الفرق بين المراجعتين لصفحة: «البداية والنهاية/الجزء الأول/باب ذكر خلق الملائكة وصفاتهم»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط قالب مرجع داخلي وحذف هامش
سطر 9:
{{نثر}}
 
قال الله تعالى: {. وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ * لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ * يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ * وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ } <ref>[{{مردخ|الأنبياء: 26-29]</ref>}}.
 
وقال تعالى: { تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } <ref>[{{مردخ|الشورى: 5]</ref>}}.
 
وقال تعالى: { الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ * رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } <ref>[{{مردخ|غافر: 7-8]</ref>}}.
 
وقال تعالى: { فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ } <ref>[{{مردخ|فصلت: 38]</ref>}}.
 
وقال: { وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ * يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ } <ref>[{{مردخ|الأنبياء: 19-20]</ref>}}.
 
وقال تعالى: { وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ *وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ * وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ } <ref>[{{مردخ|الصافات: 164-166]</ref>}}.
 
وقال تعالى: { وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا } <ref>[{{مردخ|مريم: 64]</ref>}}.
 
وقال تعالى: { وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ } <ref>[{{مردخ|الإنفطار: 10-12]</ref>}}.
 
وقال تعالى: { وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ } <ref>[{{مردخ|المدثر: 31]</ref>}}
 
وقال تعالى: { وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ } <ref>[{{مردخ|الرعد: 23-24]</ref>}}.
 
وقال تعالى: { الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } <ref>[{{مردخ|فاطر: 1]</ref>}}.
 
وقال تعالى: { وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا * الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا } <ref>[{{مردخ|الفرقان: 25]</ref>}}.
 
وقال تعالى: { وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءنَا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا * يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا } <ref>[{{مردخ|الفرقان: 21-22]</ref>}}.
 
وقال تعالى: { مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ } <ref>[{{مردخ|البقرة: 98]</ref>}}.
 
وقال تعالى: { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ } <ref>[{{مردخ|التحريم: 6]</ref>}}.
 
والآيات في ذكر الملائكة كثيرة جدًا، يصفهم تعالى بالقوة في العبادة، وفي الخلق، وحسن المنظر، وعظمة الأشكال، وقوة الشكل في الصور المتعددة، كما قال تعالى: { وَلَمَّا جَاءتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ * وَجَاءهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ } <ref>[{{مردخ|هود: 76 - 77]</ref>}} الآيات.
 
فذكرنا في التفسير ما ذكره غير واحد من العلماء، من أن الملائكة تبدو لهم في صورة شباب حسان، امتحانًا واختبارًا، حتى قامت على قوم لوط الحجة، وأخذهم الله أخذ عزيز مقتدر.
سطر 49:
مرة منهبطًا من السماء إلى الأرض، وتارة عند سدرة المنتهى، عندها جنة المأوى.
 
وهو قوله تعالى: { عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى * ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى * وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى * ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى } <ref>[{{مردخ|النجم: 5 - 8]</ref>}}.
 
أي جبريل: كما ذكرناه عن غير واحد من الصحابة، منهم ابن مسعود، وأبو هريرة، وأبو ذر، وعائشة { فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى } <ref>[{{مردخ|النجم: 9 - 10]</ref>}} أي: إلى عبد الله محمد {{صل}}.
 
ثم قال تعالى: { وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى * عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى * مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى } <ref>[{{مردخ|النجم: 13- 17]</ref>}}.
 
وقد ذكرنا في أحاديث الإسراء، في سورة سبحان، أن سدرة المنتهى، في السماء السابعة.
سطر 107:
واسم البيت الذي في السماء: بيت العزة، واسم الملك الذي هو مقدم الملائكة فيها: إسماعيل. فعلى هذا يكون السبعون ألفًا من الملائكة الذين يدخلون في كل يوم، إلى البيت المعمور، ثم لا يعودون إليه، آخر ما عليهم، أي لا يحصل لهم نوبة فيه إلى آخر الدهر. يكونون من سكان السماء السابعة وحدها.
 
