الفرق بين المراجعتين لصفحة: «كتاب الأحكام الشرعية الكبرى/كتاب الفتن وأشراط الساعة باب التعوذ من الفتن»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
أنشأ الصفحة ب'{{ترويسة | عنوان = ../ | مؤلف = عبد الحق الإشبيلي | مترجم = | باب = كتاب الفتن وأشراط …'
(لا فرق)

نسخة 20:44، 10 أبريل 2009

كتاب الأحكام الشرعية الكبرى المؤلف عبد الحق الإشبيلي
كتاب الفتن وأشراط الساعة باب التعوذ من الفتن


كتاب الفتن وأشراط الساعة باب التعوذ من الفتن مسلم : حدثنا يحيى بن أيوب وأبو بكر بن أبي شيبة ، جميعا عن ابن علية - قال يحيى : أبنا ابن علية - قال : وأخبرنا سعيد الجريري ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد الخدري ، عن زيد بن ثابت ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في حديث ذكره قال : " تعوذوا بالله من عذاب النار . قالوا : نعوذ بالله من عذاب النار . قال : تعوذوا بالله من عذاب القبر . قالوا : نعوذ بالله من عذاب القبر . قال : تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن . قالوا : نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن . قال : [تعوذوا] بالله من فتنة المسيح الدجال . قالوا : نعوذ بالله من فتنة الدجال " .

باب المبادرة بالعمل قبل نزول الفتن مسلم : حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر ، جميعا عن إسماعيل بن جعفر . قال ابن أيوب : حدثنا إسماعيل ، أخبرني العلاء ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم ، يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ، (و) يمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا " .

باب بدأ الإسلام غريبا مسلم : حدثنا محمد بن عباد وابن أبي عمر ، جميعا عن مروان الفزاري - قال ابن عباد : ثنا مروان - عن يزيد - يعني ابن كيسان - عن أبي حازم ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء " . البزار : حدثنا أبو كريب وإبراهيم بن يوسف قالا : ثنا حفص بن غياث ، عن الأعمش ، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء . قيل : من الغرباء ؟ قال : النزاع من القبائل " . قال أبو عيسى الترمذي في هذا الحديث : " / فطوبى للغرباء الذين يصلحون ما أفسد الناس بعدي من سنتي " . رواه من طريق كثير بن عبد الله بن عوف [بن] زيد ، عن أبيه ، عن جده ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - . مسلم : حدثني محمد بن رافع والفضل بن سهل الأعرج قالا : ثنا شبابة ابن سوار الفزاري ، حدثنا عاصم - وهو ابن محمد العمري - عن أبيه ، عن ابن عمر ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ ، وهو يأرز بين المسجدين كما تأرز الحية في جحرها " . البزار : حدثنا أبو كريب ، ثنا أبو معاوية ، عن أبي مالك ، عن ربعي ، عن حذيفة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب " . قال : وهذا الحديث رواه جماعة عن أبي مالك فأوقفوه .

باب رفع الأمانة وعرض الفتن على القلوب مسلم : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ثنا أبو معاوية ووكيع . وحدثنا أبو كريب ، ثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن زيد بن وهب ، عن حذيفة قال : " حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثين قد رأيت أحدهما وأنتظر الآخر ، حدثنا أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال ، ثم نزل القرآن فعلموا من القرآن وعلموا من السنة ، ثم حدثنا عن رفع الأمانة ، قال : ينام الرجل النومة فتقبض الأمانة من قلبه ، فيظل أثرها مثل [الوكت] ، ثم ينام النومة فتقبض الأمانة من قلبه ، فيظل أثرها مثل المجل كجمر دحرجته على رجلك فنفط فتراه منتبرا ، وليس فيه شيء - ثم أخذ حصى فدحرجه على رجله - فيصبح الناس يتبايعون ، لا يكاد أحد يؤدي الأمانة حتى يقال : إن في بني فلان رجلا أمينا . حتى يقال للرجل : ما أجلده ما أظرفه ما أعقله . وما في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان . ولقد أتى علي زمان وما أبالي أيكم بايعت لئن كان مسلما ليردنه علي دينه ، ولئن كان يهوديا (أو نصرانيا) ليردنه علي ساعيه ، وأما اليوم فما كنت لأبايع منكم إلا فلانا وفلانا " . مسلم : حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير ، حدثنا أبو خالد - يعني سليمان ابن حيان - عن سعد بن طارق ، عن ربعي ، عن حذيفة قال : " كنا عند عمر فقال : أيكم سمع / رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذكر الفتن ؟ فقال قوم : نحن سمعناه . فقال : لعلكم تعنون فتنة الرجل في أهله وجاره ؟ قالوا : أجل . قال : تلك تكفرها الصلاة والصيام والصدقة ولكن أيكم سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يذكر التي تموج موج البحر ؟ قال حذيفة : فأسكت القوم . فقلت : أنا . قال : أنت ، لله أبوك ؟ قال حذيفة : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا فأي قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء ، وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء حتى تصير على قلبين ، على أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض ، والآخر أسود مربادا كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه . قال حذيفة : و [حدثته] أن بينك وبينها بابا مغلقا يوشك أن يكسر . قال عمر : أكسرا لا أبا لك ، فلو أنه فتح لعله كان يعاد . قلت : لا ، بل يكسر ، و [حدثته] أن ذلك الباب رجل يقتل أو يموت ، حديثا ليس بالأغاليط " . قال أبو خالد : فقلت لسعد : يا أبا مالك ، ما أسود مربادا ؟ قال : شدة البياض في سواد . قلت : فما الكوز مجخيا ؟ قال : منكوسا " . قال مسلم : وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير ومحمد بن العلاء أبو كريب ، جميعا عن أبي معاوية . قال ابن العلاء : ثنا أبو معاوية ، ثنا الأعمش ، عن شقيق ، عن حذيفة قال : " كنا عند عمر فقال : أيكم يحفظ حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الفتنة كما قال ؟ قال : فقلت : أنا . قال : إنك لجريء ، وكيف قال ؟ قلت : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : فتنة الرجل في أهله وماله ونفسه وولده وجاره يكفرها الصيام والصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . فقال عمر : ليس هذا أريد إنما أريد التي تموج كموج البحر . فقلت : ما لك ولها يا أمير المؤمنين إن بينك وبينها بابا مغلقا . قال : أفيكسر الباب أم يفتح ؟ قال : قلت : لا بل يكسر . قال : ذلك أحرى أن لا يغلق أبدا . قال : فقلنا لحذيفة : هل كان عمر يعلم من الباب ؟ قال : نعم ، كما يعلم أن دون غد الليلة ، إني حدثته حديثا ليس بالأغاليط . قال : فهبنا أن نسأل [حذيفة] من الباب ، فقلنا لمسروق : سله . فقال : عمر - رضي الله / عنه " .

باب نزول الفتن البخاري : حدثنا إسماعيل ، حدثني أخي ، عن سليمان بن بلال ، عن محمد بن أبي عتيق ، عن ابن شهاب ، عن هند بنت الحارث الفراسية ، أن أم سلمة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت : " استيقظ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فزعا يقول : سبحان الله ! ماذا أنزل الليلة من خزائن وماذا أنزل من الفتن ! من يوقظ صواحب الحجرات - يريد أزواجه - لكي يصلين ؟ رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة " . البخاري : حدثنا أبو نعيم ، ثنا ابن عيينة ، عن الزهري . وحدثنا محمود ، ثنا عبد الرزاق ، أنا معمر ، عن الزهري ، عن عروة ، عن أسامة بن زيد قال : " أشرف النبي - صلى الله عليه وسلم - في أطم من آطام المدينة ، فقال : هل ترون ما أرى ؟ قالوا : لا . قال : فإني [لأرى] الفتن تقع خلال بيوتكم كوقع القطر " . مسلم : أبو بكر بن أبي شيبة ، ثنا سفيان بن عيينة ، عن عروة ، عن أسامة " أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أشرف على أطم من آطام المدينة ، ثم قال : هل ترون ما أرى ؟ إني لأرى مواقع الفتن خلال بيوتكم كمواقع القطر " . البزار : حدثنا أحمد بن المقدام ، ثنا سفيان بن عيينة ، عن الزهري ، عن عروة ، عن كرز بن علقمة قال : " سأل رجل النبي - صلى الله عليه وسلم - : هل للإسلام من منتهى ؟ قال : أيما أهل بيت من العرب أو العجم أراد الله بهم خيرا أدخل عليهم الإسلام . قال : ثم مه ؟ قال : ثم ترتفع الفتن كأنها الظلل . فقال : كلا والله إن شاء الله . قال : والذي نفسي بيده لتعودن فيها أساود صبا يضرب بعضكم رقاب بعض " . تابعه أبو داود الطيالسي ، عن سفيان . أبو داود : حدثنا محمد بن سليمان الأنباري ، ثنا عبد الرحمن ، عن سفيان ، عن منصور ، عن ربعي بن حراش ، عن البراء بن ناجية ، عن عبد الله ابن مسعود ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " تدور رحى الإسلام (بخمس) وثلاثين أو ست وثلاثين أو سبع وثلاثين ، فإن يهلكوا (فبسبيل) من هلك ، وإن يقم لهم دينهم يقم لهم سبعين عاما " . رواه أبو بكر بن أبي شيبة : عن قبيصة ، عن سفيان ، بهذا الإسناد . وزاد فيه : " فقال عمر : / مما مضى يا رسول الله أو مما بقي ؟ قال : مما بقي " . وروى أبو بكر أيضا عن يزيد بن هارون ، عن العوام بن حوشب قال : أخبرني أبو إسحاق الشيباني ، عن القاسم بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " تدور رحى الإسلام على خمس وثلاثين أو ست وثلاثين أو سبع وثلاثين ، فإن هلكوا (فبسبيل) من هلك ، وإن بقوا بقي لهم سبعين عاما " . مسلم : حدثنا عثمان بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم . قال إسحاق : أنا . وقال عثمان : ثنا جرير ، عن الأعمش ، عن أبي سفيان ، عن جابر قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ، ولكن في التحريش بينهم " .

باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - هلاك أمتي على يدي غلمة من قريش البخاري : حدثنا موسى بن إسماعيل ، ثنا عمرو بن يحيى بن سعيد بن عمرو بن سعيد ، أخبرني جدي قال : " كنت جالسا مع أبي هريرة في مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة ومعنا مروان ، قال أبو هريرة : سمعت الصادق المصدوق يقول : هلكة أمتي على يدي غلمة من قريش . فقال مروان : لعنة الله عليهم غلمة . فقال أبو هريرة : لو شئت أن أقول بني فلان وبني فلان لفعلت . فكنت أخرج مع جدي إلى بني مروان حين ملكوا بالشام ، فإذا رآهم غلمان أحداث قال لنا : عسى هؤلاء أن يكونوا منهم . قلنا : أنت أعلم " . البزار : حدثنا محمد بن معمر ، ثنا عبيد الله بن موسى ، ثنا شيبان ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " هلاك أمتي على يدي أغيلمة من قريش سفهاء " . وهذا الحديث لا نعلم رواه عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، إلا شيبان . مسلم : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ثنا أبو أسامة ، حدثنا شعبة ، عن أبي التياح قال : سمعت أبا زرعة ، عن أبي هريرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " يهلك أمتي هذا الحي من قريش . قالوا : فما تأمرنا ؟ قال : لو أن الناس اعتزلوهم " .

باب قول الله تعالى {واتقوا فتنة لا تصيبن / الذين ظلموا منكم خاصة} مسلم : حدثنا عمرو الناقد ، ثنا سفيان بن عيينة ، عن الزهري ، عن عروة ، عن زينب بنت أم سلمة ، عن أم حبيبة ، عن زينب بنت جحش " أن النبي - صلى الله عليه وسلم - استيقظ من نومه وهو يقول " لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب ، فتح من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه - وعقد سفيان بيده عشرة - قلت : يا رسول الله ، أنهلك وفينا الصالحون : قال : نعم ، إذا كثر الخبث " . الترمذي : حدثنا أبو بكر بن نافع وسعيد بن عبد الرحمن وغير واحد قالوا : حدثنا سفيان ، بهذا الإسناد في هذا الحديث قال فيه : " لا إله إلا الله - يرددها ثلاث مرات " .

باب القعود عن الفتن والاعتزال فيها قاسم بن أصبغ قال : حدثنا أحمد بن زهير ، ثنا أبي ، ثنا يزيد بن هارون ، أنا إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم ، عن الصنابح - رجل من أحمس - قال : سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : " أنا فرطكم على الحوض ، وإني مكاثر بكم الأمم ، فلا تقتتلن بعدي " . مسلم : حدثني عمرو الناقد وحسن الحلواني وعبد بن حميد ، قال عبد : أخبرني . وقال الآخران : ثنا يعقوب - وهو ابن إبراهيم بن سعد - ثنا أبي ، عن صالح ، عن ابن شهاب ، حدثني ابن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن ، أن أبا هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم ، والقائم فيها خير من الماشي ، والماشي خير من الساعي ، من تشرف لها تستشرفه ، ومن وجد (لها) ملجأ فليعذ به " . قال مسلم : وحدثني إسحاق بن منصور ، أخبرنا أبو داود الطيالسي ، حدثنا إبراهيم بن سعد ، عن أبيه ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " تكون فتنة النائم فيها خير من اليقظان ، واليقظان فيها خير من القائم ، والقائم فيها خير من الساعي ، فمن وجد ملجأ أو معاذا فليستعذ " . قال مسلم : وحدثني أبو كامل فضيل بن حسين ، ثنا حماد بن زيد ، ثنا عثمان الشحام قال : " انطلقت أنا وفرقد السبخي إلى مسلم بن أبي بكرة وهو في أرضه فدخلنا عليه ، فقلنا : هل سمعت أباك يحدث / في الفتن حديثا ؟ قال : نعم سمعت أبا بكرة يحدث [قال] : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إنها ستكون فتن ، ألا ثم تكون (فتن) ، (ألا ثم تكن فتن) ، القاعد فيها خير من الماشي ، والماشي فيها خير من الساعي إليها ، ألا فإذا نزلت - أو وقعت - فمن كان له إبل فليلحق بإبله ، ومن كانت له غنم فليلحق بغنمه ، ومن كانت له أرض فليلحق بأرضه . قال : فقال رجل : يا رسول الله ، أرأيت من لم يكن له إبل ولا غنم ولا أرض . قال : يعمد إلى سيفه فيدق على حده بحجر ثم لينج إن استطاع النجاء ، اللهم هل بلغت ، اللهم هل بلغت ، اللهم هل بلغت . قال : فقال رجل : يا رسول الله ، أرأيت إن أكرهت حتى ينطلق بي إلى أحد الصفين - أو إحدى الفئتين - فضربني رجل بسيفه ، أو يجيء سهم فيقتلني . قال : يبوء بإثم ، وإثمك ، ويكون من أصحاب النار " . أبو داود : حدثنا محمد بن يحيى بن فارس ، ثنا عفان بن مسلم ، ثنا عبد الواحد بن زياد ، ثنا عاصم الأحول ، عن أبي كبشة ، سمعت أبا موسى يقول : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن بين أيديكم فتنا كقطع الليل المظلم ، يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا ، ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا ، القاعد فيها خير من القائم ، والقائم فيها خير من الماشي ، والماشي فيها خير من الساعي . قالوا : فما تأمرنا ؟ قال : كونوا أحلاس بيوتكم " . قال أبو داود : حدثنا مسدد ، ثنا عبد الوارث بن سعيد ، عن محمد بن جحادة ، عن عبد الرحمن بن ثروان ، عن هزيل ، عن أبي موسى قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن بين يدي الساعة فتنا كقطع الليل المظلم يصبح فيها الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ، ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا ، القاعد فيها خير من القائم ، والماشي فيها خير من الساعي ، فكسروا قسيكم ، وقطعوا أوتاركم ، واضربوا سيوفكم بالحجارة ، فإن دخل على أحد منكم فليكن كخير ابني آدم " . قال أبو داود : وحدثنا مسدد ، حدثنا حماد بن زيد ، عن أبي عمران الجوني ، عن المشعث بن طريف ، عن عبد الله بن الصامت ، عن أبي ذر قال : " قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : يا أبا ذر ، قلت : لبيك يا رسول الله وسعديك ... " فذكر الحديث قال فيه : " كيف أنت إذا أصاب الناس موت يكون البيت فيه بالوصيف - يعني القبر ؟ قلت : الله / ورسوله أعلم - أو قال : ما خار الله [لي] ورسوله - قال : عليك بالصبر - أو قال : تصبر - ثم قال لي : يا أبا ذر ، قلت : لبيك وسعديك . قال : كيف أنت إذا رأيت أحجار الزيت قد غرقت بالدم ؟ قلت : ما خار الله لي ورسوله . قال : عليك بمن أنت منه . قلت : يا رسول الله ، أفلا آخذ سيفي وأضعه على عاتقي . قال : شاركت القوم إذا . قال : قلت : فما تأمرني ؟ قال : تلزم بيتك . قلت : فإن دخل علي بيتي ؟ قال : فإن خشيت أن يبهرك شعاع السيف فألق ثوبك على وجهك يبوء بإثمك وإثمه " . قال أبو داود : لم يذكر المشعث . قبل ذكر الموت : " كيف أنت إذا أصاب الناس جوع ؟ تأتي فراشك فلا تقدر أن ترجع إلى مسجدك ، وتأتي مسجدك فلا تقدر أن ترجع إلى فراشك " . رواه عن حماد بن زيد بالإسناد المتقدم . البزار : حدثنا بشر بن خالد العسكري ، ثنا حسين بن علي الجعفي ، ثنا زائدة ، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن نافع بن سرجس ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " تكون في آخر الزمان فتن كقطع الليل المظلم ، أنجى الناس منها صاحب يأكل رسل غنمه - أو من رسل غنمه - ورجل آخذ بعنان فرسه يأكل من في فرسه أو رمحه " . قال : وهذا الحديث لا نعلم يروى عن أبي هريرة إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد ، ولا نعلم أسند [نافع] بن سرجس عن أبي هريرة إلا هذا الحديث .

باب كف اليد واللسان في الفتنة أبو داود : حدثنا محمد بن يحيى ، ثنا عبيد الله بن موسى ، عن شيبان ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " ويل للعرب من شر قد اقترب ، أفلح من كف يده " . أبو داود : حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث ، حدثني [ابن] وهب ، حدثني الليث ، عن يحيى بن سعيد قال : قال خالد بن أبي عمران : عن عبد الرحمن بن البيلماني ، عن عبد الرحمن بن هرمز ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " ستكون فتنة / صماء بكماء عمياء ، من استشرف لها استشرفت له ، وإشراف اللسان [فيها] كوقوع السيف " . النسائي : أخبرنا [أحمد] بن بكار ، ثنا مخلد ، ثنا يونس بن أبي إسحاق ، عن هلال بن خباب قال : حدثني عكرمة قال : كنت أرافقه وسعيد بن جبير فقال : قال عبد الله بن عمرو بن العاص : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إذا رأيت الناس مرجت عهودهم وخانت أماناتهم وكانوا هكذا . وشبك بين أصابعه ، فقمت إليه فقلت : كيف أصنع عند ذلك يا رسول الله جعلني الله فداك ؟ قال : الزم بيتك ، واملك عليك لسانك ، وخذ ما تعرف ، ودع ما تنكر ، وعليك بأمر خاصة نفسك ، ودع عنك أمر العامة " .

باب الفرار بالدين من الفتن البخاري : حدثنا أبو نعيم ، [ثنا] الماجشون ، عن عبد الرحمن بن أبي صعصعة ، عن أبيه ، عن أبي سعيد الخدري ؛ أنه سمعه يقول : سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : " يأتي على الناس زمان خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر ؛ يفر بدينه من الفتن " . أبو داود : حدثنا عبد الله بن مسلمة ، عن مالك ، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة ، عن أبيه ، عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " يوشك أن يكون خير مال المسلم غنما يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر ؛ يفر بدينه من الفتن " .

باب السعيد من جنب الفتن أبو داود : حدثنا إبراهيم بن الحسن ، ثنا حجاج - يعني ابن محمد - ثنا الليث بن سعد ، حدثني معاوية بن صالح ، أن عبد الرحمن بن جبير حدثه ؛ عن أبيه ، عن المقداد بن الأسود قال : ايم الله لقد سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " إن السعيد لمن جنب الفتن ، إن السعيد لمن جنب الفتن ، إن السعيد لمن جنب الفتن ، ولمن ابتلي فصبر فواها " .

باب فضل العبادة في الهرج مسلم : حدثنا يحيى بن يحيى ، أنا حماد بن زيد ، عن معلى بن زياد ، عن معاوية بن قرة ، عن معقل بن يسار ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . / وحدثنا قتيبة بن سعيد بهذا الإسناد قال : " العبادة في الهرج كهجرة إلي " . رواه الترمذي ، عن قتيبة ، بإسناد مسلم وقال : " كالهجرة إلي " .

باب لزوم الجماعة الترمذي : حدثنا أحمد بن منيع ، ثنا النضر بن إسماعيل أبو المغيرة ، عن محمد بن سوقة ، عن عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر قال : " خطبنا عمر بالجابية فقال : يا أيها الناس ، إني قمت فيكم كمقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فينا . فقال : أوصيكم بأصحابي ، ثم الذين يلونهم ، [ثم الذين يلونهم] ، ثم يفشو الكذب ؛ حتى يحلف الرجل ولا يستحلف ، ويشهد الشاهد ولا يستشهد ، ألا لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان ، عليكم بالجماعة ، وإياكم والفرقة ؛ فإن الشيطان مع الواحد ، و [هو] من الاثنين أبعد ، من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة ، من سرته حسنته وساءته سيئته فذلكم المؤمن " . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه . وقد رواه ابن المبارك ، عن محمد بن سوقة . وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن عمر ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - . البخاري : حدثنا سليمان بن حرب ، ثنا حماد بن زيد ، عن الجعد أبي عثمان ، عن أبي رجاء العطاردي ، عن ابن عباس يرويه ، قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر عليه ؛ فإنه ليس أحد يفارق الجماعة شبرا فيموت إلا مات ميتة جاهلية " . البخاري : حدثنا إسحاق الواسطي ، ثنا خالد ، عن الجريري ، عن طريف [أبي تميمة] قال : " شهدت صفوان وجندبا وأصحابه وهو يوصيهم ، فقالوا : هل سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئا ؟ قال : سمعته يقول : من سمع سمع الله به يوم القيامة ، ومن [يشاقق] يشقق الله عليه يوم القيامة . وذكر كلاما من كلام صفوان " .

