الفرق بين المراجعتين لصفحة: «سير أعلام النبلاء/المنصور»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط تنظيف
ط تصنيف
 
سطر 16:
 
وعن المدائني أن المنصور لما احتضر قال اللهم إني قد ارتكبت عظائم جرأة مني عليك وقط أطعتك في أحب الأشياء إليك شهادة إن لا إله إلا الله منا منك لا منا عليك ثم مات وقيل رأى ما يدل على قرب موته فسار للحج وقبل مات مبطونا وعاش أربعا وسنتين سنة قال الصولي دفن بين الحجون وبئر ميمون في ذي الحجة سنة ثمان وخمسين ومئة قال عباد بن كثير لسفيان قلت لأبي جعفر أتؤمن بالله قال نعم قلت حدثني عن الأموال التي اصطفيتموها من بني أمية فلئن صارت إليكم ظلما وغصبا فما رددتموها إلى أهلها الذين ظلموا ولئن كانت لبني أمية لقد أخذتم مالا يحل لكم إذا دعيت غدا بنو أمية بالعدل جاؤوا بعمر بن عبد العزيز وإذا دعيتم أنتم لم تجيئوا بأحد فكن أنت ذاك الأحد فقد مضت من خلافتك ست عشرة سنة قال ما أجد أعوانا قلت عونك علي بلا مرزئة أنت تعلم أن أبا أيوب المورياني يريد منك كل عام بيت مال وأنا أجيئك بمن يعمل بغير رزق آتيك بالأوزاعي وآتيك بالثوري وأنا أبلغك عن العامة فقال حتى أستكمل بناء بغداد وأوجه خلفك فقال له سفيان ولم ذكرتني له قال والله ما أردت إلا النصح قال سفيان ويل لمن دخل عليهم إذا لم يكن كبير العقل كثير الفهم كيف يكون فتنة عليهم وعلى الأمة لقال نوبخت المجوسي سجنت بالأهواز فرأيت المنصور وقد سجن يعني وهو شاب قال فرأيت من هيبته وجلالته وحسنه مالم أره أحد فقلت وحق الشمس والقمر إنك لمن ولد صاحب المدينة فقال لا ولكني من عرب المدينة قال فلم أزل أتقرب إليه وأخدمه حتى سألته عن كنيته فقال أبو جعفر قلت وحق المجوسية لتملكن قال وما يدريك قلت هو كما أقول لك وساق قصة وقال كان المنصور يصغي إلى أقوال المنجمين وينفقون عليه وهذا من هناته مع فضيلته وقد خرج عليه في أول ولايته عمه عبد الله بن علي فرماه بنظيره أبي مسلم صاحب الدولة وقال لا أبالي أيهما أصيب فانهزم عمه وتلاشى امره ثم فسد ما بينه وبين أبي مسلم فلم يزل يتحيل عليه حتى استأصله وتمكن ثم خرج عليه ابنا عبد الله بن حسن وكاد أن تزول دولته واستعد للهرب ثم قتلا في أربعين يوما وألقى عصاه واستقر وكان حاكما على ممالك الإسلام بأسرهاسوى جزيرة الأندلس وكان ينظر في حقير المال ويثمره ويجتهد بحيث إنه خلف في الأموال من النقدين أربعة عشر ألف ألف دينار فيما قيل وستمئة ألف ألف درهم وكان كثيرا ما يتشبه بالثلاثة في سياسته وحدمه وهم معاوية وعبد الملك وهشام وقيل إنه أحسن شغبا عند قتلة أبا مسلم فخرج بعد أن فرق الأموال وشغلهم برأسه فصعد المنبر وقال أيها الناس لا تخرجوا من أنس الطاعة إلى وحشة المعصية ولا تسروا غش الأئمة يظهر الله ذلك على فلتات الألسنة وسقطات الأفعال فإن من نازعنا عروة قميص الإمامة أوطأناه ما في هذا الغمد وإن أبا مسلم بايعنا على أنه إن نكث بيعتنا فقد أباح دمه لنا ثم نكث فحكمنا عليه لأنفسنا حكمه على غيره ولم يمنعنا رعاية حقه من إقامة الحق عليه فلا تمشوا في ظلمة الباطل بعد سعيكم في ضياء الحق ولو علم بحقيقة حال أبي مسلم لعنفنا على إمهاله من أنكر منا قتله والسلام
 
{{سير أعلام النبلاء}}
 
[[تصنيف:سير أعلام النبلاء|{{SUBPAGENAME}}]]