الفرق بين المراجعتين لصفحة: «البداية والنهاية/الجزء السادس/فصل البشارة برسول الله صلى الله عليه وسلم»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
Obaydb (نقاش | مساهمات)
استيراد تلقائي للمقالات - كتابة على الأعلى
ط قالب مرجع داخلي وحذف هامش
سطر 12:
فالذي يقطع به من كتاب الله وسنة رسوله ومن حيث المعنى أن رسول الله {{صل}} قد بشرت به الأنبياء قبله، وأتباع الأنبياء يعلمون ذلك ولكن أكثرهم يكتمون ذلك ويخفونه.
 
قال الله تعالى: { الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون * قل ياأيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السموات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون } <ref>[{{مردخ|الأعراف: 157- 158]</ref>}}.
 
وقال تعالى: { والذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق } <ref>[{{مردخ|الأنعام: 114]</ref>}}.
 
وقال تعالى: { الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون } <ref>[{{مردخ|البقرة: 146]</ref>}}.
 
وقال تعالى: { وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين ءأسلمتم فإن أسلموا فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما عليك البلاغ } <ref>[{{مردخ|آل عمران: 20]</ref>}}.
 
وقال تعالى: { هذا بلاغ للناس ولينذروا به } <ref>[{{مردخ|إبراهيم: 52]</ref>}}.
 
وقال تعالى: { لأنذركم به ومن بلغ } <ref>[{{مردخ|الأنعام: 19]</ref>}}.
 
وقال تعالى: { ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده } <ref>[{{مردخ|هود: 17]</ref>}}.
 
وقال تعالى: { لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين } <ref>[{{مردخ|يس: 70]</ref>}}.
 
فذكر تعالى: بعثته إلى الأميين، وأهل الكتاب، وسائر الخلق من عربهم وعجمهم، فكل من بلغه القرآن فهو نذير له.
سطر 42:
والمقصود أن البشارات به {{صل}} موجودة في الكتب الموروثة عن الأنبياء قبله حتى تناهت النبوة إلى آخر أنبياء بني إسرائيل - هو عيسى بن مريم - وقد قام بهذه البشارة في بني إسرائيل وقص الله خبره في ذلك.
 
فقال تعالى: { وإذ قال عيسى ابن مريم يابني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد } <ref>[{{مردخ|الصف: 6]</ref>}}.
 
فأخبار محمد - صلوات الله وسلامه عليه - بأن ذكره موجود في الكتب المتقدمة فيما جاء به من القرآن، وفيما ورد عنه من الأحاديث الصحيحة كما تقدم، وهو مع ذلك من أعقل الخلق باتفاق الموافق والمفارق، يدل على صدقه في ذلك قطعا لأنه لو لم يكن واثقا بما أخبر به من ذلك لكان ذلك من أشد المنفرات عنه، ولا يقدم على ذلك عاقل، والغرض أنه من أعقل الخلق حتى عند من يخالفه بل هو أعقلهم في نفس الأمر، ثم إنه قد انتشرت دعوته في المشارق والمغارب، وعمت دولة أمته في أقطار الآفاق عموما لم يحصل لأمة من الأمم قبلها، فلو لم يكن محمد {{صل}} نبيا لكان ضرره أعظم من كل أحد، ولو كان كذلك لحذر عنه الأنبياء أشد التحذير، ولنفروا أممهم منه أشد التنفير فإنهم جميعهم قد حذروا من دعاة الضلالة في كتبهم، ونهوا أممهم عن اتباعهم والإقتداء بهم، ونصوا على المسيح الدجال الأعور الكذاب، حتى قد أنذر نوح - وهو أول الرسل قومه - ومعلوم أنه لم ينص نبي من الأنبياء على التحذير من محمد ولا التنفير عنه ولا الإخبار عنه بشيء خلاف مدحه والثناء عليه، والبشارة بوجوده، والأمر باتباعه، والنهي عن مخالفته والخروج من طاعته قال الله تعالى: { وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال ءأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين } <ref>[{{مردخ|آل عمران: 81]</ref>}}.
 
قال ابن عباس رضي الله عنهما: ما بعث الله نبيا إلا أخذ عليه الميثاق لئن بعث محمد وهو حي ليؤمنن به ولينصرنه، وأمره أن يأخذ على أمته الميثاق لئن بعث محمد وهم أحياء ليؤمنن به وليتبعنه.
سطر 64:
وأيضا في آخر السفر الخامس - وهو آخر التوراة التي بأيديهم -: جاء الله من طور سيناء، وأشرق من ساعير، واستعلن من جبال فاران، وظهر من ربوات قدسه عن يمينه نور، وعن شماله نار، عليه تجتمع الشعوب أي: جاء أمر الله وشرعه من طور سيناء - وهو الجبل الذي كلم الله موسى عليه السلام عنده - وأشرق من ساعير وهي جبال بيت المقدس - المحلة التي كان بها عيسى بن مريم عليه السلام - واستعلن أي ظهر وعلا أمره من جبال فاران - وهي جبال الحجاز بلا خلاف - ولم يكن ذلك إلا على لسان محمد {{صل}} فذكر تعالى هذه الأماكن الثلاثة على الترتيب الوقوعي، ذكر محلة موسى، ثم عيسى، ثم بلد محمد {{صل}} ولما أقسم تعالى بهذه الأماكن الثلاثة ذكر الفاضل أولا ثم الأفضل منه، ثم الأفضل منه على قاعدة القسم.
 
فقال تعالى: { والتين والزيتون } <ref>[{{مردخ|التين: 1]</ref>}}.
 
والمراد بها محلة بيت المقدس حيث كان عيسى عليه السلام.
 
{ وطور سينين } <ref>[{{مردخ|التين: 2]</ref>}}. وهو الجبل الذي كلم الله عليه موسى.
 
{ وهذا البلد الأمين } <ref>[{{مردخ|التين: 3]</ref>}}. وهو البلد الذي ابتعث منه محمدا {{صل}} قاله غير واحد من المفسرين في تفسير هذه الآيات الكريمات.
 
وفي زبور داود عليه السلام صفة هذه الأمة بالجهاد والعبادة، وفيه مثل ضربه لمحمد {{صل}} بأنه ختام القبة المبنية.
سطر 76:
كما ورد به الحديث في الصحيحين: « مثلي ومثل الأنبياء قبلي كمثل رجل بنى دارا فأكملها إلا موضع لبنة فجعل الناس يطيفون بها ويقولون: هلا وضعت هذه اللبنة؟ »
 
ومصداق ذلك أيضا في قوله تعالى: { ولكن رسول الله وخاتم النبيين } <ref>[{{مردخ|الأحزاب: 40]</ref>}}.
 
وفي الزبور صفة محمد {{صل}} بأنه ستنبسط نبوته ودعوته وتنفذ كلمته من البحر إلى البحر، وتأتيه الملوك من سائر الأقطار طائعين بالقرابين والهدايا، وأنه يخلص المضطر ويكشف الضر عن الأمم، وينقذ الضعيف الذي لا ناصر له، ويصلى عليه في كل وقت، ويبارك الله عليه في كل يوم، ويدوم ذكره إلى الأبد، وهذا إنما ينطبق على محمد {{صل}}.
 
وفي صحف شعيا في كلام طويل فيه معاتبة لبني إسرائيل وفيه: فإني أبعث إليكم وإلى الأمم نبيا أميا ليس بفظ ولا غليظ القلب، ولا سخاب في الأسواق، أسدده لكل جميل، وأهب له كل خلق كريم، ثم أجعل السكينة لباسه، والبر شعاره، والتقوى في ضميره، والحكمة معقوله، والوفاء طبيعته، والعدل سيرته، والحقع شريعته، والهدى ملته، والإسلام دينه، والقرآن كتابه، أحمد اسمه، أهدي به من الضلالة، وأرفع به بعد الخمالة، وأجمع به بعد الفرقة، وأؤلف به بين القلوب المختلفة، وأجعل أمته خير أمة أخرجت للناس، قرابينهم دماؤهم، أناجليهم في صدورهم، رهبانا بالليل، ليوثا بالنهار { ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم } <ref>[{{مردخ|الحديد: 21]</ref>}}.
 
وفي الفصل الخامس من كلام شعيا: يدوس الأمم كدوس البيادر، وينزل البلاء بمشركي العرب وينهزمون قدامه.
سطر 114:
وفي الإنجيل يقول عيسى عليه السلام: إني مرتق إلى جنات العلى، ومرسل إليكم الفارقليط روح الحق يعلمكم كل شيء، ولم يقل شيئا من تلقاء نفسه، والمراد بالفارقليط: محمد - صلوات الله وسلامه عليه -.
 
وهذا كما تقدم عن عيسى أنه قال: { ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد } <ref>[{{مردخ|الصف: 6]</ref>}}.
 
وهذا باب متسع، ولو تقصينا جميع ما ذكره الناس لطال هذا الفصل جدا، وقد أشرنا إلى نبذ من ذلك يهتدي بها من نور الله بصيرته وهداه إلى صراطه المستقيم، وأكثر هذه النصوص يعلمها كثير من علمائهم وأحبارهم، وهم مع ذلك يتكاتمونها ويخفونها.
سطر 146:
قال: فهلل رسول الله {{صل}} وكبر وهلل وكبر ثم قال: « والذي نفس محمد بيده إنني لأنا هو، وإن من أمتي لأكثر من سبعين ألفا وسبعين وسبعين ».
 
{{هامش}}
</div>
{{البداية والنهاية/الجزء السادس}}
 
[[تصنيف:البداية والنهاية:الجزء السادس|{{صفحة فرعية}}]]