الفرق بين المراجعتين لصفحة: «سير أعلام النبلاء/الجزء العاشر»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
Obayd (نقاش | مساهمات)
Obayd (نقاش | مساهمات)
لا ملخص تعديل
سطر 1:
{{رأسية
| عنوان = [[سير أعلام النبلاء]]
| مؤلف = الذهبي
| باب = الجزء العاشر
| سابق =
| لاحق =
}}
 
===الإمامترتيب الشافعيالمصنف===
*[[سير أعلام النبلاء/الإمام الشافعي|الإمام الشافعي]]
الإمام الشافعي ( خت 4 ) محمد بن ادريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد ابن عبد يزيد بن هشام بن المطلب بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة ابن كعب بن لؤي بن غالب
*[[سير أعلام النبلاء/الفضل بن سهل السرخسي|الفضل بن سهل السرخسي]]
*[[سير أعلام النبلاء/ابن الكلبي|ابن الكلبي]]
*[[سير أعلام النبلاء/الهيثم بن عدي|الهيثم بن عدي]]
*[[سير أعلام النبلاء/محمد بن جعفر الصادق|محمد بن جعفر الصادق]]
*[[سير أعلام النبلاء/نفيسة|نفيسة]]
*[[سير أعلام النبلاء/طاهر بن الحسين بن مصعب|طاهر بن الحسين بن مصعب]]
*[[سير أعلام النبلاء/الفضل بن الربيع بن يونس|الفضل بن الربيع بن يونس]]
*[[سير أعلام النبلاء/مؤمل بن إسماعيل|مؤمل بن إسماعيل]]
*[[سير أعلام النبلاء/شاذان|شاذان]]
*[[سير أعلام النبلاء/الفريابي|الفريابي]]
*[[سير أعلام النبلاء/الفراء|الفراء]]
*[[سير أعلام النبلاء/هوذة بن خليفة|هوذة بن خليفة]]
*[[سير أعلام النبلاء/مظفر بن مدرك|مظفر بن مدرك]]
*[[سير أعلام النبلاء/يحيى بن حسان|يحيى بن حسان]]
*[[سير أعلام النبلاء/قبيصة بن عقبة|قبيصة بن عقبة]]
*[[سير أعلام النبلاء/سفيان بن عقبة السوائي|سفيان بن عقبة السوائي]]
*[[سير أعلام النبلاء/موسى بن داود|موسى بن داود]]
*[[سير أعلام النبلاء/موسى بن مسعود|موسى بن مسعود]]
*[[سير أعلام النبلاء/يحيى بن حماد|يحيى بن حماد]]
*[[سير أعلام النبلاء/أبو نعيم|أبو نعيم]]
*[[سير أعلام النبلاء/أحمد بن حفص|أحمد بن حفص]]
*[[سير أعلام النبلاء/محمد بن أحمد بن حفص|محمد بن أحمد بن حفص]]
*[[سير أعلام النبلاء/منبه بن عثمان الدمشقي|منبه بن عثمان الدمشقي]]
*[[سير أعلام النبلاء/يحيى بن هاشم|يحيى بن هاشم]]
*[[سير أعلام النبلاء/أسد بن موسى بن إبراهيم|أسد بن موسى بن إبراهيم]]
*[[سير أعلام النبلاء/خلاد بن يحيى|خلاد بن يحيى]]
*[[سير أعلام النبلاء/إدريس بن يحيى|إدريس بن يحيى]]
*[[سير أعلام النبلاء/المقرئ|المقرئ]]
*[[سير أعلام النبلاء/يعقوب بن إسحاق بن زيد|يعقوب بن إسحاق بن زيد]]
*[[سير أعلام النبلاء/أحمد بن إسحاق بن زيد|أحمد بن إسحاق بن زيد]]
*[[سير أعلام النبلاء/الأصمعي|الأصمعي]]
*[[سير أعلام النبلاء/عمرو بن مسعدة|عمرو بن مسعدة]]
*[[سير أعلام النبلاء/أبو سليمان الداراني|أبو سليمان الداراني]]
*[[سير أعلام النبلاء/علية بنت المهدي|علية بنت المهدي]]
*[[سير أعلام النبلاء/الليث بن عاصم|الليث بن عاصم]]
*[[سير أعلام النبلاء/الليث بن عاصم الخولاني|الليث بن عاصم الخولاني]]
*[[سير أعلام النبلاء/المهلبي|المهلبي]]
*[[سير أعلام النبلاء/العكوك|العكوك]]
*[[سير أعلام النبلاء/الجوزجاني|الجوزجاني]]
*[[سير أعلام النبلاء/أبو العتاهية|أبو العتاهية]]
*[[سير أعلام النبلاء/أبو عباد الكاتب|أبو عباد الكاتب]]
*[[سير أعلام النبلاء/المريسي|المريسي]]
*[[سير أعلام النبلاء/بشر بن المعتمر|بشر بن المعتمر]]
*[[سير أعلام النبلاء/ثمامة بن أشرس|ثمامة بن أشرس]]
*[[سير أعلام النبلاء/الأخفش|الأخفش]]
*[[سير أعلام النبلاء/عثمان بن الهيثم|عثمان بن الهيثم]]
*[[سير أعلام النبلاء/علي بن الحسين بن واقد|علي بن الحسين بن واقد]]
*[[سير أعلام النبلاء/خلف بن تميم|خلف بن تميم]]
*[[سير أعلام النبلاء/عمرو بن أبي سلمة|عمرو بن أبي سلمة]]
*[[سير أعلام النبلاء/معاوية بن عمرو بن المهلب|معاوية بن عمرو بن المهلب]]
*[[سير أعلام النبلاء/أبو أحمد المؤدب|أبو أحمد المؤدب]]
*[[سير أعلام النبلاء/خالد بن مخلد|خالد بن مخلد]]
*[[سير أعلام النبلاء/سريج بن النعمان|سريج بن النعمان]]
*[[سير أعلام النبلاء/عبد الله بن عبد الحكم|عبد الله بن عبد الحكم]]
*[[سير أعلام النبلاء/أبو المغيرة|أبو المغيرة]]
*[[سير أعلام النبلاء/أسد بن الفرات|أسد بن الفرات]]
*[[سير أعلام النبلاء/أبو مسهر|أبو مسهر]]
*[[سير أعلام النبلاء/زينب بنت سليمان|زينب بنت سليمان]]
*[[سير أعلام النبلاء/حبان بن هلال|حبان بن هلال]]
*[[سير أعلام النبلاء/طلق بن غنام|طلق بن غنام]]
*[[سير أعلام النبلاء/زبيدة الست|زبيدة الست]]
*[[سير أعلام النبلاء/عفان بن مسلم|عفان بن مسلم]]
*[[سير أعلام النبلاء/عمرو بن عاصم|عمرو بن عاصم]]
*[[سير أعلام النبلاء/القعنبي|القعنبي]]
*[[سير أعلام النبلاء/إسماعيل بن مسلمة|إسماعيل بن مسلمة]]
*[[سير أعلام النبلاء/عارم|عارم]]
*[[سير أعلام النبلاء/عبدان|عبدان]]
*[[سير أعلام النبلاء/المأمون|المأمون]]
*[[سير أعلام النبلاء/المعتصم|المعتصم]]
*[[سير أعلام النبلاء/الواثق بالله|الواثق بالله]]
*[[سير أعلام النبلاء/مسلم بن إبراهيم|مسلم بن إبراهيم]]
*[[سير أعلام النبلاء/البابلتي|البابلتي]]
*[[سير أعلام النبلاء/أبو اليمان|أبو اليمان]]
*[[سير أعلام النبلاء/حجين بن المثنى|حجين بن المثنى]]
*[[سير أعلام النبلاء/قالون|قالون]]
*[[سير أعلام النبلاء/سعيد بن أبي مريم|سعيد بن أبي مريم]]
*[[سير أعلام النبلاء/سليمان بن حرب|سليمان بن حرب]]
*[[سير أعلام النبلاء/آدم بن أبي إياس|آدم بن أبي إياس]]
*[[سير أعلام النبلاء/علي بن عياش|علي بن عياش]]
*[[سير أعلام النبلاء/أبو الوليد الطيالسي|أبو الوليد الطيالسي]]
*[[سير أعلام النبلاء/إسماعيل بن أبان|إسماعيل بن أبان]]
*[[سير أعلام النبلاء/الغنوي|الغنوي]]
*[[سير أعلام النبلاء/علي بن الحسن بن شقيق|علي بن الحسن بن شقيق]]
*[[سير أعلام النبلاء/حجاج بن منهال|حجاج بن منهال]]
*[[سير أعلام النبلاء/الحوضي|الحوضي]]
*[[سير أعلام النبلاء/الحسين بن حفص|الحسين بن حفص]]
*[[سير أعلام النبلاء/عبد الله بن يوسف|عبد الله بن يوسف]]
*[[سير أعلام النبلاء/ابن الماجشون|ابن الماجشون]]
*[[سير أعلام النبلاء/التبوذكي|التبوذكي]]
*[[سير أعلام النبلاء/موسى بن إسماعيل البجلي|موسى بن إسماعيل البجلي]]
*[[سير أعلام النبلاء/معلى بن منصور|معلى بن منصور]]
*[[سير أعلام النبلاء/عبد الله بن نافع الصائغ|عبد الله بن نافع الصائغ]]
*[[سير أعلام النبلاء/عبد الله بن نافع الزبيري|عبد الله بن نافع الزبيري]]
*[[سير أعلام النبلاء/دينار أبو مكيس الحبشي|دينار أبو مكيس الحبشي]]
*[[سير أعلام النبلاء/عبد الله بن رجاء الغداني|عبد الله بن رجاء الغداني]]
*[[سير أعلام النبلاء/عبد الله بن رجاء البصري|عبد الله بن رجاء البصري]]
*[[سير أعلام النبلاء/محمد بن كثير بن أبي عطاء|محمد بن كثير بن أبي عطاء]]
*[[سير أعلام النبلاء/محمد بن كثير العبدي|محمد بن كثير العبدي]]
*[[سير أعلام النبلاء/محمد بن كثير بن مروان|محمد بن كثير بن مروان]]
*[[سير أعلام النبلاء/العوقي|العوقي]]
*[[سير أعلام النبلاء/ابن الطباع|ابن الطباع]]
*[[سير أعلام النبلاء/الأويسي|الأويسي]]
*[[سير أعلام النبلاء/الصوري|الصوري]]
*[[سير أعلام النبلاء/إسماعيل بن أبي أويس|إسماعيل بن أبي أويس]]
*[[سير أعلام النبلاء/الهيثم بن جميل|الهيثم بن جميل]]
*[[سير أعلام النبلاء/السوريني|السوريني]]
*[[سير أعلام النبلاء/بكار بن محمد|بكار بن محمد]]
*[[سير أعلام النبلاء/الحسن بن الربيع|الحسن بن الربيع]]
*[[سير أعلام النبلاء/المدائني|المدائني]]
*[[سير أعلام النبلاء/عبد الله بن صالح بن مسلم|عبد الله بن صالح بن مسلم]]
*[[سير أعلام النبلاء/عبد الله بن صالح بن محمد|عبد الله بن صالح بن محمد]]
*[[سير أعلام النبلاء/حماد بن مالك بن بسطام|حماد بن مالك بن بسطام]]
*[[سير أعلام النبلاء/عمرو بن مرزوق|عمرو بن مرزوق]]
*[[سير أعلام النبلاء/عمرو بن مرزوق الواشحي|عمرو بن مرزوق الواشحي]]
*[[سير أعلام النبلاء/محمد بن الرومي|محمد بن الرومي]]
*[[سير أعلام النبلاء/سهل بن بكار|سهل بن بكار]]
*[[سير أعلام النبلاء/سهل بن تمام|سهل بن تمام]]
*[[سير أعلام النبلاء/عبد الله بن أبي بكر|عبد الله بن أبي بكر]]
*[[سير أعلام النبلاء/عبد الله بن خيران|عبد الله بن خيران]]
*[[سير أعلام النبلاء/يحيى بن عبدويه|يحيى بن عبدويه]]
*[[سير أعلام النبلاء/عبد العزيز بن الخطاب|عبد العزيز بن الخطاب]]
*[[سير أعلام النبلاء/قرة بن حبيب|قرة بن حبيب]]
*[[سير أعلام النبلاء/الصلت بن محمد|الصلت بن محمد]]
*[[سير أعلام النبلاء/عمرو بن خالد|عمرو بن خالد]]
*[[سير أعلام النبلاء/عبد الملك بن هشام بن أيوب|عبد الملك بن هشام بن أيوب]]
*[[سير أعلام النبلاء/مالك بن إسماعيل بن درهم|مالك بن إسماعيل بن درهم]]
*[[سير أعلام النبلاء/شاذ بن فياض|شاذ بن فياض]]
*[[سير أعلام النبلاء/شاذ بن يحيى|شاذ بن يحيى]]
*[[سير أعلام النبلاء/عبد الله بن سوار|عبد الله بن سوار]]
*[[سير أعلام النبلاء/إسماعيل بن عمرو بن نجيح|إسماعيل بن عمرو بن نجيح]]
*[[سير أعلام النبلاء/عبد السلام بن مطهر|عبد السلام بن مطهر]]
*[[سير أعلام النبلاء/عبد الغفار بن عبيد الله|عبد الغفار بن عبيد الله]]
*[[سير أعلام النبلاء/عبد الغفار بن داود|عبد الغفار بن داود]]
*[[سير أعلام النبلاء/عيسى بن دينار|عيسى بن دينار]]
*[[سير أعلام النبلاء/عيسى بن أبان|عيسى بن أبان]]
*[[سير أعلام النبلاء/عون بن سلام|عون بن سلام]]
*[[سير أعلام النبلاء/زكريا بن عدي|زكريا بن عدي]]
*[[سير أعلام النبلاء/عبد الملك بن مسلمة|عبد الملك بن مسلمة]]
*[[سير أعلام النبلاء/هشام بن عبيد الله الرازي|هشام بن عبيد الله الرازي]]
*[[سير أعلام النبلاء/أبو الجماهر|أبو الجماهر]]
*[[سير أعلام النبلاء/أبو همام الدلال|أبو همام الدلال]]
*[[سير أعلام النبلاء/عمرو بن عون|عمرو بن عون]]
*[[سير أعلام النبلاء/الربيع بن يحيى|الربيع بن يحيى]]
*[[سير أعلام النبلاء/الوحاظي|الوحاظي]]
*[[سير أعلام النبلاء/أحمد بن يونس|أحمد بن يونس]]
*[[سير أعلام النبلاء/علي بن الجعد|علي بن الجعد]]
*[[سير أعلام النبلاء/بشر بن الحارث بن عبد الرحمن|بشر بن الحارث بن عبد الرحمن]]
*[[سير أعلام النبلاء/الهيثم بن خارجة|الهيثم بن خارجة]]
*[[سير أعلام النبلاء/أبو خالد الفراء|أبو خالد الفراء]]
*[[سير أعلام النبلاء/الفراء سعد بن يزيد|الفراء سعد بن يزيد]]
*[[سير أعلام النبلاء/سعدويه|سعدويه]]
*[[سير أعلام النبلاء/سعيد بن سليمان النشيطي|سعيد بن سليمان النشيطي]]
*[[سير أعلام النبلاء/فتح الموصلي|فتح الموصلي]]
*[[سير أعلام النبلاء/يوسف بن عدي|يوسف بن عدي]]
*[[سير أعلام النبلاء/أحمد بن عاصم|أحمد بن عاصم]]
*[[سير أعلام النبلاء/خالد بن خداش|خالد بن خداش]]
*[[سير أعلام النبلاء/صدقة بن الفضل|صدقة بن الفضل]]
*[[سير أعلام النبلاء/أبو عبيد|أبو عبيد]]
*[[سير أعلام النبلاء/دار أم سلمة|دار أم سلمة]]
*[[سير أعلام النبلاء/الرمادي|الرمادي]]
*[[سير أعلام النبلاء/يحيى بن يحيى|يحيى بن يحيى]]
*[[سير أعلام النبلاء/يحيى بن يحيى بن كثير|يحيى بن يحيى بن كثير]]
*[[سير أعلام النبلاء/أبو الجهم|أبو الجهم]]
*[[سير أعلام النبلاء/يحيى بن عبد الحميد بن عبد الرحمن|يحيى بن عبد الحميد بن عبد الرحمن]]
*[[سير أعلام النبلاء/أبو يحيى الحماني|أبو يحيى الحماني]]
*[[سير أعلام النبلاء/النظام|النظام]]
*[[سير أعلام النبلاء/أبو الهذيل العلاف|أبو الهذيل العلاف]]
*[[سير أعلام النبلاء/هشام بن الحكم الكوفي|هشام بن الحكم الكوفي]]
*[[سير أعلام النبلاء/ضرار بن عمرو|ضرار بن عمرو]]
*[[سير أعلام النبلاء/أبو المعتمر|أبو المعتمر]]
*[[سير أعلام النبلاء/هشام بن عمرو|هشام بن عمرو]]
*[[سير أعلام النبلاء/عيسى بن صبيح|عيسى بن صبيح]]
*[[سير أعلام النبلاء/الوليد بن أبان الكرابيسي|الوليد بن أبان الكرابيسي]]
*[[سير أعلام النبلاء/جعفر بن مبشر الثقفي|جعفر بن مبشر الثقفي]]
*[[سير أعلام النبلاء/جعفر بن حرب الهمذاني|جعفر بن حرب الهمذاني]]
*[[سير أعلام النبلاء/الإسكافي|الإسكافي]]
*[[سير أعلام النبلاء/عباد بن سلمان البصري|عباد بن سلمان البصري]]
*[[سير أعلام النبلاء/عيسى بن الهيثم الصوفي|عيسى بن الهيثم الصوفي]]
*[[سير أعلام النبلاء/يوسف بن عبيد الله الشحام|يوسف بن عبيد الله الشحام]]
*[[سير أعلام النبلاء/أحمد بن الحسين الضرير|أحمد بن الحسين الضرير]]
*[[سير أعلام النبلاء/محمد بن النعمان الأحول|محمد بن النعمان الأحول]]
*[[سير أعلام النبلاء/الحسين بن محمد بن عبد الله النجار|الحسين بن محمد بن عبد الله النجار]]
*[[سير أعلام النبلاء/برغوث|برغوث]]
*[[سير أعلام النبلاء/أبو عبد الرحمن الشافعي|أبو عبد الرحمن الشافعي]]
*[[سير أعلام النبلاء/إبراهيم بن مهدي المصيصي|إبراهيم بن مهدي المصيصي]]
*[[سير أعلام النبلاء/إبراهيم بن محمد المهدي|إبراهيم بن محمد المهدي]]
*[[سير أعلام النبلاء/صالح الجرمي|صالح الجرمي]]
*[[سير أعلام النبلاء/أبو دلف|أبو دلف]]
*[[سير أعلام النبلاء/العيشي|العيشي]]
*[[سير أعلام النبلاء/النضر بن عبد الجبار|النضر بن عبد الجبار]]
*[[سير أعلام النبلاء/اللاحقي|اللاحقي]]
*[[سير أعلام النبلاء/علي بن عثام|علي بن عثام]]
*[[سير أعلام النبلاء/أبو نصر التمار|أبو نصر التمار]]
*[[سير أعلام النبلاء/أبو المغيث الرافقي|أبو المغيث الرافقي]]
*[[سير أعلام النبلاء/الوكيعي|الوكيعي]]
*[[سير أعلام النبلاء/أحمد بن إشكاب|أحمد بن إشكاب]]
*[[سير أعلام النبلاء/خلف بن هشام|خلف بن هشام]]
*[[سير أعلام النبلاء/بشار بن موسى|بشار بن موسى]]
*[[سير أعلام النبلاء/أبو بلال الأشعري|أبو بلال الأشعري]]
*[[سير أعلام النبلاء/سعيد بن كثير بن عفير|سعيد بن كثير بن عفير]]
*[[سير أعلام النبلاء/سعيد بن منصور بن شعبة|سعيد بن منصور بن شعبة]]
*[[سير أعلام النبلاء/مسدد بن مسرهد|مسدد بن مسرهد]]
*[[سير أعلام النبلاء/نعيم بن حماد بن معاوية|نعيم بن حماد بن معاوية]]
*[[سير أعلام النبلاء/يحيى بن عبد الله بن بكير|يحيى بن عبد الله بن بكير]]
*[[سير أعلام النبلاء/أبو الينبغي|أبو الينبغي]]
*[[سير أعلام النبلاء/الحميدي|الحميدي]]
*[[سير أعلام النبلاء/يحيى بن أبي الخصيب|يحيى بن أبي الخصيب]]
*[[سير أعلام النبلاء/المقعد|المقعد]]
*[[سير أعلام النبلاء/سليمان بن داود بن علي|سليمان بن داود بن علي]]
*[[سير أعلام النبلاء/معلى بن أسد|معلى بن أسد]]
*[[سير أعلام النبلاء/سنيد|سنيد]]
*[[سير أعلام النبلاء/محمد بن سلام|محمد بن سلام]]
*[[سير أعلام النبلاء/علي بن معبد|علي بن معبد]]
*[[سير أعلام النبلاء/علي بن معبد بن نوح|علي بن معبد بن نوح]]
*[[سير أعلام النبلاء/النفيلي|النفيلي]]
*[[سير أعلام النبلاء/الجرمي|الجرمي]]
*[[سير أعلام النبلاء/عمر بن حفص بن غياث|عمر بن حفص بن غياث]]
*[[سير أعلام النبلاء/خالد بن خلي|خالد بن خلي]]
*[[سير أعلام النبلاء/محمد بن خالد بن خلي|محمد بن خالد بن خلي]]
*[[سير أعلام النبلاء/محمد بن المنهال|محمد بن المنهال]]
*[[سير أعلام النبلاء/محمد بن المنهال البصري|محمد بن المنهال البصري]]
*[[سير أعلام النبلاء/ابن سماعة|ابن سماعة]]
*[[سير أعلام النبلاء/يحيى بن بشر بن كثير|يحيى بن بشر بن كثير]]
*[[سير أعلام النبلاء/ابن أبي الأسود|ابن أبي الأسود]]
*[[سير أعلام النبلاء/الفروي|الفروي]]
*[[سير أعلام النبلاء/عبد الرحمن بن سلام بن عبيد الله|عبد الرحمن بن سلام بن عبيد الله]]
*[[سير أعلام النبلاء/محمد بن سلام بن عبيد الله|محمد بن سلام بن عبيد الله]]
*[[سير أعلام النبلاء/أحمد بن شبيب|أحمد بن شبيب]]
*[[سير أعلام النبلاء/أبو توبة الحلبي|أبو توبة الحلبي]]
*[[سير أعلام النبلاء/الخوشي|الخوشي]]
*[[سير أعلام النبلاء/أصبغ بن الفرج|أصبغ بن الفرج]]
*[[سير أعلام النبلاء/المسندي|المسندي]]
*[[سير أعلام النبلاء/المقدمي|المقدمي]]
*[[سير أعلام النبلاء/أحمد بن أبي شعيب|أحمد بن أبي شعيب]]
*[[سير أعلام النبلاء/أحمد بن عبد الملك بن واقد|أحمد بن عبد الملك بن واقد]]
*[[سير أعلام النبلاء/محمد بن سعد|محمد بن سعد]]
*[[سير أعلام النبلاء/يزيد بن عبد ربه|يزيد بن عبد ربه]]
*[[سير أعلام النبلاء/حوثرة بن أشرس|حوثرة بن أشرس]]
*[[سير أعلام النبلاء/حيوة بن شريح بن يزيد|حيوة بن شريح بن يزيد]]
*[[سير أعلام النبلاء/محمد بن وهب|محمد بن وهب]]
*[[سير أعلام النبلاء/محمد بن الصباح الدولابي|محمد بن الصباح الدولابي]]
*[[سير أعلام النبلاء/محمد بن الصباح الجرجرائي|محمد بن الصباح الجرجرائي]]
*[[سير أعلام النبلاء/بشر بن الوليد ابن خالد|بشر بن الوليد ابن خالد]]
*[[سير أعلام النبلاء/الزهراني|الزهراني]]
*[[سير أعلام النبلاء/الشاذكوني|الشاذكوني]]
*[[سير أعلام النبلاء/عبد الله بن طاهر بن الحسين|عبد الله بن طاهر بن الحسين]]
*[[سير أعلام النبلاء/عبد الله بن محمد بن أسماء|عبد الله بن محمد بن أسماء]]
*[[سير أعلام النبلاء/ابن الأعرابي|ابن الأعرابي]]
*[[سير أعلام النبلاء/إبراهيم بن المنذر|إبراهيم بن المنذر]]
*[[سير أعلام النبلاء/سهل بن زنجلة|سهل بن زنجلة]]
*[[سير أعلام النبلاء/ابن أبي سمينة|ابن أبي سمينة]]
 
===ترتيب أبجدي===
الإمام عالم العصر ناصر الحديث فقيه الملة أبو عبد الله القرشي ثم المطلبي الشافعي المكي الغزي المولد نسيب رسول الله {{صل}} وابن عمه فالمطلب هو اخو هاشم والد عبد المطلب اتفق مولد الإمام بغزة ومات أبوه ادريس شابا فنشأ محمد يتيما في حجر امه فخافت عليه الضيعة فتحولت به إلى محتده وهو ابن عامين فنشأ بمكة وأقبل على الرمي حتى فاق فيه الأقران وصار يصيب من عشرة أسهم تسعة ثم أقبل على العربية والشرع فبرع في ذلك وتقدم ثم حبب إليه الفقه فساد أهل زمانه وأخذ العلم ببلده عن مسلم بن خالد الزنجي مفتي مكة وداود ابن عبد الرحمن العطار وعمه محمد بن علي بن شافع فهو ابن عم العباس جد الشافعي و[[سفيان بن عيينة]] وعبد الرحمن بن أبي بكر المليكي وسعيد بن سالم وفضيل بن عياض وعدة ولم أر له شيئا عن نافع بن عمر الجمحي ونحوه وكان معه بمكة وارتحل وهو ابن نيف وعشرين سنة وقد أفتى وتأهل للإمامة إلى المدينة فحمل عن مالك بن أنس الموطأ عرضه من حفظه وقيل من حفظه لأكثره وحمل عن إبراهيم عن أبي يحيى فأكثر وعبد العزيز الدراوردي وعطاف بن خالد وإسماعيل بن جعفر وإبراهيم بن سعد وطبقتهم وأخذ باليمن عن مطرف بن مازن وهشام بن يوسف القاضي وطائفة وببغداد عن محمد بن الحسن فقيه العراق ولازمه وحمل عنه وقر بعير وعن إسماعيل ابن علية وعبد الوهاب الثقفي وخلق وصنف التصانيف ودون العلم ورد على الأئمة مبتعا الأثر وصنف في أصول الفقه وفروعه وبعد صيته وتكاثر عليه الطلبة حدث عنه الحميدي وأبو عبيد القاسم بن سلام وأحمد بن حنبل وسليمان بن داود الهاشمي وأبو يعقوب يوسف البويطي وأبو ثور إبراهيم بن خالد الكلبي وحرملة بن يحيى وموسى بن أبي الجارود المكي وعبد العزيز المكي صاحب الحيدة وحسين بن علي الكرابيسي وإبراهيم بن المنذر الحزامي والحسن بن محمد الزعفراني وأحمد بن محمد الأزرقي وأحمد بن سعيد الهمداني وأحمد بن أبي شريح الرازي وأحمد بن يحيى بن وزير المصري وأحمد بن عبد الرحمن الوهبي وابن عمه إبراهيم بن محمد الشافعي وإسحاق بن راهويه وإسحاق بن بهلول وأبو عبد الرحمن أحمد بن يحيى الشافعي المتكلم والحارث بن سريج النقال وحامد بن يحيى البلخي وسليمان بن داود المهري وعبد العزيز بن عمران بن مقلاص وعلي بن معبد الرقي وعلي بن سلمة اللبقي وعمرو بن سواد وأبو حنيفة قحزم بن عبد الله الاسواني ومحمد بن يحيى العدني ومسعود ابن سهل المصري وهارون بن سعيد الايلي وأحمد بن سنان القطان وأبو الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح ويونس بن عبد الأعلى والربيع ابن سليمان المرادي والربيع بن سليمان الجيزي ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم وبحر بن نصر الخولاني وخلق سواهم وقد أفرد الدارقطني كتاب من له رواية عن الشافعي في جزأين وصنف الكبار في مناقب هذا الإمام قديما وحديثا ونال بعض الناس منه غضا فما زاده ذلك إلا رفعة وجلالة ولاح للمنصفين أن كلام أقرانه فيه بهوى وقل من برز في الإمامة ورد على من خالفه إلا وعودي نعوذ بالله من الهوى وهذه الأوراق تضيق عن مناقب هذا السيد فأما جدهم السائب المطلبي فكان من كبراء من حضر بدرا مع الجاهلية فاسر يومئذ وكان يشبه بالنبي {{صل}} ووالدته هي الشفاء بنت أرقم بن نضلة ونضلة هو أخو عبد المطلب جد النبي {{صل}} فيقال إنه بعد أن فدى نفسه اسلم وابنه شافع له رؤية وهو معدود في صغار الصحابة وولده عثمان تابعي لا أعلم له كبير رواية وكان اخوال الشافعي من الأزد عن ابن عبد الحكم قال لما حملت والدة الشافعي به رأت كأن المشتري خرج من فرجها حتى انقض بمصر ثم وقع في كل بلدة منه شظيه فتأوله المعبرون أنها تلد عالما يخص علمه أهل مصر ثم يتفرق في البلدان هذه رواية منقطعة وعن أبي عبد الله الشافعي فيما نقله ابن أبي حاتم عن ابن أخي ابن وهب عنه قال ولدت باليمن يعني القبيلة فإن أمه ازدية قال فخافت أمي علي الضيعة وقالت الحق بأهلك فتكون مثلهم فإني اخاف عليك أن تغلب على نسبك فجهزتني إلى مكة فقدمتها يومئذ وأنا ابن عشر سنين فصرت إلى نسيب لي وجعلت أطلب العلم فيقول لي لا تشتغل بهذا وأقبل على ما ينفعك فجعلت لذتي في العلم قال ابن أبي حاتم سمعت عمرو بن سواد قال لي الشافعي ولدت بعسقلان فلما أتى علي سنتان حملتني أمي إلى مكة وقال ابن عبد الحكم قال لي الشافعي ولدت بغزة سنة خمسين ومئة وحملت إلى مكة ابن سنتين قال المزني ما رأيت أحسن وجها من الشافعي رحمه الله وكان ربما قبض على لحيته فلا يفضل عن قبضته قال الربيع المؤذن سمعت الشافعي يقول كنت ألزم الرمي حتى كان الطبيب يقول لي اخاف أن يصيبك السل من كثرة وقوفك في الحر قال وكنت اصيب من العشرة تسعة قال الحميدي سمعت الشافعي يقول كنت يتيما في حجر امي ولم يكن لها ما تعطيني للمعلم وكان المعلم قد رضي مني أن اقوم على الصبيان إذا غاب وأخفف عنه وعن الشافعي قال كنت أكتب في الاكتاف والعظام وكنت اذهب إلى الديوان فأستوهب الظهور فأكتب فيها وقال عمرو بن سواد قال لي الشافعي كانت نهمتي في الرمي وطلب العلم فنلت من الرمي حتى كنت اصيب من عشرة عشرة وسكت عن العلم فقلت أنت والله في العلم أكبر منك في الرمي قال أحمد بن إبراهيم الطائي الاقطع حدثنا المزني سمع الشافعي يقول حفظت القرآن وانا ابن سبع سنين وحفظت الموطأ وأنا ابن عشر. الأقطع مجهول وفي مناقب الشافعي للآبري سمعت الزبير بن عبد الواحد الهمذاني أخبرنا علي بن محمد بن عيسى سمعت الربيع بن سليمان يقول ولد الشافعي يوم مات أبو حنيفة رحمهما الله تعالى وعن الشافعي قالت أتيت مالكا وانا ابن ثلاث عشرة سنة كذا قال والظاهر أنه كان ابن ثلاث وعشرين سنة قال فأتيت ابن عم لي والي المدينة فكلم مالكا فقال اطلب من يقرأ لك قلت أنا أقرأ فقرأت عليه فكن ربما قال لي لشيء قد مر اعده فأعيده حفظا فكأنه أعجبه ثم سألته عن مسألة فأجابني ثم أخرى فقال أنت تحب أن تكون قاضيا ويروى عن الشافعي اقمت في بطون العرب عشرين سنة أخذ اشعارها ولغاتها وحفظت القرآن فما علمت أنه مر بي حرف إلا وقد علمت المعنى فيه والمراد ما خلا حرفين أحدهما دساها إسنادها فيه مجهول قال ابن عبد الحكم سمعت الشافعي يقول قرأت القرآن على إسماعيل بن قسطنطين وقال قرأت على شبل وأخبر شبل أنه قرأ على عبد الله بن كثير وقرا على مجاهد وأخبر مجاهد أنه قرأ على ابن عباس قال الشافعي وكان إسماعيل يقول القران اسم ليس بمهموز ولم يؤخذ من قرأت ولو أخذ من قرأت كان كل ما قرئ قرآنا ولكنه اسم للقران مثل التوراة والانجيل الأصم وابن أبي حاتم حدثنا الربيع سمعت الشافعي يقول قدمت على مالك وقد حفظت الموطأ طاهرا فقلت اريد سماعه قال اطلب من قرأ لك فقلت لا عليك أن تسمع قراءتي فإن سهل عليك قرأت لنفسي أحمد بن الحسن الحماني حدثنا أبو عبيدة قال رأيت الشافعي عند محمد بن الحسن وقد دفع إليه خمسين دينارا وقد كان قبل ذلك دفع إليه خمسين درهما وقال إن اشتهيت العلم فالزم قال أبو عبيد فسمعت الشافعي يقول كتبت عن محمد وقر بعير ولما اعطاه محمد قال له لا تحتشم قال لو كنت عندي ممن احشمك ما قبلت برك ابن أبي حاتم حدثنا الربيع بن سليمان سمعت الشافعي يقول حملت عن محمد بن الحسن حمل بختي ليس عليه إلا سماعي قال أحمد بن أبي سريج سمعت الشافعي يقول قد أنفقت على كتب محمد ستين دينارا ثم تدبرتها فوضعت إلى جنب كل مسألة حديثا يعني رد عليه قال هارون بن سعيد قال لي الشافعي أخذت اللبان سنة للحفظ فأعقبني صب الدم سنة قال أبو عبيد ما رأيت أعقل من الشافعي وكذا قال يونس بن عبد الأعلى حتى أنه قال لو جمعت أمة لوسعهم عقله قلت هذا على سبيل المبالغة فإن الكامل العقل لو نقص من عقله نحو الربع لبان عليه نقص ما ولبقي له نظراء فلو ذهب نصف ذلك العقل منه لظهر عليه النقص فكيف به لو ذهب ثلثا عقله فلو أنك اخذت عقول ثلاثة أنفس مثلا وصيرتها عقل واحد لجاء منه كامل العقل وزيادة جماعة حدثنا الربيع سمعت الحميدي سمعت مسلم بن خالد الزنجي يقول للشافعي أفت يا أبا عبد الله فقد والله آن لك أن تفتي وهو ابن خمس عشرة سنة وقد رواها محمد بن بشر الزنبري وأبو نعيم الاستراباذي عن الربيع عن الحميدي قال قال الزنجي وهذا اشبه فإن الحميدي يصغر عن السماع من مسلم وما رأينا له في مسنده عنه رواية جماعة حدثنا الربيع قال الشافعي لان يلقى الله العبد بكل ذنب إلا الشرك خير من أن يلقاه بشيء من الأهواء الزبير الاستراباذي حدثني محمد بن يحيى بن آدم بمصر حدثنا ابن عبد الحكم سمعت الشافعي يقول لو علم الناس ما في الكلام من الأهواء لفروا منه كما يفرون من الاسد قال يونس الصدفي ما رأيت اعقل من الشافعي ناظرته يوما في مسألة ثم افترقنا ولقيني فأخذ بيدي ثم قال يا أبا موسى ألا يستقيم أن نكون اخوانا وان لم نتفق في مسألة قلت هذا يدل على كمال عقل هذا الإمام وفقه نفسه فما زال النظراء يختلفون أبو جعفر الترمذي حدثني أبو الفضل الواشجردي سمعت أبا عبد الله الصاغاني قال سألت يحيى بن اكثم عن أبي عبيد والشافعي ايهما أعلم قال أبو عبيد كان يأتينا ها هنا كثيرا وكان رجلا اذا ساعدته الكتب كان حسن التصنيف من الكتب وكان يرتبها بحسن ألفاظه لاقتداره على العربية واما الشافعي فقد كنا عند محمد بن الحسن كثيرا في المناظرة وكان رجلا قرشي العقل والفهم والذهن صافي العقل والفهم والدماغ سريع الاصابة أو كلمة نحوها ولو كان اكثر سماعا للحديث لا ستغنى امة محمد {{صل}} به عن غيره من الفقهاء قال معمر بن شبيب سمعت المأمون يقول قد امتحنت محمد بن ادريس في كل شيء فوجدته كاملا قال أحمد بن محمد بن بنت الشافعي سمعت أبي وعمي يقولان كان [[سفيان بن عيينة]] اذا جاءه شيء من التفسير والفتيا التفت إلى الشافعي فيقول سلوا هذا وقال تميم بن عبد الله سمعت سويد بن سعيد يقول كنت عند سفيان فجاء الشافعي فسلم وجلس فروى ابن عيينة حديثا رقيقا فغشي على الشافعي فقيل يا أبا محمد مات محمد بن ادريس فقال ابن عيينة إن كان مات فقد مات افضل أهل زمانه الحاكم سمعت أبا سعيد بن أبي عثمان سمعت الحسن ابن صاحب الشاشي سمعت الربيع سمعت الشافعي وسئل عن القرآن فقال أف أف القرآن كلام الله من قال مخلوق فقد كفر هذا اسناد صحيح أبو داود وأبو حاتم عن أبي ثور سمعت الشافعي يقول ما ارتدى أحد بالكلام فأفلح محمد بن يحيى بن آدم حدثنا ابن عبد الحكم سمعت الشافعي يقول لو علم الناس ما في الكلام والأهواء لفروا منه كما يفرون من الاسد الزبير بن عبد الواحد أخبرني علي بن محمد بمصر حدثنا محمد ابن عبد الله بن عبد الحكم قال كان الشافعي بعد أن ناظر حفصا الفرد يكره الكلام وكان يقول والله لان يفتي العالم فيقال أخطأ العالم خير له من أن يتكلم فيقال زنديق وما شيء أبغض إلي من الكلام واهله قلت هذا دال على أن مذهب أبي عبد الله أن الخطأ في الأصول ليس كالخطأ في الاجتهاد في الفروع الربيع بن سليمان سمعت الشافعي يقول من حلف باسم من أسماء الله فحنث فعليه الكفارة لأن اسم الله غير مخلوق ومن حلف بالكعبة وبالصفا والمروة فليس عليه كفارة لأنه مخلوق وذاك غير مخلوق وقال أبو حاتم حدثنا حرملة سمعت الشافعي يقول الخلفاء خمسة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وعمر بن عبد العزيز قال الحارث بن سريج سمعت يحيى القطان يقول أنا ادعو الله للشافعي اخصه به وقال أبو بكر بن خلاد أنا ادعو الله في دبر صلاتي للشافعي الحسين بن علي الكرابيسي قال قال الشافعي كل متكلم على الكتاب والسنة فهو الجد وما سواه فهو هذيان ابن خزيمة وجماعة قالوا حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال الشافعي لا يقال لم للأصل ولا كيف وعن يونس سمع الشافعي يقول الأصل القرآن والسنة وقياس عليهما والإجماع أكبر من الحديث المنفرد
#[[سير أعلام النبلاء/ابن الأعرابي|ابن الأعرابي]]
#[[سير أعلام النبلاء/ابن الطباع|ابن الطباع]]
#[[سير أعلام النبلاء/ابن الكلبي|ابن الكلبي]]
#[[سير أعلام النبلاء/ابن الماجشون|ابن الماجشون]]
#[[سير أعلام النبلاء/ابن أبي الأسود|ابن أبي الأسود]]
#[[سير أعلام النبلاء/ابن أبي سمينة|ابن أبي سمينة]]
#[[سير أعلام النبلاء/ابن سماعة|ابن سماعة]]
#[[سير أعلام النبلاء/الإسكافي|الإسكافي]]
#[[سير أعلام النبلاء/الإمام الشافعي|الإمام الشافعي]]
#[[سير أعلام النبلاء/الأخفش|الأخفش]]
#[[سير أعلام النبلاء/الأصمعي|الأصمعي]]
#[[سير أعلام النبلاء/الأويسي|الأويسي]]
#[[سير أعلام النبلاء/البابلتي|البابلتي]]
#[[سير أعلام النبلاء/التبوذكي|التبوذكي]]
#[[سير أعلام النبلاء/الجرمي|الجرمي]]
#[[سير أعلام النبلاء/الجوزجاني|الجوزجاني]]
#[[سير أعلام النبلاء/الحسن بن الربيع|الحسن بن الربيع]]
#[[سير أعلام النبلاء/الحسين بن حفص|الحسين بن حفص]]
#[[سير أعلام النبلاء/الحسين بن محمد بن عبد الله النجار|الحسين بن محمد بن عبد الله النجار]]
#[[سير أعلام النبلاء/الحميدي|الحميدي]]
#[[سير أعلام النبلاء/الحوضي|الحوضي]]
#[[سير أعلام النبلاء/الخوشي|الخوشي]]
#[[سير أعلام النبلاء/الربيع بن يحيى|الربيع بن يحيى]]
#[[سير أعلام النبلاء/الرمادي|الرمادي]]
#[[سير أعلام النبلاء/الزهراني|الزهراني]]
#[[سير أعلام النبلاء/السوريني|السوريني]]
#[[سير أعلام النبلاء/الشاذكوني|الشاذكوني]]
#[[سير أعلام النبلاء/الصلت بن محمد|الصلت بن محمد]]
#[[سير أعلام النبلاء/الصوري|الصوري]]
#[[سير أعلام النبلاء/العكوك|العكوك]]
#[[سير أعلام النبلاء/العوقي|العوقي]]
#[[سير أعلام النبلاء/العيشي|العيشي]]
#[[سير أعلام النبلاء/الغنوي|الغنوي]]
#[[سير أعلام النبلاء/الفراء سعد بن يزيد|الفراء سعد بن يزيد]]
#[[سير أعلام النبلاء/الفراء|الفراء]]
#[[سير أعلام النبلاء/الفروي|الفروي]]
#[[سير أعلام النبلاء/الفريابي|الفريابي]]
#[[سير أعلام النبلاء/الفضل بن الربيع بن يونس|الفضل بن الربيع بن يونس]]
#[[سير أعلام النبلاء/الفضل بن سهل السرخسي|الفضل بن سهل السرخسي]]
#[[سير أعلام النبلاء/القعنبي|القعنبي]]
#[[سير أعلام النبلاء/اللاحقي|اللاحقي]]
#[[سير أعلام النبلاء/الليث بن عاصم الخولاني|الليث بن عاصم الخولاني]]
#[[سير أعلام النبلاء/الليث بن عاصم|الليث بن عاصم]]
#[[سير أعلام النبلاء/المأمون|المأمون]]
#[[سير أعلام النبلاء/المدائني|المدائني]]
#[[سير أعلام النبلاء/المريسي|المريسي]]
#[[سير أعلام النبلاء/المسندي|المسندي]]
#[[سير أعلام النبلاء/المعتصم|المعتصم]]
#[[سير أعلام النبلاء/المقدمي|المقدمي]]
#[[سير أعلام النبلاء/المقرئ|المقرئ]]
#[[سير أعلام النبلاء/المقعد|المقعد]]
#[[سير أعلام النبلاء/المهلبي|المهلبي]]
#[[سير أعلام النبلاء/النضر بن عبد الجبار|النضر بن عبد الجبار]]
#[[سير أعلام النبلاء/النظام|النظام]]
#[[سير أعلام النبلاء/النفيلي|النفيلي]]
#[[سير أعلام النبلاء/الهيثم بن جميل|الهيثم بن جميل]]
#[[سير أعلام النبلاء/الهيثم بن خارجة|الهيثم بن خارجة]]
#[[سير أعلام النبلاء/الهيثم بن عدي|الهيثم بن عدي]]
#[[سير أعلام النبلاء/الواثق بالله|الواثق بالله]]
#[[سير أعلام النبلاء/الوحاظي|الوحاظي]]
#[[سير أعلام النبلاء/الوكيعي|الوكيعي]]
#[[سير أعلام النبلاء/الوليد بن أبان الكرابيسي|الوليد بن أبان الكرابيسي]]
#[[سير أعلام النبلاء/إبراهيم بن المنذر|إبراهيم بن المنذر]]
#[[سير أعلام النبلاء/إبراهيم بن محمد المهدي|إبراهيم بن محمد المهدي]]
#[[سير أعلام النبلاء/إبراهيم بن مهدي المصيصي|إبراهيم بن مهدي المصيصي]]
#[[سير أعلام النبلاء/إدريس بن يحيى|إدريس بن يحيى]]
#[[سير أعلام النبلاء/إسماعيل بن أبان|إسماعيل بن أبان]]
#[[سير أعلام النبلاء/إسماعيل بن أبي أويس|إسماعيل بن أبي أويس]]
#[[سير أعلام النبلاء/إسماعيل بن عمرو بن نجيح|إسماعيل بن عمرو بن نجيح]]
#[[سير أعلام النبلاء/إسماعيل بن مسلمة|إسماعيل بن مسلمة]]
#[[سير أعلام النبلاء/أبو الجماهر|أبو الجماهر]]
#[[سير أعلام النبلاء/أبو الجهم|أبو الجهم]]
#[[سير أعلام النبلاء/أبو العتاهية|أبو العتاهية]]
#[[سير أعلام النبلاء/أبو المعتمر|أبو المعتمر]]
#[[سير أعلام النبلاء/أبو المغيث الرافقي|أبو المغيث الرافقي]]
#[[سير أعلام النبلاء/أبو المغيرة|أبو المغيرة]]
#[[سير أعلام النبلاء/أبو الهذيل العلاف|أبو الهذيل العلاف]]
#[[سير أعلام النبلاء/أبو الوليد الطيالسي|أبو الوليد الطيالسي]]
#[[سير أعلام النبلاء/أبو اليمان|أبو اليمان]]
#[[سير أعلام النبلاء/أبو الينبغي|أبو الينبغي]]
#[[سير أعلام النبلاء/أبو أحمد المؤدب|أبو أحمد المؤدب]]
#[[سير أعلام النبلاء/أبو بلال الأشعري|أبو بلال الأشعري]]
#[[سير أعلام النبلاء/أبو توبة الحلبي|أبو توبة الحلبي]]
#[[سير أعلام النبلاء/أبو خالد الفراء|أبو خالد الفراء]]
#[[سير أعلام النبلاء/أبو دلف|أبو دلف]]
#[[سير أعلام النبلاء/أبو سليمان الداراني|أبو سليمان الداراني]]
#[[سير أعلام النبلاء/أبو عباد الكاتب|أبو عباد الكاتب]]
#[[سير أعلام النبلاء/أبو عبد الرحمن الشافعي|أبو عبد الرحمن الشافعي]]
#[[سير أعلام النبلاء/أبو عبيد|أبو عبيد]]
#[[سير أعلام النبلاء/أبو مسهر|أبو مسهر]]
#[[سير أعلام النبلاء/أبو نصر التمار|أبو نصر التمار]]
#[[سير أعلام النبلاء/أبو نعيم|أبو نعيم]]
#[[سير أعلام النبلاء/أبو همام الدلال|أبو همام الدلال]]
#[[سير أعلام النبلاء/أبو يحيى الحماني|أبو يحيى الحماني]]
#[[سير أعلام النبلاء/أحمد بن الحسين الضرير|أحمد بن الحسين الضرير]]
#[[سير أعلام النبلاء/أحمد بن إسحاق بن زيد|أحمد بن إسحاق بن زيد]]
#[[سير أعلام النبلاء/أحمد بن إشكاب|أحمد بن إشكاب]]
#[[سير أعلام النبلاء/أحمد بن أبي شعيب|أحمد بن أبي شعيب]]
#[[سير أعلام النبلاء/أحمد بن حفص|أحمد بن حفص]]
#[[سير أعلام النبلاء/أحمد بن شبيب|أحمد بن شبيب]]
#[[سير أعلام النبلاء/أحمد بن عاصم|أحمد بن عاصم]]
#[[سير أعلام النبلاء/أحمد بن عبد الملك بن واقد|أحمد بن عبد الملك بن واقد]]
#[[سير أعلام النبلاء/أحمد بن يونس|أحمد بن يونس]]
#[[سير أعلام النبلاء/أسد بن الفرات|أسد بن الفرات]]
#[[سير أعلام النبلاء/أسد بن موسى بن إبراهيم|أسد بن موسى بن إبراهيم]]
#[[سير أعلام النبلاء/أصبغ بن الفرج|أصبغ بن الفرج]]
#[[سير أعلام النبلاء/آدم بن أبي إياس|آدم بن أبي إياس]]
#[[سير أعلام النبلاء/برغوث|برغوث]]
#[[سير أعلام النبلاء/بشار بن موسى|بشار بن موسى]]
#[[سير أعلام النبلاء/بشر بن الحارث بن عبد الرحمن|بشر بن الحارث بن عبد الرحمن]]
#[[سير أعلام النبلاء/بشر بن المعتمر|بشر بن المعتمر]]
#[[سير أعلام النبلاء/بشر بن الوليد ابن خالد|بشر بن الوليد ابن خالد]]
#[[سير أعلام النبلاء/بكار بن محمد|بكار بن محمد]]
#[[سير أعلام النبلاء/ثمامة بن أشرس|ثمامة بن أشرس]]
#[[سير أعلام النبلاء/جعفر بن حرب الهمذاني|جعفر بن حرب الهمذاني]]
#[[سير أعلام النبلاء/جعفر بن مبشر الثقفي|جعفر بن مبشر الثقفي]]
#[[سير أعلام النبلاء/حبان بن هلال|حبان بن هلال]]
#[[سير أعلام النبلاء/حجاج بن منهال|حجاج بن منهال]]
#[[سير أعلام النبلاء/حجين بن المثنى|حجين بن المثنى]]
#[[سير أعلام النبلاء/حماد بن مالك بن بسطام|حماد بن مالك بن بسطام]]
#[[سير أعلام النبلاء/حوثرة بن أشرس|حوثرة بن أشرس]]
#[[سير أعلام النبلاء/حيوة بن شريح بن يزيد|حيوة بن شريح بن يزيد]]
#[[سير أعلام النبلاء/خالد بن خداش|خالد بن خداش]]
#[[سير أعلام النبلاء/خالد بن خلي|خالد بن خلي]]
#[[سير أعلام النبلاء/خالد بن مخلد|خالد بن مخلد]]
#[[سير أعلام النبلاء/خلاد بن يحيى|خلاد بن يحيى]]
#[[سير أعلام النبلاء/خلف بن تميم|خلف بن تميم]]
#[[سير أعلام النبلاء/خلف بن هشام|خلف بن هشام]]
#[[سير أعلام النبلاء/دار أم سلمة|دار أم سلمة]]
#[[سير أعلام النبلاء/دينار أبو مكيس الحبشي|دينار أبو مكيس الحبشي]]
#[[سير أعلام النبلاء/زبيدة الست|زبيدة الست]]
#[[سير أعلام النبلاء/زكريا بن عدي|زكريا بن عدي]]
#[[سير أعلام النبلاء/زينب بنت سليمان|زينب بنت سليمان]]
#[[سير أعلام النبلاء/سريج بن النعمان|سريج بن النعمان]]
#[[سير أعلام النبلاء/سعدويه|سعدويه]]
#[[سير أعلام النبلاء/سعيد بن أبي مريم|سعيد بن أبي مريم]]
#[[سير أعلام النبلاء/سعيد بن سليمان النشيطي|سعيد بن سليمان النشيطي]]
#[[سير أعلام النبلاء/سعيد بن كثير بن عفير|سعيد بن كثير بن عفير]]
#[[سير أعلام النبلاء/سعيد بن منصور بن شعبة|سعيد بن منصور بن شعبة]]
#[[سير أعلام النبلاء/سفيان بن عقبة السوائي|سفيان بن عقبة السوائي]]
#[[سير أعلام النبلاء/سليمان بن حرب|سليمان بن حرب]]
#[[سير أعلام النبلاء/سليمان بن داود بن علي|سليمان بن داود بن علي]]
#[[سير أعلام النبلاء/سنيد|سنيد]]
#[[سير أعلام النبلاء/سهل بن بكار|سهل بن بكار]]
#[[سير أعلام النبلاء/سهل بن تمام|سهل بن تمام]]
#[[سير أعلام النبلاء/سهل بن زنجلة|سهل بن زنجلة]]
#[[سير أعلام النبلاء/شاذ بن فياض|شاذ بن فياض]]
#[[سير أعلام النبلاء/شاذ بن يحيى|شاذ بن يحيى]]
#[[سير أعلام النبلاء/شاذان|شاذان]]
#[[سير أعلام النبلاء/صالح الجرمي|صالح الجرمي]]
#[[سير أعلام النبلاء/صدقة بن الفضل|صدقة بن الفضل]]
#[[سير أعلام النبلاء/ضرار بن عمرو|ضرار بن عمرو]]
#[[سير أعلام النبلاء/طاهر بن الحسين بن مصعب|طاهر بن الحسين بن مصعب]]
#[[سير أعلام النبلاء/طلق بن غنام|طلق بن غنام]]
#[[سير أعلام النبلاء/عارم|عارم]]
#[[سير أعلام النبلاء/عباد بن سلمان البصري|عباد بن سلمان البصري]]
#[[سير أعلام النبلاء/عبد الرحمن بن سلام بن عبيد الله|عبد الرحمن بن سلام بن عبيد الله]]
#[[سير أعلام النبلاء/عبد السلام بن مطهر|عبد السلام بن مطهر]]
#[[سير أعلام النبلاء/عبد العزيز بن الخطاب|عبد العزيز بن الخطاب]]
#[[سير أعلام النبلاء/عبد الغفار بن داود|عبد الغفار بن داود]]
#[[سير أعلام النبلاء/عبد الغفار بن عبيد الله|عبد الغفار بن عبيد الله]]
#[[سير أعلام النبلاء/عبد الله بن أبي بكر|عبد الله بن أبي بكر]]
#[[سير أعلام النبلاء/عبد الله بن خيران|عبد الله بن خيران]]
#[[سير أعلام النبلاء/عبد الله بن رجاء البصري|عبد الله بن رجاء البصري]]
#[[سير أعلام النبلاء/عبد الله بن رجاء الغداني|عبد الله بن رجاء الغداني]]
#[[سير أعلام النبلاء/عبد الله بن سوار|عبد الله بن سوار]]
#[[سير أعلام النبلاء/عبد الله بن صالح بن محمد|عبد الله بن صالح بن محمد]]
#[[سير أعلام النبلاء/عبد الله بن صالح بن مسلم|عبد الله بن صالح بن مسلم]]
#[[سير أعلام النبلاء/عبد الله بن طاهر بن الحسين|عبد الله بن طاهر بن الحسين]]
#[[سير أعلام النبلاء/عبد الله بن عبد الحكم|عبد الله بن عبد الحكم]]
#[[سير أعلام النبلاء/عبد الله بن محمد بن أسماء|عبد الله بن محمد بن أسماء]]
#[[سير أعلام النبلاء/عبد الله بن نافع الزبيري|عبد الله بن نافع الزبيري]]
#[[سير أعلام النبلاء/عبد الله بن نافع الصائغ|عبد الله بن نافع الصائغ]]
#[[سير أعلام النبلاء/عبد الله بن يوسف|عبد الله بن يوسف]]
#[[سير أعلام النبلاء/عبد الملك بن مسلمة|عبد الملك بن مسلمة]]
#[[سير أعلام النبلاء/عبد الملك بن هشام بن أيوب|عبد الملك بن هشام بن أيوب]]
#[[سير أعلام النبلاء/عبدان|عبدان]]
#[[سير أعلام النبلاء/عثمان بن الهيثم|عثمان بن الهيثم]]
#[[سير أعلام النبلاء/عفان بن مسلم|عفان بن مسلم]]
#[[سير أعلام النبلاء/علي بن الجعد|علي بن الجعد]]
#[[سير أعلام النبلاء/علي بن الحسن بن شقيق|علي بن الحسن بن شقيق]]
#[[سير أعلام النبلاء/علي بن الحسين بن واقد|علي بن الحسين بن واقد]]
#[[سير أعلام النبلاء/علي بن عثام|علي بن عثام]]
#[[سير أعلام النبلاء/علي بن عياش|علي بن عياش]]
#[[سير أعلام النبلاء/علي بن معبد بن نوح|علي بن معبد بن نوح]]
#[[سير أعلام النبلاء/علي بن معبد|علي بن معبد]]
#[[سير أعلام النبلاء/علية بنت المهدي|علية بنت المهدي]]
#[[سير أعلام النبلاء/عمر بن حفص بن غياث|عمر بن حفص بن غياث]]
#[[سير أعلام النبلاء/عمرو بن أبي سلمة|عمرو بن أبي سلمة]]
#[[سير أعلام النبلاء/عمرو بن خالد|عمرو بن خالد]]
#[[سير أعلام النبلاء/عمرو بن عاصم|عمرو بن عاصم]]
#[[سير أعلام النبلاء/عمرو بن عون|عمرو بن عون]]
#[[سير أعلام النبلاء/عمرو بن مرزوق الواشحي|عمرو بن مرزوق الواشحي]]
#[[سير أعلام النبلاء/عمرو بن مرزوق|عمرو بن مرزوق]]
#[[سير أعلام النبلاء/عمرو بن مسعدة|عمرو بن مسعدة]]
#[[سير أعلام النبلاء/عون بن سلام|عون بن سلام]]
#[[سير أعلام النبلاء/عيسى بن الهيثم الصوفي|عيسى بن الهيثم الصوفي]]
#[[سير أعلام النبلاء/عيسى بن أبان|عيسى بن أبان]]
#[[سير أعلام النبلاء/عيسى بن دينار|عيسى بن دينار]]
#[[سير أعلام النبلاء/عيسى بن صبيح|عيسى بن صبيح]]
#[[سير أعلام النبلاء/فتح الموصلي|فتح الموصلي]]
#[[سير أعلام النبلاء/قالون|قالون]]
#[[سير أعلام النبلاء/قبيصة بن عقبة|قبيصة بن عقبة]]
#[[سير أعلام النبلاء/قرة بن حبيب|قرة بن حبيب]]
#[[سير أعلام النبلاء/مالك بن إسماعيل بن درهم|مالك بن إسماعيل بن درهم]]
#[[سير أعلام النبلاء/محمد بن الرومي|محمد بن الرومي]]
#[[سير أعلام النبلاء/محمد بن الصباح الجرجرائي|محمد بن الصباح الجرجرائي]]
#[[سير أعلام النبلاء/محمد بن الصباح الدولابي|محمد بن الصباح الدولابي]]
#[[سير أعلام النبلاء/محمد بن المنهال البصري|محمد بن المنهال البصري]]
#[[سير أعلام النبلاء/محمد بن المنهال|محمد بن المنهال]]
#[[سير أعلام النبلاء/محمد بن النعمان الأحول|محمد بن النعمان الأحول]]
#[[سير أعلام النبلاء/محمد بن أحمد بن حفص|محمد بن أحمد بن حفص]]
#[[سير أعلام النبلاء/محمد بن جعفر الصادق|محمد بن جعفر الصادق]]
#[[سير أعلام النبلاء/محمد بن خالد بن خلي|محمد بن خالد بن خلي]]
#[[سير أعلام النبلاء/محمد بن سعد|محمد بن سعد]]
#[[سير أعلام النبلاء/محمد بن سلام بن عبيد الله|محمد بن سلام بن عبيد الله]]
#[[سير أعلام النبلاء/محمد بن سلام|محمد بن سلام]]
#[[سير أعلام النبلاء/محمد بن كثير العبدي|محمد بن كثير العبدي]]
#[[سير أعلام النبلاء/محمد بن كثير بن أبي عطاء|محمد بن كثير بن أبي عطاء]]
#[[سير أعلام النبلاء/محمد بن كثير بن مروان|محمد بن كثير بن مروان]]
#[[سير أعلام النبلاء/محمد بن وهب|محمد بن وهب]]
#[[سير أعلام النبلاء/مسدد بن مسرهد|مسدد بن مسرهد]]
#[[سير أعلام النبلاء/مسلم بن إبراهيم|مسلم بن إبراهيم]]
#[[سير أعلام النبلاء/مظفر بن مدرك|مظفر بن مدرك]]
#[[سير أعلام النبلاء/معاوية بن عمرو بن المهلب|معاوية بن عمرو بن المهلب]]
#[[سير أعلام النبلاء/معلى بن أسد|معلى بن أسد]]
#[[سير أعلام النبلاء/معلى بن منصور|معلى بن منصور]]
#[[سير أعلام النبلاء/منبه بن عثمان الدمشقي|منبه بن عثمان الدمشقي]]
#[[سير أعلام النبلاء/موسى بن إسماعيل البجلي|موسى بن إسماعيل البجلي]]
#[[سير أعلام النبلاء/موسى بن داود|موسى بن داود]]
#[[سير أعلام النبلاء/موسى بن مسعود|موسى بن مسعود]]
#[[سير أعلام النبلاء/مؤمل بن إسماعيل|مؤمل بن إسماعيل]]
#[[سير أعلام النبلاء/نعيم بن حماد بن معاوية|نعيم بن حماد بن معاوية]]
#[[سير أعلام النبلاء/نفيسة|نفيسة]]
#[[سير أعلام النبلاء/هشام بن الحكم الكوفي|هشام بن الحكم الكوفي]]
#[[سير أعلام النبلاء/هشام بن عبيد الله الرازي|هشام بن عبيد الله الرازي]]
#[[سير أعلام النبلاء/هشام بن عمرو|هشام بن عمرو]]
#[[سير أعلام النبلاء/هوذة بن خليفة|هوذة بن خليفة]]
#[[سير أعلام النبلاء/يحيى بن أبي الخصيب|يحيى بن أبي الخصيب]]
#[[سير أعلام النبلاء/يحيى بن بشر بن كثير|يحيى بن بشر بن كثير]]
#[[سير أعلام النبلاء/يحيى بن حسان|يحيى بن حسان]]
#[[سير أعلام النبلاء/يحيى بن حماد|يحيى بن حماد]]
#[[سير أعلام النبلاء/يحيى بن عبد الحميد بن عبد الرحمن|يحيى بن عبد الحميد بن عبد الرحمن]]
#[[سير أعلام النبلاء/يحيى بن عبد الله بن بكير|يحيى بن عبد الله بن بكير]]
#[[سير أعلام النبلاء/يحيى بن عبدويه|يحيى بن عبدويه]]
#[[سير أعلام النبلاء/يحيى بن هاشم|يحيى بن هاشم]]
#[[سير أعلام النبلاء/يحيى بن يحيى بن كثير|يحيى بن يحيى بن كثير]]
#[[سير أعلام النبلاء/يحيى بن يحيى|يحيى بن يحيى]]
#[[سير أعلام النبلاء/يزيد بن عبد ربه|يزيد بن عبد ربه]]
#[[سير أعلام النبلاء/يعقوب بن إسحاق بن زيد|يعقوب بن إسحاق بن زيد]]
#[[سير أعلام النبلاء/يوسف بن عبيد الله الشحام|يوسف بن عبيد الله الشحام]]
#[[سير أعلام النبلاء/يوسف بن عدي|يوسف بن عدي]]
 
{{سير أعلام النبلاء}}
ابن أبي حاتم سمعت يونس يقول قال الشافعي الاصل قرآن أو سنة فان لم يكن فقياس عليهما واذا صح الحديث فهو سنة والإجماع اكبر من الحديث المنفرد والحديث على ظاهره واذا احتمل الحديث معاني فما اشبه ظاهره وليس المنقطع بشيء ما عدا منقطع ابن المسيب وكلا رأيته استعمل الحديث المنفرد استعمل أهل المدينة في التفليس قوله عليه السلام اذا أدرك الرجل ماله بعينه فهو احق به واستعمل أهل العراق حديث العمري
 
[[تصنيف:سير أعلام النبلاء|10]]
ابن أبي حاتم حدثنا الربيع سمعت الشافعي يقول قراءة الحديث خير من صلاة التطوع وقال طلب العلم افضل من صلاة النافلة ابن أبي حاتم حدثنا يونس قلت للشافعي صاحبنا الليث يقول لو رأيت صاحب هوى يمشي على الماء ما قبلته قال قصر لو رأيته يمشي في الهواء لما قبلته قال الربيع سمعت الشافعي قال لبعض أصحاب الحديث أنتم الصيادلة ونحن الاطباء زكريا الساجي حدثني أحمد بن مردك الرازي سمعت عبد الله بن صالح صاحب الليث يقول كنا عند الشافعي في مجلسه فجعل يتكلم في تثبيت خبر الواحد عن النبي {{صل}} فكتبناه وذهبنا به إلى إبراهيم بن عليه وكان من غلمان أبي بكر الأصم وكان في مجلسه عند باب الصوفي فلما قرأنا عليه جعل يحتج بإبطاله فكتبنا ما قال وذهبنا به إلى الشافعي فنقضه وتكلم بإبطاله ثم كتبناه وجئنا به إلى ابن علية فنقضه ثم جئنا به إلى الشافعي فقال إن ابن علية ضال قد جلس بباب الضوال يضل الناس قلت كان إبراهيم من كبار الجهمية وابوه إسماعيل شيخ المحدثين إمام المزني سمعت الشافعي يقول من تعلم القرآن عظمت قيمته ومن تكلم في الفقه نما قدره ومن كتب الحديث قويت حجته ومن نظر في اللغة رق طبعه ومن نظر في الحساب جزل رأيه ومن لم يصن نفسه لم ينفعه علمه إبراهيم بن متويه الأصبهاني سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول قال الشافعي كل حديث جاء من العراق وليس له أصل في الحجاز فلا تقبله وإن كان صحيحا ما أريد إلا نصيحتك قلت ثم إن الشافعي رجع عن هذا وصحح ما ثبت إسناده لهم ويروي عنه إذا لم يوجد للحديث أصل في الحجاز ضعف أو قال ذهب نخاعه أخبرنا ابرهيم بن علي العابد في كتابه أخبرنا زكريا العلبي وجماعة قالوا أخبرنا عبد الأول بن عيسى أخبرنا شيخ الاسلام أبو إسماعيل الهروي قال افادني يعقوب وكتبته من خطه أخبرنا أبو علي الخالدي سمعت محمد بن الحسين الزعفراني سمعت عثمان بن سعيد بن بشار الأنماطي سمعت المزني يقول كنت أنظر في الكلام قبل أن يقدم الشافعي فلما قدم أتيته فسألته عن مسألة من الكلام فقال لي تدري أين أنت قلت نعم في مسجد الفسطاط قال لي أنت في تاران قال عثمان وتاران موضع في بحر القلزم لا تكاد تسلم منه سفينة ثم ألقى علي مسألة في الفقه فأجبت فأدخل شيئا أفسد جوابي فأجبت بغير ذلك فأدخل شيئا أفسد جوابي فجعلت كلما اجبت بشيء أفسده ثم قال لي هذا الفقه الذي فيه الكتاب والسنة وأقاويل الناس يدخله مثل هذا فكيف الكلام في رب العالمين الذي فيه الزلل كثير فتركت الكلام وأقبلت على الفقه عبد الله بن أحمد بن حنبل سمعت محمد بن داود يقول لم يحفظ في دهر الشافعي كله أنه تكلم في شيء من الأهواء ولا نسب إليه ولا عرف به مع بغضه لأهل الكلام والبدع وروى عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال كان الشافعي اذا ثبت عنده الخبر قلده وخير خصلة كانت فيه لم يكن يشتهي الكلام أما همته الفقه وقال أبو عبد الرحمن السلمي سمعت عبد الرحمن بن محمد بن حامد السلمي سمعت محمد بن عقيل بن الأزهر يقول جاء رجل إلى المزني يسأله عن شيء من الكلام فقال إني اكره هذا بل أنهى عنه كما نهى عنه الشافعي لقد سمعت الشافعي يقول سئل مالك عن الكلام والتوحيد فقال محال أن نظن بالنبي {{صل}} أنه علم امته الاستنجاء ولم يعلمهم التوحيد والتوحيد ما قاله النبي {{صل}} أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فما عصم به الدم والمال حقيقة التوحيد زكريا الساجي سمعت محمد بن إسماعيل سمعت حسين بن علي الكرابيسي يقول شهدت الشافعي ودخل عليه بشر المريسي فقال لبشر أخبرني عما تدعو إليه أكتاب ناطق وفرض مفترض وسنة قأئمة ووجدت عن السلف البحث فيه والسؤال فقال بشر لا إلا أنه لا يسعنا خلافه فقال الشافعي أقررت بنفسك على الخطأ فأين أنت عن الكلام في الفقه والأخبار يواليك الناس وتترك هذا قال لنا نهمة فيه فلما خرج بشر قال الشافعي لا يفلح أبو ثور والربيع سمعا الشافعي يقول ما ارتدى أحد بالكلام فأفلح قال الحسين بن إسماعيل المحاملي قال المزني سألت الشافعي عن مسألة من الكلام فقال سلني عن شيء اذا أخطأت فيه قلت أخطأت ولا تسألني عن شيء اذا أخطأت فيه قلت كفرت زكريا الساجي سمعت محمد بن عبد الله بن عبد الحكم يقول قال لي الشافعي يا محمد إن سألك رجل عن شيء من الكلام فلا تجبه فإنه إن سألك عن دية فقلت درهما أو دانقا قال لك أخطأت وان سألك عن شيء من الكلام فزللت قال لك كفرت قال الربيع سمعت الشافعي يقول المراء في الدين يقسي القلب ويورث الضغائن وقال صالح جزرة سمعت الربيع يقول قال الشافعي يا ربيع اقبل مني ثلاثة لا تخوضن في أصحاب رسول الله {{صل}} فإن خصمك النبي {{صل}} غدا ولا تشتغل بالكلام فإني قد اطلعت من أهل الكلام على التعطيل وزاد المزني ولا تشتغيل بالنجوم وعن حسين الكرابيسي قال سئل الشافعي عن شيء من الكلام فغضب وقال سل عن هذا حفصا الفرد وأصحابه اخزاهم الله الأصم سمعت الربيع سمعت الشافعي يقول وددت أن الناس تعلموا هذا العلم يعني كتبه على أن لا ينسب الي منه شيء وعن الشافعي حكمي في أهل الكلام حكم عمر في صبيغ الزعفراني وغيره سمعنا الشافعي يقول حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد ويحملوا على الابل ويطاف بهم في العشائر ينادى عليهم هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة واقبل على الكلام وقال أبو عبد الرحمن الاشعري صاحب الشافعي قال الشافعي مذهبي في أهل الكلام تقنيع رؤوسهم بالسياط وتشريدهم في البلاد قلت لعل هذا متواتر عن الإمام الربيع سمعت الشافعي يقول ما ناظرت أحدا على الغلبة إلا على الحق عندي والزعفراني عنه ما ناظرت أحدا إلا على النصيحة زكريا الساجي حدثنا أحمد بن العباس النسائي سمعت الزعفراني سمعت الشافعي يقول ما ناظرت أحدا في الكلام إلا مرة وانا استغفر الله من ذلك سعيد بن أحمد اللخمي حدثنا يونس بن عبد الأعلى سمعت الشافعي يقول اذا سمعت الرجل يقول الاسم غير المسمى والشيء غير المشي فاشهد عليه بالزندقة سعيد مصري لا أعرفه ويروى عن الربيع سمعت الشافعي يقول في كتاب الوصايا لو أن رجلا أوصى بكتبه من العلم لآخر وكان فيها كتب الكلام لم تدخل في الوصية لأنه ليس من العلم وعن أبي ثور قلت للشافعي ضع في الارجاء كتابا فقال دع هذا فكأنه ذم الكلام محمد بن إسحاق بن خزيمة سمعت الربيع يقول لما كلم الشافعي حفص الفرد فقال حفص القرآن مخلوق فقال له الشافعي كفرت بالله العظيم قال المزني كان الشافعي ينهى عن الخوض في الكلام أبو حاتم الرازي حدثنا يونس سمعت الشافعي يقول قالت لي أم المريسي كلم بشرا أن يكف عن الكلام فكلمته فدعاني إلى الكلام الساجي حدثنا إبراهيم بن زياد الابلي سمعت البويطي يقول سألت الشافعي اصلي خلف الرافضي قال لا تصل خلف الرافضي ولا القدري ولا المرجئ قلت صفهم لنا قال من قال الايمان قول فهو مرجئ ومن قال إن أبا بكر وعمر ليسا بإمامين فهو رافضي ومن جعل المشيئة إلى نفسه فهو قدري ابن أبي حاتم سمعت الربيع قال لي الشافعي لو اردت أن اضع على كل مخالف كتابا لفعلت ولكن ليس الكلام من شأني ولا احب أن ينسب إلي منه شيء قلت هذا النفس الزكي متواتر علن الشافعي قال علي بن محمد بن ابان القاضي حدثنا أبو يحيى زكريا الساجي حدثنا المزني قال قلت إن كان أحد يخرج ما في ضميري وما تعلق به خاطري من امر التوحيد فالشافعي فصرت إليه وهو في مسجد مصر فلما جثوت بين يديه قلت هجس في ضميري مسألة في التوحيد فعلمت أن أحدا لا يعلم علمك فما الذي عندك فغضب ثم قال اتدري اين أنت قلت نعم قال هذا الموضع الذي اغرق الله فيه فرعون ابلغك أن رسول الله {{صل}} امر بالسؤال عن ذلك قلت لا قال هل تكلم فيه الصحابة قلت لا قال تدري كم نجما في السماء قلت لا قال فكوكب منها تعرف جنسه طلوعه افوله مم خلق قلت لا قال فشيء تراه بعينك من الخلق لست تعرفه تتكلم في علم خالقه ثم سألني عن مسألة في الوضوء فأخطأت فيها ففرعها على أربعة أوجه فلم أصب في شيء منه فقال شيء تحتاج إليه في اليوم خمس مرات تدع علمه وتتكلف علم الخالق إذا هجس في ضميرك ذلك فارجع إلى الله وإلى قوله تعالى " وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم إن في خلق السماوات والأرض " فاستدل بالمخلوق على الخالق ولا تتكلف علم ما لم يبلغه عقلك قال فتبت قال ابن أبي حاتم في كتابي عن الربيع بن سليمان قال حضرت الشافعي أو حدثني أبو شعيب إلا أني أعلم أنه حضر عبد الله ابن عبد الحكم ويوسف بن عمرو وحفص الفرد وكان الشافعي يسميه حفصا المنفرد فسأل حفص عبد الله ما تقول في القرآن فأبى أن يجيبه فسأل يوسف فلم يجبه وأشار إلى الشافعي فسأل الشافعي واحتج عليه فطالت فيه المناظرة فقام الشافعي بالحجة عليه بأن القرآن كلام الله غير مخلوق وبكفر حفص قال الربيع فلقيت حفصا فقال أراد الشافعي قتلي الربيع سمعت الشافعي يقول الايمان قول وعمل يزيد وينقص وسمعته يقول تجاوز الله عما في القلوب وكتب على الناس الافعال والاقاويل وقال المزني قال الشافعي يقال لمن ترك الصلاة لا يعلمها فإن صليت والا استتبناك فإن تبت والا قتلناك كما تكفر فنقول إن آمنت والا قتلناك وعن الشافعي قال ما كابرني أحد على الحق ودافع إلا سقط من عيني ولا قبله إلا هبته واعتقدت مودته عبد الله بن أحمد بن حنبل سمعت أبي يقول قال الشافعي أنتم أعلم بالاخبار الصحاح منا فإذا كان خبر صحيح فأعلمني حتى اذهب إليه كوفيا كان أو بصريا أو شاميا وقال حرملة قال الشافعي كل ما قلته فكان من رسول الله {{صل}} خلاف قولي مما صح فهو أولى ولا تقلدوني
 
الربيع سمعت الشافعي يقول إذا وجدتم في كتابي خلاف سنة رسول الله {{صل}} فقولوا بها ودعوا ما قلته وسمعته يقول وقد قال له رجل تأخذ بهذا الحديث يا أبا عبد الله فقال متى رويت عن رسول الله حديثا صحيحا ولم آخذ به فأشهدكم أن عقلي قد ذهب وقال الحميدي روى الشافعي يوما حديثا فقلت اتأخذ به فقال رأيتني خرجت من كنيسة أو علي زنار حتى إذا سمعت عن رسول الله {{صل}} حديثا لا اقول به قال الربيع وسمعته يقول أي سماء تظلني وأي ارض تقلني إذا رويت عن رسول الله {{صل}} فلم اقل به وقال أبو ثور سمعته يقول كل حديث عن النبي {{صل}} فهو قولي وان لم تسمعوه مني ويروى أنه قال اذا صح الحديث فهو مذهبي وإذا صح الحديث فاضربوا بقولي الحائط محمد بن بشر العكري وغيره حدثنا الربيع بن سليمان قال كان الشافعي قد جزأ الليل فثلثه الاول يكتب والثاني يصلي والثالث ينام قلت افعاله الثلاثة عبادة بالنية قال زكريا الساجي حدثنا محمد بن إسماعيل حدثني حسين الكرابيسي بت مع الشافعي ليلة فكان يصلي نحو ثلث الليل فما رأيته يزيد على خمسين آية فإذا اكثر فمئة آية وكان لا يمر بآية رحمة إلا سأل الله ولا بآية عذاب إلا تعوذ وكأنما جمع له الرجاء والرهبة جميعا قال الربيع بن سليمان من طريقين عنه بل اكثر كان الشافعي يختم القرآن في شهر رمضان ستين ختمة ورواها ابن أبي حاتم عنه فزاد كل ذلك في صلاة أبو عوانة الاسفراييني حدثنا الربيع سمعت الشافعي يقول ما شبعت منذ ست عشرة سنة إلا مرة فأدخلت يدي فتقيأتها رواها ابن أبي حاتم عن الربيع وزاد لان الشبع يثقل البدن ويقسي القلب ويزيل الفطنة ويجلب النوم ويضعف عن العبادة الزبير بن عبد الواحد أخبرنا أبو بكر محمد بن القاسم بن مطر سمعت الربيع قال لي الشافعي عليك بالزهد فإن الزهد على الزاهد احسن من الحلي على المرأة الناهد قال الزبير وحدثني إبراهيم بن الحسن الصوفي سمعت حرملة سمعت الشافعي يقول ما حلفت بالله صادقا ولا كاذبا قال أبو داود حدثني أبو ثور قال قل ما كان يمسك الشافعي الشيء من سماحته وقال عمرو بن سواد كان الشافعي أسخى الناس على الدينار والدرهم والطعام فقال لي الشافعي أفلست من دهري ثلاث افلاسات فكنت ابيع قليلي وكثيري حتى حلي بنتي وزوجتي ولم ارهن قط قال الربيع اخذ رجل بركاب الشافعي فقال لي اعطه أربعة دنانير واعذرني عنده سعيد بن أحمد اللخمي المصري سمعت المزني يقول كنت مع الشافعي يوما فخرجنا الاكوام فمر بهدف فإذا برجل يرمي بقوس عربية فوقف عليه الشافعي ينظر وكان حسن الرمي فأصاب بأسهم فقال الشافعي احسنت وبرك عليه ثم قال اعطه ثلاثة دنانير واعذرني عنده وقال الربيع كان الشافعي مارا بالحذائين فسقط سوطه فوثب غلام ومسحه بكمه وناوله فأعطاه سبعة دنانير قال الربيع تزوجت فسألني الشافعي كم اصدقتها قلت ثلاثين دينارا عجلت منها ستة فأعطاني أربعة وعشرين دينارا
 
أبو جعفر الترمذي سمعت الربيع قال كان بالشافعي هذه البواسير وكانت له لبدة محشوة بحلبة يجلس عليها فإذا ركب اخذت تلك اللبدة ومشيت خلفه فناوله إنسان رقعة يقول فيها إنني بقال رأس مالي درهم وقد تزوجت فأعني فقال يا ربيع اعطه ثلاثين دينارا واعذرني عنده فقلت اصلحك الله إن هذا يكفيه عشرة دراهم فقال ويحك وما يصنع بثلاثين أفي كذا أم في كذا يعد ما يصنع في جهازه اعطه ابن أبي حاتم أخبرنا عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا محمد بن روح حدثنا الزبير بن سليمان القرشي عن الشافعي قال خرج هرثمة فأقرأني سلام أمير المؤمنين هارون وقال قد امر لك بخمسة آلاف دينار قال فحمل إليه المال فدعا بحجام فأخذ شعره فأعطاه خمسين دينارا ثم اخذ رقاعا فصر صررا وفرقها في القرشيين الذين هم بالحضرة ومن بمكة حتى ما رجع إلى بيته إلا بأقل من مئة دينار محمد بن بشر العكري سمعت الربيع قال أخبرني الحميدي قال قدم الشافعي صنعاء فضربت له خيمة ومعه عشرة آلاف دينار فجاء قوم فسألوه فما قلعت الخيمة ومعه منها شيء رواها الأصم وجماعة عن الربيع وعن إبراهيم بن برانة قال كان الشافعي جسيما طوالا نبيلا قال ابن عبد الحكم كان الشافعي أسخى الناس بما يجد وكان يمر بنا فإن وجدني وإلا قال قولوا لمحمد إذا جاء يأتي المنزل فإني لا أتغدى حتى يجئ داود بن علي الاصبهاني حدثنا أبو ثور قال كان الشافعي من اسمح الناس يشتري الجارية الصناع التي تطبخ وتعمل الحلواء ويشترط عليها هو أن لا يقربها لأنه كان عليلا لا يمكنه أن يقرب النساء لباسور به اذ ذاك وكان يقول لنا اشتهوا ما اردتم قال أبو علي بن حمكان حدثني أبو إسحاق المزكي حدثنا ابن خزيمة حدثنا الربيع قال أصحاب مالك كانوا يفخرون فيقولون إنه يحضر مجلس مالك نحو من ستين معمما والله لقد عددت في مجلس الشافعي ثلاث مئة معمم سوى من شذ عني قال الربيع اشتريت للشافعي طيبا بدينار فقال ممن اشتريت قلت من ذاك الأشقر الازرق قال أشقر ازرق رده رده ما جاءني خير قط من أشقر
 
أبو حاتم حدثنا حرملة حدثنا الشافعي يقول احذر الأعور والأعرج والأحول والأشقر والكوسج وكل ناقص الخلق فإنه صاحب التواء ومعاملته عسرة العكري سمعت الربيع يقول كنت أنا والمزني والبويطي عند الشافعي فنظر الينا فقال لي أنت تموت في الحديث وقال للمزني هذا لو ناظره الشيطان قطعه وجدله وقال للبويطي أنت تموت في الحديد قال فدخلت على البويطي أيام المحنة فرأيته مقيدا مغلولا وجاءه رجل مرة فسأله يعني الشافعي عن مسألة فقال أنت نساج قال عندي أجراء
 
أحمد بن سلمة النيسابوري قال أبو بكر محمد بن ادريس وراق الحميدي سمعت الحميدي يقول قال الشافعي خرجت إلى اليمن في طلب كتب الفراسة حتى كتبتها وجمعتها وعن الربيع قال مر اخي فرآه الشافعي فقال هذا اخوك ولم يكن رآه قلت نعم أبو علي بن حمكان حدثنا أحمد بن محمد بن هارون الهمذاني العدل حدثنا أبو مسلم الكجي حدثنا الأصمعي عن الشافعي أصل العلم التثبيت وثمرته السلامة وأصل الورع القناعة وثمرته الراحة واصل الصبر الحزم وثمرته الظفر وأصل العمل التوفيق وثمرته النجح وغاية كل امر الصدق بلغنا عن الكديمي حثدنا الأصمعي قال سمعت الشافعي يقول العالم يسأل عما يعلم وعما لا يعلم فيثبت ما يعلم ويتعلم ما لا يعلم والجاهل يغضب من التعلم ويأنف من التعليم أبو حاتم حدثنا محمد بن يحيى بن حسان سمعت الشافعي يقول العلم علمان علم الدين وهو الفقه وعلم الدنيا وهو الطب وما سواه من الشعر وغيره فعناء وعبث وعن الربيع قال قلت للشافعي من اقدر الفقهاء على المناظرة قال من عود لسانه الركض في ميدان الالفاظ لم يتلعثم اذا رمقته العيون في اسنادها أبو بكر النقاش وهو واه وعن الشافعي بئس الزاد إلى المعاد العدوان على العباد قال يونس الصدفي قال لي الشافعي ليس إلى السلامة من الناس سبيل فانظر الذي فيه صلاحك فالزمه وعن الشافعي قال ما رفعت من أحد فوق منزلته إلا وضع مني بمقدار ما رفعت منه وعنه ضياغ العالم أن يكون بلا اخوان وضياع الجاهل قلة عقله واضيع منهما من واخى من لا عقل له وعنه اذا خفت على عملك العجب فاذكر رضى من تطلب وفي أي نعيم ترغب ومن أي عقاب ترهب فمن فكر في ذلك صغر عنده عمله آلات الرياسة خمس صدق اللهجة وكتمان السر والوفاء بالعهد وابتداء النصيحة وأداء الأمانة محمد بن فهد المصري حدثنا الربيع سمعت الشافعي يقول من استغضب فلم يغضب فهو حمار ومن استرضى فلم يرض فهو شيطان أبو سعيد بن يونس حدثنا الحسين بن محمد بن الضحاك الفارسي سمعت المزني سمعت الشافعي قال أيما أهل بيت لم يخرج نساؤهم إلى رجال غيرهم ورجالهم إلى نساء غيرهم إلا وكان في أولادهم حمق زكريا بن أحمد البلخي القاضي سمعت أبا جعفر محمد بن أحمد ابن نصر الترمذي يقول رأيت في المنام النبي {{صل}} في مسجده بالمدينة فكأني جئت فسلمت عليه وقلت يا رسول الله اكتب رأي مالك قال لا قلت أكتب رأي أبي حنيفة قال لا قلت أكتب رأي الشافعي فقال بيده هكذا كأنه أنتهرني وقال تقول رأي الشافعي إنه ليس برأي ولكنه رد على من خالف سنتي رواها غير واحد عن أبي جعفر عبد الرحمن بن أبي حاتم حدثني أبو عثمان الخوارزمي نزيل مكة فيما كتب إلي حدثنا محمد بن رشيق حدثنا محمد بن حسن البلخي قال قلت في المنام يا رسول الله ما تقول في قول أبي حنيفة والشافعي ومالك فقال لا قول إلا قولي لكن قول الشافعي ضد قول أهل البدع وروي من وجهين عن أحمد بن الحسن الترمذي الحافظ قال رأيت النبي {{صل}} في المنام فسألته عن الاختلاف فقال أما الشافعي فمني وإلي وفي الرواية الأخرى أحيى سنتي روى جعفر ابن أخي أبي ثور الكلبي عن عمه قال كتب [[عبد الرحمن بن مهدي]] إلى الشافعي وهو شاب أن يضع له كتابا فيه معاني القرآن ويجمع قبول الأخبار وحجة الإجماع وبيان الناسخ والمنسوخ فوضع له كتاب الرسالة وقال أبو ثور قال لي عبد الرحمن بن مهدي ما أصلي صلاة إلا وأنا أدعو للشافعي فيها وقال الزعفراني حج بشر المريسي فلما قدم قال رأيت بالحجاز رجلا ما رأيت مثله سائلا ولا مجيبا يعني الشافعي قال فقدم علينا فاجتمع إليه الناس وخفوا عن بشر فجئت إلى بشر فقلت هذا الشافعي الذي كنت تزعم قد قدم قال إنه قد تغير عما كان عليه قال فما كان مثل بشر إلا مثل اليهود في شأن عبد الله بن سلام
 
قال الميموني سمعت [[أحمد بن حنبل]] يقول ستة أدعو لهم سحرا أحدهم الشافعي وقال محمد بن هارون الزنجاني حدثنا عبد الله بن أحمد قلت لأبي أي رجل كان الشافعي فإني سمعتك تكثر من الدعاء له قال يا بني كان كالشمس للدنيا وكالعافية للناس فهل لهذين من خلف أو منهما عوض الزنجاني لا أعرفه قال أبو داود ما رأيت أبا عبد الله يميل إلى أحد ميله إلى الشافعي وقال قتية بن سعيد الشافعي إمام قلت كان هذا الإمام مع فرط ذكائه وسعة علمه يتناول ما يقوي حافظته قال هارون بن سعيد الأيلي قال لنا الشافعي أخذت اللبان سنة للحفظ فأعقبني رمي الدم سنة قال الحافظ أبو الحسن الدارقطني حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد ابن سهل النابلسي الشهيد حدثنا أبو سعيد بن الأعرابي سمعت تميم ابن عبد الله الرازي سمعت أبا زرعة سمعت قتيبة بن سعيد يقول مات الثوري ومات الورع ومات الشافعي وماتت السنن ويموت أحمد ابن حنبل وتظهر البدع أبو ثور الكلبي ما رأيت مثل الشافعي ولا رأى هو مثل نفسه وقال أيوب بن سويد ما ظننت أني أعيش حتى أرى مثل الشافعي قال أحمد بن حنبل من طرق عنه إن الله يقيض للناس في رأس كل مئة من يعلمهم السنن وينفي عن رسول الله {{صل}} الكذب قال فنظرنا فإذا في رأس المئة عمر بن عبد العزيز وفي رأس المئتين الشافعي قال حرملة سمعت الشافعي يقول سميت ببغداد ناصر الحديث الفضل بن زياد سمعت أحمد يقول ما أحد مس محبرة ولا قلما إلا وللشافعي في عنقه منة وعن أحمد كان الشافعي من أفصح الناس قال إبراهيم الحربي سألت أبا عبد الله عن الشافعي فقال حديث صحيح ورأي صحيح قال الحسن الزعفراني ما قرأت على الشافعي حرفا من هذه الكتب إلا وأحمد حاضر وقال إسحاق بن راهويه ما تكلم أحد بالرأي وذكر جماعة من أئمة الاجتهاد إلا والشافعي أكثر اتباعا منه وأقل خطأ منه الشافعي إمام قال يحيى بن معين ليس به بأس وعن أبي زرعة الرازي قال ما عند الشافعي حديث فيه غلط وقال [[أبو داود]] السجستاني ما أعلم للشافعي حديثا خطأ قلت هذا من أدل شيء على أنه ثقة حجة حافظ وناهيك يقول مثل هذين وقد صنف الحافظ أبو بكر الخطيب كتابا في ثبوت الاحتجاج بالإمام الشافعي وما تكلم فيه إلا حاسد أو جاهل بحاله فكان ذلك الكلام الباطل منهم موجبا لارتفاع شأنه وعلو قدره وتلك سنة الله في عباده " يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا "
 
قال أبو حاتم الرازي محمد بن إدريس صدوق وقال الربيع بن سليمان كان الشافعي والله لسانه أكبر من كتبه لو رأيتموه لقلتم إن هذه ليست كتبه وعن يونس بن عبد الأعلى قال ما كان الشافعي إلا ساحرا ما كنا ندري ما يقول إذا قعدنا حوله كأن الفاظه سكر وكان قد أوتي عذوبة منطق وحسن بلاغة وفرط ذكاء وسيلان ذهن وكمال فصاحة وحضور حجة فعن عبد الملك بن هشام اللغوي قال طالت مجالستنا للشافعي فما سمعت منه لحنة قط قلت أنى يكون ذلك وبمثله في الفصاحة يضرب المثل كان أفصح قريش في زمانه وكان مما يؤخذ عنه اللغة قال أحمد بن أبي سريج الرازي ما رأيت أحدا أفوه ولا أنطق من الشافعي وقال الأصمعي أخذت شعر هذيل عن الشافعي وقال الزبير بن بكار أخذت شعر هذيل ووقائعها عن عمي مصعب ابن عبد الله وقال أخذتها من الشافعي حفظا قال موسى بن سهل الجوني حدثنا أحمد بن صالح قال لي الشافعي تعبد من قبل أن ترأس فإنك إن ترأست لم تقدر أن تتعبد ثم قال أحمد كان الشافعي إذا تكلم كأن صوته صوت صنج وجرس من حسن صوته قال ابن عبد الحكم ما رأيت الشافعي يناظر أحدا إلا رحمته ولو رأيت الشافعي يناظرك لظننت أنه سبع يأكلك وهو الذي علم الناس الحجج قال الربيع بن سليمان سئل الشافعي رحمه الله عن مسألة فأعجب بنفسه فأنشأ يقول
 
إذا المشكلات تصديني * كشفت حقائقها بالنظر
 
ولست بإمعة في الرجال * أسائل هذا وذا ما الخبر
 
ولكنني مدره الأصغرين * فتاح خير وفراج شر
 
وروى عن هارون بن سعيد الأيلي قال لو أن الشافعي ناظر على أن هذا العمود الحجر خشب لغلب لاقتداره على المناظرة قال الزعفراني قدم علينا الشافعي بغداد سنة خمس وتسعين فأقام عندنا سنتين وخرج إلى مكة ثم قدم سنة ثمان وتسعين فأقام عندنا أشهرا وخرج يعني إلى مصر قلت قد قدم بغداد سنة بضع وثمانين ومئة واجازه الرشيد بمال ولازم محمد بن الحسن مدة ولم يلق أبا يوسف القاضي مات قبل قدوم الشافعي قال المزني لما وافى الشافعي مصر قلت في نفسي إن كان أحد يخرج ما في ضميري من امر التوحيد فهو تقدمت هذه الحكاية وهذه الرواية سماع زكريا الساجي من المزني قال فكلمته فغضب وقال أتدري أين أنت هذا الموضع الذي غرق فيه فرعون أبلغك أن رسول الله {{صل}} أمر بالسؤال عن ذلك قلت لا قال فهل تكلم فيه الصحابة قلت لا قال الحسن بن رشيق الحافظ حدثنا فقير بن موسى بن فقير الأسواني حدثنا أبو حنيفة قحزم بن عبد الله الأسواني حدثنا الشافعي حدثنا أبو حنيفة بن سماك بن الفضل الخولاني الشهابي حدثنا ابن أبي ذئب عن المقبري عن أبي شريح الكعبي أن رسول الله {{صل}} قال يوم الفتح من قتل له قتيل فهو بخير النظرين إن أحب العقل أخذ وإن أحب فله القود رواه الدار قطني عن ابن رشيق الحسن بن سفيان حدثنا أبو ثور سمعت الشافعي وكان من معادن الفقه ونقاد المعاني وجهابذة الألفاظ يقول حكم المعاني خلاف حكم الألفاظ لأن المعاني مبسوطة إلى غير غاية وأسماء المعاني معدودة محدودة وجميع أصناف الدلالات على المعاني لفظا وغير لفظ خمسة أشياء اللفظ ثم الإشارة ثم العقد ثم الخط ثم الذي يسمى النصبة والنصبة في الحال الدلالة التي لا تقوم مقام تلك الأصناف ولا تقصر عن تلك الدلالات ولكل واحد من هذه الخمسة صورة بائنة من صورة صاحبتها وحلية مخالفة لحلية أختها وهي التي تكشف لك عن أعيان المعاني في الجملة وعن خفائها عن التفسير وعن أجناسها وأفرادها وعن خاصها وعامها وعن طباعها في السار والضار وعما يكون بهوا بهرجا وساقطا مدحرجا قال يونس بن عبد الأعلى قال لي الشافعي ليس إلى السلامة من الناس سبيل فانظر الذي فيه صلاحك فالزمه قال حرملة سئل الشافعي عن رجل في فمه تمرة فقال إن أكلتها فامرأتي طالق وإن طرحتها فامرأتي طالق قال يأكل نصفا ويطرح النصف قال الربيع قال لي الشافعي إن لم يكن الفقهاء العاملون أولياء الله فما لله ولي وقال طلب العلم أفضل من صلاة النافلة قال محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ما رأيت أحدا أقل صبا للماء في تمام التطهر من الشافعي قال أبو ثور سمعت الشافعي يقول ينبغي للفقيه أن يضع التراب على رأسه تواضعا لله وشكرا لله الأصم سمعت الربيع يقول سأل رجل الشافعي عن قاتل الوزغ هل غليه غسل فقال هذا فتيا العجائز الحسن بن علي بن الأشعث المصري حدثنا ابن عبد الحكم قال ما رأت عيني قط مثل الشافعي قدمت المدينة فرأيت أصحاب عبد الملك بن الماجشون يغلون بصاحبهم يقولون صاحبنا الذي قطع الشافعي قال فلقيت عبد الملك فسألته عن مسألة فأجابني فقلت الحجة قال لان مالكا قال كذا وكذا فقلت في نفسي هيهات أسألك عن الحجة وتقول قال معلمي وإنما الحجة عليك وعلى معلمك قال إبراهيم بن أبي طالب الحافظ سألت أبا قدامة السرخسي عن الشافعي وأحمد وأبي عبيد وابن راهويه فقال الشافعي افقههم قال يحيى بن منصور القاضي سمعت إمام الأئمة ابن خزيمة يقول وقلت له هل تعرف سنة لرسول الله {{صل}} في الحلال والحرام لم يودعها الشافعي كتبه قال لا قال حرملة قال الشافعي كنت أقرئ الناس وأنا ابن ثلاث عشرة سنة وحفظت الموطأ قبل أن أحتلم قال الحسن بن علي الطوسي حدثنا أبو إسماعيل الترمذي سمعت البويطي يقول سئل الشافعي كم أصول الأحكام فقال خمس مئة قيل له كم أصول السنن قال خمس مئة قيل له كم منها عند مالك قال كلها إلا خمسة وثلاثين حديثا قيل له كم عند ابن عيينة قال كلها إلا خمسة قال الربيع بن سليمان سمعت الشافعي يقول من حلف باسم من أسماء الله فحنث فعليه الكفارة لأن اسم الله غير مخلوق ومن حلف بالكعبة وبالصفا والمروة فليس عليه كفارة لأنه مخلوق قال حرملة سمعت الشافعي يقول وددت أن كل علم أعلمه تعلمه الناس أوجر عليه ولا يحمدوني قال محمد بن مسلم بن وارة سألت [[أحمد بن حنبل]] ما ترى في كتب الشافعي التي عند العراقيين أهي أحب إليك أو التي بمصر قال عليك بالكتب التي عملها بمصر فإنه وضع هذه الكتب بالعراق ولم يحكمها ثم رجع إلى مصر فأحكم تلك وقلت لأحمد ما ترى لي من الكتب أن أنظر فيه رأي مالك أو الثوري أو [[الأوزاعي]] فقال لي قولا اجلهم أن أذكره وقال عليك بالشافعي فإنه أكثرهم صوابا وأتبعهم للآثار قال عبد الله بن ناجية الحافظ سمعت ابن وارة يقول قدمت من مصر فأتيت أحمد بن حنبل فقال لي كتبت كتب الشافعي قلت لا قال فرطت ما عرفنا العموم من الخصوص وناسخ الحديث من منسوخه حتى جالسنا الشافعي قال فحملني ذلك على الرجوع إلى مصر فكتبتها تفرد بهذه الحكاية عن ابن ناجية عبد الله بن محمد الرازي الصوفي وليس هو بثقة قال محمد بن يعقوب الفرجي سمعت علي بن المديني يقول عليكم بكتب الشافعي قلت ومن بعض فنون هذا الإمام الطب كان يدريه نقل ذلك غير واحد فعنه قال عجبا لمن يدخل الحمام ثم لا يأكل من ساعته كيف يعيش وعجبا لمن يحتجم ثم يأكل من ساعته كيف يعيش حرملة عن الشافعي قال من أكل الأترج ثم نام لم آمن أن تصيبه ذبحة قال محمد بن عصمة الجوزجاني سمعت الربيع سمعت الشافعي يقول ثلاثة أشياء دواء من لا دواء له وأعيت الأطباء مداواته العنب ولبن اللقاح وقصب السكر لولا قصب السكر ما أقمت ببلدكم وسمعته يقول كان غلامي أعشى لم يكن يبصر باب الدار فأخذت له زيادة الكبد فكحلته بها فأبصر وعنه عجبا لمن تعشى البيض المسلوق فنام كيف لا يموت وعنه الفول يزيد في الدماغ والدماغ يزيد في العقل وعنه لم أر أنفع للوباء من البنفسج يدهن به ويشرب قال صالح بن محمد جزرة سمعت الربيع سمعت الشافعي يقول لا أعلم علما بعد الحلال والحرام أنبل من الطب إلا أن أهل الكتاب قد غلبونا عليه قال حرملة كان الشافعي يتلهف على ما ضيع المسلمون من الطب ويقول ضيعوا ثلث العلم ووكلوه إلى اليهود والنصارى ويقال إن الإمام نظر إلى شيء من النجوم ثم هجره وتاب منه فقال الحافظ أبو الشيخ حدثنا عمرو بن عثمان المكي حدثنا ابن بنت الشافعي سمعت أبي يقول كان الشافعي وهو حدث ينظر في النجوم وما ينظر في شيء إلا فاق فيه فجلس يوما وامرأته تطلق فحسب فقال تلد جارية عوراء على فرجها خال أسود تموت إلى يوم كذا وكذا فولدت كما قال فجعل على نفسه أن لا ينظر فيه أبدا ودفن تلك الكتب قال فوران قسمت كتب الإمام أبي عبد الله بين ولديه فوجدت فيها رسالتي الشافعي العراقية والمصرية بخط أبي عبد الله رحمه الله قال أبو بكر الصومعي سمعت أحمد بن حنبل يقول صاحب حديث لا يشبع من كتب الشافعي قال علي بن أحمد الدخمسيني سمعت علي بن أحمد بن النضر الأزدي سمعت أحمد بن حنبل وسئل عن الشافعي فقال لقد من الله علينا به لقد كنا تعلمنا كلام القوم وكتبنا كتبهم حتى قدم علينا فلما سمعنا كلامه علمنا أنه أعلم من غيره وقد جالسناه الأيام والليالي فما رأينا منه إلا كل خير فقيل له يا أبا عبد الله كان يحيى وأبو عبيد لا يرضيانه يشير إلى التشيع وانهما نسباه إلى ذلك فقال [[أحمد بن حنبل]] ما ندري ما يقولان والله ما رأينا منه إلا خيرا قلت من زعم أن الشافعي يتشيع فهو مفتر لا يدري ما يقول قد قال الزبير بن عبد الواحد الاستراباذي أخبرنا حمزة بن علي الجوهري حدثنا الربيع بن سليمان قال حججنا مع الشافعي فما ارتقى شرفا ولا هبط واديا إلا وهو يبكي وينشد
 
يا راكبا قف بالمحصب من منى * واهتف بقاعد خيفنا والناهض
 
سحرا إذا فاض الحجيج إلى منى * فيضا كملتطم الفرات الفائض
 
إن كان رفضا حب آل محمد * فليشهد الثقلان أني رافضي
 
قلت لو كان شيعيا وحاشاه من ذلك لما قال الخلفاء الراشدون خمسة بدأ بالصديق وختم بعمر بن عبد العزيز
 
