الفرق بين المراجعتين لصفحة: «البداية والنهاية/الجزء الأول/ذكر قصتي الخضر وإلياس عليهما السلام»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط قالب مرجع داخلي وحذف هامش
سطر 8:
}}
{{نثر}}
 
 
أما الخضر فقد تقدم أن موسى عليه السلام رحل إليه في طلب ما عنده من العلم اللدني. وقص الله من خبرهما في كتابه العزيز في سورة الكهف.
السطر 110 ⟵ 109:
وقد دل سياق القصة على نبوته من وجوه:
 
أحدهما: قوله تعالى: { فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا } <ref>[{{مردخ|الكهف: 65]</ref>}}.
 
الثاني: قول موسى له: { هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا * قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا * وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا * قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا * قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا } <ref>[{{مردخ|الكهف: 66- 70]</ref>}}.
 
فلو كان وليا وليس بنبي لم يخاطبه موسى بهذه المخاطبة، ولم يرد على موسى هذا الرد، بل موسى إنما سأل صحبته لينال ما عنده من العلم الذي اختصه الله به دونه، فلو كان غير نبي لم يكن معصوما، ولم تكن لموسى، وهو نبي عظيم ورسول كريم واجب العصمة كبير رغبة ولا عظيم طلبة في علم ولي غير واجب العصمة.
السطر 128 ⟵ 127:
وقد رأيت الشيخ أبا الفرج ابن الجوزي طرق هذا المسلك بعينه في الاحتجاج على نبوة الخضر وصححه. وحكى الاحتجاج عليه الرماني أيضا.
 
الرابع: أنه لما فسر الخضر تأويل تلك الأفاعيل لموسى، ووضح له عن حقيقة أمره وجلى، قال بعد ذلك كله: { رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي } <ref>[{{مردخ|الكهف: 82]</ref>}} يعني: ما فعلته من تلقاء نفسي، بل أمر أمرت به وأوحى إلي فيه. فدلت هذه الوجوه على نبوته. ولا ينافي ذلك حصول ولايته، بل ولا رسالته كما قاله آخرون.
 
وأما كونه ملكًا من الملائكة فقول فغريب جدًا، وإذا ثبت نبوته كما ذكرناه لم يبق لمن قال بولايته، وإن الولي قد يطلع على حقيقة الأمور دون أرباب الشرع الظاهر، مستند يستندون إليه، ولا معتمد يعتمدون عليه.
السطر 134 ⟵ 133:
وأما الخلاف في وجوده إلى زماننا هذا، فالجمهور على أنه باق إلى اليوم. قيل: لأنه دفن آدم بعد خروجهم من الطوفان، فنالته دعوة أبيه آدم بطول الحياة. وقيل: لأنه شرب من عين الحياة فحيى.
 
وذكروا أخبارًا استشهدوا بها على بقائه إلى الآن، وسنوردها مع غيرها إن شاء الله تعالى وبه الثقة. وهذه وصيته لموسى حين { قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا } <ref>[{{مردخ|الكهف: 78]</ref>}} روي في ذلك آثار منقطعة كثيرة.
 
قال البيهقي: أنبأنا أبو سعيد ابن أبي عمرو، حدثنا أبو عبد الله الصفار، حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثنا إسحاق بن إسماعيل، حدثنا جرير، حدثني أبو عبد الله الملطي قال: لما أراد موسى أن يفارق الخضر.
السطر 394 ⟵ 393:
وقد تصدى الشيخ أبو الفرج بن الجوزي - رحمه الله - في كتابه (عجالة المنتظر في شرح حالة الخضر) للأحاديث الواردة في ذلك من المرفوعات، فبين أنها موضوعات، ومن الآثار عن الصحابة والتابعين فمن بعدهم، فبين ضعف أسانيدها ببيان أحوالها، وجهالة رجالها، وقد أجاد في ذلك وأحسن الانتقاد.
 
وأما الذين ذهبوا إلى أنه قد مات، ومنهم: البخاري، وإبراهيم الحربي، وأبو الحسين بن المنادي، والشيخ أبو الفرج بن الجوزي، وقد انتصر لذلك، وألف فيه كتابًا سماه: (عجالة المنتظر في شرح حالة الخضر) فيحتج لهم بأشياء كثيرة، منها قوله تعالى: { وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ } <ref>[{{مردخ|الأنبياء: 34]</ref>}}.
 
فالخضر إن كان بشرًا فقد دخل في هذا العموم لا محالة، ولا يجوز تخصيصه منه إلا بدليل صحيح. انتهى.
السطر 400 ⟵ 399:
والأصل عدمه حتى يثبت.
 
ولم يذكر ما فيه دليل على التخصيص عن معصوم يجب قبوله. ومنها: أن الله تعالى قال: { وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ ءأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ } <ref>[{{مردخ|آل عمران: 81]</ref>}}.
 
قال ابن عباس: ما بعث الله نبيًا إلا أخذ عليه الميثاق، لئن بعث محمد وهو حي ليؤمنن به ولينصرنه. وأمره أن يأخذ على أمته الميثاق، لئن بعث محمد وهم أحياء ليؤمنن به وينصرنه. ذكره البخاري عنه.
السطر 479 ⟵ 478:
 
ورجح السهيلي بقاءه، وحكاه عن الأكثرين قال: وأما اجتماعهم مع النبي {{صل}} وتعزيته لأهل البيت بعده، فمروى من طرق صحاح، ثم ذكر ما تقدم مما ضعفناه، ولم يورد أسانيدها، والله أعلم.
 
 
{{هامش}}
 
 
{{البداية والنهاية/الجزء الأول}}
 
[[تصنيف: البداية والنهاية:الجزء الأول|{{صفحة فرعية}}]]
 
[[تصنيف: البداية والنهاية:الجزء الأول|{{صفحة فرعية}}]]