ولهذا قال تعالى: { وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ } <ref>[{{مردخ|المدثر: 31]</ref>}}.
 
وقال الإمام أحمد: حدثنا أسود بن عامر، حدثنا إسرائيل، عن إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد، عن مورق، عن أبي ذر، قال: قال رسول الله {{صل}}:
سطر 129:
ومنهم: من هو في صنوف أخر، والله أعلم بها.
 
وهم دائمون في عبادتهم، وتسبيحهم، وأذكارهم وأعمالهم التي أمرهم الله بها، ولهم منازل عند ربهم، كما قال تعالى: { وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ * وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ * وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ } <ref>[{{مردخ|الصافات: 164-166]</ref>}}.
 
وقال {{صل}}: « ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها!
سطر 139:
وقال {{صل}}: « فضلنا على الناس بثلاث: جعلت لنا الأرض مسجدًا، وتربتها لنا طهورًا، وجعلت صفوفنا كصفوف الملائكة ».
 
وكذلك يأتون يوم القيامة، بين يدي الرب، جلَّ جلاله، صفوفًا كما قال تعالى: { وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا } <ref>[{{مردخ|الفجر: 22]</ref>}}.
 
ويقفون صفوفًا بين يدي ربهم، عز وجل، يوم القيامة، كما قال تعالى: { يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا } <ref>[{{مردخ|النبأ: 38]</ref>}}.
 
والمراد بالروح ههنا: بنو آدم، قاله ابن عباس، والحسن، وقتادة.
سطر 171:
وقوله: { ذُو مِرَّةٍ } أي: خلق حسن، وبهاء، وسناء.
 
كما قال في الآية الأخرى: { إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ } <ref>[{{مردخ|التكوير: 19]</ref>}}، أي: جبريل رسول من الله كريم، أي: حسن المنظر.
 
{ ذِي قُوَّةٍ } أي: له قوة وبأس شديد.
سطر 177:
{ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ } أي: له مكانه، ومنزلة عالية رفيعة، عند الله.
 
{ ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ } <ref>[{{مردخ|البروج: 19]</ref>}}، { مُطَاعٍ ثَمَّ } أي: مطاع في الملأ الأعلى.
 
{ أَمِينٍ } أي: ذي أمانة عظيمة.
سطر 183:
ولهذا كان هو السفير بين الله، وبين أنبيائه عليهم السلام، الذي ينزل عليهم بالوحي، فيه الأخبار الصادقة، والشرائع العادلة، وقد كان يأتي إلى رسول الله {{صل}} وينزل عليه في صفات متعددة، كما قدمنا.
 
وقد رآه على صفته التي خلقه الله عليها مرتين، له ستمائة جناح. كما روى البخاري: عن طلق بن غنام، عن زائدة الشيباني، قال: سألت زرًا عن قوله: { فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى } <ref>[{{مردخ|النجم: 8-9]</ref>}} قال: حدثنا عبد الله يعني ابن مسعود، أن محمدًا {{صل}} رأى جبريل له ستمائة جناح.
 
وقال الإمام أحمد: حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا شريك عن جامع بن راشد، عن أبي وائل، عن عبد الله قال: رأى رسول الله {{صل}} جبريل في صورته وله ستمائة جناح، كل جناح منها قد سد الأفق، يسقط من جناحه التهاويل من الدر والياقوت، ما الله به عليم.
 
وقال أحمد أيضًا: حدثنا حسن بن موسى، حدثنا حماد بن سلمة، عن عاصم بن بهدلة، عن زر بن حبيش، عن ابن مسعود في هذه الآية { وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى } <ref>[{{مردخ|النجم: 13- 14]</ref>}} قال:
 
قال رسول الله {{صل}}: « رأيت جبريل وله ستمائة جناح، ينتشر من ريشه التهاويل الدر والياقوت ».
سطر 207:
« إنما ذاك جبريل، لم يره في صورته التي خلق عليها إلا مرتين، رآه منهبطًا من السماء إلى الأرض، سادًا عِظمُ خلقه ما بين السماء والأرض ».
 
