي بن الفضيل بن عياض===
وكان ابنه علي من كبار الأولياء ومات قبل [[../الفضيل بن العياض|والده]]
 
روى عن عبد العزيز بن أبي رواد وعباد بن منصور وجماعة حدث عنه [[سفيان بن عيينة]] وأبوه وموسى بن أعين وجماعة حكايات وأحمد بن عبد الله بن يونس اليربوعي فرأيته وله حديث في [[سنن النسائي]] رواه لنا أحمد بن سلامة عن أبي الفضائل الكاغدي ومسعود الحمال قالا أخبرنا أبو علي أخبرنا أبو نعيم حدثنا إبراهيم بن محمد بن حمزة ومحمد بن علي بن حبيش قالا أخبرنا أحمد بن يحيى الحلواني حدثنا أحمد بن يونس حدثنا علي بن فضيل عن عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر قال رأى رجل من الأنصار فيمايرى النائم أنه قيل له بأي شيء يأمركم نبيكم {{صل}} قال أمرنا أن نسبح ثلاثا وثلاثين ونحمد ثلاثا وثلاثين ونكبر أربعا وثلاثين فذلك مئة قال فسبحوا خمسا وعشرين وأحمدوا خمسا وعشرين وكبروا خمسا وعشرين وهللوا خمسا وعشرين فتلك مئة فلما أصبح ذكر ذلك لرسول الله {{صل}} فقال افعلوا كما قال الأنصاري غريب من الأفراد أخرجه النسائي عن أبي زرعة عن أحمد فوافقناه في شيخ شيخه وعلي صدوق قد قال فيه النسائي ثقة مأمون قلت خرج هو وأبوه من الضعف الغالب على الزهاد والصوفية وعدا في الثقات إجماعا وكان علي قانتا لله خاشعا وجلا ربانيا كبير الشأن قال الخطيب مات قبل أبيه بمدة من آية سمعها تقرأ فغشي عليه وتوفي في الحال قال إبراهيم بن الحارث العبادي حدثنا عبد الرحمن بن عفان حدثنا أبو بكر بن عياش قال صليت خلف فضيل بن عياض المغرب وابنه علي إلى جانبي فقرأ " ألهاكم التكاثر " فلما قال " لترون الجحيم " سقط علي على وجهه مغشيا عليه وبقي فضيل عند الآية فقلت في نفسي ويحك أما عندك من الخوف ما عند الفضيل وعلي فلم أزل أنتظر عليا فما أفاق إلى ثلث من الليل بقي رواها ابن أبي الدنيا عن عبد الرحمن بن عفان وزاد وبقي فضيل لايجاوز الآية ثم صلى بنا صلاة خائف وقال فما أفاق إلى نصف من الليل قال ابن أبي الدنيا حدثني عبد الصمد بن يزيد عن فضيل بن عياض قال بكى علي ابني فقلت يا بني مايبكيك قال أخاف ألا تجمعنا القيامة وقال لي [[ابن المبارك]] يا أبا علي ما أحسن حال من انقطع إلى الله فسمع ذلك على ابني فسقط مغشيا عليه مسدد بن قطن حدثنا الدورقي وحدثنا محمد بن نوح المروزي حدثنا محمد بن ناجية قال صليت خلف الفضيل فقرأ " الحاقة " في الصبح فلما بلغ إلى قوله " خذوه فغلوه " غلبه البكاء فسقط ابنه علي مغشيا عليه وذكر الحكاية أنبأنا أحمد بن سلامة عن عبد الرحيم بن محمد أخبرنا أبو علي المقرئ أخبرنا أبو نعيم حدثنا محمد بن إبراهيم حدثنا أبو يعلي حدثنا عبد الصمد بن يزيد سمعت الفضيل يقول أشرفت ليلة على علي وهو في صحن الدار وهوو يقول النار ومتى الخلاص من النار وقال لي يا أبا سل الذي وهبني لك في الدنيا أن يهبني لك في الآخرة ثم قال لم يزل منكسر القلب حزينا ثم بكى الفضيل ثم قال كان يساعدني على الحزن والبكاء يا ثمرة قلبي شكر الله لك ما قد علمه فيك قال الدورقي حدثني محمد بن شجاع عن سفيان عن عيينة قال ما رأيت أحدا أخوف من الفضيل وابنه قال إبراهيم الحربي حدثنا ابن أبي زياد عن شهاب بن عباد قال كانوا يعودون علي بن الفضيل وهو يمشي فقال لو ظننت أني أبقى إلى الظهر لشق علي وعن الفضيل قال اللهم إني اجتهدت أن أؤدب عليا فلم أقدر على تأديبه فأدبه أنت لي قال أبو سليمان الدراداني كان علي بن الفضيل لا يستطيع أن يقرأ " القارعة " ولا تقرأ عليه الحسن بن عبد العزيز الجروي حدثنا محمد بن أبي عثمان قال كان علي بن الفضيل عند [[سفيان بن عيينة]] فحدث بحديث فيه ذكر النار فشهق علي شهقة ووقع فالتفت سفيان فقال لو علمت أنك هاهنا ما حدثت به فما أفاق إلا بعد ماشاء الله وبه قال الفضيل لابنه لو أعنتنا على دهرنا فأخذ قفة ومضى إلى السوق ليحمل فأتاني رجل فأعلمني فمضيت فرددته وقلت يا بني لست أريد هذا أو لم أرد هذا كله وبالاسناد عن فضيل أنهم اشتروا شعيرا بدينار وكان الغلاء فقالت أم علي للفضيل قورته لكل إنسان قرصين فكان علي يأخذ واحدا ويتصدق بالآخر حتى كاد أن يصيبه الخواء وبه أن عليا كان يحمل على أبا عر لابيه فنقص الطعام الذي حمله فحبس عنه الكراء فأتى الفضيل اليهم فقال أتفعلون هذا بعلي فقد كانت لنا شاة بالكوفة أكلت شيئا يسيرا من علف أمير فما شرب لها لبنا بعد قالوا لم نعلم يا أبا علي أنه ابنك حماد بن الحسن حدثنا عمر بن بشر المكي عن الفضيل قال اهدى لنا [[ابن المبارك]] شاة فكان ابني لايشرب منها فقلت له في ذلك فقال إنها قد رعت بالعراق أنبأني المقداد القيسي أخبرنا بن الدبيقي أخبرنا أبو بكر الأنصاري أخبرنا أبو بكر الخطيب أخبرنا أبو الحسين بن بشران أخبرنا علي ابن محمد المصري سمعت أبا سعيد الخراز سمعت إبراهيم بن بشار يقول الآية التي مات فيها علي بن الفضيل في الأنعام " ولو ترى إذ وققفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد " مع هذا الموضع مات وكنت فيمن صلى عليه رحمه الله أخبرنا عبد الحافظ بن بدران ويوسف بن أحمد قالا أخبرنا موسى ابن عبد القادر أخبرنا سعيد بن البناء أخبرنا علي بن أحمد أخبرنا أبو طاهر المخلص أخبرنا أبو محمد يحيى بن محمد حدثنا محمد بن زنبور المكي حدثا فضيل بن عياض عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن أم مبشر قالت دخل علي النبي {{صل}} وأنا في نخل لي فقال من غرس هذا النخل أمسلم أو كافر فقلت مسلم قال إنه لايغرس مسلم غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه إنسان ولاسبع ولا طائر إلا كان له صدقة أخرجه مسلم قرأت على إسماعيل بن عميرة المعدل أخبركم أبو محمد عبد الله بن أحمد الفقيه سنة عشرة وست مئة أخبرنا خطيب الموصل وتجني وشهده قالوا أخبرنا طراد بن محمد وقرأت على محمد بن عبد الوهاب الكاتب أخبرنا علي بن مختار أخبرنا أبو طاهر السلفي أخبرنا نصر بن أحمد قالا أخبرنا هلال بن محمد الحفار أخبرنا الحسين بن يحيى القطان حدثنا أحمد بن المقدام العجلي حدثنا [[الفضيل بن عياض]] عن هشام عن الحسن " كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها " قال تأكلهم النار كل يوم سبعين ألف مرة فلما أكلتهم قيل لهم عودوا فيعودون كما كانوا وبه حدثنا الفضيل حدثنا عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس " يعلم السر وأخفى " قال يعلم ما تسر في نفسك ويعلم ما تعمل غدا قال مجاهد بن موسى مات الفضيل سنة ست وثمانين ومئة وقال أبو عبيد وابن المديني وابن معين وابن نمير والبخاري وآخرون مات سنة سبع بمكة زاد بعضهم في أول المحرم وقال هشام بن عمار يوم عاشوراء منها قلت وله نيف وثمانون سنة وهو حجة كبير القدر ولا عبرة بما نقله أحمد بن أبي خيثمة سمعت قطبة بن العلاء يقول تركت حديث فضيل بن عياض لأنه روى أحاديث أزرى على عثمان بن عفان قلت فلا نسمع قول قطبة ليته اشتغل بحاله فقد قال [[البخاري]] فيه نظر وقال [[النسائي]] وغيره ضعيف وأيضا فالرجل صاحب سنة واتباع قال أحمد بن أبي خيثمة حدثنا عبد الصمد بن يزيد الصائغ ذكر عند الفضيل وأنا أسمع الصحابة فقال اتبعوا فقد كفيتم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم قلت إذا كان مثل كبراء السابقين الأولين قد تكلم فيهم الروافض والخوارج ومثل الفضيل يتكلم فيه فمن الذي يسلم من ألسنة الناس لكن إذا ثبتت إمامة الرجل وفضله لم يضره ماقيل فيه وإنما الكلام في العلماء مفتقر إلى وزن بالعدل والورع وأما قول ابن مهدي لم يكن بالحافظ فمعناه لم يكن في علم الحديث كهؤلاء الحفاظ البحور كشعبة ومالك وسفيان وحماد و[[ابن المبارك]] ونظرائهم لكنه ثبت قيم بما نقل ما أخذ عليه في حديث فيما علمت وهل يراد من العلم إلا ما أنتهى إليه الفضيل رحمة الله عليه
 
===فضيل بن عياض الخولاني===
فضيل بن عياض الخولاني روى عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في الحث على العمل لايعرف من ذا رواه الحارث بن عبد الله الحارثي عن محمد بن زياد عن عبد الكريم ابن مالك الجزري عنه
 
===فضيل بن عياض الصدفي===
فضيل بن عياض الصدفي شيخ مصري روى حديثا عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وعنه حيوة بن شريح وموسى بن أيوب الغافقي قال ابن يونس مات قبل سنة عشرين ومئة. [[../فضيل بن عياض الخولاني|ذكرتهما]] تمييزا
 
===النعمان بن عبد السلام===
النعمان ابن عبد السلام بن حبيب الإمام مفتي أصبهان أبو المنذر التيمي تيم الله بن ثعلبه الأصبهاني الفقيه الزاهد له مصنفات حدث عن ابن جريج وأبي حنيفة ومسعر و[[سفيان الثوري]] وشعبة بن الحجاج وعدة وعنه ابنه محمد و[[عبد الرحمن بن مهدي]] وعفان وسليمان الشاذكوني ومحمد بن المنهال وعامر بن إبراهيم وصالح بن مهران ومحمد بن المغيرة وآخرون قال أبو نعيم الحافظ كان آحد العباد الزهاد زهد في ضياع لملابسته للسلطان وكان على مذهب الثوري وجالس أبا حنيفة إلى أن قال توفي سنة ثلاث وثمانين ومئة رحمه الله
 
===إبراهيم بن أبي يحيى===
إبراهيم بن أبي يحيى ( ق ) هو الشيخ العالم المحدث أحد الأعلام المشاهير أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي مولاهم المدني الفقيه ولد في حدود سنة مئة أو قبل ذلك وحدث عن صالح مولى التوأمة وابن شهاب ومحمد بن المنكدر وموسى بن وردان وصفوان بن سليم ويحيى بن سعيد وخلق كثير وصنف الموطأ وهو كبير أضعاف موطأ الإمام مالك حدث عنه جماعة قليلة منهم الشافعي وإبراهيم بن موسى الفراء والحسن بن عرفة وقد كان الشافعي مع حسن رأيه فيه إذا روى عنه ربما دلسه ويقول أخبرني من لا أتهم فتجد الشافعي لا يوثقه وإنما هو عنده ليس بمتهم بالكذب وقد اعترف الشافعي بانه كان قدريا ونهى ابن عيينة عن الكتابة عنه وقال أبو همام السكوني سمعت إبراهيم بن أبي يحيى يشتم بعض السلف وقال بشر بن عمر نهاني مالك عن إبراهيم بن أبي يحيى فقلت من أجل القدر تنهاني فقال ليس هو في حديثه بذاك وقال القاضي هارون بن عبد الله الزهري حدثنا إبراهيم بن سعد قال كنا نسمي إبراهيم بن أبي يحيى ونحن نطلب الحديث خرافة وقال سفيان بن عبد الملك سألت [[ابن المبارك]] لم تركت حديث إبراهيم بن أبي يحيى قال كان مجاهرا بالقدر وكان صاحب تدليس إبراهيم بن محمد بن عرعرة سمعت يحيى القطان يقول سألت مالكا عن إبراهيم بن أبي يحيى أثقة في الحديث قال لا ولا في دينه وقال [[أحمد بن حنبل]] عن المعيطي عن يحيى بن سعيد قال كنا نتهمه بالكذب يعني ابن أبي يحيى ثم قال أحمد قدري جهمي كل بلاء فيه تركوا حديثه وابوه ثقة وروى عباس عن ابن معين قال هو رافضي قدري وقال مرة كذاب وقال [[أبو داود]] نحو ذلك وقال [[البخاري]] قدري جهمي تركه ابن المبارك والناس وقال مؤمل بن إسماعيل سمعت يحيى القطان يقول أشهد على إبراهيم بن أبي يحيى أنه يكذب وقال محمد بن عبد الله بن البرقي كان يرى أو قال يرمى بالقدر والتشيع والكذب وقال [[النسائي]] وغيره متروك الحديث وقال العقيلي حدثنا محمد بن أحمد بن النضر حدثنا أبو بكر ابن عفان قال خرج علينا ابن عيينة فقال إلا فاحذروا ابن أبي رواد المرجئ لا تجالسوه واحذروا إبراهيم بن أبي يحيى لا تجالسوه قال أبو محمد الدارمي سمعت يزيد بن هارون يكذب زياد بن ميمون وإبراهيم بن أبي يحيى وخالد بن محدوج قال ابن حبان اسم جده أبي يحيى سمعان كان مالك وابن المبارك ينهيان عنه وتركه القطان وابن مهدي إلى أن قال ابن حبان وكان يكذب في الحديث حجاج الأعور عن ابن جريج عن إبراهيم بن أبي عطاء عن موسى بن وردان عن أبي هريرة عن النبي {{صل}} قال من مات مريضا مات شهيدا ووقي فتان القبر وغدي عليه وريح برزقه من الجنة قال يحيى بن معين إبراهيم بن أبي عطاء هو إبراهيم بن أبي يحيى قلت لعله مرابطا بدل مريضا وقال علي بن خشرم كان عيسى بن يونس إذا مر بأحاديث إسماعيل بن عياش وإبراهيم بن أبي يحيى يقول يضرب عليه قال ابن حبان كان الشافعي يجالس ابن يحيى في في حداثته ويحفظ عنه حفظ الصبي فلما دخل مصر في آخر عمره أخذ يصنف واحتاج إلى الأخبار ولم تكن معه كتبه فأكثر ما أودع الكتب من حفظه وربما كنى عن إبراهيم ولا يسميه قال وروى عن صفوان بن سليم عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة عن النبي {{صل}} قال الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالط رواه عنه بسطام بن جعفر وروى عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة استأذنت رسول الله {{صل}} أن أبني كنيفا بمنى فلم يأذن لي قال ابن عدي لم أجد لإبراهيم حديثا منكرا إلا عن شيوخ يحتملون وقد حدث عنه ابن جريج والثوري والكبار وموطؤه أضعاف موطأ مالك وأحاديثه كثيره وقال أبو إسحاق الجوزجاني لا يشتغل بحديثه قلت لا يرتاب في ضعفه بقي هل يترك أم لا ابن خزيمة حدثنا ابن عبد الحكم سمعت الشافعي يقول كان ابن أبي يحيى أحمق أو قال أبله كان لايمكنه الجماع فأخبرني من رآه معه فأس فقال بلغني أنه من بال في ثقب فأس أمكنه الجماع فدخل خربة فبال في الفأس قلت توفي سنة أربع وثمانين ومئة يقع لي حديثه في مسند الشافعي
 
===سفيان بن عيينة===
سفيان بن عيينة ( ع ) ابن أبي عمران ميمون مولى محمد بن مزاحم أخي الضحاك ابن مزاحم
 
