الفرق بين المراجعتين لصفحة: «صيد الخاطر/فصل: عجل بالتوبة من الذنوب»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
Obaydb (نقاش | مساهمات)
استيراد تلقائي للمقالات
 
Obaydb (نقاش | مساهمات)
استيراد تلقائي للمقالات - كتابة على الأعلى
سطر 1:
{{رأسية
|عنوان=[[صيد الخاطر]]
|مؤلف=ابن الجوزي
|باب= فصل: عجل بالتوبة من الذنوب
|سابق= → [[../فصل: حذار من الدنيا|فصل: حذار من الدنيا]]
|لاحق= [[../فصل: القوي سبب الخروج من كل غم|فصل: القوي سبب الخروج من كل غم]] ←
|ملاحظات=
}}
====فصل: عجل بالتوبة من الذنوب====
 
اعلموا إخواني ومن يقبل نصيحتي، أن للذنوب تأثيرات قبيحة، مرارتها تزيد على حلاوتها أضعافا مضاعفة. والمجازي بالمرصاد، لا يسبقه شيء، ولا يفوته. أو ليس يروي التفسير، أن كل واحد من أولاد يعقوب عليهم السلام وكانوا إثنى عشر ـ ولد له إثنا عشر ولدا، إلا يوسف فإنه ولد له أحد عشر وجوزي بتلك الهمة فنقص ولدا. فوا أسفا لمضروب بالسياط ما يحسن بالألم، ولمثخن بالجراح وما عنده من نفسه خبر، ولمتقلب في عقوبات ما يدري بها. ولعمري أن أعظم العقوبة ألا يدري بالعقوبة. فواعجبا للمغالط نفسه، يرضي ربه بطاعة، ويقول: حسنة، وسيئة. ويحك من كيسك تنفق، ومن بضاعتك تهدم، ووجه جاهل تشين. رب جراحة قتلت، ورب عثرة أهلكت، ورب فارط لا يستدرك. ويحك انتبه لنفسك ما الذي تنتظر بأوبتك؟ وماذا تتقرب المشيب؟ فها هو ذا أوهن العظم. وهل بعد رحيل الأهل والأولاد والأقارب إلا اللحاق؟ قدرأن ما تؤمله من الدنيا قد حصل، فكان ماذا؟ ما هو عاجل فشغلك عاجلا. ثم آخر جرعة اللذة شرقة، وإما أن تفارق محبوبك أو يفارقك. فيا لها جرعة مريرة، تود عندنا أن لو لم تره. آه لمحجوب العقل عن التأمل، ولمصدود عن الورود، وهو يرى المنهل. أما في هذه القبور نذير؟ أما في كرور الزمان زاجر؟ أين من ملك وبلغ المنى فيما أمل، نادهم في ناديهم، هيهات صموا عن مناديهم فلو أن ما بهم الموت، إنما هنيه... ثم القبور. العمل حصل يا معدوما بالأمس، يا متلاشي الأشلاء في الغد؟ بأي وجه تلقى ربك؟ أيساوي ما تناله من الهوى لفظ عتاب؟ با الله إن الرحمة يعد المعاتبة، ربما لم تستوف قلع البغضة من صميم القلب. فكيف إن أعقب العتاب عقاب، وقد أخبرنا عبد الرحمن بن محمد القزاز قال أخبرنا أبو بكر الخطيب، قال أخبرنا محمد بن الحسين المعدل، قال: أخبرنا أبو الفضل الزهري، قال: أخبرنا أحمد بن محمد الزعفراني، قال: حدثنا أبو العباس بن واصل المقري، قال: سمعت محمد بن عبد الرحمن الصيرفي قال: [ رأى جار لنا يحي بن أكثم بعد موته في منامه، فقال ما فعل بك ربك؟ فقال: وقفت بين يديه، فقال لي: سوء لك ياشيخ ]. فقلت: يارب إن رسولك قال: إنك لتستحي من أبناء الثمانين أن تعذبهم وأنا ابن ثمانين أسير الله في الأرض. فقال لي: صدقت رسولي قد عفوت عنك. وفي رواية أخرى،عن محمد بن سلم الخواص، قال: [ رأيت يحي بن أكثم في المنام فقلت: ما فعل الله بك؟ فقال: أوقفني بين يديه وقال لي: يا شيخ السوء لو لا شيبتك لأحرقتك بالنار ]. والمقصود من هذا النظر بعين الاعتبار، هل يفي هذا بدخول الجنة فضلاعن لذات الدنيا؟ فنسأل الله عز وجل أن ينبهنا من رقدات الغافلين، وأن يرينا الأشياء كما هي لنعرف عيوب الذنوب والله الموفق.