الحافظ ابن عدي حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر القزويني حدثنا صالح بن أحمد سمعت أبي يقول سمعت الموطأ من الشافعي لأني رأيته فيه ثبتا وقد سمعته من جماعة قبله الحاكم سمعت أبا بكر محمد بن علي الشاشي الفقيه يقول دخلت على ابن خزيمة فقال يا بني على من درست الفقه فسميت له أبا الليث فقال وعلى من درس قلت على ابن سريج فقال وهل اخذ ابن سريج العلم إلا من كتب مستعارة فقال رجل أبو الليث هذا مهجور بالشاشي فإن البلد حنابلة فقال ابن خزيمة وهل كان ابن حنبل إلا غلاما من غلمان الشافعي زكريا الساجي قلت لأبي داود من أصحاب الشافعي فقال أولهم الحميدي وأحمد بن حنبل والبويطي ويروى بطريقين عن الشافعي قال إذا رأيت رجلا من أصحاب الحديث فكأني رأيت رجلا من أصحاب النبي {{صل}} جزاهم الله خيرا هم حفظوا لنا الأصل فلهم علنيا الفضل أنبأنا محمد بن محمد بن مناقب عن محمد بن محمد بن محمد بن غانم أخبرنا أبو موسى المديني أخبرنا أبو علي الحداد أخبرنا أبو سعد السمان أخبرنا أحمد بن محمد بن محمود بتستر حدثنا الحسن بن أحمد ابن المبارك حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي حدثنا سليمان ابن داود الهاشمي حدثنا الشافعي عن يحيى بن سليم عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر أن النبي {{صل}} صلى صلاة الكسوف أربع ركعات وأربع سجدات رواه الحافظ أبو سعيد النقاش حدثنا علي بن الفضل حدثنا عبد الله ابن محمد بن زياد حدثنا ابن الإمام أحمد فذكر نحوه وأخبرناه أبو علي القلانسي أخبرنا جعفر أخبرنا السلفي أخبرنا إسماعيل بن مالك أخبرنا أبو يعلى الخليلي حدثنا الحسين بن عبد الرزاق حدثنا علي بن إبراهيم بن سلمة القزويني حدثنا عبد الله بن أحمد ابن حنبل فذكره بنحوه أخبرنا يوسف بن زكي الحافظ في سنة أربع وتسعين أخبرنا المسلم بن محمد القيسي وعلي بن أحمد قلت وأجازه المذكوران لي وعبد الرحمن بن محمد الفقيه أن حنبل بن عبد الله أخبرهم أخبرنا هبة الله بن محمد أخبرنا أبو علي بن المذهب أخبرنا أحمد بن جعفر المالكي أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي حدثنا محمد بن ادريس الشافعي أخبرنا مالك عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله {{صل}} قال لا يبع بعضكم على بيع بعض ونهى عن النجش ونهى عن بيع حبل الحبلة ونهى عن المزابنة والمزابنة بيع الثمر بالثمر كيلا وبيع الكرم بالزبيب كيلا هذا حديث صحيح متفق عليه وبعض الأئمة يفرقه ويجعله أربعة احاديث وهذه البيوع الأربعة محرمة والأخيران منها فاسدان أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد الفقيه ومحد بن أبي العز البزاز وست الوزراء بنت القاضي عمر بن اسعد سماعا قالوا أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن المبارك اليماني ( ح ) وأخبرنا أحمد بن عبد المنعم القزويني أخبرنا محمد بن سعيد الصوفي ببغداد قال أخبرنا طاهر بن محمد المقدسي أخبرنا مكي بن منصور الكرجي ( ح ) وانبأنا أحمد بن سلامة وغيره عن أحمد بن محمد التيمي أن عبد الغفار بن محمد التاجر اجاز لهم قالا أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أخبرنا الربيع بن سليمان المرادي أخبرنا محمد بن ادريس أخبرنا مسلم بن خالد عن ابن جريج عن عطاء ابن النبي {{صل}} قال لعائشة طوافك بالبيت وبين الصفا والمروة يكفيك لحجك وعمرتك وبه قال الشافعي وأخبرنا ابن عيينة عن ابن نجيح عن عطاء عن عائشة عن النبي {{صل}} بمثله وربما ارسله عطاء هذا حديث صالح الاسناد أخرجه [[أبو داود]] عن الربيع قرأت على عبد المؤمن بن خلف الحافظ وعلي أبي الحسين بن الفقيه أخبركما الحافظ أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي المنذري أخبرنا علي بن المفضل الحافظ من حفظي حدثنا شيخ الاسلام أبو طاهر السلفي لفظا حدثنا الإمام أبو الحسن علي بن محمد الطبراني إلكيا من لفظه ببغداد أخبرنا إمام الحرمين أبو المعالي عبد الملك بن عبد الله بن يوسف الجويني أخبرنا أبي أبو محمد الفقيه وأخبرنا أحمد بن عبد المنعم القزويني أخبرنا محمد بن الخازن ( ح ) وأخبرنا ابن الفقيه وابن مشرف ووزيرة قالوا أخبرنا أبو عبد الله بن الزبيدي قالا أخبرنا أبو زرعة طاهر بن محمد المقدسي أخبرنا مكي بن علان قالا أخبرنا القاضي أبو بكر الجيزي حدثنا أبو العباس الأصم حدثنا الربيع بن سليمان حدثنا الشافعي عن مالك عن نافع عن ابن عمر أن النبي {{صل}} قال المتبايعان كل واحد منهما على صاحبه بالخيار ما لم يتفرقا إلا بيع الخيار أخرجه [[البخاري]] عن ابن يوسف ومسلم عن يحيى بن يحيى وأبو داود عن القعنبي جميعا عن مالك وهو مسلسل في طريقنا الأول بالفقهاء إلى منتهاه وأخبرناه عاليا أحمد بن هبة الله بن تاج الأمناء قراءة عن المؤيد بن محمد الطوسي أخبرنا هبة الله بن سهل أخبرنا أبو عثمان سعيد بن محمد أخبرنا زاهر بن أحمد الفقيه أخبرنا إبراهيم بن عبد الصمد حدثنا أبو مصعب الزهري حدثنا مالك بن أنس وأخبرنا به أبو محمد عبد الخالق بن عبد السلام ببعلبك أخبرنا عبد الرحمن بن إبراهيم أخبرتنا شهدة بنت أحمد الكاتبة أخبرنا أحمد بن عبد القادر ( ح ) وأخبرنا سنقر بن عبد الله بحلب أخبرنا عبد اللطيف بن يوسف أخبرنا يحيى بن ثابت بن بندار البقال أخبرنا أبي قالا أخبرنا عثمان بن دوست العلاف أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله البزاز حدثنا إسحاق بن الحسن الحربي حدثنا عبد الله ابن مسلمة أخبرنا مالك عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله {{صل}} قال المتبايعان كل واحد منهما بالخيار ما لم يتفرقا إلا بيع الخيار وبه إلى القعنبي قال مالك وليس لهذا عندنا وجه معروف ولا أمر معمول قلت قد عمل جمهور الأئمة بمقتضاه أولهم عبد الله بن عمر راوي الحديث والله أعلم أخبرنا أبو المعالي أحمد بن إسحاق الهمذاني بقراءتي عليه أخبرنا أبو البركات الحسن بن محمد سنة عشرين وست مئة أخبرنا محمد بن خليل القيسي وأخبرنا أبو جعفر محمد بن علي السلمي وأحمد بن عبد الرحمن الصوري قالا أخبرنا أبو القاسم بن صصرى أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن الاسدي وأبو يعلى حمزة بن علي الثعلبي وأخبرنا علي بن محمد الحافظ وعمر بن عبد المنعم الطائي وعبد المنعم بن عبد اللطيف ومحمد بن محمد الفارسي وغيرهم قالوا أخبرنا القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله الشافعي وأخبرنا الحسن بن علي بن الجوهري وخديجة بنت يوسف الواعظة قالا أخبرنا مكرم بن محمد بن أبي الصقر وأخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن القواس وابن عمه أبو حفص عمر بن عبد المنعم والقاضي تقي الدين سليمان بن أبي عمر والتقي بن مؤمن وفاطمة بنت سليمان وأبو علي بن الخلال ومحمد بن الحسن الارموي وست الفخر بنت عبد الرحمن قالوا حدثتنا أم الفضل كريمة بنت عبد الوهاب القرشية قالوا ثلاثتهم أخبرنا أبو يعلى بن الحبوبي قال هو وابن خليل والأسدي أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي بن أبي العلا المصيصي قراءة عليه أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم ابن أبي نصر التميمي سنة ثمان عشرة واربع مئة أخبرنا إبراهيم بن محمد بن أحمد بن أبي ثابت في سنة ست وثلاثين وثلاث مئة حدثنا الربيع بن سليمان حدثنا محمد بن ادريس الشافعي حدثنا ابن عيينة عن جامع وعبد الملك سمعا أبا وائل يخبر عن عبد الله بن مسعود عن النبي {{صل}} قال من حلف على يمين يقتطع بها مال امرئ مسلم لقي الله يوم القيامة وهو عليه غضبان قيل يا رسول الله وان كان شيئا يسيرا قال وان كان سواكا من اراك أخبرنا أبو الحسين يحيى بن أحمد الجذامي وعلي بن أحمد الحسيني ومحمد بن الحسين القرشي بقراءتي قالوا أخبرنا محمد بن عماد أخبرنا عبد الله بن رفاعة أخبرنا أبو الحسن الخلعي أخبرنا عبد الرحمن بن عمر المالكي أخبرنا أبو الطاهر أحمد بن محمد المديني حدثنا يونس بن عبد الاعلى عن الشافعي عن محمد بن خالد الجندي عن ابان ابن صالح عن الحسن عن أنس عن النبي {{صل}} قال لا يزداد الامر إلا شدة ولا الدنيا إلا إدبارا ولا الناس إلا شحا ولا تقوم الساعة إلا على شرار الناس ولا مهدي إلا عيسى ابن مريم أخرجه [[بن ماجه]] عن يونس فوافقناه وهو خبر منكر تفرد به يونس ابن عبد الاعلى الصدفي أحد الثقات ولكنه ما احسبه سمعه من الشافعي بل أخبره به مخبر مجهول ليس بمعتمد وقد جاء في بعض طرقه الثابتة عن يونس قال حدثت عن الشافعي فذكره أخبرنا الحسن بن علي القلانسي أخبرنا عبد الله بن عمر أخبرنا عبد الاول بن عيسى أخبرنا أبو إسماعيل عبد الله بن محمد الحافظ أخبرنا محمد بن أحمد الجارودي أخبرنا أبو إسحاق القراب أخبرنا أبو يحيى الساجي حدثنا أبو داود السجزي حدثنا [[أحمد بن حنبل]] حدثنا الشافعي حدثنا مالك عن ابن عجلان عن أبيه قال اذا اغفل العالم لا ادري اصيبت مقاتله فغلب هذا الاسناد مسلسل بالحفاظ من أبي إسماعيل إلى عجلان رحمه الله وبه إلى أبي إسماعيل قال أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم أخبرنا محمد ابن عبد الله أخبرنا أبو الوليد حسان بن محمد الفقيه حدثنا إبراهيم بن محمد الكوفي وكان من الاسلام بمكان قال رأيت الشافعي بمكة يفتي الناس ورأيت أحمد وإسحاق حاضرين فقال الشافعي قال رسول الله {{صل}} وهل ترك لنا عقيل من دار فقال إسحاق حدثنا يزيد عن الحسن وأخبرنا أبو نعيم وعبدة عن سفيان عن منصور عن إبراهيم أنهما لم يكونا يريانه وعطاء وطاووس لم يكونا يريانه فقال الشافعي من هذا قيل إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ابن راهويه فقال الشافعي أنت الذي يزعم أهل خراسان أنك فقيههم ما احوجني أن يكون غيرك في موضعك فكنت امر بعرك اذنيه أقول قال رسول الله {{صل}} وانت تقول عطاء وطاووس ومنصور عن إبراهيم والحسن وهل لاحد مع رسول الله {{صل}} حجة وبه إلى أبي إسماعيل قال حدثنا محمد بن محمد بن عبد الله الفقيه املاء سمعت أحمد بن محمد بن فراشة الفقيه بمرو سمعت أحمد بن منصور الشيرازي سمعت الحسن بن محمد الطبري سمعت محمد بن المغيرة سمعت يونس بن عبد الأعلى سمعت الشافعي وحدثنا عمر بن محمد إملاء أخبرنا محمد بن الحسن الساوي بمرو حدثنا محمد بن أبي بكر المروزي حدثنا علي بن محمد المروزي حدثنا أبو الفضل صالح بن محمد الرازي سمعت البويطي سمعت الشافعي يقول إذا رأيت رجلا من أصحاب الحديث فكأني رأيت رجلا من أصحاب رسول الله {{صل}} زاد البويطي قال الشافعي جزاهم الله خيرا فهم حفظوا لنا الأصل فلهم علنيا فضل وبه أخبرنا محمد بن أحمد الجارودي أخبرنا أبو إسحاق القراب أخبرنا أبو يحيى الساجي عن البويطي سمعت الشافعي يقول عليكم بأصحاب الحديث فإنهم اكثر الناس صوابا ويروى عن الشافعي لولا المحابر لخطبت الزنادقة على المنابر الأصم حدثنا الربيع قال الشافعي المحدثات من الأمور ضربان ما أحدث يخالف كتابا أو سنة أو اثرا أو إجماعا فهذه البدعة ضلالة وما أحدث من الخير لا خلاف فيه لواحد من هذا فهذه محدثة غير مذمومة قد قال عمر في قيام رمضان نعمت البدعة هذه يعني أنها محدثة لم تكن واذ كانت فليس فيها رد لما مضى رواه البيهقي عن الصدفي عن الأصم قال أحمد بن سلمة النيسابوري تزوج إسحاق بن راهويه بامرأة رجل كان عنده كتب الشافعي مات لم يتزوج بها إلا للكتب قال فوضع جامع الكبير على كتاب الشافعي ووضع جامع الصغير على جامع سفيان فقدم أبو إسماعيل الترمذي نيسابور وكان عنده كتب الشافعي عن البويطي فقال له إسحاق لا تحدث بكتب الشافعي ما دمت هنا فأجابه قال داود بن علي سمعت ابن راهويه يقول ما كنت أعلم أن الشافعي في هذا المحل ولو علمت لم افارقه قال محمد بن إبراهيم البوشنجي قال إسحاق قلت للشافعي ما حال جعفر بن محمد عندكم فقال ثقة كتبنا عن إبراهيم بن أبي يحيى عنه أربع مئة حديث قال يونس بن عبد الاعلى سمعت الشافعي يقول ما رأيت افقه من سفيان بن عيينة ولا اسكت عن الفتيا منه روى أبو الشيخ الحافظ وغيره من غير وجه أن الشافعي لما دخل مصر اتاه جلة أصحاب مالك واقبلوا عليه فلما أن رأوه يخالف مالكا وينقض عليه جفوه وتنكروا له فأنشأ يقول
 
أأنثر دار بين سارحة النعم * وأنظم منثورا لراعية الغنم
 
لعمري لئن ضيعت في شر بلدة * فلست مضيعا بينهم غرر الحكم
 
فإن فرج الله اللطيف بلطفه * وصادفت أهلا للعلوم وللحكم
 
بثثت مفيدا واستفدت ودادهم * وإلا فمخزون لدي ومكتتم
 
ومن منح الجهال علما أضاعه * ومن منع المستوجبين فقد ظلم
 
وكاتم علم الدين عمن يريده * يبوء بإثم زاد وآثم إذا كتم
 
قال أبو عبد الله بن مندة حدثت عن الربيع قال رأيت اشهب ابن عبد العزيز ساجدا يقول في سجوده اللهم امت الشافعي لا يذهب علم مالك فبلغ الشافعي فأنشأ يقول
 
تمنى رجال أن أموت وإن أمت * فتلك سبيل لست فيها بأوحد
 
فقل للذي يبغي خلاف الذي مضى * تهيأ لأخرى مثلها فكأن قد
 
وقد علموا لو ينفع العلم عندهم * لئن مت ما الداعي علي بمخلد
 
قال مبرد دخل رجل على الشافعي فقال إن أصحاب أبي حنيفة لفصحاء فأنشأ يقول
 
فلولا الشعر بالعلماء يزري * لكنت اليوم أشعر من لبيد
 
وأشجع في الوغى من كل ليث * وآل مهلب وأبي يزيد
 
ولولا خشية الرحمن ربي * حسبت الناس كلهم عبيدي
 
ولأبي عبد الله محمد بن إبراهيم البوشنجي في الشافعي
 
ومن شعب الايمان حب ابن شافع * وفرض أكيد حبه لا تطوع
 
وإني حياتي شافعي فإن أمت * فتوصيتي بعدي بأن يتشفعوا
 
قال الإمام أبو عبد الله محمد بن محمد بن محمد بن غانم في كتاب مناقب الشافعي له وهو مجلد جمعت ديوان شعر الشافعي كتابا على حدة ثم إنه ساق بإسناد له إلى ثعلب قال الشافعي إمام في اللغة قال أبو نعيم بن عدي الحافظ سمعت الربيع مرارا يقول لو رأيت الشافعي وحسن بيانه وفصاحته لعجبت ولو أنه ألف هذه الكتب على عربيته التي كان يتكلم بها معنا في المناظرة لم نقدر على قراءة كتبه لفصاحته وغرائب ألفاظه غير أنه كان في تأليفه يوضح للعوام حرملة سمعت الشافعي يقول ما جهل الناس ولا اختلفوا إلا لتركهم لسان العرب وميلهم إلى لسان ارسطاطاليس هذه حكاية نافعة لكنها منكرة ما أعتقد أن الإمام تفوه بها ولا كانت اوضاع ارسطو طاليس عربت بعد البتة رواها أبو الحسن علي بن مهدي الفقيه حدثنا محمد بن هارون حدثنا هميم بن همام حدثنا حرملة ابن هارون مجهول قال مصعب بن عبد الله ما رأيت أحدا أعلم بأيام الناس من الشافعي ونقل الإمام ابن سريج عن بعض النسابين قال كان الشافعي من أعلم الناس بالأنساب لقد اجتمعوا معه ليلة فذاكرهم بأنساب النساء إلى الصباح وقال أنساب الرجال يعرفها كل أحد الحسن بن رشيق أخبرنا أحمد بن علي المدائني قال قال المزني قدم علينا الشافعي فأتاه ابن هشام صاحب المغازي فذاكره أنساب الرجال فقال له الشافعي دع عنك أنساب الرجال فإنها لا تذهب عنا وعنك وحدثنا في أنساب النساء فلما أخذوا فيها بقي ابن هشام قال يونس الصدفي كان الشافعي إذا أخذ في أيام الناس قلت هذه صناعته وعن الشافعي قال ما أردت بها يعني العربية والأخبار إلا للاستعانة على الفقه قال أبو حاتم حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال ما رأيت أحدا لقي من السقم ما لقي الشافعي فدخلت عليه فقال اقرأ ما بعد العشرين والمئة من آل عمران فقرأت فلما قمت قال لا تغفل عني فإني مكروب قال يونس عني بقراءتي ما لقي النبي {{صل}} وأصحابه أو نحوه ابن خزيمة وغيره حدثنا المزني قال دخلت على الشافعي في موضه الذي مات فيه فقلت يا أبا عبد الله كيف أصبحت فرفع رأسه وقال أصبحت من الدنيا راحلا ولإخواني مفارقا ولسوء عملي ملاقيا وعلى الله واردا ما أدري روحي تصير إلى جنة فأهنيها أو إلى نار فأعزيها ثم بكى وأنشأ يقول
 
ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي * جعلت رجائي دون عفوك سلما
 
تعاظمني ذنبي فلما قرنته * بعفوك ربي كان عفوك أعظما
 
فما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل * تجود وتعفو منه وتكرما
 
فإن تنتقم مني فلست بآيس * ولو دخلت نفسي بجرمي جهنما
 
ولولاك لم يغوي بإبليس عابد * فكيف وقد أغوى صفيك آدما
 
وإني لآتي الذنب أعرف قدره * وأعلم أن الله يعفو ترحما
 
إسناده ثابت عنه قال أبو العباس الأصم حدثنا الربيع بن سليمان دخلت على الشافعي وهو مريض فسألني عن أصحابنا فقلت إنهم يتكلمون فقال ما ناظرت أحدا قط على الغلبة وبودي أن جميع الخلق تعلموا هذا الكتاب يعني كتبه على أن لا ينسب إلي منه شيء قال هذا يوم الأحد ومات يوم الخميس وانصرفنا من جنازته ليلة الجمعة فرأينا هلال شعبان سنة أربع ومئتين وله نيف وخمسون سنة ابن أبي حاتم كتب إلي أبو محمد السجستاني نزيل مكة حدثني الحارث بن سريج قال دخلت مع الشافعي على خادم الرشيد وهو في بيت قد فرش بالديباج فلما أبصره رجع فقال له الخادم ادخل قال لا يحل افتراش الحرم فقام الخادم متبسما حتى دخل بيتا قد فرش بالأرمني فدخل الشافعي ثم أقبل عليه فقال هذا حلال وذاك حرام وهذا احسن من ذاك واكثر ثمنا فتبسم الخادم وسكت وعن الربيع للشافعي
 
لقد أصبحت نفسي تتوق إلى مصر * ومن دونها أرض المهامة والقفر
 
فوالله ما ادري أللمال والغنى * أساق اليها أم أساق إلى قبري
 
قال الميموني سمعت أحمد يقول سألت الشافعي عن القياس فقال عند الضرورات أخبرنا أبو علي بن الخلال أخبرنا ابن اللتي أخبرنا أبو الوقت أخبرنا أبو إسماعيل الانصاري أخبرنا محمد بن موسى حدثنا محمد ابن يعقوب سمعت الربيع يقول سمعت الشافعي يقول إذا وجدتم في كتابي خلاف سنة رسول الله {{صل}} فقولوا بسنة رسول الله {{صل}} ودعوا ما قلت سمعنا جزءا في رحلة الشافعي فلم أسق منه شيئا لأنه باطل لمن تأمله
 
وكذلك عزي إليه أقوال وأصول لم تثبت عنه ورواية ابن عبد الحكم عنه في محاش النساء منكرة ونصوصه في تواليفه بخلاف ذلك وكذا وصية الشافعي من رواية الحسين بن هشام البلدي غير صحيحه
 
وقال شيخ الاسلام علي بن أحمد بن يوسف الهكاري في كتاب عقيدة الشافعي له أخبرنا أبو يعلى الخليل بن عبد الله الحافظ أخبرنا أبو القاسم بن علقمة الأبهري حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم حدثنا يونس بن عبد الاعلى سمعت أبا عبد الله الشافعي يقول وقد سئل عن صفات الله تعالى وما يؤمن به فقال لله أسماء وصفات جاء بها كتابه وأخبر بها نبيه {{صل}} أمته لا يسع أحدا قامت عليه الحجة ردها لان القرآن نزل بها وصح عن رسول الله {{صل}} القول بها فإن خالف ذلك بعد ثبوت الحجة عليه فهو كافر فأما قبل ثبوت الحجة فمعذور بالجهل لان علم ذلك لا يدرك بالعقل ولا بالروية والفكر ولا نكفر بالجهل بها أحدا إلا بعد انتهاء الخبر إليه بها ونثبت هذه الصفات وننفي عنها التشبيه كما نفاه عن نفسه فقال " ليس كمثله شيء وهو السميع البصير " قال مصعب بن عبد الله كان الشافعي يسمر مع أبي إلى الصباح وقال المبرد كان الشافعي من اشعر الناس وآدب الناس واعرفهم بالقراءات ومن مناقب هذا الإمام قول النبي {{صل}} إنما بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد لم يفارقونا في جاهلية ولا إسلام أخرجه [[البخاري]] قال يحيى القطان مما نقله البيهقي في المدخل له ما رأيت اعقل أو قال افقه من الشافعي وانا ادعو الله له اخصه به وقال الحاكم حدثنا الزبير بن عبد الواحد حدثني العباس بن الفضل بأرسوف حدثنا محمد بن عوف سمعت أحمد بن حنبل يقول الشافعي فيلسوف في أربعة اشياء في اللغة واختلاف الناس والمعاني والفقه قال إبراهيم الحربي سألت أحمد عن الشافعي فقال حديث صحيح ورأي صحيح وسألته عن مالك وذكر القصة أحمد بن محمد بن عبيدة حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال كان الشافعي إذا أخذ في التفسير كأنه شهد التنزيل قال البيهقي فيما اجاز لنا ابن علان وفاطمة بنت عساكر عن منصور الفراوي أخبرنا أبو المعالي الفارسي أخبرنا أبو بكر البيهقي أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي حدثنا محمد بن العباس العصمي حدثنا أبو إسحاق بن ياسين الهروي حدثنا إبراهيم بن إسحاق الانصاري سمعت المروذي يقول قال أحمد بن حنبل اذا سئلت عن مسألة لا اعرف فيها خبرا قلت فيها بقول الشافعي لأنه إمام قرشي وقد روي عن النبي {{صل}} أنه قال عالم قريش يملأ الأرض علما إلى أن قال أحمد واني لادعو للشافعي منذ أربعين سنة في صلاتي روى أبو داود الطيالسي وإسحاق بن اسرائيل حدثنا جعفر بن سليمان عن أبي الجارود النضر بن حميد عن أبي الجارود عن أبي الاحوص عن عبد الله قال رسول الله {{صل}} لا تسبوا قريشا فان عالمها يملأ الأرض علما قلت النضر قال فيه أبو حاتم متروك الحديث قال أبو بكر بن زياد النيسابوري سمعت الربيع يقول كان الشافعي يختم القرآن في كل رمضان ستين ختمة وفي كل شهر ثلاثين ختمة وكان يحدث وطست تحته فقال يوما اللهم إن كان لك فيه رضى فزد فبعث إليه ادريس بن يحيى المعافري يعني زاهد مصر لست من رجال البلاء فسل الله العافية الزبير بن عبد الواحد حدثنا محمد بن عقيل الفريابي قال قال المزني أو الربيع كنا يوما عند الشافعي اذ جاء شيخ عليه ثياب صوف وفي يده عكازة فقام الشافعي وسوى عليه ثيابه وسلم الشيخ وجلس واخذ الشافعي ينظر إلى الشيخ هيبة له إذ قال الشيخ أسأل قال سل قال ما الحجة في دين الله قال كتاب الله قال وماذا قال سنة رسول الله {{صل}} قال وماذا قال اتفاق الامة قال من اين قلت اتفاق الامة فتدبر الشافعي ساعة فقال الشيخ قد اجلتك ثلاثا فإن جئت بحجة من كتاب الله والا تب إلى الله تعالى فتغير لون الشافعي ثم أنه ذهب فلم يخرج إلى اليوم الثالث بين الظهر والعصر وقد أنتفخ وجهه ويداه ورجلاه وهو مسقام فجلس فلم يكن بأسرع من أن جاء الشيخ فسلم وجلس فقال حاجتي فقال الشافعي نعم اعوذ بالله من الشيطان الرجيم قال الله تعالى " ومن يشاقق الرسول من بعدما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى " الآية قال فلا يصليه على خلاف المؤمنين إلا وهو فرض فقال صدقت وقام فذهب فقال الشافعي قرأت القرآن في كل يوم وليلة ثلاث مرات حتى وقفت عليه أنبئت بهذه القصة عن منصور الفراوي أخبرنا محمد بن إسماعيل الفارسي أخبرنا أبو بكر البيهقي أخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثنا الزبير فذكرها قلت الزعفراني قدم علينا الشافعي بغداد في سنة خمس وتسعين فأقام عندنا شهرا ثم خرج وكان يخضب بالحناء وكان خفيف العارضين وقال أحمد بن سنان رأيته أحمر الرأس واللحية يعني أنه اختضب قال الطبراني سمعت أبا يزيد القراطيسي يقول حضرت جنازة ابن وهب وحضرت مجلس الشافعي أبو نعيم في الحلية حدثنا عبيد بن خلف البزار حدثني إسحاق بن عبد الرحمن سمعت حسنا الكرابيسي سمعت الشافعي يقول كنت امرأ أكتب الشعر فآتي البوادي فأسمع منهم فقدمت مكة فخرجت وأنا اتمثل بشعر للبيد وأضرب وحشي قدمي بالسوط فضربني رجل من ورائي من الحجبة فقال رجل من قريش ثم ابن المطلب رضي من دينه ودنياه أن يكون معلما ما الشعر إذا استحكمت فيه فعدت معلما تفقه يعلك الله فنفعني الله بكلامه فكتبت ما شاء الله من ابن عيينة ثم كنت أجالس مسلم بن خالد ثم قدمت على مالك فلما عرضت عليه إلى كتاب السير قال لي تفقه تعل يا ابن أخي فجئت إلى مصعب بن عبد الله فكلمته أن يكلم لي بعض أهلنا فيعطيني شيئا فإنه كان بي من الفقر والفاقة ما الله به عليم فقال لي مصعب أتيت فلانا فكلمته فقال أتكلمني في رجل كان منا فخالفنا قال فأعطاني مئة دينار ثم قال لي مصعب إن الرشيد كتب إلي أن أصير إلى اليمن قاضيا فتخرج معنا لعل الله أن يعوضك فخرجت معه وجالسنا الناس فكتب مطرف بن مازن إلى الرشيد إن أردت اليمن لا يفسد عليك ولا يخرج من يدك فأخرج عنه محمد بن إدريس وذكر أقواما من الطالبيين فبعث إلى حماد البربري فأوثقت بالحديد حتى قدمنا على هارون الرقة فأدخلت عليه وذكر اجتماعه بعد بمحمد بن الحسن ومناظرته له قال الحميدي عن الشافعي قال كان منزلنا بمكة في شعب الخيف فكنت أنظر إلى العظم يلوح فأكتب فيه الحديث أو المسألة وكانت لنا جرة قديمة فإذا امتلأ العظم طرحته في الجرة قال عمرو بن عثمان المكي عن الزعفراني عن يحيى بن معين سمعت يحيى بن سعيد يقول أنا ادعو الله للشافعي في صلاتي منذ أربع سنين قال [[بن ماجة]] القزويني جاء يحيى بن معين إلى أحمد بن حنبل فبينا هو عنده إذ مر الشافعي على بغلته فوثب أحمد يسلم عليه وتبعه فأبطأ ويحيى جالس فلما جاء قال يحيى يا أبا عبد الله كم هذا فقال دع عنك هذا إن أردت الفقه فالزم ذنب البغلة قال أحمد بن العباس النسائي سمعت أحمد بن حنبل مالا أحصيه وهو يقول قال أبو عبد الله الشافعي ثم قال ما رأيت أحدا أتبع للأثر من الشافعي أبو حاتم حدثنا يونس سمعت الشافعي يقول ناظرت يوما محمد ابن الحسن فاشتد مناظرتي له فجعلت أوداجه تنتفخ وأزراره تنقطع زرا زرا وعن الشافعي قال سميت ببغداد ناصر الحديث وقال يونس سمعت الشافعي يقول ما فاتني أحد كان اشد علي من الليث وابن أبي ذئب والليث أتبع للأثر من مالك أخبرنا أحمد بن سلامة إجازة عن مسعود الجمال أخبرنا أبو علي الحداد أخبرنا أبو نعيم حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن سهل حدثني حسان بن أبان القاضي بمصر حدثني جامع بن القاسم البلخي حدثني أبو بكر محمد بن يزيد بن حكيم المستملي قال رأيت الشافعي في المسجد الحرام وقد جعلت له طنافس فجلس عليها فأتاه رجل من أهل خراسان فقال يا أبا عبد الله ما تقول في اكل فرخ الزنبور فقال حرام فقال حرام قال نعم من كتاب الله وسنة رسول الله والمعقول اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم " وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا " وحدثنا سفيان عن زائدة عن عبد الملك بن عمير عن مولى لربعي عن حذيفة أن رسول الله {{صل}} قال اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر هذا الكتاب والسنة وحدثونا عن اسرائيل قال أبو بكر المستملي حدثنا أبو أحمد عن إسرائيل عن إبراهيم بن عبد الأعلى عن سويد بن غفلة أن عمر امر بقتل الزنبور وفي المعقول أن ما امر بقتله فحرام اكله وقال أبو نعيم حدثنا الحسن بن سعيد حدثنا زكريا الساجي سمعت البويطي سمعت الشافعي يقول إنما خلق الله الخلق بكن فإذا كانت كن مخلوقة فكأن مخلوقا خلق بمخلوق الربيع سمعت الشافعي يقول لم ار أحدا أشهد بالزور من الرافضة وقال لا يبلغ في هذا الشأن رجل حتى يضر به الفقر ويؤثره على كل شيء وقال يونس بن عبد الأعلى سمعت الشافعي يقول يا يونس الانقباض عن الناس مكسبة للعداوة والانبساط إليهم مجلبة لقرناء السوء فكن بين المنقبض والمنبسط وقال لي رضى الناس غاية لا تدرك وليس إلى السلامة منهم سبيل فعليك بما ينفعك فالزمه وعن الشافعي العلم ما نفع ليس العلم ما حفظ وعنه اللبيب العاقل هو الفطن المتغافل وعنه لم أعلم أن الماء البارد ينقص مروءتي ما شربته أبو نعيم حدثنا ابن المقرئ سمعت يوسف بن محمد بن يوسف المروزي يقول عن عمر بن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم عن أبيه سمعت الشافعي يقول بينما أنا أدور في طلب العلم ودخلت اليمن فقيل لي بها إنسان من وسطها إلى أسفل بدن امرأة ومن وسطها إلى فوق بدنان مفترقان بأربع أيد ورأسين ووجهين فأحببت أن أنظر إليها فلم أستحل حتى خطبتها من أبيها فدخلت فإذا هي كما ذكر لي فلعهدي بهما وهما يتقاتلان ويتلاطمان ويصطلحان ويأكلان ثم إني نزلت عنها وغبت عن تلك البلد أحسبه قال سنتين ثم عدت فقيل لي أحسن الله عزاءك في الجسد الواحد توفي فعمد إليه فربط من أسفل بحبل وترك حتى ذبل فقطع ودفن قال الشافعي فلعهدي بالجسد الواحد في السوق ذاهبا وجائيا أو نحوه هذه حكاية عجيبة منكرة وفي إسنادها من يجهل وعن الشافعي قال ما نقص من أثمان السود إلا لضعف عقولهم وإلا هو لون من الألوان إبراهيم بن محمد بن الحسن الأصبهاني حدثنا الربيع قال كان الشافعي يختم في رمضان ستين ختمة قال إبراهيم بن محمد الشافعي ما رأيت أحدا أحسن صلاة من الشافعي وذاك أنه أخذ من مسلم بن خالد وأخذ مسلم من ابن جريج وأخذ ابن جريج من عطاء وأخذ عطاء من ابن الزبير وأخذ ابن الزبير من أبي بكر الصديق وأخذ أبو بكر من النبي {{صل}} وعن الشافعي قال رأيت باليمن بنات تسع يحضن كثيرا قال محمد بن عبد الله بن عبد الحكم سمعت الشافعي يقول يقولون ماء العراق وما في الدنيا مثل ماء مصر للرجال لقد قدمت مصر وأنا مثل الخصي ما أتحرك قال فما برح من مصر حتى ولد له محمد بن إبراهيم بن جناد حدثنا الحسن بن عبد العزيز الجروي سمعت الشافعي يقول خلفت ببغداد شيئا أحدثته الزنادقة يسمونه التغبير يشغلون به عن القرآن عن الشافعي ما أفلح سمين قط إلا أن يكون محمد بن الحسن قيل ولم قال لأن العاقل لا يعدو من إحدى خلتين إما يغتم لآخرته أو لدنياه والشحم مع الغم لا ينعقد أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن بن عمرو المعدل في سنة اثنتين وتسعين وبعدها أخبرنا الحسن بن علي بن الحسين الأسدي أخبرنا جدي أبو القاسم الحسين بن الحسن أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد الفقيه أخبرنا محمد بن الفضل بن نظيف الفراء بمصر سنة تسع عشرة واربع مئة حدثنا أحمد بن محمد بن الحسين الصابوني سنة ثمان وأربعين وثلاث مئة حدثنا المزني حدثنا الشافعي عن مالك عن نافع عن عبد الله أن رسول الله {{صل}} نهى عن الوصال فقيل إنك تواصل فقال لست مثلكم إني أطعم وأسقى قلت كلام الأقران إذا تبرهن لنا أنه بهوى وعصبية لا يلتفت إليه بل يطوى ولا يروى كما تقرر عن الكف عن كثير مما شجر بين الصحابة وقتالهم رضي الله عنهم أجمعين وما زال يمر بنا ذلك في الدواوين والكتب والأجزاء ولكن أكثر ذلك منقطع وضعيف وبعضه كذب وهذا فيما بأيدينا وبين علمائنا فينبغي طيه وإخفاؤه بل إعدامه لتصفو القلوب وتتوفر على حب الصحابة والترضي عنهم وكتمان ذلك متعين عن العامة وآحاد العلماء وقد يرخص في مطالعة ذلك خلوة للعالم المنصف العري من الهوى بشرط أن يستغفر لهم كما علمنا الله تعالى حيث يقول " والذين جاؤ وا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا " فالقوم لهم سوابق وأعمال مكفرة لما وقع منهم وجهاد محاء وعبادة ممحصة ولسنا ممن يغلو في أحد منهم ولا ندعي فيهم العصمة نقطع بأن بعضهم أفضل من بعض ونقطع بأن أبا بكر وعمر أفضل الأمة ثم تتمة العشرة المشهود لهم بالجنة وحمزة وجعفر ومعاذ وزيد وأمهات المؤمنين وبنات نبينا {{صل}} وأهل بدر مع كونهم على مراتب ثم الأفضل بعدهم مثل أبي الدرداء وسلمان الفارسي وابن عمر وسائر أهل بيعة الرضوان الذين رضي الله عنهم بنص آية سورة الفتح ثم عموم المهاجرين والأنصار كخالد بن الوليد والعباس وعبد الله بن عمرو وهذه الحلبة ثم سائر من صحب رسول الله {{صل}} وجاهد معه أو حج معه أو سمع منه رضي الله عنهم أجمعين وعن جميع صواحب رسول الله {{صل}} المهاجرات والمدنيات وأم الفضل وأم هانئ الهاشمية وسائر الصحابيات فأما ما تنقله الرافضة وأهل البدع في كتبهم من ذلك فلا نعرج عليه ولا كرامة فأكثره باطل وكذب وافتراء فدأب الروافض رواية الأباطيل أو رد ما في الصحاح والمسانيد ومتى إفاقة من به سكران ثم قد تكلم خلق من التابعين بعضهم في بعض وتحاربوا وجرت أمور لا يمكن شرحها فلا فائدة في بثها ووقع في كتب التواريخ وكتب الجرح والتعديل أمور عجيبة والعاقل خصم نفسه ومن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ولحوم العلماء مسمومة وما نقل من ذلك لتبيين غلط العالم وكثرة وهمه أو نقص حفظه فليس من هذا النمط يل لتوضيح الحديث الصحيح من الحسن والحسن من الضعيف وإمامنا فبحمد الله ثبت في الحديث حافظ لما وعى عديم الغلط موصوف بالإتقان متين الديانة فمن نال منه بجهل وهوى ممن علم أنه منافس له فقد ظلم نفسه ومقتته العلماء ولاح لكل حافظ تحامله وجر الناس برجله ومن أثنى عليه واعترف بإمامته وإتقانه وهم أهل العقد والحل قديما وحديثا فقد أصابوا وأجملوا وهدوا ووفقوا وأما أئمتنا اليوم وحكامنا فإذا أعدموا ما وجد من قدح بهوى فقد يقال أحسنوا ووفقوا وطاعتهم في ذلك مفترضة لما قد رأوه من حسم مادة الباطل والشر وبكل حال فالجهال والضلال قد تكلموا في خيار الصحابة وفي الحديث الثابت لا أحد أصبر على أذى يسمعه من الله إنهم ليدعون له ولدا وإنه ليرزقهم ويعافيهم وقد كنت وقفت على بعض كلام المغاربة في الإمام رحمه الله فكانت فائدتي من ذلك تضعيف حال من تعرض إلى الإمام ولله الحمد ولا ريب أن الإمام لما سكن مصر وخالف أقرانه من المالكية ووهى بعض فروعهم بدلائل السنة وخالف شيخه في مسائل تألموا منه ونالوا منه وجرت بينهم وحشة غفر الله للكل وقد اعترف الإمام سحنون وقال لم يكن في الشافعي بدعة فصدق والله فرحم الله الشافعي وأين مثل الشافعي والله في صدقه وشرفه ونبله وسعة علمه وفرط ذكائه ونصره للحق وكثرة مناقبه رحمه الله تعالى قال الحافظ أبو بكر الخطيب في مسألة الاحتجاج بالإمام الشافعي فيما قرأت على أبي الفضل بن عساكر عن عبد العزيز بن محمد أخبرنا يوسف بن أيوب الزاهد أخبرنا الخطيب قال سألني بعض إخواننا بيان علة ترك البخاري الرواية عن الشافعي في الجامع وذكر أن بعض من يذهب إلى رأى أبي حنيفة ضعف أحاديث الشافعي واعترض بإعراض البخاري عن روايته ولولا ما أخذ الله على العلماء فيما يعلمونه ليبيننه للناس لكان أولى الأشياء الإعراض عن اعتراض الجهال وتركهم يعمهون وذكر لي من يشار إليه خلو كتاب مسلم وغيره من حديث الشافعي فأجبته بما فتح الله لي ومثل الشافعي من حسد وإلى ستر معالمه قصد ويأبى الله إلا أن يتم نوره ويظهر من كل حق مستوره وكيف لا يغبط من حاز الكمال بما جمع الله له من الخلال اللواتي لا ينكرها إلا ظاهر الجهل أو ذاهب العقل ثم أخذ الخطيب يعدد علوم الإمام ومناقبه وتعظيم الأئمة له وقال
 
أبى الله إلا رفعه وعلوه * وليس لما يعليه ذو العرش واضع
 
إلى أن قال والبخاري هذب ما في جامعه غير أنه عدل عن كثير من الأصول إيثارا للإيجاز قال إبراهيم بن معقل سمعت البخاري يقول ما أدخلت في كتابي الجامع إلا ما صح وتركت من الصحاح لحال الطول فترك [[البخاري]] الاحتجاج بالشافعي إنما هو لا لمعنى يوجب ضعفه لكن غني عنه بما هو أعلى منه إذ أقدم شيوخ الشافعي مالك والدراوردي وداود العطار وابن عيينة والبخاري لم يدرك الشافعي بل لقي من هو أسن منه كعبيد الله بن موسى وأبي عاصم ممن رووا عن التابعين وحدثه عن شيوخ الشافعي عدة فلم ير أن يروي عن رجل عن الشافعي عن مالك فإن قيل فقد روى عن المسندي عن معاوية بن عمرو عن الفزاري عن مالك فلا شك أن البخاري سمع هذا الخبر من أصحاب مالك وهو في الموطأ فهذا ينقض عليك قلنا إنه لم يرو حديثا نازلا وهو عنده عال إلا لمعنى ما يجده في العالي فأما أن يورد النازل وهو عنده عال لا لمعنى يختص به ولا على وجه المتابعة لبعض ما اختلف فيه فهذا غير موجود في الكتاب وحديث الفزاري فيه بيان الخبر وهو معدوم في غيره وجوده الفزاري بتصريح السماع ثم سرد الخطيب ذلك من طرق عدة قال والبخاري يتبع الألفاظ بالخبر في بعض الأحاديث ويراعيها وإنا اعتبرنا روايات الشافعي التي ضمنها كتبه فلم نجد فيها حديثا واحدا على شرط البخاري أغرب به ولا تفرد بمعنى فيه يشبه ما بيناه ومثل ذلك القول في ترك مسلم إياه لإدراكه ما أدرك البخاري من ذلك وأما [[أبو داود]] فأخرج في سننه للشافعي غير حديث وأخرج له [[الترمذي]] وابن خزيمة وابن أبي حاتم ثم سرد الخطيب فصلا في ثناء مشايخه وأقرانه عليه ثم سرد أشياء في غمز بعض الأئمة فأساء ما شاء أعني غامزه وبلغنا عن الإمام الشافعي ألفاظ قد لا تثبت ولكنها حكم فمنها ما أفلح من طلب العلم إلا بالقلة وعنه قال ما كذبت قط ولا حلفت بالله ولا تركت غسل الجمعة وما شبعت منذ ست عشرة سنة إلا شبعة طرحتها من ساعتي وعنه قال من لم تعزه التقوى فلا عز له وعنه ما فزعت من الفقر قط طلب فضول الدنيا عقوبة عاقب بها الله أهل التوحيد وقيل له مالك تكثر من إمساك العصا ولست بضعيف قال الأذكر أني مسافر وقال من لزم الشهوات لزمته عبودية أبناء الدنيا وقال الخير في خمسة غنى النفس وكف الأذى وكسب الحلال والتقوى والثقة بالله وعنه أنفع الذخائر التقوى وأضرها العدوان وعنه اجتناب المعاصي وترك ما لا يعنيك ينور القلب عليك بالخلوة وقلة الأكل إياك ومخالطة السفهاء ومن لا ينصفك إذا تكلمت فيما لا يعنيك ملكتك الكلمة ولم تملكها وعنه لو أوصى رجل بشيء لأعقل الناس صرف إلى الزهاد وعنه سياسة الناس أشد من سياسة الدواب وعنه العاقل من عقله عقله عن كل مذموم وعنه للمروءة أركان أربعة حسن الخلق والسخاء والتواضع والشك وعنه لا يكمل الرجل إلا بأربع بالديانة والأمانة والصيانة والرزانة وعنه ليس بأخيك من احتجت إلى مداراته وعنه علامة الصديق أن يكون لصديق صديقه صديقا وعنه من نم لك نم عليك وعنه قال التواضع من أخلاق الكرام والتكبر من شيم اللئام التواضع يورث المحبة والقناعة تورث الراحة وقال أرفع الناس قدرا من لا يرى قدره وأكثرهم فضلا من لا يرى فضله وقال ما ضحك من خطأ رجل إلا ثبت صوابه في قلبه لا نلام والله على حب هذا الإمام لأنه من رجال الكمال في زمانه رحمه الله وإن كنا نحب غيره أكثر
 
===الفضل بن سهل السرخسي===
الفضل بن سهل السرخسي الوزير وأخو الوزير الحسن بن سهل أسلم أبوهما على يد المهدي وأسلم الفضل سنة تسعين ومئة على يد المأمون وقيل لما عزم جعفر البرمكي على استخدام الفضل للمأمون وصفه بحضرة الرشيد ونطق الفضل فرآه الرشيد فطنا بليغا وكان يلقب ذا الرئاستين لأنه تقلد الوزارة والحرب وكان شيعيا منجما ماكرا أشار بتجهيز طاهر بن الحسين وحسب بالرمل بأنه يظفر بالأمين ويقال إن من إصاباته الكاذبة أنه حكم لنفسه أنه يعيش ثمانيا واربعين سنة ثم يقتل بين ماء ونار فعاش كذلك وقتله خال المأمون في حمام سرخس في شعبان سنة اثنتين وستين وقد امتدحه فحول الشعراء فمن ذلك لإبراهيم الصولي
 
لفضل بن سهل يد * تقاصر فيها المثل
 
فنائلها للغنى * وسطوتها للأجل
 
وباطنها للندى * وظاهرها للقبل
 
وازدادت رفعته حتى ثقل أمره على المأمون فدس عليه خاله غالبا الأسود في جماعة فقتلوه وبعده بأيام مات أبوه وأظهر المأمون حزنا لمصرعه وعزى والدته وقال إن الله أخلفني عليك بدل إبنك فبكت وقالت كيف لا أحزن على ولد أكسبني ولد مثلك ثم عاشت وأدركت عرس بنت ابنها بوران على المأمون وكان الحسن بن سهل من كبار الوزراء الممدوحين
 
===ابن الكلبي===
ابن الكلبي العلامة الإخباري النسابة الأوحد أبو المنذر هشام بن الأخباري الباهر محمد بن السائب بن بشر الكلبي الكوفي الشيعي أحد المتروكين كأبيه روى عن أبيه كثيرا وعن مجالد وأبي مخنف لوط وطائفة حدث عنه ابنه العباس ومحمد بن سعد وخليفة بن خياط وابن أبي السري العسقلاني وأحمد بن المقدام العجلي قال أحمد بن حنبل إنما كان صاحب سمر ونسب ما ظننت أن أحد يحدث عنه وقال الدارقطني وغيره متروك الحديث وقال ابن عساكر رافضي ليس بثقة وقد اتهم في قوله حفظت القرآن في ثلاثة أيام وكذا قوله نسيت ما لم ينس أحد فقبضت على لحيتي والمرآة بيدي لأقص ما فضل عن القبض فنسيت وقصيت من فوق القبضة وله كتاب الجمهرة في النسب وكتاب حلف الفضول وكتاب المنافرات وكتاب الكنى وكتاب ملوك الطوائف وكتاب ملوك كندة وتصانيفه جمة يقال بلغت مئة وخمسين مصنفا وكان أبوه مفسرا ولكنه لا يوثق به أيضا وفيه رفض كأبنه مات ابن الكلبي على الصحيح سنة أربع ومئتين وقيل بعد ذلك بقليل وقد ذكرته في ميزان الأعتدال وقيل مات سنة ست ومئتين
 
===الهيثم بن عدي===
الهيثم بن عدي ابن عبد الرحمن بن زيد بن اسيد بن جابر الأخباري العلامة أبو عبد الرحمن الطائي الكوفي المؤرخ حدث عن هشام بن عروة ومجالد وابن أبي ليلى وسعيد ابن أبي عروبة وجماعة روى عنه محمد بن سعد وأبو الجهم الباهلي وعلي بن عمرو الأنصاري وأحمد بن عبيد أبو عصيدة وآخرون وهو من بابة الواقدي وقل ما روى من المسند قال علي بن المديني هو عندي أصلح من الواقدي قال عباس الدوري حدثنا بعض أصحابنا قال قالت جارية الهيثم بن عدي كان مولاي يقوم عامة الليل يصلي فإذا أصبح يكذب وقال ابن معين و[[أبو داود]] كذاب وقال [[البخاري]] سكتوا عنه وقال [[النسائي]] وغيره متروك الحديث قلت توفي بفم الصلح في سنة سبع ومئتين وله ثلاث وتسعون سنة
 
===محمد بن جعفر الصادق===
محمد بن [[جعفر الصادق]] بن [[محمد الباقر]] بن [[زين العابدين]] علي بن الحسين العلوي الحسيني المدني أبو جعفر سيد بني هاشم في زمانه يلقب بالديباج وهو أخو موسى الكاظم لم يكن في الفضل والجلالة بدون أخيه
 
حدث عن أبيه وهشام بن عروة. روى عنه محمد بن يحيى العدني ويعقوب بن كاسب وإبراهيم بن المنذر الحزامي وآخرون
 
وكان سيدا مهيبا عاقلا فارسا شجاعا يصلح للإمامة وله عدة إخوة لما ماجت الدولة العباسية بالكائنة الكبرى بقتل الأمين وحصار بغداد عشرين شهرا ثم بخلع العباسيين للمأمون دعا محمد هذا إلى نفسه وخرج بمكة فبايعوه سنة مئتين وقد شاخ فاتفق أن أبا إسحاق المعتصم حج حينئذ وندب عسكرا لقتال هذا فأخذوه فلم يؤذه أبو إسحاق وصحبه إلى بغداد فلم يطول بها وتوفي وكان يصوم يوما ويفطر يوما واتفق موته بجرجان في شهر شعبان فصلى عليه المأمون ونزل بنفسه في لحده وقال هذه رحم قطعة من سنين فقيل إن سبب موته وكان من أبناء السبعين أنه جامع ودخل الحمام وافتصد فمات فجأت رحمه الله توفي سنة ثلاث ومئتين
 
===نفيسة===
نفيسة السيدة المكرمة الصالحة ابنة أمير المؤمنين الحسن بن زيد بن السيد سبط النبي {{صل}} [[الحسن بن علي]] رضي الله عنهما العلوية الحسنية صاحبة المشهد الكبير المعمول بين مصر والقاهرة ولي أبوها المدينة للمنصور ثم عزله وسجنه مدة فلما ولي المهدي أطلقه وأكرمه ورد عليه أمواله وحج معه فتوفي بالحاجر وتحولت هي من المدينة إلى مصر مع زوجها الشريف إسحاق بن جعفر بن محمد الصادق فيما قيل ثم توفيت بمصر في شهر رمضان سنة ثمان ومئتين ولم يبلغنا كبير شيء من أخبارها
 
ولجهلة المصريين فيها اعتقاد يتجاوز الوصف ولا يجوز مما فيه من الشرك ويسجدون لها ويلتمسون منها المغفرة وكان ذلك من دسائس دعاة العبيدية
 
وكان أخوها القاسم رجلا صالحا زاهدا خيرا سكن نيسابور وله بها عقب منهم السيد العلوي الذي يروي عنه الحافظ البيهقي وقيل كانت من الصالحات العوابد والدعاء مستجاب عند قبرها بل وعند قبور الأنبياء والصالحين وفي المساجد وعرفة ومزدلفة وفي السفر المباح وفي الصلاة وفي السحر ومن الأبوين ومن الغائب لأخيه ومن المضطر وعند قبور المعذبين وفي كل وقت وحين لقوله تعالى " وقال ربكم ادعوني أستجب لكم " ولا ينهى الداعي عن الدعاء في وقت إلا وقت الحاجة وفي الجماع وشبه ذلك ويتأكد الدعاء في جوف الليل ودبر المكتوبات وبعد الأذان
 
===طاهر بن الحسين بن مصعب===
طاهر بن الحسين ابن مصعب بن رزيق الأمير مقدم الجيوش ذو اليمينين أبو طلحة الخزاعي القائم بنصر خلافة المأمون فإنه ندبة لحرب اخيه الامين فسار في جيش لجب وحاصر الأمين فظفر به وقتله صبرا فمقت لتسرعه في قتله وكان شهما مهيبا داهية جوادا ممدحا روى عن [[ابن المبارك]] وعمه علي بن مصعب روى عنه ابنه عبد الله بن طاهر أمير خراسان وابنه الأخر طلحة ومن كرمه المسرف أنه وقع يوما بصلات جزيلة بلغت ألف ألف ألف وسبع مئة ألف درهم وكان مع فرط شجاعته عالما خطيبا مفوها بليغا شاعرا بلغ أعلى الرتب ثم مات في الكهولة سنة سبع ومئتين
 
===الفضل بن الربيع بن يونس===
الفضل بن الربيع ابن يونس الأمير الكبير حاجب الرشيد وكان أبوه حاجب المنصور وكان من رجال العالم حشمة وسؤددا وحزما ورأيا قام بخلافة الأمين وساق إليه خزائن الرشيد وسلم إليه البرد والقضيب والخاتم جاءه بذلك من طوس وصار هو الكل لاشتغال الأمين باللعب فلما أدبرت دولة الأمين اختفى الفضل مدة طويلة ثم ظهر إذ بويع إبراهيم بن المهدي فساس نفسه ولم يقم معه ولذلك عفا عنه المأمون مات سنة ثمان ومئتين في عشر السبعين وهو من موالي عثمان رضي الله عنه يقال إنه تمكن من الرشيد وكان يكره البرامكة فنال منهم ومالأة على ذلك كاتبهم إسماعيل بن صبيح ويقال إنه قدم عشر قصص إلى جعفر البرمكي فعللها ولم يوقع في شيء منها فأخذها الفضل وقام وهو يقول ارجعن خائبات خاسرات ولما نكبوا ولي الفضل وزارة الرشيد وعظم محله ومدحته الشعراء
 
===مؤمل بن إسماعيل===
مؤمل بن إسماعيل ت س ق الحافظ أبو عبد الرحمن العدوي مولاهم البصري مولى العمرين جاور بمكة وحدث عن عكرمة بن عمار وشعبة والثوري ونافع بن عمر الجمحي وحماد بن سلمة وطبقتهم حدث عنه أحمد وإسحاق وبندار ومحمود بن غيلان ومؤمل بن اهاب ومحمد بن سهل بن المهاجر وآخرون وثقه يحيى بن معين وقال أبو حاتم صدوق شديد في السنة كثير الخطأ وقال [[البخاري]] منكر الحديث وأما [[أبو داود]] فأثنى عليه وعظمه ورفع من شأنه ثم قال إلا أنه بهم في الشيء قلت توفي بمكة في شهر رمضان سنة ست ومئتين قرأت على محمد بن أبي الفتح النحوي بطرابلس حدثنا عبد الوهاب بن محمد أخبرنا محمد بن الخصيب أخبرنا علي بن المسلم الفقيه أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن عثمان السلمي أخبرنا جدي أخبرنا أحمد بن عبد الله بن هلال حدثنا مؤمل بن اهاب حدثنا المؤمل بن إسماعيل حدثنا حماد بن سلمة عن يحيى بن سعيد عن [[الزهري]] عن [[سعيد بن المسيب]] عن معمر بن عبد الله قال قال رسول الله {{صل}} لا يحتكر إلا خاطئ رواه طائفة عن سعيد
 
===شاذان===
شاذان ع الإمام الحافظ الصدوق أبو عبد الرحمن أسود بن عامر شاذان الشامي ثم البغدادي ولد سنة بضع وعشرين ومئة وسمع هشام بن حسان وطلحة بن عمرو وذواد بن علبة وجرير بن حازم وشعبة بن الحجاج و[[سفيان الثوري]] وعبد العزيز بن الماجشون وحماد بن سلمة وحماد بن زيد وعدة حدث عنه أحمد بن حنبل وعلي بن المديني وأبو ثور الكلبي وعمرو الناقد وعبد الله الدارمي ويعقوب بن شيبة وأحمد ابن الوليد الفحام وأحمد بن الخليل البرجلاني والحارث بن أبي اسامة وخلق كثير وثقه ابن المديني وغيره وحدث عنه من القدماء بقبية بن الوليد توفي في اول سنة ثمان ومئيتن ببغداد أنبأنا أحمد بن عبد السلام والمسلم بن علان وجماعة قالوا أخبرنا عمر بن محمد أخبرنا هبة الله بن محمد أخبرنا محمد بن محمد ابن غيلان أخبرنا أبو بكر الشافعي حدثنا محمد بن الفرج الأزرق حدثنا شاذان حدثنا اسرائيل عن أبي إسحاق عن بريد بن أبي مريم عن أنس بن مالك قال اذا اذن المؤذن فقال الرجل اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القأئمة اعط محمدا سؤله يوم القيامة إلا نالته شفاعة محمد {{صل}} يوم القيامة أنبأنا عبد الرحمن بن محمد الفقيه أخبرنا أبو الفتح المندائي أخبرنا عبيد الله بن محمد بن أحمد أخبرنا جدي أبو بكر البيهقي في كتاب الصفات له أخبرنا أبو سعد الماليني أخبرنا عبد الله بن عدي أخبرني الحسن بن سفيان حدثنا محمد بن رافع حدثنا أسود بن عامر حدثنا حماد بن سلمة عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله {{صل}} رأيت ربي يعني في المنام وذكر الحديث وهو بتمامه في تأليف البيهقي وهو خبر منكر نسأل الله السلامة في الدين فلا هو على شرط البخاري ولا مسلم وراته وإن كانوا غير متهمين فما هم بمعصومين من الخطأ والنسيان فأول الخبر قال رأيت ربي وما قيد الرؤية بالنوم وبعض من يقول إن النبي {{صل}} رأى ربه ليلة المعراج يحتج بظاهر الحديث والذي دل عليه الدليل عدم الرؤية مع إمكانها فنقف عن هذه المسألة فإن من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه فإثبات ذلك أو نفيه صعب والوقوف سبيل السلامة الله أعلم وإذا ثبت شيء قلنا به ولا نعنف من أثبت الرؤية لنبينا في الدينا ولا من نفاها بل نقول " الله ورسوله أعلم بلى نعنف ونبدع من أنكر الرؤية في الآخرة إذ رؤية الله في الأخرة ثبت في بنصوص متوافرة
 
===الفريابي===
الفريابي ع محمد بن يوسف بن واقد بن عثمان الفريابي الإمام الحافظ شيخ الإسلام أبو عبد الله الضبي مولاهم نزيل قيسارية الساحل من أرض فلسيطن ولد سنة بضع وعشرين ومئة وسمع من يونس بن أبي إسحاق وفطر بن خليفة ومالك بن مغول وعمر بن ذر والأوزاعي والثوري فأكثر عنه وإسرائيل وجرير بن حازم وعيسى بن عبد الرحمن البجلي وصبيح بن محرز المقرائي وابان بن عبد الله البجلي وإبراهيم بن أبي عبلة وعبد الحميد بن بهرام وفضيل بن مرزوق وورقاء ونافع بن عمر وخلق سواهم وعنه [[البخاري]] و[[أحمد بن حنبل]] ومحمد بن يحيى وإسحاق الكوسج وسلمة بن شبيب وأبو بكر بن زنجوية ومحمد بن سهل بن عسكر وأبو محمد الدارمي ومحمد بن عبد الله بن البرقي ومومل بن يهاب وحميد بن زنجوية وأحمد بن عبد الله العجلي وعباس الترقفي وعبد الله بن محمد بن أبي مريم وعبد الله ولده وعبد الوارث بن الحسن بن عمرو بن الترجمان البيساني وعمرو بن ثور الجذامي ومحمد بن مسلم بن وارة وأمم سواهم سمع من سفيان وصحبه مدة بالكوفة قال أحمد كان رجلا صالحا صحب سفيان كتبت عنه بمكة قال أبو عمير بن النحاس سألت يحيى بن معين أيما أحب إليك كتاب قبيصة أوكتاب الفريابي قال كتاب الفريابي روى عباس عن يحيى قال قبيصة ويحيى بن آدم وأبو أحمد الزبيري والفريابي كلهم عن سفيان قريب من السواء وقال عثمان الدارمي قلت لأبن معين الفريابي في سفيان قال مثلهم يعني مثل عبيد الله بن موسى وقبيصة وعبد الرزاق وقال العجلي الفريابي ثقة وقال البخاري فيما حكاه عنه الدولابي حدثنا محمد بن يوسف وكان من أفضل أهل زمانه عن سفيان بحديث ذكر وقال [[النسائي]] ثقة وقال أبو زرعة الفريابي أحب إلي من يحيى بن يمان وقال أبو حاتم ثقة صدوق وسئل الدراقطني عنهم فوثقه وقدمه لفضله ونسكه على قبيصة وقال ابن زنجوية ما رأيت أورع من الفريابي قال إبراهيم بن أبي طالب سمعت محمد بن سهل بن عسكر خرجنا مع محمد بن يوسف الفريابي في الأستسقاء فرفع يديه فما أرسلهما حتى مطرنا وقال البخاري رأيت قوما دخلوا إلى محمد بن يوسف الفريابي فقيل له إن هؤلاء حرجئة فقال أخرجوهم فتابوا ورجعوا قال البخاري واستقبلنا [[أحمد بن حنبل]] وهو يريد حمص ونحن خارجون منها وفاته محمد بن يوسف قال أحمد بن عبد الله العجلي سألت الفريابي ما تقول أبو بكر أفضل أو لقمان فقال ما سمعت هذا إلا منك أبو بكر أفضل من لقمان قال العجلي الفريابي ثقة كانت سنته كوفية ثم قال وقال بعض البغداديين أخطأ محمد بن يوسف في خمسين حديثا ومئة من حديث سفيان وقال ابن عدي له عن الثوري افرادات وله حديث كبير عن الثوري ويقدم على الجماعة في الثوري كعبد الرزاق ونظرائه وقالوا الفريابي أعلم بالثوري منه ورحل إليه أحمد فلما قرب من قيسارية نعي إليه فعدل إلى حمص والفريابي فيما يتبين صدوق لا بأس به أنبأنا إبراهيم بن الدرجي عن محمد بن معمر أخبرنا سعيد بن أبي الرجاء أخبرنا أحمد بن محمود أخبرنا ابن المقريء حدثنا عبد العزيز بن أحمد بن أبي رجاء بمكة حدثنا إبراهيم بن معاوية القيسراني حدثنا الفريابي قال رأيت في مناحى كأني دخلت كرما فيه أصناف العنب فأكلت من عنبه كله غير الأبيض فلم أكل منه شيئا فقصصتها على سفيان فقال تصيب من العلم كله غير الفرائض فإنها جوهر العلم كما إن العنب الأبيض جوهر العنب فكان الفريابي كذلك لم يكن يجيد النظر في الفرائض وقال الفسوي سمعت ثقة يقول قال الفريابي ولدت سنة عشرين ومئة والفريابي من أكبر شيخ للبخاري قال [[البخاري]] وابن يونس مات في شهر ربيع الأول سنة اثنتي عشرة ومئتين
 
===الفراء===
{{سير أعلام النبلاء/نحويون}}
 
الفراء العلامة صاحب التصانيف أبو زكريا يحيى بن زياد ابن عبد الله ابن منظور الأسدي مولاهم الكوفي النحوي صاحب الكسائي يروي عن قيس ابن الربيع ومندل بن علي وأبي الأحوص وأبي بكر بن عياش وعلي بن حمزة الكسائي روى عنه سلمة بن عاصم ومحمد بن الجهم السمري وغيرهما وكان ثقة ورد على ثعلبة أنه قال لولا الفراء لما كانت عربية ولسقطتا لأنه خلصها ولأنها كانت تتنازع ويدعيها كل أحد ونقل أبو بديل الوضاحي أن المأمون أمر الفراء أن يؤلف ما يحمع به أصول النحو وأفرد في حجرة وقرر له خدما وجواري ووراقين فكان يملي في ذلك سنين قال ولما أملى كتاب معاني القرآن أجتمع له الخلق فكان من جملتهم ثمانون قاضيا وأمل الحمد في مئة ورقة وكان المأمون قد وكل بالفراء ولديه يلقنهما النحو فأراد القيام فابتدرا إلى نعله فقدم كل واحد فردة فبلغ ذلك المأمون فقال لن يكبر الرجل عن تواضعه لسلطانه وأبيه ومعلمه قال ابن الإنباري لو لم يكن لأهل بغداد والكوفة من النحاة إلا الكسائي والفراء لكفى وقال بعضهم الفراء أمير المؤمنين في النحو وعن هناد قال كان الفراء يطوف معنا على الشيوخ ولا يكتب فظننا أنه كان يحفظ وقال محمد بن الجهم ما رأيت مع الفراء كتابا قط إلا كتاب يافع ويفعه وعن ثمامة بن أشرس رأيت الفراء ففاتشته عن اللغة فوجدته بحرا وعن النحو فشاهدته نسيج وحده وعن الفقه فوجدته عارفا باختلاف القول وبالطب خبيرا وبأيام العرب والشعر والنجوم فأعلمت به أمير المؤمنين فطلبه وللفراء كتاب البهي في حجم الفصيح لثعلب وفيه أكثر ما في الفصيح غير أن ثعلبا رتبه على صورة أخرى ومقدار تواليف الفراء ثلاثة آلاف ورقة وقال سلمة أمل الفراء كتبه كلها حفظا وقيل عرف بالفراء لأنه كان يفري الكلام وقال سلمة إني لأعجب من الفراء كيف يعظم الكسائي وهو أعلم بالنحو منه مات الفراء بطريق الحج سنة سبع ومئتين وله ثلاث وستون سنة رحمه الله
 
===هوذة بن خليفة===
هوذة بن خليفة ق الإمام المحدث مسند بغداد أبو الأشهب هوذة بن خليفة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكرة نفيع الثقفي البكراوي البصري الأصم نزيل بغداد ولد سنة نيف وعشرين ومئة وحدث عن سليمان التيمي وأشعب بن عبد الملك الحمراني وعوف الأعرابي وابن عون ويونس بن عبيد وهشام بن حسان وأبي حنيفة وابن جريج والحسن بن عمارة وطائفة وكان صاحب حديث ومعرفة إلا أن أكثر كتبه عدمت فحدث بما بقي له حدث عنه [[أحمد بن حنبل]] وأبو بكر بن أبي شيبة وعباس الدوري ومحمد بن سعد ومحمد بن عبد الله المخرمي ويعقوب الدورقي وأبو زرعة الدمشقي لا الرازي وأبو حاتم وإبراهيم الحربي وأحمد بن علي الحزاز المقرئ وبشر بن موسى والحارث ابن أبي أسامه وولده عبد الملك بن هوذة ومحمد بن شاذان الجوهري ومحمد بن العياس المؤدب وخلق سواهم روى [[أبو داود]] عن أحمد قال ما كان أصلح حديثه وروى الأثرم عن أحمد قال ما كان اضبط هذا الأصم عن عوف يعني هوذة ثم قال أرجو أن يكون صدوقا وقال عمرو بن عاصم الكلابي كتبت عن هوذة صحيفة عوف منذ كم وقال أبو حاتم قال لي أحمد بن حنبل إلى من تختلف ببغداد قلت إلى هوذة بن خليفة وعفان فسكت كالراضي بذلك وقال أحمد بن زهير عن يحيى هوذة بن خليفة عن عوف ضعيف وروى أحمد بن محمد بن محرز عن يحيى لم يكن بالمحمود لم يأت أحد بهذه الأحاديث كما جاء بها وكان أطروشا وقال أبو حاتم صدوق وقال [[النسائي]] ليس به بأس وقال أبو حسان الزيادي مات في شوال سنة خمس عشرة وقال ابن أبي خيثمة مات سنة ست عشرة وهو ابن اثنتين وتسعين سنة وكان يخضب بالحناء بلغني أنه ولد سنة خمس وعشرين وقال ابن سعد أمه الزهرة بنت عبد الرحمن بن يزيد بن أبي بكرة طلب الحديث وكتب عن يونس وهشام وعوف وغيرهم فذهبت كتبه ولم يبق عنده إلا كتاب عوف وشيء يسير لأبن عون وابن جريج وأشعث والتيمي قال ومات ببغداد ليلة الثلاثاء لعشر خلون من شوال سنة ست عشرة ومئتين وصلى عليه ابنه وكان رجلا طوالا أسمر يخضب الحناء قلت الصحيح موته سنة ست عشرة قاله جماعة يقع حديثه عاليا في القطيعيات وغير ذلك كتب إلينا علي بن أحمد وغيره أخبرنا عمرو بن طبرزد أخبرنا أحمد بن حسن أخبرنا أبو محمد الجوهري أخبرنا أبو بكر القطيعي حدثنا بشر بن موسى حدثنا هوذة بن خليفة حدثنا عوف عن محمد عن أبي هريرة قال قال أبو القاسم {{صل}} من اشترى لقحة مصراة فحلبها فهو بأحد النظرين بالخيار إن شاء حازها وإن شاء ردها وإناء من طعام
 
===مظفر بن مدرك===
مظفر بن مدرك ( ت ر س ) الإمام الثبت الحافظ المجود أبو كامل البغدادي أصله خراساني ولد قبل الأربعين ومئة أو نحو ذلك وحدث عن عاصم بن محمد العمري وشيبان النحوي وحماد ابن سلمة ومهدي بن ميمون وعبد العزيز بن الماجشون وقيس بن الربيع والليث بن سعد ومحمد بن طلحة وزهير بن معاوية وشريك وطبقتهم وعنه [[أحمد بن حنبل]] ويحيى بن معين وأبو خيثمة وأبو معمر القطيعي ومجاهد بن موسى ومحمد بن أبي غالب القومسي ومحمد ابن عبد الله المخرمي ومحمد بن سعدان المقريء روى مهنا بن يحيى عن أحمد بن حنبل قال لا أعلم أثبت في زهير من الأشيب إلا أبا كامل مظفرا فإنه كان أثبت من الأشيب وروى [[أبو داود]] عن أحمد وذكر أبا كامل فقال ليس فيهم مثله وروى عبد الله بن أحمد عن أبيه قال كان أصحاب الحديث ببغداد أبو كامل وأبو سلمة الخزاعي والهيثم بن جميل وكان الهيثم أحفظهم وكان أبو كامل أتقن للحديث منهم وروى أبو طالب عن أحمد قال أبو سلمة الخزاعي والهيثم وأبو كامل كان لهم بصر بالحديث والرجال ولا يكتبون إلا عن الثقات وكان أبو كامل متقنا بصيرا بالحديث يشبه الناس لا يتكلم إلا أن يسأل فيجيب أو يسكت له عقل سديد والهيثم كان أحفظهم وأبو سلمة كان من أبصر الناس بأيام الناس لا تسأله عن أحد إلا جاءك معرفة وكان يتفقه وقال [[أحمد بن حنبل]] تراضوا مرة بأبي كامل أن يسأل شريكا فقلت له ببغداد فقال حين خرج تبعوه أو نحو هذا فتراضوا به وكان يومئذ يعد من أهل الفضل وكان عبد الرحمن بن مهدي يقول أيش يقول أبو كامل في حديث من حديث إبراهيم بن سعد قال أحمد سمعت أبا كامل منذ نحو من أربعين سنة وكان له وقار وهيبة وكان من أصحاب الحديث يقول أثبت الناس في إبراهيم منصور وقال أبو كامل ما قدم علينا من ناحية الشام أصح حديثا من الليث وكان أبو معشر لايضبط الإسناد وقال عبد الله بن أحمد سمعت ابن معين ذكر أبا كامل فقال كنت أخذ عنه هذا الشأن وكان بغداديا من الأبناء وكان رجلا صالحا قل ما رأيت من يشبهه وروى المفضل الغلابي عن أبي معين قال كان أبو كامل ثقة صاحب حديث قال أبو يعلى سمعت أبا خيثمة يقول ما كان أبو كامل عندنا بدون وكيع عند الكوفيين وعبد الرحمن عند البصريين وقال [[أبو داود]] ثقة ثقة وقال [[النسائي]] ثقة مأمون وقال سليمان بن إسحاق الجلاب قيل لأبراهيم الحربي رأيت أبا كامل قال لا مات سنة موت روح بن عبادة سنة سبع ومئتين وقد وهم ابن عدي وعدة من شيوخ [[البخاري]]
 
===يحيى بن حسان===
يحيى بن حسان ( خ م د ت س ) ابن حيان الإمام الحافظ القدوة أبو زكريا البكري البصري ثم التنيسي نزيل تنيس وأما ابن حيان فيقال أصله من دمشق وقال دحيم مولده سنة أربع وأربعين ومئة روى عن حماد بن سلمة وعبد العزيز بن الماجشون والليث بن سعد ومالك بن أنس وسليمان بن بلال وابن أبي الموال وحماد بن زيد وسليمان بن موسى الزهري وعبد الله بن جعفر المخرمي وعبد العزيز بن الربيع بن سبرة ومحمد بن راشد المكحولي ومعاوية بن سلام ووهيب بن خالد ومنصور بن أبي الأسود ومحمد بن مهاجر وعبد الواحد بن زياد وقريش بن حيان ومجمع بن يعقوب وهشيم وعدة وكان من العلماء الأبرار حدث عنه محمد بن وزير الدمشقي والإمام الشافعي ومات قبله وأحمد بن صالح وجعفر بن مسافر ودحيم ومحمد بن سهل بن عسكر ومحمد بن عبد الله بن البرقي ومحمد بن مسكين اليمامي وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي والربيع المرادي وبحر بن نصر ويونس بن عبد الأعلى وآخرون وأبنه محمد بن يحيى روى عبد الله بن أحمد عن أبيه ثقة رجل صالح والأثرم عن أحمد كان ثقة صاحب حديث وقال العجلي كان ثقة مأمونا عالما بالحديث وقال [[النسائي]] ثقة وقال أبو حاتم صالح الحديث قلت لو كان لحقه لقال ثقة حجة وجاء في ذم الكلام حديث ليحيى بن حسان عن شعبة وما أظنه لقيه قال مروان بن محمد الطاطري فيما رواه عن أحمد بن أبي الحواري لو رأيتني والوليد بن مسلم نطلب الحديث قبل أن يقدم يحيى بن حسان لرحمتنا لم نكن نحسن نطلب حتى قدم يحيى بن حسان وقال [[أبو داود]] السجستاني قد خلف يحيى بن حسان كذا كذا ألف دينار وما كان له مال قديم وقال أبو سعيد بن يونس كان ثقة حسن الحديث وصنف كتبا وحدث بها قال الحسن بن عبد العزيز الجروي وابن جرير الطبري وابن يونس مات سنة ثمان ومئتين زاد ابن يونس توفي في رجب بمصر ووهم من قال مات سنة سبع أخبرنا إبراهيم بن علي وهدية بنت عسكر وعدة قالوا أخبرنا عبد الله بن عمر أخبرنا عبد الأول بن عيسى أخبرنا عبد الرحمن بن محمد أخبرنا عبد الله بن حمويه أخبرنا عيسى بن عمر أخبرنا عبد الله بن عبد الرحمن الحافظ أخبرنا يحيى بن حسان حدثنا سليمان بن بلال عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن النبي {{صل}} قال لا يجوع أهل بيت عندهم التمر وبه عن عائشة أن النبي {{صل}} قال نعم الإدام الخل أخرجهما مسلم و[[الترمذي]] عن عبد الله فوافقناهما بعلو
 
===قبيصة بن عقبة===
قبيصة بن عقبة ( ع ) ابن محمد بن سفيان بن عقبة بن ربيعة بن جنيدب بن رباب بن حبيب بن سواءة بن عامر بن صعصعة الحافظ الإمام الثقة العابد أبو عامر السوائي الكوفي حدث عن عيسى بن طهمان ومالك بن مغول وعاصم بن محمد العمري ويونس بن أبي إسحاق ومسعر وشعبة وورقاء وحمزة الزيات واسرائيل و[[سفيان الثوري]] الثوري فأكثر عنه وصفوان بن أبي الصهباء ووهب بن إسماعيل وأبي الأشهب العطاردي وخلق وما أظنه ارتحل في الحديث وكان من أوعية العلم حدث عنه [[أحمد بن حنبل]] وعثمان بن أبي شيبة وهناد ومحمود بن غيلان وهارون الحمال وأبو قدامة السرخسي وأبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن يحيى الذهلي و[[البخاري]] في صحيحه وأبو زرعة الرازي وأبو أمية الطرسوسي وعباس الدوري وأحمد بن سليمان الرهاوي وأحمد بن عبيد الله النرسي وإسحاق بن سيار النصيبي وجعفر بن محمد بن شاكر والحارث بن أبي أسامة وحفص ابن عمر سنجه وحنبل بن إسحاق وأبنه عقبتة وخلق كثير وطلب العلم وهو حدث قال يحيى بن أدم هو أصغر مني بسنتين قال يحيى بن معين من طريق أحمد بن أبي خيثمة عنه قبيصة ثقة في كل شيء إلا في حديث سفيان فليس بذاك القوي فإنه سمع منه وهو صغير وقال الفسوي عن يحيى بن معين قبيصة أكبر من يحيى بن أدم بشهرين وسمعت قبيصه يقول شهدت عند شريك فامتحنني في شهادتي فذكرت ذلك لسفيان فأنكر على شريك وقال لم يكن له أن يمتحنه وصليت بسفيان الفريضة وقال أحمد بن أبي الحواري قلت للفريابي أرأيت قبيصة عند سفيان قال نعم رأيته صغيرا وقال محمد بن عبد الله بن نمير لو حدثنا قبيصة عن النخعي لقبلنا منه وقال ابن أبي حاتم سئل أبو زرعة عن قبيصة وأبي نعيم فقال كان قبيصة أفضل الرجلين وأبو نعيم أتقنهما ولم أر من المحدثين من يحفظ ويأتي بالحديث على لفظ واحد لا يغيره سوى قبيصة وأبي نعيم في حديث الثوري وسوى يحيى الحماني في حديث شريك وعلي بن الجعد في حديثه وقال أبو عبيد الأجري سألت أبا داود عن قبيصة وعبيد الله بن موسى فقال قبيصة أسلم من عبيد الله كان قبيصة وأبو عامر وأبو حذيفة لا يحفظون ثم حفظوا بعد وقال إسحاق بن سيار ما رأيت في الشيوخ أحفظ من قبيصة وقال عبد الرحمن بن خراش صدوق وقال [[النسائي]] وغيره ليس به بأس وروى حنبل عن أبي عبد الله قال كان كثير الغلط وكان صغيرا لا يضبط قلت لأبي عبد الله ففي غير سفيان قال كان رجلا صالحا ثقة لا بأس به في بدنه وأي شيء لم يكن عنده يعني أنه كثير الحديث وقال عبد الله بن أحمد سمعت أبي ذكر قبيصة وأبا حذيفة فقال قبيصة أثبت منه جدا يعني في حديث سفيان أبو حذيفة شبه لا شيء وقد كتبت عنهما جميعا وقال صالح جزرة كان قبيصة رجلا صالحا تكلموا في سماعه من سفيان قلت الرجل ثقة وما هو في سفيان كابن مهدي ووكيع وقد احتج به الجماعة في سفيان وغيره وكان من العابدين قال أحمد بن سلمة النيسابوري سمعت هنادا يقول غير مرة إذا ذكر قبيصة الرجل الصالح وتدمع عيناه وكان هناد كثير البكاء وقال الفضل بن سهل الأعرج كان قبيصة يحدث بحديث الثوري على الولاء درسا درسا حفظا قال عبد الرحمن بن داود بن منصور الفارسي سمعت حفص بن عمر قال ما رأيت مثل قبيصة ما رأيته متبسما قط من عباد الله الصالحين قلت كذا كان والله أهل الحديث العلم والعبادة واليوم فلا علم ولا عبادة بل تخبيط ولحن وتصحيف كثير وحفظ يسير وإذا لم يرتكب العظائم ولا يخل بالفرائض فلله دره قال جعفر بن حمدوية كنا على باب قبيصة ومعنا دلف ابن الأمير أبي دلف ومعه الخدم يكتب الحديث فصار إلى باب قبيصة فدق عليه فأبطأ قبيصة فعاوده الخدم وقيل له ابن ملك الجبل على الباب وأنت لا تخرج إليه فخرج وفي طرف إزاره كسر من الخبز فقال رجل قد رضي من الدنيا بهذا ما يصنع بابن ملك الجبل والله لا حدثته فلم يحدثه قال هارون الحمال سمعت قبيصة يقول جالست الثوري وأنا ابن ست عشرة سنة ثلاث سنين ومن تعنت القاضي أبي الحسن بن القطان المغربي الحافظ عبد الحق قوله يروي في الأحكام لقبيصة ولا يعرض له وهو عندهم كثير الخطأ قلت قد قفز قبيصة القنطرة واحتجوا به فأرني الحديث المنكر الذي ينقم به على قبيصة قال السري بن يحيى التميمي وهارون بن حاتم ومطين وغيرهم مات قبيصة سنة خمس عشرة ومئتين وشذ معاوية بن صالح الدمشقي بل وهم فقال مات سنة ثلاث عشرة رووا له في الكتب الستة وهو أخو [[../سفيان بن عقبة السوائي|سفيان بن عقبة السوائي]]
 
===سفيان بن عقبة السوائي===
وهو [[../قبيصة بن عقبة|أخو]] سفيان بن عقبة السوائي ( 4 ) وهذا الأكبر لقي حسينا المعلم ومسعرا وعدة
 
روى عنه أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب وعبد الله بن محمد ابن شاكر وطائفة قال فيه ابن نمير لا بأس به قلت بقي إلى بعد المئتين والله أعلم
 
===موسى بن داود===
موسى بن داود ( م د س ق ) الشيخ الإمام الثقة أبو عبد الله الضبي الطرسوسي الكوفي الأصل الخلقاني نزيل بغداد ثم قاضي طرطوس وعالمها سمع شعبة وسفيان ومبارك بن فضالة وحماد بن سلمة وعبد العزيز بن الماجشون وزهير بن معاوية ونافع بن عمر وطائفة حدث عنه [[أحمد بن حنبل]] وحجاج بن الشاعر والذهلي ومحمد بن يحيى الأزدي ومحمد بن أحمد بن أبي خلف وعباس الدوري ومحمد بن أحمد بن أبي العوام وخلق كثير وثقه غير واحد واحتج به مسلم قال محمد بن عبد الله بن عمار كان زاهدا ثقة صاحب حديث ولى قضاء المصيصة وقال الدارقطني كان مصنفا مكثرا مأمونا ولي قضاء الثغور وقال ابن سعد في الطبقات كان ثقة صاحب حديث ولي قضاء طرسوس وبها مات في سنة سبع عشرة ومئتين قلت له في الصلاة من [[صحيح مسلم]] حديث واحد وآخر من حدث عنه بشر بن موسى الأسدي وقد خرج له أيضا [[أبو داود]] و[[النسائي]] والقزويني
 
===موسى بن مسعود===
أبو حذيفة ( خ د ت ق ) المحدث الحافظ الصدوق أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي البصري ولد في حدود الثلاثين ومئة بل قبل حدث عن أيمن بن نابل من التابعين وعن عكرمة بن عمار وهو تابعي أيضا وعن [[سفيان الثوري]] فأكثر وعن إبراهيم بن طهمان وزائدة وشبل بن عباد وطائفة حدث عنه [[البخاري]] وروى [[أبو داود]] و[[الترمذي]] و[[بن ماجة]] عن رجل عنه والذهلي وعبد بن حميد وإسماعيل سمويه وأحمد بن شبويه وأبو حاتم وحماد بن إسحاق القاضي ومحمد بن الحسن بن كيسان المصيصي ومحمد بن غالب تمتام ومحمد بن زكريا الأصبهاني وحفص بن عمر الرقي سنجه وعدد كثير قال [[أحمد بن حنبل]] هو من أهل الصدق وقال أبو حاتم صدوق معروف بالثوري كان الثوري قد نزل بالبصرة على رجل وكان أبو حذيفة معهم فكان سفيان يوجه أبا حذيفة في حوائجه ولكنه كان يصحف روى عن الثوري بضعة عشر ألف حديث وفي بعضها شيء وقال بندار هو ضعيف وقال الفلاس لا يحدث عنه من يبصر الحديث قال ابن حبان قيل إن الثوري تزوج أمه لما أتى البصرة وقيل كان أبو حذيفة معلما مات في جمادي الآخرة سنة عشرين ومئتين وفيها أرخه البخاري وقيل عاش اثنتين وتسعين سنة
 
===يحيى بن حماد===
يحيى بن حماد ( خ م ت س ق ) ابن أبي زياد الإمام الحافظ أبو محمد وأبو بكر الشيباني مولاهم البصري ختن أبي عوانة حدث عن شعبة وجرير بن حازم وحماد بن سلمة وعكرمة بن عمار وهمام بن يحيى وجويرية بن أسماء والليث بن سعد وعبد العزيز بن المختار وأكثر عن أبي عوانة روى عنه [[البخاري]] وإسحاق بن راهويه وبندار ومحمد بن المثنى وحميد بن زنجويه وإسحاق الكوسج وأبو إسحاق الجوزجاني وأحمد بن إسحاق بن السرماري وبكار بن قتيبة والحسن ابن مدرك الطحان وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي ومحمد بن مسلم بن وارة ويعقوب الفسوي والكديمي وعبيد الله بن حجاج بن منهال وولده حماد بن يحيى بن حماد وأبو مسلم الكجي وخلق كثير وثقه أبو حاتم وجماعة وقال ابن سعد كان ثقة كثير الحديث وقال محمد بن النعمان بن عبد السلام لم أر أعبد من يحيى بن حماد وأظنه لم يضحك قلت الضحك اليسير والتبسم أفضل وعدم ذلك من مشايخ العلم على قسمين أحدهما يكون فاضلا لمن تركه أدبا وخوفا من الله وحزنا على نفسه المسكينة والثاني مذموم لمن فعله حمقا وكبرا وتصنعا كما أن من أكثر الضحك استخف به ولا ريب أن الضحك في الشباب أخف منه وأعذر منه في الشيوخ وأما التبسم وطلاقة الوجه فأرفع من ذلك كله قال النبي {{صل}} تبسمك في وجه أخيك صدقة وقال جرير ما رآني رسول الله {{صل}} إلا تبسم فهذا هو خلق الإسلام فأعلى المقامات من كان بكاء بالليل بساما بالنهار وقال عليه السلام لن تسعوا الناس بأموالكم فليسعهم منكم بسط الوجه بقي هنا شيء ينبغي لمن كان ضحوكا بساما أن يقصر من ذلك ويلوم نفسه حتى لا تمجه الأنفس وينبغي لمن كان عبوسا منقبضا أن يتبسم ويحسن خلقه ويمقت نفسه على رداءه خلقه وكل انحراف عن الاعتدال فمذموم ولا بد للنفس من مجاهدة وتأديب روى البخاري عن الحسن بن مدرك أن يحيى بن حماد رحمه الله مات في سنة خمس عشرة ومئتين
 
===أبو نعيم===
أبو نعيم ع الفضل بن دكين الحافظ الكبير شيخ الإسلام الفضل بن عمرو ابن حماد بن زهير بن درهم التيمي الطلحي القرشي مولاهم الكوفي الملائي الأحول مولى آل طلحة بن عبيد الله وكان شريكا لعبد السلام بن حرب الملائي كانا في حانوت بالكوفة يبيعان الملاء وغير ذلك وكان كذلك غالب علماء السلف إنما ينفقون من كسبهم أخبرنا جماعة في كتابهم قالوا أخبرنا عمر بن محمد أخبرنا أحمد ابن الحسن أخبرنا الحسن بن علي الجوهري أخبرنا أحمد بن جعفر حدثنا بشر بن موسى حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن منصور عن إبراهيم عن همام قال كنا جلوسا مع حذيفة فقيل له إن رجلا يرفع الحديث إلى عثمان فقال سمعت رسول الله {{صل}} يقول لا يدخل الجنة قتات رواه أحمد والبخاري عن أبي نعيم أنبأنا ابن قدامة وجماعة عن أبي جعفر الصيدلاني أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله أخبرنا ابن ريذة أخبرنا سليمان بن أحمد حدثنا أبو زرعة الدمشقي حدثنا أبو نعيم حدثنا يونس بن أبي إسحاق عن العيزار بن حريث عن النعمان بن بشير قال استأذن أبو بكر على النبي {{صل}} فإذا عائشة ترفع عليه صوتها فقال يا ابنة فلانة ترفعين صوتك على رسول الله {{صل}} فحال النبي {{صل}} بينه وبينها ثم خرج أبو بكر فجعل النبي {{صل}} يترضاها فقال ألم تريني حلت بين الرجل وبينك ثم استأذن أبو بكر مرة أخرى فسمع تضاحكهما فقال أشركاني في سلمكما كما أشركتماني في حربكما أخرجه [[أبو داود]] و[[النسائي]] من حديث يونس وبه إلى سليمان حدثنا علي بن عبد العزيز وبشر بن موسى قالا حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن منصور عن الشعبي عن المقدام أبي كريمة الشامي قال قال رسول الله {{صل}} ليلة الضيف حق واجب على كل مسلم فإن أصبح بفنائه فهو دين عليه إن شاء اقتضاه وإن شاء تركه رواهما أحمد عن أبي نعيم وفي الطبقات لابن سعد أخبرنا عبدوس بن كامل قال دفن أبو نعيم يوم سلخ شعبان قال وأخبرني من حضره قال اشتكى قبل أن يموت بيوم ليلة الاثنين فما تكلم إلى الظهر ثم تكم فأوصى ابنه عبد الرحمن ببني ابن يقال له ميثم كان مات قبله فلما أمسى طعن في عنقه وظهر به ورشكين في يده فتوفي ليلتئذ واخرج بكرة ولم يعلم به كثير من الناس ثم جاء الوالي محمد بن عبد الرحمن بن عيسى ابن موسى الهاشمي فلامهم إذ لم يخبروه ثم تنحى به عن القبر فصلى عليه هو وأصحابه قال أحمد بن ملاعب سمعت أبا نعيم يقول ولدت في آخر سنة ثلاثين ومئة سمع سليمان الأعمش وزكريا بن أبي زائدة وجعفر بن برقان وعمر بن ذر وإسماعيل بن مسلم العبدي وطلحة بن عمرو وعبد الواحد بن أيمن وبشير بن المهاجر وفطر بن خليفة ومالك بن مغول وأبا خلدة خالد بن دينار وسليمان بن سيف المكي وموسى بن علي ويونس بن أبي إسحاق ومسعر بن كدام و[[سفيان الثوري]] وشعبة والحسن بن صالح وعبد الله بن حبيب بن أبي ثابت وزمعة بن صالح واسرائيل وشريكا وعبد الرحمن بن الغسيل وابن أبي رواد وعبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز واياس بن دغفل وأبان بن عبد الله البجلي وإبراهيم بن نافع المكي وإسحاق بن سعيد القرشي وبدر بن عثمان وحبيب بن جري والحكم بن معاذ وخالد بن طهمان وسعد بن أوس وعصام بن قدامة والمسعودي وإسماعيل ابن عبد الملك بن أبي الصفيراء وجرير بن حازم وسعيد بن عبيد الطائي وعبيدة بن أبي رائطة وأبا حنيفة وابن أبي ليلى وشيبان النحوي ومحمد بن قيس الأسدي وسلمة بن نبيط ويعلى بن الحارث المحاربي وخلقا سواهم وكان من أئمة هذا الشأن وأثباتهم حدث عنه البخاري كثيرا وهو من كبار مشيخته وروى هو والجماعة عن رجل عنه وروى عنه [[أحمد بن حنبل]] وإسحاق وابن معين وأبو خيثمة وابنا أبي شيبة والذهلي وأبو محمد الدارمي وعبد بن حميد وعباس الدوري وأبو زرعة الرازي والدمشقي ومحمد ابن سنجر وأبو حاتم وابن الفرات وعلي بن عبد العزيز البغوي وإسماعيل بن سمويه وعبد الله بن محمد بن النعمان وجعفر بن محمد ابن شاكر وأحمد بن مهدي الأصبهاني وإبراهيم الحربي ومحمد بن إسماعيل الترمذي وبشر بن موسى وإسحاق بن الحسن الحربي ومحمد بن سليمان الباغندي وعمير بن مرداس وأحمد بن الهثيم بن خالد البزار ويحيى بن عبدويه البغدادي شيخ الطبراني ومحمد بن يوسف بن الطباع وأحمد بن إسحاق الوزان ومحمد بن يونس الكديمي والحارث بن محمد التميمي وفضيل بن محمد الملطي وأحمد بن خليد الحلبي ومحمد بن الحسن بن سماعة الحضرمي وأحمد بن محمد السوطي وأحمد بن موسى الحمار ومحمد بن جعفر القتات وإسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن ماهان المزني وجعفر بن محمد الأحمسي والحسن بن علي بن جعفر الوشاء وامم سواهم وتبقى صغار أصحابه إلى بعيد الثلاث مئة وقد حدث عنه عبد الله بن المبارك مع تقدمه وبينه وبين القتات في الوفاة مئة عام وعشرون عاما والظاهر أنه آخر من حدث عن الأعمش من الثقات قال أبو نعيم شاركت سفيان الثوري في أكثر من أربعين شيخا وأما حنبل بن إسحاق فقال قال أبو نعيم كتبت عن نيف ومئة شيخ ممن كتب عنهم سفيان قال محمد بن عبدة بن سليمان كنت مع أبي نعيم فقال له أصحاب الحديث يا أبا نعيم إنما حملت عن الأعمش هذه الأحاديث فقال ومن كنت أنا عند الأعمش كنت قردا بلا ذنب قال صالح بن أحمد بن حنبل قلت لأبي وكيع وعبد الرحمن ويزيد بن هارون أين يقع أبو نعيم من هؤلاء قال يجيء حديثه على النصف من هؤلاء إلا أنه كيس يتحرى الصدق قلت فأبو نعيم أثبت أو وكيع فقال أبو نعيم أقل خطأ وقال حنبل عن أبي عبد الله قال أبو نعيم أعلم بالشيوخ وأنسابهم وبالرجال ووكيع أفقه وقال يعقوب بن شيبة سمعت أحمد يقول أبو نعيم أثبت عن وكيع وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال أخطأ وكيع في خمس مئة حديث أخبرنا أحمد بن الحسن الترمذي سمعت أبا عبد الله يقول إذا مات أبو نعيم صار كتابه إماما إذا اختلف الناس في شيء فزعوا إليه قال أبو زرعه الدمشقي سمعت يحيى بن معين يقول ما رأيت أحدا اثبت من رجلين أبي نعيم وعفان قال أبو زرعة وسمعت أحمد بن صالح يقول ما رأيت محدثا اصدق من أبي نعيم قال يعقوب الفسوي أجمع أصحابنا أن أبا نعيم كان غاية في الإتقان وقال أبو حاتم كان حافظا متقنا لم أر من المحدثين من يحفظ ويأتي بالحديث على لفظ واحد لا يغيره سوى قبيصة وأبي نعيم في حديث الثوري وكان أبو نعيم يحفظ حديث الثوري حفظا جيدا يعني الذي عنده عنه قال وهو ثلاث آلاف وخمس مئة حديث ويحفظ حديث مسعر وهو خمس مئة حديث وكان لا يلقن قال أحمد بن منصور الرمادي خرجت مع أحمد ويحيى إلى عبد الرزاق خادما لهما قال فلما عدنا إلى الكوفة قال يحيى بن معين أريد أن أختبر أبا نعيم فقال أحمد لا ترد فالرجل ثقة قال يحيى لا بد لي فأخذ ورقة فكتب فيها ثلاثين حديثا وجعل على رأس كل عشرة منها حديثا ليس من حديثه ثم إنهم جاؤوا إلى أبي نعيم فخرج وجلس على دكان طين وأخذ أحمد بن حنبل فأجلسه عن يمينه ويحيى عن يساره وجلست أسفل الدكان ثم أحرج يحيى الطبق فقرأ عليه عشرة أحاديث فلما قرأ الحادي عشر قال أبو نعيم ليس هذا من حديثي اضرب عليه ثم قرأ العشر الثاني وأبو نعيم ساكت فقرأ الحديث الثاني فقال أبو نعيم ليس هذا من حديثي فاضرب عليه ثم قرأ العشر الثالث ثم قرأ الحديث الثالث فتغير أبو نعيم وانقلبت عيناه ثم اقبل على يحيى فقال أما هذا وذراع أحمد بيده فأورع من أن يعمل مثل هذا وأما هذا يريدني فأقل من أن يفعل ذاك ولكن هذا من فعلك يا فاعل وأخرج رجله فرفس يحيى فرمى به من الدكان وقام فدخل داره فقال أحمد بن حنبل ليحيى ألم أمنعك وأقل لك إنه ثبت قال والله لرفسته لي أحب إلي من سفرتي قال حنبل سمعت أبا عبد الله يقول شيخان كان الناس يتكلمون فيهما ويذكرونهما وكنا نلقى من الناس في أمرهما ما الله به علم قاما لله بأمر لم يقم به كبير أحد عفان وأبو نعيم قال أبو العباس السراج عن الكديمي قال لما دخل أبو نعيم على الوالي ليمتحنه وثم يونس وأبو غسان وغيرهما فأول من امتحن فلان فأجاب ثم عطف على أبي نعيم فقال قد اجاب هذا فما تقول فقال والله ما زلت اتهم جده بالزندقة ولقد أخبرني يونس بن بكير أنه سمع جده يقول لا بأس أن يرمي الجمرة بالقوارير أدركت الكوفة وبها أكثر من سبع مئة شيخ الأعمش فمن دونه يقولون القرآن كلام الله وعنقي أهون من زري هذا فقام إليه أحمد بن يونس فقبل رأسه وكان بينهما شحناء وقال جزاك الله من شيخ خيرا أحمد بن الحسن الترمذي وغيره عن أبي نعيم قال القرآن كلام الله ليس بمخلوق قال الطبراني سمعت صليحة بنت أبي نعيم تقول سمعت أبي يقول القرآن كلام الله غير مخلوق ومن قال مخلوق فهو كافر قال أبو المظفر في كتاب مرآة الزمان قال عبد الصمد بن المهتدي لما دخل المأمون بغداد نادى بترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وذلك لأن الشيوخ بقوا يضربون ويحبسون فنهاهم المأمون وقال قد اجتمع الناس على إمام فمر أبو نعيم فرأى جنديا وقد أدخل يديه بين فخذي امرأة فنهاه بعنف فحمله إلى الوالي فيحمله الوالي إلى المأمون قال فأدخلت عليه بكرة وهو يسبح فقال توضأ فتوضأت ثلاث ثلاثا على ما رواه عبد خير عن علي فصليت ركعتين فقال ما تقول في رجل مات عن أبوين فقلت للأم الثلث وما بقي للأب قال فإن خلف أبويه وأخاه قلت المسألة بحالها وسقط الأخ قال فإن خلف أبوين وأخوين قلت للأم السدس وما بقي للأب قال في قول الناس كلهم قلت لا إن جدك ابن عباس يا أمير المؤمنين ما حجب الأم عن الثلث إلا بثلاثة إخوة فقال يا هذا من نهى مثلك عن الأمر بالمعروف إنما نهينا أقواما يجعلون المعروف منكرا ثم خرجت روى المروذي عن [[أحمد بن حنبل]] قال إنما رفع الله عفان وأبا نعيم بالصدق حتى نوه بذكرهما قال أبو عبيد الآجري قلت لأبي داود كان أبو نعيم حافظا قال جدا قال أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب الفراء كنا نهاب أبا نعيم أشد من هيبة الأمير قلت وكان في أبي نعيم تشيع خفيف قال أحمد بن ملاعب حدثني ثقة قال قال أبو نعيم ما كتبت علي الحفظة أني سببت معاوية وبلغنا عن أبي نعيم أنه قال حب علي رضي الله عنه عبادة وخير العبادة ماكتم قال محمد بن أبان سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول إذا وافقني هذا الأحول يعني أبا نعيم ما أبالي من خالفني قال يعقوب السدوسي سمعت أحمد بن حنبل يقول نزاحم به [[سفيان بن عيينة]] قلت توفي أبو نعيم شهيدا فإنه طعن في عنقه وحصل له ورشكين قال محمد بن عبد الله مطين رأيت أبا نعيم وكلمته قال ومات يوم الشك من رمضان سنة تسع عشرة ومئتين وقال يعقوب بن شيبة عمن حدثه إن أبا نعيم مات بالكوفة ليلة الثلاثاء لانسلاخ شعبان سنة تسع عشرة قلت شذ محمد بن المثنى الزمن فقال مات في آخر سنة ثمان عشرة ومئتين قال بشر بن عبد الواحد رأيت أبا نعيم في المنام فقلت ما فعل الله بك يعني فيما كان يأخذ على الحديث فقال نظر القاضي في أمري فوجدني ذا عيال فعفا عني قلت ثبت عنه أنه كان يأخذ على الحديث شيئا قليلا لفقره قال علي بن خشرم سمعت أبا نعيم يقول يلومونني على الأخذ وفي بيتي ثلاثة عشر نفسا وما في بيتي رغيف قلت لاموه على الأخذ يعني من الإمام لا من الطلبة أخبرنا عمر بن عبد المنعم الطائي أنبأنا أبو اليمن الكندي أخبرنا محمد بن عبد الباقي حدثنا أبو محمد الجوهري إملاء أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر القطيعي قراءة عليه حدثنا بشر بن موسى حدثنا أبو نعيم حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله {{صل}} قال الله عز وجل الصوم لي وأنا أجزي به يدع شهوته وأكله وشربه من أجلي والصوم جنة وللصائم فرحتان فرحة حين يفطر وفرح حين يلقى الله عز وجل ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك أخرجه [[البخاري]] في التوحيد عن أبي نعيم فوافقناه بعلو وحدث أبي نعيم كثير الوقوع في الكتب والأجزاء وقد جمع أبو نعيم الحافظ ما وقع له عاليا من حديث أبي نعيم الملائي في جزء من طرق مختلفة صدره بما حدثه ابن فارس عن ابن الفرات وسمويه كلاهما عنه وعدة ذلك ثمانية وسبعون حديثا بعضها آثار أخبرنا محمد بن قيماز الدقيقي أخبرنا محمد بن قوام أخبرنا خليل بن بدر أخبرنا أبو علي الحداد أخبرنا أبو نعيم الحافظ حدثنا عبد الله بن جعفر حدثنا أحمد بن الفرات حدثنا أبو نعيم حدثنا يونس ابن أبي إسحاق عن مجاهد عن أبي هريرة قال نهى رسول الله {{صل}} عن الدواء الخبيث غريب واسناده صالح أخبرنا أبو إسحاق بن الواسطي وجماعة كتابة قالوا أخبرنا ابن بهروز أخبرنا أبو الوقت أخبرنا أبو إسماعيل الحافظ أخبرنا أبو يعقوب يعني القراب حدثنا بشر بن محمد سمعت أبا العباس الأزهري سمعت محمد بن مسلم بن وارة سمعت أبا نعيم يقول ينبغي أن يكتب هذا الشأن عمن كتب الحديث يوم كتب يدري ما كتب صدوق مؤتمن عليه يحدث يوم يحدث يدري ما يحدث قال البيهقي أخبرنا الحاكم أخبرنا أبو زكريا العنزي حدثنا جعفر بن محمد بن سوار حدثنا عبد الصمد بن سليمان بن أبي مطر البلخي سألت أحمد بن حنبل عن يحيى بن سعيد وابن مهدي ووكيع وأبي نعيم فقال ما رأيت أجد من وكيع وكفاك بعبد الرحمن معرفة واتقانا وما رأيت رجلا أوزن بقوم من غير محاباة وأشد تثبتا في أمور الرجال من يحيى بن سعيد وأبو نعيم فأقل الأربعة خطأ وهو عندي ثقة موضع الحجة في الحديث أحمد بن ملاعب سمعت أبا نعيم يقول لا ينبغي أن يؤخذ الحديث إلا من حافظ له أمين له عارف بالرجال قلت وقد كان أبو نعيم ذا دعابة فروى علي بن العباس المقانعي سمعت الحسين بن عمرو العنقزي يقول دق رجل على أبي نعيم الباب فقال من ذا قال أنا قال من أنا قال رجل من ولد آدم فخرج إليه أبو نعيم وقبله وقال مرحبا وأهلا ما ظننت أنه بقي من هذا النسل أحد قلت عدد شيوخه في [[التهذيب]] مئتان وثلاثة أنفس قال محمد بن جعفر القتات حدثنا أبو نعيم الأحول من العينين سنة ثمان عشرة روى جعفر بن عبد الواحد الهاشمي عن أبي نعيم قال عندي عن أمير المؤمنين في الحديث سفيان أربعة آلاف الفضل بن زياد سألت أحمد أيجري عندك ابن فضيل مجرى عبيد الله بن موسى قال لا كان ابن فضيل أستر وكان عبيد الله صاحب تخليط روى أحاديث سوء قلت فأبو نعيم يجري مجراهما قال لا أبو نعيم يقظان في الحديث وقام في الأمر يعني المحنة ثم قال إذا رفعت أبا نعيم من الحديث فليس بشيء وروى المروذي عن أبي عبد الله قال يحيى وعبد الرحمن وأبو نعيم الحجة الثبت وروى الميموني عن أحمد أنه أثنى على أبي نعيم وقال كان ثقة يقظان في الحديث عارفا به ثم قام في أمر الامتحان مالم يقم غيره عافاه الله قال محمد بن عبد الله بن عمار أبو نعيم متقن حافظ إذا روى عن الثقات فحديثه حجة أحج ما يكون وقال عثمان بن أبي شيبة مرة حدثنا لأسد فقيل من قال أبو نعيم وقال ابوحاتم سألت عليا من أوثق أصحاب الثوري قال يحيى وعبد الرحمن ووكيع وأبو نعيم وقال العجلي ثقة ثبت في الحديث وقال أبو حاتم ثقة يحفظ حديث الثوري ومسعر حفظا جيدا كان يحزر حديث الثوري ثلاثة آلاف وخمس مئة وحديث مسعر نحو خمس مئة كان يأتي بحديث الثوري على لفظ واحد لا يغيره وكان لا يلقن وكان حافظا متقنا وعن أبي نعيم قال نظر ابن المبارك في كتبي فقال ما رأيت أصح من كتبك
 