الإمام الكبير حافظ العصر شيخ الإسلام أبو محمد الهلالي الكوفي ثم المكي مولده بالكوفة في سنة سبع ومئة وطلب الحديث وهو حدث بل غلام ولقي الكبار وحمل عنهم علما جما واتقن وجود وجمع وصنف وعمر دهرا وازدحم الخلق عليه وانتهى إليه علو الاسناد ورحل إليه من البلاد وألحق الأحفاد بالأجداد سمع في سنة تسع عشرة ومئة وسنة عشرين وبعد ذلك فسمع من عمرو بن دينار وأكثر عنه ومن زياد بن علاقة والأسود بن قيس وعبيد الله بن أبي يزيد وابن شهاب [[الزهري]] وعاصم بن أبي النجود وأبي إسحاق السبيعي وعبد الله بن دينار وزيد بن أسلم وعبد الملك بن عمير ومحمد بن المنكدر وأبي الزوبير وحصين بن عبد الرحمن وسالم أبي النضر وشبيب بن غرقدة وعبدة بن أبي لبابة وعلي بن زيد بن جدعان وعبد الكريم الجزري وعطاء بن السائب وأيوب السختياني والعلاء بن عبد الرحمن وقاسم الرجال ومنصور بن المعتمر ومنصور بن صفية الحجبي ويزيد بن أبي زياد وهشام بم عروة وحميد الطويل ويحيى بن سعيد الأنصاري وأبي يعفور العبدي وابن عجلان وابن أبي ليلى وسليمان الأعمش وموسى بن عقبة وسهيل بن أبي صالح وعبد الله بن أبي نجيح وعبد الرحمن بن القاسم وأميه بن صفوان الجمحي وجامع بن أبي راشد وحكيم بن جبير وسعد بن إبراهيم قاضي المدينة وصالح مولى التوأمه وقال سمعت منه ولعابه يسيل وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين وأبي الزناد عبد الله بن ذكوان وعبد العزيز ابن رفيع وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة وإسماعيل بن محمد ابن سعد وأيوب بن موسى وبرد بن سنان وبكر بن وائل وبيان بن بشر وسالم بن أبي حفصة وأبي حازم الأعرج وسمي مولى أبي صالح وصدقة بن يسار وصفوان بن سليم وعاصم بن كليب الجرمي وعبد الله بن أبي بكر بن حزم وعبد الله بن طاووس وعبد الله بن عثمان بن خثيم ومحمد بن جحادة ومحمد بن السائب بن بركة ويزيد بن يزيد بن جابر الدمشقي ويونس بن عبيد وسفيان وشعبة وزياد بن سعد وزائدة بن قدامة وخلق كثير وتفرد بالرواية عن خلق من الكبار حدث عنه لأعمش وابن جريج وشعبة وهؤلاء من شيوخه وهمام بن يحيى والحسن بن حي وزهير بن معاوية وحماد بن زيد وإبراهيم بن سعد وأبو إسحاق الفزاري ومعتمر بن سليمان وعبد الله بن المبارك و[[عبد الرحمن بن مهدي]] ويحيى القطان والشافعي وعبد الرزاق والحميدي وسعيد بن منصور ويحيى بن معين وعلي ابن المديني وإبراهيم بن بشار الرمادي و[[أحمد بن حنبل]] وأبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير وإسحاق بن راهويه وأبو جعفر النفيلي وأبو كريب ومحمد بن المثنى وعمرو بن علي الفلاس ومحمد بن يحيى بن أبي عمر العدني وعمرو بن محمد الناقد وأحمد بن منيع وإسحاق بن منصور الكوسج وزهير بن حرب ويونس بن عبد الأعلى والحسن بن محمد الزعفراني والحسن بن الصباح البزاز وعبد الرحمن بن بشر بن الحكم ومحمد ابن عاصم الثقفي وعلي بن حرب وسعدان بن نصر وزكريا بن يحيى المروزي وبشر بن مطر الزبير بن بكار وأحمد بن شيبان الرملي ومحمد بن عيسى بن حبان المدائني وأمم سواهم خاتمهم في الدنيا شيخ مكي يقال له أبو نصر اليسع بن زيد الزينبي عاش لى سنة اثنتين وثمانين ومئتين وماهو بالقوي ولقد كان خلق من طلبة الحديث يتكلفون الحج وما المحرك لهم سوى لقي سفيان بن عيينة لإمامته وعلو إسناده وجاور عنده غير واحد من الحفاظ ومن كبار أصحابه المكثرين عنه الحميدي والشافعي وابن المديني وأحمد وإبراهيم الرمادي قال الإمام الشافعي لولا مالك وسفيان بن عيينة لذهب علم الحجاز وعنه قال وجدت أحاديث الأحكام كلها عند ابن عيينة سوى ستة أحاديث ووجدتها كلها عند مالك سوى ثلاثين حديثا فهذا يوضح لك سعة دائرة سفيان في العلم وذلك لأنه ضم أحاديث العراقيين إلى أحاديث الحجازين وارتحل ولقي خلقا كثيرا مالقيهم مالك وهما نظيران في الإتقان ولكن مالكا أجل وأعلى فعنده نافع وسعيد المقبري قال عبد الرحمن بن مهدي كان ابن عيية من أعلم الناس بحديث الحجاز وقال أبو عيسى [[الترمذي]] سمعت محمدا يعني [[البخاري]] يقول ابن عيينة أحفظ من حماد بن زيد قال حرملة سمعت الشافعي يقول ما رأيت أحدا فيه من آله العلم ما في سفيان بن عيينة ومارأيت أكف عن الفتيا منه قال وما رأيت أحدا أحسن تفسيرا للحديث منه قال عبد الله بن وهب لا أعلم أحدا أعلم بتفسير القرآن من ابن عيينة وقال أحمد بن حنبل أعلم بالسنن من سفيان قال وكيع كتبنا عن ابن عيينة أيام الأعمش قال علي ابن المديني ما في أصحاب [[الزهري]] أحد أتقن من سفيان بن عيينة قال ابن عيينة حج بي أبي وعطاء بن أبي رباح حي وقال أحمدبن عبد الله العجلي كان ابن عيينة ثبتا في الحديث وكان حديثه نحوا من سبعة آلاف ولم تكن له كتب قال بهز بن أسد مارأيت مثل سفيان بن عيينة فقيل له ولا شعبة قال ولا شعبة قال يحيى بن معين هو أثبت الناس في عمرو بن دينار وقال ابن مهدي عند ابن عيينة من معرفته بالقرآن وتفسير الحديث مالم يكن عند سفيان لثوري أخبرنا الحسن بن علي أخبرنا جعفر بن علي أخبرنا أبو طاهر السلفي أخبرنا إسماعيل بن عبد الجبار أخبرنا أبو يعلي الخليلي سمعت علي بن أحمد بن صالح المقرئ سمعت الحسن بن علي الطوسي سمعت محمد بن إسماعيل السلمي سمعت البويطي سمعت الشافعي يقول أصول الأحكام نيف وخمس مئة حديث كلها عند مالك إلا ثلاثين حديثا وكلها عند ابن عيينة إلا ستة أحاديث رواته ثقات القاضي أبو العلاء الواسطي مما سمعته منه الخطيب أنبأنا عبد الله بن موسى السلامي سمعت عمار بن علي اللوري سمعت أحمد بن النضر الهلالي سمعت أبي يقول كنت في مجلس سفيان بن عيينة فنظر إلى صبي فكأن أهل المسجد تهاونوا به لصغره فقال سفيان " كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم " ثم قال يا نضر لو رأيتني ولي عشر سنين طولي خمسة أشبار ووجهي كالدينار وأنا كشعلة نار ثيابي صغار وأكمامي قصار وذيلي بمقدار ونعلي كآذان الفار واختلف إلى علماء الأمصار كالزهري وعمرو بن دينار أجلس بينهم كالمسمار محبرتي كالجوزة ومقلمتي كالموزة وقلمي كاللوزة فإذا أتيت قالوا أوسعوا للشيخ الصغير ثم ضحك في صحة هذا نظر وإنما سمع من المذكورين وهو ابن خمس عشرة سنة أو أكثر قال أحمد بن حنبل دخل سفيان بن عيينة على معن بن زائدة يعني أمير اليمن ولم يكن سفيان تلطخ بعد بشيء من أمر السلطان فجعل يعظه قال علي بن حرب الطائي سمعت أبي يقول أحب أن تكون لي جارية في غنج سفيان بن عيينة اذا حدث قال رباح بن خالد الكوفي سألت ابن عيينة فقلت يا أبا محمد إن أبا معاوية يحدث عنك بشيء ليس تحفظه اليوم وكذلك وكيع فقال صدقهم فإني كنت قبل اليوم أحفظ مني اليوم قال محمد بن المثنى العنزي سمعت ابن عيينة يقول ذلك لرباح في سنة إحدى وتسعين ومئة قال حامد بن يحيى البلخي سمعت ابن عيينة يقول رأيت كأن أسناني سقطت فذكرت ذلك للزهري فقال تموت أسنانك وتبقى أنت قال فمات أسناني وبقيت أنا فجعل الله كل عدو لي محدثا قلت قال هذا من شدة ما كان يلقى من ازدحام أصحاب الحديث عليه حتى يبرموه قال غياث بن جعفر سمعت ابن عيينة يقول أول من أسندني إلى الأسطوانة مسعر بن كدام فقلت له إني حدث قال إن عندك الزهري وعمرو بن دينار قال أبو محمد الرامهرمزي حدثنا موسى بن زكريا حدثنا زياد ابن عبد الله بن خزاعي سمعت سفيان بن عيينة يقول كان أبي صيرفيا بالكوفة فركبه دين فحملنا إلى مكة فصرت إلى المسجد فإذا عمرو بن دينار فحدثني بثمانية أحاديث فأمسكت له حماره حتى صلى وخرج فعرضت الأحاديث عليه فقال بارك الله فيك وروى أبو مسلم المستملي قال ابن عيينة سمعت من عمروما لبث نوح في قومه يعني تسع مئة وخمسين سنة قال مجاهد بن موسى سمعت ابن عيينة يقول ما كتبت شيئا إلا حفظته قبل أن أكتبه قال [[ابن المبارك]] سئل [[سفيان الثوري]] عن سفيان بن عيينة فقال ذاك أحد الأحدين ما أغربه وقال ابن المديني قال لي يحيى القطان مابقي من معلمي أحد غير سفيان بن عيينة وهو إمام منذ أربعين سنة وقال علي سمعت بشر بن المفضل يقول مابقي على وجه الأرض أحد يشبه ابن عيينة وحكى حرملة بن يحيى أن ابن عيينة قال له وأراه خبز شعير هذا طعامي منذ ستين سنة الحميدي سمع سفيان يقول لا تدخل هذه المحابر بيت الرجل إلا أشقى أهله وولده وقال سفيان مرة لرجل ما حرفتك قال طلب الحديث قال بشر أهلك بالافلاس وروى علي بن الجعد عن ابن عيينة قال من زيد في عقله نقص من رزقه ونقل سنيد بن داود عن ابن عيينة قال من كانت معصيته في الشهوة فارج له ومن كانت معصيته في الكبر فاخش عليه فإن آدم عصى مشتهيا فغفر له وابليس متكبرا فلعن ومن كلام ابن عيينة قال الزهد الصبر وارتقاب الموت وقال العلم اذا لم ينفعك ضرك قال عثمان بن زائدة قلت لسفيان الثوري ممن نسمع قال عليك بابن عيينة وزائدة قال نعيم بن حماد ما رأيت أحدا أجمع لمتفرق من سفيان بن عيينة وقال علي بن نصير الجهضمي حدثنا شعبة بن الحجاج قال رأيت ابن عيينة غلاما معه ألواح طويلة عند عمرو بن دينار وفي أذنه قرط أو قال شنف وقال ابن المديني سمعت ابن عيينة يقول جالست عبد الكريم الجزري سنتين وكان يقول لأهل بلده أنظروا إلى هذا الغلام يسألني وأنتم لا تسألوني قال ذؤيب بن عمامة السهمي سمعت ابن عيينة يقول سمعت من صالح مولى التوأمة هكذا وهكذا وأشار بيديه يعني كثرة سمعت منه ولعابه يسيل فقال عبد الرحمن بن حاتم فلا نعلمه روى عنه شيئا كان منتقدا للرواة قال علي سمعت سفيان يقول عمرو بن دينار أكبر من [[الزهري]] سمع من جابر وما سمع الزهري منه قال أحمد بن سلمة النيسابوري حدثنا سليمان بن مطر قال كنا على باب سفيان بن عيينة فاستأذنا عليه فلم يأذن لنا فقلنا ادخلوا حتى نهجم عليه قال فكسرنا بابه ودخلنا وهو جالس فنظر إلينا فقال سبحان الله دخلتم داري بغير إذني وقد حدثنا الزهري عن سهل ابن سعد أن رجلا اطلع في جحر من باب النبي {{صل}} ومع النبي {{صل}} مدري به يحك رأسه فقال لو علمت أنك تنظرني لطعنت بها في عينك إنما جعل الاستئذان من أجل النظر قال فقلنا له ندمنا يا أبا محمد فقال ندمتم حدثنا عبد الكريم الجزري عن زياد عن عبد الله بن معقل عن عبد الله بن مسعودأن النبي {{صل}} قال الندم توبة اخرجوا فقد أخدتم رأس مال ابن عيينة سليمان هذا هو أخو قتادة بن مطر صدوق إن شاء الله وزياد المذكور في لحديث هو ابن أبي مريم قال محمد بن سوف الفريابي كت أمشي مع ابن عيينة فقال لي يا محمد مايزهدني إلا طلب الحديث قلت فأنت يا أبا محمد أي شيء كنت تعمل إلا طلب الحديث فقال كنت إذ ذاك صبيا لا أعقل قلت إذاكان مثل هذا الإمام يقول هذه المقالة في زمن التابعين أو بعدهم بيسير وطلب الحديث مضبوط بالاتفاق والأخذ عن الاثبات الأئمة فكيف لو رأى سفيان رحمه الله طلبة الحديث في وقتنا وما هم عليه من الهنات والتخبيط والأخذ عن جهلة بني آدم وتسميع ابن شهر * أما الخيام فإنها كخيامهم * وأرى نساء الحي غير نسائها * قال عبد الرحمن بن يونس حدثنا ابن عيينة قال أول من جالست عبد الكريم أو أمية وأنا ابن خمس عشرة سنة قال وقرأت القرآن وأنا ابن أربع عشرة سنة قال يحيى بن آدم ما رأيت أحدا يختبر الحديث إلا ويخطىء إلا سفيان بن عيينة قال أحمد بن زهير حدثنا الحسن بن حماد الحضرمي حدثنا سفيان قال قال حماد بن أبي سليمان ولم أسمعه منه إذا قال لامرأته أنت طالق أنت طالق أنت طالق بانت بالأولى وبطلت الثنتان قال سفيان رأيت حمادا قدجاء إلى طبيب على فرس قال أبو حاتم الرازي سفيان بن عيينة إمام ثقة كان أعلم بحديث عمرو بن دينار من شعبة قال وأثبت أصحاب الزهري هو ومالك وقال عبد الرزاق مارأيت بعد ابن جريج مثل ابن عيينة في حسن المنطق وروى إسحاق الكوسج عن يحيى ثقة وعن ابن عيينة قال الورع طلب العلم الذي به يعرف الورع روى سليمان بن أيوب سمعت سفيان بن عيينة يقول شهدت ثمانين موقفا ويروي أن سفيان كان يقول في كل موقف اللهم لاتجعله آخر العهد منك فلما كان العام الذي مات فيه لم يقل شيئا وقال قد استحييت من الله تعالى وقد كان لسفيان عدة إخوة منهم عمران بن عيينة وإبراهيم بن عيينة وآدم بن عيينة ومحمد بن عيينة فهؤلاء قد رووا الحديث وقد كن سفيان مشهورا بالتدليس عمد إلى أحاديث رفعت إليه من حديث الزهري فيحذف اسم من حدثه ويدلسها إلا أنه لا يدلس إلا عن ثقة عنده فأما مابلغنا عن يحيى بن سعيد القطان أنه قال اشهدوا أن ابن عيينة اختلط سنة سبع وتسعين ومئة فهذا منكر من القول ولايصح ولا هو بمستقيم فإن يحيى القطان مات في صفر سنة ثمان وتسعين مع قدوم الوفد من الحج فمن الذي أخبره باختلاط سفيان ومتى لحق أن يقول هذا القول وقد بلغت التراقي وسفيان حجة مطلقا وحديثه في جميع دوواين الإسلام ووقع لي كثير من عواليه بل وعند عبد الرحمن سبط الحافظ السكفي من عواليه جملة صالحة منها جزء ابن عيينة رواية المروزي عنه وفي جزء علي ابن حرب رواية العبادان وجزآن لعلي بن حرب رواية نافلته أبي جعفر محمد بن يحيى بن عمر الطائي وفي الثقفيات وغير ذلك وقد جمع عوالي ابن عيينة أبو عبد الله بن مندة وأبو عبد الله الحاكم وبعدهما أبو إسحاق الحبال وكان سفيان رحمه الله صاحب سنة واتباع قال الحافظ بن أبي حاتم حدثنا محمد بن الفضل بن موسى حدثنا محمد بن منصور الجواز قال رأيت سفيان بن عينة سأله رجل ما تقول في القرآن قال كلام الله منه خرج واليه يعود وقال محمد بن إسحاق الصاغاني حدثنا لوين قال قيل لابن عيينة هذه الأحاديث التي تروى في الرؤية قال حق على ما سمعناها ممن نثق به ونرضاه وقال أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثني أحمد بن نصر قال سألت ابن عيينة وجعلت الح عليه فقال دعني اتنفس فقلت كيف حديث عبد الله عن النبي {{صل}} إن الله يحمل السماوات على إصبع وحديث إن قلوب العباد بين اصبعين من أصابع الرحمن وحديث إن الله يعجب أو يضحك ممن يذكره في الأسواق فقال سفيان هي كما جاءت نقر بها ونحدث بها بلا كيف أبو عمر بن حيوية حدثنا أبو العباس أحمد بن عبيدالله بن محمد بن عمار حدثنا عمر بن شبة حدثني عبيد بن جناد سمعت ابن عيينة وسألوه أن يحدث فقال ما أراكم للحديث موضعا ولا أراني أن يؤخذ عني أهلا وما مثلي ةومثلكم إلا ما قال الأول افتضحوا فاصطلحوا قال إبراهيم بن الأشعث سمعت ابن عيينة يقول من عمل بما يعلم كفي مالم يعلم وعن سفيان بن عيينة قال من رأى أنه خير من غيره فقد استكبر ثم ذكر ابليس وقال أحمد بن أبي الحواري قلت لسفيان بن عيينة مالزهد في الدنياقال إذا أنعم عليه فشكر واذا ابتلي ببلية فصبر فذلك الزهد قال علي ابن المديني كان سفيان اذا سئل عن شيء يقول لا أحسن فنقول من نسأل فيقول سل العلماء وسل الله التوفيق قال إبراهيم بن سعيد الجوهري سمعت ابن عيينة يقول الإيمان قول وعمل يزيد وينقص الطبراني حدثنا بشر بن موسى حدثنا الحميدي قيل لسفيان ابن عيينة إن بشرا المريسي يقول إن الله لايرى يوم القيامة فقال قاتل الله الدويبة ألم تسمع إلى قوله تعالى " كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون " فإذا احتجب عن الأولياء والاعداء فأي فضل للأولياء على الأعداء وقال أبو العباس السراج في تاريخه حدثنا عباس بن أبي طالب حدثناأبو بكر عبد الرحمن بن عفان سمعت ابن عيينة في السنة التي أخذوا فيها بشرا المريسي بمنى فقام سفيان في المجلس مغضبا فقال لقد تكلموا في القدر والاعتزال وأمرنا باجتناب القوم رأينا علماءنا هذا عمرو بن دينار وهذا محمد بن المنكدر حتى ذكر أيوب بن موسى والأعمش ومسعرامايعرفونه الاكلام الله ولانعرفه لا كلام الله فمن قال غير ذا فعليه لعنة الله مرتين فما أشبه هذا بكلام النصارى فلا تجالسوهم قال المسيب بن واضح سئل ابن عيينة عن الزهد قال الزهد فيما حرم الله فأما ما أحل الله فقد أباحكه الله فإن النبين قد نكحوا وركبوا ولبسوا وأكلوا لكن الله نهاهم عن شيء فانتهوا عنه وكنوا به زهادا وعن ابن عيينة قال إنما كان عيسى ابن مريم لايريد النساء لأنه لم يخلق من نطقة قال [[أحمد بن حنبل]] حدثنا سفيان قال لم يكن أحد فيما نعلم أشد تشبها بعيسى ابن مريم من أبي ذر وروى علي بن حرب سمعت سفيان بن عيينة في قوله ( والشهداء والصالحين ) قال الصالحون هم أصحاب الحديث وروى أحمد بن زيد بن هارون حدثنا إبراهيم بن المنذر سمعت ابن عيينة يقول أنا أحق بالبكاء من الحطيئة هو يبكي على الشعر وأنا أبكي على الحديث قال شيخ الإسلام عقيب هذا أراه قال هذا حين حصر في البيت عن الحديث لأنه اختلط قبل موته بسنة قلت هذا لا نسلمه فأين إسنادك به أخبرنا أحمد بن سلامة الحداد في كتابه أنبأنا مسعود الجمال وجماعة قالوا أخبرنا أبو علي الحداد أخبرنا أبو نعيم الحافظ حدثنا عبد الله بن جعفر حدثنا محمد بن عاصم الثقفي سمعت سفيان بن عيينة سنة سبع وتسعين يقول عاصم عن زر قال أتيت صفوان بن عسال فقال ماجاء بك قلت جئت ابتغاء العلم قال فإن الملائكة تضع اجنحتها لطالب العلم رضى لما يطلب قلت حك في نفسي أو صدري مسح على الخفين بعد الغائط والبول فهل سمعت من رسول الله صلىالله عليه وسلم في ذلك شيئا قال نعم كان يأمرنا إذا كنا سفرا أو مسافرين أن ننزع خفافنا ثلاثة أيام ولياليهن إلا من جنابة لكن من غائط أو بول أو نوم قلت هل سمعته يذكر الهوى قال نعم بينا نحن معه {{صل}} في مسيرإذ ناداه أعرابي بصوت له جهوري فقال يا محمد فأجابه على نحو من كلامه هاؤم قال أرأيت رجلاأحب قوما ولما يلحق بهم قال المرء مع من أحب ثم أنشأ يحدثنا أن من قبل المغرب بابا يفتح الله للتوبة مسيرة عرضه أربعون سنة فلا يزال مفتوحا حتى تطلع الشمس من قبله وذلك قوله تعالى " يوم يأتي بعض آيات ربك " الآية وبه قال ابن عاصم سمعت من ابن عيينة وأنا محرم لبعض النساء ومن حج بعدي لم يره مات سنة ثمان وتسعين ومئة أخبرنا أبو المعالي أحمد بن إسحاق بمصر أخبرنا أبو المحاسن محمد بن هبة الله بن عبد العزيز الدينوري ببغداد أخبرناعمي محمد بن عبد العزيز في سنة تسع وثلاثين وخمس مئة أخبرنا عاصم بن الحسن أخبرنا أبو عمر بن مهدي حدثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي إملاء حدثنا أبو موسىمحمد بن المثنى حدثناابن عيينة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن النبي {{صل}} لما جاء إلى مكة دخلها من اعلاها وخرج من أسفلها أخرجه الشيخان و[[أبو داود]] و[[الترمذي]] و[[النسائي]] أخبرنا أحمد بن إسحاق المصري أخبرنا أحمد بن يوسف والفتح ابن عبد السلام قالا أخبرنا محمد بن عمر القاضي أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد البزاز أخبرنا علي بن السكري أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي سنة ثلاث وثلاث مئة حدثنا يحيى بن معين حدثنا ابن عيينة عن حميد الأعرج عن سليمان بن عتيق عن جابر بن عبد الله أن النبي {{صل}} أمر بوضع الجوائح ونهى عن بيع السنين خرجه أبو داود عن يحيى أخبرنا عبد الحافظ بن بدران ويوسف بن أحمد قالا أخبرنا موسى بن عبد القادر سنة ثماني عشرة وست مئة أخبرنا سعيد بن أحمد بن البناء أخبرنا علي بن أحمد البندار أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الذهبي حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا سفيان عن [[الزهري]] عن سالم عن ابن عمر غعن زيد بن ثابت أن رسول الله {{صل}} رخص في العرايا أخبرنا عبد الحافظ بن بدران بنابلس أخبرنا الشيخ موفق الدين عبد الله بن أحمد المقدسي في سنة خمس عشرة وست مئة أخبرنا محمد بن عبد الباقي وكتب الي عبد الرحمن بن محمد الفقيه وجماعة أن القاضي أبا القاسم عبد الصمد بن محمد الأنصاري أخبرهم في سنة عشر وست مئة قال أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد قالا أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن محمد الأنباري خدثنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد بن أبي مسلم الفرضي حدثنا أبو بكر يوسف بن يعقوب الكاتب حدثنا بشر بن مطر حدثنا سفيان عن ابن أبي نجيح عن إبراهيم بن أبي بكر عن مجاهد في قوله عزوجل " لايحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم " قال ذلك في الضيافة إذا أتيت رجلا فلم يضفك فقد رخص لك أن تقول قال ابن داود في كتاب الشريعة حدثنا عبد الله بن محمد بن النعمان حدثنا ابن أبي بزةسمعت سفيان بن عيينة يقول لو صليت خلف من يقرأ بقراءة حمزة لأعدت وثبت مثل هذا عن ابن مهدي وعن حماد بن زيد نحوه وقال محمد بن عبد الله الحويطبي سمعت أبا بكر بن عياش يقول قراءة حمزة بدعة قلت مرادهم بذلك ما كان من قبيل الأداء كالسكت والاجتماع في نحو شاء وجاء وتغيير الهمز لا ما في قراءته من الحروف هذا الذي يظهر لي فإن الرجل حجة ثقة فيما ينقل قال محمود بن والان سمعت عبد الرحمن بن بشر سمعت ابن عيينة يقول غضب الله الداء الذي لا دواء له ومن استغنى بالله أحوج الله إليه الناس قال الحسين بن محمد القباني حدثني عبد الرحمن بن بشر قال سمعت ابن عيينة عشية السبت نصف شعبان سنة ست وتسعين ومئة يقول كمل لي في هذا اليوم تسع وثمانون سنة ولدت للنصف من شعبان سنة سبع ومئة قلت عاش إحدى وتسعين سنة في فاصل الرامهزمزي قال محمد بن الصباح الجرداني قال الخطيم في ابن عيينة
 
