الفرق بين المراجعتين لصفحة: «العقد الفريد/الجزء الثاني»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
سطر 1:
 
=كتاب الجوهرة في الأمثال=
‏"‏ قال أبو عمر أحمد بن محمد بن عبد ربه ‏"‏‏:‏ قدْ مَضى قولُنا في العِلْم والأدب وما يتولّد منهما ويُنْسب إليهما من الحِكَم النادرة والفِطَن البارعة ونحن قائلون بعَوْن الله وتوفيقه في الأمثال التي هي وَشيُ الكلام وجوهر اللفظ وحَلْى المعاني والتي تخيَّرتْها العربُ وقَدَّمتها العجم ونُطِق بها ‏"‏ في ‏"‏ كل زمان وعلى كلِّ لسان فهي أبقى من الشعر وأشرف من الخطابة لم يَسِرْ شيءٌ مَسِيرَها ولا عَمَّ عُمومَها حتى قيل‏:‏ أسير من مثل‏.‏
‏"‏ وقال الشاعر ‏"‏‏:‏ ما أنتَ إلا مَثَلٌ سائرُ يَعْرفه الجاهلُ والخابرُ وقد ضرب الله عزَّ وجلَّ الأمثالَ في كتابه وضربها رسول الله {{صل}} في كلامه قال اللهّ عز وجل‏:‏ ‏"‏ يَا أَيُّهَا الناسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فاسْتَمِعُوا لَه ‏"‏‏.‏
وقال‏:‏ ‏"‏ وَضَرَبَ الله مَثَلاً رَجُلَينْ ‏"‏‏.‏
ومِثْلُ هذا كثير في آي القرآن‏.‏
فأوّلُ ما نبدأ به أمثالُ رسول اللهّ {{صل}} ثم أمثالُ العلماء‏.‏
ثم أمثالُ أكْثَم بن صَيْفِيّ وبُزُرْجِمهر الفارسيّ وهي التي كان يَسْتَعملها عفرُ بن يحيى في كلامه ثم أمثالًُالعرب التي رواها أبو عُبيد وما أشبهها من أمثال العامة ثم الأمثالُ التي أمثال رسول الله {{صل}} قال النبي {{صل}}‏:‏ ضرب الله مثلاً صِراطاً مُستقيماً وعلى جَنْبي الصراط أبوابٌ مُفَتَحة وعلى الأبواب سُتور مَرْخِيَّة وعلى رأس الصراط داعٍ يقول‏:‏ ادخُلوا الصراطَ ولا تَعْوَجُّوا‏.‏
فالصراطُ الإسلامِ والستورُ حدودُ الله والأبواب محارمُ الله والداعي القرِان‏.‏
وقال ‏"‏ النبي ‏"‏ {{صل}}‏:‏ مَثلُ المُؤْمن كالخامة من الزرع يُقَلِّبها الريِحُ مرَّة كذا ومرَة كذا ومَثلُ الكافر مثل الأرزَة المُجْذِيَة على الأرض ‏"‏ حتى ‏"‏ يكون انجعافُها بِمَرّة‏.‏
وسأله حُذَيفة‏:‏ أبعدَ هذا الخير شرّ يا رسول الله فقال‏:‏ جماعة ‏"‏ على ‏"‏ أقْذَاء وهُدْنَة على دَخَن‏.‏
وقولُه حين ذَكر الدنيا وزينتَها فقال‏:‏ إنَّ مما يُنْبت الرّبيعُ ما يَقْتُل حَبَطاً أو يُلِمّ‏.‏
وقال لأبي سُفْيان‏:‏ أنت أبا سفيان كما قالوا‏:‏ كلُّ الصيد في جَوْف الفَرَا‏:‏ وقال حين ذكر الغُلوّ في العِبَادة‏:‏ إنّ المنبَتّ لا أرضاً قَطع ولا ظَهْراً أبْقى‏.‏
وقال {{صل}}‏:‏ إياكم وخَضرَاءَ الدِّمن‏.‏
قالوا‏:‏ وما خَضراء الدِّمن قال‏:‏ المرأةُ الحَسْناء في المَنْبت السّوء‏.‏
وذكر الرِّبا في آخر الزمان وافْتِنَانَ الناس به فقال‏:‏ مَن لم يَأكلْه أصابه غُبارُه‏.‏
وقال‏:‏ الإيمانُ قَيَّدَ الفَتْك‏.‏
