الفرق بين المراجعتين لصفحة: «مستخدم:Obayd/مسودة ه»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
Obayd (نقاش | مساهمات)
لا ملخص تعديل
Obayd (نقاش | مساهمات)
لا ملخص تعديل
سطر 1:
 
=كتاب الوضوء=
==مختصر المختصر من المسند الصحيح عن النبي {{صل}} بنقل العدل عن العدل موصولا إليه {{صل}} من غير قطع في أثناء الإسناد ولا حرج في ناقلي الأخبار التي نذكرها بمشيئة الله تعالى==
===باب ذكر الخبر الثابت عن النبي {{صل}} بأن إتمام الوضوء من الإسلام===
1 - حدثنا أبو يعقوب يوسف بن واضح الهاشمي ثنا المعتمر بن سليمان عن أبيه عن يحيى بن يعمر قال:
« قلت: - يعني لعبد الله بن عمر - يا أبا عبد الرحمن إن أقواما يزعمون أن ليس قدر قال: هل عندنا منهم أحد؟ قلت: لا قال: فأبلغهم عني إذا لقيتهم إن ابن عمر يبرأ إلى الله منكم وأنتم براء منه ثم قال: حدثني عمر ابن الخطاب قال: بينما نحن جلوس عند رسول الله {{صل}} في أناس إذ جاء رجل ليس عليه سحناء سفر وليس من أهل البلد يتخطى حتى ورد فجلس بين يدي رسول الله {{صل}} فقال: يا محمد ما الإسلام؟ قال: الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأن تقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتحج البيت وتعتمر وتغتسل من الجنابة وأن تتم الوضوء وتصوم رمضان قال: فإذا فعلت ذلك فأنا مسلم؟ قال: نعم قال: صدقت »
وذكر الحديث بطوله في السؤال عن الإيمان والإحسان والساعة
===باب ذكر فضائل الوضوء يكون بعده صلاة مكتوبة===
2 - حدثنا محمد بن بشار ثنا يحيى بن سعيد القطان وثنا محمد بن العلاء بن كريب ثنا أبو أسامة وثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي ثنا سفيان كلهم عن هشام بن عروة حدثني أبي عن حمران بن أبان أنه أخبر
« قال: رأيت عثمان بن عفان دعا بوضوء فتوضأ على البلاط فقال: أحدثكم بحديث سمعته من رسول الله {{صل}} يقول: سمعت رسول الله {{صل}} يقول: من توضأ فأحسن الوضوء وصلى غفر له ما بينه وبين الصلاة الأخرى »
هذا لفظ حديث يحيى بن سعيد <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب ذكر فضل الضوء ثلاثا ثلاثا يكون بعده صلاة تطوع لا يحدث المصلي فيها نفسه===
3 - أخبرنا أبو طاهر محمد ثنا أبو بكر محمد بن إسحاق ثنا يونس بن عبد الأعلى الصدفي ثنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب وأخبرني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أن ابن وهب أخبرهم قال: أخبرني يونس عن ابن شهاب أن عطاء بن يزيد الليثي أخبره أن حمران مولى عثمان أخبره
« أن عثمان بن عفان دعا يوما بوضوء فتوضأ فغسل كفيه ثلاث مرات واستنثر ثم غسل وجهه ثلاث مرات ثم غسل يده اليمنى إلى المرفق ثلاث مرات ثم غسل يده اليسرى مثل ذلك ثم مسح برأسه ثم غسل رجله اليمنى إلى الكعبين ثلاث مرات ثم غسل رجله اليسرى مثل ذلك ثم قال: رأيت رسول الله {{صل}} توضأ نحو وضوئي هذا ثم قال: رسول الله {{صل}}: من توضأ نحو وضوئي هذا ثم قام فركع ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه »
قال: ابن شهاب: وكان علماؤنا يقولون هذا الوضوء أسبغ ما يتوضأ به أحد للصلاة
===باب ذكر حط الخطايا بالوضوء من غير ذكر صلاة تكون بعده===
4 - أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا يونس ابن عبد الأعلى الصدفي أخبرنا ابن وهب أن مالكا حدثه عن سهيل ابن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة
« أن رسول الله {{صل}} قال: إذا توضأ العبد المسلم أو المؤمن فغسل وجهه خرجت من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء أو مع آخر قطر الماء فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة كان بطشتها يداه مع الماء أو مع آخر قطر الماء فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء أو مع آخر قطر الماء حتى يخرج نقيا من الذنوب »
===باب ذكر حط الخطايا ورفع الدرجات في الجنة بإسباغ الوضوء على المكاره وإعطاء منتظر الصلاة بعد الصلاة أجر المرابط في سبيل الله===
5 - أخبرنا أبو طاهر أخبرنا أبو بكر ثنا علي بن حجر السعدي ثنا إسماعيل - يعني ابن جعفر - ثنا العلاء - وهو ابن عبد الرحمن - وحدثنا بشر بن معاذ العقدي ثنا يزيد بن زريع ثنا روح بن القاسم ثنا العلاء وحدثنا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا ابن وهب أن مالكا حدثه عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال:
« قال رسول الله {{صل}}: ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرباط لفظا واحدا غير أن علي بن حجر قال: فذلكم الرباط مرة »
وقال: يونس في حديثه: ألا أخبركم بما يمحو الله به الخطايا ولم يقل: قالوا بلى
===باب ذكر علامة أمة النبي {{صل}} الذين جعلهم الله خير أمة أخرجت للناس بآثار الوضوء يوم القيامة علامة يعرفون بها في ذلك اليوم===
6 - أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا علي بن حجر السعدي ثنا إسماعيل - يعني ابن جعفر - ثنا العلاء عن أبيه عن أبي هريرة وحدثنا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا ابن وهب أن مالك بن أنس حدثه عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة وحدثنا بندار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن العلاء وحدثنا أبو موسى قال: حدثني محمد بن جعفر حدثنا شعبة قال: سمعت العلاء عن أبيه عن أبي هريرة وحدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي أخبرنا بن علية عن روح بن القاسم عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب عن أبيه عن أبي هريرة قال:
« خرج رسول الله {{صل}} إلى المقبرة فسلم على أهلها وقال: سلام عليكم أهل دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون وددت أنا قد رأينا إخواننا قالوا: أو لسنا بإخوانك يا رسول الله؟ قال: أنتم أصحابي وإخواني قوم لم يأتوا بعد وأنا فرطكم على الحوض قالوا: وكيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك يا رسول الله؟ قال: أرأيتم لو أن رجلا له خيل غر محجلة بين ظهري خيل بهم دهم ألا يعرف خيله؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: فإنهم يأتون غرا محجلين من أثر الوضوء وأنا فرطهم على الحوض ألا ليذادن رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضال أناديهم: ألا هلم فيقال: إنهم قد أحدثوا بعدك وأقول: سحقا سحقا »
هذا لفظ حديث ابن علية
===باب استحباب تطويل التحجيل بغسل العضدين في الوضوء إذ الخلية تبلغ مواضع الوضوء يوم القيامة بحكم النبي المصطفى {{صل}}===
7 - أخبرنا أبو طاهر حدثنا أبو بكر ثنا إبراهيم بن يوسف الصيرفي الكوفي ثنا ابن إدريس عن أبي مالك الأشجعي عن أبي حازم قال:
« رأيت أبا هريرة يتوضأ فجعل يبلغ بالوضوء قريبا من إبطه فقلت له فقال: إني سمعت رسول الله {{صل}} يقول: إن الحلية تبلغ مواضع الطهور »
===باب نفي قبول الصلاة بغير وضوء بذكر خبر مجمل غير مفسر===
8 - أخبرنا أبو طاهر أخبرنا أبو بكر ثنا محمد بن بشار ثنا محمد بن جعفر وثنا الحسين بن محمد الزارع ثنا يزيد بن زريع وحدثنا يحيى بن حكيم ثنا أبو داود قالوا جميعا: حدثنا شعبة - وهذا لفظ حديث بندار - عن سماك بن حرب عن مصعب بن سعد قال:
« مرض ابن عامر فجعلوا يثنون عليه وابن عمر ساكت فقال: أما إني لست بأغشهم ولكن رسول الله {{صل}} قال: لا يقبل الله صلاة بغير طهور ولا صدقة من غلول »
9 - أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا الحسن بن سعيد أبو محمد القزاز الفارسي - سكن بغداد - بخبر غريب الإسناد قال: ثنا غسان بن عبيد الموصلي ثنا عكرمة بن عمار عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال:
« قال رسول الله {{صل}}: لا تقبل صلاة إلا بطهور ولا صدقة من غلول »
10 - أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا أبو عمار الحسن بن حريث ثنا عبد العزيز ابن أبي حازم عن كثير - وهو ابن يزيد - عن الوليد - وهو ابن رباح - عن أبي هريرة
« عن النبي {{صل}} قال: لا يقبل الله صلاة بغير طهور ولا صدقة من غلول » {{مردخ|قال الأعظمي: قال الهيثمي في المجمع: رواه البزار وفيه كثير بن زيد الأسلمي وثقه ابن حبان وابن معين في رواية وقال أبو زرعة: صدوق فيه لين وضعفه النسائي وقال محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي: ثقة </ref>
===باب ذكر الخبر المفسر للفظة المجملة التي ذكرتها===
والدليل على أن النبي {{صل}} إنما نفى قبول الصلاة لغير المتوضئ المحدث الذي قد أحدث حدثا يوجب الوضوء لا كل قائم إلى الصلاة وأن كان غير محدث حدثا يوجب الوضوء
11 - أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم وعمي إسماعيل بن خزيمة قالا: حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة قال:
« قال رسول الله {{صل}}: لا تقبل صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ »
===باب ذكر الدليل على أن الله عز وجل إنما أوجب الوضوء على بعض القائمين إلى الصلاة===
لا على كل قائم إلى الصلاة في قوله: { يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم } الآية إذ الله جل وعلا ولى نبيه {{صل}} بيان ما أنزل عليه خاصا وعاما فبين النبي {{صل}} بسنته أن الله إنما أمر بالوضوء بعض القائمين إلى الصلاة لا كلهم كما بين عليه السلام أن الله عز وجل أراد بقوله: { خذ من أموالهم صدقة } بعض الأموال لا كلها وكما بين بقسمة سهم ذي القربى بين بني هاشم وبني عبد المطلب أن الله أراد بقوله: { ذي القربى } بعض قرابة النبي {{صل}} دون جميعهم وكما بين أن الله أراد بقوله: { والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما } بعض السراق دون جميعهم إذ سارق درهم فما دونه يقع عليه اسم سارق فبين النبي {{صل}} صبقوله: { والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما } الآية قال الله عز وجل لنبيه {{صل}}: { وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم }
12 - أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا محمد بن بشار ثنا يحيى بن سعيد عن سفيان وحدثنا أبو موسى ثنا عبد الرحمن - يعني ابن مهدي - ثنا سفيان عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه
« أن رسول الله {{صل}} كان يتوضأ عند كل صلاة فلما كان يوم الفتح توضأ ومسح على خفيه وصلى الصلوات بوضوء واحد فقال له عمر: يا رسول الله إنك فعلت شيئا لم تكن تفعله قال: إني عمدا فعلته يا عمر »
هذا حديث عبد الرحمن بن مهدي
13 - أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا علي بن الحسين الدرهمي بخبر غريب غريب قال: حدثنا معتمر عن سفيان الثوري عن محارب بن دثار عن ابن بريدة عن أبيه قال:
« كان رسول الله {{صل}} يتوضأ لكل صلاة إلا يوم فتح مكة فإنه شغل فجمع بين الظهر والعصر بوضوء واحد »
14 - أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا أبو عمار ثنا وكيع بن الجراح عن سفيان عن محارب بن دثار عن سليمان بن بريدة عن أبيه
« أن النبي {{صل}} كان يتوضأ لكل صلاة فلما كان يوم فتح مكة صلى الصلوات كلها بوضوء واحد »
قال أبو بكر: لم يسند هذا الخبر عن الثوري أحد نعلمه غير المعتمر ووكيع رواه أصحاب الثوري وغيرهما عن سفيان عن محارب عن سليمان بن بريدة عن النبي {{صل}} فإن كان المعتمر ووكيع مع جلالتهما حفظا هذا الإسناد واتصاله فهو خبر غريب غريب
===باب الدليل على أن الوضوء لا يجب إلا من حدث===
15 - أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا محمد بن منصور أبو جعفر ومحمد بن شوكر بن رافع البغداديان قالا: ثنا يعقوب - وهو ابن إبراهيم بن سعد - ثنا أبي عن ابن إسحاق ثنا محمد بن يحيى بن حبان الأنصاري ثم المازني - مازن بني النجار - عن عبيد الله بن عمر وثنا محمد بن يحيى ثنا أحمد بن خالد الوهبي ثنا محمد بن إسحاق عن محمد بن يحيى بن حبان عن عبيد الله بن عبد الله بن عمر قال قلت له
« أرأيت وضوء عبد الله بن عمر لكل صلاة طاهرا كان أو غير طاهر عمن هو؟ قال: حدثته أسماء بنت زيد بن الخطاب أن عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر الغسيل حدثها أن رسول الله {{صل}} كان أمر بالوضوء عند كل صلاة طاهرا كان أو غير طاهر فلما شق ذلك على رسول الله {{صل}} أمر بالسواك عند كل صلاة ووضع عنه الوضوء إلا من حدث وكان عبد الله يرى أن به قوة على ذلك ففعله حتى مات »
هذا حديث يعقوب بن إبراهيم غير أن محمد بن منصور قال: وكان يفعله حتى مات » <ref>قال الأعظمي: إسناده حسن </ref>
===باب صفة وضوء النبي {{صل}} علة طهر من غير حدث كان مما يوجب الوضوء===
16 - أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا محمد بن بشار بندار ثنا محمد - يعني ابن جعفر - ثنا شعبة عن عبد الملك بن ميسرة عن النزال بن سبرة
« إنه شهد عليا صلى الظهر ثم جلس في الرحبة في حوائج الناس فلما حضرت العصر دعا بتور من ماء فمسح به ذراعيه ووجهه ورأسه ورجليه ثم شرب فضل وضوئه وهو قائم ثم قال: إن ناسا يكرهون أن يشربوا وهم قيام إن رسول الله {{صل}} صنع مثل ما صنعت وقال: هذا وضوء من لم يحدث »
أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا يوسف بن موسى ثنا جرير عن منصور بن المعتمر عن عبد الملك بن ميسرة عن النزال بن سبرة فذكر الحديث وقال:
إني رأيت رسول الله {{صل}} فعل كما فعلت وقال: هذا وضوء من لم يحدث
قال أبو بكر ورواه مسعر بن كدام عن عبد الملك بن ميسرة عن النزال بن سبرة عن علي وقال ثم قال: هذا وضوء من لم يحدث
أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا يوسف بن موسى ثنا الفضل بن دكين وعبيد الله بن موسى » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
==جماع الأبواب الأحداث الموجبة للوضوء==
===باب ذكر وجوب الوضوء من الغائط والبول والنوم===
والدليل على أن الله عز وجل قد يوجب الفرض في كتابه بمعنى ويوجب ذلك الفرض بغير ذلك المعنى على لسان نبيه {{صل}} إذ الله عز وجل إنما دل في كتابه على أن الوضوء يوجبه الغائط وملامسة النساء لأنه أمر بالتيميم للمريض وفي السفر عند الاعواز من الماء من الغائط وملامسة النساء فدل الكتاب على أن الصحيح الواجد للماء عليه من الغائط وملامسة النساء بالوضوء إذ التيمم بالصعيد الطيب إنما جعل بدلا من الوضوء للمريض والمسافر عند العوز للماء والنبي المصطفى {{صل}} قد أعلم أن الوضوء قد يجب من غير غائط ومن غير ملامسة النساء وأعلم في خبر صفوان بن عسال أن البول والنوم كل واحد منهما على الانفراد يوجب الوضوء والبائل والنائم غير متغوط ولا ملامس النساء وسأذكر بمشيئة الله عز وجل وعونه الأحداث الموجبة للوضوء بحكم النبي {{صل}} خلا الغائط وملامسة النساء اللذين ذكرهما في نص الكتاب خلاف قول من زعم ممن لم يتبحر العلم أنه غير جائز أن يذكر الله حكما في الكتاب فيوجبه بشرط أن يجب ذلك الحكم بغير ذلك الشرط الذي بينه في الكتاب
17 - أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا أحمد بن عبيدة الضبي أخبرنا حماد - يعني ابن زيد - عن عاصم وثنا علي بن خشرم أخبرنا ابن عيينة ثنا عاصم وحدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي ثنا سفيان عن عاصم بن أبي النجود عن زر ابن حبيش قال:
« أتيت صفوان بن عسال المرادي أسأله عن المسح على الخفين فقال: ما جاء بك يا زر؟ قلت: ابتغاء العلم قال: يا زر! فإن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يطلب قال فقلت: إنه وقع في نفسي شيء من المسح على الخفين بعد الغائط وكنت امرءا من أصحاب رسول الله {{صل}} فهل سمعت رسول الله يذكر من ذلك شيئا؟ قال: نعم كان يأمرنا إذا كنا سفرا - أو قال مسافرين - أن لا ننزع خفافنا ثلاثة أيام ولياليهن إلا من جنابة ولكن من غائط وبول ونوم »
هذا حديث المخزومي
وقال أحمد بن عبدة في حديثه فقال: قد بلغني أن الملائكة تضع أجنحتها » <ref>قال الأعظمي: إسناده حسن </ref>
===باب ذكر وجوب الوضوء من المذي===
وهو من الجنس الذي قد أعلمت أن الله يوجب الحكم في كتابه بشرط ويوجبه على لسان نبيه {{صل}} بغير ذلك الشرط إذ الله عز وجل لم يذكر في آية الوضوء المذي والنبي {{صل}} قد أوجب الوضوء من المذي واتفق علماء الأمصار قديما وحديثا على إيجاب الوضوء من المذي
18 - أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا أحمد بن منيع ويعقوب بن إبراهيم الدورقي ومحمد بن هشام وفضالة بن الفضل الكوفي قالوا: حدثنا أبو بكر بن عياش قال أحمد بن منيع قال: حدثنا أبو حصين وقال الآخرون: عن أبي حصين عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي بن أبي طالب قال:
« كنت رجلا مذاء فاستحييت أن أسأل رسول الله {{صل}} لأن ابنته كانت عندي فأمرت رجلا فسأله فقال: منه الوضوء »
19 - أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا بشر بن خالد العسكري أخبرنا محمد بن جعفر ثنا شعبة قال سمعت سليمان - وهو الأعمش - يحدث عن منذر الثوري عن محمد بن علي عن علي: قال:
« استحييت أن أسأل رسول الله {{صل}} عن المذي من أجل فاطمة فأمرت المقداد بن الأسود فسأل عن ذلك النبي {{صل}} فقال: فيه الوضوء »
===باب الأمر بغسل الفرج من المذي مع الوضوء===
20 - أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا علي بن حجر السعدي وبشر بن معاذ العقدي قالا حدثنا عبيدة بن حميد قال علي قال: حدثني وقال بشر قال: حدثنا الركين بن الربيع بن عميلة عن حصين بن قبيصة عن علي بن أبي طالب قال:
« كنت رجلا مذاء فجعلت أغتسل في الشتاء حتى تشقق ظهري فذكرت ذلك للنبي {{صل}} - أو ذكر له - فقال لي: لا تفعل إذا رأيت المذي فاغسل ذكرك وتوضأ وضوءك للصلاة فإذا أنضحت الماء فاغتسل »
قال أبو بكر قوله: لا تفعل من الجنس الذي أقول لفظ زجر يريد نفي إيجاب ذلك الفعل » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب الأمر بنضح الفرج من المذي===
21 - أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا يونس بن عبد الأعلى الصدفي أخبرنا ابن وهب أن مالك ابن أنس حدثه عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله عن سليمان بن يسار عن المقداد بن الأسود
« أن علي بن أبي طالب أمره أن يسأل رسول الله {{صل}} عن الرجل إذا دنا من أهله فخرج منه المذي ماذا عليه؟ قال علي: فإن عندي ابنة رسول الله {{صل}} وأنا أستحيي أن أسأله قال المقداد: فسألت رسول الله {{صل}} عن ذلك فقال: إذا وجد ذلك أحدكم فلينضح فرجه وليتوضأ وضوءه للصلاة » <ref>قال الأعظمي: قال الحافظ في تلخيص الحبير ( 1 / 117 ): هذه الرواية منقطعة </ref>
22 - أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب بن مسلم حدثنا عمي أخبرني مخرمة - يعني ابن بكير - عن أبيه عن سليمان بن يسار عن بن عباس قال قال علي ابن أبي طالب
« أرسلت المقداد بن الأسود إلى رسول الله {{صل}} فسأله عن المذي يخرج من الإنسان كيف يفعل؟ فقال رسول الله {{صل}} توضأ وانضح فرجك »
===باب ذكر الدليل على أن الأمر بغسل الفرج ونضحه من المذي أمر ندب وإرشاد لا أمر فريضة إيجاب===
23 - أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا محمد بن سعيد بن غالب أبو يحيى العطار ثنا عبيدة بن حميد ثنا الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن علي بن أبي طالب قال:
« كنت رجلا مذاء فسئل لي النبي {{صل}} عن ذلك فقال: يكفيك منه الوضوء »
قال أبو بكر: وفي خبر سهل ابن حنيف عن النبي {{صل}} الذي في المذي قال: يكفيك من ذلك الوضوء قد خرجته في باب نضح الثوب من المذي
===باب ذكر وجوب الوضوء من الريح الذي يسمع صوتها بالأذن أو يوجد رائحتها بالأنف===
24 - أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا أحمد بن عبدة الضبي عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي وحدثنا أبو بشر الواسطي ثنا خالد - يعني ابن عبد الله - كلاهما عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال:
« قال رسول الله {{صل}}: إذا وجد أحدكم في بطنه شيئا فأشكل خرج منه شيء أو لم يخرج فلا يخرج حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا »
هذا حديث خالد بن عبد الله
===باب ذكر الدليل على أن الوضوء لا يجب إلا بيقين حدث إذ الطهارة بيقين لا تزول بشك وارتياب وإنما يزول اليقين باليقين فإذا كانت الطهارة قد تقدمت بيقين لم تبطل الطهارة إلا بيقين حدث===
25 - أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان ثنا الزهري أخبرني عباد بن تميم عن عمه عبد الله بن زيد قال:
« سألت رسول الله {{صل}} عن الرجل يجد الشيء وهو في الصلاة فقال: لا ينصرف حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا »
===باب ذكر الدليل على أن الاسم باسم المعرفة بالألف واللام قد لا يحوي جميع المعاني التي تدخل في ذلك الاسم===
خلاف قول من يزعم ممن شاهدنا من أهل عصرنا ممن كان يدعي اللغة من غير معرفة بها ويدعي العلم من غير معرفة به أن الاسم باسم المعرفة يحوي جميع معاني الشيء الذي يوقع عليه باسم المعرفة بالألف واللام إذ النبي {{صل}} قد أوقع اسم الأحداث على الريح خاصة باسم المعرفة واسم جميع الأحداث الموجبة للوضوء الريح يخرج من الدبر خاصة وقد بينت هذه المسألة في كتاب الإيمان
26 - أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا علي بن خشرم أخبرنا عيسى - يعني ابن يونس - عن الأوزاعي عن حسان - وهو بن عطية عن محمد بن أبي عائشة قال حدثني أبو هريرة:
« أن النبي {{صل}} قال: لا يزال العبد في الصلاة ما كانت الصلاة تحبسه ما لم يحدث والإحداث أن يفسو أو يضرط إني لا أستحيي مما لم يستحي منه رسول الله {{صل}} »
===باب ذكر خبر روي مختصرا عن رسول الله {{صل}} أوهم عالما ممن لم يميز بين الخبر المختصر والخبر المتقصى أن الوضوء لا يجب إلا من الحدث الذي له صوت أو رائحة===
27 - أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا محمد بن بشار ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة قال: سمعت سهيل بن أبي صالح يحدث عن أبيه عن أبي هريرة وحدثنا سلم بن جنادة ثنا وكيع عن شعبة وحدثنا بندار وأبو موسى قالا: حدثنا عبد الرحمن ثنا شعبة وحد ثنا محمد بن عبد الأعلى ثنا خالد - يعني ابن الحارث - ثنا شعبة عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال:
« قال رسول الله {{صل}}: لا وضوء إلا من صوت أو ريح » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب ذكر الخبر المتقصي للفظة المختصرة التي ذكرتها===
والدليل على أن النبي {{صل}} إنما أعلم أن لا وضوء إلا من صوت أو ريح عند مسألة سئل عنها في الرجل يخيل إليه أنه قد خرجت منه ريح فيشك في خروج الريح وكانت هذه المقالة عنه {{صل}}: لا وضوء إلا من صوت أو ريح جوابا عما عنه سئل فقط لا ابتداء كلام مسقطا بهذه المسألة إيجاب الوضوء من غير الريح التي لها صوت أو رائحة إذ لو كان هذا القول منه {{صل}} ابتداء من غير أن تقدمته مسألة كانت المقالة تنفي إيجاب الوضوء من البول والنوم والمذي إذ قد يكون البول لا صوت له ولا ريح وكذلك النوم والمذي لا صوت لهما ولا ريح وكذلك الودي
28 - أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا أبو بشر السوطي ثنا خالد - يعني ابن عبد الله الواسطي - عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال:
« قال رسول الله {{صل}}: إذا وجد أحدكم في بطنه شيئا فأشكل خرج منه شيء أو لم يخرج فلا يخرجن حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا »
29 - أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا أبو موسى محمد بن المثنى ثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن يحيى بن كثير حدثني عياض أنه سأل أبا سعيد الخدري فقال: قال رسول الله {{صل}} وحدثنا سلم بن جلادة القرشي ثنا وكيع ثنا علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير عن عياض بن هلال عن أبي سعيد الخدري قال:
« قال رسول الله {{صل}}: إن الشيطان يأتي أحدكم في صلاته فيقول: إنك قد أحدثت فليقل: كذبت إلا ما وجد ريحه بأنفه أو سمع صوته بأذنه »
هذا لفظ وكيع
قال أبو بكر قوله: فليقل كذبت أراد فليقل: كذبت بضميره لا ينطق بلسانه إذ المصلي غير جائز له أن يقول: كذبت نطقا بلسانه » <ref>قال الأعظمي: إسناده ضعيف قال في التقريب: عياض بن هلال مجهول. لكن له متابع أخرجه أحمد من طريق علي بن زيد عن أبي النضرة عن ابي سعيد ولكنه شاهد قاصر ليس فيه " فليقل كذبت " على أن علي بن زيد وهو ابن جدعان ضعيف </ref>
===باب ذكر الدليل على أن اللمس قد يكون باليد ضد قول من زعم أن اللمس لا يكون إلا بجماع بالفرج في الفرج===
30 - أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا الربيع بن سليمان المرادي ثنا شعيب - يعني ابن الليث - عن الليث عن جعفر بن ربيعة - وهو ابن شرحبيل بن حسنة - عن عبد الرحمن بن هرمز قال قال أبو هريرة يأثره
« عن رسول الله {{صل}} كل ابن آدم أصاب من الزنا لا محالة فالعين زناؤها النظر واليد زناؤها اللمس والنفس تهوى أو تحدث ويصدقه أو يكذبه الفرج »
قال أبو بكر قد أعلم النبي {{صل}} أن اللمس قد يكون باليد قال الله عز وجل { ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس فلمسوه بأيديهم } قد علم ربنا عز وجل أن اللمس قد يكون باليد وكذلك النبي {{صل}} لما نهى عن بيع اللماس دلهم نهيه عن بيع اللمس أن اللمس باليد وهو أن يلمس المشتري الثوب من غير أن يقلبه وينشره ويقول عند عقد الشراء: إذا لمست الثوب بيدي فلا خيار لي بعد إذا نظرت إلى طول الثوب وعرضه أو ظهرت منه على عيب والنبي {{صل}} قال لماعز بن مالك حين أقر عنده بالزنا: لعلك قبلت أو لمست فدلت هذه اللفظة على أنه إنما أراد بقوله: أو لمست غير الجماع الموجب للحد وكذلك خبر عائشة
قال أبو بكر: ولم يختلف علماؤنا والحجازيين والمصريين والشافعي وأهل الأثر أن القبلة واللمس باليد إذا لم يكن بين اليد وبين بدن المرأة إذا لمسها حجاب ولا سترة من ثوب ولا غيره أن ذلك يوجب الوضوء غير أن مالك بن أنس كان يقول: إذا كانت القبلة واللمس باليد ليس بقبلة شهوة فإن ذلك لا يوجب الوضوء
قال أبو بكر هذه اللفظة ويصدقه أو يكذبه الفرج من الجنس الذي أعلمت في كتاب الإيمان أن التصديق قد يكون ببعض الجوارح لا كما ادعى من موه على بعض الناس أن التصديق لا يكون في لغة العرب إلا بالقلب قد بينت هذه المسألة بتمامها في كتاب الإيمان
===باب الأمر بالوضوء من أكل لحوم الإبل===
31 - أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا بشر بن معاذ العقدي ثنا أبو عوانة عن عثمان بن عبد الله بن موهب عن جعفر بن أبي ثور عن جابر بن سمرة
« أن رجلا سأل النبي {{صل}} فقال: يا رسول الله أتوضأ من لحوم الغنم؟ قال إن شئت فتوضأ وإن شئت فلا تتوضأ قال: أتوضأ من لحوم الإبل؟ قال: نعم قال: فأتوضأ من لحوم الإبل قال: أصلي في مربص الغنم؟ قال: نعم قال أصلي في مبارك الإبل؟ قال: لا »
قال أبو بكر: لم نر خلافا بين علماء أهل الحديث أن هذا الخبر صحيح من جهة النقل وروى هذا الخبر أيضا عن جعفر بن أبي ثور أشعث ابن أبي الشعثاء المحاربي وسماك بن حرب فهؤلاء ثلاثة من أجلة رواة الحديث قد رووا عن جعفر بن أبي ثور هذا الخبر » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
32 - وقد حدثنا أيضا محمد بن يحيى ثنا محاضر الهمداني ثنا الأعمش عن عبد الله بن عبد الله - وهو الرازي - عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى عن البراء بن عازب قال:
« جاء رجل إلى رسول الله {{صل}} فقال: أصلي في مبارك الإبل؟ قال: لا قال: أتوضأ من لحومها؟ قال: نعم قال: أصلي في مرابض الغنم؟ قال: نعم قال: أتوضأ من لحومها؟ قال: لا »
قال أبو بكر: ولم نر خلافا بين علماء أهل الحديث أن هذا الخبر أيضا صحيح من جهة النقل لعدالة ناقليه » <ref>قال الأعظمي: إسناده جيد </ref>
===باب استحباب الوضوء من مس الذكر===
33 - أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا محمد بن العلاء بن كريب الهمداني ومحمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي قالا: حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن مروان عن بسرة بنت صفوان
« أنها سمعت النبي {{صل}} يقول: إذا مس أحدكم ذكره فليتوضأ »
أخبرنا أبو طاهر حدثنا أبو بكر قال: سمعت يونس بن عبد الأعلى الصدفي يقول أخبرنا ابن وهب عن مالك قال: أرى الوضوء من مس الذكر استحبابا ولا أو جبه
أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا علي بن سعيد النسوي قال: سألت أحمد بن حنبل عن الوضوء من مس الذكر فقال: أستحبه ولا أوجبه » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
34 - أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر قال: وسمعت محمد بن يحيى يقول:
نرى الوضوء من مس الذكر استحبابا لا إيجابا بحديث عبد الله بن بدر عن قيس بن طلق عن أبيه عن النبي {{صل}}
قال أبو بكر: وكان الشافعي رحمه الله يوجب الوضوء من مس الذكر اتباعا بخبر بسره بنت صفوان لا قياسا
قال أبو بكر: وبقول الشافعي أقول لأن عروة قد سمع خبر بسرة منها لا كما توهم بعض علمائنا أن الخبر واه لطعنه في مروان » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب ذكر الدليل على أن المحدث لا يجب عليه الوضوء قبل وقت الصلاة===
35 - أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا يعقوب بن إبراهيم وزياد بن أيوب ومومل بن هشام قالوا: حدثنا إسماعيل - وهو ابن علية - قال زياد قال: ثنا أيوب وقال الآخران: عن أيوب عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس
« أن رسول الله {{صل}} خرج من الخلاء فقرب إليه طعام فقالوا: ألا نأتيك بوضوء؟ فقال: إنما أمرت بالوضوء إذا قمت إلى الصلاة »
وقال الدورقي: للصلاة » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
==جماع الأبواب الأفعال اللواتي لا توجب الوضوء==
===باب ذكر الخبر الدال على أن خروج الدم من غير مخرج الحدث لا يوجب الوضوء===
36 - أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا محمد بن العلاء بن كريب الهمداني ثنا يونس بن بكير ثنا محمد بن إسحاق حدثني صدقة بن يسار عن ابن جابر عن جابر بن عبد الله وحدثنا محمد بن عيسى ثنا سلمة - يعني ابن الفضل - عن محمد ابن إسحاق حدثني صدقة بن يسار عن عقيل بن جابر عن جابر بن عبد الله قال:
« خرجنا مع رسول الله {{صل}} في غزوة ذات الرقاع من نخل فأصاب رجل من المسلمين امرأة رجل من المشركين فلما انصرف رسول الله {{صل}} قافلا أتى زوجها وكان غائبا فلما أخبر الخبر حلف لا ينتهي حتى يهريق في أصحاب محمد دما فخرج يتبع أثر رسول الله {{صل}} فنزل رسول الله منزلا فقال: من رجل يكلؤنا ليلتنا هذه؟ فانتدب رجل من المهاجرين ورجل من الأنصار فقالا: نحن يا رسول الله قال: فكونا بفم الشعب قال: وكان رسول الله {{صل}} وأصحابه قد نزلوا إلى الشعب من الوادي فلما أن خرج الرجلان إلى فم الشعب قال الأنصاري للمهاجري: أي الليل أحب إليك أن أكفيكه أوله أو آخره؟ قال: بل اكفني أوله قال: فاضطجع المهاجري فنام وقام الأنصاري يصلي قال: وأتى زوج المرأة فلما رأى شخص الرجل عرف أنه ربيئة القوم قال: فرماه بسهم فوضعه فيه قال: فنزعه فوضعه وثبت قائما يصلي ثم رماه بسهم آخر فوضعه فيه قال: فنزعه فوضعه وثبت قائما يصلي ثم عاد له الثالثه فوضعه فيه فنزعه فوضعه ثم ركع وسجد ثم أهب صاحبه فقال: اجلس فقد أثبت فوثب فلما رآهما الرجل عرف أنه قد نذر به فهرب فلما رأى المهاجري ما بالأنصاري من الدماء قال: سبحان الله أفلا أهببتني أول ما رماك؟ قال: كنت في سورة أقرأها فلم أحب أن أقطعها حتى أنفدها فلما تابع علي الرمي ركعت فأذنتك وأيم الله لولا أن أضيع ثغرا أمرني رسول الله {{صل}} بحفظه لقطع نفسي قبل أن أقطعها أو أنفدها »
هذا حديث محمد بن عيسى » <ref>قال الأعظمي: إسناده حسن </ref>
===باب ذكر الدليل على أن وطء الأنجاس لا يوجب الوضوء===
37 - أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا عبد الجبار بن العلاء وعبد الله بن محمد الزهري وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي قالوا: حدثنا سفيان قال عبد الجبار: قال الأعمش: وقال الآخران: عن الأعمش عن شقيق عن عبد الله قال:
« كنا نصلي مع النبي {{صل}} فلا نتوضأ من موطئ »
وقال المخزومي: كنا نتوضأ مع رسول الله {{صل}} ولا نتوضأ من موطئ
وقال الزهري: كنا مع النبي {{صل}} فلا نتوضأ من موطئ
قال: أبو بكر هذا الخبر له علة لم يسمعه الأعمش عن شقيق لم أكن فهمته في الوقت
أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا أبو هاشم زياد بن أيوب ثنا عبد الله بن إدريس أخبرنا الأعمش عن شقيق قال قال عبد الله:
كنا لا نكف شعرا ولا ثوبا في الصلاة ولا نتوضأ من موطئ
أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا زياد ابن أيوب ثنا أبو معاوية ثنا الأعمش حدثني شقيق - أو حدثت عنه - عن عبد الله بنحوه <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب إسقاط إيجاب الوضوء من أكل ما مسته النار أو غيرته===
38 - أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا أحمد بن عبدة الضبي أخبرنا حماد - يعني بن زيد - عن هشام بن عروة عن محمد بن عمرو بن عطاء عن بن عباس
« أن النبي {{صل}} أكل عظما - أو قال لحما - ثم صلى ولم يتوضأ »
قال أبو بكر: خبر حماد بن زيد غير متصل الإسناد غلطنا في إخراجه فإن بين هشام بن عروة وبين محمد بن عمرو بن عطاء وهب بن كيسان وكذلك رواه يحيى بن سعيد القطان وعبدة بن سليمان
39 - أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا محمد بن بشار بندار ثنا يحيى ثنا هشام عن الزهري قال: حدثني علي بن عبد الله بن عباس عن ابن عباس
وهشام عن وهب بن كيسان عن محمد بن عمرو بن عطاء عن بن عباس
وهشام بن محمد بن علي بن عبد الله عن أبيه عن ابن عباس
« أن رسول الله {{صل}} أكل خبزا ولحما - أو عرقا - ثم صلى ولم يتوضأ »
40 - أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ثنا يحيى بن سعيد عن هشام بن عروة قال أخبرني وهب بن كيسان عن محمد بن عمرو بن عطاء عن ابن عباس
قال هشام: وحدثني الزهري عن علي بن عبد الله بن عباس عن ابن عباس
قال هشام: وحدثني محمد بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن ابن عباس
« أن رسول الله صلى الله {{صل}} أكل عرقا ثم صلى ولم يتوضأ »
هذا حديث الزهري
===باب ذكر الدليل على أن اللحم الذي ترك النبي {{صل}} الوضوء من أكله كان لحم غنم لا لحم إبل===
41 - أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا يونس بن عبد الأعلى الصدفي أخبرنا بن وهب أن مالك بن أنس حدثه وحدثنا أبو موسى ثنا روح - يعني بن عبادة - ثنا مالك عن زيد - وهو ابن أسلم - عن عطاء بن يسار عن بن عباس
« أن النبي {{صل}} أكل كتف شاة ثم صلى ولم يتوضأ »
===باب ذكر الدليل على أن ترك النبي {{صل}} الوضوء مما مست النار أو غيرت ناسخ لوضوئه كان مما مست النار أو غيرت===
42 - أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا أحمد بن عبدة الضبي ثنا عبد العزيز - يعني ابن محمد الدراوردي - عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة
« أنه رأى النبي {{صل}} يتوضأ من ثور أقط ثم رآه أكل كتف شاة ثم صلى ولم يتوضأ » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
43 - أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا موسى بن سهل الرملي ثنا علي بن عياش ثنا شعيب بن أبي حمزة عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال:
« آخر الأمرين من رسول الله {{صل}} ترك الوضوء مما مست النار » <ref>قال الأعظمي: نقل الحافظ في التلخيص: " قال الشافعي في سنن حرملة: لم يسمع ابن المنكدر هذا الحديث من جابر إنما سمعه من عبد الله بن محمد بن عقيل. " قلت: وهو حسن الحديث </ref>
===باب الرخصة في ترك غسل اليدين والمضمضة من أكل اللحم إذ العرب قد تسمي غسل اليدين وضوءا===
44 - أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا بندار ثنا يحيى بن سعيد عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن حسين عن زينب ابنة أم سلمة عن أم سلمة
« أن النبي {{صل}} أكل كتفا ثم صلى ولم يمس ماء »
===باب ذكر الدليل على أن الكلام السيء والفحش في المنطق لا يوجب وضوءا===
45 - أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا محمد بن يحيى ثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال:
« قال رسول الله {{صل}}: من حلف فقال في حلفه: واللات فليقل: لا إله إلا الله ومن قال لصاحبه: تعال أقامرك فليتصدق بشيء »
قال أبو بكر: فلم يأمر النبي {{صل}} الحالف باللات ولا القائل لصاحبه تعال أقامرك بإحداث وضوء فالخبر دال على أن الفحش في المنطق وما زجر المرء عن النطق به لا يوجب وضوءا خلاف قول من زعم أن الكلام السيئ يوجب الوضوء
===باب استحباب المضمضة من شرب اللبن===
46 - أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا عبد الله بن إسحاق الجوهري أنا أبو عاصم عن ابن جريج عن هشام بن عروة عن وهب بن كيسان عن محمد بن عمرو بن عطاء عن ابن عباس
« أن النبي {{صل}} شرب لبنا ثم مضمض »
===باب ذكر الدليل على أن المضمضة من شرب اللبن استحباب لازالة الدسم من الفم وإذهابه لا لإيجاب المضمضة من شربه===
47 - أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا محمد بن عزيز الأيلي أن سلامة بن روح حدثهم عن عقيل - وهو ابن خالد - وحدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني ثنا معتمر - يعني ابن سليمان - قال سمعت معمرا وحدثنا محمد بن بشار بندار وأبو موسى قالا: حدثنا يحيى - وهو ابن سعيد - ثنا الأوزاعي كلهم عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس
« أن النبي {{صل}} شرب لبنا فمضمض وقال: إن له دسما »
وقال الصنعاني في حديثه: أو أنه دسم وقال بندار: إنه دسم
===باب ذكر ما كان الله عز وجل فرق به بين نبيه {{صل}} وبين أمته في النوم من أن عينيه إذا نامتا لم يكن قلبه ينام ففرق بينه وبينهم في إيجاب الوضوء من النوم على أمته دونه عليه السلام===
48 - أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا محمد بن بشار عن يحيى بن سعيد ثنا ابن عجلان وحدثنا يحيى بن حكيم ثنا يحيى بن سعيد عن ابن عجلان قال سمعت أبي يحدث عن أبي هريرة
« عن النبي {{صل}} قال: تنام عيناي ولا ينام قلبي » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
49 - أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا يونس بن عبد الأعلى الصدفي أخبرنا بن وهب أن مالكا حدثه عن سعيد المقبري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أخبره
« أنه سأل عائشة كيف كانت صلاة رسول الله {{صل}}؟ فقالت: ما كان رسول الله {{صل}} يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي ثلاثا قالت عائشة فقلت: يا رسول الله أتنام قبل أن توتر؟ فقال: يا عائشة إن عيني تنامان ولا ينام قلبي »
==جماع أبواب الآداب المحتاج إليها في إتيان الغائط والبول إلى الفراغ منها==
===باب التباعد عن الغائط في الصحارى عن الناس===
50 - أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا علي بن حجر السعدي ثنا إسماعيل - يعني ابن جعفر - ثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن المغيرة بن شعبة قال:
« كان النبي {{صل}} إذا ذهب المذهب أبعد » <ref>قال الأعظمي: إسناده حسن </ref>
51 - أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا بندار ثنا يحيى بن سعيد ثنا أبو جعفر الخطمي - قال بندار قلت ليحيى: ما اسمه؟ فقال: عمير بن يزيد - حدثني عمارة بن خزيمة والحارث بن فضيل عن عبد الرحمن بن أبي قراد قال:
« خرجت مع رسول الله {{صل}} فرأيته خرج من الخلاء وكان إذا أراد حاجة أبعد » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب الرخصة في ترك التباعد عن الناس عند البول===
52 - أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا أبو هاشم زياد بن أيوب ثنا جرير عن منصور عن أبي وائل عن حذيفة قال:
« لقد رأيتني أتمشى مع رسول الله {{صل}} فأنتهى إلى سباطة قوم فقام يبول كما يبول أحدكم فذهبت أتنحى منه فقال: ادنه فدنوت منه حتى قمت عقبه حتى فرغ »
===باب استحباب الاستتار عند الغائط===
53 - أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا الحسن بن محمد الزعفراني ثنا يزيد بن هارون أخبرنا مهدي بن ميمون عن محمد بن أبي يعقوب عن الحسن بن سعد عن عبد الله بن جعفر قال:
« وكان رسول الله {{صل}} أحب ما استتر به في حاجته هدفا أو حائش نخل »
قال أبو بكر: سمعت محمد بن أبان يقول سمعت ابن إدريس يقول قلت لشعبة: ما تقول في مهدي بن ميمون؟ قال: ثقة قلت: فإنه أخبرني عن سلم العلوي قال: رأيت أبان بن أبي عياش عند أنس بن مالك يكتب في سبروجة قال: سلم العلوي الذي كان يري - يعني الهلال - قبل الناس
قال أبو بكر: ومحمد بن أبي يعقوب هو محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب نسبه إلى جده هو الذي قال عنه شعبة: حدثني محمد بن أبي يعقوب سيد بني تميم
===باب الرخصة للنساء في الخروج للبراز بالليل إلى الصحارى===
54 - أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا نصر بن علي الجهضمي ثنا محمد بن عبد الرحمن - يعني الطفاوي - ثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت
« كانت سودة بنت زمعة امرأة جسيمة فكانت إذا خرجت لحاجتها بالليل أشرفت على النساء فرآها عمر بن الخطاب فقال: انظري كيف تخرجين فإنك والله ما تخفين علينا إذا خرجت فذكرت ذلك سودة لنبي الله {{صل}} وفي يده عرق فما رد العرق من يده حتى فرغ الوحي فقال: إن الله قد جعل لكن رخصة أن تخرجن لحوائجكن »
حدثنا أبو بكر حدثنا أبو أسامة عن هشام بنحوه
===باب التحفظ من البول كي لا يصيب البدن والثياب والتغليظ في ترك غسله إذا أصاب البدن أو الثياب===
55 - حدثنا يوسف بن موسى ثنا جرير عن منصور عن مجاهد عن ابن عباس قال:
« مر رسول الله {{صل}} بحائط من حيطان مكة أو المدينة فسمع صوت إنسانين يعذبان في قبورهما فقال رسول الله {{صل}}: يعذبان وما يعذبان في كبير ثم قال: بلى كأن أحدهما لا يستتر من بوله وكان الآخر يمشي بالنميمة ثم دعا بجريدة فكسرها كسرتين فوضع على كل قبر منهما كسرة فقيل له: لم فعلت هذا؟ قال: لعله يخفف عنهما ما لم تيبسا - أو إلى أن ييبسا »
56 - حدثنا يوسف بن موسى ثنا وكيع ثنا الأعمش سمعت مجاهدا يحدث عن طاوس عن ابن عباس
« قال: مر رسول الله {{صل}} بقبرين بمثله
===باب ذكر خبر روي عن النبي {{صل}} في النهي عن استقبال القبلة واستدبارها عند الغائط والبول بلفظ عام مراده خاص===
57 - أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا عبد الجبار بن علاء ثنا سفيان ثنا الزهري وحدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي ثنا سفيان عن الزهري عن عطاء الليثي عن أبي أيوب الأنصاري قال:
« قال رسول الله {{صل}}: لا تستقبلوا القبلة بغائط ولا بول ولا تستدبروها ولكن شرقوا أو غربوا »
قال أبو أيوب: فقدمنا الشام فوجدنا مراحيض قد بنيت نحو القبلة فننحرف عنها ونستغفر الله
هذا لفظ حديث عبد الجبار
===باب ذكر خبر روي عن النبي {{صل}} في الرخصة في البول مستقبل القبلة===
بعد نهي النبي {{صل}} عنه مجملا غير مفسر قد يحسب من لم يتبحر العلم أن البول مستقبل القبلة جائز لكل بائل وفي أي موضع كان ويتوهم من لا يفهم العلم ولا يميز بين المفسر والمجمل أن فعل النبي {{صل}} في هذا ناسخ لنهيه عن البول مستقبل القبلة
58 - أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا محمد بن بشار ثنا وهب - يعني ابن جرير بن حازم - حدثني أبي قال: سمعت محمد بن إسحاق يحدث عن أبان بن صالح عن مجاهد عن جابر بن عبد الله قال:
« نهانا رسول الله {{صل}} أن نستقبل القبلة ببول فرأيته قبل أن يقبض بعام يستقبلها » <ref>قال الأعظمي: إسناده حسن وصرح ابن إسحق بالتحديث عند ابن الجارود </ref>
===باب ذكر الخبر المفسر للخبرين اللذين ذكرتهما في البابين المتقدمين===
والدليل على أن النبي {{صل}} إنما نهى عن استقبال القبلة واستدبارها عند الغائط والبول في الصحارى والمواضع اللواتي لا سترة فيها وأن الرخصة في ذلك في الكنف والمواضع التي فيها بين المتغوط والبائل وبين القبلة حائط أو سترة
59 - أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا محمد بن بشار ويحيى بن حكيم قالا: حدثنا يحيى بن سعيد عن عبيد الله وحدثنا نصر بن علي الجهضمي ثنا عبد الأعلى ثنا عبيد الله وحدثنا محمد بن معاوية البغدادي ثنا هشيم عن يحيى بن سعيد وحدثنا محمد بن الوليد قال: حدثنا عبد الوهاب يعني - الثقفي - قال: سمعت يحيى بن سعيد وحدثنا محمد بن عبد الله المخزومي ثنا أبو هشام يعني المخزومي ثنا وهيب عن عبيد الله ويحيى بن سعيد وإسماعيل بن أمية وحدثنا أحمد ابن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي ثنا بن أبي مريم أخبرنا يحيى بن أيوب أخبرني ابن عجلان قال بندار في حديثه: قال حدثني وقال يحيى بن حكيم: قال حدثنا وقال محمد بن الوليد: قال سمعت وقال الآخرون: عن محمد بن يحيى بن حبان عن عمه واسع بن حبان عن ابن عمر قال:
« دخلت على حفصة ابنة عمر فصعدت على ظهر البيت فأشرفت على النبي {{صل}} وهو على خلائه مستدبر القبلة متوجه نحو الشام »
هذا لفظ حديث عبد الأعلى وفي خبر أبي هشام مستقبل القبلة
60 - أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا محمد بن يحيى ثنا صفوان بن عيسى عن الحسن بن ذكوان عن مروان الأصغر قال:
« رأيت ابن عمر أناخ راحلته مستقبل القبلة ثم جلس يبول إليها قلت: أبا عبد الرحمن أليس قد نهي عن هذا؟ قال: بلى إنما نهي عن ذلك في الفضاء فإذا كان بينك وبين القبلة شيء يسترك فلا بأس »
===باب الرخصة في البول قائما===
61 - أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا أحمد بن عبدة الضبي ثنا أبو عوانة وحدثنا سلم بن جنادة ثنا وكيع كلاهما عن الأعمش وحدثنا أبو موسى محمد بن المثنى ثنا ابن أبي عدي عن شعبة وحدثنا بشر بن خالد العسكري ثنا محمد - يعني ابن جعفر - عن شعبة عن سليمان - وهو الأعمش - عن أبي وائل عن حذيفة
« أن رسول الله {{صل}} أتى سباطة قوم فبال قائما ثم توضأ ومسح على خفيه »
62 - أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا نصر بن علي ثنا الفضيل بن سليمان أنا أبو حازم قال:
« رأيت سهل بن سعد يبول قائما فإنه تحدث ذلك عليه وقال: قد رأيت من هو خير مني فعله
===باب استحباب تفريج الرجلين عند البول قائما إذ هو أحرى أن لا ينشر البول على الفخذين والساقين===
63 - أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي ثنا يونس بن محمد ثنا حماد بن سلمة عن حماد ابن أبي سليمان وعاصم بن بهدلة عن أبي وائل عن المغيرة بن شعبة
« أن رسول الله {{صل}} أتى على سباطة بني فلان ففرج رجليه وبال قائما » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب كراهية تسمية البائل مهريقا للماء===
64 - أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي ثنا سفيان عن إبراهيم بن عقبة وابن أبي حرملة عن كريب عن ابن عباس قال: أخبرني أسامة بن زيد
أن النبي {{صل}} بال في الشعب ليلة المزدلفة. ولم يقل: إهراق الماء
===باب الرخصة في البول في الطساس===
65 - أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا أحمد بن عبدة الضبي أخبرنا سليم - يعني ابن أخضر - عن ابن عون عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت
« كنت مسندة النبي {{صل}} إلى صدري فدعا بطست فبال فيها ثم مال فمات » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب النهي عن البول في الماء الراكد الذي لا يجري وفي نهيه عن ذلك دلالة على إباحة البول في الماء الجاري===
66 - أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي حدثنا سفيان - هو ابن عيينة - عن أيوب السختياني عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة وعن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال: قال رسول الله {{صل}} وحدثنا عبد الجبار بن العلاء حدثنا سفيان عن أبي الزناد عن موسى بن أبي عثمان عن أبيه عن أبي هريرة
« عن النبي {{صل}} قال: لا يبولن أحدكم في الماء الذي لا يجري ثم يغتسل منه »
وقال المخزومي: في الماء الدائم ثم يغتسل منه
===باب النهي عن التغوط علة طريق المسلمين وظلهم الذي هو مجالسهم===
67 - أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا علي بن حجر ثنا إسماعيل ثنا العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة
« أن النبي {{صل}} قال: اتقوا اللعنتين - أو اللعانين - قيل: وما هما؟ قال: الذي يتخلى في طريق الناس أو ظلهم »
قال أبو بكر: وإنما استدللت على أن النبي {{صل}} أراد بقوله: أو ظلهم الظل الذي يستظلون به إذا جلسوا مجالسهم بخبر عبد الله ابن جعفر أن النبي {{صل}} كان أحب ما استتر به في حاجته هدفا أو حائش نخل إذ الهدف هو الحائط والحائش من النخل: النخلات المجتمعات وإنما سمي البستان حائشا لكثرة أشجاره ولا يكاد الهدف يكون إلا وله ظل إلا وقت استواء الشمس فأما الحائش من النخل فلا يكون وقت من الأوقات بالنهار إلا ولها ظل والنبي {{صل}} قد كان يستحب أن يستتر الإنسان في الغائط بالهدف والحائش وإن كان لهما ظل
===باب النهي عن مس الذكر باليمين===
68 - حدثنا علي بن خشرم حدثنا عيسى - يعني ابن يونس - عن معمر بن راشد عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال:
« قال رسول الله {{صل}}: إذا بال أحدكم فلا يمس ذكره بيمينه »
===باب الاستعاذة من الشيطان الرجيم عند دخول الموضأ===
69 - أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا محمد بن بشار ثنا عبد الرحمن بن مهدي ومحمد بن جعفر قالا حدثنا شعبة وحدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني حدثنا خالد - يعني ابن الحارث - ثنا شعبة وحدثنا يحيى بن حكيم ثنا ابن أبي عدي ثنا شعبة وحدثنا يحيى بن حكيم أيضا قال: حدثنا أبو داود ثنا شعبة عن قتادة قال: سمعت النضر بن أنس يحدث عن زيد بن أرقم