سيري نجاءوقاك الله من عطب * حتى تلاقي بعد البيت سفيانا
 
شيخ الأنام ومن حلت مناقبه * لاقى الرجال وحازالعلم ازمانا
 
حوى بيانا وفهما عاليا عجبا * اذا ينص حديثا نص برهانا
 
ترى الكهول جميعا عند مشهده * مستنصتين وشيخانا وشبانا
 
يضم عمرا إلى الزهري يسنده * وبعد عمرو إلى [[الزهري]] صفوانا
 
وعبدة وعبيد الله ضمهما * وابن السبيعي أيضا وابن جدعانا
 
فعنهم عن رسول الله يوسعنا * علما وحكما وتأويلا وتبيانا
 
وقال الرياشي قال الأصمعي يرثي ابن عيينة
 
ليبك سفيان باغي سنة درست * ومستبين أثارات وآثار
 
ومبتغي قرب إسناد وموعظة * وواقفيون من طار ومن ساري
 
أمست منازله وحشا معطلة * من قاطنين وحجاج وعمار
 
من الحديث عن الزهري يسنده * وللأحاديث عن عمرو بن دينار
 
ما قام من بعده من قال حدثنا * الزهري في أهل بدو أو بإحصار
 
وقد أراه قريبا من ثلاث مني * قد خف مجلسه من كل أقطار
 
بنو المحابر والاقلام مرهفة * وسماسمات فراها كل نجار
 
===إبراهيم بن عيينة===
[[../سفيان بن عيينة|أخوه]] إبراهيم بن عيينة أبو إسحاق محدث إمام خير ولد نحو سنة عشرين ومئة وسمع أبا حيان التيمي وطلحة بن يحيى وصالح بن حسان ومسعرا وليس بالمكثر ولا المجود. روى عنه يحيى بن معين والفلاس والعدني وعلي بن محمد الطنافسي وطائفة أخرهم موتا الحسن بن علي بن عفان. قال ابن معين كان مسلما صدوقا لم يكن من أصحاب الحديث وقال [[النسائي]] ليس بالقوي قيل توفي سنة تسع وتسعين ومئة
 
===الخلقاني===
الخلقاني ( ع ) إسماعيل بن زكريا المحدث الحافظ أبو زياد الكوفي الخلقاني مولده سنة ثمان ومئة وسمع وقد كبر من عاصم الأحول والعلاء بن عبد الرحمن وبريد بن عبد الله بن أبي بردة وإسماعيل بن أبي خالد وسليمان الأعمش وعبيد الله بن عمر وحجاج بن دينار وطبقتهم حدث عنه سعيد بن منصور ومحمد بن الصباح الدولابي وأبو الربيع الزهراني ومحمد بن سليمان لوين وجماعة اختلف قول يحيى بن معين فمرة يقول ثقة ومرة ضعفه ومرة يقول ليس به بأس وقال [[أحمد بن حنبل]] هو مقارب الحديث وقال الميموني قلت لأبي عبد الله كيف هو قال أما الأحاديث المشهورة التي يرويها فهو فيها مقارب الحديث ولكنه ليس ينشرح الصدر له هو شيخ ليس يعرف بالطلب قال الخطيب في تاريخه إسماعيل بن زكريا بن مرة أبو زياد الخلقاني مولى بني أسد بن خزيمة كوفي يلقب شقوصا نزل بغداد قال العقيلي حدثنا محمد بن أحمد حدثني إبراهيم بن الجنيد حدثنا أحمد بن الوليد بن أبان حدثني خالي إبراهيم سمعت إسماعيل الخلقاني شقوصا يقول الذي نادى من جانب الطور عبده علي بن أبي طالب وسمعته يقول هو الأول والآخر علي إسنادها مظلم فلعل إسماعيل هذا آخر زنديق غير الخلقاني توفي الخلقاني في سنة ثلاث وسبعين ومئة وقيل سنة أربع وعاش خمسا وستين سنة
 
===معتمر بن سليمان===
معتمر ( ع ) ابن سليمان بن طرخان الإمام الحافظ القدوة أبو محمد بن الإمام أبي المعتمر التيمي البصري وهو من موالي بني مرة ونسب إلى تيم لنزوله فيهم هو وأبوه حدث عن أبيه ومنصور بن المعتمر وأيوب وحميد وعمرو بن دينار البصري القهرمان وليث بن أبي سليم وفضيل بن مسيرة وإسحاق بن سويد وأشعث بن عبد الملك وإسماعيل بن أبي خالد وحبيب بن أبي محمد العجمي وبهز بن حكيم وخالد الحذاء وعبد الله ابن عبد الرحمن بن يعلي الطائفي وعاصم الأحول وعبيدالله بن عمر ومحمد بن عمرو ويونس بن عبيد وخلق كثير وينزل إلى أن يروي عن صاحبه عبد الرزاق كان من كبار العلماء حدث عنه [[ابن المبارك]] وعبد الرزاق والقعنبي والأصمعي ويحيى بن يحيى وموسى بن إسماعيل ومسدد وأحمد وإسحاق وعلي وابن أبي شيبة وأمية بن بسطام ونصر بن علي وعمروالفلاس وزياد الحساني وخليفة بن خياط والحسين بن الحسن المروزي والحسن بن عرفة وعمرو الناقد ومحمد بن عبد الأعلى الصنعاني وهارون بن سحاق ويحيى بن حبيب بن عربي ويعقوب الدورقي وأحمد بن المقدام وخلق عظيم قال ابن معين ثقة وقال أبو حاتم ثقة صدوق وقال معاذ بن معاذ سمعت قرة بن خالد يقول ما معتمر عندنا بدون سليمان التيمي وقال ابن سعد كان ثقة ولد سنة ست ومئة ومات بالبصرة سنة سبع وثمانين ومئة وقال محمد بن محبوب مات في المحرم سنة سبع وقال عمرو بن علي مات في صفر سنة سبع وهو ابن إحدى وثمانين سنة وقال سعيد بن عيسى الكريزي مات معتمر يوم قتل زبان الطليقي بالبصرة فكان الناس يقولون مات اليوم أعبد الناس وقتل أشطر الناس وفي كتاب السابق واللاحق للخطيب أن معتمرا روى عنه [[سفيان الثوري]] والحسن بن عرفة وبينهما في الموت ست وتسعون سنة فإن الثوري مات سنة إحدى وستين ومئة وأعلى ما يروي اليوم حديث معتمر في جزء ابن عرفة فأخبرنا أحمد بن سلامة وغيره إجازة عن عبد المنعم بن كليب أخبرنا علي بن بيان أخبرنا محمد بن محمد أخبرنا إسماعيل الصفار حدثنا الحسن بن عرفة حدثنا المعتمر بن سليمان التيمي سمعت عاصما الأحول يقول حدثني شرحبيل أنه سمع أبا هريرة وأبا سعيد وابن عمر يحدثون أن نبي الله {{صل}} قال الذهب بالذهب وزنا بوزن مثلا بمثل من زاد أو ازداد فقد أربى إن لم أكن سمعته منهم فأدخلني الله النار هذا حديث غريب عال وشرحبيل بن سعد مدني ليس بقوي
 