باب إذا لم يكن للمسلمين جماعة مسلم : حدثني محمد بن مثنى ، ثنا الوليد بن مسلم ، ثنا عبد الرحمن ابن يزيد [بن] جابر ، ثنا [بسر] بن عبيد الله الحضرمي ، أنه سمع أبا إدريس الخولاني يقول : سمعت حذيفة بن اليمان يقول : " كان الناس / يسألون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني [فقلت] : يا رسول الله ، إنا كنا في جاهلية وشر ، فجاءنا الله بهذا الخير ، فهل بعد هذا الخير (شر) ؟ قال : نعم . فقلت : هل بعد ذلك الشر من خير ؟ قال : نعم ؛ وفيه دخن . قال : قلت : وما دخنه ؟ قال : قوم يستنون بغير سنتي ويهدون بغير هديي ، تعرف منهم وتنكر . فقلت : هل بعد ذلك الخير من شر ؟ قال : نعم ، دعاة على أبواب جهنم ، من أجابهم إليها قذفوه فيها . فقلت : يا رسول الله ، صفهم لنا . قال : هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا . قلت : يا رسول الله ، فما ترى إن أدركني ذلك ؟ قال : تلزم جماعة المسلمين وإمامهم . قلت : فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام ؟ قال : فاعتزل تلك الفرق كلها ، ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت كذلك " .

باب ما جاء أن الفتنة من قبل المشرق مسلم : حدثنا قتيبة ، ثنا ليث . وحدثنا ابن رمح ، أنا الليث ، عن نافع ، عن ابن عمر " أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول وهو مستقبل المشرق : ألا إن الفتنة ها هنا ، ألا إن الفتنة ها هنا ؛ من حيث يطلع قرن الشيطان " . ولمسلم في لفظ آخر أنه قال ثلاثا : " (ألا) إن الفتنة ها هنا " . البزار : حدثنا عمرو بن علي ، ثنا محمد بن فضيل ، حدثني أبي قال : سمعت سالم بن عبد الله بن عمر قال : سمعت أبي يقول : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " الفتنة تجيء من قبل المشرق ؛ من حيث يطلع قرن الشيطان ؛ وأنتم يضرب بعضكم رقاب بعض ، وقد قال الله - تعالى - لموسى : {وقتلت نفسا فنجيناك من الغم وفتناك فتونا} " .

باب التحريض على سكنى الشام عند ظهور الفتن والأشراط البزار : حدثنا محمد بن عامر ، ثنا الربيع بن نافع ، ثنا يحيى بن حمزة ، عن ثور بن يزيد ، عن [بسر] بن عبيد الله ، عن أبي إدريس الخولاني ، عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " بينا أنا نائم رأيت عمود / الكتاب احتمل من رأسي ؛ فظننت أنه مذهوب به ، فأتبعته بصري فعمد به إلى الشام ؛ ألا وإن الإيمان حين تقع الفتن بالشام " . قال : وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا من أحاديث أهل الشام . رواه : عبد الله بن [بسر] وأبو الدرداء ووحشي بن حرب ... ولا نعلم له إسنادا أحسن من هذا الإسناد . وقد روي عن أبي الدرداء من غير وجه . أبو داود : حدثنا حيوة بن شريح الحضرمي ، ثنا بقية ، حدثني بحير ، عن خالد - يعني ابن معدان - عن (أبي قتيلة) ، عن [ابن] حوالة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " سيصير الأمر أن تكونوا جنودا مجندة : جند الشام ، وجند باليمن ، وجند بالعراق . قال ابن حوالة : خر لي يا رسول الله إن أدركت ذلك . فقال : عليك بالشام ؛ فإنها خيرة الله (في) أرضه يجتبي إليها خيرته من عباده ، فأما إن أبيتم فعليكم بيمنكم ، واسقوا من (غديركم) ؛ فإن الله توكل بالشام وأهله " . أبو قتيلة اسمه : مرثد بن وداعة . قال البخاري : له صحبة . وأنكر ذلك أبو حاتم . وابن حوالة ، هو عبد الله بن حوالة - رضي الله عنهما . البزار : حدثنا عمر بن الخطاب السجستاني ، (ثنا هشام) ، ثنا سليمان ابن عتبة ، ثنا يونس بن ميسرة ، عن أبي إدريس ، عن أبي الدرداء ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " إنكم ستجندون أجنادا ، جندا بالشام ومصر والعراق واليمن . قالوا : فخر لنا يا رسول الله . قال : عليكم بالشام . قالوا : إنا أصحاب ماشية ولا نطيق الشام . قال : فمن (لا يلحق) الشام فليلحق [بيمنه] ؛ فإن الله قد تكفل لي بالشام " . قال : وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأحسن من حديث [أبي] الدرداء . وقد روي عن غير أبي الدرداء نحو هذا الكلام ، فاخترنا حديث أبي الدرداء لجلالته وحسن إسناده . النسائي : أخبرنا أحمد بن عبد الواحد ، ثنا مروان [الطاطري] ، ثنا خالد بن يزيد بن صالح بن صبيح المري ، ثنا إبراهيم بن [أبي عبلة] ، عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي ، عن جبير بن نفير ، عن سلمة [بن] نفيل الكندي قال : " كنت جالسا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال رجل : يا رسول الله ، أذال الناس الخيل ووضعوا السلاح وقالوا : لا جهاد ، قد وضعت الحرب أوزارها . / فأقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بوجهه فقال : كذبوا ، الآن جاء القتال ولا يزال من أمتي أمة يقاتلون على الحق [فيزيغ] الله لهم قلوب أقوام ، ويرزقهم منهم حتى تقوم الساعة أو حتى يأتي وعد الله ، والخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة ، وهو يوحى إلي أني مقبوض غير ملبث وأنتم تتبعوني أفنادا ؛ يضرب بعضكم رقاب بعض ، وعقر دار المؤمنين الشام " . وفي حديث آخر : " ولا تضع الحرب أوزارها حتى يخرج يأجوج ومأجوج " . رواه النسائي أيضا عن هشام بن عمار ، عن يحيى بن حمزة ، عن أبي علقمة (نصر) بن علقمة ، عن جبير بن نفير الحضرمي ، عن سلمة بن نفيل . الترمذي : حدثنا أحمد بن منيع ، ثنا حسين بن محمد البغدادي ، ثنا شيبان ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن [أبي] قلابة ، عن سالم بن عبد الله بن عمر ، عن أبيه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ستخرج نار من حضرموت - أو من نحو حضرموت - قبل يوم القيامة تحشر الناس . قالوا : يا رسول الله ، فما تأمرنا ؟ قال : عليكم بالشام " . الترمذي : حدثنا محمود بن غيلان ، ثنا أبو داود ، ثنا شعبة ، عن معاوية ابن قرة ، عن أبيه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إذا فسد الشام فلا خير فيكم ، لا تزال طائفة من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة . قال محمد بن إسماعيل : قال علي بن المديني : هم أهل الحديث . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . البخاري : حدثنا الحميدي ، ثنا الوليد بن مسلم ، حدثني ابن جابر ، حدثني عمير بن هانئ ؛ أنه سمع معاوية يقول : سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : " لا تزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتيهم أمر الله وهم على ذلك . قال عمير : فقال [مالك] بن يخامر : سمعت قال معاذ : وهم بالشام . فقال معاوية : هذا مالك يزعم أنه سمع معاذا يقول : وهم بالشام " . وفي بعض طرق البخاري : " لا يزال من أمتي قوم ظاهرين على الناس حتى يأتيهم أمر الله - عز وجل " . أبو داود : حدثنا هشام بن عمار ، حدثنا يحيى بن حمزة ، ثنا [ابن] جابر - هو عبد الرحمن - عن زيد بن أرطاة قال : سمعت جبير بن نفير يحدث ؛ عن أبي الدرداء ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " إن فسطاط المسلمين يوم الملحمة بالغوطة / إلى جانب مدينة يقال لها : دمشق ، من خير مدائن الشام " . الترمذي : حدثنا محمد بن بشار ، ثنا وهب بن جرير ، ثنا أبي ، سمعت يحيى بن أيوب يحدث ؛ عن يزيد بن أبي حبيب ، عن عبد الرحمن بن شماسة [المهري] ، عن زيد بن ثابت قال : " كنا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - نؤلف القرآن من الرقاع فقال : طوبى للشام . فقلنا : لأي ذلك يا رسول الله ؟ قال : لأن ملائكة الرحمن باسطة عليها أجنحتها " . البخاري : حدثنا علي بن عبد الله ، ثنا أزهر بن سعد ، عن ابن عون ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : " ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - : اللهم بارك لنا في شامنا ، اللهم بارك لنا في يمننا . قالوا : يا رسول الله ، وفي نجدنا . قال : اللهم بارك لنا في شامنا ، اللهم بارك لنا في يمننا . قالوا : يا رسول الله ، وفي نجدنا . فأظنه قال الثالثة : هنالك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان " .

باب ما جاء في المسلمين إذا التقيا بسيفهما مسلم : حدثنا أبو كامل فضيل بن حسين ، ثنا حماد بن زيد ، عن أيوب ويونس ، [عن الحسن] ، عن الأحنف بن قيس قال : " خرجت وأنا أريد هذا الرجل فلقيني أبو بكرة فقال : أين تريد يا أحنف ؟ فقلت : أريد نصر ابن عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعني : عليا - فقال لي : يا أحنف ، ارجع فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : إذا تواجه المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار . قال : فقلت - أو قيل - : يا رسول الله ، هذا القاتل فما بال المقتول ؟ قال : إنه قد أراد قتل صاحبه " . قال مسلم : وحدثنا محمد بن مثنى وابن بشار قالا : ثنا محمد بن جعفر ، ثنا شعبة ، عن منصور ، عن ربعي بن حراش ، عن أبي بكرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " إذا المسلمان حمل أحدهما على أخيه السلاح فهما على حرف جهنم ، فإذا قتل أحدهما صاحبه دخلاها جميعا " .

باب في الذي تقتله الفئة الباغية مسلم : حدثنا محمد بن مثنى وابن بشار - واللفظ لابن مثنى - قالا : ثنا محمد بن جعفر ، ثنا شعبة ، عن أبي سلمة / سمعت أبا نضرة يحدث ، عن أبي سعيد الخدري قال : أخبرني من هو خير مني " أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لعمار حين جعل يحفر الخندق جعل يمسح رأسه ويقول : بؤس ابن سمية ، تقتلك فئة باغية " .

باب تعظيم قتل المؤمن وتحريم دمه البخاري : حدثنا عبد الله بن يوسف ، أنا مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " من حمل علينا السلاح فليس منا " . البخاري : حدثنا [أحمد] بن إشكاب ، ثنا محمد بن فضيل ، عن أبيه ، عن عكرمة ، عن بن عباس قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " لا ترتدوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض " . البخاري : حدثنا أبو الوليد ، ثنا شعبة ، قال واقد بن عبد الله : أخبرني عن أبيه ، سمع عبد الله بن عمر ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض " . البخاري : حدثنا [عبدان] ، أنا عبد الله ، أخبرنا يونس ، عن الزهري ، حدثني عطاء بن يزيد ؛ أن عبيد الله بن عدي حدثه ؛ أن المقداد بن عمرو الكندي حليف بني زهرة حدثه - وكان شهد بدرا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " يا رسول الله [إن] لقيت كافرا فاقتتلنا فضرب يدي بالسيف فقطعها ، ثم لاذ بشجرة وقال : أسلمت لله . أأقتله بعد أن قالها ؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لا تقتله . قال : يا رسول الله ، فإنه طرح إحدى يدي ، ثم قال ذلك بعد ما قطعها أأقتله ؟ قال : لا ، فإن قتلته فإنه بمنزلتك قبل أن تقتله ، وأنت بمنزلته قبل أن يقول كلمته التي قال " . وقال حبيب بن أبي عمرة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : " قال النبي - صلى الله عليه وسلم - للمقداد : إذا كان رجل مؤمن يخفي إيمانه [مع قوم كفار فأظهر إيمانه] فقتلته فكذلك كنت أنت تخفي إيمانك بمكة من قبل " . خرج أبو بكر البزار هذا الكلام الأخير ، عن حبيب ، قال : ثنا حمدان بن علي البغدادي ، ثنا جعفر بن سلمة ، ثنا أبو بكر بن علي بن مقدم ، ثنا حبيب ، فذكره مسندا في حديث بمعنى ما تقدم للبخاري قال فيه : " فلما أتوا القوم وجدوهم قد تفرقوا وبقي رجل له مال كثير لم يبرح ، فقال : أشهد أن لا إله إلا الله . فأهوى إليه / المقداد فقتله " . البخاري : حدثنا عمرو بن زرارة ، أنا هشيم ، أنا حصين ، ثنا أبو ظبيان ، سمعت أسامة بن زيد بن حارثة يحدث قال : " بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الحرقة من جهينة . قال : فصبحنا القوم فهزمناهم . قال : ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلا منهم . قال : فلما غشيناه قال : لا إله إلا الله . قال : فكف عنه الأنصاري فطعنته برمحي حتى قتلته . قال : فلما قدمنا بلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : فقال لي : يا أسامة أقتلته بعدما قال : لا إله إلا الله ؟ قال : قلت : يا رسول الله ، إنما كان متعوذا . قال : قتلته بعدما قال : لا إله إلا الله ؟ ! قال : فما زال يكررها علي حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم " . لمسلم : في بعض ألفاظ هذا الحديث : " وكيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة . أعادها عليه " وقد تقدم في كتاب الإيمان . النسائي : أخبرني أحمد بن يحيى الكوفي ، ثنا أبو نعيم ، ثنا سليمان بن المغيرة ، عن حميد بن هلال قال : أتينا بشر بن عاصم الليثي فقال : حدثنا عقبة ابن مالك - وكان من رهطه - قال : " بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سرية فأغارت على قوم فشذ من القوم رجل واتبعه رجل من السرية معه السيف شاهره ، فقال الشاذ من القوم : إني مسلم . فلم ينظر إلى ما قال ، فضربه فقتله ، فنما الحديث إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال فيه قولا شديدا ، فبينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب إذ قال القاتل : والله ما كان الذي قال إلا تعوذا من القتل . فأعرض عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعمن قبله من الناس وأخذ في خطبته ، ثم قال : يا رسول الله ، والله ما قال الذي قال إلا تعوذا من القتل . فأعرض عنه وعمن كان قبله من الناس وأخذ في خطبته ، ولم يصبر ، فقال الثالثة مثل ذلك فأقبل عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تعرف المساءة في وجهه قال : إن الله أبى على الذي قتل . ثلاث مرات " . رواه عبد بن حميد في التفسير ، عن هاشم بن القاسم ، عن سليمان بهذا الإسناد قال : " إن الله أبى على من قتل مؤمنا . قالها ثلاث مرات " . الترمذي : حدثنا أبو سلمة / يحيى بن خلف ومحمد بن عبد الله بن بزيع ، حدثنا ابن أبي عدي ، عن شعبة ، عن يعلى بن عطاء ، عن أبيه ، عن عبد الله بن عمرو ، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " لزوال الدنيا أهون على الله - عز وجل - من قتل رجل مسلم " . رواه محمد بن جعفر ، وغير واحد ، عن شعبة موقوفا . وقال أبو عيسى في كتاب " العلل " : الموقوف أصح . قاله محمد بن إسماعيل . ورواه أبو بكر البزار من طريق شعبة ، عن يعلى وزاد فيه : " بغير حق " وبينهما اختلاف في اللفظ . قال : ولا نعلم أحدا أسنده عن شعبة إلا ابن أبي عدي . وقال الترمذي أيضا : حدثنا هناد ، حدثنا أبو الأحوص ، عن شبيب بن غرقدة ، عن سليمان بن عمرو بن الأحوص ، عن أبيه قال : " سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في حجة الوداع للناس : أي اليوم هذا ؟ قالوا : يوم الحج الأكبر . قال : فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم بينكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا ، ألا لا يجني جان إلا على نفسه ، ألا لا يجني جان على ولده ، ولا مولود على والده ، ألا وإن الشيطان قد أيس أن يعبد في بلادكم هذه أبدا ، ولكن ستكون له طاعة فيما تحتقرون من أعمالكم فسيرضى به " . قال أبو عيسى : وفي الباب عن أبي بكرة وابن عباس وجابر و [حذيم] ابن عمرو السعدي ، وهذا حديث حسن صحيح . البخاري : حدثنا مسدد ، حدثنا يحيى بن سعيد ، ثنا قرة بن خالد ، ثنا ابن سيرين ، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة ، عن أبي بكرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في حديث ذكره قال : " إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم وأبشاركم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا " . النسائي : أخبرنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار قالا : حدثنا يحيى - هو ابن سعيد - عن شعبة ، حدثني عمرو بن مرة ، سمعت مرة الهمداني قال : حدثني رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " قام فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ناقة حمراء مخضرمة ، قال : أتدرون أي يوم يومكم هذا ؟ قلنا : يوم النحر . قال : صدقتم يوم الحج الأكبر ، أتدرون أي شهر شهركم هذا ؟ قلنا - وقال بندار : قالوا : - ذو الحجة . قال : صدقتم شهر الله الأصم ، أتدرون أي بلد بلدكم هذا ؟ / قلنا : البلد الحرام . قال : صدقتم : ثم قال : إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا ، في بلدكم هذا ، ألا إني فرطكم على الحوض ، وإني [مكاثر] بكم الأمم ، فلا تسودوا وجهي ، ألا وقد رأيتموني وسمعتم مني وستسألون عني ، فمن كذب علي فليتبوأ مقعده من النار " . النسائي : حدثنا إبراهيم بن المستمر ، ثنا عمرو بن عاصم ، حدثنا معتمر ، عن أبيه ، عن الأعمش ، عن شقيق بن سلمة ، عن عمرو بن شرحبيل ، عن عبد الله بن مسعود ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " يجيء الرجل آخذا بيد الرجل ، فيقول : يا رب ، هذا قتلني . فيقول الله - عز وجل - : لم قتلته ؟ فيقول : قتلته لتكون العزة لك . فيقول : فإنها لي . ويجيء الرجل آخذا بيد الرجل فيقول : إن هذا قتلني . فيقول الله - عز وجل - له : لم قتلته ؟ فيقول : قتلته لتكون العزة لفلان . فيقول : إنها ليست لفلان . فيبوء بإثمه " . أبو داود : حدثنا مؤمل بن الفضل ، ثنا محمد بن شعيب ، عن خالد بن دهقان قال : " كنا في غزوة القسطنطينة بذلقية ، فأقبل رجل من أهل فلسطين من أشرافهم وخيارهم يعرفون ذلك له يقال له : هانئ بن كلثوم بن شريك الكناني ، فسلم على عبد الله بن أبي زكريا وكان يعرف له حقه . قال لنا خالد : فحدثنا عبد الله بن أبي زكريا قال : سمعت أم الدرداء تقول : سمعت أبا الدرداء يقول : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : كل ذنب عسى الله أن يغفره إلا من مات مشركا أو من قتل مؤمنا متعمدا . فقال هانئ بن كلثوم : سمعت محمود بن الربيع يحدث ، عن عبادة بن الصامت ؛ أنه سمعه يحدث ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : من قتل مؤمنا فاغتبط بقتله ، لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلا " . قال لنا خالد : ثم حدثني عبد الله بن أبي زكريا ، عن أم الدرداء ، عن أبي الدرداء ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " لا يزال المؤمن معنقا صالحا ما لم يصب دما حراما ، فإذا أصاب دما حراما بلح " . وحدث هانئ [بن] كلثوم ، عن محمود بن الربيع ، عن عبادة بن الصامت ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مثله سواء .

باب مسلم / : حدثنا ابن نمير ، ثنا أبي ، ثنا عثمان بن حكيم ، أخبرني عامر ابن سعد ، عن أبيه " أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقبل ذات يوم من العالية ، حتى إذا مر بمسجد بني معاوية دخل فركع فيه ركعتين وصلينا معه ودعا ربه طويلا ، ثم انصرف إلينا فقال : سألت ربي ثلاثا فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة ، سألت ربي ألا يهلك أمتي بالسنة فأعطانيها ، وسألته ألا يهلك أمتي بالغرق فأعطانيها ، وسألته ألا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها " . عبد بن حميد : حدثني سليمان بن حرب ، عن حماد بن زيد ، عن أيوب ، عن أبي قلابة ، عن أبي أسماء ، عن ثوبان قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن الله زوى لي الأرض - أو قال : إن ربي زوى لي الأرض - فرأيت مشارقها ومغاربها ، وإن ملك أمتي سيبلغ ما زوي منها ، وأعطيت كنزين : الأحمر والأبيض ، وإني سألت ربي لأمتي لا يهلكهم بسنة بعامة ، ولا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم يستبيح بيضتهم ، وإن ربي قال : يا محمد ، إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد ، ولا أهلكهم بسنة عامة ، ولا أسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم يستبيح بيضتهم ، ولو اجتمع عليهم من بين أقطارها - أو قال : من بأقطارها - حتى يكون بعضهم يهلك بعضا ، وقد يكون بعضهم يسبي بعضا ، وإنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين ، وإذا وضع السيف في أمتي لم يرفع عنها إلى يوم القيامة ، ولا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين ، وحتى يعبد قبائل من أمتي الأوثان ، وإنه سيكون في أمتي كذابون كلهم يزعم أنه نبي ، وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي ، ولا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم - أو قال : من خذلهم . شك سليمان - حتى يأتي أمر الله " . مسلم : حدثني حرملة بن يحيى ، أخبرنا ابن وهب ، أخبرني يونس ، عن ابن شهاب ؛ أن أبا إدريس الخولاني كان يقول : قال حذيفة بن اليمان : " إني لأعلم الناس بكل فتنة هي كائنة فيما بيني وبين [الساعة] وما بي إلا أن يكون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسر إلي في ذلك شيئا لم يحدثه غيري ، ولكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال وهو يحدث مجلسا أنا فيه عن الفتن ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يعد الفتن : منهن ثلاث لا يكدن يذرن شيئا ، ومنهن / فتن كرياح الصيف منها صغار ومنها كبار . قال حذيفة : فذهب أولئك الرهط [كلهم] غيري " .

باب ما يرجى في القتل أبو داود : حدثنا مسدد ، [ثنا] أبو الأحوص سلام بن سليم ، ثنا منصور ، عن هلال بن يساف ، عن سعيد بن زيد قال : " كنا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكر فتنة فعظم أمرها ، فقلنا - أو قالوا : يا رسول الله ، لئن أدركتنا هذه لنهلكن . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : كلا إن [بحسبكم] القتل . قال سعيد : فرأيت إخواني قتلوا " . أبو داود : حدثنا عثمان بن أبي شيبة ، ثنا كثير بن هشام ، أبنا المسعودي ، عن سعيد بن أبي بردة ، عن أبيه ، عن أبي موسى قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أمتي هذه أمة مرحومة ليس عليها عذاب في الآخرة ، عذابها في الدنيا : الفتن والزلازل والقتل " .