وقال {{صل}}‏:‏ الولدُ لِلْفراش وللعاهر الحَجَر‏.‏
وقال في فرس‏:‏ وجدتُه بَحْراً‏.‏
وقال‏:‏ إنّ من البيان لَسِحراً‏.‏
وقال‏:‏ لا ترْفع عصاك عن أهلك‏.‏
وقال {{صل}}‏:‏ لا يُلْدغ المؤمن من جُحر مرَّتين‏.‏
وقال‏:‏ الحَرْب خدَعة‏.‏
وله {{صل}} وعلى آله أمثالٌ كثيرة غيرُ هذه ولكنَّا لم نذهب في كل باب إلى استقصائه وإنما ذهبنا إلى أن نِكْتَفيَ بالبعض ونَسْتدلّ بالقليل على الكثير ليكونَ أسهلَ مَأخذاً للحفظ وأبرأ من المَلالة والهرب‏.‏
وتفسيرها‏:‏ أمِا المثل الأول فقد فَسَّره النبي {{صل}}‏.‏
وأما قوله‏:‏ المؤمن كالخامة والكافر كالأرْزة فإنَه شَبه المُؤْمن في تصرّف الأيام به وما يناله من بلائها بالخامة من الزَرْع تُقلَبها الريحُ مرة كذا ومرة كذا‏.‏
والخامة ‏"‏ في قول أبي عُبيد ‏"‏‏:‏ الغَضّة الرَّطبة من الزَرع‏.‏
والارْزة‏:‏ واحدة الأرز وهو شجر له ثمر يقال له الصَّنَوْبر‏.‏
والمُجْذِية‏:‏ الثابتة وفيها لغتان‏:‏ جَذَي يجذو وأجْذَى يجذِي‏.‏
والانجعاف‏:‏ الانقلاع يقال‏:‏ جَعفت الرجل إذا قلعتَه وصرعتَه وضربت به الأرض‏.‏
وقوله لحُذيفة‏:‏ هُدْنة على دَخَن وجَمَاعة على أقذاء أراد ما تَنطوي عليه القُلوب من الضًغائن والأحقاد فشبّه ذلك بإغضاء الجفون على الأقذاء‏.‏
والدَّخن‏:‏ مأخوذ من الدُّخان جعله مثلا لما في الصُّدور من الغِلّ‏.‏
وقوله‏:‏ إنَ مما يُنبت الرّبيع ما يَقْتُل حَبَطاً أو يُلمّ فالحَبط كما ذكر أبو عُبيد عن الأصمعيّ‏:‏ أن تأكل الدابة حتى تَنْتفخ بطنُها وَتمْرَض منه يقال‏:‏ حَبِطَتِ الدَّابةُ تَحْبِط حَبَطاً‏.‏
وقوله‏:‏ أو يُلم معناه‏:‏ أو يَقْرُب من ذلك ومنه قوله إذ ذكر أهل الجنة فقال‏:‏ إنّ أحدَهم إذا نَظر إلى ما أعدَّ الله له في الجنَّة فلولا أنه شيء قَضَاه الله له لألمّ أن يَذهب بَصرُه ‏"‏ يَعْنى ‏"‏ لما يَرى فيها يقول‏:‏ لَقَرُب أن يَذهب بصرُه‏.‏
وقوله لأبي سُفيان‏:‏ كلُّ الصَّيد في جَوْف الفَرا فمعناه أنّك في الرجال كالفَرا في الصيد وهو الحمار الوَحْشيّ وقال له ذلك يتألّفه على الإسلام‏.‏
وقولُه حين ذكر الغلوَّ في العبادة‏:‏ إن المنبَتَّ لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى‏.‏
يقول‏:‏ إن المُغِذَّ في السير إذا أَفرط في الإغذاذ عطبت راحلتُه من قبل أن يَبْلُغ حاجَته أو يَقْضيَ سَفَرَه فشبّه بذلك مَن أَفْرَطَ في العِبادة حتى يَبْقى حَسِيراً‏.‏
وقوله في الرِّبا‏:‏ من لم يأكله أصابه غُباره إنما هو مَثل لما ينال الناسَ من حُرْمته وليس هناك ‏"‏ تُراب ولا ‏"‏ غُبار‏.‏
وقولُه‏:‏ الإيمانُ قَيَّدَ الفَتْك أي مَنع منه كأنه قَيْدٌ له‏.‏
وفي حديث آخر‏:‏ لا يَفْتك مؤمن‏.‏
وقوله في فرس‏:‏ وجدتُه بَحْراً وإنّ من البيان لَسِحْراً إنما هو على التمثيل لا على التحقيق‏.‏