===مروان بن أبي حفصة===
{{سير أعلام النبلاء/شعراء}}
 
مروان بن أبي حفصة رأس الشعراء أبو السمط وقيل أبو الهندام مروان بن سليمان ابن يحيى بن أبي حفصة يزيد مولى مروان بن الحكم الأموي أعتقه مروان يوم الدار لكونه بين يومئذ وقيل بل كان أبو حفصة طبيبا يهوديا فأسلم علي يد عثمان أو يد مروان ويقال إن أبا حفصة من سبي اصطخر وكان مروان بن أبي حفصة من أهل اليمامةفقدم بغداد ومدح المهدي والرشيد قال ابن المعتز أجود ماله اللامية التي فضل بها على شعراء زمانه في معن بن زائدة فأجازه عليها بمال عظيم قال وأخذ من خليفة على بيت واحدثلاث مئة ألف درهم قلت فمن اللامية
 
بنو مطر يوم اللقاء كأنهم * أسود لها في بطن خفان أشبل
 
هم يمنعون الجار حتى كأنما * لجارهم بين السماكين منزل
 
تجنب لا في القول حتى كأنه * حرام عليه قول لا حين يسأل
 
تشابه يوماه علينا فأشكلا * فلا نحن ندري أي يوميه أفضل
 
أيوم نداه العمر أم يوم بأسه * وما منهما إلا أغر محجل
 
بهاليل في الاسلام سادوا ولم يكن * كأولهم في الجاهلية أول
 
هم القوم إن قالوا أصابوا وإن دعوا * أجابوا وإن أعطوا أطابوا وأجزلوا
 
فما يتسطيع الفاعلون فعالهم * وان أحسنوا في النائبات وأجملوا
 
ويروى أن ولدا لمروان بن أبي حفصة دخل على الأمير شراحبيل بن معن فأنشده
 
أيا شرحبيل بن معن بن زائدة * يا أكرم الناس من عجم ومن عرب
 
أعطى أبو ك أبي مالا فعاش به * فأعطني مثل ما أعطى أبوك أبي
 
ما حل قط أبي أرضا أبوك بها * الاوأعطاه قنطارا من الذهب
 
فأعطاه شراحبيل قنطارا من الذهب مات مروان سنة اثنيتن وثمانين ومئة
 
حفيده هو '''مروان بن أبي الجنوب ''' بن مروان بن أبي حفصة من فحول الشعراء في زمانه ويقال له مروان الأصغر
 
===مبارك بن سعيد===
مبارك ( دت ) ابن سعيد بن مسروق الفقيه المحدث أبو عبد الرحمن الثوري الكوفي الضرير نزيل بغداد وحدث عن أبيه وعاصم بن أبي النجود وغيرهما روى عنه [[ابن المبارك]] مع تقدمه وأبو النضر ويحيى بن يحيى ويحيى بن معين والحسن بن عرفة وآخرون يقع حديثه عاليا في جزء ابن عرفة وهو ثقة صالح الحديث توفي سنة ثمانين ومئة وهو أخو [[سفيان الثوري]]
 
===معاذ بن مسلم===
{{سير أعلام النبلاء/نحويون}}
 
معاذ بن مسلم شيخ النحو أبو مسلم الكوفي النحوي الهراء مولى محمد بن كعب القرظي روى عن عطاء بن السائب وغيره وما هو بمعتمد في الحديث وقد نقلت عنه حروف في القراءات. أخذ عنه الكسائي ويقال إنه صنف في العربية ولم يظهر ذلك وكان شيعيا معمرا مات أولاده وأحفاده وهو باق وكان يصغر نفسه قال عثمان بن أبي شيبة رأيته يشد أسنانه بالذهب وفيه يقول سهل بن أبي غالب الخزرجي
 
إن معاذ بن مسلم رجل * ليس لميقات عمره أمد
 
قد شاب رأس الزمان واكتهل * ال دهر وأثواب عمره جدد
 
قل لمعاذ إذا مررت به * قد ضج من طول عمرك الأبد
 
يا بكر حواء كم تعيش وكم * تسحب ذيل البقاء يا لبد
 
قد أصبحت دار آدم خربت * وأنت فيها كأنك الوتد
 
نسأل غربانها إذا نعبت * كيف يكون الصداع والرمد
 
مصححا كالظليم ترفل في * برديك مثل السعير تتقيد
 
صاحبت نوحا ورضيت بغلة ذي ال * قرنين شيخا لولدك الولد
 
فارحل ودعنا فإن غايتك ال * موت وإن شد ركنك الجلد
 
ولبد هو آخر نسور لقمان الذي عمر وكان معاذ صديقا للكميت الشاعر يقال عاش تسعين عاما وتوفي سنة سبع وثمانين ومئة وله شعر قليل والهراء هو الذي يبيع الثياب الهروية ولولا هذه الكلمة السائرة لما عرفنا هذا الرجل وقل ما روى
 
===علي بن مسهر===
علي بن مسهر العلامة الحافظ أبو الحسن القرشي الكوفي قاضي الموصل أخو قاضي جبل عبد الرحمن بن مسهر ذاك المغفل الذي بلغه أن المأمون قادم على ناحية جبل فكلم أهل جبل ليثنوا عليه عند المأمون فوجد منهم فتورا وأخلفوه الموعد فلبس ثيابه وسرح لحيته ووقف على جانب دجلة فلما حاذاه المأمون سلم بالخلافة وقال يا أمير المؤمنين نحن في عافية وعدل بقاضينا ابن مسهر فغلب الضحك على يحيى بن أكثم فعجب منه المأمون وقال ما بك قال يا أمير المؤمنين إن الذي يبالغ في الثناء على قاضي جبل هو القاضي فضحك المأمون كثير ثم قال ليحيى اعزل هذا فإنه أحمق فأما علي هذا فكان من مشايخ الإسلام ولد في حدود العشرين ومئة سمع يحيى بن سعيد الأنصاري ومطرف بن طريف وهشام بن عروة وعاصما الأحول والمختار بن فلفل والأعمش وأبا إسحاق الشيباني وأبا حيان التيمي وداود بن أبي هند وأجلح بن عبد الله وأشعث بن سوار وبريد بن عبد الله بن أبي بردة وإسماعيل بن أبي خالد وزكريا بن أبي زائدة وسعد بن طريف الإسكاف وعبيد الله بن عمر وموسى الجهني ويزيد بن أبي زياد وأبا مالك الأشجعي وخلقا كثيرا حدث عنه خالد بن مخلد وزكريا بن عدي ومعلى بن منصور الرازي وفروة بن أبي المغراء وإسماعيل بن أبان الوراق وإسماعيل بن الخليل وبشر بن آدم الضرير والسري السقطي وأبو بكر بن أبي شيبة وسهل بن عثمان وسويد بن سعيد وعبد الله بن عامر بن زرارة وعلي بن حجر وعثمان بن أبي شيبة وعلي ابن حكيم الاوي وعلي بن سعيد ابن مسروق ومحرز بن عون ومحمد بن عبيد المحاربي ومنجب ابن الحارث وأب همام السكوني وهناد وخلق سواهم قال [[أحمد بن حنبل]] هو أثبت من أبي معاوية في الحديث وقال عثمان بن سعيد قلت لابن معين علي بن مسهر أحب إليك أو أبو خالد الأحمر فقال علي أحب إلي قلت فعلي ويحيى بن أبي زائدة فقال كلاهما ثقتان قال يحيى بن معين قال عبد الله بن نمير كان علي بن مسهر يجيئني فيسألني كيف حديث كذا وكان قد دفن كتبه قال يحيى علي أثبت من ابن نمير وقال أحمد بن عبد الله العجلي علي بن مسهر قرشي من أنفسهم كان ممن جمع الحديث والفقه ثقة وقال شيخنا أبو الحجاج هو من خزيمة بن لؤي بن غالب وهم عائذة قريش وقال أبو زرعة صدوق ثقة وعن يحيى بن معين قال ولي قضاء إرمينية فلما سار إليها اشتكى عينه فجعل يختلف إليه متطبب فقال القاضي الذي كان بإرمينية أكحله بشيء يذهب عينه حتى أعطيك كذا وكذا فكحله بشيء فذهبت عينه فرجع إلى الكوفة أعمى قال أبو بكر بن منجويه مات سنة تسع وثمانين ومئة أخبرنا عبد الحافظ بن بدران ويوسف بن أحمد قالا أخبرنا موسى بن الشيخ عبد القادر الجيلي أخبرنا سعيد بن أحمد أخبرنا علي بن أحمد البندار أخبرنا أبو طاهر المخلص حدثنا عبد الله ابن محمد البغوي حدثنا علي بن مسهر قاضي الموصل عن سعد بن طارق عن ربعي بن حراش عن حذيفة بن اليمان قال قال رسول الله ( إن حوضي لأبعد من أيلة وعدن والذي نفسي بيده لآنيته أكثر من عدد النجوم وهو أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل والذي نفسي بيده إني لأذود عنه الرجال كما يذود الرجل الغريبة من الإبل عن حوضه قال قيل يا رسول الله وهل تعرفنا يومئذ قال نعم تردون علي غرا محجلين من آثار الوضوء ليست لأحد غيركم ( هذا حديث صحيح أخرجه مسلم و[[بن ماجه]] عن عثمان وهو ابن أبي شيبة
 
===غنجار===
غنجار ( خت ق ) محدث بخارى الشيخ أبو أحمد عيسى بن موسى البخاري الأزرق غنجار له رحلة ومعرفة حدث عن [[سفيان الثوري]] وعيسى بن عبيد الكندي وورقاء بن عمر وأبي حمزة السكري وخلق حدث عنه يحير بن النضر ومحمد بن سلام البيكندي وإسحاق ابن حمزة البخاري ومحمد بن أمية الساوي ومحمد بن الفضل وآخرون قال الحاكم هو إمام عصره طلب الحديث على كبر السن ورحل وهو في نفسه صدوق تتبعت رواياته عن الثقات فوجدتها مستقيمة يروي عن أكثر من مئة شيخ من المجهولين قلت له حديث معلق في [[صحيح البخاري]] وهو روى عيسى عن رقبة عن قيس بن مسلم في بدء الخلق وقد سقط رجل بين عيسى ورقبة وهو أبو حمزة السكري وما أدرك غنجار رقبة توفي غنجار في آخر سنة ست وثمانين ومئة قال الدراقطني غنجار لا شيء أنبأنا عبد الرحمن بن محمد وفاطمة بنت علي قالا أخبرنا عمر بن محمد أخبرنا ابن الحصين أخبرنا ابن غيلان أخبرنا أبو إسحاق المزكي أخبرنا أحمد بن حمدون بن رستم قال قلت ببلخ لمحمد بن الفضل البخاري حدثكم عيسى بن موسى غنجار حدثنا أبو حمزة السكري عن الأعمش عن أيوب عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال قال رسول الله {{صل}} لا يقولن أحدكم للعنب الكرم فإنما الكرم قلب ابن آدم فأقر به وقال نعم غريب ما رواه عن الأعمش عن أيوب غير أبي حمزة ولا عنه سوى غنجار وقع لنا عاليا رواه الطبراني في معجمه عن محمد بن إبراهيم الرازي حدثنا إبراهيم بن محمد المؤدب حدثنا أبي حدثنا غنجار
 
===عيسى بن يونس===
عيسى بن يونس ( ع ) ابن أبي إسحاق عمرو بن عبد الله الإمام القدوة الحافظ الحجة أبو عمرو وأبو محمد الهمداني السبيعي الكوفي المرابط بتغر الحدث أخو الحافظ إسرائيل أخبرنا أبو حفص عمر بن غدير الطائي أخبرنا عبد الصمد بن محمد أخبرنا علي بن المسلم أخبرنا الحسين بن محمد أخبرنا محمد بن أحمد الغساني أخبرنا عبد الله بن علي بن إبراهيم العمري بالموصل حدثنا عبد الله بن عبد الصمد بن أبي خداش حدثنا عيسى بن يونس عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قضى رسول الله {{صل}} في الجنين بغرة عبد أو أمة أو فرس أو بغل هذا حديث غريب جدا قرأت على أحمد بن هبة الله عن عبد المعز بن محمد أخبرنا تميم المؤدب أخبرنا أبو سعيد===الكنجروذي أخبرنا أبو عمرو بن حمدان حدثنا أبو يعلي حدثنا أحمد بن جباب حدثني عيسى بن يونس عن هشام بن عروة عن أبيه عن ابن عمر قال قال رسول الله {{صل}} غيروا الشيب ولا تشبهوا باليهود أخرجه [[النسائي]] عن عثمان بن خرزاذ عن أحمد بن جناب حدث عن أبيه وأخيه ولم يدرك السماع من جده كان صبيا في زمانه وروى أيضا عن سليمان التيمي وهشام بن عروة وأبي حيان التيمي والجريري وزكريا بن أبي زائدة والأعمش وإسماعيل بن أبي خالد وطلحة بن يحيى وعبد الملك بن أبي سليمان وعبيدالله بن أبي زياد القداح وعمر بن سعيد بن أبي حسين وعوف ومجالد وعبيدالله بن عمر ويحيى بن سعيد الأنصاري وعمر مولى غفرة وحسين المعلم وهشام بن حسان وابن أبي ليلى ومعمر و[[الأوزاعي]] وشعبة ومسعر والثوري وخلق كثير وكان واسع العلم كثير الرحلة وافر الجلالة حدث عنه بقية وابن وهب والوليد بن مسلم وإسماعيل بن عياش وطائفة من أقرانه وحدث عنه حماد بن سلمة أحد شيوخه والحكم بن موسى وبشر الحافي وسليمان بن بنت شرحبيل وأبو بكر بن أبي شيبة وإسحاق بن راهويه وعلي بن حجر وعلي بن خشرم ومسدد وعمرو الناقد ومحمد بن مهران الجمال ومؤمل بن الفضل ونصر بن علي الجهضمي ويحيى بن معين ويزيد بن موهب ويعقوب الدورقي وهشام بن عمار وأبو نعيم الحلبي وأحمد بن جناب وأحمد بن عبدة الضبي والحسن بن عرفة وسعيد بن يحيى الأموي وسفيان ووكيع والنفيلي وأمم سواهم وقد حدث عنه أبوه بن يونس بن أبي إسحاق ومات أبوه قبل ابن عرفة بأكثر من مئة عام وثقه أحمد وأبو حاتم والنسائي وابن خراش وطائفة قال [[أحمد بن حنبل]] هو أصح حديثا من أبيه قيل له فإسرائيل قال ما أقربهما وقال المروذي عن أحمد ثبت وكنا نخبر أنه سنة في الغزو وسنة في الحج وقد قدم بغداد في شيء من أمر الحصون فأمر له بمال فأبى أن يقبله الأثرم عن أحمد قال كان عيسى بن يونس يسند حديث عاشة أن النبي {{صل}} كان يقبل الهدية ويثبت عليها والناس يرسلونه وكذا قال ابن معين قال عثمان بن سعيد سألت يحيى بن معين قلت فعيسى بن يونس أحب إليك أو أبو معاوية فقال ثقة وثقة وقال حرب بن إسماعيل سئل علي ابن المديني عن عيسى بن يونس فقال بخ بخ ثقة مأمون وقال ابن عمار هو أثبت من إسرائيل عيسى حجة وقال العجلي ثقة ثبت يسكن الثغر وقيل إنه زار ابن عيينة فقال مرحبا بالفقيه ابن الفقيه ابن الفقيه قال أبو زرعة كان حافظا وقال أبو همام السكوني حدثنا عيسى بن يونس الثقة الرضى وقال ابن راهويه قلت لوكيع إني أريد أن أذهب إلى عيسى بن يونس قال تأتي رجلا قد قهر العلم إبراهيم بن هاشم البغوي سمعت بشر بن الحارث يقول كان عيسى بن يونس يعجبه خطي فكان يأخذ القرطاس فيقرؤه علي قال كتبت من نسخة قوم شيئا ليس من حديثه قال كأنهم لما رأوا إكرامه لي أدخلوا عليه في حديثه قال فجعل يقرأ علي ويضرب على تلك الأحاديث فغمني ذلك فقال لا يغمك لو كان واوا ما قدروا أن يدخلوه علي أو قال لو كان واوا لعرفته وروى حنبل عن أبي نعيم أنه فضل عيسى بن يونس على إبراهيم بن يوسف السبيعي وقال لم يسمع إبراهيم من أبيه د قال أحمد بن داود الحداني سمعت عيسى بن يونس يقول لم يكن من أسناني أو قال من أترابي أبصر بالنحو مني فدخلني منه نخوة فتركته قال ورأيت فرجا خادم أمير المؤمنين جاء إلى عيسى وهو قاعد بدرب الحدث على بابه فكلمه فما رفع به رأسا ولا نظر إليه فانصرف ذليلا أبو سعيد الأشج حدثنا عمر بن أبي الرطيل عن أبي بلال الأشعري عن جعفر البرمكي قال ما رأينا في القراء مثل عيسى بن يونس أرسلنا إليه فأتانا بالرقة فاعتل قيل أن يرجع فقلت له يا أبا عمرو قد أمرنا لك بعشرة آلاف فقال هيه قلت خمسون ألفا قال لا حاجة لي فيها فلقت ولم والله لأهنينكها هي والله مئة ألف قال لا والله لايتحدث أهل العلم أني أكلت للسنة ثمنا ألا كان هذا قبل أن ترسلوا إلي فأما على الحديث فلا ولا شربة ماء ولا أهليلجة قال أحمد بن داود وسمعت محمد بن عبيد الطنافسي يقول لأصحاب الحديث ألا تكونون مثل عيسى بن يونس كان إذا أقبل الي الأعمش ومعه الشباب والشيوخ ينظرون إليه والى هديه وسمته وروى محمود بن غيلان عن محمد بن عبيد قال رأيت أصحاب الأعمش الذين لا يفارقونه عيسى بن يونس وأبو بكر بن عياش وحفص بن غياث الحسن بن علي الحلواني عن محمد بن داود سمعت عيسى ابن يونس يقول أربعون حديثا حدثنا بها الأعمش فيها ضرب الرقاب لم يشركني فيها غير محمد ين إسحاق وربما قال له الأعمش من معك فيقول عيسى فيقول ادخلا وأجيفا الباب وكان يسأله عن حديث الفتن إبراهيم بن موسى عن الوليد بن مسلم قال ما أبالي من خالفني في [[الأوزاعي]] ما خلا عيسى بن يونس فإني رأيت أخذه أخذا محكما قال أحمد بن جناب غزا عيسى بن يونس خمسا وأربعين غزوة وحج كذلك قال يحيى بن معين رأيت عيسى بن يونس عليه قباء محشو وخفان أحمران يعني كان بزي الأجناد وقال محمد بن المنكدر الكندي جاء المأمون إلى عيسى بن يونس فسمع منه فأعطاه عشرة آلاف فردها قال أحمد بن جناب وسليمان بن عمرو وعلي بن بحر وعبد الله بن جعفر مات سنة سبع وثمانين وقال المدائني ومحمد بن المثنى والداني ومحمد بن مصفى سنة ثمان وثمانين زاد ابن مصفى في نصف شعبان
 
