الفرق بين المراجعتين لصفحة: «سير أعلام النبلاء/المأمون»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط سطر ورأسية السير
ط تصنيف وتحضير للبوت
سطر 1:
{{رأسية السير}}
 
'''المأمون'''
 
السطر 34 ⟵ 32:
 
وفي سنة 218 اهتم المأمون ببناء طوانة وحشد لها الصناع وبناها ميلا في ميل وهي وراء طرطوس وافتتح عدة حصون وبالغ في محنة القرآن وحبس إمام الدمشقيين أبا مسهر بعد أن وضعه في النطع للقتل فتلفظ مكرها وكتب المأمون إلى نائبه على العراق إسحاق بن إبراهيم الخزاعي كتابا يمتحن العلماء يقول فيه وقد عرفنا أن الجمهور الأعظم والسواد من حشو الرعية وسفلة العامة ممن لا نظر لهم ولا روية أهل جهالة وعمى عن أن يعرفوا الله كنه معرفته ويقدروه حتى قدره ويفرقوا بينه وبين خلقه فساووا بين الله وبين خلقه وأطبقوا علي أن القرآن قديم لم يخترعه الله وقد قال " إنا جعلناه قرآنا " فكل ما جعله فقد خلقه كما قال " وجعل الظلمات والنور " وقال " نقص عليك من أنباء ما قد سبق " " فأخبر أنه قصص لأمور أحدثه بعدها وقال " وأحكمت آياته ثم فصلت " والله محكم له فهو خالقه ومبدعه إلى أن قال فمات قوم من أهل السمت الكاذب والتخشع لغير الله إلى موافقتهم فرأى أمير المؤمنين أنهم شر الأمة ولعمرو أمير المؤمنين إن أكذب الناس من كذب علي الله ووحيه ولم يعرف الله حق معرفته فاجمع القضاة وامتحنهم فيما يقولون وأعلمهم أني غير مستعين في عمل ولا واثق بمن لا يوثق بدينه فإن وافقوا فمرهم بنص من بحضرتهم من الشهود ومسألتهم عن علمهم في القرآن ورد شهادة من لم يقر أنه مخلوق وكتب المأمون أيضا في أشخاص سبعة محمد بن سعد وابن معين وأبي خيثمة وأبي مسلم المستملي وإسماعيل بن داود وأحمد الدورقي فامتحنوا فأجوا قال ابن معين جبنا خوفا من السيف وكتب بإحضار من امتنع منهم [[أحمد بن حنبل]] وبشر بن الوليد وأبي حسان الزيادي والقواريري وسجادة وعلي بن الجعد وإسحاق بن أبي إسرائيل وعلي بن أبي مقاتل وذيال بن الهيثم وقتيبة بن سعيد وسعدويه في عدة فتلكأ طائفة وصمم أحمد وابن نوح فقيدا وبعث بهما فلما بلغا الرقة تلقاهم موت المأمون وكان مرض بأرض الثغر فلما احتضر طلب ابنه العباس ليقدم فوافاه بآخر رمق وقد نفذت الكتب إلي البلدان فيها من المأمون وأخيه أبي إسحاق الخليفة من بعده فقيل وقع ذلك بغير أمر المأمون وقيل بل بأمره وأشهد على نفسه عند الموت أن عبد الله بن هارون أشهد عليه أن الله وحده لا شريك له وأنه خالق وما سواه مخلوق ولا يخلو القرآن من أن يكون شيئا له مثل والله لا مثل له والبعث حق وإني مذنب أرجو وأخاف وليصل على أقربكم وليكبر خمسا فرحم الله عبدا اتعظ وفكر فيما حتم الله علي جميع خلقه من الفناء فالحمد لله الذي توحد بالبقاء ثم لينظر امرؤ ما كنت فيه من عز الخلافة هل أغنى عني شيئا إذ نزل أمر الله بي لا والله لكن أضعف به على الحساب فيا ليتني لم أك شيئا يا أخي ادن مني واتعظ بما ترى وخذ بسيرة أخيك في القرآن واعمل في الخلافة إذ طوقكها الله عمل المريد لله الخائف من عقابه ولا تغتر فكأن قد نزل بك الموت ولا تغفل أمر الرعية الرعية الرعية فإن الملك بهم الله الله فيهم وفي غيرهم يا أبا إسحاق عليك عهد الله لتقومن بحقه في عباده ولتؤثرن طاعته علي معصيته فقال اللهم نعم هؤلاء بنو عمك من ذرية علي رضي الله عنه أحسن صحبتهم وتجاوز عن مسيئهم ثم مات في رجب في ثاني عشرة سنة ثمان عشرة ومئتين وله ثمان وأربعون سنة توفي بالبذندون فنقله ابنه العباس ودفنه بطرسوس في دار خاقان خادم أبيه قال الأصمعي كان نقش خاتمه عبد الله بن عبيد الله وله من الأولاد محمد الكبير والعباس وعلي ومحمد وعبيد الله والحسن وأحمد وعيسى وإسماعيل والفضل وموسى وإبراهيم ويعقوب وحسن وسليمان وهارون وجعفر وإسحاق وعدة بنات
 
{{سير أعلام النبلاء}}
 
[[تصنيف:سير أعلام النبلاء|{{SUBPAGENAME}}]]