أبو سهل بن زياد سمعت الكديمي سمعت أبا نعيم يقول كثر تعجبي من قول عائشة ذهب الذين يعاش في أكنافهم لكني أقول
 
ذهب الناس فاستقلوا وصرنا * خلفا في أراذل النسناس
 
في أناس نعدهم من عديد * فإذا فتشوا فليسوا بناس
 
كلما جئت ابتغي النيل منهم * بدروني قبل السؤال بياس
 
وبكوا لي حتى تمنيت أني * منهم قد أفلت رأسا براس
 
===أحمد بن حفص===
أحمد بن حفص الفقيه العلامة شيخ ما رواء النهر أبو حفص البخاري الحنفي فقيه المشرق ووالد العلامة شيخ الحنفية أبي عبد الله محمد ابن أحمد بن حفص الفقيه ارتحل وصحب محمد بن الحسن مدة وبرع في الرأي وسمع من [[وكيع بن الجراح]] وأبي أسامة وهذه الطبقة قال الشيخ محمد بن أبي رجاء البخاري سمعت أحمد بن حفص يقول رأيت النبي {{صل}} في النوم عليه قميص وامرأة إلى جنبه تبكي فقال لها لا تبكي فإذا مت فابكي فلم أجد من يعبرها لي حتى قال لي إسماعيل والد البخاري إن السنة قأئمة بعد قال عبد الله بن محمد بن عمر الأديب سمعت الليث بن نصر الشاعر يقول تذاكرنا الحديث إن على رأس كل مئة سنة من يصلح أن يكون علم الزمان فبدأت بأبي حفص أحمد بن حفص فقلت هو في فقهه وورعه وعمله يصلح أن يكون علم الزمان ثم ثنيت بمحمد بن إسماعيل [[البخاري]] فقلت هو في معرفة الحديث وطرقه يصلح أن يكون علما ثم ثلثت بأحمد بن إسحاق السرماري فقلت رجل يقرأ على منبر الخليفة ها هنا يقول شهدت مرة أن رجلا وحده كسر جند العدو عنى نفسه فإنه يصلح أن يكون علم الزمان قالوا نعم مولد أبي حفص الفقيه سنة خمسين ومئة وسمع ايضا من هشيم بن بشير وجرير بن عبد الحميد والرواية عنه تعز أخبرنا الحسن بن علي أخبرنا جعفر بن منير أخبرنا أبو طاهر السلفي أخبرنا المبارك بن عبد الجبار أخبرنا هناد بن إبراهيم أخبرنا محمد بن أحمد الحافظ حدثنا أبو نصر أحمد بن سهل بن حمدويه حدثنا أحمد بن عمر بن داود حدثنا أبو حفص أحمد بن حفص عن جرير عن منصور عن ربعي عن علي قال قال رسول الله {{صل}} لا يؤمن عبد حتى يؤمن بأربعة بالله وحده لا شريك له وأن الله بعثني بالحق وبالبعث بعد الموت وبالقدر خيره وشره مات أبو حفص ببخارى في المحرم سنة سبع عشرة ومئتين
 
===محمد بن أحمد بن حفص===
ولده الإمام مفتي بخارى وعالمها أبو عبد الله محمد بن [[../أحمد بن حفص| أحمد بن حفص]] تفقه بوالده وبه تفقه أهل بخارى عاش إلى نحو السبعين ومئتين وكان من أئمة الإسلام والسنة وله تصانيف وشهرة كبيرة
 
===منبه بن عثمان الدمشقي===
منبه بن عثمان الدمشقي اللخمي محدث معمر أدرك أيام مكحول وحدث عن ثور بن يزيد وعروة بن رويم وخليد بن دعلج وأرطاة بن المنذر و[[الأوزاعي]] وعمر بن زيد والوضين بن عطاء ومحمد والوليد الزبيدي وموسى بن جابان ومالك بن أنس حدث عنه ابنه حميد وهشام بن عمار وأحمد بن أبي الحواري ومحمد بن مصفى وهارون بن محمد بن بكار وأحمد بن محمد بن يحيى ابن حمزة وأحمد بن عبد القاهر اللخمي شيخ للطبراني وآخرون قال ابن زبر ولد سنة ثلاث عشرة ومئة وقال أبو زرعة النصري سمعت منبها يقول كنت حملا عام الجراح الحكمي وهي سنة اثنتي عشرة ومئة قال أبو زرعة لقيته في سنة اثنتي عشرة ومئتين ومات بعد ذلك بيسير وقال أبو حاتم الرازي كان صدوقا قلت لم تقع له رواية في الكتب الستة ولا في الموطأ ولا مسند أحمد وهو في عداد الثقات الذين بلغوا المئة
 
===يحيى بن هاشم===
يحيى بن هاشم المحدث المعمر أبو زكريا الغساني الكوفي السمسار
 
روى عن هشام بن عروة وإسماعيل بن أبي خالد وسليمان الأعمش ومسعر والثوري والكبار حدث عنه محمد بن غالب تمتام والحارث بن أبي أسامة ومحمد بن أيوب بن الضريس ومعاذ بن المثنى ويوسن بن إسحاق الأنصاري وآخرون وتحايده الحفاظ واتهموه كذبه يحيى بن معين وصالح جزرة وقال [[النسائي]] متروك الحديث وقال العقيلي كان يضع الحديث على الثقات وقال ابن حبان لا تحل كتبة حديثه إلا على جهة التعجب لأهل الصنعة ولا الرواية عنه بحال روى عن هشام عن أبيه عن عائشة قال رسول الله {{صل}} نبات الشعر في الأنف أمان من الجذام وبه لا تستخدموا ارقاءكم بالليل فلهم بالليل ولكم النهار وبه لا يبت أحدكم وعند رأسه الطعام فإني لا آمن عليه الهوام وروى عن مسعر عن قتادة عن أنس عن النبي {{صل}} قال عند كل ختمة دعوة مستجابة مات في سنة خمس وعشرين ومئتين يقع لي حديثه عاليا في جزء ابن نجيد وأظن في الغيلانيات إلا أنه لا يفرح به لأنه ساقط الرواية متهم
 
===أسد بن موسى بن إبراهيم===
أسد السنة خت د س هو الإمام الحافظ الثقة ذو التصانيف أبو سعيد أسد بن موسى ابن إبراهيم بن الخليفة [[../الوليد بن عبد الملك| الوليد بن عبد الملك]] بن مروان القرشي الأموي المرواني المصري وقد ولي جده إبراهيم الخلافة شهرين وخلعه مروان الحمار
 
ولد أسد بالبصرة وقيل بمصر وهو أشبه سنة زالت دولة آبائه ببني العباس سنة اثنتين وثلاثين ومئة فنشأ وطلب العلم ولقي الكبار ورحل وجمع وصنف حدث عن شعبة بن الحجاج وشيبان النحوي وعبد الرحمن المسعودي ويونس بن أبي إسحاق وهو أسن شيخ له وابن أبي ذئب وفضيل بن مرزوق وحماد بن سلمة وعبد العزيز بن الماجشون وعافية ابن يزيد القاضي وجرير بن عبد الحميد وعدة حدث عنه أحمد بن صالح وعبد الملك بن حبيب الفقيه والربيع بن سليمان المرادي والربيع بن سليمان الجيزي وولده سعيد ابن اسد والمقدام بن داود الرعيني وأبو يزيد يوسف بن يزيد القراطيسي وآخرون قال [[النسائي]] ثفة ولو لم يصنف لكان خيرا له وقال [[البخاري]] هو مشهور الحديث يقال له أسد السنة واستشهد به البخاري قال أبو سعيد بن يونس ثقة مات بمصر في المحرم سنة اثنتي عشرة ومئتين قلت عاش ثمانين سنة وقع لنا من تواليفه كتاب الزهد وغير ذلك قال ابن يونس روى احاديث منكرة وكان ثقة وأحسب الآفة من غيره وقال العجلي ثقة واما [[ابن حزم]] فقال في كتاب الإيصال ضعيف ذكره في الزكاة قال صاحب الإمام يقال هو أول من صنف المسند
 
===خلاد بن يحيى===
خلاد بن يحيى خ د ت ابن صفوان الإمام المحدث الصدوق أبو محمد السلمي الكوفي سمع عيسى بن طهمان صاحب أنس وفطر بن خليفة وعبد الواحد بن أيمن و[[سفيان الثوري]] وخلقا كثيرا وعني بالحديث حدث عنه [[البخاري]] وأبو زرعة وعم أبي زرعة إسماعيل بن يزيد وبشر بن موسى ومحمد بن يونس الكديمي وآخرون وروى [[أبو داود]] وأبو عيسى عن رجل عنه وروى عنه أيضا أبو حاتم وحنبل بن إسحاق قال أبو داود ليس به بأس وقال محمد بن عبد الله بن نمير صدوق إلا أن في حديثه غلطا قليلا وقال البخاري سكن مكة ومات بها قريبا من سنة ثلاث عشرة ومئتين وقال حنبل مات سنة سبع عشرة وسيأتي خالد بن مخلد القطواني الكوفي المتوفى في سنة ثلاث عشرة ومئتين
 
===إدريس بن يحيى===
إدريس بن يحيى الإمام القدوة الزاهد شيخ مصر أبو عمرو الأموي مولاهم المصري المعروف بالخولاني أحد الأبدال كان يشبه ببشر الحافي في فضله وتألهه روى عنه حيوة بن شريح ورجاء بن أبي عطاء وبكر بن مضر وحرملة الكبير وعنه أبو الطاهر بن السرح ويونس بن عبد الأعلى وسعيد بن أسد بن موسى وحرملة بن يحيى قال يونس ما رأيت في الصوفية عاقلا سواه وقال أبو عمر الكندي كان أفضل أهل زمانه وأعظمهم قدرا وقال أبو زرعة صدوق صالح من أفاضل المسلمين قلت وصحح له الحاكم توفي سنة إحدى عشرة ومئتين
 
===المقرئ===
المقرئ ع الإمام العالم الحافظ المقرئ المحدث الحجة شيخ الحرم أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد بن عبد الرحمن الأهوازي الأصل البصري ثم المكي مولى آل عمر بن الخطاب مولده في حدود سنة عشرين ومئة حدث عن ابن عون وكهمس بن الحسن وأبي حنيفة وموسى بن علي بن رباح وحيوة بن شريح وحرملة بن عمران التجيبي وشعبة بن الحجاج وسعيد بن أبي أيوب وعبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي ويحيى بن أيوب والليث وابن لهيعة ومالك ومحمد بن عبد الله الشعيثي والمسعودي وعياش بن عقبة عم لابن لهيعة وورقاء بن عمر اليشكري وخلق حدث عنه [[البخاري]] والكل عن رجل عنه وأحمد بن حنبل وإسحاق وأبو خيثمة وابن نمير وهارون الحمال والحسن بن علي الحلواني ومحمد بن يحيى الذهلي وعباس الدوري ومحمد بن إسماعيل الصائغ وبشر بن موسى والحارث بن أبي اسامة وهارون بن ملول وابوالزنباع روح بن الفرج القطان وعدد كثير وثقه [[النسائي]] وهو من كبراء مشيخة البخاري قال محمد بن عاصم الثقفي سمعت أبا عبد الرحمن يقول أنا ما بين التسعين إلى المئة وأقرأت القرآن بالبصرة ستا وثلاثين سنة وها هنا بمكة خمسا وثلاثين سنة قلت أخذ الحروف عن نافع بن أبي نعيم وأحسبه تلا عليه وله اختيار في القراءة رواه عنه ولده محمد بن أبي عبد الرحمن تلقن عليه عدد كثير قال البخاري مات بمكة سنة اثنتي عشرة أو ثلاث عشرة ومئتين وقال مطين سنة ثلاث عشرة قلت يقع من عواليه في القطعيات وكان من مشايخ الإسلام رحمه الله أخبرنا ابن قدامة وابن البخاري إجازة قالا أخبرنا عمر بن محمد أخبرنا أبو غالب بن البناء أخبرنا أبو محمد الجوهري أخبرنا أبو بكر القطيعي حدثنا بشر بن موسى حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ عن أبي حنيفة عن عطاء عن جابر أنه رآه يصلي في قميص خفيف ليس عليه إزار ولا رداء قال ولا أظنه صلى فيه إلا ليرينا أنه لا بأس بالصلاة في الثوب الواحد قال محمد بن المقرئ كان [[ابن المبارك]] إذا سئل عن أبي قال كان ذهبا خالصا وقال أبو حاتم هو صدوق وقال الخليلي حديثه عن الثقات حجه وينفرد بأحاديث وابنه محمد ثقة
 
===يعقوب بن إسحاق بن زيد===
يعقوب م د س ق ابن إسحاق بن زيد بن عبد الله بن أبي إسحاق الإمام المجود الحافظ مقرئ البصرة أبو محمد الحضرمي مولاهم البصري
 
أحد العشرة ولد بعد الثلاثين ومئة تلا على أبي المنذر سلام الطويل وأبي الأشهب العطاردي ومهدي بن ميمون وشهاب بن شرنفة وسمع أحرفا من حمزة الزيات وسمع الكثير من شعبة وهمام وأبي عقيل الدورقي وهارون بن موسى وسليم بن حيان والأسود بن شيبان وزائدة بن قدامة وعدة وتقدم في علم الحديث وفاق الناس في القراءة وما هو بدون الكسائي بل هو أرجح منه عند أئمة لكن رزق أبو الحسن سعادة وازدحم القراء على يعقوب فتلا عليه روح بن عبد المؤمن ومحمد بن المتوكل رويس والوليد بن حسان وأحمد بن عبد الخالق المكفوف وكعب بن إبراهيم وحميد بن وزير والمنهال بن شاذان أبو عمر الدوري وأبو حاتم السجستاني وعدد كثير وكان يقرئ الناس علانية بحرفه بالبصرة في أيام ابن عيينة و[[ابن المبارك]] ويحيى القطان وابن مهدي والقاضي أبي يوسف ومحمد ابن الحسن ويحيى اليزيدي وسليم والشافعي ويزيد بن هارون وعدد كثير من أئمة الدين فما بلغنا بعد الفحص والتنقيب أن أحدا من القراء ولا الفقهاء ولا الصلحاء ولا النحاة ولا الخلفاء كالرشيد والأمين والمأمون أنكروا قراءته ولا منعوه منها أصلا ولو أنكر أحد عليه لنقل ولاشتهر بل مدحها غير واحد وأقرأ بها أصحابه بالعراق واستمر إمام جامع البصرة بقراءتها في المحراب سنين متطاولة فما أنكر عليه مسلم بل تلقاها الناس بالقبول ولقد عومل حمزة مع جلالته بالإنكار عليه في قراءته من جماعة من الكبار ولم يجر مثل ذلك للحضرمي أبدا حتى نشأ طائفة متأخرون لم يألفوها ولا عرفوها فأنكروها ومن جهل شيئا عاداه قالوا لم تتصل بنا متواترة قلنا اتصلت بخلق كثير متواترة وليس من شرط التواتر أن يصل إلى الأمة فعند القراء أشياء متواترة دون غيرهم وعند الفقهاء مسائل متواترة عن أئمتهم لا يدريها القراء وعند المحدثين أحاديث متواترة قد لا يكون سمعها الفقهاء أو أفادتهم ظنا فقط وعند النحاة مسائل قطعية وكذلك اللغويون وليس من جهل علما حجة على من علمه وإنما يقال للجاهل تعلم وسل أهل العلم إن كنت لا تعلم لا يقال للعالم أجهل ما تعلم رزقنا الله وإياكم الإنصاف فكثير من القراءات تدعون تواترها وبالجهد أن تقدروا على غير الآحاد فيها ونحن نقول نتلو بها وإن كانت لا تعرف إلا عن واحد لكونها تلقيت بالقبول فأفادت العلم وهذا واقع في حروف كثيرة وقراءات عديدة ومن أدعى تواترها فقد كابر الحس أما القرآن العظيم سوره وآياته فمتواتر ولله الحمد محفوظ من الله تعالى لا يستطيع أحد أن يبدله ولا يزيد فيه آية ولا جملة مستقلة ولو فعل ذلك أحد عمدا لا نسلخ من الدين قال الله تعالى " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " وأول من ادعى أن حرف يعقوب من الشاذ أبو عمرو الداني وخالفه في ذلك أئمة وصار في الجملة في المسألة خلاف حادث والله أعلم نعم وحدث عن يعقوب أبو حفص الفلاس وبندار وأبو قلابة الرقاشي وإسحاق بن إبراهيم شاذان والكديمي وخلق سواهم وكان أخوه أحمد بن إسحاق الحضرمي أسن منه قال العلامة أبو حاتم السجستاني يعقوب أعلم من رأينا بالحروف والاختلاف في القرآن وعلله ومذاهبه ومذاهب النحو وقال [[أحمد بن حنبل]] هو صدوق وقال محمد بن أحمد العجلي يمدح يعقوب
 
أبوه من القراء كان وجده * ويعقوب في القراء كالكوكب الدري
 
تفرده محض الصواب ووجهه * فمن مثله في وقته وإلى الحشر
 
قال أبو الحسن طاهر بن غلبون وإمام أهل البصرة بالجامع لا يقرأ إلا بقراءة يعقوب رحمه الله وقال الإمام علي بن جعفر السعيدي كان يعقوب أقرأ أهل زمانه وكان لا يلحن في كلامه وكان أبو حاتم السجستاني من بعض غلمانه وعن أبي عثمان المازني قال رأيت النبي {{صل}} في النوم فقرأت عليه سورة طه فقلت مكانا سوى فقال اقرأ سوى قراءة يعقوب قال أبو القاسم الهذلي في كامله ومنهم يعقوب الحضرمي لم ير في زمنه مثله كان عالما بالعربية ووجوهها والقرآن واختلافه فاضلا تقيا نقيا ورعا زاهدا بلغ من زهده أنه سرق رداؤه عن كتفه وهو في الصلاة ولم يشعر ورد إليه فلم يشعر لشغله بعبادة ربه وبلغ من جاهه بالبصرة أنه كان يحبس ويطلق وقال أبو طاهر بن سوار كان يعقوب حاذقا بالقراءة قيما بها متحريا نحويا فاضلا قال روح بن عبد المؤمن وغيره قرأ يعقوب على سلام الطويل وقرأ سلام على أبي عمرو بن العلاء وقال رويس قرأت على يعقوب وقرأ على سلام عن عاصم بن أبي النجود وروي عن يعقوب أنه قرأ على سلام عن قراءته على عاصم الجحدري فهذه ثلاثة أقوال فيحتمل أن سلاما اخذ عن الثلاثة مات يعقوب في ذي الحجة سنة خمس ومئتين
 
===أحمد بن إسحاق بن زيد===
[[../يعقوب أحمد بن إسحاق بن زيد|أخوه]] أحمد بن إسحاق م د ت س حافظ ثقة يروي عن عكرمة بن عمار وهمام بن يحيى وحماد بن زيد ووهيب وأبي عوانة حدث عنه أبو بكر بن أبي شيبة وإبراهيم بن سعيد الجوهري وأبو خيثمة وإبراهيم الحربي والحارث بن محمد وعبد بن حميد وأحمد بن زهير وعدة وثقه أبو حاتم و[[النسائي]] مات سنة إحدى عشرة لم يخرج لهما [[البخاري]] شيئا ويكنى أحمد أبا إسحاق وكان يحفظ حديثه
 
===الأصمعي===
الأصمعي د ت الإمام العلامة الحافظ حجة الأدب لسان العرب أبو سعيد عبد الملك بن قريب بن عبد الملك بن علي بن أصمع بن مظهر بن عبد شمس ابن أعيا بن سعد بن عبد بن غنم بن قتيبة بن معن بن مالك بن أعصر بن سعد بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان الأصمعي البصري اللغوي الأخباري أحد الاعلام يقال اسم أبيه عاصم ولقبه قريب
 
ولد سنة بضع وعشرين ومئة وحدث عن ابن عون وسليمان التيمي وأبي عمرو بن العلاء وقرة بن خالد ومسعر بن كدام وعمر بن أبي زائدة وشعبة ونافع بن أبي نعيم وتلا عليه وبكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة وسلمة بن بلال وشبيب بن شيبة وعدد كثير لكنه قليل الرواية للمسندات حدث عنه أبو عبيد ويحيى بن معين وإسحاق بن إبراهيم الموصلي وسلمة بن عاصم وزكريا بن يحيى المنقري وعمر بن شبة وأبو الفضل الرياشي وأبو حاتم السجستاني ونصر بن علي وابن اخيه عبد الرحمن بن عبد الله الأصمعي وأبو حاتم الرازي وأحمد ابن عبيد أبو عصيدة وبشر بن موسى والكديمي وأبو العيناء وأبو مسلم الكجي وخلق كثير عباس الدوري عن يحيى بن معين عن الأصمعي قال سمع مني مالك بن أنس وقد اثنى [[أحمد بن حنبل]] على الأصمعي في السنة قال الأصمعي قال لي شعبة لو تفرغت لجئتك قال إسحاق الموصلي دخلت على الأصمعي أعوده فإذا قمطر فقلت هذا علمك كله فقال إن هذا من حق لكثير وقال ثعلب قيل للأصعمي كيف حفظت ونسوا قال درست وتركوا قال عمر بن شبة سمعت الأصعمي يقول أحفظ ستة عشر الف أرجوزة وقال محمد بن الأعرابي شهدت الأصمعي وقد أنشد نحوا من مئتي بيت ما فيها بيت عرفناه قال الربيع سمعت الشافعي يقول ما عبر أحد عن العرب بأحسن من عبارة الأصمعي وعن ابن معين قال كان الأصمعي من أعلم الناس في فنه وقال [[أبو داود]] صدوق قال أبو داود السنجي سمعت الأصمعي يقول إن اخوف ما اخاف على طالب العلم اذا لم يعرف النحو أن يدخل في جملة قوله عليه السلام من كذب علي فليتبوأ مقعده من النار وقال نصر الجهضمي كان الأصمعي يتقي أن يفسر الحديث كما يتقي أن يفسر القرآن قال المبرد كان الأصمعي بحرا في اللغة لا نعرف مثله فيها وكان أبو زيد أنحى منه قيل لابي نواس قد اشخص الأصمعي وأبو عبيدة على الرشيد فقال أما أبو عبيدة فإن مكنوه من سفره قرأ عليهم علم أخبار الأولين والآخرين واما الأصمعي فبلبل يطربهم بنغماته قال أبو العيناء قال الأصمعي دخلت أنا وأبو عبيدة على الفضل ابن الربيع فقال يا اصمعي كم كتابك في الخيل قلت جلد فسأل أبا عبيدة عن ذلك فقال خمسون جلدا فأمر باحضار الكتابين واحضر فرسا فقال لابي عبيدة اقرأ كتابك حرفا حرفا وضع يدك على موضع موضع قال لست ببيطار إنما هذا شيء اخذته من العرب فقال لي قم فضع يدك فقمت فحسرت عن ذراعي وساقي ثم وثبت فأخذت بأذن الفرس ثم وضعت يدي على ناصيته فجعلت اقبض منه بشيء شيء واقول هذا اسمه كذا وانشد فيه حتى بلغت حافره فأمر لي بالفرس فكنت اذا اردت أن أغيظ أبا عبيدة ركبت الفرس وأتيته وعن ابن دريد أن الأصمعي كان بخيلا ويجمع أحاديث البخلاء وقال محمد بن سلام كنا مع أبي عبيدة بقرب دار الأصمعي فسمعنا منها ضجة فبادر الناس ليعرفوا ذلك فقال أبو عبيدة إنما يفعلون هذا عند الخبز كذا يفعلون إذا فقدوا رغيفا وعن الأصمعي قال نلت ما نلت بالملح قلت كتبت شيئا لا يحصى عن العرب وكان ذا حفظ وذكاء ولطف عبارة فساد وروى ثعلب عن أحمد بن عمر النحوي قال قدم الحسن بن سهل فجمع أهل الأدب وحضرت ووقع الحسن على خمسين رقعة وجرى ذكر الحفاظ فذكرنا [[الزهري]] وقتادة فقال الأصمعي فأنا اعيد ما وقع به الأمير على التوالي فأحضرت الرقاع فقال صاحب الرقعة الأولى كذا وكذا واسمه كذا وكذا ووقع له بكذا وكذا والرقعة الثانية كذا والثالثة حتى مر على نيف واربعين رقعة فقال نصر بن علي الجهضمي ايها المرء ابق على نفسك من العين وقد روي نحوها من وجه آخر وقال حسبك لا تقتل بالعين وقال يا غلام احمل معه خمسين ألفا قال عمرو بن مرزوق رأيت الأصمعي وسيبويه يتناظران فقال يونس الحق مع سيبويه وهذا يغلبه بلسانه وروي عن الأصمعي أن الرشيد أجازه مرة بمئة ألف وتصانيف الأصمعي ونوادره كثيرة واكثر تواليفه مختصرات وقد فقد أكثرها قال خليفة وأبو العيناء مات الأصمعي سنة خمس عشرة ومئتين وقال محمد بن المثنى و[[البخاري]] سنة ست عشرة ويقال عاش ثمانيا وثمانين سنة رحمه الله
 
===عمرو بن مسعدة===
{{سير أعلام النبلاء/شعراء}}
 
عمرو بن مسعدة ابن سعد بن صول العلامة البليغ ابو الفضل ابن عم إبراهيم ابن العباس الصولي الشاعر وكان موقعا بين يدي جعفر البرمكي وكان فصيحا قوي المواد في الإنشاء يقال توفي سنة سبع عشرة ومئتين وقيل سنة خمس عشرة عمل وزارة المأمون وله نظم جيد
 
===أبو سليمان الداراني===
أبو سليمان الداراني الإمام الكبير زاهد العصر أبو سليمان عبد الرحمن بن أحمد وقيل عبد الرحمن بن عطية وقيل ابن عسكر العنسي الداراني ولد في حدود الأربعين ومئة وروى عن [[سفيان الثوري]] وأبي الأشهب العطاردي وعبد الواحد بن زيد البصري وعلقمة بن سويد وصالح بن عبد الجليل روى عنه تلميذه أحمد بن أبي الحواري وهاشم بن خالد وحميد بن هشام العنسي وعبد الرحيم بن صالح الداراني وإسحاق بن عبد المؤمن وعبد العزيز بن عمير وإبراهيم بن أيوب الحوراني أبو الجهم بن طلاب أخبرنا أحمد بن أبي الحواري قال اسم أبي سليمان عبد الرحمن بن أحمد بن عطية العنسي من صليبة العرب وروى أبو أحمد الحاكم عن أبي الجهم ايضا عن ابن أبي الحواري سمعت أبا سليمان واسمه عبد الرحمن بن عسكر قال ابن أبي الحواري سمعت أبا سليمان يقول صل خلف كل مبتدع إلا القدري لا تصل خلفه وان كان سلطانا وسمعته يقول كنت بالعراق اعمل وانا بالشام اعرف وسمعته يقول ليس لمن الهم شيئا من الخيرات أن يعمل به حتى يسمعه من الأثر الخلدي عن الجنيد قال قال أبو سليمان الداراني ربما يقع في قلبي النكتة من نكت القوم أياما فلا اقبل منه إلا بشاهدين عدلين الكتاب والسنة وعن أبي سليمان افضل الأعمال خلاف هوى النفس وقال لكل شيء علم وعلم الخذلان ترك البكاء ولكل شيء صدأ وصدأ القلب الشبع
 
ابن أبي الحواري سمعت أبا سليمان يقول أصل كل خير الخوف من الدنيا ومفتاح الدنيا الشبع ومفتاح الآخرة الجوع أبو عبد الله الحاكم أخبرنا الخلدي حدثني الجنيد سمعت السري السقطي حدثنا أحمد بن أبي الحواري سمعت أبا سليمان يقول قدم الي أهلي مرة خبزا وملحا فكان في الملح سمسمة فأكلتها فوجدت رانها على قلبي بعد سنة أحمد بن أبي الحواري وسمعته يقول من رأى لنفسه قيمة لم يذق حلاوة الخدمة وعنه إذا تكلف المتعبدون أن يتكلموا بالإعراب ذهب الخشوع من قلوبهم وعنه إن من خلق الله خلقا لو زين لهم الجنان ما اشتاقوا اليها فكيف يحبون الدنيا وقد زهدهم فيها قال أحمد وسمعته يقول لولا الليل لما احببت البقاء في الدنيا ولربما رأيت القلب يضحك ضحكا قال أحمد ورأيت أبا سليمان حين أراد أن يلبي غشي عليه فلما افاق قال بلغني أن العبد إذا حج من غير وجهه فقال لبيك قيل له لا لبيك ولا سعديك حتى تطرح ما في يديك فما يؤمنا أن يقال لنا مثل هذا ثم لبى قال الجنيد شيء يروي عن أبي سليمان أنا استحسنه كثيرا من اشتغل بنفسه شغل عن الناس ومن اشتغل بربه شغل عن نفسه وعن الناس ابن بحر الأسدي سمعت أحمد بن أبي الحواري سمعت أبا سليمان يقول من وثق بالله في رزقه زاد في حسن خلقه واعقبه الحلم وسخت نفسه وقلت وساوسه في صلاته وعن الفتوة أن لا يراك الله حيث نهاك ولا يفقدك حيث أمرك ولابن سليمان من هذا المعنى كثير في ترجمته من تاريخ دمشق وفي الحلية أنبأني المسلم بن محمد عن القاسم بن علي أخبرنا أبي أخبرنا طاهر بن سهل أخبرنا عبد الدائم الهلالي أخبرنا عبد الوهاب الكلابي حدثنا محمد بن خريم سمعت أحمد بن أبي الحواري يقول تمنيت أن ارى أبا سليمان الداراني في المنام فرأيته بعد سنة فقلت له يا معلم ما فعل الله بك قال يا أحمد دخلت من باب الصغير فلقيت وسق شيح فأخذت منه عودا فلا أدري تخللت به أم رميت به فأنا في حسابه من سنة قال سعيد بن حمدون والسلمي وأبو يعقوب القراب توفي أبو سليمان سنة خمس عشرة ومئتين وقال أحمد بن أبي الحواري مات سنة خمس ومئتين ولنا
 
أبو سليمان الداراني الكبير ق عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الجون العنسي الدمشقي محدث رحال روى عن ليث ويحيى بن سعيد الأنصاري وابن أبي خالد والأعمش وعمرو بن شراحيل الداراني وعنه إسماعيل بن عياش من أقرانه ومحمد بن عائذ وأبو توبة الحلبي وصفوان بن صالح وهشام بن عمار وجماعة وثقه دحيم وقال أبو حاتم لا يحتج به قلت توفي سنة نيف وتسعين ومئة روى له [[بن ماجة]] حديثا
 
===علية بنت المهدي===
{{سير أعلام النبلاء/عباسيون}}
 
علية بنت المهدي وأخت الرشيد الهاشمية العباسية أدبية شاعرة عارفة بالغناء والموسيقى رخيمة الصوت ذات عفة وتقوى ومناقب وأمها أم ولد اسمها مكنونة كانت جميلة بارعة الغناء اشتريت بمئة ألف وكانت علية من ملاح زمانها وأظرف بنات الخلفاء روى إبراهيم بن إسماعيل الكاتب أنها كانت لا تغني إلا زمن حيضها فإذا طهرت أقبلت على التلاوة والعلم إلا أن يدعوها الخليفة ولا تقدر تخالفه وكانت تقول لا غفر لي فاحشة ارتكبتها قط وما أقول في شعري إلا عبثا وجاء عنها قالت ما كذبت قط وكان أخوها لا يصبر عن غيابها وأخذها معه إلى الري قيل ماتت سنة عشر ومئتين ولها خمسون سنة وسبب موتها أن المأمون ضمها إليه فقبلها وهي عمته وكان وجهها مغطى فشرفت وسعلت ثم صمت أياما وماتت
 
===الليث بن عاصم===
الليث بن عاصم ( س ) 2 الإمام القدوة العابد أبو زرارة القتباني المصري حدث عن محمد بن عجلان وابن جريج وغيرهما روى عنه حفيده ياسين بن عبد الأحد القتباني ويونس بن عبد الأعلى وأبو الطاهر بن السرح وآخرون ونيف على التسعين توفي في صفر سنة إحدى عشرة ومئتين وهو ليث بن عاصم بن كليب بن خيار بن خير بن أسعد بن ناشرة ومحله الصدق
 
===الليث بن عاصم الخولاني===
أما الليث بن عاصم بن العلاء 38 الخولاني الحدادي بضم وخفة فشيخ [[../الليث بن عاصم|آخر]] روى عن أبي قبيل المعافري وأبي الخير الجيشاني روى عنه ابن وهب ويحيى بن يزيد المرادي وغيرهما من طبقة شيوخ القتباني وقد خلط الترجمتين صاحب [[تهذيب الكمال]] ووهم ابن أبي حاتم في نسبة الثاني وفي كنيته فقال في الثاني أبو زرارة القتباني وإنما هو خولاني فيحرر هذا
 
===المهلبي===
المهلبي السيد الجواد حاتم زمانه أمير البصرة محمد ابن محدث البصرة عباد بن عباد بن حبيب ابن الأمير [[المهلب بن أبي صفرة]] الأزدي المهلبي روى عن أبيه وهشيم وعنه الكديمي وأبو العيناء وإبراهيم الحربي قال يزيد بن المهلب حدثنا أبي قال كتب منصور أخو الرشيد إلى محمد بن عباد يشكو ضيقا وجفوة سلطان فنفد إليه عشرة آلاف دينار وقال أبو العيناء قال المأمون لمحمد بن عباد أردت أن أوليك فمنعني إسرافك قال منع الجود سوء ظن بالمعبود فقال لو شئت أبقيت على نفسك فإن ما تنفقه ما أبعد رجوعه إليك قال من له مولى عنني لم يفتقر فقال المأمون من أراد أن يكرمني فليكرم ضيفي محمدا فجاءته الأموال فما ذخر منها درهما وقال الكريم لا تحنكه التجارب ويقال إنه دخل مرة على المأمون فقال كم دينك يا محمد قال ستون ألف دينار فأعطاه مئة ألف دينار وقيل إن المأمون قال له بلغني أنه لا يقدم أحد البصرة إلا أضفته فقال منع الجود سوء ظن بالمعبود فاستحسنه وأعطاه نحو ستة آلاف درهم ثم مات محمد وعليه دين خمسون ألف دينار وقيل للعتبي مات محمد فقال
 
نحن متنا بفقده * وهو حي بمجده
 
توفي سنة ست عشرة ومئتين محمد بن القاسم ابن علي بن عمر بن زين العابدين علي بن الحسين بن الإمام علي ابن أبي طالب العلوي الحسيني الزاهد الملقب بالصوفي للبسه الصوف كان فقيها عالما عاملاعابدا معظما عند الزيدية ظهر بالطالقان ودعا إلى الرضى من آل محمد {{صل}} فاجتمع له جيش كبير وحارب عسكر خراسان في دولة المأمون وقوي سلطانه ثم انفل جمعه وقبض عليه فأتي به المعتصم في ربيع الآخر سنة تسع عشرة ومئتين فحبسه بسامراء ثم هرب من السجن يوم عيد واستتر وأضمرته البلاد قال أبو الفرج صاحب الأغاني احتال لنفسه فخرج مختفيا وصار إلى واسط وغاب خبره قال ابن النجار بواسط مشهد يقال إنه مدفون فيه فالله أعلم وروى عن ابن سلام الكوفي أن المعتصم قتله صبرا وكان أبيض مليح الوجه تام الشكل قد وخطه الشيب وتكهل وذهب طائقة من جهلة الجارودية أنه لم يمت ولا يموت حتى يملأ الأرض قسطا وعدلا نقل ذلك [[أبو محمد بن حزم]]
 
===العكوك===
{{سير أعلام النبلاء/شعراء}}
 
العكوك فحل الشعراء أبو الحسن علي بن جبلة بن مسلم الخراساني قال الجاحظ كان أحسن خلق الله إنشادا ما رأيت مثله بدويا ولا حضريا وكان من الموالي وقد ولد أعمى وكان أسود أبرص وشعره سائر وهو القائل في أبي دلف الأمير
 
ذادورد الغي عن صدره * فارعوى واللهو من وطره
 
ومن المديح
 
إنما الدنيا أبو دلف * بين مغزاه ومحتضره
 
فإذا ولى أبو دلف * ولت الدنيا على أثره
 
كل من في الأرض من عرب * بين بادية إلى حضره
 
مستعبر منك مكرمة * يكتسيها يوم مفتخره
 
وهي طويلة بديعة وازن بها قصيدة أبي نواس
 
أيها المنتاب عن عفره * لست من ليلي ولا سمره
 
قال ابن عنين ما يصلح أن يفاضل بين القصيدتين إلا من يكون في درجة هذين الشاعرين وقال ابن المعتز في طبقات الشعراء لما بلغ المأمون خبر هذه القصيدة غضب وقال اطلبوه فطلبوه قلم يقدروا عليه لأنه كان مقيما بالجبل ففر إلى الجزيرة ثم إلى الشامات فظفروا به فحمل مقيدا إلى المأمون فقال يا ابن اللخناء أنت القائل كل من في الأرض من عرب جعلتنا نستعير منه المكارم قال يا أمير المؤمنين أنتم أهل بيت لا يقاس بكم قال والله ما أبقيت أحدا وإنما أستحل دمك بكفرك حيث تقول
 
أنت الذي تنزل الأيام منزلها * وتنقل الدهر من حال إلى حال
 
وما مددت مدى طرف إلى أحد * إلا قضيت بأرزاق وآجال
 
ذاك هو الله أخرجوا لسانه من فقاه ففعلوا به فمات سنة ثلاث عشرة ومئتين ومات كهلا
 
===الجوزجاني===
الجوزجاني العلامة الإمام أبو سليمان موسى بن سليمان الجوزجاني الحنفي صاحب أبي يوسف ومحمد حدث حدث عنهما وعن [[ابن المبارك]] حدث عنه القاضي أحمد بن محمد البرتي وبشر بن موسى وأبو حاتم الرازي وآخرون وكان صدوقا محبوبا إلى أهل الحديث قال ابن حاتم كان يكفر القائلين بخلق القرآن وقيل إن المأمون عرض عليه القضاء فامتنع واعتل بأنه ليس بأهل لذلك فأعفاه ونبل عند الناس لامتناعه وله تصانيف
 
===أبو العتاهية===
{{سير أعلام النبلاء/شعراء}}
 
أبو العتاهية رأس الشعراء الأديب الصالح الأوحد أبو إسحاق إسماعيل بن قاسم بن سويد بن كيسان العنزي مولاهم الكوفي نزيل بغداد لقب بأبي العتاهية لاضطراب فيه وقيل كان يحب الخلاعة فيكون مأخوذا من العتو سار شعره لجودته وحسنه وعدم تقعره وقد جمع [[أبو عمر بن عبد البر]] شعره وأخباره تنسك بأخرة وقال في المواعظ والزهد فأجاد وكان أبو نواس يعظمه ويتأدب معه لدينه ويقول ما رأيته إلا توهمت أنه سماوي وأني ارضي مدح أبو العتاهية المهدي والخلفاء بعده والوزراء وما أصدق قوله
 
إن الشباب والفراغ والجدة * مفسدة للمرء أي مفسدة
 
حسبك مما تبتغيه القوت * ما أكثر القوت لمن يموت
 
هي المقادير فلمني أو فذر * إن كنت أخطأت فما أخطا القدر
 
وهو القائل
 
حسناء لا تبتغي حليا إذا برزت * لأن خالقها بالحسن حلاها
 
قامت تمشى فليت الله صيرني * ذاك التراب الذي مسته رجلاها
 
وقال
 
الناس في غفلاتهم * ورحى المنية تطحن
 
وقال
 
إذا ما بدت والبدر ليلة تمه * رأيت لها وجها يدل على عذري
 
وتهتز من تحت الثياب كأنها * قضيب من الريحان في ورق خضر
 
أبى الله إلا أن أموت صبابة * بساحرة العينين طيبة النشر
 
توفي أبو العتاهية في جمادى الآخرة سنة إحدى عشرة ومئتين وقيل سنة ثلاث عشرة ومئتين وله ثلاث وثمانون سنة أو نحوها ببغداد واشتهر بمحبة عتبة فتاة المهدي بحيث إنه كتب إليه هذين البيتين
 
نفسي بشيء من الدنيا معلقة * الله والقائم المهدي يكفيها
 
إني لأيأس منها ثم يطعمني * فيها احتقارك للدنيا وما فيها
 
فهم بدفعها إليه فجزعت واستعفت وقالت أتدفعني إلى سوقة قبيح المنظر فعوضه بذهب وله في عمر بن العلاء
 
إني أمنت من الزمان وصرفه * لما علقت من الأمير حبالا
 
لو يستطيع الناس من إجلاله * تخذوا له حر الخدود نعالا
 
إن المطايا تشتكيك لأنها * قطعت إليك سباسبا ورمالا
 
فإذا وردن بنا وردن خفائفا * وإذا صدرن بنا صدرن ثقالا
 
فخلع عليه وأعطاه سبعين ألفا وتحتمل سيرة أبي العتاهية أن تعمل في كراريس
 
===أبو عباد الكاتب===
أبو عباد الكاتب وزير المأمون هو ثابت بن يحيى بن يسار الرازي أحد الكفاة البارعين في الحساب والتصرف والمعرفة وبذلك ساد وتقدم نهض بأمور الأموال لمخدومه أتم ما يكون ثم إنه عجز من استيلاء النقرس واستعفى وكان جوادا سمحا سريا إلا أنه كان منقبضا عبوسا عاش خمسا وستين سنة وتوفي في المحرم سنة عشرين ومئتين طول ابن النجار ترجمته ذكره من تأليف الصولي وكتاب محمد ابن عبدوس الجهشياري في سير الوزراء
 
===المريسي===
المريسي المتكلم المناظر البارع أبو عبد الرحمن بشر بن غياث بن أبي كريمة العدوي مولاهم البغدادي المريسي من موالي آل زيد بن الخطاب رضي الله عنه كان بشر من كبار الفقهاء أخذ عن القاضي أبي يوسف وروى عن حماد بن سلمة و[[سفيان بن عيينة]] ونظر في الكلام فغلب عليه وانسلخ من الورع والتقوى وجرد القول بخلق القرآن ودعا إليه حتى كان عين الجهمية في عصره وعالمهم فمقته أهل العلم وكفره عدة ولم يدرك جهم بن صفوان بل تلقف مقالاته من أتباعه قال البويطي سمعت الشافعي يقول ناظرت المريسي فقال القرعة قمار فذكرت له حديث عمران بن حصين في القرعة ثم ذكرت قوله لأبي البختري القاضي فقال شاهدا آخر وأصلبه وقال أبو النضر هاشم بن القاسم كان والد بشر يهوديا قصارا صباغا في سويقة نصر وللمريسي تصانيف جمة ذكره النديم وأطنب في تعظيمه وقال كان دينا ورعا متكلما ثم حكى أن البلخي قال بلغ من ورعه أنه كان لا يطأ أهله ليلا مخافة الشبهة ولا يتزوج إلا من هي أصغر منه بعشر سنين مخافة أن تكون رضيعته وكان جهميا له قدر عند الدولة وكان يشرب النبيذ وقال مرة لرجل اسمه كامل في اسمه دليل على أن الاسم غير المسمى وصنف كتابا في التوحيد وكتاب الإرجاء وكتاب الرد على الخوارج وكتاب الاستطاعة والرد على على الرافضة في الإمامة وكتاب كفر المشبهة وكتاب المعرفة وكتاب الوعيد وأشياء غير ذلك في نحلته
 
ونقل غير واحد أن رجلا قال ليزيد بن هارون عندنا ببغداد رجل يقال له المريسي يقول القرآن مخلوق فقال ما في فتيانكم من يفتك به قلت قد أخذ المريسي في دولة الرشيد وأهين من أجل مقالته روى [[أبو داود]] عن أحمد بن حنبل أنه سمع ابن مهدي أيام صنع ببشر ما صنع يقول من زعم أن الله لم يكلم موسى يستتاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه وقال المروذي سمعت أبا عبد الله وذكر المريسي فقال كان أبوه يهوديا أي شي تراه يكون وقال أبو عبد الله كان بشر يحضر مجلس أبي يوسف فيصيح ويستغيث فقال له أبو يوسف مرة لا تنتهي أو تفسد خشبة ثم قال أبو عبد الله ما كان صاحب حجج بل صاحب خطب وقال أبو بكر الأثرم سئل أحمد عن الصلاة خلف بشر المريسي فقال لا تصل خلفه وقال قتيبة: بشر المريسي كافر
 
وقلت وقع كلامه إلى عثمان بن سعيد الدارمي الحافظ فصنف مجلدا في الرد عليه ومات في آخر سنة ثماني عشرة ومئتين وقد قارب الثمانين فهو بشر الشر، وبشر الحافي بشر الخير، كما أن [[أحمد بن حنبل]] هو أحمد السنة، وأحمد بن أبي دواد أحمد البدعة، ومن كفر ببدعة وإن جلت ليس هو مثل الكافر الأصلي ولا اليهودي والمجوسي أبى الله أن يجعل من آمن بالله ورسوله واليوم الآخر وصام وصلى وحج وزكى وإن ارتكب العظائم وضل وابتدع كمن عاند الرسول وعبد الوثن ونبذ الشرائع وكفر ولكن نبرأ إلى الله من البدع وأهلها
 
===بشر بن المعتمر===
{{سير أعلام النبلاء/معتزلة}}
 
بشر بن المعتمر العلامة أبو سهل الكوفي ثم البغدادي شيخ المعتزلة وصاحب التصانيف كان من القرامي الكبار أخباريا شاعرا متكلما كانوا يفضلونه على أبان اللاحقي وله قصيدة طويلة في مجلد تام فيها ألوان وكان أبرص ذكيا فطنا لم يؤت الهدى وطال عمره فما ارعوى وكان يقع في أبي الهذيل العلاف وينسبه إلى النفاق وله كتاب تأويل المتشابه وكتاب الرد على الجهال وكتاب العدل وأشياء لم نرها ولله الحمد مات سنة عشر ومئتين
 
===ثمامة بن أشرس===
{{سير أعلام النبلاء/معتزلة}}
 
ثمامة بن أشرس العلامة أبو معن النميري البصري المتكلم من رؤوس المعتزلة القائلين بخلق القرآن جل منزله وكان نديما ظريفا صاحب ملح اتصل بالرشيد ثم بالمأمون روى عنه تلميذه الجاحظ قال [[ابن حزم]] ذكر عنه أنه كان يقول العالم هو بطباعه فعل الله وقال المقلدون من أهل الكتاب وعبدة الأوثان لا يدخلون النار بل يصيرون ترابا وإن من مات مسلما وهو مصر على كبيرة خلد في النار وإن أطفال المؤمنين يصيرون ترابا ولا يدخلون جنة قلت قبح الله هذه النحلة قال المبرد قال ثمامة خرجت إلى المأمون فرأيت مجنونا شد فقال ما اسمك قلت ثمامة فقال المتكلم قلت نعم قال جلست على هذه الأجرة ولم يأذن لك أهلها فقلت رأيتها مبذولة قال لعل لهم تدبيرا غير البذل متى يجد النائم لذة النوم إن قلت قبله أحلت لأنه يقظان وإن قلت في النوم أبطلت إذ النائم لا يعقل وإن قلت بعده فقد خرج عنه ولا يوجد شيء بعد فقده قال فما كان عندي فيها جواب وعنه قال عدت رجلا وتركت حماري على بابه ثم خرجت فإذا صبي راكبه فقلت لم ركبته بغير إذني قال خفت أن يذهب قلت لو ذهب كان أهون علي قال فهبه لي وعد أنه ذهب واربح شكري فلم أدر ما أقول قال هاشم بن محمد الخزاعي حدثنا الجاحظ سنة 253 حدثني ثمامة قال شهدت رجلا قدم خصمه إلى وال فقال أصلحك الله هذا ناصبي رافضي جهمي مشبه يشتم الحجاج بن الزبير الذي هدم الكعبة على علي ويلعن معاوية بن أبي طالب يموت بن المزرع حدثنا الجاحظ قال دخل أبو العتاهية على المأمون فطعن على المبتدعة ولعن القدرية فقال المأمون أنت شاعر وللكلام قوم قال نعم ولكن أسأل ثمامة عن مسألة فقل له يجبني ثم أخرج يده فحركها وقال يا ثمامة من حرك يدي قال من أمه زانية فقال يشتمني يا أمير المؤمنين فقال ثمامة ناقض والله قال أبو روق الهزاني حدثنا الفضل بن يعقوب قال اجتمع ثمامة ويحيى بن أكثم عند المأمون فقال المأمومن يحيى ما العشق قال سوانح تسنح للعاشق يؤثرها ويهيم بها قال ثمامة أنت بالفقه أبصر ونحن أحذق منك قال المأمون فقل قال إذا امتزجت جواهر النفوس بوصل المشاكلة نتجت لمح نور ساطع تستضيء به بواصر العقل وتهتز لإشراقه طبائع الحياة يتصور من ذلك اللمح نور خاص بالنفس متصل بجوهرها يسمى عشقا فقال المأمون هذا وأبيك الجواب قال هارون الحمال حدثنا محمد بن أبي كبشة قال كنت في سفينة فسمعت هاتفا يقول لا إله إلا الله كذب المريسي على الله ثم عاد الصوت يقول لا إله إلا الله على ثمامة والمريسي لعنة الله قال ومعنا رجل من أصحاب المريسي في المركب فخر ميتا
 
===الأخفش===
{{سير أعلام النبلاء/نحويون}}
 
الأخفش إمام النحو أبو الحسن سعيد بن مسعدة البلخي ثم البصري مولى بني مجاشع أخذ عن الخليل بن أحمد ولزم سيبويه حتى برع وكان من أسنان سيبويه بل أكبر قال أبو حاتم السجستاني كان الأخفش قدريا رجل سوء كتابه في المعاني صويلح وفيه أشياء في القدر وقال أبو عثمان المازني كان الأخفش أعلم الناس بالكلام وأحذقهم بالجدل قلت أخذ عنه المازني وأبو حاتم وسلمة وطائفة وعنه قال جاءنا الكسائي إلى البصرة فسألني أن أقرأ عليه كتاب سيبويه ففعلت فوجه إلي بخمسين دينارا وكان الأخفش يعلم ولد الكسائي وكان ثعلب يفضل الأخفش ويقول كان أوسع الناس علما وله كتب كثيرة في النحو والعروض ومعاني القرآن وجاء عنه قال أتيت بغداد فأتيت مسجد الكسائي فإذا بين يديه الفراء والأحمر وابن سعدان فسألته عن مئة مسألة فأجاب فخطأته في جميعها فهموا بي فمنعهم وقال بالله أنت أبو الحسن قلت نعم فقام وعانقني وأجلسني إلي جنبه وقال أحب أن يتأدب أولادي بك فأجبته مات الأخفش سنة نيف عشرة ومئتين وقيل سنة عشر قال ابن النجار كان أجلع وهو الذي لا تنطبق شفتاه على أسنانه وقد روى عن هشام بن عروة والكلبي وعمرو بن عبيد وصنف كتبا في النحو لم يتمها قال الرياشي سمعته يقول كنت أجالس سيبويه وكان أعلم مني وأنا اليوم أعلم منه
 
____الطبقة الحادية عشرة____
 
[[عثمان بن الهيثم]]
 
===عثمان بن الهيثم===
عثمان بن الهيثم ( خ ) ابن جهم بن عيسى بن حسان ابن صاحب النبي صلي الله عليه وسلم أشج عبد القيس المنذر العصري البصري مسند وقته ومؤذن جامع البصرة ولد سنة نيف وعشرين ومئة وسمع من عوف الأعرابي وابن جريج وهشام بن حسان ورؤبة بن العجاج وجعفر بن الزبير ومبارك بن فضالة وشعبة وطائفة حدث عنه [[البخاري]] في صحيحه وهو من كبار شيوخه ومحمد ابن يحيى الذهلي وأسيد بن عاصم والحارث بن محمد التميمي وأبو مسلم الكجي ومحمد بن عثمان الذراع ومحمد بن زكريا الأصبهاني وخلق خاتمتهم أبو خليفة الجمحي قال أبو حاتم صدوق غير أنه كان بأخرة يلقن قلت يعني أنه كان يحدثهم بالحديث فيتوقف فيه ويتغلط فيردون عليه فيقول ومثل هذا غض عن رتبة الحفظ لجواز أن فيما رد عليه زيادة أو تغييرا يسيرا والله أعلم قال [[أبو داود]] مات في حادي عشر رجب سنة عشرين ومئتين قلت توفي في عشر المئة أنبأنا عبد الرحمن بن محمد الفقيه أخبرنا عمر بن محمد أخبرنا أحمد بن ملوك ومحمد بن عبد الباقي قالا أخبرنا طاهر بن عبد الله القاضي أخبرنا أبو أحمد الغطريفي حدثنا أبو خليفة حدثنا عثمان ابن الهيثم حدثنا عوف عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة قال قال رسول الله {{صل}} لو كان العلم معلقا بالثريا لتناوله قوم من أبناء فارس
 
===علي بن الحسين بن واقد===
علي بن الحسين بن واقد ( 4 ) مولى الأمير فاتح خراسان عبد الله بن عامر بن كريز القرشي الإمام المحدث الصدوق أبو الحسن المروزي حدث عن أبيه وأبي حمزة السكري وسليم مولى الشعبي وهشام بن سعد المدني وخارجة بن مصعب وعبد الله بن عمر العمري وطبقتهم ويقال هو نيسابوري الأصل تحولوا إلى مرو وكان علي عالما صاحب حديث كأبيه حدث عنه إسحاق بن راهويه ومحمود بن غيلان وعلي بن خشرم ورجاء بن مرجى ومحمد بن عقيل بن خويلد ومحمد بن رافع وأبو الدرداء عبد العزيز بن منيب واخرون وكان مولده في سنة ثلاثين ومئة قال [[النسائي]] ليس به بأس وقال أبو حاتم ضعيف الحديث قال [[البخاري]] توفي سنة إحدى عشرة ومئتين قلت خرج له البخاري في الأدب ومسلم في مقدمة كتابه وأرباب السنن وهو حسن الحديث كبير القدر
 
===خلف بن تميم===
خلف بن تميم ( س ق ) الإمام الزاهد أبو عبد الرحمن التميمي الكوفي مولى آل جعدة نزل المصيصة للجهاد وصحب إبراهيم بن أدهم وحدث عن عاصم بن محمد وأبي بكر النهشلي والثوري وزائدة وعدة وعنه أبو إسحاق الفزاري أحد شيوخه ومحمد بن سعد وأحمد الدورقي وصاعقة والدوري والصاغاني ومحمد بن الفرج الأزرق وعباس الترقفي وثقه أبو حاتم وقال يحيى بن معين صدوق وقال يعقوب بن شيبة ثقة أحد النساك والمجاهدين قال ابن سعد توفي سنة ثلاث عشرة ومئتين وعنده عن سفيان عشرة آلاف حديث
 
===عمرو بن أبي سلمة===
عمرو بن أبي سلمة ( ع ) الإمام الحافظ الصدوق أبو حفص التنيسي من موالي ابني هاشم دمشقي كن تنيس فنسب إليها حدث عن [[الأوزاعي]] وأبي معيد حفص بن غيلان وعبد الله بن العلاء بن زبر وصدقة بن عبد الله السمين وزهير بن محمد التميمي والليث بن سعد ومالك بن أنس وإدريس بن يزيد الأودي وسعيد بن بشير وسعيد بن عبد العزيز وعدة حدث عنه ولده سعيد وأبو عبد الله الشافعي ودحيم وعبد الله ابن محمد المسندي وأحمد بن صالح والذهلي وابن وارة ومحمد ابن عبد الله بن البرقي وأخوه أحمد وعبد الله بن محمد بن أبي مريم وأحمد بن مسعود المقدسي وأحمد بن عبد الواحد بن عبود وخلق قال حميد بن زنجويه لما رجعنا من مصر دخلنا على [[أحمد بن حنبل]] فقال مررتم بعمرو بن أبي سلمة فقلنا وما عنده خمسون حديثا والباقي مناولة قال كنتم تنظرون في المناولة وتأخذون منها قال الوليد بن بكر العمري عمرو بن أبي سلمة أحد أئمة الأخبار من نمط ابن وهب يختار من قول مالك والأوزاعي قلت حديثه في الكتب الستة ووثقه جماعة وقد ضعفه يحيى بن معين وحده مات سنة أربع عشرة ومئتين وقيل توفي سنة ثلاث عشرة
 
===معاوية بن عمرو بن المهلب===
معاوية بن عمرو ابن المهلب بن عمرو الإمام الحافظ الصادق أبو عمرو الأزدي المعني البغدادي
 
حدث عن إسرائيل وجرير بن حازم وزائدة بن قدامة وعبد الرحمن المسعودي وفضيل بن مرزوق وطبقتهم حدث عنه [[البخاري]] وهو مع الجماعة عن رجل عنه وأبو بكر ابن أبي شيبة ويحيى بن معين وأبو خيثمة وعمرو بن الناقد وأحمد ابن منيع وهارون الحمال وعبد بن حميد ومحمد بن أحمد بن النضر الأزدي سبطه وآخرون قال [[أحمد بن حنبل]] صدوق ثقة وقال ابن معين كان رجلا شجاعا لا يبالي بلقاء عشرين وكان يقال له ابن الكرماني قال محمد بن سعد يروي عن زائدة مصنفه ويروي عن أبي إسحاق الفزاري كتاب السيرة في دار الحرب نزل بغداد وسمع منه أهلها قال علي بن أحمد بن النضر الأزدي رأيت جدي رحمه الله معاوية ابن عمرو وهو عند رأس أمي وهي في الموت فجعل وجهها بحذاء القبلة ورجليها بحذاء القبلة فلما قاربت أن تقضي سترها منا وصلى عليها فكبر أربعا قال وكان مولده في سنة ثمان وعشرين ومئة ومات سنة أربع عشرة ومئتين وقال ابن سعد مات في غرة جمادى الأولى منها
 
===أبو أحمد المؤدب===
أبو أحمد المؤدب ( ع ) الإمان الحافظ الثقة أبو أحمد حسين بن محمد بن بهرام المروذي المؤدب نزيل بغداد حدث عن ابن أبي ذئب وجربر بن حازم وشيبان النحوي وإسرائيل بن يونس وأبي غسان محمد بن مطرف وسليمان بن قرم وطائفة وكان من علماء الحديث حدث عنه [[أحمد بن حنبل]] ويحيى بن معين وأبو خيثمة و[[عبد الرحمن بن مهدي]] وهو من شيوخه ومحمد بن يحيى الذهلي ويعقوب بن شيبة وعباس الدوري وإبراهيم الحربي وحنبل بن إسحاق وخلق سواهم قال معاوية بن صالح الأشعري قال لي أحمد بن حنبل اكتبوا عن أبي أحمد حسين بن محمد وجاء أحمد معي إليه يسأله أن يحدثني وقال محمد بن سعد ثقة وقال [[النسائي]] ليس به بأس قلت اختلفوا في وفاته فقال حنبل مات سنة ثلاث عشرة ومئتين وقال مطين سنة أربع عشر قلت كان من أبناء السبعين أو الثمانين وحديثه في الأصول الستة
 
===خالد بن مخلد===
خالد بن مخلد خ م ت س ق الإمام المحدث الحافط المكثر المغرب أبو الهيثم البجلي الكوفي القطواني وقطوان مكان بالكوفة جل روايته عن أهل المدينة حدث عن مالك وأبي الغصن ثابت بن قيس وسليمان بن بلال ونافع بن أبي نعيم وعلي بن صالح بن حي وكثير بن عبد الله ابن عوف وعبد الله بن جعفر المخزمي ومحمد بن موسى الفطري وعدة حدث عنه [[البخاري]] في صحيحه وعباس الدوري وعبد بن حميد وأبو أمية الطرسوسي ومحمد بن عثمان بن كرامة ومحمد بن شداد المسمعي وخلق سواهم وقد روى الجماعة سوى أبي داود عن رجل عنه وقد حدث عنه من القدماء عبيد الله بن موسى قال يحيى بن معين ما به بأس وقال [[أبو داود]] صدوق لكنه يتشيع وقال [[أحمد بن حنبل]] له أحاديث مناكير وقال محمد بن سعد كان منكر الحديث مفرطا في التشيع كتبوا عنه ضرورة وذكره ابن عدي في كامله فأورد له عدة أحاديث منكرة وقال مطين مات سنة ثلاث عشرة ومئتين وزاد صاحب النبل مات في المحرم وقد روى أبو داود في جمعه لحديث مالك عن رجل عنه وقيل بل القطواني لقب له وقيل نسبة إلى محلة وآخر من حدث عنه موتا محمد بن شداد قاله الخطيب وروى [[البخاري]] حديث من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب عن ابن كرامة عن خالد وهو غريب جدا لم يروه سوى ابن كرامة عنه
 
===سريج بن النعمان===
سريج بن النعمان ( خ ع ) ( خ ق ع ) ابن مروان الإمام أبو الحسين وقيل أبو الحسن البغدادي الجوهري اللؤلؤي حدث عن فليح بن سليمان وحماد بن سلمة ونافع بن عمر المكي وعبد الله بن المؤمل المخزومي وحشرج بن نباتة وأبي عوانة وحماد بن زيد وطبقتهم حدث عنه [[البخاري]] والباقون بواسطة سوي مسلم و[[أحمد بن حنبل]] وأحمد بن منيع ومحمد بن رافع وإسماعيل سمويه وأبو بكر الصاغاني وأبو زرعة الرازي وإبراهيم الحربي وخلق كثير وقد روى البخاري أيضا عن رجل عنه وثقه [[أبو داود]] وقد غلط في أحاديث وقال [[النسائي]] وغيره ليس به بأس قلت كان من أعيان المحدثين قال حنبل توفي يوم الأضحى سنة سبع عشرة ومئتين قلت فيها مات حجاج بن منهال وموسى بن داود الضبي وهشام بن إسماعيل العطار العابد وعمرو بن مسعدة كاتب السر للمأمون وإسماعيل بن مسلمة القعنبي
 
===عبد الله بن عبد الحكم===
عبد الله بن عبد الحكم ( س ) ابن أعين بن ليث الإمام الفقيه مفتي الديار المصرية أبو محمد المصري المالكي صاحب مالك ويقال إنه من موالي عثمان رضي الله عنه ولد سنة خمسن وخمسين ومئة سمع الليث بن سعد ومالك بن أنس ومفضل بن فضالة ومسلم ابن خالد الزنجي ويعقوب بن عبد الرحمن الإسكندراني وبكر بن مضر وابن القاسم وابن وهب وعدة حدث عنه بنوه الأئمة محمد وسعد وعبد الرحمن وعبد الحكم وأبو محمد الدرامي ومحمد بن البرقي وخير بن عرفة ومقدام بن داود الرعيني وأبو يزيد القراطيسي ومحمد بن عمرو أبو الكروس ومالك بن عبد الله بن سيف التجيبي وعدة وثقه أبو زرعة وقال ابن وارة كان شيخ أهل مصر وقال أحمد العجلي لم أر بمصر أعقل منه ومن سعيد بن أبي مريم وقال ابن حبان كان ممن عقل مذهب مالك وفرع على أصوله قلت لم يثبت قول ابن معين إنه كذاب قال أبو عمر الكندي سكن أبوه وجده أعين جميعا بالإسكندرية وبها ماتا وقال [[ابن عبد البر]] صنف عبد الله بن عبد الحكم كتابا اختصر فيه أسمعته من ابن القاسم وابن وهب وأشهب ثم اختصر من ذلك كتابا صغيرا وعلى الكتابين مع غيرهما معول البغداديين المالكية في المدارسة وإياهما شرح القاضي أبو بكر الأبهري قلت وذكروا أنه صنف كتاب الأموال وكتاب مناقب عمر بن عبد العزيز وسارت بتصانيفه الركبان وكان وافر الجلالة كثر المال رفيع المنزلة قال الشيخ إبو إسحاق الفيروزاباذي كان ابن عبد الحكم أعلم أصحاب مالك بمختلف قوله أفضت إليه الرئاسة بمصر بعد أشهب قيل إنه أعطى الشافعي ألف دينار وأخذ له من رئيسين ألفي دينار وكان يزكي العدول ويجرحهم وما كان يشهد ودفن إلى جنب الشافعي قلت وكان يحرض ولده محمد بن عبد الله على ملازمة الشافعي مات في شهر رمضان سنة أربع عشرة ومئتين وله نحو من ستين سنة رحمه الله أخبرنا عمر بن محمد المذهب في جماعة قالوا أخبرنا عبد الله بن عمر أخبرنا أبو الوقت أخبرنا أبو الحسن الداوودي أخبرنا أبو محمد ابن حمويه أخبرنا عيسى بن بن عمر أحبرنا عبد الله بن عبد الرحمن أخبرنا عبد الله بن الحكم حدثنا بكر بن مضر عن جعفر بن ربيعة عن صالح هو ابن عطاء عن جابر أن النبي {{صل}} قال أنا قائد المرسلين ولا فخر وأنا خاتم النبيين ولا فخر وأنا أول شافع وأول مشفع ولا فخر هذا حديث صالح الإسناد وصالح هذا مصري ماعلمت به بأسا
 
===أبو المغيرة===
أبو المغيرة ( ع ) الإمام المحدث الصادق مسند حمص أبو المغيرة عبد القدوس ابن الحجاج الخولاني الحمصي ولد في حدود سنة ثلاثين ومئة وحدث عن صفوان بن عمرو وحريز بن عثمان وأرطاة بن المنذر وأبي بكر بن أبي مريم وعبدة بنت خالد بن معدان وعفير بن معدان وأبي عمرو الأوزاعي وعبد الله بن العلاء بن زبر ويزيد بن عطاء اليشكري وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان وعبد الرحمن المسعودي وسعيد بن سنان وعبد الرحيم بن يزيد بن تميم وسعيد بن عبد العزيز وغيرهم حدث عنه [[أحمد بن حنبل]] وابن معين والذهلي وسلمة بن شبيب وإسحاق الكوسج وأبو محمد الدارمي وأحمد بن عبد الرحيم ابن يزيد الحوطي ومحمد بن عوف ومحمد بن عبد الملك بن زنجويه وأحمد بن عبد الوهاب الحوطي وخلق سواهم قال العجلي ثقة وقال أبو حاتم صدوق وقال [[النسائي]] ليس به بأس قال ابن زنجويه ما رأيت أخوف لله من إسحاق بن سليمان ولا رأيت أخشع من أبي المغيرة ولا أحفظ من بزيد بن هارون ولا أعقل من أبي مسهر ولا أورع من الفريابي قال [[البخاري]] مات أبو المغيرة سنة اثنتي عشرة وصلي عليه أحمد بن حنبل قلت روى عنه البخاري وهو والباقون عن رجل عنه
 
===أسد بن الفرات===
أسد بن الفرات الإمام العلامة القاضي الأمير مقدم المجاهدين أبو عبد الله الحراني ثم المغربي مولده بحران سنة أربع وأربعين ومئة قاله ابن ماكولا وقال غيره سنة خمس ودخل القيروان مع أبيه في الجهاد وكان أبوه الفرات بن سنان من أعيان الجند روى أسد عن مالك بن أنس الموطأ وعن يحيى بن أبي زائدة وجرير بن عبد الحميد وأبي يوسف القاضي ومحمد بن الحسن وغلب عليه علم الرأي وكتب علم أبي حنيفة أخذ عنه شيخه أبو يوسف وقيل إنه تفقه أولا على الإمام علي بن زياد التونسي قيل إنه رجع من العراق فدخل على ابن وهب فقال هذه كتب أبي حنيفة وسأله أن يجيب فيها على مذهب مالك فأبى وتورع فذهب بها إلى ابن القاسم فأجابه بما حفظ عن مالك وبما يعلم من قواعد مالك وتسمى هذه المسائل الأسدية وحصلت بإفريقية له رياسة وإمرة وأخذوا عنه وتفقهوا به وحمل عنه سحنون بن سعيد ثم ارتحل سحنون بالأسدية إلى ابن القاسم وعرضها عليه فقال ابن القاسم فيها أشياء لا بد أن تغير وأجاب عن أماكن ثم كتب إلى أسد بن الفرات أن عارض كتبك بكتب سحنون فلم يفعل وعز عليه فبلغ ذلك ابن القاسم فتألم وقال اللهم لا تبارك في الأسدية فهي مرفوضة عند المالكية قال أبو زرعة الرازي كان عند ابن القاسم نحو ثلاث مئة جلد مسائل عن مالك وكان أسد من أهل المغرب سأل محمد بن الحسن عن مسائل ثم سأل ابن وهب فلم يجبه فأتى ابن القاسم فتوسع له وأجاب بما عنده عن مالك وبما يراه قال والناس يتكلمون في هذه المسائل قال عبد الرحيم الزاهد قدم علينا أسد فقلت بم تأمرني بقول مالك أو بقول أهل العراق فقال إن كنت تريد الآخرة فعليك بمالك وقيل نفذت نفقة أسد وهو عند محمد فكلم فيه الدولة فنفذوا إليه عشرة آلاف درهم وقد كان أسد ذا إتقان وتحرير لكتبه لقد بيعت كتب فقيه فنودي عليها هذه قوبلت على كتب الإفريقي فاشتروها ورقتين بدرهم وعن ابن القاسم أنه قال لأسد أنا أقرأ في اليوم والليلة ختمتين فأنزل لك عن ختمة يعني لاشتغاله به قال داود بن أحمد رأيت أسدا يعرض التفسير فقرأ " إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدوني " فقال ويل أم أهل البدع يزعمون أن الله خلق كلاما يقول أنا قلت آمنت بالذي يقول إني أنا الله وبأن موسى كليمه سمع هذا منه ولكني لا أدري كيف تكلم الله مضى أسد أميرا على الغزاة من قبل زيادة الله الأغلبي متولي المغرب فافتتح بلدا من جزيرة صقلية وأدركه أجله هناك في ربيع الآخر سنة ثلاث عشرة ومئتين وكان مع توسعه في العلم فارسا بطلا شجاعا مقداما زحف إليه صاحب صقلية في مئة ألف وخمسين ألفا قال رجل فلقد رأيت أسدا وبيده اللواء يقرأ سورة يس ثم حمل بالجيش فهزم العدو ورأيت الدم وقد سال على قناة اللواء وعلى ذراعه ومرض وهو محاصر سرقوسية ولما ولاه صاحب المغرب الغزو قال قد زدتك الإمرة وهي أشرف فأنت أمير وقاض
 
===أبو مسهر===
أبو مسهر ( 4 ) عبد الأعلى بن مسهر بن عبد الأعلى بن مسهر الإمام شيخ الشام أبو مسهر بن أبي ذرامة الغساني الدمشقي الفقيه قرأ القرآن على أيوب بن تميم وصدقة بن خالد وسويد بن عبد العزيز عن تلاوتهم على يحيى الذماري وقرأ القرآن آيضا على سعيد بن عبد العزيز ولازمه وسمع منه ومن عبد الله بن العلاء بن زبر وسعيد بن بشر ومعاوية بن سلام ومالك بن أنس ويحيى بن إسماعيل بن أبي المهاجر ويحيى بن حمزة القاضي وإسماعيل بن عياش ومحمد بن مهاجر وإسماعيل بن عبد الله بن سماعة وخالد بن يزيد المري وعدة وأخذ بمكة عن ابن عيينة وأخذ حرف نافع بن أبي نعيم عنه وكان من أوعية العلم مولده سنة أربعين ومئة روى عنه مروان بن محمد الطاطري ويحيى بن معين وأحمد ابن حنبل ومحمد بن عائذ ودحيم وسليمان بن بنت شرحبيل وأحمد ابن أبي الحواري ومحمد بن يحيى الذهلي وأبو عبد الله البخاري ولكن قل ما روى عنه وإسحاق الكوسج وعباس الترفقي وأبو بكر الصغاني وأبو محمد الدرامي وأبو أمية الطرسوسي ومحمد بن عوف وإبراهيم بن ديزيل وأبو حاتم الرازي وإسماعيل بن عبد الله سمويه وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة وأبو زرعة النصري وهارون بن موسى الأخفش المقرئ وعبد الرحمن بن الرواس الهاشمي وخلق سواهم قال دحيم ولد في صفر سنة أربعين ومئة وقال أبو مسهر قد رأيت [[الأوزاعي]] ورأيت ابن جابر وجالسته قال ابن سعد كان أبو مسهر رواية سعيد بن عبد العزيز وكان أشخص من دمشق إلى المأمون بالرقة فسأله عن القرآن فقال هو كلام الله وأبى أن يقول مخلوق فدعا له بالنطع والسيف ليضرب عنقه فلما رأى ذلك قال مخلوق فتركه من القتل وقال أما إنك لو قلت ذاك قبل السيف لقبلت منك ولكنك تخرج الآن فتقول قلت ذاك فرقا من القتل فأمر بحبسه ببغداد في ربيع الآخر سنة ثمان عشرة ومات بعد قليل في الحبس في غرة رجب من السنة فشهده قوم كثير من أهل بغداد قال أبو زرعة عن أبي مسهر ولد لي ولد والأوزاعي حي وجالست سعيد بن عبد العزيز ثنتي عشرة سنة وما كان أحد من أصحابي أحفظ لحديثه مني غير أني نسيت وسمعت أبا مسهر يقول كتب إلي [[أحمد بن حنبل]] لأكتب إليه بحديث أم حبيبة في مس الفرج قال أبو إسحاق الجوزجاني سمعت يحيى بن معين يقول الذي يحدث ببلد به من هو أولى بالتحديث منه أحمق وإذا رأيتني أحدث ببلد فيها مثل أبي مسهر فينبغي للحيتي أن تحلق روى الفصل الثاني أحمد بن أبي الحواري عن يحيى أيضا محمد بن عائذ عن ابن معين قال منذ خرجت من الأنبار إلى أن رجعت ما رأيت مثل أبي مسهر أبو حاتم حدثنا أحمد بن أبي الحواري سمعت ابن معين يقول ما رأيت منذ خرجت من بلادي أحدا أشبه بالمشيخة الذين أدركتهم من أبى مسهر قال فياض بن زهير سمعت يحيى بن معين يقول كل من ثبت أبو مسهر من الشاميين فهو مثبت قال أبو زرعة الدمشقي قال لي أحمد بن حنبل عندكم ثلاثة أصحاب حديث الوليد ومروان بن محمد وأبو مسهر قال [[أبو داود]] سمعت أحمد بن حنبل يقول رحم الله أبا مسهر ما كان أثبته وجعل يطريه قال أبو زرعة رأيت أبا مسهر يحضر الجامع بأحسن هيئة في البياض والساج والخف ويعتم على طويلة بعمامة سوداء عدنية قال ابن أبي حاتم سألت أبي عن أبي مسهر فقال ثقة ما رأيت أفصح منه ممن كتبنا عنه هو وأبو الجماهر قال أبو الحسن محمد بن الفيض خرج السفياني المعروف بأبي العميطر علي بن عبد الله بن خالد بن يزيد بن معاوية وأمه هي نفيسة بنت عبيد الله بن عباس بن علي بن أبي طالب في سنة خمس وتسعين ومئة فولى أبا مسهر قضاء دمشق كرها ثم إنه تنحى عن القضاء لما خلع أبو العميطر قال محمد بن عوف الطائي سمعت أبا مسهر يقول قال لي سعيد ابن عبد العزيز ما شبهتك في الحفظ إلا بجدك أبي ذرامة ما كان يسمع شيئا إلا حفظه وقال أبو الجماهير محمد بن عثمان ما رأيت بالشام مثل أبي مسهر قال العباس بن الوليد البيروتي سمعت أبا مسهر يقول لقد حرصت على علم الأوزاعي حتى كتبت عن ابن سماعة ثلاثة عشر كتابا حتى لقيت أباك الوليد فوجدت عنده علما لم يكن عند القوم قال ابن زنجويه سمعت أبا مسهر يقول عرامة الصبي في صغره زيادة في عقله في كبره قال ابن ديزيل سمعت أبا مسهر ينشد
 
هبك عمرت مثل ما عاش نوح * ثم لاقيت كل ذاك يسارا
 
هل من الموت لا أبالك يد * أي حي إلى سوى الموت صارا
 
'''مبدأ محنة الإمام أبي مسهر'''
 
قال علي بن عثمان النفيلي كنا على باب أبي مسهر جماعة من أصحاب الحديث فمرض فعدناه وقلنا كيف أصبحت قال في عافية راضيا عن الله ساخطا على ذي القرنين كيف لم يجعل سدا بيننا وبين أهل العراق كما جعله بين أهل خراسان وبين يأجوج ومأجوج فما كان بعد هذا إلا يسيرا حتى وافي المأمون دمسق ونزل بدير مران وبنى القبة فوق الجبل فكان بالليل يأمر بجمر عظيم فيوقد ويجعل في طسوت كبار تدلى من عند القيبية بسلاسل وجبال فتضيء لها الغوطة فيبصرها بالليل وكان لأبي مسهر حلقة في الجامع بين العشاءين عند حائد الشرقي فبينا هو ليلة إذ قد دخل الجامع ضوء عظيم فقال أبو مسهر ما هذا قالوا النار التي تدلى من الجبل لأمير المؤمنين حتى تضيء له الغوطة فقال " أتبنون بكل ريع آية تعبثون وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون " الآية وكان في الحلقة صاحب خبر للمأمون فرفع ذلك إلى المأمون فحقدها عليه وكان قد بلغه أيضا أنه كان على قضاء أبي العميطر فلما رحل المأمون أمر بحمل أبي مسهر إليه فامتحنه بالرقة في القرآن قلت قد كان المأمون بأسا وبلاء على الأسلام أبو الدحداح أحمد بن محمد حدثنا الحسن بن حامد النيسابوري حدثني أبو محمد سمعت أصبغ وكان مع أبي مسهر هو وابن أبي النجا خرجا معه يخدمانه فحدثني أصبغ أن أبا مسهر دخل على المأمون بالرقة وقد ضرب رقبة رجل وهو مطروح فأوقف أبا مسهر في الحال فامتحنه فلم يحبه فأمر به فوضع في النطع ليضرب عنقه فأجاب إلى خلق القرآن فأخرج من النطع فرجع عن قوله فأعيد إلى النطع فأجاب فأمر به أن يوجه إلى العراق ولم يثق بقوله فما حذر وأقام عند إسحاق بن إبراهيم يعني نائب بغداد أياما لا تبلغ مئة يوم ومات رحمه الله قال الحسن بن حامد فحدثني عبد الرحمن عن رجل يكنى أبا بكر أن أبا مسهر أقيم ببغداد ليقول قولا يبرئ فيه نفسه من المحنة ويوقى المكروه فبلغني أنه قال في ذلك الموقف جزى الله أمير المؤمنين خيرا علمنا ما لم نكن نعلم وعلم علما ما علمه من كان قبله وقال قل القرآن مخلوق وإلا ضربت عنقك ألا فهو مخلوق قال فأرجو أن يكون له في هذه المقالة نجاة الصولي حدثنا عون بن محمد عن أبيه قال قال أسحاق بن إبراهيم لما صار المأمون إلى دمشق ذكروا له أبا مسهر ووصفوه بالعلم والفقه فأحضره فقال ما تقول في القرآن قال كما قال تعالى " وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله " فقال أمخلوق هو أو غير مخلوق قال ما يقول أمير المؤمنين قال مخلوق قال يخبر عن رسول الله {{صل}} أو عن الصحابة أو التابعين قال بالنظر واحتج عليه فقال يا أمير المؤمنين نحن مع الجمهور الأعظم أقول بقولهم والقرآن كلام الله غير مخلوق قال يا شيخ أخبرني عن النبي صلي الله عليه وسلم هل اختتن قال ما سمعت في هذا شيئا قال فأخبرني عنه أكان يشهد إذا زوج أو تزوج قال ولا أدري قال اخرج قبحك الله وقبح من قلدك دينه وجعلك قدوة قال أبو حاتم الرازي ما رأيت أحدا أعظم قدرا من أبي مسهر كنت أراه إذا خرج إلى المسجد اصطف الناس يسلمون عليه ويقبلون يده قال أحمد بن علي بن الحسن البصري سمعت أبا داود السجستاني وقيل له إن أبا مسهر كان متكبرا في نفسه فقال كان من ثقات الناس رحم الله أبا مسهر لقد كان من الإسلام بمكان حمل على المحنة فأبى وحمل على السيف فمد رأسه وجرد السيف فأبى فلما رأوا ذلك منه حمل إلى السجن فمات وقيل عاش أبو مسهر تسعا وسبعين سنة قال الذهلي سمعت أبا مسهر ينشد
 
ولا خير في الدنيا لمن لم يكن له * من الله في دار المقام نصيب
 
فإن تعجب الدنيا رجالا فإنه * متاع قليل والزوال قريب
 
قال أبو حسان الزيادي وغيره مات أبو مسهر في رجب سنة ثمان عشرة ومئتين قلت حديثه في الكتب الستة أخبرنا أحمد بن إسحاق الأبرقوهي أخبرنا أحمد بن يوسف والفتح بن عبد الله ببغداد قالا أخبرنا محمد بن عمر الأرموي وأخبرنا أحمد بن هبة الله عن عبد المعز بن محمد أخبرنا يوسف بن أيوب الزاهد وأخبرنا عمربن عبد المنعم أنبأنا عبد الجليل بن مندويه أخبرنا نصر بن المظفر قالوا أخبرنا أبو الحسين بن النقور أخبرنا علي بن عمر الحربي حدثنا أحمد بن الحسن الصوفي حدثنا يحيى بن معين حدثنا أبو مسهر عن سعيد بن عبد العزيز قال ابن عمر وضوء على وضوء عشر حسنات قرأت على أحمد بن تاج الأمناء أخبركم مكرم بن محمد القرشي أخبرنا حمزة بن علي الثعلبي أخبرنا الحسن بن أحمد بن أبي الحديد سنة اثنتين وثمانين وأربع مئة ( ح ) وأخبرنا أحمد بن هبة الله وابن عمه عبد المنعم قالا أخبرنا أبو طالب محمد بن عبد الله بن صابر وإبراهيم وعبد العزيز ابنا بركات الخشوعي قالوا أخبرنا أبو المعالي بن صابر أخبرنا أبو القاسم النسيب وأبو الحسن علي بن الموازيني وأخوه أبو الفضل وأبو طاهر الحنائي وأبو القاسم الكلابي وعلي بن طاهر النحوي قالوا كلهم أخبرنا محمد بن علي بن سلوان المازني أخبرنا أبو الفضل بن جعفر المؤذن أخبرنا أبو بكر عبد الرحمن بن القاسم الهاشمي حدثنا أبو مسهر حدثنا معاوية بن سلام سمعت جدي أبا سلام يحدث عن كعب الأحبار قال قال رسول الله {{صل}} من قال في يوم سبحان الله وبحمده مئتي مرة غفرت ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر هذا خبر في إرسال وفيه انقطاع لأن أبا سلام لم يلق كعبا وفي تاريخ أبي زرعة قلت لأبي مسهر سمع معاوية بن سلام من جده قال نعم حدثني أنه سمع جده أبا سلام فذكر الحديث موقوفا
 
===زينب بنت سليمان===
{{سير أعلام النبلاء/عباسيون}}
 
زينب بنت الأمير سليمان عم المنصور العباسية التي ينسب إليها الزينبيون كانت طفلة مع أهلها بالحميمة ثم نشأت في السعادة ورأت عدة خلفاء أولهم ابن عمها السفاح ثم المنصور ثم المهدي ثم الهادي ثم الرشيد ثم الأمين ثم المأمون وطال عمرها وولي أبوها وأخواها محمد وجعفر روت عن أبيها حدث عنها ولدها عبد الله بن محمد بن إبراهيم الإمام وعاصم ابن علي وأحمد بن الخليل بن مالك ومحمد بن صالح القرشي وعبد الصمد بن موسى العباسي والمأمون وكان يكرمها ويجلها وبقيت إلى سنة بضع عشرة ومئتين ويقال عاشت إلى بعد المأمون وعمرت فطراد الزينبي وأقاربه من ذرية عبد الله ولدها
 
===حبان بن هلال===
حبان بن هلال ( 4 ) الإمام الحافظ الحجة أبو حبيب الباهلي ويقال الكناني البصري حدث عن شعبة ومعمر بن راشد وسلم بن زرير وهمام بن يحيى وأبان بن يزيد وجويرية بن أسماء وحماد بن سلمة وعدة حدث عنه أحمد وإسحاق الكوسج وأحمد بن سعيد الدارمي وعبد بن حميد وأبو محمد الدرامي ومحمد بن الحسين الحنيني ويعقوب الفسوي وخلق سواهم وكان قد قطع الرواية قبل موته بسنوات فلهذا لم يسمع منه [[البخاري]] ولا أبو حاتم وقد وثقه يحيى بن معين و[[أحمد بن حنبل]] وقال محمد بن سعد كان ثقة حجة ثبتا امتنع من التحديث قبل موته قال ومات بالبصرة في شهر رمضان سنة ست عشرة ومئتين قال أحمد بن حنبل حبان إليه المنتهى في التثبت بالبصرة وقال بكار بن قتيبة ما رأيت نحويا يشبه الفقهاء إلا حبان بن هلال والمازني قلت كان حبان آخر من حدث عن معمر ومولده في حدود الثلاثين ومئة رحمه الله
 
===طلق بن غنام===
طلق بن غنام ( خ 4 ) ابن طلق بن معاوية المحدث الحافظ ابن عم القاضي حفص بن غياث النخعي الكوفي ونائبه على القضاء وكان كاتب الحكم لشريك القاضي سمع زائدة وشيبان والمسعودي ومالك بن مغول وهو أكبر شيخ له وهمام بن يحيى وشريك بن عبد الله وجماعة وعنه [[البخاري]] وأرباب السنن بواسطة و[[أحمد بن حنبل]] وأبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة وأبو كريب وأبو أمية الطرسوسي وعباس الدوري وعبد الله بن الحسين المصيصي وآخرون قال ابن سعد ثقة صدوق مات في رجب سنة إحدى عشرة ومئتين وقال [[أبو داود]] صالح الحديث
 
===زبيدة الست===
{{سير أعلام النبلاء/عباسيون}}
 
زبيدة الست المحجبة أمة العزيز وتكنى أم جعفر بنت جعفر بن المنصور أبي جعفر العباسية والدة الأمين محمد بن الرشيد قيل لم تلد عباسية خليفة سواها وكانت عظيمة الجاه والمال لها آثار حميدة في طريق الحج وجدها المنصور هو لقبها زيبدة ومن حشمتها أنها لما حجت نابها بضعة وخمسون ألف ألف درهم وكان في قصرها من الجواري نحو من مئة جارية كلهن يحفظن القرآن وكان المأمون يبالغ في إجلالها وقالت له مرة لئن فقدت ابنا خليفة لقد عوضت ابنا خليفة ألده وما خسر من اعتاض مثلك توفيت سنة ست عشرة ومئتين
 
===عفان بن مسلم===
عفان ( 4 ) ابن مسلم بن عبد الله مولى عزرة بن ثابت الأنصاري الإمام الحافظ محدث العراق أبو عثمان البصري الصفار بقية الأعلام ولد سنة أربع وثلاثين ومئة تحديدا أو تقريبا وسمع من شعبة وهشام الدستوائي وهمام والحمادين وصخر بن جويرية وديلم بن غزوان ووهيب بن خالد وسليمان بن المغيرة والأسود بن شيبان وطبقتهم من مشيخة بلده واستوطن بغداد حدث عنه [[البخاري]] وحديثه في الكتب الستة بواسطة وحدث عنه أيضا أحمد وابن المديني وابن معين وإسحاق والفلاس وابن أبي شيبة والذهلي والقواريري وخلف بن سالم وابن سعد وأبو خيثمة والزعفراني وابن نمير وأبو كريب وجعفر بن محمد بن شاكر وهلال بن العلاء وأبو زرعة وأبو حاتم وعبد الله بن أحمد الدورقي وعلي بن عبد العزيز والحسن بن سلام السواق وإبراهيم الحربي وإسحاق بن الحسن الحربي وخلق كثير قال أبو حاتم ثقة إمام وقال مرة أخرى ثقة متقن متين وقال أحمد بن عبد الله العجلي عفان يكنى أبا عثمان ثقة ثبت صاحب سنة كان على مسائل معاذ بن معاذ القاضي فجعل له عشرة آلاف دينار على أن يقف عن تعديل رجل فلا يقول عدل ولا غير عدل فأبى وقال لا أبطل حقا من الحقوق وكان يذهب برقاع المسائل إلى الموضع البعيد يسأل فجاء يوما إلى معاذ بالرقاع وقد تلطخت بالناطق فقال أي شيء هذا قال إني أذهب إلى الموضع البعيد فأجوع فأخذت ناطفا جعلته في كمي أكلته الدغولي حدثنا عبد الله بن جعفر بن خاقان المروزي قال سمعت عمرو بن علي قال جاءني عفان في نصف النهار فقال لي عندك شيء نأكله فما وجدت في منزلي خبزا ولا دقيقا ولا شيئا نشتري به فقلت إن عندي سويق شعير فقال لي أخرجه فأخرجته فأكل منه أكلا جيدا فقال ألا أخبرك بأعجوبة شهد فلان وفلان عند القاضي معاذ بن معاذ بأربعة آلاف دينار على رجل فآمرني أن أسأل عنهما فجاءني صاحب الدنانير فقال لك نصفها وتعدل شاهدي فقلت استحييت لك قال وكان عفان على مسألة معاذ قال وقيل لمعاذ ما تصنع بعفان وهو مغفل فسكت فوجهه يوما في مسألة فذهب فسأل عنهم وجعل المسألة في كمه واشترى قبيطا وجعله في كمه وجاء فأخرج إلى معاذ المسألة وقد اختلط بها القبيط فضحك وقال من يلومني على عفان قال حنبل حضرت أبا عبد الله وابن معين عند عفان بعدما دعاه إسحاق بن إبراهيم للمحنة وكان أول من امتحن من الناس عفان فسأله يحيى من الغد بعدما امتحن وأبو عبد الله حاضر ونحن معه فقال أخبرنا بما قال لك إسحاق قال يا أبا زكريا لم أسود وجهك ولا وجوه أصحابك إني لم أجب فقال له فكيف كان قال دعاني وقرأ علي الكتاب الذي كتب به المأمون من الجزيرة فإذا فيه امتحن عفان وادعه إلى أن يقول القرآن كذا وكذا فادن قال ذلك فأقره على أمره وإن لم يجبك إلى ما كتبت به إليك فاقطع عنه الذي يجري عليه وكان المأمون يجري على عفان كل شهر خمس مئة درهم فلما قرأ علي الكتاب قال لي إسحاق ما تقول فقرأت عليه " قل هو الله أحد " حتى ختمتها فقلت أمخلوق هذا فقال يا شيخ إن أمير المؤمنين يقول إنك إن لم تجبه إلى الذي يدعوك إليه يقطع عنك ما يجري عليك فقلت " وفي السماء رزقكم وماتوعدون " فسكت عني وانصرفت فسر بذلك أبو عبد الله ويحيى قلت هذه الحكاية تدل على جلالة عفان وارتفاع شأنه عند الدولة فإن غيره امتحن وقيد وسجن وعفان فعلوا معه غير قطع الدراهم عنه قال القاسم بن أبي صالح سمعت إبراهيم بن ديزيل يقول لما دعى عفان للمحنة كنت آخذا بلجام حماره فلما حضر عرض عليه القول فامتنع أن يجيب فقيل له يحبس عطاؤك قال وكان يعطي في كل شهر ألف درهم فقال " وفي السماء رزقكم وما توعدون " فلما رجع إلى داره عذله نساؤه ومن في داره قال وكان في داره نحو أربعين إنسانا فدق عليه الباب فدخل عليه رجل شبهته بسمان أو زيات ومعه كيس فيه ألف درهم فقال يا أبا عثمان ثبتك الله كما ثبت الدين وهذا في كل شهر حاجب الطوسي حدثنا عبد الرحيم بن منيب قال قال عفان اختلف أنا وفلان إلى حماد بن سلمة سنة لا نكتب شيئا وسألناه الأملاء فلما أعياه دعا بنا إلى منزله فقال ويحكم تشلون علي الناس قلنا لا نكتب إلا إملاء فأملى بعد ذلك قال ابن معين إذا اختلف أبو الوليد وعفان عن حماد فالقول قول عفان عفان أثبت منه وأكيس في كل شيىء وأبو الوليد ثقة ثبت وعفان أثبت من أبي نعيم ابن الغلابي قال ذكر لابن معين عفان وثبته فقال قد أخذت علية خطأه في غير حديث عمر بن أحمد الجوهري سمعت جعفر بن محمد الصائغ قال اجتمع علي بن المديني وابن أبي شيبة و[[أحمد بن حنبل]] وعفان فقال عفان ثلاثة يضعفون في ثلاثة علي في حماد بن زيد وأحمد في إبراهيم بن سعد وأبو بكر في شريك فقال علي ورابع معهم قال من قال عفان في شعبة ثم قال الجوهري وأربعتهم أقوياء ولكن هذا على المزاح قلت ولأنهم كتبوا وهم صغار عن المذكورين قال أحمد بن حنبل ما رأيت الألفاظ في كتاب أحد من أصحاب شعبة أكثر منها عند عفان يعني أنبأنا وأخبرنا وسمعت وحدثنا يعني شعبة قال حنبل سألت أبا عبد الله عن عفان فقال عفان وجبان وبهز هؤلاء المتثبتون ثم قال قال عفان كنت أوقف شعبة على الأخبار قال وعفان أضبطهم للأسامي قال أحمد بن أبي عوف حدثنا حسن بن علي الحلواني سمعت يحيى بن معين يقول كان عفان وبهز وحبان يختلفون إلي فكان عفان أضبطهم للحديث وأنكدهم عملت عليهم مرة في شيء فما فطن لي إلا عفان وقال أبو داود عفان أثبت من حبان قال حسان بن حسن المجاشعي قال ابن المديني قال عفان ما سمعت من أحد حديثا إلا عرضت عليه غير شعبة فإنه لم يمكني أن أعرض عليه وذكر عنده عفان يعني عند علي فقال كيف أذكر رجلا يشك في حرف فيضرب على خمسة أسطر وسمعت عليا يقول قال عبد الرحمن أتينا أبا عوانة فقال من على الباب فقلنا عفان وبهز وحبان فقال هؤلاء بلاء من البلاء قد سمعوا يريدون أن يعرضوا وقال أحمد كان عفان يسمع بالغذاة ويعرض بالعشي وقال الزعفراني قلت لأحمد من تابع عفان على كذا فقال وعفان يحتاج إلى متابع وقال أحمد من يفلت من التصحيف كان يحيى بن سعيد يشكل الحرف إذا كان شديدا وكان هؤلاء أصحاب الشكل عفان وبهز وحبان قال يعقوب بن شيبة سمعت يحيى بن معين يقول أصحاب الحديث خمسة مالك وابن جريج والثوري وشعبة وعفان عباس عن ابن معين قال كان والله عفان أثبت من أبي نعيم في حماد بن سلمة محمد بن العباس [[النسائي]] سألت ابن معين من أثبت [[عبد الرحمن بن مهدي]] أو عفان قال عبد الرحمن أحفظ لحديثه وحديث الناس ولم يكن من رجال عفان في الكتاب وكان عفان أسن منه بسنتين وعن عفان عن يحيى بن سعيد وعبد الرحمن أنهما اختلفا في حديث فبعثا يسألاني وقال القواريري قال لي يحيى بن سعيد ما أحد يخالفني في الحديث أشد علي من عفان محمد بن الحسن بن علي بن بحر حدثنا الفلاس قال رأيت يحيى يوما حدث بحديث فقال له عفان ليس هو هكذا فلما كان من الغد أتيت يحيى فقال هو كما قال عفان ولقد سألت الله أن يكون عندي على خلاف ما قال عفان قلت هكذا كان العلماء فانظر يا مسكين كيف أنت عنهم بمعزل قال الزعفراني رأيت يحيى بن معين يعرض على عفان ما سمعه من يحيى بن سعيد القطان محمد بن عبد الرحمن المقرئ سمعت المعيطي يقول عفان اثبت من يحيى بن سعيد القطان محمد بن عبد الرحمن بن فهم سمعت ابن معين يقول عفان أثبت من عبد الرحمن ما أخطأ عفان قط إلا مرة في حديث أنا لقنته إياه فأستغفر الله قال خلف بن سالم ما رأيت من يحسن الحديث إلا عفان بن مسلم وبهز بن أسد قال يعقوب بن شيبة عفان ثقة ثبت متقن صحيح الكتاب قليل الخطأ وقال عبد الرحمن بن خراش عفان ثقة من خيار المسلمين وقال ابن المديني عفان وأبو نعيم لا أقبل قولهما في الرجال لا يدعون أحدا إلا وقعوا فيه يعني أنه لا يختار قولهما في الجرح لتشديدهما فأما إذا وثقا أحدا فناهيك به وروى عبد الله بن أحمد عن أبيه قال لزمنا عفان عشر سنين وكان أثبت من ابن مهدي وقال أبو حاتم عفان أمام ثقة متين متقن جعفر بن أبي عثمان الطيالسي سمعت عفان يقول يكون عند أحدهم حديث فيخرجه بالمقرعة كتبت عن حماد بن سلمة عشرة آلاف حديث ما حدثت منها بألفين وكتبت عن عبد الواحد بن زياد ستتة آلاف حديث ما حدثت منها بألف وكتبت عن وهيب أربعة آلاف ما حدثت منها بألف حديث قلت ما فوق عفان أحد في الثقة وقد تناكد الحافظ ابن عدي بإيراده في كتاب الكامل لكنه أبدى أنه ذكره ليذب عنه فإن إبراهيم ابن أبي داود قال سمعت سليمان بن حرب يقول أترى عفان كان يضبط عن شعبة والله لو جهد جهده أن يضبط عنه حديثا واحدا ما قدر عليه كان بطيئا رديء الفهم ثم قال ابن عدي عفان أشهر وأوثق من أن يقال فيه شيء ولا أعلم له إلا أحاديث مراسيل عن حماد بن سلمة وغيره وصلها وأحاديث موقوفة رفعها وهذا مما لا ينقصه فإن الثقة قد يهم وعفان كان قد رحل إليه أحمد بن صالح من مصر كانت رحلته إليه خاصة دون غيره الفسوي في تاريخه قال سلمة بن شبيب قلت لأحمد بن حنبل طلبت عفان في منزله قالوا خرج فخرجت أسأل عنه فقيل توجه هكذا فجعلت أمضي أسأل عنه حتى أنتهيت إلى مقبرة وإذا هو جالس يقرأ على قبر بنت أخي ذي الرياستين فبزقت عليه وقلت سوءة لك قال يا هذا الخبز الخبز قلت لا أشبع الله بطنك قال فقال لي أحمد لا تذكرن هذا فإنه قد قام في المحنة مقاما محمودا عليه ونحو هذا من الكلام قال الحسن الحلواني قلت لعفان كيف لم تكتب عن عكرمة بن عمار قال كنت قد ألححت في طلبه الحديث فأضر ذلك بي فحلقت لا أكتب الحديث ثلاثة أيام فقدم عكرمة في تلك الثلاثة الأيام فحدث ثم خرج ابن عدي حدثنا زكريا الساجي حدثنا أحمد بن محمد البغدادي حدثنا عفان حدثنا همام حدثنا قتادة عن الحسن عن أبي بكرة قال نهى رسول الله {{صل}} أن يتعاطى السيف مسلولا وكان بسام لقنه هماما فلما فرغه قال له بسام ما حدثكم بهذا همام ولا حدثه قتادة هماما ففكر في نفسه وعلم أنه أخطأ فمد يده إلى لحية بسام وقال ادعوا لي صاحب الربع يا فاجر قال فما خلصوه منه إلا بالجهد قال أبو حفص الفلاس حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا شعبة وهشام عن قتادة عن جابر بن زيد عن ابن عباس رفعه شعبة قال يقطع الصلاة الكلب والحمار والمرأة قال الفلاس فقال له عفان حدثنا همام عن قتادة عن صالح أبي الخليل عن جابر بن زيد عن ابن عباس فبكى يحيى وقال اجترأت علي دهب أصحابي خالد ابن الحارث ومعاذ بن معاذ قلت مثل هذا يجوز أن يكون حدث به قتادة مرة عن جابر فدلسه كعوائده ومرة رواه عن صالح عن جابر أبي الشعثاء والله أعلم أنبأنا ابن علان أخبرنا الكندي أخبرنا القزاز أخبرنا الخطيب أخبرنا العتيقي حدثنا محمد بن العباس أخبرنا سليمان بن إسحاق الجلاب سمعت إيراهيم الحربي يقول قال لي أبو خيثمة كنت أنا ويحيى بن معين عند عفان فقال لي كيف تجدك كيف كنت في سفرك بر الله حجك فقلت لم أحج قال ما شككت أنك حاج ثم قلت له كيف تجدك يا أبا عثمان قال بخير الجارية تقول لي أنت مصدع وأنا في عافية فقلت أيش أكلت اليوم قال أكلت أكلة رز وليس أحتاج إلى شيء إلى غد أو بالعشي آكل أخرى تكفيني لغد قال إبراهيم الحربي فلما كان بالعشي جئت إليه فنظرت إليه كما حكى أبو خيثمة فقال له إنسان إن يحيى يقول إنك قد اختلطت فقال لعن الله يحيى أرجو أن يمتعني الله بعقلي حتى أموت قال الحربي يكون ساعة خوفا وساعة عقلا أحمد بن أبي خيثمة سمعت أبي ويحيى يقولان أنكرنا عفان في صفر لأيام خلون منه سنة تسع عشرة ومئتين ومات بعد أيام قلت كل تغير يوجد في مرض الموت فليس بقادح في الثقة فإن غالب الناس يعتريهم في المرض الحاد نحو ذلك ويتم لهم وقت السياق وقبله أشد من ذلك وإنما المحذور أن يقع الاختلاط بالثقة فيحدث في حال اختلاطه بما يضطرب في إسناده أو متنه فيخالف فيه وأما قوله فتوفي بعد أيام من سنة تسع عشرة فوهم فإنه قد روي في الحكاية بعينها أن ذلك كان في سنة عشرين وهذا هو الحق فإن عفان كاد أبو داود أن يلحقه وإنما دخل أبو داود بغداد في سنة عشرين وقد قال شهدت جنازة عفان وقال [[البخاري]] مات عفان في ربيع الأخر سنة عشرين ومئتين أو قبلها وقال مطين وابن سعد مات سنة عشرين قلت عاش خمسا وثمانين سنة رحمه الله أخبرنا شيخ الإسلام شمس الدين عبد الرحمن بن أبي عمر في جماعة إذنا قالوا أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد المؤدب أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد الشيباني أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم البزاز أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي حدثنا جعفر بن محمد ابن شاكر الصائغ حدثنا عفان بن مسلم حدثنا همام حدثنا قتادة حدثني أبو أيوب العتكي عن جويرية بنت الحارث رضي الله عنها أن النبي ذخل عليها يوم جمعة وهي صأئمة فقال أصمت أمس قالت لا قال أتريدين أن تصومي غدا قالت لا قال فأفطري 66 أحمد بن أبي خالد الأحوال الكاتب أبو العباس وزر للمأمون بعد الفضل بن سهل وكان جوادا ممدحا شهما داهية سائسا زعرا قال له رجل لقد أعطيت ما لم يعط رسول الله {{صل}} قال ويلك ما هو قال إن الله قال لنبيه {{صل}} " لو كنت فظا غليظ القلب لا نفضوا من خولك " وأنت فظ غليظ ولا ينفض من حولك وكان أبوه كاتبا لوزير المهدي أصله من الأردن وقد ناب أحمد في الوزارة عن الحسن بن سهل قال الصولي حدثنا القاسم بن إسماعيل سمعت إبراهيم بن العباس يقول بعثني أحمد بن أبي خالد إلى الأمير طلحة بن طاهر وقال لي قل له ليست لك بالسواد قرية وهذه ألف ألف درهم فاشترها بها قرية والله لئن فعلت لتسرني وإن أبيت لتغضبني فردها وقال أخذها غنم والحال بيننا ترتفع عن مزيد الود أو نقصه قال فما رأيت أكرم منهما وقال أحمد بن أبي طاهر كان أحمد عابسا مكفهرا في وجه الخاص والعام غير أن فعله كان حسنا ومن كلام أحمد قال من لم يقدر على نفسه بالبذل لم يقدر على عدوه بالقتل قلت الشجاعة والسخاء أخوان فمن لم يجد بماله فلن يجود بنفسه مات أحمد بن أبي خالد سنة اثنتي عشرة ومئتين
 