===أبو بكر بن عياش===
أبو بكر بن عياش ( خ ع ) ابن سالم الأسدي مولاهم الكوفي الحناط بالنون المقرئ الفقيه المحدث شيخ الإسلام وبقيه الأعلام مولى واصل الأحدب وفي اسمه أقوال أشهرها شعبة فإن أبا هاشم الرفاعي وحسين ابن عبد الأول سألاه عن اسمه فقال شعبة وسأله يحيى بن آدم وغيره عن اسمه فقال اسمي كنيتي وأما النسائي فقال اسمه محمد وقيل اسمه مطرف وقيل رؤبة وقيل عتيق وقيل سالم وقيل أحمد وعنترة وقاسم وحسين وعطاء وحماد وعبد الله قال هارون بن حاتم سمعته يقول ولدت سنة خمس وتسعين قال أبو بكر القرآن وجوده ثلاث مرات على عاصم بن أبي النجود وعرضه أيضا فيما بلغنا عن عطاء بن السائب وأسلم المنقري وحدث عن عاصم وأبي إسحاق السبيعي وعبد الملك بن غمير وإسماعيل السدي وصالح مولى عمرو بن حريث حدثه عن أبي هريرة وحصين بن عبد الرحمن وأبي حصين عثمان بن عاصم وحميد الطويل والأعمش وهشام بن حسان ومنصور بن المعتمر ومغيرة بن مقسم ومطرف بن طريف ويحيى بن هانئ المرادي ودهثم بن قران وسفيان التمار وحبيب بن أبي ثابت وهو من كبار شيوخه وعبد العزيز بن رفيع وهشام بن عروة وخلق سواهم حدث عنه [[ابن المبارك]] والكائي ووكيع وأبو داود وأحمد ابن حنبل ومحمد بن عبد الله بن نمير وإسحاق بن راهويه وأبو بكر ابن أبي شيبة وأبو كريب وعلي بن محمد الطنافسي والحسن بن عرفة وأبو هشام الرفاعي ويحيى الحماني وهناد بن السري وخلق كثير آخرهم موتا أحمد بن عبد الجبار العطاردي وتلا عليه جماعة منهم أبو الحسن الكسائي ومات قبله ويحيى العليمي وأبو يوسف الأعشى وعبد الحميد بن صالح البرجمي وعروة بن محمد الأسدي وعبد الرحمن بن أبي حماد وأخذ عنه الحروف تحريرا وإتقانا يحيى بن آدم ذكره [[أحمد بن حنبل]] فقال ثقة ربما غلط صاحب قرآن وخير قال أبو حاتم سمعت علي بن صالح الأنماطي سمعت أبا بكر ابن عياش يقول القرآن كلام الله ألقاه إلى جبريل وألقاه جبريل إلى محمد {{صل}} منه بدأ وإليه يعود وقال ابن المبارك ما رأيت أحدا أسرع إلى السنة من أبي بكر بن عياش وقال يحيى بن معين ثقة وقال غير واحد إنه صدوق وله أوهام وقال أحمد كان يحيى بن سعيد لا يعبأ بأبي بكر وإذا ذكر عنده كلح وجهه وروى مهنا بن يحيى عن أحمد بن حنبل قال أبو بكر كثير الغلط جدا وكتبه ليس فيها خطأ قال علي ابن المديني سمعت يحيى القطان يقول لو كان أبو بكر بن عياش بين يدي ما سألته عن شيء ثم قال إسرائيل فوقه قال محمد بن عبد الله بن نمير أبو بكر ضعيف في الأعمش وغيره وقال عثمان الدارمي أبو بكر وأخوه حسن ليسا بذاك وقال ابن أبي حاتم سألت أبي عن أبي بكر وأبي الأحوص فقال ما أقربهما لا أبالي بأيهما بدأت وقال أبي أبو بكر وشريك في الحفظ سواء غير أن أبا بكر أصح كتابا وقال نعيم بن حماد سمعت أبا بكر يقول سخاء الحديث كسخاء المال قلت فأما حاله في القراءة فقيم بحرف عاصم وقد خالفه حفص في أزيد من خمس مئة حرف وحفص أيضا حجة في القراءة لين في الحديث وقد وقع لي حديث أبي بكر عاليا فأنبأنا أحمد بن سلامة والخضر بن عبد الله بن حمويه وأحمد بن أبي عصرون عن أبي الفرج بن كليب أخبرنا علي بن بيان أخبرنا محمد بن محمد أخبرنا إسماعيل بن محمد حدثنا الحسن بن عرفة حدثني أبو بكر بن عياش عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب قال خرج رسول الله {{صل}} وأصحابه فأحرمنا بالحج فلما قدمنا مكة قال اجعلوا حجكم عمرة فقال الناس يا رسول الله فكيف نجلعها عمرة وقد أحرمنا بالحج قال انظروا الذي آمركم به فافعلوا فردوا عليه القول فغضب ثم انطلق حتى دخل على عائشة غضبان فرأت الغضب في وجهه فقالت من اغضبك أغضبه الله قال ومالي لا أغضب وأنا أمر بالأمر فلا اتبع هذا حديث صحيح من العوالي يرويه عدة في وقتنا عن النحيب وابن عبد الدائم بسماعهما من ابن كليب أخرجه [[بن ماجة]] عن الثقة عن أبي بكر قال عثمان بن أبي شيبة أحضر [[هارون الرشيد]] أبا بكر بن عياش من الكوفة فجاء ومعه وكيع فدخل ووكيع يقوده فأدناه الرشيد وقال له قد أدركت أيام بني أمية وأيامنا فأينا خير قال أنتم أقوم بالصلاة وأولئك كانوا أنفع للناس قال أجازه الرشيد بستة آلاف دينار وصرفه وأجاز وكيعا بثلاثة آلاف رواها محمد بن عثمان عن أبيه قال أبو داود حدثنا حمزة بن سعيد المروزي وكان ثقة قال سألت أبا بكر بن عياش فقلت قد بلغك ما كان من أمر ابن علية في القرآن قال ويلك من زعم أن القرآن مخلوق فهو عندنا كافر زنديق عدو الله لا نجالسه ولا نكلمه روى يحيى بن أيوب عن أبي عبد الله النخعي قال لم يفرش لأبي بكر بن عياش فراش خمسين سنة ابن أبي شيخ حدثنا يحيى بن سعيد قال زاملت أبا بكر بن عياش إلى مكة فما رأيت أورع منه لقد أهدى له رجل رطبا فبلغه أنه من بستان أخذ من خالد بن سلمة المخزومي فأتى آل خالد فاستحلهم وتصدق بثمنه قال أبو عبد الله المعيطي رأيت أبا بكر بن عياش بمكة جاءه سفيان ابن عيينة فبرك بين يديه فجاء رجل يسأل سفيان عن حديث فقال لا تسألني عن حديث ما دام هذا الشيخ قاعدا رواها يعقوب بن شيبة عن المعيطي وقال فجعل أبو بكر يقول يا سفيان كيف أنت وكيف عائلة أبيك قال أحمد بن حنبل سمعت أبا بكر يقول قال لي عبد الملك بن عمير حدثني وكنت أحدث أبا إسحاق السبيعي فيستمع إلى وكنت أحدث الأعمش فيستعيدني قال أبو هشام الرفاعي سمعت أبا بكر يقول أنا أكبر من [[سفيان الثوري]] بسنتين وقال [[سفيان بن عيينة]] أبو بكر أكبر مني بعشر سنين وقال الأخنسي سمعت أبا بكر يقول والله لو أعلم أن أحدا يطلب الحديث بمكان كذا وكذا لأتيت منزله حتى أحدثه وعن محمد بن عيسى بن الطباع قال شهد أبو بكر بن عياش عند شريك فكأنه رأى من شريك استخفافا فقال أعوذ بالله أن أكون جبارا قال فقال شريك ما كنت أظن أن هذا الحناط هكذا أحمق وقال أبو أحمد الزبيري كنت عند الثوري وكان أبو بكر بن عياش غائبا فجاءه أخوه الحسن بن عياش فقال سفيان أيش حال شعبة قدم بعد يعني أخاه وقال بشر الحافي قال عيسى بن يونس سألت أبا بكر بن عياش عن الحديث فقال إن كنت تحب أن تحدث فلست بأهل أن تؤتى وإن كنت تكره أن تؤتى فبالحري أن تنجو قال يعقوب الفسوي سمعت أحمد بن يونس وذكروا له حديثا أنكروه من حديث أبي بكر عن الأعمش فقال كان الأعمش يضرب هؤلاء ويشتمهم ويطردهم وكان ياخذ بيد أن أبي بكر فيجلس معه في زاوية لحال القرآن وقال أبو هشام الرفاعي قال أبو بكر بن عياش للحسن بن الحسن بالمدينة ما أبقت الفتنة منك فقال وأي فتنة رأيتني فيها قال رأيتهم يقبلون يدك ولا تمنعهم أبو هشام الرفاعي سمعت أبا بكر بن عياش يقول أبو بكر الصديق خليفة رسول الله {{صل}} في نص القرآن لأن الله تعالى يقول " للفقراء المهاجرين الذين آخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون " قال فمن سماه الله صادقا فليس يكذب، هم قالوا يا خليفة رسول الله {{صل}}
 
قال يعقوب بن شيبة الحافظ كان أبو بكر معروفا بالصلاح البارع وكان له فقه وعلم الأخبار وفي حديثه اضطراب وقال أبو نعيم الفضل بن دكين لم يكن في شيوخنا أحد أكثر غلطا من أبي بكر وقال يزيد بن هارون كان أبو بكر بن عياش فاضلا لم يضع جنبه على الأرض أربعين سنة وقال يحيى بن عبد الحميد الحماني حدثني أبو بكر بن عياش قال جئت ليلة إلى زمزم فاستقيت منه دلوا لبنا وعسلا قال أبو هشام الرفاعي سمعت أبابكر يقول الخلق أربعة معذور ومخبور ومجبور ومثبور فالمعذور الهائم والمخبور ابن آدم والمجبور الملك والمثبور الجن وعن أبي بكر بن عياش قال أدنى السكوت السلامة وكفى به عافية وأدنى ضرر المنطق الشهرة وكفى بها بلية روى عثمان بن سعيد الدارمي عن يحيى بن معين قال الحسن ابن عياش واخوه أبو بكر ثقتان قال أحمد بن يزيد سمعت أبا بكر بن عياش يقول سمعت الأعمش يقول لأصحاب الحديث إذا حدث بثلاثة أحاديث قد جاءكم السيل وأنا اليوم مثل الأعمش فقلت من فوائد أبي عمرو أحمد بن محمد النيسابوري حدثنا أبو تراب محمد بن الفرج قال سمعت خالد بن عبد الله الكوفي يقول كان في سكة أبي بكر بن عياش كلب إذا رأى صاحب محبرة حمل عليه فأطعمه أصحاب الحديث شيئا فقتلوه فخرج أبو بكر فلما رآه ميتا قال إنا لله ذهب الذي كان أمر بالمعروف وينهى عن المنكر قال يحيى بن آدم قال لي أبو بكر تعلمت من عاصم القرآن كما يتعلم الصبي من المعلم فلقي مني شدة فما احسن غير قراءته وهذا الذي أحدثك به من القراءات إنما تعلمته من عاصم تعلما وفي رواية عن أبي بكر قال أتيت عاصما وأنا حدث وقال هارون بن حاتم سمعت رجلا أنه سأل أبا بكر اقرأت على أحد غير عاصم قال نعم على عطاء بن السائب وأسلم المنقري هذا إسناد لم يصح قال يحيى بن آدم عن أبي بكر بن عياش قال تعلمت القرآن من عاصم خمسا خمسا ولم أتعلم من غيره ولا قرآت على غيره يحيى عن أبي بكر قال اختلفت إلى عاصم نحوا من ثلاث سنين في الحر والشتاء والمطر حتى ربما استحييت من أهل مسجد بني كاهل وقال لي عاصم أحمد الله تعالى فإنك جئت وما تحسن شيئا فقلت إنما خرجت من المكتب ثم جئت إليك قال فلقد فارقت عاصما وما أسقط من القرآن حرفا قال عبيد بن يعيش سمعت أبا بكر يقول ما رأيت أحدا أقرأ من عاصم فقرآت عليه ومارأيت أحدا أفقه من المغيرة فلزمته وعن أبي بكر بن عياش قال الدخول في العلم سهل لكن الخروج منه إلى الله شديد وعن بشر بن الحارث سمع أبا بكر بن عياش يقول ما ملكي ادعوا الله لي فإنكما أطوع لله مني وقد روي من وجوه متعددة أن أبا بكر بن عياش مكث نحوا من أربعين سنة يختم القرآن في كل يوم وليلة مرة وهذه عبادة يخضع لها ولكن متابعة السنة أولى فقد صح أن النبي {{صل}} نهى عبد الله بن عمرو أن يقرأ القرآن في أقل من ثلاث وقال عليه السلام لم يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث قال أبو العباس بن مسروق حدثنا يحيى الحماني قال لما حضرت أبا بكر الوفاة بكت أخته فقال لها ما يبكيك انظري إلى تلك الزاوية فقد ختم أخوك فيها ثمانية عشر ألف ختمة قال سفيان بن عيينة قال لي أبو بكر بن عياش رأيت الدنيا في النوم عجوزا مشوهة وروى ابن أبي الدنيا عن محمد بن عبيد القرشي وهو والده إن شاء الله قال قال أبو بكر بن عياش وددت أنه صفح لي عما كان مني في الشباب وأن يدي قطعتا سئل أبو بكر عن القرآن فقال هو كلام الله غير مخلوق وعن أبي بكر قال إمامنا يهمز مؤصدة فأشتهي أن أسد أذني اذا همزها قال أحمد بن يونس قلت لأبي بكر بن عياش لي جار رافضي قد مرض قال عده مثل ما تعود اليهودي والنصراني لا تنوي فيه الأجر قال يوسف بن يعقوب الصفار سمعت أبا بكر يقول ولدت سنة سبع وتسعين وأخذت رزق عمر بن عبد العزيز ومكثت خمسة أشهر ما شربت ماء ما أشرب إلا النبيذ قلت النبيذ الذي هو نقيع التمر ونقيع الزبيب ونحو ذلك والفقاع حلال شربه وأما نبيذ الكوفيين الذي يسكر كثيره فحرام الاكثار منه عند الحنفيةو وسائر العلماء وكذلك يحرم يسيره عنه الجمهور ويترخص فيه الكوفيون وفي تحريمه عدة أحاديث وكان الإمام أبو بكر قد قطع الإقراء قبل موته بنحو من عشرين سنة ثم كان يروي الحروف فقيدها عنه يحيى بن آدم عالم الكوفة واشتهرت قراءة عاصم من هذا الوجه وتلقتها الأمة بالقبول وتلقاها أهل العراق وأما الحديث فيأتي أبو بكر فيه بغرائب ومناكير قال محمد بن المثنى ذكرت لعبد الرحمن بن مهدي حديث أبي بكر ابن عياش عن منصور عن مجاهد عن [[سعيد بن المسيب]] قال قال عمر لا تقطع الخمس إلا في خمس وحديث مطرف عن الشعبي أن عمر قال لايرث قاتل خطاء ولا عمدا حدث بهما أبو بكر فأيهما أنكر عندك وكان حديث مطرف عندي أنكر فقال حديث منصور ثم قال عبد الرحمن قد سمعتهما منه أربعين سنة قال أحمد بن عبد الله بن يونس حدثنا أبو بكر عن هشام عن [[بن سيرين]] عن أبي هريرة قال أتى رجل أهله فرأى ما بهم من الخصاصه فخرج إلى البرية فقالت امرأته اللهم ارزقنا ما يعتجن ويختبز قال فإذا الجفنة ملأى عجينا وإذا الرحى تطحن واذا التنور ملأى جنوب شواء فجاء زوجها فقال عندكم شيء قال نعم رزق الله فجاء فكنس ما حول الرحى فذكر ذلك لرسول الله {{صل}} فقال لو تركها لدارت أو لطحنت إلى يوم القيامة فهذا حديث منكر قال [[أحمد بن حنبل]] كان يحيى بن سعيد ينكر حديث أبي بكر بن عياش عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد قال ذكر عند [[ابن مسعود]] امرآة فقالوا إنها تغتسل ثم تتوضأ فقال أما أنها لو كانت عندي لم تفعل ذلك قال أحمد نراه وهم أبو بكر وإنما هذا يرويه الأعمش عن إبراهيم عن علقمة الحسن بن عليل العنزي حدثنا محمد بن إسماعيل القرشي عن أبي بكر بن عياش قال قال لي الرشيد كيف استخلف أبو بكر رضي الله عنه قلت يا أمير المؤمنين سكت الله وسكت رسوله وسكت المؤمنون فقال والله ما زدتني إلا عمى قلت مرض رسول الله {{صل}} ثمانية أيام فدخل عليه بلال فقال مروا أبا بكر يصلي بالناس فصلى بالناس ثمانية أيام والوحي ينزل فسكت رسول الله لسكوت الله وسكت المؤمنون لسكوت رسول الله {{صل}} فأعجبه ذلك وقال بارك الله فيك زكريا الساجي حدثنا أحمد بن عبد الجبار حدثني محمد بن عبد الله حدثني إبراهيم بن أبي بكر بن عياش قال طلب الرشيد أبي فمضى إليه فقال إن أبا معاوية حدثني بحديث عن رسول الله {{صل}} قال يكون قوم بعدي ينبزون بالرافضة فاقتلوهم فإنهم مشركون فوالله لئن كان الحديث حقا لأقتلنهم فلما رأيت ذلك خفت وقلت يا أمير المؤمنين لئن كان ذلك فإنهم ليحبونكم أشد من بني أمية وهم اليكم أميل قال فسري عنه وأمر لي بأربع بدر فأخذتها قلت محمد بن عبد الله مجهول قال أبو سعيد الأشج قدم جرير بن عبد الحميد فأخلي له مجلس أبي بكر بن عياش فقال أبو بكر والله لأخرجن غدا من رجالي رجلين لا يبقى عند جرير أحد قال فأخرج أبا إسحاق السبيعي وأبا حصين الأحمسي مارأيت أحدا أحسن صلاة من أبي بكر بن عياش قال نعيم بن حماد كان أبو بكر بن عياش يبزق في وجوه أصحاب الحديث وقد اعتنى أبو أحمد بن عدي بأمر أبي بكر وقال لم أر له حديثا منكرا من رواية ثقة عنه قال يوسف بن يعقوب الصفار وغيره ويحيى بن آدم وأحمد بن حنبل مات أبو بكر في جمادي الأولى سنة ثلاث وتسعين ومئة قلت عاش ستا وتسعين سنة أخبرنا ابن قوام وجماعة قالوا أخبرنا ابن الزبيدي أخبرنا أبو الوقت أخبرنا الداوودي أخبرنا ابن حمويه أخبرنا الفربري حدثنا البخاري حدثنا يوسف بن راشد حدثنا أحمد بن عبد الله حدثنا أبو بكر عن حميد عن أنس سمعه يقول سمعت النبي {{صل}} يقول اذا كان يوم القيامة شفعت فقلت يا رب أدخل الجنة من كان في قلبه خردلة فيدخلون ثم أقول يارب أدخل الجنة من كان في قلبه أدنى شيء فقال أنس كأني أنظر إلى أصابع رسول الله هذا من أغرب ما في الصحيح ويوسف هو القطان نسبه إلى جده وأحمد هو اليربوعي
 
