الفرق بين المراجعتين لصفحة: «هداية الحيارى/نصارى نجران»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
Obayd (نقاش | مساهمات)
تصنيف using AWB
ط استبدال أقواس
 
سطر 11:
وذكر يونس بن بكير، عن سلمة بن عبد يسوع، عن أبيه، عن جده، قال يونس: وكان نصرانيا، فأسلم، إن رسول الله {{صل}} كتب إلى أهل نجران:
 
((«بسم إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب، من محمد النبي رسول الله إلى أسقف نجران، وأهل نجران، سلم أنتم. إني أحمد إليكم إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب، أما بعد:
 
فإني أدعوكم إلى عبادة الله من عبادة العباد، وأدعوكم إلى ولاية الله من ولاية العباد، فإن أبيتم فالجزية، فإن أبيتم فقد آذنتكم بحرب والسلام))»، فلما أتى الأسقف الكتاب فقرأه فظع به وزعره ذعرا شديدا، فبعث إلى رجل من أهل عمان، يقال له: شرحبيل بن وداعة، وكان من همدان، ولم يكن أحد يدعى إلى معضلة قبله.
 
فدفع الأسقف كتاب رسول الله {{صل}} إلى شرحبيل، فقرأه، فقال الأسقف: ما رأيك يا أبا مريم؟ فقال شرحبيل: قد علمت ما وعد الله إبراهيم في ذرية إسماعيل من النبوة، فما نأمن من أن يكون هذا هو ذاك الرجل، ليس لي في النبوة رأي، لو كان أمر من الدنيا أشرت عليك فيه برأي وجهدت لك. فقال الأسقف: تنح فاجلس، فتنحي فجلس ناحية، فبعث الأسقف إلى رجل من أهل نجران، يقال له: عبد الله بن شرحبيل وهو من ذي أصبح من حمير، فأقرأه الكتاب، وسأله عن الرأي فيه، فقال له مثل قول شرحبيل، فأمره الأسقف فتنحى.
سطر 31:
فقالا لعلي بن آبي طالب: وهو في القوم ما ترى يا أبا الحسن في هؤلاء القوم؟ فقال علي لعثمان و عبد الرحمن: أرى أن يضعوا حللهم هذه وخواتيمهم، ويلبسوا ثياب سفرهم ثم يعودون إليه، ففعل وفد نجران ذلك، ووضعوا حللهم وخواتيمهم، ثم عادوا إلى رسول الله {{صل}} فسلموا عليه فرد عليهم سلامهم، ثم قال:
 
((«والذي بعثني بالحق لقد أتوني المرة الأولى، وإن إبليس لمعهم))»، ثم سألهم وسألوه فلم تزل به وبهم المسألة حتى قالوا له: ما تقول في عيسى، فإنا نحب أن نعلم ما تقول فيه، فأنزل الله عز وجل: (إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من من تراب ثم قال له كن فيكون، الحق من ربك فلا تكن من الممترين فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبنائنا وأبنائكم، ونسائنا ونسائكم، وأنفسنا وأنفسكم، ثم نبتهل، فنجعل لعنة الله على الكاذبين)، فأبوا أن يقروا بذلك.
 
فلما أصبح رسول الله {{صل}} الغد بعدما أخبرهم الخبر أقبل مشتملا على الحسن والحسين في خميلة له، وفاطمة تمشي عند ظهره إلى الملاعنة، وله يومئذ عدة نسوة، فقال شرحبيل لصاحبيه:
سطر 37:
فما الرأي يا أبا مريم؟ فقد وضعتك الأمور على ذراع فهات رأيك، فقال:
رأيي أن أحكمه، فإني أرى الرجل لا يحكم شططا أبدا، فقالا له: أنت وذاك، فلقي شرحبيل رسول الله {{صل}}، فقال: إني قد رأيت خيرا من ملاعنتك، فقال:
((«وما هو))»، قال شرحبيل:
حكمتك اليوم إلى الليل، وليلتك إلى الصباح، فمهما حكمت فينا فهو جائز، فقال رسول الله {{صل}}: ((«لعل وراءك أحدا يثرب عليك))» فقال له شرحبيل: سل صاحبي، فسألهما فقالا: ما نرد الموارد، ولا نصدر المصادر، إلا عن رأي شرحبيل.
 
فرجع رسول الله {{صل}} ولم يلاعنهم، حتى إذا كان الغد أتوه فكتب لهم كتاب صلح وموادعه، فقبضوا كتابهم وانصرفوا إلى نجران، فتلقاهم الأسقف، ووجوه نجران على مسيرة ليله من نجران، ومع الأسقف أخ له من أمه، وهو ابن عمه من النسب، يقال له أبو علقمة.