===عمرو بن عاصم===
عمرو بن عاصم ( ع ) الكلابي القيسي البصري الحافظ أحد الأثبات سمع جده عبيد الله بن الوازع وشعبة وجرير بن حازم وهمام ابن يحيى وطبقتهم حدث عنه [[البخاري]] وأبو محمد الدارمي وعبد بن حميد ويعقوب الفسوي والكديمي وخلق كثير وثقه يحيى بن معين وقال [[النسائي]] ليس به بأس قال إسحاق بن سيار سمعته يقول كتبت عن حماد بن سلمة بضعة عشر ألف حديث قال البخاري توفي سنة ثلاث عشرة ومئتين قلت هو معدود في كبار شيوخ البخاري ولا يقع لنا حديثه في الأجزاء أعلى من كتاب الجامع الصحيح والله أعلم
 
===القعنبي===
القعنبي ( خ م د ) عبد الله بن مسلمة بن قعنب الإمام الثبت القدوة شيخ الإسلام أبو عبد الرحمن الحارثي القعنبي المدني نزيل البصرة ثم مكة مولده بعد سنة ثلاثين ومئة بيسير وسمع من أفلح بن حميد وابن أبي ذئب وشعبة بن الحجاج وأسامة بن زيد بن أسلم وداود بن قيس الفراء وسلمة بن وردان ويزيد بن إبراهيم التستري ومالك بن أنس ونافع بن عمر الجمحي والليث بن سعد والدراوردي وإبراهيم ين سعد وإسحاق بن أبي بكر المدني والحكم بن الصلت وحماد بن سلمة وسليمان بن بلال وعيسى بن حفص بن عاصم بن عمر وسليمان بن المغيرة وهشام بن سعد وعدة وعنه [[البخاري]] ومسلم و[[أبو داود]] والخريبي وهو من شيوخه ومحمد بن سنجر الحافظ ومحمد بن يحيى الذهلي ومحمد بن عبد الله ابن عبد الحكم وأبو حاتم الرازي وعبد بن حميد وعمرو بن منصور [[النسائي]] وأبو زرعة الرازي ومحمد بن غالب تمتام وإسماعيل القاضي ومحمد بن أيوب بن الضريس وعثمان بن سعيد الدارمي ومحمد بن معاذ دران وإسحاق بن الحسن الحربي ومعاذ بن المثنى وأبو مسلم الكجي وأبو خليفة الجمحي وخلق كثير وروى مسلم أيضا وأبو عيسى [[الترمذي]] وأبو عبد الرحمن النسائي حديثه بواسطة قال أبو زرعة الرازي ما كتبت عن أحد أجل في عيني من القعنبي قال ابن أبي حاتم قلت لأبي القعنبي أحب إليك في الموطأ أو إسماعيل بن أبي أويس قال بل القعنبي لم أر أخشع منه وروى عبد الله بن محمد بن جعفر القزويني الواهي عن الميموني سمعت القعنبي يقول اختلفت إلى مالك ثلاثين سنة ما من حديث في الموطأ إلا لو شئت قلت سمعته مرارا وعن عبد الصمد بن الفضل ما رأت عيناي مثل أربعة فذكر منهم القعنبي أنبأنا عبد الرحمن بن محمد أخبرنا حنبل أخبرنا ابن الحصين أخبرنا ابن المذهب أحبرنا أبو بكر القطيعي حدثنا الفضل بن الحباب حدثنا القعنبي حدثنا شعبة حدثنا منصور عن ربعي عن أبي مسعود قال رسول الله {{صل}} إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأول إذا لم تستحي فاصنع ما شئت وروى محمد بن علي بن المديني عن أبيه قال لايقدم أحد من رواة الموطأ على القعنبي قلت حد الولي الرسوخ في العلم والعمل مثل القعنبي وقال أبو حاتم ثقة حجة لم أر أخشع منه سألناه أن يقرأ علينا الموطأ فقال تعالوا بالغداة فقلنا لنا مجلس عند حجاج بن منهال قال فإذا فرغتم منه قلنا نأتي حينئذ مسلم بن إيراهيم قال فإذا فرغتم قلنا نأتي أبا حذيفة النهدي قال فبعد العصر قلنا نأتي عارما أبا النعمان قال فبعد المغرب فكان يأتينا بالليل فيخرج علينا وعليه كبل ما تحته شيء في الصيف فكان يقرأ علينا في الحر الشديد حينئذ قال يحيى بن معين ما رأيت رجلا يحدث لله إلا وكيعا والقعنبي قال الحافظ أبو عمرو وأحمد بن محمد الحيري سمعت أبي يقول قلت للقعنبي مالك لا يروى عن شعبة غير هذا الحديث قال كان شعبة يستثقلني فلا يحدثني يعني حديث إذا لم تستحي فاصنع ما شئت والحديث يقع عاليا في جزء الغطريف لابن البخاري قال عبد الله الخريبي وكان كبير القدر حدثني القعنبي عن مالك وهو والله عندي خير من مالك قال عمرو بن علي الفلاس كان القعنبي مجاب الدعوة وقال عثمان بن سعيد سمعت علي بن المديني وذكر أصحاب مالك فقيل له معن ثم القعنبي قال لا بل القعنبي ثم معن ويروى عن أبي سبرة المديني قال قلت للقعنبي حدثت ولم تكن تحدث قال إني أريت كأن القيامة قد قامت فصيح بأهل العلم فقاموا وقمت معهم فنودي بي اجلس فقلت إلهي ألم أكن أطلب قال بلى ولكنهم نشروا وأخفيته قال فحدثت وقال محمد بن عبد الوهاب الفراء سمعتهم بالبصرة يقولون عبد الله بن مسلمة من الأبدال وقال إسماعيل القاضي كان القعنبي من المجتهدين في العبادة وقال الرمام ابن خزيمة سمعت نصر بن مرزوق يقول أثبت الناس في الموطأ القعنبي وعبد الله بن يوسف بعده قال إسماعيل القاضي كان القعنبي لا يرضي قراءة حبيب فما زال حتى قرأ لنفسه ( الموطأ ) على مالك قال محمد بن سعد الكاتب كان القنبعي عابدا فاضلا قرأ على مالك كتبه قال أبو بكر الشيرازي في كتاب الألقاب له سمعت أبا إسحاق المستملي سمعت أحمد بن منير البلخي سمعت حمدان بن سهل البلخي الفقيه يقول ما رأيت أحدا إذا رؤي ذكر الله تعالى إلا القعنبي رحمه الله فإنه كان إذا مر بمجلس يقولون لا إله إلا الله وقيل كان يسمى الراهب لعبادته وفضيله وروى عبد الله بن أحمد بن الهيثم عن جده قال كنا إذا أتينا القعنبي خرج إلينا كأنه مشرف على جهنم قال محمد بن عبد الله الزهيري عن الحنيني قال كنا عند مالك فقدم ابن قعنب من سفر فقال مالك قوموا بنا إلى خير أهل الأرض وقال أبو عبد الله الحاكم قال الدارقطني يقدم في الموطأ معن بن عيسى وابن وهب والقعنبي ثم قال وأبو مصعب ثقة في الموطأ وقد رويت حكاية في سماع القعنبي لذاك الحديث من شعبة لاتصح وأنه هجم عليه بيته فوجده يبول في بلوعة فقال حدثني فلامه وعنفه وقال تهجم على داري ثم تقول حدثني وأنا على هذه الحالة قال إني أخشى الفوت فروى له الحديث في قلة الحياء وحلف أن لا يحدثه بسواه وفي الجملة لم يدرك القعنبي شعبة إلا في آخر أيامه فلم يكثر عنه وقد حدثه أفلح عن القاسم بن محمد وأفلح أكبر من شعبة قليلا وقد سمعت الموطأ بحلب وبعلبك من رواية القعنبي عن مالك وهو أكبر شيخ لمسلم سمع منه في أيام الموسم في ذي الحجة سنة عشرين ولم يكثر عنه ومات القعنبي في المحرم سنة إحدى وعشرين ومئتين قال محمد بن عمر بن لبابة الأندلسي حدثنا مالك بن علي القرشي حدثنا القعنبي قال دخلت على مالك فوجدته باكيا فقلت يا أبا عبد الله ما الذي يبكيك قال يا ابن قعنب على ما فرط مني ليتني جلدت بكل كلمة تكلمت بها في هذا الأمر بسوط ولم يكن فرط مني ما فرط من هذا الرأي وهذه المسائل قد كان لي سعة فيما سبقت إليه أخبرنا عبد الرحمن بن محمد وجماعة إجازة قالوا أخبرنا عمر بن محمد أخبرنا هبة الله بن الحصين أخبرنا محمد بن محمد أخبرنا أبو بكر الشافعي حدثنا معاذ بن المثنى حدثنا القعنبي حدثنا أفلح بن حميد عن القاسم عن عائشة قالت طيبت رسول الله {{صل}} لحرمه حين أحرم ولحله حين أحل قبل أن يطوف بالبيت هذا حديث حسن عال أخرجه مسلم عن القعنبي وهو من أعلى شيء في صحيحه
 
===إسماعيل بن مسلمة===
إسماعيل بن مسلمة ( ق ) ومات أبو بشر إسماعيل بن مسلمة أخو [[القعنبي]] قبله في سنة سبع عشرة بمصر روى عن شعبة ووهيب والحمادين وعنه أبو زرعة وأبو حاتم وأبو يزيد القراطيسي ويحيى بن عثمان بن صالح وخلق قال أبو حاتم صدوق
 
ولهما إخوة وهم يحيى وعبد الملك وعبد العزيز وليسوا بالمشهورين
 
===عارم===
عارم ( ع ) محمد بن الفضل الحافظ الثبت الإمام أبو النعمان السدوسي البصري ولد سنة نيف وأربعين ومئة وسمع حماد بن سلمة وجرير بن حازم وثابت بن يزيد الأحول وداود بن أبي الفرات ومهدي بن ميمون وعمارة بن زاذان وأبا هلال محمد بن سليم ومحمد بن راشد المكحولي وقزعة بن سويد ووهيبا وعبد الوارث وأبا عوانة وعبد الواحد بن زياد وخلقا وعنه [[البخاري]] و[[أحمد بن حنبل]] وعبد بن حميد ومحمد بن يحيى وسليمان ين سيف والكديمي ويعقوب الفسوي وابن وارة وأبو الأحوص العكبري وأبو مسلم الكجي وخلق كثير قال الذهلي حدثنا محمد بن الفضل عارم وكان بعيدا من العرامة وقال ابن وارة حدثنا عارم الصدوق المأمون وقال أبو علي الزريقي حدثنا عارم قبل أن يختلط وقال البخاري تغير في آخر عمره وقال ابن أبي حاتم سمعت أبي يقول إذا حدثك عارم فاختم عليه عارم لا يتأخر عن عفان وكان سليمان بن حرب يقدم عارما على نفسه إذا خالفه في شيء ويرجع إلى ما يقول عارم وهو أثبت أصحاب حماد بن زيد بعد [[عبد الرحمن بن مهدي]] وقال عارم أحب إلي من أبي سلمة ثم قال اختلط عارم في آخر عمره وزوال عقله فمن سمع منه قبل الاختلاط فسماعه صحيح وكتبت عنه سنة أربع عشرة ولم أسمع منه بعد ما اختلط فمن سمع منه قبل سنة عشرين ومئتين فسماعه جيد قال وأبو زراعة لقيه سنة اثنتين وعشرين وسئل أبو حاتم عن عارم فقال ثقة وروى الحسين بن عبد الله الذراع عن أبي داود قال بلغنا أن عارما أنكر سنة ثلاث عشرة ثم راجعه عقله واستحكم به الاختلاط سنة ست عشرة ومئتين مات عارم سنة أربع وعشرين في صفر أبو عبيد عن أبي داود قال كنت عند عارم فحدث عن حماد عن هشام عن أبيه أن ماعزا سأل النبي {{صل}} عن الصوم في السفر فقلت له حمزة الأسلمي بدل ماعز فقال يا بني ماعز لا يشقي به جليسه يعني أن عارما قال هذا وقد زال عقله قلت فرج عنا الدارقطني في شأن عارم فقال تغير بأخرة وما ظهر له بعد اختلاطه حديث منكر وهو ثقة فانظر قول أمير المؤمنين في الحديث أبي الحسن فأين هذا من قول ذاك الخساف المتفاصح أبي حاتم بن حبان في عارم فقال اختلط في آخر عمره وتغير حتى كان لا يدري ما يحدث به فوقع في حديثه المناكير الكثيرة فيجب التنكب عن حديثه فيما رواه المتأخرون فإذا لم يعلم هذا من هذا ترك الكل ولا يحتج بشيء منها قلت فأين ما زعمت من المناكير الكثيرة فلم يذكر منها حديثا بلى له عن حماد عن حميد الطويل عن أنس عن النبي {{صل}} اتقوا النار ولو بشق تمرة وقد كان حدث به من قبل عن الحسن بدل أنس مرسلا وهو أشبه وكذا رواه عفان وغيره عن حماد قال أبو بكر الشافعي سمعت إبراهيم الحربي يقول جئت عارما فطرح لي حصيرا على الباب وخرج وقال مرحبا أيش كان خبرك ما رأيتك منذ مدة وما كنت جئته قبلها ثم قال لي قال [[ابن المبارك]]
 
أيها الطالب علما * إيت حماد بن زيد
 
فاستفد حلما وعلما * ثم قيده بقيد
 
والقيد بقيد وجعل يشير بيده على أصبعه مرارا فعلمت أنه اختلط وقال العقيلي سماع علي بن عبد العزيز البغوي من عارم سنة سبع عشرة ومئتين قال سليمان بن حرب إذا ذكرت أبا النعمان فاذكر أيوب وابن عون قال العقيلي قال لي جدي ما رأيت بالبصرة شيخا أحسن صلاة من عارم كانوا يقولون أخذ الصلاة عن حماد بن زيد عن أيوب قال وكان عارم أخشع من رأيت رحمه الله قلت لم يأخذ عنه أبو داود لتغيره والذي ينبغي أن من خلط في كلامه كتخليط السكران أن لا يحمل عنه البتة وأن من تغير لكثرة النسيان أن لايؤخذ عنه أخبرنا عبد الرحمن بن محمد الفقيه في كتابه أخبرنا عمر بن محمد أخبرنا هبة الله بن محمد أخبرنا ابن غيلان أخبرنا أبو بكر الشافعي أخبرنا إسماعيل بن إسحاق حدثنا عارم حدثنا سعيد بن زيد عن علي بن الحكم عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال نهي أن يشرب الرجل وهو قائم وأن يلتقم فم السقاء فيشرب منه هذا حديث صالح الإسناد وعلي بن الحكم روى له [[البخاري]] ووثق قال محمد بن المنذر شكر عن بعض شيوخه قال كنت عند عبد الرزاق وبقيت علي بقية وأردت السفر فقلت له فانتهرني فرحت مغموما فنمت فرأيت النبي {{صل}} فقال ما لي أراك قلت يا رسول الله سألت عبد الرزاق أن يقرأ علي فزبرني فقال إن أردت أن تكتب العلم لله فاكتب عن القعنبي ومحمد بن الفضل السدوسي وعبد الله بن رجاءالغداني ومحمد بن يوسف الفريابي فأصبحت وحكيت الرؤيا فقال عبد الرزاق شكوتني إلى رسول الله {{صل}} هات حتى أقرأ عليك قلت لا والله ثم لحقت بأولئك فكتبت عنهم
 
===عبدان===
عبدان ( خ ) الإمام الحافظ محدث مرو أبو عبد الرحمن عبد الله بن عثمان بن جبلة بن أبي رواد ميمون أو أيمن الأزدي العتكي مولاهم المروزي أخو المحدث عبد العزيز شاذان وهما سبطا شيخ مكة عبد العزيز بن أبي رواد ولد سنة وأربعين ومئة وسمع من شعبة حديثا واحدا وسمع من أبيه عن شعبة شيئا كثيرا ومن أبي حمزة محمد بن ميمون السكري ومالك بن أنس وعيسى بن عبيد وعبد الله بن المبارك وحماد بن زيد ويزيد بن زريع وخلق كثير بخراسان والعراق والحجاز حدث عنه [[البخاري]] كثيرا وروى مسلم و[[أبو داود]] و[[الترمذي]] و[[النسائي]] بواسطة وأحمد بن شبويه وأحمد بن سيار ومحمد بن علي ابن الحسن بن شقيق والعباس بن مصعب وأبو الموجة محمد بن عمرو والقاسم بن محمد بن الحارث المروزي وأبو علي محمد بن يحيى السكري ومحمد بن يحيى الذهلي وعبيد الله بن واصل ويعقوب الفسوي ومحمد بن عمرو قشرد وخلق سواهم وكان ثقة مجودا قال أحمد بن عبدة الأملي تصدق عبدان في حياته بألف ألف درهم وكتب كتب [[ابن المبارك]] بقلم واحد قال وقال عبدان ما سألني أحد حاجة إلا قمت له بنفسي فإن تم وإلا قمت له بمالي فإن تم وإلا استعنت بالإخوان فإن تم وإلا استعنت بالسلطان وعن أحمد بن حنبل ما بقي إلا الرحلة إلى عبدان بخراسان قال أبو عبد الله الحاكم هو إمام بلده في الحديث سمع من شعبة أحاديث دون العشرة ولم يعقب ورثه أخوه وقد ولاه ابن طاهر قضاء الجوزجان ثم استعفى فأعفى قلت وكذا قال العباس بن مصعب إنه سمع من شعبة دون العشرة قال أبو سعد السمعاني دخلت بروجرد فقدت أنسخ في جزء بجامعها وإلى جانبي شيخ فقال ما تكتب فتبرمت بسؤاله وقلت الحديث قال حديث من قلت من رواية أهل مرو قال من تعرف من علماء الحديث بمرو قلت عبدان وصدقة بن الفضل وابن منير فقال وما اسم عبدان قلت عبد الله بن عثمان ثم نظرت إليه بعين الأدب معه فقال ولم لقب عبدان فقلت يفيدنا الشيخ قال وجود عبد في اسمه وفي كتبه فلقب بهما على التثنية فقلت عمن يأثره الشيخ قال عن شيخنا محمد بن طاهر المقدسي قلت توفي عبدان في شعبان سنة إحدى وعشرين ومئتين عن ست وسبعين سنة
 
===المأمون===
{{سير أعلام النبلاء/عباسيون}}
 
المأمون الخليفة أبو العباس عبد الله بن [[هارون الرشيد]] بن محمد المهدي ابن أبي جعفر المنصور العباسي ولد سنة سبعين ومئة وقرأ العلم والأدب والأخبار والعقليات وعلوم الأوائل وأمر بتعريب كتبهم وبالغ وعمل الرصد فوق جبل دمشق ودعا إلى القول بخلق القرآن وبالغ نسأل الله السلامة وسمع من هشيم وعبيد بن العوام ويوسف بن عطية وأبي معاوية وطائفة روى عنه ولده الفضل ويحيى بن أكثم وجعفر بن أبي عثمان الطيالسي وعبد الله بن طاهر الأمير ودعبل الشاعر وأحمد بن الحارث الشيعي وكان من رجال بني العباس حزما وعزما ورأيا وعقلا وهيبة وحلما ومحاسنه كثيرة في الجملة قال ابن أبي الدنيا كان أبيض ربعة حسن الوجه تعلوه صفرة قد وخطه الشيب وكان طويل اللحية أعين ضيق الجبين على خده شامة أتته وفاة أبيه وهو بمرو سائرا لغزو ما وراء النهر فبايع من قبله لأخيه الأمين ثم جرت بينهما أمور وخطوب وبلاء وحروب تشيب النواصي إلى أن قتل الأمين وبايع الناس المأمون في أول سنة ثمان وتسعين ومئة
 
قال الخطبي كنيته أبو العباس فلما استخلف اكتنى بأبي جعفر واسم أمه مراجل ماتت في نفاسها به قال ودعي له بالخلافة في آخر سنة خمس وتسعين إلى أن قتل الأمين فاجتمع الناس عليه فاستعمل على العراق الحسن بن سهل ثم بايع بالعهد لعلي بن موسى الرضى ونوه بذكره ونبذ السواد وأبدله بالخضرة فهاجت بنو العباس وخلعوا المأمون ثم بايعوا عمه إبراهيم ابن المهدي ولقبوه المبارك وعسكروا فحاربهم الحسن بن سهل فهزموه فتحيز إلى واسط ثم سار جيش المأمون عليهم حميد الطوسي وعلي بن هشام فالتقوا إبراهيم فهزموه فاختفى زمانا وانقطع خبره إلى أن ظفر به بعد ثمان سنين فعفا عنه المأمون وكان المأمون عالما فصيحا مفوها وكان يقول معاوية بن أبي سفيان بعمره وعبد الملك بحجاجه وأنا بنفسي وقد رويت هذه أن المنصور قالها وعن المأمون أنه تلا في رمضان ثلاثا وثلاثين ختمة الحسين بن فهم حدثنا يحيى بن أكثم قال لي المأمون أريد أن أحدث قلت ومن أولى بهذا منك قال ضعوا لي منبرا ثم صعد قال فأول ما حدثنا عن هشيم عن أبي الجهم عن [[الزهري]] عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا امرؤ القيس صاحب لواء الشعراء إلي النار ثم حدث بنحو من ثلاثين حديثا ونزل فقال كيف رأيت أبا يحيى مجلسنا قلت أجل مجلس تفقه الخاصة والعامة قال ما رأيت له حلاوة إنما المجلس لأصحاب الخلقان والمحابر أبو العباس السراج حدثنا محمد بن سهل بن عسكر قال تقدم رجل غريب بيده محبرة إلى المأمون فقال يا أمير المؤمنين صاحب حديث منقطع به فقال ما تحفظ في باب كذا وكذا فلم يذكر شيئا فقال حدثنا هشيم وحدثنا يحيى وحدثنا حجاج بن محمد حتي ذكر الباب ثم سأله عن باب آخر فلم يذكر شيئا فقال حدثنا فلان وحدثنا فلان ثم قال لأصحابه يطلب أحدهم الحديث ثلاثة أيام ثم يقول أنا من أصحاب الحديث أعطوه ثلاثة دراهم قلت وكان جواد ممدحا معطاء ورد عنه أنه فرق في جلسة ستة وعشرين ألف ألف درهم وكان يشرب نبيذ الكوفة وقيل بل يشرب الخمر فالله أعلم وقيل إنه أعطى أعرابيا مدحه ثلاثين ألف دينار مسروق بن عبد الرحمن الكندي حدثني محمد بن المنذر الكندي جار لعبد الله بن إدريس قال حج الرشيد فدخل الكوفة فلم يتخلف إلا ابن إدريس وعيسى بن يونس فبعث إليهما الأمين والمأمون فحدثهما ابن إدريس بمئة حديث فقال المأمون يا عم أتأذن لي أن أعيدها حفظا قال افعل فأعادها فعجب من حفظه ومضيا إلى عيسى فحدثهما فأمر له المأمون بشعرة آلاف درهم فأبى وقال ولا شربة ماء على حديث رسول الله {{صل}} روى محمد بن عون عن ابن عيينة أن المأمون جلس فجاءته امرأة فقالت مات أخي وخلف ست مئة دينار فأعطوني دينارا واحدا وقالوا هذا ميراثك فحسب المأمون وقال هذا خلف أربع بنات قالت نعم قال لهن أربع مئة دينار قالت نعم قال وخلف أما فلها مئة دينار وزوجة لها خمسة وسبعون دينار بالله ألك اثنا عشر أخا قالت نعم قال لكل واحد ديناران ولك دينار قال ابن الأعرابي قال لي المأمون خبرني عن قول هند بنت عتبة
 
نحن بنات طارق * نمشي على النمارق
 
من هو طارق فنظرت في نسبها فلم أجده فقلت لا أعرف قال إنما أرادت النجم انتسبت إليه لحسنها ثم دحا إلي بعنبرة بعتها بخمسة آلاف درهم
 
عن المأمون من أراد أن يكتب كتابا سرا فليكتب بلبن حلب لوقته ويرسله فيعمد إلى قرطاس فيحرقه ويذر رماده على الكتابة فيقرأ له قال الصولي اقترح المأمون في الشطرنج أشياء وكان يحب اللعب بها ويكره أن يقول نلعب بها بل نتناقل بها وعن يحيى بن أكثم قال كان المأمون يجلس للمناظرة يوم الثلاثاء فجاء رجل قد شمر ثيابه ونعله في يده فوقف على طرف البساط وقال السلام عليكم فرد المأمون فقال أتاذن لي في الدنو قال ادن وتكلم قال أخبرني عن هذا المجلس الذي أنت فيه جلسته باجتماع الأمة أم الغلبة والقهر قال لا بهذا ولا بهذا بل كان يتولى أمر الامة من عقد لي ولأخي فلما صار الأمر إلي علمت أني محتاج إلى اجتماع كلمة المسلمين على الرضى بي فرأيت أني متى خليت الأمر اضطرب حبل الإسلام ومرج عهدهم وتنازعوا وبطل الحج والجهاد وانقطعت السبل فقمت حياطة للمسلمين إلى أن يجمعوا على من يرضونه فأسلم إليه فقال السلام عليك ورحمة الله وذهب فوجه المأمون من يكشف خبره فرجع فقال مضى إلى مسجد فيه خمسة عشر رجلا في هيئته فقالوا لقيت الرجل قال نعم وأخبرهم بما جرى فقالوا ما نرى بما قال بأسا وافترقوا فقال المأمون كفينا مؤنة هؤلاء بأيسر الخطب
 
وقيل إن المأمون استخرج كتب الفلاسفة واليونان من جزيرة قبرس وقدم دمشق مرتين قال أبو معشر المنجم كان أمارا بالعدل محمود السيرة ميمون النقيبة فقيه النفس يعد من كبار العلماء وروي عن الرشيد قال إني لأعرف في عبد الله ابني حزم المنصور ونسك المهدي وعزة الهادي ولو أشاء أن أنسبه إلى الرابع يعني نفسه لفعلت وقد قدمت محمدا عليه وإني لأعلم أنه منقاد إلى هواه مبذر لما حوته يداه يشارك في رأيه الإماء ولولا أم جعفر وميل الهاشميين إليه لقدمت عليه عبد الله عن المأمون قال لو عرف الناس حبي للعفو لتقربوا إلي بالجرائم وأخاف أن لا أوجر فيه وعن يحيى بن أكثم كان المأمون يحلم حتى يغيظنا قيل مر ملاح فقال أتظنون أن هذا ينبل عندي وقد قتل أخاه الأمين فسمعها المأمون فتبسم وقال ما الحيلة حتى أنبل في عين هذا السيد الجليل قيل أهدى ملك الروم للمأمون نفائس منها مئة رطل مسك ومئة حلة سمور فقال المأمون أضعفوها له ليعلم عز الإسلام وقيل أدخل خارجي على المأمون فقال ما حملك على الخلاف قال قوله " ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون " قال ألك علم بأنها منزلة قال نعم قال وما دليلك قال إجماع الأمة قال فكما رضيت بإجماعهم في التنزيل فارض بإجماعهم في التأويل قال صدقت السلام عليك يا أمير المؤمنين الغلابي حدثنا مهدي بن سابق قال دخل المأمون ديوان الخراج فرأى غلاما جميلا على أذنه قلم فأعجبه جماله فقال من أنت قال الناشىء في دولتك وخريج أدبك والمتقلب في نعمتك يا أمير المؤمنين حسن بن رجاء فقال يا غلام بالإحسان في البديهة تفاضلت العقول ثم أمر برفع رتبته وأمر له بمئة ألف وعن المأمون قال أعياني جواب ثلاثة صرت إلى أم ذي الرياستين الفضل بن سهل أعزيها فيه وقلت لا تأسي عليه فإني عوضه لك قالت يا أمير المؤمنين وكيف لا أحزن على ولد أكسبني مثلك قال وأتيت بمتنبىء فقلت من أنت قال أنا موسى بن عمران قلت ويحك موسى كانت له آيات فائتني بها حتى أومن بك قال إنما أتيت بالمعجزات فرعون فإن قلت أنا ربكم الأعلى كما قال أتيتك بالآيات وأتى أهل الكوفة يشكون عاملهم فقال خطيبهم هو شر عامل أما في أول سنة فبعنا الأثاث والعقار وفي الثانية بعنا الضياع وفي الثالثة نزحنا وأتيناك قال كذبت بل هو محمود وعرفت سخطكم على العمال قال صدقت يا أمير المؤمنين وكذبت قد خصصتنا به مدة دون باقي البلاد فاستعمله على بلد آخر ليشملهم من عدله وإنصافه ما شملنا فقلت قم في غير حفظ الله قد عزلته أول قدوم المأمون من خراسان سنة أربع ومئتين فدخل بغداد في محمل لم يسمع بمثله قال إبراهيم نفطويه حكى داود بن علي عن يحيى بن أكثم قال كنت عند المأمون وعنده قواد خراسان وقد دعا إلى القول بخلق القرآن فقال لهم ما تقولون في القرآن فقالوا كان شيوخنا يقولون ما كان فيه من ذكر الحمير والجمال والبقر فهو مخلوق فأما إذ قال أمير المؤمنين هو مخلوق فنحن نقول كله مخلوق فقلت للمأمون أتفرح بموافقة هؤلاء قلت وكان شيعيا قال نفطويه بعث المأمون مناديا فنادى في الناس ببراءة الذمة ممن ترحم على معاوية أو ذكره بخير وكان كلامه في القرآن سنة اثنتي عشرة ومئتين فأنكر الناس ذلك واضطربوا ولم ينل مقصوده ففتر إلى وقت وعن المأمون قال الناس ثلاثة رجل منهم مثل الغذاء لابد منه ومنهم كالدواء يحتاج إليه في حال المرض ومنهم كالداء مكروه على كل حال وعنه قال لا نزهة ألذ من النظر في عقول الرجال وعنه غلبة الحجة أحب إلي من غلبة القدرة وعنه الملك يغتفر كل شيء إلا القدح في الملك وإفشاء السر والتعرض للحرم وعنه أعيت الحيلة في الأمر إذا أقبل أن يدبر وإذا أدبر أن يقبل وقيل له أي المجالس أحسن قال ما نظر فيه إلى الناس فلا منظر أحسن من الناس أبو داود المصاخفي حدثنا النضر بن شميل قال دخلت على المأمون فقلت إني قلت اليوم هذا
 
أصبح ديني الذي أدين به * ولست منه الغداة معتذرا
 
حب علي بعد النبي ولا * أشتم صديقه ولا عمرا
 
وابن عفان في الجنان مع ال * أبرار ذاك القتيل مصطبرا
 
وعائش الأم لست أشتمها * من يفتريها فنحن منه برا
 
قيل إن المأمون لتشيعه أمر بالنداء بإباحة المتعة متعة النساء فدخل عليه يحيى بن أكثم فذكر له حديث علي رضي الله عنه بتحريمها فلما علم بصحة الحديث رجع إلى الحق وأمر بالنداء بتحريمها أما مسألة القرآن فما رجع عنها وصمم على امتحان العلماء في سنة ثماني عشرة وشدد عليهم فأخذه الله وكان كثير الغزو وفي ثاني سنة من خلافته خرج عليه بالكوفة محمد ابن طباطبا العلوي يدعو إلى الرضى من آل محمد والعمل بالسنة وكان مدير دولته أبو السرايا الشيباني ويسرع الناس إليه وبادر إليه الأعراب فالتقاه عسكر المأمون عليهم زهير بن المسيب فانهزموا وقوي أمر العلوي ثم أصبح ميتا فجأة فقيل سمه أبو السرايا وأقام في الحال مكانة أمرد علويا ثم تجهز لحربهم جيش فكسروا وقتل مقدمهم عبدوس المروروذي وقوي الطالبيون وأخذوا واسطا والبصرة وعظم الخطب ثم حشد الجيش عليهم هرثمة وجرت فصول طويلة والتقوا غير مرة ثم هرب أبو السرايا والطالبيون من الكوفة ثم قتل أبو السرايا سنة مئتين وهاجت العلوية بمكة وحاربوا وعظم هرثمة بن أعين وأعطي إمرة الشام فلم يرض بها وذهب إلى مرو فقتلوه ثم في سنة إحدى ومئتين جعل المأمون ولي عهده عليا الرضى ولبس الخضرة وثارت العباسية وفيها تحرك بابك الخرمي بأذربيجان وقتل وسبى وذكر الرضى للمأمون ما الناس فيه من الحرب والفتن منذ قتل الأمين وبما كان الفضل بن سهل يخفيه عنه من الأخبار وأن أهل بيته قد خرجوا ونقموا أشياء ويقولون هو مسحور وهو مجنون قال ومن يعرف هذا قال عدة من أمرائك فأسألهم فأبوا أن ينطقوا إلا بأمان من الفضل فضمن ذلك فبينوا له وأن طاهر بن الحسين قد أبلى في طاعتك وفتح الأمصار وقاد إلى أمير المؤمنين الخلافة ثم أخرج من ذلك كله وصير في الرقة ولو كان على العراق حاكما لضبطها بخلاف الحسن بن سهل وقالوا له فسر إلى العراق فلو رآك القواد لأذعنوا بالطاعة فقال سيروا فلما علم الفضل ضرب بعضهم وحبس آخرين وما أمكن المأمون مبادرته فسار من مرو إلى سرخس فشد قوم علي الفضل فقتلوه في حمام في شعبان سنة اثنتين ومئتين عن ستين سنة فجعل المأمون لمن جاء بقاتليه عشرة آلاف دينار وكانوا أربعة من مماليك المأمون فقالوا أنت أمرتنا بقتله فأنكر وضرب أعناقهم وضعف أمر إبراهيم بن المهدي بعد محاربة وبلاء
 
وفي سنة 203 مات الرضى فجأة وفي سنة أربع وصل المأمون فتلقاه إلى النهروان بنوالعباس وبنو العباس أبي طالب وعتبوا عليه في لبس الخضرة فتوقف ثم أعاد السواد وفيها التقى يحيى بن معاذ أمير الجزيرة بابك الخرمي وولي طاهر جميع خراسان وأمر له بعشرة آلاف ألف درهم
 
وفيها أعني سنة 205 نصر المسلمون على بابك وبيتوه وفي سنة سبع خرج باليمن علوي فأمنه المأمون وقدم ومات طاهر ويقال إنه كان قد قطع دعوة المأمون قبل موته وخرج فقام بعده ابنه طلحة فولاه المأمون خراسان فبقي سبعة أعوام ومات فوليها أخوه عبد الله بن طاهر وكانت الحروب شديدة بين عسكر الإسلام وبين بابك وظهر باليمن الصناديقي وقتل وسبى وادعى النبوة ثم هلك بالطاعون وخرج حسن أخو طاهر بن الحسين بكرمان فظفر به المأمون وعفا عنه وكان المأمون يجل أهل الكلام ويتناظرون في مجلسه وسار صدقة بن علي لحرب بابك فأسره بابك وتمرد وعتا
 
وفي سنة عشر دخل المأمون ببوران بنت الحسن بن سهل بواسط وأقام عندها بجيشه سبعة عشر يوما فكانت نفقة الحسن على العرس وتوابعه خمسين ألف ألف درهم فمكنة المأمون مدينة وأعطاه من المال خمس مئة ألف دينار وفي سنة إحدى عشرة قهر ابن طاهر المتغلبين على مصر وأسر جماعة وفي سنة اثنتي عشرة سار محمد بن حميد الطوسي لمحاربة بابك وأظهر المأمون تفضيل علي على الشيخين وأن القرآن مخلوق واستعمل على مصر والشام أخاه المعتصم فقتل طائفة وهذب مصر ووقع المصاف مع بابك مرات وفي سنة خمس عشرة سار المأمون لغزو الروم ومن غزوته عطف إلى دمشق وفي سنة ست عشرة كر غازيا في الروم وجهز أخاه المعتصم ففتح حصونا ودخل سنة سبع عشرة مصر وقتل المتغلب عليها عبدوسا الفهري ثم كر إلى أذنة وسار فنازل لؤلؤة وحاصرها مئة يوم وترحل وأقبل توفيل طاغية الروم ثم وقعت الهدنة بعد أن كتب توفيل فبدأ بنفسه وأغلظ في المكاتبة فغضب المأمون وعزم على المسير إلى قسطنطينية فهجم الشتاء وفيها وقع حريق عظيم بالبصرة أذهب أكثرها
 
وفي سنة 218 اهتم المأمون ببناء طوانة وحشد لها الصناع وبناها ميلا في ميل وهي وراء طرطوس وافتتح عدة حصون وبالغ في محنة القرآن وحبس إمام الدمشقيين أبا مسهر بعد أن وضعه في النطع للقتل فتلفظ مكرها وكتب المأمون إلى نائبه على العراق إسحاق بن إبراهيم الخزاعي كتابا يمتحن العلماء يقول فيه وقد عرفنا أن الجمهور الأعظم والسواد من حشو الرعية وسفلة العامة ممن لا نظر لهم ولا روية أهل جهالة وعمى عن أن يعرفوا الله كنه معرفته ويقدروه حتى قدره ويفرقوا بينه وبين خلقه فساووا بين الله وبين خلقه وأطبقوا علي أن القرآن قديم لم يخترعه الله وقد قال " إنا جعلناه قرآنا " فكل ما جعله فقد خلقه كما قال " وجعل الظلمات والنور " وقال " نقص عليك من أنباء ما قد سبق " " فأخبر أنه قصص لأمور أحدثه بعدها وقال " وأحكمت آياته ثم فصلت " والله محكم له فهو خالقه ومبدعه إلى أن قال فمات قوم من أهل السمت الكاذب والتخشع لغير الله إلى موافقتهم فرأى أمير المؤمنين أنهم شر الأمة ولعمرو أمير المؤمنين إن أكذب الناس من كذب علي الله ووحيه ولم يعرف الله حق معرفته فاجمع القضاة وامتحنهم فيما يقولون وأعلمهم أني غير مستعين في عمل ولا واثق بمن لا يوثق بدينه فإن وافقوا فمرهم بنص من بحضرتهم من الشهود ومسألتهم عن علمهم في القرآن ورد شهادة من لم يقر أنه مخلوق وكتب المأمون أيضا في أشخاص سبعة محمد بن سعد وابن معين وأبي خيثمة وأبي مسلم المستملي وإسماعيل بن داود وأحمد الدورقي فامتحنوا فأجوا قال ابن معين جبنا خوفا من السيف وكتب بإحضار من امتنع منهم [[أحمد بن حنبل]] وبشر بن الوليد وأبي حسان الزيادي والقواريري وسجادة وعلي بن الجعد وإسحاق بن أبي إسرائيل وعلي بن أبي مقاتل وذيال بن الهيثم وقتيبة بن سعيد وسعدويه في عدة فتلكأ طائفة وصمم أحمد وابن نوح فقيدا وبعث بهما فلما بلغا الرقة تلقاهم موت المأمون وكان مرض بأرض الثغر فلما احتضر طلب ابنه العباس ليقدم فوافاه بآخر رمق وقد نفذت الكتب إلي البلدان فيها من المأمون وأخيه أبي إسحاق الخليفة من بعده فقيل وقع ذلك بغير أمر المأمون وقيل بل بأمره وأشهد على نفسه عند الموت أن عبد الله بن هارون أشهد عليه أن الله وحده لا شريك له وأنه خالق وما سواه مخلوق ولا يخلو القرآن من أن يكون شيئا له مثل والله لا مثل له والبعث حق وإني مذنب أرجو وأخاف وليصل على أقربكم وليكبر خمسا فرحم الله عبدا اتعظ وفكر فيما حتم الله علي جميع خلقه من الفناء فالحمد لله الذي توحد بالبقاء ثم لينظر امرؤ ما كنت فيه من عز الخلافة هل أغنى عني شيئا إذ نزل أمر الله بي لا والله لكن أضعف به على الحساب فيا ليتني لم أك شيئا يا أخي ادن مني واتعظ بما ترى وخذ بسيرة أخيك في القرآن واعمل في الخلافة إذ طوقكها الله عمل المريد لله الخائف من عقابه ولا تغتر فكأن قد نزل بك الموت ولا تغفل أمر الرعية الرعية الرعية فإن الملك بهم الله الله فيهم وفي غيرهم يا أبا إسحاق عليك عهد الله لتقومن بحقه في عباده ولتؤثرن طاعته علي معصيته فقال اللهم نعم هؤلاء بنو عمك من ذرية علي رضي الله عنه أحسن صحبتهم وتجاوز عن مسيئهم ثم مات في رجب في ثاني عشرة سنة ثمان عشرة ومئتين وله ثمان وأربعون سنة توفي بالبذندون فنقله ابنه العباس ودفنه بطرسوس في دار خاقان خادم أبيه قال الأصمعي كان نقش خاتمه عبد الله بن عبيد الله وله من الأولاد محمد الكبير والعباس وعلي ومحمد وعبيد الله والحسن وأحمد وعيسى وإسماعيل والفضل وموسى وإبراهيم ويعقوب وحسن وسليمان وهارون وجعفر وإسحاق وعدة بنات
 
===المعتصم===
{{سير أعلام النبلاء/عباسيون}}
 
المعتصم الخليفة أبو إسحاق محمد بن الرشيد هارون بن محمد المهدي بن المنصور العباسي ولد سنة ثمانين ومئة وأمه ماردة أم ولد روى عن أبيه وأخيه المأمون يسيرا روى عنه إسحاق الموصلي وحمدون بن إسماعيل بويع بعهد من المأمون في رابع عشر رجب سنة ثمان عشرة وكان أبيص أصهب اللحية طويلها ربع القامة مشرب اللون ذا قوة وبطش وشجاعة وهيبة لكنه نزر العلم قيل كان معه غلام في المكتب فمات الغلام فقال له أبوه يا محمد مات غلامك قال نعم يا سيدي واستراح من الكتاب فقال أو إن الكتاب ليبلغ منك هذا دعوه فكانت قراءته صعيفة قال خليفة حج بالناس سنة مئتين قال الرياشي كتب طاغية الروم إلى المعتصم يتهدده فأمر بجوابه فلما عرض عليه رماه وقال للكاتب اكتب أما بعد فقد قرأت كتابك وسمعت خطابك والجواب ما ترى لا ما تسمع " وسيعلم الكافر لمن عقبى الدار " قلت وامتحن الناس بخلق القرآن وكتب بذلك إلى الأمصار وأخذ بذلك المؤذنين وفقهاء المكاتب ودام ذلك حتى أزاله المتوكل بعد أربعة عشر عاما
 
وكان في سنة 218 الوباء المفرط والقحط بمصر ومات أكثرهم وأمر المعتصم بهد طوانة التي بذر المأمون في بنائها من عامين بيوت الأموال واشتد البلاء ببابك وهزم الجيوش ودخل في دينه خلائق من العجم وعسكر بهمذان فبرز لقتاله إسحاق المصعبي فكانت ملحمة عظمى فيقال قتل منهم ستون ألفا وهرب باقيهم إلي الروم
 
وظهر سنة 219 محمد بن القاسم العلوي يدعو إلى الرضى من آل محمد وتمت له حروب إلي أن قيده ابن طاهر ثم هرب من السجن وأضمرته البلاد وفي سنة عشرين عقد المعتصم للأفشين في جيش لجب لقتال بابك فتمت ملحمة انهزم فيها بابك إلى موغان ومنها إلى مدينة تسمى البذ وفي رمضان كانت محنة الإمام أحمد في القرآن وضرب بالسياط حتى زال عقله ولم يجب فأطلقوه وأمر المعتصم بإنشاء مدينة سامرا اشترى أرضها من رهبان بالقاطول وغضب علي وزيره الفضل بن مروان وأخذ منه نحوا من عشرة آلاف ألف دينار ونفاه واستوزر محمد بن الزيات واعتنى باقتناء المماليك الترك وبعث إلى النواحي في شرائهم وألبسهم الحرير والذهب
 
وفي سنة 221 كانت وقعة بين العسكر وبابك وحج فيها حنبل فقال رأيت كسوة الكعبة وقد كتب فيها في الدارات ليس كمثله شيء وهو اللطيف الخبير فحدثت به أبا عبد الله فقال قاتل الله الخبيث عمد إلى كلام الله فغيره عنى ابن أبي داود وفي سنة اثنتين وعشرين كان المصاف بين بابك الخرمي وبين الأفشين فطحنه الأفشين واستباح عسكره وهرب ثم إنه أسر بعد فصول طويلة وكان أحد الأبطال أخاف الإسلام وأهله وهزم الجيوش عشرين سنة وغلب على أذربيجان وغيرها وأراد أن يقيم الملة المجوسية وظهر في أيامه المازيار أيضا بالمجوسية بطبرستان وعظم البلاء وكان المعتصم والمأمون قد أنفقوا على حرب بابك قناطير مقنطرة من الذهب والفضة ففي هذه السنة بعث المعتصم نفقات إلى جيشه مع الأفشين فكانت ثلاثين ألف ألف درهم وأخذت البذ مدينة بابك اللعين واختفى في غيضة وأسر أهله وأولاده وقطع دابر الخرمية ثم ورد أمان من المعتصم لبابك فبعث به الأفشين إليه مع اثنين وكتب ابنه إليه يشير عليه بقبول الأمان فلما دخلا إلى الشعراء التي فيها بابك قتل أحدهما وقال للأخر امض إلى ابن الفاعلة ابني فقل لو كان ابني للحق بي ثم مزق الأمان وفارق الغيضة وصعد الجبل في طرق يعرفها لا تسلك وكان الأفشين قد رتب الكمناء في المضايق فنجا بابك ولجأ إلى جبال أرمينية فلقيه سهل البطريق فقال الطلب وراءك فانزل عندي فنزل وركن إليه فبعث البطريق إلى الأفشين بذلك فجاء فرسان فأحاطوا به وأخذوه وكان المعتصم قد جعل لمن جاء به حيا ألف درهم ولمن جاء برأسه ألف ألف فأعطي البطريق ألف ألف وأطلق له خراجه عشرين سنة
 
وقال المسعودي هرب بابك بأخيه وأهله وخواصه في زي التجار فنزل بأرض أرمينية بعمل سهل بن سنباط فابتاعوا شاة من راع فنكرهم فأتى سهلا فأعلمه فقال هذا بابك بلا شك فركب في أجناده حتى أتى بابك فترجل وسلم عليه بالملك وقال قم إلي قصرك فأنا عبدك فمضى معه ومد السماط له وأكل معه فقال بابك امثلك يأكل معي فوقف واعتذر ثم أحضر حدادا ليقيده فقال اعذرا يا سهل قال يا ابن الفاعلة إنما أنت راعي بقر ثم قيد اتباعه وكاتب الأفشين فجهز أربعة آلاف فتسلموه وجاء سهل فخلع عليه الأفشين وبعثت بطاقة بذلك إلى بغداد فضج الناس بالتكبير والشكر لله ثم قدموا ببابك في صفر سنة ثلاث وكان المعتصم يبعث كل يوم بخلعة وفرس للأفشين ومن سروره بذلك رتب البريد منه إلى الأفشين فكان يجيئه الخبر في أربعة أيام وذلك مسيرة شهر ثم أتي أحمد بن أبي داود متنكرا في الليل فشاهد بابك ثم أعلم المعتصم فما صبر وأتاه متنكرا فتأمله وكان هذا الشقي ثنويا على دين ماني ومزدك يقول بتناسخ الأرواح ويستحل البنت وأمها وقيل كان ولد زنى وكانت أمه عوراء يقال لها رومية العلجة وكان علي بن مزدكان يدعي أنه زنى بها وبابك منه وقيل كانت صعلوكة من قرى أذربيجان فزنى بها نبطي فحملت منه ببابك فربي بابك أجيرا في القرية وكان هناك قوم من الخرمية لهم كبيران جاوندان وعمران فتفرس جاوندان النجابة في بابك فاكتراه من أمه فهويته زوجة جاوندان وأطلعته على الأسرار ثم قتل زوجها في محاربة لابن عمه فزعمت أن زوجها استخلف بابك فصدقها الجميع فأمرهم أن يقتلوا من وجدوه في الليل فأصبح عدة قتلى وانضاف إليهم كل شرير وقاطع طريق وصار أمر بابك إلى ما صار وكانت دولته عشرين سنة بل أزيد وكان معه نحو من عشرين ألف مقاتل فارغين من الدين وبعضهم زنادقة وقتلوا وسبوا وأخذوا الحصون نعم وأمر المعتصم فأركب بابك فيلا وألبسه الديباج وقلنسوة كبيرة من سمور وطافوا به ثم قطعت أربعته وهو ساكت ثم ذبح وطيف برأسه بسامراء ثم بعث بأخيه إلى بغداد فعمل به كذلك ويقال كان أشجع من بابك فقال يا بابك قد عملت ما لم يعمله أحد فاصبر حبرا لم يصبره أحد قال سوف ترى فلما قطعوا يده خضب صورته بالدم فقال المعتصم لم فعلت قال إنك أمرت بقطع أطرافي وفي نفسك أن لا تكويها فينزف الدم فيصفر لوني فتظنونه جزعا مني فقال لولا أن أفعاله لا تسوغ الصنيعة والعفو لاستبقيته ثم أحرق وقيل إنه أباد من الأمة خلائق وبخط الإمام ابن الصلاح أن قتلى بابك بلغوا ألف ألف وخمس مئة ألف وأحصي قتلي أبي مسلم الخراساني فبلغوا ألفي ألف وفيها التقي طاغية الروم والأفشين فهزمه ولكن بعد أيام وخرب المعتصم أنقرة وأنكى في الروم وأخذ عمورية عنوة وأوطأ الروم خوفا وذلا وأخذ بثأر الإسلام من الطاغية توفيل بن ميخائيل الذي أغار على زبطرة وملطية فدخل المعتصم الروم في مئتي ألف مقاتل وأزيد حتى لقيل كان في خمس مئة ألف وصمم على محاصرة قسطنطينية فأتاه ما أزعجه من خروج العباس بن المأمون عليه فظفر بالعباس وكان العباس بديع الحسن وكان بليدا غزا في أيام أبيه الروم وولي الحزيرة وذهبت منه الخلافة بغيبته ثم نخاه عجيف وشجعه علي الخروج ووافقه عدة أمراء وعرف المعتصم فأخذ العباس فقيل غمه بكساء حتى تلف بمنبج وقيل إن يحيى بن أكثم نظر إليه فتبسم المأمون فروى يحيى حديثا في النظر إلى الوجه الحسن فقال المأمون اتق الله فهذا الحديث كذب ولما عظم الأفشين باستئصاله لبابك طلب نيابة خراسان وبلغه خروج المازيار ومحاربته لابن طاهر فدس من استماله له وقوى عزمه وخرب المازيار البلاد وقتل وعسف ثم جهز المعتصم في سنة أربع وعشرين الأفشين لحربه وبعث ابن طاهر جيشا عليهم عمه لحربه أيضا وجرت حروب يطول بسطها وقتل المازيار وفي سنة خمس قبض المعتصم على الأفشين وكان عدوا لابن طاهر وابن أبي داود فعقراه وألقيا في ذهن المعتصم أنه يريد قتلك فتهدد كاتبه فاعترف وقال أمرني أن أكتب إلى المازيار إنه لم يبق غيري وغيرك وجيش الخليفة عند ابن طاهر وما عند الخليفة سواي فإن هزمت ابن طاهر كفيتك المعتصم ويخلص لنا الدين الأبيض يعني المجوسية وكان يتهم بها فوهب المعتصم للكاتب ذهبا وقال إن نطقت قتلتك
 
وعن ابن أبي داود قال دخلت عليه وهو يبكي ويقلق وقال لي رجل أنفقت عليه ألفي ألف دينار ويريد قتلي قد تصدقت بعشرة آلاف ألف درهم فخدها ففرقها وكان الأفشين قد بعث أموالا له إلى أشروسنة وهم بالهرب إليها ثم هيأ دعوة ليسم فيها المعتصم وقواده فإن لم يجىء سم القواد ويذهب إلى أرمينية ومنها إلى أشروسنة فما تهيأ له ذلك وقبض عليه المعتصم وعلي ابنه حسن وأتي بالمازيار أسيرا فقيل أحضر هو والأفشين وموبذ ملك السغد ومرزبان عند المعتصم فأحضر اثنان فعربا فإذا أجنابهما عرية من اللحم فقال ابن الزيات للأفشين يا حيدر تعرفهما قال نعم هذا مؤذن وهذا إمام بنيا مسجدا بأشروسنة ضربتهما ألف سوط لأن بيني وبين ملوك السغد عهدا أن أترك كل قوم على دينهم فوثب هذان على بيت أصنام أشروسنة فرميا الأصنام وعملاه مسجدا فضربتهما قال ابن الزيات فما كتاب قد زينته بالذهب والجواهر فيه الكفر قال كتاب ورثته من أبي فيه آداب وحكم للأكاسرة فأخذ منه الأدب وأدع ما سواه مثل كتاب كليلة ودمنة فقال ابن الزيات للموبذ ما تقول قال إنه يأكل المخنوقة ويحملني على أكلها ويقول لحمها أرطب وقال لي إني دخلت لهؤلاء في كل ما أكره حتى أكلت الزيت وركبت الجمل ولبست النعل غير أني ما حلقت عانتي قط ولم يختتن وكان الموبذ مجوسيا وأسلم بعد قال الأفشين خبروني عن هذا المتكلم أثفة هو في دينه قالوا لا فكيف تصدقونه فقام المرزبان فقال يا أفشين كيف يكتب إليك أهل مملكتك قال كما يكتبون إلي أبائي إلى الإله من عبده قال ابن أبي داود فما أبقيت لفرعون قال خفت فسادهم بتغيير العادة قال له إسحاق بن إبراهيم المصعبي كيف تحلف فصدقك وأنت تدعي ما يدعي فرعون قال يا إسحاق هذه سورة قرأها عجيف على علي بن هشام وأنت تقرؤها علي فانظر من يقرؤها عليك ثم تقدم مازيار فقيل أتعرفه قال نعم قالوا هل كاتبته قال لا فقالوا للمازيار أكتب إليك قال كتب إلي أخوه على لسانه إنه لم يكن ينصر هذا الدين الأبيض غيري وغيرك وغير بابك فأما بابك فبحمقه قتل نفسه فإن خالفت لم يكن للخليفة من يرى لقتالك غيري ومعي الفرسان وأهل النجدة والبأس فإن وجهت إليك لم يبق أحد يحاربنا إلا العرب والمغاربة والأتراك فأما العربي فمنزلته ككلب أطرح له كسرة ثم أضرب رأسه بالدبوس وهؤلاء الذئاب يعني المغاربة فأكلة رأس وأما التركي فإنما هي ساعة وتنفد سهامهم ثم تجول عليهم الخيل جولة ويعود الدين إلى ما كان فقال الأفشين هذا يدعي على أخي ولو كنت قد كتبت بهذا إليه لأخدعه لكان غير مستنكر وكنت آخذ برقبته فزجره ابن أبي داود وقال أختين أنت قال لا قال لم قال خفت التلف قال أنت تلقي الحروب وتخاف من قطعة قلفة قال تلك ضرورة أصبر عليها وتلك القلفة لا أخرج بها من الإسلام فقال أحمد قد بان لكم أمره وفيها سقطت أكثر الأهواز من الزلزلة ودامت أياما وفي سنة ست وقع برد كالبيض من السماء قتل ثلاث مئة وسبعين نفسا ومنع الأفشين المذكور من الطعام حتى هلك ثم صلب ميتا وأحرق مع أصنام عنده وهو من أولاد الأكاسرة وكان أكبر الدولة وأما المازيار واسمه محمد بن قارن فظالم غاشم جبار ظهر بطبرستان وحارب عسكر المعتصم ثم أسر فضرب حتى مات وصلب وترك أموالا لا تنحصر
 
وفي سنة 227 ظهر أبو حرب المبرقع بفلسطين وزعم أنه السفياني ودعا إلى إقامة الحق وكان قتل جنديا أذى زوجته ثم ألبس وجهه برقعا وأقام بالغور واستفحل أمره واجتمع عليه أهل البر وتفاقم الأمر فسار لحربه أمير دمشق رجاء الحصاري في ألف فارس فوجده في زهاء مئة ألف فهابه فلما جاء وقت الزراعة تفرقوا حتي بقي في نحو ألفين فالتقوا وكان المبرقع شجاعا مقداما فحمل على الجيش فأفرجوا فأحاطوا به فأسروه وسجن فمات قال ابن عائذ واقع رجاء أهل المرج وجسرين وكفر بطنا وسقبا وقتل خلق وقيل بيت أهل كفربطنا فقتل أزيد من مئة ألف وقتل الأطفال وقتل من الجند ثلاث مئة قال نفطويه يقال للمعتصم المثمن فإنه ثامن بني العباس وتملك ثماني سنين وثمانية أشهر وله فتوحات ثمانية بابك وعمورية والزط وبحر البصرة وقلعة الأجراف وعرب ديار ربيعة والشاري وفتح مصر يعني قهر أهلها قبل خلافته وقتل ثمانية بابك والأفشين ومازيار وباطيس ورئيس الزنادقة وعجيفا وقارون وأمير الرافضة وقال غير نفطويه خلف من الذهب ثمانية آلاف ألف دينار وثمانية عشر ألف ألف درهم وثمانين ألف فرس وثمانية آلاف مملوك وثمانية آلاف جارية وبني ثمانية قصور وقيل بلغ مماليكه ثمانية عشر ألفا وكان ذا سطوة إذا غضب لا يبالي من قتل قال إسحاق الموصلي دخلت عليه وعنده قينة تغني فقال كيف ترى قلت تقهر الغناء برفق وتجيله برفق وتخرج من شيء إلى ما هو أحسن منه وفي صوتها شجا وشذور أحسن من در علي نحور فقال وصفك لها أحسن خذها لك فامتنعت لعلمي بمحبته لها فأعطاني مقدار قيمتها قيل لما تجهز لغزو عمورية زعم المنجمون أنه طالع نحس ويكسر فانتصر فقال أبو تمام تلك القصيدة
 
السيف أصدق أنباء من الكتب * في حده الحد بين الجد واللعب
 
والعلم في شهب الأرماح لامعة * بين الخميسين لا في السبعة الشهب
 
أين الرواية أم أين النجوم وما * صاغوه من زخرف فيها ومن كذب
 
تخرصا وأحاديثا ملفقة * ليست بنبع إذا عدت ولا غرب
 
عن أحمد بن أبي دواد قال كان المعتصم يخرج إلي ساعده ويقول عضه بأكبر قوتك فأقول ما تطيب نفسي فيقول لا يضرني فأروم ذلك فإذا هو لا تعمل فيه الأسنة فضلا عن الأسنان وقبض على جندي ظالم فسمعت صوت عظامه ثم أرسله فسقط وعن ابن أبي دواد وذكر المعتصم فبالغ وقال كنت أزامله في سفره ووصف سعة أخلاقه قال الخطيب كثر عسكر المعتصم وضاقت عليهم بغداد فبنى مدينة سر من رأى وتحول إليها وتسمي أيضا العسكر وقيل كان عليق دواب المعتصم خمسين ألف مخلاة وقيل إنه قال في مرضه " حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة " وقال علي بن الجعد جعل المعتصم يقول ذهبت الحيلة فليس حيلة حتى صمت وقيل إنه قال أوخذ وحدي من بين هذا الخلق وله نظم وسط وكلمات جيدة وقيل إنه جعل زند رجل بين أصبعيه فكسره قيل إنه قال عاقل عاقل مرتين أحمق قال إسحاق المصعبي والله ما رأيت مثل المعتصم رجلا لقد رأيته يملي كتابا ويقرأ كتابا ويعقد بيده وإنه لينشد شعرا يتمثل به مات المعتصم يوم الخميس لإحدى عشرة ليلة خلت من ربيع الأول سنة سبع وعشرين ومئتين وله سبع وأربعون سنة وسبعة أشهر ودفن بسر من رأى وصلى عليه ابنه الواثق وقيل إنه قال اللهم إني أخافك من قبلي ولا أخافك من قبلك وأرجوك من قبلك قبلي ولا أرجوك من قبلي ولنذكر معه ابنه [[../الواثق بالله|الواثق]] وله من الولد ايضا جعفر المتوكل والعباس وعلي وأحمد ومحمد وعبد الله وسليمان وإبراهيم وفاطمة وأم القاسم وأم العباس وأم موسى وعائشة وأم الفضل وأم محمد وأم عيسى وأم موسى وأم أبيها وأم عبد الله
 
===الواثق بالله===
{{سير أعلام النبلاء/عباسيون}}
 
الواثق بالله الخليفة أبو جعفر وأبو القاسم هارون بن المعتصم بالله أبي إسحاق محمد بن [[هارون الرشيد]] بن المهدي محمد بن المنصور العباسي البغداي وأمه رومية اسمها قراطيس أدركت خلافته ولي الأمر بعهد من أبيه في سنة 227 وكان مولده في شعبان سنة ست وتسعين ومئة
 
قال يحيى بن أكثم ما أحسن أحد إلى الطالبيين ما أحسن إليهم الواثق ما مات وفيهم فقير وقال حمدون بن إسماعيل كان الواثق مليح الشعر وكان يجب مولى أهداه له من مصر شخص فأغضبه فحرد حتى قال لبعض الخدم والله إن مولاي ليروم أن أكلمه من أمس فما أفعل فعمل الواثق
 
يا ذا الذي بعذابي ظل مفتخرا * ما أنت إلا مليك جار إذا قدرا
 
لولا الهوى لتجازينا على قدر * وإن أفق منه يوما ما فسوف ترى
 
قال الخطيب استولى أحمد بن أبي داود على الواثق وحمله على التشدد في المحنة والدعاء إلى خلق القرآن وقيل إنه رجع عن ذلك قبيل موته قال عبيد الله بن يحيى حدثنا إبراهيم بن أسباط قال حمل رجل مقيد فأدخل على ابن أبي دواد بحضور الواثق فقال لأحمد أخبرني عن ما دعوتم الناس إليه أعلمه رسول الله {{صل}} فما دعا إليه أم شيء لم يعلمه قال بل علمه قال فكان يسعه أن لا يدعو الناس إليه وأنتم لا يسعكم فبهتوا وضحك الواثق وقام قابضا على فمه ودخل مجلسا ومد رجليه وهو يقول أمر وسع رسول الله {{صل}} أن يسكت عنه ولا يسعنا ثم أمر أن يعطي الشيخ ثلاث مئة دينار وأن يرد إلى بلده وعن طاهر بن خلف قال سمعت المهتدي بالله بن الواثق يقول كان أبي إذا أراد أن يقتل رجلا أحضرنا قال فأتي بشيخ مخضوب مقيد فقال أبي ائذنوا لأحمد بن أبي دواد وأصحابه وأدخل الشيخ فقال السلام عليكم يا أمير المؤمنين فقال لا سلم الله عليك قال بئس ما أدبك مؤدبك قال الله تعالى " وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها " فقال أحمد الرجل متكلم قال كلمة فقال يا شيخ ما تقول في القرآن قال لم تنصفني ولي السؤال قال سل قال ما تقول أنت قال مخلوق قال هذا شيء علمه رسول الله {{صل}} وأبو بكر وعمر والخلفاء أم لم يعلموه فقال شيء لم يعلموه قال سبحان الله شيء لم يعلموه وعلمته أنت فخجل وقال أقلني قال المسألة بحالها ما تقول في القرآن قال مخلوق قال شيء علمه رسول الله قال علمه قال أعلمه ولم يدع الناس إليه قال نعم قال فوسعه ذلك قال نعم قال أفلا وسعك ما وسعه ووسع الخلفاء بعده فقام الواثق فدخل الخلوة واستلقى وهو يقول شيء لم يعلمه النبي {{صل}} ولا أبو بكر ولا عمر ولا عثمان ولا علي علمته أنت سبحان الله عرفوه ولم يدعوا إليه الناس فهلا وسعك ما وسعهم ثم أمر برفع قيد الشيخ وأمر له بأربع مئة دينار وسقط من عينه ابن أبي دواد ولم يمتحن بعدها أحدا في إسنادها مجاهيل فالله أعلم بصحتها وروى نحوا منها أحمد بن السندي الحداد عن أحمد بن الممتنع عن صالح بن علي الهاشمي عن المهتدي بالله قال صالح حضرته وقد جلس والقصص تقرأ عليه ويأمر بالتوقيع عليها فسرني ذلك وجعلت أنظر إليه ففطن ونظر إلي فغضضت عنه قال فقال لي في نفسك شيء تحب أن تقوله فلما انفض المجلس أدخلت مجلسه فقال تقول ما دار في نفسك أو أقوله لك قلت يا أمير المؤمنين ما ترى قال أقول إنه قد استحسنت ما رأيت منا فقلت في نفسك أي خليفة خليفتنا إن لم يكن يقول القرآن مخلوق قال فورد علي أمر عظيم ثم قلت يا نفس هل تموتين قبل أجلك فقلت نعم فأطرق ثم قال اسمع فوالله لتسمعن الحق فسري عني وقلت ومن أولى بالحق منك وأنت خليفة رب العالمين قال مازلت أقول القرآن مخلوق صدرا من أيام الواثق حتى أقدم شيخا من أذنة فأدخل مقيدا وهو شيخ جميل حسن الشيبة فرأيت الواثق قد استحيا منه ورق له فما زال يدنيه حتى قرب منه وجلس فقال ناظر ابن أبي داود قال يا أمير المؤمنين إنه يضعف عن المناظرة فغضب وقال أبو عبد الله يضعف عن مناظرتك أنت قال هون عليك وائذن لي واحفظ علي وعليه ثم قال يا أحمد أخبرني عن مقالتك هذه هي مقالة واجبة داخلة في عقد الدين فلا يكن الدين كاملا حتى تقال قال نعم قال فأخبرني عن رسول الله {{صل}} حين بعثه الله هل ستر شيئا مما أمر به قال لا قال فدعا إلى مقالتك هذه فسكت فقال الشيخ يا أمير المؤمنين واحدة قال الواثق واحدة ثم قال أخبرني عن الله تعالى حين قال " اليوم أكملت لكم دينكم " أكان الله هو الصادق في إكمال ديننا أو أنت الصادق في نقصانه حتى يقال بمقالتك فسكت أحمد فقال الشيخ اثنتان يا أمير المؤمنين قال نعم فقال أخبرني عن مقالتك هذه أعلمها رسول الله أم جهلها قال علمها قال فدعا إليها فسكت قال الشيخ ثلاثة ثم قال فأتسع لرسول الله {{صل}} أن يمسك عنها ولم يطالب أمته بها قال نعم قال واتسع ذلك لأبي بكر وعمر وعثمان وعلي قال نعم فأعرض الشيخ عنه وقال يا أمير المؤمنين قد قدمت القول بأن أحمد يضعف عن المناظرة يا أمير المؤمنين إن لم يتسع لك من الإمساك هذه المقالة ما زعم هذا إنه اتسع للنبي {{صل}} وأصحابه فلا وسع الله عليك قال الواثق نعم كذا هو اقطعوا قيد الشيخ فلما قطعوه ضرب بيده فأخذه فقال الواثق لم أخذته قال لأني نويت أن أوصي أن يجعل معي في كفني لأخاصم هذا به عند الله ثم بكى فبكى الواثق وبكينا ثم سأله الواثق أن يحاله وأمر له بصلة فقال لا حاجة لي بها ثم قال المهتدي فرجعت عن هذه المقالة وأظن الواثق رجع عنها في يومئذ قال إبراهيم نفطويه حدثنا حامد بن العباس عن رجل عن المهتدي بالله أن الواثق مات وقد تاب عن القول بخلق القرآن قال ابن أبي الدنيا كان أبيض تعلوه صفرة حسن اللحية في عينه نكتة قلت وكان وافر الأدب قيل إن جارية غنته شعر العرجي
 
أظلوم إن مصابكم رجلا * رد السلام تحية ظلم
 
فمن الحاضرين من صوب نصب رجلا ومنهم من رفع فقالت هكذا لقنني المازني فطلب المازني فلما مثل بين يديه قال ممن الرجل قال من مازن قال أي الموازن أمازن تميم أم مازن قيس أم مازن ربيعة قلت مازن ربيعة فكلمني حينئذ بلغة قومي فقال با اسمك لأنهم يقلبون الميم باء والباء ميما فكرهت أن أواجهه ب مكر فقلت بكر يا أمير المؤمنين ففطن لها وأعجبته قال ما تقول في هذا البيت قلت الوجه النصب لأن مصابكم مصدر بمعني إصابتكم فعارضني ابن اليزيدي قلت هو بمنزلة إن ضربك زيدا ظلم فالرجل مفعول مصابكم الكلام معلق إلى أن تقول ظلم فيتم الكلام فأعجب الواثق وأعطاني ألف دينار قيل إن الواثق كان ذا نهمة بالجماع بحيث إنه أكل لحم سبع لذلك فولد له مرضا صعبا كان فيه حتفه وفي العام الثاني من دولته قدم مولاه أشناس على القواد وألبسه ناجا ووشاحين مجوهرين وفي سنة تسع وعشرين صادر الدواوين وضرب أحمد بن أبي إسرائيل وأخذ منه ثمان مئة ألف دينار ومن سليمان بن وهب أربع مئة ألف دينار وأخذ من أحمد بن الخصيب وكاتبه ألف ألف دينار وفي سنة إحدى وثلاثين قتل أحمد بن نصر الخزاعي الشهيد ظلما وأمر بامتحان الأئمة والمؤذنين بخلق القرآن وافتك من أسر الروم أربعة آلاف وست مئة نفس فقال ابن أبي دواد من لم يقل القرآن مخلوق فلا تفتكوه وفيها جاء المجوس الأردمانيون في مراكب من ساحل البحر الأعظم فدخلوا إشبيلية بالسيف ولم يكن لها سور بعد فجهز لحربهم أمير الأندلس عبد الرحمن المرواني جيشا فالتقوا فانهزم الأردمانيون وأسر متهم أربعة آلاف ولله الحمد قال زرقان بن أبي دواد لما احتضر الواثق ردد هذين البيتين
 
الموت فيه جميع الخلق مشترك * لا سوقة منهم يبقى ولا ملك
 
ماضر أهل قليل في تفرقهم * وليس يغني عن الاملاك ما ملكوا
 
ثم أمر بالبسط فطويت وألصق خده بالتراب وجعل يقول يا من لا يزول ملكه ارحم من قد زال ملكه وروى أحمد بن محمد الواثقي أمير البصرة عن أبيه قال كنت أمرض الواثق فلحقته غشية فما شككنا أنه مات فقال بعضنا لبعض تقدموا فما جسر أحد سواي فلما أن أردت أن أضع يدي على أنفه فتح عينيه فرعبت ورجعت إلى خلف فتعلقت قبيعة سيفي بالعتبة فعثرت واندق السيف وكاد أن يجرحني واستدعيت سيفا وجئت فوقفت ساعة فتلف الرجل فشددت لحييه وغمضته وسجيته وأخذ الفراشون ما تحته ليردوه إلى الخزائن وترك وحده فقال ابن أبي دواد إنا نريد أن نتشاغل بعقد البيعة فاحفظه فرددت باب المجلس وجلست عند الباب فحسست بعد ساعة بحركة أفزعتني فأدخل فإذا بجرذون قد استل عين الواثق فأكلها فقلت لا إله إلا الله هذه العين التي فتحها من ساعة فاندق سيفي هيبة لها قلت كانت خلافته خمس سنين ونصفا مات بسامرا لست بقين من ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين ومئتين وبايعوا بعده أخاه المتوكل
 
===مسلم بن إبراهيم===
مسلم بن إبراهيم ( ع ) الإمام الحافظ الثقة مسند البصرة أبو عمرو الأزدي الفراهيدي مولاهم البصري القصاب ولد في حدود الثلاثين ومئة وحدث عن عبد الله بن عون يسيرا وعن قرة بن خالد ومالك بن مغول وسعيد بن أبي عروبة وهشام الدستوائى وإسماعيل بن مسلم العبدي وأبي الغصن دجين اليربوعي وأبي خلدة خالد بن دينار وشعبة بن الحجاج وهمام وأبان وسلام بن مسكين ويزيد بن إبراهيم وعبد الله بن المثنى والأسود بن شيبان ومحمد بن فضاء والمستمر بن الريان ووهيب والقاسم بن الفضل الحداني ومبارك بن فضالة وخلق سواهم وعنه [[البخاري]] و[[أبو داود]] وهو أكبر شيخ لأبي داود ويحيى بن معين ونصر بن علي ومحمد بن يحيى وزيد بن أخزم وحجاج بن الشاعر وعبد بن حميد وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي وأبو زرعة وأبو حاتم وأحمد بن أبي خيثمة وأحمد بن الفرات ويحيى بن مطرف وإسماعيل سمويه وحفص بن عمر الرقي سنجه ومحمد بن أيوب بن الضريس وأبو مسلم الكجي ومحمد بن عثمان بن أبي سويد وأبو خليفة وعلي بن عبد العزيز ومحمد بن عبد الله بن سنجر الجرجاني وخلق كثير روى أحمد بن زهير عن يحيى بن معين ثقة مأمون وقال الفضل بن سهل الأعرج كان يحيى بن معين يقدم مسلم بن إبراهيم على معاذ بن هشام ويقول لا أجعل رجلا لم يرو إلا عن أبيه كرجل روى عن الناس وقال أبو إسماعيل الترمذي سمعت مسلم بن إبراهيم يقول كتبت عن ثمان مئة شيخ ما جزت الجسر قال أبو داود ما رحل مسلم إلى أحد وكتب عن قريب من ألف شيخ وهؤلاء أصحاب شيوخ مسلم بن إبراهيم وعبد الصمد وإسحاق بن إدريس وقال أيضا كان مسلم يحفظ حديثه عن قرة ويحفظ حديث هشام وحديث أبان العطار بهذه هذا وهو أحب إلينا من ابن كثير كان ابن كثير يعني محمدا لا يحفظ وكانت فيه سلامة قال نصر بن علي سمعت مسلم بن إبراهيم يقول قعدت مرة أذاكر شعبة عن خالد بن قيس فقال كدت تلقى أبا هريرة يريد على سبيل المبالغة قال أحمد بن عبد الله العجلي كالن مسلم يسكن البصرة في دار كبيرة وإنما معه أخته عجوز كبيرة وكان أصحاب الحديث إذا أرادوا أن يغيظوه قالوا أختك قدرية فيقول لا والله إلا مثبتة وكان ثقة عمي بأخرة وروى عن سبعين امرأة قال أبو زرعة سمعت مسلم بن إبراهيم يقول ما أتيت حلالا ولا حراما قط وكان أتى عليه نيف وثمانون سنة قال أبو حاتم كان لا يحتاج إليه يعني الجماع وهو ثقة صدوق مات في صفر سنة اثنتين وعشرين ومئتين وهو في عشر المئة رحمه الله أخبرنا أبو الفضل أحمد بن تاج الأمناء أنبأنا عبد المعز بن محمد أخبرنا زاهر بن طاهر أخبرنا أبو سعد الكنجروذي أخبرنا عبد الله بن محمد الرازي أخبرنا محمد بن أيوب حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا سحامة ابن عبد الله قال قدم علينا أنس بن مالك واسط فحدثنا أن رجلا جاء إلي النبي {{صل}} فذكر من أمره حاجة وفقرا فأقيمت الصلاة فنهض النبي {{صل}} ليدخل فيها فتعلق به الرجل فقام معه حتى قضى حاجته ثم دخل في الصلاة هذا حديث حسن عال جدا وسحامة مذكور في كتاب الثقات لابن حبان وقد أخرج له [[البخاري]] هذا الحديث في كتاب الأدب عن أبي بكر بن أبي الأسود عن أبي عامر العقدي عنه أنبأنا علي بن أحمد وغيره قالوا أخبرنا عمر بن محمد أخبرنا أبو غالب بن البناء أخبرنا الحسن بن علي الجوهري أخبرنا أبو بكر القطيعي حدثنا إبراهيم بن عبد الله حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا مبارك بن فضالة عن الحسن سمعت عثمان رضي الله عنه جمعا متواليات يأمر بقتل الكلاب وذبح الحمام في الإسنادين ضعف من جهة زاهر وعمر لإخلالهما بالصلاة فلو كان في ورع لما رويت لمن هذا نعته بكر بن أحمد الحافظ أخبرنا حفص بن عمر سمعت مسلم بن إبراهيم يقول طلبت الحديث فلم أر أهل الحديث على مثل ما هم عليه اليوم ولولا أني أقول إنها سنة أحييها وبدعة أميتها لعل الله أن يكفر عني بعض ما أنا فيه ما حدثت
 
===البابلتي===
البابلتي الشيخ العالم المحدث أبو سعيد يحيى بن عبد الله بن الضحاك ابن بابلت الأموي مولاهم البابلتي الحراني حدث عن زوج أمه أبي عمرو الأوزاعي وأبي بكر بن أبي مريم وصفوان بن عمرو السكسكي وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان وابن أبي ذئب وأبي جعفر الرازي وجماعة وعنه محمد بن يحيى الحراني وأبو إسحاق الجوزجاني وإسماعيل سمويه وسليمان بن سيف وأبو أمية الطرسوسي وإسحاق ابن سيار النصيبي وحفص بن عمر سنجه وطائفة آخرهم موتا ابن زوجته أبو شعيب عبد الله بن الحسن الحراني قال [[البخاري]] قال [[أحمد بن حنبل]] أما السماع فلا يدفع وضعفه أبو زرعة وغيره وقال ابن عدي له أحاديث صالحة عن [[الأوزاعي]] تفرد ببعضها وأثر الضعف على حديثه بين قلت مر به يحيى بن معين فأكرم نزله وأتحفه فاستحى منه وما بالغ في تليينه وهو ممن تجوز رواية حديثه ووقع لنا من عواليه قال محمد بن يحيى توفي سنة ثماني عشرة ومئتين رحمه الله وقيل لي إنه وجه إلى ابن معين صرة دنانير وأطعمه فقبل الطعام ورد الصرة وقال والله إن صلته حسنة وطعامه طيب إلا أنه لم يسمع والله من الأوزاعي شيئا هذه حكاية منقطعة السند
 
===أبو اليمان===
أبو اليمان ( ع ) الحكم بن نافع الحافظ الإمام الحجة أبو اليمان البهراني الحمصي مولى امرأة بهرانية تدعى أم سلمة كانت عند عمر بن روبة التغلبي ولد في حدود سنة بضع وثلاثين ومئة وطلب العلم سنة بضع وخمسين فروى عن صفوان بن عمرو وحريز بن عثمان وأبي بكر بن أبي مريم وشعيب بن أبي حمزة وسعيد بن عبد العزيز وعفير من معدان وأرطاة بن المنذر وإسماعيل بن عياش ويزيد بن سعيد بن ذي عصوان وأبي مهدي سعيد بن سنان وطائفة وما علمت له رحلة حدث عنه أحمد وابن معين ومحمد بن يحيى وعمرو بن منصور النسائي وعبيدالله بن فضالة وعمران بن بكار وأبو محمد الدارمي وأبو عبد الله [[البخاري]] وعثمان الدارمي وأبو حاتم ومحمد ابن عوف وأبو زرعة الدمشقي ومحمد بن إسماعيل الترمذي وموسى ابن عيسى بن المنذر وعلي بن محمد الحكاني وأحمد بن الفرات وخلق سواهم قال [[أحمد بن حنبل]] أما حديث أبي اليمان عن حريز وصفوان بن عمرو فصحيح ثم قال أحمد هو يقول أخبرنا شعيب واستحل ذلك بشيء عجيب كأنه أمر شعيب في الحديث عسرا جدا وكان على بن عباس سمع منه وذكر قصة لأهل حمص أراها أنهم سألوه أن يأذن لهم في أن يرووا عنه فقال لهم لا ترووا هذه الأحاديث عني يعني شعيبا قالوا أبو عبد الله ثم كلموه وحضر ذلك أبو اليمان فقال لهم ارووا تلك الأحاديث عني قال الأثرم قلت لأبي عبد الله مناولة قال لو كان مناولة كان لم يعطهم كتبا ولا شيئا إنما سمع هذا فقط فكان ولد شعيب يقول إن أبا اليمان جاءني فأخذ كتب شعيب مني بعد وهو يقول أخبرنا فكأنه استحل ذلك بأن سمع شعيبا يقول لقوم ارووه عني قال إبراهيم بن ديزيل سمعت أبا اليمان يقول قال لي أحمد بن حنبل كيف سمعت الكتب من شعيب قلت قرأت عليه بعضه وبعضه قرأه علي وبعضه أجاز لي وبعضه مناولة قال فقال في كله أخبرنا شعيب وقال ابن معين سألت أبا اليمان عن حديث شعيب بن أبي حمزة فقال ليس هو مناولة المناولة لم أخرجها إلى أحد وروى أبو زرعة النصري عن أبي اليمان قال كان شعيب عسرا في الحديث فدخلنا عليه حين حضرته الوفاة فقال هذه كتبي وقد صححتها فمن أراد أن يأخذها فليأخذها ومن أراد أن يعرض فليعرض ومن أراد أن يسمعها من ابني فليسمعها فإنه قد سمعها مني سعيد بن عمرو البرذعي عن أبي زرعة الرازي قال لم يسمع أبو اليمان من شعيب إلا حديثا واحدا والباقي إجازة قال أبو داود سمعت محمد بن عوف يقول لم يسمع أبو اليمان من شعيب بن أبي حمزة إلا كلمة وقال أبو زرعة الدمشقي سألت [[أحمد بن حنبل]] عن حديث الزهري عن أنس عن أم حبيبة فقال ليس هذا من حديث [[الزهري]] هذا من حديث ابن أبي حسين فسألت أحمد بن صالح عنه فقال ليس له أصل عن الزهري وأنكره قلت قرىء هذا على إبراهيم بن الدرجي وأجازه لي عن أبي جعفر الصيدلاني أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله أخبرنا ابن ريذة أخبرنا أبو القاسم الطبراني حدثنا أبو زرعة حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري عن أنس عن أم حبيبة أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال أريت ما تلقى أمتي من بعدي وسفك بعضهم دماء بعض وكان سابقا من الله فسألته أن يوليني شفاعة فيهم ففعل رواه عبد الله بن أحمد عن أبيه عن أبي اليمان فقال عن شعيب عن ابن أبي حسين عن أنس ثم قال عبد الله فقلت هاهنا قوم يحدثون به عن أبي اليمان عن شعيب عن الزهري فقال ليس ذا من حديث الزهري قال أبو زرعة قال لي أحمد بن حنبل كتاب شعيب عن ابن أبي حسين ملصق بكتاب الزهري فبلغني أن أبا اليمان حدثهم به عن شعيب عن الزهري وليس له أصل كأنه يذهب إلى أنه اختلط بكتاب الزهري فرأيته كأنه يعذر أبا اليمان ولا يحمل عليه فيه وقال مكحول البيروتي عن جعفر بن محمد بن أبان الحراني سألت يحيى بن معين عن حديث أبي اليمان يعني المذكور فقال أنا سألت أبا اليمان فقال الحديث حديث الزهري فمن كتبه عني فقد أصاب ومن كتبه عني من حديث ابن أبي حسين فهو خطأ إنما كتب في آخر حديث ابن أبي حسين فغلطت فحدثت به من حديث ابن أبي حسين وهو صحيح من حديث الزهري وروى ابن صاعد عن إبراهيم بن هانىء النيسابوري قال لنا أبو اليمان الحديث حديث الزهري والذي حدثتكم عن ابن أبي حسين غلطت فيه بورقة قلبتها قلت تعين أن الحديث وهم فيه أبو اليمان وصمم على الوهم لأن الكبار حكموا بأن الحديث ما هو عند الزهري والله أعلم عباس الدوري سمعت يحيى يقول في حديث أبي اليمان عن شعيب عن الزهري عن عقبة بن سويد عن أبي هريرة عن النبي {{صل}} يغزو جيش الكعبة فقال يحيى إنما هو عن سحيم مولى أبي هريرة عن أبي هريرة قال أبو حاتم كان أبو اليمان يسمى كاتب إسماعيل بن عياش كما يسمى أبو صالح كاتب الليث وهو ثقة نبيل صدوق وقال العجلي لا بأس به وقال ابن عمار الموصلي كان ثقة وكان بسلمية وكان إذا جاءه أهل الحديث قال لهم القطوا لي الزعفران وثمت ينبت الزعفران فكانوا يلقطون ثم يحدثهم وقال محمد بن عيسى الطرسوسي سمعت أبا اليمان يقول صرت إلى مالك فرأيت ثم من الحجاب والفرش شيئا عجيبا فقلت ليس ذا من أخلاق العلماء فمضيت وتركته ثم ندمت بعد وبلغنا أن أبا اليمان كتب كتب إسماعيل بن عياش ولم يدع منها شيئا في القراطيس وفي الصحيحين نحو من أربعين حديثا عند [[البخاري]] عن أبي اليمان قد أخرجها مسلم عن الدارمي عن أبي اليمان وجميعها يقول فيها أخبرنا شعيب ما قال قط حدثنا فهذا يوضح لك أنها بالإجازة وهي منقولة جزما من خطب شعيب وكان من أثبت أصحاب الزهري والمقصود من الرواية إنما هو العلم الحاصل بأن هذا الخبر حدث به فلان على أي صفة كان من صفات الأداء وقد كان أبو اليمان عالم وقته بحمص استقدمه المأمون ليوليه قضاء حمص وروينا بإسناد قوي عن أبي اليمان أنه قال ولدت سنة ثمان وثلاثين ومئة قال محمد بن مصفى وأبو زرعة النصري والفسوي مات أبو اليمان سنة إحدى وعشرين ومئتين وقال ابن سعد والبخاري ومطين سنة اثنتين وعشرين زاد ابن سعد في ذي الحجة بحمص
 
===حجين بن المثنى===
حجين بن المثنى ( خ م س ت س ) الإمام الثقة أبو عمر اليماني اللؤلؤي نزيل بغداد حدث عن عبد العزيز بن الماجشون وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان ومالك بن أنس والليث بن سعد وعدة وعنه [[أحمد بن حنبل]] ومحمد بن رافع وحجاج بن الشاعر والرمادي وعباس الدوري وأحمد بن منصور زاج وآخرون وثقه ابن سعد وقال [[البخاري]] كان قاضيا على خراسان وأصله من اليمامة قال ابن سعد قدم بغداد ونزلها وكان صاحب جوهر ولؤلؤ لزم السوق وكان ثقة قلت بقي إلى نحو سنة عشر ومئتين وكان من أبناء السبعين
 
===قالون===
قالون مقرئ المدينة وتلميذ نافع هو الإمام المجود النحوي أبو موسى عيسي بن مينا مولى بني زريق يقال كان ربيب نافع فلقبه بقالون لجودة قراءته روى عن شيخه وعن محمد بن جعفر بن أبي كثير وابن أبي الزناد وعنه أبو زرعة وابن ديزيل وإسماعيل القاضي وأحمد بن صالح وأبو نشيط وموسى بن إسحاق وخلق وتلا عليه ابنه أحمد والحلواني وأبو نشيط وعدة قال علي بن الحسن الهسنجاني كان شديد الصمم فكان ينظر إلى شفتي القارئ ويرد قلت مات سنة عشرين ومئتين عن نيف وثمانين سنة
 
===سعيد بن أبي مريم===
سعيد بن أبي مريم ( ع ) هو الحافظ العلامة الفقيه محدث الديار المصرية أبو محمد سعيد بن الحكم بن محمد بن سالم الجمحي مولاهم المصري حدث عن نافع بن عمر الجمحي وأبي غسان محمد بن مطرف ومحمد بن جعفر بن أبي كثير ومالك والليث وسليمان بن بلال ونافع بن يزيد ويحيى بن أيوب وأسامة بن زيد بن أسلم وحماد بن زيد وخلاد بن سليمان الحضرمي والعطاف بن خالد وخلق من طبقتهم روى عنه [[البخاري]] والذهلي وأبو بكر الصاغاني ومحمد بن عوف وأحمد بن عبد الله العجلي وإسحاق الكوسج وإسماعيل سمويه وحميد بن زنجويه وعبيد بن عبد الواحد البزار وأبو حاتم ويحيى بن عثمان بن صالح والفسوي ومحمد بن عبد الله بن البرقي وابن معين وأثنى عليه وخلق سواهم منهم ابن أخيه أحمد بن سعد الحافظ قال أبو داود ابن أبي مريم عندي حجة وقال أبو حاتم وغيره ثقة قلت كان من أئمة الحديث قال العجلي ثقة كان له دهليز طويل وكان يأتيه الرجل فيقف فيسلم عليه فيرد عليه لا سلم الله عليك ولا حفظك وفعل بك فأقول ما هذا فيقول قدري ويأتي آخر فيقول له مثل ذلك فأقول ما هذا فيقول جهمي خبيث ويأتي آخر فيقول رافضي ولا تظن إلا رد عليه سلامه وكان عاقلا لم أر بمصر أعقل منه ومن عبد الله بن عبد الحكم قال أبو محمد الرامهرمزي حدثني محمد بن محمد بن يحيى بمدينة سابور حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي قال كنا عند سعيد بن أبي مريم فأتاه رجل فسأله كتابا ينظر فيه أو سأله أن يحدثه بأحاديث فامتنع عليه وسأله آخر في ذلك فأجابه فقال له الأول سألتك فلم تجبني وسألك هذا فأجبته وليس هذا حق العلم أو نحو هذا من الكلام فقال له ابن أبي مريم إن كنت تعرف الشيباني من السيباني وأبا حمزة من أبي جمرة وكلاهما عن ابن عباس حدثناك وخصصناك كما خصصنا هذا قلت يقع في حديث سعيد غرائب لسعة علمه قال أبو سعيد بن يونس سعيد بن الحكم بن أبي مريم الفقيه مولى أبي فاطمة ويقال أبو فطيمة مولى أبي الضبيع مولى بني جمح ولد سنة أربع وإربعين ومئة ومات سنة أربع وعشرين ومئتين خرج له أصحاب الكتب الستة أخبرنا عبد الرحمن بن محمد الفقيه في كتابه أخبرنا عمر بن محمد أخبرنا ابن الحصين أخبرنا محمد بن محمد أخبرنا أبو بكر الشافعي حدثنا أبو إسماعيل الترمذي حدثنا سعيد بن أبي مريم حدثنا يحيى بن أبوب وابن لهيعة قالا حدثنا ابن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن عامر ابن سعد عن عباس بن عبد المطلب أن رسول الله {{صل}} قال إذا سجد العبد سجد معه سبعة آراب الجبهة وكفاه وركبتاه وقدماه وكذلك رواه الليث وبكر بن مضر عن ابن الهاد وأخرجه الجماعة سوى البخاري
 
===سليمان بن حرب===
سليمان بن حرب ( ع ) ابن بجيل الإمام الثقة الحافظ شيخ الإسلام أبو أيوب الواشحي الأزدي البصري قاضي مكة أخبرنا عبد الرحمن بن محمد وغيره إجازة قالوا أخبرنا عمر بن محمد أخبرنا هبة الله بن محمد أخبرنا ابن غيلان أخبرنا أبو بكر الشافعي حدثنا إبراهيم بن عبد الله حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن أبي موسى قال قال رسول الله {{صل}} من سمع بي من يهوددي أو نصراني ثم لم يسلم دخل النار حدث عن شعبة وحوشب بن عقيل والأسود بن شيبان ويزيد ابن إبراهيم ومبارك بن فضالة وحماد بن سلمة وبسطام بن حريث والسري بن يحيى وجرير بن حازم وسليمان بن المغيرة وسلام بن أبي مطيع ومحمد بن طلحة من مصرف وعدة وعنه [[البخاري]] و[[أبو داود]] والحميدي ومات قبله وعمرو بن علي الفلاس ويحيى بن موسى خت ومحمد بن يحيى الذهلي والحسن بن علي الخلال وحجاج بن الشاعر وأحمد بن سعيد الدارمي وعباس الدوري وعبد بن حميد والدارمي وأبو زرعة ومحمد بن الضريس وأبو مسلم الكجي وأبو خليفة وخلق كثير ومن القدماء يحيى بن سعيد القطان و[[أحمد بن حنبل]] قال أبو حاتم سليمان بن حرب إمام من الأئمة كان لايدلس ويتكلم في الرجال وفي الفقه وليس بدون عفان ولعله أكبر منه وقد ظهر له نحو من عشرة آلاف حديث وما رأيت في يده كتابا قط وهو أحب إلي من أبي سلمة التبوذكي في حماد بن سلمة وفي كل شيء ولقد حضرت مجلس سليمان بن حرب ببغداد فحزروا من حضر مجلسه أربعين ألف رجل وكان مجلسه عند قصر المأمون فبنى له شبه منبر فصعد سليمان وحضر حوله جماعة من القواد عليهم السواد والمأمون فوق قصره وقد فتح باب القصر وقد أرسل ستر شف وهو خلفه وكتب ما يملي فسئل سليمان أول شيء حديث حوشب بن عقيل فلعله قد قال حدثنا حوشب ابن عقيل أكثر من عشرات مرات وهم يقولون لا نسمع فقام مستمل ومستمليان وثلاثة كل ذلك يقولون لا نسمع حتى قالوا ليس الرأي إلا أن يحضر هارون المستملي فلما حضر قال من ذكرت فإذا صوته خلاف الرعد فسكتوا وقعد المستملون كلهم فاستملى هارون وكان لا يسأل عن حديث إلا حديث من حفظه وسئل عن حديث فتح مكة فحدثنا به من حفظه فقمنا فأتينا عفان فقال ما حدثكم أبو أيوب فإذا هو يعظمه قال أبو حاتم الرازي أيضا كان سليمان بن حرب قل من يرضى من المشايخ فإذا رأيته قد روى عن شيخ فاعلم أنه ثقة قال يعقوب الفسوي سمعت سيلمان بن حرب يقول طلبت الحديث سنة ثمان وخمسين ومئة واختلف إلى شعبة فلما مات جالست حماد بن زيد تسع عشرة سنة حتى مات وأعقل موت ابن عون وكنت لا أكتب عن حماد بن زيد حديث ابن عون كنت اقول رجل قد أدركت موته ثم إني كتبته بعد قال محمد بن يحيى الصولي حدثنا المقدمي القاضي حدثنا أبي حدثنا يحيى بن أكثم قال قال لي المأمون من تركت بالبصرة فوصفت له مشايخ منهم سليمان بن حرب وقلت هو ثقة حافظ للحديث عاقل في نهاية الستر والصيانة فأمرني بحمله إليه فكتبت إليه في ذلك فقدم فأتفق أني أدخلته إليه وفي المجلس ابن أبي دواد وثمامة وأشباه لهما فكرهت أن يدخل مثله بحضرتهم فلما دخل سلم فأجابه المأمون ورفع مجلسه ودعا له سليمان بالعز والتوفيق فقال ابن أبي دواد يا أمير المؤمنين نسأل الشيخ عن مسألة فنظر المأمون إليه نظر تخيير له فقال سليمان يا أمير المؤمنين حدثنا حماد بن زيد قال قال رجل لابن شبرمة أسألك قال إن كانت مسألتك لا تضحك الجليس ولا تزري بالمسؤول فسل وحدثنا وهيب قال قال إياس بن معاوية من المسائل مالا ينبغي للسائل أن يسأل عنها ولا للمجيب أن يجيب فيها فإن كانت مسألته من غير هذا فليسأل وإن كانت من هذا فليمسك قال فهابوه فما نطق أحد منهم حتى قام وولاه قضاء مكة فخرج إليها قال أحمد بن سنان حدثنا المسعري قال جاء رجل سليمان بن حرب فقال إن مولاك فلانا مات وخلف قيمة عشرين ألف درهم قال فلان أقرب إليه مني المال لذاك دوني قال وهو يومئذ محتاج إلى درهم قال الخطيب ولي سليمان قضاء مكة سنة أربع عشرة ومئتين ثم عزل سنة تسع عشرة ومئتين أنبأنا ابن علان وطائفة سمعوا أبا اليمن الكندي أخبرنا القزاز أخبرنا الخطيب أخبرنا البرقاني حدثنا الحسين بن علي التميمي حدثنا أبو عوانة الإسفراييني حدثنا أحمد بن محمد بن أبي بكر المقدمي سمعت علي بن المديني سنة عشرين ومئتين وقد ذكر له سليمان بن حرب فجعل يكثره فقال حدثنا يحيى بن سعيد حدثني سليمان بن حرب عن حماد بن زيد قال ما أخاف على أيوب وابن عون إلا الحديث أبو عبيد الأجري سمعت أبا داود يقول كان سليمان بن حرب يحدث بحديث ثم يحدث بحديث ثم يحدث به كأنه ليس ذاك قال الخطيب كان يحدث على المعنى فتتغير ألفاظ الحديث في روايته قال الإمام أحمد كتبنا عن سيلمان بن حرب وابن عيينة حي قال يعقوب بن شيبة حدثنا سليمان بن حرب وكان ثقة ثبتا صاحب حفظ وقال [[النسائي]] ثقة مأمون وقال [[البخاري]] قال سليمان بن حرب ولدت في صفر سنة أربعين ومئة وقال ابن سعد وغيره رجع من مكة وصرف من قضائها ومات بالبصرة في ربيع الأخر سنة أربع وعشرين ومئتين
 