باب ذكر الخلفاء والمهدي الطحاوي : حدثنا إبراهيم بن أبي داود ، ثنا أبو مسهر ، ثنا محمد بن حرب الخولاني ، حدثني الزبيدي ، عن الزهري ، عن عمرو بن أبان ، عن جابر ؛ أنه كان يحدث أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " أري الليلة رجل صالح أن أبا بكر نيط برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونيط عمر بأبي بكر ، ونيط عثمان بعمر . فلما قمنا من عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قلنا : أما الرجل الصالح فرسول الله ، وأما ما ذكر من نيط بعضهم ببعض فهم ولاة هذا الأمر الذي بعث الله به نبيه - صلى الله عليه وسلم - " . قال الطحاوي : وحدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ، حدثنا عمي عبد الله بن وهب ، أخبرني يحيى بن أيوب ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة قالت : " أول من حمل حجرا لقبلة مسجد قباء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ثم حمل أبو بكر آخر ، ثم حمل عمر آخر ، ثم حمل عثمان آخر ، فقلت : يا رسول الله ، ألا ترى هؤلاء يتبعونك . فقال : أما إنهم أمراء الخلافة بعدي " . يحيى بن أيوب هذا هو أبو العباس المصري الغافقي ، مرة قال فيه ابن معين : ثقة . ومرة قال : صالح . الترمذي : حدثنا أحمد بن منيع ، ثنا سريج بن النعمان ، ثنا / حشرج بن نباتة ، عن سعيد بن جمهان ، حدثني سفينة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (قال) : " الخلافة في أمتي ثلاثين سنة ، ثم ملك بعد ذلك ، ثم قال لي سفينة : أمسك خلافة أبي بكر ، وخلافة عمر ، وخلافة عثمان ، ثم قال : أمسك خلافة علي . قال : فوجدناها ثلاثين سنة . قال سعيد : فقلت له : إن بني أمية يزعمون أن الخلافة فيهم . قال : كذبوا بنو الزرقاء هم ملوك من شر الملوك " . قال : وهذا الحديث قد رواه غير واحد عن سعيد بن جمهان ، ولا نعرفه إلا من حديث سعيد بن جمهان . أبو داود الطيالسي : حدثنا داود [الواسطي] - وكان ثقة - قال : سمعت حبيب بن سالم قال : سمعت النعمان بن بشير يقول : " كان بشير بن سعد يكف حديثه ، فجاء أبو ثعلبة فقال : يا بشير بن سعد ، أتحفظ حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الأمراء ؟ وكان حذيفة قاعدا مع بشير ، فقال حذيفة : أنا أحفظ خطبته . فجلس أبو ثعلبة ، فقال حذيفة : [قال] رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إنكم في النبوة ما شاء الله أن يكون ، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ، ثم يكون خلافة على منهاج النبوة (تكون ما شاء الله أن يكون ، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ، ثم جبرية ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة) " . مسلم : حدثني زهير بن حرب وعلي بن حجر قالا : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ، عن الجريري ، عن أبي نضرة قال : " كنا عند جابر بن عبد الله فقال : يوشك أهل العراق ألا يجبى إليهم [قفيز] ولا درهم . قلنا : من أين ذلك ؟ قال : من قبل العجم ، يمنعون ذلك . ثم قال : يوشك أهل الشام ألا يجبى إليهم دينار ولا مدي . قلنا : من أين ذلك ؟ قال : من قبل الروم ثم أسكت هنية . ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : يكون في آخر أمتي خليفة يحثي المال حثيا (و) لا (يعدده) عددا . قال : قلت لأبي نضرة وأبي العلاء : أتريان أنه عمر بن عبد العزيز ؟ فقالا : لا " . قال مسلم : وحدثني زهير بن حرب ، ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث ، ثنا أبي ، ثنا داود ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد وجابر / بن عبد الله قالا : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " يكون في آخر الزمان خليفة يقسم المال ولا يعده " . مسلم : حدثنا نصر بن علي ، ثنا بشر بن [المفضل] . وثنا علي بن حجر ، ثنا إسماعيل ابن علية ، كلاهما عن سعيد بن يزيد ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " من خلفائكم (من) يحثو المال حثيا ، لا يعده (عدا) " . وفي رواية ابن حجر : " يحثي المال " . الترمذي : حدثنا عبيد بن أسباط ، ثنا أبي ، ثنا سفيان - هو الثوري - عن عاصم بن بهدلة ، عن زر ، عن عبد الله قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (قال) : " لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي " . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . أبو داود : حدثنا مسدد ؛ أن (عمر) بن عبيد حدثهم . وحدثنا أحمد بن [إبراهيم] ، حدثني عبيد الله بن موسى ، أنا زائدة . وحدثنا أحمد بن إبراهيم أيضا ، حدثني عبيد الله بن موسى ، عن فطر ، المعنى واحد [كلهم] عن عاصم ، عن زر ، عن عبد الله ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " لو لم يبق من الدنيا إلا يوم - قال زائدة في حديثه : - لطول الله ذلك اليوم - (ثم اتفقا) - حتى يبعث الله فيه رجلا مني أو من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي ، واسم أبيه اسم أبي " . في حديث فطر : " يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا " . فطر بن خليفة وثقه ابن معين وأحمد بن حنبل ويحيى بن سعيد . وقال أبو حاتم : فطر بن خليفة صالح ، كان يحيى بن سعيد القطان يرضاه ، ويحسن القول فيه ويحدث عنه . أبو داود : حدثنا عثمان بن أبي شيبة ، ثنا الفضل بن دكين ، ثنا فطر بن خليفة ، عن القاسم [بن] أبي بزة ، عن أبي الطفيل ، عن علي ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : " لو لم يبق من الدهر إلا يوم لبعث الله رجلا من أهل بيتي يملؤها عدلا كما ملئت جورا " . البزار : حدثنا أحمد بن منصور ، ثنا عبد الرزاق ، أنا الثوري ، عن خالد الحذاء ، عن أبي قلابة ، عن أبي أسماء ، عن ثوبان قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " يقتتل عند كنزكم هذا ثلاثة كلهم ابن خليفة ثم لا يصل إلى واحد منهم ، ثم تقبل الرايات / السود من قبل المشرق فيقتلونكم قتلا لم يقتله قوم - ثم ذكر شيئا - فإذا رأيتموه فتابعوه ولو حبوا على الثلج فإنه خليفة الله المهدي " . قال : وهذا حديث قد روي نحو كلامه من غير هذا الوجه بهذا اللفظ ، وهذا اللفظ لا نعلمه إلا من هذا الحديث ، وإن كان قد روي أكثر معنى هذا الحديث فإنا اخترنا هذا الحديث لصحته ولجلالة ثوبان ، وإسناده صحيح . رواه ابن أبي خيثمة : عن أحمد بن شبويه ، عن عبد الرزاق . بهذا الإسناد مرفوعا قال : " يقتل عند كنزكم هذا ثلاثة كلهم ابن خليفة ، ثم لا يكون - أولا يصير - الأمر إلى واحد منهم ، ثم تقبل الرايات السود من خراسان ، فإذا سمعتم بها فائتوها ولو زحفا أو حبوا ، فإن فيها خليفة الله المهدي " . أبو داود : حدثنا أحمد بن إبراهيم ، حدثنا عبد الله بن جعفر الرقي ، ثنا أبو المليح الحسن بن عمرو ، عن [زياد] بن بيان ، عن علي بن نفيل ، عن سعيد بن المسيب ، عن أم سلمة قالت : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " المهدي من عترتي من ولد فاطمة " . قال عبد الله : وسمعت أبا المليح يثني [على] علي بن نفيل ويذكر منه صلاحا . الحسن بن عمر أبو المليح روى عنه ابن المبارك وغيره ، قال أبو زرعة : الحسن بن عمر ثقة . وقال البخاري في " تاريخه الكبير " : حدثنا عبد الغفار بن داود ، ثنا أبو المليح الرقي ، سمع زياد بن بيان - وذكر من فضله - سمع علي بن نفيل جد النفيلي ، سمع سعيد بن المسيب ، عن أم سلمة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - [رفعه] : " المهدي هو حق من ولد فاطمة " . قال البخاري : في إسناده نظر . أبو داود : حدثنا سهل بن تمام بن [بزيع] ، ثنا عمران القطان ، عن قتادة ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " المهدي مني ، أجلى الجبهة ، أقنى الأنف ، يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ، يملك سبع سنين " . عمران القطان هو عمران بن دوار أبو العوام . ذكره يحيى بن سعيد القطان فأحسن الثناء عليه . وقال يحيى بن معين : عمران القطان ليس بالقوي . وقال أحمد بن حنبل / وسئل عنه : [أرجو] أن يكون صالح الحديث . الترمذي : حدثنا محمد بن بشار ، ثنا محمد بن جعفر ، ثنا شعبة [قال : سمعت زيدا العمي قال :] سمعت أبا الصديق الناجي ، يحدث عن أبي سعيد الخدري قال : " خشينا أن يكون بعد نبينا حدث فسألنا النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : إن في أمتي المهدي يخرج يعيش خمسا - أو سبعا أو تسعا . زيد الشاك - قال : قلنا : وما ذاك ؟ قال : سنين . قال : فيجيء الرجل إليه فيقول : يا مهدي ، أعطني أعطني . قال : فيحثي له في ثوبه ما استطاع أن يحمله " . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن . وقد روي من غير وجه عن أبي سعيد ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - . ورواه أبو بكر البزار : عن أحمد بن ثابت ، عن محمد بن جعفر بإسناد الترمذي قال فيه : " ثم يرسل الله السماء مدرارا ، ولا تدخر الأرض شيئا ، ويكون المال كدوسا ، ويجيء الرجل إليه فيقول : يا مهدي ، أعطني . فيحثو له حتى ما يستطيع أن يحمل " . ورواه ابن أبي خيثمة قال : ثنا عبد الله بن عمر ، ثنا محمد بن مروان ، ثنا عمارة بن أبي حفصة ، عن زيد ، بالإسناد الأول . قال فيه : " وتنعم أمتي نعمة لم ينعموا مثلها قط ، يرسل الله السماء عليهم مدرارا ، ولا تدخر الأرض شيئا من النبات " . البزار : حدثنا عمرو بن يزيد الجرمي ، ثنا محمد بن مروان العقيلي ، ثنا هشام ، عن محمد ، عن أبي هريرة قال : " ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المهدي ، فقال : إن قصر فسبع ، وإلا فثمان ، وإلا فتسع ، وليملأن الأرض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما " . قال : وهذا الحديث لا نعلم رواه عن هشام إلا محمد بن مروان ولا نعلم أحدا تابعه عليه . وروى قاسم بن أصبغ قال : حدثنا أحمد بن زهير ، حدثنا أبو نعيم ، ثنا ياسين العجلي ، عن إبراهيم بن محمد ابن الحنفية ، عن أبيه ، عن علي قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة " . رواه أبو بكر البزار ، عن محمد بن معمر ، عن أبي نعيم ، عن ياسين . [و] ياسين بن شيبان لا بأس به / وقال البخاري : ياسين بن شيبان ليس بذاك . ذكره في تاريخه بهذا الحديث في باب إبراهيم . أبو داود : حدثنا محمد بن المثنى ، ثنا معاذ بن هشام ، حدثني أبي ، عن قتادة ، عن [صالح أبي الخليل] ، عن صاحب له ، عن أم سلمة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - ، [عن النبي - صلى الله عليه وسلم -] قال : " يكون اختلاف عند موت خليفة ، فيخرج رجل من أهل المدينة هاربا إلى مكة ، فيأتيه الناس من أهل مكة فيخرجونه وهو كاره فيبايعونه بين الركن والمقام ، ويبعث إليه بعث من أهل الشام فيخسف بهم بالبيداء بين مكة والمدينة ، فإذا رأى الناس ذلك أتاه أبدال أهل الشام وعصائب أهل العراق فيبايعونه ، ثم ينشئ رجل من قريش أخواله كلب ، فيبعث إليهم بعثا فيظهرون عليهم وذلك بعث كلب والخيبة لمن لم يشهد غنيمة كلب ، فيقسم المال ويعمل في الناس بسنة نبيهم - صلى الله عليه وسلم - ، ويلقي الإسلام بجرانه إلى الأرض ، فيلبث سبع سنين ، ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون " . حدثنا ابن المثنى ، ثنا عمرو بن عاصم ، ثنا أبو العوام ، ثنا قتادة ، عن أبي الخليل ، عن عبد الله بن الحارث ، عن أم سلمة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذا ، وحديث معاذ أتم . روى أبو بكر أحمد بن أبي خيثمة - وأبو خيثمة اسمه : زهير بن حرب - قال : ثنا محمد بن بكير الحضرمي ، ثنا جعفر بن سليمان ، ثنا المعلى بن زياد ، عن العلاء بن بشير ، عن أبي بكر الناجي ، عن أبي سعيد الخدري ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " أبشركم بالمهدي ، يبعث في أمتي على اختلاف من الناس وزلزال ، يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض ، ويقسم المال [صحاحا] . قلت : وما [الصحاح] ؟ قال : بالسوية بين الناس ، ويملأ الله قلوب أمة محمد غنى ، ويسعهم عدله حتى يأمر مناديا فينادي من له في مال الله - أراه قال : حاجة - فما يقوم من الناس إلا رجل . قال : يقال له : (إلى) السادن ، [فقل] له : إن المهدي يأمرك أن تعطيني مالا . قال : فيقول : احثه . قال : فيحثي حتى إذا جعله في حجره ، قال : / يندم يقول : كنت أجشع أمة محمد نفسا أو أعجز [عما] وسعهم . قال : فيرده فيقول : إنا لا نقبل شيئا أعطيناه . قال : فيكون ذلك سبعا أو ثمانيا أو تسع سنين ، ثم لا خير في العيش بعده " . تابعه عبد السلام بن مطهر ، سمع جعفر بن سليمان في هذا الحديث . وروى البزار قال : ثنا علي بن المنذر ، ثنا إسحاق بن منصور ، ثنا قيس ، عن أبي حصين ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لا تذهب أيام الدنيا حتى يملك رجل من أمتي ، ولو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى تفتح قسطنطينة والديلم " . قيس قد تقدم ذكره في باب ذم الرأي من كتاب " العلم " . البزار : حدثنا عمرو بن علي ، ثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن عطية عن أبي سعيد قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " يخرج من أمتي رجل من أهل بيتي [عند] انقطاع [من] الزمان وظهور من الفتن يقال له : السفاح يكون عطاؤه [حثيا] " . قال يحيى بن معين : عطية صالح الحديث . وقد ضعفه أحمد بن حنبل و [أبو] حاتم .

باب مسلم : حدثنا عثمان بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم . قال عثمان : ثنا . وقال إسحاق : أخبرنا جرير ، عن الأعمش ، عن شقيق ، عن حذيفة : " قام فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مقاما ما ترك شيئا في مقامه ذاك إلى قيام الساعة إلا حدث به ، حفظه من حفظه ، ونسيه من نسيه ، قد علمه أصحابي هؤلاء ، فإنه ليكون منه الشيء قد نسيته فأراه فأذكره كما يذكر الرجل وجه الرجل إذا غاب عنه ، ثم إذا رآه عرفه " . مسلم : حدثنا عبيد بن يعيش وإسحاق بن إبراهيم - واللفظ لعبيد - قال : حدثنا يحيى بن آدم ، ثنا زهير ، عن سهيل [بن] أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إذا منعت العراق درهمها وقفيزها ، ومنعت الشام مديها ودينارها ، ومنعت مصر [إردبها] ودينارها ، وعدتم من حيث بدأتم ، وعدتم من حيث بدأتم / وعدتم من حيث بدأتم . شهد على ذلك لحم أبي هريرة ودمه " .

