الفرق بين المراجعتين لصفحة: «البداية والنهاية/الجزء الأول/الأحاديث الواردة في خلق آدم»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط قالب مرجع داخلي وحذف هامش
سطر 29:
فقال: وأنا أعوذ بالله أن أرجع، ولم أنفذ أمره، فأخذ من وجه الأرض وخلطه، ولم يأخذ من مكان واحد، وأخذ من تربة بيضاء، وحمراء، وسوداء، فلذلك خرج بنو آدم مختلفين، فصعد به فبلَّ التراب حتى عاد طينًا لازبًا ». واللازب: هو الذي يلزق بعضه ببعض.
 
ثم قال للملائكة: { إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ } <ref>[{{مردخ|ص: 71-72]</ref>}}. فخلقه الله بيده لئلا يتكبر إبليس عنه، فخلقه بشرًا فكان جسدًا من طين أربعين سنة، من مقدار يوم الجمعة، فمرت به الملائكة ففزعوا منه لما رأوه، وكان أشدهم منه فزعًا إبليس، فكان يمر به فيضربه، فيصوت الجسد كما يصوت الفخار، يكون له صلصلة فلذلك حين يقول:
 
{ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ } ويقول لأمر ما خلقت، ودخل من فيه وخرج من دبره، وقال للملائكة: لا ترهبوا من هذا، فإن ربكم صمد وهذا أجوف، لئن سلطت عليه لأهلكته.
سطر 39:
فقال له الله: رحمك ربك.
 
فلما دخلت الروح في عينيه نظر إلى ثمار الجنة، فلما دخلت الروح في جوفه اشتهى الطعام، فوثب قبل أن تبلغ الروح إلى رجليه عجلان إلى ثمار الجنة، وذلك حين يقول الله تعالى: { خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ } <ref>[{{مردخ|الأنبياء: 37]</ref>}}.
 
{ فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ * إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ } <ref>[{{مردخ|الحجر: 30-31]</ref>}}، وذكر تمام القصة.
 
ولبعض هذا السياق شاهد من الأحاديث، وإن كان كثير منه متلقى من الإسرائيليات.
سطر 213:
« إن أول من جحد آدم » ثلاثًا؛ وذكره.
 
وقال الإمام مالك بن أنس في موطئه: عن زيد بن أبي أنيسة أن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب أخبره، عن مسلم بن يسار الجهني أن عمر بن الخطاب سئل عن هذه الآية: { وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى } الآية <ref>[{{مردخ|الأعراف: 172]</ref>}}.
 
فقال عمر بن الخطاب: سمعت رسول الله {{صل}} يسأل عنها فقال:
سطر 245:
فأما الحديث الذي رواه أحمد: حدثنا حسين بن محمد، حدثنا جرير يعني ابن حازم، عن كلثوم بن جبر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن النبي {{صل}} قال:
 
« إن الله أخذ الميثاق من ظهر آدم عليه السلام بنعمان يوم عرفة، فأخرج من صلبه كل ذرية ذراها، فنثرها بين يديه ثم كلمهم قبلًا، قال: { أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ * أَوْ تَقُولُوا.. } إلى قوله { الْمُبْطِلُونَ } <ref>[{{مردخ|الأعراف: 172-173]</ref>}} ».
 
فهو بإسناد جيد قوي على شرط مسلم.
سطر 269:
أخرجاه من حديث شعبة به.
 
وقال أبو جعفر الرازي: عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أبي بن كعب، في قوله تعالى: { وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ } <ref>[{{مردخ|الأعراف: 172]</ref>}} الآية، والتي بعدها، قال: فجمعهم له يومئذ جميعًا ما هو كائن منه إلى يوم القيامة، فخلقهم، ثم صورهم، ثم استنطقهم، فتكلموا، وأخذ عليهم العهد والميثاق، وأشهد عليهم أنفسهم، { أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى } الآية.
 
قال فإني أشهد عليكم السماوات السبع، والأرضين السبع، أشهد عليكم أباكم آدم، أن لا تقولوا يوم القيامة لم نعلم بهذا.
سطر 279:
فقال: يا رب لو سويت بين عبادك؟ فقال: إني أحببت أن أشكر.
 
ورأى فيهم الأنبياء مثل السرج، عليهم النور، وخصوا بميثاق آخر من الرسالة، والنبوة، فهو الذي يقول الله تعالى: { وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا } <ref>[{{مردخ|الأحزاب: 7]</ref>}}.
 
وهو الذي يقول: { فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ } <ref>[{{مردخ|الروم: 30]</ref>}}.
 
وفي ذلك قال: { هَذَا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولَى } <ref>[{{مردخ|النجم: 56]</ref>}}.
 
وفي ذلك قال: { وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ } <ref>[{{مردخ|الأعراف: 102]</ref>}}.
 
رواه الأئمة عبد الله بن أحمد، وابن أبي حاتم، وابن جرير، وابن مردويه، في تفاسيرهم، من طريق أبي جعفر.
سطر 335:
فقال: وما أصنع بهذا؟
 
قال: ابذره في الأرض فبذره. وكان كل حبة منها زنتها أزيد من مائة ألف، فنبتت، فحصده، ثم درسه، ثم ذراه، ثم طحنه، ثم عجنه، ثم خبزه، فأكله بعد جهد عظيم، وتعب، ونكد. وذلك قوله تعالى: { فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى } <ref>[{{مردخ|طه: 117]</ref>}}.
 
وكان أول كسوتهما: من شعر الضأن، جزَّاه، ثم غزلاه، فنسج آدم له جبة، ولحواء درعًا، وخمارًا.
سطر 344:
 
وذكروا أنه كان يولد له في كل بطن ذكر، وأنثى. وأمر أن يزوج كل ابن، أخت أخيه التي ولدت معه، والآخر بالأخرى، وهلم جرا. ولم يكن تحل أخت لأخيها الذي ولدت معه.
 
 
{{هامش}}
 
 
{{البداية والنهاية/الجزء الأول}}
 
[[تصنيف: البداية والنهاية:الجزء الأول|{{صفحة فرعية}}]]
 
[[تصنيف: البداية والنهاية:الجزء الأول|{{صفحة فرعية}}]]