الفرق بين المراجعتين لصفحة: «البداية والنهاية/الجزء الثاني/قصة عمرو بن مرة الجهني»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
Obaydb (نقاش | مساهمات)
استيراد تلقائي للمقالات - كتابة على الأعلى
ط قالب مرجع داخلي وحذف هامش
سطر 42:
وذكر شعرا قاله عمرو بن مرة في ذلك، كما هو مبسوط في المسند الكبير، وبالله الثقة وعليه التكلان.
 
وقال الله تعالى: <big> { وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقا غَلِيظا } </big> <ref>[{{مردخ|الأحزاب: 7]</ref>}}.
 
قال كثيرون من السلف لما: أخذ الله ميثاق بني آدم: يوم (ألست بربكم) أخذ من النبيين ميثاقا خاصا، وأكد مع هؤلاء الخمسة أولي العزم، أصحاب الشرائع الكبار، الذين أولهم نوح، وآخرهم محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
سطر 98:
وروى الحاكم في (مستدركه) من حديث عبد الرحمن بن زيد بن أسلم - وفيه كلام - عن أبيه، عن جده، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله {{صل}}: <big> « لما اقترف آدم الخطيئة قال: يا رب أسألك بحق محمد إلا غفرت لي. فقال الله: يا آدم كيف عرفت محمدا ولم أخلقه بعد؟ فقال: يا رب، لأنك لما خلقتني بيدك ونفخت في من روحك، رفعت رأسي فرأيت علي قوائم العرش مكتوبا: لا إله إلا الله محمد رسول الله، فعلمت أنك لم تضف إلي اسمك إلا أحب الخلق إليك. فقال الله: صدقت يا آدم إنه لأحب الخلق إلي، وإذ قد سألتني بحقه فقد غفرت لك، ولولا محمد ما خلقتك »</big>. <ref>قال البيهقي: تفرد به عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وهو ضعيف، والله أعلم.</ref>
 
وقد قال الله تعالى: <big> { وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ * فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } </big> <ref>[{{مردخ|آل عمران: 81-82]</ref>}}.
 
قال علي بن أبي طالب وعبد الله بن عباس رضي الله عنهما: ما بعث الله نبيا من الأنبياء، إلا أخذ عليه الميثاق لئن بعث محمد {{صل}} وهو حي ليؤمنن به، ولينصرنه، وأمره أن يأخذ الميثاق على أمته لئن بعث محمد وهم أحياء ليؤمنن به، ولينصرنه، وهذا تنويه وتنبيه على شرفه وعظمته في سائر الملل، وعلى ألسنة الأنبياء، وإعلام لهم ومنهم برسالته في آخر الزمان. وإنه أكرم المرسلين، وخاتم النبيين.
 
وقد أوضح أمره، وكشف خبره، وبين سره، وجلى مجده ومولده وبلده إبراهيم الخليل، في قوله عليه السلام حين فرغ من بناء البيت: <big> { رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } </big> <ref>[{{مردخ|البقرة: 129]</ref>}}.
 
فكان أول بيان أمره على الجلية والوضوح بين أهل الأرض على لسان إبراهيم الخليل، أكرم الأنبياء على الله بعد محمد صلوات الله عليه وسلامه عليهما وعلى سائر الأنبياء.
سطر 130:
وسيأتي الكلام على ذلك في موضعه إن شاء الله وبه الثقة وعليه التكلان.
 
وقال الله تعالى: <big> { الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } </big> الآية <ref>[{{مردخ|الأعراف: 157]</ref>}}.
 
قال الإمام أحمد: حدثنا إسماعيل عن الجريري، عن أبي صخر العقيلي، حدثني رجل من الأعراب قال: جلبت جلوبة إلى المدينة في حياة رسول الله {{صل}}.
سطر 178:
قال: أكره خلاف قومي، وعسى أن يتبعوك ويسلموا فأسلم.
 
