الفرق بين المراجعتين لصفحة: «البداية والنهاية/الجزء الأول/وصيته لولده»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
أنشأ الصفحة ب'{{مركزية |عنوان= البداية والنهاية - الجزء الأول |مؤلف= ابن كثير |ب…'
 
لا ملخص تعديل
سطر 8:
}}
{{نثر}}
 
 
قال الإمام أحمد: حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن زيد، عن الصقعب بن زهير، عن زيد بن أسلم قال حماد: أظنه عن عطاء بن يسار عن عبد الله بن عمرو قال: كنا عند رسول الله {{صل}}، فجاء رجل من أهل البادية عليه جبة سيحان مزرورة بالديباج، فقال: ألا إن صاحبكم هذا قد وضع كل فارس بن فارس، أو قال: يريد أن يضع كل فارس بن فارس، ورفع كل راع بن راع.
 
قال: فأخذ رسول الله {{صل}} بمجامع جبته وقال:
 
« لا أرى عليك لباس من لا يعقل، ثم قال: إن نبي الله نوحًا عليه السلام لما حضرته الوفاة قال لابنه:
 
إني قاص عليك الوصية: آمرك باثنتين، وأنهاك عن اثنتين، آمرك بلا إله إلا الله فإن السماوات السبع والأرضين السبع لو وضعت في كفة، ووضعت لاإله إلا إله في كفة، رجحت بهن لا إله إلا الله.
 
ولو أن السماوات السبع، والأرضين السبع كن حلقة مبهمة فضمتهن لا إله إلا الله، وسبحان الله وبحمده، فإن بها صلات كل شيء، وبها يرزق الخلق، وأنهاك عن الشرك والكبر ».
 
قال: قلت - أو قيل - يا رسول الله هذا الشرك قد عرفناه فما الكبر، أن يكون لأحدنا نعلان حسنان لهما شراكان حسنان؟
 
قال: « لا ».
 
قال: هو أن يكون لأحدنا حلة يلبسها؟
 
قال: « لا ».
 
قال: هو أن يكون لأحدنا دابة يركبها؟
 
قال: « لا ».
 
قال: هو أن يكون لأحدنا أصحاب يجلسون إليه؟
 
قال: « لا ».
 
قلت: - أو قيل - يا رسول الله فما الكبر؟
 
قال: « سفه الحق، وغمض الناس ».
 
وهذا إسناد صحيح ولم يخرجوه.
 
ورواه أبو القاسم الطبراني من حديث عبد الرحيم بن سليمان، عن محمد بن إسحاق، عن عمرو بن دينار، عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله {{صل}} قال:
 
« كان في وصية نوح لابنه: أوصيك بخصلتين، وأنهاك عن خصلتين » فذكر نحوه.
 
وقد رواه أبو بكر البزار عن إبراهيم بن سعيد، عن أبي معاوية الضرير، عن محمد بن إسحاق، عن عمرو بن دينار، عن عبد الله بن عمر بن الخطاب، عن النبي {{صل}} بنحوه.
 
والظاهر أنه عن عبد الله بن عمرو بن العاص، كما رواه أحمد، والطبراني، والله أعلم.
 
ويزعم أهل الكتاب أن نوحًا عليه السلام لما ركب السفينة، كان عمره ستمائة سنة. وقدمنا عن ابن عباس مثله، وزاد وعاش بعد ذلك ثلاثمائة وخمسين سنة. وفي هذا القول نظر.
 
ثم إن لم يمكن الجمع بينه وبين دلالة القرآن، فهو خطأ محض. فإن القرآن يقتضي أن نوحًا مكث في قومه بعد البعثة، وقبل الطوفان ألف سنة إلا خمسين عامًا. فأخذهم الطوفان وهم ظالمون.
 
ثم الله أعلم كم عاش بعد ذلك، فإن كان ما ذكر محفوظًا عن ابن عباس من أنه بعث وله أربع مائة وثمانون سنة، وأنه عاش بعد الطوفان ثلاثمائة وخمسين سنة، فيكون قد عاش على هذا ألف سنة وسبعمائة وثمانين سنة.
 
وأما قبره عليه السلام: فروى ابن جرير، والأزرقي، عن عبد الرحمن بن سابط، أو غيره من التابعين مرسلًا أن قبر نوح عليه السلام بالمسجد الحرام، وهذا أقوى وأثبت من الذكر الذي يذكره كثير من المتأخرين من أنه ببلدة بالبقاع، تعرف اليوم بكرك نوح، وهناك جامع قد بني بسبب ذلك فيما ذكره، والله أعلم.