===آدم بن أبي إياس===
آدم بن أبي إياس ( خ ت س ق ) الإمام الحافظ القدوة شيخ الشام أبو الحسن الخراساني المروذي ثم البغدادي ثم العسقلاني محدث عسقلان واسم أبيه ناهية بن شعيب وقيل عبد الرحمن ولد سنة اثنتين وثلاثين ومئة وسمع بالعراق ومصر والحرمين والشام حدث عن ابن أبي ذئب ومبارك بن فضالة وشعبة بن الحجاج والمسعودي والليث وحريز بن عثمان وورقاء وحماد بن سلمة وشيبان النحوي وإسرائيل بن يونس وحفص بن ميسرة وخلق وعنه [[البخاري]] في صحيحه وأحمد بن الأزهر وأحمد بن عبد الله العكاوي وإسماعيل سمويه وهاشم بن مرثد الطبراني وإسحاق بن سويد الرملي وأبو زرعة الدمشقي وأبو حاتم الرازي وثابت بن نعيم الهوجي وإبراهيم بن ديزيل سيفنه وخلق سواهم قال أبو حاتم الرازي ثقة مأمون متعبد من خيار عباد الله وذكره [[أحمد بن حنبل]] فقال كان مكينا عند شعبة كان من الستة الذين يضبطون عنده الحديث قال أبو بكر الأعين أتيت آدم العسقلاني فقلت له عبد الله بن صالح كاتب الليث يقرئك السلام فقال لا تقرئه مني السلام قلت ولم قال لأنه قال القرآن مخلوق فأخبرته بعذره وأنه أظهر الندامة وأخبر الناس بالرجوع قال فأقرئه السلام وإذا أتيت أحمد ابن حنبل فأقره السلام وقل له يا هذا اتق الله وتقرب إلى الله تعالى بما أنت فيه ولا يستفزنك أحد فإنك إن شاء الله مشرف على الجنة وقل له أخبرنا الليث عن ابن عجلان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله {{صل}} من أرادكم على معصية الله فلا تطيعوه قال فأبلغت ذلك أبا عبد الله فقال رحمه الله حيا وميتا فلقد أحسن النصيحة قال أبو حاتم حضرت آدم بن أبي إياس فقال له رجل سمعت أحمد بن حنبل وسئل عن شعبة أكان يملي عليهم ببغداد أو كان يقرأ قال كان يقرأ وكان أربعة يكتبون آدم وعلي النسائي فقال آدم صدق أحمد كنت سريع الخط وكنت أكتب وكان الناس يأخذون من عندي وقدم شعبة بغداد فحدث بها أربعين مجلسا في كل مجلس مئة حديث فحضرت منها عشرين مجلسا قال إبراهيم بن الهيثم البلدي بلغ آدم نيفا وتسعين سنة وكان لا يخضب كان أشغل من ذلك يعني من العبادة قال الحسين الكوكبي حدثني أبو عبد الله المقدسي قال لما حضرت آدم الوفاة ختم القرآن وهو مسجى ثم قال بحبي لك إلا ما رفقت لهذا المصرع كنت أؤملك لهذا اليوم كنت أرجوك ثم قال لا إله إلا الله ثم قضى رحمه الله رواها أحمد بن عبيد عن أبي علي المقدسي قال محمد بن سعد مات آدم في جمادى الآخرة سنة عشرين ومئتين وهو ابن ثمان وثمانين سنة وفي السنة أرخه يعقوب الفسوي ومطين وقال أبو زرعة النصري مات سنة إحدى وعشرين قلت الأول أصح وقد حدث عنه رفيقه بشر بن بكر التنيسي ومات قبله بمدة أنبأنا حماعة قالوا أخبرنا عمر بن محمد أخبرنا ابن الحصين أخبرنا ابن غيلان أخبرنا أبو بكر الشافعي حدثنا إبراهيم بن الهيثم حدثنا آدم حدثنا شيبان عن جابر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال سئل رسول الله عليه وسلم عن قتل الحية قال خلقت هي والإنسان كل واحد منهما عدو لصاحبه إن رآها أفزعته وإن لدغته قتلته فأقتلها حيث وجدتها جابر الجعفي واه وفي سنة عشرين وفاة شيخ القراء [[قالون]] وهو الإمام النحوي أبو موسى عيسى بن مينا المدني مولى زهرة وشيخه نافع هو الذي لقبه قالون لجودة أدائه سقت من حاله في ديوان القراء
 
===علي بن عياش===
علي بن عياش ( خ 4 ) ابن مسلم الحافظ الصدوق العابد أبو الحسن الألهاني الحمصي قال ولدت في سنة ثلاث وأربعين ومئة حدث عن حريز بن عثمان التابعي وعفير بن معدان وشعيب بن أبي حمزة والمثنى بن الصباح وما أحسبه لحقه وأبي غسان محمد بن مطرف وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان وصدقة بن عبد الله السمين وعتبة بن ضمرة بن حبيب وإسماعيل بن عياش وطائفة حدث عنه [[أحمد بن حنبل]] وعمرو بن منصور النسائي وأبو إسحاق الجوزجاني و[[البخاري]] في صحيحه وإبراهيم بن الهيثم البلدي وأبو زرعة النصري ومحمد بن يحيى الذهلي وأحمد بن عبد الرحيم الحوطي وأحمد بن عبد الوهاب الحوطي وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة ويزيد بن محمد بن عبد الصمد وإسماعيل بن عبد الله سمويه ومحمد بن عوف الطائي وأحمد بن محمد بن الحارث بن عرق وخلق وثقه [[النسائي]] وجماعة وقال أبو حاتم كنت أفيد الناس عن علي بن عياش وأنا بدمشق فيخرجون إليه ويسمعون منه وأنا مقيم بدمشق حتى ورد نعيه قال يحيى بن أكثم أدخلت علي بن عياش على المأمون فتبسم ثم بكى فقال يا يحيى أدخلت علي مجنونا فقلت أدخلت عليك خير أهل الشام وأعلمهم ما خلا أبا المغيرة قلت الرجل عمل بالسنة فسلم وتبسم ثم بكى لما رأى من الكبر والجبروت قال يعقوب الفسوي مات سنة تسع عشرة ومئتين أخبرنا شيخ الإسلام شمس الدين عبد الرحمن بن محمد وأبو المعاني أحمد بن عبد السلام كتابة قالا أخبرنا عمر بن طبرزد أخبرنا هبة الله بن محمد أخبرنا بن محمد بن غيلان أخبرنا أبو بكر الشافعي حدثنا إبراهيم بن الهيثم حدثنا علي بن عياش حدثنا شعيب ابن أبي حمزة عن محمد بن المنكدر عن جابر قال كان الآخر من رسول الله {{صل}} ترك الوضوء مما مست النار وبه حدثنا علي بن عياش حدثنا محمد بن مطرف عن زيد ابن أسلم عن عطاء بن يسار عن عائشة عن النبي {{صل}} قال طهور كل أديم دباغه هذا حديث نظيف الإسناد غريب لم أجده في الكتب الستة أخبرنا إبراهيم بن إسماعيل وجماعة إذنا عن أبي جعفر الصيدلاني أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله أخبرنا ابن ريذة وأنبأنا أحمد ابن أبي الخير عن محمد بن أبي زيد أخبرنا محمود بن إسماعيل أخبرنا أحمد بن محمد بن فاذشاه قالا أخبرنا سليمان بن أحمد حدثنا أبو زرعة حدثنا علي بن عياش حدثنا حريز بن عثمان عن عبد الواحد ابن عبد الله النصري سمعت واثلة بن الأسقع يقول قال رسول الله {{صل}} من أعظم الفري أن يدعى الرجل إلى غير أبيه أو يرى عينيه في المنام ما لم ير ويقول على الله ورسوله ما لم يقل أخرجه البخاري عن علي قال عبد الصمد بن سعيد القاضي حدثنا سليمان بن عبد الحميد البهراني قال وجه المأمون إلى أهل حمص ليقدموا عليه دمشق فاختاروا أربعة يحيى بن صالح وأبا اليمان وعلي بن عياش وخالد ابن خلي فأدخل خالد فقيل ما تقول في أبي اليمان قال شيخنا وعالمنا قال فما تقول في علي بن عياش قال رجل من الأبدال إذا نزلت بنا نازلة سألناه فدعا الله فيكفها وإذا استسقى لنا سقينا
 
===أبو الوليد الطيالسي===
أبو الوليد الطيالسي ( ع ) هشام بن عبد الملك الإمام الحافظ الناقد شيخ الإسلام أبو الوليد الباهلي مولاهم البصري الطيالسي ولد سنة ثلاث وثلاثين ومئة وهو أكبر من [[عبد الرحمن بن مهدي]] حدث عن عكرمة بن عمار وعمر بن أبي زائدة وشعبة وهشام الدستوائي ويزيد بن إبراهيم وهمام بن يحيى وداود بن أبي الفرات وإسرائيل وزائدة وأبي هاشم الزعفراني والمثنى بن سعيد الضبعي وعاصم بن محمد العمري وسلم بن زرير وعمر بن مرقع بن صيفي وجرير بن حازم وسليمان بن المغيرة وسلام بن مسكين وسلام بن أبي مطيع وابن الماجشون وعبد الرحمن بن الغسيل ومالك والليث ومهدي بن ميمون وخلق كثير وعنه [[البخاري]] و[[أبو داود]] وإسحاق بن راهوية ومحمد بن سعد وبندار ومحمد بن مثنى والذهلي وإسحاق الكوسج وأبو إسحاق الجوزجاني وأحمد ابن سنان والحسن بن علي الخلال وأبو محمد الدارمي وأحمد بن الفرات وعبد بن حميد وأبو زرعة وأبو حاتم وابن وراة وتمتام ومحمد بن حيان المازني ومحمد بن محمد التمار ومعاذ بن المثنى ومحمد بن أيوب بن الضريس والعباس بن الفضل الأسفاطي ومحمد بن يعقوب بن سورة وعلي بن عبد العزيز البغوي وأحمد بن عمرو القطراني وعثمان بن عمر الضبي ومحمد بن الربيع بن شاهين وأحمد بن إبراهيم بن عنبر البصري ومحمد بن إبراهيم ابن بكير الطيالسي وأبو بكر بن أبي عاصم وأبو مسلم الكجي وأحمد ابن داود المكي وأحمد بن محمد بن علي الخزاعي الأصبهاني والحسن بن سهل المجوز وخلق كثير خاتمتهم أبو خليفة الفضل بن الحباب قال [[أحمد بن حنبل]] أبو الوليد متقن وقال هو أكبر من ابن مهدي بثلاث سنين أبو الوليد اليوم شيخ الإسلام ما أقدم عليه اليوم أحدا من المحدثين وقال محمد بن مسلم بن وارة الحافظ قلت لأحمد بن حنبل أبو الوليد أحب إليك في شعبة أو أبو النضر قال إن كان أبو الوليد يكتب عند شعبة فأبو الوليد قلت فإني سمعت أبا الوليد يقول بينا أنا أكتب عند شعبة إذا بصر بي فقال وتكتب فوضعت الألواح من يدي وجعلت أنظر إليه قلت كأنه كره الكتابة لأنه كان قادرا على أن يحفظ وقال ابن وارة أيضا قال لي علي بن المديني اكتب عن أبي الوليد الأصول فإن غير الأصول تصيب وقال لي أبو نعيم لولا أبو الوليد ما أشرت عليك أن تقدم البصرة فإن دخلتها لا تجد فيها إلا مغفلا إلا أبا الوليد قلت عفا الله عن أبي نعيم فقد كان إذ ذاك بالبصرة مثل علي بن المديني وعمرو بن علي وطائفة من أعلام الحديث قال ابن وارة حدثني أبو الوليد وما أراني أدركت مثله قال عبد الله بن أحمد سمعت أبي يقول أبو الوليد شيخ الإسلام وقال الحافظ أبو حفص المروزي سمعت محمد بن غالب سمعت أبا الوليد يقول لو كنت عبدا لكم لاستبعت إلى متى هو ذا أحدث منذ سبعين سنة أول من كتب عني جرير بن عبد الحميد كتب عني حديث القلادة وقال أحمد بن عبد الله العجلي أبو الوليد بصري ثقة ثبت في الحديث كان يروي عن سبعين امرأة وكانت إليه الرحلة بعد أبي داود الطيالسي ابن أبي حاتم حدثنا أحمد بن سنان حدثنا أبو الوليد أمير المحدثين وقال ابن أبي حاتم سمعت أبا زرعة وذكر أبا الوليد فقال أدرك نصف الإسلام وكان إماما في زمانه جليلا عند الناس قال وسمعت أبي أبا حاتم يقول أبو الوليد إمام فقيه عاقل ثقة حافظ ما رأيت في يده كتابا قط وسئل أبي عن أبي الوليد وحجاج بن منهال فقال أبو الوليد عند الناس أكبر كان يقال سماعه من حماد بن سلمة فيه شيء كأنه سمع منه بأخره وكان حماد ساء حفظه في آخر عمره وقال أبو حاتم أيضا ما رأيت قط بعده كتابا أصح من كتابه وروى محمد بن سلمة بن عثمان عن معاوية بن عبد الكريم الزيادي قال أدركت البصرة والناس يقولون ما بالبصرة أعقل من أبي الوليد وبعده أبو بكر بن خلاد وروى أبو بكر بن أبي الدنيا عن أبي عبد الله محمد بن حماد قال استأذن رجل على أبي الوليد الطيالسي فوضع رأسه على الوسادة ثم قال للخادم قولي له الساعة وضع رأسه قال محمد بن سعد و[[البخاري]] وجماعة مات أبو الوليد سنة سبع وعشرين ومئتين قال البخاري في ربيع الأخر وقال غيره في صفر منها قرأت على أبي الفضل أحمد بن هبة الله في شوال سنة ثلاث وتسعين أنبأكم عبد المعز بن محمد أخبرنا زاهر بن طاهر أخبرنا إسحاق بن عبد الرحمن الصابوني أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب أخبرنا محمد بن أيوب البجلي أخبرنا أبو الوليد الطيالسي أخبرنا شعبة عن علقمة بن مرثد عن سعد بن عبيدة عن البراء عن النبي {{صل}} قال إذا سئل المسلم في القبر فشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله فذلك قوله " يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة " وبه قال البجلي حدثنا أبو عمر الحوضي حدثنا شعبة بهذا أخرجه البخاري عن أبي الوليد والحوضي أنبأنا جماعة عن أسعد بن روح أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله أخبرنا ابن ريذة أخبرنا سليمان بن أحمد حدثنا أبو خليفة حدثنا أبو الوليد الطيالسي حدثنا عبد الحميد بن بهرام حدثنا شهر سمعت أم سلمة تقول جاءت فاطمة غدية بثريد لها تحملها في طبق حتى وضعتها بين يديه {{صل}} فقال لها أين ابن عمك قالت هو في البيت قال ادعيه وائتيني بابني قالت فجاءت تقود ابنيها كل واحد منهما في يد وعلي يمشي في أثرها حتى دخلوا على رسول الله {{صل}} فأجلسهما في حجره وجلس علي على يمينه وجلست فاطمة عن يساره قالت أم سلمة فأخذت من تحتي كساء كان بساطنا على المنامة في البيت ببرمة فيها خزيرة فجلسوا يأكلون من تلك البرمة وأنا أصلي في تلك الحجرة فنزلت هذه الآية " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " فأخذ فضل الكساء فغشاهم ثم أخرج يده اليمنى من الكساء وألوى بها إلى السماء ثم قال اللهم هؤلاء أهل بيتي وحامتي قالت فأدخلت رأسي فقلت يا رسول الله وأنا معكم قال أنت إلى خير مرتين رواه [[الترمذي]] مختصرا وصححه من طريق الثوري عن زبيد عن شهر بن حوشب
 
===إسماعيل بن أبان===
إسماعيل بن أبان ( خ ) الوراق الكوفي الحافظ سمع مسعر بن كدام وعبد الرحمن بن الغسيل وإسرائيل بن يونس وعبد الحميد بن بهرام وأبا المحياة يحيى بن يعلى التيمي ويحيى بن يعلى الأسلمي وأبا الأحوص سلام بن سليم وشريك بن عبد الله وخلقا سواهم حدث عنه [[البخاري]] وأبو محمد الدارمي وأبو زرعة الرازي وإسماعيل سمويه وإبراهيم بن أبي بكر بن أبي شيبة وأبو إسحاق الجوزجاني وأبو عمرو بن أبي غرزة الغفاري والحسن بن الحكم الحبري ومحمد بن سليمان الباغندي وبشر كثير وكان من أئمة الحديث وثقه أحمد و[[أبو داود]] وروى عباس الدوري عن يحيى بن معين قال إسماعيل بن أبان الوراق ثقة وإسماعيل بن أبان الغنوي كذاب وضع حديثا أن السابع من ولد العباس يلبس الخضرة يعني المأمون قيل كان في الوراق تشيع قليل كدأب أهل بلده أرخ أبو جعفر مطين موت الوراق في سنة ست عشرة ومئتين
 
===الغنوي===
الغنوي إسماعيل بن أبان أبو أسحاق الكوفي الحناط الكذاب وهو أكبر من [[../إسماعيل بن أبان|صاحب الترجمة]] حدث عن هشام بن عروة ومحمد بن عجلان وإسماعيل بن أبي خالد وعدة وروى عنه أحمد بن الوليد الفحام وأحمد بن أبي غرزة وأحمد ابن عبيد بن ناصح وطائفة كذبه ابن معين وقال [[البخاري]] وغيره متروك الحديث وقال ابن عدي عامة حديثه عن هشام وغيره لا يتابع عليه إما إسنادا وإما متنا قلت مات سنة عشر ومئتين ذكرناه للتمييز الله يسامحه
 
===علي بن الحسن بن شقيق===
علي بن الحسن بن شقيق ( ع ) ابن دينار بن مشعب الإمام الحافظ شيخ خراسان أبو عبد الرحمن العبدي مولاهم المروزي يقال إنه مولى آل الجارود العبدي وكان جده شقيق بصريا فقدم خراسان حدث عن أبي حمزة محمد بن ميمون السكري والحسين بن واقد وأبي المنيب عبيد الله العتكي وإسرائيل بن يونس وخارجة بن مصعب وإبراهيم بن طهمان وقيس بن الربيع وحماد بن زيد وعون ابن موسى وشريك القاضي وإبراهيم بن سعد وجماعة ولزم [[ابن المبارك]] دهرا وحمل عنه جميع تصانيفه حدث عنه [[البخاري]] و[[أحمد بن حنبل]] ويحيى بن معين وعبد الله بن منير ومحمود بن غيلان وأبو خيثمة وأبو بكر بن أبي شيبة وعبد الله بن محمد الضعيف وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني وأحمد ابن سيار وأحمد بن عبدة الأملي وأحمد بن محمد بن هشام بن أبي دارة وأحمد بن منصور زاج وأحمد بن يوسف السلمي وأيوب بن الحسن الزاهد وروح بن الفرج البغدادي وولده محمد بن علي ومحمد بن عبد الله بن قهزاد وأبو بكر بن أبي النضر وخلق سواهم وكان من كبار الأئمة بخراسان قال [[أبو داود]] سمعت أحمد وقيل له علي بن الحسن بن شقيق قال لم يكن به بأس إلا أنهم تكلموا فيه في الإرجاء وقد رجع عنه قال علي بن الحسين بن حبان وجدت في كتاب أبي بخط يده قال أبو زكريا يعني ابن معين ما أعلم أحدا قدم علينا من خراسان كان أفضل من ابن شقيق وكانوا كتبوا في أمره كتابا أنه يرى الإرجاء فقلنا له فقال لا أجعلكم في حل ثم قال أبو زكريا وكان عالما بابن المبارك قد سمع الكتب مرارا حدث يوما عن ابن المبارك عن عوف عن زيد بن شراجة فقيل له شراحة فقال لا ابن شراجة سمعته من ابن المبارك أكثر من ثلاثين مرة قال أبو زكريا وهو الصواب ابن شراجة يعني بالجيم وقال [[أبو داود]] أثبت أصحاب ابن المبارك سفيان بن زياد وبعده سليمان وبعده علي بن الحسن بن شقيق قد سمع علي الكتب من ابن المبارك أربع عشرة مرة وقال أبو حاتم الرازي هو أحب إلي من علي بن الحسين بن واقد وقال أبو عمار الحسن بن حريث قلت للشقيقي سمعت من أبي حمزة كتاب الصلاة قال قد سمعت ولكن نهق حمار يوما فاشتبه علي حديث فلا أدري أي حديث هو فتركت الكتاب كله قال العباس بن مصعب كان ابن شقيق جامعا وكان في الزمان الأول يعد من أحفظهم لكتب ابن المبارك وقد شارك ابن المبارك في كثير من شيوخه مثل شريك وإبراهيم بن طهمان وقيس وكان من أروى الناس عن ابن عيينة وكان أول أمره المنازعة مع أهل الكتاب حتى كتب التوارة والإنجيل والأربعة والعشرين كتابا من كتب عبد الله بن المبارك ثم صار شيخا عاجزا لا يمكنه أن يقرأ فكان يحدث كل إنسان الحديثين والثلاثة قال وتوفي سنة خمس عشرة ومئتين وكذا أرخه الفسوي ومطين قال أبو رجاء محمد بن حمدويه المروزي ولد ليلة قتل أبو مسلم بالمدائن سنة سبع وثلاثين ومئة وكان يسكن البهارة ومات سنة خمس عشرة وقيل في وفاته سنة إحدى عشرة وهو خطأ ونقله ابن حبان
 
===حجاج بن منهال===
حجاج بن منهال ع الحافظ الإمام القدوة العابد الحجة أبو محمد البصري الأنماطي أخو محمد حدث عن قرة بن خالد وشعبة وجويرية بن أسماء وهمام بن يحيى ويزيد بن إبراهيم التستري والحمادين وعبد العزيز بن الماجشون ومالك وعدة حدث عنه [[البخاري]] والباقون بواسطة وإسحاق الكوسج وأبو محمد الدارمي وعبد بن حميد وأحمد بن الفرات وإسحاق بن إبراهيم شاذان ومحمد بن يحيى الذهلي وعلي بن عبد العزيز وأبو مسلم الكجي وهلال بن العلاء الرقي وإسماعيل القاضي وخلق كثير قال أبو حاتم ثقة فاضل وقال أحمد بن عبد الله العجلي ثقة رجل صالح كان سمسارا يأخذ من كل دينار حبة فجاء خراساني موسر من أصحاب الحديث فاشتري له أنماطا فأعطاه التاجر ثلاثين دينار فقال ما هذه قال سمسرتك قال دنانيرك أهون علي من هذا التراب هات من كل دينار حبة فأخذ منه دينارا وكسرا قال خلف كردوس كان حجاج صاحب سنة يظهرها مات في سنة ست عشرة ومئتين وقال ابن سعد والبخاري مات سنة سبع عشرة في شوال وفي عصره حجاج بن محمد الرقي وقد مر وحجاج بن نضير الفساطيطي يروي أيضا عن قرة بن خالد وهو لين وحجاج بن أبي منيع الرصافي الذي يروي عن جده عبيد الله بن أبي زياد نسخة عن الزهري صدوق لقيه الذهلي وابن وارة والفسوي
 
===الحوضي===
الحوضي خ د س حفص بن عمر بن الحارث بن سخبرة الإمام المجود الحافظ أبو عمر الأزدي النمري من النمر بن غيمان البصري المشهور بالحوضي حدث عن هشام الدستوائي وأبي حرة الرقاشي واصل بن عبد الرحمن وشعبة وهمام ويزيد بن إبراهيم التستري ومحمد بن راشد المكحولي وطبقتهم حدث عنه [[البخاري]] و[[أبو داود]] والبخاري أيضا و[[النسائي]] بواسطة ومحمد بن عبد الرحيم صاعقة وأحمد بن الفرات وأحمد بن داود المكي وإسماعيل القاضي وعبد الله بن أحمد الدورقي وعثمان ابن عبد الله بن خرزاذ ومحمد بن أيوب الرازي وأبو خليفة ومعاذ بن المثنى وأحمد بن محمد بن علي الخزاعي وخلق كثير روى أبو طالب عن [[أحمد بن حنبل]] قال هو ثبت متقن لا يؤخذ عليه حرف واحد وقال علي بن المدني اجتمع أهل البصرة على عدالة أبي عمر الحوضي وعبد الله بن رجاء قال عبيد الله بن جرير بن جبلة أبو عمر هو مولى النمريين صاحب كتاب متقن رأيته أبيض الرأس واللحية قال وتوفي في جمادي الآخرة سنة خمس وعشرين وقال أبو حاتم متقن صدوق أعرابي فصيح
 
===الحسين بن حفص===
الحسين بن حفص ( مق ) ابن الفضل بن يحيى بن ذكوان الهمداني الإمام الثقة الجليل الفقيه الأوحد أبو محمد الأصبهاني أصله كوفي نقل علما كثيرا وتقفه وأفتي بمذهب الكوفيين وكان إليه رياسة أصبهان وقضاؤها وأمر الفتاوى حدث عن [[سفيان الثوري]] وإسرائيل وإبراهيم بن طهمان وعبد العزيز بن أبي رواد و[[سفيان بن عيينة]] وهشام بن سعد وأبي يوسف القاضي وعدة حدث عنه حفيدة أحمد بن محمد بن الحسين وإسماعيل سمويه وأسيد بن عاصم وعمرو بن شبة وأحمد بن الفرات وأبو قلابة الرقاشي ومحمد بن إسماعيل الصائغ ويحيى بن حاتم العسكري والكديمي وخلق كثير قال أبو حاتم محله الصدق وهو أحب إلي من عصام بن يزيد جبر قال أبو نعيم الأصبهاني كان وجه الناس وزينهم وكان دخله في كل سنة مئة ألف فما وجبت عليه زكاة قط وكانت صلاته وجوائزه دارة على المحدثين وأهل العلم والفضل مثل أبي مسعود وعمرو بن علي الفلاس وكان من المختصين بسفيان الثوري وقيل إن سفيان حج على مركبه قلت خاتمة من روى عنه محمد بن إبراهيم الجيراني مات سنة اثنتي عشرة ومئتين وهو في عشر الثمانين
 
===عبد الله بن يوسف===
عبد الله بن يوسف ( خ د ت س ) الشيخ الإمام الحافظ المتقن أبو محمد الكلاعي الدمشقي ثم التنيسي حدث عن سعيد بن عبد العزيز وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر وسعيد بن بشير ومالك والليث ومعاوية بن يحيى الطرابلسي وعبد الله بن سالم الحمصي ويحيى بن حمزة وصدقة بن خالد ومحمد بن مهاجر والوليد بن محمد الموقري وبكر بن مضر وعدة وحدث عنه [[البخاري]] ويحيى بن معين والذهلي وأبو إسحاق الجوزجاني وإسماعيل سمويه وأبو حاتم ويعقوب الفسوي وأحمد ابن عبد الواحد بن عبود ويحيى بن عثمان بن صالح وأبو يزيد القراطيسي وإسحاق بن سيار النصيبي وبكر بن سهل الدمياطي وأبو بكر الصاغاني والربيع بن سليمان المرادي وآخرون قال يحيى بن معين أثبت الناس في الموطأ عبد الله بن يوسف والقعنبي وقال أيضا ما بقي على أديم الأرض أوثق منه في الموطأ يريد عبد الله بن يوسف وقال البخاري كان من أثبت الشاميين وقال أبو مسهر سمع معي الموطأ في سنة ست وستين ومئة وقال أبو حاتم وغيره ثقة وقال ابن عدي صدوق خير فاضل وقال أحمد بن البرقي وغيره مات سنة ثمان عشرة ومئتين وقال ابن يونس ثقة حسن الحديث وعنده عن مالك مسائل
 
===ابن الماجشون===
ابن الماجشون ( س ق ) العلامة الفقيه مفتي المدينة أبو مروان عبد الملك بن الإمام عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة بن الماجشون التيمي مولاهم المدني المالكي تلميذ الإمام مالك حدث عن أبيه وخاله يوسف بن يعقوب الماجشون ومسلم الزنجي ومالك وإبراهيم بن سعد وطائفة حدث عنه أبو حفص الفلاس ومحمد بن يحيى الذهلي وعبد الملك بن حبيب الفقيه والزبير بن بكار ويعقوب الفسوي وسعد بن عبد الله بن عبد الحكم وآخرون قال مصعب بن عبد الله كان مفتي أهل المدينة في زمانه وقال [[ابن عبد البر]] كان فقيها فصيحا دارت عليه الفتيا في زمانه وعلى أبيه قبله وكان ضريرا قيل إنه عمي في آخر عمره قال وكان مولعا بسماع الغناء وقال أحمد بن المعدل الفقيه كلما تذكرت أن التراب يأكل لسان عبد الملك بن الماجشون صغرت الدنيا في عيني وكان ابن المعدل من الفصحاء المذكورين فقيل له أين لسانك من لسان أستاذك عبد الملك فقال لسانه إذا تعايى أحيى من لساني إذا تحايى وقال [[أبو داود]] كان لا يعقل الحديث يعني لهم يكن من فرسانه وإلا فهو ثقة في نفسه قال يحيى بن أكثم كان عبد الملك بحرا لا تكدره الدلاء توفي سنة ثلاث عشرة ومئتين وقيل سنة أربع عشرة
 
===التبوذكي===
التبوذكي ( ع ) الحافظ الإمام الحجة شيخ الإسلام أبو سلمة موسى بن إسماعيل المنقري مولاهم البصري التبوذكي ولد في صدر خلافة أبي جعفر وروى عن أعين الخوارزمي من صغار التابعين وجرير بن حازم وشعبة حديثا واحدا وجويرية بن أسماء وحماد بن سلمة والقاسم بن الفضل وهمام بن يحيى ومبارك بن فضالة وأبي هلال ويزيد بن إبراهيم التستري ومحمد بن راشد المكحولي وسليمان بن المغيرة والضحاك بن نبراس وعبد العزيز بن الماجشون وعبد العزيز بن المختار وعبد العزيز بن مسلم ومهدي بن ميمون ووهيب و[[ابن المبارك]] وحماد بن زيد حديثا واحدا وخلق كثير وكان من بحور العلم أول سماعاته في عام ستين ومئة حدث عنه من [[البخاري]] و[[أبو داود]] والباقون عن رجل عنه والحسن بن علي الخلال ويحيى بن معين ومحمد بن يحيى وأحمد ابن الحسن الترمذي وأبو زرعة ويعقوب الفسوي وإبراهيم بن ديزيل وإبراهيم الحربي وإسماعيل سمويه وأبو حاتم ومحمد بن غالب تمتام وأبوالأحوص العكبري ومحمد بن أيوب بن الضريس والعباس بن الفضل الأسفاطي وسبطه الإمام أبو بكر بن أبي عاصم وأحمد بن داود المكي وخلق كثير قال عباس عن يحيى بن معين قال ما جلست إلى شيخ إلا هابني أو عرف لي ما خلا هذا الأثرم التبوذكي فعددت لابن معين ما كتبنا عنه خمسة وثلاثين ألف حديث وقال الحسين بن الحسن الرازي سألت يحيى بن معين عن أبي سلمة فقال ثقة مأمون وروى أبو حاتم عن يحيى قال كان كيسا وكان حجاج بن منهال رجلا صالحا وأبو سلمة أتقنهما وقال أبو حاتم سمعت أبا الوليد الطيالسي يقول موسى بن إسماعيل ثقة صدوق وقال أبو حاتم أيضا قال علي بن المديني من لم يكتب عن أبي سلمة كتب عن رجل عنه قلت هكذا جرى لمسلم تواني في لقيه فكتب عن رجل عنه وقال ابن سعد كان ثقة كثير الحديث وقال أبو حاتم كان ثقة لا أعلم أحدا بالبصرة ممن أدركناه أحسن حديثا منه قال وإنما سمي التبوذكي لأنه اشترى بتبوذك دارا فنسب إليها وقال أحمد بن أبي خيثمة سمعته يقول لا جزي خيرا من سماني تبوذكي أنا مولى بني منقر إنما نزل داري قوم من أهل تبوذك فسموني تبوذكي ويقال التبوذكي هو الذي يبيع رقاب الدجاج وقوانصها قال ابن حبان كان من المتقين قال الحسن بن القاسم بن دحيم الدمشقي عن محمد بن سليمان المنقري البصري قدم علينا يحيى بن معين فكتب عن أبي سلمة فقال له إني أريد أن أذكر لك شيئا فلا تغضب قال هات قال حديث همام عن ثابت عن أنس عن أبي بكر حديث الغار لم يروه أحد من أصحابك إنما رواه عفان وحبان ولم أجده في صدر كتابك إنما وجدته على ظهره قال فتقول ماذا قال تحلف لي أنك سمعته من همام قال ذكرت أنك كتبت عني عشرين ألفا فإن كنت عندك فيها صادقا فما ينبغي أن تكذبني في حديث وإن كنت عندك كاذبا ما ينبغي أن تصدقني فيها ولا تكتب عني شيئا وترمي به برة بنت أبي عاصم طالق ثلاثا إن لم أكن سمعته من همام والله لا كلمتك أبدا قال حاتم بن الليث الجوهري كان أبو سلمة أحمر الرأس واللحية يخضب بالحناء وكان قد رأى سعيد بن أبي عروبة وحفظ عنه مسائل مات بالبصرة في رجب سنة ثلاث وعشرين ومئتين وقال ابن سعد مات ليلة الثلاثاء لثلاث عشرة خلت من رجب سنة ثلاث أخبرنا أبو الفضل أحمد بن هبة الله أنبأنا أبو روح عبد المعز بن محمد أخبرنا زاهر بن طاهر أخبرنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن الكنجروذي أخبرنا أبو سعيد عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أيوب الرازي حدثنا أبو عمر حفص بن عمر وأبو سلمة موسى بن إسماعيل قالا حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أن رسول الله {{صل}} قال أعطي يوسف شطر الحسن أخرجه مسلم عن شيبان عن حماد فوقع لنا بدلا عاليا كتب إلينا أبو الفرج بن قدامة وغيره أن محمد بن عمر أخبرهم أخبرنا أبو غالب بن البناء أخبرنا أبو محمد الجوهري حدثنا أبو بكر القطيعي حدثنا محمد بن يونس القرشي حدثنا أبو سلمة حدثنا سعيد ابن سلمة بن أبي الحسام عن هشام بن عروة عن أخيه عن أبيه عن عائشة قالت اجتمع إحدى عشرة امرأة فتعاهدن وتعاقدن أن لا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئا وذكر حديث أم زرع وقالت عائشة قال لي رسول الله {{صل}} يا عائشة فكنت لك كأبي زرع لأم زرع رواه مسلم عن الحلواني عن أبي سلمة فوقع لنا بدلا بعلو درجتين
 
===موسى بن إسماعيل البجلي===
أما موسى بن إسماعيل البجلي الجبلي فشيخ صادق معاصر للتبوذكي روى عن يعقوب القمي وإبراهيم بن سعد و[[ابن المبارك]] وجماعة روى عنه أحمد بن سنان القطان والحسن بن سهل المجوز وآخرون قال أبو حاتم ليس به بأس وجبل قرية من ناحية واسط
 
===معلى بن منصور===
معلى بن منصور ( ع ) الرازي العلامة الحافظ الفقيه أبو يعلى الحنفي نزيل بغداد ومفتيها
 
ولد في حدود الخمسين ومئة وحدث عن عكرمة بن إبراهيم الأزدي وسليمان بن بلال وشريك القاضي وعبد الله بن جعفر المخزمي ومالك بن أنس وحماد ابن زيد وأبي عوانة وخالد بن عبد الله وهشيم ويحيى بن حمزة القاضي وصدقة بن خالد والليث بن سعد وعمرو بن أبي المقدام وعبد الرحمن بن أبي الموال وعبد الوارث وأبي أويس عبد الله بن عبد الله و[[ابن المبارك]] والقاضي أبي يوسف وتفقه به مدة وكتب عن خلق كثير وأحكم الفقه والحديث حدث عنه أبو ثور الفقيه ومحمد بن عبد الله المخزمي ومحمد ابن عبد الرحيم صاعقة وحجاج بن الشاعر وأحمد بن الأزهر والفضل ابن سهل الأعرج ومحمد بن يحيى ذهلي ومحمد بن إسحاق الصاغاني ومحمد بن إسماعيل [[البخاري]] في غير الصحيح ويعقوب ابن شيبة وأبو قدامة السرخسي وعباس الدوري وابن منصور الرمادي والحسن بن مكرم وخلق كثير قال أحمد ما كتبت عنه شيئا وقال أيضا كان يحدث بما وافق الرأي وكان كل يوم يخطىء في حديثين وثلاثة فكتب أجوزه إلى عبيد بن أبي قرة في قطيعة الربيع وقال محمد بن يوسف بن الطباع سألت [[أحمد بن حنبل]] عن معلى الرازي فسكت وقال أبو حاتم قيل لأحمد بن حنبل كيف لم تكتب عن المعلى ابن منصور قال كان يكتب الشروط ومن كتبها لم يخل من أن يكذب قال أبو زرعة رحم الله [[أحمد بن حنبل]] بلغني أنه كان في قلبه غصص من أحاديث ظهرت عن المعلى بن منصور كان يحتاج إليها وكان المعلى أشبه القوم يعني أصحاب الرأي بأهل العلم وذلك أنه كان طلابة للعلم رحل وعني فتصبر أحمد عن تلك الأحاديث ولم يسمع منها حرفا وأما علي بن المديني وأبو خيثمة وعامة أصحابنا فسمعوا منه المعلى صدوق وروى عثمان بن سعيد عن ابن معين ثقة وقال يحيى أيضا إذا اختلف معلى وإسحاق بن الطباع في حديث عن مالك فالقول قول معلى معلى أثبت منه وخير منه قال عمران بن بكار القافلاني حدثنا محمد بن إسحاق وعباس ابن محمد قالا سمعنا يحيى بن معين يقول كان المعلى بن منصور يوما يصلى فوقع على رأسه كور الزنابير فما التفت ولا انفتل حتى أتم صلاته فنظروا فإذا رأسه صار هكذا من شدة الانتفاخ وقال العجلي ثقة صاحب سنة وكان نبيلا طلبوه للقضاء غير مرة فأبى وقال يعقوب بن شيبة ثقة فيما تفرد به وشورك فيه متفق صدوق فقيه مأمون وقال ابن سعد نزل بغداد وطلب الحديث وكان صدوقا صاحب حديث ورأي وفقه فمن أصحاب الحديث من روى عنه ومنهم من لا يروي وكان ينزل الكرخ وقال أبو حاتم كان صدوقا في الحديث وكان صاحب رأي وقال أحمد بن كامل القاضي كان معلى من كبار أصحاب أبي يوسف ومحمد ومن ثقاتهم في النقل والرواية وقال أبو أحمد بن عدي أرجو أنه لا بأس به لأني لم أجد له حدثنا منكرا وقال سهل بن عمار كنت عند المعلي بن منصور وإبراهيم بن حرب النيسابوري في أيام خاض الناس في القرآن فدخل علينا إبراهيم بن مقاتل المروزي فذكر للمعلى أن الناس قد خاضوا في أمره فقال ماذا يقولون قال يقولون إنك تقول القرآن مخلوق فقال ما قلت ومن قال القرآن مخلوق فهو عندي كافر قلت كان معلى صاحب سنة واتباع وكان بريئا من التجهم قال ابن سعد وأحمد بن زهير مات سنة إحدى عشرة ومئتين قلت روى له الجماعة قال [[أبو داود]] في سننه كان أحمد بن حنبل لا يروي عن معلى لأنه كان ينظر في الرأي ويحيى بن معين وغيره يوثقه وأما عبد الرحمن بن أبي حاتم فغلط بلا ريب فنقل عن أبيه أنه قيل لأحمد كيف لم تكتب عن معلى فقال كان يكذب وإنما الصواب ما قدمناه ومن مفردات معلى بن منصور في إسناده لا في متن ما رواه أبو داود له عن [[ابن المبارك]] عن معمر عن [[الزهري]] عن عروة عن أم حبيبة أن النجاشي زوجها برسول الله {{صل}} فخالفه علي بن الحسن بن شفيق فرواه عن ابن المبارك فقال عن يونس عن الزهري عن عروة مرسلا أخبرنا سنقر بن عبد الله أخبرنا عبد اللطيف بن يوسف أخبرنا عبد الحق اليوسفي أخبرنا علي بن محمد أخبرنا أبو الحسن الحمامي حدثنا ابن قانع حدثنا محمد بن شاذان حدثنا معلى بن منصور حدثنا حاتم وأبو معاوية واللفظ له عن هشام بن عروة عن أبيه عن المسور قال وضعت سبيعة بعد وفاة زوجها بأيام قلائل فأتيت النبي {{صل}} تستأذنه في النكاح فأذن لها وأخبرنا يوسف بن أحمد وعبد الحافظ بن بدران قالا أخبرنا موسى بن عبد القادر أخبرنا سعيد بن أحمد وقرأت علي أحمد بن إسحاق أخبرنا الحسن بن إسحاق ببغداد أخبرنا محمد بن عبيد الله وقرأت على عمر بن عبد المنعم عن أبي اليمن الكندي أخبرنا محمد بن عبد الله الخطيب عبد الممنعم عن أبي اليمن الكندي أخبرنا محمد بن عبد الله الخطيب قالوا أخبرنا محمد بن محمد الزينبي أخبرنا محمد بن عمر الوراق حدثنا عبد الله بن أبي داود حدثنا عيسى بن حماد أخبرنا الليث عن هشام بن عروة عن المسور بن مخرمة أن سبيعة الأسلمية توفي عنها زوجها وهي حبلى فلم تمكث إلا ليالي حتى وضعت فلما فصلت خطبت فاستأذنت رسول الله في النكاح حين وضعت فأذن لها فنكحت
 
===عبد الله بن نافع الصائغ===
عبد الله بن نافع الصائغ ( مس ) من كبار فقهاء المدينة بالغ القاضي عياض في تقريظه وذكره في صدر كتاب المدارك له فقال ولقد بعث سحنون في محمد بن رزين وقد بلغه أنه يروي عن عبد الله بن نافع فقال له أنت سمعت من ابن نافع فقال أصلحك الله إنما هو الزبيري وليس بالصائغ فقال له فلم دلست ثم قال سحنون ماذا يخرج بعدي من العقارب فقد رأى سحنون وجوب بيانهما وإن كانا ثقتين إمامين حتى لا تختلط رواياتهما فإن الصائغ أكبر وأقدم وأثبت في مالك لطول صحبته له وهو الذي خلفه في مجلسه بعد ابن كنانة وهو الذي يحكي عنه يحيى بن يحيى وسحنون ويرويان عنه ولم يسمع منه سحنون سماعه وإنما سمعه من أشهب كما نذكره بعد ووفاته سنة ست وثمانين ومئة قلت هذا قد قيل في وفاته والأصح ما سنذكره بعد فيها قال ومات الزبيري سنة ست عشرة ومئتين وهو شيخ ابن حبيب وسعيد بن حسان وكثيرا ما تختلط روايتهم عند الفقهاء حتى لا علم عند أكثرهم بأنهما رجلان وربما جاءت رواية أحدهما مخالفة لرواية الآخر فيقولون في ذلك اختلاف عن ابن نافع وقد وهم فيهما عظيم من شيوخ الأندلسيين بعد أن فرق بينهما لكنه زعم أن أحدهما ولد نافع مولى ابن عمر وإنما عبد الله بن نافع العمري شيخ قديم يذكر مع ابن أبي ذئب ونحوه قلت وعبد الله الصائغ حديثه مخرج في الكتب الستة سوى [[صحيح البخاري]] وهو من موالي بني مخزوم ولد سنة نيف وعشرين ومئة وحدث عن محمد بن عبد الله بن حسن الذي قام بالمدينة وقتل وأسامة بن زيد الليثي ومالك بن أنس وابن أبي ذئب وسليمان بن يزيد الكعبي صاحب أنس وكثير بن عبد الله بن عوف وداود بن قيس الفراء وخلق سواهم وليس هو بالمتوسع في الحديث جدا بل كان بارعا في الفقه حدث عنه محمد بن عبد الله بن نمير وأحمد بن صالح وسحنون بن سعيد وسلمة بن شيب والحسن بن علي الخلال ويونس ابن عبد الأعلى ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم والزبير بن بكار وأحمد بن الحسن الترمذي وعدة روى أبو طالب عن [[أحمد بن حنبل]] قال كان صاحب رأي مالك وكان يفتي أهل المدينة ولم يكن صاحب حديث كان ضيقا فيه وقال يحيى بن معين ثقة وقال [[البخاري]] تعرف وتنكر وقال أبو حاتم هو لين في حفظه وكتابه أصح وقال [[النسائي]] ليس به بأس وقال ابن عدي روى عن مالك غرائب وقال ابن سعد كان قد لزم مالكا لزوما شديدا ثم قال وهو دون معن قال وتوفي في شهر رمضان سنة ست ومئتين قلت فهذا الصواب في وفاته وما عداه فوهم وتصحيف وقد أخطأ الإمام أبو أحمد بن عدي في ترجمته خطأ لا يحتمل منه وذلك أنه لم يرو في ترجمته سوى حديث واحد فساقه إسناده إلى عبد الوهاب بن بخت المكي عن عبد الله بن نافع عن هشام بن عروة عن إبيه فذكر حديثا ثم إنه قال وإذا روى عن عبد الله مثل عبد الوهاب ابن بخت يكون ذلك دليلا على جلالته وهو من رواية الكبار عن الصغار قلت من أين يمكن أن يروي عبد الله بن نافع الصائغ عن هشام ولم يأخذ عن أحد حتى مات هشام ومن أين يمكن أن يحدث عبد الوهاب عن الصائغ وإنما ولد الصائغ بعد موت عبد الوهاب بأعوام عديدة وإنما عبد الله بن نافع المذكورفي الحديث مولى ابن عمر مات قديما في دولة أبي جعفر المنصور
 
===عبد الله بن نافع الزبيري===
فأما عبد الله بن نافع الزبيري ( سق ) فهو حفيد ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد القرشي الأسدي المدني الذي يعرف بعبد الله بن نافع الصغير روى عن أخيه عبد الله بن نافع الكبير وعن مالك وعبد العزيز ابن أبي حازم روى عنه محمد بن يحيى الذهلي وهارون الحمال ويعقوب بن شيبة وعباس الدوري وأحمد بن المعذل الفقيه وأبو عتبة الحمصي وآخرون قال يحيى بن معين صدوق وقال [[البخاري]] أحاديثه معروفة قال ابن عمه الزبير كان المنظور إليه من قريش بالمدينة في هديه وفقهه وعفافه وكان يسرد الصوم قال وتوفي في المحرم سنة ست عشرة ومئتين وهو ابن سبعين سنة وكذا ورخ البخاري وفاته وهي بعد وفاة الصائغ بعشرة أعوام خرج له النشائي و[[بن ماجه]] حديث للصائغ أخبرنا أحمد بن هبة الله أخبرنا عبد المعز بن محمد إجازة أخبرنا زاهر بن طاهر أخبرنا أبو سعد الكنجروذي أخبرنا أبو عمرو بن حمدان حدثنا محمد بن أحمد بن نعيم حدثنا أبو سلمة يحيى ابن المغيرة المخزومي حدثنا عبد الله بن نافع عن عاصم بن عمر عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال قال رسول الله {{صل}} كل مسكر حرام وكل مسكر خمر هذا حديث من الأفراد وعبد الله هذا هو الصائغ ورد منسوبا والله أعلم
 
===دينار أبو مكيس الحبشي===
دينار أبو مكيس الحبشي الأسود المعمر زعم أنه مولى لأنس بن مالك وحدث عنه وروى عنه محمد بن موسى البربري وأحمد غلام خليل وعبد الله ابن محمد بن ناجية وعيسى بن يعقوب الزجاج ومحمد بن أحمد القصاص شيخ للطبراني وغيرهم وهو غير مأمون مات سنة تسع وعشرين ومئتين قال ابن عدي في كامله منكر الحديث ذاهبه شبه مجهول قلت يغلب على ظني أنه كذاب ما لحق أنسا أبدا
 
===عبد الله بن رجاء الغداني===
عبد الله بن رجاء ( خ س ق ) الإمام المحدث الصادق أبو عمر الغداني البصري ويقال كنيته أبو عمرو واختلف في اسم جده فقيل مثنى وقيل عمر
 
روى عن شعبة وإسرائيل وعاصم بن محمد بن زيد وهمام وعكرمة بن عمار وعمران بن داور القطان وشيبان النحوي وسعيد بن سلمة بن سلمة بن أبي الحسام وحرب بن شداد وجرير بن أيوب وحماد بن سلمة والمسعودي وخلق كثير
 
روى عنه [[البخاري]] وأبو حاتم السجستاني وخليفة بن خياط وأبو بكر الأثرم ورجاء بن مرجي وأبو قلاية الرقاشي وعقمان الدارمي وأبو حاتم وعلي بن عبد العزيز ومحمد بن الأشعث أخو أبي داود ولم يلقه أبو داود ومحمد بن يحيى الذهلي وهلال بن العلاء وابن وارة ومحمد ابن معاذ دران وأبو خليفة الجمحي ومعاذ بن المثنى وأمم سواهم روى عثمان بن سعيد عن يحيى بن معين قال كان شيخا صدوقا لا بأس به وقال أبو حاتم سئل أبو زرعة عنه فقال حسن الحديث عن إسرائيل وجعل يثني عليه وقال أبو حاتم كان ثقة رضى أخبرنا عمر بن عبد المنعم عن أبي اليمن الكندي أخبرنا أبو بكر الأنصاري حدثنا أبو محمد الجوهري أخبرنا أبو بكر القطيعي حدثنا إبراهيم بن عبد الله حدثنا عبد الله بن رجاء حدثنا شيبان عن منصور عن عبيد الله بن علي بن عرفطة السلمي عن خداش أبي سلامة عن النبي {{صل}} قال أوصي امرءا بأمه أوصى امرء بأبيه أوصي امرءا بمولاه الذي يليه وإن كان عليه منه أذاة تؤذيه ويقع لي حديثه في جزء ابن نجيد بعلو وقال علي بن المديني اجتمع أهل البصرة على عدالة رجلين أبي عمر الحوضي وعبد الله بن رجاء وقال [[النسائي]] ليس به بأس وقال عمرو بن علي صدوق كثير الغلط والتصحيف ليس بحجة قلت قد احتج به البخاري في صحيحه وأخرج له النسائي و[[بن ماجة]] قيل مات في آخر ذي الحجة سنة تسع عشرة ومئتين وقال مطين وغيره سنة عشرين فقيل في المحرم منها ثم إن البخاري قد روى عن محمد غير منسوب عنه فكان محمدا الذهلي
 
===عبد الله بن رجاء البصري===
عبد الله بن رجاء ( م د س ق ) الإمام أبو عمران البصري ثم المكي عالم صاحب حديث من أقران [[وكيع]] جهته مع [[../عبد الله بن رجاء الغداني|الغداني]] حدث عن عبد الله بن عثمان بن خثيم وعبيد الله بن عمر وإسماعيل بن أمية وأيوب السختياني وموسى بن عقبة وهشام بن حسان وابن جريج وجعفر الصادق ويونس بن يزيد وعبد الملك بن أبي سليمان وطائفة وينزل إلى شريك ومالك وعنه [[أحمد بن حنبل]] وسريج بن يونس وابن معين والقواريري ومحمد بن يحيى العدني وهشام بن عمار وصدقة بن الفضل وزيد بن الحريش وسويد بن سعيد وإسحاق بن راهويه وعمرو الناقد وهارون بن إسحاق وخلق كثير قال الأثرم سمعت أحمد ذكره فحسن أمره وروى الميموني عن أحمد قال رأيته سنة سبع وثمانين ومئة وقال يحيى بن معين ثقة وقال أبو حاتم صدوق وقال [[النسائي]] عبد الله بن رجاء اثنان المكي والبصري ليس بهما بأس وقال ابن سعد ثقة كثير الحديث بصري سكن مكة وبها مات قلت مات بعد التسعين ومئة أرى
 
===محمد بن كثير بن أبي عطاء===
محمد بن كثير ( دتس ) ابن أبي عطاء الإمام المحدث أبو يوسف الصنعاني ثم المصيصي حدث عن [[الأوزاعي]] وسمع منه ببيروت وعن معمر وعبد الله ابن شوذب وحماد بن سلمة وزائدة بن قدامة وجماعة
 
حدث عنه الحسن بن الربيع البوراني وأبو عبيد القاسم بن سلام وشهاب بن عباد العبدي وأبو عمير بن النحاس ومحمد بن يحيى الذهلي ومحمد بن عوف الطائي وعباس الترقفي ويوسف بن مسلم ومحمد بن الهيثم قاضي عكبرا والحسن بن الصباح البزار وفهد بن سليمان الدلال وعدة قال أبو جعفر العقيلي هو من صنعاء دمشق وذكر هبة الله بن الأكفاني أنه من مصيصة دمشق وليس بشيء فإنه كان مرابطا بثغر الشام بمدينة المصيصة وحديثه عال في الغيلانيات وأما خليفة فقال هو من أهل صنعاء ونشأ بالشام وسكن المصيصة وقال [[البخاري]] هو مولى لثقيف روى عن معمر والأوزاعي أصله من ناحية اليمن ضغفه أحمد وقال بعث إلى اليمن فأتى بكتاب فرواه مات منه ست عشرة ومئتين وقال [[النسائي]] ليس بالقوي وقال أبو حاتم حدثنا الحسن بن الربيع قال محمد بن كثير المصيصي اليوم أوثق الناس ينبغي أن يرحل إليه قد كان يكتب عنه في حياة أبي إسحاق الفزاري وكان يعرف بالخير منذ كان روى غير واحد عن محمد بن كثير عن الأوزاعي قال كان عندنا ببيروت صياد يخرج يوم الجمعة يصطاد ولا يمنعه مكان الجمعة فخرج يوما فخسف به وببغلته فلم يبق منها إلا أذناها وذنبها قال ابن سعد يذكرون أن محمد بن كثير الصنعاني اختلط في آخر عمره محمد بن عوف سمعت محمد بن كثير ينشد
 
بني كثير كثير الذنوب * ففي الحل والبل من كان سبه
 
بني كثير دهته اثنتان * رياء وعجب يخالطن قلبه
 
بني كثير أكول نؤوم * وما ذاك من فعل من خاف ربه
 
بني كثير يعلم علما * لقد أعوز الصوف من جز كلبه
 
قال ابن أبي حاتم سئل أبو زرعة عن محمد بن كثير فقال دفع إليه كتاب الأوزاعي وفي كل حديث حدثنا محمد بن كثير اسمه فقرأه إلى آخره يقول حدثنا محمد بن كثير عن الأوزاعي قلت هذا هو التدميغ وبكل حال فيكتب حديثه أما الحجة به فلا تنهض وقد توفي رحمه الله في تاسع عشر ذي الحجة سنة ست عشرة ومئتين وفي الرواة محمد بن كثير القرشي الكوفي شيخ لين يروي عن ليث بن أبي سليم وغيره لكن قواه ابن معين ومحمد بن كثير السملي البصري القصاب يروي عن عبد الله بن طاووس وجماعة ضعفوه
 
===محمد بن كثير العبدي===
محمد بن كثير ( ع ) الحافظ الثقة أبو عبد الله العبدي البصري حدث عن أخيه سليمان بن كثير وهو أكبر منه بخمسين سنة لقي [[الزهري]] والكبار وحدث محمد أيضا عن شعبة و[[سفيان الثوري]] وإسرائيل وهمام بن يحيى وجماعة سواهم وكان صاحب حديث ومعرفة سمع بالبصرة وبالكوفة وطال عمره وحديثه مخرج في الصحاح كلها حدث عنه [[البخاري]] في صحيحه و[[أبو داود]] في سننه ومحمد بن يحيى الذهلي وعبد بن حميد وعبد الله الدارمي ومعاذ بن المثنى ويوسف بن يعقوب القاضي وأبو مسلم الكجي وأبو خليفة الجمحي وعدد كثير قال أبو حاتم صدوق وقال البخاري مات في سنة ثلاث وعشرين ومئتين وقال أبو حاتم البستي روى لنا الفضل بن الحباب عنه وكان تقيا فاضلا يخضب عاش تسعين سنة وروى ابن الجنيد الختلي عن يحيى بن معين قال لم يكن يستأهل أن يكتب عنه قلت الرجل ممن طفر القنطرة وما علمنا له شيئا منكرا يلين به ولا ريب أن أبا الوليد أحفظ منه وأرفع
 
===محمد بن كثير بن مروان===
محمد بن كثير ابن مروان القهري شيخ شامي واه نزل بغداد وحدث عن إبراهيم بن أبي عبلة و[[الأوزاعي]] والليث وعنه حامد بن شعيب وأحمد بن الحسن الصوفي وأبو القاسم البغوي قال ابن معين لم يكن ثقة وقال ابن عدي روى بواطيل وقال الأزدي متروك قلت توفي قريبا من سنة عشرين ومئتين
 
===العوقي===
العوقي ( خدتس ) الإمام الحافظ أبو بكر محمد بن سنان الباهلي البصري العوقي والعوقة حي نزل فيهم وهم بطن من الأزد حدث عن إبراهيم بن طهمان وجرير بن حازم وفليح بن سليمان وهمام بن يحيى ويزيد بن إبراهيم التستري وسليم بن حيان ونافع بن عمر الجمحي وعدة حدث عنه [[البخاري]] و[[أبو داود]] وروى [[الترمذي]] و[[بن ماجة]] عن رجل عنه وأبو قلابة الرقاشي وإسماعيل سمويه وحفص بن عمر الرقي سنجه وعثمان بن خرزاذ وأبو مسلم الكجي وخلق كثير يقع لنا من عواليه وثقه يحيى بن معين وقال أبو حاتم صدوق قال بن أبي عاصم وغيره توفي سنة ثلاث وعشرين ومئتين قلت مات في عشر التسعين يقع لي من عواليه بسند فيه إجازة
 
===ابن الطباع===
ابن الطباع ( خت دس ق ) محمد بن عيسى بن نجيح الحافظ الكبير الثقة أبو جعفر بن الطباع البغدادي أخو الحافظ الإمام إسحاق بن عيسى ويوسف بن عيسى تحول إلى الشام ورابط بأذنه من بلاد الثغور وحدث عن مالك وحماد بن زيد وأبي عوانة وجويرية بن أسماء وقزعة بن سويد وشريك بن عبد الله وعبد الرحمن بن أبي الموال وأبي غسان محمد بن مطرف وهشيم وهو أعلم الناس به وسلام ابن أبي مطيع وإبراهيم بن سعد وإسماعيل بن عياش و[[ابن المبارك]] وعمرو بن أبي المقدام ومجمع بن يعقوب ومطر بن عبد الرحمن الأعنق وعبد المؤمن بن عبيد الله السدوسي وعباد بن عباد وابن عيينة وحجاج الأعور وخلق كثير وعنه [[أبو داود]] وعلق له [[البخاري]] ومحمد بن يحيى الذهلي وعبد الله الدارمي وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني وطالب بن قرة الأذني وعبد الكريم الديرعاقولي وأبو حاتم ومحمد بن إسماعيل الترمذي وابن أخيه محمد بن يوسف وأحمد بن خليد الحلبي وأحمد بن عبد الرحيم الحوطي وأحمد بن عبد الوهاب وخلق سواهم وكان من مشايخ الأسلام ذكره [[أحمد بن حنبل]] فقال لبيب كيس وقال الأثرم عن أحمد بن حنبل وذكر حديث هشيم عن ابن شبرمة عن الشعبي في الذي يصوم في كفارة ثم يوسر قال لا أراه سمعه من ابن شبرمة قيل لأبي عبد الله عن أبي جعفر محمد بن عيسى إنه يقول فيه قال أخبرنا ابن شبرمة فكأنه تعجب فقلت لأحمد ألا إن أبا جعفر عالم بهذا قال نعم أبو جعفر كيس فهم وقال علي بن المديني رأيت يحيى بن سعيد وعبد الرحمن يسألانه عن حديث هشيم يعني أبا جعفر قال وما أعلم أحدا أعلم به منه وقال أبو حاتم سمعت محمد بن عيسى يقول اختلف عبد الرحمن وإبو داود في حديث هشيم فقال أحدهما كان يدلسه وقال الآخر هو سماع فتراضيا بي فأخبرتهما بما عندي فاقتصرا عليه وقال أبو حاتم أيضا حدثنا محمد بن الطباع الثقة المأمون ما رأيت من المحدثين احفظ للأبواب منه وقال ابن أبي حاتم سئل أبي عن ابني الطباع فقال محمد أحب إلي وكان إسحاق أجل ومحمد أتقن وقال أبو داود سمعت محمد بن بكار بن الريان يقول محمد بن عيسى أفضلهما ثم قال أبو داود كان محمد يتفقه وكان يحفظ نحوا من أربعين ألف حديث وكان ربما دلس وقال [[النسائي]] وغيره ثقة قال ابن حبان كان من أعلمهم بهشيم كان يحيى وابن مهدي يسألانه عن حديث هشيم مات سنة أربع وعشرين ومئتين بالثغور
 
===الأويسي===
الأويسي الإمام الحجة أبو القاسم عبد العزيز بن عبد الله بن يحيى بن عمرو ابن أويس بن سعد بن أبي سرح القرشي العامري الأويسي المديني من نبلاء الرجال حدث عن عبد العزيز الماجشون ومحمد بن جعفر بن أبي كثير ونافع بن عمر الجمحي ومالك بن أنس وعبد الله بن جعفر المخرمي وعبد الله بن يحيى بن أبي كثير وابن لهيعة وسليمان بن بلال وإبراهيم ابن سعد وطبقتهم وعنه [[البخاري]] وروى [[أبو داود]] و[[الترمذي]] و[[بن ماجه]] له بواسطة وهارون الحمال ومحمد بن يحيى الذهلي وعبد الله بن أبي زياد القطواني وأبو زرعة وأبو حاتم وعبد الله بن شبيب ومحمد بن إسماعيل الترمذي وأخرون وثقه أبو داود وغيره لم أظفر له بوفاة وبقي إلى حدود العشرين ومئتين لم يلحقه مسلم
 
===الصوري===
الصوري ( ع ) الإمام العابد الحافظ الحجة الفقيه مفتي دمشق أبو عبد الله محمد بن المبارك بن يعلى القرشي الصوري القلانسي سمع سعيد بن عبد العزيز ومالك بن أنس ومعاوية بن سلام وصدقة بن خالد وإسماعيل بن عياش و[[سفيان بن عيينة]] ويحيى بن حمزة وطائفة حدث عنه يحيى بن معين ومحمد بن يحيى الذهلي وأبو محمد الدارمي ومحمد بن عوف وعباس الترقفي ويوسف بن سعيد بن مسلم وأبو زرعة الدمشقي وأبو الوليد محمد بن أحمد بن برد ويزيد بن عبد الصمد وعدة قال يحيى بن معين كان شيخ البلد يفتي دمشق بعد أبي مسهر وقال أحمد العجلي ثقة وقال [[أبو داود]] كان رجل الشام بعد أبي مسهر وقال ابن أبو حاتم كان ثقة قلت خرجوا له في الدواوين الستة قال محمد بن العباس بن الدرفس سمعته يقول اعمل لله فإنه أنفع لك من العمل لنفسك وعنه قال علامة الحب لله المراقبة للمحبوب والتحري لمرضاته وعنه قال كذب من ادعى المعرفة ويده ترعى في قصاع المكثرين من وضع يده في قصعة غيره ذل له وعنه اتق الله تقوى لا تطلع عليه نفسك فتسلط الآفة على قلبك قال أبو زرعة شهدت جنازة محمد بن المبارك في شوال سنة خمس عشرة ومئتين فصلى عليه أبو مسهر بباب الجابية وجعل يثني عليه قال الكلاباذي روى [[البخاري]] في الجهاد عن إسحاق عنه وقال ابن معين يحفظ الإسناد
 
===إسماعيل بن أبي أويس===
إسماعيل بن أبي أويس ( خم ) عبد الله بن عبد الله بن أويس بن مالك بن أبي عامر الإمام الحافظ الصدوق أبو عبد الله الأصبحي المدني أخو أبي بكر عبد الحميد بن أبي أويس قرأ القرآن وجوده على نافع فكان آخر تلامذته وفاة تلا عليه أحمد بن صالح المصري وغيره وحدث عن أبيه وأخيه أبي بكر وخاله مالك بن أنس وعبد العزيز بن عبد الله بن الماجشون وسلمة بن وردان صاحب أنس وسليمان بن بلال وإبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة وكثير بن عبد الله ابن عمرو بن عوف وعبد الرحمن بن أبي الزناد وعدة حدث عنه [[البخاري]] ومسلم ثم مسلم و[[أبو داود]] و[[الترمذي]] والقزويني بواسطة وأحمد بن صالح وأحمد بن يوسف السلمي وأبو محمد الدارمي ويعقوب الفسوي ومحمد بن نصر الصائغ وعلي بن جبلة الأصبهاني والحسن بن علي السري وعثمان بن سعيد الدرامي ومحمد بن إسماعيل الترمذي والفضل بن محمد الشعراني وخلق سواهم وكان عالم أهل المدينة ومحدثهم في زمانه على نقص في حفظه وإتقانه ولولا أن الشيخين احتجا به لزحزح حديثه عن درجة الصحيح إلى درجة الحسن هذا الذي عندي فيه قال [[أحمد بن حنبل]] لا بأس به وروي أحمد بن زهير عن ابن معين صدوق ضعيف العقل ليس بذاك يعني أنه لا يحسن الحديث ولا يعرف أن يؤديه أو أنه يقرأ من غير كتابه وقال أبو حاتم الرازي محله الصدق وكان مغفلا وقال [[النسائي]] ضعيف وقال مرة فبالغ ليس بثقة وقال الدراقطني ليس أختاره في الصحيح وقال أبو أحمد بن عدي روى عن خاله غرائب لا يتابعه عليها أحد وهو خير من أبيه قلت الرجل قد وثب إلى ذاك البر واعتمده صاحبا الصحيحين ولا ريب أنه صاحب أفراد ومناكير تنغمر في سعة ما روى فإنه من أوعية العلم وهو أقوى من عبد الله كاتب الليث مولده في سنة تسع وثلاثين ومئة ذكره أحمد بن حنبل مرة فوثقه وقال قام في أمر المحنة مقاما محمودا وقال محمد بن وضاح قال لي إسماعيل ليس اليوم بالمدينة أحد قرأ على نافع غيري وقال الفضل بن زياد سمعت أحمد بن حنبل وقيل له من بالمدينة اليوم فقال إسماعيل بن أبي أويس هو عالم كثير العلم أو نحو هذا قال البرقاني قلت للدارقطني لم ضعف النسائي إسماعيل بن أبي أويس فقال ذكر محمد بن موسى الهاشمي وهو إمام كان النسائي يخصه قال حكى لي النسائي أنه حكى له سلمة بن شبيب عن إسماعيل قال ثم توقف النسائي فما زلت أداريه أن يحكي لي الحكاية حتى قال قال لي سلمة سمعت إسماعيل بن أبي أويس يقول ربما كنت أضع الحديث لأهل المدينة إذا اختلفوا في شيء فيما بينهم قال أبو بكر البرقاني فقلت للدارقطني من حكى لك هذا عن ابن موسى قال الوزير يعني ابن حنزابه وكتبتها من كتابه وروى أحمد بن أبي خيثمة أيضا عن يحيى ليس بشيء ثم قال يحيى لنا عبد الله بن عبيد الله الهاشمي صاحب اليمن خرجت معي بإسماعيل بن أبي أويس إلى اليمن فدخل إلي يوما ومعه ثوب وشي فقال امرأتي طالق ثلاثا إن لم تشتر من هذا الرجل ثوبه بمئة دينار فسألته بعد فقال فقلت للغلام زن له فوزن وإذا بالثوب يساوى خمسين دينارا إن الرجل أعطاني منها عشرين دينار
 
قلت هذه سخافة عقل واضحة مات في سنة ست وعشرين ومئتين وقيل سنة سبع في رجب رحمه الله بمنه أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن أخبرنا عبد الله بن أحمد أخبرنا محمد بن عبد الباقي أخبرنا أبو الفضل بن خيرون أخبرنا أبو بكر البرقاني قرأت على أبي العباس بن حمدان حدثكم الحسن بن علي السري حدثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثنا سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد أخبرني عبد الرحمن بن القاسم عن القاسم عن ابن عباس أنه قال ذكر التملاعنان عند رسول الله {{صل}} فقال عاصم بن عدي في ذلك قولا ثم انصرف فأتاه رجل من قومه فذكر أنه وجد مع امرأته رجلا فقال عاصم ما ابتليت بهذا إلا لقولي فذهب به إلى رسول الله {{صل}} فأخبره بالذي وجد عليه امرأته وكان ذلك الرجل مصفر قليل اللحم جعدا قططا قال رسول {{صل}} اللهم بين فوضعت شبيها بالرجل الذي ذكر زوجها أنه وجد عندها فلاعن رسول الله {{صل}} بينهما فقال رجل لابن عباس في المجلس هي التي قال رسول الله لو كنت راجما بغير بينة لرجمت هذه قال لا تلك امرأة كانت تظهر السوء في الإسلام أخرجه مسلم عن أحمد بن يوسف عن إسماعيل
 
===الهيثم بن جميل===
الهيثم بن جميل ( بخ ق ) الحافظ الإمام الكبير الثبت أبو سهل الأنطاكي وهو بغدادي سكن أنطاكية حدث عن حماد بن سلمة والليث وزهير بن معاوية ومالك ابن أنس وشريك ومندل بن علي وطبقتهم حدث عنه [[أحمد بن حنبل]] ومحمد بن يحيى الذهبي ومحمد ابن عوف ويوسف بن مسلم وأخرون قال الدارقطني ثقة حافظ وقال أحمد بن عبد الله العجلي ثقة صاحب سنة وأما أبو أحمد بن عدي فقال ليس هو بالحافظ يغلط علي الثقات وأرجو أنه لا يتعمد الكذب وقال عبد الباقي بن قانع توفي سنة ثلاث عشرة ومئتين
 
===السوريني===
السوريني الإمام الحافظ البارع محدث نيسابور أبو إسحاق إبراهيم بن نصر الخراساني المطوعي الغازي سمع [[ابن المبارك]] وجرير بن عبد الحميد وأبا بكر بن عياش وطبقتهم وهو من رفقاء إسحاق وإنما قدمناه لقدم موته روى عنه أبو زرعة وأبو حاتم وأحمد بن يوسف وغيرهم وصنف المسند وكان أبو زرعة يقدمه ويفخمه استشهد في حرب بابك الخرمي سنة ثلاث عشرة ومئتين ويقال سنة عشر ومئتين في الكهولة
 
===بكار بن محمد===
بكار بن محمد ابن عبد الله بن الإمام أبي بكر محمد بن سيرين البصري السيريني حدث عن ابن عون وأيمن بن نابل وعباد بن راشد و[[سفيان الثوري]] حدث عنه الحسن بن محمد الزعفراني ويعقوب الفسوي وإبراهيم بن أبي داود البرلسي ومحمد بن زكريا الغلابي وعباد بن علي البصري وأبو مسلم الكجي وآخرون قال عبد الرحمن بن أبي حاتم حدثنا الحسين بن الحسن الرازي قال سئل يحيى بن معين عن بكار السيريني فقال كتبت عنه ليس به بأس وقال أبو حاتم هو مضطرب الحديث لا يسكن القلب إليه وقال أبو زرعة ذاهب الحديث قلت توفي سنة أربع وعشرين ومئتين وقال [[البخاري]] يتكلمون فيه وقال ابن حبان يروي عن ابن عون والعمري أشياء مقلوبة لا بتابع عليها لا يعجبني الاحتجاج بخبره إذا انفرد حدثنا عنه أبو خليفة قلت هو آخر من روى عنه وفاة قال العقيلي حدثنا محمد بن أيوب ومعاذ بن المثنى قالا حدثنا بكار حدثنا ابن عون عن محمد عن أبي هريرة أن النبي {{صل}} قال الركن يمان قال العقيلي هذا ليس يثبت
 
===الحسن بن الربيع===
الحسن بن الربيع ( ع ) الإمام الحافظ الحجة العابد أبو علي البحلي القسري الكوفي البوراني ويقال أيضا البواري الخشاب الحصري حدث عن عبيد الله بن إياد بن لقيط وحماد بن زيد وعبد الجبار ابن الورد وأبي الأحوص وشريك ومهدي بن ميمون وأبي إسحاق الحميسي وخالد بن عبد الله الطحان وعدة حدث عنه [[البخاري]] ومسلم و[[أبو داود]] والباقون بواسطة وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان وأبو حازم بن أبي غرزة وعثمان بن سعيد الدارمي وعلي بن عبد العزيز البغوي وإسماعيل سمويه وخلق كثير قال أحمد بن عبد الله العجلي ثقة صالح متعبد كان يبيع البواري وقال أبو حاتم الرازي كان من أوثق أصحاب عبد الله بن إدريس وقال ابن سعد من أصحاب عبد الله بن المبارك مات في رمضان سنة إحدى وعشرين وقال بعضهم كان يبيع الخشب ومئتين وكان من العلماء العاملين رحمة الله وهو كبار مشيخة مسلم
 
===المدائني===
المدائني العلامة الحافظ الصادق أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الله بن أبي سيف المدائني الأخباري نزل بغداد وصنف التصانيف وكان عجبا في معرفة السير والمغازي والأنساب وأيام العرب مصدقا فيما ينقله عالي الإسناد ولد سنة اثنتين وثلاثين ومئة وسمع قرة خالد وهو أكبر شيخ له وشعبة وجويرية بن أسماء وعوانة بن الحكم وابن أبي ذئب ومبارك بن فضالة وحماد بن سلمة وسلام بن مسكين وطبقتهم وكان نشأ بالبصرة حدث عنه خليفة بن خياط والزبير بن بكار والحارث بن أبي أسامة وأحمد بن أبي خيثمة والحسن بن علي بن المتوكل وآخرون قال أحمد بن أبي خيثمة كان أبي ومصعب الزبيري ويحيى بن معين يجلسون بالعشياب على باب مصعب فمر رجل ليلة على حمار فاره وبزة حسنة فسلم وخص بمسألته يحيى بن معين فقال له يحيى يا أبا الحسن إلى أين قال إلى هذا الكريم الذي يملأ كمي دنانير ودراهم إسحاق بن إبراهيم الموصلي فلما ولى قال يحيى ثقة ثقة ثقة فسألت أبي من هذا قال هذا المدائني قال الحارث بن أبي أسامة سرد المدائني الصوم قبل موته بثلاثين سنة وقارب المئة وقيل له مرضه ما تشتهي قال أشتهي أن أعيش قال ومات في سنة أربع وعشرين ومئتين وكان عالما بالفتوح والمغازي والشعر صدوقا في ذلك وقال غير الحارث مات سنة خمس وعشرين ومات في دار إسحاق الموصلي كان منقطعا إليه قال ابن الإخشيذ المتكلم كان المدائني متكلما من غلمان معمر ابن الأشعث حكى المدائني أنه أدخل على المأمون فحدثه بأحاديث في علي فلعن بني أمية فقلت حدثني المثنى بن عبد الله الانصاري قال كنت بالشام فجعلت لا أسمع عليا ولا حسنا إنما اسمع معاوية يزيد الوليد فمررت برجل على بابه فقال اسقه يا حسن فقلت أسميت حسنا فقال أولادي حسن وحسين وجعفر فإن أهل الشام يسمون أولادهم بأسماء خلفاء الله ثم يلعن الرجل ولده ويشتمه قلت ظننتك خير أهل الشام وإذا ليس في جهنم شر منك فقال المأمون لا جرم قد جعل الله من يلعن أحياءهم وأمواتهم يريد الناصبة قد ذكرنا فوت مصنفات المدائني في خمس ورقات ونصف منها تسمية المنافقين خطب النبي عليه السلام كتاب فتوحه كتا عهوده كتاب أخبار قريش أخبار أهل البيت من هجاها زوجها تاريخ الخلفاء خطب علي وكتبه أخبار الحجاج أخبار الشعراء قصة أصحاب الكهف سيرة [[بن سيرين]] أخبار الأكلة كتاب الزجر والفأل كتاب الجواهر وأشياء كثيرة عديمة الوقوع
 
===عبد الله بن صالح بن مسلم===
عبد الله بن صالح ابن مسلم بن صالح الإمام الثقة المقرئ أبو أحمد العجلي الكوفي والد الحافظ أحمد بن عبد الله العجلي صاحب التاريخ ولد سنة إحدى وأربعين ومئة وقرأ القرآن على حمزة الزيات وحدث عن أسباط بن نصر وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان وفضيل بن مرزوق وحماد بن سلمة وشبيب بن شيبة وعبد العزيز بن الماجشون وزهير بن معاوية والحسن بن صالح بن حي وطبقتهم حدث عنه خلق كثير وكانت له حلقة أخبرنا ابن قدامه وطائفة إجازة قالوا أخبرنا عمر بن محمد أخبرنا ابن الحصين أخبرنا ابن غيلان أخبرنا أبو بكر الشافعي حدثنا إبراهيم ابن عبد الرحمن بن دنوقا حدثنا عبد الله بن صالح العجلي حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد عن [[ابن مسعود]] قال أقرأني رسول الله {{صل}} إني أنا الرزاق ذو القوة المتين حدث عنه ابنه أحمد العجلي وأبو حازم بن أبي غرزة وأحمد ابن يحيى البلاذري في تاريخه وبشر بن موسى وأبو زرعة الرازي فيما قيل وأبو حاتم ومحمد بن غالب تمتام وإبراهيم الحربي وإبراهيم بن عبد الله بن الجنيد وإبراهيم بن دنوقا ومحمد بن إسماعيل الترمذي ومحمد بن العباس المؤدب مولى بني هاشم وآخرون وثقه يحيى بن معين من رواية عبد الخالق بن منصور عنه وقال أبو حاتم صدوق وقال ابن حبان مستقيم الحديث يقال إن [[البخاري]] روى عنه ولم يصح ذلك بل إنما روى عن كاتب الليث وقد نزل صاحب الترجمة بغداد وأقرأ بها القرآن فتلا عليه الطيب ابن إسماعيل وإبراهيم بن نصر الرازي قال أحمد بن عبد الله العجلي مات أبي سنة إحدى عشرة ومئتين هكذا ضبط وفاة أبيه فالله أعلم فإن في الرواة المذكورين عن عبد الله من لم يسمع الحديث إلا بعد ذلك فلعله قال مات سنة إحدى وعشرين ثم إنه قد ذكره ابن أبي حاتم في كتابه وأن أبا زرعة وأبا حاتم حدثا عنه فأول رحلة أبي حاتم كانت في سنة ثلاث عشرة وإنما ارتحل أبو زرعة بعد ذلك فيتأمل هذا ولم يقع لهذا الشيخ رواية في الدواوين الستة والله أعلم
 
===عبد الله بن صالح بن محمد===
عبد الله بن صالح خ د ت ق ابن محمد بن مسلم الإمام المحدث شيخ المصريين أبو صالح الجهني مولاهم المصري كاتب الليث بن سعد قد شرحت حاله في ميزان الاعتدال وليناه وبكل حال فكان صدوقا في نفسه من أوعية العلم أصابه داء شيخه ابن لهيعة وتهاون بنفسه حتى ضعف حديثه ولم يترك بحمد الله والأحاديث التي نقموها عليه معدودة في سعة ما روى مولده في سنة سبع وثلاثين ومئة ورأى زبان بن فائد وعمرو بن الحارث وسمع من موسى بن علي بن رباح ومعاوية بن صالح ويحيى بن أيوب وعبد العزيز بن الماجشون والليث بن سعد وسعيد بن عبد العزيز الدمشقي ونافع بن يزيد وضمام بن إسماعيل وابن وهب وخلق سواهم ولازم الليث فأكثر عنه وحمل عنه تصانيفه وكان كاتبا له على أمواله حدث عنه الليث شيخه ويحيى بن معين و[[البخاري]] وأبو حاتم وأبو إسحاق الدارمي الجوزجاني وإسماعيل سمويه وحميد بن زنجويه وأبو محمد الدارمي وعثمان وأبو زرعة الدمشقي ومحمد بن إسماعيل الترمذي وإبراهيم بن ديزيل وعدد كثير خاتمتهم محمد بن عثمان بن أبي السوار المصري المتوفى سنة 297 قال إبراهيم بن ديزيل حدثنا خلف بن الوليد أبو المهنى حدثنا الليث بن سعد عن عبد الله بن صالح عمن أخبره يرفع الحديث إلى النبي {{صل}} قال ما أعطي أحد الشكر فمنع الزيادة.. الحديث قال ابن ديزيل ثم لقيت أبا صالح فقال أنا حدثت الليث بهذا قلت فمن حدثك قال يحيى بن عطارد بن مصعب عن أبيه قال رسول الله {{صل}} قلت وهو مرسل لا بل معضل استشهد البخاري في صحيحه بأبي صالح بل قد روى عنه حديثا وقال حدثني عبد الله بن صالح وهذا ثابت في بعض النسخ المتقنة فقال في أول الحديث قال الليث حدثنا جعفر بن ربيعة عن الأعرج عن أبي هريرة بحديث الذي استدان من رجل ألف دينار فقال اثنتي بكفيل قال كفى بالله وكيلا والحديث مشهور علقه البخاري في غير موضع وقد استشكل المحدثون قبلنا في تفسير الفتح من الصحيح حدثنا عبد الله حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة عن هلال عن عطاء ابن يسار عن عبد الله بن عمرو فذكر حديث إنا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا فقال أبو نصر الكلاباذي والوليد بن بكر الأندلسي وهبة الله اللالكائي عبد الله هذا هو عبد الله بن صالح العجلي الكوفي وقال أبو علي بن السكن في روايته الصحيح عن الفربري عن البخاري حدثنا عبد الله بن مسلمة يعني القعنبي حدثنا عبد العزيز فذكره وقال أبو مسعود الحافظ في الأطراف عبد الله هو عبد الله بن رجاء ثم قال والحديث عند عبد الله بن رجاء وعند عبد الله بن صالح وقال أبو علي الغساني الحافظ بل هو عبد الله بن صالح كاتب الليث قال لنا أبو الحجاج الحافظ وهذا أولى الأقوال بالصواب قال لأن البخاري رواه في كتاب الأدب في باب الانبساط إلى الناس فقال حدثنا عبد الله بن صالح عن عبد العزيز ذكره عقيب حديث محمد ابن سنان العوقي عن فليح عن هلال ورواه في البيوع من الجامع الصحيح عن العوقي فالحديث عند البخاري عن الرجلين في الأدب وفي الصحيح إلى أن قال فإذا تقرر أنه سمع في الرجلين وقع الاشتراك في قوله حدثنا عبد الله بن صالح بين العجلي الكوفي وبين الجهني الكاتب فكونه الكاتب أولى لأنا تيقنا أن البخاري قد سمع من كاتب الليث وأكثر عنه في تاريخه وفي أماكن وهذا معدوم في حق العجلي فإن البخاري ذكر له ترجمة صغيرة مختصرة جدا في تاريخه لم يرو عنه فيها شيئا ولا وجدنا أبدا له رواية متيقنة عنه لا في الصحيح ولا في شيء من تواليفه بل قد روى في تاريخه عن رجل عنه نعم ولم نجد للعجلي رواية عن عبد العزيز بن أبي سلمة سوى حديث واحد متنه الظلم ظلمات رواه عنه إبراهيم الحربي بخلاف كاتب الليث فإنه مكثر عن ابن أبي سلمة قلت وأيضا فإن غير واحد روى الحديث المذكور عن كاتب الليث فتعين أنه هو وفي الجهاد من الصحيح أيضا حدثنا عبد الله حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة عن صالح بن كيسان عن سالم عن أبيه قال كان النبي {{صل}} إذا قفل من حج وذكر الحديث فقال أبو علي بن السكن حدثنا الفربري حدثنا البخاري حدثنا عبد الله بن يوسف فذكر رواه ابن السكن في مصنفة وقال أبو مسعود في الأطراف هذا الحديث يرويه الناس عن عبد الله بن صالح قال وقد روي أيضا عن عبد الله بن رجاء فالله أعلم أيهما هو وقال الغساني بل هو كاتب الليث قال ابن حبان كان أبو صالح كاتبا على مغل الليث منكر الحديث جدا وكان في نفسه صدوقا سمعت ابن خزيمة يقول كان له جار يعاديه فكان يضع الحديث على شيخ عبد الله بن صالح ويكتب في قرطاس بخط يشبه خط عبد الله ويطرحه في داره بين الكتب فيجده عبد الله فيحدث به على التوهم أنه خطه ثم قال ابن حبان روى عبد الله بن صالح حدثنا يحيى بن أيوب عن يحيى بن سعيد عن عطاء بن يسار عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله {{صل}} حجة لمن لم يحج خير من عشر غزوات وغزوة لمن حج خير من عشر حجج وغزوة في البحر خير من عشرة في البر حدثناه أبو عروبة حدثنا علي بن إبراهيم بن عزون حدثنا عبد الله ثم قال وروى عن الليث عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن ربيعة بن سيف عن شفي الأصبحي سمع عبد الله بن عمرو قال سمعت رسول الله {{صل}} يقول يكون خلفي اثنا عشر خليفة أبو بكر لا يلبث إلا قليلا وصاحب رحا دارة العرب عمر وذكر الحديث حدثناه أحمد بن الحسن الصوفي حدثنا يحيى بن معين حدثنا عبد الله قلت قرأت على أحمد بن المؤيد بمصر أخبرنا أحمد بن صرما وابن عبد السلام قالا أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا أبو الحسين بن النقور أخبرنا علي بن عمر الحربي حدثنا الصوفي فذكره بتمامه فأنا اتعجب من أبي زكريا ونقده كيف يستحل رواية مثل هذا ويسكت عن توهيته وساق له ابن حبان وابن عدي جماعة أحاديث تفرد بها منكرة وقال أبو محمد بن أبي حاتم عبد الله بن صالح روى عنه الليث وابن وهب ودحيم وقال محمد بن عبد الله بن عبد الحكم سمعت أبي وسئل عن عبد الله بن صالح فقال أتسألوني عن أقرب رجل إلى الليث رجل معه في ليله ونهاره وسفره وحضره ويخلو معه غالبا فلا ينكر لمثله أن يكثر عن الليث وقال أبي أبو حاتم هو أمين صدوق ما علمته وأثنى على عبد الله سعيد بن عفير عالم مصر وقال عبد الملك بن شعيب بن الليث هو ثقة مأمون سمع من جدي حديثه وكان أبي يحضه على التحديث وقال عبد الله بن أحمد سألت أبي عنه فقال فسد بأخرة وليس بشيء وقال أبو حاتم سمعت ابن معين يقول أقل الأحوال أنه قرأ هذه الكتب على الليث فأجازها له ويمكن أن يكون ابن أبي ذئب كتب إلى الليث بهذا الدرج قال أحمد بن صالح لا أعلم أحدا روى عن الليث عن ابن أبي ذئب إلا أبا صالح وذكر أن أبا صالح أخرج درجا قد ذهب أعلاه ولم يدر حديث من هو فقيل له حديث ابن أبي ذئب فروى عن الليث عن ابن أبي ذئب وقال صالح جزرة كان يحيى بن معين يوثقه وعندي أنه كان يكذب في الحديث وقال النسائي ليس بثقة وروى إسماعيل بن عبد الله عن عبد الله بن صالح قال صحبت الليث عشرين سنة قال الفضل بن محمد الشعراني ما رأيت عبد الله بن صالح إلا وهو يحدث أو يسبح وقال يعقوب الفسوي حدثنا الرجل الصالح عبد الله بن صالح الرمادي عن أبي صالح شهدنا الأضحى ببغداد مع الليث في سنة إحدى وستين ومئة وقال علي بن المديني ضربت على حديث كاتب الليث ولا أروي عنه شيئا وقال ابن أبي حاتم سمعت أبي وأبا زرعة يقولان حديث إن الله اختار أصحابي موضوع والحمل فيه على أبي صالح قلت ومن أنكر ما نقموا على أبي صالح روايته عن نافع بن يزيد عن زهرة بن معبد عن [[سعيد بن المسيب]] عن جابر مرفوعا إن الله اختار أصحابي على جميع العالمين الحديث بطوله لكن قد تابعه عليه سعيد بن أبي مريم عن نافع رواه علي بن داود القنطري ومحمد بن الحارث العسكري عن أبي أبي مريم فتخلص أبو صالح وقال أبو زرعة الرازي وغيره هو من وضع خالد بن نجيح المصري وكان يضع في كتب الشيوخ قلت لعله أدخله على نافع بن يزيد مع أن نافعا صدوق قد احتج به مسلم قال أبو أحمد بن عدي أبو صالح عندي مستقيم الحديث إلا أنه يقع في حديثه غلط ولا يتعمد الكذب نقل ابن يونس وغيره موت أبي صالح في يوم عاشوراء سنة ثلاث وعشرين ومئتين قلت قد كان قارب التسعين رحمه الله وهو في عقلي أقوى من نعيم بن حماد وأسيد الجمال وما هو بدون إسماعيل بن أبي أويس الأصبحي أنبئت عن جماعة عن أبي علي الحداد أخبرنا أبو نعيم حدثنا الطبراني حدثنا مطلب بن شعيب وبكر بن سهل قالا حدثنا عبد الله بن صالح حدثني معاوية بن صالح حدثنا العلاء بن الحارث عن مكحول أن أبا هريرة قال قال رسول الله {{صل}} الجهاد واجب عليكم مع كل بر وفاجر وإن هو عمل الكبائر والصلاة واجبة عليكم على كل مسلم يموت برا كان أو فاجرا وإن هو عمل الكبائر
 
===حماد بن مالك بن بسطام===
حماد بن مالك ابن بسطام بن درهم المحدث المعمر أبو مالك الأشجعي الدمشقي الحرستاني حدث عن [[الأوزاعي]] وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر وسعيد بن بشير وإسماعيل بن عياش وجماعة روى روى عنه الوليد بن مسلم وهو من شيوخه ومروان الطاطري وهشام بن عمار ومحمد بن عوف الطائي وأبو إسماعيل الترمذي وأبو زرعة الدمشقي وأبو حاتم الرازي وإسماعيل سمويه وعثمان بن سعيد الدارمي وأبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم البسري وعدة قال ابن أبي حاتم سمعت أبي يقول أحرج حماد بن مالك مقدار أربعين حدثنا عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر فأخبر أبو مسهر بذلك فأنكر وقال لم يدرك ابن جابر وسئل عنه أبو حاتم فقال شيخ وقال إسحاق بن إبراهيم الهروي القراب توفي في سنة ثمان وعشرين ومئتين
 
===عمرو بن مرزوق===
عمرو بن مرزوق خ مقرونا د الشيخ الإمام مسند البصرة أبو عثمان الباهلي مولاهم البصري ولد سنة بضع وثلاثين ومئة وروى عن مالك بن مغول وعكرمة بن عمار وشعبة بن الحجاج وحماد بن سلمة وعبد الرحمن المسعودي وأبي إدريس صاحب لأنس بن مالك وحماد بن زيد وطائفة حدث عنه [[البخاري]] في صحيحه مقرونا بأخر و[[أبو داود]] في سننه وهو من كبار شيوخه وحرب الكرماني وأبو زرعة وعبد الكريم ابن الهيثم العاقولى وعثمان بن خرزاذ الأنطاكي وأحمد بن داود المكي وأبو بكر بن أبي عاصم وأبو مسلم الكجي ومحمد بن محمد بن حيان التمار وأبو خليفة الجمحي وعدد كثير قال القواريري كان يحيى القطان لا يرضى عمرو بن مرزوق في الحديث وقال أبو زرعة سمعت سليمان بن حرب ذكر عمرو بن مرزوق فقال جاء بما ليس عندهم فحسدوه وقال سعيد بن سعد البخاري سمعت مسلم بن إبراهيم يقول كانت الكتب التي عند أبي داود الطيالسي لعمرو بن مرزوق وكان عمرو رجلا غزاء يغزو في البحر فلما مات أبو داود حول عمرو كتبه قال علي بن المديني تركوا حديث الفهدين والعمرين يريد فهد بن عوف وفهد بن حيان وعمرو بن حكام وعمرو بن مرزوق قيل كان عند عمرو بن مرزوق عن شعبة ثلاثة آلاف حديث قال أبو الفتح الأزدي سماع أبي داود وعمرو بن مرزوق من شعبة كان شيئا واحدا وكان يحيى بن معين يطري عمرا ويرفع ذكره قال أبو زرعة سمعت [[أحمد بن حنبل]] وقيل له إن علي بن المديني لينه قال لا أدري ما يقول علي عمرو رجل صالح وقال عبد الله بن محمد بن الفضل الأسدي قال أحمد بن حنبل لولده صالح حين رجع من البصرة لم لم تكتب عن عمرو بن مرزوق فقال نهيت فقال إن عفان كان يرضاه ومن كان يرضى عفان كان عمرو صاحب غزو وخير وقال محمد بن عيسى بن أبي قماش سألت يحيى بن معين عن عمرو ابن مرزوق فقال ثقة مأمون صاحب غزو وقرآن وفضل وحمده جدا وقال أبو حاتم كان ثقة من العباد لم نجد أحدا من أصحاب شعبة كان أحسن حديثا منه قال عبد الله بن عدي سمعت أحمد بن محمد بن خالد يقول لم يكن بالبصرة مجلس أكبر من مجلس عمرو بن مرزوق رحمه الله كان فيه عشرة آلاف نفس قال [[النسائي]] في الكنى أخبرنا الحسن بن أحمد بن حبيب حدثنا بندار سمعت عمرو بن مرزوق وسئل أتزوجت ألف امرأة فقال أو زيادة على ألف امرأة قال محمد بن عيسى بن أبي قماش رأيت عمرا أحمر الرأس واللحية كان يخضب بالحناء ومات بالبصرة في صفر سنة أربع وعشرين ومئتين
 
===عمرو بن مرزوق الواشحي===
أما عمرو بن مرزوق الواشحي البصري فمحدث صدوق في طبقة مشيخة [[../عمرو بن مرزوق|الأول]] روى عن عون بن أبي شداد وغيره حدث عنه مسلم بن إبراهيم وأبو الوليد وأبو عمر الحوضي وأبو سلمة قال ابن معين ليس به بأس قلت ما لهذا شيء في الكتب الستة ذكرته للتمييز
 
===محمد بن الرومي===
محمد بن الرومي ( ت ) هو محمد بن المحدث عمر بن المحدث عبد الله بن عبد الرحمن البصري ويعرف عبد الله الرومي حدث محمد عن شعبة وشريك وأبيه وغيرهم وعنه إسماعيل بن موسى الفزاري و[[البخاري]] ويعقوب الفسوي وأبو حاتم وآخرون ضعفه [[أبو داود]] وقال أبو زرعة فيه لين
 
وكان جده '''عبد الله الرومي''' يروي عن أبي هريرة وابن عمر وأنس حدث عنه عمر وحماد بن زيد مات سنة 131 عن سن عالية
 
و'''عمر بن الرومي''' روى عن أبيه عبد الله وعنه أبو سلمة وقتيبة والقواريري وغيرهم صدوق مات سنة بضع وسبعين ومئة وبقي محمد بن الرومي إلى قرب سنة وعشرين ومئتين
 
===سهل بن بكار===
سهل بن بكار خ د س الحافظ الثقة أبو بشر البصري أحد البقايا حدث عن جرير بن حازم وشعبة بن الحجاج ويزيد بن إبراهيم التستري وأبان العطار وجويرية بن أسماء والسري بن يحيى وعدة حدث عنه [[البخاري]] و[[أبو داود]] وأبو زرعة وأبو حاتم وأبو مسلم الكجي ومحمد بن محمد التمار وآخرون قال أبو حاتم ثقة وروى [[النسائي]] له أيضا مات في سنة سبع وعشرين ومئتين ويقال سنة ثمان
 
===سهل بن تمام===
سهل بن تمام ( د ) ابن بزيع الإمام أبو عمرو الطفاوي البصري شيخ معمر صويلح حدث عن أبيه وقرة بن خالد ويزيد بن إبراهيم التستري وعباد ابن منصور وصالح بن أبي الجوزاء وعمرو بن سليم الباهلي وعدة حدث عنه [[أبو داود]] في سننه وأبو زرعة الرازي وابن خاله أبو حاتم وعثمان بن خرزاد ومحمد بن محمد التمار وعدة قال أبو حاتم شيخ وقال أبو زرعة لم يكن يكذب ربما وهم في الشيء قلت توفي سنة نيف وعشرين ومئتين
 
===عبد الله بن أبي بكر===
عبد الله بن أبي بكر العتكي هو الثقة المحدث أبو عبد الرحمن عبد الله بن السكن بن الفضل ابن المؤتمن الأزدي البصري حدث عن شعبة وجرير بن حازم وهمام بن يحيى والأسود بن شيبان وعدة وعنه صالح بن أحمد وأبو زرعة وأبو حاتم و[[البخاري]] في كتاب الأدب وأحمد بن زهير وعبد الله بن أحمد الدورقي وعبيد الله بن واصل البخاري وآخرون قال أبو حاتم صدوق وقال ابن أبي عاصم توفي سنة 224
 
===عبد الله بن خيران===
عبد الله بن خيران المحدث الصدوق أبو محمد الكوفي نزل بغداد وحدث عنه شعبة وعبد الرحمن المسعودي حدث عنه أحمد بن حرب ومحمد بن غالب تمتام وعيسى زغاث وأبو بكر بن أبي الدنيا واخرون قال أبو بكر الخطيب اعتبرت له احاديث كثيرة فوجدتها مستقيمة تدل على ثقته وقد ذكره العقيلي فقال لا يتابع على حديث ثم إنه ساق له ثلاثة أحاديث حسنة أحدها موقوف فرفعة
 
===يحيى بن عبدويه===
يحيى بن عبدويه البغدادي حدث عن شعبة وشيبان النحوي حدث عنه إسحاق بن سنين وجعفر بن كزال وعبد الله بن أحمد ابن حنبل وغيرهم أثنى عليه [[أحمد بن حنبل]] وأمر ولده عبد الله بالسماع منه وأما يحيى بن معين فرماه بالكذب توفي في حدود سنة تسع وعشرين ومئتين
 
===عبد العزيز بن الخطاب===
عبد العزيز بن الخطاب ق الثقة الإمام أبو الحسن الكوفي ثم البصري حدث عن شعبة والحسن بن صالح وأبي معشر السندي وقيس ابن الربيع ومحمد بن إسماعيل بن رجاء الزبيدي وعدة حدث عنه أبو حفص الفلاس وأحمد بن الأزهر وأبو قلابة وإبراهيم بن ديزيل وأبو مسلم الكجي والعباس بن الفضل الأسفاطي وعثمان بن خرزاذ ومحمد بن حيان المازني وخلق كثير وثقه الفلاس وقال أبو حاتم صدوق قال [[أبو داود]] توفي سنة أربع وعشرين ومئتين قلت روى له [[بن ماجه]] فقط
 
===قرة بن حبيب===
قرة بن حبيب خ الإمام المحدث الثقة أبو علي البصري الرماح القنوي حدث عن عبد الله بن عون فكان آخر من حدث عنه من الثقات وعن شعبة وأبي الأشهب العطاردي وعبد الرحمن بن عبد الله بن دينار حدث عنه [[البخاري]] في بعض تواليفه وإسماعيل سمويه وأبو داود السجزي ومحمد بن غالب تمتام وعلي بن عبد العزيز وعثمان بن خرزاذ وأحمد بن محمد بن علي الخزاعي وأحمد بن داود المكي والحسن بن سهل المجوز وآخرون وروى البخاري في صحيحه عن رجل عنه قال أبو حاتم ثقة قلت مات في سنة أربع وعشرين ومئتين وقد جاوز التسعين رحمه الله
 
===الصلت بن محمد===
الصلت بن محمد خ س ابن محمد بن عبد الرحمن بن أبي المغيرة المحدث أبو همام الخاركي البصري الثقة وخارك ساحل البصرة حدث عن مهدي بن ميمون وحماد بن زيد وأبي عوانة وغسان ابن الأغر وعبد الواحد بن زياد ويزيد بن زريع وعدة وعنه [[البخاري]] وروح بن حاتم والعباس العنبري وعيسى بن شاذان ومحمد بن مرزوق وأحمد بن محمد بن أبي بكر المقدمي وآخرون قال أبو حاتم صالح الحديث أتيته أيام الأنصار فلم يقض لي أن اسمع منه وذكره ابن حبان في الثقات
 
===عمرو بن خالد===
عمرو بن خالد خ ق ابن فروخ بن سعيد بن عبد الرحمن بن واقد بن ليث الحافظ الحجة أبو الحسن التميمي ويقال الخزاعي الجزري الحراني نزيل مصر وهو والد الإمام أبي علاثة محمد بن عمرو وأبي خيثمة علي بن عمرو حدث عن حماد بن سلمة والليث بن سعد وعبد الحميد بن بهرام والنضر بن عربي وأبي عقيل يحيى بن المتوكل وعبد الله بن لهيعة وعبد الله بن عمرو وأبي المليح وزهير وشريك وبكر بن مضر وعبد الأعلى بن أبي مساور الجرار وعدة وعنه [[البخاري]] ومحمد بن يحيى ويونس بن عبد الاعلى وأحمد بن منصور الرمادي وسمويه وأبو الزنباع روح بن الفرج وأبو زرعة وأبو حاتم ويحيى بن عثمان بن صالح والحسن بن الفرج الغزي والحسين بن حميد العكي وعثمان بن خرزاذ وولداه وأبو الأحوص العكبري وخلق قال أحمد بن عبد الله العجلي مصري ثقة ثبت وقال أبو حاتم صدوق قال البخاري وغيره مات بمصر سنة تسع وعشرين ومئتين
 
===عبد الملك بن هشام بن أيوب===
عبد الملك بن هشام ابن أيوب العلامة النحوي الأخباري أبو محمد الذهلي السدوسي وقيل الحميري المعافري البصري نزيل مصر هذب السيرة النبوية وسمعها من زياد البكائي صاحب ابن إسحاق وخفف من أشعارها وروى فيها مواضع عن عبد الوارث بن سعيد وأبي عبيدة رواها عنه محمد بن حسن القطان وعبد الرحيم بن عبد الله بن البرقي وأخوه أحمد بن البرقي وله مصنف في أنساب حمير وملوكها والأصح أنه ذهلي كما ذكره أبو سعيد بن يونس وأرخ وفاته في ثالث عشر ربيع الأخر سنة ثمان عشرة ومئتين قال الدارقطني حدثني عبيد الله بن محمد المطلبي بالرملة حدثنا زكريا بن يحيى بن حيويه سمعت المزني يقول قدم علينا الشافعي وكان بمصر عبد الملك بن هشام صاحب المغازي وكان علامه أهل مصر بالعربية والشعر فقيل له في المصير إلى الشافعي فتثاقل ثم ذهب إليه فقال ما ظننت أن الله يخلق مثل الشافعي وفي الروض الأنف أن ابن هشام مات سنة ثلاث عشرة ومئتين فهذا وهم فيه أبو القاسم السهيلي بل الصواب ما تقدم
 