وقال البخاري: حدثنا أبو نعيم، حدثنا عمر بن ذر (ح) وحدثني يحيى بن جعفر، حدثنا وكيع، عن عمر بن ذر، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال رسول الله {{صل}} لجبريل: ألا تزورنا أكثر مما تزورنا؟ قال: فنزلت { وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا } الآية <ref>[{{مردخ|مريم: 64]</ref>}}.
 
وروى البخاري من حديث الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس قال: كان رسول الله {{صل}} أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان، فيدارسه القرآن، فلرسول الله {{صل}} أجود بالخير من الريح المرسلة.
سطر 275:
وذكر محمد بن الحسن النقاش أن إسرافيل أول من سجد من الملائكة، فجوزي بولاية اللوح المحفوظ، حكاه: أبو القاسم السهيلي في كتابه (التعريف والإعلام بما أبهم في القرآن من الأعلام).
 
وقال تعالى: وقال تعالى: { مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ } <ref>[{{مردخ|البقرة: 98]</ref>}}.
 
عطفهما على الملائكة لشرفهما، فجبريل: ملك عظيم، قد تقدم ذكره.
سطر 303:
وأما ملك الموت فليس بمصرح باسمه في القرآن، ولا في الأحاديث الصحاح، وقد جاء تسميته في بعض الآثار بعزرائيل، والله أعلم.
 
وقد قال الله تعالى: { قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ } <ref>[{{مردخ|السجدة: 11]</ref>}}.
 
وله أعوان يستخرجون روح العبد من جثته، حتى تبلغ الحلقوم، فيتناولها ملك الموت بيده، فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين، حتى يأخذوها منه، فيلقوها في أكفان تليق بها، كما قد بسط عند قوله: { يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ } <ref>[{{مردخ|إبراهيم: 27]</ref>}}.
 
ثم يصعدون بها، فإن كانت صالحة فتحت لها أبواب السماء، وإلا غلقت دونها، وألقى بها إلى الأرض، قال الله تعالى: { وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ * ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ } <ref>[{{مردخ|الأنعام: 61-62]</ref>}}.
 
وعن ابن عباس، ومجاهد، وغير واحد أنهم قالوا: إن الأرض بين يدي ملك الموت، مثل الطست يتناول منها حيث يشاء.
سطر 381:
وبالجملة، فهو خبر إسرائيلي مرجعه إلى كعب الأحبار، كما رواه عبد الرزاق في (تفسيره)، عن الثوري، عن موسى بن عقبة، عن سالم، عن ابن عمر، عن كعب الأحبار بالقصة، وهذا أصح إسنادًا، وأثبت رجالًا، والله أعلم.
 
ثم قد قيل: إن المراد بقوله { وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ } <ref>[{{مردخ|البقرة: 102]</ref>}}. قبيلان من الجان، قاله ابن حزم، وهذا غريب، وبعيد من اللفظ.
 
ومن الناس من قرأ { وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ } بالكسر، ويجعلهما علجين من أهل فارس. قاله الضحاك.
سطر 389:
ومن الملائكة المسمين في الحديث: منكر ونكير عليهما السلام.
 
وقد استفاض في الأحاديث ذكرهما في سؤال القبر، وقد أوردناها عند قوله تعالى: { يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ } <ref>[{{مردخ|إبراهيم: 27]</ref>}}.
 
وهما فتانا القبر، موكلان بسؤال الميت في قبره عن ربه، ودينه، ونبيه، ويمتحنان البر، والفاجر، وهما أزرقان أفرقان، لهما أنياب، وأشكال مزعجة، وأصوات مفزعة، أجارنا الله من عذاب القبر، وثبتنا بالقول الثابت آمين.
سطر 402:
 
ورواه مسلم من حديث ابن وهب به.
 
 
{{هامش محدود}}
 
 
{{البداية والنهاية/الجزء الأول}}
 
[[تصنيف: البداية والنهاية:الجزء الأول|{{صفحة فرعية}}]]
 
[[تصنيف: البداية والنهاية:الجزء الأول|{{صفحة فرعية}}]]