الفرق بين المراجعتين لصفحة: «هداية الحيارى/ما عوض به إبليس والنصارى وكل مستكبر عن حق»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
Obayd (نقاش | مساهمات)
تصنيف using AWB
ط استبدال أقواس
سطر 21:
فليتأمل العاقل لعب الشيطان بعقول هذا الخلق، وضحكه عليهم واستهزاءه بهم.
 
قول المسيح: ((«إذا انطلقت أرسلته إليكم))» معناه: أني أرسله بدعاء ربي وطلبي منه أن يرسله، كما يطلب الطالب من ولي الأمر أن يرسل رسولا أو أن يولي نائبا أو يعطي أحدا، فيقول: أنا أرسلت هذا ووليته وأعطيته. يعني أني كنت سببا في ذلك؛ فإن الله سبحانه إذا قضى أن يكون الشيء فإنه يقدر له أسبابا يكون بها، ومن تلك الأسباب دعاء بعض عباده بأن يفعل ذلك، فيكون في ذلك من النعمة إجابة دعائه مضافا إلى نعمته بإيجاد ما قضى كونه، ومحمد {{صل}} قد دعا به الخليل أبوه، فقال:
 
(ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك، ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم، إنك أنت العزيز الحكيم).
 
مع أن الله سبحانه قد قضى بإرساله، وأعلن باسمه قبل ذلك، كما قيل له: يا رسول الله، متى كنت نبيا؟ فقال: ((«وآدم بين الروح والجسد))»، وقال: ((«إني عند الله لمكتوب خاتم النبيين، وإن آدم لمنجدل في طينته))».
 
وهذا كما قضى الله سبحانه نصره يوم بدر، ومن أسباب ذلك استعانته بربه ودعاؤه وابتهاله بالنصر، وكذلك ما يقضيه من إنزال الغيث قد يجعله بسبب ابتهال عباده ودعائهم وتضرعهم إليه، وكذلك ما يقضيه من مغفرة ورحمة وهداية ونصر قد يسبب له أدعية يحصل بها ممن ينال ذلك، أو من غيره، فلا يمتنع أن يكون المسيح سأل ربه بعد صعوده أن يرسل أخاه محمدا إلى العالم، ويكون ذلك من أسباب الرسالة المضافة إلى دعوة أبيه إبراهيم، لكن إبراهيم سأل ربه أن يرسله في الدنيا فلذلك ذكره الله سبحانه، وأما المسيح فإنما سأله بعد رفعه وصعوده إلى السماء.
 
وتأمل قول المسيح: ((«إني لست أدعكم أيتاما لأني سآتيكم عن قريب))» كيف هو مطابق لقول أخيه محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليهما، ((«ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا، وإماما مقسطا، فيقتل الخنزير، ويكسر الصليب، ويضع الجزية))» وأوصى أمته بأن ((«يقرئه السلام منه من لقيه منهم))» وفي حديث آخر: ((«كيف تهلك أمة أنا في أولها وعيسى في آخرها.
 
{{هداية الحيارى}}