===مالك بن إسماعيل بن درهم===
أبو غسان ع مالك بن إسماعيل بن درهم الحافظ الحجة الإمام أبو غسان النهدي مولاهم الكوفي سبط إسماعيل بن حماد بن أبي سليمان الفقيه حدث عن اسرائيل وورقاء وعيسى بن عبد الرحمن السلمي وفضيل بن مرزوق والحسن بن صالح والحكم بن عبد الملك وعبد الرحمن بن الغسيل وعبد العزيز بن الماجشون ومندل بن علي وحبان بن علي وأبي معشر السندي ويحيى بن عثمان التيمي وزهير بن معاوية وخلق وعنه [[البخاري]] وأبو بكر بن أبي شيبة ويوسف بن موسى ومحمد بن يحيى الذهلي وهارون الحمال وأبو إسحاق الجوزجاني وأحمد بن سليمان الرهاوي وأحمد بن ملاعب وسلمة بن شبيب وفهد بن سليمان ومحمد بن إسحاق الصنعاني وأبو زرعة وأبو حاتم ومحمد بن الحسين الحنيني وخلق كثير قال محمد بن علي بن داود البغدادي سمعت ابن معين يقول لأحمد بن حنبل إن سرك أن تكتب عن رجل ليس في قلبك منه شيء فاكتب عن أبي غسان وقال أبو حاتم قال يحيى بن معين ليس بالكوفة اتقن من أبي غسان وقال يعقوب بن شيبة ثقة صحيح الكتاب من العابدين وقال ايضا كان ثقة متثبتا وقال محمد بن عبد الله بن نمير أبو غسان محدث من أئمة المحدثين وقال أبو حاتم كان أبو غسان يملي علينا من اصله وكان لا يملي حديثا حتى يقرأه وكان ينحو لم ار بالكوفة اتقن من أبي غسان لا أبو نعيم ولا غيره وأبو غسان اتقن من إسحاق بن منصور وهو متقن ثقة كان له فضل وصلاح وعبادة وصحة حديث واستقامة وكانت عليه سجادتان كنت إذا نظرت إليه كأنه خرج من قبر رحمه الله تعالى وقال [[النسائي]] وغيره ثقة قال محمد بن سعد وغيره مات في ربيع الآخر سنة تسع عشرة ومئتين قلت حديثه في كل الأصول وفيه أدنى تشيع أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن بن يوسف المقرئ أخبرنا محمد بن إسماعيل أخبرنا يحيى بن محمود أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله بن عقيل أخبرنا محمد بن عبد الله أخبرنا أبو القاسم الطبراني أخبرنا محمد بن أحمد بن النضر الازدي حدثنا مالك بن إسماعيل النهدي حدثنا اسباط بن نصر عن السدي عن صبيح مولى أم سلمة عن زيد ابن ارقم أن النبي {{صل}} قال لعلي وفاطمة والحسن والحسين أنا حرب لمن حاربتم سلم لمن سالمتم تفرد به اسباط عن السدي رواه [[الترمذي]] عن سليمان بن عبد الجبار عن علي بن قادم و[[بن ماجة]] عن الحلواني وغيره عن أبي غسان جميعا عن أسباط وصبيح قال الترمذي ليس بمعروف أبو أحمد الحاكم حدثنا الحسين الغازي قال سألت البخاري عن أبي غسان قال وعماذا تسأل قلت التشيع فقال هو على مذهب أهل بلده ولو رأيتم عبيد الله بن موسى وابا نعيم وجماعة مشايخنا الكوفيين لما سألتمونا عن أبي غسان قلت وقد كان أبو نعيم وعبيد الله معظمين لأبي بكر وعمر وإنما ينالان من معاوية وذويه رضي الله عن جميع الصحابة
 
===شاذ بن فياض===
شاذ بن فياض د س الحافظ الثقة أبو عبيدة اليشكري البصري واسمه هلال وشاذ لقب أعجمي مخفف الذال وقيل مثقلة ومعناه فرحان ولد سنة بضع وثلاثين ومئة وسمع من هشام الدستوائي وعكرمة بن عمار وشعبة والثوري وعدة حدث عنه أبو داود وأبو حفص الفلاس ومحمد بن المثنى وإبراهيم الحربي وحنبل بن إسحاق ومحمد بن حيان المازني ومحمد بن أيوب البجلي وأحمد بن داود المكي وأبو خليفة الفضل بن الحباب وآخرون قال أبو حاتم صدوق ثقة وقال [[البخاري]] مات في سنة خمس وعشرين ومئتين خرج له [[النسائي]] أيضا
 
===شاذ بن يحيى===
شاذ بن يحيى الواسطي شيخ صدوق حدث عن وكيع ويزيد حدث عنه عباس العنبري وتميم بن المنتصر وأحمد بن سنان القطان وعباس الترقفي ومحمد بن عبد العزيز الدينوري وأبو بكر الأعين وآخرون ذكر تمييزا
 
===عبد الله بن سوار===
عبد الله بن سوار س ابن عبد الله بن قدامة القاضي الإمام أبو السوار العنبري البصري كان هو وأبوه وجده قضا البصرة سمع من أبيه وعبد الله بن بكر المزني وجرير بن حازم وحماد بن سلمة ومالك بن أنس ووهيب بن خالد وطائفة حدث عنه ابنه سوار ومعاوية بن صالح وأبو زرعة وحرب الكرماني ومحمد بن إبراهيم البوشنجي وعبيد الله بن واصل ومعاذ بن المثنى وأبو خليفة الجمحي وخلق كثير خرج له [[النسائي]] في الفرائض حديثا وثقه [[أبو داود]] وغيره وكان صاحب سنة وعلم ومعرفة مات في سنة ثمان وعشرين ومئتين وقد قارب الثمانين وتوفي ولده سوار بن عبد الله قاضي البصرة في سنة خمس واربعين ومئتين أدرك عبد الوارث التنوري ونحوه وهو من شيوخ أبي داود و[[الترمذي]] والنسائي
 
===إسماعيل بن عمرو بن نجيح===
إسماعيل بن عمرو ابن نجيح البجلي مولاهم الكوفي شيخ اصبهان ومسندها ولد سنة بضع وثلاثين ومئة وسمع مالك بن مغول وكاملا أبا العلاء ومسعر بن كدام و[[سفيان الثوري]] وشيبان النحوي وعبد الغفار بن القاسم وفضيل بن مرزوق وطائفة وطال عمره وتفرد في وقته حدث عنه أحمد بن الفرات ومحمود بن أحمد بن الفرج وعبد الله بن محمد بن زكريا وإبراهيم بن نائلة ومحمد بن نصير المديني ومحمد بن علي الفرقدي ومحمد بن إبراهيم الصفار وخلق من الاصبهانيين قال محمد بن يحيى بن مندة سمعت إبراهيم بن اورمة ذكر إسماعيل بن عمرو فأحسن الثناء عليه وقال شيخ مثل ذلك ضعفوه وكان عنده عن فلان وفلان وذكره ابن حبان في تاريخ الثقات واما الدارقطني فضعفه وقال ابن عدي حدث عن مسعر وسفيان بأحاديث لا يتابع عليها وروى عنه اسيد بن عاصم والقاسم بن نصر وعبد الله بن محمد بن سلام ثم ساق له ابن عدي احاديث فقال هذه مع سائر رواياته التي لم اذكرها عامتها مما لا يتابع عليه وهو ضعيف قلت مات سنة سبع وعشرين ومئتين من ابناء التسعين
 
===عبد السلام بن مطهر===
عبد السلام بن مطهر خ د ابن حسام بن مصك بن ظالم بن شيطان الإمام الثقة أبو ظفر الازدي البصري حدث عن شعبة وجرير بن حازم ومبارك بن فضالة وموسى ابن خلف العمي وسليمان بن المغيرة وطائفة حدث عنه [[البخاري]] و[[أبو داود]] وإسماعيل سمويه وأبو حاتم وإبراهيم الحربي وأحمد بن زهير وأحمد بن داود المكي وعثمان بن خرزاذ ومحمد بن حيان المازني وأبو خليفة الجمحي وعدد كثير وقد حدث أبو داود ايضا عن محمد بن المثنى عنه قال أبو حاتم صدوق وقال أبو داود مات في رجب سنة أربع وعشرين قلت مات في عشر التسعين
 
===عبد الغفار بن عبيد الله===
عبد الغفار بن عبيد الله ابن عبد الأعلى بن الأمير الذي افتتح إقليم خراسان في خلافة عثمان عبد الله بن عامر بن كريز بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي العبشمي الكريزي البصري حدث عن شعبة وصالح بن أبي الأخضر وأبي المقدام هشام ابن زياد وغيرهم حدث عنه ابن وارة وأبو حاتم الرازي وآخرون وهو متوسط الحال وقال [[البخاري]] ليس حديثه بالقائم قلت توفي سنة بضع عشرة ومئتين
 
===عبد الغفار بن داود===
عبد الغفار بن داود خ د س ق ابن مهران بن زياد الإمام المحدث الصادق أبو صالح البكري الحراني ثم المصري الإفريقي المولد ولد سنة أربعين ومئة وسار به أبوه وهو طفل فنشأ بالبصرة وتفقه وكتب العلم ثم رجع إلى مصر مع والده سمع حماد بن سلمة وزهير بن معاوية وعبد الله بن عياش القتباني والليث بن سعد وعبد الله بن لهيعة ويعقوب بن عبد الرحمن القارئ وابا المليح الرقي وإسماعيل بن عياش وعدة حدث عنه [[البخاري]] وبواسطة [[أبو داود]] و[[النسائي]] و[[بن ماجة]] ومحمد بن عوف الطائي وأبو بكر الأثرم وأبو زرعة النصري وعبد الله بن حماد الآملي وعثمان بن سعيد الدارمي ومحمد بن عمرو بن نافع الطحان والمقدام بن داود الرعيني وموسى بن عيسى بن المنذر ويحيى بن أيوب العلاف ويحيى بن عثمان السهمي وأحمد بن زغبة وخلق كثير وكان من أهل العلم والجلالة والحشمة قال أبو سعيد بن يونس كانت أمه بنت سعيد بن يزيد الأزدي البصري قدم مصر مع أبيه في سنة إحدى وستين وذهب إلى المغرب قال وكان ثقة ثبتا فقيها على مذهب أبي حنيفة وكان أحد وجوه المصريين قدم المأمون مصر فكان عبد الغفار يجالسه وله معه أخبار قال أبو حاتم لا بأس به وقال الخطيب سمع بالبصرة وبمصر والشام والجزيرة وكان يكره أن يقال له الحراني وانما سمي بذلك لأن أخويه عبد الله وعبد العزيز ولدا بحران ولهم ثورة ونعمة وولد أخواه عبد الخالق وعبد الصمد بإفريقية ثم تحولوا منها قال أبو يونس مات أبو صالح بمصر في شعبان سنة أربع وعشرين ومئتين قلت وهم من قال إنه مات سنة ثمان وعشرين
 
===عيسى بن دينار===
عيسى بن دينار فقيه الأندلس ومفتيها الإمام أبو محمد الغافقي القرطبي ارتحل ولزم ابن القاسم مدة وعول عليه وكان صالحا خيرا ورعا يذكر بإجابة الدعوة كان ابن وضاح يقول هو الذي علم أهل الأندلس الفقه وقال محمد بن عبد الملك بن أيمن هو كان أفقه من يحيى بن يحيى الليثي وقال الفقيه أبان بن عيسى بن دينار كان أبي قد أجمع على ترك الفتيا بالرأي وأحب الفتوى بالحديث فأعجلته المنية عن ذلك قلت كان من أوعية الفقه ولكنه قليل الحديث توفي سنة اثنتي عشرة ومئتين في سن الكهولة رحمه الله
 
===عيسى بن أبان===
عيسى بن أبان فقيه العراق تلميذ محمد بن الحسن وقاضي البصرة حدث عن إسماعيل بن جعفر وهشيم ويحيى بن أبي زائدة وعنه الحسن بن سلام السواق وغيره وله تصانيف وذكاء مفرط وفيه سخاء وجود زائد توفي سنة إحدى وعشرين ومئتين اخذ عنه بكار بن قتيبة
 
===عون بن سلام===
{{سير أعلام النبلاء/معتزلة}}
 
عون بن سلام م الشيخ العالم المعمر الصادق أبو جعفر الكوفي سمع أبا بكر النهشلي واسرئيل بن يونس وزهير بن معاوية ومحمد بن طلحة بن مصرف حدث عنه مسلم وهو من كبار مشيخته وأحمد بن علي الأبار ومحمد بن عبد الله مطين ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة وموسى بن إسحاق الخطمي وموسى بن هارون الحمال وآخرون وعاش تسعين سنة وهو صدوق ما علمت به بأسا مات في شهر ذي القعدة سنة ثلاثين ومئتين وممن كان بعد المئتين من رؤوس المتكلمين والمعتزلة بشر بن غياث المريسي العدوي مولى آل زيد بن الخطاب وأبو سهل بشر بن المعتمر الكوفي الأبرص من كبار المعتزلة ومصنفيهم وأبو معن ثمامة بن اشرس النميري البصري وأبو الهذيل محمد بن الهذيل العلاف البصري وأبو إسحاق إبراهيم بن سيار البصري النظام وهشام بن الحكم الكوفي الرافضي المجسم وضرار بن عمرو الذي تنسب الضرارية إليه وأبو المعتمر معمر بن عباد وقيل معمر بن عمرو البصري العطار وهشام بن عمرو الفوطي وداود الجواربي والوليد بن أبان الكرابيسي وابن كيسان الأصم وأبو موسى الفراء البغدادي وأبو موسى البصري الملقب بالمرداز وجعفر بن حرب وجعفر بن مبشر وآخرون نعوذ بالله من البدع وأن نقول على الله مالا نعلم
 
===زكريا بن عدي===
زكريا بن عدي خ ت ابن زريق وقيل ابن الصلت الإمام الحافظ الثبت أبو يحيى التيمي مولاهم الكوفي نزيل بغداد أخو نزيل مصر يوسف بن عدي وكان عدي ذميا فأسلم حدث زكريا عن حماد بن زيد وشريك وأبي الأحوص وهشيم و[[ابن المبارك]] ويزيد بن زريع وعبيد الله بن عمرو الرقي وطبقتهم حدث عنه إسحاق بن راهوية وإسحاق الكوسج وعبد بن حميد وأبو محمد الدارمي وحجاج بن الشاعر وأحمد بن علي البربهاري ومعاوية بن صالح الدمشقي ومحمد بن إسماعيل [[البخاري]] خارج الصحيح وفي الصحيح بواسطة وخلق سواهم قال أحمد العجلي كوفي ثقة رجل صالح متقشف وقال المنذر بن شاذان ما رأيت أحفظ من زكريا بن عدي جاءه [[أحمد بن حنبل]] ويحيى فقالا أخرج إلينا كتاب عبيد الله بن عمرو فقال ما تصنعون به خذوا حتى أملي عليكم كله وكان يحدث عن عدة من أصحاب الأعمش فيميز ألفاظهم وقال عبد الرحمن بن خراش هو ثقة ورع وقيل إنه لما احتضر قال اللهم إني إليك مشتاق قال أبو عوف البزوري ما كتبت عن أحد أفضل من زكريا بن عدي وقال أبو يحيى صاعقة قدم زكريا بن عدي فكلموا له من يستعمله على قرية في الشهر بثلاثين درهما فرجع بعد شهر وقال ليس أجدني أعمل بقدر الأجرة واشتكت عينه فأتاه رجل بكحل فقال أنت ممن يسمع الحديث مني قال نعم فأبى أن يأخذه وقد نال منه أبو نعيم الكوفي بلا حجة وقال ما له وللحديث هو بالتوراة أعلم قال ابن سعد هو من موالي تيم الله وكان رجلا صالحا ثقة قال وتوفي في جمادى الأولى سنة إحدى عشرة ومئتين وقال إسماعيل بن أبي الحارث وغيره مات في ثاني جمادى الآخرة سنة اثنتي عشرة ومئتين ببغداد أخبرنا عبد الرحمن بن محمد الفقيه وغيره إجازة قالوا أخبرنا عمر ابن محمد أخبرنا هبة الله بن الحصين أخبرنا محمد بن محمد أخبرنا أبو بكر الشافعي حدثنا بشر بن موسى حدثنا زكريا بن عدي أخبرنا عبيد الله بن عمرو عن ابن عقيل عن جابر قال خرجت مع رسول الله {{صل}} إلى امرأة من الأنصار في نخل لها يقال له الأسواف ففرشت لرسول الله {{صل}} تحت صور لها مرشوش فقال " الآن يأتيكم رجل من أهل الجنة " فجاء أبو بكر ثم قال " الآن يأتيكم رجل من أهل الجنة " فجاء عمر فقال " الآن يأتيكم رجل من أهل الجنة قال فلقد رأيت رأسه مطأطئا من تحت الصور ثم يقول " اللهم إن شئت جعلته عليا " فجاء علي ثم إن الأنصارية ذبحت لرسول الله {{صل}} شاة وصنعتها فأكل وأكلنا فلما حضرت الظهر قام فصلى وصلينا ما توضأ ولا توضأنا فلما حضرت العصر صلى وما توضأ ولا توضأنا هذا حديث حسن أخرجه [[الترمذي]] عن عبد عن زكريا بن عدي
 
===عبد الملك بن مسلمة===
عبد الملك بن مسلمة الفقيه أبو مروان الأموي مولاهم البصري ولد سنة أربعين ومئة وأخذ عن مالك والليث وجماعة وعنه سمويه والحسن بن قتيبة العسقلاني ويحيى بن عثمان بن صالح ضعفه ابن يونس وابن حبان قال يحيى بن بكير أبطأ حبيب فقال مالك ليقرأ بعضكم فقرأ عبد الملك بن مسلمة فلما مر بابن شهاب قال شهاب فعل ذلك مرارا وضجر مالك وكان يغيب فيكتب في ألواحه ما يسمع من مالك فيقول أنا كتبته فيعجب من تغفله وقرأ لنا على مالك في النذور قال فقربت إليه " جزء وفتى مكسورا " فضحك مالك وقال " جرو قثاء مكسورا " عافاك الله رواها ابن يونس حدثنا عبد الوهاب بن سعد حدثنا عمرو بن أحمد بن السرح حدثنا ابن بكير فذكرها كلها مات في ذي الحجة سنة أربع وعشرين ومئتين وجده هو يزيد مولى جزء بن عبد العزيز بن مروان
 
===هشام بن عبيد الله الرازي===
هشام بن عبيد الله الرازي السني الفقيه أحد أئمة السنة حدث عن ابن أبي ذئب ومالك بن أنس وحماد بن زيد وعبد العزيز بن المختار وطبقتهم حدث عنه بقية بن الوليد وهو من شيوخه ومحمد بن سعيد العطار والحسن بن عرفة وحمدان بن المغيرة وأبو حاتم الرازي وأحمد بن الفرات وعبد الله بن يزيد وطائفة سواهم وكان من بحور العلم قال موسى بن نصير سمعته يقول لقيت ألفا وسبع مئة شيخ أصغرهم عبد الرزاق وخرج مني في طلب العلم سبع مئة ألف درهم وقال أبو حاتم صدوق ومارأيت أحدا أعظم قدرا ولا أجل من هشام بن عبيد الله بالري وأبي مسهر الغساني بدمشق وأما ابن حبان فلينه وساق له خبرا لا يحتمل عن ابن أبي ذئب عن نافع عن ابن عمر مرفوعا " الدجاج غنم فقراء أمتي والجمعة حجهم " وقال الشيخ أبو إسحاق في " طبقات الحنفية " هو لين في الرواية وفي داره مات محمد بن الحسن قال محمد بن خلف الخراز سمعت هشام بن عبيد الله الرازي يقول القرآن كلام الله غير مخلوق فقال له رجل أليس الله يقول " ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث " فقال محدث إلينا وليس عند الله بمحدث قلت لأنه من علم الله وعلم الله لايوصف بالحدث مات سنة إحدى وعشرين ومئتين ورخه عبد الرحمن بن محمد العبدي
 
===أبو الجماهر===
أبو الجماهر د ق الإمام المحدث الحافظ الثبت أبو عبد الرحمن وأبو الجماهر محمد بن عثمان التنوخي الدمشقي الكفرسوسي سمع خليد بن دعلج وسعيد بن بشير وسعيد بن عبد العزيز وسليمان بن بلال وإسماعيل بن عياش والهيثم بن حميد وعدة حدث عنه أحمد بن أبي الحواري ومحمد بن يحيى الذهلي وأبو زرعة وأبو حاتم وأبو زرعة الدمشقي وأبو إسحاق الجوزجاني و[[أبو داود]] في سننه وإسحاق بن سيار وأحمد بن إبراهيم البسري ومحمد بن إسماعيل الترمذي وعثمان بن سعيد الدارمي والحسن بن جرير الصوري وخلق كثير وثقه رفيقه أبو مسهر وأبو حاتم وقال عثمان الدارمي كان أوثق من أدركنا بدمشق ورأيت أهل البلد مجمعين على صلاحه ورأيتهم يقدمونه على هشام وعلى أبي أيوب يعني ابن بنت شرحبيل وقال أبو داود ثقة ولد سنة أربعين ومئة أو سنة إحدى قلت قد روى أبو داود عنه وعن رجل عنه قال أبو حاتم ما رأيت أحدا أفصح منه وقال أبو إسماعيل الترمذي حدثنا وكان من خيار الناس وقال أبو حاتم ما رأيت أفصح منه ومن أبي مسهر الغساني قال أبو زرعة النصري والفسوي مات سنة أربع وعشرين ومئتين
 
===أبو همام الدلال===
أبو همام الدلال د س ق محمد بن محبب الإمام الثقة المحدث أبو همام القرشي البصري بياع الرقيق حدث عن [[سفيان الثوري]] وسعيد بن السائب وإبراهيم بن طهمان وإسرائيل بن يونس وعنه رجاء بن مرجى وأحمد بن منصور الرمادي وأحمد بن محمد البرتي القاضي وأبو مسلم الكجي وأبو خليفة الفضل بن الحباب وآخرون وثقه [[أبو داود]] وروى له هو و[[النسائي]] والقزويني مات سنة إحدى وعشرين ومئتين وكان من أبناء الثمانين رحمه الله
 
===عمرو بن عون===
عمرو بن عون خ د ابن أوس بن الجعد الحافظ المجود الإمام أبو عثمان السلمي الواسطي البزاز حدث عن حماد بن سلمة وعبد العزيز بن الماجشون وشربك ابن عبد الله وهشيم ويحيى بن أبي زائدة وخالد بن عبد الله وطبقتهم حدث عنه [[البخاري]] و[[أبو داود]] وأبو زرعة وأبو حاتم وعلي ابن عبد العزيز البغوي ويعقوب الفسوي وعثمان الدارمي وعدد كثير وثقه جماعة وقال فيه يزيد بن هارون هو ممن يزداد كل يوم خيرا وقال أبو زرعة الرازي هو ثقة قل من رأيت أثبت منه وقال أبو حاتم ثقة حجة كان يحفظ حديثه وقال أحمد بن عبد الله العجلي ثقة رجل صالح وقد حدث عنه يحيى بن معين مرة فأطنب في الثناء عليه قلت كان عالما بهشيم جدا قال حاتم بن الليث مات عمرو بن عون في سنة خمس وعشرين ومئتين أخبرنا أحمد بن محمد بن العماد أخبرنا إبراهيم بن عثمان أخبرنا أحمد بن محمد الكاغدي أخبرنا أحمد بن علي الصوفي أخبرنا أبو علي بن شاذان أخبرنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا عمرو بن عون حدثنا يحيى بن أبي زائدة عن إسرائيل عن الركين بن الربيع بن عميلة عن أبيه عن [[ابن مسعود]] عن النبي {{صل}} قال " ما أكثر أحد من الربا إلا كان عاقبة أمره إلى قل " أخرجه القزويني عن عباس بن جعفر عن عمرو بن عون
 
===الربيع بن يحيى===
الربيع بن يحيى خ د ابن مقسم الأشناني الإمام الحافظ الحجة أبو الفضل المرئي البصري حدث عن شعبة ومالك بن مغول ومبارك بن فضالة وزائدة ابن قدامة وطبقتهم وعنه [[البخاري]] و[[أبو داود]] وحرب الكرماني وأبو زرعة الرازي وإسماعيل سمويه وأبو مسلم الكجي ومحمد بن أيوب البجلي ومحمد بن محمد التمار وآخرون قال أبو حاتم ثقة ثبت وأما الدارقطني فلينه وقال الحاكم سألت الدارقطني عنه فقال روى عن [[سفيان الثوري]] عن ابن المنكدر عن جابر في الجمع بين الصلاتين قال وهذا يسقط مئة ألف حديث يعني من أتى بهذا ممن هو صاحب مئة ألف حديث أثر فيه لينا بحيث تنحط رتبة المئة ألف عن درجة الاحتجاج وإنما هذا على سبيل المبالغة فكم ممن قد روى مئتي حديث ووهم منها في حديثين وثلاثة وهو ثقة قال ابن قانع مات الأشناني في سنة أربع وعشرين ومئتين قلت كان معمرا من أبناء التسعين
 
===الوحاظي===
الوحاظي خ م الإمام العالم الحافظ الفقيه أبو زكريا يحيى بن صالح الوحاظي الدمشقي وقيل الحمصي حدث عن مالك بن أنس وسعيد بن عبد العزيز وفليح بن سليمان وزهير بن معاوية وحماد بن شعيب الكوفي وسليمان بن بلال وعفير بن معدان وسعيد بن بشير وسليمان بن عطاء ومحمد ابن مهاجر وسلمة بن كلثوم ومعاوية بن سلام الحبشي وعدة حدث عنه [[البخاري]] وهو والباقون سوى [[النسائي]] عن رجل عنه ومحمد بن يحيى الذهلي وأحمد بن أبي الحواري ومحمد بن عوف وابن وارة وأبو أمية الطرسوسي وعثمان بن سعيد الدارمي وأبو زرعة الدمشقي ويعقوب الفسوي وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة وأحمد بن عبد الوهاب وأحمد بن عبد الرحيم الحوطيان وعبد الرحيم بن القاسم الرواس وعلي بن محمد بن عيسى الجكاني وخلق كثير قال يحيى بن معين ثقة وقال أبو حاتم صدوق وقال أبو عوانة الإسفراييني حسن الحديث صاحب رأي وكان عديل محمد بن الحسن الفقيه إلى مكة قال أحمد بن صالح المصري حدثنا يحيى بن صالح بثلاثة عشر حديثا عن مالك ما وجدنا لها أصلا عند غيره وممن وثقه ابن عدي وابن حبان وغمزه بعض الأئمة لبدعة فيه لا لعدم إتقان قال [[أحمد بن حنبل]] أخبرني رجل من أصحاب الحديث أن يحيى ابن صالح قال لو ترك أصحاب الحديث عشرة أحاديث يعني هذه التي في الرؤية ثم قال أحمد كأنه نزع إلى رأي جهم قلت والمعتزلة تقول لو أن المحدثين تركوا ألف حديث في الصفات والأسماء والرؤية والنزول لأصابوا والقدرية تقول لو أنهم تركوا سبعين حديثا في إثبات القدر والرافضة تقول لو أن الجمهور تركوا من الأحاديث التي يدعون صحتها ألف حديث لأصابوا وكثير من ذوي الرأي يردون أحاديث شافه بها الحافظ المفتي المجتهد أبو هريرة رسول الله {{صل}} ويزعمون أنه ما كان فقيها ويأتوننا بأحاديث ساقطة أولا يعرف لها إسناد أصلا محتجين بها قلنا وللكل موقف بين يدي الله تعالى يا سبحان الله أحاديث رؤية الله في الآخرة متواترة والقرآن مصدق لها فأين الإنصاف قال أبو جعفر العقيلي يحيى الوحاظي حمصي جهمي قلت قد كان ينكر الإرجاء فقال [[البخاري]] قال عبد الصمد سألت يحيى بن صالح عن الإيمان فقال حدثنا أبو المليح سمعت ميمون بن مهران يقول أنا أقدم من الإرجاء قلت قدم أحمد بن حنبل حمص فما أخذ عن يحيى شيئا قال عبد الله بن أحمد سألت أبي عن يحيى بن صالح فقال رأيته في جنازة أبي المغيرة فجعل أبي يضعفه وقال إسحاق الكوسج حدثنا الوحاظي وكلن مرجئا خبيثا داعي دعوة قال أبو زرعة الدمشقي حدثنا يزيد بن عبد ربه يقول سمعت وكيعا يقول ليحيى الوحاظي اجتنب الرأي فإني سمعت أبا حنيفة رحمه الله يقول البول في المسجد أحسن من بعض قياسهم قال جماعة مات الوحاظي سنة اثنين وعشرين ومئتين
 
===أحمد بن يونس===
أحمد بن يونس ع الإمام الحجة الحافظ أبو عبد الله أحمد بن عبد الله بن يونس التميمي اليربوعي الكوفي ينسب إلى جده تخفيفا مولده في سنة اثنين وثلاثين ومئة تخمينا سمع من جده يونس بن عبد الله بن قيس اليربوعي ومن ابن أبي ذئب و[[سفيان الثوري]] وإسرائيل والحسن بن صالح وزائدة بن قدامة وعاصم بن محمد بن زيد العمري وعبد العزيز بن الماجشون وزهير بن معاوية وأبي بكر بن عياش وخلق وكان عارفا بحديث بلده حدث عنه [[البخاري]] ومسلم وهو من كبراء شيوخه وعبد بن حميد وأبو زرعة الرازي وإبراهيم الحربي وبعقوب الفسوي وأبو حاتم وأحمد بن يحيى الحلواني وأبو حصين الوادعي وإبراهيم بن شريك وخلق سواهم قال الفضل بن زياد سمعت [[أحمد بن حنبل]] وسأله رجل عمن أكتب قال ارحل إلى أحمد بن يونس فإنه شيخ الإسلام وقال أبو حاتم كان ثقة متقنا قال [[أبو داود]] صاحب السنن سألت أحمد بن يونس فقال لا تصل خلف من يقول القرآن مخلوق هؤلاء كفار بلغنا عن أحمد بن يونس قال قلت إذا رجعت من عند سفيان الثوري أخذت نفسي بخير ما علمت وإذا أتيت مالك بن مغول تحفظت من لساني وإذا أتيت شريكا رجعت بعقل تام وإذا أتيت مندل بن علي أهمتني نفسي من حسن صلاته قلت من جلالة أحمد بن يونس عند [[البخاري]] أنه روى أيضا عن يوسف بن موسى عنه وقال البخاري مات في شهر ربيع الآخر سنة سبع وعشرين ومئتين أنبأنا ابن أبي عمر أخبرنا عمر بن محمد أخبرنا محمد بن عبد الباقي أخبرنا أبو محمد الجوهري أخبرنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن حدثنا إبراهيم بن شريك الأسدي حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس حدثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن أبي الأحوص عن عبد الله قال قال رسول الله {{صل}} أبرأ إلى كل خليل من خلته ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا هذا حديث صحيح كوفي الإسناد حدث به السفيانان و[[وكيع ابن الجراح]] عن الأعمش أخرجه مسلم و[[النسائي]] و[[بن ماجة]] وقد سقت لابن يونس حديثا آخر في ترجمة زائدة أخبرنا أحمد بن سلامة كتابة عن مسعود الجمال وأبي الفضائل الكاغدي قالا أخبرنا أبو علي الحداد أخبرنا أبو نعيم أخبرنا إبراهيم بن محمد بن حمزة ومحمد بن علي بن حبيس قالا حدثنا أحمد بن يحيى الحلواني حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس حدثنا علي بن فضيل بن عياض عن عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر قال رأي رجل من الأنصار أنه قيل له بأي شيء أمركم نبيكم قال أمرنا أن نسبح ثلاثا وثلاثين ونحمد ثلاثا وثلاثين ونكبر أربعا وثلاثين قال فسبحوا خمسا وعشرين وأحمدوا خمسا وعشرين وكبروا خمسا وعشرين وهللوا خمسا وعشرين فتلك مئة فلما أصبح ذكر ذلك لرسول الله {{صل}} فقال افعلوا كما قال الأنصاري أخرجه النسائي عن أبي زرعة
 
===علي بن الجعد===
علي بن الجعد خ د ابن عبيد الإمام الحافظ الحجة مسند بغداد أبو الحسن البغدادي الجوهري مولى بني هاشم ولد سنة أربع وثلاثين ومئة وسمع من شعبة وابن أبي ذئب وحريز بن عثمان أحمد صغار التابعين وجرير بن حازم و[[سفيان الثوري]] والمسعودي وفضيل بن مرزوق والقاسم بن الفضل الحداني وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان ومبارك بن فضالة ويزيد بن إبراهيم التستري ومعروف بن واصل وهمام بن يحيى وبحر بن كنيز السقاء وجسر بن الحسن والحسين بن صالح بن حي والحمادين والربيع بن صبيح وسليمان ابن المغيرة وسلام بن مسكين وشيبان النحوي وصخر بن جويرية وعاصم بن محمد العمري وعبد الحميد بن بهرام وعبد العزيز بن الماجشون ومالك بن أنس وعلي بن علي الرفاعي وقيس بن الربيع ومحمد بن راشد ومحمد بن طلحة بن مصرف ومحمد بن مطرف وورقاء بن عمر وأبي الأشهب العطاري وأبي عقيل يحيى بن المتوكل وخلق سواهم حدث عنه [[البخاري]] و[[أبو داود]] ويحيى بن معين وخلف بن سالم وأحمد بن حتبل شيئا يسيرا وأحمد بن إبراهيم الدورقي والزعفراني وأبو حاتم وأبو زرعة وإبراهيم الحربي وأبو بكر الصاغاني وابن أبي الدنيا وأحمد بن علي بن سعيد المروزي وأحمد بن يحيى ابن محمد بن خالد البراثي وموسى بن هارون وأحمد بن يحيى الحلواني وصالح بن محمد جزرة وعمر بن إسماعيل بن أبي غيلان ومحمد بن عبدوس بن كامل ومحمد بن يحيى المرزوي وأبو يعلى الموصلي وأبو القاسم البغوي وأحمد بن الحسين بن إسحاق الصوفي وخلق كثير قال محمد بن عبد الله بن يوسف المهري حدثنا أبو بكر بن أبي أيوب سمعت أبي سمعت علي بن الجعد يقول رأيت الأعمش ولم أكتب عنه شيئا وقال موسى بن الحسن السقلي قال لنا علي بن الجعد قدمت البصرة سنة ست وخمسين ومئة وكان سعيد بن أبي عروبة حيا قال نفطويه كان علي بن الجعد أكبر من بغداد بعشر سنين وكان أبو القاسم البغوي أكبر من سامرا بست سنين قال ابن أبي الدنيا أخبرت عن موسى بن داود قال ما رأيت أحفظ من علي بن الجعد وكنا عند ابن أبي ذئب فأملى علينا عشرين حديثا فحفظها وأملاها علينا وقال صالح بن محمد سمعت خلف بن سالم يقول صرت أنا وأحمد بن حنبل وابن معين إلى علي بن الجعد فأخرج إلينا كتبه وألقاها بين أيدينا وذهب وظننا أنه يتخذ لنا طعاما فلم نجد في كتبه إلا خطأ واحدا فلما فرغنا من الطعام قال هاتوا فحدث بكل شيء كتبناه حفظا عبد الخالق بن منصور سمعت يحيى بن معين يقول كتبت عن علي بن الجعد منذ أكثر من ثلاثين سنة قاله في سنة خمس وعشرين ومئتين قال البغوي سمعت علي بن الجعد يقول كتبت عن [[سفيان بن عيينة]] سنة ستين ومئة بالكوفة أملى علينا من صحيفة قال خلف بن محمد الخيام سمعت صالح بن محمد يقول كان علي بن الجعد يحدث بثلاث أحاديث لكل إنسان عن شعبة وكان عنده عن مالك ثلاثة أحاديث قال الحسين بن إسماعيل الفارسي سألت عبدوس بن هانىء عن حال علي بن الجعد فقال ما أعلم أني لقيت أحفظ منه فقال كان يتهم بالجهم قال قد قيل هذا ولم يكن كما قالوا إلا أن ابنه الحسن ابن علي كان على قضاء بغداد وكان يقول بقول جهم قال وكان عند على بن الجعد عن شعبة نحو من ألف ومئتي حديث وكان قد لقي المشايخ فزهدت فيه بسبب هذا القول ثم ندمت بعد قال أحمد بن جعفر بن زياد السوسي سمعت أبا جعفر النفيلي وذكر علي بن الجعد فقال لا ينبغي أن يكتب عنه وضعف أمره جدا وقال أبو إسحاق الجوزجاني علي بن الجعد متشبث بغير بدعة زائغ عن الحق وقال أبو يحيى الناقد سمعت أبا غسان الدوري يقول كنت عند علي بن الجعد فذكروا حديث ابن عمر كنا نفاضل على عهد النبي {{صل}} فنقول خير هذه الأمة بعد النبي {{صل}} أبو بكر وعمر وعثمان فيبلغ النبي {{صل}} فلا ينكره فقال علي انظروا إلى هذا الصبي هو لم يحسن أن يطلق امرأته يقول كنا نفاضل وكنت عنده فذكروا حديث إن ابني هذا سيد قال ما جعله الله سيدا قلت أبو غسان لا أعرف حاله فإن كان قد صدق فلعل ابن الجعد قد تاب من هذه الورطة بل جعله سيدا على رغم أنف كل جاهل فإن من أصر على مثل هذا من الرد على سيد البشر يكفر بلا مثنويه وأي سؤدد أعظم من أنه بويع بالخلافة ثم نزل عن الأمر لقرابته وبايعه على أنه ولي عهد المؤمنين وأن الخلافة له من بعد معاوية حسما للفتنة وحقنا للدماء وإصلاحا بين جيوش الأمة ليتفرغوا لجهاد الأعداء ويخلصوا من قتال بعضهم بعض فصح فيه تفرس جده {{صل}} وعد ذلك من المعجزات ومن باب إخباره بالكوائن بعده وظهر كمال سؤدد السيد الحسن بن علي على ريحانة رسول الله {{صل}} وحبيبه ولله الحمد قال أحمد بن إبراهيم الدورقي قلت لعلي بن الجعد بلغني أنك قلت ابن عمر ذاك الصبي قال لم أقل ولكن معاوية ما أكره أن يعذبه الله وقال هارون بن سفيان المستملي كنت عند علي بن الجعد فذكر عثمان فقال أخذ من بيت المال مئة ألف درهم بغير حق فقلت لا والله ما أخذها إلا بحق وقال [[أبو داود]] عمرو بن مرزوق أعلى عندي من علي بن الجعد علي وسم بميسم سوء قال ما يسوؤني أن يعذب معاوية قال أبو جعفر العقيلي قلت لعبد الله بن أحمد لم لم تكتب عن علي بن الجعد قال نهاني أبي أن أذهب إليه وكان يبلغه عنه أنه يتناول الصحابة قال زياد بن أيوب سأل رجل [[أحمد بن حنبل]] عن علي بن الجعد فقال الهيثم ومثله يسأل عنه فقال عبد الله فذكره رجل بشر فقال أحمد ويقع في أصحاب رسول الله فقال زياد بن أيوب كنت عند علي بن الجعد فسألوه عن القرآن فقال القرآن كلام الله ومن قال مخلوق لم أعنفه فقال أحمد بلغني عنه أشد من هذا وقال أبو زرعة كان أحمد بن حنبل لا يرى الكتابة عن علي بن الجعد ولا سعيد بن سليمان ورأيته في كتابه مضروبا عليهما وقال محمد بن حماد المقرئ سألت يحيى بن معين عن علي بن الجعد فقال ثقة صدوق ثقة صدوق قلت فهذا الذي كان منه فقال أيش كان منه ثقة صدوق وقال فيه مسلم هو ثقة لكنه جهمي وقلت ولهذا منع أحمد بن حنبل ولديه من السماع منه وقد كان طائفة من المحدثين يتنطعون في من له هفوة صغيرة تخالف السنة وإلا فعلي إمام كبير حجة يقال مكث ستين سنة يصوم يوما ويفطر يوما وبحسبك أن ابن عدي يقول في كامله لم أر في رواياته حديثا منكرا إذا حدث عنه ثقة وقد قال يحيى بن معين هو أثبت من أبي النضر وعن علي بن الجعد قال سمعت بمكة في سنة سبع وخمسين ومئة من [[سفيان الثوري]] قال أبو حاتم ما كان أحفظ علي بن الجعد لحديثه وهو صدوق قال عبد الرزاق بن سليمان بن علي بن الجعد سمعت أبي يقول أحضر المأمون أصحاب الجوهر فناظرهم على متاع كان معهم ثم نهض لبعض حاجته ثم خرج فقام له كل من في المجلس إلا علي بن الجعد فنظر إليه كالمغضب ثم استخلاه فقال يا شيخ ما منعك أن تقوم قال أجللت أمير المؤمنين للحديث الذي نأثره عن النبي {{صل}} قال وما هو قال سمعت مبارك بن فضالة سمعت الحسن يقول قال رسول الله صلي الله عليه وسلم من أحب أن يتمثل له الرجال قياما فليتبوأ مقعده من النار فأطرق المأمون ثم رفع رأسه فقال لا يشتري إلا من هذا فاشتروا منه يومئذ بثلاثين ألف دينار قال البغوي توفي لست بقين من رجب سنة ثلاثين ومئتين وقد استكمل ستا وتسعين سنة أخبرنا أبو بكر بن خطيب بيت الآبار وعدة قالوا أخبرنا ابن اللتي حدثنا أبو الوقت أخبرنا أبو عاصم أخبرنا ابن أبي شريح أخبرنا البغوي أخبرنا علي بن الجعد أخبرنا شعبة عن ابن المنكدر سمعت جابرا يقول استأذنت على النبي {{صل}} فقال من هذا فقلت أنا فقال أنا أنا كأنه كرهه أخرجه [[البخاري]] عن أبي الوليد عن شعبة
 
____الطبقة الثانية عشرة____
 
[[بشر بن الحارث بن عبد الرحمن]]
 
===بشر بن الحارث بن عبد الرحمن===
بشر بن الحارث ابن عبد الرحمن بن عطاء الإمام العالم المحدث الزاهد الرباني القدوة شيخ الإسلام أبو نصر المروزي ثم البغداي المشهور بالحافي ابن عم المحدث علي بن خشرم ولد سنة اثنتين وخمسين ومئة وارتحل في العلم فأخذ عن مالك وشريك وحماد بن زيد وإبراهيم بن سعد وأبي الأحوص وخالد بن عبد الله الطحان وفضيل ابن عياض والمعافى بن عمران و[[ابن المبارك]] وعبد الرحمن بن زيد ابن أسلم وعدة حدث عنه أحمد الدورقي ومحمد بن يوسف الجوهري ومحمد ابن مثنى السمسار لا العنزي وسري السقطي وعمر بن موسى الجلاء وإبراهيم بن هانىء النيسابوري وخلق سواهم وقل ما روى من المسندات كان يزم نفسه فقد كان رأسا في الورع والإخلاص ثم إنه دفن كتبه أخبرنا المؤمل بن محمد إذنا أخبرنا زيد بن الحسن أخبرنا أبو منصور الشيباني أخبرنا أبو بكر الخطيب أخبرني أبو سعد الماليني أخبرنا عبد العزيز بن جعفر حدثنا جعفر بن محمد الصندلي حدثنا محمد بن المثنى السمسار سمعت بشر بن الحارث يقول سمعت العوفي عن [[الزهري]] عن أنس قال اتخذ النبي {{صل}} خاتما فلبسه ثم ألقاه العوفي هو إبراهيم بن سعد روي عن بشر أنه قيل له ألا تحدث قال أنا أشتهي أن أحدث وإذا اشتهيت شيئا تركته وقال إسحاق الحربي سمعت بشر بن الحارث يقول ليس الحديث من عدة الموت فقلت له قد خرجت إلى أبي نعيم فقال أتوب إلى الله وعن أيوب العطار أنه سمع بشرا يقول حدثنا حماد بن زيد ثم قال أستغفر الله إن لذكر الإسناد في القلب خيلاء قال أبو بكر المروزي سمعت بشرا يقول الجوع يصفي الفؤاد ويميت الهوي ويورث العلم الدقيق وقال أبو بكر بن عثمان سمعت بشر بن الحارث يقول إني لأشتهي شواء منذ أربعين سنة ما صفا لي درهمه قال محمد بن عبد الوهاب الفراء حدثنا علي بن عثام قال أقام بشر بن الحارث بعبادان يشرب ماء البحر ولا يشرب من حياض السلطان حتى أضر بجوفه ورجع إلى أخته وجعا وكان يعمل المغازل ويبيعها فذاك كسبه قال الحافظ موسى بن هارون حدثنا محمد بن نعيم قال رأيتهم جاؤوا إلي بشر فقال يا أهل الحديث علمتم أنه يجب عليكم فيه زكاة كما يجب على من ملك مئتي درهم خمسة قلت هذا على المبالغة وإلا فإن كانت الأحاديث في الواجبات فهي موجبة وإن كانت في فضائل الأعمال فهي فاضلة لكن يتأكد العمل بها على المحدث قال أبو نشيط نهاني بشر عن الحديث وأهله وقال أتيت يحيى القطان فبلغني أنه قال أحب هذا الفتى لطلبه الحديث وقال يعقوب بن بختان سمعت بشر بن الحارث يقول لا أعلم أفضل من طلب الحديث لمن اتقى الله وحسنت نيته فيه وأما أنا فأستغفر الله من طلبه ومن كل خطوة خطوت فيه قيل كان بشر يلحن ولا يدري العربية قال [[أحمد بن حنبل]] لو كان بشر تزوج لتم أمره قال إبراهيم الحربي ما أخرجت بغداد أتم عقلا من بشر ولا أحفظ للسانه كان في كل شعرة منه عقل وطيء الناس عقبه خمسين سنة ما عرف له غيبة لمسلم ما رأيت أفضل منه وعن بشر قال المتقلب في جوعه كالمتشحط في دمه في سبيل الله عنه شاطر سخي أحب إلى ممن صوفي بخيل وعنه أمس قد مات واليوم في السياق وغدا لم يولد لا يفلح من ألف أفخاذ النساء إذا أعجبك الكلام فاصمت وإذا أعجبك الصمت فتكلم وقيل سمعه رجل يقول اللهم إنك تعلم أن الذل أحب إلي من العز وأن الفقر أحب إلي من الغنى وأن الموت أحب إلي من البقاء وعنه قال قد يكون الرجل مرائيا بعد موته يحب أن يكثر الخلق في جنازته لا تجد حلاوة العبادة حتى تجعل بينك وبين الشهوات سدا أخبرنا أبو محمد بن علوان أخبرنا الإمام موفق الدين عبد الله بن أحمد سنة إحدى عشرة وست مئة قال حدثني ابني أبو المجد عيسى أخبرنا أبو طاهر بن المعطوش أخبرنا أبو الغنائم محمد بن محمد أخبرنا أبو إسحاق البرمكي أخبرنا عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري حدثني حمزة بن الحسين البزاز حدثنا عبد الله بن محمد بن عبيد حدثني حمزة ابن دهقان قال قلت لبشر بن الحارث أحب أن خلو معك قال إذا شئت فيكون يوما فرأيته قد دخل قبة فصلى فيها أربع ركعات لا أحسن أصلى مثلها فسمعته يقول في سجوده اللهم إنك تعلم فوق عرشك أن الذل أحب إلي من الشرف اللهم إنك تعلم فوق عرشك أن الفقر أحب إلي من الغنى اللهم إنك تعلم فوق عرشك أني لا أوثر على حبك شيئا فلما سمعته أخذني الشهيق والبكاء فقال اللهم أنت تعلم أني لو أعلم أن هذا هاهنا لم أتكلم قال عبد الرحمن بن أبي حاتم حدثنا محمد بن المثنى صاحب بشر قال قال رجل لبشر وأنا حاضر إن هذا الرجل يعني أحمد بن حنبل قيل له أليس الله قديما وكل شيء دونه مخلوق قال فما ترك بشر الرجل يتكلم حتى قال لا كل شيء مخلوق إلا القرآن قال أحمد بن بشر المرثدي حدثنا إبراهيم بن هاشم قال دفنا لبشر بن الحارث ثمانية عشر ما بين قمطر إلى قوصرة يعني من الحديث وقيل لأحمد مات بشر قال مات والله وماله نظيرإلا عامر بن عبد قيس فإن عامرا مات ولم يترك شيئا ثم قال أحمد لو تزوج قال ابن أبي داود قلت لعلي بن خشرم لما أخبرني أن سماعه وسماع بشر من عيسى بن يونس واحد قلت له فأين حديث أم زرع قال سماعي معه وكنت كتبت إليه أن يوجه به إلي فكتب إلي هل علمت بما عندك حتى تطلب ما ليس عندك ثم قال علي ولد بشر في هذه القرية وكان في أول أمره يتفتى وقد جرح قال حسن المسوحي عن بشر أتيت باب المعافى فدققت فقيل من قلت بشر الحافي فقالت جويوية لو اشتريت نعلا بدانقين ذهب عنك اسم الحافي وقال السلمي كان بشر من أولاد الرؤساء فصحب الفضيل سألت الدارقطني عنه فقال زاهد جبل ثقة ليس يروي إلا حديثا صحيحا قال جعفر النهرواني سمعت بشر بن الحارث يقول إن عوج بن عنق كان يخوض البحر ويحتطب الساج كان أول من دل على الساج وكان يأخذ من البحر حوتا فيشويه في عين الشمس قال إبراهيم الحربي لو قسم عقل بشر على أهل بغداد صاروا عقلاء قلت قد روى لبشر أبو عبد الرحمن [[النسائي]] في مسند علي قيل جاء رجل إلى بشر فقبله وجعل يقول يا سيدي أبا نصر فلما ذهب قال بشر لأصحابه رجل أحب رجلا على خير توهمه لعل المحب قد نجا والمحبوب لا يدري ما حاله مات بشر الحافي رحمة الله عليه يوم الجمعة في شهر ربيع الأول سنة سبع وعشرين ومئتين قبل المعتصم الخليفة بستة أيام وعاش خمسا وسبعين سنة وقد أفرد ابن الجوزي مناقبه في كتاب وفيها مات سهل بن بكار البصري وأبو الوليد الطيالسي الحافظ وسعيد بن منصور صاحب السنن وإسماعيل بن أبي أويس المدني ومحمد بن الصباح الدولابي والهيثم بن خارجة والعلاء بن عمرو الحنفي ومحمد بن عبد الواهب الحارثي وأبو الأحوص محمد بن حيان البغوي قال محمد بن المثنى عن بشر ليس أحد يحب الدنيا إلا لم يحب الموت ومن زهد فيها أحب لقاء مولاه وعنه ما اتقى الله من أحب الشهرة وعنه قال لا تعمل لتذكر اكتم الحسنة كما تكتم السيئة أبو العباس السراج حدثنا محمد بن المثنى حدثنا بشر بن الحارث حدثنا عيسى بن يونس حدثنا هشام بن عروة عن أخيه عن الحارث حدثنا عيسى بن يونس حدثنا هشام بن عروة عن أخيه عن عروة عن عائشة قالت قال رسول الله {{صل}} كنت لك كأبي زرع لأم زرع ثم أنشأ يحدث حديث أم زرع قالت اجتمع إحدى عشرة نسوة القطيعي حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال وجدت في كتاب بشر بن الحارث بخطه عن وكيع عن الأعمش عن جعفر بن إياس عن عبد الله بن شقيق أن أبا ذر رضي الله عنه دعوه إلى طعام فقال إني صائم فرئي من آخر النهار يأكل فقيل له فقال إني أصوم ثلاثة أيام من كل شهر فذلك صيام الدهر
 
===الهيثم بن خارجة===
الهيثم بن خارجة ( خس ) أبو أحمد ويقال أبو يحيى المروذي ثم البغدادي الحافظ حدث عن مالك والليث ويعقوب القمي وحفص بن ميسرة وإسماعيل بن عياش والمعافى بن عمران ومحمد بن أيوب بن ميسرة ويحيى بن حمزة وصدقة بن خالد وخالد بن يزيد بن أبي مالك وطائفة وأصله من خراسان حدث عنه [[أحمد بن حنبل]] وعباس الدوري و[[البخاري]] في صحيحه وأبو زرعة وأبو بكر أحمد بن علي المرزوي وأبو يعلى الموصلي وأبو بكر الصغاني وموسى بن رسحاق ومحمد بن إبراهيم البوشنجي وعبد الله بن أحمد بن حنبل وزحمد بن الحسن الصوفي وآخرون حديثه في الجامع في غزوة الفتح قال أحمد الصوفي حدثنا الهيثم بن خارجة وكان يسمى شعبة الصغير وقال هشام بن عمار كنا نسميه شعبة الصغير وقال يحيى بن معين ثقة وقال [[النسائي]] ليس به بأس وقال صالح جزرة كان يتزهد كان أحمد بن حنبل يثني عليه وكان سيىء الخلق مع المحدثين قال أبو العباس السراج كناه الناس أبا يحيى وكناه أبو يحيى صاعقة بكنيته وقيل هو من مرو الروذ قال ابن سعد والبخاري مات في ذي الحجة سنة سبع وعشرين ومئتين
 
===أبو خالد الفراء===
أبو خالد الفراء الإمام المحدث الصدوق أبو خالد يزيد بن صالح النيسابوري الفراء سمع إبراهيم بن طهمان وأبا بكر النهشلي وقيس بن الربيع وعبد الله بن عمر ومالك بن أنس وخارجة بن مصعب وعدة حدث عنه أحمد بن حفص السلمي ومحمد بن عبد الوهاب الفراء وإسماعيل بن قتيبة وياسين بن النضر والحسن بن سفيان النسوي وعدة قال إسماعيل بن قتيبة كان من أورع مشايخنا وأكثرهم اجتهادا قال الحسن بن سفيان فاتني يحيى بن يحيى التميمي بالوالدة لم تدعني أخرج إليه فعوضني الله بأبي خالد الفراء وكان أسند من يحيى بن يحيى قلت توفي سنة تسع وعشرين ومئتين وفيها مات خلف البزار وثابت بن موسى الزاهد وأحمد بن شبيب الحبطي وإسماعيل بن عبد الله بن زرارة الرقي وخالد بن هياج الهروي وأبو نعيم ضرار بن صرد الكوفي وعبد الله بن محمد المسندي وعمرو بن خالد الحراني ونعيم بن حماد الخزاعي ويحيى ابن عبدويه صاحب شعبة ويحيى بن يوسف الزمي ومحمد بن معاوية النيسابوري وأبو ياسر عمار بن نصر أخبرنا محمد بن عبد السلام عن أبي روح أخبرنا تميم أخبرنا محمد بن عبد الرحمن أخبرنا أبو عمرو بن حمدان حدثنا الحسن بن سفيان حدثنا يزيد بن صالح حدثنا العمري عن نافع عن ابن عمر خرجنا مع رسول الله {{صل}} حجاجا فما أحللنا من شيء حتى أحللنا يوم النحر
 
===الفراء سعد بن يزيد===
الفراء سعد بن يزيد أبو الحسن النيسابوري الفراء
 
عن إبراهيم بن طهمان ومبارك بن فضالة وموسى بن علي بن رباح وابن لهيعة
 
وعنه محمد بن عبد الوهاب وأيوب بن الحسن وداود بن الحسين البيهقي واخرون خاتمتهم الحسن بن سفيان محله الصدق من طبقة الذي قبله سواء
 
===سعدويه===
سعدويه ع سعيد بن سليمان الحافظ الثبت الإمام أبو عثمان الضبي الواسطي البزاز الملقب بسعدويه سكن بغداد ونشر بها العلم ولد سنة بضع وعشرين ومئة وحج بعد الخمسين ورأى بمكة معاوية بن صالح قاضي الأندلس وسمع مبارك بن فضالة وحماد بن سلمة وأزهر بن سنان وسليمان بن كثير العبدي ومنصور بن أبي الأسود وعبد العزيز بن أبي سلمة والليث بن سعد وهشيما وعباد بن العوام وخلقا كثيرا وعنه [[البخاري]] و[[أبو داود]] ومحمد بن يحيى الذهلي وهلال ابن العلاء وإبراهيم الحربي وأبو بكر بن أبي الدنيا وصالح بن محمد جزرة وعثمان بن خرزاد وخلف بن عمر العكبري وأحمد بن يحيى الحلواني واخرون كثيرون قال أبو حاتم ثقة مأمون لعله أوثق من عفان وأما [[أحمد بن حنبل]] فكان يغض منه ولا يرى الكتابة عنه لكونه أجاب في المحنة تقية ويقول صاحب تصحيف ما شئت قال صالح جزرة سمعت سعيد بن سليمان وقيل له لم لا تقول حدثنا فقال كل شيء حدثتكم فقد سمعته ما دلست حديثا قط ليتني أحدث بما قد سمعت وسمعته يقول حججت ستين حجة وقال أبو بكر الخطيب كان سعدويه من أهل السنة وأجاب في المحنة قال أحمد بن عبد الله العجلي قيل لسعدويه بعدما انصرف من المحنة ما فعلتم قال كفرنا ورجعنا قال محمد بن سعد كان سعدويه كثير الحديث ثقة نزل بغداد وتجر بها وتوفي بها في رابع ذي الحجة سنة خمس وعشرين ومئتين وقيل إن سعدويه عاش مئة سنة
 
===سعيد بن سليمان النشيطي===
فأما سعيد بن سليمان النشيطي فشيخ بصري من أقران [[../سعدويه|صاحب الترجمة]] حدث عن حماد بن سلمة وجرير بن حازم وسلم بن زرير وعدة روى عنه أبو حاتم الراوي وأحمد بن داود المكي والعباس بن الفضل الأسفاطي وجماعة قال أبو حاتم وغيره ليس بالقوي وقال أبو حاتم أيضا فيه نظر
 
===فتح الموصلي===
فتح الموصلي الزاهد الولي العابد أبو نصر فتح بن سعيد الموصلي وقد مر فتح الكبير من أقرا 2 ن إبراهيم بن أدهم وكلاهما من كبار المشايخ قيل إن هذا صدع رأسه فسر وقال ابتلاني ببلاء الأنبياء فشكر هذا أن أصلي أربع مئة ركعة وكان يقول رب أفقرتني وأفقرت عيالي بأي وسيلة هذا وإنما تفعل هذا بأوليائك وعنه من أدام النظر بقلبه أورثه ذلك الفرح بالله قال الطفاوي دخلت على فتح الموصلي وهو يوقد في الاجر وكان شريفا من العرب زاهدا قلت حدث عن عيسى بن يونس وغيره روى عنه أبو حفص ابن أخت بشر الحافي وكناه أبا بكر توفي سنة عشرين ومئتين وقيل إنه كان يتقوت بفلس نخالة وقد قدم بغداد زائرا لبشر الحافي فأضافه خبزا وتمرا بنصف درهم
 
===يوسف بن عدي===
يوسف بن عدي ( خس ) ابن زريق بن إسماعيل ويقال ابن عدي بن الصلت الإمام الثقة الحافظ أبو يعقوب التيمي الكوفي مولى تيم الله أخو الحافظ المجود زكريا بن عدي سكن مصر وحدث بها وسكن أخوه بغداد وهما من الكوفة روى عن شريك وأبي الأحوص وعمرو بن أبي المقدام ومالك بن أنس وعبيد الله بن عمرو الرقي وعبد الرحمن بن أبي الزناد وأيوب بن جابر الحنفي وأخيه محمد بن جابر وإسماعيل بن عياش وشهاب بن خراش والدراوردي ومحمد بن الفرات وعبيدة بن الأسود وعدة وعنه [[البخاري]] وعمر بن عبد العزيز بن مقلاص وعلي بن عبد الرحمن علان وأبو زرعة وأبو حاتم وإبراهيم بن عبد الله الختلي وأحمد بن البرقي وأحمد بن يحيى الرقي وإسحاق بن سيار النصيبي وجعفر بن أحمد الغافقي والحسن بن سليمان الفزاري قبيطة والحسن ابن غفير المصري العطار وأبو الزنباع روح بن الفرج والحسين بن حميد العكي وأبو خيثمة علي بن عمرو بن خالد الحراني وأخوه أبو علاثة محمد بن عمرو وأبو الأحوص العكبري ويحيى بن أيوب العلاف ويعقوب الفسوي وخلق كثير قال أبو زرعة ثقة ذهب إلى مصر في التجارة ومات بها وقال ابن حبان في الثقات مات سنة اثنتين وعشرين ومئتين وهذا وهم فقد قال ابن يونس سكن مصر وتوفي بها يوم الثلاثاء لسبع بقين من شهر ربيع الاخر سنة اثنتين وثلاثين قال وكان قد عمي قبل أن يموت بيسير وخلف ولدا يقال له محمد ولد بمصر يروي عن أبيه قلت فهذا الصحيح في وفاته وقيل مات سنة ثلاثين وقيل سنة ثلاث وثلاثين وأما أخو يوسف بن عدي أعني الحافظ زكريا بن عدي فكان أحفظ من يوسف وأجل مات قبل يوسف بعشرين سنة وليس ليوسف في [[صحيح البخاري]] سوى حديث طويل حدث به أبو إسحاق بن الدرجي وأجازه لي عن أبي جعفر الصيلاني وجماعة قالوا أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله أخبرنا ابن ريذة أخبرنا الطبراني حدثنا أحمد بن رشدين حدثنا يوسف بن عدي حدثنا عبد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن المنهال عن سعيد عن ابن عباس قال جاءه رجل فقال يا أبا عباس إني أجد في القرآن أشياء تختلف علي فقد وقع في صدري فقال ابن عباس تكذيب فقال الرجل ما هو تكذيب ولكن اختلاف الحديث
 
===أحمد بن عاصم===
أحمد بن عاصم الزاهد الرباني الولي أبو عبد الله الأنطاكي صاحب مواعظ وسلوك له ترجمة في بضع عشرة ورقة من حلية الأولياء روى عنه أبو زرعة الدمشقي وأحمد بن أبي الحواري وكان يقول غنيمة باردة أصلح فيما بقي يغفر لك ما مضى وقال إذا صارت المعاملة إلى القلب استراحت الجوارح لم أظفر له بتاريخ وفاة ولعله بقي إلى نحو الثلاثين ومئتين
 
===خالد بن خداش===
خالد بن خداش ( مس ) ابن عجلان الإمام الحافظ الصدوق أبو الهيثم المهلبي مولاهم البصري نزيل بغداد حدث عن مالك بن أنس ومهدي بن ميمون وأبي عوانة وحماد بن زيد وبكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة وطائفة حدث عنه مسلم في صحيحه وأحمد بن أبي خيثمة وأبو زرعة وأبو بكر بن أبي الدنيا وعثمان بن خرزاذ وولده محمد بن خالد وخلق سواهم قال أبو حاتم وغيره هو صدوق وقال زكريا الساجي فيه ضعف قلت أبلغ ما نقموا عليه أنه ينفرد بأحاديث عن حماد بن زيد وهذا لا يدل على لينه فإنه لازمه مدة مات في جمادى الاخرة سنة ثلاث وعشرين ومئتين وقد خرج له [[النسائي]] بواسطة
 
===صدقة بن الفضل===
صدقة بن الفضل ( خ ) المروزي الإمام الحافظ القدوة شيخ الإسلام أبو الفضل ولد في حدود الخمسين ومئة وحدث عن أبي حمزة محمد بن ميمون السكري و[[سفيان بن عيينة]] وابن وهب ووكيع وحفص بن غياث وطبقتهم حدث عنه [[البخاري]] وأبو محمد الدارمي ويعقوب الفسوي وأحمد بن منصور زاج وعبيد الله بن واصل البخاري والفقيه محمد بن نصر المروزي وأبو الموجه محمد بن عمرو واخرون وكان إماما حجة صاحب سنة واتباع يقال إنه كان بمرو كالإمام أحمد ببغداد قال العباس بن الوليد النرسي كنا نقول صدقة بن الفضل بخراسان و[[أحمد بن حنبل]] بالعراق توفي صدقة على ما نقله الحافظ أبو القاسم في شيوخ النبل في اخر سنة ثلاث وعشرين ومئتين قال وقيل سنة ست وعشرين وإليه تنسب سكة صدقة بمرو
 
===أبو عبيد===
{{سير أعلام النبلاء/نحويون}}
 
أبو عبيد ( د ) الإمام الحافظ المجتهد ذو الفنون أبو عبيد القاسم بن سلام بن عبد الله
 
كان أبوه سلام مملوكا روميا لرجل هروي يروى أنه خرج يوما وولده أبو عبيد مع ابن أستاذه في المكتب فقال للمعلم علمي القاسم فإنها كيسة
 
مولد أبي عبيد سنة سبع وخمسين ومئة وسمع إسماعيل بن جعفر وشريك بن عبد الله وهشيما وإسماعيل بن عياش و[[سفيان بن عيينة]] وأبا بكر بن عياش وعبد الله بن المبارك وسعيد بن عبد الرحمن الجمحي وعبيد الله الأشجعي وغندرا وحفص بن غياث ووكيعا وعبد الله بن إدريس وعباد بن عباد ومروان بن معاوية وعباد بن العوام وجرير بن عبد الحميد وأبا معاوية الضرير ويحيى القطان وإسحاق الأزرق وابن مهدي ويزيد ابن هارون وخلقا كثيرا إلى أن ينزل إلى رفيقه هشام بن عمار ونحوه وقرأ القران على أبي الحسن الكسائي وإسماعيل بن جعفر وشجاع بن أبي نصر البلخي وسمع الحروف من طائفة وأخذ اللعنة عن أبي عبيدة وأبي زيد وجماعة وصنف التصانيف المونقة التي سارت بها الركبان وله مصنف في القراءات لم أره وهو من أئمة الاجتهاد له كتاب الأموال في مجلد كبير سمعناه بالأتصال وكتاب الغريب مروي أيضا وكتاب فضائل القران وقع لنا وكتاب الطهور وكتاب الناسخ والمنسوخ وكتاب المواعظ وكتاب الغريب المصنف في علم اللسان وغير ذلك وله بضعة وعشرون كتابا حدث عنه نصر بن داود وأبو بكر الصاغاني وأحمد بن يوسف التغلبي والحسن بن مكرم وأبو بكر بن أبي الدنيا والحارث بن أبي أسامة وعلي بن عبد العزيز البغوي ومحمد بن يحيى المروزي وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي وعباس الدوري وأحمد بن يحيى البلاذري واخرون قال ابن سعد كان أبو عبيد مؤدبا صاحب نحو وعربية وطلب للحديث والفقه ولي قضاء طرسوس أيام الأمير ثابت بن نصر الخزاعي ولم يزل معه ومع ولده وقدم بغداد ففسر بها غريب الحديث وصنف كتبا وحدث وحج فتوفي بمكة سنة أربع وعشرين وقال أبو سعيد بن يونس في تاريخه قدم أبو عبيد مصر مع يحيى ابن معين سنة ثلاث عشرة ومئتين وكتب بها وقال علي بن عبد العزيز ولد بهراة وكان أبوه عبدا لبعض أهلها وكان يتولة الأزد قال عبد الله بن جعفر بن درستويه النحوي ومن علماء بغداد المحدثين النحويين على مذهب الكوفيين ورواة اللغة والغريب عن البصريين والعلماء بالقراءات ومن جمع صنوفا من العلم وصنف الكتب في كل فن أبو عبيد وكان مؤدبا لأهل هرثمة وصار في ناحية عبد الله بن طاهر وكان ذا فضل ودين وستر ومذهب حسن روى عن أبي زيد وأبي عبيدة والأصمعي واليزيدي وغيرهم من البصريين وروى عن ابن الأعرابي وأبي زياد الكلابي والأموي وأبي عمرو الشيباني والأحمر نقل الخطيب في تاريخه وغيره أن طاهر بن الحسين حين سار إلى خراسان نزل بمرو فطلب رجلا يحدثه ليلة فقيل ما ها هنا إلا رجل مؤدب فأدخلوا عليه أبا عبيد فوجده أعلم الناس بأيام الناس والنحو واللغة والفقه فقال له من المظالم تركك أنت بهذه البلدة فأعطاه ألف دينار وقال له أنا متوجه إلى حرب وليس أحب استصحابك شفقا عليك فأنفق هذه إلى أن أعود إليك فألف أبو عبيد غريب المصنف وعاد طاهر بن الحسين من ثغر خراسان فحمل معه أبا عبيد إلى سر من رأى وكان أبو عبيد ثقة دينا ورعا كبير الشأن قال ابن درستويه ولأبي عبيد كتب لم يروها قد رأيتها في ميراث بعض الطاهرية تباع كثيرة في أصناف الفقه كله وبلغنا أنه كان إذا ألف كتابا أهداه إلى ابن طاهر فيحمل إليه مالا خطيرا وذكر فصلا إلى أن قال والغريب المصنف من أجل كتبه في اللغة احتذى فيه كتاب النضر بن شميل المسمى بكتاب الصفات بدأ فيه بخلق الإنسان ثم بخلق الفرس ثم بالإبل وهو أكبر من كتاب أبي عبيد وأجود قال ومنها كتابه في الأمثال أحسن تأليفه وكتاب غريب الحديث ذكره بأسانيده فرغب فيه أهل الحديث وكذلك كتابه في معاني القران حدث بنصفه ومات وله كتب في الفقه فإنه عمد إلى مذهب مالك والشافعي فتقلد أكثر ذلك وأتى بشواهده وجمعه من رواياته وحسنها باللغة والنحو وله في القراءات كتاب جيد ليس لأحد من الكوفيين قبله مثله وكتابه في الأموال من أحسن ما صنف في الفقه وأجوده أنبأنا ابن علان أخبرنا الكندي أخبرنا الشيباني أخبرنا الخطيب أخبرنا أبو العلاء القاضي أخبرنا محمد بن جعفر التميمي أخبرنا أبو علي النحوي حدثنا الفسطاطي قال كان أبو عبيد مع ابن طاهر فوجه إليه أبو دلف بثلاثين ألف درهم فلم يقلبها وقال أنا في جنبة رجل ما يحوجني إلى صلة غيره ولا اخذ ما علي فيه نقص فلما عاد ابن طاهر وصله بثلاثين ألف دينار فقال له أيها الأمير قد قبلتها ولكن قد أغنيتني بمعروفك وبرك عنها وقد رأيت أن أشتري بها سلاحا وخيلا وأوجه بها إلى الثغر ليكون الثواب متوفرا على الأمير ففعل قال عبيد الله بن عبد الرحمن السكري قال أحمد بن يوسف إما سمعته منه أو حدثت به عنه قال لما عمل أبو عبيد كتاب غريب الحديث عرض على عبد الله بن طاهر فاستحسنه وقال إن عقلا بعث صاحبه على عمل مثل هذا الكتاب لحقيق أن لا يحوج إلى طلب المعاش فأجرى له عشرة آلاف درهم في الشهر كذا في هذه الرواية عشرة آلاف درهم وروي غيره بمعناه عن الحارث بن أبي أسامة قال حمل غريب أبي عبيد إلى ابن طاهر فقال هذا رجل عاقل وكتب إلى إسحاق بن إبراهيم بأن يجري عليه في كل شهر خمس مئة درهم فلما مات ابن طاهر أجرى عليه إسحاق من ماله ذلك فلما مات أبو عبيد بمكة أجراها على ولده وذكر وفاة ابن طاهر هنا وهم لأنه عاش مدة بعد أبي عبيد وعن أبي عبيد أنه كان يقول كنت في تصنيف هذا الكتاب أربعين سنة وربما كنت أستفيد الفائدة من أفواه الرجال فأضعها في الكتاب فأبيت ساهرا فرحا مني بتلك الفائدة وأحدكم يجيئني فيقيم عندي أربعة أشهر خمسة أشهر فيقول قد أقمت الكثير وقيل إن أول من سمع الغريب من أبي عبيد يحيى بن معين الطبراني سمعت عبد الله بن أحمد يقول عرضت كتاب غريب الحديث لأبي عبيد على أبي فاستحسنه وقال جزاه الله خيرا ووى ابن الأنباري عن موسى بن محمد أنه سمع عبد الله بن أحمد يقول كتب أبي غريب الحديث الذي ألفه أبو عبيد أولا قال عبد الله بن محمد بن سيار سمعت ابن عرعرة يقول كان طاهر ابن عبد الله ببغداد فطمع في أن يسمع من أبي عبيد وطمع أن يأتيه في منزله فلم يفعل أبو عبيد حتى كان هو يأتيه فقدم علي بن المديني وعباس العبنري فأرادا أن يسمعا غريب الحديث فكان يحمل كل يوم كتابه ويأتيهما في منزلهما فيحدثهما فيه قال جعفر بن محمد بن علي بن المديني سمعت أبي يقول خرج أبي إلى [[أحمد بن حنبل]] يعوده وأنا معه فدخل إليه وعنده يحيى بن معين وجماعة فدخل أبو عبيد فقال له يحيى اقرأ علينا كتابك الذي عملته للمأمون غريب الحديث فقال هاتوه فجاؤوا بالكتاب فأخذه أبو عبيد فجعل يبدأ يقرأ الأسانيد ويدع تفسير الغريب فقال أبي دعنا من الإسناد نحن أحذق بها منك فقال يحيى بن معين لأبي دعه يقرأ على الوجه فإن ابنك معك ونحن نحتاج أن نسمعه على الوجه فقال أبو عبيد ما قرأته إلا على المأمون فإن أحببتم أن تقرؤوه فاقرؤوه فقال له ابن المديني إن قرأته علينا وإلا لا حاجة لنا فيه ولم يعرف أبو عبيد علي بن المديني فقال ليحيى من هذا فقال هذا علي بن المديني فالتزمه وقرأه علينا فمن حضر ذلك المجلس جاز أن يقول حدثنا وغير ذلك فلا يقول رواها إبراهيم بن علي الهجيمي عن جعفر قال أبو بكر بن الأنباري كان أبو عبيد رحمه الله يقسم الليل أثلاثا فيصلي ثلثه وينام ثلثه ويصنف الكتب ثلثه قال عبد الله بن أبي مقاتل البلخي عن أبي عبيد دخلت البصرة لأسمع من حماد بن زيد فقدمت فإذا هو قد مات فشكوت ذلك إلى [[عبد الرحمن بن مهدي]] فقال مهما سبقت به فلا تسبقن بتقوى الله وقال أبو حامد الصاغاني سمعت أبا عبيد القاسم بن سلام يقول فعلت بالبصرة فعلتين أرجو بهما الجنة أتيت يحيى القطان وهو يقول أبو بكر وعمر فقلت معي شاهدان من أهل بدر يشهدان أن عثمان أفضل من علي قال من قلت أنت حدثتنا عن شعبة عن عبد الملك بن ميسرة عن النزال بن سبرة قال خطبنا [[ابن مسعود]] فقال أمرنا خير من بقي ولم نأل قال ومن الاخر قلت الزهري
 
عن حميد بن عبد الرحمن عن المسور قال سمعت عبد الرحمن بن عوف يقول شاورت المهاجرين الأولين وأمراء الأجناد وأصحاب رسول الله {{صل}} فلم أر أحدا يعدل بعثمان قال فترك يحيى قوله وقال أبو بكر وعمر وعثمان قال وأتيت عبد الله الخريبي فإذا بيته بيت خمار فقلت ما هذا قال ما اختلف فيه أولنا ولا اخرنا قلت اختلف فيه أولكم واخركم قال من قلت أيوب السختياني عن محمد عن عبيدة قال اختلف علي في الأشربة فمالي شراب منذ عشرين سنة إلا عسل أو لبن أو ماء قال ومن اخرنا قلت عبد الله بن إدريس قال فأخرج كل ما في منزله فأهراقه أبو عبيد قال سمعني ابن إدريس أتلهف على بعض الشيوخ فقال لي يا أبا عبيد مهما فاتك من العلم فلا يفوتنك من العمل الحاكم سمعت أبا الحسن الكارزي سمعت علي بن عبد العزيز سمعت أبا عبيد يقول المتبع السنة كالقابض على الجمر هو اليوم عندي أفضل من ضرب السيف في سبيل الله وعن أبي عبيد قال مثل الألفاظ الشريفة والمعاني الظريفة مثل القلائد اللائحة في الترائب الواضحة قال عباس الدوري سمعت أبا عبيد يقول إني لأتبين في عقل الرجل أن يدع الشمس ويمشي في الظل وبإسنادي إلى الخطيب أخبرنا أحمد بن علي البادا أخبرنا عبد الله بن جعفر الزبيبي حدثنا عبد الله بن العباس الطيالسي سمعت الهلال ابن العلاء الرقي يقول من الله على هذه الأمة بأربعة في زمانهم بالشافعي تفقه بحديث رسول الله {{صل}} وبأحمد ثبت في المحنة لولا ذلك كفر الناس وبيحيى بن معين نفى الكذب عن الحديث وبأبي عبيد فسر الغريب من الحديث ولولا ذلك لاقتحم الناس في الخطأ وقال إبراهيم بن أبي طالب سألت أبا قدامة عن الشافعي وأحمد وإسحاق وأبي عبيد فقال أما أفقههم فالشافعي لكنه قليل الحديث وأما أورعهم فأحمد وأما أحفظهم فإسحاق وأما أعلمهم بلغات العرب فأبو عبيد قال الحسن بن سفيان سمعت إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يقول أبو عبيد أوسعنا علما وأكثرنا أدبا وأجمعنا جمعا إنا نحتاج إليه ولا يحتاج إلينا سمعها الحاكم من أبي الوليد الفقيه سمعت الحسن وقال أحمد بن سلمة سمعت إسحاق بن راهويه يقول الحق يحبه الله عز وجل أبو عبيد القاسم بن سلام أفقه مني وأعلم مني الخطيب في تاريخه حدثني مسعود بن ناصر أخبرنا علي بن بشرى حدثنا محمد بن الحسين الابري سمعت ابن خزيمة سمعت أحمد بن نصر المقرئ يقول قال إسحاق إن الله لا يستحيي من الحق أبو عبيد أعلم مني ومن ابن حنبل والشافعي قال أبو العباس ثعلب لو كان أبو عبيد في بني إسرائيل لكان عجبا وقال أحمد بن كامل القاضي كان أبو عبيد فاضلا في دينه وفي علمه ربانيا مفننا في أصناف علوم الإسلام من القران والفقه والعربية والأخبار حسن الرواية صحيح النقل لا أعلم أحدا طعن عليه في شيء من أمره ودينه وبلغنا عن عبد الله بن طاهر أمير خراسان قال الناس أربعة ابن عباس في زمانه والشعبي في زمانه والقاسم بن معن في زمانه وأبو عبيد في زمانه قال إبراهيم بن محمد النساج سمعت إبراهيم الحربي يقول أدركت ثلاثة تعجز النساء أن يلدن مثلهم رأيت أبا عبيد ما مثلته إلا بجبل نفخ فيه روح ورأيت بشر بن الحارث ما شبهته إلا برجل عجن من قرنه إلى قدمه عقلا ورأيت أحمد بن حنبل فرأيت كأن الله قد جمع له علم الأولين فمن كل صنف يقول ما شاء ويمسك ما شاء قال مكرم بن أحمد قال إبراهيم الحربي كان أبو عبيد كأنه جبل نفخ فيه الروح يحسن كل شيء إلا الحديث صناعة أحمد ويحيى وكان أبو عبيد يؤدب غلاما في شارع بشر ثم اتصل بثابت بن نصر الخزاعي يؤدب ولده ثم ولي ثابت طرسوس ثماني عشرة سنة فولى أبا عبيد قضاء طرسوس ثماني عشرة سنة فاشتغل عن كتابة الحديث كتب في حداثته عن هشيم وغيره فلما صنف احتاج إلى أن يكتب عن يحيى بن صالح وهشام بن عمار وأضعف كتبه كتاب الأموال يجيء إلى باب فيه ثلاثون حديثا وخمسون أصلا عن النبي {{صل}} فيجيء بحديث حديثين يجمعهما من حديث الشام ويتكلم في ألفاظهما وليس له كتاب ك غريب المصنف وانصرف يوما من الصلاة فمر بدار إسحاق الموصلي فقالوا له يا أبا عبيد صاحب هذه الدار يقول إن في كتابك غريب المصنف ألف حرف خطأ فقال كتاب فيه أكثر من مئة ألف يقع فيه ألف ليس بكثير ولعل إسحاق عنده رواية وعندنا رواية فلم يعلم فخطأنا والروايتان صواب ولعله أخطأ في حروف وأخطأنا في حروف فيبقى الخطأ يسيرا وكتاب غريب الحديث فيه أقل من مئتي حرف سمعت والباقي قال الأصمعي وقال أبو عمرو وفيه خمسة وأربعون حديثا لا أصل لها أتي فيها أبو عبيد من أبي عبيدة معمر بن المثنى قال الخطيب فيما أنبأنا ابن علان أخبرنا الكندي عن الشيباني عنه حدثني العلاء بن أبي المغيرة أخبرنا علي بن بقاء أخبرنا عبد الغني الحافظ قال في كتاب الطهارة لأبي عبيد حديثان ما حدث بهما غير أبي عبيد ولا عنه سوى محمد بن يحيى المروزي أحدهما حديث شعبة عن عمرو بن أبي وهب والاخر عبيد الله بن عمر عن المقبري حدث به القطان عن عبيد الله ورواه الناس عن القطان عن ابن عجلان محمد بن يحيى حدثنا أبو عبيد أخبرنا حجاج عن شعبة عن عمرو بن أبي وهب الخزاعي عن موسى بن ثروان عن طلحة بن عبيد الله ابن كريز عن عائشة قالت كان النبي {{صل}} إذا توضأ يخلل لحيته إبراهيم بن أحمد المستملي حدثنا عبد الله بن محمد بن طرخان سمعت محمد بن عقيل سمعت حمدان بن سهل يقول سألت يحيى بن معين عن الكتبة عن أبي عبيد فقال وتبسم مثلي يسأل عن أبي عبيد أبو عبيد يسأل عن الناس لقد كنت عند الأصمعي يوما إذا أقبل أبو عبيد فشق إليه بصره حتى اقترب منه فقال أترون هذا المقبل قالوا نعم قال لن تضيع الدنيا أو الناس ما حيي هذا روى عبد الخالق بن منصور عن ابن معين قال أبو عبيد ثقة وقال عباس بن محمد عن [[أحمد بن حنبل]] أبو عبيد ممن يزداد عندنا كل يوم خيرا وقال [[أبو داود]] أبو عبيد ثقة مأمون وقال أبو قدامة سمعت أحمد بن حنبل يقول أبو عبيد أستاذ وقال الدارقطني ثقة إمام جبل وقال الحاكم كان ابن قتيبة يتعاطى التقدم في علوم كثيرة ولم يرضه أهل علم منها وإنما الإمام المقبول عند الكل أبو عبيد قال عباس الدوري سمعت أبا عبيد يقول عاشرت الناس وكلمت أهل الكلام فما رأيت قوما أوسخ وسخا ولا أضعف حجة من ... ولا أحمق منهم ولقد وليت قضاء الثغر فنفيت ثلاثة جهميين ... وجهميا
 
وقيل كان أبو عبيد أحمر الرأس واللحية بالخضاب وكان مهيبا وقورا قال الزبيدي عددت حروف غريب المصنف فوجدته سبعة عشر ألفا وتسع مئة وسبعين حرفا قلت يريد بالحرف اللفظة اللغوية أخبرنا أبو محمد بن علوان أخبرنا عبد الرحمن بن إبراهيم أخبرنا عبد المغيث بن زهير حدثنا أحمد بن عبيد الله حدثنا محمد بن علي العشاري أخبرنا أبو الحسن الدارقطني أخبرنا محمد بن مخلد أخبرنا العباس الدوري سمعت أبا عبيد القاسم بن سلام وذكر الباب الذي يروي فيه الروية والكرسي موضع القدمين وضحك ربنا وأين كان ربنا فقال هذه أحاديث صحاح حملها أصحاب الحديث والفقهاء بعضهم عن بعض وهي عندنا حق لا نشك فيها ولكن إذا قيل كيف يضحك وكيف وضع قدمه قلنا لا نفسر هذا ولا سمعنا أحدا يفسره قلت قد فسر علماء السلف المهم من الألفاظ وغير المهم وما أبقوا ممكنا وآيات الصفات وأحاديثها لم يتعرضوا لتأويلها أصلا وهي أهم الدين فلو كان تأويلها سائغا أو حتما لبادروا إليه فعلم قطعا أن قراءتها وإمرارها على ما جاءت هو الحق لا تفسير لها غير ذلك فنؤمن بذلك ونسكت اقتداء بالسلف معتقدين أنها صفات لله تعالى استأثر الله بعلم حقائقها وأنهما لا تشبه صفات المخلوقين كما أن ذاته المقدسة لا تماثل ذوات المخلوقين فالكتاب والسنة نطق بها والرسول {{صل}} بلغ وما تعرض لتأويل مع كون الباري قال " لتبين للناس ما نزل إليهم " فعلينا الإيمان والتسليم للنصوص والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم
 
قال عبدان بن محمد المروزي أخبرنا أبو سعيد الضرير قال كنت عند الأمير عبد الله بن طاهر فورد عليه نهي أبي عبيد فأنشأ يقول
 
يا طالب العلم قد مات ابن سلام * وكان فارس علم غير محجام
 
مات الذي كان فينا ربع أربعة * لم يلق مثلهم أستاذ أحكام
 
خير البرية عبد الله أولهم * وعامر ولنعم التلو يا عام
 
هما اللذان أنافا فوق غيرهما * والقاسمان ابن معن وابن سلام
 
ذكر أبا عبيد أبو عمرو الداني في طبقات القراء فقال أخذ القراءة عرضا وسماعا عن الكسائي وعن شجاع وعن إسماعيل بن جعفر وعن حجاج بن محمد وأبي مسهر إلى أن قال وهو إمام أهل دهره في جميع العلوم ثقة مأمون صاحب سنة روى عنه القراءات وراقة أحمد بن إبراهيم وأحمد بن يوسف وعلي بن عبد العزيز ونصر بن داود وثابت بن أبي ثابت قال [[البخاري]] وغيره مات سنة أربع وعشرين ومئتين بمكة قال الخطيب وبلغني أنه بلغ سبعا وستين سنة رحمه الله ولم يتفق وقوع رواية لأبي عبيد في الكتب الستة لكن نقل عنه [[أبو داود]] شيئا في تفسير أسنان الإبل في الزكاة وحكى أيضا عنه البخاري في كتاب أفعال العباد أخبرنا أبو بكر محفوظ بن معتوق البزار سنة اثنتين وتسعين وست مئة أخبرنا عبد اللطيف بن محمد ( ح ) وأخبرنا أحمد بن إسحاق الغرافي أخبرنا عبد العزيز بن باقا قالا أخبرنا أبو زرعة طاهر بن محمد أخبرنا محمد بن الحسين المقومي حضورا أخبرنا الزبير بن محمد الأسدي أخبرنا علي بن محمد بن مهرويه القزويني أخبرنا علي بن عبد العزيز أخبرنا أبو عبيد أخبرنا هشيم أخبرنا منصور عن [[بن سيرين]] عن ابن عمر عن عمر أنه سجد في الحج سجدتين وقال إن هذه السورة فضلت على السور بسجدتين وبه حدثنا أبو عبيد حدثنا ابن أبي زائدة عن الأعمش عن مسلم بن صبيح عن شتير بن شكل عن علي قال لما كان يوم الأحزاب شغلوا النبي {{صل}} عن صلاة العصر فصلاها بين صلاتي العشاء فقال رسول الله {{صل}} شغلونا عن الصلاة الوسطى ملأ الله قبورهم وبيوتهم نارا وبه حدثنا أبو عبيد حدثنا ابن أبي زائدة ويزيد عن هشام عن ابن سيرين عن عبيدة عن علي مثل ذلك أخبرنا أبو سعيد سنقر بن عبد الله الزيني بحلب أخبرنا عبد اللطيف ابن يوسف ( ح ) وأخبرنا أبو جعفر بن علي السلمي أخبرنا عبد الرحمن بن إبراهيم الفقيه سنة ثلاث وعشرين وست مئة قالا أخبرتنا شهدة بنت أحمد الكاتبة أخبرنا طراد بن محمد أخبرنا أبو الحسن أحمد بن علي سنة اثنتي عشرة وأربع مئة أخبرنا حامد بن محمد الهروي حدثنا علي بن عبد العزيز حدثنا أبو عبيد حدثنا عباد بن عباد أخبرنا أبو جمرة عن ابن عباس قال قدم وفد عبد القيس على رسول الله {{صل}} فقالوا يا رسول الله إنا هذا الحي من ربيعة وقد حالت بيننا وبينك كفار مضر فلا نخلص إليك إلا في شهر حرام فمرنا بأمر نعمل به وندعو إليه من وراءنا فقال " امركم بأربع وأنهاكم عن أربع الإيمان بالله ثم فسرها لهم شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وايتاء الزكاة وأن تؤدوا خمس ما غنمتم وأنهاكم عن الدباء والحنتم والنقير والمقير متفق عليه
 
===دار أم سلمة===
دار أم سلمة ( خ ) الإمام الحافظ أبو الحسن أحمد بن حميد الطريثيثي الكوفي ويعرف بدار أم سلمة وكان ختن عبيد الله بن موسى على ابنته سمع عبد الله بن المبارك وعبيد الله الأشجعي وحفص بن غياث ويحيى بن أبي زائدة ومحمد بن فضيل وطبقتهم حدث عنه [[البخاري]] وحنبل بن إسحاق وأبو محمد الدارمي وعباس الدوري ومحمد بن إسماعيل الترمذي واخرون وكان من أعيان الحفاظ بالكوفة قال أبو حاتم ثقة وقال مطين توفي سنة عشرين ومئتين
 
===الرمادي===
الرمادي ( دت ) الإمام المحدث المفيد أبو إسحاق إبراهيم بن بشار الجرجرائي ثم البصري الرمادي صاحب [[سفيان بن عيينة]] روى عن ابن عيينة وأبي معاوية وعثمان بن عبد الرحمن الطرائفي وعبد الله بن رجاء المكي وعدة حدث عنه [[أبو داود]] في سننه وإسماعيل القاضي وتمتام وأحمد بن زهير وأبو مسلم الكجي ويوسف القاضي وأبو خليفة الجمحي وروى [[الترمذي]] عن رجل عنه قال [[البخاري]] يهم في الشيء بعد الشيء وهو صدوق وقال عبد الله بن أحمد سمعت أبي يقول كأن سفيان الذي يروي عنه إبراهيم بن بشار ليس بابن عيينة يعني مما يغرب عنه وقال [[النسائي]] ليس بالقوي وقال ابن معين ليس بشيء وقال ابن عدي سألت الزريقي بالبصرة عنه فقال كان والله أزهد أهل زمانه ثم قال ابن عدي لا أعلم مما أنكر عليه الحديث وصل حديثا مرسلا قال وهو عندنا من أهل الصدق وقال ابن حبان كان متقنا ضابطا صحب سفيان دهرا توفي سنة أربع وقيل سنة سبع وعشرين ومئتين
 
===يحيى بن يحيى===
يحيى بن يحيى ( خ م ت س ) ابن بكر بن عبد الرحمن شيخ الإسلام وعالم خراسان أبو زكريا التميمي المنقري النيسابوري الحافظ كتب ببلده وبالحجاز والعراق والشام ومصر لقي صغارا من التابعين منهم كثير بن سليم وأخذ عنه وعن عبد الله بن جعفر المخرمي ويزيد بن المقدام وزهير بن معاوية ومالك وشريك القاضي وسعير بن الخمس وأبي عقيل يحيى بن المتوكل وسليمان بن بلال والليث بن سعد وعبد الرحمن بن أبي الموال وعطاف بن خالد وإبراهيم بن سعد وابن أبي الزناد والمنكدر بن محمد وداود بن عبد الرحمن العطار ومسلم بن خالد ومعاوية بن عبد الكريم وخلف بن خليفة ويزيد بن زريع وعبثر بن القاسم وأمم سواهم وعنه [[البخاري]] ومسلم وحميد بن زنجويه ومحمد بن نصر المروزي وأحمد بن سيار وعثمان بن سعيد الدارمي ومحمد بن رافع القشيري ومحمد بن يحيى الذهلي وابنه يحيى حيكان وزكريا بن داود الخفاف ومحمد بن عمرو الجرشي وجعفر بن محمد بن الترك ومحمد بن عبد السلام بن بشار وإبراهيم بن علي الذهلي وداود بن الحسين البيهقي وعلي بن الحسين الصفار وخلائق أخبرنا محمد بن عبد السلام الشافعي وزينب بنت عمر قالا أنبأتنا زينب بنت أبي القاسم أخبرنا إسماعيل بن أبي القاسم القارىء أخبرنا عبد الغافر بن محمد الفارسي أخبرنا بشر بن أحمد الإسفراييني حدثنا داود بن الحسين بن عقيل حدثنا يحيى بن يحيى التميمي قال قرأت على مالك عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال كان رسول الله {{صل}} يصلي على راحلته حيث ما توجهت به ولد يحيى بن يحيى سنة اثنتين وأربعين ومئة نقله أبو عمرو المستملي عن أبي الطيب المكفوف صاحب يحيى بن يحيى يحيى بن محمد بن يحيى سمعت إسحاق بن راهوية يقول ما رأيت مثل يحيى بن يحيى ولا أحسب أنه رأى مثل نفسه وقال أبو داود الخفاف سمعت أحمد بن حنبل يقول ما رأى يحيى ابن يحيى مثل نفسه وما رأى الناس مثله رواها أبو عثمان سعيد بن شاذان عنه قال أحمد بن سلمة سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول مات يحيى ابن يحيى يوم مات وهو إمام لأهل الدنيا أبو العباس السراج سمعت الحسين بن عبدش وكان ثقة سمعت محمد بن أسلم يقول رأيت النبي {{صل}} في المنام فقلت عمت أكتب فقال عن يحيى بن يحيى قال خشنام بن سعيد سمعت أحمد بن حنبل يقول كان يحيى بن يحيى عندي إماما ولو كانت عندي نفقة لرحلت إليه محمد بن يعقوب الأخرم سمعت يحيى بن محمد يقول كان أبي يرجع في المشكلات إلى يحيى بن يحيى ويقول هو إمام فيما بيني وبين الله قال أبو الطيب المكفوف سمعت إسحاق يقول لم أكتب عن أحد أوثق في نفسي من يحيى بن يحيى والفضل بن موسى ويحيى أحسن حديثا من [[ابن المبارك]] قلت ولم قال لأن يحيى أخرج من علمه ما كان ينبعي أن يخرجه وأمسك ما كان ينبغي أن يمسك عنه الأثرم سمعت أحمد بن حنبل ذكر يحيى بن يحيى فقال بخ بخ ثم ذكر قتبة فأثنى عليه ثم قال إلا أن يحيى بن يحيى شيء اخر قال ابن محمش أخبرنا أبو عثمان عمرو بن عبد الله البصري حدثنا أبو أحمد الفراء سمعت الحسين بن منصور يقول كنا عند أحمد ابن حنبل فروي حديثا عن سفيان فقلت خالفك يحيى بن يحيى فقال كيف قال يحيى فأخبرته فضرب على حديثه وقال لا خير فيما خالف فيه يحيى بن يحيى قال أبو أحمد الفراء سمعت يحيى بن يحيى وكان إماما وقدوة ونورا للإسلام الحاكم سمعت محمد بن يعقوب الحافظ سمعت مشايخنا يقولون لو عاش يحيى بن يحيى سنتين لذهب حديثه فإنه إذا شك في حديث أرسله هذا في بدء أمره ثم صار إذا شك في حديث تركه ثم صار يضرب عليه من كتابه ابن أبي حاتم أخبرنا عبد الله بن أحمد في كتابه سمعت أبي يذكر يحيى بن يحيى فأثنى عليه خيرا وقال ما أخرجت خراسان بعد ابن المبارك مثله كنا نسميه يحيى الشكاك من كثرة ما كان يشك في الحديث قال عبد الله بن محمد بن مسلم كنت مع أبي عبد الله المروزي فقلت من أدركت من المشايخ على سنة نبيه {{صل}} فقال ما أعلم إلا أن يكون يحيى بن يحيى قال إبراهيم بن أبي طالب قرأ علينا إسحاق عن مشايخه أحاديث وقال حدثنا يحيى بن يحيى وهو أوثق من حدثتكم اليوم عنه قال علي بن الحسن الدارابجردي سمعت يحيى الحماني يقول كنا نعد فقهاء خراسان ثلاثة عبد الله بن المبارك ويحيى بن يحيى واخر قال أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب سمعت الحسين بن منصور قال كنا عند أحمد بن حنبل فروى حديثا عن سفيان فقلت خالفك يحيى بن يحيى فتوقف وقال لا خير فيما يخالف فيه يحيى بن يحيى وقال أبو زرعة سمعت أحمد بن حنبل يقول وذكر يحيى بن يحيى النيسابوري فذكر من فضله وإتقانه أمرا عظيما محمد بن أحمد بن شذرة الخطيب سمعت أبا علي أحمد بن عثمان سمعت محمد بن عزرة يقول قال عبد الله بن أحمد بن حنبل سمعت أبي كثيرا ما يقول وددت أني رأيت يحيى بن يحيى النيسابوري فكنت يوما جالسا أكتب فوقف علي رجل عليه أثر السفر معه عصا وركوة فقال يا بني هذه دار أبي عبد الله قلت نعم قال تراه في البيت قلت من أنت قال أنا يحيى بن يحيى فوثبت مسرورا وأخبرت أبي فأطرق مليا وقال أبلغه مني السلام وقل اتاك الله ثواب ما نويت فرجعت شبه الخجل فقال أستودعك الله يا بني ومضى فهذه حكاية باطلة لم يتم من ذلك شيء وإنما طلب عبد الله بعد موت يحيى بن يحيى وأيضا فما نعلم أن يحيى دخل بغداد الحاكم سمعت محمد بن حامد سمعت أبا محمد المنصوري سمعت محمد بن عبد الوهاب سمعت الحسين بن منصور يقول أراد يحيى بن يحيى الحج فاستأذن عبد الله بن طاهر الأمير فقال أنت من الإسلام بالعروة الوثقى فلا امن أن تمتحن فتصير إلى مكروه فهذا الإذن وهذه النصيحة فقعد وبلغنا أن يحيى أوصى بثياب يدنه لأحمد بن حنبل فلما قدمت على أحمد أخذ منها ثوبا واحدا للبركة ورد الباقي وقال إنه ليس تفصيل ثيابه من زي بلدنا قال محمد بن عبد الوهاب وغيره مات يحيى بن يحيى في أول ربيع الأول سنة ست وعشرين ومئتين وقال أبو عمرو المستملي سمعت أبا أحمد الفراء يقول أخبرني زكريا بن يحيى بن يحيى قال أوصى أبي بثياب جسده لأحمد فأتيته بها في منديل فنظر إليها وقال ليس هذا من لباسي ثم أخذ ثوبا واحدا ورد الباقي قال محمد بن عبد الوهاب وسمعت الحسين بن منصور سمعت عبد الله بن طاهر الأمير يقول رأيت في النوم في رمضان كأن كتابا أدلي من السماء فقيل لي هذا الكتاب فيه اسم من غفر له فقمت فتصفحت فيه فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم يحيى بن يحيى قال الحاكم سمعت أبي سمعت أبا عمور العمروي وإلى البلد يقول بينا أنا نائم ذات ليلة على السطح إذ رأيت نورا يسطع إلى السماء من قبر في مقبرة الحسين كأنه منارة بيضاء فدعوت بغلام لي رام فقلت ارم ذاك القبر الذي يسطع منه النور ففعل فلما أصبحت بكرت بنفسي فإذا النشابة في قبر يحيى بن يحيى رحمة الله عليه قال [[النسائي]] ثقة ثبت وقال أحمد بن سيار المروزي يحيى بن يحيى من موالي بني منقر كان ثقة حسن الوجه طويل اللحية خيرا فاضلا صائنا لنفسه وقال النسائي أيضا يحيى بن يحيى النيسابوري الثقة المأمون قال عثمان بن سعيد الدارمي ذهبت يوما أحكي ليحيى بن يحيى بعض كلام الجهمية لأستخرج منه نقضا عليهم وفي مجلسه يومئذ حسين ابن عيسى البسطامي وأحمد بن الحريش القاضي ومحمد بن رافع وأبو قدامة السرخسي فيما أحسب وغيرهم من المشايخ فزبرني يحيى بغضب وقال اسكت وأنكر على أولئك استعظاما أن أحكي كلامهم وإنكارا وقال نصر بن زكريا بإسبيجاب سمعت محمد بن يحيى الذهلي سمعت يحيى بن معين يقول الذب عن السنة أفضل من الجهاد في سبيل الله فقلت ليحيى الرجل ينفق ماله ويتعب نفسه ويجاهد فهذا أفضل منه قال نعم بكثير قال إبراهيم بن إسحاق الغسيلي حدثني صالح بن أحمد بن حنبل قال لي أبي ما أخرجت خراسان بعد [[ابن المبارك]] مثل يحيى بن يحيى وقال أبو العباس السراج سمعت النبيل أبا الطيب المكفوف وقد جالس يحيى بن يحيى يقول قال لي إسحاق بن راهوية يوما أصبح يحيى ابن يحيى إمام أهل الشرق والغرب قلت لم يكن بخراسان بعده مثله إلا إسحاق ولا بعد إسحاق مثل الذهلي ولا بعد الذهلي كمسلم ولا بعد مسلم كمحمد بن نصر المروزي ولا بعد ابن نصر كابن خزيمة ولا بعده كأبي حامد بن الشرقي ولا بعده كأبي بكر الصبغي
 