« عن النبي {{صل}} قال: إن هذه الحشوش محتضرة فإذا دخلها أحدكم فليقل: اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث »
هذا حديث بندار غير أنه قال عن النضر بن أنس وكذا قال يحيى بن حكيم في حديث ابن أبي عدي عن النضر بن أنس
===باب إعداد الأحجار للاستنجاء عند إتيان الغائط===
70 - أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا أبو عبد الله سعيد الأشج حدثنا زياد بن الحسن بن فرات عن أبيه عن جده عن عبد الرحمن بن الأسود عن علقمة عن عبد الله قال:
« أراد النبي {{صل}} أن يتبرز فقال: إئتني بثلاثة أحجار فوجدت له حجرين وروثة حمار فأمسك الحجرين وطرح الروثة وقال: هي رجس »
===باب النهي عن المحادثة على الغائط===
71 - أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا أبو موسى محمد بن المثنى نا عبد الرحمن بن مهدي ثنا عكرمة بن عمار عن يحيى بن أبي كثير عن هلال بن عياض قال: حدثني أبو سعيد الخدري قال:
« سمعت رسول الله {{صل}} يقول: لا يخرج الرجلان يضربان الغائط كاشفين عن عورتهما يتحدثان فإن الله عز وجل يمقت على ذلك »
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر حدثنا به محمد بن يحيى حدثنا سلم بن إبراهيم - يعني الوراق - قال: حدثنا عكرمة بن عمار عن يحيى بن أبي كثير عن عياض بن هلال بهذا الإسناد نحوه
قال أبو بكر وهذا هو الصحيح هذا الشيخ هو عياض بن هلال روى عنه يحيى بن أبي كثير غير حديث وأحسب الوهم من عكرمة بن عمار حين قال: عن هلال بن عياض <ref>قال الأعظمي: إسناده ضعيف مضطرب </ref>
===باب النهي عن نظر المسلم إلى عورة أخيه المسلم===
72 - أخبرنا أبو طاهر حدثنا أبو بكر حدثنا محمد بن رافع نا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك أخبرنا الضحاك بن عثمان عن زيد بن أسلم عن عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه
« أن رسول الله {{صل}} قال: لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل ولا تنظر المرأة إلى عورة المرأة ولا يفضي الرجل إلى الرجل في الثوب الواحد ولا تفضي المرأة إلى المرأة في الثوب الواحد
===باب كراهية رد السلام يسلم على البائل===
73 - أخبرنا أبو طاهر حدثنا أبو بكر حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج حدثنا أبو داود الحفري عن سفيان وحدثنا محمد بن بشار نا أبو أحمد - يعني الزبير - ثنا سفيان الثوري عن الضحاك بن عثمان عن نافع عن ابن عمر
« أن رجلا مر على النبي {{صل}} وهو يبول فسلم عليه فلم يرد عليه السلام » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
==جماع الأبواب الاستنجاء بالأحجار==
===باب الأمر بالاستطابة بالأحجار والدليل على أن الاستطابة بالأحجار يجزي دون الماء===
74 - أخبرنا أبو طاهر حدثنا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ويوسف بن موسى قالا: حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد عن سلمان قال:
« قال له بعض المشركين: - وكانوا يستهزءون به - إني أرى صاحبكم يعلمكم حتى الخراءة قال سلمان: أجل أمرنا أن لا نستقبل القبلة ولا نستنجي بأيماننا ولا نكتفي بدون ثلاثة أحجار ليس فيها رجيع ولا عظم
غير أن الدورقي قال: قال بعض المشركين لسلمان
===باب الأمر بالاستطابة بالأحجار وترا لا شفعا===
75 - أخبرنا أبو طاهر حدثنا أبو بكر حدثنا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس بن يزيد وحدثنا يونس أيضا حدثنا ابن وهب أن مالكا حدثه وحدثنا عتبة بن عبد الله أخبرنا ابن المبارك أخبرنا يونس وحدثنا يحيى ابن حكيم ثنا عثمان بن عمر أخبرنا يونس ومالك عن الزهري عن أبي إدريس الخولاني عن أبي هريرة
« أن رسول الله {{صل}} قال: من توصأ فليستنثر ومن استجمر فليوتر »
وفي حديث ابن المبارك: أخبرني أبو إدريس الخولاني أنه سمع أبا هريرة
أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر قال سمعت يونس يقول:
سئل ابن عيينة عن معنى قوله: ومن استجمر فليوتر قال: فسكت ابن عيينة فقيل له أترضى بما قال مالك؟ قال: وما قال مالك؟ قيل قال مالك: الاستجمار: الاستطابة بالأحجار فقال ابن عيينة إنما مثلي ومثل مالك كما قال الأول: ( وابن اللبون إذا ما لز في قرن لم يستطع صولة البزل القناعيس )
===باب ذكر الدليل على أن الأمر بالاستطابة وترا هو الوتر الذي يزيد على الواحد الثلاث فما فوقه من الوتر===
إذ الواحد قد يقع عليه اسم الوتر والاستطابة بحجر واحد غير مجزية إذ النبي {{صل}} قد أمر أن لا يكتفى بدون ثلاثة أحجار في الاستطابة
76 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يوسف بن موسى نا جرير عن الأعمش وحدثنا يعقوب بن إبراهيم نا عيسى بن يونس نا الأعمش وحدثنا أبو موسى نا عبد الرحمن - يعني ابن مهدي - عن سفيان عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال:
« قال رسول الله {{صل}}: إذا استجمر أحدكم فليستجمر ثلاثا »
===باب الدليل على أن الأمر بالوتر في الاستطابة أمر استحباب لا أمر إيجاب وأن من استطاب بأكثر من ثلاثة بشفع لا بوتر غير عاص في فعله إذ تارك الاستحباب غير الإيجاب تارك فضيلة لا فريضة===
77 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو غسان مالك بن سعد القيسي نا روح - يعني ابن عبادة - ثنا أبو عامر الخزاز عن عطاء عن أبي هريرة
« أن النبي {{صل}} قال: إذا استجمر أحدكم فليوتر فإن الله وتر يحب الوتر أما ترى السماوات سبعا والأرض سبعا والطواف سبعا. وذكر أشياء » <ref>قال الأعظمي: إسناده ضعيف. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح كما في مجمع الزوائد ( 1 / 211 ) قلت: لكن أبو عامر الخزاز - واسمه صالح بن رستم المزني - قال في التقريب: صدوق كثير الخطأ </ref>
===باب النهي عن الاستطابة باليمين===
78 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني نا بشر بن المفضل نا هشام بن عبد الله الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بين أبي قتادة عن أبيه أبي قتادة قال:
« قال رسول الله {{صل}}: إذا شرب أحدكم فلا يتنفس في الإناء وإذا أتى الخلاء فلا يمس ذكره بيمينه وإذا تمسح فلا يتمسح بيمينه »
79 - أخبرنا أبو طاهر حدثنا أبو بكر نا علي بن حجر أخبرنا ابن المبارك عن الأوزاعي وحدثنا نصر بن مرزوق المصري حدثنا عمرو - يعني ابن أبي سلمة - عن الأوزاعي حدثني يحيى - يعني ابن أبي كثير - حدثني عبد الله بن أبي قتادة الأنصاري قال حدثني أبي
« أنه سمع النبي {{صل}} يقول: إذا بال أحدكم فلا يمس ذكره بيمينه ولا يستنج بيمينه ولا يتنفس في الإناء »
هذا حديث عمرو بن أبي سلمة وقال علي بن حجر في كلها: عن عن
===باب النهي عن الاستطابة بدون ثلاثة أحجار===
80 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار نا يحيى بن سعيد نا ابن عجلان عن عجلان عن القعقاع بن حكيم عن أبي صالح عن أبي هريرة
« عن النبي {{صل}} قال: إنما أنا لكم مثل الوالد لولده فلا يستقبل أحدكم القبلة ولا يستدبرها - يعني في الغائط - ولا يستنجي بدون ثلاثة أحجار ليس فيها روث ولا رمة » <ref>قال الأعظمي: إسناده حسن </ref>
===باب الدليل على النهي عن الاستطابة بدون ثلاثة أحجار وأن الاستطابة بدون ثلاثة أحجار لا يكفي دون الاستنجاء بالماء لأن المستطبب بدون ثلاثة أحجار عاص في فعله وإن استنجى بعده بالماء والنهي عن الاستنجاء بالعظام والرجيع===
81 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا عبد الله بن سعيد بن الأشج نا ابن نمير عن الأعمش عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد عن سلمان قال:
« قال المشركون لقد علمكم صاحبكم حتى يوشك أن يعلمكم الخراءة قال: أجل نهانا أن نستقبل القبلة أو نستنجي بأيماننا أو بالعظم أو بالرجيع وقال لا يكتفي أحدكم دون ثلاثة أحجار »
===باب ذكر العلة التي من أجلها زجر عن الاستنجاء بالعظام والروث===
82 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو موسى محمد بن المنثى حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى عن داود وحدثنا أبو هاشم زياد بن أيوب نا يحيى - يعني ابن أبي زائدة قال أخبرني داود بن أبي هند عن عامر قال:
« سألت علقمة هل كان ابن مسعود شهد مع رسول الله {{صل}} ليلة الجن؟ فقال علقمة أنا سألت ابن مسعود فقلت: هل شهد أحد منكم مع رسول الله {{صل}} ليلة الجن؟ فقال: لا ولكن كنا مع رسول الله {{صل}} ذات ليلة ففقدناه فالتمسناه في الأودية والشعاب فقلنا: استطير أو اغتيل قال: فبتنا بشر ليلة بات بها قوم فلما أصبحنا فإذا هو جاء من قبل حراء قال فقلنا: يا رسول الله فقدناك فطلبناك فلم نجدك فبتنا بشر ليلة بات بها قوم قال: أتاني داعي الجن فذهبت معه فقرأت عليهم القرآن قال: فانطلق بنا فأرانا نيرانهم قال: وسألوه الزاد فقال: لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم أو فرما يكون لحما وكل بعر علفا لدوابكم فقال رسول الله {{صل}}: فلا تستنجوا بهما فإنها طعام إخوانكم »
هذا حديث عبد الأعلى
وفي حديث ابن أبي زائدة قال قال رسول الله {{صل}}: لا تستنجوا بالعظم ولا بالبعر فإنه زاد إخوانكم من الجن
==جماع الأبواب الاستنجاء بالماء==
===باب ذكر ثناء الله عز وجل على المتطهرين بالماء===
83 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا إسماعيل بن أبي أويس حدثني أبي عن شرحبيل بن سعد عن عويم بن ساعدة الأنصاري ثم العجلاني
« أن النبي {{صل}} قال لأهل قباء: إن الله قد أحسن عليكم الثناء في الطهور وقال: { فيه رجال يحبون أن يتطهروا } حتى انقضت الآية فقال لهم: ما هذا الطهور؟ فقالوا: ما نعلم شيئا إلا أنه كان لنا جيران من اليهود وكانوا يغسلون أدبارهم من الغائط فغسلنا كما غسلوا » <ref>قال الأعظمي: إسناده ضعيف وله شاهد في المستدرك وعند أحمد والطبراني كما في المجمع وقال: رواه أحمد والطبراني في الثلاثة وفيه شرحبيل بن سعد ضعفه مالك وابن معين وأبي زرعة ووثقه ابن حبان </ref>
===باب ذكر اسنتجاء النبي {{صل}} بالماء===
84 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي نا ابن علية حدثني روح بن القاسم نا عطاء بن أبي ميمونة عن أنس بن مالك قال:
« كان رسول الله {{صل}} إذا تبرز لحاجة أتيته بماء فيتغسل به »
85 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن خالد بن خداش الزهراني نا سالم بن قتيبة عن شعبة عن عطاء بن أبي ميمونة عن أنس بن مالك
« أن النبي {{صل}} كان إذا ذهب لحاجته ذهبت معه بعكاز وإداوة فإذا خرج فمسح بالماء وتوضأ من الإداوة »
86 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الوارث بن عبد الصمد العنبري حدثني أبي حدثنا شعبة عن أبي معاذ قال سمعت أنسا يقول:
« كان رسول الله {{صل}} إذا خرج لحاجته اتبعناه أنا وغلام آخر بإداوة من ماء »
قال أبو بكر: أبو معاذ هذا هو عطاء بن أبي ميمونة
87 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن الوليد نا محمد بن جعفر نا شعبة عن عطاء بن أبي ميمونة أنه سمع أنس بن مالك يقول:
« كان رسول الله {{صل}} يدخل الخلاء فأحمل أنا وغلام نحوي إداوة من ماء وغيره فيستنجي بالماء »
===باب تسمية الاستنجاء بالماء فطرة===
88 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يوسف بن موسى ثنا وكيع وحدثنا محمد بن رافع نا عبد الله بن نمير وحدثنا عبدة بن عبد الله الخزاعي أخبرنا محمد بن بشر قالوا: حدثنا زكريا - وهو ابن أبي زائدة - نا مصعب بن شيبة عن طلق بن حبيب عن عبد الله بن الزبير أن عائشة حدثته
« أن النبي {{صل}} قال: عشر من الفطرة: قص الشارب واستنشاق الماء والسواك وإعفاء اللحية ونتف الإبط وحلق العانة وانتقاص الماء وقص الأظفار وغسل البراجم »
قال عبدة في حديثه: والعاشرة لا أدري ما هي إلا أن تكون المضمضة
وفي حديث وكيع قال مصعب: نسيت العاشرة إلا أن تكون المضمضة
قال وكيع: انتقاص الماء إذا نضحه بالماء نقص
ولم يذكر ابن رافع العاشرة ولا سفيان ولا شك
===باب دلك اليد بالأرض وغسلهما بعد الفراغ من الاسنتجاء بالماء===
89 - أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا محمد بن يحيى ثنا أبو نعيم ثنا أبان بن عبد الله البجلي حدثني إبراهيم بن جرير عن أبيه
« أن نبي الله {{صل}} دخل الغيضة فقضى حاجته فأتاه جرير بإداوة من ماء فاستنجى بها قال: ومسح يده بالتراب » <ref>قال الأعظمي: إسناده ضعيف </ref>
===باب القول عند الخروج من المتوضأ===
90 - أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا أبو موسى محمد بن المثنى نا يحيى بن أبي بكير نا إسرائيل عن يوسف بن أبي بردة عن أبيه قال دخلت على عائشة فسمعتها تقول
« كان رسول الله {{صل}} إذا خرج من الغائط قال: غفرانك »
حدثنا محمد بن أسلم حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل بهذا مثله <ref>قال الأعظمي: إسناده ضعيف </ref>
==جماع الأبواب ذكر الماء الذي لا ينجس والذي ينجس إذا خالطته نجاسة==
===باب ذكر خبر روي عن النبي {{صل}} في نفي تنجيس الماء بلفظ مجمل غير مفسر بلفظ عام مراده خاص===
91 - أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر نا أحمد بن المقدام العجلي ومحمد بن يحيى القطعي قالا: حدثنا محمد بن بكر نا شعبة عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال:
« أراد النبي {{صل}} أن يتوضأ فقال امرأة من نسائه: يا رسول الله إني قد توضأت من هذا فتوضأ النبي {{صل}} وقال: الماء لا ينجسه شيء »
هذا حديث أحمد بن المقدام <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب ذكر الخبر المفسر للفظة المجملة التي ذكرتها والدليل على أن النبي {{صل}} إنما أراد بقوله: والماء لا ينجسه شيء بعض المياه لا كلها وإنما أراد الماء الذي هو قلتان فاكثر لا دون القلتين منه===
92 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي وموسى بن عبد الرحمن المسروقي وأبو الأزهر حوثرة بن محمد البصري قالوا حدثنا أبو أسامة نا الوليد بن كثير عن محمد بن جعفر بن الزبير أن عبيد الله بن عبد الله بن عمر حدثهم أن أباه عبد الله بن عمر حدثهم
« أن رسول الله {{صل}} سئل عن الماء وما ينوبه من الدواب والسباع فقال رسول الله {{صل}}: إذا كان الماء قلتين لم يحمل الخبث »
هذا حديث حوثرة
وقال موسى بن عبد الرحمن عن عبد الله بن عبد الله بن عمر عن أبيه وقال أيضا: لم ينجسه شيء
وأما المخرمي فإنه حدثنا به مختصرا وقال قال رسول الله {{صل}}: إذا كان الماء قلتين لم يحمل الخبث ولم يذكر مسألة النبي {{صل}} عن الماء وما ينوبه من السباع والدواب <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب النهي عن اغتسال الجنب في الماء الدائم بلفظ عام مراده خاص===
وفيه دليل على أن قوله {{صل}}: الماء لا ينجسه شيء - لفظ عام مراده خاص على ما بينت قبل - أراد الماء الذي يكون قلين فصاعدا
93 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى نا عبد الله بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن بكير بن عبد الله حدثه أن أبا السائب مولى هشام بن زهرة حدثه أنه سمع أبو هريرة يقول: قال رسول الله {{صل}}
« لا يغتسل أحدكم في الماء الدائم وهو جنب قال: كيف يفعل يا أبا هريرة؟ قال يتناوله تناولا
===باب النهي عن الوضوء من الماء الدائم الذي قد بيل فيه والنهي عن الشرب منه بذكر لفظ عام مراده خاص===
94 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا أنس بن عياض عن الحارث - وهو ابن أبي ذباب عن عطاء بن ميناء عن أبي هريرة أن رسول الله {{صل}} قال:
« لا يبولن أحدكم في الماء الدائم ثم يتوضأ منه أو يشرب »
===باب الأمر بغسل الإناء من ولوغ الكلب===
والدليل على أن النبي {{صل}} إنما أمر بغسل الإناء من ولوغ الكلب تطهيرا للإناء لا على ما ادعى بعض أهل العلم أن الأمر بغسله أمر تعبد وأن الإناء طاهر والوضوء والاغتسال بذلك الماء جائز وشرب ذلك الماء طلق مباح
95 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي نا بن علية عن هشام بن حسان وحدثنا محمد بن بشار ثنا إبراهيم بن صدقة وحدثنا إسماعيل بن بشير بن منصور السليمي نا عبد الأعلى وحدثنا محمد بن يحيى القطعي نا محمد بن مروان قالوا نا هشام بن حسان وحدثنا جميل بن الحسن قال حدثنا محمد بن مروان عن هشام عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة
« عن النبي {{صل}} قال: طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسل سبع مرات الأولى منهن بالتراب »
وقال الدورقي: أولها بتراب وقال القطعي: أولها بالتراب
96 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء نا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة
« عن النبي {{صل}}: طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه كلب أن يغسله سبع مرات »
97 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا جميل بن الحسن نا الهمام - يعني محمد بن مروان - حدثنا هشام عن محمد عن أبي هريرة قال: قال أبو القاسم {{صل}}:
« إذا شرب الكلب من الإناء فإن طهوره أن يغسل سبع مرات أولها بتراب » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب الأمر بإهراق الماء الذي ولغ فيه الكلب وغسل الإناء من ولوغ الكلب===
وفيه دليل على نقض قول من زعم أن الماء طاهر والأمر بغسل الإناء تعبد إذ غير جائز أن يأمر النبي {{صل}} بهراقة ماء طاهر غير نجس
98 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا إسماعيل بن الجليل حدثنا ابن علي أخبرنا الأعمش عن أبي رزين وأبي صالح عن أبي هريرة قال:
« قال رسول الله {{صل}}: إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليهرقه وليغسله سبع مرات وإذا انقطع شسع أحدكم فلا يمشي فيه حتى يصلحه »
===باب النهي عن غمس المستيقظ من النوم يده في الإناء قبل غسلها===
99 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي قالا ك حدثنا سفيان عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة
« أن رسول الله {{صل}} قال: إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يغمس يده في الإناء حتى يغسلها ثلاثا فإنه لا يدري أين باتت يده »
هذا حديث عبد الجبار غير أنه قال: عن أبي هريرة رواية
===باب ذكر الدليل على أن النبي {{صل}} إنما أراد بقوله: فإنه لا يدري أين باتت يده منه أي أنه لا يدري أين أتت يده من جسده===
100 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن الوليد بخبر غريب نا محمد بن جعفر نا شعبة عن خالد الحذاء عن عبد الله بن شقيق عن أبي هريرة قال:
« قال رسول الله {{صل}}: إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يغمس يده في إنائه أو في وضوئه حتى يغسلها فإنه لا يدري أين أتت يده منه » <ref>قال ناصر الدين: إسناده صحيح على شرط مسلم </ref>
===باب ذكر الدليل على أن الماء إذا خالطه فرث ما يؤكل لحمه لم ينجس===
101 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن عتبة بن أبي عتبة عن نافع بن جبير عن عبد الله بن عباس
« أنه قيل لعمر بن الخطاب: حدثنا من شأن ساعة العسرة فقال عمر: خرجنا إلى تبوك في قيظ شديد فنزلنا منزلا أصابنا فيه عطش حتى ظننا أن رقابنا ستنقطع حتى أن كان الرجل ليذهب يلتمس الماء فلا يرجع حتى يظن أن رقبته ستنقطع حتى أن الرجل ينحر بعيره فيعصر فرثه فيشربه ويجعل ما بقي على كبده فقال أبو بكر الصديق: يا رسول الله إن الله قد عودك في الدعاء خيرا فادع لنا فقال: أتحب ذلك؟ قال: نعم فرفع يده فلم يرجعهما حتى قالت السماء فاظلمت ثم سكبت فملأوا ما معهم ثم ذهبنا ننظر فلم نجدها جازت العسكر »
قال أبو بكر: فلو كان ماء الفرث إذا عصر نجسا لم يجز للمرء أن يجعله على كبده فينجس بعض بدنه وهو غير واجد لماء طاهر يغسل موضع النجس منه فأما شرب الماء النجس عند خوف التلف إن لم يشرب ذلك الماء فجائز إحياء النفس بشرب ماء نجس إذ الله عز وجل قد أباح عند الاضطرار إحياء النفس بأكل الميتة والدم ولحم الخنزير إذا خيف التلف إن لم يأكل ذلك والميتة والدم ولحم الخنزير نجس محرم على المستغني عنه مباح للمضطر إليه لإحياء النفس بأكله فكذلك جائز للمضطر إلى الماء النجس أن يحيي نفسه بشرب ماء نجس إذا خاف التلف على نفسه بترك شربه فأما أن يجعل ماء نجسا على بعض بدنه والعلم محيط أنه إن لم يجعل ذلك الماء النجس على بدنه لم يخفف التلف على نفسه بترك شربه فأما أن يجعل ماء نجسا على بعض بدنه والعلم محيط به أنه إن لم يجعل ذلك الماء النجس على بدنه لم يخف التلف على نفسه ولا كان في إمساس ذلك الماء النجس بعض بدنه إحياء نفسه بذلك ولا عنده ماء طاهر يغسل ما نجس من بدنه بذلك الماء فهذا غير جائز ولا واسع لأحد فعله <ref>أخرجه ابن حبان والحاكم وقال الذهبي: على شرطهما. قال ناصر الدين: لكن ابن أبي هلال كان اختلط </ref>
===باب الرخصة في الوضوء بسؤر الهرة===
والدليل على أن خراطيم ما يأكل الميتة من السباع ومما لا يجوز أكل لحمه من الدواب والطيور إذا الماء الذي دون القلتين ولا نجاسة مرئية بخراطيمها ومناخيرها إن ذلك لا ينجس الماء إذ العلم محيط أن الهرة تأكل الفأر وقد أباح النبي {{صل}} الوضوء بفضل سؤرها فدلت سنته على أن خرطوم ما يأكل الميتة إذا ما ماس الماء الذي دون القلتين لم ينجس ذلك خلا الكلب الذي قد حض النبي {{صل}} بالأمر بغسل الإناء من ولوغه سبعا وخلا الخنزير الذي هو أنجس من الكلب أو مثله
102 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو حاتم محمد بن إدريس نا محمد بن عبد الله بن أبي جعفر الرازي حدثنا سليمان بن مسافع بن شيبة الحجبي قال سمعت منصور بن صفية بنت شيبة يحدث عن أمه صفية عن عائشة
« أن رسول الله {{صل}} قال لهم: إنها ليست بنجس هي كبعض أهل البيت - يعني الهرة » <ref>قال الأعظمي: قال الذهبي في الميزان: سليمان بن مسافع لا يعرف وأتى بخبر منكر </ref>
103 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا إبراهيم بن الحكم بن أبان حدثني أبي عن عكرمة قال: كان أبو قتادة يتوضأ من الإناء والهرة تشرب منه
وقال عكرمة قال أبو هريرة:
« قال رسول الله {{صل}}: الهرة من متاع البيت » <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف إبراهيم بن حكم ضعيف وأبوه صدوق عابد وله أوهام كما في التقريب </ref>
104 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى الصدفي أخبرنا ابن وهب أن مالكا حدثه عن إسحاق بن عبد الله - وهو ابن أبي طلحة - عن حميدة بنت عبيد بن رفاعة عن كبشة بنت كعب بن مالك - وكانت تحت ابن أبي قتادة
« أن أبا قتادة دخل عليها فسكبت له وضوءا فجاءت هرة تشرب منه فأصغى لها أبو قتادة الإناء حتى شربت. قالت كبشة: فرآني أنظر إليه فقال: أتعجبين يا بنت أخي؟ قالت فقلت: نعم فقال: إن رسول الله {{صل}} قال:
إنها ليست بنجس إنما هي من الطوافين عليكم أو الطوافات » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب ذكر الدليل على أن سقوط الذباب في الماء لا ينجسه===
وفيه ما دل على أن لا نجاسة في الأحياء وإن كان لا يجوز أكل لحمه إلا ما خص به النبي {{صل}} الكلب وكل ما يقع عليه اسم الكلب من السباع إذ الذباب لا يؤكل وهو من الخبائث التي أعلم الله نبيه المصطفى يحرمها في قوله: { ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث } وقد أعلم {{صل}} أن سقوط الذباب في الإناء لا ينجس ما في الإناء من الطعام والشراب لأمره بغمس الذباب في الإناء إذا سقط فيه وإن كان الماء أقل من قلتين
105 - أخبرنا أبو طاهر حدثنا أبو بكر نا أبو الخطاب زياد بن يحيى الحساني نا بشر بن المفضل نا محمد بن عجلان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال:
« قال رسول الله {{صل}}: إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر شفاء وإنه يتقى بجناحه الذي فيه الداء فلنغمسه كله قم لينتزعه » <ref>قال الأعظمي: إسناده حسن </ref>
===باب إباحة الوضوء بالماء المستعمل والدليل على أن الماء إذا غسل به بعض أعضاء البدن أو جميعه لم ينجس الماء وكان الماء طاهرا لا نجاسة عليه===
106 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء نا سفيان قال سمعت محمد بن المنكدر يقول سمعت جابر بن عبد الله يقول:
« مرضت فجاءني رسول الله {{صل}} يعودني وأبو بكر ماشيين فوجدني قد أغمي علي فتوضأ فصبه علي فأفقت فقلت يا رسول الله: كيف أصنع في مالي كيف أمضي في مالي؟ فلم يجبني بشيء حتى نزلت آية الميراث { إن امرؤ هلك ليس له ولد وله أخت فلها نصف ما ترك } الآية وقال مرة: حتى نزلت آية الكلالة » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح على شرط مسلم </ref>
===باب إباحة الوضوء من فضل وضوء المتوضىء===
107 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الحسن بن محمد نا عبيدة بن حميد نا الأسود بن قيس عن نبيح العنزي عن جابر بن عبد الله قال:
« سافرنا مع رسول الله {{صل}} فحضرت الصلاة فقال رسول الله {{صل}}: أما في القوم طهور؟ قال فجاء رجل بفضل ماء في إداوة قال فصبه في قدح فتوضأ رسول الله {{صل}} قال ثم إن القوم أتوا بقية الطهور فقال تمسحوا به فسمعهم رسول الله {{صل}} فقال: على رسلكم فضرب رسول الله {{صل}} يده في القدح في جوف الماء ثم قال: أسبغوا الطهور فقال جابر بن عبد الله: والذي أذهب بصري - قال وكان قد ذهب بصره - لقد رأيت الماء ينبع من بين أصابع رسول الله {{صل}} فلم يرفع يده حتى توضأ أجمعون »
قال عبيدة قال الأسود حسبته قال: كنا مائتين أو زيادة <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب إباحة الوضوء من فضل وضوء المرأة===
108 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن رافع نا عبد الرزاق عن ابن جريج وحدثنا عبد الله بن إسحاق الجوهري أخبرنا أبو عاصم عن ابن جريج قال: أخبرني عمرو بن دينار قال أكبر علمي والذي يخطر على بالي أن أبا الشعثاء أخبرني أنه سمع ابن عباس
« أن رسول الله {{صل}} كان يتوضأ بفضل ميمونة » <ref>قال الأعظمي: إسناده على شرط مسلم </ref>
===باب إباحة الوضوء بفضل غسل المرأة من الجنابة===
109 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو موسى محمد بن المثنى وأحمد بن منيع قالا: حدثنا أبو أحمد - وهو الزبيري - ثنا سفيان وحدثنا عتبة بن عبد الله أخبرنا ابن المبارك أخبرنا سفيان وحدثنا سلم بن جنادة حدثنا وكيع عن سفيان عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس
« أن امرأة من أزواج النبي {{صل}} اغتسلت من الجنابة - فتوضأ النبي {{صل}} - أو اغتسل - من فضلها »
هذا حديث وكيع. وقال أحمد بن منيع: فتوضأ النبي {{صل}} من فضلها. وقال أبو موسى وعتبة بن عبد الله:
« فجاء النبي {{صل}} يتوضأ من فضلها فقالت له فقال: الماء لا ينجسه شيء » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب الدليل على أن سؤر الحائض ليس بنجس وإباحة الوضوء والغسل به===
إذ هو طاهر غير نجس إذ لو كان سور حائض نجسا لما شرب النبي {{صل}} ماءا نجسا غير مضطر إلى شربه
110 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يوسف بن موسى نا جرير عن مسعر بن كدام عن المقدام بن شريح عن أبيه عن عائشة قالت
« كان رسول الله {{صل}} يؤتى بالإناء فأبدأ فأشرب وأنا حائض ثم يأخذ الأناء فيضع فاه على موضع في وآخذ العرق فأعضه ثم يضع فاه على موضع في »
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا سلم بن جنادة نا وكيع عن مسعر وسفيان عن المقدام بن شريح بهذا الإسناد نحوه <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب الرخصة في الغسل والوضوء من ماء البحر إذ ماؤه طهور ميتته حل===
ضد قول من كره الوضوء والغسل من ماء البحر وزعم أن تحت البحر نارا وتحت النار بحرا حتى عد سبعة أبحر سبعة نيران وكره الوضوء من مائه لهذه العلة زعم
111 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى الصدفي أخبرنا عبد الله بن وهب أن مالكا حدثه قال حدثني صفوان بن سليم عن سعيد بن سلمة - من آل ابن الأزرق - أن المغيرة بن أبي بردة - وهو من بني عبد الدار - أخبره أنه سمع أبا هريرة يقول:
« سأل رجل رسول الله {{صل}} فقال: يا رسول الله إنا نركب البحر ونحمل القليل من الماء فإن توضأنا منه عطشنا أفنتوضأ من ماء البحر؟ فقال: هو الطهور ماؤه الحلال ميتته »
هذا حديث يونس
وقال يحيى بن حكيم: عن صفوان بن سليم ولم يقل من آل ابن الأزرق ولا من بني عبد الدار وقال: نركب البحر أزمانا
112 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا أحمد بن حنبل نا أبو القاسم بن أبي الزناد حدثني إسحاق بن حازم عن ابن مقسم - قال أحمد: يعني عبيد الله - عن جابر
« أن النبي {{صل}} سئل عن البحر قال: هو الطهور ماؤه والحلال ميتته » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح إذ له شاهد من رواية أبي هريرة عند ابن ماجه في الطهارة 38 وموارد الظمآن حديث 120 </ref>
===باب الرخصة في الوضوء والغسل من الماء الذي يكون في أواني أهل الشرك وأسقيتهم والدليل على أن الإهاب يطهر بدباغ المشركين إياه===
113 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار نا يحيى بن سعيد القطان وابن أبي عدي وسهل بن يوسف وعبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي قالوا: حدثنا عوف عن أبي رجاء حدثنا عمران بن حصين قال:
« كنا مع رسول الله {{صل}} في سفر فدعا فلانا ودعا علي بن أبي طالب فقال: اذهبا فابغيا لنا الماء فانطلقا فلقيا امرأة بين سطيحتين - أو بين مزادتين - على بعير فقالا لها: أين الماء؟ قالت: عهدي بالماء أمس هذه الساعة ونفرنا خلوفا فقال لها: انطلقي فقالت: أين؟ قالا لها: إلى رسول الله {{صل}} قالت: هذا الذي يقال له الصابئ؟ قالا لها: هو الذي تعنين فانطلقا فجاءا بها إلى رسول الله {{صل}} وحدثاه الحديث فقال: استنزلوها من بعيرها ودعا رسول الله {{صل}} بإناء فجعل فيه أفواه المزادتين - أو السطيحتين - قالا: ثم مضمض ثم أعاد في أفواه المزادتين - أو السطيحتين - ثم أطلق أفواههما ثم نودي في الناس: أن اسقوا واستقوا » وذكر الحديث بطوله
===باب الرخصة في الوضوء من الماء يكون في جلود الميتة إذا دبغت===
114 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبدة بن عبد الله الخزاعي أخبرنا يحيى بن آدم عن مسعر عن عمرو بن مرة عن سالم بن أبي الجعد عن أخيه عن ابن عباس قال:
« أراد النبي {{صل}} أن يتوضأ من سقاء فقيل له: إنه ميتة قال: دباغه يذهب بخبثه أو نجسه أو رجسه » {{مردخ|رواه الحاكم. قال ناصر الدين: والبيهقي ( 1 / 17 ) وقال: إسناده صحيح </ref>
===باب الدليل على أن أبوال ما يوكل لحمه ليس بنجس ولا ينجس الماء إذا خالطه===
إذ النبي {{صل}} قد أمر بشرب أبوال الإبل مع ألبانها ولو كان نجسا لم يأمر بشربه وقد أعلم أن لا شفاء في المحرم وقد أمر بالاستشفاء بأبوال الإبل ولو كان نجسا كان محرما كان داءا لا دواءا وما كان فيه شفاء كما أعلم {{صل}} لما سئل: أيتداوى بالخمر؟ فقال إنما هي داء وليست بدواء
115 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني نا يزيد - يعني ابن زريع - نا سعيد نا قتادة أن أنس بن مالك حدثهم
« أن أناسا - أو رجالا - من عكل وعرينة قدموا على رسول الله {{صل}} المدينة فتكلموا بالإسلام وقالوا يا رسول الله إنا أهل ضرع ولم نكن أهل ريف فاستوحشوا المدينة فأمر لهم رسول الله {{صل}} بذود وراع وأمرهم أن يخرجوا فيها فيشربوا من أبوالها وألبانها »
فذكر الحديث بطوله
===باب ذكر خبر روي عن النبي {{صل}} في إجازة الوضوء بالمد من الماء أوهم بعض العلماء أن توقيت المد من الماء للوضوء توقيت لا يجوز الوضوء بأقل منه===
116 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار نا عبد الرحمن - يعني ابن مهدي - نا شعبة عن عبد الله بن عبد الله بن جبر بن عتيك قال سمعت أنس بن مالك يقول:
« كان رسول الله {{صل}} يتوضأ بمكوك ويغتسل بخمسة مكاكي »
قال أبو بكر: المكوك في هذا الخبر المد نفسه
===باب ذكر الدليل على أن توقيت المد من الماء للوضوء أن الوضوء بالمد يجزئ لا أنه لا يسع المتوضئ أن يزيد على المد أو ينقص منه===
إذ لو لم يجزئ الزيادة على ذلك ولا النقصان منه كان على المرء إذا أراد الوضوء أن يكيل مدا من الماء فيتوضأ به لا يبقى منه شيئا وقد يرفق المتوضئ بالقليل من الماء فيكفي أعضاء الوضوء ويخرق بالكثير فلا يكفي لغسل أعضاء الوضوء
117 - حدثنا هارون بن إسحاق الهمذاني من كتابه حدثنا ابن فضيل عن حصين ويزيد بن أبي زياد عن سالم بن أبي الجعد عن جابر بن عبد الله قال:
« قال رسول الله {{صل}}: يجزئ من الوضوء المد ومن الجنابة الصاع »
فقال له رجل: لا يكفينا ذلك يا جابر؟ فقال: قد كفى من هو خير منك وأكثر شعرا
قال أبو بكر في قوله {{صل}}: يجزئ من الوضوء المد دلالة على أن توقيت المد من الماء للوضوء أن ذلك يجزئ لا أنه يجوز النقصان منه ولا الزيادة فيه <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب الرخصة في الوضوء بأقل من قدر المد من الماء===
118 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن العلاء بن كريب الهمداني نا يحيى بن أبي زائدة عن شعبة عن ابن زيد - وهو حبيب بن زيد - عن عباد بن تميم عن عبد الله بن زيد
« أن النبي {{صل}} أتي بثلثي مد فجعل يدلك ذراعه » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب ذكر الدليل على أن لا توقيت في قدر الماء الذي يتوضأ به المرء===
فيضيق على المتوضئ أن يزيد عليه أو ينقص منه إذ لو كان لقدر الماء الذي يتوضأ به المرء مقدارا لا يجوز أن يزيد عليه ولا ينقص منه شيئا لما جاز أن يجتمع اثنان ولا جماعة على إناء واحد فيتوضئوا منه جميعا والعلم محيط أنهم إذا اجتمعوا على إناء واحد يتوضئون منه فإن بعضهم أكثر حملا للماء من بعض
119 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن الوليد نا محمد بن جعفر نا معمر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت
« كنت أنا ورسول الله {{صل}} نتوضأ من إناء واحد »
120 - أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا هارون بن إسحاق الهمداني نا أبو خالد عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال:
« كنا نتوضأ رجالا ونساء ونغسل أيدينا في إناء واحد على عهد رسول الله {{صل}} »
121 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني نا المعتمر قال سمعت عبيد الله عن نافع عن عبد الله
« أنه أبصر إلى النبي {{صل}} وأصحابه يتطهرون والنساء معهم الرجال والنساء من إناء واحد كلهم يتطهر منه » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب استحباب القصد في صب الماء وكراهة التعدي فيه والأمر باتقاء وسوسة الماء===
122 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار نا أبو داود نا خارجة بن مصعب عن يونس عن الحسن عن عتي بن ضمرة السعدي عن أبي بن كعب
« عن النبي {{صل}} قال: إن للوضوء شيطانا يقال له ولهان فاتقوا وسواس الماء » <ref>قال الأعظمي: إسناده ضعيف ينفرد به خارجة بن مصعب وهو متروك ويدلس عن الكذابين </ref>
==جماع الأبواب الأواني اللواتي يتوضأ فيهن أو يغتسل==
===باب إباحة الوضوء والغسل في أواني النحاس===
123 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى ومحمد بن رافع قال محمد بن يحيى: سمعت عبد الرزاق وقال ابن رافع: نا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت
« قال رسول الله {{صل}} في مرضه الذي مات فيه: صبوا علي من سبع قرب لم تحلل أوكيتهن لعلي أستريح فأعهد إلى الناس قالت عائشة: فأجلسناه في مخضب لحفصة من نحاس وسكبنا عليه الماء منهن حتى طفق يشير إلينا أن قد فعلتن ثم خرج »
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر حدثنا به محمد بن يحيى مرة نا عبد الرزاق مرة أخبرنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة بمثله غير أنه لم يقل: من نحاس ولم يقل: ثم خرج
===باب إباحة الوضوء من أواني الزجاج ضد قول بعض المتصوفة الذي يتوهم أن اتخاذ أواني الزجاج من الإسراف إذ الخزف أصلب وأبقى من الزجاج===
124 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة الضبي أخبرنا حماد - يعني ابن زيد - عن ثابت عن أنس
« أن رسول الله {{صل}} دعا بوضوء فجيء بقدح فيه ماء - أحسبه قال قدح زجاج - فوضع أصابعه فيه فجعل القوم يتوضئون الأول فالأول فحزرتهم ما بين السبعين إلى الثمانين فجعلت أنظر إلى الماء كأنه ينبع من بين أصابعه »
قال أبو بكر: روى هذا الخبر غير واحد عن حماد بن زيد فقالوا: رحراح مكان الزجاج بلا شك؛
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا أبو النعمان نا حماد بهذا الحديث
وقال في حديث سليمان بن حارث: أتي بقدح زجاج وقال في حديث أبي النعمان بإناء زجاج
قال أبو بكر: والرحراح إنما يكون الواسع من أواني الزجاج لا العميق منه
===باب إباحة الوضوء من الركوة والقعب===
125 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي نا هشيم أخبرنا حصين عن سالم بن أبي الجعد عن جابر بن عبد الله قال:
« عطش الناس يوم الحديبية ورسول الله {{صل}} بين يديه ركوة يتوضأ منها إذ جهش الناس نحوه قال فقال: ما لكم؟ قالوا: ما لنا ماء نتوضأ ولا نشرب إلا ما بين يديك قال: فوضع يديه في الركوة ودعا بما شاء الله أن يدعو قال: فجعل الماء يفور من بين أصابعه أمثال العيون قال: فشربنا وتوضأنا قال قلت لجابر: كم كنتم؟ قال: كنا خمس عشرة مائة ولو كنا مائة ألف لكفانا »
126 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن رافع نا وهب بن جرير نا شعبة عن عمرو بن عامر عن أنس بن مالك قال:
« أتي رسول الله {{صل}} بقعب صغير فتوضأ منه فقلت لأنس: أكان النبي {{صل}} يتوضأ عند كل صلاة؟ قال: نعم قلت فأنتم؟ قال: كنا نصلي الصلوات بالوضوء »
===باب إباحة الوضوء من الجفان والقصاع===
127 - أخبرنا أبو طاهر حدثنا أبو بكر نا يحيى بن حكيم نا ابن عدي عن شعبة عن سلمة بن كهيل عن كريب عن ابن عباس قال:
« بت في بيت خالتي ميمونة فبقيت رسول الله {{صل}} كيف يصلي من الليل فبال ثم غسل وجهه ويديه ثم نام ثم قام وأطلق شناق القربة فصب في القصعة - أو الجفنة - فتوضأ وضوءا بين الوضوءين وقام يصلي فقمت فتوضأت فجئت عن يساره فأخذني فجعلني عن يمينه »
===باب الأمر بتغطية الأواني التي يكون فيها الماء للوضوء بلفظ مجمل غير مفسر ولفظ عام مراده خاص===
128 - حدثنا أبو يونس الواسطي ثنا خالد - يعني ابن عبد الله - عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال:
« أمرنا رسول الله {{صل}} بتغطية الوضوء وإيكاء السقاء وإكفاء الإناء »
قال أبو بكر: قد أوقع النبي {{صل}} اسم الوضوء على الماء الذي يتوضأ به وهذا من الجنس الذي أعلمت في غير موضع من كتبنا أن العرب يوقع الاسم على الشيء في الابتداء على ما يؤول إليه الأمر في المتعقب إذ الماء قبل أن يتوضأ به إنما وقع عليه اسم الوضوء لأنه يؤول إلى أن يتوضأ به » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب ذكر الخبر المفسر للفظة المجملة التي ذكرتها والدليل على أن النبي {{صل}} إنما أمر بتغطية الأواني بالليل لا بالنهار جميعا===
129 - حدثنا محمد بن يحيى ثنا أبو عاصم عن ابن جريج عن أبي الزبير وحدثنا أحمد بن سعيد الدارمي ثنا أبو عاصم عن ابن جريج عن أبي الزبير أنه سمع جابرا يقول: حدثني أبو حميد قال:
« أتيت النبي {{صل}} بقدح لبن من النقيع غير مخمر فقال: ألا خمرته ولو تعرض عليه بعود »
قال أبو حميد: إنما أمر بالأبواب أن يغلق ليلا وإنما أمر بالأسقية أن يخمر ليلا وقال الدارمي: إنما أمر بالآنية أن تخمر ليلا وبالأوعية أن توكأ ليلا ولم يذكر: الأبواب
130 - حدثنا أحمد بن منصور الرمادي أخبرنا ابن حجاج - يعني ابن محمد - قال قال ابن جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله قال قال أبو حميد
« إنما أمر النبي {{صل}} بالأسقية أن توكأ ليلا وبالأبواب أن تغلق ليلا »
===باب الأمر بتسمية الله عز وجل عند تخمير الأواني والعلة التي من أجلها أمر النبي {{صل}} بتخمير الإناء===
131 - حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم ثنا يحيى بن سعيد عن ابن جريح أخبرني عطاء عن جابر بن عبد الله قال:
« قال رسول الله {{صل}}: أغلق بابك واذكر اسم الله فإن الشيطان لا يفتح مغلقا وأطفئ مصباحك واذكر اسم الله وأوك سقاك واذكر اسم الله وخمر إناءك واذكر اسم الله ولو بعود تعرضه عليه »
132 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يوسف بن موسى نا جرير عن فطر بن خليفة عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله قال:
« قال لنا رسول الله {{صل}}: أغلقوا أبوابكم ن وأوكوا أسقيتكم وخمروا آنيتكم وأطفئوا سرجكم فإن الشيطان لا يفتح غلقا ولا يحل وكاء ولا يكشف غطاء وإن الفويسقة ربما اضرمت على أهل البيت نارا وكفوا فواشيكم وأهليكم عند غروب الشمس إلى أن تذهب فجوة العشاء »
قال لنا يوسف: فحوة العشاء وهذا تصحيف وإنما هو فجوة العشاء وهي اشتداد الظلام
قال أبو بكر: ففي الخبر دلالة على أن النبي {{صل}} إنما أمر بتغطية الأواني وإيكاء الأسقية إذ الشيطان لا يحل وكاء السقاء ولا يكشف غطاء الإناء لا أن ترك تغطية الإناء معصية لله عز وجل ولا أن الماء ينجس بترك تغطية الإناء إذ النبي {{صل}} قد أعلم أن الشيطان إذا وجد السقاء غير موكإ شرب منه فيشبه أن يكون النبي {{صل}} لما أمر بإيكاء السقاء وتغطية الإناء وأعلم الشيطان إذا وجد السقاء غير موكإ شرب منه كان في هذا ما دل على أنه إذا وجد الإناء غير مغطى شرب منه
حدثنا بالخبر الذي ذكرت من إعلام النبي {{صل}} إذا وجد السقاء غير موكإ شرب منه
133 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا إسماعيل بن عبد الكريم الصنعاني أبو هشام نا إبراهيم بن عقيل بن معقل بن منبه عن أبيه عقيل عن وهب بن منبه قال هذا ما سألت عنه جابر بن عبد الله الأنصاري
« وأخبرني أن النبي {{صل}} كان يقول: أوكوا الأسقية وغلقوا الأبواب إذا رقدتم بالليل وخمروا الشراب والطعام فإن الشيطان يأتي فإن لم يجد الباب مغلقا دخله وإن لم يجد السقاء موكأ شرب منه وإن وجد الباب مغلقا والسقاء موكأ لم يحل وكأ ولم يفتح مغلقا وإن لم يجد أحدكم لإنائه ما يخمر به فليعرض عليه عودا »
وإنما بدأنا بذكر السواك قبل صفة الوضوء لبدء النبي {{صل}} به قبل الوضوء عند دخول منزله <ref>قال ناصر الدين: إسناده جيد </ref>
===باب بدء النبي {{صل}} بالسواك عند دخوله منزله===
134 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا محمد بن بشار نا عبد الرحمن بن مهدي ونا يوسف بن موسى حدثنا وكيع قالا: حدثنا سفيان وحدثنا محمد بن بشار نا يزيد بن هارون أخبرنا مسعر حدثنا علي بن خشرم أخبرنا علي - يعني ابن يونس - عن مسعر كلاهما عن المقدام بن شريح عن أبيه قال:
« قلت لعائشة: بأي شيء كان النبي {{صل}} يبدأ إذا دخل البيت؟ قالت: بالسواك »
وقال يوسف: إذا دخل بيته <ref>قال ناصر الدين: إسناده صحيح على شرط مسلم </ref>
===باب فضل السواك وتطهير الفم به===
135 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الحسن بن قزعة بن عبيد الهاشمي نا سفيان بن حبيب عن ابن جريج عن عثمان بن أبي سليمان عن عبيد بن عمير عن عائشة قالت
« قال رسول الله {{صل}}: السواك مطهرة للفم مرضاة للرب » <ref>قال الأعظمي: رجال إسناده ثقات قال ناصر الدين: والحديث صحيح</ref>
===باب استحباب التسوك عند القيام من النوم للتهجد===
136 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو حصين بن أحمد بن يونس نا عنز - يعني ابن القاسم - نا حصين وحدثنا علي بن المنذر وهارون بن إسحاق قالا: حدثنا ابن فضيل قال علي قال: حدثنا حصين بن عبد الرحمن وقال: هارون: عن حصين وحدثنا بندار نا ابن أبي عدي عن شعبة عن حصين وحدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي نا سفيان - يعني ابن عيينة عن منصور وحدثنا أبو موسى ثنا عبد الرحمن نا سفيان عن منصور وحصين والأعمش ونا يوسف بن موسى نا وكيع نا سفيان عن منصور وحصين كلهم عن أبي وائل عن حذيفة قال:
« كان النبي {{صل}} إذا قام من الليل للتهجد يشوص فاه بالسواك »
هذا لفظ حديث هارون بن إسحاق
لم يقل أبو موسى وسعيد بن عبد الرحمن للتهجد
===باب فضل الصلاة التي يستاك لها على الصلاة التي لا يستاك لها إن صح الخبر===
137 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا يعقوب بن إبراهيم بن سعيد نا أبي محمد بن إسحاق قال: فذكر محمد بن مسلم بن عبد الله بن شهاب الزهري عن عروة عن عائشة قالت
« قال رسول الله {{صل}}: فضل الصلاة التي يستاك لها على الصلاة التي لا يستاك لها سبعين ضعفا »
قال أبو بكر: أنا استثنيت صحة هذا الخبر لأني خائف أن يكون محمد بن إسحاق لم يسمع من محمد بن مسلم وإنما دلسه عنه <ref>قال ناصر الدين: ابن اسحق مدلس ولم يصرح بالتحديث لذا خرجته في الضعيفة 1503 </ref>
===باب الأمر بالسواك عند كل صلاة أمر ندب وفضيلة لا أمر وجوب وفريضة===
138 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا أحمد بن خالد الواهبي نا محمد بن إسحاق عن محمد بن يحيى بن حبان عن عبد الله بن عبد الله بن عمر قال:
« قلت توضأ ابن عمر لكل صلاة طاهرا أو غير طاهرا عمن ذاك؟ قال حدثته أسماء بنت زيد بن الخطاب أن عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر حدثها أن رسول الله {{صل}} أمر بالوضوء لكل صلاة طاهرا كان أو غير طاهر فلما شق ذلك عليه أمر بالسواك لكل صلاة فكان ابن عمر يري أن به قوة على ذلك فكان لا يدع الوضوء لكل صلاة » <ref>قال ناصر الدين: صرح ابن اسحق بالتحديث عند أحمد والحاكم فالسند حسن </ref>
===باب ذكر الدليل على أن الأمر بالسواك أمر فضيلة لا أمر فريضة إذ لو كان السواك فرضا أمر النبي {{صل}} أمته شق ذلك عليهم أو لم يشق وقد أعلم {{صل}} أنه كان يأمر به أمته عند كل صلاة لو أن ذلك يشق عليهم فدل هذا القول منه {{صل}} أن أمره بالسواك أمر فضيلة وأنه إنما أمر به من يخف ذلك عليه دون من يشق ذلك عليه===
139 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن خشرم أخبرنا ابن عيينة عن أبي الزناد - وهو عبد الله بن ذكوان - عن الأعرج عن أبي هريرة يبلغ له النبي {{صل}} وحدثنا عبد الجبار بن العلاء وسعيد بن عبد الرحمن قالا: حدثنا سفيان - وهو ابن عيينة - بهذا الإسناد قال:
« قال رسول الله {{صل}}: لولا أن يشق على أمتي لأمرتهم بتأخير العشاء والسواك عند كل صلاة »
لم يؤكد المخزومي تأخير العشاء
140 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن معبد نا روح بن عبادة نا مالك عن ابن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال:
« قال رسول الله {{صل}}: لولا أن يشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء »
قال أبو بكر: هذا الخبر في الموطأ عن أبي هريرة لولا أن يشق على أمته لأمرهم بالسواك عند كل وضوء ورواه الشافعي وبشر بن عمر كراوية روح <ref>قال ناصر الدين: إسناده صحيح </ref>
===باب صفة استياك النبي {{صل}}===
141 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة الضبي أخبرنا حماد - يعني ابن زيد - عن غيلان بن جرير عن أبي بردة عن أبي موسى قال:
« دخلت على رسول الله {{صل}} وهو يستن وطرف السواك على لسانه وهو يقول: عا عا »
==جماع أبواب الوضوء وسننه==
===باب إيجاب إحداث النية للوضوء والغسل===
142 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يحيى ابن حبيب الحارثي وأحمد ابن عبدة الضبي قالا حدثنا حماد ابن زيد عن يحيى ابن سعيد عن محمد ابن إبراهيم عن علقمة ابن وقاص الليثي قال سمعت عمر ابن الخطاب يقول:
« سمعت رسول الله {{صل}} يقول: إنما الأعمال بالنية وإنما لامرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله وإلى رسوله فهجرته إلى الله وإلى رسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو أمرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه »
143 - - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد ابن الوليد نا عبد الوهاب يعني ابن عبد المجيد الثقفي قال سمعت يحيى ابن سعيد يقول أخبرني محمد ابن إبراهيم أنه سمع علقمة ابن وقاص الليثي يقول سمعت عمر ابن الخطاب يقول:
« سمعت رسول الله {{صل}} يقول: الأعمال بالنية وإنما لامرئ ما نوى »
===باب ذكر تسمية الله عز وجل عند الوضوء===
144 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد ابن يحيى وعبد الرحمن بن بشر ابن الحكم قالا: حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن ثابت وقتادة عن أنس قال:
« طلب من أصحاب النبي {{صل}} وضوءا فلم يجدوا فقال النبي {{صل}} ههنا ماء؟ فرأيت النبي {{صل}} وضع يده في الإناء الذي فيه الماء ثم قال توضأ وابسم الله فرأيت الماء يفور من بين أصابعه والقوم يتوضئون حتى توضؤا من آخرهم قال ثابت فقلت لأنس: كم تراهم كانوا؟ قال نحوا من سبعين » <ref>قال ناصر الدين: إسناده صحيح </ref>
===باب الأمر بغسل اليدين ثلاثا عند الاستيقاظ من النوم قبل إدخالهما الإناء===
145 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا نصر بن علي أخبرنا بشر بن المفضل نا خالد الحذاء عن عبد الله بن شقيق عن أبي هريرة
« عن النبي {{صل}} قال: إذا استيقظ أحدكم من منامه فلا يغمسن يده في الإناء حتى يغسلها ثلاثا فإنه لا يدري أين باتت يده »
نا بشر بن معاذ بهذا فبلغ وقال: من إنائه
===باب كراهة معارضة خبر النبي عليه السلام بالقياس والرأي===
والدليل على أن أمر النبي {{صل}} يجب قبوله إذا علم المرء به وإن لم يدرك ذلك عقله ورأيه قال الله عز وجل { وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم }
146 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب نا عمي أخبرني ابن لهيعة وجابر بن إسماعيل الحضرمي عن عقيل بن خالد عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله عن أبيه قال:
« قال النبي {{صل}}: إذا استيقظ أحدكم من منامه فلا يدخل يده في الإناء حتى يغسلها ثلاث مرات فإنه لا يدري أين باتت يده »
فقال له رجل: أرأيت إن كان حوضا قال: فحصبه ابن عمر وقال: أخبرك عن رسول الله {{صل}} وتقول: أرأيت إن كان حوضا!