وكذلك قوله‏:‏ الولد لِلفِراش وللعاهر الحَجَر‏.‏
معناه‏:‏ أنه لا حق له في نَسب الوِلد‏.‏
وقوله {{صل}}‏:‏ لا ترفَعْ عَصاك عن أهلك إنما هو الأدب بالقَول ولم يُرد ألا تَرْفع عنهم العصا‏.‏
وقوله‏:‏ لا يُلْدغ المُؤمن من جُحر مرّتين معناه أنّ لَدْغَ مرة يَحْفظ من أخرى‏.‏
وقولُه‏:‏ الحرب خَدعة يريد أنها بالمكر والخديعة‏.‏
خَطب النعمانُ بن بَشِير على مِنْبر الكوفة فقال‏:‏ يا أهلَ الكوفة إني وجدتُ مَثَلي ومَثَلَكم كالضّبُع والثَعلب أتيا الضَب في جُحْره فقالا‏:‏ أبا حِسْل‏:‏ قال‏:‏ أجِبْتما ‏"‏ لمَ جِئْتُما ‏"‏ قالا‏:‏ جِئناك نَخْتصم قال‏:‏ في بَيْته يؤتىَ الحَكم قالت الضَبع‏:‏ فتحتُ عَيْبتي قال‏:‏ فِعْلَ النساء فعلتِ قالت‏:‏ فلقطتُ تمرة قال‏:‏ حُلْوًا جنيتِ قالت فاختطفها ثُعالة قال‏:‏ نفسه بَغَى - ثُعالة‏:‏ اسم الثعلب الذكر والأنثى - قالت‏.‏
فلطمتُه لطمةً قال حقًا قضيتِ قالت‏:‏ فلَطَمني أخرى قال‏:‏ كان حُرّا فانتصر قالت‏:‏ فاحكم الآن بيننا قال‏:‏ حَدِّث حديثين امرأة وإن لم تَفْهم فأَرْبعة‏.‏
وقال عبد الله بنً الزُّبير لأهل العِراق‏:‏ وَدِدْتُ والله أنّ لي بكم من أهل الشام صَرْفَ الدِّينار بالدِّرهم‏.‏
قال له رجلٌ منهم‏:‏ أتدري يا أَميرَ المؤمنينَ ما مَثلنا ومَثلك ومَثل أهل الشام قال‏:‏ وما ذاك قال‏:‏ ما قاله أعشى بكر حيث يقول‏:‏ عُلِّقْتُها عَرَضاً وعُلِّقت رجلاً غيري وعُلِّق أخرى ذلك الرجلُ أَحببناك نحن وأحببتَ أنتَ أهلَ الشام وأحب أهل الشام عبد الملك ‏"‏ بن مروان ‏"‏‏.‏
مثل في الرياء يحيى بنُ عبد العزيز قال‏:‏ حدَّثني نعَيم عن إسماعيل ‏"‏ عن ‏"‏ رجلٍ من ولد أبي بكر الصدِّيق رضوانُ الله عليه عن وَهْب بن مُنَبِّه قال‏:‏ نَصب رجلٌ من بني إسرائيل فَخّا فجاءت عُصفورة فنزلت عليه فقالت‏:‏ مالي أراك مُنْحَنياً قال‏:‏ لكثرة صلاتي انحنيت قالت‏:‏ فمالي أراك باديةً عِظامُك قال‏:‏ لكثرة صيامي بدت عظامي قالت‏:‏ فمالي أرى هذا الصُّوفَ عليك قال‏:‏ لزُهْدي في الدُّنيا لبستُ الصُوف قالت‏:‏ فما هذا العِصا عندك قال‏:‏ أتوكأ عليها وأقضي ‏"‏ بها ‏"‏ حَوائجي قالت‏:‏ فما هذه الحبّة في يَدك قال‏:‏ قُرْبان إِن مرّ بي مِسْكين ناولتُه إياها قالت‏:‏ فإنِّي مِسكينة قال‏:‏ فخَذيها‏.‏
فَدَنت فَقَبضت على الحبّة فإذا الفخُّ في عُنقها‏.‏
فجعلت تقول قَعِي قَعِي تفسيره‏:‏ لا غرّني ناسكٌ مُرَاءٍ بعدك أبداً‏.‏
داودُ بنُ أي هِنْد عن الشّعْبِيّ‏:‏ أنّ رجلاً من بني إسرائيل صاد قُبَّرة فقالت‏:‏ ما تُريد أن تَصنع بي قال‏:‏ أذبحك فآكلُك قالت‏:‏ والله ما أشْفي من قَرَم ولا أغْنى من جُوع ولكنِّي أعلِّمك ثلاثَ خِصال هي خَيْر لك من أَكْلي‏:‏ أما الواحدة فأعلِّمك إياها وأنا في يدك والثانيةُ إذا صرتُ على هذه الشجرة والثالثة إذا صِرْت على هذا الجَبل‏.‏