===يحيى بن يحيى بن كثير===
يحيى بن يحيى بن كثير ابن وسلاس بن شملال بن منغايا الإمام الكبير فقيه الأندلس أبو محمد الليثي البربري المصمودي الأندلسي القرطبي مولده في سنة اثنتين وخمسين ومئة سمع أولا من الفقيه زياد بن عبد الرحمن شبطون ويحيى بن مضر وطائفة ثم ارتحل إلى المشرق في أواخر أيام مالك الإمام فسمع منه الموطأ سوى أبواب من الاعتكاف شك في سماعها منه فرواها عن زياد شبطون عن مالك وسمع من الليث بن سعد و[[سفيان بن عيينة]] وعبد الله بن وهب وعبد الرحمن بن القاسم العتقي وحمل عن ابن القاسم عشرة كتب سؤالات ومسائل وسمع من القاسم بن عبد الله العمري وأنس بن عياض الليثي ويقال إنه لحق نافع بن أبي نعيم مقرئ المدينة وأخذ عنه وهذا بعيد فإن نافعا مات قبل مالك بعشر سنين ولازم ابن وهب وابن القاسم ثم حج ورجع إلى المدينة ليزداد من مالك فوجده في مرض الموت فأقام إلى أن توفاه الله وشهد جنازته ورجع إلى قرطبة بعلم جم وتصدر للاشتغال وازدحموا عليه وبعد صيته وانتفعوا بعلمه وهديه وسمته وكان كبير الشأن وافر الجلالة عظيم الهيبة نال من الرئاسة والحرمة ما لم يبلغه أحد روى عنه ولده أبو مروان عبيد الله ومحمد بن العباس بن الوليد ومحمد بن وضاح وبقي بن مخلد وصباح بن عبد الرحمن العتقي وخلق سواهم كان أحمد بن خالد بن الحباب الحافظ يقول لم يعط أحد من أهل العلم بالأندلس من الحظوة وعظم القدر وجلالة الذكر ما أعطيه يحيى ابن يحيى وبلغنا أن يحيى بن يحيى الليثي كان عند مالك بن أنس رحمه الله فمر على باب مالك الفيل فخرج كل من كان في مجلسه لرؤية الفيل سوى يحيى بن يحيى فلم يقم فأعجب به مالك وسأله من أنت وأين بلدك ثم لم يزل بعد مكرما له وعن يحيى بن يحيى قال أخذت بركاب الليث فأراد غلامه أن يمنعني فقال الليث دعه ثم قال لي خدمك العلم قال فلم تزل بي الأيام حتى رأيت ذلك وقيل إن عبد الرحمن بن الحكم المرواني صاحب الأندلس نظر إلى جارية له في رمضان نهارا فلم يملك نفسه أن واقعها ثم ندم وطلب الفقهاء وسألهم عن توبته فقال يحيى بن يحيى صم شهرين متتابعين فسكت العلماء فلما خرجوا قالوا ليحيى مالك لم تفته بمذهبنا عن مالك أنه مخير بين العتق والصوم والإطعام قال لو فتحنا له هذا الباب لسهل عليه أن يطأ كل يوم ويعتق رقبة فحملته على أصعب الأمور لئلا يعود قال [[أبو عمر بن عبد البر]] قدم يحيى بن يحيى الأندلس بعلم كثير فعادت فتيا الأندلس بعد عيسى بن دينار الفقيه عليه وانتهى السلطان والعامة إلى رأيه وكان فقيها حسن الرأي وكان لا يرى القنوت في الصبح ولا في سائر الصلوات ويقول سمعت الليث بن سعد يقول سمعت يحيى ابن سعيد الأنصاري يقول إنما قنت رسول الله {{صل}} نحوا من أربعين يوما يدعو على قوم ويدعو لاخرين قال وكان الليث لا يقنت ثم قال [[ابن عبد البر]] وخالف يحيى بن يحيى مالكا في اليمين مع الشاهد فلم ير القضاء به ولا الحكم وأخذ بقول الليث بعد سعد قال وكان يرى جواز كراء الأرض بجزء مما يخرج منها على مذهب الليث ويقول هي سنة رسول الله {{صل}} في خيبر وقضى برأي أمينين إذا لم يوجد في أهل الزوجين حكمان يصلحان لذلك قال أبو عمر وكان يحيى بن يحيى إمام أهل بلده والمقتدى به منهم والمنظور إليه والمعول عليه وكان ثقة عاقلا حسن الهدي والسمت يشبه في سمته بسمت مالك قال ولم يكن له بصر بالحديث قلت نعم ما كان من فرسان هذا الشأن بل كان متوسطا فيه رحمه الله قال ابن الفرضي كان يفتي برأي مالك وكان إمام وقته وواحد بلده وكان رجلا عاقلا قال محمد بن عمر بن لبابة فقيه الأندلس عيسى بن دينار وعالمها عبد الملك بن حبيب وعاقلها يحيى بن يحيى ثم قال ابن الفرضي في تاريخه وكان يحيى بن يحيى ممن أتهم ببعض الأمر في الهيج يعني في القيام والإنكار على أمير الأندلس قال فهرب إلى طليطلة ثم استأمن فكتب له الحكم الأمير المعروف بالربضي أمانا فرد إلى قرطبة قال عبد الله بن محمد بن جعفر رأيت يحيى بن يحيى نازلا عن دابته ماشيا إلى الجامع يوم جمعة وعليه عمامة ورداء متين وأنا أحبس دابة أبي قال أبو القاسم بن بشكوال الحافظ كان يحيى بن يحيى مجاب الدعوة فقد أخذ نفسه في هيئته ومقعده هيئة مالك الإمام بالأندلس فإنه عرض عليه قضاء الجماعة فامتنع فكان أمير الأندلس لا يولي أحدا القضاء بمدائن إقليم الأندلس إلا من يشير به يحيى بن يحيى فكثر لذلك تلامذة يحيى بن يحيى وأقبلوا على فقه مالك ونبذوا ما سواه نقل غير واحد وفاة يحيى بن يحيى في شهر رجب سنة أربع وثلاثين ومئتين وبعضهم قال في سنة ثلاث والأول أصح أخبرنا بكتاب الموطأ الإمام المعمر مسند المغرب أبو محمد عبد الله بن محمد بن هارون الطائي كتابة من مدينة تونس قال أخبرنا القاضي أبو القاسم أحمد بن يزيد بن بقي المالكي قراءة عليه في سنة عشرين وست مئة قال أخبرنا محمد بن عبد الحق القرطبي قراءة قال أخبرنا الإمام محمد بن فرج مولى ابن الطلاع قال أخبرنا القاضي أبو الوليد يونس ابن عبد الله بن مغيث سماعا أخبرنا أبو عيسى يحيى بن عبد الله بن يحيى ابن يحيى بن يحيى اليثي قراءة وتوفي في رجب سنة سبع وستين وثلاث مئة قال أخبرنا عم أبي الفقيه أبو مروان عبيد الله بن يحيى بن يحيى وتوفي في رمضان سنة ثمان وتسعين ومئتين قال أخبرنا أبي قال حدثنا مالك بن أنس سوى فوته من الاعتكاف فذكر الموطأ
 
===أبو الجهم===
أبو الجهم الشيخ المحدث الثقة أبو الجهم العلاء بن موسى بن عطية الباهلي البغدادي صاحب ذاك الجزء العالي وإنما ذكرته لشهرته كغيره من المعمرين ولم أستوعبهم سمع من عبد العزيز بن الماجشون حديثا نسى سنده ومن الليث ابن سعد وسوار بن مصعب وعبد القدوس أراه ابن حبيب و[[سفيان بن عيينة]] والهيثم بن عدي وغيرهم حدث عنه إسحاق بن سنين الختلي وأحمد بن علي الأبار وأبو القاسم البغوي قال أبو بكر الخطيب كان صدوقا مات ببغداد في أول سنة ثمان وعشرين ومئتين قلت كان من أبناء الثمانين سمعنا نسخته من نيف وستين نفسا سمعوها من أصحاب أبي الوقت السجزي بسماعه من محمد أبي مسعود الفارسي عن ابن أبي شريح عن البغوي عنه واخر من رواها في الدنيا أبو العباس بن الشحنة الصالحي فعمر بعد أن سمع الجزء سبعا وتسعين سنة قرأت على عبد الحافظ بن بدران أخبرك موسى بن عبد القادر والحسين بن المبارك قالا أخبرنا عبد الأول بن عيسى أخبرنا محمد بن عبد العزيز الفارسي أخبرنا عبد الرحمن بن أبي شريح أخبرنا أبو القاسم البغوي حدثنا أبو الجهم حدثنا الليث عن نافع أن عبد الله بن عمر قال كان رسول الله {{صل}} ينهي إذا كان ثلاثة نفر أن يتناجى اثنان دون واحد رواه مسلم عن قتيبة عن ليث
 
===يحيى بن عبد الحميد بن عبد الرحمن===
يحيى بن عبد الحميد ابن عبد الرحمن بن ميمون بن عبد الرحمن الحافظ الإمام الكبير أبو زكريا بن المحدث الثقة أبي يحيى الحماني الكوفي صاحب المسند الكبير ولد نحو الخمسين ومئة وحدث عن أبيه وأبوه من أصحاب الأعمش وعن عبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل وهذا أكبر شيخ له ومندل بن علي وعبد الله بن جعفر المخرمي وأبي عوانة وشريك وسليمان بن بلال وقيس بن الربيع وأبي إسرائيل الملائي وعبد الله بن المبارك وهشيم وفضيل ابن عياض وعبد الواحد بن زياد وخالد بن عبد الله وحشرج بن نباته وإبراهيم بن سعد وحماد بن زيد وعلي بن مسهر و[[سفيان بن عيينة]] وخلق وعنه أبو قلابة وأبو حاتم وعلي بن عبد العزيز البغوي وأحمد ابن يحيى الحلواني وأبو بكر بن أبي الدنيا ومحمد بن أيوب الرازي ومحمد ابن إبراهيم البوشنجي وأبو حصين محمد بن الحسين الوادعي ومطين وموسى بن إسحاق الأنصاري ومحمد بن إبراهيم السراج وعثمان بن خرزاذ وأبو القاسم البغوي والحسين بن إسحاق التستري وخلق كثير قال الأثرم سمعت القعنبي يقول رأيت رجلا طويلا شابا في مجلس ابن عيينة فقال ابن عيينة من يسأل لأهل الكوفة ثم قال أين ابن الجماني فقام فقال من أنت فانتسب له فقال نعم كان أبوك جليسنا عند مسعر فجعل يسأل وقال إبراهيم بن بشار رأيت عند ابن عيينة جماعة من البصريين يتذاكرون الحديث فتحول سفيان للكوفة أتى إلى ناحية أهل الكوفة فقال أين ابن ادم أين ابن الحماني عبد الحميد وروى ابن عدي عن طريف بن عبيد الله الموصلي قال كأني أنظر إلى يحيى الحماني شيخ ضعيف أعور اليسرى منحني العنق يقول حدثنا شريك وقال محمد بن عبد الرحمن السامي الهروي سئل أحمد بن حنبل عن يحيى الحماني فسكت فلم يقل شيئا وقال الميموني ذكرالحماني عند أحمد فقال ليس بأبي غسان بأس ومرة ذكره فنفض يده وقال لا أدري وقال مطين سألت [[أحمد بن حنبل]] عنه قلت له تعرفه لك به علم فقال كيف لا أعرفه قلت أكان ثقة قال أنتم أعرف بمشايخكم وقال محمد بن إبراهيم البوشنجي حدثنا يحيى الحماني حدثنا أحمد بن حنبل حدثنا إسحاق الأزرق فذكر حديثا في الإبراد بالظهر قال حنبل قدمت من الكوفة فقلت لأبي عبد الله حدثنا يحيى الحماني عن أبي عبد الله بحديث إسحاق الأزرق فقال ما أعلم أني حدثته به فلعله حفظه على المذاكرة وكذا سأل المروذي أحمد فأنكر أن يكون حدثه وقال قولوا لهارون الحمال يضرب على حديث يحيى الحماني وقال أبو عبيد الاجري عن أبي داود قال حدث يحيى الحماني عن أحمد بحديث إسحاق الأزرق فأنكره فقال يحيى حدثنا أحمد على باب ابن علية فقال أحمد ما سمعناه من إسحاق إلا بعد موت إسماعيل ثم قال [[أبو داود]] كان حافظا سألت أحمد عنه فقال ألم تره قلت بلى قال إنك إذا رأيته عرفته وقيل كان يتشيع فقال أبو داود سألته عن حديث لعثمان فقال لي تحب عثمان قال عبد الله بن أحمد قلت لأبي إن ابني أبي شيبة يقدمون بغداد فما ترى فيهم فقال قد جاء ابن الحماني إلى ها هنا فاجتمع عليه الناس وكان يكذب جهارا ابن شيبة على كل حال يصدق وقلت لأبي عن حديث إسحاق فقال كذب ما سمعته من الأزرق إلا بعد ذلك أنا لم أعلم تلك الأيام أن هذا حديث غريب حتى سألني عنه هؤلاء الشباب وقال أبي ما كان أجراه وقال ما زلنا نعرفه أنه يسرق الأحاديث أو يتلقضها أو يتلقطها وقال قد طلب وسمع ولو اقتصر على ما سمع لكان له فيه كفاية وقال عبد الله بن أحمد حدث أيضا عن قريش بن حيان عن بكر بن وائل عن [[الزهري]] عن عطاء بن يزيد عن أبي أيوب عن النبي {{صل}} في الأظفار وقريش مات قبل أن يدخل الحماني البصري وإنما سمعه من وكيع عن قريش وقال الأثرم قلت لأبي عبد الله ما تقول في ابن الحماني فقال ليس هو واحدا ولا اثنين ولا ثلاثة ولا أربعة يحكون عنه ثم قال الأمر فيه أعظم من ذلك وحمل عليه حملا شديدا في أمر الحديث وذكرته لأبي عبد الله مرة فقال ابن الحماني ليس الان عليه قياس أمر ذاك عظيم أو كما قال ورأيته شديد الغيظ عليه وقال عبد الله بن أحمد قلت لأبي بلغني أن ابن الحماني حدث عن شريك عن هشام عن أبيه عن عائشة أن النبي {{صل}} كان يعجبه النظر إلى الحمام فأنكروه عليه فرجع عن رفعه فقال أبي هذا كذب إنما كنا نعرف بهذا حسين بن علوان يقولون وضعه على هشام قال [[البخاري]] كان أحمد وعلي يتكلمان في يحيى الحماني وقال مرة رماه أحمد وابن نمير أحمد بن يوسف السلمي سمعت علي بن المديني يقول أدركت ثلاثة يحدثون بما لا يحفظون يحيى بن عبد الحميد وعبد الأعلى السامي ومعتمر بن سليمان ابن عدي أخبرنا عبدان قال قال ابن نمير الحماني كذاب فقيل لعبدان سمعته منه قال لا وقال مطين سألت محمد بن عبد الله بن نمير عن يحيى الحماني فقال هو ثقة هو أكبر من هؤلاء كلهم فاكتب عنه وقال محمد بن عبد الله بن عمار يحيى الحماني سقط حديثه قال الحسين بن إدريس فقيل لابن عمار فما علته قال لم يكن لأهل الكوفة حديث جيد غريب ولا لأهل المدينة ولا لأهل بلد حديث جيد غريب إلا رواه فهذا يكون هكذا وقال الجوزجاني يحيى بن عبد الحميد ساقط متلون ترك حديثه فلا ينبعث وقال ابن خزيمة سمعت الذهلي يقول ذهب كالأمس الذاهب وقال محمد بن المسيب الأرغياني سمعت محمد بن يحيى يقول اضربوا على حديثه بستة أقلام وقال أبو يحيى صاعقة كنا إذا قعدنا إلى الحماني تبين لنا منه بلايا وقال أحمد بن محمد بن صدقة وأبو شيخ عن زياد بن أيوب دلوية سمعت يحيى بن عبد الحميد يقول مات معاوية على غير ملة الإسلام قال أبو شيخ قال دلويه كذب عدو الله أحمد بن سعيد بن مسعود المروزي عن أبيه سمعت عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي يقول قدمت الكوفة فنزلت بالقرب من ابن الحماني فذاكرته بأحاديث سمعتها بالبصرة ومن أحاديث سليمان بن بلال وكان يستغربها ويقول ما سمعت هذا من سليمان ثم أودعته كتبي وختمت عليها فلما رجعت وجدت الخواتيم قد كسرت فقلت ما شأن هذه الكتب قال ما أدري وجدت تلك الأحاديث التي ذاكرته بها عن سليمان قد أدخلها في مصنفاته فقلت سمعت من سليمان بن بلال قال نعم وقال ابن خراش حدثنا محمد بن يحيى عن عبد الله بن عبد الرحمن قال أودعت كتبي يحيى الحماني وكان فيها حديث خالد الواسطي عن عمرو بن عون وفيها حديث سليمان بن بلال عن بحيى بن حسان وكنت قد سمعت منه المسند ولم يكن فيه من حديثهما شيء فقدمت فإذا كتبي على خلاف ما تركتها عنده وإذا قد نسخ حديث خالد وسليمان ووضعه في المسند قال محمد بن يحيى ما أستحل الرواية عنه أخبرنا العقيلي حدثنا سليمان بن داود القطان بالري سمعت عبد الله بن عبد الرحمن قال قدمت الكوفة حاجا وأودعت يحيى كتبا لي فلما رجعت جحدها وأنكر فرفقت به فلم ينفع قال فصايحته واجتمع الناس علينا فقام إلي وراقه فأخذ بيدي فنحاني وقال إن أمسكت تخلصت فأمسكت فإذا الوراق قد جاءني بالكتب وكانت مشدودة في خرقة ولبد فإذا الشد مغير فنظرت في الأجزاء فإذا فيها علامات بالحمرة ولم يكن نظر فيها أحد وإذا أكثر العلامات على مروان الطاطري عن سليمان بن بلال وعبد العزيز الدراوردي فافتقدت منها جزأين وقال [[النسائي]] ليس بثقة وقال مرة ضعيف وأما يحيى بن معين فروى عنه عباس أبو يحيى الحماني ثقة وابنه ثقة وقال أحمد بن زهير عنه يحيى الحماني ثقة وروى عنه عثمان بن سعيد صدوق مشهور ما بالكوفة مثله ما يقال فيه إلا من حسد وقال أبو حاتم سألت ابن معين عنه فأجمل القول فيه وقال ما له كان يسرد مسنده أربعة آلاف سردا وحديث شريك ثلاثة آلاف وخمس مئة كمثل وذكر أبو حاتم نحو عشرة آلاف ثم قال كان أحد المحدثين وقال عن ابن معين عبد الخالق بن منصور صدوق ثقة وقال أحمد بن منصور الرمادي هو عندي أوثق من أبي بكر بن أبي شيبة وما يتكلمون فيه إلا من الحسد قلت الجرح مقدم وأحمد والدارمي بريئان من الحسد قال عثمان بن سعيد كان يحيى الحماني فيه غفلة لم يقدر أن يصون نفسه كما يفعل أصحاب الحديث ربما يجيء رجل فيفتري عليه وفي رواية فيسبه وربما يلطمه وقال أحمد بن زهير عن ابن معين ما كان بالكوفة في أيامه رجل يحفظ معه وهؤلاء يحسدونه قلت بل ينصفونه وأنت فما أنصفت ابن صالح المصري قال البغوي كنا على باب يحيى الحماني فجاء يحيى بن معين على بغلته فسأله أصحاب الحديث أن يحدثهم فأبى وقال جئت مسلما عن أبي زكريا فدخل ثم خرج فسألوه عنه فقال ثقة ابن ثقة وكذلك روى توثيقه عن ابن معين مطين وأحمد بن أبي يحيى وعبد الله بن الدورقي وغيرهم حتى قال محمد بن أبي هارون الهمذاني سألته عنه فقال ثقة وأبوه ثقة فقلت يقولون فيه قال يحسدونه هو والله الذي لا إله إلا هو ثقة العقيلي عن علي بن عبد العزيز سمعت يحيى الحماني يقول لقوم غرباء في مجلسه من أين أنتم فأخبروه فقال سمعتم ببلدكم أحدا يتكلم في ويقول إني ضعيف في الحديث لا تسمعوا كلام أهل الكوفة فإنهم يحسدوني لأني أول من جمع المسند وقد تقدمتهم في غير شيء قال علي بن حكيم ما رأيت أحدا أحفظ لحديث شريك من يحيى الحماني قلت لا ريب أنه كان مبرزا في الحفظ كما كان سليمان الشاذكوني ولكنه أصون من الشاذكوني ولم يقل أحد قط إنه وضع حديثا بل ربما كان يلتقط أحادث ويدعي روايتها فيرويها على وجه التدليس ويوهم أنه سمعها وهذا قد دخل فيه طائفة وهو أخف من افتراء المتون قال أبو حاتم الرازي لم أر من المحدثين من يحفظ ويأتي بالحديث على لفظ واحد ولا يغيره سوى قبيصة وأبي نعيم في حديث الثوري وسوى يحيى الحماني في حديث شريك وعلي بن الجعد في حديثه قال أبو أحمد بن عدي ليحيى الحماني مسند صالح ويقال إنه أول من صنف المسند بالكوفة وأول من صنف المسند بالبصرة مسدد وأول من صنف المسند بمصر أسد السنة وهو أقدم منهما موتا والحماني يقال إن الدارمي أودعه كتبا فسرق منها أحاديث وتكلم فيه أحمد وابن المديني قال ويحيى حسن الثناء عليه إلى أن قال ابن عدي ولم أر في مسنده وأحاديثه أحاديث مناكير وأرجو أنه لا بأس به قال شيخنا أبو الحجاج وجده ميمون ويقال عبد الرحمن بن ميمون يلقب بشمين قلت وقد تواتر توثيقه عن يحية بن معين كما قد تواتر تجريحه عن الإمام أحمد مع ما صح عنه من تكفير صاحب ولا رواية له في الكتب الستة تجنبوا حديثه عمدا لكن له ذكر في [[صحيح مسلم]] في ضبط اسم فقال عقيب حديث سليمان بن بلال عن ربيعة عن عبد الملك بن سعيد بن سويد عن أبي حميد أو أبي أسيد قال قال رسول الله {{صل}} إذا دخل أحدكم المسجد فليقل اللهم افتح لي أبواب رحمتك وذكر الحديث ثم قال سمعت يحيى بن يحيى يقول كتبت هذا الحديث من كتاب سليمان بن بلال قال وبلغني أن يحيى الحماني يقول وأبو أسيد قد وقع لي من عوالي الحماني فأخبرني أبو المعالي أحمد بن إسحاق بمصر أخبرنا الفتح بن عبد الله الكاتب أخبرنا هبة الله بن الحسين الحاسب أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن النقور حدثنا عيسى بن علي الوزير إملاء حدثنا أبو القاسم البغوي حدثنا يحيى بن عبد الحميد حدثنا شريك حدثنا منصور حدثنا ربعي قال حدثنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال أما إني سمعت النبي {{صل}} يقول لا تكذبوا علي فمن كذب علي متعمدا فليلج النار أخبرنا أبو الفضل أحمد بن هبة الله بن تاج الأمناء بقراءتي أخبرنا عبد المعز بن محمد في كتابه أخبرنا تميم بن أبي سعيد سماعا في سنة تسع وعشرين وخمس مئة أخبرنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن أخبرنا أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان الحيري سنة أربع وسبعين وثلاث مئة قال أخبرنا أبو يعلى أحمد بن علي الموصلي بها سنة ست وثلاث مئة قال حدثنا يحيى بن عبد الحميد حدثنا قيس بن الربيع عن زياد بن علاقة عن عمارة بن أوس رضي الله عنه وكان قد صلى القبلتين جميعا قال إني لفي منزلي إذا مناد ينادي على الباب إن النبي {{صل}} قد حول القبلة فأشهد على إمامنا والرجال والنساء والصبيان لقد صلوا إلى ها هنا يعني بيت المقدس وإلى ها هنا يعني الكعبة وقرأت على أبي سعيد سنقر الحلبي بها أخبركم عبد اللطيف بن يوسف أخبرنا أبو الحسين عبد الحق بن عبد الخالق أخبرنا علي بن محمد أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحمامي أخبرنا عبد الباقي بن قانع حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا يحيى الحماني حدثنا قيس عن زياد بن علاقة عن عمارة بن أوس وكان ممن صلى القبلتين قال إني في منزلي إذ ناداني مناد على الباب إن النبي {{صل}} قد حول القبلة إلى الكعبة هذا حديث غريب من الأفراد العوالي أخبرنا عبد الحافظ بن بدران أخبرنا موسى بن عبد القادر أخبرنا ابن البناء أخبرنا ابن البسري أخبرنا المخلص حدثنا عبد الله حدثنا يحيى الحماني حدثنا عبد العزيز بن محمد عن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن جده قال قال رسول الله {{صل}} أبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعثمان في الجنة وعلي في الجنة وطلحة في الجنة والزبير في الجنة وابن عوف في الجنة وسعد في الجنة وسعيد في الجنة وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة قال البخاري ومطين ومعاوية بن صالح والبغوي مات يحيى الحماني سنة ثمان وعشرين ومئتين زاد مطين في رمضان بالعسكر وكان لا يخضب وقال البغوي في رمضان أيضا قال وكان أول من مات بسامراء عن المحدثين الذين أقدموا وكان لا يخضب وقد كتبت عنه قلت أخطأ من قال إنه توفي سنة خمس وعشرين فأما والده فهو [[../أبو يحيى الحماني|أبو يحيى الحماني]]
 
===أبو يحيى الحماني===
أبو يحيى الحماني ( خدت ق ) أصله من خوارزم ولقبه بشمين ولد بعد العشرين ومئة وحدث عن الأعمش وبريد بن عبد الله بن أبي بردة وطلحة بن يحيى التيمي وطلحة بن عمرو المكي وأبي حنيفة والحسن بن عمارة وعدة روى عنه ابنه وأحمد بن عمر الوكيعي والحسن بن علي الحلواني ومحمد بن عاصم الثقفي وعباس الدوري وأحمد بن عبد الحميد الحارثي والحسن بن علي بن عفان واخرون كثير وكان من علماء الحديث وثقه يحيى بن معين وقال [[النسائي]] ليس بالقوي وقال [[أبو داود]] كان داعية إلى الإرجاء قال هارون مات سنة اثنتين ومئتين
 
===النظام===
{{سير أعلام النبلاء/معتزلة}}
 
النظام شيخ المعتزلة صاحب التصانيف أبو إسحاق إبراهيم بن سيار مولى ال الحارث بن عباد الضبعي البصري المتكلم تكلم في القدر وانفرد بمسائل وهو شيخ الجاحظ وكان يقول إن الله لا يقدر على الظلم ولا الشر ولو كان قادرا لكنا لا نأمن وقع ذلك وإن الناس يقدرون على الظلم وصرح بأن الله لا يقدر على إخراج أحد من جهنم وأنه ليس يقدر على أصلح مما خلق. قلت القرآن والعقل الصحيح يكذبان هؤلاء ويزجرانهم عن القول بلا علم ولم يكن النظام ممن نفعه العلم والفهم وقد كفره جماعة وقال بعضهم كان النظام على دين البراهمة المنكرين للنبوة والبعث ويخفي ذلك وله نظم رائق وترسل فائق وتصانيف جمة منها كتاب الطفرة وكتاب الجواهر والأعراض وكتاب حركات أهل الجنة وكتاب الوعيد وكتاب النبوة وأشياء كثيرة لا توجد ورد أنه سقط من غرفة وهو سكران فمات فى خلافة المعتصم أو الواثق سنة بضع وعشرين ومئتين
 
وكان في هذا الوقت العلامة المتكلم أحد مشايخ الجهمية إبراهيم ابن الحافظ إسماعيل ابن علية البصري
 
===أبو الهذيل العلاف===
{{سير أعلام النبلاء/معتزلة}}
 
أبو الهذيل العلاف ورأس المعتزلة أبو الهذيل محمد بن الهذيل البصري العلاف صاحب التصانيف الذي زعم أن نعيم الجنة وعذاب النار ينتهي بحيث إن حرمات أهل الجنة تسكن وقال حتى لا ينطقون بكلمة وأنكر الصفات المقدسة حتى العلم والقدرة وقال هما الله وأن لما يقدر الله عليه نهاية وآخرا وأن للقدرة نهاية لو خرجت إلى الفعل فإن خرجت لم تقدر على خلق ذرة أصلا وهذا كفر وإلحاد وقيل إن المأمون قال لحاجبه من بالباب قال أبو الهذيل وعبد الله بن أبان الخارجي وهشام بن الكلبي فقال ما بقي من رؤوس جهنم إلا من حضر ولم يكن أبو الهذيل بالتقي حتى لنقل أنه سكر مرة عند صديقه فراود غلاما له فرماه بتور فدخل في رقبته وصار كالطوق فاحتاج إلى حداد يفكه وكان أخذ الاعتزال عن عثمان بن خالد الطويل تلميذ واصل بن عطاء الغزال وطال عمر أبي الهذيل وجاوز التسعين وانقلع في سنة سبع وعشرين ومئتين ويقال بقي إلى سنة خمس وثلاثين أخذ عنه علي بن ياسين وغيره من المعتزلة
 
===هشام بن الحكم الكوفي===
هشام بن الحكم وكان في هذا الحين المتكلم البارع هشام بن الحكم الكوفي الرافضي المشبه المعثر وله نظر وجدل وتواليف كثيرة
 
قال [[ابن حزم]] جمهور متكلمي الرافضة كهشام بن الحكم وتلميذه أبي علي الصكاك وغيرهما يقولون بأن علم الله محدث وأنه لم يعلم شيئا في الأزل فأحدث لنفسه علما قال وقال هشام بن الحكم في مناظرته لأبي الهذيل إن ربه طوله سبعة أشبار بشبر نفسه قال وكان داود الجواربي من كبار متكلميهم يزعم أن ربه لحم ودم على صورة الآدمي قال ولا يختلفون في رد الشمس لعلي مرتين ومن قول كلهم إن القرآن مبدل زيد فيه ونقص منه إلا الشريف المرتضى وصاحبيه قال النديم هو من أصحاب جعفر الصادق هذب المذهب وفتق الكلام في الإمامة وكان حاذقا حاضر الجواب ثم سرد أسماء كتبه منها في الرد على المعتزلة وفي التوحيد وغير ذلك
 
===ضرار بن عمرو===
{{سير أعلام النبلاء/معتزلة}}
 
ضرار بن عمرو نعم ومن رؤوس المعتزلة ضرار بن عمرو شيخ الضرارية فمن نحلته قال يمكن أن يكون جميع الأمة في الباطن كفارا لجواز ذلك على كل فرد منهم ويقول الأجسام إنما هي أعراض مجتمعة وإن النار لا حر فيها ولا في الثلج برد ولا في العسل حلاوة وإنما يخلق ذلك عند الذوق واللمس وقال المروذي قال [[أحمد بن حنبل]] شهدت على ضرار بن عمرو عند سعيد بن عبد الرحمن فأمر بضرب عنقه فهرب وقال حنبل دخلت على ضرار ببغداد وكان مشوها وبه فالج وكان معتزليا فأنكر الجنة والنار وقال اختلف فيهما هل خلقتا بعد أم لا فوثب عليه أصحاب الحديث وضربوه وقال أحمد بن حنبل إنكار وجودهما كفر قال تعالى " النار يعرضون عليها غدوا وعشيا " قال أحمد فهرب قالوا أخفاه يحيى بن خالد حتى مات قلت هذا يدل على موته في زمن الرشيد فأما حكاية جنيد فيكون حكاها عن أحمد وأيضا فإن حفصا الفرد الذي كفره الشافعي في مناظرته من تلامذة ضرار قال [[ابن حزم]] كان ضرار ينكر عذاب القبر وقال أبو همام السكوني شهد قوم على ضرار بأنه زنديق فقال سعيد قد أبحت دمه فمن شاء فليقتله قال فعزلوا سعيدا من القضاء فمر شريك القاضي ورجل ينادي من أصاب ضرارا فله عشرة آلاف فقال شريك الساعة خلفته عند يحيى البرمكي أراد شريك أن يعلم أنهم ينادون عليه وهو عندهم قلت لمثل هذا تكلم الناس في دين البرامكة وضرار أكبر من هؤلاء المتعاصرين وله تصانيف كثيرة تؤذن بذكائه وكثرة اطلاعه على الملل والنحل ومنهم المتكلم البارع
 
===أبو المعتمر===
{{سير أعلام النبلاء/معتزلة}}
 
أبو المعتمر معمر بن عمرو وقيل ابن عباد البصري السلمي مولاهم العطار المعتزلي وكان يقول في العالم أشياء موجودة لا نهاية لها ولا لها عند الله عدد ولا مقدار فهذا ضلال يرده قوله تعالى " وأحصى كل شيء عددا " وقال " وكل شيء عنده بمقدار " ولذلك قامت عليه المعتزلة بالبصرة ففر إلى بغداد واختفى عند إبراهيم ابن السندي وكان يزعم أن الله لم يخلق لونا ولا طولا ولا عرضا ولا عمقا ولا رائحة ولا حسنا ولا قبحا ولا سمعا ولا بصرا بل ذلك فعل الأجسام بطباعها فعورض بقوله تعالى " خلق الموت والحياة " فقال المراد خلق الإماتة والإحياء وقال النفس ليست جسما ولا عرضا ولا تلاصق شيئا ولا تباينه ولا تسكن وكان بينه وبين النظام مناظرات ومنازعات وله تصانيف في الكلام وهلك فيما ورخه محمد بن إسحاق النديم سنة خمس عشرة ومئتين ومنهم
 
===هشام بن عمرو===
{{سير أعلام النبلاء/معتزلة}}
 
هشام بن عمرو أبو محمد الفوطي المعتزلي الكوفي مولى بني شيبان صاحب ذكاء وجدال وبدعة ووبال أخذ عنه عباد بن سلمان وغيره ونهى عن قول حسبنا الله ونعم الوكيل وقال لا يعذب الله كافرا بالنار ولا يحيي أرضا بمطر ولا يهدي ولا يضل ويقول يعذبون في النار لا بها ويحيي الأرض عند المطر لا به وأن معنى نعم الوكيل أي المتوكل عليه قال المبرد قال رجل لهشام الفوطي كم تعد من السنين قال من واحد إلى أكثر من ألف قال لم أرد هذا كم لك من السن قال اثنان وثلاثون سنا قال كم لك من السنين قال ما هي لي كلها لله قال فما سنك قال عظم قال فابن كم أنت قال ابن أم وأب قال فكم أتى عليك قال لو أتى علي شيء لقتلني قال ويحك فكيف أقول قال قل كم مضى من عمرك قلت هذا غاية ما عند هؤلاء المتقعرين من العلم عبارات وشقاشق لا يعبأ الله بها يرحفون بها الكلم عن مواضعه قديما وحديثا فنعوذ بالله من الكلام وأهله
 
===عيسى بن صبيح===
{{سير أعلام النبلاء/معتزلة}}
 
ومنهم أبو موسى عيسى بن صبيح الملقب بالمرداز البصري من كبار المعتزلة أرباب التصانيف الغزيرة أخذ عن بشر بن المعتمر وتزهد وتعبد وتفرد بمسائل ممقوته وزعم أن الرب يقدر على الظلم والكذب ولكن لا يفعله وقال بكفر من قال القران قديم وبكفر من قال أفعالنا مخلوقه وقال برؤية الله وكفر من أنكرها حتى إن رجلا قال له فالجنة التي عرضها السماوات والأرض لا يدخلها إلا أنت وثلاثة فسكت ذكره قاضي حماة شهاب الدين إبراهيم في كتاب الفرق وأنه مات سنة ست وعشرين ومئتين
 
===الوليد بن أبان الكرابيسي===
{{سير أعلام النبلاء/معتزلة}}
 
منهم الوليد بن أبان الكرابيسي المتكلم أحد الأئمة قال المحدث أحمد بن سنان القطان كان خالي فلما حضرته الوفاة قال لبنيه هل تعلمون أحدا أعلم بالكلام مني قالوا لا قال فتتهموني قالوا لا قال فإني أوصيكم بما عليه أصحاب الحديث فإني رأيت الحق معهم لست أعني الرؤساء منهم ولكن هؤلاء الممزقين
 
===جعفر بن مبشر الثقفي===
{{سير أعلام النبلاء/معتزلة}}
 
ومنهم جعفر بن مبشر الثقفي المتكلم أبو محمد البغدادي الفقيه البليغ كان مع بدعته يوصف بزهد وتأله وعفة وله تصانيف جمة وتبحر في العلوم صنف كتاب الأشربة وكتابا في السنن وكتاب الاجتهاد وكتاب تنزيه الأنبياء وكتاب الحجة على أهل البدع وكتاب الإجماع ما هو وكتاب الرد على المشبهة والجهمية والرافضة والرد على أرباب القياس وكتاب الاثار الكبير وأشياء مفيدة ذكره محمد بن إسحاق النديم وأنه توفي سنة أربع وثلاثين ومئتين وله أخ متكلم معتزلي يقال له حبيش بن مبشر دون جعفر في العلم
 
===جعفر بن حرب الهمذاني===
{{سير أعلام النبلاء/معتزلة}}
 
ومنهم العلامة أبو الفضل جعفر بن حرب الهمذاني المعتزلي العابد كان من نساك القوم وله تصانيف يقال إنه حضر عند الواثق للمناظرة ثم حضرت الصلاة فتقدم الواثق فصلى بهم وتنحى جعفر فنزع خفه وصلى وحده وكان قريبا من يحيى بن كامل فجعلت دموع ابن كامل تسيل خوفا على جعفر من القتل فكاشر عنها الواثق فلما خرجوا قال له ابن أبي دواد إن هذا السبع لا يحتملك على ما صنعت فإن عزمت عليه فلا تحضر المجلس قال لا أريد الحضور فلما كان المجلس الاتي تأملهم الواثق قال اين الشيخ الصالح قال ابن أبي دواد إن به السل ويحتاد أن يضطجع قال فذاك قال محمد النديم وتوفي سنة ست وثلاثين ومئتين عن نحو ستين سنة وله كتاب متشابه القرآن وكتاب الاستقصاء وكتاب الرد على أصحاب الطبائع وكتاب الأصول
 
===الإسكافي===
{{سير أعلام النبلاء/معتزلة}}
 
و[[../جعفر بن حرب الهمذاني|له]] من التلامذة الإسكافي وهو العلامة أبو جعفر محمد بن عبد الله السمرقندي ثم الإسكافي المتكلم وكان أعجوبة في الذكاء وسعة المعرفة مع الدين والتصون والنزاهة وكان في صباه خياطا وكان يحب الفضيلة فيأمره أبواه بلزوم المعيشة فضمه جعفر بن حرب إليه وكان يبعث إلى أمه في الشهر بعشرين درهما بدلا من كسبه فبرع في الكلام وبقي المعتصم معجبا به كثيرا فأدناه وأجزل عطاءه وكان إذا ناظر أصغى إليه وسكت الحاضرون ثم ينظر المعتصم إليهم ويقول من يذهب عن هذا الكلام والبيان ويقول يا محمد اعرض هذا المذهب على الموالي فمن أبى فعرفني خبره لأنكل به ذكر له النديم مصنفات عدة منها نقض كتاب حسين النجار وكتاب الرد على من أنكر خلق القران وكتاب تفضيل على وكان يتشيع مات سنة أربعين ومئتين فلما بلغ محمد بن عيسى برغوث موته سجد فمات بعده بأشهر
 
===عباد بن سلمان البصري===
{{سير أعلام النبلاء/معتزلة}}
 
ومنهم العلامة أبو سهل عباد بن سلمان البصري المعتزلي من أصحاب هشام الفوطي يخالف المعتزلة في أشياء اخترعها لنفسه وكان أبوعلي الجبائي يصفه بالحذق في الكلام ويقول لولا جنونه. وله كتاب إنكار أن يخلق الناس أفعالهم وكتاب تثبيت دلالة الأعراض وكتاب إثبات الجزء الذي لا يتجزأ
 
===عيسى بن الهيثم الصوفي===
{{سير أعلام النبلاء/معتزلة}}
 
ومنهم العلامة أبو موسى عيسى بن الهيثم الصوفي من كبار المعتزلة يخالفهم في أشياء وعنه أخذ ابن الراوندي الملحد وله تواليف توفي سنة خمس وأربعين ومئتين
 
===يوسف بن عبيد الله الشحام===
{{سير أعلام النبلاء/معتزلة}}
 
ومنهم العلامة أبو يعقوب يوسف بن عبيد الله الشحام البصري صاحب أبي الهذيل العلاف مؤلف كتاب الاستطاعة على المجبرة وكتاب الإرادة وكتاب كان ويكون وكتاب دلالة الأعراض وغير ذلك وعنه أخذ أبو علي الجبائي وكان مشرف ديوان الخراج في دولة المواثق
 
===أحمد بن الحسين الضرير===
{{سير أعلام النبلاء/معتزلة}}
 
ومنهم أبو مخالد أحمد بن الحسين الضرير الفقيه المتكلم المعتزلي أحد الأذكياء صنف في خلق القران وكان ذا زهد وورع ويسمى الداعية أرخ وفاته ابن كامل في سنة ثمان وستين ومئتين وكان الناس يغشون مجلسه أخذ عن جعفر بن مبشر وله مناظرة مع دواد الظاهري بحضرة الموفق في خبر الواحد ولما ناظر داود قطعه فقال داود أصلح الله الأمير قد أهلك أبو مخالد الناس فقال الموفق قد قطعك بنفس قولك هذا لأن الله عندك هو الذي أهلك الناس فكيف يهلكهم أبو مخالد فأفحم داود
 
===محمد بن النعمان الأحول===
{{سير أعلام النبلاء/معتزلة}}
 
ومن قدمائهم الأستاذ أبو جعفر محمد بن النعمان الأحول عراقي شيعي جلد يلقبه الشيعة بمؤمن الطاق يعد من أصحاب جعفر بن محمد صنف كتاب الإمامة وكتاب الرد على المعتزلة وكتاب طلحة وعائشة وكتاب المعرفة وكتاب في أيام [[هارون الرشيد]]
 
===الحسين بن محمد بن عبد الله النجار===
{{سير أعلام النبلاء/معتزلة}}
 
ومنهم النجار الأستاذ أبو عبد الله الحسين بن محمد ابن عبد الله النجار أحد كبار المتكلمين وقيل كان يعمل الموازين وله مناظرة مع النظام فأغضب النظام فرفسه فيقال مات منها بعد تعلل ذكر النديم أسماء تصانيف النجار منها إثبات الرسل وكتاب القضاء والقدر وكتاب اللطف والتأييد وكتاب الإرادة الموجبة وأشياء كثيرة
 
===برغوث===
{{سير أعلام النبلاء/معتزلة}}
 
ومنهم برغوث وهو رأس البدعة أبو عبد الله محمد بن عيسى الجهمي أحد من كان يناظر الإمام أحمد وقت المحنة صنف كتاب الاستطاعة وكتاب المقالات وكتاب الاجتهاد وكتاب الرد على جعفر بن حرب وكتاب المضاهاة قيل توفي سنة أربعين ومئتين وقيل سنة إحدى وأربعين
 
===أبو عبد الرحمن الشافعي===
{{سير أعلام النبلاء/معتزلة}}
 
ومنهم أبو عبد الرحمن الشافعي المتكلم من كبار الأذكياء ومن أعيان تلامذة أبي عبد الله الشافعي الإمام اسمه أحمد بن بحيى بن عبد العزيز نسب إلى شيخه قال الحافظ أبو بكر كان يقول من فاتته صلاة عن وقتها عمدا فإنه لا يمكنه أن يقضيها أصلا لأن وقتها شرط وقد عدم كمن فاته الوقوف بعرفة لا يمكنه أن يقضيه قلت جمهور الأمة على أنه لا بد من قضائها وأن قضاءها لا ينفي عنه الإثم إلا بتوية منه أخذ عن أبي عبد الرحمن الشافعي الفقيه داود الظاهري وغيره وكان حيا في حدود الثلاثين ومئتين ومن رؤوس المعتزلة البغداديين العلامة أبو موسى الفراء مات سنة ست وعشرين ومئتين أرخه المسعودي ومنهم ابن كيسان الأصم قديم تخرج به إبراهيم ابن علية في الكلام ومنهم جعفر بن حرب وجعفر بن مبشر وأبو غفار وحسين النجار والرقاش وأبو سعيد بن كلاب وقاسم بن الخليل الدمشقي صاحب التفسير وثمامة بن أشرس النميري وأشباههم ممن كان ذكاؤهم وبالا عليهم ثم بينهم من الاختلاف والخباط أمر لا يخفى على أهل التقوى فلا عقولهم اجتمعت ولا اعتنوا بالاثار النبوية كما اعتنى أئمة الهدى " فأي الفريقين أحق بالأمن "
 
===إبراهيم بن مهدي المصيصي===
إبراهيم بن مهدي المصيصي بغدادي صاحب حديث مرابط روى عن حماد بن زيد وحماد الأبح وأبي المليح الرقي وإبراهيم بن سعد وعدة وعنه [[أبو داود]] و[[أحمد بن حنبل]] وابن أبي الدنيا ويعقوب بن شيبة وعباس الدوري وعبد الكريم الديرعاقولي واخرون وثقه أبو حاتم قال ابن قانع مات سنة خمس وعشرين ومئتين
 
===إبراهيم بن محمد المهدي===
{{سير أعلام النبلاء/عباسيون}}
 
إبراهيم بن المهدي الأمير الكبير أبو إسحاق الملقب بالمبارك إبراهيم بن أمير المؤمنين محمد بن أبي جعفر الهاشمي العباسي الأسود ويعرف باليتنن للونه وضخامته كان فصيحا بليغا عالما أديبا شاعرا رأسا في فن الموسيقى ويقال له ابن شكلة وهي أمه حدث عن المبارك بن فضالة وحماد الأبح روى عنه ولده هبة الله وحميد بن فروة وأحمد بن الهيثم وغيرهم قال علي بن المغيرة الأثرم حدثنا إبراهيم أنه ولي إمرة دمشق أعواما لم يقطع فيها على أحد طريق وحدثت أن الافة في قطع الطريق من دعامة ونعمان ويحيى بن أرميا اليهودي البلقاوي وأنهم لم يضعوا يدهم في يد عامل فكاتبتهم فتاب دعامة وحلف النعمان بالأيمان أنه لا يؤذي مهما وليت وطلب ابن أرميا أمانا ليأتي ويناظر فأجبته فقدم شاب أشعر أمعر في أقبية ديباج ومنطقة وسيف محلى فدخل على الخضراء فسلم دون البساط فقلت اصعد قال إن للبساط ذماما أخاف أن يلزمني جلوسي عليه وما أدري ما تسومني قلت أسلم وأطع قال أما الطاعة فأرجو ولا سبيل إلى الإسلام فما عندك إن لم أسلم قلت لا بد من جزيه قال أعفني قلت كلا قال فأنا منصرف على أماني فأذنت له وأمرتهم أن يسقوا فرسه فلما رأى ذلك دعا بدابة غلامه وترك فرسه وقال لن اخذ شيئا ارتفق منكم فأحاربكم عليه فاستحييت وطلبته فلما دخل قلت الحمد لله ظفرت بك بلا عهد قال وكيف قلت لأنك انصرفت من عندي وقد عادت قال شرطك أن تصرفني إلى مأمني فإن كان دارك مأمني فلست بخائف وإن كان مأمني أرضي فردني فجهدت به أن يؤدي جزية على أن أهبه في السنة ألفي دينار فأبى وذهب فأسعر الدنيا شرا وحمل مال من مصر فتعرض له فكتب النعمان إلي فأمرته بمحاربته فسار النعمان ووافاه اليهودي في جماعته فسأله النعمان الانصراف فأبى وقال بارزني وإن شئت برزت وحدي إليك وإلى جندك فقال النعمان يا يحيى ويحك أنت حدث قد بليت بالعجب ولو كنت من أنفس قريش لما أمكنك معارة السلطان وهذا الأمير هو أخو الخليفة وأنا وإن افترقنا في الدين أحب أن لا يقتل على يدي فارس فإن كنت تحب السلامة فابرز إلي ولا يبتلى بنا غيرنا فبرز له العصر فما زالا في مبارزة إلى الليل فوقف كل منهما على فرسه متكئا على رمحه فنعس النعمان فطعنه اليهودي فيقع سنان رمحه في المنطقة فدارت وصار السنان يدور معها فاعتنقه النعمان وقال أغدرا يا ابن اليهودية فقال أو محارب ينام يا ابن الأمة فاتكأ عليه العمان فسقط فوقه وكان النعمان ضخما فصار فوقه فذبح اليهودي وبعث إلي برأسه فاطمأنت البلاد ثم ولي بعدي عمي سليمان فانتهبه أهل دمشق وسبوا حرمه قال الخطيب بويع إبراهيم بالخلافة زمن المأمون فحارب الحسن ابن سهل فهزمه إبراهيم ثم أقبل لحربه حميد الطوسي فهزم جمع إبراهيم واختفى إبراهيم زمانا إلى أن ظفر به المأمون فعفا عنه وفيه يقول دعبل
 
نفر ابن شكلة بالعراق وأهلها * وهفا إليه كل أطلس مائق
 
إن كان إبراهيم مضطلعا بها * فلتصلحن من بعده لمخارق
 
وكان مخارق مغني وقته قال ابن ماكولا ولد إبراهيم سنة 162 قلت فعلى هذا لم يدرك مبارك بن فضالة قال الخطبي بايعوه ببغداد ولقب بالمبارك وقيل المرضي في أول سنة اثنتين ومئتين فغلب على الكوفة وبغداد والسواد فلما أشرف المأمون على العراق ضعف إبراهيم قال وركب إبراهيم بأبهة الخلافة إلى المصلى يوم النحر فصلى بالناس وهو ينظر إلى عسكر المأمون وأطعم الناس بالقصر ثم استتر قال وظفر المأمون به سنة عشر ومئتين فعفا عنه وبقي عزيزا قال أبو ملحم قال إبراهيم بن المهدي حين أدخل على المأمون ذنبي أعظم من عذر وعفوك أعظم من أن يتعاظمه ذنب وقيل إنه لما اعتذر وكان ذلك بعد توثبه بثماني سنين عفا عنه وقال ها هنا يا عم ها هنا يا عم وقد أخرج ابن عساكر في ترجمته حديثا لأحمد بن الهيثم حدثنا إبراهيم بن المهدي حدثنا حماد الأبح والظاهر أن هذا المصيصي قال إبراهيم الحربي نودي في سنة ثمان ومئتين أن أمير المؤمنين قد عفا عن عمه إبراهيم وكان إبراهيم حسن الوجه حسن الغناء حسن المجلس رأيته على حمار فقبل القواريري فخذه وعن منصور بن المهدي قال كان أخي إبراهيم إذا تنحنح طرب من يسمعه فإذا غنى أصغت الوحوش حتى تضع رؤوسها في حجره فإذا سكت هربت وكان إذا غنى لم يبق أحد إلا ذهل وقال ابن الفضل بن الربيع ما اجتمع أخ وأخت أحسن غناء من إبراهيم بن المهدي وأخته علية قال ثمامة بن أشرس قال لي المأمون قد عزمت على تقريع عمي فحضرت فجيء بإبراهيم مغلولا قد تهدل شعره على عيينة فسلم فقال المأمون لا سلم الله عليك أكفرا بالنعمة وخروجا علي فقال يا أمير المؤمنين إن القدرة تذهب الحفيظة ومن مد له في الاغترار هجمت به الأناة على التلف وقد رفعك الله فوق كل ذنب كما وضع كل ذي ذنب دونك فإن تعاقب فبحقك وإن تعف فبفضلك قال إن هذين يعني ابنه العباس والمعتصم يشيران بقتلك قال أشارا عليك بما يشار به على مثلك في مثلي والملك عقيم ولكن تأبى لك أن تستجلب نصرا إلا من حيث عودك الله وأنا عمك والعم صنو الأب وبكى فتغرغرت عينا المأمون وقال خلوا عن عمي ثم أحضره ونادمه وما زال به حتى ضرب له بالعود وقيل إن أحمد بن خالد الوزير قال يا أمير المؤمنين إن قتلته فلك نظراء وإن عفوت لم يكن لك نظير توفي إبراهيم في رمضان سنة أربع وعشرين ومئتين
 
===الجرمي===
{{سير أعلام النبلاء/نحويون}}
 
الجرمي إمام العربية أبو عمر صالح بن إسحاق الجرمي البصري النحوي صاحب التصانيف وكان صادقا ورعا خيرا وقد أخذ العربية عن سعيد الأخفش واللغة عن يونس بن حبيب وأبي عبيدة وحدث عن يزيد بن زريع وعبد الوارث بن سعيد روى عنه أحمد بن ملاعب وأبو خليفة الجمحي وجماعة وحصل له بالأدب دنيا واسعة وحشمة قال أبو نعيم الحافظ قدم أصبهان مع فيض بن محمد الثقفي فأعطاه يوم مقدمه عشرة آلاف درهم وكان يصله كل شهر بألف قال المبرد كان الجرمي أثبت القوم في كتاب سيبويه وعليه قرأت الجماعة وكان عالما باللغة حافظا لها وكان جليلا في الحديث والأخبار وكان أغوص على الاستخراج من المازني وإليهما أنتهى علم النحو في زمانهما قلت قدم الجرمي بغداد وناظر الفراء ومقدمته في النحو مشهورة تعرف بالمختصر وله كتاب الأبنية وكتاب العروض وكتاب غريب سيبويه وغير ذلك توفي سنة خمس وعشرين ومئتين رحمه الله
 
===أبو دلف===
أبو دلف صاحب الكرج وأميرها القاسم بن عيسى العجلي حدث عن هشيم وغيره وعنه محمد بن المغيرة الأصبهاني وكان فارسا شجاعا مهيبا سائسا شديد الوطأة جوادا ممدحا مبذرا شاعرا مجودا له أخبار في حرب بابك وولي إمرة دمشق للمعتصم وقد دخل وهو أمرد على الرشيد فسلم فقال لا سلم الله عليك أفسدت الجبل علينا يا غلام قال فأنا أصلحه أفسدته يا أمير المؤمنين وأنت علي أفأعجز عن صلاحه وأنت معي فأعجبه وولاه الجبل فلما خرج قال أرى غلاما يرمي من وراء همة بعيدة ومن جيد نظمه
 
أيها الراقد المؤرق عيني * نم هنيئا لك الرقاد اللذيذ
 
علم الله أن قلبي مما * قد جنت مقلتاك فيه وقيذ
 
وقيل إنه فرق في يوم أموالا عظيمة وأنشد لنفسه
 
كفاني من مالي دلاص وسابح * وأبيض من صافي الحديد ومغفر
 
وله أخبار في الكرم والفروسية وكان موته ببغداد في سنة خمس وعشرين ومئتين وفي ذريته أمراء وعلماء
 
===العيشي===
العيشي ( دتس ) الإمام العلامة الثقة أبو عبد الرحمن عبيد الله بن محمد بن حفص ابن عمر بن موسى بن عبيد الله بن معمر القرشي التيمي البصري الأخباري الصادق ويعرف بابن عائشة وبالعيشي لأنه من ولد عائشة بنت طلحة بن عبيد الله ولد بعد الأربعين ومئة وسمع حماد بن سلمة وجويرية بن أسماء ومهدي بن ميمون وأبا هلال الراسبي ووهيب بن خالد وأبا عوانة وعبد الواحد بن زياد وعبد العزيز بن مسلم وهشام بن زياد و[[ابن المبارك]] حدث عنه [[أبو داود]] وبواسطة [[الترمذي]] و[[النسائي]] و[[أحمد بن حنبل]] وأبو زرعة وابن أبي الدنيا وعثمان بن خرزاذ وإبراهيم الحربي وأبو عبد الله البوشنجي وأبو القاسم البغوي وخلق كثير قال أبو حاتم وغيره صدوق في الحديث وكان عنده عن حماد ابن سلمة تسعة آلاف حديث وقال أبو داود كان طلابا للحديث عالما بالعربية وأيام الناس لولا ما أفسد نفسه وهو صدوق وقال زكريا الساجي قرف بالقدر وكان بريئا منه وكان من سادات أهل البصرة غير مدافع كريما سخيا قلت سمعنا نسخة العيشي بالإجازة ووقع لنا بالاتصال من عواليه أخبرنا أبو المعالي الأبرقوهي أخبرنا الفتح بن عبد الله أخبرنا هبة الله بن أبي شريك أخبرنا أبو الحسين بن النقور أخبرنا عيسى بن علي حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا عبد الأعلى بن حماد وعلي بن الجعد وأبو نصر التمار وكامل بن طلحة وعبيد الله العيشي قالوا حدثنا حماد ابن سلمة عن أبي العشراء عن أبيه قال قلت يا رسول الله أما تكون الذكاء إلا من اللبة والحلق فقال رسول الله {{صل}} لو طعنت في فخذها لأجزأ عنك أنبأنا المؤمل بن محمد أخبرنا الكندي أخبرنا القزاز أخبرنا الخطيب أخبرنا عمر بن إبراهيم أخبرنا مقاتل بن محمد العكي سمعت إبراهيم بن إسحاق المروزي المعروف بالحربي يقول ما رأيت مثل ابن عائشة فقيل له رأيت أحمد وابن معين وإسحاق تقول هذا قال نعم بلغ الرشيد سنا أخلاقه فأحضره فعدد محاسنه ويقول هو بفضل الله وفضل أمير المؤمنين فلما أن صمت الرشيد قال وما هو أحسن من هذا قال ما هو يا عم قال المعرفة بقدري والقصد في أمري قال أحسنت أحمد بن كامل حدثنا أسد بن الحسن قال سأل رجل في المسجد فأعطاه العيشي مطرفا وقال ثمنه أربعون دينارا فلا تخدع عنه فباعه فعرف أنه مطرف العيشي فاشتراه ابن عم له ورده إليه قال يعقوب بن شيبة أنفق العيشي على إخوانه أربع مئة ألف دينار في الله حتى التجأ إلى بيع سقف بيته قال إبراهيم نفطويه قيل إن العيشي كان يمسك بيمينه شاة وبيساره شاة إلى أن تسلخا ثم قال نفطويه وكان من سراة الناس جودا وحفظا ومحادثة قال البغوي مات في شهر رمضان سنة ثمان وعشرين ومئتين
 
===النضر بن عبد الجبار===
النضر بن عبد الجبار ( دسق ) ابن نضير الإمام القدوة العابد الحافظ أبو الأسود المرادي مولاهم البصري الكاتب الشروطي كاتب الحكم لقاضى مصر لهيعة بن عيسى بن لهيعة روى عن ابن لهيعة تصانيفه والليث بن سعد ونافع بن يزيد وبكر بن مضر ومفضل بن فضالة وعدة حدث عنه أبو عبيد ويحيى بن معين وأحمد بن صالح والربيع الجيزي وأبو بكر الصاغاني ومحمد بن عوف وأبو حاتم ويعقوب الفسوي والمقدام بن داود ويحيى بن عثمان السهمي وخلق سواهم وقال يحيى بن معين شيخ صدق كان راوية ابن لهيعة وقال أبو حاتم شيخ صدوق عابد شبهته بالقعنبي وقال [[النسائي]] ليس به بأس قلت له أخوان فاضلان روح وعبد الله وقال أبو سعيد بن يونس توفي لخمس بقين من ذي الحجة سنة تسع عشرة ومئتين وصلى عليه هارون القاضي قال وكان مولده في سنة خمس وأربعين ومئة خرج له [[أبو داود]] والنسائي و[[بن ماجة]]
 
===اللاحقي===
اللاحقي الإمام الثقة الحافظ علي بن عثمان بن عبد الحميد بن لاحق اللاحقي البصري من علماء الحديث بالبصرة حدث عن حماد بن سلمة وداود بن أبي الفرات وجويرية بن أسماء وأبي عوانة وعبد الواحد بن زياد وطبقتهم حدث عنه محمد بن يحيى الذهلي وأبو زرعة وأبو حاتم وأحمد بن علي الأبار وإبراهيم بن فهد الساجي ومعاذ بن المثنى وخلق وحدث عنه من الكبار عفان بن مسلم قال أبو حاتم ثقة وأما ابن خراش فقال فيه اختلاف قلت يكنى أبا الحسن مات بالبصرة في سنة ثمان وعشرين ومئتين ومات فيها أبو نصر التمار وداود بن عمرو الضبي وحباب بن حبلة صاحب مالك وأحمد بن عمران الأخنسي ويحيى بن عبد الحميد الحماني ومحمد بن جعفر الوركاني ومسدد بن مسرهد ومات في رمضان فيها بشار بن موسى الخفاف وحاجب بن الوليد ببغداد ونعيم بن الهيصم وعبيد الله العيشي ومحمد بن أبي بلال الأشعري ومحمد بن عمران بن أبي ليلى وإسحاق بن بشر الكاهلي وسلم بن قادم وإبراهيم بن زياد سبلان ومحمد بن حسان السمتي وأحمد بن محمد بن أيوب ومحمد بن مصعب الدعاء العابد وأبو الجهم العلاء بن موسى الباهلي
 
===علي بن عثام===
علي بن عثام ( م ) ابن علي الإمام الحافظ القدوة شيخ الإسلام أبو الحسن الكلابي العامري الكوفي نزيل نيسابور سمع حماد بن زيد وشريكا القاضي وعبد السلام بن حرب وفضيل بن عياض وداود الطائي و[[ابن المبارك]] و[[سفيان بن عيينة]] وأباه عثام بن علي ومالك بن أنس وغندرا وعبد الله بن إدريس وعددا كثيرا سمع منه يحيى بن يحيى وإسحاق بن راهوية وحدث عنه الذهلي وأيوب بن الحسن وأحمد بن سعيد الدارمي وعلي بن سلمة اللبقي وسلمة بن شبيب وأبو حاتم الرازي وأبو أحمد الفراء وخلق سواهم وحدث مسلم في صحيحه عن رجل عنه قال أبو حاتم ثقة قال الحاكم في تاريخه أديب فقيه حافظ زاهد واحد عصره لا يحدث إلا بالجهد وأكثر ما أخذ عنه الحكايات والزهديات والتفسير والجرح والتعديل قال محمد بن عبد الوهاب الفراء ما رأيت في العسرة مثل علي بن عثام وكان يقول الناس لا يؤتون من حلم يجيء الرجل فيسأل فإذا أخذ غلط ويجىء الرجل فيصحف ويجيء الرجل يأخذ ليماري ويجيء الرجل يأخذ ليباهي وليس علي أن أعلم هؤلاء إلا من يهتم لأمر دينه قال وسمعت عليا وكان من أفصح الناس يقول دفت إلينا دافة من بني هلال فخرج صبي فقال يا أبة إن فلانا دفعني في حومة الماء قلت يا بني ما حومة الماء قال بعثطه قلت وما بعثطه قال مجمة الماء قلت وما مجمة الماء فقال كلمة لم أحفظها وقد بعث ابن طاهر إلى علي بن عثام ليحضر مجلسه فأبى فأعفاه ثم خرج من نيسابور سنة 225 فحج وذهب إلى طرسوس فأقام بها وبها توفي سنة ثمان وعشرين ومئتين رحمه الله
 
===أبو نصر التمار===
أبو نصر التمار ( مس ) عبد الملك بن عبد العزيز بن عبد الملك بن ذكوان بن يزيد ويقال إن جده هو الحارث والد بشر بن الحارث الحافي الإمام الثقة الزاهد القدوة القشيري مولاهم النسوي الدقيقي التمار نزيل بغداد مولده عام مقتل أبي مسلم الخراساني وارتحل في طلب العلم بعد الستين ومئة فأخذ عن جرير بن حازم وسعيد بن عبد العزيز التنوخي وحماد ابن سلمة وأبي الأشهب العطاردي وأبان بن يزيد وعقبة بن عبد الله الرفاعي والقاسم بن الفضل الحداني ومالك بن أنس وسلام بن مسكين وعامر بن يساف وعبد العزيز بن مسلم ومحمد بن طلحة بن مصرف وأبي جزء نصر بن طريف وأبي هلال محمد بن سليم وشريك وزهير بن معاوية ومسكين أبي فاطمة وحماد بن زيد وبقية بن الوليد وعبيد الله بن عمرو وعدة وعنه مسلم وأحمد بن منيع وأبو زرعة وأبو حاتم وأبو بكر الصغاني وأحمد بن زهير وأبو بكر أحمد بن علي المروزي وأبو يعلى الموصلي وأحمد بن علي القاضي وهو المروزي وإسماعيل سمويه وعثمان بن خرزاذ وأبو القاسم البغوي وابن شبيب المعمري وخلق سواهم وثقه [[أبو داود]] و[[النسائي]] وقال أبو حاتم ثقة يعد من الأبدال قال محمد بن سعد أبو نصر من أبناء خراسان من أهل نسا ذكر أنه ولد بعد قتل أبي مسلم الداعية بستة أشهر قلت قتل سنة سبع وثلاثين ومئة قال ونزل بغداد في ربض أبي العباس الطوسي في درب النسائية وتجر بها في التمر وغيره وكان ثقة فاضلا خيرا ورعا توفي ببغداد في أول المحرم سنة ثمان وعشرين ومئتين ودفن بباب حرب وهو ابن إحدى وتسعين سنة وكان بصره قد ذهب وكذلك أرخه البغوي وغيره قال أبو زرعة الرازي كان [[أحمد بن حنبل]] لا يرى الكتابة عن أبي نصر التمار ولا ابن معين ولا ممن امتحن فأجاب وقال أبو الحسن الميموني صح عندي أنه يعني أحمد لم يحضر أبا نصر التمار حين مات فحسبت أن ذلك لما كان أجاب في المحنة قلت أجاب تقية وخوفا من النكال وهو ثقة بحاله ولله الحمد قال محمد بن محمد بن أبي الورد قال لي مؤذن بشر بن الحارث رأيت بشرا رحمه الله في المنام فقلت ما فعل الله بك قال غفر لي قلت فما فعل بأحمد بن حنبل قال غفر له فقلت ما فعل بأبي نصر التمار قال هيهات ذاك في عليين فقلت بماذا نال ما لم تنالاه فقال بفقره وصبره على بنياته ولم يرو مسلم عن أبي نصر سوى حديث واحد وقع لنا موافقة أخبرناه العماد بن بدران ويوسف بن غالية قالا أخبرنا موسى بن عبد القادر أخبرنا سعيد بن البناء أخبرنا أبو القاسم بن البسري أخبرنا محمد بن عبد الرحمن حدثنا أبو القاسم البغوي حدثنا أبو نصر التمار حدثنا حماد بن سلمة عن أيوب عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله {{صل}} قرأ هذه الاية " يوم يقوم الناس لرب العالمين قال يقومون حتى يبلغ الرشح أطراف اذانهم وبه حدثنا أبو نصر التمار حدثنا عبد العزيز بن مسلم عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قال رسول الله {{صل}} استغنوا عن الناس ولو بشوص السواك وقد ألف البغوي جزأين مما عنده عن أبي نصر التمار
 
===أبو المغيث الرافقي===
أبو المغيث الرافقي موسى بن سابق أو عيسى بن سابق نائب دمشق للمعتصم والواثق خرجت عليه قيس بكونه صلب منهم خمسة عشر فثاروا وأخذوا خيل السلطان وعسكروا بالمرج فالتقى الجمعان وقتل خلق من الجند وأسر أمير ثم استفحل أمرهم ونازلوا دمشق وبها أبو المغيث واشتد الحصار ومات المعتصم والأمر على ذلك
 
===الوكيعي===
الوكيعي الإمام الحافظ البارع أبو عبد الرحمن أحمد بن جعفر الكوفي الوكيعي الضرير حدث عن حفص بن غياث وأبي معاوية الضرير وأبي بكر بن عياش وعدة وكان أبو نعيم يقول ما رأيت أحدا أحفظ من الوكيعي حدث عنه أحمد بن القاسم الأنماطي وإبراهيم الحربي وغيرهما ومات قبل محل الرواية قال إبراهيم الحربي كان يحفظ مئة ألف حديث ما أحسبه سمع حديثا قط إلا حفظه وقال الحربي قال [[أحمد بن حنبل]] لأحمد بن جعفر الوكيعي يا أبا عبد الرحمن حدثنا يحيى عن ثور عن حبيب بن عبيد عن المقدام قال قال النبي {{صل}} إذا أحب أحدكم أخاه فليعلمه قال [[أبو داود]] كان الوكيعي يحفظ العلم على الوجه وذكره الدارقطني فقال ثقة وابنه محمد ثقة وقال إبراهيم الحربي مات أبو عبد الرحمن الوكيعي سنة خمس عشرة ومئتين وسيأتي أحمد بن عمرالوكيعي المتوفى سنة 235
 
===أحمد بن إشكاب===
أحمد بن إشكاب ( خ ) الحافظ أبو عبد الله الحضرمي الكوفي الصفار نزيل مصر يقال أحمد بن معمر بن إشكاب وقيل ابن عبيد الله بن إشكاب روى عن شريك وعبد السلام بن حرب وعلي بن عابس والكوفيين وعنه [[البخاري]] وإسحاق بن حسن الطحان المصري وعباس الدوري وبكر بن سهل والفسوي وأبو حاتم وخلق قال أبو زرعة صاحب حديث أدركته وقال أبو حاتم ثقة مأمون وقال عباس كتب عنه يحيى بن معين كثيرا مات نحو سنة ثمان عشرة ومئتين
 
===خلف بن هشام===
خلف بن هشام ( مد ) ابن ثعلب وقيل طالب بن غراب الإمام الحافظ الحجة شيخ الإسلام أبو محمد البغدادي البزار المقرئ مولده سنة خمسين ومئة وسمع مالك بن أنس وحماد بن زيد وأبا عوانة وأبا شهاب الحناط عبد ربه وشريكا القاضي وحماد بن يحيى الأبح وأبا الأحوص وعدة وتلا على سليم وعلى أبي يوسف الأعمشي وغيرهما وحمل الحروف عن يحيى بن ادم وإسحاق المسيبي وطائفة وتصدر للإقراء والرواية روى عنه القراءة عرضا أحمد بن يزيد الحلواني وسلمة بن عاصم ومحمد بن الجهم السمري وأحمد بن أبي خيثمة ومحمد بن يحيى الكسائي وأحمد بن إبراهيم الوراق وإدريس الحداد واخرون وحدث عنه مسلم في صحيحه و[[أبو داود]] في سننه وأبو زرعة وأبو حاتم وموسى بن هارون وأبو يعلى الموصلي وأبو القاسم البغوي ومحمد بن إبراهيم بن أبان السراج وابنه محمد بن خلف وعدد كثير وله اختيار في الحروف صحيح ثابت ليس بشاذ أصلا ولا يكاد يخرج فيه عن القراءات السبع وأخذ عنه خلق لا يحصون قال حمدان بن هانىء المقرئ سمعته يقول أشكل علي باب من النحو فأنفقت ثمانين ألف درهم حتى حذقته قال أبو الحسن عبد الملك الميموني قال رجل لأبي عبد الله ذهبت إلى خلف البزار أعظه بلغني أنه حدث بحديث عن الأحوص عن عبد الله قال ما خلق الله شيئا أعظم وذكر الحديث فقال أبو عبد الله ما كان ينبغي له أن يحدث بهذا في هذه الأيام يريد زمن المحنة والمتن ما خلق الله من سماء ولا أرض أعظم من اية الكرسي وقد قال [[أحمد بن حنبل]] لما أوردوا عليه هذا يوم المحنة إن الخلق واقع ها هنا على السماء والأرض وهذه الأشياء لا على القران قلت كذا ينبغي للمحدث أن لا يشهر الأحاديث التي يتشبث بظاهرها أعداء السنن من الجهمية وأهل الأهواء والأحاديث التي فيها صفات لم تثبت فإنك لن تحدث قوما بحديث لا تبلغه عقولهم إلا كان فتنة لبعضهم فلا تكتم العلم الذي هو علم ولا تبذله للجهلة الذين يشغبون عليك أو الذين يفهموم منه ما يضرهم وخلف قال فيه يحيى بن معين و[[النسائي]] وغيرهما ثقة وقال الدارقطني كان عابدا فاضلا وقال أعدت الصلاة أربعين سنة كنت أتناول فيها الشراب على مذهب الكوفيين قال الحسين بن فهم ما رأيت أنبل من خلف بن هشام كان يبدأ بأهل القران ثم يأذن لأصحاب الحديث وكان يقرأ علينا من حديث أبي عوانة خمسين حديثا وقد روي عن خلف أنه كان يسرد الصوم ولعله ما بلغه النهي عن ذلك أو تأول الحديث أنبأنا المؤمل بن محمد وجماعة قالوا أخبرنا أبو اليمن الكندي أخبرنا أبو منصور القزاز أخبرنا أبو بكر الخطيب أخبرنا أبو الحسين بن بشران أخبرنا عثمان بن محمد حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسان الأنماطي حدثنا أحمد بن إبراهيم وراق خلف بن هشام أنه سمع خلفا يقول قدمت الكوفة فصرت إلى سليم بن عيسى فقال لي ما أقدمك قلت أقرأ على أبي بكر بن عياش فقال لا تريده قلت بلى فدعا ابنه وكتب معه إلى أبي بكر لم أدر ما كتب فأتينا منزل أبي بكر قال ابن أبي حسان وكان لخلف تسع عشرة سنة فلما قرأ الورقة قال أدخل الرجل فدخلت وسلمت فصعد في النظر ثم قال أنت خلف قلت نعم قال أنت لم تخلف ببغداد أحدا أقرأ منك فسكت فقال لي اقعد هات اقرأ قلت أعليك قال نعم قلت لا والله لا أقرأ على رجل يستصغر رجلا من حملة القران ثم خرجت فوجه إلى سليم يسأله أن يردني فأبيت ثم إني ندمت واحتجت فكتبت قراءة عاصم عن يحيى بن ادم عن أبي بكر قال النقاش قال يحيى الفحام رأيت خلف بن هشام في النوم فقلت ما فعل الله بك قال غفر لي توفي خلف في سابع شهر جمادى الاخرة سنة تسع وعشرين ومئتين وقد شارف الثمانين أخبرنا أحمد بن إسحاق أخبرنا الفتح بن عبد الله أخبرنا هبة الله بن حسين أخبرنا أحمد بن محمد البزاز حدثنا عيسى بن علي حدثنا أبوالقاسم البغوي حدثنا خلف بن هشام البزار حدثنا أبو شهاب عن عاصم الأحول عن أبي عثمان عن أبي موسى رضي الله عنه قال كنت مع النبي {{صل}} في بستان فجاء أبو بكر وعمر وعثمان فقرعوا الباب فقال لي قم فافتح لهم وبشرهم بالجنة غير أنه خص عثمان بشيء دون صاحبيه ومات في العام معه أبو نعيم ضرار بن صرد وحسين بن عبد الأول ويزيد بن مهران الخباز الكوفي وأبو ياسر عمار بن نصر وعبيد بن يعيش الكوفي ومليح بن [[وكيع بن الجراح]] وعباد بن موسى الختلي ومحمد بن معاوية النيسابوري بمكة ونعيم بن حماد الخزاعي وعمرو بن خالد الحراني بمصر وثابت بن موسى الزاهد أبو يزيد ومؤمل بن الفضل الحراني
 
===بشار بن موسى===
بشار بن موسى المحدث الكبير أبو عثمان العجلي وقيل الشيباني البصري الخفاف نزيل بغداد له عن شريك وأبي عوانة ويزيد بن زريع وعبيد الله بن عمرو وطبقتهم وعنه [[أحمد بن حنبل]] وابنه عبد الله وصالح جزرة والحسن بن علويه والبغوي واخرون اختلف في توثيقه ضعفه أبو زرعة وقال أحمد يكتب حديثه وكان حسن الرأي فيه وقال ابن معين و[[النسائي]] ليس بثقة وقال [[أبو داود]] أنا لا أحدث عنه وقال ابن عدي لم أر له حديثا منكرا وأرجو أنه لا بأس به قال وبلغني أن ابن المديني كان حسن الرأي فيه وقال [[البخاري]] تركته وقال ابن المديني ما كان ببغداد أصلب في السنة منه وقال ابن الغلابي قال ابن معين دجال وعن بشار قال نعم الموعد غدا نلتقي أنا وابن معين قيل توفي سنة ثمان وعشرين ومئتين
 
===أبو بلال الأشعري===
أبو بلال الأشعري الإمام المحدث أحد علماء الكوفة حدث عن مالك بن أنس وأبي بكر النهشلي والقاسم بن معن وعاصم بن محمد العمري وقيس بن الربيع ويحيى بن العلاء وشريك القاضي وطبقتهم حدث عنه أبو حازم أحمد بن أبي غرزة وبشر بن موسى وأحمد ابن يوسف التغلبي ومحمد بن عبدك القزاز وأبو بكر بن أبي الدنيا وأحمد بن محمد بن حميد البغدادي وأبو جعفر مطين ومحمد بن عثمان ابن أبي شيبة وخلق كثير لينه الدارقطني وقال أبو حاتم سألته عن اسمه فقال هو كنيتي وقال أبو أحمد الحاكم أبو بلال اسمه مرداس بن محمد بن الحارث ابن عبد الله بن أبي بردة بن صاحب رسول الله {{صل}} أبي موسى الأشعري ويقال اسمه محمد بن محمد وقيل اسمه عبد الله وقوله هو أصح وأظنه مات قبل الثلاثين ومئتين وكان من أبناء التسعين
 
===سعيد بن كثير بن عفير===
سعيد بن كثير بن عفير ( خمس ) ابن مسلم بن يزيد الإمام الحافظ العلامة الأخباري الثقة أبو عثمان المصري مولده سنة ست وأربعين ومئة وهو من موالي الأنصار سمع مالكا والليث ويحيى بن أيوب وسليمان بن بلال وعبد الله بن لهيعة ويعقوب بن عبد الرحمن وعدة حدث عنه [[البخاري]] وابن معين وعبد الله بن حماد الاملي ويحيى بن عثمان بن صالح وأحمد بن حماد زغبة وأبو الزنباع روح بن الفرج وأحمد بن محمد الرشديني وآخرون وأخرج له مسلم و[[النسائي]] بواسطة وكان ثقة إماما من بحور العلم وقال ابن عدي هو عند الناس ثقة ثم ساق قول أبي إسحاق السعدي الجوزجاني في سعيد بن عفير فيه غير لون من البدع وكان مخلطا غير ثقة فهذا من مجازفات السعدي قال ابن عدي هذا الذي قاله السعدي لا معنى له ولم أسمع أحدا ولا بلغني عن أحد كلام في سعيد بن عفير وقد حدث عنه الأئمة إلا أن يكون السعدي أراد به سعيد بن عفير اخر وقال أبو حاتم كان يقرأ من كتب الناس وهو صدوق وقال يحيى بن معين رأيت بمصر ثلاث عجائب النيل والأهرام وسعيد بن عفير قلت حسبك أن يحيى إمام المحدثين انبهر لابن عفير وقال أبو سعيد بن يونس كان سعيد من أعلم الناس بالأنساب والأخبار الماضية وأيام العرب والتواريخ كان في ذلك كله شيئا عجيبا وكان مع ذلك أديبا فصيحا حسن البيان حاضر الحجة لا تمل مجالسته ولا ينزف علمه قال وكان شاعرا مليح الشعر وكان عبد الله ابن طاهر الأمير لما قدم مصر راه فأعجب به واستحسن ما يأتي به وكان يلي نقابة الأنصار والقسم عليهم وله أخبار مشهورة ثم ذكر مولده ثم قال وحدثني محمد بن موسى الحضرمي حدثنا علي بن عبد الرحمن حدثنا سعيد بن كثير بن عفير قال كنا بقبة الهواء عند المأمون فقال لنا ما أعجب فرعون من مصر حيث يقول " أليس لي ملك مصر " فقلت يا أمير المؤمنين إن الذي ترى بقية ما دمر قال تعالى " ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون " قال صدقت ثم أمسك وقال ابن يونس في مكان اخر من تاريخه هذا حديث أنكر على سعيد بن عفير فما رواه عن ابن لهيعة غيره قال وكذا أنكر عليه حديث اخر رواه عن ابن لهيعة قلت من كان في سعة علم سعيد فلا غرو أن ينفرد ثم ابن لهيعة ضعيف الحديث فالنكارة منه جاءت مات سعيد لسبع بقين من رمضان سنة ست وعشرين ومئتين
 
===سعيد بن منصور بن شعبة===
سعيد بن منصور ( 4 ) ابن شعبة الحافظ الإمام شيخ الحرم أبو عثمان الخراساني المروزي ويقال الطالقاني ثم البلخي ثم المكي المجاور مولف كتاب السنن سمع بخراسان والحجاز والعراق ومصر والشام والجزيرة وغير ذلك من مالك بن أنس والليث بن سعد وفليح بن سليمان وأبي معشر السندي وعبيد الله بن إياد بن لقيط وأبي عوانة الوضاح والوليد بن أبي ثور وفرج بن فضالة وهشيم وحماد بن زيد وحزم بن أبي حزم وأبي الأحوص وخالد بن عبد الله وإسماعيل بن عياش وخلف بن خليفة وفضيل بن عياض ومهدي بن ميمون وحديج بن معاوية وعبد الله بن جعفر المديني و[[سفيان بن عيينة]] وجرير بن عبد الحميد ويحيى بن أبي زائدة وأبي شهاب الحناط وشريك القاضي وإسماعيل بن زكريا وحماد بن يحيى الأبح وعتاب بن بشير وعبد العزيز بن محمد وأبي معاوية وداود العطار وعبد العزيز بن أبي حازم وخلق سواهم وكان ثقة صادقا من أوعية العلم روى عنه [[أحمد بن حنبل]] وأبو ثور الكلبي وأبو محمد الدارمي وسلمة بن شبيب وأبو بكر الأثرم و[[أبو داود]] ومسلم وإسماعيل سمويه ومحمد بن يحيى الذهلي وبشر بن موسى ومحمد بن علي الصائغ وأبو شعيب عبد الله بن الحسن الحراني وبهلول بن إسحاق الأنباري وأبو زرعة الدمشقي وأبو حاتم الرازي وعثمان بن خرزاذ وأبو الموجه محمد بن عمرو المروزي والعباس الأسفاطي وعلي بن عبد العزيز البغوي والحسين بن إسحاق التستري وخلف بن عمرو العكبري وسعيد بن مسعدة العطار وعمير بن مرداس وخلق سواهم قال سلمة بن شبيب ذكرت سعيد بن منصور لأحمد بن حنبل فأحسن الثناء عليه وفخم أمره وقال أبو حاتم الرازي هو ثقة من المتقنين الأثبات ممن جمع وصنف وقال حرب الكرماني أملى علينا سعيد بن منصور نحوا من عشرة آلاف حديث من حفظه قلت كان من أبناء ثمانين سنة أو أزيد وتوفي بمكة في شهر رمضان سنة سبع وعشرين ومئتين وقد كان محمد بن عبد الرحيم صاعقة الحافظ إذا حدث عن سعيد أثنى عليه وأطراه فكان يقول حدثنا سعيد بن منصور وكان ثبتا أخبرنا شيخ الإسلام شمس الدين عبد الرحمن بن محمد المقدسي في كتابه أخبرنا عمر بن محمد المعلم أخبرنا هبة الله بن محمد الشيباني أخبرنا أبو طالب بن غيلان أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله البزاز حدثنا بشر بن موسى حدثنا سعيد بن منصور حدثنا سفيان عن ابن أبي خالد عن حكيم بن جابر عن أبيه قال دخلت على رسول الله {{صل}} فإذا هو يأكل طعاما فيه دباء فقلت ما هذا يا رسول الله قال نكثر به طعامنا أخرجه [[النسائي]] والقزويني من غير وجه عن إسماعيل بن أبي خالد عن حكيم عن أبيه جابر بن حكيم أو ابن طارق الأحمسي وإسناده صالح وأخبرنا المقرئ المجود محمد بن جوهر التلعفري وعبد الله بن محمد الأديب قالا أخبرنا يوسف بن خليل أخبرنا أبو جعفر محمد بن إسماعيل الطرسوسي سنة إحدى وتسعين وخمس مئة بقراءتي ( ح ) وأنبأني أحمد بن سلامة عن أبي جعفر هذا أخبرنا أبو علي الحداد أخبرنا أبو نعيم الحافظ حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن إسحاق الأنماطي بعسكر حدثنا أحمد بن سهل هو ابن أيوب الأهوازي حدثنا سعيد بن منصور عن حفص بن ميسرة عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله {{صل}} يقول ابن ادم مالي مالي وإنما له ما أكل فأفنى أو لبس فأبلى أو تصدق فأمضى أخرجه مسلم عن سويد بن سعيد عن حفص فوقع بدلا عاليا ولله الحمد وبه إلى أبي نعيم حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر حدثنا بهلول ابن إسحاق الأنباري حدثنا سعيد بن منصور حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن وعبد العزيز عن أبي حازم عن عبيد الله بن مقسم عن ابن عمر أن رسول الله {{صل}} قال يأخذ الله سماواته وأرضيه بيمينه ثم يقول أنا الله ويقبض أصابعه ويبسطها أنا الرحمن أنا الملك حتى نظرت إلى المنبر يتحرك من أسفل شيء منه حتى إني لأقول أساقط هو برسول الله {{صل}} أخرجه مسلم عن سعيد فوافقناه بعلو وقد روى كتاب السنن عن سعيد محدث هراة أحمد بن نجدة بن العريان وقال حنبل بن إسحاق قال أبو عبد الله كان سعيد من أهل الفضل والصدق قال أبو زرعة الدمشقي أخبرني أحمد بن صالح ودحيم أنهما حضرا يحيى بن حسان مقدما لسعيد بن منصور يرى له حفطه وكان حافظا وقال أبو عبد الله الحاكم سكن سعيد مكة مجاورا فنسب إليها وهو راوية [[سفيان بن عيينة]] وأحمد أئمة الحديث له مصنفات كثيرة متفق على أخرجه في الصحيحين قلت أما في [[صحيح البخاري]] فروى عن يحيى بن موسى خت البلخي عنه وقال حرب بن إسماعيل صنف الكتب وكان موسعا عليه وقال يعقوب الفسوي كان إذا رأى في كتابه خطأ لم يرجع عنه قلت اين هذا من قرينة يحيى بن يحيى الخراساني الإمام الذي كان إذا شك في حرف أو تردد ترك الحديث كله ولم يروه قال ابن سعد و[[أبو داود]] وحاتم بن الليث وجماعة مات بمكة سنة سبع وعشرين زاد أبو سعيد بن يونس فقال في رمضان وقال أبو زرعة الدمشقي سنة ست والأول الصحيح وصحف موسى بن هارون فقال في سنة تسع وعشرين ومئتين أنبؤونا عن محمد بن أحمد الصيدلاني وجماعة قالوا أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله أخبرنا ابن ريذة أخبرنا الطبراني حدثنا محمد بن علي الصائغ حدثنا سعيد بن منصور حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن شقيق قال قال عبد الله من هاجر يبتغي شيئا فهو له قال هاجر رجل ليتزوج امرأة يقال لها أم قيس فكان يقول له مهاجر أم قيس إسناده صحيح
 
===مسدد بن مسرهد===
مسدد بن مسرهد ( خدتس ) ابن مسربل الإمام الحافظ الحجة أبو الحسن الأسدي البصري أحد أعلام الحديث ولد في حدود الخمسين ومئة وحدث عن جويرية بن أسماء ومهدي بن ميمون وحماد بن زيد وعبد الله بن يحيى بن أبي كثير وأبي عوانة وأبي الأحوص والحارث بن عبيد وخالد بن عبد الله وهشيم وعبد الوارث وسلام بن أبي مطيع وعبد العزيز بن المختار ويزيد بن زريع وملازم بن عمرو ومحمد بن جابر السحيمي ومعتمر ومرحوم وابن عيينة وفضيل بن عياض ويحيى القطان وعيسى بن يونس ووكيع وأبيه الجراح وعدد كثير وكان من الأئمة الأثبات حدث عنه [[البخاري]] و[[أبو داود]] ومحمد بن يحيى وولده يحيى وأبو زرعة وأبو حاتم ويعقوب الفسوي ويعقوب السدوسي ومعاذ بن المثنى وأبو إسحاق الجوزجاني وإسماعيل القاضي وأخوه حماد بن إسحاق وابن عمه يوسف القاضي وأبو خليفة الجمحي وخلق سواهم ووقع لي جزء من مسنده روى يحيى بن معين عن يحيى بن سعيد القطان قال لو أتيت مسددا فحدثته في بيته لكان يستأهل قال أحمد بن حنبل مسدد صدوق فما كتبت عنه فلا تعد وقال أبو الحسن الميموني سألت أبا عبد الله الكتاب لي إلى مسدد فكتب لي إليه وقال نعم الشيخ عافاه الله وقال محمد بن هارون الفلاس سألت يحيى بن معين عن مسدد فقال صدوق وقال جعفر بن أبي عثمان قلت لابن معين عمن أكتب بالبصرة قال اكتب عن مسدد فإنه ثقة ثقة وقال [[النسائي]] ثقة وقال أحمد بن عبد الله العجلي مسدد بن مسرهد بن مسربل بن مستورد الأسدي بصري ثقة كان يملي علي حتى أضجر فيقول لي يا أبا الحسن اكتب هذا الحديث فيملي علي بعد ضجري خمسين ستين حديثا فأتيته في رحلتي الثانية فأصبت عليه زحاما كثيرا فقلت قد أخذت بحظي منك وكان أبو نعيم يسألني عن اسمه واسم أبيه فأخبره فيقول يا أحمد هذه رقية العقرب وقال ابن أبي حاتم سئل أبي عنه فقال كان ثقة وقال أبو عمرو بن حكيم قال أبو حاتم الرازي في حديث مسدد عن يحيى بن سعيد عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر كأنها الدنانير ثم قال كأنك تسمعها من النبي {{صل}} قال البخاري مسدد بن مسرهد بن مسربل بن مرعبل مات سنة ثمان وعشرين ومئتين وكذا ورخه ابن سعد وجماعة وما عينوا شهرا روى له الجماعة سوى مسلم و[[بن ماجة]] أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الحليم المالكي أخبرنا علي ابن مختار أخبرنا أبو طاهر الحافظ أخبرنا أحمد بن علي الصوفي أخبرنا علي بن أحمد بن داود حدثنا أبو بكر النجاد حدثنا أبو داود قراءة عليه حدثنا مسدد حدثنا يحيى بن سعيد عن شعبة حدثنا قتادة سمعت جابر بن زيد يحدث عن ابن عباس رفعه شعبة قال يقطع الصلاة المرأة الحائض والكلب قال أبو داود ورواه ابن أبي عروبة وهمام وهشام عن قتادة أوقفوه علي ابن عباس قلت أخرجه هكذا [[أبو داود]] في سننه والنسائي والقزويني جميعا من طريق يحيى القطان ووقفه أشبه أخبرنا بلال المغيثي أخبرنا ابن رواج أخبرنا السلفي أخبرنا ثابت بن بندار أخبرنا الحسين بن جعفر السلماسي أخبرنا أبو العباس الوليد بن بكر أخبرنا منصور بن عبد الله الخالدي حدثنا إبراهيم بن مسدد بن مسرهد بن مسربل بن مغربل بن مرعبل بن أرندل بن سرندل بن غرندل بن ماسك بن المستورد الأسدي حدثني أبي مسدد حدثنا عيسى بن يونس عن هشام عن أبيه عن عائشة أن النبي {{صل}} كان يقبل الهدية ويثيب عليها هذا سياق عجيب منكر في نسب مسدد أظنه مفتعلا ومنصور ليس بمعتمد ولمسدد مسند في مجلد رواه عنه معاذ بن المثنى ومسند اخر صغير يرويه عنه أبو خليفة وما زاد البخاري في تاريخه على ذكر مرعبل بعد ذكر جده مسربل وكذا مسلم في الكنى لكن قال مغربل بدل مرعبل وقال أبو نصر الكلاباذي في الإرشاد له مسدد بن مسرهد ابن مغربل بن أرمك بن ماهك وقال جعفر المستغفري مسدد بن مسرهد بن شريك وقال ابن ماكولا قال الشريف النسابة ابن مسرهد بن مسربل ابن ماسك بن جرو بن يزيد بن شبيب بن الصلت بن أسد قال مازح لو كتب أمام نسبه بسم الله الرحمن الرحيم كان رقية للعقرب
 
===نعيم بن حماد بن معاوية===
نعيم بن حماد بن معاوية ( خدتق ) ابن الحارث بن همام بن سلمة بن مالك الإمام العلامة الحافظ أبو عبد الله الخزاعي المروزي الفرضي الأعور صاحب التصانيف رأى الحسين بن واقد المروزي وحدث عن أبي حمزة السكري وهو أكبر شيخ له وهشيم وأبي بكر بن عياش وإبراهيم بن طهمان له عنه حديث واحد وخارجة بن مصعب وعبد الله بن المبارك وعيسى ابن عبيد الكندي وهو من كبار مشيخته وعبد المؤمن بن خالد الحنفي ونوح بن أبي مريم ويحيى بن حمزة القاضي وعبد السلام بن حرب وعبد العزيز الدراوردي وفضيل بن عياض و[[سفيان بن عيينة]] وإبراهيم ابن سعد وجرير بن عبد الحميد وبقية بن الوليد ومعتمر بن سليمان وأبي معاوية ورشدين بن سعد وحفص بن غياث وابن وهب ويحيى القطان والوليد بن مسلم ووكيع وابن إدريس ونوح بن قيس وعبد الرزاق وأبي داود الطيالسي وخلق كثير بخراسان والحرمين والعراق والشام واليمن ومصر وفي قوة روايته نزاع روى عنه [[البخاري]] مقرونا باخر و[[أبو داود]] و[[الترمذي]] و[[بن ماجة]] بواسطة ويحيى بن معين والحسن بن علي الحلواني وأحمد ابن يوسف السلمي ومحمد بن يحيى الذهلي ومحمد بن عوف والرمادي وأبو محمد الدارمي وسمويه وأبو الدرداء عبد العزيز بن منيب وعبيد بن شريك البزار وأبو حاتم ومحمد بن إسماعيل الترمذي ويعقوب الفسوي وأبو الأحوص العكبري وبكر بن سهل الدمياطي وخلق اخرهم موتا شاب كاتب كان معه في السجن اتفاقا وهو حمزة بن محمد بن عيسى البغدادي قال المروذي سمعت أبا عبد الله يقول جاءنا نعيم بن حماد ونحن على باب هشيم نتذاكر المقطعات قال جمعتم حديث رسول الله {{صل}} قال فعنينا بها من يومئذ وروى الميموني عن أحمد قال أول من عرفناه يكتب المسند نعيم ابن حماد قال أبو بكر الخطيب يقال إن أول من جمع المسند وصنفه نعيم وقال أحمد كان نعيم كاتبا لأبي عصمة يعني نوحا وكان شديد الرد على الجهمية وأهل الأهواء ومنه تعلم نعيم قال صالح بن مسمار سمعت نعيم بن حماد يقول أنا كنت جهميا فلذلك عرفت كلامهم فلما طلبت الحديث عرفت أن أمرهم يرجع إلى التعطيل يوسف بن عبد الله الخوارزمي سألت [[أحمد بن حنبل]] عن نعيم بن حماد فقال لقد كان من الثقات ابن عدي حدثنا الحسن بن سفيان حدثنا عبد العزيز بن سلام حدثني أحمد بن ثابت أبو يحيى سمعت أحمد بن حنبل ويحيى بن معين يقولان نعيم بن حماد معروف بالطلب ثم ذمه يحيى وقال يروي عن غير الثقات إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد سمعت يحيى بن معين وسئل عن نعيم فقال ثقة فقلت إن قوما يزعمون أنه صحح كتبه من علي الخراساني العسقلاني فقال يحيى أنا سألته فقلت أخذت كتب علي الصيدلاني فصححت منها فأنكر وقال إنما كان قد رث فنظرت فما عرفت ووافق كتبي غيرت علي بن الحسين بن حبان وجدت في كتاب أبي بخط يده قال أبو زكريا نعيم ثقة صدوق رجل صدق أنا أعرف الناس به كان رفيقي بالبصرة كتب عن روح خمسين ألف حديث فقلت له قبل خروجي من مصر هذه الأحاديث التي أخذتها من العسقلاني أي شيء هذه فقال يا أبا زكريا مثلك يستقبلني بهذا فقلت إنما قلت شفقة عليك قال إنما كانت معي نسخ أصابها الماء فدرس بعض الكتاب فكنت أنظر في كتاب هذا في الكلمة التي تشكل علي فإذا كان مثل كتابي عرفته فأما أن أكون كتبت منه شيئا قط فلا والله الذي لا إله إلا هو قال أبو زكريا ثم قدم علينا ابن أخيه وجاءه بأصول كتبه من خراسان إلا أنه كان يتوهم الشيء كذا يخطىء فيه فأما هو فكان من أهل الصدق وعن عباس بن محمد عن ابن معين قال حضرنا نعيم بن حماد بمصر فجعل يقرأ كتابا من تصنيفه فقرأ ساعة ثم قال حدثنا [[ابن المبارك]] عن ابن عون بأحاديث فقلت ليس ذا عن ابن المبارك فغضب وقال ترد علي قلت إي والله أرد عليك أريد زينك فأبى أن يرجع فقلت لا والله ما سمعت أنت هذا من ابن المبارك قط ولا هو من ابن عون فغضب وغضب من كان عنده من أصحاب الحديث وقام فأخرج صحائف فجعل يقول أين الذين يزعمون أن يحيى بن معين ليس أمير المؤمنين في الحديث نعم يا أبا زكريا غلطت وكانت صحائف فغلطت فجعلت أكتب من حديث ابن المبارك عن ابن عون وإنما رواها عن ابن عون غير ابن المبارك هذه الحكاية أوردها شيخنا أبو الحجاج منقطعة فقال روى الحافظ أبو نصر اليونارتي بإسناده عن عباس قال أحمد العجلي نعيم بن حماد ثقة مروزي وقال أبو زرعة الدمشقي يصل أحاديث يوقفها الناس وقال أبو حاتم محله الصدق العباس بن مصعب قال وضع نعيم بن حماد الفارضي كتبا في الرد على أبي حنيفة وناقض محمد بن الحسن ووضع ثلاثة عشر كتابا في الرد على الجهمية وكان من أعلم الناس بالفرائض فقال ابن المبارك نعيم هذا قد جاء بأمر كبير يريد أن يبطل نكاحا قد عقد ويبطل بيوعا قد تقدمت وقوم توالدوا على هذا ثم خرج إلى مصر فأقام بها نحو نيف وأربعين سنة وكتبوا عنه بها وحمل إلى العراق في امتحان القران مخلوق مع البويطي مقيدين فمات نعيم بالعسكر سنة تسع وعشرين قلت نعيم من كبار أوعية العلم لكنه لا تركن النفس إلى رواياته قال أبو زرعة الدمشقي قلت لدحيم حدثنا نعيم بن حماد عن عيسى بن يونس عن حريز بن عثمان عن عبد الرحمن بن جبير عن أبيه عن عوف بن مالك عن النبي {{صل}} قال تفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة أعظمها فتنة على أمتي قوم يقيسون الأمور برأيهم فيحلون الحرام ويحرمون الحلال فقال هذا حديث صفوان بن عمرو حديث معاوية قال أبو زرعة وقلت لابن معين في حديث نعيم هذا فأنكره قلت من أين يؤتى قال شبه له وقال محمد بن علي بن حمزة سألت يحيى بن معين عن هذا فقال ليس له أصل ونعيم ثقة قلت كيف يحدث ثقة بباطل قال شبه له قال الخطيب وافق نعيما عليه عبد الله بن جعفر الرقي وسويد بن سعيد ويروى عن عمرو بن عيسى بن يونس كلهم عن عيسى وقال ابن عدي في حديث سويد إنما يعرف هذا بنعيم وتكلم الناس فيه من أجله ثم رواه رجل خراساني يقال له الحكم بن المبارك أبو صالح الخواستي ويقال إنه لا بأس به ثم سرقه قوم ضعفاء يعرفون بسرقة الحديث منهم عبد الوهاب بن الضحاك والنضر بن طاهر وثالثهم سويد قال الخطيب وروي عن ابن وهب ومحمد بن سلام المنبجي جميعا عن ابن يونس ثم ساقه من طريق أحمد بن عبد الرحمن بن وهب عن عمه ومن حديث المنبجي ثم قال أبو بكر الخطيب حدثني الصوري قال قال لي عبد الغني الحافظ كان من حدث به عن عيسى غير نعيم فإنما أخذه من نعيم وبهذا الحديث سقط نعيم عند كثير من الحفاظ إلا أن يحيى بن معين لم يكن ينسبه إلى الكذب فأما حديث ابن وهب فبليته من ابن أخيه لأن الله رفعه عن أدعاء مثل هذا ولأن حمزة بن محمد حدثني عن عليك الرازي أنه رأى هذا الحديث ملحقا بخط طري في قنداق ابن وهب لما أخرجه إليه بحشل ابن أخي ابن وهب وأما المنبجي فليس بحجة قال ابن عدي قال لنا جعفر الفريابي لما أردت الخروج إلى سويد بن سعيد قال لي أبو بكر الأعين سل سويدا عن هذا الحديث قال فأملاه علي عن عيسى بن عيسى ووقفته فأبى قال ابن عدي ورواه ابن اخي ابن وهب عن عمه عن عيسى لكن قال عن صفوان بن عمرو بدل حريز بن عثمان ورواه هلال بن العلاء حدثنا عبد الله بن جعفر حدثنا عيسى حدثنا حريز وروي من وجه غريب عن عمرو عن أبيه عيسى بن يونس وزعم ابن عدي وغيره أن هؤلاء سرقوه من نعيم قال عبد الخالق بن منصور رأيت يحيى بن معين كأنه يهجن نعيم بن حماد في خبر أم الطفيل في الرؤية ويقول ما كان ينبغي له أن يحدث بمثل هذا وقال أبو زرعة النصري عرضت على دحيم ما حدثناه نعيم بن حماد عن الوليد بن مسلم عن ابن جابر عن ابن أبي زكريا عن رجاء بن حيوة عن النواس إذا تكلم الله بالوحي الحديث فقال لا أصل له فأما خبر أم الطفيل فرواه محمد بن إسماعيل الترمذي وغيره حدثنا نعيم حدثنا ابن وهب أخبرنا عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال أن مروان بن عثمان حدثه عن عمارة بن عامر عن أم الطفيل امرأة أبي بن كعب سمعت رسول الله {{صل}} يذكر أنه رأى ربه في صورة كذا فهذا خبر منكر جدا أحسن [[النسائي]] حيث يقول ومن مروان بن عثمان حتى يصدق على الله وهذا لم ينفرد به نعيم فقد رواه أحمد بن صالح المصري الحافظ وأحمد بن عيسى التستري وأحمد بن عبد الرحمن بن وهب عن ابن وهب قال أبو زرعة النصري رجاله معروفون قلت بلا ريب قد حدث به ابن وهب وشيخه وابن أبي هلال وهم معروفون عدول فأما مروان وما أدراك ما مروان فهو حفيد أبي سعيد بن المعلى الأنصاري وشيخه هو عمارة بن عامر بن عمرو بن حزم الأنصاري ولئن جوزنا أن النبي {{صل}} فهو أدرى بما قال ولرؤياه في المنام تعبير لم يذكره عليه السلام ولا نحن نحسن أن نعبره فأما أن نحمله على ظاهره الحسي فمعاذ الله أن نعتقد الخوض في ذلك بحيث إن بعض الفضلاء قال تصحف الحديث وإنما هو رأى رئية بباء مشددة وقد قال علي رضي الله عنه حدثوا الناس بما يعرفون ودعوا ما ينكرون وقد صج أن أبا هريرة كتم حديثا كثيرا مما لا يحتاجه المسلم في دينه وكان يقول لو بثثته فيكم لقطع هذا البلعوم وليس هذا من باب كتمان العلم في شيء فإن العلم الواجب يجب بثه ونشره ويجب على الأمة حفظه والعلم الذي في فضائل الأعمال مما يصح إسناده يتعين نقله ويتأكد نشره وينبغي للأمة نقله والعلم المباح لا يجب بثه ولا ينبغي أن يدخل فيه إلا خواص العلماء والعلم الذي يحرم تعلمه ونشره علم الأوائل وإلهيات الفلاسفة وبعض رياضتهم بل أكثره وعلم السحر والسيمياء والكيمياء والشعبذة والحيل ونشر الأحاديث الموضوعة وكثير من القصص الباطلة أو المنكرة وسيرة البطال المختلفة وأمثال ذلك ورسائل إخوان الصفا وشعر بعرض فيه إلى الجناب النبوي فالعلوم الباطلة كثيرة جدا فلتحذر ومن ابتلي بالنظر فيها للفرحة والمعرفة من الأذكياء فليقلل من ذلك وليطالعه وحده وليستغفر الله تعالى وليلتجىء إلى التوحيد والدعاء بالعافية في الدين وكذلك أحاديث كثيرة مكذوبة وردت في الصفات لا يحل بثها إلا التحذير من اعتقادها وإن أمكن إعدامها فحسن اللهم فاحفظ علينا إيماننا ولا قوة إلا بالله حديث اخر أنكر على نعيم بن حماد فقال حدثنا ابن المبارك عن معمر عن [[الزهري]] عن محمد بن جبير سمع عمرو بن العاص يقول لا تنقضي الدنيا حتى يملكها رجل من قحطان فقال معاوية ما هذا سمعت رسول الله {{صل}} يقول لا يزال هذا الأمر في قريش لا يناوئهم فيه أحد إلا أكبه الله على وجهه ورواه شعبة عن الزهري فقال كان محمد بن جبير يحدث عن معاوية عن النبي {{صل}} في الأمراء فقال صالح جزرة والزهري إذا قال كان فلان يحدث فليس هو بسماع ثم قال وقد رواه نعيم عن [[ابن المبارك]] عن معمر عن الزهري قال وليس لهذا الحديث أصل ولا يعرف من حديث ابن المبارك قال ولا أدري من أين جاء به نعيم وكان يحدث من حفظه وعنده مناكير كثيرة لا يتابع عليها سمعت ابن معين سئل عنه فقال ليس في الحديث بشيء ولكنه صاحب سنة قلت خبر الأمراء غريب منكر والأمر اليوم ليس في قريش والنبي {{صل}} لا يقول إلا حقا فإن كان المراد بالحديث الأمر لا الخبر فلعل والحديث فله أصل من حديث الزهري ولعل نعيما حفظه عن ابن المبارك وحدث نعيم بن حماد عن ابن المبارك أيضا عن معمر عن الزهري عن أنس أن رسول الله {{صل}} كان إذا جاء شهر رمضان قال قد جاءكم شهر مطهر الحديث قال الحافظ أبو القاسم ابن عساكر في ترجمة نعيم وجودها كعادته هذا رواه أصحاب الزهري عن الزهري عن ابن أبي أنس عن أبيه عن أبي هريرة قلت فهذا غلط نعيم في إسناده وتفرد نعيم بذاك الخبر المنكر حدثنا [[سفيان بن عيينة]] عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا إنكم في زمان من ترك فيه عشر ما أمر به فقد هلك وسيأتي على أمتي زمان من عمل بعشر ما أمر به فقد نجا فهذا ما أدري من أين أتى به نعيم وقد قال نعيم هذا حديث ينكرونه وإنما كنت مع سفيان فمر شيء فأنكره ثم حدثني بهذا الحديث قلت هو صادق في سماع لفظ الخبر من سفيان والظاهر والله أعلم أن سفيان قاله من عنده بلا إسناد وإنما الإسناد قاله لحديث كان يريد أن يرويه فلما رأى المنكر تعجب وقال ما قال عقيب ذلك الإسناد فاعتقد نعيم أن ذاك الإسناد لهذا القول والله أعلم وقال نعيم بن حماد حدثنا ابن المبارك وعبدة بن سليمان عن عبيد الله عن نافع عن أبي هريرة أن رسول الله {{صل}} كان يكبر في العيدين سبعا في الركعة الأولى وخمس تكبيرات في الثانية كلهن قبل القراءة وهذا صوابه موقوف ولم يرفعه أحد سوى نعيم فوهم حديثه عن معتمر عن أبيه عن أنس عن أبي بكر عن النبي {{صل}} قال في خمس من الإبل شاة فذكر صدقة الإبل وصوابه من قول الصديق واختلف في رفعه أيضا على نعيم وحديثه عن رشدين بن سعد عن عقيل عن ابن شهاب عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا لو كان ينبغي لأحد أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها وهذا لم يأت به عن رشدين سوى نعيم وحديثه عن بقية بن الوليد عن ثور عن خالد بن معدان عن واثلة قال رسول الله {{صل}} المتعبد بلا فقه كالحمار في الطاحونه وبه قال {{صل}} تغطية الرأس بالنهار رفعة وبالليل ريبة قال ابن عدي لا أعلم أتى به عن بقية غير نعيم وحديثه عن الدراوردي عن سهل عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا لا تقل أهريق الماء ولكن قل أبول رواه عنه أبو الأحوص العكبري ثم قال أبو الأحوص وضع نعيم هذا الحديث فقلت له لا ترفعه فإنما هو من قول أبي هريرة فأوقفه قال ابن عدي وهذا رفعه منكر قلت فقد رجع المسكين إلى وقفه حديثه عن الفضل بن موسى عن أبي بكر الهذلي عن شهر بن حوشب عن ابن عباس قال خير النبي {{صل}} أزواجه فاخترنه ولم يكن ذلك طلاقا قال ابن عدي وهذا غير محفوظ حديثه عن بقية عن عبد الله مولى عثمان عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس أنه ذكر عندهم قول يقاتلون في العصبية الحديث ولنعيم غير ما ذكرت وقال ابن حماد يعني الدولابي نعيم ضعيف قاله أحمد بن شعيب ثم قال ابن حماد وقال غيره كان يضع الحديث في تقوية السنة وحكايات عن العلماء في ثلب أبي فلان كذب ثم قال ابن عدي ابن حماد متهم فيما يقول لصلابته في أهل الرأي وقال لي ابن حماد وضع نعيم حديثا عن عيسى بن يونس عن حريز بن عثمان يعني في الرأي وقال أبو عبيد الأجري عن أبي داود عن نعيم بن حماد نحو عشرين حديثا عن النبي {{صل}} ليس لها أصل وقال [[النسائي]] ليس بثقة وقال مرة ضعيف قال الحافظ أبو علي النيسابوري سمعت أبا عبد الله النسائي يذكر فضل نعيم بن حماد وتقدمه في العلم والمعرفة والسنن ثم قيل له في قبول حديثه فقال قد كثر تفرده عن الأئمة المعروفين بأحاديث كثيرة فصار في حد من لا يحتج به وذكره ابن حبان في الثقات وقال ربما أخطأ ووهم قلت لا يجوز لأحد أن يحتج به وقد صنف كتاب الفتن فأتى فيه بعجائب ومناكير وقد قال ابن عدي عقيب ما ساق له من المناكير وقد كان أحد من يتصلب في السنة ومات في محنة القران في الحبس وعامة ما أنكر عليه هو ما ذكرته وأرجو أن يكون باقي حديثه مستقيما قال أحمد بن محمد بن سهل الخالدي سمعت أبا بكر الطرسوسي يقول أخذ نعيم بن حماد في أيام المحنة سنة ثلاث أو أربع وعشرين ومئتين وألقوه في السجن ومات في سنة تسع وعشرين ومئتين وأوصى أن يدفن في قيوده وقال إني مخاصم أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن المعدل سنة ثلاث وتسعين وست مئة أخبرنا الإمام أبو محمد بن قدامة أخبرنا محمد بن عبد الباقي أخبرنا أبو الفضل أحمد بن خيرون وأبو الحسن بن أيوب البزاز قالا أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد أخبرنا أبو سهل بن زياد القطان أخبرنا محمد بن إسماعيل الترمذي سمعت نعيم بن حماد يقول من شبه الله بخلقه فقد كفر ومن أنكر ما وصف به نفسه فقد كفر وليس في وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيه قلت هذا الكلام حق نعوذ بالله من التشبيه ومن إنكار أحاديث الصفات فما ينكر الثابت منها من فقه وإنما بعد الإيمان بها هنا مقامان مذمومان تأويلها وصرفها عن موضوع الخطاب فما أولها السلف ولا حرفوا ألفاظها عن مواضعها بل امنوا بها وأمروها كما جاءت المقام الثاني المبالغة في إثباتها وتصورها من جنس صفات البشر وتشكلها في الذهن فهذا جهل وضلال وإنما الصفة تابعة للموصوف فإذا كان الموصوف عز وجل لم نره ولا أخبرنا أحد أنه عاينه مع قوله لنا في تنزيله " ليس كمثله شيء " فكيف بقي لأذهاننا مجال في إثبات كيفية البارىء تعالى الله عن ذلك فكذلك صفاته المقدسة نقر بها ونعتقد أنها حق ولا نمثلها أصلا ولا نتشكلها قال محمد بن مخلد العطار حدثنا الرمادي سألت نعيم بن حماد عن قوله تعالى " وهو معكم " قال معناه أنه لا يخفى عليه خافية بعلمه ألا ترى قوله " ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم " الآية قال محمد بن سعد طلب نعيم الحديث كثيرا بالعراق والحجاز ثم نزل مصر فلم يزل بها حتى أشخص منها في خلافة أبي إسحاق يعني المعتصم فسئل عن القران فأبى أن يجيب فيه بشيء مما أرادوه عليه فحبس بسامراء فلم يزل محبوسا بها حتى مات في السجن سنة ثمان وعشرين ومئتين وكذاك أرخ مطين وأبو سعيد بن يونس وابن حبان وقال العباس بن مصعب سنة تسع قال ابن يونس حمل فامتنع أن يجيبهم فسجن فمات ببغداد غداة يوم الأحد لثلاث عشرة خلت من جمادى الأولى وكان يفهم الحديث وروى مناكير عن الثقات وقال أبو القاسم البغوي وإبراهيم بن عرفة نفطويه وابن عدي مات سنة تسع وعشرين زاد نفطويه وكان مقيدا محبوسا لامتناعه من القول بخلق القران فجر بأقياده فألقي في حفرة ولم يكفن ولم يصل عليه فعل به ذلك صاحب ابن أبي دواد أنبأنا المسلم بن محمد القيسي أخبرنا أبو اليمن الكندي وأخبرنا عمر بن عبد المنعم عن الكندي أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أخبرنا الحسن بن علي إملاء أخبرنا الحسين بن محمد بن عبيد حدثنا حمزة بن محمد الكاتب حدثنا نعيم بن حماد حدثنا [[ابن المبارك]] عن معمر عن [[الزهري]] عن أنس أن رسول الله {{صل}} كان إذا جاء شهر رمضان قال للناس قد جاءكم مطهر شهر رمضان فيه تفتح أبواب الجنة وتغل فيه الشياطين يعد فيه المؤمن القوى للصوم والصلاة وهو نقمة للفاجر يغتنم فيه غفلات الناس من حرم خيره فقد حرم
 