قال أبو بكر: ابن لهيعة ليس ممن أخرج حديثه في هذا الكتاب إذا تفرد برواية وإنما أخرجت هذا الخبر لأن جابر بن إسماعيل معه في الإسناد » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح. قال ناصر الدين: التحقيق العلمي يقتضي أن ابن لهيعة صحيح الحديث إذا كان الراوي عنه أحد العبادلة ومنهم عبد الله بن وهب وهذا من روايته عنه كما ترى وله شاهد مضى</ref>
===باب صفة غسل اليدين قبل إدخالهما الإناء وصفة وضوء النبي {{صل}}===
147 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن أبي صفوان الثقفي نا عبد الرحمن - يعني ابن مهدي - نا زائدة بن قدامة عن خالد بن علقمة الهمداني عن عبد خير قال:
« دخل علي الرحبة بعدما صلى الفجر ثم قال لغلام له: ائتوني بطهور فجاءه الغلام بإناء فيه ماء وطست قال عبد خير ونحن جلوس ننظر إليه فأخذ بيمينه الإناء فأكفأ على يده اليسرى ثم غسل كفيه ثم أخذ الإناء بيده اليمنى فأفرغ على يده اليسرى فعله ثلاث مرات قال عبد خير: كل ذلك لا يدخل يده الإناء حتى يغسلها مرات ثم أدخل يده اليمنى الإناء فملأ فمه فمضمض واستنشق ونثر بيده اليسرى ثلاث مرات ثم غسل وجهه ثلاث مرات ثم غسل يده اليمنى ثلاث مرات إلى المرفق ثم غسل يده اليسرى ثلاث مرات إلى المرفق ثم أدخل يده اليمنى في الإناء حتى غمرها الماء ثم رفعها بما حملت من الماء ثم مسحها بيده اليسرى ثم مسح رأسه بيديه كلتيهما أو جميعا ثم أدخل يده اليمنى في الإناء ثم صب على رجله اليمنى فغسلها ثلاث مرات بيده اليسرى ثم صب بيده اليمنى على قدمه اليسرى فغسلها ثلاث مرات بيده اليسرى ثم أدخل يده اليمنى فملأ من الماء ثم شرب منه ثم قال: هذا طهور نبي الله {{صل}} فمن أحب أن ينظر إلى طهور نبي الله {{صل}} فهذا طهوره » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب إباحة المضمضمة والاستنشاق من غرفة واحدة والوضوء مرة مرة===
148 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الله بن سعيد الأشج حدثنا ابن إدريس نا ابن عجلان عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن ابن عباس قال:
« رأيت النبي {{صل}} توضأ فغرف غرفة فمضمض واستنشق ثم غرف غرفة فغسل وجهه ثم غرف غرفة فغسل يده اليمنى وغرف غرفة فغسل يده اليسرى وغرف غرفة فمسح رأسه وباطن أذنيه وظاهرهما وأدخل أصبعيه فيهما وغرف غرفة فغسل رجله اليمنى وغرفة فغسل رجله اليسرى » <ref>قال الأعظمي: إسناده حسن </ref>
===باب الأمر بالاستنشاق عند الاستيقاظ من النوم وذكر العلة التي من أجلها أمر به===
149 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا صالح بن عبد الرحمن بن عمرو بن الحارث المصري وأحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي قالا حدثنا ابن أبي مريم أخبرنا يحيى بن أيوب أخبرنا أبو الهاد - وهو يزيد بن عبد الله - عن محمد بن إبراهيم عن عيسى بن طلحة عن أبي هريرة عن رسول الله {{صل}} قال:
« إذا استيقظ أحدكم من منامه فتوضأ فليستنثر ثلاث مرات فإن الشيطان يبيت على خياشيمه »
===باب الأمر بالمبالغة في الاستنشاق إذا كان المتوضىء مفطرا غير صائم===
150 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الزعفراني وزياد بن يحيى الحساني وإسحاق بن حاتم بن سنان المدائني ورزق الله بن موسى والجماعة قالوا: حدثنا يحيى بن سليم حدثنا إسماعيل بن كثير عن عاصم بن لقيط بن صبرة عن أبيه قال:
« قلت: يا رسول الله أخبرني عن الوضوء قال: أسبغ الوضوء وخلل الأصابع وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح وله متابع عند الحاكم </ref>
===باب تخليل اللحية في الوضوء عند غسل الوجه===
151 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي حدثنا خلف بن الوليد حدثنا إسرائيل عن عامر بن شقيق عن شقيق بن سلمة
« عن عثمان بن عفان أنه توضأ فغسل وجهه ثلاثا واستنشق ثلاثا ومضمض ثلاثا ومسح برأسه وأذنيه ظاهرهما وباطنهما ورجليه ثلاثا وخلل لحيته وأصابع الرجلين وقال: هكذا رأيت رسول الله {{صل}} يتوضأ » <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف عامر بن شفيق لين الحديث كما في التقريب </ref>
قال الأعظمي: قال الحافظ قي التلخيص: قال عبد الله بن أحمد عن أبيه: ليس في تخليل اللحية شيء صحيح وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: لا يثبت عن النبي {{صل}} في تخليل اللحية شيء
152 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا إسحاق بن منصور أخبرنا عبد الرحمن - يعني ابن مهدي - حدثنا إسرائيل عن عامر ابن شقيق عن شقيق بن سلمة قال:
« رأيت عثمان بن عفان توضأ فغسل كفيه ثلاثا ومضمض واستنشق وغسل وجهه ثلاثا ومسح بأذنيه ظاهرهما وباطنهما وغسل رجليه ثلاثا ثلاثا وخلل أصابعه وخلل لحيته حين غسل وجهه ثلاثا وقال: رأيت رسول الله {{صل}} فعل كما رأيتموني فعلت » قال عبد الرحمن: وذكر يديه إلى المرفقين ولا أدري كيف ذكره.
قال أبو بكر: عامر بن شقيق هذا هو ابن حمزة الأسدي وشقيق بن سلمة هو أبو وائل <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف كما سبق </ref>
===باب استحباب صك الوجه بالماء عند غسل الوجه===
153 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي نا ابن علية نا محمد بن إسحاق حدثني محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة عن عبيد الله الخولاني عن ابن عباس قال:
« دخل علي علي بيتي وقد بال فدعا بوضوء فجئناه بقعب يأخذ المد أو قريبه حتى وضع بين يديه فقال: يا ابن عباس ألا أتوضأ لك وضوء رسول الله {{صل}}؟ فقلت: بلى فداك أبي وأمي قال فوضع له إناء فغسل يديه ثم مضمض واستنشق واستنثر ثم أخذ بيمينه يعني الماء فصك بها وجهه » وذكر الحديث <ref>قال ناصر الدين: إسناده حسن من أجل الخلاف المعروف في ابن اسحق وقد صرح بالتحديث </ref>
===باب استحباب تجديد حمل الماء لمسح الرأس غير فضل بلل اليدين===
154 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب نا عمي حدثني عمرو - وهو ابن الحارث - أن حبان بن واسع حدثه أن أباه حدثه أنه سمع عبد الله بن زيد بن عاصم المازني يذكر
« أنه رأى رسول الله {{صل}} توضأ فمضمض ثم استنثر ثم غسل وجهه ثلاثا ويده اليمنى ثلاثا والأخرى ثلاثا ومسح رأسه بماء غير فضل يده وغسل رجليه حتى أنقاهما »
===باب استحباب مسح الرأس باليدين جميعا ليكون أوعب لمسح جميع الرأس وصفة المسح والبدء بمقدم الرأس قبل المؤخر في المسح===
155 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن رافع نا عبد الرزاق أخبرنا مالك عن عمرو بن يحيى عن أبيه عن عبد الله بن زيد
« أن رسول الله {{صل}} مسح رأسه بيديه وأقبل بهما وأدبر بدأ بمقدم رأسه ثم ذهب بهما إلى قفاه ثم ردهما حتى رجع إلى المكان الذي بدأ منه »
156 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي نا سفيان بن عيينة عن عمرو بن يحيى المازني عن أبيه عن عبد الله بن زيد
« أن رسول الله {{صل}} توضأ فغسل وجهه ثلاثا وغسل يديه مرتين ثم مسح برأسه وبدأ بالمقدم ثم غسل رجليه »
===باب ذكر الدليل على أن المسح على الرأس إنما يكون بما يبقى من بلل الماء على اليدين===
لا بنفس الماء كما يكون الغسل بالماء قال أبو بكر: خبر عبد خير عن علي: ثم أدخل يده اليمنى في الإناء حتى غمرها الماء ثم رفعها بما حملت من الماء ثم مسحها بيده اليسرى ثم مسح رأسه بيديه كلتيهما أو جميعا
===باب مسح جميع الرأس في الوضوء===
157 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد ابن رافع نا إسحاق ابن عيسى قال سألت مالكا عن الرجل مسح مقدم رأسه في الوضوء أيجزيه ذلك؟ فقال: حدثني عمرو ابن يحيى ابن عمارة عن أبيه عن عبد الله ابن زيد المازني قال:
« مسح رسول الله {{صل}} رأسه في وضوئه من ناصيته إلى قفاه ثم رد يديه إلى ناصيته ومسح رأسه كله » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب مسح باطن الأذنين وظاهرهم===
قال أبو بكر: قد أمليت حديث عثمان بن عفان وخبر ابن عباس في مسح الأذنين ظاهرهما وباطنهما
===باب ذكر الدليل علة أن الكعبين اللذين أمر المتوضئ بغسل الرجلين إليهما العظمان الناتئان في جانبي القدم===
لا العظم الصغير الناتئ على ظهر القدم على ما يتوهمه من يتحذلق ممن لا يفهم العلم ولا لغة العرب
158 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى الصدفي نا ا بن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب عن عطاء ابن يزيد أخبره أن حمران أخبره
« أن عثمان دعا يوما وضوءا فذكر الحديث في صفة وضوء النبي {{صل}} قال: ثم غسل رجله اليمنى إلى الكعبين ثلاث مرات واليسرى مثل ذلك »
قال أبو بكر: في هذا الخبر دلالة على أن الكعبين هما العظمان الناتئان في جانبي القدم إذ لو كان العظم الناتئ على ظهر القدم لكان للرجل اليمنى كعب واحد لا كعبان
159 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو عمار نا الفضل بن موسى عن زيد بن زياد - هو ابن أبي الجعد - عن جامع بن شداد عن طارق المحاربي قال:
« رأيت رسول الله {{صل}} مر في سوق ذي المجاز وعليه حلة حمراء وهو يقول: يا أيها الناس قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا ورجل يتبعه يرميه بالحجارة قد أدمى كعبيه وعرقوبيه وهو يقول: يا أيها الناس لا تطيعوه فإنه كذاب فقلت: من هذا؟ قالوا: غلام بني عبد المطلب فقلت: من هذا الذي يتبعه يرميه بالحجارة؟ قالوا: هذا عبد العزى أبو لهب »
قال أبو بكر: وفي هذا الخبر دلالة أيضا على أن الكعب هو العظم الناتئ في جانبي القدم إذ الرمية إذا جاءت من وراء الماشي لا تكاد تصيب القدم إذ الساق مانع أن تصيب الرمية ظهر القدم <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
160 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا سلم بن جنادة نا وكيع عن زكريا بن أبي زائدة حدثنا أبو القاسم الجدلي قال: سمعت النعمان بن بشير وحدثنا هارون بن إسحاق حدثنا ابن أبي غنية عن زكريا عن أبي القاسم الجدلي قال سمعت النعمان بن بشير يقول:
« أقبل علينا رسول الله {{صل}} بوجهه فقال: أقيموا صفوفكم - ثلاثا - والله لتقيمن صفوفكم أو ليخالفن الله بين قلوبكم قال: فرأيت الرجل يكون كعبه بكعب صاحبه وركبته بركبة صاحبه ومنكبه بمنكب صاحبه »
هذا لفظ حديث وكيع
قال أبو بكر: أبو القاسم الجدلي هذا هو حسين بن الحارث من جديلة قيس روى عنه زكريا بن أبي زائدة وأبو مالك الأشجعي وحجاج بن أرطاة وعطاء بن السائب عداده في الكوفيين
وفي هذا الخبر ما نفى الشك والارتياب أن الكعب هو العظم الناتئ الذي في جانب القدم الذي يمكن القائم في الصلاة أن يلزقه بكعب من هو قائم إلى جنبه في الصلاة والعلم محيط عند من ركب فيه العقل أن المصلين إذا قاموا في الصف لم يمكن أحد منهم إلصاق ظهر قدمه بظهر قدم غيره وهذا غير ممكن وما كونه غير ممكن لم يتوهم عاقل كونه <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب التغليظ في ترك غسل العقبين في الوضوء===
والدليل على أن الفرض غسل القدمين لا مسحهما إذا كانتا غير مغطيتين بالخف أو ما يقوم مقام الخف لا على ما زعمت الروافض أن الفرض نسح القدمين لا غسلهما إذ لو كان الماسح على القدمين مؤديا للفرض لما جاز أن يقال لتارك فضيلة: ويل له وقال {{صل}}: ويل للأعقاب من النار إذا ترك المتوضئ غسل عقبيه
161 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يوسف بن موسى نا جرير عن منصور عن هلال بن يساف عن أبي يحيى عن عبد الله بن عمرو قال:
« رجعنا مع رسول الله {{صل}} من مكة إلى المدينة حتى إذا كنا بماء بالطريق تعجل قوم عند العصر فتوضئوا وهم عجال فانتهينا إليهم وأعقابهم بيض تلوح لم يمسها الماء فقال رسول الله {{صل}}: ويل للأعقاب من النار أسبغوا الوضوء »
162 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة نا عبد العزيز الدراوردي وحدثنا يوسف بن موسى نا جرير كلاهما عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله {{صل}} قال:
ويل للأعقاب من النار
===باب التغليظ في ترك غسل بطون الأقدام في الوضوء===
فيه أيضا دلالة على أن الماسح على ظهر القدمين غير مؤد للفرض لا كما زعمت الروافض أن الفرض مسح ظهورهما لا غسل جميع القدمين
163 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى نا يحيى بن عبد الله بن بكير حدثني الليث عن حيوة - وهو ابن شريح - عن عقبة بن مسلم عن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي: أنه سمع النبي {{صل}} قال:
« ويل للأعقاب وبطون الأقدام من النار » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب ذكر الدليل على أن المسح على القدمين غير جائز لا كما زعمت الروافض والخوارج===
164 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا أصبغ بن الفرج أخبرني ابن وهب أخبرني جرير بن حازم الأزدي حدثني قتادة بن دعامة نا أنس بن مالك قال:
« جاء رجل إلى النبي {{صل}} قد توضأ وترك على ظهر قدمه مثل موضع الظفر فقال له النبي {{صل}}: ارجع فأحسن وضوءك »
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب نا عمي بمثله » <ref>قال الأعظمي: إسناده حسن </ref>
===باب ذكر البيان أن الله عز وجل وعلا أمر بغسل القدمين في قوله { وأرجلكم إلى الكعبين } لا بمسحهما على ما زعمت الروافض والخوارج===
والدليل على صحة تأويل المطلبي رحمه الله أن معنى الآية على التقديم والتأخير على معنى: اغسلوا وجوهكم وأيديكم وأرجلكم وامسحوا برؤوسكم فقدم ذكر المسح على ذكر الرجلين كما قال ابن مسعود وابن عباس وعروة بن الزبير: وأرجلكم الى الكعبين قالوا رجع الأمر إلى الغسل
165 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا أبو الوليد نا عكرمة بن عمار نا شداد بن عبد الله أبو عمار - وكان قد أدرك نفرا من أصحاب النبي {{صل}}: قال قال أبو أمامة نا عمرو بن عنبسة - فذكر الحديث بطوله في صفة إسلامه وقال قلت: يا رسول الله أخبرني عن الوضوء فذكر الحديث بطوله وقال: ثم يغسل قدميه إلى الكعبين كما أمره الله إلا خرجت خطايا قدميه من أطراف أصابعه مع الماء
===باب التغليظ في المسح على الرجلين وترك غسلهما في الوضوء والدليل على أن الماسح للقدمين التارك لغسلهما مستوجب للعقاب بالنار إلا أن يعفو ويصفح نعوذ بالله من عقابه===
166 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الحسن بن محمد نا عفان بن مسلم وسعيد بن منصور قالا حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن يوسف بن ماهك عن عبد الله بن عمرو قال:
« تخلف عنا رسول الله {{صل}} في سفر سافرناه فأدركنا وقد ارهقتنا الصلاة - صلاة العصر - ونحن نتوضأ فجعلنا نمسح أرجلنا فنادى بأعلى صوته مرتين أو ثلاثا: ويل للأعقاب من النار »
هذا لفظ حديث عفان بن مسلم
===باب غسل أنامل القدمين في الوضوء وفيه ما دل على أن الفرض غسلهما لا مسحهما===
167 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن الوليد نا أبو عامر نا إسرائيل عن عامر - وهو ابن شقيق بن حمزة الأسدي - عن شقيق - وهو ابن سلمة أبو وائل - قال:
« رأيت عثمان بن عفان يتوضأ ثلاثا ثلاثا ومسح برأسه وأذنيه ظاهرهما وباطنهما وغسل قدميه ثلاثا ثلاثا وغسل أنامله وخلل لحيته وغسل وجهه وقال: رأيت رسول الله {{صل}} يفعل كالذي رأيتموني فعلت » <ref>قال الأعظمي: إسناده ضعيف </ref>
===باب تخليل أصابع القدمين في الوضوء===
قال أبو بكر: قد ذكرنا خبر عثمان بن عفان عن النبي {{صل}} في تخليل أصابع القدمين ثلاثا
168 - أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا الحسن بن محمد وأبو الخطاب زياد بن يحيى الحساني وإسحاق بن حاتم بن بيان المدائني وجماعة غيرهم قالوا: حدثنا يحيى بن سليم حدثني إسماعيل بن كثير عن عاصم بن لقيط بن صبرة عن أبيه قال:
« قلت: يا رسول الله أخبرني عن الوضوء قال: أسبغ الوضوء وخلل الأصابع وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما »
===باب صفة وضوء النبي {{صل}} ثلاثا ثلاثا===
169 - قال أبو بكر: خبر عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب في صفة وضوء النبي {{صل}} ثلاثا ثلاثا
===باب إباحة الوضوء مرتين مرتين===
170 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن إبراهيم بن كبير الصوري - بالفسطاط - نا شريح بن النعمان ثنا فليح وحدثنا أحمد بن الأزهر - وكتبته من أصله - نا يونس بن محمد نا فليح - وهو ابن سليمان - عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو ابن حزم عن عباد بن تميم عن عبد الله بن زيد
« أن النبي {{صل}} توضأ مرتين مرتين »
===باب إباحة الوضوء مرة مرة===
والدليل على أن غاسل أعضاء الوضوء مرة مرة مؤد لفرض الوضوء إذ غاسل أعضاء الوضوء مرة مرة واقع عليه اسم غاسل والله عز وجل أمر بغسل أعضاء الوضوء بلا ذكر توقيت وفي وضوء النبي {{صل}} مرة مرة ومرتين مرتين وثلاثا ثلاثا وغسل بعض الأعضاء الوضوء شفعا وبعضه وترا دلالة على أن هذا كله مباح وأن كل من فعل في الوضوء ما فعله النبي {{صل}} في بعض الأوقات مؤد لفرض الوضوء لان هذا من اختلاف المباح لا من اختلاف الذي بعضه مباح وبعضه محظور
171 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا نصر بن علي أخبرنا عبد العزيز الدراوردي عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن ابن عباس قال:
« رأيت رسول الله {{صل}} توضأ مرة مرة »
===باب إباحة غسل بعض أعضاء الوضوء شفعا وبعضه وترا===
172 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان عن عمرو بن يحيى عن أبيه عن عبد الله بن زيد
« أن النبي {{صل}} توضأ فغسل وجهه ثلاثا ويديه مرتين ورجليه مرتين ومسح برأسه وأراه قال: واستنثر » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
173 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا عبد الله بن وهب أن مالكا حدثه عن عمرو بن يحيى المازني عن أبيه أنه قال لعبد الله بن زيد بن عاصم - وكان من أصحاب رسول الله {{صل}} وهو جد عمرو بن يحيى -:
« هل تستطيع أن تريني كيف كان رسول الله {{صل}} يتوضأ؟ فقال عبد الله بن زيد: نعم فدعا بوضوء فأفرغ على يديه فغسل يديه مرتين ثم مضمض واستنثر ثلاثا ثم غسل وجهه ثلاثا ثم غسل يديه مرتين مرتين إلى المرفقين ثم مسح رأسه بيديه فأقبل بهما وأدبر بدأ بمقدم رأسه ثم ذهب بهما إلى قفاه ثم ردهما حتى رجع إلى المكان الذي بدأ منه ثم غسل رجليه »
قال مالك: هذا أعم المسح وأحبه إلي <ref>قال ناصر الدين: إسناده على شرط الشيحين وقد خرجاه </ref>
===باب التغليظ في غسل أعضاء الوضوء أكثر من ثلاث والدليل على أن فاعله مسيء ظالم أو متعد ظالم===
174 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي حدثنا الأشجعي عن سفيان عن موسى بن أبي عائشة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده
« أن أعرابيا أتى النبي {{صل}} فسأله عن الوضوء؟ فتوضأ رسول الله {{صل}} ثلاثا ثلاثا فقال: من زاد فقد أساء وظلم أو اعتدى وظلم » <ref>قال الأعظمي: إسناده حسن </ref>
===باب الأمر بإسباغ الوضوء===
175 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة نا حماد بن زيد عن موسى بن سالم أبي جهضم حدثني عبد الله بن عبيد الله بن عباس قال:
« كنا جلوسا عند ابن عباس فقال: والله ما خصنا رسول الله {{صل}} بشيء دون الناس إلا ثلاثة أشياء أمرنا أن نسبغ الوضوء ولا نأكل الصدقة ولا ننزي الحمير على الخيل
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب الدورقي نا ابن علية أخبرنا موسى بن سالم عن عبد الله بن عبيد الله بن عباس قال: قال ابن عباس بمثله وزاد قال موسى: فلقيت عبد الله بن حسن فقلت: إن عبد الله بن عبيد الله حدثني بكذا وكذا فقال: إن الخيل كانت في بني هاشم قليلة فأحب أن يكثر فيهم » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
176 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا ابن أبي صفوان محمد بن عثمان الثقفي حدثنا أبي نا سفيان عن سماك عن عبد الرحمن بن عبد الله - وهو ابن مسعود - عن أبيه قال:
« الصفقة بالصفقتين ربا وأمرنا رسول الله {{صل}} بإسباغ الوضوء »
===باب ذكر تكفير الخطايا والزيادة في الحسنات بإسباغ الوضوء على المكاره===
177 - أخبرنا أبو طاهر حدثنا أبو بكر نا أبو موسى حدثني الضحاك بن مخلد أبو عاصم أخبرنا أبو سفيان حدثني عبد الله بن أبي بكر عن سعيد بن المسيب عن أبي سعيد الخدري قال:
« قال رسول الله {{صل}}: ألا أدلكم على ما يكفر الله به الخطايا ويزيد به الحسنات؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: إسباغ الوضوء على المكاره وانتظار الصلاة بعد الصلاة » ثم ذكر الحديث
قال أبو بكر: هذا الخبر لم يروه عن سفيان غير أبي عاصم فإن كان أبو عاصم قد حفظه فهذا إسناد غريب
وهذا خبر طويل قد خرجته في أبواب ذوات عدد
والمشهور في هذا المتن عبد الله بن محمد بن عقيل عن سعيد بن المسيب عن أبي سعيد لا عن عبد الله بن أبي بكر
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا موسى وأحمد بن عبدة قال أبو موسى: نا وقال أحمد: أخبرنا أبو عامر حدثنا زهير بن محمد عن عبد الله بن محمد بن عقيل
===باب الأمر بالتيامن في الوضوء أمر استحباب لا أمر إيجاب===
178 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو خيثمة علي بن عمرو بن خالد الحراني حدثني أبي نا زهير نا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال:
« قال رسول الله {{صل}}: إذا لبستم وإذا توضأتم فابدؤوا بأيامنكم » <ref>قال ناصر الدين: الحديث صحيح رجاله ثقات غير علي بن عمرو يراجع له تاريخ ابن عساكر </ref>
===باب ذكر الدليل على أن الامر بالبدء بالتيامن في الوضوء أمر استحباب واختيار ولا أمر فرض وإيجاب===
179 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني نا خالد - يعني ابن الحارث - نا شعبة قال الأشعت - وهو ابن سليم - قال سمعت أبي يحدث عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها
« أن رسول الله {{صل}} كان يحب التيامن ما استطاع في طهوره ونعله وترجله »
قال شعبة ثم سمعت الأشعث بواسط يقول: يحب التيامن ذكر شأنه كله قال ثم سمعته بالكوفة يقول: يحب التيامن ما استطاع » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب الرخصة في المسح على العمامة===
180 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الله بن سعيد الأشج نا عبد الله بن نمير أخبرنا الأعمش وحدثنا يوسف بن موسى نا أبو معاوية نا الأعمش وحدثنا سلم بن جنادة نا أبو معاوية عن الأعمش عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة عن بلال قال:
« رأيت رسول الله {{صل}} يمسح على الخفين والخمار. »
وفي حديث أبي معاوية أن رسول الله {{صل}} مسح على الخفين والخمار <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
181 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا القاسم بن محمد بن عباد بن عباد المهلبي نا عبد الله بن داود قال سمعت الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري عن أبيه قال:
« رأيت رسول الله {{صل}} توضأ ومسح على خفيه وعلى عمامته »
==جماع أبواب المسح على الخفين==
===باب ذكر المسح على الخفين من غير ذكر توقيت للمسافر وللمقيم بذكر أخبار مجملة غير مفسرة===
182 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس ين عبد الأعلى الصدفي أخبرنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن أبي النضر عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عبد الله بن عمر عن سعد بن أبي وقاص
« عن رسول الله {{صل}} أنه مسح على الخفين »
183 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن العلاء بن كريب الهمداني وعبد الله بن سعيد الأشج قالا: حدثنا أبو أسامة عن زائدة عن الأعمش عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب عن بلال قال:
« كان رسول الله {{صل}} يمسح على الخفين »
قال عبد الله بن سعيد قال: حدثني زائدة
184 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو عمرو عمران بن موسى القزاز حدثنا محمد بن سواء بن عنبر السدوسي نا سعيد بن أبي عروبة عن أيوب عن نافع عن ابن عمر
« أنه رأى سعد بن مالك وهو يمسح على الخفين فقال: إنكم تفعلون ذلك؟! فاجتمعنا عند عمر فقال سعد لعمر: افت ابن أخي في المسح على الخفين فقال عمر: كنا ونحن مع نبينا {{صل}} نمسح على خفافنا لا نرى بذلك بأسا فقال ابن عمر: ولو جاء من الغائط؟ قال: نعم » <ref>قال ناصر الدين: إسناده صحيح </ref>
===باب ذكر مسح النبي {{صل}} على الخفين في الحضر===
185 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى أخبرني عبد الله بن نافع عن داود وحدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم حدثنا عبد الله بن نافع نا داود بن قيس عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أسامة بن زيد قال:
« دخل رسول الله {{صل}} وبلال الأسواق فذهب لحاجته قال: ثم خرجا قال أسامة: فسألت بلالا ما صنع قال بلال ذهب النبي {{صل}} لحاجته ثم توضأ فغسل وجهه ويديه ومسح برأسه ومسح على الخفين »
زاد يونس في حديثه: ثم صلى
قال أبو بكر: الأسواق حائط بالمدينة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر قال سمعت يونس يقول: ليس عن النبي {{صل}} خبر أنه مسح على الخفين في الحضر غير هذا <ref>قال الأعظمي: رجال إسناده ثقات إلا أن ابن نافع وهو الصائغ في حفظه لين وهو صحيح الكتاب </ref>
===باب ذكر مسح النبي {{صل}} على الخفين بعد نزول سورة المائدة ضد قول من زعم أن النبي {{صل}} إنما مسح على الخفين قبل نزول المائدة===
186 - أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر نا محمد بن العلاء بن كريب نا أبو أسامة وحدثنا سلم بن جنادة نا وكيع كلاهما عن الأعمش وحدثنا الحسن بن محمد الزعفراني حدثنا أبو معاوية نا الأعمش وحدثنا الصنعاني حدثنا خالد بن الحارث نا شعبة عن سليمان - وهو الأعمش - عن إبراهيم عن همام قال:
« رأيت جريرا بال ثم دعا بماء فتوضأ ومسح على خفيه ثم قام فصلى فسئل عن ذلك فقال: رأيت رسول الله {{صل}} صنع مثل هذا »
هذا حديث الصنعاني ولم يقل الآخرون رأيت جريرا
وفي حديث أبي أسامة قال إبراهيم: وكان أصحابنا يعجبهم حديث جرير لأن إسلامه كان بعد نزول المائدة
وفي حديث وكيع: كان يعجبهم حديث جرير إسلامه كان بعد نزول المائدة
187 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو عمار الحسين بن حريث نا الفضل بن موسى عن بكير بن عامر البجلي عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير
« أن جريرا بال وتوضأ ومسح على خفيه فعابوا عليه فقال: رأيت رسول الله {{صل}} يمسح على الخفين فقيل له: ذلك قبل المائدة قال: إنما كان إسلامي بعد المائدة » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح بكير ضعيف لكن له متابع عند الترمذي من طريق شهر بن حوشب </ref>
188 - أخبرنا أبو طاهر حدثنا أبو بكر نا أبو محمد فهد بن سليمان البصري نا موسى بن داود نا حفص بن غياث عن الأعمش عن إبراهيم عن همام عن جرير بن عبد الله قال:
« أسلمت قبل وفاة النبي {{صل}} بأربعين يوما » <ref>قال ناصر الدين: رجاله ثقات غير فهد بن سليمان البصري ترجمه ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا </ref>
===باب الرخصة في المسح على الموقين===
189 - أخبرنا أبو الطاهر نا أبو بكر نا نصر بن مرزوق المصري نا أسد - يعني ابن موسى - نا حماد بن سلمة عن أيوب عن أبي قلادة عن أبي إدريس الخولاني عن بلال
« عن النبي {{صل}} أنه مسح على الموقين والخمار » <ref>قال ناصر الدين: إسناده جيد رجاله ثقات معروفون غير نصر بن مرزوق المصري قال ابن أبي حاتم: كتبنا عنه وهو صدوق </ref>
===باب ذكر الخبر المفسر للألفاظ المجملة التي ذكرتها والدليل على أن الرخصة في المسح على الخفين للابسها على الطهارة دون لابسها محدثا غير متطهر===
190 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو الأزهر حوثرة بن محمد البصري نا سفيان بن عيينة عن حصين بن عبد الرحمن عن الشعبي عن عروة بن المغيرة بن شعبة عن أبيه قال:
« قلت: يا رسول الله أتمسح على خفيك؟ قال: نعم إني أدخلتهما وهما طاهرتان » <ref>قال ناصر الدين: رجاله ثقات غير حوثرة ترجم له ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا وقد توبع </ref>
191 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا القاسم بن بشر بن معروف نا ابن عيينة عن زكريا وحصين ويونس عن الشعبي عن عروة بن المغيرة سمعه من أبيه قال:
« قلت: يا رسول الله أتمسح على الخفين؟ قال: إني أدخلت رجلي وهما طاهرتان » <ref>قال الأعظمي: رجاله ثقات غير القاسم بن بشر فلم أعرفه وقد توبع كما في الذي قبله </ref>
192 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار وبشر بن معاذ العقدي ومحمد بن أبان قالوا: نا عبد الوهاب بن عبد المجيد نا المهاجر - وهو ابن مخلد أبو مخلد - عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه
« عن النبي {{صل}} أنه رخص للمسافر ثلاثة أيام ولياليهن وللمقيم يوما وليلة إذا تطهر فلبس خفيه أن يمسح عليهما » <ref>قال الأعظمي: رجال إسناده ثقات غير االمهاجر بن مخلد فهو لين الحديث كما قال أبو حاتم والحديث صحيح </ref>
===باب الدليل على أن لابس أحد الخفين قبل غسل كلا الرجلين===
إذ لبس الخف الآخر بعد غسل الرجل الأخرى غير جائز له المسح على الخفين إذا أحدث إذ هو لابس أحد الخفين قبل كمال الطهارة والنبي {{صل}} إنما رخص في المسح على الخفين إذا لبسهما على طهارة ومن ذكرنا في هذا الباب صفته صفته لابس أحد الخفين على غير طهر إذ هو غاسل إحدى الرجلين لا كليهما عند لبسه أحد الخفين
193 - أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر نا محمد بن يحيى ومحمد بن رافع قالا: حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن عاصم ابن أبي النجود عن زر بن حبيش قال:
« أتيت صفوان بن عسال المرادي فقال: ما جاء بك؟ قلت: جئت أنبط العلم قال: فإني سمعت رسول الله {{صل}} يقول: ما من خارج يخرج من بيته ليطلب العلم إلا وضعت له الملائكة أجنحتها رضاءا بما يصنع قال: قد جئتك أسألك عن المسح على الخفين قال: نعم كنا في الجيش الذي بعثهم رسول الله {{صل}} فأمرنا أن نمسح على الخفين إذا نحن أدخلناهما على طهور ثلاثا إذا سافرنا وليلة إذا أقمنا ولا نخلعهما من غائط ولا بول ولا نخلعهما إلا من جنابة وقال: سمعت رسول الله {{صل}} يقول: إن بالمغرب بابا مفتوحا للتوبة مسيرته سبعون سنة لا يغلق حتى تطلع الشمس من مغربها نحوه
قال أبو بكر: ذكرت للمزني خبر عبد الرزاق فقال: حدث بهذا أصحابنا فإنه ليس للشافعي حجة أقوى من هذا » <ref>قال الأعظمي: إسناده حسن </ref>
===باب ذكر توقيت المسح على الخفين للمقيم والمسافر===
194 - وأخبرنا الشيخ الإمام أبو الحسن علي بن مسلم السلمي نا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد بن محمد الكناني قال أخبرنا الأستاذ أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني أخبرنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة ثنا أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة نا الحسن بن محمد الزعفراني ويوسف بن موسى قالا: حدثنا أبو معاوية نا الأعمش عن الحكم عن القاسم بن مخيمرة عن شريح بن هانئ قال:
« سألت عائشة عن المسح على الخفين فقالت: إئت عليا فاسأله فإنه أعلم بذلك مني فأتى عليا فسأله عن المسح على الخفين فقال: كان رسول الله {{صل}} يأمر بذاك يمسح المقيم يوما وليلة والمسافر ثلاثا »
===باب ذكر الدليل على أن الأمر بالمسح على الحفين أمر إباحة===
أن المسح يقوم مقام غسل القدمين إذا كان القدم باديا غير مغطى بالخف وإن خالع الخف وإن كان لبسه على طهارة إذا غسل قدميه كان مؤديا للفرض غير عاص إلا أن يكون تاركا للمسح رغبة عن سنة النبي {{صل}}
195 - أخبرنا أبو بكر نا أبو هاشم زياد بن أيوب نا يحيى بن عبد الملك بن حميد بن أبي غنية نا أبي عن الحكم عن القاسم بن مخيمرة عن شريح بن هاني عن علي قال:
« رخص لنا رسول الله {{صل}} في ثلاثة أيام للمسافر ويوم وليلة للحاضر يعني في المسح على الخفين » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيحرجاله رجال الصحيح </ref>
===باب ذكر الدليل على أن الرخصة في المسح على الخفين إنما هي من الحدث الذي يوجب الوضوء دون الجنابة التي توجب الغسل===
196 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عبد الله المخرمي ومحمد بن رافع قالا: حدثنا يحيى بن آدم نا سفيان عن عاصم عن زر بن حبيش قال:
« أتيت صفوان بن عسال المرادي فسألته عن المسح على الخفين فقال: كنا نكون مع رسول الله {{صل}} فأمرنا أن لا ننزع خفافنا ثلاثة أيام - يعني في السفر - إلا من جنابة ولكن من غائط وبول ونوم » <ref>قال الأعظمي: إسناده حسن </ref>
===باب التغليظ في ترك المسح على الخفين رغبة عن السنة===
197 - أخبرنا أبو طاهر حدثنا أبو بكر نا محمد بن الوليد نا محمد - يعني ابن جعفر - نا شعبة عن حصين عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو عن النبي {{صل}} قال:
« من رغب عن سنتي فليس مني » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب الرخصة في المسح على الجوربين والنعلين===
198 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا بندار ومحمد بن الوليد قالا: حدثنا أبو عاصم نا سفيان نا سلم بن جنادة نا وكيع عن سفيان وحدثنا أحمد بن منيع ومحمد بن رافع قالا: حدثنا زيد بن الحباب نا سفيان الثوري عن أبي قيس الأودي عن هزيل بن شرحبيل عن المغيرة بن شعبة
« أن رسول الله {{صل}} توضأ ومسح على الجوربين والنعلين »
قال أبو بكر: ليس في خبر أبي عاصم: والنعلين إنما قال: مسح على الجوربين
وقال ابن رافع: « إن رسول الله {{صل}} بال فتوضأ ومسح على الجوربين والنعلين » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب ذكر أخبار رويت عن النبي {{صل}} في المسح على النعلين مجملة غلط في الاحتجاج بها بعض من أجاز المسح على النعلين في الوضوء الواجب من الحدث===
199 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء نا سفيان نا محمد بن عجلان عن سعيد - هو ابن أبي سعيد - المقبري - عن عبيد بن جريج قال:
« قيل لابن عمر: رأيناك تفعل شيئا لم نر أحدا يفعله غيرك قال: وما هو؟ قالوا: رأيناك تلبس هذه النعال السبتية قال: إني رأيت رسول الله {{صل}} يلبسها ويتوضأ فيها ويمسح عليها »
قال أبو بكر: وحديث ابن عباس وأوس بن أوس من هذا الباب <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب ذكر الدليل على أن مسح النبي {{صل}} على النعلين كان في وضوء متطوع به لا في وضوء واجب عليه من حدث يوجب الوضوء===
200 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم البزاز نا إبراهيم بن أبي الليث نا عبيد الله بن عبيد الرحمن الأشجعي عن سفيان عن السدي عن عبد خير عن علي
« أنه دعا بكوز من ماء ثم توضأ وضوءا خفيفا ثم مسح على نعليه ثم قال: هكذا وضوء رسول الله {{صل}} للطاهر ما لم يحدث » <ref>قال ناصر الدين: رجاله ثقات غير إبراهيم بن أبي الليث فهو متروك لكن قد توع عند البيهقي في إحدى روايتيه فالحديث صحيح لكن في طريق أخرى عند المصنف 202 والبيهقي وغيرهما أن المسح كان على الرجلين ولم يذكر النعلين وأصله في " أشربة " البخاري </ref>
===باب ذكر أخبار رويت عن النبي {{صل}} في المسح على الرجلين مجملة غلط في الاحتجاج بها بعض من لم ينعم الرواية في الأخبار وأباح للمحدث المسح على الرجلين===
201 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو زهير عبد المجيد بن إبراهيم المصري نا المقري نا سعيد بن أبي أيوب عن أبي الأسود - وهو محمد بن عبد الرحمن مولى آل نوفل يتيم عروة بن الزبير - عن عباد بن تميم عن أبيه قال:
« رأيت رسول الله {{صل}} يتوضأ ويمسح الماء على رجليه »
قال أبو بكر: خبر نافع عن ابن عمر من هذا الباب <ref>قال ناصر الدين: رجاله ثقات غير أبي زهير المصري لم أجد له ترجمة </ref>
===باب ذكر الدليل على أن مسح النبي {{صل}} على القدمين كان وهو طاهر لا محدث===
202 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يوسف بن موسى نا جرير وحدثنا محمد بن رافع حدثنا حسين بن علي الجعفي عن زائدة كلاهما عن منصور عن عبد الملك بن ميسرة قال حدثني النزال بن سبرة قال:
« صلينا مع علي الظهر ثم خرجنا إلى الرحبة قال: فدعا بإناء فيه شراب فأخذه فمضمض قال منصور: أراه قال: واستنشق ومسح وجهه وذراعيه ورأسه وقدميه ثم شرب فضله وهو قائم ثم قال: إن ناسا يكرهون أن يشربوا وهم قيام إن رسول الله {{صل}} صنع مثل ما صنعت وقال: هذا وضوء من لم يحدث »
هذا لفظ حديث زائدة
===باب الرخصة في استعانة المتوضئ بمن يصب عليه الماء ليطهر خلاف مذهب من يتوهم من المتصوفة أن هذا من الكبر===
203 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن ابن شهاب أخبره عن عباد بن زيد عن عروة بن المغيرة بن شعبة أنه سمع أباه يقول:
« سكبت على رسول الله {{صل}} حين توضأ في غزوة تبوك فمسح على الخفين »
===باب الرخصة في وضوء الجماعة من الإناء الواحد===
204 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار نا أبو حمد الزبيري نا إسرائيل عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال:
« إنكم تعدون الآيات عذابا وإنا كنا نعدها بركة على عهد رسول الله {{صل}} قد كنا نأكل مع رسول الله {{صل}} ونحن نسمع تسبيح الطعام قال: وأتي النبي {{صل}} بإناء فوضع يده فيه فجعل الماء ينبع من بين أصابعه فقال النبي {{صل}}: حي على الطهور المبارك والبركة من الله حتى توضأنا كلنا »
===باب الرخصة في وضوء الرجال والنساء من الإناء الواحد===
205 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار نا حماد بن مسعدة حدثنا عبد الله بن عمر وحدثنا أبو هاشم زياد بن أيوب وأحمد بن منيع ومؤمل بن هشام قالوا: أخبرنا إسماعيل قال زياد وأحمد قال: أخبرنا أيوب وقال مؤمل: عن أيوب وحدثنا عمران بن موسى نا عبد الوارث عن أيوب وحدثنا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا ابن وهب أن مالكا حدثه كلهم عن نافع عن ابن عمر قال:
« رأيت الرجال والنساء يتوضئون على عهد رسول الله {{صل}} من إناء واحد »
معاني أحاديثهم سواء وهذا حديث ابن علية
==جماع أبواب فضول التطهير والاستحباب من غير إيجاب==
===باب استحباب الوضوء لذكر الله وإن كان الذكر على غير وضوء مباحا===
206 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو موسى محمد بن المثنى نا عبد الأعلى نا سعيد عن قتادة عن الحسن عن حصين بن المنذر - قال أبو بكر: هو ابن أبي ساسان - عن المهاجر بن قنفذ بن عمر بن جدعان
« أنه أتى النبي {{صل}} وهو يتوضأ فسلم عليه فلم يرد النبي {{صل}} حتى توضأ ثم اعتذر إليه فقال: إني كرهت أن أذكر الله إلا على طهر أو قال: على طهارة وكان الحسن يأخذ به » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب ذكر الدليل على أن كراهية النبي {{صل}} لذكر الله على غير طهر كانت إذ الذكر على طهارة أفضل===
لا أنه غير جائز أن يذكر الله على غير طهر إذ النبي {{صل}} قد كان يذكر الله على كل أحيانه
207 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن العلاء بن كريب الهمداني وعلي بن مسلم قالا: حدثنا بن أبي زائدة عن خالد بن سلمة عن البهي عن عروة عن عائشة قالت
« كان رسول الله {{صل}} يذكر الله على كل أحيانه »
هذا لفظ حديث أبي كريب
===باب الرخصة في قراءة القرآن وهو أفضل الذكر على غير وضوء===
208 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا محمد بن جعفر نا شعبة عن عمرو بن مرة قال: سمعت عبد الله بن سلمة قال:
« دخلت على علي بن أبي طالب أنا ورجلان رجل منا ورجل من بني أسد أحسب فبعثهما وجها وقال: إنكما علجان فعالجا عن دينكما ثم دخل المخرج ثم خرج فأخذ حفنة من ماء فتمسح بها ثم جاء فقرأ القرآن قراءة فأنكرنا ذلك فقال علي: كان رسول الله {{صل}} يأتي الخلاء فيقضي الحاجة ثم يخرج فيأكل معنا الخبز واللحم ويقرأ القرآن ولا يحجبه عن القرآن شيء ليس الجنابة أو إلا الجنابة »
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر قال: سمعت أحمد بن المقدام العجلي يقول: حدثنا سعيد بن الربيع عن شعبة بهذا الحديث
قال شعبة: هذا ثلث رأس مالي.