===عبيدة بن حميد===
عبيدة بن حميد ( خ ع ) ابن صهيب العلامة الإمام الحافظ أبو عبد الرحمن الكوفي الحذاء يقال ولاؤه لبني تيم وقيل لبني ليث وقيل لضبة ولم يكن حذاء حدث عن الأسود بن قيس ويزيد بن أبي زياد ويحيى بن سعيد الأنصاري والركين بن الربيع والأعمش ومنصور ويوسف بن صهيب وموسى بن أبي عائشة وعبد العزيز بن رفيع وعبد الملك بن عمير ومطرف بن طريف وأبي مالك الأشجعي وحميد الطويل وعطاء بن السائب وقابوس بن أبي ظبيان وخلق سواهم وعنه [[سفيان الثوري]] وهو أكبر منه و[[أحمد بن حنبل]] وفروة بن أبي المغراء وقتيبة بن سعيد وأبو بكر بن أبي شيبة واخوه عثمان وعلي بن حجر وعمرو الناقد وهناد بن السري ووهب بن بيان وابن نمير وإبراهيم بن مجشر والحسن بن محمد الزعفراني وخلق كثير قال عبد الله بن أحمد بن حنبل سئل أبي عنه فقال هو أحب الي من زياد البكائي وأصلح حديثا وروى الفضل بن زياد عن أحمد بن حنبل قال ما أحسن حديثه هو أحب الي من زياد بن عبد الله وقال أبو بكر الأثرم أحسن أبوعبد الله الثناء على عبيدة بن حميد جدا ورفع أمره وقال ما أدري ماللناس وله ثم ذكر صحة حديثه فقال كان قليل السقط وأما التصحيف فليس تجده عنده قال أبو عبد الله أول ما كتبت عنه في مسجد عفان ثم كتبت عنه سنة ثمانين وسنة إحدى وثمانين في مدينة الوضاح وقال أحمد بن سعد عن يحيى بن معين ثقة وروى عثمان بن سعيد عن يحيى قال ما به المسكين من بأس ليس له بخت وقال جعفر بن أبي عثمان الطيالسي عن يحيى بن معين لم يكن به بأس كان ينزل في درب المفضل ثم أنتقل إلى قصر وضاح فعابوه أنه يقعد عند أصحاب الكتب وقال علي بن المديني أحاديثه صحاح ومارويت عنه شيئا وضعفه وقال مرة مارأيت أصح حديثا من عبيدة الحذاء ولا أصح رجالا وقال يعقوب بن شيبة لم يكن من الحفاظ المتقنين ذكره سعدوية يوما فقال كان صاحب كتاب وكان مؤدبا للأمين وكان حذاء وقال ابن عمار ثقة وقال زكريا الساجي ليس بالقوي هو من أهل الصدق كان أحمد ابن حنبل يقول هو قليل السقط وأما التصحيف فليس تجده عنده ورفع امره جدا وقال [[النسائي]] وغيره ليس به بأس وعن ابن نمير قال قرأت عليه القرآن منذ خمسين سنة وكتبت عنه صحيفة عن عمار الدهني وكان شريك يستعين به في المسائل وقال ابن سعد ثقة صالح الحديث صاحب نحو وعربية وقراءة قدم من الكوفة أيام هارون أمير المؤمنين فصيره مع ابنه محمد فلم يزل معه حتى مات قال هارون بن حاتم سألت عبيدة بن حميد متى ولدت قال سنة سبع ومئة قال ومات سنة تسعين ومئة وقال مطين مات سنة تسعين
 
===عبدة بن سليمان===
عبدة بن سليمان ( ع ) الحافظ الحجة القدوة أبو محمد الكلابي الكوفي حدث عن عاصم الأحول وهشام بن عروة وإسماعيل بن أبي خالد والأعمش وطائفة وعنه أحمد وابن راهويه وأبو خيثمة وأبو كريب وأبو سعيد الأشج وآخرون قال [[أحمد بن حنبل]] هو ثقة ثقةوزيادة مع صلاح وشدة فقر عليه فروة خلقة لا تساوي كبير شيء وقال أحمد العجلي ثقة صالح صاحب قرآن كان يقرئ قلت توفي في ثالث رجب سنة ثمان وثمانين ومئة بالكوفة وصلى عليه قرابته المحدث محمد بن ربيعة الكلابي
 
===عباد بن العوام===
عباد بن العوام ( ع ) ابن عمر بن عبد الله بن المنذر الإمام المحدث الصدوق أبو سهل الكلابي الواسطي حدث عن أبي مالك الأشجعي وعبد الله بن أبي نجيح المكي وأبي إسحاق الشيباني وابن عون وسعيد الجريري وعدة وعنه [[أحمد بن حنبل]] وعمرو الناقد وزياد بن أيوب وعلي بن مسلم الطوسي والحسن بن عرفة وخلق سواهم وثقه [[أبو داود]] وغيره وقال ابن سعد كان من نبلاء الرجال في كل أمره قال وكان يتشيع فحبسه الرشيد زمانا ثم خلى عنه فأقام ببغداد قلت أظنه خرج مع إبراهيم فلذلك سسجنه قال الحسن بن عرفة سألني وكيع عن عباد بن العوام ثم قال ليس عندكم أحد يشبهه قلت توفي سنة بضع وثمانين ومئة أخبرنا عبد الحافظ أخبرنا موسى أخبرنا ابن البناء أخبرنا علي بن البسري أخبرنا المخلص حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا محمد بن أبي سمينة حدثنا عباد بن العوام عن حجاج عن قتادة عن زرارة عن عمران بن حصين أن رسول الله {{صل}} كان يوتر بثلاث يقرأ في الأولى بسبح وفي الثانية بقل يا أيها الكافرون وفي الثالثة بقل هو الله أحد
 
===عمر بن علي بن عطاء===
عمر بن علي ( ع ) ابن عطاء بن مقدم الإمام الحافظ الحجة المدلس أبو حفص الثقفي مولاهم المقدمي البصري والد محمد وعاصم وعم الإمام محمد ابن أبي بكر المقدمي يروي عن هشام بن عروة وأبي حازم الأعرج وخالد الحذاء وإسماعيل بن أبي خالد وابن إسحاق والأعمش وطبقتهم حدث عنه أحمد وعمرو بن علي وابن المديني وخليفة بن خياط وأحمد بن المقدام وأحمد بن عبدة وحفص بن عمرو الربالي ومحمد بن بشار وخلق كثير وثقه ابن سعد وغيره وقال ابن معين ما به بأس وقال أبو حاتم لا يحتج به وقال محمد بن سعد ثقة كان يدلس تدليسا شديدا يقول سمعت وحدثنا ثم يسكت ساعة ثم يقول هشام بن عروة سليمان الأعمش قلت قد احتمل أهل الصحاح تدليسه ورضوا به توفي في جمادي الأولى سنة تسعين ومئة أخبرنا علي بن أحمد العلوي أخبرنا أبو الحسن القطيعي أخبرنا أبو بكر ابن الزاغوني أخبرنا أبو نصر الزينبي أخبرنا أبو طاهر الذهبي حدثنا يحيى بن محمد حدثنا الحسن بن داود المنكدري حدثنا عمر بن علي المقدمي حدثنا ابن إسحاق سمعت أبا سعد الخطمي قال ابن صاعد وهو شرحبيل بن سعد قال سمعت جابرا يقول صلى بي رسول الله صلى الله وبجبار بن صخر فأقامنا خلفه غريب
 
===الأشجعي===
الأشجعي ( خمتسق ) عبيدالله بن عبيد الرحمن وقيل ابن عبد الرحمن الحافظ الثبت الإمام أبو عبد الرحمن الأشجعي الكوفي نزيل بغداد حدث عن هشام بن عروة ومحمد بن عمرو بن علقمة وإسماعيل ابن أبي خالد وعبد الملك بن سعيد بن أبجر ومجمع بن يحيى الأنصاري وهارون بن عنترة ومساور الوراق ومالك بن مغول وسفيان وشعبة وجماعة وعنه [[ابن المبارك]] وأبو النضر هاشم وعبد الرحمن بن غزوان قراد و[[أحمد بن حنبل]] ويحيى بن يمان بن معين وأبو خيثمة وعثمان بن أبي شيبة وأحمد بن حميد الكوفي وأبو كريب وأبوهمام السكوني ويعقوب الدورقي وخلق وابناه أبو عبيدة وعباد قال إبراهيم بن إسماعيل بن النضر سمعت الأشجعي سمعت من [[سفيان الثوري]] ثلاثين ألف حديث وقال [[أبو داود]] السجستاني كان عند الأشجعي ويحيى بن آدم عن سفيان ثلاثون ألفا وقال ابن سعد روى الأشجعي كتب الثوري على وجهها وروى عنه الجامع وكان من أهل الكوفة فلم يزل ببغداد حتى مات وقال أحمد بن سليمان الرهاوي سمعت قبيصة يقول لما مات سفيان أرادوا الأشجعي على أن يقعد يعني مكان سفيان فأبى حتى كلموا زائدة فقعد قال أبو بكر الأعين سألت أحمد بن حنبل عن أصحاب سفيان فقال يحيى القطان ووكيع وعبد الرحمن ثم الاشجعي وروى أبو داود عن أحمد قال كان الاشجعي يكتب في المجلس فمن ذاك صح حديثه وروى عباس عن يحيى بن معين قال ليس أحد في حديث الثوري يشبه هؤلاء ابن المبارك ويحيى بن سعيد ووكيع وابن مهدي وأبو نعيم فقيل له والاشجعي قال الأشجعي ثقة مأمون ولكن هاتوا من يروي عنه قلت صدق فإن الرواية عنه عزيزة لتقدم موته وقلة ما خرج عنه ثم قال وبعد هؤلاء في سفيان يحيى بن آدم وعبيدالله بن موسى وأبو أحمد الزبيري وأبو حذيفة وقبيصة ومعاوية بن هشام والفريابي وأبو داود الحفري وروى عثمان بن سعيد عن ابن معين ثقة صالح وروى أحمد بن محمد بن محرز عن ابن معين قال ما كان بالكوفة أحد أعلم بسفيان من الاشجعي كان أعلم به من ابن مهدي ومن يحيى بن سعيد وسمى جماعة وقال أبو حاتم سألت يحيى بن معين عن مهران بن أبي عمر والاشجعي في سفيان فقال الاشجعي كأنه قدمه ومهران كانت فيه عجمة وقال [[النسائي]] ثقة قال ابن حبان عبيدالرحمن أخو مبارك بن فضالة عن بكر المزني يروي عنه مسلم بن إبراهيم قال وليس في المحدثين عبيدالرحمن سواه ووالد الاشجعي وقال أبو داود في أول سنة اثنتين وثمانين ومئة مات الاشجعي وقال الاشجعي كتبت عن سفيان ثلاثين ألفا أخبرنا أحمد بن إسحاق أخبرنا أحمد بن أبي الفتح والفتح بن عبد الله أخبرنا محمد بن عمر القاضي أخبرنا أبو الحسين بن النقور أخبرنا علي بن عمر الحربي أخبرنا أحمد بن الحسن الصوفي حدثنا يحيى بن معين حدثنا الأشجعي عن موسى فروى عن الحسن قال إن أزهد الناس في العالم جيرانه وشر الناس لميت أهله يبكون عليه ولا يقضون دينه
 
===عبد الله بن مصعب===
عبد الله بن مصعب ابن ثابت ابن الخليفة عبد الله بن الزبير بن العوام الأمير الكبير أبو بكر الاسدي الزبيري والد مصعب الزبيري روى عنه موسى بن عقبة وأبي حازم وهشام بن عروة وعنه ابنه وهشام بن يوسف وآخرون كان جميلا سريا محتشما فصيحا مفوها وافر الجلالة محمود الولاية كان يحبه المهدي ويحترمه جمه له الرشيد مع اليمن إمرة المدينة بعث إليه الوزير أبو عبيد الله بألفي دينار فأبى وقال لا أقبل إلا من خليفة وقد لينه ابن معين وقال أبو حاتم هو من بابه عبد الرحمن بن أبي الزناد قلت عاش سبعين سنة وتوفي سنة أربع وثمانين ومئة
 