===يحيى بن عبد الله بن بكير===
يحيى بن عبد الله بن بكير ( خمق ) الإمام المحدث الحافظ الصدوق أبو زكريا القرشي المخزومي مولاهم المصري ولد سنة خمس وخمسين ومئة وسمع من الإمام مالك الموطأ مرات ومن الليث كثيرا وبكر بن مضر وابن لهيعة ويعقوب بن عبد الرحمن القارىء والمغيرة بن عبد الرحمن الحزامي وحماد بن زيد وعبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون وعبد العزيز بن أبي حازم وهقل بن زياد وابن وهب وعدة وعنه [[البخاري]] وحرملة ومحمد بن عبد الله بن نمير ويحيى بن معين ويونس بن عبد الأعلى وسهل بن زنجلة وأبو بكر الصاغاني وأبو زرعة الرازي وبقي بن مخلد وروح بن الفرج ويحيى بن أيوب العلاف ويحيى بن عثمان بن صالح وأبو حاتم وخير بن موفق وأبو الأحوص العكبري ومالك بن عبد الله بن سيف وأبو خيثمة علي بن عمرو ابن خالد الحراني وابنه عبد الملك بن يحيى والحسن بن الفرج الغزي وخلق سواهم احتج به الشيخان وذكره ابن حبان في الثقات وأما أبو حاتم فقال لا يحتج به قال وكان يفهم هذا الشأن وقال [[النسائي]] ضعيف وقال أبو سعيد بن يونس ولد سنة أربع وخمسين ومئة ومات سنة إحدى وثلاثين ومئتين قال ابن حبان مات في نصف صفر قلت كان غزير العلم عارفا بالحديث وأيام الناس بصيرا بالفتوى صادقا دينا وما أدري ما لاح للنسائي منه حتى ضعفه وقال مرة ليس بثقة وهذا جرح مردود فقد احتج به الشيخان وما علمت له حديثا منكرا حتى أورده وقد قال أسلم بن عبد العزيز حدثنا بقي بن مخلد أن يحيى بن بكير سمع الموطأ من مالك سبع عشرة مرة قلت وقد روى البخاري عن محمد بن عبد الله عن يحيى بن بكير وسمع الموطأ من طريقه من شيخنا أبي الحسين الحافظ أخبرنا مكرم أخبرنا حمزة أخبرنا الفقيه نصر أخبرنا الميماسي أخبرنا ابن وصيف الغزي أخبرنا الحسن بن الفرج بغزة حدثنا يحيى بن بكير عن مالك أخبرنا محمد بن عبد السلام التميمي وأحمد بن هبة الله وزينب بنت كندي قراءة عن المؤيد الطوسي أن محمد بن الفضل الفراوي وأخبرونا عن زينب الشعرية عن إسماعيل القاري وأخبرونا عن عبد المعز ابن محمد أخبرنا تميم بن أبي سعيد قالوا أخبرنا عمر بن مسرور أخبرنا إسماعيل بن نجيد حدثنا محمد بن إبراهيم البوشنجي حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير حدثني الليث عن حيوة بن شريح عن عقبة بن مسلم عن عبد الله بن الحارث بن جزء رضي الله عنه قال سمعت رسول الله {{صل}} يقول ويل للأعقاب وبطون الأقدام من النار هذا حديث صالح الإسناد من العوالي
 
===أبو الينبغي===
أبو الينبغي شاعر محسن ذو مزاح وهجو ومدح للخلفاء والقواد أفرد المرزباني أخباره وكان يقول خدمت المنصور ولي ثلاث عشرة سنة وعاش إلى دولة المعتصم وهو القائل في عرس بوران
 
بارك الله للحسن * ولبوران في الختن
 
يا إمام الهدى ظفر * ت ولكن ببنت من
 
فلوح بالمدح وبالعجاء
 
===الحميدي===
الحميدي ( خدتس ) عبد الله بن الزبير بن عيسى بن عبيد الله بن أسامة بن عبد الله بن حميد ابن زهير بن الحارث بن أسد بن عبد العزى وقيل جده هو عيسى بن عبد الله بن الزبير بن عبيد الله بن حميد الإمام الحافظ الفقيه شيخ الحرم أبو بكر القرشي الأسدي الحميدي المكي صاحب المسند حدث عن إبراهيم بن سعد وفضيل بن عياض و[[سفيان بن عيينة]] فأكثر عنه وجود وعبد العزيز بن عبد الصمد العمي وعبد العزيز بن أبي حازم والوليد بن مسلم ومروان بن معاوية ووكيع والشافعي وليس هو بالمكثر ولكن له جلالة في الإسلام حدث عنه [[البخاري]] والذهلي وهارون الحمال وأحمد بن الأزهر وسلمة بن شبيب ومحمد بن سنجر ويعقوب الفسوي وإسماعيل سمويه ومحمد بن عبد الله بن البرقي وأبو زرعة الرازي وبشر بن موسى وأبو حاتم ويعقوب بن شيبة وأبو بكر محمد بن إدريس المكي وراقه وخلق سواهم قال أحمد بن حنبل الحميدي عندنا إمام وقال أبو حاتم أثبت الناس في ابن عيينة الحميدي وهو رئيس أصحاب ابن عيينة وهو ثقة إمام قال الحميدي جالست سفيان بن عيينة تسع عشرة سنة أو نحوها وقال يعقوب الفسوي حدثنا الحميدي وما لقيت أنصح للإسلام وأهله منه قال عبد الرحمن بن أبي حاتم حدثنا محمد بن عبد الرحيم الهروي قال قدمت مكة سنة ثمان وتسعين ومات في أولها سفيان بن عيينة قبل قدومنا بسبعة أشهر فسألت عن أجل أصحاب ابن عيينة فذكر لي الحميدي فكتبت حديث ابن عيينة عنه وروى يعقوب الفسوي عن الحميدي قال كنت بمصر وكان لسعيد ابن منصور حلقة في مسجد مصر ويجتمع إليه أهل خراسان وأهل العراق فجلست إليهم فذكروا شيخا لسفيان فقالوا كم يكون حديثه فقلت كذا وكذا فسبح سعيد بن منصور وأنكر ذلك وأنكر ابن ديسم وكان إنكار ابن ديسم أشد علي فأقبلت على سعيد فقلت كم تحفظ عن سفيان عنه فذكر نحو النصف مما قلت وأقبلت على ابن ديسم فقلت كم تحفظ عن سفيان عنه فذكر زيادة على ما قال سعيد نحو الثلاثين مما قلت أنا فقلت لسعيد تحفظ ما كتبت عن سفيان عنه فقال نعم قلت فعد وقلت لابن ديسم فعد ما كتبت قال فإذا سعيد يغرب على ابن ديسم بأحاديث وابن ديسم يغرب على سعيد في أحاديث كثيرة فإذا قد ذهب عليهما أحاديث يسيرة فذكرت ما ذهب عليهما فرأيت الحياء والخجل في وجوههما قال ابن سعد الحميدي من بني أسد بن عبد العزى بن قصي صاحب ابن عيينة وروايته ثقة كثير الحديث مات بمكة سنة تسع عشرة وكذا أرخ البخاري وقيل سنة عشرين وله رواية في مقدمة [[صحيح مسلم]] وقال محمد بن سهل القهستاني حدثنا الربيع بن سليمان سمعت الشافعي يقول ما رأيت صاحب بلغم أحفظ من الحميدي كان يحفظ لسفيان بن عيينة عشرة آلاف حديث وقال محمد بن إسحاق المروزي سمعت إسحاق بن راهويه يقول الأئمة في زماننا الشافعي والحميدي وأبو عبيد وقال علي بن خلف سمعت الحميدي يقول ما دمت بالحجاز و[[أحمد بن حنبل]] بالعراق وإسحاق بخراسان لا يغلبنا أحد وقال أبو العباس السراج سمعت محمد بن إسماعيل يقول الحميدي إمام في الحديث قال الفربري حدثنا محمد بن المهلب البخاري حدثنا الحميدي قال والله لأن أغزو هؤلاء الذين يردون حديث رسول الله {{صل}} أحب إلى من أن أغزو عدتهم من الأتراك قلت لما توفي الشافعي أراد الحميدي أن يتصدر موضعه فتنافس هو وابن عبد الحكم على ذلك وغلبه ابن عبد الحكم على مجلس الإمام ثم إن الحميدي رجع إلى مكة وأقام بها ببنشر العلم رحمه الله أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد الفقيه أخبرنا أبو المكارم المبارك بن محمد أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أخبرنا عثمان بن محمد أخبرنا أبو بكر الشافعي حدثنا بشر بن موسى حدثنا الحميدي أخبرنا سفيان عن [[الزهري]] أنه سمع أنس بن مالك يقول اخر نظرة نظرتها إلى رسول الله {{صل}} كشف الستارة يوم الاثنين والناس صفوف خلف أبي بكر فلما رأوه كأنهم تحركوا فأشار إليهم رسول الله أن امضوا فنظرت إلى وجهه كأنه ورقة مصحف وألقى السجف وتوفي من اخر ذلك اليوم متفق عليه ورواه مسلم عن الحلواني وعبد عن يعقوب بن إبراهيم عن أبيه عن صالح عن الزهري وقوله وتوفي من اخر ذلك اليوم غريب إنما المحفوظ أنه توفي في أوائل النهار قبل الظهر يوم الاثنين ويقع حديث أبي بكر الحميدي عاليا في الغيلانيات أخبرنا يوسف بن أبي نصر وعبد الله بن قوام وعدة قالوا أخبرنا ابن الزبيدي أخبرنا أبو الوقت أخبرنا الداوودي أخبرنا ابن حمويه أخبرنا ابن مطر حدثنا البخاري حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا يحيى بن سعيد الأنصاري أخبرني محمد بن إبراهيم أنه سمع علقمة بن وقاص الليثي يقول سمعت عمر رضي الله عنه يقول على المنبر سمعت رسول الله {{صل}} يقول إنما الأعمال بالنيات وذكر الحديث هذا أول شيء افتتح به [[البخاري]] صحيحه فصيره كالخطبة له وعدل عن روايته افتتاحا بحديث مالك الإمام إلى هذا الإسناد لجلالة الحميدي وتقدمه ولأن إسناده هذا عزيز المثل جدا ليس فيه عنعنة أبدا بل كل واحد منهم صرح بالسماع له
 
===يحيى بن أبي الخصيب===
يحيى بن أبي الخصيب زياد الرازي الحافظ قاضي عكبرا كان أحد الأئمة روى عن حماد بن زيد ومعاوية الضال ومرحوم بن عبد العزيز وعلي بن مسهر وعيسى بن يونس ويحيى بن أبي زائدة والوليد ابن مسلم وخلق وله رحلة ومعرفة روى عنه علي بن المديني ومحمد بن عامر الأنطاكي وإبراهيم ابن موسى الفراء وعلي بن ميسرة وأبو زرعة وأبو حاتم واخرون قال ابن أبي حاتم سمعت أبي يقول كان ثقة من أوعية العلم ما أعلم كان في زمانه أكثر حديثا منه قلت ولا إبراهيم بن موسى ولا أبو جعفر الجمال قال ولا هذان وقال أبو زرعة ثقة مشهور
 
===المقعد===
المقعد ( ع ) عبد الله بن عمرو بن أبي الحجاج الإمام الحافظ المجود أبو معمر المنقري مولاهم البصري المقعد واسم جده ميسرة حدث عن عبد الوارث بن سعيد فأكثر وجود وأبي الأشهب العطاردي جعفر بن حيان وملازم بن عمرو وعبثر بن القاسم وعبد الله ابن جعفر المديني وعبد العزيز الدراوردي وعبد الوهاب الثقفي وطائفة وليس هو بالمكثر لكنه متقن لعلمه وكان عدلا ضابطا إلا أنه قدري من غلمان عبد الوارث في ذلك حدث عنه [[البخاري]] و[[أبو داود]] وحجاج بن الشاعر والفضل بن سهل ومحمد بن يحيى ومحمد بن وارة وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي الحافظ وأحمد بن الحسن بن خراش والرمادي والبرتي وعباس الدوري وأبو زرعة وأبو حاتم وأبو الأحوص العكبري وخلق قال أحمد بن زهير عن يحيى بن معين هو ثقة ثبت وروى إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد عن يحيى ثقة نبيل عاقل وقال يعقوب بن شيبة كان ثقة ثبتا صحيح الكتاب وكان يقول بالقدر وكان غالبا على عبد الوارث قال علي بن المديني قد كتبت كتب عبد الوارث عن ولده عبد الصمد وأنا أشتهي أن أكتبها عن أبي معمر قلت يقول علي مثل هذا القول مع أنه قد لقي أيضا عبد الوارث وسمع منه جملة أحاديث وقال أبو داود بلغني عن علي أنه قال أبو معمر في عبد الوارث أحب إلى من عبد الوارث في رجاله ثم قال أبو داود سمعت أبا معمر يقول ليحيى بن معين شيخ كتب عني كتاب الحروف قال وكان الأرزي لا يحدث عن أبي معمر للقدر يخافه عليه قال أبو داود كان لا يتكلم فيه وهو أثبت من عبد الصمد مرارا قلت يريد بالحروف حرف أبي عمرو بن العلاء كان عبد الوارث قد تلا علي أبي عمرو وجود فأخذ ذلك عنه أبو معمر المقعد قال أحمد العجلي أبو معمر ثقة يرى القدر وقال أبو حاتم صدوق متقن قوي الحديث غير أنه لم يكن يحفظ وكان له قدر عنه أهل العلم وقال أبو زرعة ثقة حافظ يعني أنه كان متقنا محررا لكتبه وقال ابن خراش صدوق قدري قال [[البخاري]] وغيره مات سنة أربع وعشرين ومئتين قلت إنما قدمته لقدم وفاته ولا يقع لنا حديثه فيما علمت عاليا وهو عندي في [[صحيح البخاري]] ومسند الدارمي وحديثه في الكتب مع بدعته نسأل الله التوفيق أخبرنا عبد الحافظ أخبرنا ابن قدامة أخبرنا ابن البطي أخبرنا علي ابن أيوب أخبرنا ابن شاذان أخبرنا ابن زياد القطان حدثنا أحمد بن محمد حدثنا أبو معمر ومسدد قالا حدثنا عبد الوارث عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله {{صل}} المراء في القران كفر
 
===سليمان بن داود بن علي===
{{سير أعلام النبلاء/عباسيون}}
 
سليمان بن داود ( 4 ) ابن الأمير داود بن علي بن البحر [[عبد الله بن العباس]] الشريف الإمام البارع الحافز السري أبو أيوب الهاشمي العباسي من كبار الأئمة سمع إبراهيم بن سعد وإسماعيل بن جعفر وعبثر بن القاسم وعبد الرحمن بن أبي الزناد و[[سفيان بن عيينة]] وهشيما وطبقتهم حدث عنه [[أحمد بن حنبل]] ومحمد بن عبد الرحيم صاعقة وعباس الدوري وإبراهيم الحربي والحارث بن أبي أسامة وأبو مسلم الكجي واخرون قال الزعفراني قال لي أبو عبد الله الشافعي ما رأيت أعقل من هذين الرجلين أحمد بن حنبل وسليمان بن داود الهاشمي وقال [[النسائي]] وغيره ثقة وعن ابن وارة أنه سمع سليمان الهاشمي يقول ربما أحدث بحديث واحد ولي نية فإذا أتيت على بعضه تغيرت نيتي فإذا الحديث الواحد يحتاج إلى نيات عندي حديث كتبته في غير هذا الموضع من رواية الإمام أحمد عن سليمان بن داود الهاشمي عن الشافعي قال ابن سعد وأحمد بن زهير مات سليمان سنة تسع عشرة ومئتين وروي عن أحمد بن حنبل أنه قال كان يصلح للخلافة رحمه الله
 
===معلى بن أسد===
 
معلى بن أسد ( خ م ت س ق ) الحافظ الحجة أبو الهيثم العمي البصري أخو بهز بن أسد حدث عن عبد العزيز بن المختار وعبد الله بن المثنى الأنصاري ووهيب بن خالد ويزيد بن زريع وحماد بن زيد وطبقتهم حدث عنه [[البخاري]] وروى مسلم و[[الترمذي]] و[[النسائي]] و[[بن ماجة]] عن رجل عنه وحجاج بن الشاعر وأحمد بن يوسف السلمي وسليمان ابن معبد وحفص بن عمر سنجة وأبو محمد الدارمي وعثمان الدارمي وهلال بن العلاء وعلي بن عبد العزيز البغوي واخرون وكان من الأئمة الأثبات قال أبو حاتم الرازي ما أعلم أني عثرت له على خطأ سوى حديث واحد قال خليفة مات سنة تسع عشرة ومئتين وقال ابن حبان مات في رمضان سنة ثمان عشرت ومئتين
 
===سنيد===
سنيد ( ق ) الإمام الحافظ محدث الثغر أبو علي حسين بن داود ولقبه سنيد المصيصي المحتسب صاحب التفسير الكبير حدث عن حماد بن زيد وجعفر بن سليمان الضبعي وأبي بكر ابن عياش وعبد الله بن المبارك وعيسى بن يونس وعدد كثير حدث عنه أبو بكر الأثرم وأبو زرعة الرازي وأحمد بن زهير وعبد الكريم الديرعاقولي وخلق كثير قال أبو حاتم صدوق وقال [[أبو داود]] لم يكن بذاك وقال [[النسائي]] ليس بثقة قلت مشاه الناس وحملوا عنه وما هو بذاك المتقن مات في سنة ست وعشرين ومئتين خرج له [[بن ماجه]] حديثا واحدا
 
===محمد بن سلام===
محمد بن سلام ( خ ) ابن الفرج الإمام الحافظ الناقد أبو عبد الله السلمي مولاهم البخاري البيكندي رأى مالك بن أنس ولم يتفق له السماع منه وروى عن أبي الأحوص سلام بن سليم وإسماعيل بن جعفر وهشيم بن بشير وعبد الله بن المبارك و[[سفيان بن عيينة]] وجرير بن عبد الحميد وأبي إسحاق الفزاري وعيسى بن موسى غنجار وزائدة بن أبي الرقاد وأبي بكر بن عياش وخلق كثير حدث عنه البخاري وأبو محمد الدارمي وعبيد الله بن واصل وأبو عمر محمد بن بجير وأحمد بن الضوء وحميد بن النضر وطفيل بن زيد النسفي وخلق من أهل ما وراء النهر وكان من أوعية العلم وأئمة الأثر قال أحمد بن الهيثم الشاشي قال لي يحيى بن يحيى بخراسان كنزان كنز عند محمد بن سلام البيكندي وكنز عند إسحاق بن راهوية وروى محمد بن يوسف السمرقندي عن محمد بن مبشر الكرميني قال انكسر قلم محمد بن سلام البيكندي في مجلس شيخ فأمر أن ينادى قلم بدينار فطارت إليه الأقلام قلت كان محتشما ذا أموال قال محمد بن يعقوب البيكندي سمعت علي بن الحسين يقول كان محمد بن سلام في منزله فدق بابه فخرج فقال الشخص يا أبا عبد الله أنا جني رسول ملك الجن إليك يسلم عليك ويقول لا يكون لك مجلس إلا يكون منا في مجلسك أكثر من الإنس قال محمد بن يعقوب هذه حكاية مستفيضة عندنا مشهورة وعن محمد بن سلام قال لم أجلس في سوق بيكند منذ أربعين سنة وقال سهل بن المتوكل سمعت محمد بن سلام يقول أنا محمد بن سلام بالتخفيف قلت بكل قالوا فقد ذكر التثقيل ولم يثبت وقد دخل محمد بن سلام خوارزم مع غنجار وسمعا بها من عبد الكريم بن الأسود البصري ومغيرة بن موسى صاحب سعيد بن أبي عروبة قال عبيد الله بن واصل سمعت محمد بن سلام يقول كتبت عن أربع مئة شيخ وقال علي بن الحسين سمعت محمد بن سلام يقول أدركت مالكا فإذا الناس يقرؤون عليه فلم أسمه منه وقال سهل بن المتوكل سمعت محمدا يقول أنفقت في طلب العلم أربعين ألفا وأنفقت في نشره أربعين ألفا وليت ما أنفقت في طلبه كان في نشره أو كما قال قال عبيد الله بن شريح سمعت محمد بن سلام يقول أحفظ نحوا من خمسة آلاف حديث وقال محمد بن أحمد الغنجار كان لابن سلام مصنفات في كل باب من العلم وكان بينه وبين أبي حفص أحمد بن حفص الفقيه مودة وأخوة مع تخالفهما في المذهب قال يحيى بن جعفر البيكدي ولد محمد بن سلام في الليلة التي توفي فيها [[سفيان الثوري]] قال البخاري مات في سابع صفر سنة خمس وعشرين ومئتين
 
===علي بن معبد===
علي بن معبد ابن شداد الإمام الحافظ الفقيه أبو الحسن وأبو محمد العبدي الرقي نزيل مصر من كبار الأئمة حدث عن إسماعيل بن جعفر والليث بن سعد وعبيد الله بن عمرو الرقي وموسى بن أعين وإسماعيل بن عياش وأبي الأحوص وابن عيينة وهشيم والمعافى بن عمران والمسيب بن شريك وعتاب ابن بشير وابن وهب وأبي بكر بن عياش والشافعي وخلق روى عن محمد بن الحسن الجامع الكبير والجامع الصغير روى عنه يحيى بن معين وأبو عبيد وإسحاق الكوسج وخشيش بن أصرم وسلمة بن شبيب وبحر بن نصر وسمويه وعبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم وعبد الملك بن حبيب الفقيه وأبو حاتم ومقدام بن داود الرعيني ويعقوب الفسوي وأبو يزيد القراطيسي ويحيى بن عثمان بن صالح وخلق كثير قال يونس بن عبد الأعلى سمعته يقول انصرفت من عند المأمون وقد أبيت عليه الدخول فيما عرضه من القضاء بمصر فرشت حصيرا وقعدت على بابي فمر رجلان يقول أحدهما للاخر والله ما صح له إلى الان شيء وقد فتح بابه وفرش حصيره فدخلت وجلست داخل بابي وقلت أقرب إلى من يجيئني فمر رجلان فسمعت أحدهما يقول ما صح له شيء وأغلق بابه فكيف لو صح له شيء وقال سليمان الكيساني سمعت علي بن معبد يقول كان بيني وبين المأمون أن قال إن كان لك أخ صالح فاستعن به كما استعنت بأخي هذا فقلت يا أمير المؤمنين إن لي حرمة قال وما هي قلت سماعي معكم من أبي بكر بن عياش وعيسى بن يونس قال وأين كنت تسمع قلت في دار الرشيد قال وكيف دخلت قلت بأبي قال من أبوك قلت معبد بن شداد فأطرق ثم قال إنه كان من طاعتنا على غاية فلم لا تكون مثله قال أبو حاتم ثقة وقال ابن يونس كنيته أبو محمد مروزي الأصل قدم مصر مع أبيه معبد وكان يذهب في الفقه مذهب أبي حنيفة وروى عن محمد بن الحسن الجامع الكبير والصغير توفي بمصر لعشر بقين من رمضان سنة ثمان عشرة ومئتين
 
===علي بن معبد بن نوح===
فأما علي بن معبد بن نوح الإمام الحافظ أبو الحسن البغدادي ثم المصري الصغير فيروي عن عبد الوهاب الخفاف وزيد بن يحيى بن عبيد الدمشقي وروح بن عبادة وعلي بن معبد بن شداد وأبي النضر هاشم ابن القاسم ويعلى بن عبيد ويزيد بن هارون وأبي أحمد الزبيري وأبي بدر السكوني وطبقتهم وله رحلة وبصر بهذا الشأن حدث عنه موسى بن هارون وأبو العلاء محمد بن أحمد بن جعفر الوكيعي وعلي بن سراج المصري وعلي بن سعيد الرازي وزكريا خياط السنة ومحمد بن إسحاق بن خزيمة ومحمد بن إسماعيل المهندس وأبو بشر الولابي وأبو بكر محمد بن سعيد الترخمي وعمر بن محمد بن بجير وأبو الحسن بن جوصا وأبو جعفر الطحاوي وخلق كثير قال أحمد بن عبد الله العجلي ثقة صاحب سنة سكن مصر وكان أبوه واليا على طرابلس المغرب قلت وكان أخوه عثمان بن معبد من القراء ولكن ما عرفت على من قرأ وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم كتبنا شيئا من حديث علي بن معبد بن نوح بمكة وكان حاجا فلم يقض لنا السماع منه وذلك في سنة خمس وخمسين ومئتين وكان صدوقا وقال أبو بكر بن الجعابي نزل مصر وعنده عجائب وذكره ابن حبان في الثقات وقال مستقيم الحديث قلت قول أبي بكر عنده عجائب عبارة محتملة للتليين فلا تقبل إلا مفسرة والرجل فثقة صادق صاحب حديث ولكنه يأتي بغرائب عن من يحتملها قال الطحاوي مات في رجب سنة تسع وخمسين ومئتين وكذا أرخه ابن يونس وكان تاجرا قال شيخنا المزي قيل إن [[النسائي]] روى عنه ولم أقف على ذلك قلت قد روى النسائي في مسند مالك عن زكريا عنه
 
===النفيلي===
النفيلي ( خ 4 ) عبد الله بن محمد بن علي بن نفيل بن زراع بن علي وقيل ابن عبد الله بن قيس بن عصم الإمام الحافظ عالم الجزيرة أبو جعفر القضاعي ثم النفيلي الحراني أحد الأعلام حدث عن مالك بن أنس ومعقل بن عبيد الله وعفير بن معدان وزهير بن معاوية وخليد بن دعلج وأبي مهدي سعيد بن سنان الحمصي وعكرمة بن إبراهيم الأزدي ومحمد بن عمران الحجبي اخر من حدث عن صفية بنت شيبة وهشيم بن بشير وعبد الرحمن بن أبي الرجال وزيد بن السائب الجزري وأبي المليح الرقي وعباد بن كثير الرملي وعبد العزيز ابن أبي حازم والدراوردي و[[ابن المبارك]] والنضر بن عربي وموسى بن أعين و[[سفيان بن عيينة]] وخلق كثير وعنه أبو داود فأكثر وأبو داود سليمان بن سيف وعلي بن عثمان النفيلي وأحمد بن سليمان الرهاوي وأبو زرعة وأبو حاتم والذهلي ومحمد بن إبراهيم البوشنجي وإبراهيم بن ديزيل والفضل بن محمد الشعراني وأبو الأصبغ محمد بن عبد الرحمن القرقساني وأحمد بن عبد الرحمن بن عقال وجعفر الفريابي وخلق كثير وروى البخاري عن محمد غير منسوب عن النفيلي فقيل هو الذهلي وقيل البوشنجي قال أبو بكر الأثرم سمعت أبا عبد الله أثنى على النفيلي وقال كان يمر معي إلى مسكين بن بكير وقال أبو حاتم سمعت ابن معين يثني على النفيلي وروى أبو عبيد الاجري عن أبي داود قال ما رأيت أحفظ من النفيلي قلت ولا عيسى بن شاذان قال ولا عيسى وكان الشاذكوني لا يقرلأحد في الحفظ إلا للنفيلي وكان أحمد إذا ذكره يعظمه قال أبو داود وما رأينا له كتابا قط وكل ما حدثنا فمن حفظه قال وقلت لأحمد بن حنبل أيما أثبت في زهيرأحمد بن يونس أو النفيلي فقال أحمد بن يونس رجل صدوق والنفيلي صاحب حديث قال وسمعت أحمد بن حنبل يقول في عتاب بن بشير تركه عبد الرحمن بأخرة وكف أحمد عن حديثه وذاك أن الخطابي حدثه عنه بحديث فقال لي أحمد أبو جعفر النفيلي يحدث عنه قلت نعم قال أبو جعفر أعلم به قال الاجري سمعت أبا داود يقول اشهد على أني لم أر أحفظ من النفيلي وقال أبو حاتم حدثنا ابن نفيل الثقة المأمون وقال الدارقطني هو ثقة مأمون محتج به وقال أبو أحمد الحاكم كتبوا عنه في أيام هشيم قال أبو الفضل يعقوب بن إسحاق الفقيه سمعت أحمد بن سلمة النيسابوري يحكي عن محمد بن مسلم بن وارة قال أحمد بن صالح بمصر وأحمد بن حنبل ببغداد وابن نمير بالكوفة والنفيلي بحران هؤلاء أركان الدين وقال أبو حاتم البستي كان النفيلي متقنا يحفظ سمعت مكحولا سمعت جعفر بن أبان سمعت أحمد بن حنبل يقول أبو جعفر النفيلي أهل أن يقتدى به وعن ابن نمير قال وكيع وابن مهدي وأبو نعيم ورابعهم النفيلي قال خليفة توفي سنة أربع وثلاثين ومئتين قيل مات في أحد الربيعين وكان من أبناء التسعين
 
===الجرمي===
الجرمي ( خم ) الإمام المحدث الصدوق أبو عبيد الله سعيد بن محمد بن سعيد الجرمي الكوفي حدث عن شريك وعمرو بن أبي المقدام وحاتم بن إسماعيل وعبد الملك بن عبد الرحمن بن أبجر وعمرو بن عطية العوفي ويعقوب ابن أبي المتئد والقاضي أبي يوسف وعدة حدث عنه [[البخاري]] ومسلم وروى [[أبو داود]] و[[بن ماجة]] عن رجل عنه ومحمد بن يحيى الذهلي وأبو زرعة الرازي وأبو بكر بن أبي الدنيا وإبراهيم الحربي وعبد الله بن أحمد وإبراهيم بن عبد الله المخرمي واخرون سئل [[أحمد بن حنبل]] عنه فقال صدوق كان يسمع معنا الحديث ويطلب وقال [[أبو داود]] هو ثقة وقال بعضهم كان يتشيع قال إبراهيم بن عبد الله بن أيوب المخرمي كان إذا قدم بغداد نزل على أبي وكان إذا جاء ذكر النبي {{صل}} ربما سكت وإذا جاء ذكر علي بن أبي طالب قال {{صل}} قلت مات سنة ثلاثين ومئتين وفيها مات علي بن الجعد ومحمد بن سعد وأحمد بن جميل وأحمد بن جناب وإبراهيم بن إسحاق الصيني وإبراهيم بن حمزة وإسحاق بن إسماعيل الطالقاني وإسماعيل بن سعيد الشالنجي الفقيه وإسماعيل بن عيسى العطار ومحمد بن إسماعيل بن أبي سمينة وسعيد بن عمرو الأشعثي وأمير خراسان عبد الله بن طاهر الخزاعي وعبد الحميد ابن صالح البرجمي وعبد العزيز بن يحيى المدني وعلي بن محمد الطنافسي وعون بن سلام الكوفي وأبو غسان مالك المسمعي ومحبوب ابن موسى الأنطاكي ومهدي بن جعفر الرملي وعتيق بن يعقوب الزبيري وإسحاق بن عمر بن سليط البصري والحسن بن الحكم القطربلي
 
===عمر بن حفص بن غياث===
عمر بن حفص بن غياث ( خمدتس ) عن أبيه قاضي الكوفة وأبي بكر بن عياش وعبد الله بن إدريس وغيرهم يكنى أبا حفص وكان من العلماء الأثبات حدث عنه الشيخان في صحيحيهما وروى أرباب السنن سوى [[بن ماجه]] عن رجل عنه وممن روى عنه أحمد بن إبراهيم الدورقي وأحمد بن يوسف السلمي وإسماعيل سمويه وأحمد بن ملاعب ومحمد بن يحيى الذهلي وأبو حاتم ويعقوب الفسوي واخرون وثقه أبو حاتم وقال [[أبو داود]] تبعته إلى منزله ولم يتفق لي أن أسمع منه قال [[البخاري]] توفي سنة اثنتين وعشرين ومئتين قلت لم يخرجوا له عن غير أبيه وكان مكثرا عنه مليا به مات عن بضع وخمسين سنة بالكوفة
 
===خالد بن خلي===
خالد بن خلي القاضي الإمام الحافظ أبو القاسم الكلاعي الحمصي قاضي بلده ولد في حدود سنة سبعين ومئة وسمع من بقية بن الوليد ومحمد بن حرب وسلمة بن عبد الملك العوصي ومحمد بن حمير وطبقتهم حدث عنه [[البخاري]] في صحيحه وأبو زرعة الدمشقي ومحمد بن عوف الطائي وولده محمد بن خالد بن خلي واخرون قال [[النسائي]] ليس به بأس قلت كان من نبلاء العلماء قال عبد الصمد بن سعيد القاضي سمعت سليمان بن عبد الحميد البهراني يقول لما وجه المأمون إلى أهل حمص ليقدموا عليه دمشق وقع الاختيار على أربعة يحيى بن صالح الوحاظي وعلي بن عياش وأبي اليمان وخالد بن خلي قال فأول من دخل أبو اليمان فقال له يحيى بن أكثم ما تقول في يحيى بن صالح فقال أورد علينا من هذه الأهواء شيئا لا نعرفه قال فما تقول في علي بن عياش فقال رجل صالح لا يصلح للقضاء قال فخالد بن خلي قال أنا أقرأته القران فأمر به فأخرج ثم ادخل يحيى بن صالح فقال ما تقول في أبي اليمان قال شيخ من شيوخنا مؤدب أولادنا قال فعلي بن عياش قال رجل صالح لا يصلح قال فخالد بن خلي قال عني أخذ العلم وكتب الفقه فأخرج وأدخل علي بن عياش فحادثه وقال ما تقول في أبي اليمان فقال شيخ صالح يقرأ القران قال فيحيى قال أحد الفقهاء قال فخالد بن خلي قال رجل من أهل العلم ثم أخذ يبكي ثم أدخل خالد فقال له ما تقول في أبي اليمان قال شيخنا وعالمنا ومن قرأنا عليه القران قال فيحيى قال أخذنا عنه العلم والفقه قال فابن عياش قال رجل من الأبدال إذا نزلت بنا نازلة سألناه فدعا الله فكشفها فإذا أصابنا القحط سألناه فدعا الله تعالى فسقانا الغيث قال فعمد يحيى بن أكثم إلى ستر رقيق بينه وبين المأمون فرفعه فقال له المأمون هذا يصلح للقضاء فوله فأمر بالخلع فخلعت على خالد وولاه القضاء قلت لم أظفر له بوفاة كأنه مات سنة نيف وعشرين ومئتين
 
===محمد بن خالد بن خلي===
ابنه محمد بن [[../خالد بن خلي|خالد بن خلي]] ( س ) الإمام العالم الحجة أبو الحسين الحمصي حدث عن أبيه وأحمد بن خالد الوهبي وأبي اليمان وبشر بن شعيب روى عنه [[النسائي]] وحاجب بن أركين وابن جوصا وأبو عوانة وأبو العباس الأصم وولده أحمد بن محمد بن خالد بن خلي وطائفة وثقه [[النسائي]] وعاش إلى حدود سنة سبعين ومئتين
 
===محمد بن المنهال===
محمد بن المنهال ( خمد ) الضرير الحافظ المجود الإمام أبو جعفر وقيل أبو عبد الله التميمي البصري صاحب يزيد بن زريع وروايته وحدث أيضا عن أبي عوانة وجعفر بن سليمان ومحمد بن عبد الرحمن الطفاوي ومخشي بن معاوية الباهلي وحبيبة بنت حماد المازنية وجماعة يسيرة ولم يرحل ولا كتب بل كان يحفظ روى عنه [[البخاري]] ومسلم و[[أبو داود]] وأبو محمد الدارمي وأبو بكر الأثرم وحرب الكرماني وعبيد الله بن واصل البخاري وعثمان ابن خرزاذ وعثمان بن سعيد الدارمي ومحمد بن إبراهيم البوشنجي ومضر بن محمد الأسدي ويعوب الفسوي ويعقوب بن شيبة ويوسف القاضي وأبو بكر أحمد بن علي المروزي وأبو يعلى الموصلي والحسن بن سفيان وأبو مسلم الكجي وخلق كثير قال العجلي بصري ثقة لم يكن له كتاب قلت له لك كتاب فقال كتابي صدري وقال ابن أبي حاتم سمعت أبي يقول كتب عنه علي بن المديني كتاب يزيد بن زريع وهو حافظ كيس أحب إلي من أمية بن بسطام قال وسمعت أبا زرعة يقول سألت محمد بن المنهال أن يقرأ علي تفسير أبي رجاء ليزيد بن زريع فأملي علي من حفظه نصفه ثم أتيته يوما اخر بعد كم فأملى علي من حيث أنتهى فقال خذ فتعجبت وكان يحفظ حديث يزيد بن زريع وقال القاسم بن صفوان البرذعي عن عثمان بن خرزاذ أحفظ من رأيت أربعة محمد بن المنهال الضرير وإبراهيم بن محمد بن عرعرة وأبو زرعة وأبو حاتم قال ابن عدي سمعت أبا يعلى يذكر محمد بن منهال الضرير ويفخم أمره ويذكر أنه كان أحفظ من بالبصرة في وقته وأثبتهم في يزيد بن زريع وروى ابن حبان عن أبي يعلى قال مات بالبصرة ليلة الأحد لسبع عشرة خلون من شعبان سنة إحدى وثلاثين ومئتين وقال موسى بن هارون مات في اخر شعبان والأول أصح أخبرنا أبو الغنائم المسلم بن محمد القيسي فيما حدث به وأجازه لي قال أخبرنا عمر بن محمد أخبرنا محمد بن عبد الباقي الأنصاري في سنة أربع وعشرين وخمس مئة أخبرنا الحسن بن علي الجوهري أخبرنا علي ابن محمد بن كيسان أخبرنا يوسف بن يعقوب القاضي حدثنا محمد بن المنهال حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد بن أبي عروبة وشعبة عن قتادة عن ابن المسيب عن عامر بن أبي أمية عن أم سلمة أخته قالت كان رسول الله {{صل}} يصبح فينا جنبا من غير احتلام ثم يصبح صائما هذا حديث صحيح غريب وعامر من الطلقاء تفرد بإخراجه [[النسائي]] من طريق يزيد بن زريع عن سعيد فقط ومن غريب الاتفاق وفاة سميه وشريكه في اللقاء معه في عام وهو [[../محمد بن المنهال البصري|محمد بن المنهال البصري]]
 
===محمد بن المنهال البصري===
محمد بن المنهال البصري العطار أخو الحافظ الثقة حجاج بن منهال الأنماطي يروي عن يزيد بن زريع وجعفر بن سليمان وعبد الواحد بن زياد وفياض بن ثابت حدث عنه أبو زرعة وأبو حاتم وعبد الله بن أحمد بن حنبل وأبو يعلى الموصلي ومطين وجماعة قال ابن أبي حاتم سألت أبي عن هذا وعن الضرير فقال جميعا ثقتان والضرير أحفظ وأكيس وذكره ابن حبان في الثقات قال شيخنا أبو الحجاج وقيل إنه مات أيضا في سنة إحدى وثلاثين ومئتين وفيها مات محمد بن سعيد البصري الأثرم وعبادة بن زياد الكوفي وخالد بن مرداس ببغداد وأبو يعقوب البويطي الفقيه ومحرز بن عون وأحمد بن نصر الخزاعي الشهيد وعلي بن حكيم الأودي وخلف بن سالم الحافظ وإبراهيم بن محمد بن عرعرة وهارون بن معروف وعبد الله بن محمد بن أسماء وعبد الرحمن بن سلام الجمحي وأخوه محمد وأمية بن بسطام وكامل بن طلحة
 
===ابن سماعة===
ابن سماعة قاضي بغداد العلامة أبو عبد الله محمد بن سماعة بن عبيد الله بن هلال التيمي الكوفي صاحب أبي يوسف ومحمد حدث عن الليث والمسيب بن شريك روى عنه محمد بن عمران الضبي والحسن بن محمد بن عنبر الوشاء وصنف التصانيف قال ابن معين لو أن المحدثين يصدقون في الحديث كما يصدق ابن سماعة في الفقه لكانوا فيه على نهاية وقال أحمد بن عطية كان ورده في اليوم مئتي ركعة وقال أحمد بن عمران سمعته يقول مكثت أربعين سنة لم تفتني التكبيرة الأولى إلا يوم ماتت أمي فصليت خمسا وعشرين صلاة أريد التضعيف قلت ولي القضاء للرشيد بعد يوسف بن أبي يوسف ودام إلى أن ضعف بصره فصرفه المعتصم بإسماعيل بن حماد عمر مئة سنة وثلاث سنين وتوفي سنة ثلاث وثلاثين ومئتين
 
===يحيى بن بشر بن كثير===
يحيى بن بشر ( م ) ابن كثير المحدث الإمام الثقة أبو زكريا الأسدي الكوفي الحريري التاجر قدم دمشق فسمع من معاوية بن سلام الحبشي وسعيد بن عبد العزيز وسعيد بن بشر ومعروف الخياط وبالكوفة من جعفر الأحمر والفضل بن صدقة حدث عنه مسلم وأبو محمد الدارمي وبشر بن موسى وعثمان ابن خرزاذ ومطين وموسى بن إسحاق ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة والحسين بن عمر الثقفي قال صالح جزرة صدوق وقال الدارقطني ثقة قال ابن سعد قدم دمشق تاجرا وتوفي بالكوفة في جمادى الأولى سنة تسع وعشرين ومئتين وفيها ورخه البغوي وقال مطين وحده سنة سبع كذا في النسخة وما أكثر ما يتصحف تسع بسبع
 
===ابن أبي الأسود===
ابن أبي الأسود ( خد ت ) الإمام الحافظ الثبت أبو بكر عبد الله بن محمد بن حميد بن الأسود البصري تخرج بخاله عبد الرحمان بن مهدي سمع من مالك بن أنس وجعفر بن سليمان وأبي عوانة وعبد الواحد بن زياد وزيد بن زريع وحاتم بن إسماعيل ومعتمر بن سليمان وجده أبي الأسود وحميد بن الأسود وطائفة وتوسع في العلم وولي قضاء همدان حدث عنه [[البخاري]] و[[أبو داود]] وروى [[الترمذي]] عن رجل عنه ومن الراوين عنه أبو بكر بن أبي الدنيا وإسماعيل بن عبد الله سمويه وإبراهيم الحربي ويعقوب الفسوي وعثمان بن عبد الله بن خرزاذ وسمع وهو حدث باعتناء خاله روى عبد الخالق بن منصور عن يحيى بن معين قال لا بأس به ولكنه سمع وهو صغير من أبي عوانة وقد كان يطلب الحديث وقال الخطيب كان حافظا متقنا سكن بغداد قال أبو حسان الزيادي وغيره مات في شهر رمضان سنة ثلاث وعشرين ومئتين وله ستون سنة قلت فعلى هذا يكون مولده ظنا في سنة ثلاث وستين ومئة
 
===الفروي===
الفروي ( خت ق ) الإمام المحدث العالم أبو يعقوب إسحاق بن محمد بن إسماعيل ابن عبد الله بن أبي فروة الأموي مولاهم الفروي المدني سمع عبد الله بن جعفر المخرمي ومحمد بن جعفر بن أبي كثير ومالك بن أنس وسليمان بن بلال وعبيدة بن نائل ونافع بن أبي نعيم وابن أبي حازم وعدة حدث عنه [[البخاري]] وأبو بكر الأثرم وإسماعيل القاضي وعلي ابن عبد العزيز البغوي ومحمد بن إسماعيل الصائغ وخلق سواهم قال أبو حاتم صدوق ولكن ذهب بصره فربما لقن وكتبه صحيحة وذكره ابن حبان في الثقات ووهاه [[أبو داود]] ونقم عليه روايته لحديث الإفك عن مالك وقال الدارقطني ضعيف وقد روى عنه البخاري ويوبخونه على هذا قلت القول ما قاله فيه أبو حاتم أما عم أبيه إسحاق بن عبد الله فذاك واه قال البخاري مات الفروي سنة ست وعشرين ومئتين قلت خرج له أيضا [[الترمذي]] والقزويني ووقع لنا في جزء ابن ديزيل حديث الإفك رواه عن الفروي عن مالك
 
===عبد الرحمن بن سلام بن عبيد الله===
عبد الرحمن بن سلام ( م ) ابن عبيد الله الجمحي مولاهم البصري الإمام الثقة أبو حرب أخو محمد بن سلام الجمحي الأخباري حدث عن إبراهيم بن طهمان وأبي المقدام هشام بن زياد وحماد بن سلمة ومبارك بن فضالة والربيع بن مسلم وجماعة حدث عنه مسلم وأبو زرعة وأبو حاتم ومحمد بن غالب تمتام ومعاذ بن المثنى وموسى بن هارون والحسن بن سفيان وأبو يعلى الموصلي وأبو خليفة الجمحي واخرون قال أبو حاتم صدوق قال موسى بن هارون مات بالبصرة سنة إحدى وثلاثين ومئتين قلت كان من أبناء التسعين وكذلك [[../أخوه| محمد بن سلام بن عبيد الله]]
 
===محمد بن سلام بن عبيد الله===
[[../عبد الرحمن بن سلام بن عبيد الله|أخوه]] محمد بن سلام العلامة أبو عبد الله الجمحي وولاؤهم لقدامة بن مظعون كان عالما أخباريا أديبا بارعا حدث عن مبارك بن فضالة وحماد بن سلمة وأبي عوانة وطبقتهم حدث عنه أحمد بن زهير وثعلب وأحمد بن علي الأبار وعبد الله بن أحمد وأبو خليفة وعدد كثير قال صالح جزرة صدوق قلت صنف كتاب طبقات الشعراء قال الحسين بن فهم قدم علينا محمد بن سلام بغداد سنة اثنتين وعشرين فاعتل علة شديدة فأهدى إليه الرؤساء أطباءهم وكان منهم ابن ماسويه الطبيب فلما راه قال ما أرى من العلة كما أرى من الجزع قال والله ما ذاك لحرص على الدنيا مع اثنتين وثمانين سنة ولكن الإنسان في غفلة حتى يوقظ بعلمه فقال لا تجزع فقد رأيت في عرقك من الحرارة الغريزية وقوتها ما إن سلمك الله من العوارض بلغك عشر سنين أخرى قال ابن فهم فوافق كلامه قدرا فعاش كذلك وتوفي سنة اثنتين وثلاثين وقال أبو خليفة ابيضت لحية محمد بن سلام ورأسه وله سبع وعشرين سنة وقال غيره توفي سنة إحدى وثلاثين ومئتين وكان يقول أفنيت ثلاثة أهلين ماتوا وها أنا في الرابعة ولي أولاد قلت عاش نيفا وتسعين سنة
 
===أحمد بن شبيب===
أحمد بن شبيب ( خس ) ابن سعيد الحبطي الإمام أبو عبد الله البصري المجاور بمكة حدث عن أبيه ويزيد بن زريع ومروان بن معاوية وعنه [[البخاري]] وابن المديني والفلاس وأبو حاتم وإبراهيم الحربي وأبو زرعة والفسوي وخلق قال أبو حاتم ثقة صدوق وقال ابن أبي عاصم مات سنة تسع وعشرين ومئتين
 
===أبو توبة الحلبي===
أبو توبة الحلبي ( خمد ) الإمام الثقة الحافز بقية المشايخ أبو توبة الربيع بن نافع الحلبي نزيل طرسوس التي هي اليوم من بلاد الأرمن مولده في حدود الخمسين ومئة سمع من معاوية بن سلام ومحمد بن مهاجر والهيثم بن حميد ويحيى بن حمزة القاضي وشريك القاضي وإسماعيل بن عياش والحكم بن ظهير ويزيد بن المقدام و[[ابن المبارك]] وأبي المليح الرقي وعبيد الله بن عمر وإبراهيم بن سعد وأبي الأحوص وطبقتهم ووعى علما جما وعمر دهرا وارتحلوا إليه حدث عنه أبو محمد الدارمي وأبو حاتم و[[أبو داود]] في سننه ويزيد بن جهور الطرسوسي وإبراهيم بن سعيد الجوهري وزهير بن محمد بن قمير وأحمد بن خليد الحلبي ويعقوب الفسوي ومن أقرانه [[أحمد بن حنبل]] وغيره وحدث [[البخاري]] ومسلم و[[النسائي]] والقزويني في كتبهم عن رجل عنه قال أبو حاتم ثقة حجة وقال أبو داود قدم أبو توبة الكوفة ولم يرحل إلى البصرة وكان يحفظ الطوال يجيء بها ورأيته يمشي حافيا وعلى رأسه الطويلة قال وكان يقال إنه من الأبدال رحمه الله قلت هو اخر من حدث عن معاوية بن سلام قال النسائي لم يكن به بأس وقال الفسوي كان لا بأس به توفي سنة إحدى وأربعين ومئتين قلت كان من أبناء التسعين وإنما قدمت ترجمته لقدمه ونبله ولذلك ما أزال مترددا في الكهل القديم الموت وفي المعمر الذي تأخر
 
===الخوشي===
الخوشي الإمام الحافظ البارع شيخ خراسان أبو عبد الله محمد بن أسد الإسفراييني الخوشي بواو ويقال الخشي سمع [[الفضيل بن عياض]] وعبد الله بن المبارك و[[سفيان بن عيينة]] وبقية بن الوليد وإسماعيل ابن علية والوليد بن مسلم ومروان ابن معاوية الفزاري وطبقتهم حدث عنه أبو حاتم الرازي وإبراهيم الحربي وأبو أحمد محمد ابن عبد الوهاب ومحمد بن إسحاق الصاغاني وأبو محمد الدارمي ويحيى بن الذهلي وأبو لبيد محمد بن إدريس السرخسي واخرون قال ابن أبي حاتم سمع منه أبي بمكة في سنة ست عشرة ومئتين وسئل عنه فقال صدوق وقال أبو أحمد الحاكم كان أحد أركان الحديث ولما بلغ إسحاق ابن راهوية موته دخل علي ابن طاهر الأمير فقال اجرك الله في نصف خراسان وقال الخطيب وغيره كان ثقة وقال أبو عبد الله بن البيع خوش قرية من قرى إسفرايين وقال أبو عوانة الحافظ كتبوا عنه ببغداد وله خمس وعشرون سنة قلت مات بعيد سنة ثلاثين ومئتين أو فيها وأثتبه هنا لقدم وفاته
 
===أصبغ بن الفرج===
أصبغ بن الفرج ( ختس ) ابن سعيد بن نافع الشيخ الإمام الكبير مفتي الديار المصرية وعالمها أبو عبد الله الأموي مولاهم المصري المالكي مولده بعد الخمسين ومئة وطلب العلم وهو شاب كبير ففاته مالك والليث فروى عن عبد العزيز الدراوردي وأسامة بن زيد بن أسلم وأخيه عبد الرحمن بن زيد وحاتم بن إسماعيل وعيسى بن يونس السبيعي وعبد الله بن وهب وابن القاسم وبهما تفقه وحوى علما جما خدث عنه البخاري وأحمد بن الحسن الترمذي ويحيى بن معين وأحمد بن الفرات والربيع بن سليمان الجيزي وإسماعيل سمويه ومحمد بن إسماعيل السلمي وأبو الدرداء عبد العزيز بن منيب المروزي ويحيى بن عثمان بن صالح وبكر بن سهل الدمياطي وأبو يزيد يوسف القراطيسي وخلق كثير ذكره ابن معين فقال كان من أعلم خلق الله برأي مالك يعرفها مسألة مسألة متى قالها مالك ومن خالفه فيها وقال أحمد بن عبد الله أصبغ ثقة صاحب سنة وقال أبو حاتم كان أجل أصحاب ابن وهب وقال أبو سعيد بن يونس كان يحيى بن عثمان بن صالح يقول هو من أولاد عبيد المسجد كان بنو أمية يشترون للمسجد عبيدا يخدمونه فأصبغ من أولاد أولئك وكان مضطلعا بالفقه والنظر ثم قال توفي لأربع بقين من شوال سنة خمس وعشرين ومئتين وكان ذكر للقضاء في مجلس الأمير عبد الله بن طاهر فسبقه سعيد بن عفير قال وحدثني علي بن الحسن بن قديد عن يحيى بن عثمان بن صالح عن أبي يعقوب البويطي أنه كان حاضرا في مجلس ابن طاهر حين أمر بإحضار شيوخ مصر قال فقال لنا إني جمعتكم لترتادوا لأنفسكم قاضيا فكان أول من تكلم يحيى بن بكير ثم تكلم ابن ضمرة الزهري فقال أصلح الله الأمير أصبغ بن الفرج الفقيه العالم الورع وذكر باقي الحكاية قال بعض العلماء ما أخرجت مصر مثل أصبغ وقال أبو نصر الفقيه سمعت المزني والربيع يقولان كنا نأتي أصبغ قبل قدوم الشافعي فنقول له علمنا مما علمك الله تعالى قال مطرف بن عبد الله أصبغ أفقه من عبد الله بن عبد الحكم وذكر علي بن قديد عمن حدثه قال كان بين أصبغ وابن عبد الحكم مباعدة وكان أحدهما يرمي الاخر بالبهتان وقال ابن وزير كان أصبغ خبيث اللسان كان صاعقة قال ابن قديد كتب المعتصم في أصبغ ليحمل إليه في المحنة فهرب رحمه الله واختفى بحلوان وفي ذلك يقول الجمل الشاعر
 
وطويت أصبغ حقبة في بيته * فسترنه جدر البيوت الستر
 
أبدلته برجاله وجموعه * خرقا مقاعدة النساء الخدر
 
فإذا أراد مع الظلام لحاجة * أخذ النقاب وفضل مرط المعجر
 
===المسندي===
المسندي ( خ ) الإمام الحافظ المجود شيخ ما وراء النهر مع محمد بن سلام أبو جعفر عبد الله بن محمد بن عبد الله بن جعفر بن يمان الجعفي مولاهم البخاري المعروف بالمسندي لكثرة اعتنائه بالأحاديث المسندة رحل وطوف وسمع من [[سفيان بن عيينة]] ومروان بن معاوية وإسحاق الأزرق وفضيل بن عياض وعبد الله بن نمير وعبد الرزاق وطبقتهم حدث عنه [[البخاري]] في صحيحه والذهلي وأبو زرعة الرازي وعبيد الله بن واصل والفقيه محمد بن نصر وخلق من أهل تلك الديار قال أبو حاتم صدوق وقال الحاكم هو إمام الحديث في عصره بما وراء النهر بلا مدافعة وهو أستاذ [[البخاري]] قلت وقد أسلم جد البخاري على يدي يمان جد المسندي روى غنجار في تاريخه بإسناده قال البخاري قال لي الحسن ابن شجاع من أين يفوتك حديث وأنت وقعت على كنز يعني المسندي توفي المسندي في ذي القعدة سنة تسع وعشرين ومئتين وكان من أبناء التسعين قال أحمد بن سيار غاب أبو جعفر عن بلده وأقام في طلب الحديث في الافاق وكان يلقب بالمسندي وهو من المعروفين من أهل العدالة والصدق صاحب سنة وجماعة وإتقان رأيته بواسط كان حسن القامه أبيض الرأس واللحية ورجع إلى بخارى ومات بها وروي عن خلف بن عامر عن أبي عبد الله البخاري قال قال لي الحسن بن شجاع أنت من أين يفوتك الحديث وقد وقعت على هذا الكنز يعني المسندي وعن أبي جعفر المسندي قال ودعت [[الفضيل بن عياض]] فقلت أوصني قال كن ذنبا ولا تكن رأسا قال البخاري مات المسندي لست بقين من ذي القعدة سنة تسع
 
===المقدمي===
المقدمي ( خمس ) الإمام المحدث الحافظ الثقة أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن علي بن عطاء بن مقدم الثقفي مولاهم البصري والد المحدث أحمد بن محمد حدث عن عمه عمر بن علي المقدمي وحماد بن زيد وأبي عوانة ويزيد بن زريع ويوسف بن الماجشون وعباد بن عباد المهلبي وفضيل بن سليمان وعثام بن علي وطبقتهم فأكثر وأتقن حدث عنه [[البخاري]] ومسلم في كتابيهما وروى [[النسائي]] عن رجل عنه وإسماعيل القاضي وأبو حاتم ويوسف القاضي وعبد الله بن أحمد وأحمد بن علي المروزي وأبو يعلى التميمي والحسن بن سفيان وجعفر الفريابي وخلق وثقه يحيى بن معين وأبو زرعة ومات في أول سنة أربع وثلاثين ومئتين وقد قارب الثمانين رحمه الله يقع لي من عواليه في صفة المنافق وفي مسند أبي يعلى وكان ابنه أحمد بن محمد صاحب حديث أيضا
 
===أحمد بن أبي شعيب===
أحمد بن أبي شعيب ( خدتس ) هو المحدث الإمام أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن أبي شعيب مسلم الأموي الحراني مولى عمر بن عبد العزيز روى عن زهير بن معاوية وعيسى بن يونس وموسى بن أعين والحارث بن عمير وعدة وعنه أبو داود وأحمد بن فيل وصالح بن علي النوفلي وأبو زرعة الرازي ومحمد بن جبلة وحفيدة أبو شعيب عبد الله بن الحسن الحراني واخرون وروى [[البخاري]] و[[الترمذي]] و[[النسائي]] عن رجل عنه وثقه أبو حاتم مات سنة ثلاث وثلاثين
 
===أحمد بن عبد الملك بن واقد===
أحمد بن عبد الملك ( خسق ) ابن واقد الإمام الحافظ المتقن أبو يحيى الأسدي مولاهم الحراني ولد في حدود سنة خمسين ومئة وسمع من حماد بن زيد وإبراهيم بن سعد وأبي المليح الحسن ابن عمر الرقي وزهير بن معاوية وأبي عوانة وعبيد الله بن عمرو وطبقتهم حدث عنه [[البخاري]] وأحمد بن جنبل وأبو زرعة وأبو حاتم ومحمد بن غالب تمتام وأبو شعيب الحراني وخلق سواهم قال [[أحمد بن حنبل]] رأيته حافظا لحديثه صاحب سنة فقيل له أهل حران يسيؤون الثناء عليه فقال أهل حران قل ما يرضون عن إنسان هو يغشى السلطان بسبب ضيعه له وقال أبو حاتم كان نظير النفيلي في الصدق والإتقان قلت خرج له [[النسائي]] و[[بن ماجة]] قال أبو عروبة مات سنة إحدى وعشرين ومئتين قرأت على عبد الحافظ بد بدران أخبرنا عبد الله بن قدامة الفقيه سنة خمس عشرة أخبرنا محمد بن عبد الباقي أخبرنا أبو الفضل بن خيرون أخبرنا الحسن بن أحمد أخبرنا أبو سهل بن زياد حدثنا أبو جعفر محمد بن غالب حدثنا أحمد بن عبد الملك الحراني حدثنا أبو المليح عن زياد ابن بيان عن علي بن نفيل عن [[سعيد بن المسيب]] عن أم سلمة عن النبي {{صل}} المهدي من ولد فاطمة رضي الله عنها وقد بقي من هذه الطقبة طائفة سيأتون في الطبقة الاتية ممن تتجاذبهم الطبقات الطبقة الثانية عشرة
 
===محمد بن سعد===
محمد بن سعد بن منيع الحافظ العلامة الحجة أبو عبد الله البغدادي كاتب الواقدي ومصنف الطبقات الكبير في بضعة عشر مجلدا والطبقات الصغير وغير ذلك ولد بعد الستين ومئة فقيل مولده في سنة ثمان وستين وطلب العلم في صباه ولحق الكبار سمع من هشيم بن بشير وابن عيينة وأبي معاوية وابن أبي فديك ووكيع وأنس بن عياض الليثي وعبد الله بن نمير والوليد بن مسلم وزيد بن يحيى بن عبيد وإسماعيل ابن علية ومحمد بن مصعب القرقساني ومحمد بن عمر الواقدي وعمر بن سعيد الدمشقي وأبي مسهر وعفان وخلق حتى إنه ينزل إلى ابن المديني وأبي خيثمة وأحمد بن إبراهيم الدورقي وإسماعيل بن عبد الله السكري وكان من أوعية العلم ومن نظر في الطبقات خضع لعلمه حدث عنه أبو بكر بن أبي الدنيا والحارث بن أبي أسامة والحسين بن محمد بن عبد الرحمن بن فهم وأحمد بن يحيى البلاذري وأبو القاسم البغوي قال ابن أبي حاتم سألت أبي عن ابن سعد فقال صدوق رأيته جاء إلى القواريري وسأله عن أحاديث فحدثه قال ابن سعد في ذكر البدريين حدثنا يحيى بن معين حدثنا هشام ابن يوسف عن معمر عن أيوب عن محمد قال لما احتضر أبو طالب دعا رسول الله {{صل}} فقال يا ابن أخي إذا أنا مت فأئت أخوالك من بني النجار فإنهم أمنع الناس لما في بيوتهم سليمان بن إسحاق بن الخليل سمعت إبراهيم الحربي يقول كان [[أحمد بن حنبل]] يوجه في كل جمعه بحنبل إلى ابن سعد يأخذ منه جزأين من حديث الواقدي ينظر فيهما قال إبراهيم ولو ذهب سمعهما كان خيرا له الحسين بن فهم كنت عند مصعب الزبيري فمر بنا ابن معين فقال مصعب يا أبا زكريا حدثنا محمد بن سعد الكاتب بكذا وكذا وذكر حديثا فقال له يحيى كذب رواها الخطيب ثم قال محمد بن سعد عندنا من أهل العدالة وحديثه يدل على صدقه فإنه يتحرى في كثير من رواياته ولعل مصعبا ذكر ليحيى عنه حديثا من المناكير التي يرويها الواقدي فنسبه إلى الكذب قال ابن فهم محمد بن سعد صاحب الواقدي هو مولى الحسين بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب توفي ببغداد في يوم الأحد لأربع خلون من جمادى الاخرة سنة ثلاثين ومئتين وهو ابن اثنتين وستين سنة قال وكان كثير العلم كثير الحديث والرواية كثير الكتب كتب الحديث والفقه والغريب أخبرنا أبو جعفر بن الموازيني أخبرنا أبو سليمان عبد الرحمن بن عبد الغني المقدسي سنة اثنتين وعشرين أخبرنا أبي أخبرنا أبو نصر عبد الرحيم بن عبد الخالق أخبرنا أبو طالب اليوسفي أخبرنا أبو محمد الجوهري أخبرنا أبو عمر بن حيويه أخبرنا سليمان بن إسحاق الجلاب حدثنا الحارث بن محمد التميمي حدثنا محمد بن سعد حدثنا ابن أبي فديك عن الضحاك بن عثمان عن يحيى بن سعيد أو عن شريك بن أبي نمر عن أنس بن مالك قال ما صليت وراء أحد أشبه صلاة برسول الله {{صل}} من هذا الفتى يعني عمر بن عبد العزيز قال الضحاك فكنت أصلي وراءه فيطيل الأوليين من الظهر ويخف الأخريين ويخف العصر ويقرأ في المغرب بقصار المفصل ويقرأ في العشاء بوسط المفصل ويقرأ في الصبح بطوال المفصل
 
===يزيد بن عبد ربه===
يزيد بن عبد ربه ( دمسق ) الجرجسي الحاج الإمام الحافظ الثبت أبو الفضل الزبيدي الحمصي المؤذن وكان سكن عند كنيسة جرجس بحمص فغلبت عليه النسبة إليها ولد سنة ثمان وستين ومئة وسمع بقية بن الوليد ومحمد بن حرب والوليد بن مسلم ومحمد ابن حمير وأبا المغيرة وطبقتهم وكان محدث حمص في وقته حدث عنه [[أبو داود]] وحدث مسلم و[[النسائي]] و[[بن ماجه]] عن رجل عنه وحدث عنه أحمد بن حنبل وهو أسن منه وإسحاق الكوسج وأبو زرعة النصري ومحمد بن عوف الطائي وعبد الكريم الديرعاقولي واخرون أثنى عليه الإمام أحمد وقال ما كان أثبته قلت عاش ستا وخمسين سنة توفي في سنة أربع وعشرين ومئتين
 
===حوثرة بن أشرس===
حوثرة بن أشرس ابن عون بن مجشر بن حجين المحدث الصدوق أبو عامر العدوي البصري سمع جعفر بن كيسان أبا معروف ومبارك بن فضالة وحماد بن سلمة وعقبة بن عبد الله الرفاعي وعدة وعنه أبو زرعة وأبو حاتم وعبد الله بن أحمد والقريابي وأبو يعلى والحسن بن سفيان واخرون توفي في اخر سنة اثنتين وثلاثين ومئتين ما أعلم به بأسا وقع لي من عواليه في مسند أبي يعلى وجعفر بن كيسان شيخ مستور يروي عن عمرة العدوية تابعية لقيت عائشة
 
===حيوة بن شريح===
حيوة بن شريح ابن يزيد الإمام المتقن المحدث الثبت أبو العباس الحضرمي الشامي الحمصي حدث عن أبيه وعن إسماعيل بن عياش وابن حمير وبقية بن الوليد والوليد بن مسلم ومحمد بن حرب الأبرش وطبقتهم روى عنه [[البخاري]] و[[أبو داود]] و[[أحمد بن حنبل]] وأبو محمد عبد الله الدارمي وأبو زرعة الدمشقي وأبو حميد أحمد بن محمد بن المغيرة العوهي واخرون وكان من أوعية العلم وثقه الإمام يحيى بن معين وغيره توفي سنة أربع وعشرين ومئتين رحمه الله تعالى يقع لنا من حديثه في الصحيح
 
===محمد بن وهب===
محمد بن وهب ( خ ق ) ابن عطية الإمام المفتي أبو عبد الله السلمي الدمشقي حدث عنه بقية بن الوليد ومحمد بن حرب والوليد وعراك بن خالد وعنه الذهلي وأبو حاتم والرمادي وعبيد بن شريك وعلي بن محمد الجكاني وثقه الدارقطني وقال أبو حاتم صالح الحديث وقال ابن عدي له غير حديث منكر وقد تكلموا فيمن هو خير منه ثم قال حدثنا عيسى بن أحمد الصدفي حدثنا الربيع الجيزي حدثنا محمد بن وهب حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا مالك عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي {{صل}} قال أول ما خلق الله القلم ثم خلق النون ثم خلق العقل فقال ما خلقت خلقا أعجب إلى منك هذا باطل قلت صدق ابن عدي لكن محمد هو اخر قرشي نزل مصر ويكنى أبا عمرو وذكره ابن مندة فوهم في نسبه ثم ذكر أنه مولى قريش وأنه منكر الحديث قلت ذكر الاثنين ابن عساكر وابن القرشي محمد بن وهب بن مسلم روى عن سعيد بن عبد العزيز وعبد الله بن العلاء بن زبر والوليد ابن مسلم روى عنه الجيزي ويحيى العلاف ويحيى بن عثمان المصريون قلت ليس بثقة والأول ثقة
 
===محمد بن الصباح الدولابي===
محمد بن الصباح الدولابي ( خمد ) الإمام الحافظ الحجة أبو جعفر المزني مولاهم البغدادي البزاز التاجر مصنف السنن الذي نرويه في مجيليد ولد سنة إحدى وخمسين ومئة وسمع شريك بن عبد الله وإسماعيل بن زكريا وهشيم بن بشير وابن أبي الزناد وخالدا الطحان وأبا معاوية و[[ابن المبارك]] وإسماعيل ابن جعفر وجرير بن عبد المجيد و[[سفيان بن عيينة]] وإسماعيل ابن علية وحفص بن غياث وطائفة حدث عنه [[أحمد بن حنبل]] وابنه عبد الله و[[البخاري]] ومسلم و[[أبو داود]] وإبراهيم الحربي وتمتام وأبو حاتم وأبو العلاء محمد بن أحمد بن جعفر الوكيعي وخلق وثقه [[أحمد بن حنبل]] وقال أبو حاتم ثقة حجة وقال تمتام حدثنا الثقة المأمون محمد بن الصباح الدولابي وقال ابن حبان ولد بقرية دولاب من الري وقال يعقوب بن شيبة ثقة صاحب حديث عالم بهشيم وقيل كان أحمد بن حنبل يجله ويعظمه قال محمد بن سعد مات بالكرخ في المحرم سنة سبع وعشرين ومئتين وقال ولده أحمد بن محمد عاش والدي سبعا وسبعين سنة غير شهر أو شهرين قلت مات معه في العام المعتصم الخليفة وبشر الحافي وأحمد بن يونس اليربوعي وسعيد بن منصور والهيثم بن خارجة وإسماعيل بن عمرو البجلي الأصبهاني وسهل بن بكار البصري وأبو النضر الفراديسي وعدة من العلماء
 
===محمد بن الصباح الجرجرائي===
فأما محمد بن الصباح ( دق ) ابن سفيان الجرجرائي فهو الإمام المحدث أبو جعفر مولى عمر ابن عبد العزيز وجرجرايا قرية بين واسط وبغداد حدث عن عبدي العزيز الدراوردي وابن أبي حازم وهشيم وابن عيينة روى عنه [[أبو داود]] و[[بن ماجة]] والفريابي والسراج والقاسم المطرز وثقه أبو زرعة مات سنة أربعين ومئتين بجرجرايا أخبرنا سنقر الزيني بحلب أخبرنا عبد اللطيف بن يوسف أخبرنا أبو بكر بن النقور أخبرنا المبارك بن عبد الجبار أخبرنا محمد بن محمد السواق أخبرنا مخلد بن جعفر حدثنا أحمد بن يحيى الحلواني حدثنا محمد بن الصباح البزاز حدثنا إسماعيل بن زكريا عن الشيباني عن عامر عن ابن عباس أن رسول الله {{صل}} صلى على قبر بعد ما دفن بليلتين
 
===بشر بن الوليد ابن خالد===
بشر بن الوليد ابن خالد الإمام العلامة المحدث الصادق قاضي العراق أبو الوليد الكندي الحنفي ولد في حدود الخمسين ومئة وسمع من عبد الرحمن بن الغسيل وهو أكبر شيخ له ومن مالك ابن أنس وحماد بن زيد وحشرج بن نباتة وصالح المري والقاضي أبي يوسف وبه تفقه وتميز حدث عنه الحسن بن علويه وحامد بن شعيب البلخي وموسى ابن هارون وأبو القاسم البغوي وأبو يعلى الموصلي وأبو العباس الثقفي وخلق وكان حسن المذهب وله هفوة لا تزيل صدقه وخيره إن شاء الله ولي القضاء بعسكر المهدي في سنة ثمان ومئتين ثم ولي قضاء مدينة المنصور واستمر إلى سنة 213 وبلغنا أنه كان إماما واسع الفقه كثير العلم صاحب حديث وديانة وتعبد قيل كان ورده في اليوم مئتي ركعة وكان يحافظ عليها بعد ما فلج واندك رحمه الله قال محمد بن سعد العوفي روى بشر بن الوليد الكندي عن أبي يوسف كتبه وولي قضاء بغداد في الجانبين فسعى به رجل إلى الدولة وقال إنه لا يقول بخلق القران فأمر به المعتصم أن يحبس في داره ووكل ببابه فلما استخلف المتوكل أمر بإطلاقه وعاش وطال عمره ثم إنه قال كما أني قلت القران كلام الله ولم أقل إنه مخلوق فكذلك لا أقول إنه غير مخلوق بل أقف ولزم الوقف في المسألة فنفر منه أصحاب الحديث للوقف وتركوا الأخذ عنه وحمل عنه اخرون قال صالح بن محمد جزرة بشر بن الوليد صدوق لكنه لا يعقل كان قد خرف وقال أبو عبد الرحمن السلمي سألت أبا الحسن الدارقطني عن بشر ابن الوليد فقال ثقة وقال غيره كان بشر خشنا في أحكامه صالحا وكان يجري في مجلس [[سفيان بن عيينة]] مسائل فيقول سلوا بشر بن الوليد مات بشر في ذي القعدة سنة ثمان وثلاثين ومئتين أخبرنا عبد الحافظ بن بدران ويوسف بن أحمد قالا أخبرنا موسى ابن عبد القادر أخبرنا سعيد بن البناء أخبرنا أبو القاسم بن البسري أخبرنا أبو طاهر الذهبي حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا بشر بن الوليد حدثنا محمد بن طلحة عن ابن شبرمة عن أبي زرعة عن أبي هريرة أن رجلا سأل النبي {{صل}} أي الناس أحق مني بحسن الصحبة قال أمك قال ثم من قال ثم أمك قال ثم من قال ثم أمك قال ثم من قال ثم أبوك أخرجه مسلم واتفقا عليه من طريق عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة وفي سنة ثمان موت إسحاق بن راهوية وعبيد الله بن معاذ ومحمد ابن بكار بن الريان وأحمد بن جواس والعباس بن الوليد النرسي ومحمد ابن عبيد بن حساب وعمرو بن زرارة والهيثم بن أيوب الطالقاني وطالوت بن عباد ومحمد بن أبي السري العسقلاني وخلق
 
===الزهراني===
الزهراني ( خم ) الإمام الحافظ المقرئ المحدث الكبير أبو الربيع سليمان بن داود الأزدي العتكي الزهراني البصري أحد الثقات ولد سنة نيف وأربعين ومئة وسمع من جرير بن حازم ومالك بن أنس وفليح بن سليمان ونافع بن أبي نعيم القارىء وحماد بن زيد وأبي شهاب الحناط وشريك القاضي وطائفة كبيرة وطال عمره وتفرد في وقته وقد ذكره أبو عمرو الداني في طبقات القراء وقال له كتاب جامع في القراءات سمع عن نافع حرفين ومن حفص الغاضري وعبد الوارث التنوري وذكر جماعة من شيوخه وما ذكر أحدا تلا عليه حدث عنه [[البخاري]] ومسلم و[[أبو داود]] وعلي بن المديني و[[أحمد بن حنبل]] وابن راهويه والذهلي وأبو زرعة وإدريس بن عبد لكريم وأبو يعلى الموصلي وأبو القاسم البغوي ويوسف القاضي وزكريا الساجي وعمران بن موسى بن مجاشع السختياني وخلق كثير وثقه يحيى بن معين وأبو زرعة الرازي و[[النسائي]] وغيرهم فأما قول عبد الرحمن بن خراش فيه فلا يساوي السماع فإنه قال تكلم الناس فيه وهو صدوق قلتبل أجمعوا على الاحتجاج به وقد توفي في شهر رمضان سنة أربع وثلاثين ومئتين وقع لنا من موافقاته العالية
 
____فصل____
 
وقد كان في هذا العصر سليمان بن داود جماعة هو أجلهم والشاذكوني وهو أحفظهم والختلي أبو الربيع شيخ لمسلم ثقة مشهور وأبو الربيع المهري صاحب ابن وهب حدث عنه [[أبو داود]] و[[النسائي]] والحافظ أبو داود اليمامي من شيوخ أبي زرعة وأبي حاتم ليس بمشهور وأبو أحمد الرازي القزاز روى عنه ابن أبي حاتم ووثقه وقال سمع ابن عيينة ومعن بن عيسى وأبو داود النيسابوري الخفاف من شيوخ ابن خزيمة يروي عن عبد الله بن رجاء وشيخ مسلم أبو داود المباركي اشتهر أنه سليمان بن داود وليس بصواب بل هو سليمان بن محمد كما حرره ابن نقطة وغيره أخبرنا أبو المعالي أحمد بن إسحاق المقرئ أخبرنا الإمام شهاب الدين أبو حفص عمر بن محمد السهروردي أخبرنا هبة الله بن محمد الشبلي ( ح ) وأخبرنا علي بن أحمد الحسيني أخبرنا محمد بن أحمد المؤرخ أخبرنا محمد بن عبيد الله قالا أخبرنا أبو نصر محمد بن محمد الزينبي أخبرنا أبو طاهر المخلص حدثنا أبو القاسم البغوي حدثنا أبو الربيع الزهراني حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر عن بلال أن النبي {{صل}} صلى بين العمودين تلقاء وجهه في جوف الكعبة أخرجه مسلم عن الزهراني وبه حدثنا أبو الربيع حدثنا حماد عن عمرو بن دينار عن ابن عمر عن بلال قال صلى رسول الله في البيت وقال ابن عباس لم يصل فيه إنما كبر في نواحيه قلت هذا ظن من ابن عباس لا يقاوم رؤية بلال والمثبت معه زيادة علم
 
===الشاذكوني===
الشاذكوني العالم الحافظ البارع أبو أيوب سليمان بن داود بن بشر المنقري البصري الشاذكوني أحد الهلكى روى عن حماد بن زيد وعبد الواحد بن زياد وجعفر بن سليمان وعبد الوارث ومعتمر بن سليمان وطبقتهم فأكثر إلى الغاية حدث عنه أبو قلابة الرقاشي وأسيد بن عاصم والكديمي وأبو مسلم الكجي وإبراهيم بن محمد بن الحارث الأصبهاني والحسن بن سفيان وأبو يعلى الموصلي وكانا يدلسانه ويقولان حدثنا أبو أيوب المنقري وروى عنه أيضا محمد دبن علي الفرقدي وغيره من الأصبهانيين قال عمرو الناقد قدم سليمان الشاذكوني بغداد فقال لي [[أحمد بن حنبل]] اذهب بنا إليه نتعلم منه نقد الرجال قلت كفى بها مصيبة أن يكون رأسا في نقد الرجال ولا ينقد نفسه قال حنبل سمعت أبا عبد الله يقول كان أعلمنا بالرجال يحيى بن معين وأحفظنا للأبواب سليمان الشاذكوني وكان علي بن المديني أحفظنا للطوال وقال عباس العنبري وسئل أيهما كان أعلم بالحديث ابن المديني أو الشاذكوني قال ابن الشاذكوني بصغير الحديث وعلي بجليله قال أبو عبيد أنتهى العلم إلى أربعة يعني علم الحديث إلى أحمد ابن حنبل وعلي بن عبد الله ويحيى بن معين وأبي بكر بن أبي شيبة فأحمد أفقههم به وعلي أعلمهم به وابن معين أجمعهم له وأبو بكر أحفظهم له قال الحافظ زكريا الساجي وهم أبو عبيد أحفظهم له الشاذكوني قال أبو بكر بن أبي الأسود كنا عند يحيى القطان وعنده بلبل المحدث وكان أسود فنازعه الشاذكوني وقال لأقتلنك فقال يحيى سبحان الله تقتله قال نعم أنت حدثتني عن عوف عن الحسن عن عبد الله بن مغفل قال رسول الله {{صل}} لولا أن الكلاب أمة لأمرت بقتلها فاقتلوا منها كل أسود بهيم وهذا أسود قال ابن عدي سألت عبدان عن الشاذكوني فقال معاذ الله أن يتهم إنما كان قد ذهبت كتبه فكان يحدث حفظا وقيل إنه لما احتضر قال اللهم إني أعتذر إليك غيرأني ما قذفت محصنة ولا دلست حديثا قال زكريا الساجي حدثنا أحمد بن محمد حدثنا ابن عرعرة قال كنت عند يحيى بن سعيد وعنده بلبل وابن المديني وابن أبي خدويه فقال علي ليحيى ما تقول في طارق وابن مهاجر فقال يجريان مجرى واحدا فقال الشاذكوني نسألك عما لا تدري وتكلف لنا ما لا تحسن حديث إبراهيم بن مهاجر خمس مئة عندك عنه مئة وحديث طارق مئة عندك منها عشرة فأقبل بعضنا على بعض وقلنا هذا ذل فقال يحيى دعوه فإن كلمتموه لم امن أن يقرفنا بأعظم من هذا قال إبراهيم بن أورمة كان الطيالسي بأصبهان فلما أراد الرجوع بكى فقالوا له إن الرجل إذا رجع إلى أهله فرح قال لا تدرون إلى من أرجع أرجع إلى شياطين الإنس ابن المديني والشاذكوني والفلاس سئل صالح جزرة عن الشاذكوني فقال ما رأيت أحفظ منه قيل بم كان يتهم قال كان يكذب في الحديث وسئل عنه أحمد بن حنبل فقال جالس حماد بن زيد ويزيد بن زريع وبشر بن المفضل فما نفعه الله بواحد منهم وقال ابن معين جربت على الشاذكوني الكذب قال الحاكم حدثنا موسى بن سعيد الحنظلي سمعت سليمان بن داود الرازي سمعت أبا زرعة يقول وضع الشاذكوني سبعة أحاديث على رسول الله {{صل}} لم يقلها وقال [[النسائي]] ليس بثقة وقال عباس العنبري انسلخ من العلم انسلاخ الحية من قشرها قال ابن المديني كنا عند عبد الرحمن فجاؤوا بالشاذكوني سكران وعن البخاري قال هو أضعف عندي من كل ضعيف قال يحيى بن معين قال لنا الشاذكوني هاتوا حرفا من رأي الحسن لا أحفظه حكى عبد الباقي بن قانع أنه سمع إسماعيل بن الفضل يقول رأيت ابن الشاذكوني في النوم فقلت ما فعل الله بك قال غفر لي قلت بماذا قال كنت في طريق أصبهان فأخذني المطر ومعي كتب ولم أكن تحت سقف فانكببت على كتبي حتى أصبحت فغفر لي بذلك قلت كان أبوه يتجر ويبيع المضربات الكبار التي تسمى باليمن شاذكونة فنسب إليها قال ابن أبي عاصم ومطين وابن قانع مات سليمان في سنة أربع وثلاثين ومئتين وقال أبو الشيخ قدم إلى أصبهان مرات وتوفي سنة ست وثلاثين قلت مع ضعفه لم يكد يوجد له حديث ساقط بخلاف ابن حميد فإنه ذو مناكير أخبرنا شرف الدين أحمد بن هبة الله بن تاج الأمناء قراءة عليه أنبأنا عبد المعز بن محمد أخبرنا زاهر بن طاهر وتميم بن أبي سعيد قالا أخبرا أبو سعد الكنجروذي أخبرنا أبو عمرو بن حمدان أخبرنا أبو يعلى الموصلي حدثنا سليمان الشاذكوني حدثنا حفص بن غياث عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس أن النبي {{صل}} أفطر بعرفة هذا حديث غريب وقد ثبت أن رسول الله {{صل}} أفطر بعرفة وجاء النهي عن صوم يوم عرفة بعرفة في السنن بإسناد لا بأس به وقال عليه السلام ليس من البر أن تصوموا في السفر والأفضل للمسافر إفطار صوم الفرض فالنافلة أولى فمن صام يوم عرفه بها مع علمه بالنهي وبأن الرسول {{صل}} ما صامه بها ولا أحد من أصحابه فيما نعلم لم يصب والله أعلم ولا نقطع على الله بأن الله لا يأجره ولكن لم يكن صومه له مكفرا لسنتين لأن النبي {{صل}} إنما قال ذلك في حق المقيم لا المسافر
 
===عبد الله بن طاهر بن الحسين===
عبد الله بن طاهر ابن الحسين بن مصعب الأمير العادل أبو العباس حاكم خراسان وما وراء النهر تأدب وتفقه وسمع من وكيع ويحيى بن الضريس والمأمون روى عنه ابن راهوية ونصر بن زياد والفضل بن محمد الشعراني وعدة وله يد في النظم والنثر قلده المأمون مصر وإفريقية ثم خراسان وكان ملكا مطاعا سائسا مهيبا جوادا ممدحا من رجال الكمال وقيل إنه وقع مرة على رقاع بصلات فبلغت ألفي ألف وسبع مئة ألف وقد ارتحل إلى بابه أبو تمام وامتدحه وكان يقول سمن الكيس ونبل الذكر لا يجتمعان وبعد هذا فخلف أربعين ألف ألف درهم ولما مرض تاب وكسر الملاهي وافتك الأسرى ومات بالخانوق سنة ثلاثين ومئتين وله ثمان وأربعون سنة
 
===عبد الله بن محمد بن أسماء===
عبد الله بن محمد بن أسماء ( خ م د س ) ابن عبيد بن مخارق أو ابن مخراق الإمام الحافظ القدوة الرباني أبو عبد الرحمن الضبعي البصري ولد سنة بضع وأربعين ومئة وسمع من عمه جويرية بن أسماء ومهدي بن ميمون وجعفر بن سليمان الضبعي وعبد الله بن المبارك وليس هو بالمكثر حدث عنه [[البخاري]] ومسلم و[[أبو داود]] وأبو زرعة وأبو حاتم وأبو بكر بن أبي عاصم وأبو عبد الله البوشنجي وموسى بن هارون ويوسف القاضي وأبو خليفة الجمحي وأبو يعلى الموصلي واخرون وروى [[النسائي]] عن رجل عنه وثقه أبو حاتم وغيره قال ابن وارة حدثني عبد الله بن محمد بن أسماء وقيل هو أفضل أهل البصرة فذكرته لعلي بن المديني فعظم شأنه وقال أحمد بن إبراهيم الدورقي لم أر بالبصرة أفضل منه قلت في مسند أبي يعلى عنه عدة أحاديث توفي سنة إحدى وثلاثين ومئتين وله نسخه مشهورة سمعناها أخبرنا أحمد بن هبة الله عن عبد المعز بن محمد أخبرنا زاهر بن طاهر وتميم بن أبي سعيد قالا أخبرنا أبو سعد الأديب أخبرنا أبو عمرو ابن أبي جعفر أخبرنا أبو يعلى الموصلي حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء حدثنا جويرية بن أسماء عن نافع عن ابن عمر عن رسول الله {{صل}} من حمل علينا السلاح فليس منا
 
===ابن الأعرابي===
{{سير أعلام النبلاء/نحويون}}
 
ابن الأعرابي إمام اللغة أبو عبد الله محمد بن زياد بن الأعرابي الهاشمي مولاهم الأحول النسابة يروي عن أبي معاوية الضرير والقاسم بن معن وأبي الحسن الكسائي وعنه إبراهيم الحربي وعثمان الدارمي وثعلب وأبو شعيب الحراني وشمر بن حمدويه واخرون ولد بالكوفة سنة خمسين ومئة ولم يكن في الكوفيين أشبه برواية البصريين منه وكان يزعم أن أبا عبيدة والأصمعي لا يعرفان شيئا قال مرة في لفظة رواها الأصمعي سمعتها من ألف أعرابي بخلاف هذا قال ثعلب لزمت ابن الأعرابي تسع عشرة سنة وكان يحضر مجلسه زهاء مئة إنسان وما رأيت بيده كتابا قط أنتهى إليه علم اللغة والحفظ قال الأزهري ابن الأعرابي صالح زاهد ورع صدوق حفظ ما لم يحفظه غيره وسمع من بني أسد وبني عقيل فاستكثر وصحب الكسائي في النحو وأبوه عبد سندي قلت له مصنفات كثيرة أدبية وتاريخ القبائل وكان صاحب سنة واتباع مات بسامرا في سنة إحدى وثلاثين ومئتين قيل كان ربيب المفضل بن محمد الضبي صاحب المفضليات فأخذ عنه وكان يقول جائز في كلام العرب أن يعاقبوا بين الضاد والظاء يقال مات في ثالث عشر شعبان
 
===إبراهيم بن المنذر===
إبراهيم بن المنذر ( خ سق ) ابن عبد الله بن المنذر بن المغيرة بن عبد الله بن خالد بن حزام بن خويلد بن أسد الإمام الحافظ الثقة أبو إسحاق القرشي الأسدي الحزامي المدني سمع من [[سفيان بن عيينة]] والوليد بن مسلم وعبد الله بن وهب ومعن بن عيسى ومحمد بن فليح وأبي ضمرة أنس بن عياض وابن أبي فديك وخلق كثير وأكبر شيوخه سفيان حدث عنه [[البخاري]] و[[بن ماجة]] وأخرج له [[الترمذي]] و[[النسائي]] بواسطة وبقي بن مخلد وأبو بكر بن أبي الدنيا وثعلب وأحمد بن إبراهيم البسري ومحمد بن إبراهيم البوشنجي وأبو جعفر محمد بن أحمد الترمذي ومحمد بن عبد الله الحضرمي ومسعدة بن سعد العطار والحسن بن سفيان وخلق كثير قال صالح جزرة صدوق وروى عنه أبو حاتم أيضا وقال صدوق قال عثمان بن سعيد الدارمي رأيت يحيى بن معين كتب عن إبراهيم ابن المنذر أحاديث ابن وهب أظنها المغازي وقال عبدان بن أحمد الهمذاني سمعت أبا حاتم يقول إبراهيم بن المنذر أعرف بالحديث من إبراهيم بن حمزة الزبيري إلا أنه خلط في القران جاء إلى [[أحمد بن حنبل]] فاستأذن فلم يأذن له أحمد وجلس حتى خرج فسلم على أحمد فلم يرد عليه السلام وقال الأثرم سمعت أبا عبد الله يقول أي شيء يبلغني عن الحزامي لقد جاءني بعد قدومي من العسكر فلما رأيته أخذتني أخبرك الحمية فقلت ما جاء بك إلي قالها أبو عبد الله بانتهار قال فخرج فلقي أبا يوسف يعني عم أبي عبد الله فجعل يعتذر قال الفسوي مات الحزامي في المحرم سنة ست وثلاثين ومئتين وقيل إن الحزامي حفظ من مالك مسألة واحدة أخبرنا أحمد بن هبة الله فيما قرأت عليه عن عبد المعز بن محمد أخبرنا زاهر بن طاهر أخبرنا أبو سعد الكنجروذي أخبرنا أبو عمرو بن حمدان حدثنا أبو إسحاق عمران بن موسى بن مجاشع الجرجاني حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي حدثنا إبراهيم بن مهاجر بن مسمار عن عمر ابن حفص بن ذكوان عن مولى الحرقة عن أبي هريرة قال قال رسول الله {{صل}} إن الله تعالى قرأ طه ويس قبل أن يخلق ادم بألف عام فلما سمعت الملائكة القران قالت طوبى لأمة ينزل هذا عليهم وطوبى لأجواف تحمل هذا وطوبى لألسن تكلم بهذا هذا حديث منكر فابن مهاجر وشيخه ضعيفان أخبرنا محمد بن عبد الغني الذهبي ومحمد بن يوسف الشبلي وسنقر الزيني وعمر بن محمد الوراق وعيسى بن أبي محمد والحسن ابن علي واخرون قالوا أخبرنا عبد الله بن عمر أخبرنا أبو الوقت السجزي أخبرنا أبو الحسن الداوودي أخبرنا أبو محمد بن حمويه أخبرنا عيسى بن عمر أخبرنا عبد الله بن عبد الرحمن الحافظ أخبرنا إبراهيم بن المنذر حدثنا عبد العزيز بن أبي ثابت الزهري حدثني إسماعيل بن بن إبراهيم عن عمه موسى بن عقبة عن كريب عن ابن عباس قال كان رسول الله {{صل}} أفلج الثنيتين إذا تكلم رئي كالنور يخرج من بين ثناياه أخرجه الترمذي في الشمائل عن عبد الله
 
===سهل بن زنجلة===
سهل بن زنجلة ( ق ) وهو سهل بن أبي سهل الحافظ الإمام الكبير أبو عمرو الرازي الخياط الأشتر مولده سنة بضع وستين ومئة وارتحل في الحديث وكتبه سنة نيف وثمانين ومئة فحدث عن جرير بن عبد الحميد وأبي بكر بن عياش و[[سفيان بن عيينة]] وأبي معاوية الضرير والوليد بن مسلم وحفص بن غياث ووكيع وابن نمير وطبقتهم حدث عنه [[بن ماجة]] كثيرا وأبو حاتم الرازي وأبو زرعة وابن الجنيد وإدريس بن عبد الكريم الحداد وإبراهيم الحربي وأحمد بن الحسن الصوفي وعلي بن سعيد بن بشير الرازي وأبو يعلى الموصلي ويوسف بن عاصم الرازي وخلق سواهم وحدث ببغداد بعد الثلاثين ومئتين وجمع وصنف وذاكر الحفاظ وعمل المسند الكبير قال أبو خاتم صدوق قال سهل بن زنجلة حدثنا أبو علي السمتي حدثنا غالب القطان قال كنا ندعو في الزمن الأول نقول اللهم ارزقنا علم الحسن وورع [[بن سيرين]] وحفظ قتادة وعقل بكر بن عبد الله المزني وعبادة ثابت البناني وزهد مالك بن دينار رحمة الله عليهم قال أبو يعلى الخليلي سهل ثقة حجة ارتحل مرتين وله تصانيف ولا يقدم عليه أحد في الإتقان والديانة من أقرانه في وقته قال وابنه محمد بن سهل يروي عن عمرو بن خالد وأبي جعفر النفيلي قلت قيل إنه توفي سنة ثمان وثلاثين ومئتين في عشر الثمانين رحمه الله تعالى
 
===ابن أبي سمينة===
ابن أبي سمينة ( خد ) الإمام العابد القدوة المجاهد الحافظ أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن أبي سمينة الهاشمي مولاهم البصري المحدث حدث عن معتمر بن سليمان وأبي خالد الأحمر وجرير بن عبد الحميد و[[سفيان بن عيينة]] ويزيد بن زريع وأبي بكر بن عياش وطبقتهم حدث عنه [[أبو داود]] في سننه و[[البخاري]] في الصحيح عن رجل عنه وأبو زرعة وأبو حاتم ومحمد بن أيوب بن الضريس والبخاري في تاريخه وموسى بن هارون وأبو يعلى والبغوي ومحمد بن المجدر واخرون قال أبو حاتم كان ثقة غزاء وقال أبو داود كان من شجعان الناس قال موسى بن هارون كان لا يخضب ومات وهو متوجه إلى طرسوس في شهر ربيع الأول سنة ثلاثين ومئتين وقرأت على علي بن أحمد العلوي أخبرنا محمد بن أحمد أخبرنا محمد بن عبيد الله المجلد أخبرنا أبو نصر محمد بن محمد أخبرنا أبو طاهر المخلص حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا محمد بن أبي سمينة حدثنا ابن علية عن سعيد بن يزيد قال قلت لأنس رضي الله عنه هل صلى رسول الله {{صل}} في نعليه قال نعم هذا حديث صالح الإسناد عال.