قال أبو بكر قد كنت بينت في كتاب البيوع أن بين المكروه وبين المحرم فرقانا واستدللت على الفرق بينهما بقول النبي {{صل}}: إن الله كره لكم ثلاثا وحرم عليكم ثلاثا كره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال وحرم عليكم عقوق الأمهات ووأد البنات ومنع وهات ففرق بين المكروه وبين المحرم بقوله في خبر المهاجر بن قنفذ: كرهت أن أذكر الله إلا على طهر قد يجوز أن يكون إنما كره ذلك إذ الذكر على طهر أفضل لا أن ذكر الله على غير طهر محرم إذ النبي {{صل}} قد كان يقرأ القرآن على غير طهر والقرآن أفضل الذكر وقد كان النبي {{صل}} يذكر الله على كل أحيانه على ما روينا عن عائشة رضي الله عنها وقد يجوز أن تكون كراهته لذكر الله إلا على طهر ذكر الله الذي هو فرض على المرء دون ما هو متطوع به فإذا كان ذكر الله فرضا لم يؤد الفرض على غير طهر حتى يتطهر ثم يؤدي ذلك الفرض على طهارة لأن رد السلام فرض عند أكثر العلماء فلم يرد {{صل}} وهو على غير طهر حتى تطهر ثم رد السلام فأما ما كان المرء متطوعا به من ذكر الله ولو تركه في حالة هو فيها غير طاهر لم يكن عليه إعادته فله أن يذكر الله متطوعا بالذكر وإن كان غير متطهر <ref>قال الأعظمي: إسناده ضعيف </ref>
===باب استحباب الوضوء للدعاء ومسألة الله ليكون المرء طاهرا عند الدعاء والمسألة===
209 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الربيع بن سليمان نا شعيب - يعني ابن الليث - عن سعيد بن أبي سعيد عن عمرو ابن سليم الزرقي عن عاصم بن عمرو عن علي بن أبي طالب أنه قال:
« خرجنا مع رسول الله {{صل}} حتى إذا كنا بالحرة بالسقيا التي كانت لسعد بن أبي وقاص قال رسول الله {{صل}}: ائتوني بوضوء فلما توضأ قام فاستقبل القبلة ثم كبر ثم قال: أبي إبراهيم كان عبدك وخليلك ودعاك لأهل مكة وأنا محمد عبدك ورسولك أدعوك لأهل المدينة أن تبارك لهم في مدهم وصاعهم مثل ما باركت لأهل مكة مع البركة بركتين » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
210 - وقال ابن أبي ذئب في هذه القصة: عن سعيد عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه
« أن رسول الله {{صل}} توضأ ثم صلى بأرض سعد فذكر القصة »
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار ومحمد بن يحيى قالا: نا عثمان بن عمر قال بن أبي ذئب وقال محمد بن يحيى قال: أخبرنا ابن أبي ذئب
===باب استحباب وضوء الجنب إذا أراد النوم===
211 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة أخبرنا سفيان عن عبد الله بن دينار عن بن عمر عن عمر
« أنه سأل رسول الله {{صل}} أينام أحدنا وهو جنب؟ قال: ينام ويتوضأ إن شاء » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
212 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا به سعيد بن عبد الرحمن المخزومي نا سفيان بهذا الإسناد فقال:
« إن عمر بن الخطاب سأل رسول الله {{صل}} أينام أحدنا وهو جنب؟ قال: إذا أراد أن ينام فليتوضأ »
===باب ذكر الدليل على أن الوضوء الذي أمر به الجنب للنوم كوضوء الصلاة إذ العرب قد تسمي غسل اليدين وضوءا===
213 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء نا سفيان قال: حفظناه من الزهري أخبرنا أبو سلمة عن عائشة قالت
« كان رسول الله {{صل}} إذا أراد أن ينام وهو جنب توضأ وضوءه للصلاة »
===باب استحباب غسل الذكر مع الوضوء إذا أراد الجنب النوم===
214 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو موسى حدثني محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن عبد الله بن دينار قال: سمعت ابن عمر يقول:
« سأل عمر رسول الله {{صل}} تصيبني الجنابة بالليل فما أصنع؟ قال: اغسل ذكرك وتوضأ ثم ارقد »
===باب استحباب الوضوء للجنب إذا أراد الأكل===
215 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا سلم بن جنادة نا وكيع عن شعبة عن الحكم عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة
« أن النبي {{صل}} كان إذا أراد أن يأكل أو ينام وهو جنب توضأ »
===باب استحباب الوضوء عند النوم وإن لم يكن المرء جنبا ليكون على طهارة===
216 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يوسف بن موسى نا جرير عن منصور عن سعد بن عبيدة قال حدثني البراء بن عازب
« أن رسول الله {{صل}} قال: إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن » ثم ذكر الحديث
وقال أبو بكر: هذه اللفظة إذا أتيت مضجعك من الجنس الذي نقول إن العرب تقول إذا فعلت كذا تريد إذا أردت فعل ذلك الشيء كقوله جل وعلا: { يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة } ومعناه إذا أردتم القيام إلى الصلاة
===باب ذكر الدليل على أن الوضوء الذي أمر به الجنب للأكل كوضوء الصلاة سواء===
217 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى والعباس بن أبي طالب قالا حدثنا إسماعيل بن إبان الوراق حدثنا أبو أويس المدني عن شرحبيل - وهو ابن سعد - عن جابر بن عبد الله قال:
« سئل النبي {{صل}} عن الجنب هل يأكل أو ينام؟ قال: إذا توضأ وضوءه للصلاة » <ref>قال الأعظمي: إسناده ضعيف شرحبيل بن سعد كان اختلط وأبو أويس المدني صدوق يهم </ref>
===باب ذكر الدليل على أن الأمر بالوضوء للجنب عند إرادة الأكل أمر ندب وإرشاد وفضيلة وإباحة===
218 - أخبرنا أبو طاهر حدثنا أبو بكر نا علي بن خشرم أخبرنا عيسى - يعني ابن يونس - عن يونس بن يزيد الأيلي عن الزهري عن عروة عن عائشة
« أن النبي {{صل}} كان إذا أراد أن يطعم وهو جنب غسل يديه ثم طعم » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب ذكر الدليل على أن جميع ما ذكرت من الأبواب من وضوء الاستحباب على ما ذكرت===
أن الأمر بالوضوء من ذلك كله أمر ندب وإرشاد وفضيلة لا أمر فرض وإيجاب قال أبو بكر خبر ابن عباس أن النبي {{صل}} قال: إنما أمرت بالوضوء إذا قمت إلى الصلاة
===باب استحباب الوضوء عند معاودة الجماع بلفظ مجمل غير مفسر===
219 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء نا سفيان عن عاصم وحدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي نا مروان الفزاري أخبرنا عاصم الأحول وحدثنا سلم بن جنادة نا حفص بن غياث عن عاصم وحدثنا الصنعاني نا خالد - يعني ابن الحارث - نا شعبة أخبرني عاصم قال سمعت أبا المتوكل يحكي عن أبي سعيد
« عن النبي {{صل}} قال: إذا أتى أحدكم أهله ثم أراد العود فليتوضأ »
هذا في حديث الصنعاني وقال الآخرون عن أبي المتوكل
===باب ذكر الدليل على أن الوضوء للمعاودة للجماع كوضوء الصلاة===
220 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي نا سفيان عن عاصم الأحول قال:
« إذا أراد أحدكم أن يعود فليتوضأ وضوءه للصلاة - يعني الذي يجامع - ثم يعود قبل أن يغتسل » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح وبقية إسناده كما في الحديث 219 </ref>
===باب ذكر الدليل على أن الأمر بالوضوء عند إرادة الجماع أمر ندب وإرشاد===
إذ المتوضئ بعد الجماع يكون أنشط للعودة إلى الجماع لا أن الوضوء بين الجماعين واجب ولا أن الجماع قبل الوضوء وبعد الجماع الأول محظور
221 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم البزاز حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا شعبة عن عاصم الأحول عن أبي المتوكل عن أبي سعيد
« عن النبي {{صل}} قال: إذا أراد أحدكم العود فليتوضأ فإنه أنشط له في العود » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب فضل التهليل والشهادة للنبي {{صل}} بالرسالة والعبودية وأن لا يطري كما أطرت النصارى عيسى بن مريم إذا شهد له بالعبودية مع الشهادة له بالرسالة عند الفراغ من الوضوء===
222 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بحر بن نصر بن سابق نا ابن وهب قال: سمعت معاوية بن صالح يحدث عن أبي عثمان عن جبير بن نفير عن عقبة بن عامر وحدثنا عبد الله بن هاشم نا عبد الرحمن - يعني ابن مهدي - نا معاوية عن ربيعة - وهو ابن يزيد - عن أبي إدريس قال وحدثه أبو عثمان عن جبير بن نفير عن عقبة بن عامر قال:
« كانت علينا رعاية الإبل فروحتها بعشي فأدركت رسول الله {{صل}} قائما يحدث الناس فأدركت من قوله: ما من مسلم يتوضأ فيحسن الوضوء ثم يقوم فيصلي ركعتين مقبلا عليهما بقلبه ووجهه إلا وجبت له الجنة قال فقلت: ما أجود هذه! فإذا قائل بين يدي يقول: الذي قبلها أجود فنظرت فإذا عمر بن الخطاب قال: إني قد رأيتك جئت آنفا قال: ما منكم من أحد يتوضأ فبلغ الوضوء ثم يقول أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء »
هذا حديث عبد الرحمن بن مهدي
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بحر بن نصر في عقب حديثه قال ابن وهب قال قال معاوية: وحدثني ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن عقبة بن عامر بمثل حديث أبي عثمان عن جبير بن نفير عن عقبة
223 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ونا نصر بن مرزوق المصري نا أسد - يعني ابن موسى السنة - قال حدثنا معاوية بن صالح حدثني ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن عقبة بن عامر وأبو عثمان عن جبير بن نفير عن عقبة بن عامر عن عمر بن الخطاب
« عن النبي {{صل}} قال: ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ الوضوء ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبدا لله ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة يدخل من أيها شاء »
==جماع أبواب غسل الجنابة==
===باب ذكر أخبار رويت عن النبي {{صل}} في الرخصة في ترك الغسل في الجماع من غير إمناء قد نسخ بعض أحكامها===
224 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الحسين بن عيسى البسطامي نا عبد الصمد بن عبد الوارث حدثني أبي قال حدثني حسين المعلم حدثني يحيى بن أبي كثير أن أبا سلمة حدثه أن عطاء بن يسار حدثه أن يزيد بن خالد الجهني حدثه
« أنه سأل عثمان بن عفان عن الرجل يجامع فلا ينزل قال: ليس عليه غسل ثم قال عثمان سمعته من رسول الله {{صل}} قال: فسألت بعد ذلك علي بن أبي طالب والزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله وأبي بن كعب فقالوا مثل ذلك. قال أبو سلمة وحدثني عروة بن الزبير أنه سأل أبا أيوب الأنصاري فقال مثل ذلك عن النبي {{صل}} »
===باب ذكر نسخ إسقاط الغسل في الجماع من غير إمناء===
225 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو موسى محمد بن المثنى ويعقوب بن إبراهيم قالا حدثنا عثمان بن عمر أخبرنا يونس عن الزهري قال فقال سهل الأنصاري - وقد كان أدرك النبي {{صل}} وكان في زمانه خمس عشر سنة - حدثني أبي بن كعب
« أن الفتيا التي كانوا يقولون: الماء من الماء رخصة رخصها رسول الله {{صل}} في أول الإسلام ثم أمر بالغسل بعدها »
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن عبد الرحمن بن المغيرة المصري حدثنا أبو اليمان الحكم بن نافع أخبرنا شعيب بن أبي حمزة عن الزهري:
نحو حديث عثمان بن عمر
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن منيع نا عبد الله المبارك أخبرني يونس بن يزيد عن الزهري عن سهل بن سعد عن أبي بن كعب قال: كان الفتيا في الماء من الماء رخصة في أول الإسلام ثم نهى عنها
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن منيع نا عبد الله بن المبارك أخبرني معمر عن الزهري بهذا الإسناد نحوه هكذا حدثنا به أحمد بن منيع <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
226 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو موسى نا محمد بن جعفر نا معمر عن الزهري قال أخبرني سهل بن سعد قال:
« إنما كان قول الأنصار: الماء من الماء رخصة في أول الإسلام ثم أمرنا بالغسل »
قال أبو بكر: في القلب من هذه اللفظة التي ذكرها محمد بن جعفر - أعني قوله أخبرني سهل بن سعد - وأهاب أن يكون هذا وهما من محمد بن جعفر أو ممن دونه لأن ابن وهب روى عن عمرو بن الحارث عن الزهري قال: أخبرني من أرضى عن سهل بن سعد عن أبي بن كعب هذه اللفظة حدثنيها أحمد بن عبد الرحمن بن وهب حدثنا عمي قال حدثني عمرو وهذا الرجل الذي لم يسمه عمرو بن الحارث يشبه أن يكون أبا حازم سلمة بن دينار لأن ميسرة بن إسماعيل روى هذا الخبر عن أبي غسان محمد بن مطرف عن أبي حازم عن سهل بن سعد عن مسلم بن الحجاج وقال: حدثنا أبو جعفر الحمال
===باب ذكر إيجاب الغسل بمماسة الختانين أو التقائهما وإن لم يكن أمنى===
227 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو موسى محمد بن المثنى نا محمد بن عبد الله الأنصاري نا هشام بن حسان نا حميد بن هلال عن أبي بردة عن أبي موسى الأشعري
« أنهم كانوا جلوسا فذكروا ما يوجب الغسل فقال من حضر من المهاجرين: إذا مس الختان الختان وجب الغسل وقال من حضره من الأنصار: لا حتى يدفق قال أبو موسى: أنا آتيكم بالخبر فقام إلى عائشة رضي الله تعالى عنها فسلم ثم قال: إني أريد أن أسألك عن شيء وأنا أستحي منه فقالت: لا تستحي أن تسأل عن شيء تسأل عنه أمك التي ولدتك فإنما أنا أمك قال: قلت: ما يوجب الغسل؟ قالت على الخبير سقطت قال رسول الله {{صل}}: إذا جلس بين شعبها الأربع ومس الختان الختان وجب الغسل »
===باب إيجاب إحداث النية للاغتسال من الجنابة===
والدليل على ضد قول من زعم أن الجنب إذا دخل نهرا ناويا السباحة فماس الماء جميع بدنه ولم ينو غسلا ولا أراده إذا فرض الغسل ولا تقربا إلى الله عز وجل أو صب عليه ماء وهو مكره فماس الماء جميع جسده أن فرض الغسل ساقط عنه
228 - قال أبو بكر: قد أمليت خبر عن عمر بن الخطاب
« عن النبي {{صل}}: الأعمال بالنية وإنما لامرئ ما نوى »
===باب ذكر الدليل على أن جماع نسوة لا يوجب أكثر من غسل واحد===
229 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن ميمون أخبرنا يحيى نا سفيان عن معمر عن ثابت عن أنس
« أن النبي {{صل}} كان يطوف على نسائه في غسل واحد »
قال أبو بكر: هذا خبر غريب والمشهور عن معمر عن قتادة عن أنس
230 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن رافع ومحمد بن يحيى وأحمد بن سعيد الرباطي قالوا: حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن قتادة عن أنس قال:
« كان رسول الله {{صل}} يطيف على نسائه بغسل واحد »
غير أن الرباطي قال: عن معمر وقال: يطوف <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
231 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن منصور الجواز المكي نا معاذ - يعني ابن هشام - حدثني أبي عن قتادة عن أنس بن مالك
« أن النبي {{صل}} كان يدور على نسائه في الساعة من الليل والنهار بغسل واحد وهن إحدى عشرة قال فقلت لأنس: وهل كان يطيق ذلك؟ قال: كنا نتحدث أنه أعطى قوة ثلاثين رجلا »
===باب صفة ماء الرجل الذي يوجب الغسل وصفة ماء المرأة الذي يوجب عليها الغسل إذا لم يكن جماع يكون فيه التقاء الختانين===
232 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو إسماعيل الترمذي نا أبو توبة الربيع بن نافع الحلبي حدثنا معاوية بن سلام عن زيد بن سلام أخبره أنه سمع أبا سلام قال حدثني أبو أسماء الرحبي أن ثوبان مولى رسول الله {{صل}} حدثه قال:
« كنت قاعدا عند رسول الله عليه وسلم فجاءه حبر من أحبار اليهود فقال: سلام عليك يا محمد فدفعته دفعة كاد يصرع منها فقال: لم تدفعني؟ فقلت ألا تقول: يا رسول الله! قال اليهودي: إنما ندعوه باسمه الذي سماه به أهله فقال رسول الله {{صل}}: إن اسمي محمد الذي سماني به أهلي قال اليهودي: جئت أسألك قال له رسول الله {{صل}}: أينفعك أن حدثتك؟ قال: أسمع بأذني فنكت رسول الله {{صل}} بعود معه فقال: سل فقال اليهودي: أين يكون الناس يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات؟ قال رسول الله {{صل}}: في الظلمة دون الجسر قال: فمن أول الناس إجازة؟ قال فقراء المهاجرين قال: فما تحفتهم حين يدخلون الجنة؟ قال: زيادة كبد النون قال: فما غذاؤهم على أثره؟ قال: ينحر لهم ثور الجنة الذي كان يأكل من أطرافها قال: فما شرابهم عليه؟ قال: من عين فيها تسمى سلسبيلا قال: صدقت وجئت أسألك عن شيء لا يعلمه من أهل الأرض إلا نبي أو رجل أو رجلان قال: ينفعك إن حدثتك؟ قال أسمع بأذني قال: جئت أسألك عن الولد؟ قال ماء الرجل أبيض وماء المرأة أصفر فإذا اجتمعا فعلا مني الرجل مني المرأة أذكرا بإذن الله وإذا علا مني المرأة مني الرجل آنثا بإذن الله قال اليهودي: صدقت وإنك لنبي ثم انصرف فقال رسول الله {{صل}}: سألني هذا عن الذي سألني عنه وما لي علم بشيء منه حتى أتاني الله به »
===باب إيجاب الغسل من الإمناء===
وان كان الإمناء من غير جماع يلتقي فيه الختانان أو يتماسان كان الإمناء مباشرة أو جماع دون الفرج أو من قبلة أو من احتلام كان الإمناء في اليقظة بعد الغسل من الجنابة قبل تبول الجنب قبل الاغتسال أو بعده أو بعد ما يبول ضد قول من زعم أن الإمناء إذا كان بعد الجنابة وبعد الاغتسال قبل تبول الجنب أوجب ذلك المني غسلا ثانيا وإن كان الإمناء بعد ما تبول الجنب ثم يغتسل بعد البول ما يوجب ذلك الإمناء - زعم - غسلا
233 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر أخبرني محمد بن عزيز الأيلي أن سلامة بن روح حدثهم عن عقيل - وهو ا بن خالد - قال حدثني سعيد بن عبد الرحمن - وهو ابن أبي سعيد الخدري - أن أباه حدثه عن أبيه أبي سعيد الخدري
« عن النبي {{صل}} قال: إنما الماء من الماء »
234 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة قال أخبرنا أبو عامر وحدثنا محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي قال حدثنا أبو عامر نا زهير وهو ابن محمد التميمي عن شريك بن أبي نمر عن عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه
« إن رسول الله {{صل}} قال: الماء من الماء »
===باب ذكر إيجاب الغسل على المرأة في الاحتلام إذا أنزلت الماء===
235 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي نا وكيع نا هشام بن عروة وحدثنا علي بن خشرم أخبرنا وكيع وحدثنا سلم بن جنادة نا أبو معاوية وحدثنا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا بن وهب أن مالكا حدثه عن هشام بن عروة عن أبيه عن زينب بنت أم سلمة عن أم سلمة قالت
« جاءت أم سليم إلى النبي {{صل}} فسألته عن المرأة ترى في المنام ما يرى الرجل قال: إذا رأت الماء فلتغتسل قالت قلت: فضحت النساء وهل تحتلم المرأة؟ فقال النبي {{صل}}: تربت يمينك وفيما يشبهها ولدها إذا
هذا حديث وكيع غير أن الدورقي لم يقل إذا وانتهاء حديث مالك عند قوله: إذا رأت الماء ولم يذكر ما بعدها من الحديث
===باب ذكر الدليل على أن لا وقت فيما يغتسل به المرء من الماء===
فيضيق الزيادة فيه أو النقصان منه والدليل على أن الواجب على المغتسل إمساس الماء جميع البدن قل الماء أو كثر: قال أبو بكر خبر عائشة كنت أغتسل أنا ورسول الله {{صل}} من إناء واحد
236 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي نا سفيان عن عاصم الأحول وحدثنا عبد الجبار بن العلاء نا سفيان نا عاصم بن سليمان الأحول عن معاذة عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت
« كنت أغتسل أنا والنبي {{صل}} من إناء واحد فأقول: أبق لي أبق لي »
===باب الاستتار للاغتسال من الجنابة===
237 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم نا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن ابن طاوس عن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن أم هانئ قالت
« كان رسول الله {{صل}} يوم الفتح بأعلى مكة فأتيته فجاء أبو ذر بقصعة فيها ماء قلت: إني لأرى فيها أثر العجين قالت: فستره أبو ذر فاغتسل ثم ستر النبي {{صل}} أبا ذر فاغتسل ثم صلى النبي {{صل}} ثماني ركعات وذلك في الضحى » <ref>قال الأعظمي: إسناده ضعيف المطلب بن عبد الله كثير التدليس ولم يلق أم هانئ. ورواه أحمد 6 / 341 من طريق عبد الرزاق وفيه فستره يعني أبا ذر. وقال الهيثمي: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح </ref>
===باب إباحة الاغتسال من القصاع والمراكن والطاس===
238 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن المقدام العجلي نا الفضيل بن عياض حدثني منصور - وهو ابن عبد الرحمن الحجبي - حدثتني أمي عن عائشة قالت
« كنت أنازع رسول الله {{صل}} الطس الواحد نغتسل منه » <ref>قال ناصر الدين: إسناده صحيح على شرط الشيخين </ref>
239 - أخبرنا أبو طاهر حدثنا أبو بكر نا بندار ومحمد بن الوليد قالا حدثنا عبد الأعلى نا هشام بن حسان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت
« كان يوضع لرسول الله {{صل}} ولي هذا المركن فنشرع فيه جميعا » <ref>قال ناصر الدين: إسناده صحيح على شرط الشيخين </ref>
240 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا عبد الرحمن - يعني ابن مهدي - نا إبراهيم بن نافع المخزومي عن بن أبي نجيح عن مجاهد عن أم هانئ قالت
« رأيت رسول الله {{صل}} اغتسل هو وميمونة من إناء واحد في قصعة فيها أثر العجين » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب صفة الغسل من الجنابة===
241 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو موسى نا أبو معاوية نا الأعمش - وحدثنا هارون بن إسحاق الهمداني حدثنا ابن فضيل وحدثنا سلم بن جنادة نا وكيع وحدثنا علي بن حجر نا عيسى بن يونس وحدثنا عبد الله بن سعيد الأشج نا ابن إدريس وحدثنا أبو موسى نا عبد الله بن داود كلهم عن الأعمش عن سالم بن أبي الجعد عن كريب عن ابن عباس قال حدثتني خالتي ميمونة قالت
« أدنيت لرسول الله {{صل}} غسله من الجنابة قالت فغسل كفيه مرتين - أو ثلاثا - ثم أدخل كفه اليمنى في الإناء فأفرغ بها على فرجه ن فغسله بشماله ثم ضرب بشماله الأرض فدلكها دلكا شديدا ثم توضأ وضوءه للصلاة ثم أفرغ على رأسه ثلاث حفنات ملء كفيه ثم غسل سائر جسده ثم تنحى عن مقامه ذلك فغسل رجليه ثم أتيته بالمنديل فرده »
هذا لفظ حديث عيسى بن يونس
وقال في خبر ابن فضيل: جعل ينفض عنه الماء وكذا قال ابن إدريس: فأتي بمنديل فأبى أن يقبل وجعل ينفض الماء عنه
وبعضهم يزيد على بعض في متن الحديث
===باب تخليل أصول شعر الرأس بالماء قبل إفراغ الماء على الرأس وحثي الماء على الرأس بعد التخليل حثيات ثلاث===
242 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة أخبرنا حماد - يعني ابن زيد - عن هشام عن عروة عن أبيه عن عائشة قالت
« كان رسول الله {{صل}} إذا اغتسل من الجنابة يصب من الإناء على يده اليمنى فيفرغ عليها فيغسلها ثم يصب على شماله فيغسل فرجه ويتوضأ كوضوءه للصلاة ثم يدخل كفه في الإناء فيقول بيده في شعره هكذا يخلله بيده حتى إذا رأى أنه قد مس الماء بشرته حثى الماء على رأسه ثلاث حثيات وأفضل في الإناء فضلا يصبه عليه بعدما يفرغ
===باب اكتفاء صاحب الجمة والشعر الكثير بافراغ ثلاث حثيات من الماء على الرأس في غسل الجنابة===
243 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار نا يحيى بن سعيد نا جعفر - وهو ابن محمد بن علي بن حسين بن علي ابن أبي طالب - وحدثنا عبد الجبار بن العلاء وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي وعمر بن حفص الشيباني قالوا: حدثنا سفيان عن جعفر عن أبيه قال:
« قال لي جابر بن عبد الله: سألني ابن عمك الحسن بن محمد عن الغسل من الجنابة فقلت: إن رسول الله {{صل}} كان يفيض على رأسه ثلاثا فقال: إن شعري كثير فقلت: كان شعر رسول الله أكثر من شعرك وأطيب »
هذا حديث يحيى بن سعيد
===باب استحباب بدء المغتسل بإفاضة الماء على الميامن قبل المياسر===
244 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا يحيى بن سعيد عن شعبة عن أشعث بن سليم عن أبيه عن مسروق عن عائشة
« أن النبي {{صل}} كان يحب التيامن في شأنه حتى في ترجله ونعله وطهوره »
245 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن سعيد الدارمي نا أبو عاصم عن حنظلة بن أبي سفيان قال سمعت القاسم يقول سمعت عائشة تقول
« كان رسول الله {{صل}} يغتسل من حلاب فيأخذ بكفيه فيجعله على شقه الأيمن ويأخذ بكفيه فيجعله على شقه الأيسر ثم يأخذ بكفيه فيجعله في وسط رأسه
===باب الرخصة في ترك المرأة نقض ضفائر رأسها من الجنابة===
246 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا سفيان نا أيوب بن موسى عن سعيد - وهو ابن أبي سعيد المقبري - وحدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي نا سفيان عن أيوب بن موسى عن المقبري عن عبد الله بن رافع عن أم سلمة زوج النبي {{صل}} قالت
« قلت: يا رسول الله: إني امرأة أشد ضفر رأسي فأنقضه لغسل الجنابة؟ فقال: إنما يكفيك أن تحثين على رأسك ثلاث حثيات من ماء ثم تفيضين عليك الماء فتطهرين أو قال: فإذا أنت قد تطهرت »
هذا حديث المخزومي
وقال عبد الجبار: فإذا أنت قد طهرت ولم يقل: فتطهرين
247 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عمران بن موسى القزاز نا عبد الوارث - يعني ابن سعيد العنبري - وحدثنا أبو عمار الحسين بن حريث ويعقوب بن إبراهيم الدورقي قال أبو عمار: نا إسماعيل بن إبراهيم وقال الدورقي: نا ابن علية - وهو إسماعيل بن إبراهيم - جميعا عن أيوب عن أبي الزبير عن عبيد بن عمير قال:
« بلغ عائشة: أن عبد الله بن عمرو بن العاص يأمر نسائه أن ينقضن رؤوسهن إذا اغتسلن من الجنابة فقالت: يا عجباه لابن عمرو هذا لقد كلفهن تعبا أفلا يأمرهن أن يحلقن رؤوسهن لقد كنت أنا ورسول الله {{صل}} نغتسل من الإناء الواحد نشرع فيه جميعا فما أزيد على ثلاث حفنات أو قال ثلاث غرفات
هذا حديث عبد الوارث وليس في خبر ابن علية: نشرع فيه جميعا وقال فيه: فما أزيد على أن أفرغ على رأسي ثلاث إفراغات
===باب غسل المرأة من الجنابة والدليل على أن غسلها كغسل الرجل سواء===
248 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا محمد بن جعفر نا شعبة عن إبراهيم بن مهاجر قال سمعت صفية تحدث عن عائشة
« أن أسماء سألت النبي {{صل}} عن الغسل من المحيض فذكر بعض الحديث وسألته عن الغسل من الجنابة قال: تأخذ إحداكن ماءها فتطهر فتحسن الطهور ثم تصب الماء على رأسها فتدلكه حتى يبلغ شؤون رأسها ثم تفيض الماء على رأسها فقالت عائشة: نعم النساء نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين
===باب الزجر عن دخول الماء بغير مئزر للغسل===
249 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عيسى وأحمد بن الحسين بن عباد قالا حدثنا الحسن بن بشر نا زهير عن أبي الزبير عن جابر
« أن النبي {{صل}} نهى أن يدخل الماء إلا بمئزر » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح. قال ناصر الدين: لولا أن فيه عنعنة أبي الزبير</ref>
===باب اغتسال الرجل والمرأة وهما جنبان من إناء واحد===
250 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار وأبو موسى قال بندار: ثنا وقال أبو موسى: حدثني محمد بن جعفر نا شعبة عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة رضي الله تعالى عنها أنها قالت
« كنت أغتسل أنا ورسول الله {{صل}} في إناء واحد من الجنابة
وقال بندار: من إناء واحد من الجنابة
===باب إفراغ المرأة الماء على يد زوجها ليغسل يديه قبل إدخالهما الإناء إذا أراد الاغتسال من الجنابة===
251 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عمران بن موسى القزاز نا عبد الوارث - يعني ابن سعيد - عن يزيد - وهو رشك - عن معاذة - وهي العدوية قالت
« سألت عائشة أتغتسل المرأة مع زوجها من الجنابة من الإناء الواحد جميعا؟ قالت: الماء طهور ولا يجنب الماء شيء لقد كنت أغتسل أنا ورسول الله {{صل}} في الإناء الواحد قالت: أبدأه فأفرغ على يديه من قبل أن يغمسهما في الماء » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب الأمر بالاغتسال إذا أسلم الكافر===
252 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الربيع بن سليمان المرادي نا شعيب - يعني ابن الليث - عن سعيد بن أبي سعيد أنه سمع أبا هريرة يقول:
« بعث رسول الله {{صل}} خيلا فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له ثمامة بن أثال سيد أهل اليمامة فربطوه بسارية من سواري المسجد فخرج إليه رسول الله {{صل}} فذكر حديثا طويلا وقال فقال رسول الله {{صل}}: أطلقوا ثمامة فانطلق إلى نخل قريب من المسجد فاغتسل ثم دخل المسجد فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله »
ثم ذكر بقية الحديث
253 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا عبد الرزاق أخبرنا عبد الله وعبيد الله أبناء عمر عن سعيد المقبري عن أبي هريرة
« أن ثمامة الحنفي أسر فكان النبي {{صل}} يغدو إليه فيقول: ما عندك يا ثمامة؟ فيقول: إن تقتل تقتل ذا دم وإن تمن تمن على شاكر وإن ترد المال نعطك منه ما شئت وكان أصحاب النبي {{صل}} يحبون الفداء ويقولون ما يصنع بقتل هذا؟ فمن عليه النبي {{صل}} يوما فأسلم فحله وبعث به إلى حائط أبي طلحة فأمره أن يغتسل فاغتسل وصلى ركعتين فقال النبي {{صل}}: لقد حسن إسلام أخيكم »
===باب استحباب غسل الكافر إذا اسلم بالماء والسدر===
254 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار بندار نا عبد الرحمن نا سفيان عن الأغر بن الصباح عن خليفة بن الحصين عن قيس بن عاصم
« أنه أسلم فأمره النبي {{صل}} أن يغتسل بماء وسدر » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
255 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو موسى محمد بن المثنى حدثنا يحيى عن سفيان عن الأغر عن خليفة بن الحصين عن قيس بن عاصم
« أنه أتى النبي {{صل}} فاستخلاه فأسلم فأمره أن يغتسل بماء وسدر »
==جماع أبواب غسل التطهير والاستحباب من غير فرض ولا إيجاب==
===باب استحباب الاغتسال من الحجامة ومن غسل الميت===
256 - خبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبدة بن عبد الله الخزاعي أخبرنا محمد بن بشر حدثنا زكريا بن أبي زائدة عن مصعب بن شيبة عن طلق بن حبيب عن عبد الله بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها أنها حدثته
« أن النبي {{صل}} قال: يغتسل من أربع: من الجنابة ويوم الجمعة وغسل الميت والحجامة » <ref>قال الأعظمي: إسناده ضعيف فيه عنعنة زكريا بن أبي زائدة ومصعب بن شيبة قال ناصر الدين: وهو لين الحديث كما في التقريب </ref>
===باب استحباب اغتسال المغمى عليه بعد الإقامة من الإغماء===
257 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا معاوية بن عمرو قال نا زائدة نا موسى بن أبي عائشة عن عبيد الله بن عبد الله قال:
« دخلت على عائشة فقلت: ألا تحدثيني عن مرض رسول الله {{صل}}؟ فقالت: بلى ثقل رسول الله {{صل}} فقال: أصلى الناس؟ فقلنا: لا هم ينتظرونك يا رسول الله! فقال: ضعوا لي ماء في المخضب قالت: ففعلنا فاغتسل ثم ذهب لينوء فأغمي عليه ثم أفاق فقال: أصلى الناس؟ فقلنا: لا هم ينتظرونك يا رسول الله فقال: ضعوا لي ماء في المخضب ففعلنا قالت فاغتسل ثم ذهب لينوء فأغمي عليه ثم أفاق فقال: أصلى الناس؟ فقلنا: لا هم ينتظرونك يا رسول الله قالت: والناس عكوف في المسجد ينتظرون رسول الله {{صل}} لصلاة العشاء الآخرة »
ثم ذكر الحديث بطوله
===باب ذكر الدليل على أن اغتسال النبي {{صل}} من الإغماء لم يكن اغتسال فرض ووجوب وإنما اغتسل استراحة من الغم الذي أصابه في الإغماء ليخفف بدنه ويستريح===
258 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن رافع نا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن عروة - أو عمرة - عن عائشة: رضي الله عنها قالت
« قال رسول الله {{صل}} في مرضه الذي مات فيه: صبوا علي من سبع قرب لم تحلل أوكيتهن لعلي أستريح فأعهد إلى الناس قالت عائشة: فأجلسناه في مخضب لحفصة من نحاس وسكبنا عليه الماء منهن حتى طفق يشير إلينا أن قد فعلتن ثم خرج »
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا به محمد بن يحيى نحوه وقال: سمعت عبد الرزاق يذكره عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة نحوه
غير أنه لم يقل: من نحاس حين جعل الحديث عن عروة بلا شك
===باب استحباب اغتسال الجنب للنوم===
259 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا عبد الرحمن بن مهدي نا معاوية بن صالح عن عبد الله بن أبي قيس قال:
« سألت عائشة رضي الله عنها كيف كان نوم رسول الله {{صل}} في الجنابة؟ فقالت كل ذلك كان يفعل ربما اغتسل فنام وربما توضأ فنام »
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا نصر بن بحر الخولاني حدثنا ابن وهب حدثني معاوية بن صالح أن عبد الله بن أبي قيس حدثه بمثله
وقال: ربما توضأ ونام قبل أن يغتسل فقلت: الحمد لله الذي جعل في الأمر سعة
===باب ذكر دليل أن النبي {{صل}} قد كان يأمر بالوضوء قبل نزول سورة المائدة===
260 - أخبرنا الشيخ الفقيه أبو الحسن علي بن مسلم السلمي نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني قال أخبرنا الأستاذ أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني قراءة عليه قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة قال نا أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة نا يعقوب بن سفيان الفارسي حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع حدثنا محمد بن المهاجر عن العباس بن سالم عن أبي سلام عن أبي أمامة عن عمرو بن عنبسة قال:
« أتيت رسول الله {{صل}} في أول ما بعث وهو بمكة وهو حينئذ مستخفى فقلت: ما أنت؟ قال: أنا نبي قلت: وما النبي؟ قال: رسول الله قال: آالله أرسلك؟ قال: نعم قلت: بم أرسلك؟ قال: بأن نعبد الله ونكسر الأوثان ودار الأوثان ونوصل الأرحام قلت: نعم ما أرسلك به قلت: فمن تبعك على هذا؟ قال: عبد وحر يعني أبا بكر وبلال فكان عمرو يقول: رأيتني وأنا ربع الإسلام - أو رابع الإسلام - قال فأسلمت قال: أتبعك يا رسول الله؟ قال: لا ولكن الحق بقومك فإذا أخبرت إني قد خرجت فاتبعني قال: فلحقت بقومي وجعلت أتوقع خبره وخروجه حتى أقبلت رفقة من يثرب فلقيتهم فسألتهم عن الخبر فقالوا: قد خرج رسول الله {{صل}} من مكة إلى المدينة فقلت: وقد أتاها؟ قالوا: نعم قال: فارتحلت حتى أتيته فقلت: أتعرفني يا رسول الله؟ قال: نعم أنت الرجل الذي أتاني بمكة فجعلت أتحين خلوته فلما خلا قلت يا رسول الله: علمني مما علمك الله وأجهل قال: سل عما شئت قلت: أي الليل أسمع؟ قال: جوف الليل الآخر فصلى ما شئت فإن الصلاة مشهودة مكتوبة حتى تصلي الصبح ثم اقصر حتى تطلع الشمس فترتفع قدر رمح أو رمحين فإنها تطلع بين قرني الشيطان وتصلي لها الكفار ثم صل ما شئت فإن الصلاة مشهودة مكتوبة حتى يعدل الرمح ظله ثم اقصر فإن جهنم تسجر وتفتح أبوابها فإذا زاغت الشمس فصلى ما شئت فإن الصلاة مشهودة مكتوبة حتى تصلي العصر ثم اقصر حتى تغرب الشمس فإنها تغرب بين قرني الشيطان وتصلي لها الكفار وإذا توضأت فاغسل يديك فإنك إذا غسلت يديك خرجت خطاياك من أطراف أناملك ثم إذا غسلت وجهك خرجت خطاياك من وجهك ثم إذا مضمضت واستنثرت خرجت خطاياك من مناخرك ثم إذا غسلت يديك خرجت خطاياك من ذراعيك ثم إذا مسحت برأسك خرجت خطاياك من أطراف شعرك ثم إذا غسلت رجليك خرجت خطاياك من رجليك فإن ثبت في مجلسك كان ذلك حظك من وضوئك وإن قمت فذكرت ربك وحمدت وركعت ركعتين مقبلا عليهما بقلبك كنت من خطاياك كيوم ولدتك أمك »
قال قلت يا عمرو: اعلم ما تقول فإنك تقول أمرا عظيما قال: والله لقد كبرت سني ودنى أجلي وإني لغني عن الكذب ولو لم أسمعه من رسول الله {{صل}} إلا مرة أو مرتين ما حدثته ولكني قد سمعته أكثر من ذلك.