===حاتم بن إسماعيل===
حاتم بن إسماعيل ( ع ) المحدث الحافظ أبو إسماعيل الكوفي ثم المدني مولى بني عبد المدان حدث عن هشام بن عروة ويزيد بن أبي عبيد وجعفر الصادق وخثيم بن عراك والجعيد بن عبد الرحمن ومعاوية بن أبي مزرد وعمران القصير وعنه القعنبي وقتيبة وإسحاق وهناد وأبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب وعدد كثير قال [[أحمد بن حنبل]] هو أحب الي من الدراوردي وثقه جماعة قال ابن حبان توفي في جمادي الأولى في تاسعة سنة سبع وثمانين ومئة
 
===بقية بن الوليد===
بقية بن الوليد ( ختمع ) ابن صائد بن كعب بن حريز الحافظ العالم محدث حمص أبو يحمد الحميري الكلاعي ثم الميتمي الحمصي أحد المشاهي الأعلام ولد سنة عشر ومئة سمع ذلك منه يزيد بن عبد ربه الجرجسي وروى عن محمد بن زياد الألهاني وصفوان بن عمرو السكسكي وبحير بن سعد وثور بن يزيد وبشر بن عبد الله بن يسار وحبيب بن صالح الطائي وحصين بن مالك الفزاري والسري ابن ينعم الجبلاني وضبارة بن مالك وعثمان بن زفر وعتبة بن أبي حكيم ومحمد بن عبد الرحمن بن عرق اليحصبي ومحمد بن الوليد الزبيدي ومسلم بن زياد ويونس بن يزيد الأيلي والوضين بن عطاء ويزيد بن عوف وأبي بكر بن أبي مريم وحريز بن عثمان وأمم سواهم والاوازاعي وشعبة ومالك و[[ابن المبارك]] وينزل إلى يزيد بن هارون وأقرانه وقد روى عن تلميذه إسحاق بن راهويه وكان من أوعية العلم لكنه كدر ذلك بالاكثار عن الضعفاء والعوام والحمل عمن دب ودرج وروى عنه شعبة والحمادان و[[الأوزاعي]] وابن جريج وهم من شيوخه وابن المبارك ويزيد بن هارون والوليد بن مسلم ووكيع وهم من أقرانه وإسماعيل بن عياش وهو أكبر منه وحيوة بن شريح ويزيد بن عبد ربه وأسد بن موسى وداود بن رشيد وإسحاق بن راهويه وعلي بن جحر ونعيم بن حماد وهشام بن عمار وإبراهيم ابن موسى الفراء وسويد بن سعيد وعمرو بن عثمان بن سعيد وأخوه يحيى وأبو التقي هشام بن عبد الملك ومحمد بن مصفى وعيسى ابن أحمد العسقلاني ومحمد بن عمرو بن حنان ومهنا بن يحيى وهشام بن خالد الازرق ويعقوب الدورقي وعبدة بن عبد الرحيم المروزي وخلق كثير خاتمتهم أبو عتبة أحمد بن الفرج الحجازي روى رباح بن زيد الكوفي عن ابن المبارك قال إذا اجتمع إسماعيل بن عياش وبقية بن الوليد فبقية أحب الي وروى سفيان بن عبد الملك عن ابن المبارك قال بقية كان صدوقا لكنه يكتب عمن أقبل وأدبر وقال يحيى بن المغيرة الرازي عن ابن عيينة لا تسمعوا من بقية ما كان في سنة واسمعوا منه ما كان في ثواب وغيره قلت لهذا أكثر الأئمة على التشديد في أحاديث الأحكام والترخيص قليلا لا كل الترخيص في الفضائل والرقائق فيقبلون في ذلك ما ضعف اسناده لا ما أتهم رواته فإن الأحاديث الموضوعة والاحاديث الشديدة الوهن لا يلتفتون اليها بل يروونها للتحذير منها والهتك لحالها فمن دلسها أو غطى تبيانها فهو جان على السنة خائن لله ورسوله فإن كان يجهل ذلك فقد يعذر بالجهل ولكن سلو أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون قال أبو معين الرازي عن يحيى بن معين قال كان شعبة مبجلا لبقية حيث قدم بغداد عبد الله بن أحمد بن حنبل قال سئل أبي عن بقية وإسماعيل فقال بقية أحب إلي وإذا حدث عن قوم ليسوا بمعروفين فلا تقبلوه قال أحمد بن زهير سئل ابن معين عن بقية فقال اذا حدث عن الثقات مثل صفوان بن عمرو وغيره وأما اذا حدث عن أولئك المجهولين فلا وإذا كنى الرجل أو لم يسم اسمه فليس يساوي شيئا وسئل أيما أثبت هو أو إسماعيل قال كلاهما صالحان يعقوب بن شيبة عن أحمد بن العباس سمعه يحيى بن معين يقول بقية يحدث عمن هو أصغر منه وعنده ألفا حديث عن شعبة صحاح كان يذاكر شعبة بالفقه ولقد قال لي أبو نعيم كان بقية يضن بحديثه عن الثقات طلبت منه كتاب صفوان قال كتاب صفوان ثم قال ابن معين كان يحدث عن الضعفاء بمئة حديث قبل أن يحدث عن الثقة بحديث قال يعقوب بن شيبة بقية ثقة حسن الحديث اذا حدث عن المعروفين ويحدث عن قوم متروكي الحديث وضعفاء ويحيد عن أسمائهم إلى كناهم وعن كناهم إلى أسمائهم ويحدث عمن هو أصغر منه حدث عن سويد بن سعيد الحدثاني قال ابن سعد كان بقية ثقة في الرواية عن الثقات ضعيفا في روايته عن غير الثقات قلت وهو أيضا ضعيف الحديث اذا قال عن فإنه مدلس وقال أحمد العجلي ثقة عن المعروفين فإذا روى عن مجهول فليس بشيء وقال أبو زرعة بقية عجب اذا روى عن الثقات فهو ثقة ويحدث عن قوم لايعرفون ولا يضبطون وقال ماله عيب إلا كثرة روايته عن المجهولين فأما الصدق فلايؤتى من الصدق وقال أبو حاتم يكتب حديثه ولايحتج به وهو أحب الي من إسماعيل بن عياش وقال أبو عبد الرحمن النسائي إذا قال حدثنا وأخبرنا فهو ثقة واذا قال عن فلان فلا يؤخذ عنه لأنه لايدري عمن أخذه وقال أبو أحمد بن عدي يخالف في بعض روايته الثقات وإذا روى عن أهل الشام فإنه ثبت واذا روى عن غيرهم خلط واذا روى عن المجهولين فالعهدة منهم لا منه وهو صاحب حديث يروي عن الصغار والكبار ويروي عنه الكبار من الناس وهذه صفة بقية وقال ابن حبان سمع بقية من شعبة ومالك وغيرهما أحاديث مستقيمة ثم سمع من أقوام كذابين عن شعبة ومالك فروى عن الثقات بالتدليس ما أخذ عن الضعفاء قال أبو مسهر الغساني أحاديث بقية ليست نقية فكن منها على تقية وقال أبو إسحاق الجوزجاني رحم الله بقية ما كان يبالي اذا وجد خرافة عمن ياخذه فإن حدث عن الثقات فلا بأس به وقال عبد الله بن أحمد سألت أبي عن ضمرة وبقية فقال ضمرة أحب الينا ضمرة ثقة رجل صالح قال [[أبو داود]] بقية أحسن حالا من الوليد بن مسلم وليس هذا عند الناس كذا قال حجاج بن الشاعر سئل [[سفيان بن عيينة]] عن حديث من هذه الملح فقال أبو العجب أخبرنا بن الوليد أخبرنا قال إمام الأئمة ابن خزيمة لا أحتج ببقية ثم قال حدثنا أحمد ابن الحسن الترمذي سمعت [[أحمد بن حنبل]] يقول توهمت أن بقية لا يحدث المناكير إلا عن المجاهيل فإذا هو يحدث المناكير عن المشاهير فعلمت من أين أتى قال أبو حاتم بن حبان دخلت حمص وأكبر همي شأن بقية فتتبعت حديثه وكتبت النسخ على الوجه وتتبعت مالم أجد بعلو من رواية القدماء عنه فرأيته ثقة مأمونا ولكنه كان مدلسا يدلس على عبيدالله بن عمر وشعبة ومالك ما أخذه عن مثل مجاشع بن عمرو والسري بن عبد الحميد وعمر بن موسى الميتمي وأشباههم فروى عن أولئك الثقات الذين رآهم بالتدليس ما سمع من هؤلاء الضعفاء عنهم فكان يقول قال عبيد الله وقال مالك فحملوا عن بقية عن عبيد الله وعن بقية بن مالك وسقط الواهي بينهما فالتزق الموضوع ببقية وتخلص الواضع من الوسط وكان ابن معين يوثقه وحدثنا سليمان بن محمد الخزاعي بدمشق حدثنا هشام بن خالد حدثنا بقية عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس عن النبي {{صل}} ( من أدمن على حاجبه بالمشط عوفي من الوباء ( وبه إلى النبي {{صل}} اذا جامع أحدكم زوجته فلا ينظر إلى فرجها فإن ذلك يورث العمى وبه قال عليه السلام تربوا الكتاب وسحوه من أسفله فإنه أنجح للحاجة وبه من أصيب بمصيبة فاحتسب ولم يشك إلى الناس كان حقا على الله أن يعغفر له وحديث لا تأكلوا بالخمس فإنها أكلة الاعراب ولا بالمشيرة والابهام ولكن بثلاث فإنها سنة وهذه بواطيل وقال أبو حاتم في حديث يورث العمى وحديث المصيبة وحديث الأكل بالخمس هذه موضوعات لا أصل لها أحمد بن يونس الحمصي حدثنا الوليد بن مسلم عن بقية عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس رخص رسول الله {{صل}} في دم الحبون عمر بن سنان المنبجي وعبدان حدثنا أبو التقي هشام بن عبد الملك حدثنا بقية حدثني مالك بن أنس عن عبد الكريم الهمداني عن أبي حمزة قال سئل النبي {{صل}} عن رجل نسي الأذان والاقامة فقال إن الله يجاوز عن أمتي السهو في الصاة ثم قال ابن حبان عقيبه عبد الكريم هو الجزري وأبو حمزة هو أنس بن مالك حدثناه عبدان وابن سنان قلت هذا الحديث لا يحتمل وقد رواه الوليد بن عتبه المقرئ قال حدثنا بقية حدثنا عبيد رجل من همدان عن قتادة عن أبي حمزة عن ابن عباس قال قيل يا رسول الله الرجل ينسى الأذان والاقامة فهذا أشبه مع أن عبيدا لايدري من هو فهو أفته محمد بن محمد الباغندي حدثنا سليمان بن سلمة الخبائري حدثنا بقية حدثنا مالك عن [[الزهري]] عن أنس عن النبي {{صل}} أنتظار الفرج عبادة وهذا باطل مارواه مالك بل ولا بقية بل المتهم به سليمان وكذلك الآفة في حديث الخضر بينما هو يمشي في سوق بني اسرائيل بطوله رواه عبد الوهاب بن الضحاك ذاك العرضي المتهم وسليمان بن عبيد الله الرقي الذي قال فيه يحيى بن معين ليس بشيء كلاهما حدثنا محمد بن زياد عن أبي أمامة الباهلي مرفوعا ولبقية عن يونس عن الزهري عن سالم عن ابن عمر مرفوعا من أدرك ركعة من الجمعة وتكبيرتها فقط فقد أدرك الصلاة فهذا منكر وإنما يروي الثقات عن الزهري بعض هذا بدون ذكر الجمعة ودون قوله وتكبيرتها فقط ولبقية حدثنا ابن المبارك عن جرير بن حازم عن الزبير بن الخريت عن [[عكرمة]] عن ابن عباس مرفوعا نهى عن طعام المتبارين وهذا الصواب مرسل عباس الدوري حدثنا أبو خيثمة حدثنا يحيى بن معين عن يزيد الجرجسي حدثنا بقية عن الزبيدي عن الزهري عن سالم عن أبيه رفعه أنه سلم تسليمه فحاصل الأمر أن لبقية عن الثقات أيضا ما ينكر وما لا يتابع عليه مهنا بن يحيى حدثنا بقية عن سعيد بن عبد العزيز عن مكحول عن أبي هريرة مرفوعا يحشر الحكارون وقتلة النفس إلى جهنم في درجة واحدة تفرد به مهنا وهو صدوق وفي سنده انقطاع بقية بن الوليد قال شريك عن كليب بن وائل عن ابن عمر مرفوعا لا تساكنوا الانباط في بلادهم ولا تناكحوا الخوز فإن لهم أصولا تدعوهم إلى غير الوفاء وهذا منكر جدا قد أسقط بقية من حدثه به عن شريك قال العقيلي حدثنا محمد بن سعيد حدثنا عبد الرحمن بن الحكم عن وكيع قال ما سمعت أحدا أجرا على أن يقول قال رسول الله {{صل}} من بقية قال عبد الحق في الأحكام له في مواضع بقية لا يحتج به وروى أيضا له أحاديث ساكتا عن تلبيتها قال الحافظ أبو الحسن بن القطان بقية يدلس عن الضعفاء ويستبيح ذلك وهذا إن صح مفسد لعدالته قلت نعم تيقنا أنه كان يفعله وكذلك رفيقه الوليد بن مسلم وغير واحد ولكنهم ما يظن بهم أنهم اتهموا من حدثهم بالوضع لذلك فالله أعلم أخبرنا عبد الخالق بن عبد السلام ببعلبك أخبرنا أبو محمد بن قدامة الفقيه أخبرنا طاهر بن محمد أخبرنا عبدوس بن عبد الله الهمداني أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد الطوسي حدثنا محمد بن يعقوب الأصم حدثنا أبو عتبة حدثنا بقية حدثنا صفوان بن عمرو حدثني أزهر بن عبد الله سمعت عبد الله بن بسر صاحب النبي {{صل}} يقول كنا نسمع أنه يقال اذا اجتمع عشرون رجلا أو أكثر أو أقل فلم يكن فيهم من يهاب في الله فقد حضر الأمر كثير بن عبيد حدثنا بقية حدثنا شعبة حدثني عاصم الأحول عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان مرفوعا من تكفل لي أن لا يسأل أمرءا شيئا أتكفل له بالجنة غريب جدا محمد بن مصفى وآخر قالا حدثنا بقية عن [[الأوزاعي]] عن ابن جريج عن أبي الزبير عن جب مرفوعا مجوس هذه الأمة القدرية عطية بن بقية حدثنا أبي عن محمد بن زياد عن أبي أمامة عن النبي {{صل}} السباق أربعة أنا سابق العرب وبلال سابق الحبشة وصهيب سابق الروم وسلمان سابق الفرس وهذا حديث منكر فرد والاظهر أن بلالا ليس بحبشي وأما صهيب فعربي من النمر بن قاسط صح من غير وجه عن [[ابن المبارك]] قال بقية أحب الي من إسماعيل بن عياش وروى مسلم عن ابن راهويه عمن حدثه أن ابن المبارك قال نعم الرجل بقية لولا أنه يكنى الأسماء ويسمى الكنى كان دهرا يحدثنا عن أبي سعيد الوحاظي فنظرنا فإذا هو عبد القدوس
 