فقال‏:‏ هاتِ ‏"‏ الأولى ‏"‏‏.‏
قالت‏:‏ لا تَتَلَهَّفنَّ علٍى ما فاتك فخلَّى عنها‏.‏
فلما صارتْ فوْقَ الشجرة قال‏:‏ هاتِ الثانيةَ قالت‏:‏ لا تصِدِّقن بما لا يكون أنه يكون ثم طارت فصارت على الجبل فقالت‏:‏ يا شَقيّ لو ذَبحتني لأخْرجت من حَوْصلتي درَّة وَزْنها عشرون مثقالا‏.‏
قال‏:‏ فَعَضّ علىٍ شَفَتَيْه وتلهّف ثم قال‏:‏ هاتِ الثالثة قالت له‏:‏ أنت قد نَسِيت الاثنتين فكَيف أعلّمك الثالثة ألم أقل لك‏:‏ لا تتلهفنَّ على ما فاتك فقد تلهفت عَلَيّ إذ فُتُّك وقلت لك‏:‏ لا تُصَدِّقن بما لا يكون أنه يكون فصدّقت أنا وعَظْمِي وريشي لا أَزن عشرين مثقالا فكيف يكون في حوْصلتي ما يزنها‏!‏ وفي كتاب للهند‏:‏ مثلُ الدُّنيا وآفاتها ومَخاوفها والموت والمعاد الذي إليه مَصير الإنسان‏.‏
قال الحكيمُ‏:‏ وجدت مثل الدنيا والمَغرُور بالدنيا المَملوءة آفات مثلَ رجل ألجأ خوْفٌ إلى بِئر تدلى فيها وتعلَّق بغُصْنين نابتين على شَفير البئر ووقعتْ رجلاه على شيء فمدَهما فنظر فإذا بحيّات أَرْبع قد أَطْلعن رؤوسهن من جُحورهن ونظر إلى أسفل البئر فإذا بثُعبان فاغر فاهُ نحوَه فرفع بصره إلى الغُصْن الذي يتعلق به فإذا في أصله جُرَذان أبيضُ وأسود يَقْرضان الغُصن دائبيَنْ لا يَفْتُرَان فبينما هو مُغْتمّ بنفسه وابتغاء الحيلة في نجاته إذ نظر فإذا بجانب منه جُحْرُ نَحْل قد صَنَعْن شيئاً من عَسل فَتَطاعم منه فَوَجَدَ حلاوتَه فَشغلته عن الًفِكْر في أمره واْلتماس النَّجاة لنفسه ولم يَذْكُر أنّ رِجْلَيْه فوق أربع حيَّات لا يدْري متى تُسَاوره إحداهن وأنّ الجُرَذَيْنِ دائبان في قَرْض الغُصْن الذي يتعلَق به وأنهما إذا قطعاه وقع في لَهْوة التِّنّين ولم يزل لاهياً غافلاً حتى هَلَك‏.‏
قال الحكيم‏:‏ فشبَّهت الدنيا المملوءة آفاتٍ وشروراً ومخاوفَ بالبئر وشبَّهت الأخلاط التي بُني جَسَدُ الإنسان عليها من المِرَّتين والبَلغم والدَّم بالحيّات الأربع وشَبهت الحياة بالغُصنين اللذين تعلَّق بهما وشَبَّهت الليل والنهار ودورانهما في إفْناء الأيام والأجيال‏!‏ بالجُرَذَين الأبيض والأسود اللذين يَقْرِضان الغُصْنَ دائبَينْ لا يَفْترَان وشبّهتُ الموت الذي لا بد منه بالتِّنين الفاغر فاه وشبَّهْتُ الذي يرى الإنسانُ ويَسمع ‏"‏ ويَطعم ‏"‏ ويَلْمس فَيُلْهيه ذلك عن عاقبة أمره وما إليه مَصِيرة بالعُسَيلة التي تطاعمها‏.‏