هكذا حدثني أبو سلام عن أبي أمامة إلا أن أخطئ شيئا لا أريده فأستغفر الله وأتوب إليه
==جماع أبواب التيمم==
عند الإعواز من الماء في السفر وعند المرض الذي يخاف في إمساس الماء مواضع الوضوء والبدن في غسل الجنابة للمريض المخوف أو الألم الموجع أو التلف
===باب ذكر ما كان من إباحة الصلاة بلا تيمم عند عدم الماء قبل نزول آية التيمم===
261 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن العلاء بن كريب نا أبو أسامة عن هشام - يعني ابن عروة - عن أبيه عن عائشة
« أنها استعارت قلادة من أسماء فهلكت فأرسل رسول الله {{صل}} ناسا من أصحابه في طلبها فأدركتهم الصلاة فصلوا بغير وضوء فلما أتوا النبي {{صل}} شكوا ذلك إليه فنزلت آية التيمم قال أسيد بن حضير جزاك الله خيرا فوالله ما نزل بك أمر قط إلا جعل الله لك منه مخرجا وجعل للمسلمين فيه بركة »
===باب الرخصة في النزول في السفر على غير ماء للحاجة تبدو من منافع الدنيا===
262 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا عبد الله بن وهب بن مسلم أن مالكا حدثه عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت
« خرجنا مع رسول الله {{صل}} في بعض أسفاره حتى إذا كنا بالبيداء - أو بذات الجيش - انقطع عقد لي فأقام رسول الله {{صل}} على التماسه وأقام الناس معه وليسوا على ماء وليس معهم ماء فأتى الناس إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه فقالوا: ألا ترى إلى ما صنعت عائشة؟ أقامت برسول الله {{صل}} وبالناس وليسوا على ماء وليس معهم ماء فجاء أبو بكر ورسول الله {{صل}} واضع رأسه على فخذي قد نام فذكر الحديث بطوله »
===باب ذكر ما كان الله عز وجل فضل به رسول {{صل}} على الأنبياء قبله وفضل أمته على الأمم السالفة قبلهم بإباحته لهم التيمم بالتراب عند الإعواز من الماء===
263 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا سلم بن جنادة القرشي نا أبو معاوية عن أبي مالك - وهو سعيدبن طارق الأشجعي - عن ربعي بن حراش عن حذيفة قال:
« قال رسول الله {{صل}}: فضلت هذه الأمة على الناس بثلاث: جعلت لنا الأرض مسجدا وطهورا وجعلت صفوفنا كصفوف الملائكة وأعطيت هذه الآيات من آخر سورة البقرة من بيت كنز تحت العرش لم يعط منه أحد قبلي ولا أحد بعدي »
===باب ذكر الدليل على أن ما وقع عليه اسم التراب فالتيمم به جائز عند الإعواز من الماء===
وإن كان التراب على بساط أو ثوب وإن لم يكن على الأرض مع لدليل على أن خبر أبي معاوية الذي ذكرناه مختصر جعلت لنا الأرض طهورا أي عند الإعواز من الماء إذا كان المحدث غير مريض مرضا يخاف - إن ماس الماء - التلف أو المرض المخوف أو الألم الشديد لا أنه جعل الأرض طهورا وإن كان المحدث صحيحا واحدا للماء أو مريضا لا يضر إمساس البدن الماء
264 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد نا ابن فضيل عن أبي مالك الأشجعي عن ربعي بن حراش عن حذيفة بن اليمان قال:
« قال رسول الله {{صل}}: فضلنا على الناس بثلاث جعلت لنا الأرض كلها مسجد وجعل ترابها لنا طهورا إذا لم نجد الماء وجعلت صفوفنا كصفوف الملائكة وأوتيت هؤلاء الآيات من آخر سورة البقرة من بيت كنز تحت العرش لم يعط منه أحد قبلي ولا أحد بعدي »
===باب إباحة التيمم بتراب السباخ===
ضد قول من زعم من أهل عصرنا أن التيمم بالسبخة غير جائز وقول هذه المقالة يقود إلى أن التيمم بالمدينة غير جائز إذ أرضها سبخة وقد خبر النبي {{صل}} أنها طيبة أو طابة
265 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى الصدفي أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس بن يزيد عن ابن شهاب قال أخبرني عروة بن الزبير أن عائشة زوج النبي {{صل}} قالت
« لم أعقل أبوي قط إلا وهم يدينان الدين ولم يمر علينا يوم إلا يأتينا فيه رسول الله {{صل}} طرفي النهار بكرة وعشية فذكر الحديث بطوله وقال في الخبر فقال رسول الله {{صل}} قد أريت دار هجرتكم أريت سبخة ذات نخل بين لابتين »
وهما الحرتان فذكر الحديث بطوله في هجرة النبي {{صل}} من مكة إلى المدينة
قال أبو بكر: ففي قول النبي {{صل}}: أريت سبخة نخل بين لابتين وإعلامه إياهم أنها دار هجرتهم - وجميع المدينة كانت هجرتهم - دلالة على أن جميع المدينة سبخة ولو كان التيمم غير جائز بالسبخة وكانت السبخة على ما توهم بعض أهل عصرنا أنه من البلد الخبيث بقوله: { والذي خبث لا يخرج إلا نكدا } لكان قود هذه المقالة أن أرض المدينة خبيثة لا طيبة وهذا قول بعض أهل العناد لما ذم أهل المدينة فقال: إنها خبيثة فاعلم أن النبي {{صل}} سماها طيبة - أو طابة - فالأرض السبخة هي طيبة على ما خبر النبي {{صل}} أن المدينة طيبة وإذا كانت طيبة وهي سبخة فالله عز وجل قد أمر بالتيمم بالصعيد الطيب في نص كتابه والنبي {{صل}} قد أعلم أن المدينة طيبة - أو طابة - مع إعلامه إياهم أنها سبخة وفي هذا ما بان وثبت أن التيمم بالسباخ جائز » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب ذكر الدليل على أن التيمم ضربة واحدة للوجه والكفين لا ضريتان مع الدليل على أن مسح الذراعين في التيمم غير واجب===
266 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن معبد نا يزيد بن هارون أخبرنا شعبة عن الحكم عن ذر عن سعيد بن عبد الرحمن عن أبيه عن عمار بن ياسر
« أن رسول الله {{صل}} قال في التيمم: ضربة للوجه والكفين » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
267 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم نا ابن علية عن سعيد عن قتادة عن عرزة عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن عمار بن ياسر
« عن رسول الله {{صل}} في التيمم قال: ضربة للوجه والكفين » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب النفخ في اليدين بعد ضربهما على التراب للتيمم===
268 - حدثنا بندار نا محمد بن جعفر نا شعبة عن الحكم عن ذر عن بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه
« أن رجلا أتى عمر بن الخطاب فقال: إني أجنبت فلم أجد الماء؟ فقال عمر: لا تصل فقال عمار: أما تذكر يا أمير المؤمنين إذ أنا وأنت في سرية فأجنبنا فلم نجد الماء فأما أنت فلم تصل وأما أنا فتمعكت في التراب فصليت فلما أتينا النبي {{صل}} فذكرت ذلك له فقال إنما كان يكفيك وضرب النبي {{صل}} بيده على الأرض ثم نفخ فيها ومسح بهما وجهه وكفيه »
===باب نفض اليدين من التراب بعد ضربهما على الأرض قبل النفخ فيهما وقبل مسح الوجه واليدين للتيمم===
269 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الله بن سعيد الأشج نا أبو يحيى - يعني التيمي - عن الأعمش عن سلمة عن كهيل عن سعيد بن عبد الرحمن عن أبيه قال:
« جاء رجل إلى عمر فقال: إنا نجنب وليس معنا ماء فذكر قصته مع عمار بن ياسر وقال وقال - يعني عمارا - فأتيت رسول الله {{صل}} فأخبرته فقال: إنما كان يكفيك أن تقول بيديك: هكذا وهكذا وضرب بيديه إلى التراب ثم نفضهما ثم نفخ فيهما ومسح بهما وجهه ويديه »
قال أبو بكر أدخل شعبة بين سلمة بن كهيل وبين سعيد بن عبد الرحمن في هذا الخبر ذرا رواه الثوري عن سلمة عن أبي مالك وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى عن عبد الرحمن بن أبزى إلا أنه ليس في خبر الثوري وشعبة نفض اليدين من التراب <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
270 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يوسف بن موسى حدثنا أبو معاوية نا الأعمش عن شقيق قال:
« كنت جالسا مع عبد الله وأبي موسى فقال أبو موسى: يا أبا عبد الرحمن أرأيت لو أن رجلا أجنب فلم يجد الماء شهرا يتيمم؟ فقال عبد الله: لا يتيمم فقال أبو موسى: ألم تسمع قول عمار لعمر: بعثني رسول الله {{صل}} في حاجة فأجنبت فلم أجد الماء فتمرغت في الصعيد كما تمرغ الدابة فذكرت ذلك للنبي {{صل}} فقال رسول الله {{صل}}: إنما كان يكفيك على أن تضرب بكفيك على الأرض ثم تمسحهما ثم تمسح بهما وجهك وكفيك »
قال أبو بكر فقوله في هذا الخبر: ثم تمسحهما هو النفض بعينه وهو مسح إحدى الراحتين بالأخرى لينفض ما عليهما من التراب
===باب ذكر الدليل على أن الجنب يجزيه التيمم عند الإعواز من الماء في السفر===
والدليل على أن التيمم ليس كالغسل في جميع أحكامه إذ المغتسل من الجنابة لا يجب عليه غسل ثان إلا بجنابة حادثة والتيمم في الجنابة يجب عليه الغسل عند وجود الماء
271 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا يحيى بن سعيد وبن أبي عدي ومحمد بن جعفر وسهل بن يوسف وعبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي قالوا: حدثنا عوف عن أبي رجاء العطاردي نا عمران بن حصين قال:
« كنا في سفر مع رسول الله {{صل}} وإنا سرينا ذات ليلة حتى إذا كان السحر قبل الصبح وقعنا تلك الوقعة ولا وقعة أحلى عند المسافر منها فما أيقظنا إلا حر الشمس فذكر بعض الحديث وقال: ثم نادى بالصلاة فصلى بالناس ثم انفتل من صلاته فإذا رجل معتزل لم يصل مع القوم فقال له: ما منعك يا فلان أن تصلي مع القوم؟ فقال: يا رسول الله أصابتني جنابة ولا ماء فقال: عليك بالصعيد فإنه يكفيك ثم سار واشتكى إليه الناس فدعا فلانا - قد سماه أبا رجاء ونسيه عوف - ودعا علي بن أبي طالب فقال لهما: اذهبا فابغيا لنا الماء فانطلقا فتلقيا امرأة بين سطيحتين أو مزادتين - على بعير فذكر الحديث وقال ثم نودي في الناس: أن اسقوا واستقوا فسقي من شاء واستقى من شاء قال: وكان آخر ذلك أن أعطى الذي أصابته الجنابة إناء من ماء وقال: اذهب فأفرغه عليك »
قال أبو بكر: ففي هذا الخبر أيضا دلالة على أن المتيمم إذا صلى بالتيمم ثم وجد الماء فاغتسل إن كان جنبا أو توضأ إن كان محدثا لم يجب عليه إعادة ما صلى بالتيمم إذ النبي {{صل}} لم يأمر المصلي بالتيمم لما أمره بالاغتسال بإعادة ما صلى بالتيمم. وفي الخبر أيضا دلالة على أن المغتسل بالجنابة لا يجب عليه الوضوء قبل إفاضة الماء على الجسد غير أعضاء الوضوء إذ النبي {{صل}} لما أمر الجنب بإفراغ الماء على نفسه ولم يأمره بالبدء بالوضوء وغسل أعضاء الوضوء ثم إفاضة الماء على سائر البدن كان في أمره إياه ما بان وصح أن الجنب إذا أفاض على نفسه كان مؤديا لما عليه من فرض الغسل. وفي هذا ما دل على أن بدء المغتسل بالوضوء ثم إفاضة الماء على سائر البدن اختيار واستحباب لا فرض وإيجاب.
===باب الرخصة في التيمم المجدور والمجروح وإن كان الماء موجودا إذا خاف إن ماس الماء البدن التلف أو المرض أو الوجع المؤلم===
272 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يوسف بن موسى نا جرير عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس يرفعه في قوله
« { وإن كنتم مرضى أو على سفر } الآية: قال إذا كانت بالرجل الجراحة في سبيل الله أو القروح أو الجدري فيجنب فيخاف إن اغتسل أن يموت فيتيمم »
قال أبو بكر: هذا خبر لم يرفعه غير عطاء بن السائب <ref>قال ناصر الدين: ضعيف عطاء كان اختلط وجرير روى عنه بعد الاختلاط </ref>
273 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا عمر بن حفص بن غياث نا أبي أخبرني إياه الوليد بن عبيد الله بن أبي رباح أن عطاء حدثه عن ابن عباس
« أن رجلا أجنب في شتاء فسأل فأمر بالغسل فاغتسل فمات فذكر ذلك لنبي {{صل}} فقال: ما لهم قتلوه قتلهم الله - ثلاثا - قد جعل الله الصعيد - أو التيمم - طهورا شك في ابن عباس ثم أثبته بعد » <ref>قال الأعظمي: إسناده ضعيف الوليد بن عبيد الله ضعفه الدارقطني. قال ناصر الدين: لكن الحديث حسن بما له من طرق </ref>
===باب استحباب التيمم في الحضر لرد السلام وإن كان الماء موجودا===
274 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الربيع بن سليمان المرادي أخبرنا شعيب - يعني ابن الليث - عن الليث عن جعفر ابن ربيعة عن عبد الرحمن بن هرمز عن عمير مولى ابن عباس أنه سمعه يقول:
« أقبلت أنا وعبد الله بن يسار مولى ميمونة زوج النبي {{صل}} حتى دخلنا على أبي الجهيم بن الحارث بن الصمة الأنصاري فقال أبو جهيم: أقبل رسول الله {{صل}} من نحو بئر جمل فلقيه رجل فسلم عليه فلم يرد رسول الله {{صل}} حتى أقبل على الجدار فمسح بوجهه ويديه فرد عليه »
==جماع أبواب تطهير الثياب بالغسل من الأنجاس==
===باب حت دم الحيضة من الثوب وقرصه بالماء ورش الثوب بعده===
275 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة أخبرنا حماد بن زيد ح وحدثنا علي بن خشرم أخبرنا ابن عيينة ح وحدثنا يحيى بن حكيم حدثنا يحيى بن سعيد ح وحدثنا سلم بن جنادة حدثنا وكيع ح وحدثنا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا ابن وهب أن مالكا حدثهم كلهم عن هشام بن عروة ح وحدثنا محمد بن العلاء بن كريب نا أبو أسامة نا هشام ح ونا محمد بن عبد الله المخرمي نا أبو معاوية نا هشام بن عروة عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء بنت أبي بكر
« أن امرأة سألت النبي {{صل}} عن دم الحيض يصيب الثوب فقال: حتيه ثم اقرصيه بالماء ثم انضحيه »
هذا حديث حماد
وفي خبر ابن عيينة: ثم رشي وصلي فيه
وفي خبر يحيى: ثم تنضحيه وتصلي فيه
ولم يذكر الآخرون النضح ولا الرش إنما ذكروا الحت والقرص بالماء ثم الصلاة فيه غير أن في حديث وكيع: وحتيه ثم اقرصيه بالماء لم يزد على هذا
===باب ذكر الدليل على أن النضح المأمور به هو نضح ما لم يصب الدم من الثوب===
276 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يحيى بن حكيم نا عمر بن علي نا محمد بن إسحاق قال سمعت فاطمة بنت المنذر تحدث عن جدتها أسماء بنت أبي بكر
« أنها سمعت امرأة تسأل النبي {{صل}} فقالت: إحدانا إذا طهرت كيف تصنع بثيابها التي كانت تلبس؟ فقال النبي {{صل}}: إن رأت فيه شيئا فلتحكه ثم لتقرصه بشيء من ماء وتنضح في سائر الثوب ماء وتصلي فيه »
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يحيى بن حكيم نا ابن أبي عدي عن محمد بن إسحاق بهذا مثله وقال:
وقال إن رأيت فيه دما فحكيه ثم اقرصيه بالماء ثم انضحي سائره ثم صلي فيه. <ref>قال ناصر الدين: إسناده حسن </ref>
===باب استحباب غسل دم الحيض من الثوب بالماء والسدر وحكه بالأضلاع إذ هو أحرى أن يذهب أثره من الثوب إذا حك بالضلع وغسل بالسدر مع الماء من أن يغسل بالماء بحتا===
277 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا يحيى نا سفيان عن ثابت - وهو الحداد - عن عدي بن دينار مولى أم قيس بنت محصن عن أم قيس بنت محصن قالت
« سألت رسول الله {{صل}} عن دم الحيض يصيب الثوب فقال اغسليه بالماء والسدر وحكيه بضلع » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب ذكر الدليل على أن الاقتصار من غسل الثوب الملبوس في المحيض على غسل أثر الدم منه===
وإن لم يحك موضع الدم بضلع ولا قرص موضعه بالأظفار وإن لم يغسل بسدر أيضا ولا رش ما لم يصب الدم من الثوب وأن جميع ما أمر به من قرص بالأظافر وحك بالأوضاع وغسل بالسدر أمر اختيار واستحباب وأن غسل الدم من الثوب مطهر للثوب وتجزئ الصلاة فيه
278 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن أبي سريج الرازي أخبرنا أبو أحمد نا المنهال بن خليفة عن خالد بن سلمة عن مجاهد عن أم سلمة
« أنها قالت - أو قيل لها - كيف كنتن تصنعن بثيابكن إذا طمثتن على عهد رسول الله {{صل}}؟ قالت: إن كنا لنطمث في ثيابنا وفي دروعنا فما نغسل منها إلا أثر ما أصابه الدم وإن الخادم من خدمكم اليوم ليتفرغ يوم طهرها لغسل ثيابها » <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف المنهال ضعفه الحافظ </ref>
===باب الرخصة في غسل الثوب من عرق الجنب والدليل على أن خرق الجنب طاهر غير نجس===
279 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي عن سفيان عن يحيى بن سعيد عن القاسم بن محمد قال:
« سألت عائشة عن الرجل يأتي أهله يلبس الثوب فيعرق فيه نجسا ذلك؟ فقالت: قد كانت المرأة تعد خرقة أو خرقا فإذا كان ذلك مسح بها الرجل الأذى عنه ولم ير أن ذلك ينجسه » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
280 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن ميمون المكي نا الوليد - يعني ابن مسلم - حدثني الأوزاعي حدثني عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه القاسم بن محمد عن عائشة زوج النبي {{صل}} قالت
« تتخذ المرأة الخرقة فإذا فرغ زوجها ناولته فيمسح عنه الأذى ومسحت عنها ثم صليا في ثوبيهما » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب ذكر الدليل على أن عرق الإنسان طاهر غير نجس===
281 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن معاذ نا عبد الوهاب - يعني الثقفي - نا أيوب عن أنس بن سيرين عن أنس بن مالك قال:
« كان رسول الله {{صل}} يدخل على أم فلان فتبسط له نطعا فيقيل عليه فتأخذ من عرقه فتجعله في طيبها »
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن الوليد حدثنا عبد الوهاب بمثله
وقال: يدخل على أم سليم <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب غسل بول الصبية من الثوب===
282 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا نصر بن مرزوق نا أسد - يعني ابن موسى - ح وحدثنا محمد بن عمرو بن تمام المصري نا علي بن معبد قالا حدثنا أبو الأحوص عن سماك عن قابوس بن المخارق عن لبابة بنت الحارث قالت
« بال الحسين في حجر النبي {{صل}} فقلت: هات ثوبك هات أغسله فقال إنما يغسل بول الأنثى وينضح بول الذكر » <ref>قال الأعظمي: إسناده حسن </ref>
283 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا العباس بن عبد العظيم العنبري نا عبد الرحمن بن مهدي نا يحيى بن الوليد حدثني محل ابن خليفة الطائي قال حدثني أبو السمح قال:
« كنت خادم النبي {{صل}} وجيء بالحسن - أو الحسين - فبال على صدره فأرادوا أن يغسلوه فقال: رشوه رشا فإنه يغسل بول الجارية ويرش بول الغلام » <ref>قال الأعظمي: إسناده حسن </ref>
===باب غسل بول الصبية وإن كانت مرضعة والفرق بين بولها وبول الصبي المرضع===
284 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار حدثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن أبي حرب بن أبي الأسود عن أبيه عن علي بن أبي طالب
« أن رسول الله {{صل}} قال في بول المرضع: ينضح بول الغلام ويغسل بول الجارية »
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو موسى بمثله وزاد: قال قتادة: هذا ما لم يطعما الطعام فإذا طعما غسلا جميعا <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب نضج بول الغلام ورشه قبل أن يطعم===
285 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي نا سفيان عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أم قيس بنت محصن الأسدية قالت
« دخلت بابن صبي لي لم يأكل الطعام على رسول الله {{صل}} فبال عليه فدعا بماء فرشه »
286 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى الصدفي أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس أن ابن شهاب حدثهم عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أم قيس بنت محصن الأسدية
« أنها جاءت النبي {{صل}} بابن لها صغير لم يأكل الطعام فأجلسه رسول الله {{صل}} في حجره فبال عليه فدعا رسول الله {{صل}} بماء فنضحه ولم يغسله »
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس مرة قال حدثني ابن وهب أخبرني مالك والليث وعمرو بن الحارث ويونس أن ابن شهاب:
حدثهم بمثله سواء الإسناد والمتن
===باب استحباب غسل المني من الثوب===
287 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني نا بشر - يعني ابن مفضل - حدثنا عمرو بن ميمون ح وحدثنا محمد بن العلاء بن كريب نا ابن مبارك عن عمرو بن ميمون ح وحدثنا محمد بن عبد الله المخرمي حدثنا يزيد بن هارون أنا عمرو بن ميمون عن سليمان بن يسار عن عائشة
« أن رسول الله {{صل}} كان إذا أصاب ثوبه مني غسله ثم يخرج إلى الصلاة وأنا أنظر إلى بقعة من أثر الغسل في ثوبه »
هذا لفظ الصنعاني.
وفي حديث ابن المبارك قالت: كنت أغسل ثوب رسول الله {{صل}} من المني فيخرج وفي ثوبه أثر الماء
وفي حديث يزيد بن هارون قال حدثنا سليمان بن يسار أخبرتني عائشة
===باب ذكر الدليل على أن المني ليس بنجس والرخصة في فركه إذا كان يابسا من الثوب===
إذ النجس لا يزيله عن الثوب الفرك دون الغسل وفي صلاة النبي {{صل}} في الثوب الذي أصابه المني بعد فركه يابسا ما بان وثبت أن المني ليس بنجس
288 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي وعبد الجبار بن العلاء قالا حدثنا سفيان - قال عبد الجبار - قال حدثنا منصور وقال سعيد: عن منصور عن إبراهيم عن همام ح وحدثنا أبو هاشم زياد بن أيوب نا زياد - يعني ابن عبد الله البكائي - نا منصور عن إبراهيم عن همام ح وحدثنا محمد بن العلاء بن كريب نا أبو أسامة ح وحدثنا عبد الله بن سعيد الأشج نا بن نمير ح وحدثنا بندار نا يحيى بن سعيد كلهم عن الأعمش عن إبراهيم عن همام ح وحدثنا علي بن خشرم أخبرنا عيسى - يعني ابن يونس - عن الأعمش عن إبراهيم عن همام ح وحدثنا نصر بن مرزوق المصري نا أسد - يعني ابن موسى - نا شعبة عن الحكم عن إبراهيم عن همام بن الحارث ح وحدثنا أحمد بن عيسى بن زيد اللخمي التنيسي نا عمرو بن أبي سلمى عن الأوزاعي عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن القاسم ح وحدثنا محمد بن الوليد القرشي نا عبد الأعلى نا هشام بن حسان بن أبي معشر عن النخعي عن الأسود بن يزيد ح وحدثنا محمد بن الوليد نا يعلى نا الأعمش عن إبراهيم عن الأسود ح وحدثنا محمد بن يحيى نا يعلى نا الأعمش عن إبراهيم عن همام وحدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد حدثني أبي نا مهدي - وهو ابن ميمون - عن واصل عن إبراهيم عن الأسود ح وحدثنا محمد بن يحيى نا مسدد نا أبو عوانة عن المغيرة بن مقسم وحماد بن أبي سليمان عن إبراهيم عن الأسود ح وحدثنا محمد بن يحيى نا الخضر بن محمد بن شجاع وابن الطباع قالا أخبرنا هاشم أنا المغيرة عن إبراهيم عن الأسود ح ونا محمد بن يحيى نا أبو الوليد نا حماد - يعني ابن سلمة - عن حماد - وهو ابن أبي سليمان - عن إبراهيم عن الأسود ح وحدثنا يحيى بن حكيم نا محمد بن أبي عدي عن سعيد بن أبي عروبة ح وحدثنا هارون بن إسحاق الهمداني نا عبدة عن سعيد عن أبي معشر عن إبراهيم عن الأسود ح وحدثنا أبو بشر الواسطي حدثنا خالد - يعني ابن عبد الله - عن خالد - وهو الحذاء - عن أبي معشر عن إبراهيم عن علقمة والأسود ح ونا نصر بن مرزوق حدثنا أسد قال نا المسعودي عن الحكم وحماد عن إبراهيم عن همام بن الحارث ح وحدثنا يحيى بن حكيم نا أبو داود نا المسعودي عن حماد عن إبراهيم عن همام بن الحارث ح ونا بشر بن معاذ العقدي نا حماد بن زيد ونا أبو هاشم الرماني عن أبي مجلز لاحق بن حميد عن عبد الله ابن الحارث بن نوفل ح وثنا نصر بن مرزوق المصري نا أسد بن موسى نا قزعة بن سويد نا حميد الأعرج وعبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد وحدثنا محمد بن يحيى نا هانئ بن يحيى نا قزعة عن ابن أبي نجيح وحميد الأعرج عن مجاهد ح وحدثنا محمد بن يحيى نا أبو داود وحدثنا عباد بن منصور نا القاسم ونا علي بن سهل الرملي نا زيد - يعني ابن أبي الزرقاء - عن جعفر - وهو ابن برقان - عن الزهري عن عروة وحدثنا محمد بن يحيى نا حسن بن الربيع نا أبو الأحوص ثنا شبيب بن غرقدة عن عبد الله بن شهاب الخولاني كل هؤلاء عن عائشة
« أنها كانت تفرك المني من ثوب رسول الله {{صل}} منهم من اختصر الحديث ومنهم من ذكر نزول الضيف بها وغسله ملحفتها وقولها: وقد رأيتني وأنا أفركه من ثوب رسول الله {{صل}} »
289 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل حدثني أبي عن أبيه سلمة عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت
« لقد كنت آخذ الجنابة من ثوب رسول الله {{صل}} بالحصاة » <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف جدا إسماعيل بن يحيى متروك </ref>
290 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الحسن بن محمد نا إسحاق - يعني الأزرق - نا محمد بن قيس عن محارب بن دثار عن عائشة
« أنها كانت تحت المني من ثوب رسول الله {{صل}} وهو يصلي »
===باب نضح الثوب من المذي إذا خفي موضعه في الثوب===
291 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي نا ابن علية نا محمد بن إسحاق ح وحدثنا محمد بن إبان نا محمد بن أبي عدي عن محمد بن إسحاق أخبرني سعيد بن عبيد بن السباق عن أبيه عن سهل بن حنيف قال:
« كنت ألقى من المذي شدة وعناء وكنت أكثر الاغتسال منه فسألت رسول الله {{صل}} عن ذلك فقال: إنما يجزيك الوضوء قلت فكيف بما يصيب ثوبي منه؟ قال: يكفيك أن تأخذ كفا من ماء تنضح به من ثوبك حيث ترى أنه أصاب »
وقال ابن أبان قال حدثني سعيد بن عبيد بن السباق
قال أبو بكر: حديث سهل بن حنيف أنه سأل النبي {{صل}} عن المذي قال فيه الوضوء قلت: أرأيت بما يصيب ثيابنا؟ قال: يكفيك أن تأخذ كفا من ماء فتنضح به ثوبك حيث ترى أنه أصاب قد أمليته قبل أبواب المذي <ref>قال الأعظمي: إسناده حسن </ref>
===باب ذكر وطء الأذى اليابس بالخف والنعل والدليل على أن ذلك لا يوجب غسل الخف ولا النعل وان تطهيرهما يكون بالمشي على الأرض الطاهرة بعدها===
292 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الحسن بن عبد الله بن منصور الأنطاكي نا محمد بن كثير عن الأوزاعي عن محمد بن عجلان عن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة قال:
« قال رسول الله صلى الله عليه وسم: إذا وطئ أحدكم الأذى بخفه أو نعله فطهورهما التراب »
قال أبو بكر: خبر أبي النصر عن أبي سعيد في قصة النعلين من هذا الباب قد خرجته من كتاب الصلاة <ref>قال ناصر الدين: إسناده حسن </ref>
===باب النهي عن البول في المساجد وتقذيرها===
293 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الله بن هاشم ونا بهز - يعني ابن أسد العمي - نا عكرمة بن عمار نا إسحاق ابن عبد الله بن أبي طلحة عن عمه أنس بن مالك قال:
« كان رسول الله {{صل}} قاعدا في المسجد وأصحابه معه إذ جاء أعرابي فبال في المسجد فقال أصحابه: مه مه فقال النبي {{صل}} لأصحابه: لا تزرموه دعوه ثم دعاه فقال: إن هذا المسجد لا يصلح لشيء من القذر والبول - أو كما قال رسول الله {{صل}} - إنما هو لقراءة القرآن وذكر الله والصلاة فقال النبي {{صل}} لرجل من القوم: قم فأتنا بدلو من الماء فشنه عليه فأتى بدلو من ماء فشنه عليه »
===باب سلت المني من الثوب بالأذخر إذا كان رطبا===
294 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الحسن بن محمد نا معاذ - يعني ابن معاذ العنبري - نا عكرمة بن عمار اليمامي ثنا عبد الله بن عبيد الله بن عمير الليثي قال قالت عائشة:
« كان رسول الله {{صل}} يسلت المني من ثوبه بعرق الإذخر ثم يصلي فيه ويحته من ثوبه يابسا ثم يصلي فيه.
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا أبو الوليد نا عكرمة بن عمار: بمثله غير أنه قال بعرق الادخر عن ثوبه ويصلي فيه قالت: وكان النبي {{صل}} يبصره جافا فيحته ويصلي فيه » <ref>قال الأعظمي: إسناده حسن </ref>
295 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد - يعني ابن يحيى - نا أبو قتيبة نا عكرمة - وهو ابن عمار - نا عبد الله - وهو ابن عبيد بن عمير - عن عائشة قالت
« كان النبي {{صل}} إذا رأى الجنابة في ثوبه جافة فحتها » <ref>قال ناصر الدين: إسناده حسن </ref>
===باب الزجر عن قطع البول على البائل في المسجد قبل الفراغ منه===
والدليل على أن صب دلو من ماء يطهر الأرض وإن لم يحفر موضع البول فينقل ترابه من المسجد على ما زعم بعض العراقيين أذ الله عز وجل أنعم على عباده المؤمنين بأن بعث فيهم نبيه {{صل}} ميسرا لا معسرا
296 - أخبرنا أبو الطاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبده أخبرنا حماد - يعني ابن زيد - نا ثابت عن أنس
« أن أعرابيا بال في المسجد فوثب إليه بعض القوم فقال رسول الله {{صل}}: لا تزرموه ثم دعا بدلو ماء فصبه عليه »
297 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عتبة بن عبد الله اليحمدي أخبرنا ابن المبارك أخبرنا يونس عن الزهري قال أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن أبا هريرة أخبره
« أن أعرابيا بال في المسجد فثار الناس إليه ليمنعوه فقال لهم رسول الله {{صل}}: دعوه أهريقوا على بوله ذنوبا من ماء - أو سجلا من ماء - فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين
298 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء نا سفيان قال حفظته من الزهري قال أخبرني سعيد عن أبي هريرة ح وحدثنا الفضل بن يعقوب بن الجزري نا إبراهيم - يعني ابن صدقة - قال نا سفيان - وهو ابن حصين - عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة ح وحدثنا المخزومي نا سفيان عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة
فذكروا الحديث وفي حديث سفيان بن حصين قال: إن في دينكم يسر <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب استحباب نضح الأرض من ربض الكلاب عليها===
299 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عزير الأيلي أن سلامة بن روح حدثهم عن عقيل قال أخبرني محمد بن مسلم أن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أخبره أن عبد الله بن عباس أخبره أن ميمونة زوج النبي {{صل}} أخبرته
« أن رسول الله {{صل}} أصبح ذات يوم وهو واجم ينكر ما يرى منه فسألته عما أنكرت منه فقال لها: وعدني جبريل أن يلقاني الليلة: فلم أره أما والله ما أخلفني قالت ميمونة: وكان في بيتي جرو كلب تحت نضد لنا فأخرجه رسول الله {{صل}} ثم نضح مكانه بالماء بيده فلما كان الليل لقيه جبريل فقال له رسول الله {{صل}}: وعدتني ثم لم أرك؟ فقال جبريل لرسول الله {{صل}}: إنا لا ندخل بيتا فيه صورة ولا كلب » <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف... لكن الحديث صحيح أخرجه النسائي من وجه آخر 7 / 286 وسنده صحيح وللحديث شواهد </ref>
===باب الدليل على أن مرور الكلاب في المساجد لا يوجب نضحا ولا غسلا===
300 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا إبراهيم بن منقذ بن عبد الله الخولاني حدثنا أيوب بن سويد أخبرنا يونس بن يزيد أخبرني الزهري حدثني حمزة بن عبد الله بن عمر قال:
« كان عمر يقول في المسجد بأعلى صوته: اجتنبوا اللغو في المسجد قال عبد الله بن عمر: كنت أبيت في المسجد في عهد رسول الله {{صل}} وكنت فتى شابا عزبا وكانت الكلاب تبول وتقبل وتدبر في المسجد ولم يكونوا يرشون شيئا من ذلك »
قال أبو بكر: يعني تبول خارج المسجد وتقبل وتدبر في المسجد بعدما بالت <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف أيوب بن سويد سيئ الحفظ وقد رواه أبو داود 382 من طريق صحيح عن يونس به دون قول عمر </ref>
 
=كتاب الصلاة=
==المختصر من المختصر من المسند الصحيح عن النبي {{صل}} على الشرط الذي اشترطنا في كتاب الطهارة==
===باب البدء فرض الصلوات الخمس===
301 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة نا محمد بن بشار بندار نا محمد بن جعفر وابن أبي عدي عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس بن مالك عن مالك بن صعصعة - رجل من قومه -
« أن نبي الله {{صل}} قال: بينما أنا عند البيت بين النائم واليقظان إذ سمعت قائلا يقول: خذ بين الثلاثة فأتيت بطست من ذهب فيها من ماء زمزم قال فشرح صدري إلى كذا وكذا
قال قتادة: قلت ما يعني به؟ قال إلى أسفل بطنه - فاستخرج قلبي فغسل بماء زمزم ثم أعيد مكانه ثم حشي إيمانا وحكمة ثم أتيت بدابة أبيض يقال له: البراق فوق الحمار ودون البغل يقع خطاه أقصى طرفه فحملت عليه ثم انطلقت حتى أتينا السماء الدنيا واستفتح جبريل فقيل: من هذا؟ قال: جبريل قيل: من معك؟ قال: محمد قيل: وبعث إليه؟ قال: نعم ففتح لنا قال: مرحبا به ولنعم المجيء فأتيت على آدم فقلت: يا جبريل من هذا؟ قال: هذا أبوك آدم فسلمت عليه فقال: مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح قال: ثم انطلقنا حتى أتينا إلى السماء الثانية فاستفتح جبريل قيل: من هذا؟ قال: جبريل قيل: ومن معك؟ قال: محمد قيل: وقد بعث إليه؟ قال: نعم ففتح لنا قال: مرحبا به ولنعم المجيئ جاء فأتيت على يحيى وعيسى فقلت: يا جبريل من هذان؟ قال: يحيى وعيسى - قال سعيد: إني حسبت أنه قال في حديثه: ابني الخالة - فسلمت عليهما فقالا مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح قال: ثم انطلقنا حتى انتهينا إلى السماء الثالثة فاستفتح جبريل قيل: من هذا؟ قال: جبريل قيل: ومن معك؟ قال: محمد قال: وقد بعث إليه؟ قال: نعم قال: ففتح لنا وقال: مرحبا به ولنعم المجيئ جاء قال: فأتيت على يوسف فسلمت عليه فقال: مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح ثم انطلقا إلى السماء الرابعة فكان نحو من كلام جبريل وكلامهم فأتيت على إدريس فسلمت عليه فقال: مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ثم انتهينا إلى السماء الخامسة فأتيت على هارون فسلمت عليه فقال: مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ثم انطلقنا إلى السماء السادسة فأتيت على موسى صلى الله عليهم أجمعين فسلمت عليه فقال: مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح فلما جاوزت بكى قال ثم رجعت إلى سدرة المنتهى فحدث نبي الله {{صل}} أن نبقها مثل قلال هجر وورقها مثل آذان الفيلة وحدث نبي الله {{صل}} أنه رأى أربعة أنهار يخرج من أصلها نهران ظاهران ونهران باطنان فقلت: يا جبريل ما هذه الأنهار؟ قال أما النهران الباطنان فنهران في الجنة وأما الظاهران فالنيل والفرات ثم رفع لنا البيت المعمور قلت: يا جبريل ما هذا؟ قال: هذا البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك إذا خرجوا منها لم يعودوا فيه آخر ما عليهم؟؟ قال: ثم أتيت بإنائين أحدهما خمر والآخر لبن يعرضان علي فاخترت اللبن فقيل: أصبت أصاب الله بك أمتك على الفطرة ففرضت علي كل يوم خمسون صلاة فأقبلت بهن حتى أتيت على موسى فقال: بما أمرت قلت: بخمسين صلاة كل يوم قال: إن أمتك لا تطيق ذلك إني قد بلوت بني إسرائيل قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة فارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك فرجعت فخفف عني خمسا فما زلت أختلف بين ربي وبين موسى يحط عني ويقول لي مثل مقالته حتى رجعت بخمس صلوات كل يوم قال: إن أمتك لا تطيق ذلك قد بلوت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة فارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك قال: لقد اختلفت إلى ربي حتى استحييت لكني أرضي وأسلم فنوديت إني قد أجزت - أو أمضيت - فريضتي وخففت عن عبادي وجعلت بكل حسنة عشر أمثالها » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
302 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا عفان بن مسلم نا همام بن يحيى العوذي ثم المحملي قال: سمعت قتادة يحدث عن أنس بن مالك أن مالك بن صعصعة حدثهم « أن النبي {{صل}} حدثهم عن ليلة أسري به فذكر الحديث بطوله
وقال قتادة: فقلت للجارود وهو إلى جنبي: ما يعني به؟ قال من ثغرة نحره إلى شعرته وقد سمعته يقول: من قصته إلى شعرته. فذكر محمد بن يحيى الحديث بطوله
قال أبو بكر: هذه اللفظة دالة على أن قول قتادة في خبر سعيد: فقلت له لم يرد به فقلت لأنس إنما أراد فقلت للجارود <ref>قال ناصر الدين: إسناده صحيح </ref>
 
===باب ذكر فرض الصلوات الخمس من عدد الركعة بلفظ خبر مجمل غير مفسر بلفظ عام مراده خاص===
303 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء العطار نا سفيان قال سمعت الزهري يقول أخبرني عروة بن الزبير أنه سمع عائشة تقول
« إن الصلاة أول ما افترضت ركعتين فأقرت صلاة السفر وأتمت صلاة الحضر » فقلت لعروة: فما لها كانت تتم؟ فقال: إنها تأولت ما تأول عثمان
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا به سعيد بن عبد الرحمن المخزومي حدثنا سفيان بمثله: غير أنه قال في كلها: عن
304 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن معاذ العقدي ثنا أبو عوانة عن بكير بن الأخنس عن مجاهد عن ابن عباس قال:
« فرض الله الصلاة على لسان نبيكم {{صل}} في الحضر أربعا وفي السفر ركعتين وفي الخوف ركعة »
===باب ذكر الخبر المفسر للفظة المجملة التي ذكرتها===
والدليل على أن قولها أن الصلاة أول ما افترضت ركعتان أرادت بعض الصلاة دون جميعها أرادت الصلوات الأربعة دون المغرب وكذلك أرادت - ثم زيد في صلاة الحضر - ثلاث صلوات خلا الفجر والمغرب والدليل على أن قول ابن عباس فرض الله الصلاة على لسان نبيكم في الحضر أربعا إنما أراد خلا الفجر والمغرب وكذلك أرادوا في السفر ركعتين خلا المغرب وهذا من الجنس الذي نقول في كتبنا من ألفاظ العام التي يراد بها الخاص
305 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن نصر المقرئ وعبد الله بن الصباح العطار البصري - قال أحمد أخبرنا - وقال عبد الله حدثنا محبوب بن الحسن نا داود - يعني ابن أبي هند - عن الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت
« فرض صلاة السفر والحضر ركعتين ركعتين فلما أقام رسول الله {{صل}} بالمدينة زيد في صلاة الحضر ركعتان ركعتان وتركت صلاة الفجر لطول القراءة وصلاة المغرب لأنها وتر النهار »
قال أبو بكر: هذا حديث غريب لم يسنده أحد أعلمه غير محبوب بن الحسن رواه أصحاب داود فقالوا عن الشعبي عن عائشة خلا محبوب بن الحسن <ref>قال ناصر الدين: في إسناده ضعف محبوب صدوق فيه لين وقد الفه أصحاب داود فلم يذكروا في إسناده مسروقا فصار الإسناد منقطعا لأن الشعبي لم يسمع من عائشة كما قال الحاكم وغيره </ref>
===باب فرض الصلوات الخمس والدليل على أن لا فرض من الصلاة إلا الخمس وأن كل ما سوى الخمس من الصلاة فتطوع ليس شيء منها فرض إلا الخمس فقط===
306 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن حجر نا إسماعيل - يعني ابن جعفر - نا أبو سهيل - وهو عم مالك بن أنس - عن أبيه عن طلحة بن عبيد الله
« أن أعرابيا جاء إلى النبي {{صل}} وهو ثائر الرأس فقال: يا رسول الله أخبرني ماذا فرض الله علي من الصلاة؟ قال: الصلوات الخمس إلا أن تطوع شيئا قال: أخبرني ماذا فرض الله علي من الزكاة؟ قال: فأخبره رسول الله {{صل}} بشرائع الإسلام قال: والذي أكرمك لا أتطوع شيئا ولا أنقص شيئا مما فرض الله علي فقال رسول الله {{صل}}: أفلح وأبيه إن صدق - أو دخل الجنة وأبيه إن صدق
===باب الدليل على أن إقام الصلاة من الإيمان===
307 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار بندار نا محمد بن جعفر حدثنا شعبة وحدثنا محمد بن بشار نا أبو عامر نا قرة جميعا عن أبي جمرة الضبعي - وهو نصر بن عمران - قال:
« قلت لابن عباس: إن جرة لي أنتبذ فيها فأشرب منه فإذا أطلت الجلوس مع القوم خشيت أن أفتضح من حلاوته قال: قدم وفد عبد القيس على رسول الله {{صل}} فقال: مرحبا بالوفد غير خزايا ولا ندامى فقالوا: يا رسول الله إن بيننا وبينك المشركين من مضر وإنا لا نصل إليك إلا في الأشهر الحرم فحدثنا جملا من الأمر إذا أخذنا عملنا به أو إذا أحدنا عمل به دخل به الجنة وندعو إليه من ورائنا قال: آمركم بأربع وأنهاكم عن أربع: الإيمان بالله وهل تدرون ما الإيمان بالله؟ قالوا: الله ورسوله أعلم قال: شهادة أن لا إله إلا الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وتعطوا الخمس من المغانم وأنهاكم عن النبيذ في الدبا والنقير والحنتم والمزفت »
هذا لفظ حديث قرة بن خالد
===باب ذكر الدليل على أن إقام الصلاة من الإسلام إذ الإيمان والإسلام اسمان بمعنى واحد===
خبر عمر بن الخطاب في مسألة جبريل النبي {{صل}} عن الإسلام قد أمليته في كتاب الطهارة
308 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا روح بن عبادة عن حنظلة قال سمعت عكرمة بن خالد بن العاص يحدث طاوسا
« أن رجلا قال لعبد الله بن عمر: ألا تغزو؟ فقال عبد الله بن عمر: إني سمعت رسول الله {{صل}} يقول: بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام رمضان وحج البيت »
309 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن منصور الرمادي نا أبو النضر نا عاصم - وهو ابن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب - عن أبيه عن ابن عمر
« عن النبي {{صل}} قال: بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان »
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا به محمد بن يحيى نا أحمد بن يونس نا عاصم أخبرني واقد بن محمد بن زيد عن أبيه عن ابن عمر قال: قال رسول الله {{صل}}؛ بمثله.
قال أبو بكر: خرجت طرق هذا الحديث في كتاب الإيمان
===باب في فضائل الصلوات الخمس===
310 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عيسى بن إبراهيم الغافقي المصري نا عبد الله بن وهب عن مخرمة عن أبيه عن عامر ابن سعد بن أبي وقاص قال سمعت سعدا وناسا من أصحاب رسول الله {{صل}} يقولون
« كان رجلان أخوان في عهد رسول الله {{صل}} وكان أحدهما أفضل من الآخر فتوفي الذي هو أفضلهما ثم عمر الآخر بعده أربعين ليلة ثم توفي فذكر لرسول الله {{صل}} فضيلة الأول على الآخر فقال: لم يكن يصلي؟ قالوا: بلى يا رسول الله وكان لا بأس به قال رسول الله {{صل}}: فما يدريكم ماذا بلغت به صلاته إنما مثل الصلاة كمثل نهر جار بباب رجل غمر عذب يقتحم فيه كل يوم خمس مرات فما ترون ذلك يبقى من درنه! لا تدرون ماذا بلغت به صلاته » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
311 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عبد الله بن ميمون بالإسكندرية نا الوليد - يعني ابن مسلم - عن الأوزاعي قال حدثني أبو عمار - وهو شداد بن عبد الله - حدثنا أبو أمامة قال:
« أتى رجل إلى النبي {{صل}} فقال: يا رسول الله إني أصبت حدا فأقمه علي فأعرض عنه وأقيمت الصلاة فصلى رسول الله {{صل}} فلما سلم قال: يا رسول الله إني أصبت حدا فأقمه علي قال: هل توضأت حين أقبلت؟ قال: نعم قال: اذهب فإن الله قد عفى عنك »
===باب ذكر الدليل على أن الحد الذي أصابه السائل فأعلمه {{صل}} أن الله قد عفى عنه بوضوئه وصلاته كان معصية ارتكبها دون الزنا الذي يوجب الحد===
إذ كل ما زجر الله عنه قد يقع عليه اسم حد وليس اسم الحد إنما يقع على ما يوجب جلدا أو رجما أو قطعا فقط قال الله تبارك وتعالى في ذكر المطلقة: { تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه } قال: { تلك حدود الله فلا تقربوها } فكل ما زجر الله عنه فاسم الحد واقع عليه إذ الله عز وجل قد أمر بالوقوف عنده فلا يجاوز ولا يتعدى
312 - أخبرنا الأستاذ أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر أنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني وإسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد قالا: حدثنا المعتمر عن أبيه نا أبو عثمان عن ابن مسعود
« أن رجلا أتى النبي {{صل}}: فذكر له أنه أصاب من امرأة إما قبلة - أو مسا بيد - أو شيئا كأنه يسئل عن كفارتها قال: فأنزل الله عز وجل { وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين } قال فقال الرجل: إلى هذه؟ قال: هي لمن عمل بها من أمتي »
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر قال وحدثناه الصنعاني حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سليمان - وهو التميمي - بهذا الإسناد مثله فقال: أصاب من امرأة قبلة ولم يشك ولم يقل: كأنه يسأل عن كفارتها
313 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي نا وكيع نا إسرائيل عن سماك بن حرب عن إبراهيم عن علقمة والأسود عن عبد الله قال:
« جاء رجل إلى النبي {{صل}} فقال: يا رسول الله إني لقيت امرأة في البستان فضممتها إلي وباشرتها وقبلتها وفعلت بها كل شيء إلا إني لم أجامعها فسكت النبي {{صل}} فنزلت هذه الآية: { إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين } فدعاه النبي {{صل}} فقرأها عليه فقال عمر: يا رسول الله أله خاصة أو للناس كافة؟ فقال لا بل للناس كافة » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب ذكر الدليل على أن الصلوات الخمس إنما تكفر صغائر الذنوب دون كبائرها===
314 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن حجر السعدي نا إسماعيل بن جعفر نا العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب عن أبيه عن أبي هريرة
« أن رسول الله {{صل}} قال: الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة كفارات لما بينهن ما لم تغش الكبائر »
315 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى الصدفي نا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن بن أبي هلال حدثه أن نعيم بن المجمر حدثه أن صهيبا مولى العتواريين حدثه أنه سمع أبا هريرة وأبا سعيد الخدري يخبران
« عن النبي {{صل}} أنه جلس على المنبر ثم قال: والذي نفسي بيده ثلاث مرات ثم يسكت فأكب كل رجل منا يبكي حزينا ليمين رسول الله {{صل}} ثم قال: ما من عبد يأتي بالصلوات الخمس ويصوم رمضان ويجتنب الكبائر السبع إلا فتحت له أبواب الجنة يوم القيامة حتى أنها لتصطفق ثم تلا: { إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم } » <ref>قال الأعظمي: إسناده ضعيف صهيب تفرد نعيم المجمر بالرواية عنه مقبول من الرابعة </ref>
===باب فضيلة السجود وحط الخطايا بها مع رفع درجاتها في الجنة===
316 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو عمار الحسين بن حريث نا الوليد بن مسلم نا الأوزاعي حدثني الوليد بن هشام المعيطي حدثني معدان بن أبي طلحة اليعمري قال:
« لقيت ثوبان مولى رسول الله {{صل}} فقلت له: دلني على عمل ينفعني الله به - أو يدخلني الجنة - قال: فسكت عني ثلاثا ثم التفت إلي فقال: عليك بالسجود فإني سمعت رسول الله {{صل}} يقول: ما من عبد يسجد لله سجدة إلا رفعه الله بها درجة وحط عنه بها خطيئة »
قال أبو عمار: هكذا قال الوليد - يعني سجدة بنصب السين
===باب فضل الصبح وصلاة العصر===
317 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار محمد بن بشار نا يحيى بن سعيد نا إسماعيل نا قيس قال قال جرير بن عبد الله
« كنا جلوسا عند النبي {{صل}} قال: فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها »
318 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا يحيى ويزيد بن هارون قالا: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن أبي بكر بن عمارة بن رويبة عن أبيه قال:
« سمعت رسول الله {{صل}} يقول: من صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها حرمه الله على النار »
وقال رجل من أهل البصرة: وأنا سمعته من رسول الله {{صل}}
319 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبد الضبي نا سفيان بن عيينة عن عبد الملك بن عمير عن عمارة بن رويبة قال:
« قال رسول الله {{صل}}: لن يلج النار من صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها »
320 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه عبد الجبار بن العلاء نا شيبان نا عبد الملك بن عمير قال سمعت عمارة بن رويبة يقول:
« سمعت رسول الله {{صل}} يقول: لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس ولا غروبها »
فجاءه رجل من أهل البصرة فقال: أنت سمعت هذا من رسول الله {{صل}}؟ قال: نعم قال: وأنا أشهد بأنك سمعته
===باب ذكر اجتماع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر وصلاة والعصر جميعا ودعاء الملائكة لمن شهد الصلاتين جميعا===
321 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يوسف بن موسى نا جرير عن ا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال:
« قال رسول الله {{صل}}: إن لله ملائكة يتعاقبون فيكم فإذا كانت صلاة الفجر نزلت ملائكة النهار فشهدوا معكم الصلاة جميعا ثم صعدت ملائكة الليل ومكثت معكم ملائكة النهار فيسألهم ربهم - وهو أعلم بهم - ما تركتم عبادي يصنعون؟ قال ن فيقولون: جئنا وهم يصلون وتركناهم يصلون فإذا كان صلاة العصر نزلت ملائكة الليل فشهدوا معكم الصلاة جميعا ثم صعدت ملائكة النهار ومكث معكم ملائكة الليل قال: فيسألهم ربهم - وهو أعلم بهم - فيقول: ما تركتم عبادي يصنعون؟ قال فيقولون: جئنا وهم يصلون وتركناهم وهم يصلون قال: فحسبت أنهم يقولون: فاغفر لهم يوم الدين »
322 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه يحيى بن حكيم نا يحيى بن حماد نا أبو عوانة عن سليمان - وهو الأعمش - عن أبي صالح عن أبي هريرة
« عن النبي {{صل}} قال: يجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر وصلاة العصر فيجتمعون في صلاة الفجر فتصعد ملائكة الليل وتثبت ملائكة النهار ويجتمعون في صلاة العصر فتصعد ملائكة النهار وتثبت ملائكة الليل فيسألهم ربهم كيف تركتم عبادي؟ فيقولون أتيناهم وهم يصلون وتركناهم وهم يصلون فاغفر لهم يوم الدين »
===باب ذكر مواقيت الصلاة الخمس===
323 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم والحسن بن محمد وعلي بن الحسين بن إبراهيم بن الحسين وأحمد بن سنان الواسطي وموسى بن خاقان البغدادي قالوا: حدثنا إسحاق - وهو ابن يوسف الأزرق - وهذا حديث الدورقي نا سفيان الثوري عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال:
« أتى النبي {{صل}} رجل فسأله عن وقت الصلوات فقال: صل معنا فلما زالت الشمس صلى رسول الله {{صل}} الظهر وقال: وصلى العصر والشمس مرتفعة نقية وصلى المغرب حين غربت الشمس وصلى العشاء حين غاب الشفق وصلى الفجر بغلس فلما كان من الغد أمر بلالا فأذن الظهر فأبرد بها فأنعم أن يبرد بها وأمره فأقام العصر والشمس حية أخر فوق الذي كان وأمره فأقام المغرب قبل أن يغيب الشفق وأمره فأقام العشاء بعد ما ذهب ثلث الليل وأمره فأقام الفجر فأسفر بها ثم قال: أين السائل عن وقت الصلاة؟ قال: أنا يا رسول الله قال: وقت صلاتكم بين ما رأيتم »
قال أبو بكر: لم أجد في كتابي عن الزعفراني: المغرب في اليوم الثاني
324 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا حرمي بن عمارة حدثنا شعبة عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه عن النبي {{صل}} في المواقيت.
لم يزدنا بندار على هذا. قال بندار فذكرته لأبي داود فقال: صاحب هذا الحديث ينبغي أن يكبر عليه قال بندار: فمحوته من كتابي. قال أبو بكر: ينبغي أن يكبر على أبي داود حيث غلط وأن يضرب بندار عشرة حيث محا هذا الحديث من كتابه. حديث صحيح على ما رواه الثوري أيضا عن علقمة غلط أبو داود وغير بندار هذا حديث صحيح رواه الثوري أيضا عن علقمة.
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بخبر حرمي بن عمارة محمد بن يحيى قال نا علي بن عبد الله نا حرمي بن عمارة عن شعبة؛ بالحديث تمامه
قال أبو بكر: هذا الخبر راد على زعم العراقيين أن المقر عند الحاكم أن لفلان عليه ما بين درهم إلى عشرة دراهم أن عليه ثمانية دراهم فجعلوا هذا المحال من المقال بابا طويلا فرعوا مسائل على هذا الخطأ وقود مقالتهم يوجب أن جبريل صلى بالنبي {{صل}} في اليومين والليلتين الصلوات الخمس في غير مواقيتها لأن قود مقالتهم أن أوقات الصلاة ما بين الوقت الأول والوقت الثاني وأن الوقت الأول والثاني خارجان من وقت الصلاة كزعمهم أن الدرهم والعشرة خارجان مما أقر به المقر وأن الثمانية هو بين درهم إلى عشرة قد أمليت مسألة طويلة من هذا الجنس.
===باب ذكر الدليل على أن فرض الصلاة كان على الأنبياء قبل محمد {{صل}} كان خمس صلوات كما هي على النبي {{صل}} وأمته وأن أوقات صلواتهم كانت أوقات النبي محمد {{صل}} وأمته===
325 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة الضبي أخبرنا مغيرة - يعني ابن عبد الرحمن - عن عبد الرحمن بن الحارث ابن عبد الله - وهو ابن عياش بن أبي ربيعة الزرقي - ح وحدثنا بندار نا أبو أحمد نا سفيان ح وحدثنا سلم بن جنادة نا وكيع عن سفيان عن عبد الرحمن بن الحارث بن عياش بن أبي ربيعة قال وكيع: عن الزرقي عن حكيم بن عباد بن سهل بن حنيف عن نافع بن جبير عن ابن عباس قال:
« قال رسول الله {{صل}}: أمني جبريل عند البيت مرتين فصلى بي الظهر حين مالت الشمس قدر الشراك وصلى بي العصر حين كان ضل كل شيء مثله وصلى بي المغرب حين أفطر الصائم وصلى بي العشاء حين غاب الشفق وصلى بي الفجر حين حرم الطعام والشراب على الصائم وصلى بي الغد الظهر حين كان ظل كل شيء مثله وصلى بي العصر حين كان ظل كل شيء مثليه وصلى بي المغرب حين أفطر الصائم وصلى بي العشاء حين مضى ثلث الليل وصلى بي الغداة بعد ما أسفر ثم التفت إلي فقال: يا محمد: الوقت فيما بين هذين الوقتين هذا وقتك ووقت الأنبياء قبلك »
هذا لفظ حديث أحمد بن عبدة
وفي حديث وكيع: حكيم بن حكيم بن عباد بن حنيف
يزداد كلام الإمام رحمه الله في آخر الباب الذي تقدمه إلى آخر هذا الباب إن شاء الله <ref>قال الأعظمي: إسناده حسن </ref>
===باب ذكر وقت الصلاة للمعذور===
326 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر بندار بن بشار نا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن أبي أيوب عن عبد الله ابن عمرو
« أن نبي الله {{صل}} قال: إذا صليتم الصبح فهو وقت إلى أن يطلع قرن الشمس الأول فإذا صليتم الظهر فهو وقت إلى أن تصلوا العصر فإذا صليتم العصر فهو وقت إلى أن تصفر الشمس فإذا غابت الشمس فهو وقت إلى أن يغيب الشفق فإذا غاب الشفق فهو وقت إلى نصف الليل »
===باب اختيار الصلاة في أول وقتها يذكر خبر لفظه لفظ عام مراده خاص===
327 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار بن بشار ثنا عثمان بن عمر نا مالك بن مغول عن الوليد بن العيزار عن أبي عمرو الشيباني عن عبد الله بن مسعود قال:
« سألت رسول الله {{صل}} أي العمل أفضل؟ قال: الصلاة في أول وقتها »
===باب ذكر الدليل على أن النبي {{صل}} إنما أراد بقوله: الصلاة في أول وقتها بعض الصلاة دون جميعها وبعض الأوقات دون جميع الأوقات إذ قد أخبر النبي {{صل}} بتبريد الظهر في شدة الحر وقد أعلم أن لولا ضعف الضعيف وسقم السقيم لأخر صلاة العشاء الآخرة إلى شطر الليل===
328 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار بن بشار نا محمد بن جعفر نا شعبة عن المهاجر أبي الحسن أنه سمع زيد بن وهب يحدثه عن أبي ذر قال:
« أذن مؤذن رسول الله {{صل}} الظهر فقال النبي {{صل}}: أبرد أبرد - أو قال: انتظر انتظر - فقال: إن شدة الحر من فيح جهنم فإذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة »
قال أبو ذر: حتى رأينا فيء التلول.
329 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء عن سعيد بن عبد الرحمن المخزومي وأحمد بن عبدة الضبي قالوا حدثنا سفيان عن الزهري عن سعيد - وهو ابن المسيب - عن أبي هريرة
« أن النبي {{صل}} قال: إذا اشتد الحر فأبردوا عن الصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم »
330 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار بن بشار ثنا عبد الوهاب - يعني الثقفي - نا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر
« عن النبي {{صل}} قال: إن شدة الحر من فيح جهنم فأبردوا الصلاة في شدة الحر »
331 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا القاسم بن محمد بن عباد المهلبي نا عبد الله - يعني ابن داود الخريبي - عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها
« أن رسول الله {{صل}} قال: أبردوا الظهر في الحر » <ref>قال ناصر الدين: إسناده صحيح رجاله ثقات رجال البخاري غير المهلبي وهو ثقة</ref>
===باب استحباب تعجيل صلاة العصر===
332 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء نا سفيان قال: حفظناه من الزهري قال أخبرني عروة عن عائشة ح وحدثنا أحمد بن عبدة الضبي وسعيد بن عبد الرحمن بن المخزومي قالا حدثنا سفيان عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها
« أن النبي {{صل}} كان يصلي العصر والشمس طالعة في حجرتي لم يظهر الفيء بعد »
قال أحمد: في حجرتها.
قال أبو بكر: الظهور عند العرب يكون على معنيين أحدهما أن يظهر الشيء حتى يرى ويتبين فلا خفاء والثاني أن يغلب الشيء على الشيء كما يقول العرب ظهر فلان على فلان وظهر جيش فلان على جيش فلان أي غلبهم فمعنى قولها: لم يظهر الفيء بعد: أي لم يتغلب الفيء على الشمس في حجرتها أي لم يكن الظل في الحجرة أكثر من الشمس حين صلاة العصر.
===باب ذكر التغليظ في تأخير صلاة العصر إلى اصفرار الشمس===
والدليل على أن قوله {{صل}} في خبر عبد الله بن عمرو: فإذا صليتم العصر فهو وقت إلى أن تصفر الشمس إنما أراد وقت العذر والضرورة والناسي لصلاة العصر فيذكرها قبل اصفرار الشمس أو عنده وكذلك أراد النبي {{صل}} من أدرك من العصر ركعة قبل غروب الشمس فقد أدركها وقت العذر والضرورة والناسي لصلاة العصر حين يذكرها وقتا يمكنه أن يصلي ركعة منها قبل غروب الشمس لا انه أباح للمصلي في غير العذر والضرورة - وهو ذاكر لصلاة العصر - أن يؤخرها حتى يصلي عند اصفرار الشمس أو ركعة قبل الغروب وثلاثا بعده
333 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن حجر السعدي حدثنا إسماعيل - يعني ابن جعفر - حدثنا العلاء بن عبد الرحمن ابن يعقوب
« أنه دخل على أنس بن مالك في داره بالبصرة حتى انصرف من الظهر قال: وداره بجنب المسجد فلما دخلنا عليه قال: صليتم العصر؟ قلنا له: إنما انصرفنا الساعة من الظهر قال: فصلوا العصر: فقمنا فصلينا فلما انصرفنا قال سمعت رسول الله {{صل}} يقول: تلك صلاة المنافق يجلس يرقب الشمس حتى إذا كانت بين قرني الشيطان قام فنقرها أربعا لا يذكر الله فيها إلا قليلا »
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى نا ابن وهب أن مالكا حدثه عن العلاء بن عبد الرحمن - بهذا نحوه
334 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عبد الله بن بزيع نا عبد الرحمن بن عثمان البكراوي أبو بحر نا شعبة نا العلاء بن عبد الرحمن - يعني ابن يعقوب - عن أنس بن مالك أن رسول الله {{صل}} قال قال وسمعت أبا موسى محمد بن المثنى يقول وجدت في كتابي بخط يدي فيما نسخت من كتاب عن جعفر قال نا شعبة قال سمعت العلاء ابن عبد الرحمن يحدث عن أنس بن مالك
« أن رسول الله {{صل}} قال: إن تلك صلاة المنافق ينتظر حتى إذا اصفرت الشمس وكانت بين قرني الشيطان - أو على قرني الشيطان - قام فنقرها أربعا لا يذكر الله فيها إلا قليلا »
هذا لفظ حديث أبي موسى
وقال ابن بزيع: بين قرني شيطان أو في قرني شيطان وقال قال شعبة: نقرها أربعا لا يذكر الله فيها إلا قليلا
===باب التغليظ في تأخير صلاة العصر من غير ضرورة===
335 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء نا سفيان نا الزهري ح وحدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي وأحمد بن عبدة قالا حدثنا سفيان عن الزهري عن سالم عن أبيه
« عن النبي {{صل}} قال: الذي تفوته صلاة العصر كأنما وتر أهله وماله »
قال مالك: تفسيره ذهاب الوقت
===باب الأمر بتكبير صلاة العصر في يوم الغيم والتغليظ في ترك صلاة العصر===
336 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة الضبي أخبرنا أبو داود نا هشام عن يحيى بن أبي كثير أن أبا قلابة حدثه أن أبا المليح الهذلي حدثه قال:
« كنا مع بريدة الأسلمي في غزوة في يوم غيم فقال بكروا بالصلاة فإن رسول الله {{صل}} قال: من ترك صلاة العصر أحبط عمله »
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الحسين بن حريث أبو عمار نا النضر بن شميل عن هشام صاحب الدستوائي عن يحيى عن أبي قلابة: بهذا مثله غير أنه قال: فقد حبط عمله
===باب استحباب تعجيل صلاة المغرب===
337 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا عبيد الله بن عبد المجيد عن ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن القعقاع بن حكيم عن جابر بن عبد الله قال:
« كنا نصلي مع النبي {{صل}} المغرب ثم نأتي بني سلمة فنبصر مواقع النبل » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
338 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي نا يحيى بن إسحاق حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس
« أنهم كانوا يصلون المغرب مع رسول الله {{صل}} ثم يرجعون فيرى أحدهم مواقع نبله » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب التغليظ في تأخير صلاة المغرب وإعلام النبي {{صل}} أمته أنهم لا يزالون بخير ثابتين على الفطرة ما لم يؤخروها إلى اشتباك النجوم===
339 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ومؤمل بن هشام اليشكري قالا حدثنا ابن علية عن محمد ابن إسحاق ح وحدثنا الفضل بن يعقوب الجزري نا عبد الأعلى عن محمد بن إسحاق حدثني يزيد بن أبي حبيب عن مرثد بن عبد الله اليزني قال:
« قدم علينا أبو أيوب غازيا وعقبة بن عامر يومئذ على مصر فأخر المغرب فقام إليه أبو أيوب فقال: ما هذه الصلاة يا عقبة؟ فقال: شغلنا فقال أما والله ما بي إلا أن يظن الناس إنك رأيت رسول الله {{صل}} يصنع هكذا سمعت رسول الله {{صل}} يقول: لا تزال أمتي بخير - أو على الفطرة - ما لم يؤخروا المغرب حتى تشتبك النجوم »
هذا لفظ حديث الدورقي. وقال المؤمل والفضل بن يعقوب أما سمعت رسول الله {{صل}} يقول: لا تزال أمتي
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن موسى الحرشي نا زياد بن عبد الله نا محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب:
فذكر الحديث وقال أما سمعت رسول الله {{صل}} يقول: لا تزال أمتي بخير - أو على الفطرة - ما لم يؤخروا المغرب حتى تشتبك النجوم قال: بلى <ref>قال الأعظمي: إسناده حسن </ref>
340 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو زرعة نا إبراهيم بن موسى نا عباد بن العوام عن عمر بن إبراهيم عن قتادة عن الحسن عن الأحنف بن قيس عن العباس بن عبد المطلب
« عن النبي {{صل}} قال: لا يزال أمتي على الفطر ما لم يؤخروا المغرب حتى تشتبك النجوم »
قال أبو بكر: في قوله لا تزال أمتي بخير ما لم يؤخروا المغرب حتى تشتبك النجوم دلالة على أن قوله في خبر عبد الله بن عمرو بن العاص: ووقت المغرب ما لم يسقط تور الشفق إنما أراد وقت العذر والضرورة لا أن يعتمد تأخير صلاة المغرب إلى أن تقرب غيبوبة الشفق لأن إشتباك النجوم يكون قبل غيبوبة الشفق بوقت طويل يمكن أن يصلي بعد إشتباك النجوم قبل غيبوبة الشفق ركعات كثيرة أكثر من أربع ركعات <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف عمر بن إبراهيم هو العبدي البصري صدوق في حديثه عن قتادة ضعف لكن الحديث قوي بما قبله </ref>
===باب النهي عن تسمية صلاة المغرب عشاء: إذ العامة أو كثير منهم يسمونها عشاء===
341 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث العنبري حدثني أبي حدثني الحسين قال قال ابن بريدة نا عبد الله المزني
« أن رسول الله {{صل}} قال: لا يغلبنكم الأعراب على اسم صلاة المغرب قال ويقول الأعراب: هي العشاء »
قال أبو بكر: عبد الله المزني هو عبد الله بن المغفل.
===باب استحباب تأخير صلاة العشاء إذا لم يخف المرء الرقاد قبلها ولم يخف الإمام ضعف الضعيف وسقم السقيم فتفوتهم الجماعة لتأخير الإمام الصلاة أو يشق عليهم حضور الجماعة إذا أخر صلاة العشاء===
342 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء العطار نا سفيان عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس ونا أحمد بن عبدة أخبرنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار وابن جريج عن عطاء عن ابن عباس ونا عبد الجبار مرة قال: حدثنا سفيان عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس وعمرو عن عطاء عن ابن عباس
« أن رسول الله {{صل}} أخر صلاة العشاء ذات ليلة فخرج عمر فقال: الصلاة يا رسول الله! رقد النساء والولدان فخرج رسول الله {{صل}} والماء يقطر عن رأسه وهو يمسحه عن شقيه وهو يقول: لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم أن يصلوا هذه الساعة وقال أحدهما: انه الوقت لولا أن أشق على أمتي »
هذا لفظ حديث عبد الجبار حين جمع الحديث عن ابن جريج وعمرو بن دينار وقال لما أفرد خبر ابن جريج: أنه الوقت لولا أن أشق على أمتي وقال أحمد بن عبدة: لو لا أن أشق على المؤمنين لأمرتهم أن يصلوا هذه الصلاة هذه الساعة.
343 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن رافع نا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن سالم عن بن عمر قال:
« أعتم رسول الله {{صل}} بالعشاء ذات ليلة فناداه عمر فقال: نام النساء والصبيان فخرج إليهم فقال: ما ينتظر هذه الصلاة أحد من أهل الأرض غيركم »
قال الزهري: ولم يكن يصلي يومئذ إلا من بالمدينة <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
344 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يوسف بن موسى نا جرير عن منصور عن الحكم عن نافع عن ابن عمر قال:
« كنا ذات ليلة ننتظر رسول الله {{صل}} لصلاة العشاء الآخرة فخرج إلينا حتى ذهب ثلث الليل ولا ندري أي شيء شغله في أهله أو غير ذلك فقال حين خرج: إنكم لتنتظرون صلاة ما ينتظرها أهل دين غيركم ولولا أن يثقل على أمتي لصليت بهم هذه الساعة ثم أمر المؤذن فأقام الصلاة فصلى »
345 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار ونا ابن أبي عدي عن داود ح وحدثنا عمران بن موسى الفزار نا عبد الوارث نا داود ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد نا عبد الأعلى عن داود عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال:
« انتظرنا رسول الله {{صل}} لصلاة العشاء حتى ذهب من شطر الليل ثم جاء فصلى بنا ثم قال: خذوا مقاعدكم فإن الناس قد أخذوا مضاجعهم فإنكم لن تزالوا في صلاة منذ انتظرتموها ولولا ضعف الضعيف وسقم السقيم وحاجة ذي الحاجة لأخرت هذه الصلاة إلى شطر الليل »
هذا حديث بندار <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب كراهية النوم قبل صلاة العشاء والحديث بعدها بذكر خبر مجمل غير مفسر===
346 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا يحيى بن سعيد نا عوف ح وحدثنا بندار نا محمد بن جعفر وعبد الوهاب عن عوف ح وحدثنا أحمد بن منيع حدثنا هشيم وعباد بن عباد وابن علية قالوا: حدثنا عوف عن سيار بن سلامة عن أبي برزة قال:
« كان رسول الله {{صل}} يكره النوم قبل العشاء والحديث بعدها »
هذا حديث أحمد بن منيع. وفي حديث يحيى بن سعيد قال حدثنا سيار بن سلامة أبو المنهال قال: دخلت مع أبي على أبي برزة الأسلمي فسأله أبي كيف كان رسول الله {{صل}} يصلي المكتوبة؟ قال: كان يستحب أن يؤخر العشاء التي تدعونها العتمة وكان يكره النوم قبلها والحديث بعدها.
وفي حديث محمد بن جعفر وعبد الوهاب عن أبي المنهال ومتن حديثهما مثل متن حديث يحيى.
===باب ذكر الخبر الدال على الرخصة في النوم قبل العشاء إذا أخرت الصلاة وفيه ما دل على أن كراهة النبي {{صل}} النوم قبلها إذا لم تؤخر===
347 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن رافع نا عبد الرزاق أخبرنا ابن جريج أخبرني نافع حدثنا عبد الله بن عمر ح وحدثنا محمد بن الحسن بن تسنيم نا محمد بن بكر - يعني البرساني - أخبرنا ابن جريج أخبرني نافع عن ابن عمر
« أن النبي {{صل}} شغل ذات ليلة عن صلاة العتمة حتى رقدنا ثم استيقظنا ثم رقدنا ثم استيقظنا ثم خرج فقال: ليس ينتظر أحد من أهل الأرض هذه الصلاة غيركم »
هذا حديث محمد بن بكر. وقال ابن رافع: حتى رقدنا في المسجد. وفي خبر ابن عباس فخرج عمر فقال: يا رسول الله! الصلاة رقد النساء والولدان.
348 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن معمر القيسي نا أبو عاصم عن ابن جريج ح وحدثنا محمد بن الحسن بن تسنيم نا محمد بن بكر أنا ابن جريج ح وحدثنا أحمد بن منصور الرمادي نا حجاج بن محمد وعبد الرزاق جميعا عن ابن جريج وقال حجاج قال ابن جريج أخبرني المغيرة بن حكيم أن أم كلثوم بنت أبي بكر أخبرته عن عائشة رضي الله عنها
« أن رسول الله {{صل}} أعتم ذات ليلة حتى ذهب عامة الليل وحتى نام أهل المسجد فخرج فصلى وقال: إنه وقتها لولا أن أشق على أمتي »
وفي خبر أبي عاصم ومحمد بن بكر قال حدثني المغيرة بن حكيم
قال أبو بكر: والنبي {{صل}} لما أخر صلاة العشاء الآخرة حتى نام أهل المسجد لم يزجرهم عن النوم لما خرج عليهم ولو كان نومهم قبل صلاة العشاء لما أخر النبي {{صل}} الصلاة مكروها لأشبه أن يزجرهم النبي {{صل}} عن فعلهم ويوبخهم على فعل ما لم يكن لهم فعله
وفي خبر عطاء عن جابر بن عبد الله عن النبي {{صل}} في المواقيت قال في وقت صلاة العشاء الآخرة في الليلة الثانية فنمنا ثم قمنا ثم نمنا ثم قمنا ثم نمنا مرارا <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب كراهة تسمية صلاة العشاء عتمة===
349 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي قالا حدثنا سفيان عن ابن أبي لبيد عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن ابن عمر قال:
« سمعت رسول الله {{صل}} يقول: لا يغلبنكم الأعراب على اسم صلاتكم إنهم يعتمون على الإبل إنها صلاة العشاء »
350 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء والمخزومي وأحمد بن عبدة قال أحمد: أخبرنا وقال الآخران: حدثنا سفيان عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت
« كن - نساء المؤمنات - يصلين مع رسول الله {{صل}} صلاة الصبح ثم يخرجن متلفعات بمروطهن ما يعرفن »
زاد أحمد: ثم ذكر الغلس
351 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي أخبرنا ابن علية أنا عبد العزيز بن صهيب عن أنس
« أن رسول الله {{صل}} غزا خيبر قال: فصلينا عندها صلاة الغداة بغلس » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
352 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الربيع بن سليمان المرادي نا ابن وهب أخبرني أسامة بن زيد أن ابن شهاب أخبره
« أن عمر بن عبد العزيز كان قاعدا على المنبر فأخر الصلاة شيئا فقال عروة بن الزبير أما إن جبريل قد أخبر محمدا {{صل}} بوقت الصلاة فقال له عمر: اعلم ما تقول فقال عروة: سمعت بشير بن أبي مسعود يقول سمعت أبا مسعود الأنصاري يقول سمعت رسول الله {{صل}} يقول: نزل جبريل فأخبرني بوقت الصلاة فصليت معه ثم صليت معه ثم صليت معه ثم صليت معه فحسب بأصابعه خمس صلوات ورأيت رسول الله {{صل}} يصلي الظهر حين تزول الشمس وربما أخرها حين يشتد الحر ورأيته يصلي العصر والشمس مرتفعة بيضاء قبل أن تدخلها الصفرة فينصرف الرجل من الصلاة فيأتي ذا الحليفة قبل غروب الشمس ويصلي المغرب حين تسقط الشمس ويصلي العشاء حين يسود الأفق وربما أخرها حتى يجتمع الناس وصلى الصبح مرة بغلس ثم صلى مرة أخرى فاسفر بها ثم كانت صلاته بعد ذلك بالغلس حتى مات {{صل}} ثم لم يعد إلى أن يسفر »
قال أبو بكر: هذه الزيادة لم يقلها أحد غير أسامة بن زيد في هذا الخبر كله دلالة على أن الشفق البياض لا الحمرة لأن في الخبر: ويصلي العشاء حين يسود الأفق وإنما يكون اسوداد الأفق بعد ذهاب البياض الذي يكون بعد سقوط الحمرة لأن الحمرة إذا سقطت مكث البياض بعده ثم يذهب البياض فيسود الأفق.
وفي خبر سليمان بن موسى عن عطاء بن أبي رباح عن جابر بن عبد الله عن النبي {{صل}} ثم أذن بلال العشاء حين ذهب بياض النهار فأمره النبي {{صل}} فأقام الصلاة فصلى <ref>قال ناصر الدين: أسامة بن زيد هو الليثي فيه ضعف </ref>
353 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى وأحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي: قالا حدثنا عمرو بن أبي سلمة نا صدقة بن عبد الله الدمشقي عن أبي وهب - وهو عبيد الله بن عبيد الكلاعي - عن سليمان بن موسى عن عطاء بن أبي رباح عن جابر بن عبد الله
« أن رجلا أتى النبي {{صل}} فسأله عن وقت الصلاة فذكر الحديث بطوله في مواقيت الصلاة في اليومين والليلتين وقال في الليلة الأولى: ثم أذن بلال العشاء حين ذهب بياض النهار وأمره النبي {{صل}} فأقام الصلاة فصلى وقال في الليلة الثانية: ثم أذن بلال العشاء حين ذهب بياض النهار فأخرها النبي {{صل}} فنمنا ثم نمنا مرارا ثم خرج رسول الله {{صل}} فقال: إن الناس قد صلوا ورقدوا وإنكم لم تزالوا في صلاة منذ انتظرتم الصلاة »
ثم ذكر الحديث بطوله
354 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عمار بن خالد الواسطي نا محمد - وهو ابن يزيد وهو الواسطي - عن شعبة عن قتادة عن أبي أيوب عن عبد الله بن عمرو قال:
« قال رسول الله {{صل}}: وقت الظهر إلى العصر ووقت العصر إلى اصفرار الشمس ووقت المغرب إلى أن تذهب حمرة الشفق ووقت العشاء إلى نصف الليل ووقت صلاة الصبح إلى طلوع الشمس »
قال أبو بكر: فلو صحت هذه اللفظة في هذا الخبر لكان في هذا الخبر أن الشفق الحمرة إلا أن هذه اللفظة تفرد بها محمد بن يزيد إن كانت حفظت عنه وإنما قال أصحاب شعبة في هذا الخبر: ثور الشفق مكان ما قال محمد بن يزيد حمرة: الشفق
أحبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار وأبو موسى قالا: حدثنا محمد - وهو ابن جعفر - نا شعبة قال: سمعت قتادة قال: سمعت أبا أيوب الأزدي عن عبد الله بن عمر فذكر الحديث وقالا في الخبر:
ووقت المغرب ما لم يسقط ثور الشفق ولم يرفعاه <ref>قال الأعظمي: محمد بن يزيد الواسطي ثقة ثبت عابد </ref>
355 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن لبيد أخبرني عقبة قال حدثنا أبو داود نا شعبة عن قتادة عن أبي أيوب عن عبد الله بن عمرو قال شعبة - رفعه مرة وقال بندار بمثل حديث الأول
ورواه أيضا هشام الدستوائي عن قتادة ورفعه قد أمليته قبل وقال: إلى أن يغيب الشفق ولم يقل: ثور ولا حمرة
ورواه أيضا سعيد بن أبي عروبة ولم يرفعه ولم يذكر الحمرة
وكذلك رواه ابن أبي عدي عن شعبة موقوفا ولم يذكر الحمرة عن شعبة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر قال ثنا بهما أبو موسى نا ابن أبي عدي عن شعبة ح وحدثنا أيضا أبو موسى نا ابن أبي عدي عن سعيد كليهما عن قتادة فهذا الحديث موقوفا ليس فيه ذكر الحمرة قال أبو بكر: والواجب في النظر إذا لم يثبت عن النبي {{صل}} أن الشفق هو الحمرة وثبت عن النبي {{صل}} أن أول وقت العشاء إذا غاب الشفق أن لا يصلي العشاء حتى يذهب بياض الأفق لأن ما يكون معدوما فهو معدوم حتى يعدم كونه بيقين فما لم يعلم بيقين أن وقت الصلاة قد دخل لم تجب الصلاة ولم يجز أن يؤدي الفرض قد وجب فإذا غابت الحمرة والبياض قائم لم يغب فدخول وقت صلاة العشاء شك لا يقين لأن العلماء قد اختلفوا في الشفق قال بعضهم: الحمرة وقال بعضهم: البياض ولم يثبت علميا عن النبي {{صل}} أن الشفق الحمرة وما يتفق المسلمون عليه فغير واجب فرض الصلاة إلا أن يوجب الله أو رسوله أو المسلمون في وقت فإذا كان البياض قائما في الأفق وقد اختلف العلماء بإيجاب فرض صلاة العشاء ولم يثبت عن النبي {{صل}} خبر إيجاب فرض الصلاة في ذلك الوقت فإذا ذهب بياض واسود فقد اتفق العلماء على إيجاب فرض صلاة العشاء فجائز في ذلك الوقت أداء فرض تلك الصلاة والله أعلم بصحة هذه اللفظة التي ذكرت في حديث عبد الله بن عمرو
===باب ذكر بيان الفجر الذي يجوز صلاة الصبح بعد طلوعه إذ الفجر هنا فجران طلوع أحدهما بالليل وطلوع الثاني يكون بطلوع النهار===
356 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن علي بن محرز - أصله بغدادي - بالفسطاط نا أبو أحمد الزبيري نا سفيان عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس
« أن رسول الله {{صل}} قال: الفجر فجران فجر يحرم فيه الطعام ويحل فيه الصلاة وفجر يحرم فيه الصلاة ويحل فيه الطعام »
قال أبو بكر: في هذا الخبر دلالة على أن صلاة الفرض لا يجوز أداؤها قبل دخول وقتها
قال أبو بكر: قوله فجر يحرم فيه الطعام يريد: على الصائم ويحل فيه الصلاة يريد: صلاة الصبح وفجر يحرم فيه الصلاة يريد: صلاة الصبح إذا طلع الفجر الأول لم يحل أن يصلي في ذلك الوقت صلاة الصبح لأن الفجر الأول يكون بالليل ولم يرد أنه لا يجوز أن يتطوع بالصلاة بعد طلوع الفجر الأول وقوله: ويحل فيه الطعام يريد لمن يريد الصيام قال أبو بكر: لم يرفعه في الدنيا غير أبي أحمد الزبيري <ref>قال الأعظمي: لم يرفعه غير أبي أحمد الزبيري عن الثوري عن ابن جريج ووقفه الفريابي وغيره عن الثوري ووقفه أصحاب ابن جريج أيضا لكن له شاهد صحيح عند الحاكم 1 / 191 من رواية جابر </ref>
===باب فضل انتظار الصلاة والجلوس في المسجد وذكر دعاء الملائكة لمنتظر الصلاة الجالس في المسجد===
357 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بك ر نا أبو موسى محمد بن المثنى حدثني الضحاك بن مخلد أخبرنا سفيان حدثني عبد الله بن أبي بكر عن سعيد بن المسيب عن أبي سعيد الخدري قال:
« قال رسول الله {{صل}}: ألا أدلكم على ما يكفر الله به الخطايا ويزيد في الحسنات؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: إسباغ الوضوء في المكاره وانتظار الصلاة بعد الصلاة ما منكم من رجل يخرج من بيته فيصلي مع الإمام ثم يجلس ينتظر الصلاة الأخرى إلا والملائكة تقول: اللهم اغفر له اللهم ارحمه » ثم ذكر الحديث
قال أبو بكر: لم يرو هذا الحديث إلا أبو عاصم
358 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا يحيى أخبرنا عبيد الله بن عمر حدثني خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة
« عن النبي {{صل}} قال: سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله الإمام العادل وشاب نشأ في عبادة الله ورجل قلبه معلق في المساجد ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ورجل طلبته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ورجل تصدق بصدقة أخفاها لا تعلم يمينه ما تنفق شماله ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه »
قال لنا بندار مرة: امرأة ذات حسب وجمال فقال إني
قال أبو بكر: هذه اللفظة لا تعلم يمينه ما تنفق شماله قد خولف فيها يحيى بن سعيد فقال من روى هذا الخبر غير يحيى: لا يعلم شماله ما ينفق يمينه <ref>قال ناصر الدين: قوله " لا تعلم يمينه.... " [[مقلوب]] والصواب " لا تعلم شماله... " وبهذا اللفظ أخرجه البخاري </ref>
359 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا يحيى بن سعيد نا ابن عجلان عن سعيد بن أبي سعيد عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة
« عن النبي {{صل}} قال: ما من رجل كان يوطن المساجد فشغله أمر أو علة ثم عاد إلى ما كان إلا تبشبش الله إليه كما يتبشبش أهل الغائب بغائبهم إذا قدم » <ref>قال الأعظمي: إسناده حسن </ref>
===باب ذكر الدليل على أن الشيء قد يشبه بالشيء إذا اشتبه في بعض المعاني لا في جميعها===
إذ النبي {{صل}} قد أعلم أن العبد لا يزال في صلاة ما دام في مصلاة ينتظرها وإنما اراد النبي {{صل}}: أنه لا يزال في صلاة أي أن له أجر المصلي لا أنه في صلاة في جميع أحكامه إذ لو كان منتظر الصلاة في صلاة في جميع أحكامه لما جاز لمنتظر الصلاة في ذلك الوقت أن يتكلم بما يقطع عليه صلاته لو تكلم به في الصلاة لما جاز له أن يولي وجهه عن القبلة أو يستقبل غير القبلة ولكان منهيا عن كل ما نهي عنه المصلي
360 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث العنبري حدثني أبي نا حماد عن ثابت عن أبي رافع عن أبي هريرة قال:
« قال النبي {{صل}}: لا يزال العبد في صلاة ما دام في مصلاه ينتظر الصلاة تقول الملائكة: اللهم اغفر له اللهم ارحمه ما لم ينصرف أو يحدث قالوا: ما يحدث؟ قال: يفسو أو يضرط »
قال أبو بكر: هذه اللفطة: يفسو أو يضرط من الجنس الذي يقول أن ذكرهما لعلة لأنهما وكل واحد منهما على الانفراد ينقض طهر المتوضئ وكل ما نقض ظهر المتوضئ من الأحداث كلها فحكمه حكم هذين الحدثين وهذا من الجنس الذي أجبت بعض أصحابنا أنه من الخبر المعلل الذي يجوز أن يشبه به ما هو مثله في الحكم ولو كان التشبيه والتمثيل لا يجوز على أخبار النبي {{صل}} على ما توهم بعض من خالفنا لكان البائل في كوز أو قارورة والمتغوط في طشت أو أجانة إذا جلس في المسجد ينتظر الصلاة كان له أجر المصلي والمحدث إذا خرجت منه ريح لم يكن له أجر المصلي وإن جلس في المسجد بعد خروج الريح منه ينتظر الصلاة ومن فهم العلم وعقله لم يعاند ولم يكابر غفلة علم أن قوله: يفسو أو يضرط إنما أراد أن الفسا والضراط ينقضان طهر المتوضئ وإن النبي {{صل}} لم يجعل لمنتظر الصلاة بعد هذين الحديثين فضيلة المصلي لأنه غير متوضئ فكل منتظر الصلاة جالس في المسجد غير طاهر طهارة تجزيه الصلاة معها فحكمه حكم من خرجت منه ريح نقضت عليه الطهارة
==جماع الأبواب الأذان والإقامة==
===باب في بدء الأذان والإقامة===
361 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الحسن بن محمد وأحمد بن منصور الرمادي قالا: حدثنا حجاج بن محمد قال: قال ابن جريج ح وحدثنا عبد الله بن إسحاق الجوهري نا أبو عاصم عن ابن جريج ح وحدثنا محمد بن الحسن بن تسنيم نا محمد بن بكر أخبرنا ابن جريج أخبرني نافع عن ابن عمر قال:
« كان المسلمون حين قدموا المدينة يجتمعون فيتحينون الصلاة وليس ينادي بها أحد فتكلموا يوما في ذلك فقال بعضهم: اتخذوا ناقوسا مثل ناقوس النصارى وقال بعضهم: بل قرنا مثل قرن اليهود فقال عمر: أفلا تبعثون رجلا ينادي بالصلاة؟ فقال رسول الله {{صل}}: قم يا بلال فناد بالصلاة »
362 - حدثنا بندار نا أبو بكر - يعني الحنفي - نا عبد الله بن نافع عن أبيه عن ابن عمر
« أن بلالا كان يقول أول ما أذن أشهد أن لا إله إلا الله حي على الصلاة فقال له عمر: قل في أثرها: أشهد أن محمد رسول الله فقال رسول الله {{صل}}: قل كما أمرك عمر » <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف جدا والحديث باطل لأن قوله " أشهد أن محمد رسول الله " ثابت في حديث عبد الله بن زيد الآتي 370 - 371 </ref>
===باب ذكر الدليل على أن من كان أرفع صوتا وأجهر كان أحق بالأذان ممن كان أخفض صوتا إذ الأذان إنما ينادى به لاجتماع الناس للصلاة===
363 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي نا أبي نا محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم بن الحارث عن محمد بن عبد الله بن زيد عن أبيه قال:
« لما أصبحنا أتينا رسول الله {{صل}} فأخبرته بالرؤيا فقال: إن هذه الرؤيا حق فقم مع بلال فإنه أندى أو أمد صوتا منك فألق عليه ما قيل لك فينادي بذلك قال: ففعلت فلما سمع عمر بن الخطاب نداء بلال بالصلاة خرج إلى رسول الله {{صل}} يجر رداءه وهو يقول: يا رسول الله والذي بعثك بالحق لقد رأيت مثل الذي قال فقال رسول الله {{صل}}: فلله الحمد »
===باب الأمر بالأذان للصلاة قائما لا قاعدا إذ الأذان قائما أحرى أن يسمعه من بعد عن المؤذن من أن يؤذن وهو قاعد===
364 - قال أبو بكر في خبر نافع عن ابن عمر
« فقال رسول الله {{صل}}: قم يا بلال فناد بالصلاة »
===باب ذكر الدليل على أن بدء الأذان إنما كان بعد هجرة النبي {{صل}} إلى المدينة وأن صلاته بمكة إنما كانت من غير نداء لها ولا إقامة===
365 - قال أبو بكر في خبر عبد الله بن زيد
« كان رسول الله {{صل}} حين قدم المدينة إنما يجتمع الناس إليه للصلاة بحين مواقيتها بغير دعوة »
===باب تثنية الأذان وإفراد الإقامة بذكر خبر مجمل غير مفسر بلفظ عام مراده خاص===
366 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بشر بن هلال نا عبد الوارث - يعني ابن سعيد - عن أيوب ح وحدثنا بندار نا عبد الوهاب نا أبو أيوب ح ثنا بندار ثنا عبد الوهاب نا خالد ح عن محمد غير مفسر وحدثنا أبو الخطاب نا بشر - يعني ابن المغفل - نا خالد ح وحدثنا زياد بن أيوب نا هشام عن خالد ح وحدثنا مسلم بن جنادة نا وكيع عن سفيان عن خالد الحذاء كليهما عن أبي قلابة عن أنس قال:
« أمر بلال أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة »
===باب ذكر الدليل على أن الآمر بلالا أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة كان النبي {{صل}} لا بعده أبو بكر ولا عمر كما ادعى بعض الجهلة انه جائزان يكون الصديق أو الفاروق أمر بلالا بذلك===
367 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني نا المعتمر قال سمعت خالدا يحدث عن أبي قلابة عن أنس أنه حدث
« أنهم التمسوا شيئا يؤذنون به علما للصلاة قال: فأمر بلال أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة »
368 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار حدثنا عبد الوهاب الثقفي نا خالد عن أبي قلابة عن أنس قال:
« لما كثر الناس ذكروا أن يعلموا وقت الصلاة بشيء يعرفونه فذكروا أن ينوروا نارا أو يضربوا ناقوسا فأمر بلال أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة »
369 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى القطعي نا روح بن عطاء بن أبي ميمونة حدثنا خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أنس بن مالك قال:
« كانت الصلاة إذا حضرت على عهد رسول الله {{صل}} سعى رجل في الطريق فنادى الصلاة الصلاة الصلاة فاشتد ذلك على الناس فقالوا: يا رسول الله! لو اتخذنا ناقوسا قال: ذلك للنصارى قال فلو اتخذنا بوقا قال: ذلك لليهود قال: فأمر بلال أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة » <ref>قال الأعظمي: إسناده ضعيف روح ضعفه ابن معين </ref>
===باب ذكر الخبر المسفر للفظژ المجملة التي ذكرتها===
والدليل على أن النبي {{صل}} إنما أمر بأن يشفع بعض الأذان لا كلها وأنه إنما أمر بأن يوتر بعض الإقامة لا كلها وان اللفظة التي في خبر أنس إنما هي من أخبار ألفاظ العام التي يراد بها الخاص إذ الأذان مرة واحدة وكذلك المقيم يثني في الابتداء الله اكبر فيقوله مرتين وكذلك يقول: قد قامت الصلاة مرتين ويقول أيضا: الله أكبر الله أكبر مرتين
370 - وأخبرنا الفقيه الإمام أبو الحسن علي بن المسلم نا عبد العزيز بن أحمد أنا إسماعيل بن عبد الرحمن قال أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر محمد بن عيسى نا سلمة - يعني ابن الفضل - عن محمد بن إسحاق قال:
« وقد كان رسول الله {{صل}} حين قدمها إنما يجتمع الناس إليه للصلاة بحين مواقيتها بغير دعوة فهم رسول الله {{صل}} أن يجعل بوقا كبوق اليهود الذي يدعون به لصلواتهم ثم كرهه ثم أمر بالناقوس فنحت ليضرب به للمسلمين إلى الصلاة فبينما هم على ذلك أرى عبد الله بن زيد بن عبد ربه أخو الحارث بن الخزرج النداء فأتى رسول الله {{صل}} فقال له: يا رسول الله إنه طاف بي هذه الليلة طائف مر بي رجل عليه ثوبان أخضران يحمل ناقوسا في يده فقلت: يا عبد الله أتبيع هذا الناقوس فقال: وما تصنع به؟ قلت: ندعو به إلى الصلاة فقال: ألا أدلك على خير من ذلك؟ قلت: وما هو؟ قال: تقول: الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمد رسول الله أشهد أن محمد رسول الله حي على الصلاة حي على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ثم استأخر غير كثير ثم قال مثل ما قال وجعلها وترا إلا قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله فلما خبرتها رسول الله {{صل}} قال: إنها لرؤيا حق إن شاء الله فقم مع بلال فألقاها عليه فإنه أندى صوت منك فلما أذن بلال سمع عمر بن الخطاب وهو في بيته فخرج إلى رسول الله {{صل}} وهو يجر رداءه وهو يقول: يا نبي الله والذي بعثك بالحق لقد رأيت مثل ما رأى فقال رسول الله {{صل}} فلله الحمد فذاك أثبت » <ref>قال الأعظمي: إسناده معضل لكنه متصل في الذي بعده </ref>
371 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا يعقوب بن إبراهيم حدثني أبي عن أبي إسحاق حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن محمد بن عبد الله بن زيد بن عبد ربه حدثني أبي عبد الله بن زيد قال:
« لما أمر رسول الله {{صل}} بالناقوس فعمل ليضرب به للناس في الجمع للصلاة »
فذكر الحديث بطوله مثل حديث سلمة بن الفضل <ref>قال الأعظمي: إسناده حسن قال ناصر الدين: فقد صرح ابن اسحق بالتحديث</ref>
 
372 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر قال سمعت محمد بن يحيى يقول:
« ليس في أخبار عبد الله بن زيد في قصة الأذان خبر أصح من هذا لأن محمد بن عبد الله بن زيد سمعه من أبيه وعبد الرحمن بن أبي ليلى لم يسمعه من عبد الله بن زيد
373 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن علي في عقب حديثه قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد نا أبي عن ابن اسحاق قال: فذكر محمد بن مسلم بن عبد الله بن شهاب الزهري عن سعيد بن المسيب عن عبد الله بن زيد بن عبد ربه بهذا الخبر قال:
« فقال له رسول الله {{صل}}: إن هذه لرؤيا حق إن شاء الله ثم أمر بالتأذين فكان بلال مولى أبي بكر يؤذن بذلك » <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف ابن اسحق لم يصرح بالتحديث </ref>
374 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا بندار نا محمد بن جعفر نا شعبة قال سمعت أبا جعفر يحدث عن مسلم بن المثنى عن ابن عمر قال:
« إنما كان الأذان على عهد رسول الله {{صل}} مرتين والإقامة مرة غير أنه كان يقول: قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة فإذا سمعنا ذلك توضأنا ثم خرجنا »
قال محمد: قال شعبة: لم أسمع من أبي جعفر غير هذا الحديث
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا يحيى عن شعبة عن أبي جعفر عن مسلم بن المثنى عن ابن عمر مثله <ref>قال الأعظمي: إسناده حسن </ref>
===باب تثنية قد قامت الصلاة في الإقامة===
ضد قول بعض من لا يفهم العلم ولا يميز بين ما يكون لفظه عاما مراده خاص وبين ما لفظه عام مراده عام فتوهم بجهله أن قوله: ويوتر الإقامة كل الإقامة لا بعضها من أولها إلى آخرها يعني الحسن بن الفضل
375 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن رافع نا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس قال:
« كان بلال يثني الأذان ويوتر الإقامة إلا قوله: قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة »
قال أبو بكر: وخبر ابن المثنى عن ابن عمر من هذا الباب <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
376 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن معمر القيسي نا سليمان بن حرب نا حماد بن زيد نا سماك بن عطية عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس قال:
« أمر بلال أن يشفع الأذان وأن يوتر الإقامة إلا الإقامة - يعني قد قامت الصلاة
===باب الترجيع في الأذان مع تثنية الإقامة===
وهذا من جنس اختلاف المباح أن يؤذن المؤذن فيرجع في الأذان ويثني الإقامة ومباح أن يثني الأذان ويفرد الإقامة إذ صح كلا الأمرين من النبي {{صل}} فأما تثنية الأذان والإقامة فلم يثبت عن النبي {{صل}} الأمر بهما
377 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي نا سعيد بن عامر عن همام عن عامر الأحول عن مكحول عن ابن محيريز عن أبي محذورة
« أن رسول الله {{صل}} أمر نحوا من عشرين رجلا فأذنوا فأعجبه صوت أبي محذورة فعلمه الأذان: الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله حي على الصلاة حي على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله وعلمه الإقامة مثنى »
378 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بشر بن معاذ العقدي نا إبراهيم بن عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة مؤذن مسجد الحرام حدثني أبي عبد العزيز وحدثني عبد الملك جميعا عن أبي محذورة
« أن رسول الله {{صل}} أقعده فألقى عليه الأذان حرفا حرفا قال بشر: قال لي إبراهيم: هو مثل أذاننا هذا فقلت له أعد علي فقال: الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله مرتين أشهد أن محمدا رسول الله مرتين قال بصوت ذلك الصوت يسمع من حوله أشهد أن لا إله إلا الله مرتين أشهد أن محمدا رسول الله مرتين ثم رفع صوته فقال: حي على الصلاة مرتين حي على الفلاح مرتين الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله »
قال أبو بكر: عبد العزيز بن عبد الملك لم يسمع هذا الخبر من أبي محذورة إنما رواه عن عبد الله بن محيريز عن أبي محذورة
379 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه بندار نا أبو عاصم أخبرنا ابن جريج أخبرني عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة عن عبد الله بن محيريز وحدثناه يعقوب بن إبراهيم الدورقي نا روح نا ابن جريج أخبرني عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة أن عبد الله بن محيريز أخبره - وكان يتيما في حجر أبي محذورة بن معير - حين جهزه إلى الشام
« فقلت لأبي محذورة: إني خارج إلى الشام وإني أسأل عن تأذينك فذكر الحديث بطوله إلا أن بندار قال في الخبر من أول الأذان وألقى علي رسول الله {{صل}} التأذين هو نفسه فقال قل: الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر ثم ذكر بقية الأذان مثل خبر مكحول عن ابن محيريز ولم يذكر الإقامة وزاد في الحديث زيادة كثيرة قبل ذكر الأذان وبعده »
وقال الدورقي قال في أول الأذان: الله أكبر الله أكبر وباقي حديثه مثل لفظ بندار
وهكذا رواه روح عن ابن جريج عن عثمان بن السائب عن أم عبد الملك بن أبي محذورة عن أبي محذورة قال في أول الأذان: الله أكبر الله أكبر لم يقله أربعا قد خرجته في باب التثويب في أذان الصبح
ورواه أبو عاصم وعبد الرزاق عن ابن جريج وقالا في أول الأذان: الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر
قال أبو بكر: فخبر ابن أبي محذورة ثابت صحيح من جهة النقل
وخبر محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم عن محمد بن عبد الله بن زيد بن عبد ربه عن أبي ثابت صحيح من جهة النقل لأن ابن محمد بن عبد الله بن زيد قد سمعه من أبيه ومحمد بن إسحاق قد سمعه من محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي وليس هو مما دلسه محمد بن إسحاق وخبر أيوب وخالد عن أبي قلابة عن أنس صحيح لا شك ولا إرتياب في صحته وقد دللنا على أن الآمر بذلك النبي {{صل}} لا غيره
فأما ما روى العراقيون عن عبد الله بن زيد فقد ثبت من جهة النقل وقد خلطوا في أسانيدهم التي رووها عن عبد الله بن زيد في تثنية الأذان والإقامة جميعا
فرواه الأعمش عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: حدثنا أصحاب محمد {{صل}} أن عبد الله بن زيد لما رأى الأذان أتى النبي {{صل}} فأخبره فقال: علمه بلالا فقام بلال فأذن مثنى مثنى وأقام مثنى مثنى وقعد قعدة <ref>قال ناصر الدين: تعليقا على قول ابن خزيمة " فخبر بن أبي محذورة ثابت صحيح من جهة النقل " - قال: حديث صحيح بطرقه والراجح فيه تربيع التكبير في أوله </ref>
380 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا سلم بن جنادة نا وكيع عن الأعمش ورواه بن أبي ليلى عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عبد الله بن زيد حدثناه عبد الله بن سعيد الأشج حدثناه عقبة - يعني بن خالد -
ح وحدثناه الحسن بن قزعة حدثنا حصين بن نمير نا ابن أبي ليلى
 
381 - ورواه المسعودي عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن معاذ بن جبل وهكذا رواه أبو بكر بن عياش عن لأعمش عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى فقال: عن معاذ
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر حدثنا بخبر المسعودي زياد بن أيوب نا يزيد بن هارون أخبرنا المسعودي ح وحدثنا زياد أيضا نا عاصم - يعني ابن علي - نا المسعودي
ح وحدثنا بخبر أبي بكر بن عياش الحسن بن يونس بن مهران الزيات نا الأسود بن عامر نا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى فقال: عن معاذ
382 - ورواه حصين بن عبد الرحمن عن ابن أبي ليلى مرسلا فلم يقل: عن عبد الله بن زيد ولا عن معاذ ولا ذكر أحدا من أصحاب النبي {{صل}} إنما قال: لما رأى عبد الله بن زيد من النداء ما رأى قال له رسول الله {{صل}}:
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا المخزومي نا سفيان عن حصين عن عبد الرحمن بن أبي ليلى
ورواه الثوري عن حصين وعمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ولم يقل: عن معاذ ولا عن عبد الله بن زيد ولا قال: حدثنا أصحابنا ولا أصحاب محمد بل أرسله
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا عبد الرزاق أخبرنا سفيان عن عمرو بن مرة وحصين بن عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال:
« كان النبي {{صل}} فداهمه الأذان » فذكر الحديث
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر قال سمعت محمد بن يحيى يقول: وابن أبي ليلى لم يدرك ابن زيد.
وروى هذا الخبر شريك عن حصين فقال عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عبد الله بن زيد فذكر الحديث
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر حدثناه محمد بن يحيى نا يزيد بن هارون أخبرنا شريك عن حصين ورواه شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ولم يقل: عن عبد الله بن زيد ولا عن معاذ وقال: حدثنا أصحابنا ولم يسم أحدا منهم
383 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه بندار نا محمد بن جعفر نا شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال:
« أحيلت الصلاة ثلاثة أحوال والصيام ثلاثة أحوال فحدثنا أصحابنا أن رسول الله {{صل}} قال: لقد أعجبني أن تكون صلاة المؤمنين أو المسلمين واحدة حتى لقد هممت أن أبث رجالا في الدور فيؤذنون الناس بحين الصلاة »
فذكر الحديث بطوله
وقال عمرو حدثني بهذا حصين عن بن أبي ليلى
قال شعبة: وقد سمعته من حصين عن بن أبي ليلى: <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
384 - ورواه جرير عن الأعمش عن عمرو بن مرة فقال عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن رجل:
بعض هذا الخبر أعني قوله: أحيلت الصلاة ثلاثة أحوال ولم يذكر عبد الله بن زيد ولا معاذا
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه يوسف بن موسى نا جرير بن الأعمش ورواه بن فضيل عن الأعمش عن عمرو ابن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال:
« أحيلت الصلاة ثلاثة أحوال وأحيل الصوم ثلاثة أحوال: فذكر الحديث بطوله ولم يذكر عبد الله بن زيد ولا معاذ بن جبل ولا أحدا من أصحاب النبي {{صل}} ولا قال: حدثنا أصحابنا ولم يقل أيضا: عن رجل »
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه هارون بن إسحاق الهمداني نا ابن فضيل عن الأعمش
قال أبو بكر: هذا خبر العراقيين الذين احتجوا به عن عبد الله بن زيد في تثنية الأذان والإقامة وفي أسانيدهم من التخليط ما بينته وعبد الرحمن بن أبي ليلى لم يسمع من معاذ بن جبل ولا من عبد الله بن زيد بن عبد ربه صاحب الأذان فغير جايز أن يحتج بخبر غير ثابت على أخبار ثابتة وسأبين هذه المسألة بتمامها في كتاب الصلاة المسند الكبير لا المختصر
===باب التثويب في أذان الصبح===
385 - أخبرنا أبو طاهر نا ابو بكر ن نا يعقوب بن إبراهيم الدوقي نا روح نا ابن جريج أخبرني عثمان بن السائب عن أم عبد الملك بن أبي محذورة عن أبي محذورة وحدثناه محمد بن رافع نا عبد الرزاق اخبرنا ابن جريج أخبرني عثمان بن السائب مولاهم عن أبيه مولى محذورة وعن أم عبد الملك بن أبي محذورة أنهما سمعا ذلك من أبي محذورة ح حدثنا يزيد بن سنان نا أبو عاصم نا ابن جريج حدثني عثمان بن السائب أخبرني أبي وأم عبد الملك بن أبي محذورة عن أبي محذورة - وهذا حديث الدوقي - قال:
« لما رجع النبي {{صل}} من حنين خرجت عاشر عشرة من مكة نطلبهم فسمعتهم يؤذن بالصلاة فقمنا نؤذن نستهزئ بهم فقال النبي {{صل}} لقد سمعت في هؤلاء تأذين إنسان حسن الصوت فأرسل إلينا فأذنا رجل رجل فكنت آخرهم فقال حين أذنت: تعال فاجلس بين يديه فمسح على ناصيتي وبارك علي ثلاث مرات ثم قال: اذهب تؤذن عند البيت الحرام قلت: كيف يا رسول الله! فعلمني الأذان كما يؤذنون الآن بها الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله حي على الصلاة ن حي على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح الصلاة خير من النوم الصلاة خير من النوم في الأول من الصبح الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله قال: وعلمني الإقامة مرتين مرتين الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشه أن محمدا رسو الله أشهد أن محمدا رسول الله حي على الصلاة حي على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله »
قال ابن جريج أخبرني عثمان هذا الخبر كله عن أبيه وعن أم عبد الملك بن أبي محذورة أنها سمعت ذلك من أبي محذورة
وقال ابن رافع ويزيد بن سنان في الحديث في أول الأذان: الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر وذكر يزيد بن سنان الإقامة مرتين كذكر الدورقي سواء
وقال ابن رافع في حديثه: وإذا أقمت فقلها مرتين قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة أسمعت؟ وزاد فكان أبو محذورة لا يجز ناصية ولا يفرقها لأن رسول الله {{صل}} مسح عليها
وزاد يزيد بن سنان في آخر حديثه: قال ابن جريج: أخبرني عثمان الخبر كله عن أبيه وعن أم عبد الملك بن أبي محذورة أنهما سمعا ذلك من أبي محذورة
386 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عثمان العجلي نا أبو أسامة عن ابن عوف عن محمد بن سيرين عن أنس قال:
« من السنة إذا قال المؤذن في أذان الفجر حي على الفلاح قال: الصلاة خير من النوم » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب الانحراف في الأذان عند قول المؤذن حي على الصلاة حي على الفلاح===
والدليل على أنه إنما ينحرف بفيه لا ببدنه كله وإنما يمكن الانحراف بالفم بانحراف الوجه
387 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو موسى محمد بن المثنى نا عبد الرحمن عن سفيان عن عون - وهو ابن أبي جحيفة - عن أبيه قال:
« رأيت بلالا يؤذن فيتبع بفيه ووصف سفيان يميل برأسه يمينا وشمالا »
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الحسن بن محمد الزعفراني نا إسحاق بن يوسف الأزرق ثنا سفيان عن عون بن أبي جحيفة عن أبي جحيفة قال:
شهدت النبي {{صل}} بالبطحاء وهو في قبة حمراء وعنده ناس يسير فجاء بلال فأذن ثم حول يتبع فاه ههنا - يعني بقوله حي على الصلاة حي على الفلاح -
وقال وكيع عن الثوري في هذا الخبر: فجعل يقول في أذانه هكذا ويحرف رأسه يمينا وشمالا بحي على الفلاح
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه سلم بن جنادة قال حدثنا وكيع
===باب إدخال الاصبعين في الأذنين عند الأذان إن صح الخبر===
فإن هذه اللفظة لست أحفظها إلا عن حجاج بن أرطاة ولست أفهم أسمع الحجاج هذا الخبر من عون بن أبي جحيفة أم لا؟ فأشك في صحة هذا الخبر لهذه العلة
388 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي نا هشام عن حجاج عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال:
« رأيت بلالا يؤذن وقد جعل أصبعه في أذنيه وهو يلتوي في أذانه يمينا وشمالا » <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف لعنعنة حجاج بن أرطاة فإنه مدلس لكن تابعه سفيان عن عون أخرجه أحمد 4 / 307 وسنده صحيح على شرط الشيخين </ref>
===باب فضل الأذان ورفع الصوت به شهادة من يسمعه من حجر ومدر وشجر وجن وإنس للمؤذن===
389 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء نا سفيان حدثني عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة عن أبيه قال قال أبو سعيد
« إذا كنت في البوادي فارفع صوتك بالنداء فإني سمعت رسول الله {{صل}} يقول: لا يسمع صوته شجر ولا مدر ولا حجر ولا جن ولا إنس إلا شهد له »
وقال مرة حدثني عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة حدثني أبي وكان يتيما في حجر أبي سعيد وكانت أمه عند أبي سعيد
390 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار محمد نا عبد الرحمن بن شعبة عن موسى بن أبي عثمان قال سمعت أبن يحيى يقول سمعت أبا هريرة يقول:
« قال رسول الله {{صل}}: المؤذن يغفر له مدى صوته ويشهد له كل رطب ويابس وشاهد الصلاة يكتب له خمس وعشرون حسنة ويكفر عنه ما بينهما »
قال أبو بكر: يريد ما بين الصلاتين <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف أبو يحيى مجهول </ref>
===باب الاستهام على الأذان إذا تشاجر الناس عليه===
391 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا ابن وهب أن مالكا أخبره ح وحدثنا يحيى بن حكيم نا بشر بن عمر نا مالك عن سمي مولى أبي بكر عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة
« أن رسول الله {{صل}} قال: لو يعلم الناس ما في الأذان والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا عليه »
هذا لفظ حديث يحيى بن حكيم
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عتبة بن عبد الله اليحمدي قال: قرأت على مالك عن سمي بهذا الحديث: <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب ذكر تباعد الشيطان عن المؤذن عند أذانه وهربه كي لا يسمع الأذان===
392 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الحسين بن عيسى البسطامي نا أنس بن عياض عن كثير بن زيد عن الوليد بن رباح عن أبي هريرة
« أن رسول الله {{صل}} قال: إذا سمع الشيطان الأذان بالصلاة أدبر وله ضراط حتى لا يسمعه »
393 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يوسف بن موسى نا جرير وأبو معاوية - واللفظ لجرير - عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال:
« سمعت رسول الله {{صل}} يقول: إن الشيطان إذا سمع النداء بالصلاة ذهب حتى يكون مكان الروحاء »
قال سليمان: فسألته عن الروحاء فقال: هي من المدينة على ستة وثلاثين ميلا
===باب الأمر بالأذان والإقامة في السفر للصلاة كلها===
ضد قول من زعم انه لا يؤذن في السفر للصلاة إلا للفجر خاصة قال أبو بكر: خبر أبي ذر: كنا مع النبي {{صل}} في سفر فأراد المؤذن أن يؤذن فقال النبي {{صل}}: أبرد
394 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن سنان الواسطي نا عبد الرحمن بن مهدي نا شعبة عن مهاجر أبي الحسن قال سمعت زيد بن وهب قال سمعت أبا ذر قال:
« كنا مع رسول الله {{صل}} في سفر فأراد المؤذن أن يؤذن فقال: أبرد ثم أراد أن يؤذن فقال: أبرد قال شعبة: حتى ساوى الظل التلول ثم قال رسول الله {{صل}}: إن شدة الحر من فيح جهنم فأبردوا بالصلاة »
===باب الأمر بالأذان والإقامة في السفر وإن كانا اثنين لا أكثر بذكر خبر لفظه عام مراده خاص===
395 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الله بن سعيد الأشج نا حفص يعني بن غياث نا خالد الحذاء عن أبي قلابة عن مالك بن الحويرث قال:
« أتيت النبي {{صل}} أنا ورجل فودعنا ثم قال: إذا سافرتما وحضرت الصلاة فأذنا وأقيما وليؤمكما أكبركما »
قال الحذاء: وكنا متقاربين في القراءة
396 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا سلم بن جنادة نا وكيع عن سفيان عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن مالك بن الحويرث قال:
« أتينا رسول الله {{صل}} أنا وابن عم لي فقال: إذا سافرتما فأذنا وأقيما وليؤمكما أكبركما » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب ذكر الخبر المفسر للفظة المجملة التي ذكرت أنها لفظة عام مرادها خاص والدليل على أن النبي {{صل}} إنما أمر أن يؤذن أحدهما لا كليهما===
397 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار بندار حدثنا عبد الوهاب نا أيوب عن أبي قلابة نا مالك بن الحويرث قال:
« أتينا رسول الله {{صل}} ونحن شبيبة متقاربون فأقمنا عشرين ليلة وكان رسول الله {{صل}} رحيما رفيقا فلما ظن أنا قد اشتهينا أهلينا - أو اشتقنا - سألنا عما تركنا بعدنا فأخبرناه فقال: إرجعوا إلى أهليكم فأقيموا فيهم وعلموهم ومروهم وذكر أشياء أحفظها وأشياء لا أحفظها وصلوا كما رأيتموني أصلي فإذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم وليؤمكم أكبركم »
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يحيى بن حكيم نا عبد الوهاب بن عبد المجيد: بمثل حديث بندار وربما خالفه في بعض اللفظة
398 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم وأبو هاشم قالا حدثنا إسماعيل نا أيوب عن أبي قلابة عن مالك بن الحويرث - فذكر الحديث بتمامه <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب الأذان في السفر وإن كان المرء وحده ليس معه جماعة ولا واحد طلبا لفضيلة الأذان===
ضد قول من سئل عن الأذان في السفر فقال: لمن يؤذن؟ فتوهم أن الأذان لا يؤذن ألا لاجتماع الناس إلى الصلاة جماعة والأذان وان كان الأعم أنه يؤذن لاجتماع الناس إلى الصلاة جماعة فقد يؤذن أيضا طلبا لفضيلة الأذان ألا ترى النبي {{صل}} قد أمر مالك بن الحويرث وابن عمه إذا كانا في السفر بالأذان والإقامة وإمامة أكبرهما أصغرهما ولا جماعة معهم تجتمع لأذانهما وإقامتهما: قال أبو بكر: وفي خبر أبي سعيد: إذا كنت في البوادي فارفع صوتك بالنداء فإني سمعت رسول الله {{صل}} يقول: لا يسمع صوته شجر ولا مدر ولاحجر ولا جن ولاإنس إلا شهد له فالمؤذن في البوادي وإن كان وحده إذ أذن طلبا لهذه الفضيلة كان خيرا وأحسن وأفضل من أن يصلي بلا أذان طلبا لهذه الفضيلة كان خيرا وأحسن وأفضل من أن يصلي بلا أذان ولا إقامة وكذلك النبي {{صل}} قد أعلم أن المؤذن يغفر له مدى صوته ويشهد له كل رطب ويابس والمؤذن في البوادي والأسفار وإن لم يكن هناك من يصلي معه صلاة جماعة كانت له هذه الفضيلة لأذانه بالصلاة إذ النبي {{صل}} لم يخص أذنا في مدينة ولا في قرية دون مؤذن في سفر وبادية ولا مؤذنا يؤذن لاجتماع الناس إليه للصلاة جماعة دون مؤذن لصلاة يصلي منفردا
399 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا إسماعيل بن بشر بن منصور السليمي نا عبد الأعلى عن حميد عن قتادة عن أنس بن مالك
« سمع النبي {{صل}} رجلا وهو في مسير له يقول: الله أكبر الله أكبر فقال نبي الله {{صل}}: على الفطرة قال: أشهد أن لا إله إلا الله قال: خرج من النار فاستبق القوم إلى الرجل فإذا راعي غنم حضرته الصلاة فقام يؤذن » <ref>قال ناصر الدين: إسناده صحيح وعبد الأعلى هو ابن عبد الأعلى السامي</ref>
400 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن أبي صفوان العلي نا بهز يعني بن أسد نا حماد بن سلمة أخبرنا ثابت عن أنس
« أن رسول الله {{صل}} كان يغير عند صلاة الصبح فإن سمع أذانا أمسك وإلا أغار فاستمع ذات يوم فسمع رجلا يقول: الله أكبر الله أكبر فقال: على الفطرة فقال: أشهد أن لا إله إلا الله قال: خرجت من النار »
قال أبو بكر: فإذا كان المرء يطمع بالشهادة بالتوحيد لله في الأذان وهو يرجو أن يخلصه الله من النار بالشهادة بالله بالتوحيد في أذانه فينبغي لكل مؤمن أن يتسارع إلى هذه الفضيلة طمعا في أن يخلصه الله من النار خلا في منزله أو في بادية أو قرية أو مدينة طلبا لهذه الفضيلة وقد خرجت أبواب الأذان في السفر أيضا في مواضع غير هذا الموضع في نوم النبي {{صل}} عن صلاة الصبح حتى طلعت الشمس وأمره {{صل}} بلالا بالأذان للصبح بعد ذهاب وقت تلك الصلاة وتلك الأخبار أيضا خلاف قول من زعم أن لا يؤذن للصلاة بعد ذهاب وقتها وإنما يقام لها بغير أذان
===باب إباحة الأذان للصبح قبل طلوع الفجر إذا كان للمسجد مؤذنان لا مؤذن واحد فيؤذن أحدهما قبل طلوع الفجر والآخر بعد طلوعه بذكر خبر مجمل غير مفسر===
401 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء نا سفيان قال سمعت الزهري يحدث بقول أخبرني سالم عن أبيه
« أن النبي {{صل}} قال: إن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى تسمعوا أذان ابن أم مكتوم »
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا به المخزومي نا سفيان وقال في كلها: عن عن
===باب ذكر العلة التي كان لها بلال يؤذن بليل===
402 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد ثنا المعتمر قال سمعت أبي نا أبو عثمان عن ابن مسعود
« أن النبي {{صل}} قال: لا يمنعن أحدا منكم أذان بلال من سحوره فإنه يؤذن - أو ينادي - ليرجع قائمكم وينتبه نائمكم وليس أن يقول هكذا وهكذا حتى يقول هكذا وهكذا »
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر حدثناه يوسف بن موسى نا جرير عن سليمان وهو التيمي عن أبي عثمان عن بن مسعود بهذا
===باب ذكر قدر ما كان بين أذان بلال وأذان ابن أم مكتوم===
403 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم نا يحيى يعني بن سعيد عن عبيد الله عن القاسم عن عائشة رضي الله عنها
« أن النبي {{صل}} قال: إن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم ولم يكن بينهما إلا قدر ما يرقى هذا وينزل هذا » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب ذكر خبر روي عن النبي {{صل}} بعض أهل الجهل أنه يضاد هذا الخبر الذي ذكرنا أن النبي {{صل}} قال: إن بلالا يؤذن بليل===
404 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو هاشم زياد بن أيوب نا هشام أخبرنا منصور - وهو بن زاذان - عن خبيب بن عبد الرحمن عن عمته أنيسة بنت خبيب قالت
« قال رسول الله {{صل}}: إذا أذن ابن أم مكتوم فكلوا واشربوا وإذا أذن بلال فلا تأكلوا ولا تشربوا فان كانت منا ليبقى عليها شيء من سحورها فتقول لبلال: امهل حتى أفرغى من سحوري »
قال أبو بكر: هذا خبر اختلف فيه عن خبيب بن عبد الرحمن رواه شعبة عنه عن عمته أنيسة فقال: إن ابن أم مكتوم أو بلال ينادي بليل <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
405 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه محمد بن بشار نا محمد بن جعفر نا شعبة عن خبيب - وهو بن عبد الرحمن - عن عمته أنيسة وكانت مصلية
« عن النبي {{صل}} قال: إن ابن أم مكتوم - أو بلال - ينادي بليل فكلوا واشربوا حتى ينادي بلال - أو ابن أم مكتوم - وما كان إلا أن ينزل أحدهما ويقعد الآخر فتأخذ بثوبه فتقول: كما أنت حتى أتسحر »
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه أحمد بن مقدام العجلي نا يزيد بن زريع حدثنا شعبة بمثله
قال أبو بكر: فخبر أنيسة قد أختلفوا فيه في هذه اللفظة ولكن قد روى الدراوردي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مثل معنى خبر منصور بن زاذان في هذه اللفظة
406 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا إبراهيم بن حمزة نا عبد العزيز يعني بن محمد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة
« أن رسول الله {{صل}} قال: إن ابن أم مكتوم يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن بلال فإن بلالا ل ا يؤذن حتى يرى الفجر »
وروى شبيها بهذا المعنى أبو إسحاق عن الأسود عن عائشة <ref>قال الأعظمي: إسناده جيد </ref>
407 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه أحمد بن منصور الرمادي نا أبو المنذر نا يونس عن أبي إسحاق عن الأسود بن يزيد قال:
« قلت لعائشة: أي ساعة توترين؟ قالت: ما أوتر حتى يؤذنون وما يؤذنون حتى يطلع الفجر قالت: وكان لرسول الله {{صل}} مؤذنان فلان وعمرو بن أم مكتوم فقال رسول الله {{صل}}: إذا أذن عمرو فكلوا واشربوا فإنه رجل ضرير البصر وإذا أذن بلال فارفعوا أيديكم فإن بلال لا يؤذن حتى الصبح » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح لولا أن أبا اسحق وهو السبيعي مختلط مدلس وقد عنعنه </ref>
408 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن سعيد الدارمي ومحمد بن عثمان العجلي قالا حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن الأسود عن عائشة رضي الله عنها قالت
« كان لرسول الله {{صل}} ثلاثة مؤذنين بلالا وأبو محذورة وعمرو بن أم مكتوم فقال رسول الله {{صل}}: إذا أذن عمرو فإنه ضرير البصر فلا يغرنكم وإذا أذن بلال فلا يطعمن أحد
قال أبو بكر: أما خبر أبي إسحاق عن الأسود عن عائشة فإن فيه نظر لأني لا أقف على سماع أبي إسحاق هذا الخبر من الأسود فأما خبر هشام بن عروة فصحيح من جهة النقل وليس هذا الخبر يضاد خبر سالم عن ابن عمر وخبر القاسم عن عائشة إذ جائز أن يكون النبي {{صل}} قد كان جعل الأذان بالليل نوائب بين بلال وبين ابن أم مكتوم فأمر في بعض الليالي بلالا أن يؤذن أولا بالليل فإذا نزل بلال صعد ابن أم مكتوم فأذن بعده بالنهار فإذا جائت نوبة ابن أم مكتوم بدأ ابن أم مكتوم فأذن بليل فإذا نزل صعد بلال فأذن بعده بالنهار وكانت مقالة النبي {{صل}} أن بلالا يؤذن بليل في الوقت الذي كانت النوبة لبلال في الأذان بليل وكانت مقالته {{صل}} أن ابن أم مكتوم يؤذن بليل في الوقت الذي كانت النوبة في الأذان بالليل نوبة ابن أم مكتوم فكان النبي {{صل}} يعلم الناس في كل الوقتين أن الأذان الأول منهما هو أذان بليل لا بنهار وأنه لا يمنع من أراد الصوم طعاما ولا شرابا وأن أذان الثاني إنما يمنع الطعام والشراب إذ هو بنهار لا بليل
فأما خبر الأسود عن عائشة وما يؤذنون حتى يطلع الفجر فإن له أحد معنيين أحدهما: لا يؤذن جميعهم حتى يطلع الفجر لا أنه لا يؤذن أحد منهم ألا تراه أنه قد قال في الخبر إذا أذن عمرو فكلوا واشربوا فلو كان عمرو لا يؤذن حتى يطلع الفجر لكان الأكل والشراب على الصائم بعد أذان عمرو محرمين والمعنى الثاني: أن تكون عائشة أرادت حتى يطلع الفجر الأول فيؤذن البادي منهم بعد طلوع الفجر الأول لا قبله وهو الوقت الذي يحل فيه الطعام والشراب لمن أراد الصوم إذ طلوع الفجر الأول بليل لا بنهار ثم يؤذن الذي يليه بعد طلوع الفجر الثاني الذي هو نهار لا ليل فهذا معنى هذا الخبر عندي والله أعلم <ref>قال الأعظمي: إسناده كالذي قبله </ref>
===باب الأذان للصلوات بعد ذهاب الوقت===
409 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا هارون بن إسحاق الهمداني نا ابن فضيل عن حصين بن عبد الرحمن عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال:
« سرنا مع رسول الله {{صل}} ذات ليلة فقال بعض القوم: لو عرست بنا يا رسول الله قال: إني أخاف أن تناموا عن الصلاة فذكر الحديث بطوله وقال: فاستيقظ رسول الله {{صل}} ثم قال: يا بلال! قم فأذن الناس بالصلاة » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
410 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر محمد بن أبي صفوان الثقفي نا بهز - يعني ابن أسد - ثنا حماد - يعني ابن سلمة - أخبرنا ثابت البناني
« أن عبد الله بن رباح حدث القوم في المسجد الجامع وفي القوم عمران بن حصين فقال عمران من الفتى؟ فقال أمرؤ من الأنصار فقال عمران: القوم أعلم بحديثهم انظر كيف تحدث فإني سابع سبعة تلك الليلة مع رسول الله {{صل}} فقال عمران: ما كنت أرى أحدا بقى يحفظ هذا الحديث غيري فقال: سمعت أبا قتادة يقول: كنا مع رسول الله {{صل}} في سفر فقال: إنكم إلا تدركوا الماء من غد تعطشوا فانطلق سرعان الناس فقال أبو قتادة ولزمت رسول الله {{صل}} تلك الليلة فنعس فنام فدعمته ثم نعس أيضا فمال فدعمته ثم نعس فمال أخرى حتى كاد ينجفل فاستيقظ فقال: من الرجل؟ فقلت: أبو قتادة فقال: من كم كان مسيرك هذا؟ قلت: منذ الليلة فقال: حفظك الله بما حفظت به نبيه ثم قال: لو عرسنا فمال إلى شجرة وملت معه فقال: هل ترى من أحد؟ قلت: نعم هذا راكب هذا راكب هذان راكبان هؤلاء ثلاثة حتى صرنا سبعة فقال: احفظوا علينا صلاتنا لا نرقد عن صلاة الفجر فضرب على آذانهم حتى أيقظهم حر الشمس فقاموا فاقتادوا هنيئة ثم نزلوا فقال رسول الله {{صل}}: أمعكم ماء؟ فقلت: نعم معي ميضأة لي فيها ماء فقال رسول الله {{صل}}: إئت بها فأتيته بها فقال مسوا منها مسوا منها فتوضأنا وبقى منها جرعة فقال: ازدهرها يا أبا قتادة فإن لهذه نبأ! فأذن بلال فصلوا ركعتي الفجر ثم صلوا الفجر ثم ركبوا فقال بعضهم لبعض: فرطنا في صلاتنا فقال رسول الله {{صل}}: ما تقولون؟ إن كان شيء من أمر دنياكم فشأنكم به وإن كان شيء من أمر دينكم فإلي قلنا: يا رسول الله فرطنا في صلاتنا فقال: إنه لا تفريط في النوم وإنما التفريط في اليقظة وإذا سها أحدكم عن صلاته فليصلها حين يذكرها ومن الغد للوقت » فذكر الحديث بطوله <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب الأمر بأن يقال ما يقوله المؤذن إذا سمعه ينادي بالصلاة بلفظ عام مراده خاص===
411 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عمرو بن علي نا يحيى بن سعيد نا مالك نا الزهري ح وحدثنا عمرو بن علي نا عثمان بن عمر نا يونس بن يزيد الآبلي عن الزهري ح وحدثنا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا ابن وهب أخبرني مالك بن أنس ويونس عن ابن شهاب عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي سعيد الخدري قال:
« قال رسول الله {{صل}}: إذا سمعتم المنادي فقولوا مثل ما يقول »
412 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو هاشم زياد بن أيوب ثنا هشيم أخبرنا أبو بشر عن أبي المليح عن عبد الله بن عتبة بن أبي سفيان عن عمته أم حبيبة بنت أبي سفيان قالت
« كان رسول الله {{صل}} إذا كان عندها في يومها فسمع المؤذن يؤذن قال كما يقول المؤذن حتى يفرغ » <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف عبد الله بن عتبة لا يكاد يعرف كما في الميزان </ref>
413 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا عبد الرحمن بن مهدي وبهز بن أسد عن شعبة عن أبي بشر عن أبي المليح عن عبد الله بن عتبة عن أم حبيبة
« أن رسول الله {{صل}} كان يقول كما يقول المؤذن حتى يسكت المؤذن » <ref>قال الأعظمي: إسناده ضعيف لما سبق </ref>
===باب ذكر الأخبار المفسرة للفظتين اللتين ذكرتهما في خبر أبي سعيد وأم حبيبة===
والدليل على أن النبي {{صل}} إنما أمر في خبر أبي سعيد أن يقال كما يقول المؤذن حتى يفرغ وكذاك كان يقول المؤذن حتى يسكت خلا قوله حي على الصلاة حي على الفلاح
414 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر يعقوب بن إبراهيم الدورقي حدثنا ابن علية عن هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن محمد بن إبراهيم عن عيسى بن طلحة قال:
« دخلنا مع معاوية فنادى المنادي بالصلاة فقال: الله أكبر الله أكبر فقال معاوية: الله أكبر الله أكبر ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله فقال معاوية: وأنا أشهد ثم قال: أشهد أن محمد رسول الله فقال معاوية: وأنا أشهد ثم قال: حي على الصلاة فقال معاوية: لا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال: حي على الفلاح فقال معاوية: لا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال: هكذا سمعت نبيكم {{صل}} يقول »
415 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء نا حرملة بن عبد العزيز حدثني أبي عن محمد بن يوسف مولى عثمان بن عفان قال:
« أذن المؤذن فقال: الله أكبر الله أكبر فقال معاوية بن أبي سفيان: الله أكبر الله أكبر فقال: أشهد أن لا إله إلا الله قال معاوية: أشهد أن لا إله إلا الله قال: أشهد أن محمدا رسول الله قال معاوية: أشهد أن محمدا رسول الله ثم قال معاوية: هكذا سمعت رسول الله {{صل}} يقول » <ref>قال الأعظمي: إسناده ضعيف والحديث صحيح بما قبله وما بعده </ref>
416 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر بندار نا يحيى بن سعيد نا محمد بن عمرو حدثني أبي عن جدي قال:
« كنت عند معاوية بن أبي سفيان فقال المؤذن: الله أكبر الله أكبر فقال معاوية: الله أكبر الله أكبر فقال: أشهد أن لا إله إلا الله فقال معاوية: أشهد أن لا إله إلا الله فقال: أشهد أن محمدا رسول الله فقال معاوية: أشهد أن محمدا رسول الله فقال: حي على الصلاة فقال معاوية: لا حول ولا قوة إلا بالله فقال حي على الفلاح فقال معاوية: لا حول ولا قوة إلا بالله فقال: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله فقال معاوية: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ثم قال: هكذا كان رسول الله {{صل}} يقول »
قال أبو بكر: وخبر عمر بن الخطاب من هذا الباب أيضا قد خرجته في باب آخر
قال أبو بكر: معنى خبر أم حبيبة قال كما يقول المؤذن حتى يفرغ أي إلا قوله: حي على الصلاة حي على الفلاح وكذلك معنى خبر أبي سعيد: فقولوا كما يقول أي خلا قوله حي على الصلاة حي على الفلاح وخبر عمر بن الخطاب ومعاوية مفسرين لهذين الخبرين
وقد بين في خبر عمر ومعاوية أن من سمع هذا المنادي ينادي بالصلاة إنما يقول مثل ما يقول خلا قوله حي على الصلاة حي على الفلاح ويقول: - إذا قال المؤذن حي على الصلاة حي على الفلاح - لا حول ولا قوة إلا بالله المصلي والمؤذن لا يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله في أذانه فهذا القول مع سامع المؤذن ليس هو مما يقوله المؤذن <ref>قال الأعظمي: إسناده حسن </ref>
===باب ذكر فضيلة هذا القول عند سماع الأذان إذا قاله المرء صدقا من قلبه===
417 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يحيى بن محمد بن السكن نا محمد بن جهضم نا إسماعيل بن جعفر عن عمارة بن غزية عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبيه عن جده عمر
« أن رسول الله {{صل}} قال: إذا قال المؤذن الله أكبر الله أكبر فقال أحدكم الله أكبر الله أكبر ثم قال أشهد أن لا إله إلا الله فقال أشهد أن لا إله إلا الله ثم قال: أشهد أن محمدا رسول الله قال: أشهد أن محمدا رسول الله ثم قال: حي على الصلاة قال: لا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال: حي على الفلاح قال: لا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال: الله أكبر الله أكبر قال: الله أكبر الله أكبر ثم قال: لا إله إلا الله قال: لا إله إلا الله من قلبه دخل الجنة »
===باب فضل الصلاة علة النبي {{صل}} بعد فراغ سماع الأذان===
418 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن سلم نا عبد الله بن يزيد المقري نا سعيد بن أبي أيوب عن كعب بن علقمة عن عبد الرحمن بن جبير عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله {{صل}} ح حدثنا أبو هارون موسى بن النعمان بالفسطاط نا أبو عبد الرحمن - يعني المقرئ - نا حيوة حدثني كعب بن علقمة عن عبد الرحمن بن جبير قال سمعت عبد الله ابن عمرو يقول:
« سمعت رسول الله {{صل}} يقول: إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي فإنه من صلى علي صلاة {{صل}} عشرا ثم سلوا الله لي الوسيلة - وإنها درجة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله - فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة »
هذا لفظ حديث حيوة
===باب استحباب الدعاء عند الأذان ورجاء إجابة الدعوة عنده===
419 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى وزكريا بن يحيى بن أبان قالا: حدثنا ابن أبي مريم نا موسى بن يعقوب حدثني أبو حازم أن سهل بن سعد أخبره
« أن رسول الله {{صل}} قال: اثنتان لا تردان أو قل ما تردان الدعاء عند النداء وعند البأس حين يلتحم بعضهم بعضا » <ref>قال الأعظمي: إسناده حسن </ref>
===باب صفة الدعاء عند مسألة الله عز وجل للنبي {{صل}} محمد الوسيلة واستحقاق الداعي بتلك الدعوة الشفاعة يوم القيامة===
420 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا موسى بن سهل الرملي نا علي بن عياش حدثنا شعيب بن أبي حمزة عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال:
« قال النبي {{صل}}: من قال إذا سمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه المقام المحمود الذي وعدته إلا حلت له الشفاعة يوم القيامة »
===باب فضيلة الشهادة لله عز وجل بوحدانيته وللنبي {{صل}} برسالته وعبوديته وبالرضا بالله ربا وبمحمد رسولا وبالإسلام دينا عند سماع الأذان وما يرجى من مغفرة الذنوب بذلك===
421 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الربيع بن سليمان المرادي نا شعيب - يعني ابن الليث -: ح وحدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم نا أبي وشعيب قالا: حدثنا الليث عن الحكيم بن عبد الله بن قيس عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن سعد بن أبي وقاص
« عن رسول الله {{صل}} أنه قال: من قال حين يسمع المؤذن وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله رضيت بالله ربا وبمحمد رسولا وبالإسلام دينا غفر له ذنبه
422 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا زكريا بن يحيى بن إياس نا سعيد بن عفير حدثني يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن المغيرة عن الحكيم بن عبد الله بن قيس عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه
« أن رسول الله {{صل}} قال: من سمع المؤذن يتشهد فالتفت في وجهه فقال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا رسول الله رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا غفر له ما تقدم من ذنبه » <ref>قال الأعظمي: إسناده جيد </ref>
===باب الزجر عن أخذ الأجر على الأذان===
423 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار نا هشام بن الوليد نا حماد عن الجريري عن أبي العلاء عن مطرف بن عبد الله عن عثمان بن أبي العاص قال:
« قلت: يا رسول الله علمني القرآن واجعلني إمام قومي قال فقال: اقتد بأضعفهم واتخذ مؤذنا لا يأخذ على أذانه أجرا »
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا أبو النعمان نا حماد نا الجريري عن يزيد أبي العلاء بهذا الإسناد: نحوه ولم يقل: علمني القرآن وقال قال: أنت إمامهم واقتد بأضعفهم <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب الرخصة في أذان الأعمى إذا كان له من يعلمه الوقت===
424 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا حماد بن مسعدة نا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر
« عن النبي {{صل}} قال: إن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم
قال عبيد الله: وسمعت القاسم يحدث بذلك عن عائشة رضي الله عنها قال: وإنما كان بينهما قدر ما ينزل هذا ويصعد هذا
===باب استحباب الدعاء بين الأذان والإقامة رجاء أن تكون الدعوة غير مردودة بينهما===
425 - وأخبرنا الإمام أبو الحسن علي بن المسلم بن محمد السلمي نا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد بن محمد الكناني أخبرنا الأستاذ أبو إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة نا أحمد بن المقدام العجلي حدثنا يزيد - يعني ابن زريع - نا إسرائيل بن يونس عن أبي إسحاق عن بريد بن أبي مريم عن أنس بن مالك قال:
« قال رسول الله {{صل}} الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد فادعوا » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح بما بعده </ref>
426 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن خالد بن خداش الزهران قنا سلم بن قتيبة عن يونس بن أبي إسحاق عن بريد بن أبي مريم عن أنس بن مالك
« عن النبي {{صل}} قال: الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
427 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن منصور الرمادي نا أبو المنذر - هو إسماعيل بن عمر الواسطي - نا يونس بن بريد بن أبي مريم عن أنس بن مالك قال:
« قال رسول الله {{صل}}: الدعوة بين الأذان والإقامة لا ترد فادعوا »
قال أبو بكر: يريد الدعوة المجابة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن منيع نا حسين ين محمد نا إسرائيل يمثل حديث يزيد بن زريع <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب ذكر الصلاة كانت إلى بيت المقدس قبل هجرة النبي {{صل}} إلى المدينة إذ القبلة في ذلك الوقت بيت المقدس لا الكعبة===
428 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو موسى محمد بن المثنى نا يحيى بن سعيد عن سفيان حدثني أبو إسحاق قال سمعت البراء يقول:
« صلينا مع رسول الله {{صل}} نحو بيت المقدس ستة عشر أو سبعة عشر شهرا ثم صرفنا نحو الكعبة »
429 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه محمد بن عيسى نا سلمة - يعني ابن الفضل - نا محمد بن إسحاق قال: وحدثني معبد بن كعب بن مالك وكان من أعلم الأنصار حدثني أن أباه كعبا حدثه وخبر كعب بن مالك في خروج الأنصار في المدينة إلى مكة في بيعة العقبة وذكر في الخبر:
« أن البراء بم معرور قال للنبي {{صل}}: إني خرجت من سفري هذا وقد هداني الله للإسلام فرأيت ألا أجعل هذه البنية مني بظهر فصليت إلها وقد خالفني أصحابي في ذلك حتى وقع في نفسي من ذلك شيء فماذا ترى؟ قال: قد كنت على قبلة لو صبرت عليها قال: فرجع البراء إلى قبلة رسول الله {{صل}} وصلى معنا إلى الشام » <ref>قال الأعظمي: إسناده حسن </ref>
===باب بدء الأمر باستقبال الكعبة للصلاة ونسخ الأمر بالصلوات إلى بيت المقدس قال أبو بكر خبر البراء بن عازب من هذا الباب===
430 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن أبي صفوان الثقفي حدثنا بهز - يعني ابن أسد - نا حماد بن سلمة نا ثابت عن أنس
« أن النبي {{صل}} وأصحابه كانوا يصلون نحو بيت المقدس فلما نزلت هذه الآية { فول وجهك شطر المسجد الحرام } مر رجل من بني سلمة فناداهم وهم ركوع في صلاة الفجر: ألا إن القبلة قد حولت إلى الكعبة فمالوا ركوعا »
431 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الوارث بن عبد الصمد حدثني أبي نا حماد عن ثابت عن أنس قال:
« كانوا يصلون نحو بيت المقدس فذكر نحوه وزاد واعتدوا بما مضى من صلاتهم »
===باب ذكر الدليل على أن القبلة إنما هي الكعبة لا جميع المسجد الحرام وأن الله عز وجل إنما أراده بقوله { فول وجهك شطر المسجد الحرام } لأن الكعبة في المسجد الحرام وإنما أمر النبي {{صل}} والمسلمين أن يصلوا إلى الكعبة إذ اسم المسجد يقع على كل موضع يسجد فيه===
432 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا عبد الرزاق أخبرنا ابن جريج عن عطاء قال سمعت ابن عباس يقول أخبرني أسامة بن زيد
« أن النبي {{صل}} لما دخل البيت دعا في نواحيه كلها ولم يصل فيه حتى خرج منه فلما خرج ركع ركعتين في قبل الكعبة وقال: هذه القبلة »
433 - وفي خبر البراء بن عازب
« ثم صرفنا نحو الكعبة »
وقال إسرائيل عن أبي اسحاق عن البراء: ثم وجه إلى الكعبة وكان يحب أن يوجه إلى الكعبة أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه سلم بن جنادة حدثنا وكيع عن إسرائيل:
434 - وفي خبر ثابت عن أنس: ألا إن القبلة قد حولت إلى الكعبة وهكذا قال عثمان بن سعد الكاتب عن أنس إذ صرف إلى الكعبة أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه عبد الله بن إسحاق الجوهري أخبرنا أبو عاصم نا عثمان بن سعد حدثنا أنس بن مالك قال:
« صلى رسول الله {{صل}} نحو بيت المقدس أشهرا فبينما هو ذات يوم يصلي الظهر صلى ركعتين إذ صرف إلى الكعبة فقال السفهاء: { ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها } »
435 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الله بن إسحاق الجوهري حدثنا أبو عاصم حدثنا مالك بن أنس حدثني عبد الله ابن دينار عن ابن عمر
« أن أهل قباء كانوا يصلون قبل بيت المقدس فأتاهم آت فقال: إن رسول الله {{صل}} نزل عليه القرآن وتوجه إلى الكعبة فاستقبلوها فاستداروا كما هم »
وفي خبر عكرمة عن ابن عباس لما وجه النبي {{صل}} إلى الكعبة
436 - وفي خبر مجاهد عن ابن عباس
« ثم صرف إلى الكعبة »
وفي خبر ثمامة بن عبد الله عن أنس: جاء منادي رسول الله {{صل}} قال إن القبلة قد حولت إلى الكعبة
قد خرجت هذه الأخبار كلها في كتاب الصلاة الكبير
قال أبو بكر: فدلت هذه الأخبار كلها على أن القبلة إنما هي الكعبة
وفي خبر أبي حازم عن سهل بن سعد: انطلق رجل إلى أهل قباء فقال: إن رسول الله {{صل}} قد أمر أن يصلى إلى الكعبة
وفي خبر عمارة بن أوس قال: فأشهد على إمامنا أنه توجه هو والرجال والنساء نحو الكعبة
وفي خبر عكرمة عن ابن عباس: لما وجه رسول الله {{صل}} إلى الكعبة
===باب ذكر الدليل على أن الشطر في هذا الموضع القبل لا النصف===
وهذا من الجنس الذي نقول إن العرب قد يوقع الاسم الواحد على الشيئين المختلفين قد يوقع اسم الشطر على النصف وعلى القبل أي الجهة
437 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا أحمد بن خالد الوهبي نا شريك عن أبي إسحاق عن البراء قال:
« صليت مع النبي {{صل}} نحو بيت المقدس ستة عشر شهرا فذكر الحديث قال قال البراء: والشطر فينا: قبله » <ref>قال الأعظمي: انظر سنن البيهقي 2 / 2 - 3 وتفسير الطبري 2 / 21 من طريق شريك بن عبد الله القاضي وهو ضعيف </ref>
438 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء نا سفيان عن عمرو - وهو ابن دينار - قال:
« قرأ ابن عباس أنلزمكموها من شطر أنفسنا: من تلقاء أنفسنا »
قد خرجت هذا الباب بتمامه في كتاب التفسير
===باب النهي عن التشبيك بين الأصابع عند الخروج إلى الصلاة===
439 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عمران بن موسى القزاز نا عبد الوارث نا إسماعيل بن أمية عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال:
« أبو القاسم {{صل}}: إذا توضأ أحدكم في بيته ثم أتى المسجد كان في صلاة حتى يرجع فلا يقل هكذا: وشبك بين أصابعه » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
440 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الله بن هاشم نا يحيى - هو ابن سعيد - عن ابن عجلان نا سعيد عن أبي هريرة
« أن رسول الله {{صل}} قال لكعب بن عجرة: إذا توضأت ثم دخلت المسجد فلا تشبكن بين أصابعك » <ref>قال الأعظمي: إسناده حسن </ref>
441 - قال أبو بكر: وروى هذا الخبر داود بن قيس الفراء عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة عن أبي ثمامة - وهو الخياط - أن كعب بن عجيرة حدثه
« عن رسول الله {{صل}} أنه قال: إذا توضأ أحدكم ثم خرج إلى المسجد فلا يشبك بين أصابعه فإنه في الصلاة »
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه يونس بن عبد الأعلى أخبرنا عبد الله بن وهب أخبرني داود بن قيس <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف أبو ثمامة مجهول الحال </ref>
442 - ورواه أنس عن عياض عن سعد بن إسحاق بن كعب عن أبي سعيد المقبري عن أبي ثمامة ونا يونس بن عبد الأعلى أخبرني أنس بن عياض عن سعد بن إسحاق عن أبي سعيد المقبري عن أبي ثمامة قال:
« لقيت كعب بن عجرة وأنا أريد الجمعة وقد شبكت بين أصابعي فلما دنوت ضرب يدي ففرق بين أصابعي وقال إنا نهينا أن يشبك أحد بين أصابعه في الصلاة قلت: إني لست في صلاة قال أليس قد توضأت وأنت تريد الجمعة؟ قلت: بلى قال: فأنت في صلاة » <ref>قال الأعظمي: رواه الدارمي في الصلاة 121 من طريق سعد بن اسحق وهو ثقة لكن اختلف عليه في اسناده كما بينه المصنف </ref>