باب ذكر ما بين يدي الساعة من الفتن والأشراط مسلم : حدثنا قتيبة بن سعيد ، ثنا يعقوب بن عبد الرحمن ، عن سهيل ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب يقتتل الناس عليه فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون ، ويقول كل رجل منهم : لعلي أكون أنا الذي أنجو " . مسلم : حدثنا أبو كامل فضيل بن حسين وأبو معن الرقاشي - واللفظ [لأبي] معن - قالا : ثنا خالد بن الحارث ، ثنا عبد الحميد بن جعفر قال : أخبرني أبي ، عن سليمان بن يسار ، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل قال : " كنت واقفا مع أبي بن كعب فقال : لا يزال الناس مختلفة أعناقهم في طلب الدنيا . قلت : أجل . قال : إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : يوشك الفرات [أن] يحسر عن جبل من ذهب ، فإذا سمع به الناس ساروا إليه ، فيقول من عنده . لئن تركنا الناس يأخذون منه ليذهبن به كله . قال : فيقتتلون عليه فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون " . قال أبو كامل في حديثه : " وقفت أنا وأبي بن كعب في ظل أجم حسان " . قال مسلم : وحدثنا سهل بن عثمان ، أنا عقبة بن خالد ، عن عبيد الله ، [عن] أبي الزناد ، عن عبد الرحمن الأعرج ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " يوشك الفرات أن يحسر عن جبل من ذهب ؛ فمن حضره فلا يأخذ منه شيئا " . ولمسلم في بعض ألفاظه : " عن كنز من الذهب " . مسلم : حدثنا واصل بن عبد الأعلى وأبو كريب ومحمد بن يزيد الرفاعي - واللفظ لواصل - قالوا : ثنا محمد بن فضيل ، عن أبيه ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " تخرج الأرض أفلاذ كبدها أمثال الأسطوان من الذهب والفضة فيجئ القاتل فيقول / : في هذا قتلت . ويجيء القاطع فيقول : في هذا قطعت رحمي . ويجيء السارق فيقول : في هذا قطعت يدي . ثم يدعونه فلا يأخذون منه شيئا " . مسلم : حدثنا قتيبة بن سعيد ، ثنا يعقوب - وهو ابن عبد الرحمن القاري - عن سهيل ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " لا تقوم الساعة حتى [يكثر المال ويفيض حتى] يخرج الرجل بزكاة ماله ، فلا يجد أحدا يقبلها منه ، وحتى تعود أرض العرب مروجا وأنهارا " . مسلم : حدثني محمد بن رافع وعبد بن حميد . قال عبد : أنا . وقال ابن رافع : ثنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، عن الزهري ، عن ابن المسيب ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس حول ذي الخلصة . وكانت صنما تعبدها دوس في الجاهلية بتبالة " . قال مسلم : وحدثنا أبو كامل الجحدري وأبو معن الرقاشي - واللفظ لأبي معن - قالا : ثنا خالد بن الحارث ، ثنا عبد الحميد بن جعفر ، عن الأسود بن العلاء ، عن أبي سلمة ، عن عائشة قالت : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " لا يذهب الليل والنهار حتى تعبد اللات والعزى . فقلت : يا رسول الله ، إن كنت لأظن حين أنزل الله - عز وجل - : {هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون} أن ذلك تاما . قال : إنه سيكون من ذلك ما شاء الله ، ثم يبعث الله ريحا طيبة فتوفى كل من في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان ، فيبقى من لا خير فيه فيرجعون إلى دين آبائهم " . قال مسلم : وحدثنا عبد الله بن عمر بن محمد بن أبان بن صالح ومحمد ابن يزيد الرفاعي - واللفظ لابن أبان - قالا : ثنا ابن فضيل ، عن أبي إسماعيل ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " والذي نفسي بيده لا تذهب الدنيا حتى يمر الرجل على القبر فيتمرغ عليه ويقول : يا ليتني مكان صاحب هذا القبر . وليس به الدين إلا البلاء " . / الترمذي : حدثنا سفيان بن وكيع بن الجراح ، ثنا أبي ، عن القاسم بن الفضل ، ثنا أبو نضرة ، عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى تكلم السباع الإنس ، وحتى تكلم الرجل عذبة سوطه وشراك نعله ، وتخبره فخذه بما أحدث أهله من بعده " . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من (وجه) القاسم ابن الفضل . والقاسم بن الفضل ثقة مأمون عند أهل الحديث ، وثقه يحيى بن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي . البزار : حدثنا محمد بن عبد الرحيم ، ثنا عفان ، ثنا عبد الواحد بن زياد ، ثنا عثمان بن حكيم قال : سمعت أبا أمامة بن سهل بن حنيف يقول : سمعت عبد الله بن عمرو يقول : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لا تقوم الساعة حتى (تتسافدون) في (الطريق) تسافد الحمير " . وحدثنا فهم بن عبد الرحمن ، ثنا عبد الله بن نمير ، ثنا عثمان بن حكيم ، عن أبي أمامة بن سهل ، عن عبد الله بن عمرو بمثله . ولم يرفعه إلا أنه قال : " لا تقوم الساعة حتى يتسافد الناس في الطرق تسافد الحمير " . وقال هذا الحديث لا نعلم روي من وجه صحيح إلا عن عبد الله بن عمرو بهذا الإسناد . البخاري : حدثنا [عياش] بن الوليد ، ثنا عبد الأعلى ، عن معمر ، عن الزهري ، عن سعيد ، عن أبي هريرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " يتقارب الزمان ، وينقص العمل ، ويلقى الشح ، وتظهر الفتن ، ويكثر الهرج . قالوا : يا رسول الله ، أيما هو ؟ قال : القتل القتل " . وقال يونس وشعيب والليث وابن أخي الزهري : عن الزهري ، عن حميد ، [عن] أبي هريرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - " . البخاري : حدثنا عمر بن حفص ، ثنا أبي ، ثنا الأعمش ، ثنا شقيق قال : " جلس عبد الله وأبو موسى يتحدثان فقال أبو موسى : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : إن بين يدي الساعة أياما يرفع فيها العلم ، وينزل فيها الجهل ، ويكثر فيها الهرج ، والهرج القتل " . مسلم : / حدثنا قتيبة ، ثنا يعقوب - يعني ابن عبد الرحمن - عن سهيل ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " لا تقوم الساعة حتى يكثر الهرج . قالوا : وما الهرج يا رسول الله ؟ قال : القتل القتل " . مسلم : حدثنا محمد بن رافع ، ثنا عبد الرزاق ، ثنا معمر ، عن همام بن منبه ، قال : هذا ما حدثنا أبو هريرة ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . فذكر أحاديث منها : وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان ، وتكون بينهما مقتلة عظيمة دعواهما واحدة " . النسائي : أخبرنا عمرو بن علي ، ثنا وهب بن جرير ، حدثني أبي ، عن يونس ، عن الحسن ، عن عمرو بن تغلب قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن من أشراط الساعة أن يفشو المال ويكثر ، وتفشو التجارة ، ويظهر القلم ، ويبيع الرجل البيع فيقول : (حتى) أستأمر تاجر بني فلان . ويلتمس في [الحي] العظيم الكاتب فلا يوجد " . الترمذي : حدثنا محمود بن غيلان ، ثنا النضر بن [شميل] ، ثنا شعبة ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك قال : " أحدثكم حديثا سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يحدثكم [أحد] بعدي ؛ أنه [سمعه] من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم ، ويظهر الجهل ، ويفشو الزنا ، وتشرب الخمر ، ويكثر النساء ، ويقل الرجال حتى يكون لخمسين امرأة قيم واحد " . قال أبو عيسى : وفي الباب عن أبي موسى وأبي هريرة وهذا حديث حسن صحيح . البزار : حدثنا سلمة ، ثنا أبو المغيرة ، ثنا أرطاة بن المنذر ، عن ضمرة بن حبيب ، عن سلمة بن نفيل السكوني قال : " كنا جلوسا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ قال قائل : يا رسول الله ، هل أتيت بطعام من السماء ؟ قال : نعم . قال : وماذا ؟ قال : طعام بمسخنة . قال : هل كان فيها فضل عنك ؟ قال : نعم . قال : فما فعل [به] ؟ قال : رفع ، وهو يوحى إلي أني مكفوف غير لابث ، ولستم لابثون بعدي إلا قليلا ، وستأتون / (أفنادا) يفني بعضكم بعضا ، وبين يدي الساعة موتان شديدة وسنوات الزلازل " . ارطاة وضمرة ثقتان . الطحاوي : حدثنا علي بن معبد ، حدثنا يزيد بن هارون ، أخبرنا شريك ابن عبد الله ، عن عثمان بن عمير ، عن زاذان أبي عمر ، عن عليم قال : " كنا جلوسا على سطح معنا رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال يزيد : لا أعلمه إلا قال : عبس الغفاري - والناس يخرجون في الطاعون . فقال عبس : يا طاعون خذني . يقولها ثلاثا . فقال عليم : لم تقول هذا ؟ ألم يقل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لا يتمن أحدكم الموت ؛ فإنه عند انقطاع عمله ولا يرد [فيستعتب] ؟ قال : إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : بادروا ستا : إمرة السفهاء ، وكثرة الشرط ، وبيع الحكم ، واستخفافا بالدم ، وقطيعة الرحم ، ونشأ يتخذون القرآن مزامير يقدمون أحدهم ليغنيهم وإن كان أقلهم فقها " . قال : وحدثنا فهد بن سلميان ، ثنا محمد بن سعيد الأصبهاني ، عن شريك ، عن عثمان [بن] عمير ، عن زاذان ، عن عليم قال : " كنت مع عبس الغفاري ... " وذكره . رواه البزار من طريق ليث ، عن عثمان بن عمير ، عن زاذان ، عن عليم ، عن عبس . وإسناد أبي جعفر الطحاوي أحسن ، وعبس هذا شامي ويقال : عابس وهو أكثر ، روى عنه أبو أمامة الباهلي ، وروى عنه أهل الكوفة ، منهم [حنش] وعليم الكنديان ، ويروي زاذان عنه ، وعن عليم عنه . البزار : حدثنا عبدة بن عبد الله ، أنا زيد بن الحباب ، أنا حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس ، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض : الله الله ، وحتى تمطر السماء ، ولا تنبت الأرض ، وحتى يكون للخمسين امرأة القيم الواحد ، وحتى تمر المرأة بالنعل فيقول : لقد كان لها مرة رجل " . قال البزار : وحدثنا أحمد بن عبدة ، أخبرنا سفيان بن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن جابر بن عبد الله ، عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله / - صلى الله عليه وسلم - : " لا تقوم الساعة حتى يلتمس الرجل من أصحابي كما يلتمس الضالة فلا توجد " . وهذا الحديث بهذا اللفظ لا نعلم رواه إلا جابر ، عن أبي سعيد . الترمذي : حدثنا قتيبة ، ثنا عبد العزيز بن محمد ، عن عمرو بن أبي عمرو ، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري الأشهلي ، عن حذيفة بن اليمان ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى تقتلوا إمامكم ، وتجتلدوا بأسيافكم ، ويرث (دنياكم) أشراركم " . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن . البخاري : حدثنا أبو اليمان ، أنا شعيب ، ثنا أبو الزناد ، عن عبد الرحمن ، عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " لا تقوم الساعة حتى (يقتتل) فئتان عظيمتان تكون بينهما مقتلة عظيمة ، دعواهما واحدة ، وحتى يبعث دجالون كذابون كلهم يزعم أنه رسول الله ، وحتى يقبض العلم ، وتكثر الزلازل ، ويتقارب الزمان ، وتظهر الفتن ، ويكثر الهرج - وهو القتل - وحتى يكثر فيكم المال فيفيض حتى يهم رب المال من يقبل صدقته ، وحتى يعرضه فيقول الذي يعرضه عليه : لا أرب لي (فيه) وحتى يتطاول الناس في البنيان ، وحتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول : يا ليتني مكانه ، وحتى تطلع الشمس من مغربها ، فإذا طلعت ورآها الناس [آمنوا] أجمعون فذلك [حين] {لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا} ولتقومن الساعة وقد نشر الرجلان ثوبها بينهما فلا يتبايعانه ولا يطويانه ، ولتقومن الساعة وقد انصرف الرجل بلبن لقحته فلا يطعمه ، ولتقومن الساعة وهو يليط حوضه فلا يسقي فيه ، ولتقومن الساعة وقد رفع أكلته إلى فيه فلا يطعمها " . البزار : حدثنا أبو كريب ، ثنا يونس بن بكير ، عن محمد بن إسحاق ، عن إبراهيم بن أبي عبلة ، عن أبيه ، عن عوف ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " إن بين يدي الساعة سنين خداعة ، يصدق فيها الكاذب ، ويكذب فيها الصادق ، ويؤتمن فيها الخائن ، ويخون فيها الأمين ، وينطق فيها / الرويبضة . قيل : وما الرويبضة ؟ قال : المرء التافه يتكلم في أمر العامة " . وبه إلى ابن إسحاق : [وحدثني عبد الله] بن دينار ، عن أنس ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نحوه . قال : وحديث عوف بن مالك لا نعرفه يروى إلا بهذا الإسناد . وعبد الله ابن دينار لم يرو عن أنس إلا هذا الحديث ، ولا رواه عنه إلا محمد بن إسحاق . الطحاوي : حدثنا علي بن عبد الرحمن ، ثنا يحيى بن معين ، ثنا حجاج ابن محمد ، عن ابن جريج ، أخبرني محمد بن الحارث قال : قدم رجل يقال له : أبو علقمة حليف بني هاشم ، (فسابقت) إليه أنا وعلي الأزدي فكان مما حدثنا أن قال : سمعت أبا هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن من أشراط الساعة أن يظهر الفحش والشح ، ويؤتمن الخائن ويخون الأمين ، وتظهر ثياب كأفراخ الشجر يلبسها نساء كاسيات عاريات ، و (تعلو) التحوت الوعول . (كذلك) يا عبد الله بن مسعود سمعته من حبي [رسول الله - صلى الله عليه وسلم -] ؟ قال : نعم ورب الكعبة . قلت : وما التحوت الوعول ؟ قال : فسول الرجال وأهل البيوتات الغامضة ، يرفعون فوق صالحيهم وأهل البيوتات الصالحة " . أبو علقمة هذا تابعي جليل ، سمع أبا هريرة وعثمان وعبد الله بن مسعود ، سمع منه عبد الله بن عبيد بن عمير ومحمد بن الحارث وعلي الأودي ويعلى بن عطاء وزهرة بن معبد . ذكر ذلك الطحاوي في أحاديث صحاح ، وذكر أنه ولي قضاء إفريقية في أيام بني أمية ، وذكره أبو حاتم وقال : أحاديث أبي علقمة صحاح . ومحمد بن الحارث هو ابن سفيان ، روى عنه ابن جريج وابن أبي حسين وابن عيينة وغيرهم . أبو داود : حدثنا عبد الوهاب بن نجدة ، ثنا بشر بن بكر ، عن عبد الرحمن ابن يزيد بن جابر ، ثنا عطية بن قيس ، سمعت عبد الرحمن بن غنم الأشعري قال : حدثني أبو عامر (و) أبو مالك الأشعري والله يمين أخرى ما كذبني أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الخز والحرير - وذكر كلاما - قال : يمسخ آخرين منهم قردة وخنازير إلى يوم القيامة " . رواه أبو عيسى الرملي وابن الأعرابي على الشك ، أبو عامر / أو أبو مالك وهو الصواب ؛ لأن أبا عامر الأشعري قتل يوم اوطاس في قصة حنين . أبو بكر بن أبي شيبة : حدثنا زيد بن الحباب ، ثنا العلاء بن منهال ، ثنا مهند القيسي - وكان ثقة - ثنا قيس بن مسلم ، عن طارق بن شهاب ، عن حذيفة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إنكم في نبوة ورحمة ، وستكون خلافة ورحمة ، ويكون كذا وكذا ، ويكون ملك عضوض ، يشربون الخمور ويلبسون الحرير ، وفي ذلك ينصرون إلى أن تقوم الساعة " . مسلم : حدثني زهير بن حرب ، ثنا عبد الرحمن بن مهدي ، عن مالك ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " لا تقوم الساعة حتى يبعث دجالون كذابون (قريبا) من ثلاثين كلهم يزعم أنه رسول الله " . الترمذي : حدثنا قتيبة ، ثنا حماد بن زيد ، عن أيوب ، عن أبي قلابة ، عن أبي أسماء الرحبي ، عن ثوبان قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين ، وحتى يعبدوا الأوثان ، وإنه سيكون في أمتي ثلاثون كذابون كلهم يزعم أنه نبي ، وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي " . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . قال الطحاوي : وحدثنا إبراهيم بن مرزوق ، ثنا أبو داود الطيالسي ، ثنا أبو عوانة ، عن الأسود بن قيس ، عن ثعلبة بن عباد قال : خطبنا سمرة بن جندب ، فحدثنا في خطبته عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " لن تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون دجالا كذابا كلهم يكذب على الله - عز وجل - ورسوله ، آخرهم الأعور الدجال ممسوح العين اليمنى كأنها عين ابن أبي تحيى " . قال الطحاوي : وحدثنا محمد بن علي بن داود ، حدثنا [إبراهيم بن محمد بن عرعرة] ، ثنا معاذ بن هشام قال : قرأت في كتاب أبي بخط يده ولم أسمعه منه ، عن قتادة ، عن أبي معشر ، عن إبراهيم النخعي ، عن همام ، عن حذيفة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " في أمتي كذابون دجالون (تسعة) وعشرون فيهم أربع نسوة ، وإني خاتم النبيين لا نبي بعدي (صلى الله عليهم أجمعين) " . أبو معشر اسمه : زياد بن كليب ، ثقة مشهور . / البخاري : حدثنا محمد بن سنان ، ثنا فليح ، ثنا هلال بن علي ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إذا ضيعت الأمانة (فانتظروا) الساعة . قال : كيف إضاعتها يا رسول الله ؟ قال : إذا وسد الأمر إلى غير أهله (فانتظروا) الساعة " . الترمذي : حدثنا محمد بن بشار ، ثنا يحيى بن سعيد ، عن سفيان الثوري ، عن الزبير بن عدي قال : " دخلنا على أنس بن مالك ، قال : فشكونا إليه ما نلقى من الحجاج ، فقال : ما من عام إلا الذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم . سمعت هذا من نبيكم - صلى الله عليه وسلم - " . البخاري : حدثنا محمد بن يوسف ، حدثنا سفيان ، بإسناده ومعناه . مسلم : حدثنا قتيبة بن سعيد ، ثنا يعقوب بن عبد الرحمن ، عن سهيل ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " ليست السنة بألا تمطروا ولكن السنة أن تمطروا وتمطروا فلا تنبت الأرض شيئا " . مسلم : حدثنا عبد الله بن عمر بن أبان وواصل بن عبد الأعلى قالا : حدثنا محمد بن فضيل ، عن أبي إسماعيل الأسلمي ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " والذي نفسي بيده لا تذهب الدنيا حتى يأتي على الناس (زمان) لا يدري القاتل فيم قتل ، ولا يدري المقتول فيم قتل . فقيل : كيف يكون ذلك ؟ قال : الهرج ، القاتل والمقتول في النار " . في رواية ابن أبان قال : هو يزيد بن كيسان ، عن أبي إسماعيل . ولم يذكر الأسلمي . مسلم : حدثنا قتيبة بن سعيد ، ثنا عبد العزيز - يعني : ابن محمد - عن ثور بن زيد ، عن أبي الغيث ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه " . مسلم : حدثنا محمد بن بشار العبدي ، حدثنا عبد الكبير بن عبد المجيد أبو بكر الحنفي ، ثنا عبد الحميد بن جعفر قال : سمعت عمر بن الحكم يحدث ، عن أبي هريرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " لا تذهب الأيام والليالي حتى يملك رجل يقال له : الجهجاه " . رواه الترمذي بهذا الإسناد وقال : " لا يذهب الليل والنهار حتى يملك رجل من الموالي يقال له : جهجاه " . الترمذي : حدثنا قتيبة ، ثنا عبد العزيز / بن محمد ، عن عمرو بن أبي عمرو . وحدثنا علي بن حجر ، أنا إسماعيل بن جعفر ، عن عمرو بن أبي عمرو ، عن عبد الله - وهو ابن عبد الرحمن الأنصاري الأشهلي - عن حذيفة بن اليمان قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لا تقوم الساعة حتى يكون أسعد الناس في الدنيا لكع ابن لكع " . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عمرو بن أبي عمرو . الطحاوي : حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ، حدثنا عمي عبد الله ابن وهب ، أخبرني إبراهيم بن سعد ، عن الزهري ، أخبرني عبد الملك - يعني ابن أبي بكر بن الحارث بن هشام - عن أبيه قال : أخبرني رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " يوشك أن يغلب على الدنيا لكع ابن لكع وأفضل الناس يؤمن بين [كريمين] " . رواه ابن عقيل ، عن ابن شهاب بهذا الإسناد ، عن بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - موقوفا . مسلم : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وابن أبي عمر - واللفظ لابن أبي عمر - قالا : ثنا سفيان ، عن الزهري ، عن سعيد ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما كأن وجوههم المجان المطرقة ، ولا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما نعالهم الشعر " . مسلم : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ثنا سفيان بن عيينة ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة يبلغ به النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما نعالهم الشعر ، لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما صغارا الأعين ، ذلف الأنوف " . مسلم : حدثنا قتيبة بن سعيد ، ثنا يعقوب بن عبد الرحمن ، عن سهيل ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون الترك ، قوم وجوههم كالمجان المطرقة ، يلبسون الشعر ويمشون في الشعر " . مسلم : حدثنا أبو كريب ، ثنا وكيع وأبو أسامة ، عن إسماعيل (بن) أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " تقاتلون بين يدي الساعة قوما نعالهم الشعر ، كأن وجوههم المجان المطرقة ، حمر الوجوه ، صغار الأعين " . البخاري : حدثنا يحيى ، ثنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن همام ، عن أبي هريرة ، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - / قال : " لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا خوزا وكرمان من الأعاجم ، حمر الوجوه ، فطس الأنوف ، صغار الأعين ، وكأن وجوههم المجان المطرقة ، نعالهم الشعر " . البزار : حدثنا علي بن المنذر ، ثنا محمد بن فضيل ، ثنا بشير بن المهاجر ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " يجيء قوم صغار الأعين ، عراض الوجوه ، كأن وجوههم المجان ، فيلحقون أهل الإسلام بمنابت الشيح كأني أنظر إليهم قد ربطوا خيولهم بسواري المسجد . قيل : يا رسول الله ، من هم ؟ قال : هم الترك " . مسلم : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ثنا محمد بن بشر ، ثنا عبيد الله ، [عن] نافع ، عن ابن عمر ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " لتقاتلن اليهود فلتقتلنهم حتى يقول الحجر : يا مسلم ، هذا يهودي فتعال فاقتله " . قال مسلم : وحدثنا قتيبة ، ثنا يعقوب - يعني ابن عبد الرحمن - عن سهيل ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون ، حتى يختبئ من وراء الحجر والشجر ، فيقول الحجر أو الشجر : يا مسلم ، يا عبد الله ، هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله ، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود " . مسلم : حدثنا عمرو الناقد وابن أبي عمر - واللفظ لابن أبي عمر - قالا : ثنا سفيان ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " قد مات كسرى فلا كسرى بعده ، وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده ، والذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله - عز وجل " . مسلم : حدثنا قتيبة بن سعيد ، ثنا أبو عوانة ، عن سماك بن حرب ، عن جابر بن سمرة قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " لتفتتحن عصابة من المسلمين كنز آل كسرى الذي (فيه) الأبيض " . أبو داود : حدثنا النفيلي ، ثنا عيسى بن يونس ، ثنا الأوزاعي ، عن حسان بن عطية قال : " مال مكحول وابن زكريا إلى خالد بن معدان ، وملت معهم ، فحدثنا عن جبير بن نفير عن الهدنة ، قال جبير : انطلق بنا إلى ذي مخبر - أو قال : ذي مخمر . الشك من أبي داود - رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - . فأتيناه فسأله جبير عن الهدنة ، فقال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : ستصالحون / الروم صلحا آمنا ، فتغزون أنتم وهم عدوا من ورائكم فتنصرون وتغنمون وتسلمون ، ثم ترجعون حتى تنزلوا بمرج ذي تلول فيرفع رجل من النصرانية الصليب فيقول : غلب الصليب ، ويغضب رجل من المسلمين فيدقه ؛ فعند ذلك تغدر الروم وتجمع للملحمة " . حدثنا مؤمل بن الفضل ، ثنا الوليد بن مسلم ، ثنا أبو عمرو ، عن حسان ابن عطية بهذا الحديث ، زاد فيه : " ويثور المسلمون إلى أسلحتهم فيقتتلون ، فيكرم الله تلك العصابة بالشهادة " إلا أن الوليد جعل الحديث عن جبير ، عن ذي مخبر ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - . قال أبو داود : ورواه روح [و] يحيى وبشر بن بكر ، عن الأوزاعي ، كما قال عيسى . البخاري : حدثنا الحميدي ، ثنا الوليد بن مسلم ، ثنا عبد الله بن العلاء ابن زبر ، قال : سمعت [بسر] بن عبيد الله ؛ أنه سمع أبا إدريس قال : سمعت عوف بن مالك قال : " أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في غزوة تبوك وهو في قبة من أدم ، فقال : اعدد ستا بين يدي الساعة : موتي ، ثم فتح بيت المقدس ، ثم (موتتان) يأخذ فيكم [كقعاص] الغنم ، ثم استفاضة المال حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطا ، ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته ، ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر فيغدرون فيأتونكم تحت ثمانين غاية تحت كل غاية (اثني) عشر ألفا " . زاد جبير بن نفير ، عن عوف بن مالك في هذا الحديث بعد قوله : " اثنا عشر ألفا " : " فسطاط المسلمين يومئذ الغوطة في مدينة يقال لها : دمشق " . رواه إسماعيل بن عياش ، عن صفوان بن عمرو ، عن عبد الرحمن بن [جبير] عن أبيه . وحديث إسماعيل عن الشاميين مستقيم ، وهذا إسناد شامي . خرج هذه الزيادة والحديث : ابن أبي خيثمة وأبو بكر البزار . أبو داود : حدثنا محمد بن يحيى بن فارس ، ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث ، ثنا أبي ، ثنا سعيد بن جمهان (ثقة) ، ثنا مسلم بن أبي بكرة قال : سمعت أبي يحدث أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " ينزل ناس من أمتي بغائط يسمونها البصرة عند / نهر يقال له : دجلة (تكون عليه وعليه جسر) يكثر أهلها وتكون من [أمصار] المهاجرين " . قال ابن يحيى : قال أبو معمر : " وتكون من أمصار المسلمين فإذا كان في آخر الزمان جاء بنو قنطوراء ، عراض الوجوه [صغار] الأعين حتى تنزلوا على شط النهر (فيفترق) أهلها ثلاث فرق : فرقة (يأخذوا) أذناب البقر والبرية وهلكوا ، وفرقة (يأخذوا) لأنفسهم وكفروا ، وفرقة يجعلون ذراريهم خلف ظهورهم يقاتلونهم وهم الشهداء " . رواه أبو داود الطيالسي : عن الحشرج بن نباتة ، عن سعيد بن جمهان ، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة ، عن أبيه وقال فيه : " فيفترق المسلمون ثلاث فرق : أما فرقة فتأخذ بأذناب الإبل فتلحق بالبادية فهلكت ، وأما فرقة فتأخذ على أنفسها وكفرت ، فهذه وتلك سواء ، وأما فرقة فيجعلون عيالاتهم خلف ظهورهم ويقاتلون [فقتلاهم] شهداء ويفتح الله على بقيتهم " . أبو داود : حدثنا جعفر بن مسافر ، ثنا خلاد بن يحيى ، ثنا بشير بن المهاجر ، ثنا عبد الله بن بريدة ، عن أبيه ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في حديث قال : " يقاتلكم قوم صغار الأعين - يعني : الترك - قال : تسوقونهم ثلاث مرار حتى تلحقونهم بجزيرة العرب ، فأما في السياقة الأولى فينجو من هرب منهم ، وأما في الثانية فينجو بعض ويهلك بعض ، وأما في الثالثة فيصطلمون " .

