الفرق بين المراجعتين لصفحة: «صيد الخاطر/فصل: النفس تطلب مالا تقدر عليه»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
Obaydb (نقاش | مساهمات)
استيراد تلقائي للمقالات
 
Obaydb (نقاش | مساهمات)
استيراد تلقائي للمقالات - كتابة على الأعلى
 
سطر 1:
{{رأسية
|عنوان=[[صيد الخاطر]]
|مؤلف=ابن الجوزي
|باب= فصل: النفس تطلب مالا تقدر عليه
|سابق= → [[../فصل: لا تنخدع بمن يظهر لك الود|فصل: لا تنخدع بمن يظهر لك الود]]
|لاحق= [[../فصل: إنما يخشى الله من عباده العلماء|فصل: إنما يخشى الله من عباده العلماء]] ←
|ملاحظات=
}}
====فصل: النفس تطلب مالا تقدر عليه====
 
رأيت المعافى لا يعرف قدر العافية إلا في المرض كما لا يعرف شكر الإطلاق إلا في الحبس. وتأملت على الآدمي حاله عجيبة، وهو أن تكون معه إمرأة لا بأس بها، إلا أن قلبه لا يتعلق بمحبتها تعلقا يلتذ به. ولذلك سببان: أحدهما: أن تكون غير غاية في الحسن. والثاني: أن كل مملوك مكروه، والنفس تطلب ما لا تقدر عليه. فتراه يضح ويشتهي شيئا يحبه أو امرأة يعشقها، ولا يدري أنه إنما يطلب قيدا وثيقا، يمنع القلب من التصرف في أمور الآخرة، أو في أي علم أو عمل ويخبطه في تصريف الدنيا، فيبقى ذلك العاشق أسير المعشوق، همه كله معه. فالعجب لمطلق يؤثر القيد، ومستريح يؤثر التعب. فإن كانت تلك المرأة تحتاج أن تحفظ، فالويل له لا قرار، ولا سكون. وإن كانت من المتبرجات اللواتي لا يؤمن فسادهن، فذاك هلاكه بمرة. فلا هو إن نام يلتذ بنومه، ولا إن خرج من الدار يأمن من محنه. وإن كانت تريد نفقة واسعة وليس له، فكم يدخل مدخل سوء لأجلها. وإن كانت تؤثر الجماع وقد علت سنة، فذاك الهلاك العظيم. وإن كانت تبغضه فما بقيت من أسباب تلفه بقية، فيكون هذا ساعيا في تلف نفسه، كما قال القائل: