الفرق بين المراجعتين لصفحة: «هداية الحيارى/تحريف التوراة والإنجيل»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
Obayd (نقاش | مساهمات)
تصنيف using AWB
ط استبدال أقواس
 
سطر 24:
ففيها: عن لوط رسول الله أنه خرج من المدينة، وسكن في كهف الجبل، ومعه ابنتاه، فقالت الصغرى للكبرى: قد شاخ أبونا فارقدي بنا معه لنأخذ منه نسلا فرقدت معه الكبرى ثم الصغرى. ثم فعلتا ذلك في الليلة الثانية، وحملتا منه بولدين: مواب وعمون، فهل يحسن أن يكون نبي رسول كريم على الله يوقعه الله سبحانه في مثل هذه الفاحشة العظيمة في آخر عمره، ثم يذيعها عنه، ويحكيها للأمم؟
 
وفيها: ((«أن الله تجلى لموسى في طور سيناء، وقال له بعد كلام كثير: أدخل يدك في حجرك، وأخرجها مبروصة كالثلج))» وهذا من النمط الأول.
 
والله سبحانه لم يتجل لموسى، وإنما أمره أن يدخل يده في جيبه، وأخبره أنها تخرج بيضاء من غير سوء، أي من غير برص.
 
وفيها: أن هارون هو الذي صاغ لهم العجل، وهذا إن لم يكن من زياداتهم، وافترائهم، فهارون، اسم السامري الذي صاغه ليس هو بهرون أخي موسى. وفيها أن الله قال لإبراهيم: ((«اذبح ابنك بكرك إسحاق))» وهذا من بهتهم وزيادتهم في كلام الله، فقد جمعوا بين النقيضين؛ فإن بكره: هو إسماعيل، فإنه بكر أولاده، وإسحاق إنما بشر به على الكبر بعد قصة الذبح.
 
وفيها: ((«ورأى الله أن قد كثر فساد الآدميين في الأرض، فندم على خلقهم، وقال: سأذهب الآدمي الذي خلقت على الأرض، و الخشاش، وطيور السماء، لأني نادم على خلقها جدا))» تعالى الله عن إفك المفترين، وعما يقول الظالمون علوا كبيرا.
 
وفيها: ((«أن الله سبحانه وتعالى علوا كبيرا تصارع مع يعقوب، فضرب به يعقوب الأرض))».
 
وفيها: ((«أن يهوذا بن يعقوب النبي زوّج ولده الأكبر من امرأة، يقال لها: تامار، فكانت يأتيها مستدبرا فغضب الله من فعله، فأماته فزوج يهوذا ولده الآخر بها، فكان إذا دخل بها أمنى على الأرض، علما بأنه إن أولدها كان أول الأولاد مدعوا باسم أخيه، ومنسوبا إلى أخيه، فكره الله ذلك من فعله، فأماته فأمرها يهوذا باللحاق ببيت أبيها إلى أن يكبر ولده شيلا، ويتم عقله. ثم ماتت زوجته يهوذا، وذهب إلى منزله ليجز غنمه، فلما أخبرت تامار لبست زي الزواني، وجلست على طريقه، فلما مر بها خالها زانية فراودها فطالبته بالأجرة، فوعدها بجدي، ورمى عندها عصاه وخاتمه، فدخل بها فعلقت منه بولد، ومن هذا الولد كان داود النبي))». فقد جعلوه ولد زنا كما جعلوا المسيح ولد زنا، ولم يكفهم ذلك حتى نسبوا ذلك إلى التوراة، وكما جعلوا ولدي لوط ولدي زنا، ثم نسبوا داود وغيره من أنبيائهم إلى ذينك الولدين.
 
وأما فريتهم على الله ورسله وأنبيائه، ورميهم لرب العالمين ورسله بالعظائم، فكثير جدا، كقولهم: إن الله استراح في اليوم السابع من خلق السموات والأرض، فأنزل الله عز وجل على رسوله تكذيبهم، بقوله: (ولقد خلقنا السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام، وما مسنا من لغوب).
سطر 44:
وقولهم: (لن تمسنا النار إلا أياما معدودة).
 
وقولهم: ((«إن الله تعالى بكي على الطوفان حتى رمدت عيناه، وعادته الملائكة))». وقولهم الذي حكيناه آنفا: ((«أن الله ندم على خلق بني آدم))» وأدخلوا هذه الفرية في التوراة.
 
وقولهم: عن لوط أنه وطئ ابنتيه، وأولدهما ولدين نسبوا إليهما جماعة من الأنبياء.
سطر 52:
فتجرؤا على رب العالمين بهذه المناجاة القبيحة، كأنهم ينخونه بذلك لينتخي لهم ويحتمي، كأنهم يخبرونه أنه قد اختار الخمول لنفسه وأحبابه، فيهزونه بهذا الخطاب للنباهة واشتهار الصيت، قال بعض [[إفحام اليهود|أكابرهم]] بعد إسلامه: فترى أحدهم إذا تلا هذه الكلمات في الصلاة يقشعر جلده، ولا يشك أن كلامه يقع عند الله بموقع عظيم، وأنه يؤثر في ربه، ويحركه، ويهزه، وينخيه.
 
وعندهم في توراتهم: ((«أن موسى صعد الجبل مع مشايخ أمته، فأبصروا الله جهرة، وتحت رجليه كرسي منظره كمنظر البلور))».
 
وهذا من كذبهم وافترائهم على الله، وعلى التوراة، وعندهم في توراتهم: ((«أن الله سبحانه لما رأى فساد قوم نوح، وأن شرهم قد عظم، ندم على خلق البشر في الأرض وشق عليه))».
 
وعندهم في توراتهم أيضا: ((«أن الله ندم على تمليكه شاؤل على إسرائيل))». وعندهم فيها: ((«أن نوحا لما خرج من السفينة بنى بيتا مذبحا، وقرب عليه قرابين، واستنشق الله رائحة القتار، فقال في ذاته: لن أعاود لعنة الأرض بسبب الناس، لأن خاطر البشر مطبوع على الرداءة، ولن أهلك جميع الحيوان كما صنعت))».
 
{{هداية الحيارى}}