باب منه وفي ذكر الدجال مسلم : حدثنا قتيبة بن سعيد ، ثنا جرير ، عن عبد الملك ، عن جابر بن سمرة ، عن نافع بن عتبة قال : " كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة ، قال : أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - قوم من قبل المغرب عليهم ثياب الصوف فوافقوه عند أكمة فإنهم (لقيام) ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - قاعد . قال : (فقلت أو قالت) لي نفسي : ائتهم فقم بينهم وبينه لا يغتالونه . قال : ثم قلت : لعله نجي معهم ، فأتيتهم فقمت بينهم وبينه . قال : فحفظت / منه أربع كلمات أعدهن في يدي . فقال : تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله ، ثم فارس فيفتحها الله ، ثم تغزون الروم فيفتحها الله ، ثم تغزون الدجال فيفتحها الله " . قال : فقال نافع : يا جابر ، لا نرى الدجال يخرج حتى تفتح الروم . مسلم : حدثني زهير بن حرب ، ثنا معلى بن منصور ، ثنا سليمان بن [بلال] ، ثنا سهيل ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ ، فإذا تصافوا قالت الروم : خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم . فيقول المسلمون : لا والله لا نخلي بينكم وبين إخواننا . [فيقاتلونهم] (فيهزم) ثلث لا يتوب الله عليهم أبدا ، ويقتل ثلثهم ، أفضل الشهداء عند الله ، ويفتتح الثلث لا يفتنون فيفتتحون قسطنطينة ، فبينما هم يقتسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون (إذا) صاح فيهم الشيطان : إن المسيح قد (خالفكم) في أهليكم . فيخرجون وذلك باطل ، فإذا جاءوا الشام خرج ، فبينما هم يعدون للقتال يسوون الصفوف (إذا) أقيمت الصلاة ، فينزل عيسى ابن مريم - عليه السلام - فأمهم فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء ، فلو تركه لانذاب حتى يهلك ، ولكن يقتله الله بيده فيريهم دمه في حربته " . مسلم : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن حجر ، كلاهما [عن ابن علية - واللفظ لابن حجر - ثنا إسماعيل بن إبراهيم ، عن أيوب ، عن حميد بن هلال] عن أبي قتادة العدوي ، عن يسير بن جابر قال : " [هاجت] ريح حمراء بالكوفة فجاء رجل ليس له هجير إلا : يا عبد الله بن مسعود ، جاءت الساعة . قال : فقعد وكان متكئا ، فقال : إن الساعة لا تقوم حتى لا يقسم ميراث ولا يفرح بغنيمة . ثم قال بيده هكذا [ونحاها] نحو الشام . فقال : عدو (و) يجمعون لأهل (الإسلام) ويجمع لهم أهل (الإسلام) . قلت : الروم تعني ؟ قال : نعم ويكون عند ذلكم القتال ردة شديدة ، فيشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة [فيقتتلون] حتى يحجز بينهم الليل فيفيء هؤلاء وهؤلاء كل غير غالب ، وتفنى الشرطة / ثم يشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة فيقتتلون حتى [يحجز بينهم الليل فيفيئ هؤلاء وهؤلاء كل غير غالب وتفنى الشرطة ، ثم يشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلى غالبة] فيقتتلون حتى يمسوا فيفيء هؤلاء وهؤلاء على غير غالب وتفنى الشرطة فإذا كان اليوم الرابع نهد إليهم بقية أهل الإسلام فيجعل الله الدبرة عليهم فيقتلون مقتلة - إما قال : لا يرى مثلها . وإما قال : لم ير مثلها - حتى إن الطائر ليمر بجنباتهم فما يخلفهم حتى يخر ميتا ، فيتعاد بنو الأب كانوا مائة فلا يجدونه بقي منهم إلا رجل واحد فبأي غنيمة يفرح أو أي ميراث يقاسم ، فبينما هم كذلك إذ سمعوا (بناس هم) أكبر من ذلك فجاءهم الصريخ : إن الدجال قد (خالفهم) في ذراريهم فيرفضون ما في أيديهم ويقبلون ، فيبعثون (عشر) فوارس طليعة ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إني لأعرف أسماءهم وأسماء آبائهم وألوان خيولهم ، [هم] خير فوارس على ظهر الأرض " . قال ابن أبي شيبة في روايته : عن [أسير] بن جابر . أبو داود : حدثنا [يحيى] بن عثمان بن سعيد الحمصي ، ثنا أبو المغيرة ، حدثني عبد الله بن سالم ، حدثني العلاء بن عتبة ، عن عمير بن هانئ [العنسي] الشامي قال : سمعت عبد الله بن عمر يقول : " كنا قعودا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكر الفتن فأكثر في ذكرها حتى ذكر فتنة الأحلاس فقال قائل : يا رسول الله ، وما فتنة الأحلاس ؟ قال : هي هرب وحرب ، ثم فتنة السراء دخنها من تحت قدمي رجل من أهل بيتي يزعم أنه مني ، وليس مني وإنما أوليائي المتقون ، [ثم] يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع ، ثم فتنة الدهيماء ، لا تدع أحدا من هذه الأمة إلا لطمته لطمة ، فإذا [قيل] : انقضت . تمادت ، يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا حتى يصير الناس إلى فسطاطين : فسطاط إيمان لا نفاق فيه ، وفسطاط نفاق لا إيمان فيه ، فإذا كان ذلكم فانتظروا الدجال من يومه أو من [غده] " . أبو داود : حدثنا مسدد وقتيبة بن سعيد - دخل حديث أحدهما في الآخر - قالا : ثنا أبو عوانة ، عن قتادة ، عن نصر بن عاصم ، عن سبيع بن خالد قال : " أتيت الكوفة في زمن فتحت تستر / أجلب منها [بغالا] فدخلت المسجد ، فإذا صدع من الرجال ، وإذا رجل جالس تعرف إذا رأيته أنه من رجال أهل الحجاز قال : قلت : من هذا ؟ [فتجهمني] القوم قالوا : أما تعرف هذا ؟ هذا حذيفة صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . فقال حذيفة : إن الناس كانوا يسألون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الخير ، وكنت أسأله عن الشر . فأحدقه القوم بأبصارهم ، فقال : إني قد أرى الذي تنكرون ، إني قلت : يا رسول الله ، أرأيت هذا الخير الذي أعطانا الله أيكون بعده شر كما كان قبله ؟ قال : نعم . قلت : فما العصمة من ذلك ؟ قال : السيف " . قال قتيبة في حديثه : " وهل للسيف من بقية ؟ قال : نعم . قلت : ماذا ؟ قال : هدنة على دخن . قلت : يا رسول الله ، [ثم] ماذا ؟ قال : إن كان لله خليفة في الأرض فضرب ظهرك وأخذ مالك فأطعه وإلا قمت وأنت عاض بجذل شجرة . قلت : ثم ماذا ؟ قال : ثم يخرج الدجال معه نهر ونار ، فمن وقع في ناره وجب أجره وحط وزره ، ومن وقع في نهره وجب وزره وحط أجره . قال : قلت : ثم ماذا ؟ [قال : ثم] هي قيام الساعة " . أبو داود : حدثنا عبد الله بن مسلمة ، ثنا سليمان بن المغيرة ، عن حميد ، عن نصر بن عاصم الليثي قال : " أتينا اليشكري في رهط من بني ليث فقال : من القوم ؟ فقلنا : بنو ليث . [فقلنا] : أتيناك نسألك عن حديث حذيفة ... " فذكر الحديث قال : " سمعت حذيفة يقول : كان الناس يسألون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الخير وكنت أسأله عن الشر ، وعرفت أن الخير لم يسبقني ، فقلت : يا رسول الله ، بعد هذا الخير شر ؟ فقال : يا حذيفة ، تعلم كتاب الله واتبع ما فيه - ثلاث مرار - فقلت : يا رسول الله ، بعد هذا الخير شر ؟ قال : فتنة وشر . قلت : يا رسول الله ، بعد هذا الشر خير ؟ قال : يا حذيفة ، تعلم كتاب الله واتبع ما فيه - ثلاث مرار - قلت : يا رسول الله ، بعد هذا الشر خير ؟ قال : هدنة على دخن وجماعة على أقذاء فيها - أو فيهم - فقلت : يا رسول الله ، الهدنة على الدخن ما هي ؟ لا ترجع قلوب أقوام على ما كانت عليه . قال : قلت : يا رسول الله ، بعد / هذا الخير شر ؟ قال : يا حذيفة ، تعلم كتاب الله وتعلم ما فيه - ثلاث مرات - فقلت : يا رسول الله ، بعد هذا الخير شر ؟ قال : فتنة عمياء صماء عليها دعاة على أبواب النار ، فأن تموت يا حذيفة وأنت عاض على جذل خير لك من أن تتبع أحدا منهم " . حدثنا مسدد ، ثنا عبد الوارث ، ثنا أبو التياح ، عن صخر بن بدر العجلي ، عن سبيع - بهذا الحديث - عن حذيفة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " فإن لم تجد يومئذ خليفة فاهرب حتى تموت وأنت عاض . قال في آخره : قال : قلت : فما يكون بعد ذلك ؟ قال : لو أن رجلا نتج فرسا لم تنتج حتى تقوم الساعة " . أبو داود : حدثنا عباس العنبري ، حدثنا هاشم بن القاسم [ثنا عبد الرحمن ابن ثابت بن ثوبان ، عن أبيه ، عن مكحول ، عن جبير بن نفير] ، عن مالك ابن يخامر ، عن معاذ بن جبل قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " عمران بيت المقدس خراب يثرب ، وخراب يثرب خروج الملحمة ، وخروج الملحمة فتح القسطنطينة ، وفتح القسطنطينة خروج الدجال . ثم ضرب بيده على فخذ الذي حدثه أو منكبه ثم قال : إن هذا لحق كما أنك ها هنا - أو كما أنك قاعد . يعني : معاذ بن جبل " . أبو داود : حدثنا حيوة بن شريح الحمصي ، ثنا بقية ، عن بحير ، عن خالد بن معدان ، عن [ابن] أبي بلال ، عن عبد الله بن بسر ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " بين الملحمة وفتح المدينة ست سنين ، ويخرج المسيح الدجال في السابعة " . بقية هو ابن الوليد ، إذا روى عن الثقات فحديثه جيد ، وبحير ثقة . وروى الترمذي : من حديث الوليد بن مسلم ، عن أبي بكر [بن] أبي مريم ، عن الوليد بن سفيان ، عن يزيد بن قطبة السكوني ، عن أبي بحرية صاحب معاذ ، عن معاذ بن جبل ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " الملحمة العظمى وفتح القسطنطينة وخروج الدجال في سبعة أشهر " . وأبو بكر هذا يضعف ، وقد وثقه أبو بكر البزار - رحمه الله . وروى البزار قال : حدثنا القاسم بن بشر بن معروف ، ثنا قبيصة بن عقبة ، ثنا عبيد بن الطفيل ، عن ربعي بن حراش ، عن حذيفة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " يأتي على أمتي زمان / يتمنون الدجال . قيل : ومم ذاك يا رسول الله ؟ قال : فأخذ أذنيه - أو قال : فأخذ أذني - فهزها ، ثم قال : مما يلقون من الفتن - أو كلمة نحوها " . قال : وهذا الكلام لا نعلمه يروى بهذا اللفظ إلا عن حذيفة بهذا الإسناد . وعبيد بن الطفيل رجل من أهل الكوفة مشهور . مسلم : حدثنا قتيبة بن سعيد ، ثنا عبد العزيز - يعني ابن محمد - عن ثور - هو ابن زيد الديلي - عن أبي الغيث ، عن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " سمعتم بمدينة جانب منها في البر وجانب منها في البحر ؟ قال : نعم يا رسول الله . قال : لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألفا من بني إسحاق ، فإذا جاءوها نزلوا فلم يقاتلوا بسلاح ، ولم يرموا بسهم ، قالوا : لا إله إلا الله والله أكبر . فيسقط أحد جانبيها - قال ثور : لا أعلمه إلا قال : الذي في البحر - ثم (يقول) الثانية : لا إله إلا الله والله أكبر فيسقط جانبها الآخر ، ثم (يقول) الثالثة : لا إله إلا الله والله أكبر فيفرج لهم (فيدخلونها فيغنمون) ، فبينما هم يقتسمون (المال) إذ جاءهم الصريخ فقال : إن الدجال قد خرج فيتركون [كل] شيء ويرجعون " . أبو داود : حدثنا موسى بن إسماعيل ، ثنا جرير ، أنا حميد بن هلال ، عن أبي الدهماء قال : سمعت عمران بن حصين يحدث قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " من سمع بالدجال فلينأ عنه فوالله إن الرجل ليأتيه هو يحسب أنه مؤمن فيتبعه مما يبعث به من الشبهات - أو لما يبعث به من الشبهات - قال هكذا ؟ قال : (نعم) " . مسلم : حدثنا ابن نمير ، ثنا محمد بن بشر ، حدثنا [عبيد الله] ، عن نافع ، عن ابن عمر " أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكر الدجال بين ظهراني الناس ، فقال : إن الله - تبارك وتعالى - ليس بأعور ، ألا إن المسيح الدجال أعور العين اليمنى كأن عينيه عنبة طافية " . مسلم : حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير ومحمد بن العلاء وإسحاق بن إبراهيم . قال إسحاق : أنا . وقال الآخران : ثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن شقيق ، عن حذيفة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " الدجال / أعور العين اليسرى ، جفال الشعر ، معه (جنة ونار) ؛ فناره جنة وجنته نار " . أبو داود : حدثنا حيوة بن شريح ، ثنا بقية ، حدثني بحير ، عن خالد بن معدان ، عن عمرو بن الأسود ، عن جنادة بن أبي أمية ، عن عبادة بن الصامت ؛ أنه حدثهم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " إني قد كنت حدثتكم عن الدجال حتى خشيت ألا تعقلوا ، إن المسيح الدجال رجل قصير أفحج جعد أعور مطموس العين ليس بناتئة ولا جحراء ، فإن ألبس عليكم فاعلموا أن ربكم - عز وجل - ليس بأعور " . البزار : حدثنا محمد بن عمرو بن حنان ، ثنا بقية ، بهذا الإسناد في هذا الحديث إلا أنه قال : " فإن التبس عليكم ؛ فاعلموا أنكم لن [تروا] ربكم حتى تموتوا " . أبو بكر بن أبي شيبة : حدثنا حسين بن علي ، عن زائدة ، عن سماك بن حرب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " إن الدجال أعور جعد هجان أقمر كأن رأسه (غصن) شجرة ، أشبه الناس بعبد العزى بن قطن الخزاعي ، فأما أهلك الهلك فإنه أعور وإن الله ليس بأعور " . قال أبو بكر : وحدثنا عبد الله بن إدريس ، عن عاصم بن كليب ، عن أبيه ، عن خاله الفلتان بن عاصم ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " أما مسيح الضلالة فرجل أجلى الجبهة ، ممسوح العين اليسرى ، عريض النحر فيه (دفا) " . البزار : حدثنا محمد بن المثنى ، ثنا محمد بن جعفر ، ثنا شعبة ، عن سماك عن عكرمة ، عن ابن عباس ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " الدجال أعور هجان كأن رأسه أصلة ، أشبه الناس به عبد العزى بن قطن ، وأما أهلك الهلك فإن ربكم ليس بأعور " . قال شعبة : فحدثت به قتادة ، فحدثني نحو هذا . وهذا الحديث بهذا اللفظ لا نعلم رواه إلا ابن عباس ، ولا نعلم له طريقا أحسن من هذا الطريق . مسلم : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ثنا يزيد بن هارون ، عن أبي مالك الأشجعي ، عن ربعى بن حراش ، عن حذيفة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - / : " لأنا أعلم بما مع الدجال منه ، معه نهران يجريان ، أحدهما رأي العين (بماء) أبيض ، والأخرى رأي العين نار تأجج ، فإما أدركن أحد فليأت النهر الذي يراه نارا وليغمض ، ثم ليطأطئ رأسه فيشرب [منه] فإنه ماء بارد ، وإن الدجال ممسوح العين عليها ظفرة غليظة ، مكتوب بين عينيه : كافر ، يقرؤه كل مؤمن كاتب وغير كاتب " . مسلم : حدثنا محمد بن مثنى ومحمد بن بشار قالا : ثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة ، عن قتادة قال : سمعت أنس بن مالك قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ما من نبي إلا قد أنذر أمته الأعور الكذاب ، ألا إنه أعور ، وإن ربكم - عز وجل - ليس بأعور ، مكتوب بين عينيه : كافر " . قال مسلم : وحدثنا ابن مثنى وابن بشار - واللفظ لابن مثنى - [قالا : ثنا معاذ بن هشام] ، حدثني أبي ، عن قتادة ، ثنا أنس بن مالك ، أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " الدجال مكتوب بين عينيه ك . ف . ر . ؛ أي : كافر " . قال مسلم : وحدثني زهير بن حرب ، ثنا عفان ، ثنا عبد الوارث ، عن شعيب بن الحبحاب ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " الدجال ممسوح العين ، مكتوب بين عينيه كافر . ثم تهجاها ك . ف . ر يقرؤه كل مسلم " . البزار : حدثنا أبو كريب ، ثنا يحيى بن آدم ، ثنا أبو بكر بن عياش ، ثنا الأعمش ، عن سليمان بن ميسرة ، عن طارق بن شهاب ، عن حذيفة قال : " كنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكر الدجال ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لفتنة بعضكم أخوف عندي من فتنة الدجال ، ليس من فتنة صغيرة ولا كبيرة إلا تضع لفتنة الدجال ، فمن نجا من فتنه ما قبلها نجا منها ، والله لا يضر مسلما ، مكتوب بين عينيه كافر " . رواه منصور بن أبي الأسود ، عن الأعمش فقال : سليمان بن مسهر . وكلاهما روى عنه الأعمش ، وكلاهما ثقة . مسلم : حدثنا محمد بن مثنى ، ثنا محمد بن جعفر ، ثنا شعبة ، عن [عبد الملك] بن / عمير [عن ربعي] بن حراش ، عن حذيفة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال في الدجال : " إن معه ماء ونارا ، فناره ماء بارد وماؤه نار فلا تهلكوا " . قال [أبو] مسعود : وأنا سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . مسلم : حدثنا علي بن حجر ، ثنا شعيب بن صفوان ، عن عبد الملك بن عمير ، عن ربعي بن حراش ، عن عقبة بن عمرو أبي مسعود الأنصاري قال : " انطلقت معه إلى حذيفة بن اليمان فقال لي عقبة : حدثني ما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الدجال . قال : إن الدجال يخرج وإن معه ماء ونارا ، فأما الذي يراه الناس ماء فنار تحرق ، وأما الذي يراه الناس نارا فماء بارد عذب ، فمن أدرك ذلك منكم فليقع في الذي يراه نارا فإنه ماء عذب طيب . فقال عقبة : وأنا سمعته ؛ تصديقا لحذيفة " . قال مسلم : وحدثني محمد بن رافع ، ثنا حسين بن محمد ، ثنا شيبان ، عن يحيى ، عن أبي سلمة قال : سمعت أبا هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ألا أخبركم عن الدجال حديثا ما حدثه نبي قومه ، إنه أعور ، وإنه يجيء معه مثل الجنة والنار ، فالتي يقول : إنها الجنة هي النار ، وأنا أنذركم به كما أنذر به نوح قومه " . أبو داود الطيالسي : حدثنا حشرج بن نباتة ، ثنا سعيد بن جمهان ، عن سفينة مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : " إنه لم يكن نبي إلا وقد أنذر أمته الدجال ألا وإنه أعور عين الشمال ، وباليمنى ظفرة غليظة ، بين عينيه كافر - يعني : مكتوب كافر - يخرج معه واديان : أحدهما جنة والآخر نار ، فناره جنة وجنته نار ، فيقول الدجال للناس : ألست بربكم أحيي وأميت . ومعه ملكان يشبهان بنبيين من الأنبياء ، إني أعرف اسميهما وأسماء آبائهما ، لو أشاء أن أسميهما لسميتهما ، أحدهما عن يمينه والآخر عن يساره فيقول : ألست بربكم أحيي وأميت ؟ فيقول أحدهما : كذبت فلا يسمعه من الناس أحد إلا [صاحبه] ويقول الآخر فيسمعه الناس : وذلك فتنة ، ثم يسير حتى يأتي المدينة ، فيقول : هذه / قرية ذلك الرجل فلا يؤذن له أن يدخلها ، ثم يسير حتى يأتي الشام فيهلكه الله عن عقبة أفيق " . رواه أبو بكر بن أبي شيبة ، عن الفضل بن دكين ، عن حشرج ، بإسناد أبي داود . وسعيد بن جمهان سمع سفينة وابن أبي أوفى . ذكر ذلك البخاري في تاريخه ، وهو ثقة معروف ، وحشرج وثقه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين . وفي رواية أخرى عن يحيى : حشرج صالح . وقال النسائي : حشرج لا بأس به . وقال أبو زرعة : حشرج لا بأس به أحاديثه مستقيمة . مسلم : حدثنا سريج بن يونس ، ثنا [هشيم] ، عن إسماعيل ، عن قيس ، عن المغيرة بن شعبة قال : " ما سأل [أحد] النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الدجال أكثر مما سألته . قال : وما سؤالك ؟ قال : قلت : إنهم يقولون : إن معه جبالا من خير ولحم ونهر من ماء . قال : هو أهون على الله من ذلك " . وحدثني مسلم : حدثني أبو خيثمة زهير بن حرب ، ثنا الوليد بن مسلم ، حدثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، حدثني يحيى بن جابر الطائي قاضي حمص قال : حدثني عبد الرحمن بن جبير ، عن أبيه جبير بن نفير الحضرمي ، أنه سمع النواس بن سمعان الكلابي . وحدثني محمد بن مهران الرازي - واللفظ له - ثنا الوليد بن مسلم ، ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، عن يحيى بن جابر الطائي ، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير ، عن أبيه جبير بن نفير ، عن النواس بن سمعان قال : " ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الدجال ذات غداة فخفض فيه ورفع حتى ظنناه في طائفة النخل ، فلما رحنا إليه عرف ذلك فينا فقال : فما شأنكم ؟ قلنا : يا رسول الله ، ذكرت الدجال غداة فخفضت فيه ورفعت حتى ظنناه في طائفة النخل . فقال : (في) غير الدجال أخوفني عليكم ، إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم ، وإن يخرج ولست فيكم فامرؤ حجيج نفسه ، والله خليفتي على كل مسلم ، إنه شاب قطط عينه طافية كأني أشبهه بعبد العزى بن قطن ، فمن أدركه منكم / فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف ، إنه خارج خلة بين الشام والعراق فعاث يمينا وشمالا ، يا عباد الله ، فاثبتوا . قلنا : يا رسول الله ، وما لبثه في الأرض ؟ قال : أربعون يوما ، يوم كسنة ، ويوم كشهر ، ويوم كجمعة ، وسائر أيامه كأيامكم . قلنا : يا رسول الله ، فذلك اليوم الذي كسنة أتكفينا فيه صلاة يوم ؟ قال : لا اقدروا له قدره . قلنا : يا رسول الله وما إسراعه في الأرض ؟ قال : كالغيث استدبرته الريح ، فيأتي على القوم فيدعوهم فيؤمنون به ، فيأمر السماء فتمطر ، والأرض فتنبت ، فتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت ذرا وأسبغه ضروعا وأمده خواصر ، ثم يأتي [القوم] فيدعوهم فيردون عليه قوله فينصرف عنهم ، فيصبحون ممحلين ليس بأيديهم شيء من أموالهم ، ويمر بالخربة فيقول لها : أخرجي كنوزك . فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل ، ثم يدعو رجلا ممتلئا شبابا فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين رمية الغرض ، ثم يدعوه فيقبل ويتهلل وجهه يضحك ، فبينما هو كذلك إذ بعث الله المسيح ابن مريم - صلى الله عليه وسلم - فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين واضعا كفيه على أجنحة ملكين ، [إذا] طأطأ رأسه قطر وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ ، فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات ، ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه (فيظله) حتى يدركه بباب لد فيقتله ، ثم يأتي عيسى قوم عصمهم الله منه فيمسح عن وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة ، فبينما هو كذلك إذ أوحى الله إلى عيسى - عليه السلام - : إني قد أخرجت عبادا لي لا يدان لأحد بقتالهم فحرز عبادي إلى الطور . ويبعث الله يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون ، فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها ويمر آخرهم ، فيقولون : لقد كان بهذا مرة ماء ، ويحصر نبي الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه حتى يكون رأس الثور لأحدهم خير من مائة دينار لأحدكم اليوم ، فيرغب نبي الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه فيرسل الله عليهم النغف في رقابهم فيصبحون فرسى كموت نفس واحدة ، ثم يهبط نبي الله عيسى - عليه السلام - وأصحابه / إلى الأرض فلا يجدون موضع شبر إلا ملأه زهمهم ونتنهم ، فيرغب نبي الله - صلى الله عليه وسلم - عيسى وأصحابه إلى الله - عز وجل - فيرسل الله - عز وجل - طيرا كأعناق البخت فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله ، ثم يرسل الله مطرا لا يكن منه بيت مدر ولا وبر فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلقة ، ثم يقال للأرض : أنبتي ثمرتك وردي بركتك . فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة ويستظلون بقحفها ويبارك في الرسل حتى إن اللقحة من الإبل لتكفي الفئام من الناس ، واللقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس ، و (النعجة) من الغنم لتكفي الفخذ من الناس ، فبينما هم كذلك إذ بعث الله ريحا طيبة فتأذخهم تحت آباطهم فتقبض روح كل مؤمن وكل مسلم ، ويبقى شرار الناس [يتهارجون] فيها تهارج الحمر ، فعليهم تقوم الساعة " . وحدثنا علي بن حجر السعدي ، ثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر والوليد بن مسلم - قال ابن حجر : دخل حديث أحدهما في الآخر - عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، بهذا الإسناد نحو ما ذكرنا وزاد قوله : " لقد كان بهذه مرة ماء . ثم يسيرون حتى ينتهوا إلى جبل الخمر وهو جبل بيت المقدس ، فيقولون : لقد قتلنا من في الأرض فلنقتل من في السماء . فيرمون بنشابهم إلى السماء فيرد الله عليهم نشابهم مخضوبة دما " . وفي رواية ابن حجر : " فإني قد أنزلت عبادا لي لا يدي لأحد بقتالهم " . زاد الترمذي في هذا الحديث : " فيأتي القوم فيدعوهم فيكيدونه ويردون عليه قوله فينصرف عنهم ، فيتبعه أموالهم ويصبحون ليس بأيديهم شيء . وقال : فيرسل الله طيرا كأعناق البخت . قال : فتحملهم فتطرحهم بالمهبل . قال : ويستوقد المسلمون من قسيهم ونشابهم وجعابهم سبع سنين " . رواه عن علي بن حجر بإسناد مسلم . وقال : حديث حسن صحيح . قال مسلم : وحدثني محمد بن عبد الله بن قهزاذ من أهل مرو قال : ثنا عبد الله بن عثمان ، عن أبي حمزة ، عن قيس بن وهب ، عن أبي الوداك ، عن أبي سعيد قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " يخرج الدجال فيتوجه قبله رجل من المؤمنين فتلقاه المسالح / مسالح الدجال ، يقولون له : أين تعمد ؟ فيقول : أعمد إلى هذا الرجل الذي خرج . قال : فيقولون له : أو ما تؤمن بربنا ؟ فيقول : ما بربنا خفاء . فيقولون : اقتلوه . فيقول بعضهم لبعض : أليس قد نهاكم ربكم أن تقتلوا أحدا دونه ؟ قال : فينطلقون به إلى الدجال فإذا رآه المؤمن قال : يا أيها الناس ، هذا الدجال الذي ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . قال : فيأمر الدجال به فيشبح فيقول : خذوه وشجوه . فيوسع ظهره وبطنه ضربا ، قال : فيقول : أو ما تؤمن بي ؟ قال : فيقول : أنت المسيح الكذاب . قال : فيؤمر به فيوشر بالميشار من مفرقه حتى يفرق بين رجليه . قال : ثم يمشي الدجال بين القطيعتين ، ثم يقول له : قم . فيستوي قائما . قال : [ثم] يقول له : أتؤمن بي ؟ فيقول : ما ازددت فيك إلا بصيرة . قال : ثم يقول : يا أيها الناس ، إنه لا يفعل بأحد بعدي من الناس . قال : فيأخذه الدجال ليذبحه فيجعل ما بين رقبته إلى ترقوته نحاسا فلا يستطيع إليه سبيلا ، قال : فيأخذ بيديه ورجليه فيقذف به ، فيحسبه الناس أنما قذفه إلى النار ، وإنما ألقي في الجنة . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : هذا أعظم الناس شهادة عند رب العالمين " . أبو بكر بن أبي شيبة : حدثنا الفضل بن دكين ، حدثنا زهير ، عن الأسود بن قيس ، ثنا ثعلبة بن عباد العبدي من أهل البصرة ، أنه شهد يوما خطبة لسمرة بن جندب ، فذكر في خطبته حديثا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال سمرة : " بينا أنا يوما وغلاما من الأنصار نرمي غرضا لنا على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى إذا كانت الشمس على قيد رمحين أو ثلاثة في عين الناظر من الأفق اسودت حتى أضت كأنها تنومة ، قال : فقال أحدنا لصاحبه : انطلق بنا إلى المسجد فوالله ليحدثن شأن هذه الشمس لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أمته حديثا . قال : فدفعنا إلى المسجد فإذا هو بارز . قال : فوافقنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين خرج إلى الناس . قال : فاستقدم فصلى كأطول ما قام بنا في صلاة قط لا نسمع له صوتا ، ثم ركع بنا كأطول ما ركع بنا في صلاة / قط لا نسمع له صوتا ، ثم سجد بنا كأطول ما سجد بنا في صلاة قط ، لا نسمع له صوتا ، ثم فعل في الركعة الثانية مثل ذلك . قال : فوافق تجلي الشمس جلوسه في الركعة الثانية . قال : فسلم فحمد الله وأثنى عليه ، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، ثم قال : يا أيها الناس ، إنما أنا بشر فأذكركم بالله ، إن كنتم تعلمون أني قصرت عن شيء من تبليغي رسالات ربي لما أخبرتموني . قال : فقام الناس فقالوا : نشهد أنك قد بلغت رسالات ربك ونصحت لأمتك وقضيت الذي عليك . قال : ثم سكتوا . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أما بعد ، فإن رجالا يزعمون أن كسوف هذه الشمس وكسوف هذا القمر وزوال هذه النجوم من مطالعها لموت رجال عظماء من أهل الأرض وإنهم كذبوا ، ولكنها آيات من آيات الله - أو من آياته - يعتبر بها عباده لينظر من يحدث منهم توبة ، إني والله قد رأيت منذ قمت أصلي ما أنتم لاقون في دنياكم وآخرتكم ، وإنه والله لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذابا ، آخرهم الأعور الدجال ممسوح العين اليسرى كأنها عين أبي تحيى - أو تحيى لشيخ من الأنصار - وإنه متى يخرج فإنه يزعم أنه الله ، فمن آمن به واتبعه وصدقه فليس ينفعه صالح من عمل سلف ، ومن كفر به وكذبه فليس يعاقب بشيء من عمل سلف ، وإنه سيظهر على الأرض كلها إلا الحرم وبيت المقدس ، وإنه يحصر المؤمنين في بيت المقدس . قال : فيهزمه الله - تعالى - وجنوده حتى إن جذم الحائط وأصل الشجرة ينادي : يا مؤمن ، هذا كافر يستتر بي تعال اقتله . قال : ولن يكون ذلك كذلك حتى تروا أمورا يتفاج شأنها في أنفسكم ، تتساءلون بينكم هل كان بينكم ذكر لكم منها ذكر أو حتى تزول جبال عن مراتها ، ثم على إثر ذلك الفيض . وأشار بيده . قال : ثم شهدت له خطبة أخرى فذكر هذا الحديث ما قدم كلمة ولا أخرها " . ثعلبة سمع سمرة ، وسمع زهير ثعلبة . مسلم : حدثني علي بن حجر ، ثنا الوليد بن مسلم ، حدثني أبو عمرو - يعني الأوزاعي - عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة قال : حدثني أنس بن مالك قال : قال / رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ما من بلد إلا سيطؤه الدجال إلا مكة والمدينة ، وليس نقب من أنقابها إلا عليه الملائكة صافين تحرسها فينزل [بالسبخة] ، فترجف المدينة ثلاث رجفات يخرج إليه منها كل كافر ومنافق " . مسلم : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا يونس بن محمد ، عن حماد ابن سلمة ، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، عن أنس بن مالك ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال ... فذكر نحوه غير أنه [قال] : " فيأتي سبخة الجرف فيضرب رواقه . قال : فيخرج إليه كل منافق ومنافقة " . مسلم : حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر ، جميعا عن إسماعيل بن جعفر ، أخبرني العلاء ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " يأتي المسيح من قبل المشرق همته المدينة حتى ينزل دبر أحد ، ثم تصرف الملائكة وجهه قبل الشام وهنالك يهلك " . مسلم : حدثني عمرو الناقد والحسن الحلواني وعبد بن حميد - وألفاظهم متقاربة والسياق لعبد - قال : حدثني . وقال الآخران : ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، حدثني أبي ، عن صالح ، عن ابن شهاب قال : أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، أن أبا سعيد الخدري قال : " حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - [يوما] حديثا طويلا عن الدجال فكان فيما حدثنا قال : يأتي وهو محرم عليه أن يدخل (أنقاب) المدينة فينتهي إلى بعض السباخ التي تلي المدينة ، فيخرج إليه يومئذ رجل هو خير الناس - أو من خير الناس - فيقول له : أشهد أنك الدجال الذي حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثه . فيقول الدجال : أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته أتشكون في الأمر ؟ فيقولون : لا . قال : فيقتله ثم يحييه ، فيقول حين يحييه : والله ما كنت فيك قط أشد بصيرة مني الآن . قال : فيريد الدجال أن يقتله فلا يسلط عليه " . الطحاوي : حدثنا يزيد بن سنان ، حدثنا سعيد بن سفيان الجحدري ، ثنا ابن عون ، عن مجاهد قال : " كنا في البحر سنة [ستين] علينا جنادة بن أبي أمية فخطبنا ذات يوم فقال : أتينا رجلا من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - . فقلنا : حدثنا بما سمعت من رسول الله / - صلى الله عليه وسلم - ، قال : فقال : قام فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم ، فقال : أنذرتكم المسيح ، أنذرتكم المسيح ، إنه رجل ممسوح - أظنه قال : اليسرى - يمكث في الأرض (سبعون) صباحا معه [جبال خبز] وأنهار من ماء يبلغ سلطانه كل منهل ، لا يأتي أربعة مساجد : المسجد الحرام ، والمسجد الأقصى ، ومسجد الطور ، ومسجد الرسول ؛ غير أن ما كان من ذلك فاعلموا أن الله - عز وجل - ليس بأعور . قالها ثلاثا " . قال البخاري : يزيد بن سنان لا بأس به إلا ما كان من رواية ابنه عنه . مسلم : حدثنا هارون بن عبد الله ، ثنا حجاج بن محمد ، قال ابن جريج : حدثني أبو الزبير ، أنه سمع جابر بن عبد الله يقول : أخبرتني أم شريك أنها سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : " ليفرن الناس من الدجال في الجبال . قالت أم شريك : يا رسول الله ، فأين العرب يومئذ ؟ قال : هم قليل " . مسلم : حدثني زهير بن حرب ، ثنا أحمد بن إسحاق الحضرمي ، حدثنا عبد العزيز - يعني ابن المختار - ثنا أيوب ، عن حميد بن هلال ، عن رهط منهم أبو الدهماء وأبو قتادة [قالوا :] " كنا نمر على هشام بن عامر [نأتي] عمران ابن حصين ، فقال ذات يوم : إنكم لتجاوزوني إلى رجال ما كانوا بأحضر لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - مني ولا أعلم بحديثه مني ، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة خلق أكبر من الدجال " . وحدثني : محمد بن حاتم ، ثنا عبد الله بن جعفر الرقي ، ثنا عبيد الله ابن عمرو ، عن أيوب ، عن حميد بن هلال ، عن ثلاثة رهط من قومه فيهم أبو قتادة [قالوا] : " كنا نمر على هشام بن عامر إلى عمران بن حصين ... " بمثل حديث عبد العزيز بن مختار [غير أنه] قال : " [أمر أكبر] من الدجال " . مسلم : حدثنا منصور بن أبي مزاحم ، ثنا يحيى بن حمزة ، عن الأوزاعي ، عن إسحاق بن عبد الله ، عن عمه أنس بن مالك ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفا عليهم الطيالسة " . الترمذي : حدثنا محمد بن بشار وأحمد بن منيع قالا : ثنا روح بن عبادة ، ثنا سعيد بن أبي عروبة ، عن أبي التياح ، عن المغيرة بن سبيع ، عن عمرو بن حريث ، عن أبي بكر الصديق قال : حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - / قال : " الدجال يخرج من أرض بالمشرق يقال لها : خراسان يتبعه أقوام كأن وجوههم المجان المطرقة " . قال أبو عيسى : وفي الباب عن عائشة وأبي هريرة ، وهذا حديث حسن غريب . قال : رواه عبد الله بن شوذب عن أبي التياح ، ولا نعرفه إلا من حديث أبي التياح . أبو بكر بن أبي شيبة : عن حسين بن محمد ، ثنا جرير بن حازم ، عن محمد بن إسحاق ، عن محمد بن إبراهيم التيمي ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " لينزلن الدجال بخور كرمان في سبعين ألفا كأن وجوههم المجان المطرقة " . مسلم : حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد وحجاج بن الشاعر ، كلاهما عن عبد الصمد قال : حدثني أبي ، عن جدي ، عن الحسين بن ذكوان ، ثنا ابن بريدة ، حدثني عامر بن شراحيل الشعبي - شعب همدان - " أنه (سأل) فاطمة بنت قيس أخت الضحاك بن قيس - وكانت المهاجرات الأول - فقال : حدثيني حديثا سمعتيه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا تسنديه إلى أحد غيره . فقالت : لئن شئت لأفعلن . فقال لها : أجل حدثيني . فقالت : نكحت ابن المغيرة وهو من خيار الشباب قريش يومئذ فأصيب في أول الجهاد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فلما تأيمت خطبتي عبد الرحمن بن عوف في نفر من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وخطبني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على مولاه أسامة بن زيد وقد كنت حدثت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : من أحبني فليحب أسامة . فلما كلمني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قلت : أمري بيدك فأنكحني ممن شئت . فقال : انتقلي إلى أم شريك - وأم شريك امرأة غنية من الأنصار عظيمة النفقة في سبيل الله ينزل عليها الضيفان - فقلت : سأفعل . فقال : لا تفعلي إن أم شريك امرأة كثيرة الضيفان ، فإني أكره أن يسقط عنك خمارك [أو] ينكشف الثوب عن ساقيك فيرى القوم منك ما تكرهين ، ولكن انتقلي إلى ابن عمك عبد الله بن عمرو ابن أم مكتوم - وهو رجل من بني فهر - فهر قريش وهو البطن الذي هي منه - فانتقلت إليه فلما انقضت عدتي / سمعت نداء المنادي ، منادي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : الصلاة جامعة . فخرجت إلى المسجد فصليت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكنت في النساء (اللاتي تلين) ظهور القوم ، فلما قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاته جلس على المنبر وهو يضحك ، فقال : ليلزم كل إنسان مصلاه . ثم قال : [أتدرون لم جمعتكم ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم] قال : إني والله ما جمعتكم لرغبة ولا لرهبة ، ولكن جمعتكم لأن تميما الداري كان رجلا نصرانيا فجاء فبايع وأسلم ، وحدثني حديثا وافق الذي كنت أحدثكم عن مسيح الدجال ، حدثني أنه ركب سفينة بحرية مع ثلاثين رجلا من لخم وجذام فلعب بهم الموج شهرا في البحر ، ثم (أوفوا) إلى جزيرة في البحر [حتى] مغرب الشمس فجلسوا في أقرب السفينة ، فدخلوا الجزيرة فلقيتهم دابة أهلب كثير الشعر لا يدرون ما قبله من دبره من كثرة الشعر ، فقالوا : ويلك ما أنت ؟ قالت : أنا الجساسة . قالوا : وما الجساسة ؟ قالت : أيها القوم انطلقوا إلى هذا الرجل في الدير فإنه إلى خبركم بالأشواق . قال : لما سمت لنا رجلا فرقنا منها أن تكون شيطانة فانطلقنا سراعا حتى دخلنا الدير ، فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قط خلقا وأشده وثاقا مجموعة يداه إلى عنقه ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد ، قلنا : ويلك ما أنت ؟ قال : قد قدرتم على خبري ، فأخبروني ما أنتم ؟ قالوا : نحن أناس من العرب ، ركبنا في سفينة بحرية فصادفنا البحر حين اغتلم فلعب بنا الموج شهرا ، ثم أرفأنا إلى جزيرتك هذه ، فجلسنا في أقربها فدخلنا الجزيرة فلقيتنا دابة أهلت كثير الشعر لا تدري ما قبله من دبره من كثرة الشعر ، فقلنا : ويلك ما أنت ؟ فقالت : أنا الجساسة . فقلنا : وما الجساسة ؟ قالت : اعمدوا إلى هذا الرجل في الدير فإنه إلى خبركم بالأشواق . فأقبلنا إليك سراعا وفزعنا منها ولم نأمن أن تكون شيطانة . فقال : أخبروني عن نخل بيسان . قلنا : عن أي شأنها تستخبر ؟ قال : أسألكم عن نخلها هل يثمر ؟ قلنا له : نعم . قال : أما إنها يوشك ألا تثمر . قال : أخبروني عن / بحيرة الطبرية . قلنا : عن أي شأنها تستخبر ؟ قال : هل فيها ماء ؟ قالوا : هي كثيرة الماء . قال : إن ماءها يوشك أن يذهب . قال : أخبروني عن عين زعر . قلنا : عن أي شأنها تستخبر ؟ قال : هل في العين ماء وهل يزرع أهلها بماء العين ؟ قلنا له : نعم ، هي كثيرة الماء وأهلها يزرعون من مائها . قال : أخبروني عن نبي الأميين ما فعل ؟ قالوا : قد خرج من مكة ونزل يثرب . قال : (أقاتلته) العرب ؟ قلنا : نعم . قال : كيف صنع بهم ؟ فأخبرناه أنه قد ظهر على من يليه من العرب وأطاعوه . قال لهم : قد كان ذلك ؟ قلنا : نعم . قال : أما إن ذاك خير لهم أن يطيعوه وإني مخبركم عني إني أنا المسيح ، وإني أوشك أن يؤذن لي في الخروج فأخرج فأسير في الأرض فلا أدع قرية إلا هبطتها في [أربعين] ليلة غير مكة وطيبة فهما محرمتان علي كلتاهما ، كلما أردت أن أدخل واحدة منهما استقبلني ملك بيده السيف صلتا يصدني عنهما ، وإن على كل نقب منها ملائكة يحرسونها . قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وطعن بمخصرته في المنبر : هذه طيبة ، هذه طيبة ، هذه طيبة - يعني : المدينة - ألا هل كنت حدثتكم ذلك ؟ قال الناس : نعم . قال : فإنه أعجبني حديث تميم أنه وافق الذي كنت أحدثكم عنه وعن المدينة ومكة ، ألا إنه في بحر الشام أو [بحر] اليمن ، لا بل من قبل المشرق ما هو ، من قبل المشرق [ما هو ، من قبل المشرق ما هو] . وأومأ بيده إلى المشرق . قالت : فحفظت هذا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " . حدثنا الحسن بن علي وأحمد بن عثمان النوفلي قالا : ثنا وهب بن جرير ، ثنا أبي ، سمعت غيلان بن جرير يحدث ، عن الشعبي ، عن فاطمة ابنة قيس قالت : " قدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تميم الداري فأخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه ركب البحر فتاهت به سفينته فسقط إلى جزيرة ، فخرج إليها يلتمس الماء فلقي إنسانا يجر شعره ... " واقتص الحديث . وقال فيه : " ثم قال : أما إنه لو قد أذن لي في الخروج قد وطئت البلاد كلها غير طيبة فأخرجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الناس فحدثهم . قال : هذه طيبة ، وذاك الدجال " . / حدثني أبو بكر بن [إسحاق] ، ثنا يحيى بن بكير ، ثنا المغيرة - يعني [الحزامي] - عن أبي الزناد ، عن الشعبي ، عن فاطمة ابنة قيس " أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قعد على المنبر فقال : يا أيها الناس ، حدثني تميم الداري أن ناسا من قومه كانوا في البحر في سفينة لهم فانكسرت بهم ، فركب بعضهم على لوح من ألواح السفينة ، فخرجوا إلى جزيرة في البحر ... " وساق الحديث . وزاد النسائي في هذا الحديث من قول الدجال : " ما فعلت فارس ؟ قالوا : لم يظهر عليها بعد . قال : أما إنه سيظهر عليها " . رواه عن محمد بن المثنى ، عن حجاج ، عن حماد ، عن داود بن أبي هند ، عن عامر الشعبي ، عن فاطمة . وفي حديث مسلم زيادات . ولأبي داود في هذا الحديث : " بينما أناس يسيرون في البحر فنفد طعامهم فرفعت لهم جزيرة فخرجوا يريدون الخبز فلقيتهم الجساسة " . رواه عن واصل بن عبد الأعلى ، عن ابن فضيل ، عن الوليد بن جميع ، عن أبي سلمة ، عن جابر ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - . وفي حديث مسلم زيادة . أبو داود : حدثنا النفيلي ، ثنا عثمان بن عبد الرحمن ، ثنا ابن أبي ذئب ، عن الزهري ، عن أبي سلمة ، عن فاطمة بنت قيس " أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخر العشاء الآخرة ذات ليلة ، ثم خرج فقال : إنه حبسني حديث كان حدثنيه تميم الداري عن رجل كان في جزيرة من جزائر البحر ، فإذا أنا بامرأة تجر شعرها ، فقال : من أنت ؟ قالت : أنا الجساسة ، اذهب إلى ذلك القصر . [فأتيته] فإذا رجل يجر شعره مسلسل في الأغلال ، ينزو فيما بين السماء والأرض ، فقلت : من أنت ؟ قال : أنا الدجال ، خرج نبي الأميين بعد ؟ قلت : نعم . قال : أطاعوه أم عصوه ؟ قلت : أطاعوه . قال : ذاك خير لهم " . عثمان هذا ضعفه البخاري ووثقه يحيى بن معين . وقال أبو حاتم : عثمان - يعني هذا - صدوق .

