الفرق بين المراجعتين لصفحة: «إعلان استقلال للفضاء السبراني»

يا حكومات العالم الصناعي، يا عمالقةً بالينَ من لحم و فولاذ، آتي إليكم من الفضاء السَيْبَرْنِتِيِّ،السِبرانيّ، الموطن الجديد للعقل. باسم المستقبل، أسألكم يا من تنتمون للماضي أن تدعونا لشأننا؛ لستم أهلاً و لا تحلِّون سهلاً؛ و لا سلطان لكم حيث نجتمع.

تستمد الحكومات قوتها المُسْتَحَقَّةَ من رضوخ المحكومين، و أنتم لم تطلبوا خضوعنا ولا نحن أعلنّاه لكم. نحن لم ندْعُكُم. أنتم لا تعرفوننا و لا تعرفون عالمنا. الفضاء السيبرنتيالسبراني لا يقع داخل حدودكم، فلا تظنوا أنكم يمكنميمكنكم إنشاؤه كما لو كان مشروع مرفق عمومي، فأنتم لا تستطيعون ذلك. إنه من فعل الطبيعة و هو يُنمي ذاته من خلال عملنا الجمعي.

يتكون الفضاء السيبرنتيالسِّبراني من تبادلات و علاقاتعلاقات، و من الفكر ذاته؛ كلها مصفوفة كموجة ناتئة في شبكة اتصالاتنا. عالمنا موجود في كل مكان و في اللامكان في الآن ذاته، لكنه ليس حيث تعيش الأجساد.

هوياتنا لا أجساد لها، لذا فعلى غير حالكم، لا يمكننا إرساء النظام عن طريق الإكراه الجسدي. نحن نؤمن أنه عن طريق الأخلاق و المصلحة الخاصة المستنيرة و الصالح العام، ستنشأ حاكميتنا. هوياتنا قد تكون موزعة على عديد من قضاءاتكم، إلا أن القانون الأوحد الذي تعترف به ثقافاتنا المكِّونةالمكوِّنة هو القاعدة الذهبية. نأمل أن نستطيع أن نقيم حلولنا الموائمة على هذا الأساس، إلا أننا لا نقبل الحلول التي تحاولون فرضها علينا.

أنتم تخشون أبنائكم، لأنهم أصلاءأُصلاء في عالم ستظلون أنتم دائما مهاجرين إليه. و لأنكم تخشونهم فأنتم توكلون إلى بيروقراطياتِكم مسؤولياتَكم الأبوية التي تخشون أن تواجهون أنفسكم بها. في عالمنا كل الأهواء و التجليات البشرية، من أدناها إلى أسماها، جزءٌ من كلٍ غير متمايز هو حوار البتَّات العالمي. نحن لا يمكننا أن نميز ما بين الهواء الذي يَخنُق و الهواء الذي تُحلِّق عليه الأجنحة.

في الصين و ألمانيا و فرنسا و روسيا و سنغافورة و إيطاليا و الولايات المتحدة الأمريكية تحاولون درء ڤيروس الحرية بإقامة نقاط حراسة على طول جبهة الفضاء السيبرنتيالسِّبراني. قد يصد هذا العدوى لوقت قصير لكنه لن يفلح في العالم الذي سوف يلتحف قريبا بميديا حاملةٍ البتات.

إن صناعاتكم المعلوماتية الباطلة تحاول إرجاء أجلها عن طريق اقتراح تشريعات، في أمريكا و في غيرها، تَدَّعي ملكية حتى الكلام ذاته في أنحاء العالم. هذه القوانين ستعامِل الأفكار كمنتج صناعي، لا يسمو على الحديد الزردالزَّرد. في عالمنا، كل ما يمكن للعقل البشري أن يخلقه يمكن أن يُنسخ و يوزع بلا حدود و بلا كلفة. لم يعد انتقال الأفكار يحتاج مصانعكم ليتحقق.

سوف نخلق حضارة للعقل في الفضاء السيبرنتيالسبراني. عسى أن تكون أكثر إنسانية و عدلا من العالم الذي صنعته حكوماتكم من قبل.

الأسماء بين أقواس مربعة هي إضافات من عند المترجم للتوضيح.