من ضرب به المثل من الناس قالت العربُ‏:‏ أَسْخَى من حاتم وأَشجع من رَبيعةَ بن مُكَدَّم وأَدْهَى من قَيْس بن زُهير وأعزُّ من كُلَيب وائل وأَوْفي من السّمَوأَل وأَذْكى من إياس بن معاوية وأَسْود من قَيْس بن عاصم وأَمْنع من الحارث بن طالم وأبلغ من سَحْبان وائل وأَحْلم من الأحْنف بن قيس وأَصْدق من أبي ذرّ الغفاريّ وأكذب من مُسَيلمة الحَنَفيّ وأعيا من باقل وأَمْضى من سُليك المَقَانب وأنْعم من خُرَيم النَّاعم وأحمق من هَبنَّقة وأفْتك من البراض‏.‏
من يضرب به المثل من النساء يقال‏:‏ أشْأم من البَسُوس وأمنع من أم قِرْفة وأحمق من دُغة وأَقْوَد من ظُلْمِة وأبصرَ من زَرْقاء اليمامة - البَسوس‏:‏ جارة جساس بن مُرَّة بن ذهل بن شيْبان ولها كانت الناقة التي قُتل من أجلها كُلَيب بن وائل وبها ثارت بين بَكر بن وائل وتَغْلب ‏"‏ الحرب ‏"‏ التي يُقال لها حَرْب البَسوس‏.‏
وأم قِرْفة‏:‏ امرأة مالك بن حُذَيفة بن بَدْر الفَزاريّ وكان يُعَلَق في بيتها خمسون سيفاً كلُّ سيف منها لذي مَحْرَم لها‏.‏
ودُغَة‏:‏ امرأة من عِجْل بن لُجَيم تزوَجت في بني العَنْبر بن عمرو بن تميم‏.‏
وزَرقاء بني نُمير‏:‏ امرأة كانت باليمامة تُبصر الشَعَرةَ البيضاء ‏"‏ في اللبن وتَنْظُر الراكب على مسيرة ثلاثة أيام وكانت تُنذر قومها الجُيوش إِذا غَزَتهم فلا يَأتيهم جَيْشٌ إلا وقد استعدُّوا له حتى احتال لها بعضُ مَن غزاهم فأمر أصحابَه فقطعوا شجراً وأمْسكوه أمامهم بأيديهم ونظرت الزَرقاء فقالت‏:‏ إنِّي أرى الشجر قد أقبل إليكم قالوا لها‏:‏ قد خَرِفْت ورَقّ عقلُك وذَهَب بصرُك فكذَّبوها وَصبِّحتهم الخيلُ وأغارت عليهم وقُتلت الزَّرقاء‏.‏
قال‏:‏ فَقوَّرُوا عَينيها فوجدوا عُروق عينيها قد غرِقت في الإثمد من كثرة ما كانت تَكْتحل به‏.‏
وظُلمة‏:‏ امرأة من هُذيل زَنت أربعين عاماً ‏"‏ وقادت أربعين عاماً فلما عَجزت عن الزِّنا والقَوْد اتَّخَذت تَيْساَ وعَنْزاً فكانت تُنْزِى التَيْس على العنز فقِيل لها‏:‏ لم تَفْعلين ذلك قالت‏:‏ حتى أسمع أنْفاس الْجِماع‏.‏
ما تمثلوا به من البهائم قالوا‏:‏ أَشجع من أسد وأَجْبن من الصَّافر وأمْضى من لَيْث عِفَرِّين وأحْذَر من غُراب وأبصر منِ عُقاب ‏"‏ مَلاَع ‏"‏ وأَزْهَى من غُرَاب وِأَذلُّ من قراد ‏"‏ بمَنْسِم ‏"‏ وأَسْمَع من فرَس وأنوَم من فَهْد وأعقُّ من ضب وأجبن من صِفْرِد ‏"‏ وأحقد من جَمَل ‏"‏ وأضرع من سِنَّوْر وأسرَق من زَبابة وأصبر من عَوْد وأَظْلم من حَيّة وأَحنُّ من ناب وأكذبُ من فاخِتة وأعزُّ من بيْض الأنُوق وأَجْوَع من كلْبة حَوْمل وأعزُّ من الأبلق العقوق 0 الصَافر‏:‏ ذو الصَّفير من الطّير والعَوْد‏:‏ المُسِن من الجمال‏.‏
والزَّبابة‏:‏ الفأرة تَسرِق دود الحرير‏.‏
والأنُوق‏:‏ طَيْر يقال إنه‏:‏ يبيض في الهواء‏.‏
وفاخِتة‏:‏ طير يَطير بالرًّطب في غير أيامه‏.‏
=باب كلام الزهاد وأخبار العباد ‏=
قيل لقوم من العُبَّاد‏:‏ ما أقامكم في الشَّمس قالوا‏:‏ طلَب الظِّل‏.‏