باب منه وفيه صفة عيسى ابن مريم وذكر نزوله ووفاته - صلى الله عليه وسلم - مسلم : حدثنا محمد بن إسحاق المسيبي ، حدثني أنس - يعني : ابن عياض - عن موسى - وهو ابن عقبة - عن نافع قال : / قال عبد الله بن عمر : " ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوما بين ظهراني الناس المسيح الدجال ، فقال : إن الله - تبارك وتعالى - ليس بأعور ، ألا إن المسيح الدجال أعور عين اليمنى كأن عينه عنبة طافية . قال : وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أراني الليلة في المنام عند الكعبة فإذا رجل آدم كأحسن ما ترى من أدم الرجال (تضرب لمته) بين منكبيه ، رجل الشعر ، يقطر رأسه ماء ، واضعا يديه على منكبي رجلين وهو بينهما يطوف بالبيت . فقلت : من هذا ؟ فقالوا : المسيح ابن مريم . ورأيت وراءه رجلا جعدا قططا أعور عين اليمنى كأشبه من رأيت من الناس بابن قطن ، واضعا يديه على منكبي رجلين يطوف بالبيت ، فقلت : من هذا ؟ قالوا : هذا المسيح الدجال " . مسلم : حدثني محمد بن المثنى وابن بشار ، قال ابن المثنى : ثنا محمد بن جعفر ، ثنا شعبة ، عن قتادة ، سمعت أبا العالية يقول : حدثني ابن عم نبيكم - يعني : ابن عباس - قال : " ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين أسري به فقال : عيسى جعد مربوع . وذكر مالكا خازن جهنم ، وذكر الدجال " . مسلم : حدثنا عبد بن حميد ، أخبرنا يونس بن محمد ، ثنا شيبان بن عبد الرحمن ، عن قتادة ، عن أبي العالية قال : حدثنا ابن عم نبيكم ابن عباس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " رأيت عيسى مربوع الخلق إلى الحمرة والبياض سبط الرأس ، و (رأيت) مالكا خازن النار والدجال في آيات أراهن الله إياه {فلا تكن في مرية من لقائه} . قال : كان قتادة يفسرها أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قد لقي موسى - صلى الله عليه وسلم - " . مسلم : حدثني حرملة بن يحيى ، أخبرني ابن وهب ، أخبرني يونس ، عن ابن شهاب ، عن سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب ، عن أبيه قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " بينا أنا نائم رأيتني أطوف بالكعبة فإذا رجل آدم سبط الشعر بين رجلين ، ينطف رأسه ماء - أو يهراق رأسه ماء - فقلت : من هذا ؟ قالوا : هذا ابن مريم . ثم ذهبت ألتفت فإذا رجل أحمر جسيم جعد الرأس ، أعور العين اليمنى ، كأن عينه عنبة طافية . / قلت : من هذا ؟ قالوا : الدجال . أقرب الناس به شبها ابن قطن " . مسلم : حدثنا قتيبة بن سعيد ، ثنا الليث ، عن سعيد بن أبي سعيد ، عن عطاء بن ميناء ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " والله لينزلن ابن مريم حكما عادلا فليكسرن الصليب ، وليقتلن الخنزير ، وليضعن الجزية ، ولتتركن القلاص فلا يسعى عليها ، ولتذهبن الشحناء والتباغض والتحاسد ، وليدعون إلى المال فلا يقبله أحد " . البخاري : حدثنا إسحاق ، أنا يعقوب بن إبراهيم ، ثنا أبي ، عن صالح ، عن ابن شهاب ؛ أن سعيد بن المسيب سمع أبا هريرة ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا ، فيكسر الصليب ، ويقتل الخنزير ، ويضع الجزية ، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد ، حتى تكون السجدة الواحدة خيرا من الدنيا وما فيها . ثم يقول أبو هريرة : اقرءوا إن شئتم {وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا} " . البزار : حدثنا محمد بن معمر ، ثنا روح بن عبادة ، ثنا حماد بن سلمة ، عن عاصم ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " ينزل عيسى ابن مريم حكما مقسطا وإماما عدلا ، فيكسر الصليب ، ويقتل الخنزير والقردة ، وتكون السجدة لرب العالمين " . البزار : حدثنا عمرو بن عيسى الضبعي ، ثنا عبد الأعلى ، عن هشام ، عن محمد ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " يوشك من عاش منكم أن يلقى عيسى ابن مريم إماما مهديا وحكما عدلا ، فيكسر الصليب ، ويقتل الخنزير ، وتضع (الحرب) أوزارها " . مسلم : حدثني زهير بن حرب ، ثنا الوليد بن مسلم ، ثنا ابن أبي ذئب ، عن ابن شهاب ، عن نافع مولى أبي قتادة ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - [قال] : " كيف أنتم إذا نزل (ابن مريم فيكم) فأمكم منكم ؟ " قلت لابن أبي ذئب : إن الأوزاعي حدثنا عن الزهري ، عن نافع ، عن أبي هريرة : " وإمامكم منكم " قال ابن أبي ذئب : تدري ما أمكم منكم ؟ [قلت] : تخبرني . قال : فأمكم بكتاب ربكم - تبارك وتعالى - وسنة / نبيكم - صلى الله عليه وسلم - . قال مسلم : حدثنا حرملة بن يحيى ، أنا ابن وهب ، أخبرني يونس ، عن ابن شهاب ، قال : أخبرني نافع مولى أبي قتادة الأنصاري ؛ أن أبا هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم ؟ " . قال مسلم : وحدثنا الوليد بن شجاع وهارون بن عبد الله وحجاج بن الشاعر قالوا : حدثنا حجاج - وهو ابن محمد - عن ابن جريج ، أخبرني أبو الزبير ، أنه سمع جابر بن عبد الله يقول : سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : " لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة . قال : فينزل عيسى ابن مريم - صلى الله عليه وسلم - فيقول أميرهم : تعال صل لنا . فيقول : لا إن بعضكم على بعض أمراء ، تكرمة الله هذه الأمة " . البزار : حدثنا الحسن بن أحمد بن أبي شعيب الحراني ، ثنا محمد بن سلمة ، عن محمد بن إسحاق ، عن سعيد بن أبي سعيد ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ليهبطن الله - جل ثناؤه - عيسى ابن مريم حكما عدلا وإماما مقسطا ، وليسلكن الروحاء حاجا " . مسلم : حدثنا سعيد بن منصور ، ثنا سفيان ، عن الزهري ، عن حنظلة الأسلمي ، سمعت أبا هريرة يحدث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " والذي نفسي بيده ليهلن ابن مريم بفج الروحاء حاجا أو معتمرا أو ليثنينهما " . أبو داود : حدثنا هدبة بن خالد ، حدثنا همام بن يحيى (أظنه) عن قتادة ، عن عبد الرحمن بن آدم ، عن أبي هريرة ، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " ليس بيني وبينه - يعني وبين عيسى ابن مريم - نبي وإنه (ينزل) فإذا رأيتموه فاعرفوه ، رجل مربوع إلى الحمرة والبياض ، بين ممصرتين ، كأن رأسه يقطر وإن لم يصبه بلل ، فيقاتل الناس على الإسلام ، فيدق الصليب ، ويقتل الخنزير ، ويضع الجزية ، ويهلك الله في (زمنه) الملل كلها إلا الإسلام ، ويهلك المسيح الدجال ، فيمكث في الأرض أربعين سنة ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون " . وفي رواية أبي عيسى واللؤلؤي : همام ، عن قتادة ؛ من غير شك . البزار : حدثنا عمرو بن علي ، ثنا / معاذ بن هشام ، عن أبيه ، عن قتادة ، عن عبد الرحمن بن آدم ، عن أبي هريرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " الأنبياء إخوة لعلات ، أمهاتهم شتى ودينهم واحد ، وأنا أولى الناس بعيسى ابن مريم - صلى الله عليه وسلم - ، لم يكن بيني وبينه نبي ، وإنه يأتي فإذا رأيتموه فاعرفوه ، رجل مربوع بين الحمرة والبياض ، كأن رأسه يقطر وإن لم يصبه بلل ، بين ممصرتين ، فيدق الصليب ، ويقتل الخنزير ، ويفيض المال ، ويضع الجزية ، ويهلك الملل كلها غير الإسلام ، ويهلك الله - تبارك وتعالى - المسيح الدجال ، وتوضع الأمنة على الأرض حتى يرتع الأسد مع الإبل ، والذئب مع الغنم ، ويلعب الغلمان بالحيات فلا تضرهم ، فيمكث أربعين سنة ، ثم يتوفى فيصلي عليه المسلمون " . وهذا الحديث قد روي بعضه عن أبي هريرة من وجوه ، وهو : " الأنبياء إخوة لعلات " وأما : " توضع الأمنة في الأرض " فرواه زيد بن أسلم ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، وقد روي عن أبي هريرة من وجه آخر .