أبو داود حدثنا أحمد بن حنبل قال روى بقية عن عبيد الله مناكير وقال عثمان بن سعيد قلت ليحيى أيما أحب إليك بقية أو محمد ابن حرب فقال ثقة ثقة قلت وكان بقية شيخا حمصيا مزاحا قال أبو التقى اليزني سمعت بقية يقول ما أرحمني ليوم الثلاثاء ما يصومه أحد ابن عدي حدثنا عبد الله بن محمد بن إسحاق سمعت بركة بن محمد الحلبي يقول كنا عند بقية في غرفة فسمع الناس يقولون لا لا فأخرج رأسه من الروزنة وجعل يصيح معهم لا لا فقلنا يا أبا يحمد سبحان الله أن إمام يقتدى بك قال اسكت هذه سنة بلدنا بركة واه وقال أبو علي النيسابوري الحافظ أخبرنا محمد بن خالد البردعي بمكة حدثنا عطية بن بقية قال قال أبي دخلت على [[هارون الرشيد]] فقال لي يا بقية إني أحبك فقلت ولاهل بلدي يا أمير المؤمنين قال إنهم جند سوء لهم كذا كذا غدرة ثم قال حدثني فقلت حدثنا محمد بن زياد عن أبي أمامة قال قال رسول الله {{صل}} أنا سابق العرب وذكر الحديث فقال زدني فقلت حدثني محمد بن زياد عن أبي أمامة قال قال رسول الله {{صل}} وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا مع كل كل ألف سبعين ألفا وثلاث حثيات من حثيات ربي قال فامتلأ من ذلك فرحا وقال يا غلام الدواة وكان القيم بأمره الفضل ابن الربيع ومرتبته بعيدة فناداني يا بقية ناول أمير المؤمنين الدواة بجنبك قلت ناوله أنت يا هامان فقال أسمعت ما قال أميرالمؤمنين قال اسكت فما كنت عنده هامان حتى أكون أنا عنده فرعون محمد بن مصفى حدثنا بقية قال قال لي شعبة بحر لنا بحر لنا أي حدثنا عن بحير بن سعد وقال حيوة بن شريح حدثنا بقية قال لي شعبة أهد لي حديث بحير فبعث بها إليه يعني صحيفة بحير فمات شعبة ولم تصل إليه عمر بن سنان المنبجي حدثنا عبد الوهاب بن الضحاك قال لي بقية فقال لي شعبة يا أبا يحمد نحن أبصر بالحديث وأعلم به منكم قلت أتقول ذا يا أبا بسطام قال نعم قلت فما تقول في رجل ضرب على أنفه فذهب شمه فتفكر فيها وجعل ينظر وقال أيش تقول يا أبا يحمد فقلت حدثنا ابن ذي حماية قال كنا مشيختنا يقولون يجعل في أنفه الخردل فإن حركه علمنا أنه كاذب وإن لم يحركه فقد صدق ابن أبي السري العسقلاني عن بقية قال لي شعبة ما أحسن حديثك ولكن ليس له أركان فقلت حديثكم أنتم ليس له اركان تجيئني بغالب القطان وحميد الأعرج وأبي التياح وأجيئك بمحمد بن زياد الالهاني وأبي بكر بن أبي مريم الغساني وصفوان بن عمرو السكسكي يا أبابسطام أيش تقول لو ضرب رجل رجلا فذهب شمه قال ما عندي فيها شيء الحديث أخبرنا أبو الفضل أحمد بن هبة الله بن تاج الامناء عن عبد الرحيم بن أبي سعد أخبرنا عبد الله بن محمد الفراوي أخبرنا محمد بن عبيد الله أخبرنا عبد الملك بن حسن أخبرنا أبو عوانة الحافظ حدثنا سعيد بن عمرو السكوني وعطية بن بقية وأبو عتبة الحمصيون قالوا حدثنا بقية حدثنا الزبيدي عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله {{صل}} ( من دعي إلى عرس أو نحوه فليجب ) وبه أخبرنا أبو عوانة حدثنا الدبري أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن نافع عن ابن عمر أن النبي {{صل}} قال ( إذا دعا أحدكم أخاه فليجب عرسا كان أو غيره ) وبه أخبرنا أبو عوانة حدثنا أبو أمية حدثنا يحيى بن بكير حدثنا ليث عن محمد بن عبد الرحمن بن غنج عن نافع عن ابن عمر عن رسول الله {{صل}} قال ( إذا دعا أحدكم أخاه فليأته عرسا أو نحوه ) وهذا صحيح ولم يخرجه مسلم وأخرج الأول عن ابن راهويه عن عيسى ابن المنذر عن بقية وليس لبقية في الصحيح سواه قال أبو الحسن الدارقطني كنية بقية أبو يحمد وأهل الحديث تقوله لفتح الياء قال حيوة بن شريح سمعت بقية يقول لما قرأت على شعبة أحاديث بحير بن سعد فقال يا أبا يحمد لو لم أسمعها منك لطرت أبو أحمد بن عدي حدثنا عبد الرحمن بن القاسم حدثنا مسهر حدثنا بقية عن محمد بن زياد عن أبي راشد قال أخذ بيدي أبو أمامة وقال أخذ رسول الله {{صل}} بيدي ثم قال ( يا أبا أمامة إن من المؤمنين من يلين له قلبي ) قال أبو التقي اليزني من قال إن بقية قال حدثنا فقد كذب ما قال قط إلا حدثني فلان قال ابن سعد ومطين وطائفة مات بقية سنة سبع وتسعين ومئة قلت وفيها مات حافظ العراق وكيع وحافظ مصر ابن وهب وهشام بن يوسف قاضي اليمن وشعيب بن حرب بالمدائن وعثمان بن سعيد ورش مقرئ مصر وعاش بقية سبعا وثمانين سنة رحمه الله
 
===العباس بن محمد بن علي بن عبد الله===
{{سير أعلام النبلاء/عباسيون}}
 
العباس ابن محمد بن علي بن [[عبد الله بن عباس]] الأمير نائب الشام أبو الفضل العباسي ولي الشام لأخيه المنصور وولي الجزيرة للرشيد وحج بالناس مرات وغزا الروم مرة في ستين ألفا قال شباب دخل الروم وبث سراياه فغنم ونصر في سنة تسع وخمسين ونقل غير واحد أن العباس هذا كان من رجالات بني هاشم جودا ورأيا وشجاعة وكان الرشيد يهابه ويجله قال شباب ولد سنة عشرين ومئة وتوفي سنة ست وثمانين ومئة وكان أنبل بني العباس في وقته
 
===أبو يوسف===
القاضي أبو يوسف هو الإمام المجتهد العلامة المحدث قاضي القضاة أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم بن حبيب بن حبيش بن سعد بن بجير بن معاوية الأنصاري الكوفي وسعد بن بجير له صحبة وهو سعد ابن حبتة وهي أمه وهو بجلي من حلفاء الأنصار شهد الخندق وغيرها مولد أبي يوسف في سنة ثلاث عشرة ومئة حدث عن هشام بن عروة ويحيى بن سعيد الأنصاري وعطاء بن السائب ويزيد بن أبي زياد وأبي إسحاق الشيباني وعبيد الله بن عمر والأعمش وحجاج بن أرطاة وأبي حنيفة ولزمه وتفقه به وهو أنبل تلامذته وأعلمهم تخرج به أئمة كمحمد بن الحسن ومعلى بن منصور وهلال الرأي وابن سماعه وعدة وحدث عنه يحيى بن معين و[[أحمد بن حنبل]] وعلي بن الجعد وأسد بن الفرات وأحمد بن منيع وعلي بن مسلم الطوسي وعمرو بن أبي عمرو الحراني وعمرو الناقد وعدد كثير وكان أبوه فقيرا له حانوت ضعيف فكان أبو حنيفة يتعاهد أبا يوسف بالدراهم مئة بعد مئة فروى علي بن حرملة التيمي عنه قال كنت أطلب العلم وأنا مقل فجاء أبي فقال يا بني لا تمدن رجلك مع أبي حنيفة فأنت محتاج فآثرت طاعة أبي فأعطاني أبو حنيفة مئة درهم وقال الزم الحلقة فإذا نفذت هذه فأعلمني ثم بعد أيام أعطاني مئة ويقال إنه ربي يتيما فأسلمته أمه قصارا وعن محمد بن الحسن قال مرض أبو يوسف فعاده أبو حنيفة فلما خرج قال إن يمت هذا الفتى فهو أعام من عليها قال أحمد بن حنبل أول ما كتبت الحديث اختلفت إلى أبي يوسف وكان أميل إلى المحدثين من أبي حنيفة ومحمد قال إبراهيم بن أبي داود البرلسي سمعت ابن معين يقول ما رأيت في أصحاب الرأي أثبت في الحديث ولا أحفظ ولا أصح رواية من أبي يوسف وروى عباس عن ابن معين أبو يوسف صاحب الحديث صاحب سنة وعن يحي البرمكي قال قدم أبو يوسف وأقل ما فيه الفقه وقد ملأ بفقهه الخافقين قال أحمد كان أبو يوسف منصفا في الحديث وعن أبي يوسف قال صحبت أبا حنيفة سبع عشرة سنة وعن هلال الرأي قال كان أبو يوسف يحفظ التفسير ويحفظ المغازي وأيام العرب كان أحد علومه الفقه وعن ابن سماعة قال كان ورد أبي يوسف في اليوم مئتي ركعة قال ابن المديني ما أخذ على أبي يوسف إلا حديثه في الحجر وكان صدوقا قال يحيى بن يحيى التميمي سمعت أبا يوسف عند وفاته يقول كل ما أفتيت به فقد رجعت عنه إلا ما وافق الكتاب والسنة وفي لفظ إلا ما في القرآن واجتمع عليه المسلمون قال بشر بن الوليد سمعت أبا يوسف من طلب المال بالكيمياء أفلس ومن طلب الدين بالكلام تزندق ومن تتبع غريب الحديث كذب. قال ابن عدي لا بأس به وقال النسائي في طبقات الحنفية وأبو يوسف ثقة وقال أبو حاتم يكتب حديثه بكار بن قتيبة سمعت أبا الوليد قال لما قدم أبو يوسف البصرة معه الرشيد اجتمع الفقهاء والمحدثون على بابه فأشرف عليهم وقال أنا من الفريقين جميعا ولا أقدم فرقة على فرقة قال وكان قاضي الآفاق ووزير الرشيد وزميله في حجة محمد بن شجاع حدثنا الحسن بن أبي مالك سمعت أبا يوسف يقول لا نصلي خلف من قال القرآن مخلوق ولا يفلح من استحلى شيئا من الكلام قلت بلغ أبو يوسف من رئاسة العلم ما لا مزيد عليه وكان الرشيد يبالغ في إجلاله قال محمد بن سعدان حدثنا أبو سليمان الجوزجاني سمعت أبا يوسف يقول دخلت على الرشيد وفي يده درتان يقبلهما فقال هل رأيت أحسن منهما قلت نعم يا أمير المؤمنين قال وما هو قلت الوعاء الذي هما فيه فرمى بهما الي وقال شأنك بهما قال بشر بن الوليد توفي أبو يوسف يوم الخميس خامس ربيع الأول سنة اثنتين وثمانين ومئة وقال غيره مات في غرة ربيع الآخر وعاش تسعا وستين سنة وقد أفردت له ترجمة في كراس وما أنبل قوله الذي رواه جماعة بن بشر بن الوليد سمعت أبا يوسف يقول العلم بالخصومة والكلام جهل والجهل بالخصومة والكلام علم. قلت مثاله شبه وإشكالات من نتائج أفكار أهل الكلام تورد في الجدال على آيات الصفات وأحاديثها فيكفر هذا هذا وينشأ الاعتزال والتجهم والتجسيم وكل بلاء نسأل الله العافية
 
===أبو إسحاق الفزازي===
أبو إسحاق الفزازي ( ع ) الإمام الكبير الحافظ المجاهد إبراهيم بن محمد بن الحارث بن أسماء بن خارجة بن حصن بن حذيفة بن بدر بن عمرو بن جويه بن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن فزارة بن ذيبان بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان الفزاري الشامي ولجدهم خارجة صحبة وهو أخو عيينة بن حصن حدث عن أبي إسحاق السبيعي وكليب بن وائل وعطاء بن السائب وليث بن أبي سليم وعبد الملك بن عمير وسهيل بن أبي صالح وأسلم المنقري وأبي إسحاق الشيباني وهشام بن عروة وحميد الطويل وسليمان الأعمش وخالد الحذاء وعبيد الله بن عمر ويحيى بن سعيد الأنصاري وعاصم بن كليب والعلاء بن المسيب والثوري وزائدة وابن شوذب وشعيب بن أبي حمزة ومالك وخلق وكان من أئمة الحديث حدث عنه الأوزاعي والثوري وهما من شيوخه وابن المبارك وبقية وابن عمه مروان بن معاوية الفزاري وأبو أسامة وزكريا بن عدي وعاصم بن يوسف اليربوعي وأبو توبة الحلبي وعبد الله بن عون الخراز وعبد الملك بن حبيب المصيصي شيخ لأبي داود ومحبوب بن موسى الفراء وموسى بن أيوب النصيبي ومعاوية بن عمرو الازدي وعمرو الناقد ومحمد بن عبد الرحمن بن سهم وأبو نعيم الحلبي وخلق كثير ذكره أبو حاتم فقال الثقة المأمون الإمام وقال [[النسائي]] ثقة مأمون أحد الأئمة قال الخليلي قال الحميدي قال لي الشافعي لم يصنف أحد في السير مثل كتاب أبي إسحاق وقال أبو حاتم اتفق العلماء على أن أبا إسحاق الفزاري إمام يقتدى به بلا مدافعة قال وقال الحميدي جار رجل إلى ابن عيينة فقال حدثني أبو إسحاق عنك بكذا فقال يوحك اذا سمعت أبا إسحاق يحدث عني فلا يضرك أن لا تسمعه مني وقال أحمد العجلي كان ثقة صاحب سنة صالحا هو الذي أدب أهل الثغر وعلمهم السنة وكان يامر وينهى واذا دخل الثغر رجل مبتدع أخرجه وكان كثير الحديث وكان له فقه أمر سلطانا ونهاه فضربه مئتي سوط فغضب له [[الأوزاعي]] وتكلم في أمره قال سفيان بن عيينة كان إماما وقال محمد بن يوسف الأصبهاني البناء حدث الأوزاعي بحديث فقال حدثني الصادق المصدوق أبو إسحاق الفزاري وقال أبو صالح الفراء لقيت [[الفضيل بن عياض]] فعزاني بأبي إسحاق وقال ربما اشتقت إلى المصيصة ما بي فضل الرباط إلا أن أرى أبا إسحاق رحمه الله قلت آخر من حدث عنه وفاة علي بن بكار المصيصي الصغير وبقي إلى نحو سنة ستين ومئتين وقيل إن أبا إسحاق روى حديثا عن أبي طوالة عبد الله بن عبد الرحمن والصواب أن بينهما زائدة والله أعلم قال [[أبو داود]] مات سنة خمس وقال [[البخاري]] سنة ست وثمانين ومئة وأما محمد بن سعد فوهم وقال مات سنة ثمان وثمانين ومئة قلت من أبناء الثمانين هو أو جاوزها بقليل قال أبو مسهر قدم أبو إسحاق الفزاري دمشق فاجتمع الناس ليسمعوا منه فقال اخرج إلى الناس فقل لهم من كان يرى القدر فلا يحضر مجلسنا ومن كان يرى رأي فلان فلا يحضر مجلسنا فخرجت فأخبرتهم وقال أبو حاتم ثقة مأمون عظيم الغناء في الاسلام ويروي أن [[هارون الرشيد]] أخذ زنديقا ليقتله فقال الرجل أين أنت من ألف حديث وضعتها قال فأين أنت يا عدو الله من أبي إسحاق الفزاري وابن المبارك يتخللانها فيخرجانها حرفا حرفا قال أبو داود الطيالسي توفي أبو إسحاق الفزاري وليس على وجه الارض أحد أفضل منه وعن سفيان بن عيينة قال والله مارأيت أحدا أقدمه على أبي إسحاق الفزاري وقال عطاء الخفاف كنت عند الأوزاعي فأراد أن يكتب إلى أبي إسحاق الفزاري فقال لكاتبه ابدأ به فإنه والله خير مني قال علي بن بكار الزاهد رأيت ابن عون فمن بعده مارأيت فيهم أفقه من أبي إسحاق الفزاري قال [[عبد الرحمن بن مهدي]] اذا رأيت شاميا يحب الأوزاعي وأبا إسحاق فاطمئن إليه قال سفيان بن عيينة دخلت على هارون فقال يا أبا إسحاق إنك في موضع وفي شرف قلت يا أمير المؤمنين ذاك لا يغني عني في الآخرة شيئا وقال أبو اسامة سمعت الفضيل بن عياض يقول رأيت النبي {{صل}} في النوم والى جنبه فرجة فذهبت لأجلس فقال هذا مجلس أبي إسحاق الفزاري أخبرنا أبو المعالي أحمد بن إسحاق القرافي أخبرنا المبارك بن أبي الجود أخبرنا أحمد بن أبي غالب العابد أخبرنا عبد العزيز بن علي أخبرنا أبو طاهر المخلص حدثنا محمد بن هارون الحضرمي حدثنا زيد ابن سعد حدثنا أبو إسحاق الفزاري عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول الله {{صل}} من أدخل على مؤمن سرورا فقد سرني ومن سرني فقد اتخذ عند الله عهدا ومن اتخذ عند الله عهدا فلن تمسه النار أبدا هذا حديث شبه موضوع مع لطافة اسناده وزيد هذا لم أجد له ذكرا في دواوين الضعفاء والآفة منه إبراهيم بن سعيد الجوهري قلت لأبي أسامة أيهما أفضل فضيل ابن عياض أو أبو إسحاق الفزاري فقال فضيل رجل نفسه وكان أبو إسحاق رجل عامة وقال عبيد بن جناد قال عطاء بن مسلم قلت لأبي إسحاق الفزاري ألا تسب من ضربك قال اذا أحبه فلما مات أبو إسحاق قال عطاء ما دخل على الأمة من موت أحد ما دخل عليهم من موت أبي إسحاق قال ابن مهدي كان [[الأوزاعي]] والفزاري إمامين في السنة وروى معاوية بن عمرو عن أبي إسحاق قال الأوزاعي في الرجل يسأل أمؤمن أنت حقا قال إن المسألة عن ذلك بدعة والشهادة عليه تعمق لم نكلفه في ديننا ولم يشرعه نبينا القول فيه جدل والمنازعة فيه حدث.
 
وذكر فصلا نافعا.