الفرق بين المراجعتين لصفحة: «صيد الخاطر/فصل: ذل النفس للخالق»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
Obaydb (نقاش | مساهمات)
استيراد تلقائي للمقالات
 
Obaydb (نقاش | مساهمات)
استيراد تلقائي للمقالات - كتابة على الأعلى
 
سطر 1:
{{رأسية
|عنوان=[[صيد الخاطر]]
|مؤلف=ابن الجوزي
|باب= فصل: ذل النفس للخالق
|سابق= → [[../فصل: رجاء الرحمة|فصل: رجاء الرحمة]]
|لاحق= [[../فصل: الزم خلوتك|فصل: الزم خلوتك]] ←
|ملاحظات=
}}
====فصل: ذل النفس للخالق====
 
نظرت في قول رسول الله {{صل}}، لما لبس الخاتم ثم رمى به وقال: شغلني نظري إليكم، ونظري إليه وقوله: هذا رجل يتبختر في حلته مرجلا جمته خسف به الأرض، فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة. فرأيت أنه لا ينبغي لأحد أن يلبس ثوبا معجبا ولا شيئا من زينة، لأن ذلك يوجب النظر إلى النفس بعين الإعجاب، والنفس ينبغي أن تكون ذليلة للخالق. وقد كان قدماء أحبار في بني إسرائيل يمشون على العصي لئلا يقع منهم بطر في المشي. ولبست أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها درعا لها فأعجبت به، فقال لها رسول الله {{صل}}: إن الله لا ينظر إليك في حالتك هذه. ولما لبس رسول الله {{صل}} خميصة لها أعلام قال: ألهتني هذه عن صلاتي وهذا كله يوجب الإعراض عن الزينة وما يحرك إلى الفخر والزهو والعجب. ولهذا حرم الحرير. وأقول على أسباب هذا: إن المرقعات التي يتتوق فيها المتصوفة بالسوارك والتلميع، ربما أوجبت زهو اللابس إما لحسنها في ذاتها، أو لعمله أنها تنبئ عنه بالتصوف والزهد. وكذلك الخاتم في اليد، وطول الأكمام والنعال الصرارة. ولا أقول: إن هذه الأشياء تحرم بل ربما جلبت ما يحرم من الزهو. فينبغي للعاقل أن يتنبه بما قلت في دفع كل ما يحذر من شره. وقد ركب ابن عمر نجيبا فأعجبه مشيه فنزل، وقال يا نافع: أخله في البدن.