باب ذكر ابن صياد وما يذكر أنه الدجال مسلم : حدثنا عثمان بن أبي شيبة ، ثنا جرير ، عن الأعمش ، عن أبي وائل ، عن عبد الله قال : " كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمررنا بصبيان فيهم ابن صياد ، ففر الصبيان وجلس ابن (الصياد) ، فكأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كره ذلك ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : تربت يداك أتشهد أني رسول الله ؟ فقال : لا ، بل تشهد أني رسول الله ؟ فقال عمر : ذرني يا رسول الله حتى أقتله . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إن يكن الذي ترى فلن تستطيع قتله " . قال مسلم : وحدثنا أبو كريب ، ثنا أبو معاوية ، ثنا الأعمش ، عن شقيق ، عن عبد الله قال : " كنا نمشي مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فمر بابن صياد ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : قد خبأت لك (خبئا) . فقال : دخ . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : اخسأ فلن تعدو قدرك / فقال عمر : يا رسول الله ، دعني فأضرب عنقه . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : دعه ، فإن يكن الذي تخاف لن تستطيع قتله " . قال مسلم : وحدثنا محمد بن المثنى ، ثنا سالم بن نوح ، عن الجريري ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد قال : " لقيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمر في بعض طرق المدينة ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أتشهد أني رسول الله ؟ فقال هو : (تشهد) أني رسول الله ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : آمنت بالله وملائكته ورسله وكتبه / ما ترى ؟ قال : أرى عرشا على الماء . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ترى عرش إبليس على البحر ، وما ترى ؟ قال : أرى صادقين وكاذبا أو كاذبين وصادقا . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لبس عليه : دعوه " . حدثنا يحيى بن حبيب ومحمد بن عبد الأعلى قالا : ثنا معتمر قال : سمعت أبي ، ثنا أبو نضرة ، عن جابر بن عبد الله قال : " لقي نبي الله - صلى الله عليه وسلم - (ابن صياد) ومعه أبو بكر وعمر ، وابن صائد مع الغلمان ... " فذكر نحو حديث الجريري . قال مسلم : وحدثني حرملة بن يحيى ، أخبرني ابن وهب ، أخبرني يونس ، عن ابن شهاب ؛ أن سالم بن عبد الله أخبره ؛ أن عبد الله بن عمر أخبره " أن عمر بن الخطاب انطلق مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في رهط قبل ابن صياد حتى وجده يعلب مع الصبيان عند أطم بني مغالة ، وقد قارب ابن صياد يومئذ الحلم ، فلم يشعر حتى ضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ظهره بيده ، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لابن صياد : أتشهد أني رسول الله ؟ فنظر إليه ابن صياد فقال : [أشهد] أنك رسول الأميين . فقال ابن صياد لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أتشهد أني رسول الله ؟ فرفضه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (فقال) : آمنت بالله ورسله . ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ماذا ترى ؟ قال ابن صياد : يأتيني صادق وكاذب . فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : خلط عليك الأمر / ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إني قد خبأت لك خبئا . فقال ابن صياد : هو الدخ ؟ فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : اخسأ فلن تعدو قدرك . فقال عمر بن الخطاب : ذرني يا رسول الله أضرب عنقه . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إن يكنه فلن تسلط عليه ، وإن لم يكنه فلا خير لك في قتله " . قال سالم بن عبد الله : سمعت عبد الله بن عمر يقول : " انطلق بعد ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبي بن كعب إلى النخل التي فيها ابن صياد حتى إذا دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - النخل طفق يتقي بجذوع النخل ، وهو يختل أن يسمع من ابن صياد شيئا قبل أن يراه ابن صياد فرآه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو مضطجع على فراش في قطيفة له فيها زمزمة ، فرأت أم ابن صياد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يتقي بجذوع النخل فقالت لابن صياد : يا صاف - وهو اسم ابن صياد - هذا محمد . فثار ابن صياد ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لو تركته بين " . قال سالم : قال عبد الله بن عمر : " فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الناس فأثنى على الله بما هو أهله ، ثم ذكر الدجال ، فقال : إني لأنذركموه ، ما من نبي إلا قد أنذره قومه ، لقد أنذره نوح قومه ، ولكن أقول لكم فيه قولا لم يقله نبي لقومه (تعلمون) أنه أعور وإن الله ليس بأعور " . قال : ابن شهاب : وأخبرني عمر بن ثابت الأنصاري ، أنه أخبره بعض أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال يوم حذر الناس الدجال : إنه مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه من كره عمله - أو يقرؤه كل مؤمن - وقال : (تعلمون) أنه لن يرى أحد منكم ربه حتى يموت " . الذي خبأ له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قوله تعالى : {يوم تأتي السماء بدخان مبين} . ذكره أبو داود : عن خشيش بن أصرم ، عن عبد الرزاق ، عن / معمر ، عن الزهري ، عن سالم ، عن أبيه . قال مسلم : وحدثنا الحسن بن علي الحلواني وعبد بن حميد قالا : ثنا يعقوب - وهو ابن إبراهيم بن سعد - ثنا أبي ، عن صالح ، عن ابن شهاب قال : أخبرني سالم بن عبد الله ؛ أن عبد الله بن عمر قال : " انطلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعه رهط من أصحابه فيهم عمر بن الخطاب حتى وجد ابن صياد غلاما قد ناهز (الاحتلام) يلعب مع الغلمان عند أطم بني معاوية ... " وساق الحديث بمثل حديث يونس إلى منتهى حديث عمر بن ثابت . وفي الحديث عن يعقوب قال : قال أبي - يعني : (في) قوله : " لو تركته بين . قال : لو تركته أمه بين أمره " . قال مسلم : وحدثنا عبد بن حميد ، ثنا روح بن عبادة ، ثنا هشام ، عن أيوب ، عن نافع قال : " لقي ابن عمر ابن صائد في بعض طرق المدينة ، فقال له قولا أغضبه فانتفخ حتى ملأ السكة ، فدخل ابن عمر على حفصة وقد بلغها ، فقالت له : رحمك الله ، ما أردت من ابن صائد ؟ أما علمت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : إنما يخرج من غضبة يغضبها " . قال مسلم : حدثنا محمد بن مثنى ، ثنا حسين - يعني ابن حسن بن يسار - ثنا ابن عون ، عن نافع قال : كان نافع يقول : ابن صياد ، قال : قال ابن عمر : لقيته مرتين . قال : فلقيته فقلت لبعضهم : هل (تجدون) أنه هو ؟ قال : لا والله . قال : قلت : كذبتني والله ، لقد أخبرني بعضكم أنه لن يموت حتى يكون أكثركم مالا وولدا فكذلك هو زعموا اليوم . قال : فتحدثنا ، ثم فارقته . قال : فلقيته لقية أخرى وقد نفرت عينه . قال : فقلت : متى فعلت عينك ما أرى ؟ قال : لا أدري . قال : قلت : لا تدري و (هو) في رأسك ؟ قال : إن شاء الله خلقها في عصاك هذه . قال : فنخر كأشد نخير (لحمار) سمعت . قال : فزعم بعض أصحابي أني ضربته بعصا كانت معي حتى تكسرت وأما أنا فوالله ما شعرت . قال : وجاء حتى دخل على أم المؤمنين فحدثها ، فقالت : (ما تريد ؟) ألم تعلم أنه قد قال : إن أول ما يبعثه على الناس غضب يغضبه " . / قال مسلم : وحدثنا يحيى بن حبيب ومحمد بن عبد الأعلى قالا : ثنا معتمر قال : سمعت أبي يحدث ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد الخدري قال : " قال لي ابن صائد فأخذتني منه ذمامة : هذا عذرت الناس ما لي ولكم يا أصحاب محمد ؟ ألم يقل نبي الله - صلى الله عليه وسلم - : إنه يهودي ، وقد أسلمت . قال : ولا يولد له وقد ولد لي . وقال : إن الله حرم عليه مكة ، وقد حججت . قال : فما زال حتى كاد أن يأخذ في قوله . قال : فقال له : أما والله إني لأعلم الآن حيث هو ، وأعرف أباه وأمه . قال : وقيل له : [أيسرك] أنك ذاك الرجل ؟ قال : فقال : لو عرض علي ما كرهت " . قال مسلم : وحدثنا [عبيد الله] بن عمر القواريري ومحمد بن مثنى قالا : ثنا عبد الأعلى ، ثنا داود ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : " صحبت ابن صائد إلى مكة فقال لي : أما قد لقيت من الناس يزعمون أني أنا الدجال ، ألست سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : إنه لا يولد له ؟ قال : قلت : بلى . فقال : قد ولد لي . أو ليس سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : لا يدخل المدينة ولا مكة ؟ قلت : بلى . قال : فقد ولدت بالمدينة وهذا أنا أريد مكة . قال : ثم قال في آخر قوله : أما والله إني لأعلم مولده ومكانه وأين هو . قال : فلبسني " . قال مسلم : وحدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري ، ثنا أبي ، ثنا شعبة ، عن سعد بن إبراهيم ، عن محمد بن المنكدر قال : " رأيت جابر بن عبد الله يحلف بالله أن ابن (صياد) الدجال فقلت : أتحلف بالله ؟ قال : إني سمعت عمر يحلف على ذلك عند النبي - صلى الله عليه وسلم - [فلم] ينكره النبي - صلى الله عليه وسلم - " . الترمذي : حدثنا عبد الله بن عبد الله بن معاوية الجمحي ، ثنا حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة ، عن أبيه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " يمكث أبو الدجال وأمه ثلاثين عاما لا يولد لهما ثم يولد لهما غلام أعور ، أضر شيء وأقله منفعة ، تنام عيناه ولا ينام قلبه . ثم نعت لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبويه . فقال : أبوه طوال / ضرب اللحم كأن أنفه منقار ، وأمه امرأة فرضاخية طويلة اليدين . قال [أبو بكرة] : فسمعنا بمولود في اليهود وبالمدينة فذهبت أنا والزبير ابن العوام حتى دخلنا على أبويه فإذا نعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيهما ، فقلنا : هل لكما ولد ؟ فقالا : مكثنا ثلاثين عاما لا يولد لنا ولد ، ثم ولد لنا غلام أعور أضر شيء وأقله منفعة ، تنام عيناه ولا ينام قلبه . قال : فخرجنا من عندهما فإذا هو منجدل في الشمس في قطيفة وله همهمة ، فكشف عن رأسه فقال : ما قلتما ؟ فقلنا : وهل سمعت ما قلنا ؟ قال : نعم ، تنام عيناي ولا ينام قلبي " . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث حماد بن سلمة .

باب ذكر ردم يأجوج ومأجوج البخاري : حدثنا أبو اليمان ، أنا شعيب ، عن الزهري . وحدثنا إسماعيل ، حدثني أخي ، عن سليمان ، عن محمد بن أبي عتيق ، عن ابن شهاب ، عن عروة بن الزبير ؛ أن زينب بنت أبي سلمة حدثته ، عن أم حبيبة بنت أبي سفيان ، عن زينب بنت جحش " أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل عليها يوما فزعا يقول : لا إله إلا الله ، ويل للعرب من شر قد اقترب ، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه - وحلق (بإصبعه) الإبهام والتي تليها - قالت زينب بنت جحش : فقلت : يا رسول الله ، أفنهلك وفينا الصالحون ؟ قال : نعم إذا كثر الخبث " . الترمذي : حدثنا محمد بن بشار وغير واحد - واللفظ لابن بشار - قالوا : أنا هشام بن عبد الملك ، ثنا أبو عوانة ، عن قتادة ، عن أبي رافع ، عن حديث أبي هريرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في السد قال : " يحفرونه كل يوم حتى إذا كادوا [يخرقونه] قال الذي عليهم : ارجعوا فستخرقونه غدا . فيعيده الله أشد ما كان ، حتى إذا بلغ مدتهم وأراد الله أن يبعثهم على الناس قال الذي عليهم : ارجعوا فستخرقونه غدا إن شاء الله . واستثنى ، قال : فيرجعون فيجدونه كهيئته / حين تركوه فيخرقونه ، فيخرجون على الناس ، فيستقون المياه ويفر الناس منهم ، ويرمون بسهامهم في السماء فترجع مخضبة بالدماء فيقولون : قد قهرنا من في الأرض وعلونا من في السماء [قسرا] وعلوا ، فيبعث الله عليهم نغفا من أقفائهم [فيهلكون] ، فوالذي نفس محمد بيده إن دواب الأرض تسمن وتبطر وتشكر شكرا من لحومهم " .