وقال سلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن أبي محمد، عن عكرمة، عن ابن عباس أنه كان يقول: كتب رسول الله {{صل}} إلى يهود خيبر: <big> « بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله صاحب موسى وأخيه والمصدق بما جاء به موسى، ألا إن الله قال لكم: يا معشر يهود وأهل التوراة إنكم تجدون ذلك في كتابكم: إن محمدا: { مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعا سُجَّدا يَبْتَغُونَ فَضْلا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرا عَظِيما } <ref>[{{مردخ|الفتح: 29]</ref>}}. وإني أنشدكم بالله وبالذي أنزل عليكم، وأنشدكم بالذي أطعم من كان قبلكم من أسلافكم وأسباطكم المن والسلوى، وأنشدكم بالذي أيبس البحر لآبائكم حتى أنجاكم من فرعون وعمله، إلا أخبرتمونا هل تجدون فيما أنزل الله عليكم أن تؤمنوا بمحمد؟ فإن كنتم لا تجدون ذلك في كتابكم فلا كره عليكم، قد تبين الرشد من الغي، وأدعوكم إلى الله وإلى نبيه {{صل}} »</big>.
 
وقد ذكر محمد بن إسحاق بن يسار في كتاب (المبتدأ) عن سعيد بن بشير، عن قتادة، عن كعب الأحبار.
سطر 226:
قال: نجده محمد رسول الله، اسمه المتوكل، ليس بفظ، ولا غليظ، ولا صخاب في الأسواق، وأعطى المفاتيح، فيبصر الله به أعينا عورا، ويسمع آذانا وقرا، ويقيم به ألسنا معوجة، حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله واحد لا شريك له، يعين به المظلوم ويمنعه. وقد روي عن كعب من غير هذا الوجه.
 
وروى البيهقي عن الحاكم، عن أبي الوليد الفقيه، عن الحسن بن سفيان، حدثنا عتبة بن مكرم، حدثنا أبو قطن عمرو بن الهيثم، حدثنا حمزة بن الزيات، عن سليمان الأعمش، عن علي بن مدرك، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة: <big> { وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا } </big> <ref>[{{مردخ|القصص: 46]</ref>}}
 
قال: نودوا يا أمة محمد استجبت لكم قبل أن تدعوني، وأعطيتكم قبل أن تسألوني.
سطر 234:
والعلم بأنه موجود في كتب أهل الكتاب معلوم من الدين ضرورة، وقد دل على ذلك آيات كثيرة في الكتاب العزيز، تكلمنا عليها في مواضعها، ولله الحمد.
 
فمن ذلك قوله تعالى: <big> { الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ * وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ } </big> <ref>[{{مردخ|القصص: 52-53]</ref>}}.
 
وقال تعالى: <big> { الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ وَإِنَّ فَرِيقا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } </big> <ref>[{{مردخ|البقرة: 146]</ref>}}.
 
وقال تعالى: <big> { إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدا * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولا } </big> <ref>[{{مردخ|الإسراء: 107-108]</ref>}} أي: إن كان وعدنا ربنا بوجود محمد وإرساله لكائن لا محالة، فسبحان القدير على ما يشاء، لا يعجزه شيء.
 
وقال تعالى إخبارا عن القسيسين والرهبان: <big> { وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين } </big> <ref>[{{مردخ|المائدة: 83]</ref>}}
 
وفي قصة النجاشي، وسلمان، وعبد الله بن سلام، وغيرهم، كما سيأتي شواهد كثيرة لهذا المعنى، ولله الحمد والمنة.
سطر 246:
وذكرنا في تضاعيف قصص الأنبياء، ما تقدم الإشارة إليه من وصفهم لبعثة رسول الله {{صل}}، ونعته، وبلد مولده، ودار مهاجره، ونعت أمته، في قصة موسى، وشعيا، وأرمياء، ودانيال، وغيرهم.
 
وقد أخبر الله تعالى عن آخر أنبياء بني إسرائيل، وخاتمهم عيسى بن مريم، أنه قام في بني إسرائيل خطيبا قائلا لهم <big> { إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ } </big> <ref>[{{مردخ|الصف: 6]</ref>}}
 
وفي الإنجيل: البشارة بالفارقليط، والمراد: محمد {{صل}}.
سطر 280:
وتقدم قول الحبرين من اليهود لتبع اليماني حين حاصر أهل المدينة: إنها مهاجر نبي، يكون في آخر الزمان، فرجع عنها ونظم شعرا يتضمن السلام على النبي {{صل}}.
 
</div>
{{هامش}}
{{البداية والنهاية/الجزء الثاني}}
 
[[تصنيف: البداية والنهاية:الجزء الثاني|{{صفحة فرعية}}]]