الفرق بين المراجعتين لصفحة: «البداية والنهاية/الجزء الثاني/بيان طلب ذي القرنين عين الحياة»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
Obaydb (نقاش | مساهمات)
استيراد تلقائي للمقالات - كتابة على الأعلى
ط قالب مرجع داخلي وحذف هامش
سطر 18:
وقال: هذا مثل ابن آدم لا يشبع حتى يوارى بالتراب، فسجد له العلماء تكريما له وإعظاما، والله أعلم.
 
ثم ذكر تعالى أنه حكم في أهل تلك الناحية: <big> { قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنا * قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابا نُكْرا } </big> <ref>[{{مردخ|الكهف: 86- 87]</ref>}} أي: فيجتمع عليه عذاب الدنيا والآخرة، وبدأ بعذاب الدنيا لأنه أزجر عند الكافر.
 
<big> { وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرا } </big> <ref>[{{مردخ|الكهف: 89]</ref>}} فبدأ بالأهم وهو ثواب الآخرة، وعطف عليه الإحسان منه إليه، وهذا هو العدل والعلم والإيمان.
 
قال الله تعالى: <big> { ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبا } </big> أي: سلك طريقا راجعا من المغرب إلى المشرق، فيقال: إنه رجع في ثنتي عشر سنة
سطر 31:
وقد روي عن عبيد بن عمير، وابنه عبد الله، وغيرهما من السلف: أن ذا القرنين حج ماشيا، فلما سمع إبراهيم الخليل بقدومه تلقاه، فلما اجتمعا دعا له الخليل ووصاه بوصايا، ويقال: إنه جيء بفرس ليركبها فقال: لا أركب في بلد فيه الخليل، فسخر الله له السحاب وبشره إبراهيم بذلك، فكانت تحمله إذا أراد.
 
وقوله تعالى: <big> { ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبا * حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْما لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلا } </big> <ref>[{{مردخ|الكهف: 92-93]</ref>}} يعني غشما. يقال: إنهم هم الترك أبناء عم يأجوج ومأجوج. فذكروا له أن هاتين القبيلتين قد تعدوا عليهم وأفسدوا في بلادهم، وقطعوا السبل عليهم، وبذلوا له حملا وهو الخراج، على أن يقيم بينهم وبينهم حاجزا يمنعهم من الوصول إليهم، فامتنع من أخذ الخراج اكتفاء بما أعطاه الله من الأموال الجزيلة.
 
<big> { قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ } </big> ثم طلب منهم أن يجمعوا له رجالا وآلات ليبني بينهم وبينهم سدا، وهو الردم بين الجبلين وكانوا لا يستطيعون الخروج إليهم إلا من بينهما، وبقية ذلك بحار مغرقة وجبال شاهقة، فبناه كما قال تعالى من الحديد والقطر وهو النحاس المذاب، وقيل: الرصاص. والصحيح: الأول.
سطر 41:
<big> { فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي } </big> أي: الوقت الذي قدر خروجهم على الناس في آخر الزمان <big> { جَعَلَهُ دَكَّاءَ } </big> أي: مساويا للأرض ولا بد من كون هذا. ولهذا قال: <big> { وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقّا } </big>.
 
كما قال تعالى: <big> { حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ * وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ... } </big> الآية <ref>[{{مردخ|الأنبياء: 96-97]</ref>}}.
 
ولهذا قال ههنا: <big> { وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ } </big> يعني: يوم فتح السد على الصحيح.
سطر 59:
وممن جعلهما واحدا الإمام عبد الملك بن هشام راوي السيرة، وقد أنكر ذلك عليه الحافظ أبو القاسم السهيلي رحمه الله إنكارا بليغا، ورد قوله ردا شنيعا، وفرق بينهما تفريقا جيدا كما قدمنا قال: ولعل جماعة من الملوك المتقدمين تسموا بذي القرنين تشبها بالأول، والله أعلم.
 
</div>
{{هامش}}
{{البداية والنهاية/الجزء الثاني}}
 
[[تصنيف: البداية والنهاية:الجزء الثاني|{{صفحة فرعية}}]]