باب من الأشراط وذكر طلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة وتخريب الكعبة وخراب المدينة وما يتعلق بهذا الباب مسلم : حدثنا زهير بن حرب ، ثنا سفيان بن عيينة ، عن فرات القزاز ، عن أبي الطفيل ، عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال : " اطلع النبي - صلى الله عليه وسلم - علينا ونحن نتذاكر ، فقال : ما تذكرون ؟ قالوا : نذكر الساعة . قال : إنها لن تقوم حتى (تروا) قبلها عشر آيات . فذكر الدخان ، والدجال ، والدابة ، وطلوع الشمس من مغربها ، ونزول عيسى ابن مريم ، ويأجوج ومأجوج ، وثلاثة خسوف : خسف بالمشرق ، وخسف بالمغرب ، وخسف بجزيرة العرب ، وآخر ذلك تخرج من اليمن نار تطرد الناس إلى [محشرهم] " . ولمسلم : أيضا في حديث آخر : " تخرج من (قعر) عدن ترحل الناس " . رواه عن عبيد الله بن معاذ ، عن أبيه ، عن شعبة ، قال فرات بهذا الإسناد . مسلم : حدثني زهير بن حرب ، ثنا أحمد بن إسحاق . وحدثني : [محمد] بن حاتم بن ميمون ، [ثنا بهز] قالا جميعا : حدثنا وهيب ، ثنا عبد الله بن طاوس ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " يحشر الناس على ثلاث طرائق راغبين راهبين واثنان على بعير ، [وثلاثة على بعير] ، وأربعة على بعير ، و [عشرة] على بعير ، وتحشر بقيتهم النار تبيت معهم حيث باتوا ، وتقيل معهم حيث قالوا ، وتصبح معهم حيث أصبحوا ، وتمسي معهم حيث أمسوا " . النسائي : أخبرنا عمرو بن علي ، ثنا يحيى ، عن الوليد بن جميع ، ثنا أبو الطفيل ، عن / حذيفة بن أسيد ، عن أبي ذر قال : إن الصادق المصدوق حدثني " أن الناس يحشرون على ثلاثة أفواج : [فوج] راكبين [طاعمين] كاسين ، وفوج تسحبهم الملائكة على وجوههم وتحشرهم النار ، وفوج يمشون ويسعون ، يلقى الله الآفة على الظهر فلا يبقى ، حتى إن الرجل لتكون له الحديقة يعطيها بذات القتب لا يقدر عليها " . مسلم : وحدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر قالوا : ثنا إسماعيل - يعنون ابن جعفر - عن العلاء ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " بادروا بالأعمال ستا : طلوع الشمس من مغربها ، أو الدخان ، أو الدجال ، أو الدابة ، أو خاصة أحدكم ، أو أمر العامة " . مسلم : حدثنا أمية بن بسطام العيشي ، ثنا يزيد بن زريع ، ثنا شعبة ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن زياد بن رياح ، عن أبي هريرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " بادروا بالأعمال (ستة) : الدجال ، والدخان ، ودابة الأرض ، وطلوع الشمس من مغربها ، وأمر العامة ، وخويصة أحدكم " . مسلم : حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة بن سعيد وعلي بن حجر قالوا : أبنا إسماعيل - يعنون ابن جعفر - عن العلاء - وهو ابن عبد الرحمن - عن أبيه ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها ، فإذا طلعت من مغربها آمن الناس كلهم أجمعون ، فيومئذ {لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا} " . مسلم : حدثنا يحيى بن أيوب [وإسحاق بن إبراهيم] ، جميعا عن ابن علية . قال ابن أيوب : ثنا ابن علية ، ثنا يونس - هو ابن يزيد - عن إبراهيم بن يزيد التيمي ، سمعه - فيما أعلم - عن أبيه ، عن أبي ذر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال يوما : " أتدرون أين تذهب هذه الشمس ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : إن هذه تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش ، فتخر ساجدة ، فلا تزال كذلك حتى يقال لها : ارتفعي ارجعي من حيث جئت . فترجع فتصبح طالعة من مطلعها ، ثم تجري حتى تنتهي إلى / مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة ، فلا تزال كذلك حتى يقال لها : ارتفعي ارجعي من حيث جئت . فترجع فتصبح طالعة من مطلعها ، ثم تجري لا يستنكر الناس منها شيئا حتى تنتهي إلى مستقرها ذاك تحت العرش ، فيقال لها : ارتفعي (ارجعي) أصبحي طالعة من مغربك . فتصبح طالعة من مغربها ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أتدرون متى ذاكم ؟ ذاك حين {لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا} " . وحدثني عبد الحميد بن بيان الواسطي ، أنا خالد - يعني ابن عبد الله - قال : حدثني يونس ، عن إبراهيم - هو ابن يزيد التيمي - عن أبيه ، عن أبي ذر ، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال يوما : " أتدرون أين تذهب هذه الشمس ؟ " وبمعنى حديث ابن علية . مسلم : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ثنا محمد بن بشر ، عن أبي حيان ، عن أبي زرعة ، عن عبد الله بن [عمرو] قال : حفظت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثا لم أنسه بعد ، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " إن أول الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها ، وخروج الدابة على الناس ضحى ، وأيهما ما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على إثرها قريبا " . البزار : حدثنا عمرو بن مالك ، ثنا أبو تميلة يحيى بن واضح ، ثنا خالد بن عبيد أبو عصام ، أخبرني عبد الله بن بريدة ، عن أبيه قال : " ذهب بي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى موضع بالبادية أرض سبخة حولها قريبة من مكة ، فقال : من هذا الموضع تخرج الدابة . فإذا موضع شبر في فتر " . وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن بريدة إلا بهذا الإسناد من هذا الوجه . ذكر البخاري هذا الحديث في تاريخه . وقال : فيه نظر . مسلم : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا سفيان بن عيينة ، عن زياد ابن سعد ، عن الزهري ، عن سعيد ، سمع أبا هريرة يقول عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : " يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة " . البخاري : حدثنا عمرو بن علي ، ثنا يحيى بن سعيد ، ثنا [عبيد الله] ابن الأخنس ، حدثني ابن أبي / مليكة ، عن ابن عباس ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : " كأني به أسود أفحج يقلعها حجرا حجرا " . أبو بكر بن أبي شيبة : عن يزيد بن هارون ، عن ابن أبي ذئب ، عن سعيد ابن سمعان ، عن أبي هريرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : " ثم يأتي الحبشة فيخربونه خرابا لا يعمر بعده أبدا . قال : وهم الذين يستخرجون كنزه " . أبو داود : حدثنا القاسم بن أحمد ، ثنا أبو عامر ، عن زهير بن محمد ، عن موسى بن جبير ، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف ، عن عبد الله بن عمرو ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " اتركوا الحبشة ما تركوكم فإنه لا يستخرج كنز الكعبة إلا ذو السويقتين من الحبشة " . أبو داود الطيالسي : حدثنا ابن أبي ذئب ، أنا سعيد بن سمعان مولى المشمعل قال : سمعت أبا هريرة يحدث أبا قتادة وهو يطوف بالبيت فقال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " يبايع لرجل بين الركن والمقام ، وأول من يستحل هذا البيت أهله ، فإذا استحلوه فلا تسأل عن هلكة العرب ، ثم يجيء الحبشة فيخربونه خرابا لا يعمر بعده . قال : وهم الذي يستخرجون كنزه " . مسلم : حدثني عمرو الناقد ، حدثنا الأسود بن عامر ، ثنا زهير ، عن سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " تبلغ المساكن إهاب - أو يهاب " قال زهير : قلت لسهيل : وكم ذلك من المدينة ؟ قال كذا وكذا ميلا . مالك : عن ابن حماس ، عن عمه ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " لتتركن المدينة على أحسن ما كانت حتى يدخل الكلب - أو الذئب - فيعدي على بعض سواري المسجد - أو على المنبر - فقالوا : يا رسول الله ، فلمن تكون الثمار ذلك الزمان ؟ قال : للعوافي : الطير والسباع " . اختلف في اسم ابن حماس هذا ، فرواه أبو المصعب عن مالك ، وقال : يونس بن يوسف بن حماس . وكذلك قال معن بن عيسى وعبد الله بن يوسف التنيسي ، وقال ابن القاسم : حدثني مالك ، عن يوسف بن يونس بن حماس ، وتابعه ابن بكير / ومطرف وابن نافع وابن وهب وسعيد بن عفير ومحمد بن المبارك وسليمان بن برد ومصعب الزبيري . وقال القعنبي في هذا الحديث : مالك أنه بلغه عن أبي هريرة ، لم يذكر اسم أحد ، ويحيى من آخر من عرض الموطأ على مالك . فقال : عن ابن حماس . ولم يسم أحدا ، وكان ابن حماس هذا رجلا فاضلا مجاب الدعوة ، ذكر هذا كله [أبو عمر] ، وفيه بعض تقديم وتأخير . مسلم : حدثني عبد الملك بن شعيب بن الليث ، حدثني أبي ، عن جدي ، حدثني عقيل بن خالد ، عن ابن شهاب ، أخبرني سعيد بن المسيب ؛ أن أبا هريرة قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " يتركون المدينة على خير ما كانت لا (يغشاها) إلا العوافي - يريد عوافي السباع والطير - ثم يخرج راعيان من مزينة يريدان المدينة ينعقان بغنمهما فيجدالها وحشا حتى إذا بلغا ثنية الوداع خرا على أوجههما " . الترمذي : حدثنا أبو السائب سلم بن جنادة ، ثنا أبي جنادة بن سلم ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " آخر قرية من قرى الإسلام خرابا المدينة " . قال : هذا حديث حسن غريب ، لا نعرفه إلا من حديث جنادة ، عن هشام ابن عروة . قال : تعجب محمد بن إسماعيل من حديث أبي هريرة . مسلم : حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث ، ثنا عبد الله بن وهب ، أخبرني الليث بن سعد ، حدثني موسى بن علي ، عن أبيه قال : قال المستورد القرشي عند عمرو بن العاص ، قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " تقوم الساعة والروم أكثر الناس . فقال له عمرو : أبصر ما تقول . قال : أقول ما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . قال : لئن قلت ذلك إن فيهم لخصالا أربعا : إنهم لأحلم الناس عند فتنة ، وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة ، وأوشكهم كرة بعد فرة ، وخيرهم لمسكين ويتيم وضعيف ، وخامسة حسنة جميلة ، وأمنعهم من ظلم الملوك " . مسلم : حدثنا عمرو الناقد وابن / أبي عمر قالا : ثنا سفيان بن عيينة ، عن أمية بن صفوان ، سمع جده عبد الله بن صفوان يقول : أخبرتني حفصة أنها سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : " ليؤمن هذا البيت جيش يغزونه حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض يخسف بأوسطهم ، وينادي أولهم آخرهم ، ثم يخسف بهم ولا يبقى إلا الشريد الذي يخبر عنهم " . قال مسلم : وحدثني محمد بن حاتم بن ميمون ، ثنا الوليد بن [صالح] ، أنا عبيد الله بن عمرو ، ثنا زيد بن أبي أنيسة ، عن عبد الملك العامري ، عن يوسف بن ماهك قال : أخبرني عبد الله بن صفوان ، عن أم المؤمنين ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " سيعوذ بهذا البيت - يعني الكعبة - قوم ليست لهم منعة ولا عدد ولا عدة ، يبعث إليهم جيش حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بهم " . قال يوسف : وأهل الشام يومئذ يسيرون إلى مكة . فقال عبد الله بن صفوان : أما والله ما هو بهذا الجيش . قال مسلم : وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ثنا يونس بن محمد ، ثنا القاسم بن الفضل ، عن محمد بن زياد ، عن عبد الله بن الزبير أن عائشة قالت : " عبث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في منامه ، فقلنا : يا رسول الله ، صنعت شيئا في منامك لم [تكن] تفعله . فقال العجب إن ناسا من أمتي يؤمون (هذا البيت) برجل من قريش قد لجأ بالبيت حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم . فقلنا : يا رسول الله ، إن الطريق قد يجمع الناس . قال : نعم فيهم المستبصر [والمجبور] وابن السبيل ، يهلكون مهلكا واحدا ، ويصدرون مصادر شتى ، يبعثهم الله على نياتهم " . قال النسائي في هذا الحديث : " قلت : أرأيت إن كان فيهم مؤمنون . قال : تكون لهم قبورا " . رواه من طريق غير طريق مسلم . وقال النسائي أيضا : أنا محمد بن إدريس ، ثنا عمر بن حفص بن غياث ، حدثني أبي ، عن مسعر ، أخبرني طلحة بن مصرف ، عن أبي مسلم الأغر ، عن أبي هريرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " لا تنتهي البعوث عن غزو بيت الله حتى يخسف بجيش منهم " . قال مسلم بن الحجاج : وحدثت عن أبي أسامة . وممن روى ذلك عنه / إبراهيم بن سعيد الجوهري ، ثنا أبو أسامة ، ثنا [بريد] بن عبد الله ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " إن الله إذا أراد رحمة أمة من عباده قبض نبيها قبلها ، فجعله لها فرطا وسلفا بين يديها ، وإذا أراد هلكة أمة عذبها ونبيها حي ، فأهلكها وهو ينظر فأقر عينه بهلكتها حين كذبوه وعصوا أمره " . رواه أبو بكر البزار قال : ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ، ثنا أبو أسامة بهذا الإسناد وهذا الحديث . أبو داود : [ثنا موسى بن سهل] ، حدثنا حجاج بن إبراهيم ، ثنا ابن وهب ، حدثني معاوية بن صالح ، عن عبد الرحمن بن جبير ، عن أبيه ، عن أبي ثعلبة الخشني قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لن يعجز الله هذه الأمة من نصف يوم " . أبو داود : حدثنا عمرو بن عثمان ، ثنا أبو المغيرة ، حدثني صفوان ، عن شريح بن عبيد ، عن سعد بن أبي وقاص ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " إني [لأرجو] ألا (يعجز الله أمتي) أن يؤخرهم نصف يوم . قيل لسعد : وكم نصف يوم : قال : خمسمائة سنة " . مسلم : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا : ثنا أبو أسامة ، عن هشام ، عن أبيه ، عن عائشة قالت : " كان الأعراب إذا قدموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سألوه عن الساعة متى الساعة ؟ فنظر إلى أحدث إنسان منهم ، فقال : إن يعش هذا لم يدركه الهرم قامت عليكم ساعتكم " . قال مسلم : وحدثني حجاج بن الشاعر ، حدثنا سليمان بن حرب ، ثنا حماد - يعني : ابن زيد - ثنا معبد بن هلال العنزي ، عن أنس بن مالك " أن رجلا سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - : متى الساعة ؟ قال : فسكت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (هنية) ثم نظر إلى غلام بين يديه من أزذ شنوءة ، فقال : إن عمر هذا لم يدركه الهرم حتى تقوم الساعة . قال أنس : وذلك الغلام من أترابي يومئذ " . مسلم : حدثنا [محمد] بن رافع وعبد بن حميد . قال محمد بن رافع : حدثنا . وقال [عبد] : أنا عبد الرزاق ، أنا معمر ، عن الزهري ، أخبرني سالم بن عبد الله وأبو بكر بن سليمان ، أن عبد الله / بن عمر قال : " صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة صلاة العشاء في آخر حياته فلما سلم قام فقال : أرأيتكم ليلتكم هذه ، فإن على رأس مائة سنة لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض أحد . قال ابن عمر : فوهل الناس في مقالة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تلك فيما يتحدثون من هذه الأحاديث عن مائة سنة ، وإنما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لا يبقى ممن هو اليوم على ظهر الأرض أحد . يريد بذلك أن ينخرم ذلك القرن " . مسلم : حدثني يحيى بن حبيب ، ثنا معتمر بن سليمان ، سمعت أبي قال : ثنا أبو نضرة ، عن جابر بن عبد الله ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - " أنه قال ذلك قبل موته بشهر أو نحو ذلك : ما من نفس منفوسة اليوم يأتي عليها مائة سنة (وهي يومئذ حية) " . وعن عبد الرحمن صاحب السقاية ، عن جابر بن عبد الله ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بمثل ذلك . وفسرها عبد الرحمن قال : نقص العمر . البخاري : حدثنا عبد العزيز بن عبد الله ، ثنا إبراهيم بن سعد ، عن ابن شهاب ، عن سالم بن عبد الله ، عن أبيه أنه أخبره ، أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " إنما بقاؤكم فيما سلف قبلكم من الأمم كما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس ، أوتي أهل التوراة التوراة فعملوا حتى [إذا] انتصف النهار عجزوا فأعطوا قيراطا قيرطا ، ثم أوتي أهل الإنجيل الإنجيل فعملوا إلى صلاة العصر ، ثم عجزوا فأعطوا قيراطا قيراطا ، ثم أعطينا القرآن ، فعلمنا إلى غروب الشمس فأعطيناه قيراطين قيراطين ، فقال أهل الكتابين : أي ربنا أعطيت هؤلاء قيراطين قيراطين وأعطيتنا قيراطا قيراطا ، ونحن كنا أكثر عملا ! قال الله : هل ظلمتكم من أجوركم من شيء ؟ قالوا : لا . قال : فهو فضلي أوتيه من أشاء " . البزار : حدثنا محمد بن عمر بن هياج ، ثنا محمد بن (سعد) ، ثنا شريك ، عن سلمة بن كهيل ، عن مجاهد ، عن ابن عمر قال : " كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - والشمس على قعيقعان فقال : ما أعماركم في أعمار من مضى إلا كما بقي من يومكم فيم مضى منه " . قال : وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن ابن عمر بإسناد حسن من هذا الإسناد ، ولا نعلم رواه عن مجاهد / إلا سلمة بن كهيل ، ولا نعلم رواه عن سلمة إلا شريك . مسلم : حدثنا أحمد بن عبدة الضبي ، ثنا عبد العزيز بن محمد وأبو علقمة الفروي قالا : ثنا صفوان بن سليم ، عن عبد الله بن سلمان ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " يبعث الله ريحا من اليمن ألين من الحرير فلا تدع أحدا في قلبه مثقال حبة - وقال عبد العزيز : مثقال ذرة - من إيمان إلا قبضته " . البزار : حدثنا محمد بن معمر ، ثنا عبيد الله بن موسى ، ثنا بشير بن المهاجر ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن لله - تبارك وتعالى - ريحا يبعثها عند رأس (كل) مائة سنة فتقبض روح كل مؤمن " . قال : وهذا الحديث لا نعلمه يروى بهذا اللفظ إلا عن بريدة بهذا الإسناد . أبو بكر بن أبي شيبة : حدثنا حميد بن عبد الرحمن ، عن بشير بن المهاجر ، عن ابن بريدة ، عن أبيه ، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " إلى مائة سنة يبعث الله ريحا باردة طيبة يقبض فيها روح كل مؤمن " . مسلم : حدثنا قتيبة بن سعيد ، ثنا يعقوب - هو ابن عبد الرحمن - عن أبي حازم ؛ أنه سمع سهلا يقول : " سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يشير بإصبعه التي تلي الإبهام والوسطى وهو يقول : بعثت أنا والساعة هكذا " . قال مسلم : وحدثنا أبو غسان المسمعي ، ثنا معتمر ، عن أبيه ، عن معبد ، عن أنس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " بعثت أنا والساعة كهاتين . قال : وضم السبابة والوسطى " . أبو بكر بن أبي شيبة : حدثنا الفضل بن دكين ، ثنا بشير بن المهاجر الغنوي ، حدثني عبد الله بن بريدة ، عن أبيه قال : سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : " بعثت أنا والساعة جميعا أن كادت لتسبقني " .

باب في قيام الساعة وعلى من تقوم مسلم : حدثني زهير بن حرب ، ثنا عفان ، [ثنا حماد] ، أنا ثابت ، عن أنس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض : الله الله " . مسلم : حدثنا عبد بن حميد ، ثنا عبد الرزاق ، أنا / معمر ، عن ثابت ، عن أنس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لا تقوم الساعة على أحد يقول : الله الله " . مسلم : حدثنا زهير بن حرب ، ثنا عبد الرحمن - يعني ابن مهدي - حدثنا شعبة ، عن علي بن الأقمر ، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس " . البخاري : حدثنا محمد بن [بشار ، ثنا] غندر ، ثنا شعبة ، عن واصل ، عن أبي وائل ، عن عبد الله قال : سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : " من شرار الناس من تدركهم الساعة (أحياء) " . مسلم : حدثنا زهير بن حرب ، ثنا سفيان بن عيينة ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة يبلغ به قال : " تقوم الساعة والرجل يحلب اللقحة فما يصل الإناء إلى فيه حتى تقوم ، والرجلان يتبايعان الثوب فما يتبايعانه حتى تقوم ، والرجل يلوط في حوضه فما يصدر حتى تقوم " . مسلم : حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري ، ثنا أبي ، ثنا شعبة ، عن النعمان بن سالم قال سمعت يعقوب بن عاصم بن عروة بن مسعود الثقفي يقول : " سمعت عبد الله بن عمرو ، وجاء رجل فقال : ما هذا الحديث الذي تحدث به تقول إن الساعة تقوم إلى كذا وكذا ؟ فقال : سبحان الله - أو : لا إله إلا الله . أو كلمة نحوها - لقد هممت أني لا أحدث [أحدا] شيئا أبدا ، إنما قلت : إنكم سترون بعد قليل أمرا عظيما (يحرق) البيت ويكون ويكون . ثم قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : يخرج الدجال في أمتي فيمكث أربعين - لا أدري أربعين يوما أو أربعين شهرا أو أربعين عاما - فيبعث الله - عز وجل - عيسى ابن مريم كأنه عروة بن مسعود فيطلبه فيهلكه ، ثم يمكث الناس سبع سنين ليس بين اثنين عداوة ، ثم يرسل الله ريحا باردة من قبل الشام ، فلا يبقى على وجه الأرض أحد في قلبه مثقال ذرة من خير أو إيمان إلا قبضته حتى (إن أحدكم لو) دخل في كبد جبل لدخلته عليه حتى تقبضه . قال : (سمعته) من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . قال : فيبقى شرار الناس في خفة / الطير وأحلام السباع ، لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا . قال : فيتمثل لهم الشيطان ، فيقول : ألا تستجيبون ؟ فيقولون : فما تأمرنا ؟ فيأمرهم بعبادة الأوثان وهم في ذلك دار رزقهم حسن عيشهم ، ثم ينفخ في الصور فلا يسمعه أحد إلا أصغى ليتا ورفع ليتا . قال : وأول من يسمعه رجل يلوط حوض إبله . قال : فيصعق ويصعق الناس ، ثم يرسل الله - أو قال : ينزل الله - مطرا كأنه الطل - أو الظل . نعمان الشاك - فتنبت منه أجساد الناس ، ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون ثم يقال : يا أيها الناس ، هلموا إلى ربكم {وقفوهم إنهم مسئولون} ثم يقال : أخرجوا بعث النار . فيقال : من كم ؟ فيقال : من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون قال : فذلك يوم {يجعل الولدان شيبا} وذلك {يوم يكشف عن ساق} " . تم كتاب الفتن وأشراط الساعة ، وبتمامه تم جميع الكتاب ، والحمد لله حق حمده ، وصلواته على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا . وكان الفراغ من نسخة أول الثلث الآخر من الليلة المسفر صباحها ، وهي سلخ شهر جمادي الآخرة من شهور سنة أربع وسبعين وسبعمائة أحسن الله تقضيها . غفر الله لكاتبه وقارئه والناظر فيه ، برحمتك يا أرحم الراحمين ، آمين يا رب العالمين ، أحينا على الكتاب والسنة وتوفنا عليها .