443 - ورواه ابن أبي ذئب عن المقبري
عن رجل من بني سالم أخبره عن أبيه عن جده عن كعب بن عجرة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه محمد بن رافع حدثنا ابن أبي فديك نا بن ذئب؛
قال أبو بكر: سعد بن إسحاق بن كعب هو من بني سالم
444 - ورواه أبو خالد الأحمر عن ابن عجلان عن سعيد عن كعب
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه أبو سعيد الأشج نا أبو خالد عن بن عجلان؛
445 - وجاء خالد بن حيان الرقي بطامة
رواه ابن عجلان عن سعيد بن المسيب عن أبي سعيد
وحدثناه جعفر بن محمد الثعلبي حدثنا خالد - يعني ابن حيان - الرقي
قال أبو بكر: ولا أحل لأحد أن يروي عني بهذا الخبر إلا على هذه الصيغة فإن هذا إسناد مقلوب فيشبه أن يكون الصحيح ما رواه أنس بن عياض لأن داود بن قيس أسقط من الإسناد أبا سعيد المقبري فقال عن سعد بن إسحاق عن أبي ثمامة
وأما ابن عجلان فقد وهم في الإسناد وخلط فيه فمرة يقول عن أبي هريرة ومرة يرسله ومرة يقول عن سعيد عن كعب
وابن أبي ذئب قد بين أن المقبري سعيد بن أبي سعيد إنما رواه عن رجل من بني سالم وهو عندي سعد بن إسحاق إلا أنه غلط على سعد بن إسحاق فقال: عن أبيه عن جده كعب
وداود بن قيس وأنس بن عياض جميعا قد اتفقا على أن الخبر إنما هو عن أبي ثمامة
446 - ورواه محمد بن سليم الطائفي عن إسماعيل بن أمية قال أخبرني المقبري عن أبي هريرة قال:
« قال رسول الله {{صل}}: من توضأ ثم خرج يريد الصلاة فهو في صلاة حتى يرجع إلى بيته ولا يقول هذا - يعني يشبك بين أصابعه »
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه الفضل بن يعقوب الرخامي نا الهيثم بن جميل أخبرنا محمد بن مسلم ورواه شريك عن ابن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة » <ref>قال الأعظمي: محمد بن مسلم فيه ضعف لكن قد توبع كما يأتي </ref>
447 - حدثنا عمران بن موسى القزاز نا عبد الوارث نا إسماعيل بن أمية عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال:
« قال رسول الله {{صل}}: إذا توضأ أحدكم في بيته ثم أتى المسجد كان في صلاة حتى يرجع فلا يقل هكذا: وشبك بين أصابعه » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب الدعاء عند الخروج إلى الصلاة===
448 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا هارون بن إسحاق الهمداني نا ابن فضيل عن حصين بن عبد الرحمن عن حبيب بن أبي ثابت عن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن عبد الله بن عباس
« أنه رقد عند رسول الله {{صل}} قال: فأتاه المؤذن فخرج إلى الصلاة وهو يقول: اللهم اجعل في قلبي نورا واجعل في لساني نورا واجعل في سمعي نورا واجعل في بصري نورا واجعل خلفي نورا ومن أمامي نورا واجعل من فوقي نورا ومن تحتي نورا اللهم أعظم لي نورا »
قال أبو بكر: كان في القلب من هذا الإسناد شيء فإن حبيب بن أبي ثابت مدلس ولم أقف هل سمع حبيب هذا الخبر من محمد بن علي أم لا؟ ثم نظرت فإذا أبو عوانة رواه عن حصين عن حبيب بن أبي ثابت قال: حدثني محمد بن علي <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح بما بعده </ref>
449 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا أبو الوليد نا أبو عوانة عن حصين عن حبيب عن أبي ثابت أن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس حدثه عن أبيه عن ابن عباس: قال:
« بت عند خالتي ميمونة » فذكر الحديث <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب فضل المشي إلى المساجد للصلاة===
450 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة الضبي أخبرنا عباد - يعني ابن عباد المهلبي - عن عاصم عن أبي عثمان عن أبي بن كعب قال:
« كان رجل من الأنصار بيته أقصى بيت بالمدينة وكان لا تخطئه الصلاة مع رسول الله {{صل}} فتوجعت له فقلت يا فلان: لو أنك اشتريت حمارا يقيك الرمضاء ويرفعك من الرقع ويقيك هوام الأرض فقال له: إني والله ما أحب أن بيتي مطنب ببيت محمد {{صل}} قال فحملت به حملا حتى أتيت النبي {{صل}} فذكرت ذلك له قال: فدعاه فسأله وذكر له مثل ذلك فذكر أنه يرجو في أثره فقال له رسول الله {{صل}}: إن لك ما احتسبت »
451 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر حدثنا عمران بن موسى القزاز حدثنا عبد الوارث حدثنا داود عن أبي نضرة عن جابر بن عبد الله قال:
« خلت البقاع حول المسجد فأراد بنو سلمة قرب المسجد فبلغ ذلك رسول الله {{صل}} فقال: يا بني سلمة أردتم أن تحولوا قرب المسجد؟ فقالوا: نعم فقال: يا بني سلمة دياركم تكتب آثاركم قالها ثلاث مرات »
قد خرجت باب المشي إلى المساجد في كتاب الإمامة بتمامه
===باب السلام على النبي {{صل}} ومسألة الله فتح أبواب الرحمة عند دخول المسجد===
452 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار نا أبو بكر - يعني الحنفي - نا الضحاك - وهو ابن عثمان - حدثني سعيد المقري عن أبي هريرة
« أن رسول الله {{صل}} قال: إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم على النبي وليقل اللهم افتح لي أبواب رحمتك وإذا خرج فليسلم على النبي وليقل اللهم أجرني من الشيطان الرجيم » <ref>قال ناصر الدين: إسناده جيد وهو على شرط مسلم </ref>
===باب القول عند الانتهاء إلى الصف قبل تكبيرة الافتتاح===
453 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة نا عبد العزيز - يعني الدراوردي - عن سهيل بن أبي صالح عن محمد ابن مسلم بن عايذ عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه سعد
« أن رجلا جاء إلى الصلاة والنبي {{صل}} يصلي بنا فقال حين انتهى إلى الصف: اللهم ائتني أفضل ما تؤتي عبادك الصالحين فلما قضى النبي {{صل}} الصلاة قال: من المتكلم آنفا قال الرجل: أنا يا رسول الله فقال النبي {{صل}}: إذا تعقر جوادك وتستشهد في سبيل الله » <ref>قال ناصر الدين: رجاله ثقات رجال مسلم غير ابن عائذ قال الذهبي لا يعرف</ref>
===باب إيجاب استقبال القبلة للصلاة===
454 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الحسن بن عيسى نا عبد الله بن نمير ح وحدثنا الحسن بن جنيد نا عيسى بن يونس قالا حدثنا عبيد الله بن عمر حدثني سعيد المقبري عن أبي هريرة
« أن رجلا دخل المسجد فصلى ثم جاء فسلم على النبي {{صل}} فذكر الحديث وقال: فقال رسول الله {{صل}}: إذا قمت إلى الصلاة فاسبغ الوضوء ثم استقبل القبلة فكبر وذكر الحديث بطوله
هذا لفظ حديث ابن نمير » <ref>قال الأعظمي: حديث صحيح مشهور بحديث المسيئ صلاته رواه البخاري ومسلم </ref>
===باب إحداث النية عند دخول كل صلاة يريدها المرء فينويها بعينها فريضة كانت أو نافلة إذ الأعمال إنما تكون بالنية وإنما يكون المرء ما ينوي بحكم النبي المصطفى===
455 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يحيى بن حبيب بن عدي الحارثي وأحمد بن عبد الضبي قالا حدثنا حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم عن علقمة بن وقاص الليثي قال سمعت عمر بن الخطاب يقول:
« سمعت رسول الله {{صل}} يقول: إنما الأعمال بالنية »
زاد يحيى بن حبيب: وإنما لامرئ ما نوى
===باب البدء برفع اليدين عند افتتاح الصلاة قبل التكبير===
456 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن رافع نا عبد الرزاق أخبرنا ابن جريج حدثني ابن شهاب عن سالم بن عبد الله أن ابن عمر قال:
« كان رسول الله {{صل}} إذا قام للصلاة رفع يديه حتى تكونا بحذو منكبيه ثم كبر فإذا أراد أن يركع فعل مثل ذلك فإذا رفع من الركوع فعل مثل ذلك ولا يفعله حين يرفع رأسه من السجود »
===باب الرخصة في رفع اليدين تحت الثياب في البرد وترك إخراجهما من الثياب عند رفعهما===
457 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي نا سفيان عن عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر قال:
« صليت مع رسول الله {{صل}} وأصحابه فرأيتهم يرفعون أيديهم في البرانس » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب نشر الأصابع عند رفع اليدين في الصلاة===
458 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الله بن سعيد الأشج نا مالا أحصى من مرة إملاء وقراءة قال حدثنا يحيى بن اليمان عن ابن أبي ذئب عن سعيد بن سمعان عن أبي هريرة
« أن رسول الله {{صل}} كان ينشر أصابعه في الصلاة نشرا »
قال أبو بكر: قد كان محمد بن رافع قبل رحلتنا إلى العراق حدثنا بهذا الحديث عنه قال حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج أبو سعيد الكندي غير أنه قال إن رسول الله {{صل}} كان إذا قام إلى الصلاة نشر أصابعه نشرا <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف يحيى بن يمان سيئ الحفظ </ref>
459 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يحيى بن حكيم نا أبو عامر حدثنا ابن أبي ذئب عن سعيد بن سمعان قال:
« دخل علينا أبو هريرة مسجد بني وريق قال: ثلاث كان رسول الله {{صل}} يفعل بهن تركهن الناس كان إذا قام إلى الصلاة قال هكذا - وأشار أبو عامر بيده ولم يفرج بين أصابعه ولم يضمها وقال: هكذا أرانا ابن أبي ذئب قال أبو بكر: وأشار لنا يحيى بن حكيم ورفع يديه ففرج بين أصابعه تفريجا ليس بالواسع ولم يضم بين أصابعه ولا باعد بينهما رفع يديه فوق رأسه مدا - وكان يقف قبل القراءة هنية يسأل الله تعالى من فضله وكان يكبر في الصلاة كلما سجد ورفع »
قال أبو بكر هذه الشبكة شبكة سمجة بحال ما أدري ممن هي وهذه اللفظة إنما هي رفع يديه مدا ليس فيه شك ولا ارتياب أن يرفع المصلي يديه عند افتتاح الصلاة فوق رأسه <ref>قال ناصر الدين: إسناده صحيح </ref>
وأبو عامر اسمه عبد الملك بن عمرو المتعدي البصري وقد تابعه ثقتان عن ابن أبي ذئب كما يأتي في الكتاب
460 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا يحيى عن بن أبي ذئب ح وحدثنا البسطامي حدثنا ابن أبي فديك عن ابن أبي ذئب عن سعيد بن سمعان عن أبي هريرة - فذكر الحديث قالا: رفع يديه مدا ولم يشبكا وليس في حديثهما قصة ابن أبي ذئب أنه أراهم صفة تفريج الأصابع أو ضمها.
===باب التكبير لافتتاح الصلاة===
461 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار بندار وأحمد بن عبدة ويحيى بن حكيم وعبد الرحمن بن بشر بن الحكم قالوا: حدثنا يحيى بن سعيد نا عبيد الله بن عمر حدثني سعيد بن أبي المقبري عن أبيه عن أبي هريرة
« أن رسول الله {{صل}} دخل المسجد فدخل رجل فصلى ثم سلم على النبي {{صل}} فرد عليه فقال النبي {{صل}}: ارجع فصل فإنك لم تصل حتى فعل ذلك ثلاث مرار فقال الرجل: والذي بعثك بالحق ما أعلم غير هذا فقال: إذا قمت إلى الصلاة فكبر ثم اقرأ بما تيسر معك من القرآن ثم اركع حتى تطمئن راكعا ثم ارفع حتى تعتدل قائما ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم ارفع حتى تطمئن جالسا وافعل ذلك في صلاتك كلها »
قال أبو بكر: هذا حديث بندار
===باب ذكر الدعاء بين تكبيرة الافتتاح وبين القراءة===
462 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا حجاج بن منهال وأبو صالح كاتب الليث جميعا عن عبد العزيز بن أبي سلمة عن عمه الماجشون بن أبي سلمة عن الأعرج عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي بن أبي طالب
« عن رسول الله {{صل}} أنه كان إذا افتتح الصلاة كبر ثم قال: وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت أنت ربي وأنا عبدك ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعا إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عني سيئها لا يصرف سيئها إلا أنت لبيك وسعديك والخير كله في يديك والشر ليس إليك أنا بك وإليك تباركت وتعاليت استغفرك وأتوب إليك »
قال أبو صالح: لا إله لي إلا أنت
463 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا أحمد بن خالد الوهبي نا عبد العزيز عن عبد الله بن الفضل وعن عمه الماجشون عن الأعرج بهذا الإسناد مثله.
قال محمد بن يحيى: وأحدهم يزيد على صاحبه الحرف والشيء.
قال أبو بكر: قوله: والشر ليس إليك أي ليس مما يتقرب به إليك.
===باب ذكر بيان إغفال من زعم أن الدعاء بما ليس في القرآن غير جائز في الصلاة المكتوبة===
وهذا القول خلاف سنن النبي {{صل}} الثابتة قد دعا النبي {{صل}} في أول صلاته ووسطها وأخرها بما ليس في القران
464 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الربيع بن سليمان وبحر بن نصر بن سابق الخولاني قالا حدثنا ابن وهب أخبرني ابن أبي الزناد عن موسى بن عقبة عن عبد الله بن الفضل عن عبد الرحمن الأعرج عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه
« عن رسول الله {{صل}} أنه كان إذا قام إلى الصلاة المكتوبة كبر ويقول حين يفتتح الصلاة بعد التكبير: وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض » فذكر الحديث بطوله وقال: وأنا من المسلمين
ولم يذكر ا: واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت ولا: واصرف عني سيئها لا يصرف سيئها إلا أنت <ref>قال الأعظمي: إسناده حسن </ref>
===باب إباحة الدعاء بعد التكبير وقبل القراءة بغير ما ذكرنا في خبر علي بن أبي طالب===
والدليل على أن هذا الاختلاف في الافتتاح من جهة اختلاف المباح جائز للمصلي أن يفتتح بكل ما ثبت عن النبي {{صل}} إنه افتتح الصلاة به بعد التكبير من حمد وثناء على الله عز وجل ودعاء مما هو في القرآن ومما ليس في القرآن من الدعاء
465 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ويوسف بن موسى وعلي بن خشرم وغيرهم قال علي: أخبرنا وقال الآخرون: حدثنا جرير بن عبد الحميد عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال:
« كان رسول الله {{صل}} إذا كبر في الصلاة سكت هنية فقلت: يا رسول الله بأبي وأمي ما تقول في سكوتك بين التكبير والقراءة؟ قال أقول: اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم اغسلني من خطاياي بالثلج والماء والبرد » <ref>قال الأعظمي: رواه أحمد من طريق جعفر والترمذي باب ما يقول عند افتتاح الصلاة من طريق محمد بن موسى البصري ولم يذكر فيه ثلاثا وسنده جيد </ref>
466 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو موسى محمد بن المثنى حدثني عبد الصمد حدثنا همام حدثنا قتادة عن أنس وحدثنا محمد بن أبي صفوان الثقفي نا بهز - يعني ابن أسد نا حماد بن سلمة أخبرنا ثابت وقتادة عن أنس
« أن رجلا جاء وقد حفزه النفس فقال: الله أكبر الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه فلما قضى رسول الله {{صل}} صلاته قال: أيكم المتكلم بالكلمات؟ فأرم القوم فقال: أيكم المتكلم بالكلمات؟ فإنه لم يقل بأسا فقال الرجل: أنا يا رسول الله جئت وقد حفزني النفس فقلتهن فقال: لقد رأيت اثني عشر ملكا يبتدرونها أيهم يرفعها »
هذا حديث بهز بن أسد
وقال أبو موسى في حديثه: إن رجلا دخل في الصلاة فقال الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه وقال أيضا: فقال رجل من القوم: أنا قلتها وما أردت بها إلا الخير فقال النبي {{صل}}: لقد ابتدرها اثنا عشر ملكا فما دروا كيف يكتبونها حتى سألوا ربهم فقال اكتبوها كما قال عبدي.
قال أبو بكر: فقد رويت أخبار عن النبي {{صل}} في افتتاحه صلاة الليل بدعوات مختلفة الألفاظ قد خرجتها في أبواب صلاة الليل أما ما يفتتح به العامة صلاتهم بخراسان من قولهم: سبحانك اللهم وبحمدك تبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك فلا نعلم في هذا خبرا ثابتا عن النبي {{صل}} عند أهل المعرفة بالحديث وأحسن إسناد نعلمه روي في هذا خبر أبي المتوكل عن أبي سعيد
467 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه محمد بن موسى الحرشي نا جعفر بن سليمان الضبعي نا علي بن علي الرفاعي عن أبي المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري قال:
« كان رسول الله {{صل}} إذا قام من الليل إلى الصلاة كبر ثلاثا ثم قال: سبحانك اللهم وبحمدك تبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك ثم يقول: لا إله إلا الله ثلاث مرات ثم يقول: الله أكبر ثلاثا ثم يقول: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه ثم يقرأ »
قال أبو بكر: وهذا الخبر لم يسمع في الدعاء لا في قديم الدهر ولا في حديثه استعمل هذا الخبر على وجهه ولا حكي لنا عن من لم نشاهده من العلماء أنه كان يكبر لافتتاح الصلاة ثلاث تكبيرات ثم يقول: سبحانك اللهم وبحمدك إلى قوله ولا إله غيرك ثم يهلل ثلاث مرات ثم يكبر ثلاثا
468 - وقد روي عن جبير بن مطعم
« أن النبي {{صل}} كان إذا افتتح الصلاة قال الله أكبر كبيرا ثلاث مرار الحمد لله كثيرا ثلاث مرار سبحان الله بكرة وأصيلا ثلاث مرار ثم يتعوذ بشبيه من التعوذ الذي في خبر أبي سعيد إلا أنهم قد اختلفوا في إسناد خبر جبير بن مطعم ورواه شعبة عن عمرو بن مرة عن عاصم العنزي عن ابن جبير بن مطعم عن أبيه »
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه بندار نا محمد بن جعفر نا شعبة ح وحدثنا محمد بن يحيى نا وهب بن جرير حدثنا شعبة <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف لاضطرابة وجهالة بعض رواته </ref>
469 - ورواه حصين بن عبد الرحمن عن عمر بن مرة فقال: عن عباد بن عاصم عن نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه ح حدثناه عبد الله بن سعيد الأشج نا ابن إدريس ح وحدثنا هارون بن إسحاق وفضيل جميعا عن حصين بن عبد الرحمن
قال أبو بكر: وعاصم العنزي وعباد بن عاصم مجهولان لا يدري من هما ولا يعلم ما روى حصين أو شعبة <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف لما سبق </ref>
470 - وروى حارثة بن محمد عن عمرة عن عائشة
« كان رسول الله إذا افتتح الصلاة رفع يديه حذو منكبيه فكبر ثم يقول: سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك »
أخبرنا أبو الطاهر نا أبو بكر حدثناه مؤمل بن هشام وسلم بن جنادة قالا حدثنا أبو معاوية قال مؤمل قال: حدثنا حارثة بن محمد وقال سلم بن جنادة عن حارثة بن محمد غير أن سلما لم يقل: فكبر
قال أبو بكر: وحارثة بن محمد رحمه الله ليس ممن يحتج أهل الحديث بحديثه <ref>قال الأعظمي: إسناده ضعيف لما ذكره المؤلف </ref>
471 - وهذا صحيح عن عمر بن الخطاب أنه كان يستفتح الصلاة مثل حديث حارثة لا
« عن النبي {{صل}} ولست أكره الافتتاح بقوله: سبحانك اللهم وبحمدك على ما ثبت عن الفاروق رضي الله تعالى عنه أنه كان يستفتح الصلاة غير أن الافتتاح بما ثبت عن النبي {{صل}} في خبر علي بن أبي طالب وأبي هريرة وغيرهما بنقل العدل عن العدل موصولا إليه {{صل}} أحب إلي وأولى بالاستعمال إذ اتباع سنة النبي {{صل}} أفضل وخير من غيرها
===باب الاستعاذة في الصلاة قبل القراءة قال الله عز وجل: { فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم }===
472 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يوسف بن عيسى المروزي نا ابن فضيل عن عطاء - وهو ابن السائب - عن أبي عبد الرحمن عن ابن مسعود
« عن النبي {{صل}} أنه كان يقول: اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم ونفخه وهمزه ونفثه »
قال: وهمزه الموتة ونفثه الشعر ونفخه الكبرياء » <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف </ref>
===باب ذكر سؤال العبد ربه عز وجل من فضله بين التكبير والقراءة في الصلاة الفريضة ضد قول من زعم أن الدعاء بما ليس في القرآن يفسد صلاة الفريضة===
473 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا يحيى عن ابن أبي ذئب ح وحدثنا الحسين بن عيسى البسطامي نا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك عن بن أبي ذئب عن سعيد بن سمعان عن أبي هريرة قال:
« ثلاث كان رسول الله {{صل}} يفعلهن تركهن الناس كان إذا قام إلى الصلاة رفع يديه مدا وكان يقف قبل القراءة هنية يسأل الله من فضله وكان يكبر كلما خفض ورفع »
قال بندار في حديثه: ثلاث كان يعمل بهن تركهن الناس كان رسول الله {{صل}} إذا قام إلى الصلاة رفع يديه مدا وكان يقف قبل القراءة هنية يقول: أسأل الله من فضله وكان يكبر كلما ركع ووضع
===باب الأمر بالخشوع في الصلاة إذ المصلي يناجي ربه والمناجي ربه يجب عليه أن يفرغ قلبه لمناجة خالقه عز وجل ولا يشغل قلبه التعلق بشيء من أمور الدنيا يشغله عن مناجاة خالقه===
474 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الفضل بن يعقوب الجزري نا عبد الأعلى نا محمد - وهو ابن إسحاق - حدثني سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة قال:
« صلى بنا رسول الله {{صل}} الظهر فلما سلم نادى رجلا كان في آخر الصفوف فقال: يا فلان ألا تتقي الله ألا تنظر كيف تصلي؟ إن أحدكم إذا قام يصلي إنما يقوم يناجي ربه فلينظر كيف يناجيه إنكم ترون إني لا أراكم إني والله لأرى من خلف ظهري كما أرى من بين يدي » <ref>قال الأعظمي: إسناده حسن </ref>
===باب التغليظ في النظر إلى السماء في الصلاة===
475 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني نا يزيد - يعني ابن زريع - نا سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك
« عن النبي {{صل}} قال: ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم فاشتد قوله في ذلك حتى قال: لينتهن عن ذلك أو لتخطفن أبصارهم »
476 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا محمد بن عبد الله - يعني الأنصاري نا سعيد بن أبي عربة عن قتادة أن أنس بن مالك حدثهم عن النبي {{صل}} بمثله سواء غير أنه قال: فاشتد قول النبي {{صل}} في ذلك.
===باب وضع اليمين على الشمال في الصلاة قبل افتتاح القراءة===
477 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الله بن سعيد الأشج نا ابن إدريس نا عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر قال:
« أتيت المدينة فقلت: لأنظرن إلى صلاة رسول الله {{صل}} فرأيت حين افتتح الصلاة كبر فرفع - يعني يديه - فرأيت إبهاميه بحذاء أذنيه ثم أخذ شماله بيمينه ثم قرأ، ثم ذكر الحديث
478 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا هارون بن إسحاق الهمداني قال نا ابن فضيل عن عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل ابن حجر قال:
« كنت فيمن أتى النبي {{صل}} فقلت: لأنظرن إلى صلاة رسول الله كيف يصلي فرأيته حين كبر رفع يديه حتى حاذتا أذنيه ثم ضرب بيمينه على شماله فأمسكها، ثم ذكر الحديث
479 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو موسى نا مؤمل نا سفيان عن عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر قال:
« صليت مع رسول الله {{صل}} ووضع يده اليمنى على يده اليسرى على صدره » <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف لأن مؤملا وهو ابن إسماعيل سيئ الحفظ لكن الحديث صحيح جاء من طرق أخرى بمعناه وفي الوضع على الصدر أحاديث تشهد له </ref>
===باب وضع بطن الكف اليمنى على الكف اليسرى والرسغ والساعد جميعا===
480 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا معاوية بن عمرو نا زائدة نا عاصم بن كليب الجرمي حدثني أبي أن وائل بن حجر أخبره قال:
« قلت: لأنظرن إلى رسول الله {{صل}} كيف يصلي قال: فنظرت إليه قام فكبر ورفع يديه حتى حاذتا أذنيه ثم وضع يده اليمنى على ظهر كفه اليسرى والرسغ والساعد »
===باب في الخشوع في الصلاة أيضا والزجرعن الالتفات في الصلاة إذ الله عز وجل يصرف وجهه عن وجه المصلي إذ التفت في صلاته===
481 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب حدثني عمي أخبرني يونس عن الزهري قال سمعت أبا الأحوص مولى بني ثابت سيحدث عن سعيد بن المسيب أن أبا ذر قال:
« قال رسول الله {{صل}} بمثله » <ref>قال الأعظمي: إسناده ضعيف أبو الأحوص مجهول </ref>
482 - حدثنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا أبو صالح حدثني الليث حدثني يونس عن ابن شهاب قال سمعت أبا الأحوص يحدث ابن المسيب أن أبا ذر قال:
« قال رسول الله {{صل}}: لا يزال الله مقبلا على العبد ما لم يلتفت فإذا صرف وجهه انصرف عنه » <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف لما سبق </ref>
483 - حدثنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو محمد فهد بن سليمان المصري نا أبو توبة - يعني الربيع بن نافع - نا معاوية بن سلام عن زيد بن سلام أن أبا سلام حدثه قال حدثني الحارث الأشعري
« أن النبي {{صل}} حدثه أن الله عز وجل أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات يفعل بهن ويأمر بني إسرائيل أن يفعلوا بهن يوعظ الناس ثم قال: إن الله أمركم بالصلاة فإذا نصبتم وجوهكم فلا تلتفتوا فإن الله ينصب وجهه لوجه عبده حين يصلي له فلا يصرف عنه وجهه حتى يكون العبد هو ينصرف » <ref>قال ناصر الدين: إسناده صحيح </ref>
إن كان فهد بن سليمان المصري ثقة.. والحديث صحيح قطعا لأنه أخرجه الترمذي وابن حبان وغيرهما بإسناد آخر صحيح عن زيد بن سلام نحوه
===باب ذكر الدليل على أن الالتفات في الصلاة ينقص الصلاة لا أنه يفسدها فسادا يجب عليه إعادتها===
484 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عثمان العجلي نا عبيد الله بن موسى عن شيبان وحدثنا محمد بن عثمان أيضا نا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل ح وحدثنا محمد بن عمرو بن تمام المصري نا يوسف بن عدي نا أبو الأحوص جميعا عن أشعث - وهو ابن أبي الشعثاء - عن أبيه عن مسروق عن عائشة قالت
« سألت رسول الله {{صل}} عن الالتفات في الصلاة فقال: هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد »
وفي خبر أبي الأحوص: سألت رسول الله {{صل}} عن التفات الرجل في الصلاة
===باب ذكر الدليل على أن الالتفات المنهي عنه في الصلاة التي تكون صلاة المرء به ناقصة هو أن يلوي المتلفت عنقه===
لا أن يلحظه بعينه يمينا وشمالا من غير أن يلوي عنقه إذ النبي {{صل}} قد كان يلتفت في صلاته من غير أن يلوي عنقه خلف ظهره
485 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو عمار الحسين بن حريث نا الفضل بن موسى عن عبد الله بن سعيد - وهو ابن أبي هند - عن ثور بن زيد عن عكرمة عن ابن عباس قال:
« كان رسول الله {{صل}} يلتفت في صلاته يمينا وشمالا ولا يلوي عنقه خلف ظهره »
قال أبو بكر: قوله يلتفت في صلاته: يعني يلحظ بعينه يمينا وشمالا <ref>قال ناصر الدين: إسناده صحيح </ref>
 
===باب ذكر الدليل على أن الالتفات المنهي عنه في الصلاة هو الالتفات في الصلاة في غير وقت الذي يحتاج المصلي أن يعرف فعل المأمومين أو بعضهم ليأمرهم بفعل أو يزجرهم عن فعل بإشارة أو إيماء يفهمهم ما يأتون وما يذرون في صلواتهم===
486 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الربيع بن سليمان نا شعيب - يعني ابن الليث - عن الليث عن أبي الزبير عن جابر أنه قال:
« اشتكى رسول الله {{صل}} فصلينا وراءه وهو قاعد وأبو بكر يكبر فيسمع الناس تكبيره قال فالتفت إلينا فرآنا قياما فأشار إلينا فقعدنا فلما سلم قال: إن كدتم آنفا تفعلون فعل فارس والروم يقومون على ملوكهم وهم قعود فلا تفعلوا ائتموا بأئمتكم إن صلى الإمام قائما فصلوا قياما وإن صلى قاعدا فصلوا قعودا
وفي خبر سهل بن الحنظلية في بعثه النبي {{صل}} أنس بن أبي مرثد ليحرسهم قال: فجعل النبي {{صل}} يلتفت إلى الشعب حتى إذا قضي صلاته فسلم فقال لي: أبشروا فقد جاءكم فارسكم
487 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه محمد بن يحيى نا معمر بن يعمر نا معاوية بن سلام أخبرني زيد وهو ابن سلام - أنه سمع أبا سلام قال حدثني أبو كبشة السلول أنه حدثه سهل بن الحنظلية
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر حدثناه فهد بن سليمان قال قرأت على أبي توبة الربيع بن نافع حدثنا معاوية بن سلام - في حديث طويل. <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب إيجاب القراءة في الصلاة بفاتحة الكتاب ونفي الصلاة بغير قراءتها===
488 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء نا سفيان حدثني الزهري ح وحدثنا الحسن بن محمد وأحمد بن عبدة وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي ومحمد بن الوليد القرشي قالوا حدثنا سفيان عن الزهري عن محمود بن الربيع عن عبادة بن الصامت
« عن النبي {{صل}} قال: لا صلاة لمن لا يقرأ بفاتحة الكتاب »
هذا حديث المخزومي
وقال الحسن بن محمد: يبلغ به النبي
وقال أحمد وعبد الجبار: عن عبادة بن الصامت رواية
وقال محمد بن الوليد: لا صلاة إلا بقراءة فاتحة الكتاب
===باب ذكر لفظة رويت عن النبي {{صل}} في ترك قراءة فاتحة الكتاب بلفظ إدعت فرقة أنها دالة على أن ترك قراءة فاتحة الكتاب ينقص صلاة المصلي لا تبطل صلاته ولا يجب عليه إعادتها===
489 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي نا ابن علية عن ابن جريج أخبرني العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب أن أبن السائب أخبره سمع أيا هريرة يقول:
« قال رسول الله {{صل}} من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم الكتاب فهي خداج فهي خداج هي خداج غير تام » فقلت: يا أبا هريرة إني أكون أحيانا وراء الإمام قال: فغمز ذراعي وقال: يا فارسي اقرأ بها في نفسك.
===باب ذكر الدليل على أن الخداج الذي أعلم النبي {{صل}} في هذا الخبر هو النقص الذي لا تجزئ الصلاة معه===
إذ النقص في الصلاة يكون نقصين أحدهما لا تجزئ الصلاة مع ذلك النقص والآخر تكون الصلاة جائزة مع ذلك النقص لا يجب إعادتها وليس هذا النقص مما يوجب سجدتي السهو مع جواز الصلاة
490 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا وهب بن جرير نا شعبة عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال:
« قال رسول الله {{صل}}: لا يجزئ صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب قلت: فإن كنت خلف الإمام؟ وقال: اقرأ بها في نفسك يا فارسي » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب افتتاح القراءة بالحمد لله رب العالمين===
491 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بشر بن معاذ العقدي نا أبو عوانة عن قتادة عن أنس
« أن النبي {{صل}} وأبا بكر وعمر وعثمان كانوا يستفتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
492 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار حدثنا محمد بن جعفر نا شعبة عن قتادة عن أنس
« أن النبي {{صل}} وأبا بكر وعمر وعثمان كانوا يستفتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين »
===باب ذكر الدليل على أن بسم الله الرحمن الرحيم آية من فاتحة الكتاب===
493 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن إسحاق الصنعاني أخبرنا خالد بن خداش نا عمرو بن هارون عن ابن جريج عن بن أبي مليكة عن أم سلمة
« أن النبي {{صل}} قرأ في الصلاة بسم الله الرحمن الرحيم فعدها آية والحمد لله رب العالمين آيتين وإياك نستعين وجمع خمس أصابعه »
===باب ذكر خبر غلط في الاحتجاج به من لم يتبحر بالعلم فتوهم النبي {{صل}} لم يكن يقرأ ببسم الله الرحمن الرحيم في الصلاة في فاتحة الكتاب ولا في غيرها من السور===
494 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا محمد بن جعفر نا شعبة قال سمعت قتادة يحدث عن أنس
« عن النبي {{صل}} قال: صليت مع رسول الله {{صل}} ومع أبي بكر وعمر فلم أسمع أحدا منهم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم »
قال أبو بكر: قد خرجت طرق هذا الخبر وألفاظها في كتاب الصلاة كتاب الكبير وفي معاني القرآن وأمليت مسألة قدر جزئين في الاحتجاج في هذه المسألة أن بسم الله الرحمن الرحيم آية من كتاب الله في أوائل سور القرآن
===باب ذكر الدليل على أن أنسا إنما أراد بقوله لم أسمع أحدا منهم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم أي لم أسمع أحدا منهم يقرأ جهرا بسم الله الرحمن الرحيم===
وأنهم كانوا يسرون بسم الله الرحمن الرحيم في الصلاة لا كما توهم من لم يشتغل بطلب العلم من مظانه وطلب الرئاسة قبل تعلم العلم
495 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا سلم بن جنادة القرشي نا وكيع عن شعبة عن قتادة عن أنس قال:
« صليت خلف النبي {{صل}} وأبي بكر وعمر وعثمان فلم يجهروا ببسم الله الرحمن الرحيم » <ref>قال ناصر الدين: إسناده صحيح </ref>
وما أعل به من الضطراب فليس بشيئ إذ يمكن التوفيق بين وجوه الختلاف لكن لا مجال لبيان ذلك هنا
496 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو سعيد الأشج نا بن إدريس قال سمعت سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس ابن مالك
« أن رسول الله {{صل}} لم يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ولا أبو بكر ولا عمر ولا عثمان » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
497 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن إسحاق الصنعاني نا أبو الجواب حدثنا عمار بن رزيق عن الأعمش عن شعبة عن ثابت عن أنس قال:
« صليت مع النبي {{صل}} ومع أبي بكر وعمر فلم يجهروا ببسم الله الرحمن الرحيم »
498 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن أبي شريح الرازي حدثنا سويد بن عبد العزيز حدثنا عمران القصير عن الحسن عن أنس بن مالك
« أن رسول الله {{صل}} كان يسر ببسم الله الرحمن الرحيم في الصلاة وأبو بكر وعمر »
قال أبو بكر: هذا الخبر يصرح بخلاف ما توهم من لم يتبحر العلم وادعى أن أنس بن مالك أراد بقوله: كان النبي {{صل}} وأبو بكر وعمر يستفتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين وبقوله لم أسمع أحدا منهم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم إنهم لم يكونوا يقرؤون بسم الله الرحمن الرحيم جهرا ولا خفيا وهذا الخبر يصرح أنه أراد أنهم كانوا يسرون به ولا يجهرون به عند أنس
أبو الجواب هو الأحوص بن جواب <ref>قال الأعظمي: إسناده ضعيف </ref>
===باب ذكر الدليل على أن الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم والمخافتة به جميعا مباح ليس واحد منهما محظورا وهذا من اختلاف المباح===
499 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أخبرنا أبي وشعيب - يعني ابن الليث - قالا أخبرنا الليث نا خالد ح وحدثنا محمد بن يحيى نا سعيد بن أبي مريم أخبرنا الليث حدثني خالد بن يزيد عن بن أبي هلال عن نعيم المجمر قال:
« صليت وراء أبي هريرة فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ثم قرأ بأم القرآن حتى بلغ ولا الضالين فقال آمين وقال الناس آمين، ويقول كلما سجد: الله أكبر وإذا قام من الجلوس قال: الله أكبر، ويقول إذا سلم: والذي نفسي بيده إني لأشبهكم صلاة برسول الله {{صل}} » جميعها لفظا واحدا غير أن بن عبد الحكم قال: وإذا قام من الجلوس في الاثنين قال: الله أكبر
قال أبو بكر: قد استقصيت ذكر بسم الله الرحمن الرحيم في كتاب معاني القرآن وبينت في ذلك الكتاب أنه من القرآن ببيان واضح غير مشكل عند من يفهم صناعة العلم ويتدبر ما بينت في ذلك الكتاب ويرزقه الله فهمه ويوفقه لإدراك الصواب والرشاد بمنه وفضله <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح لولا أن ابن أبي هلال كان اختلط </ref>
===باب فضل قراءة فاتحة الكتاب مع البيان أنها السبع المثاني وأن الله لم ينزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في القرآن مثلها===
500 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن معمر بن ربعي القيسي نا أبو أسامة حماد بن أسامة أخبرنا عبد الحميد بن جعفر الأنصاري عن العلاء بن عبد الرحمن ابن يعقوب الحرقي عن أبيه عن أبي هريرة عن أبي بن كعب قال:
« قال رسول الله {{صل}}: ألا أعلمك سورة ما أنزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في القرآن مثلها؟ قلت: بلى يا رسول الله قال: لعلك أن لا تخرج من ذلك الباب حتى أحدثك بها فقمت معه فجعل يحدثني ويدي في يده فجعلت أتباطأ كراهية أن تخرج من قبل أن يخبرني بها فلما دنوت من الباب قلت: يا رسول الله السورة التي وعدتني قال: كيف تبدأ إذا قمت إلى الصلاة؟ قال: فقرأ فاتحة الكتاب فقال: هي هي وهي السبع المثاني الذي قال الله { ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم } هو الذي أوتيته » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
501 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا حوثرة بن محمد أبو الأزهر نا أبو أسامة نا عبد الحميد بن جعفر حدثني العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب عن أبيه عن أبي هريرة عن أبي بن كعب قال:
« قال رسول الله {{صل}}: ما أنزل الله في التوراة ولا الإنجيل ولا في القرآن مثل أم الكتاب وهي سبع المثاني » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
502 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عتبة بن عبد الله اليحمدي قال قرأت على مالك بن أنس عن العلاء بن عبد الرحمن أنه سمع أبا السائب مولى هشام بن زهرة يقول سمعت أبا هريرة يقول:
« قال رسول الله {{صل}}: من صلى صلاة لم يقرأ بأم القرآن فهي خداج فهي خداج فهي خداج غير تمام فقلت: يا أبا هريرة: إني أكون أحيانا وراء الإمام فغمز ذراعي وقال: اقرأ بها يا فارسي في نفسك فإني سمعت رسول الله {{صل}} يقول: قال الله تبارك وتعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فنصفها لي ونصفها لعبدي يقول العبد: الحمد لله رب العالمين يقول الله حمدني عبدي يقول العبد الرحمن الرحيم يقول الله أثنى علي عبدي يقول العبد { مالك يوم الدين } يقول الله مجدني عبدي وهذه الآية بيني وبين عبدي يقول العبد { إياك نعبد وإياك نستعين } فهذه بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل يقول العبد { اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين } فهو لعبدي ولعبدي ما سأل »
===باب القراءة في الظهر والعصر في الأوليين منهما بفاتحة الكتاب وسورة وفي الأخريين بفاتحة الكتاب===
ضد قول من زعم أن المصلي ظهرا أو عصرا مخير بين أن يقرأ في الأخريين منهما بفاتحة الكتاب وبين أن يسبح في الأخريين منهما وخلاف قول من زعم أنه يسبح في الأخريين ولا يقرأ في الأخريين منهما وهذا القول خلاف سنة النبي {{صل}} الذي ولاه الله بيان ما أنزل عليه من الفرقان وأمره عز وجل بتعليم أمته صلاتهم
503 - وأخبرنا الشيخ الفقيه أبو الحسن علي بن المسلم بن محمد نا عبد العزيز بن أحمد الكناني أخبرنا الأستاذ أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني أخبرنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة نا أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ومحمد بن رافع قالا حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا همام وأبان بن يزيد جميعا عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه
« أن رسول الله {{صل}} كان يقرأ في الركعتين من الظهر والعصر بفاتحة الكتاب وسورة ويسمعنا الآية أحيانا ويقرأ في الركعتين الأخريين بفاتحة الكتاب »
قال أبو بكر: كنت أحسب زمانا أن هذا الخبر في ذكر قراءة فاتحة الكتاب في الركعتين الأخريين من الظهر والعصر لم يروه غير أبان بن يزيد وهمام بن يحيى على ما كنت أسمع أصحابنا من أهل الآثار يقولون فإذا الأوزاعي مع جلالته قد ذكر في خبره هذه الزيادة
504 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر قال كذلك حدثنا محمد بن ميمون المكي حدثنا يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال:
« كان رسول الله {{صل}} يصلي بنا الظهر والعصر فيقرأ في الأوليين بفاتحة الكتاب وسورة معها وفي الأخريين بفاتحة الكتاب وكان يطول في الأولى ويسمعنا الآية أحيانا »
===باب المخافتة بالقراءة في الظهر والعصر وترك الجهر فيهما بالقراءة===
505 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن العلاء بن كريب نا أبو أسامة عن الأعمش حدثنا عمارة بن عمير ح وحدثنا عبد الجبار بن العلاء حدثنا سفيان نا الأعمش وحدثنا أحمد بن عبدة وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي قالا حدثنا سفيان بن عيينة عن الأعمش ح وحدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي نا أبو معاوية نا الأعمش عن عمارة بن عمير عن أبي معمر قال:
« سألنا خبابا أكان رسول الله {{صل}} يقرأ في الظهر والعصر؟ قال: نعم قلنا: بأي شيء علمتم قال: باضطراب لحيته »
وقال الدورقي والمخزومي وأبو كريب: باضطراب لحيته
506 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب الدورقي وسلم بن جنادة قالا حدثنا وكيع قال الدورقي قال: حدثنا الأعمش وقال سلم: عن الأعمش - بهذا الإسناد - مثله وقال: باضطراب لحيته
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بشر بن خالد العسكري نا محمد - يعني ابن جعفر - حدثنا شعبة عن سليمان قال سمعت عمارة بن عمير: بهذا الإسناد - مثله وقال: لحيته
===باب إباحة الجهر ببعض الآي في صلاة الظهر والعصر===
507 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن سهل الرملي نا الوليد - يعني ابن مسلم - حدثني أبو عمرو - وهو الأوزاعي - حدثني يحيى بن أبي كثير ح وحدثنا بحر بن نصر الخولاني نا بشر بن بكر نا الأوزاعي حدثني يحيى بن أبي كثير حدثني عبد الله بن أبي قتادة حدثني أبي
« أن رسول الله {{صل}} كان يقرأ بأم القرآن وسورتين معها في الركعتين الأوليين من صلاة الظهر وصلاة العصر ويسمعنا الآية أحيانا وكان يطول في الركعة الأولى من صلاة الظهر »
قال علي بن سهل عن أبيه وقال أيضا يطول في الركعة الأولى من صلاة الظهر
===باب تطويل الركعتين الأوليين من الظهر والعصر وحذف الأخريين منهما===
508 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي حدثنا هشيم أخبرنا عبد الملك بن عمير ح وحدثنا سعيد ابن عبد الرحمن المخزومي حدثنا سفيان بن عيينة عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة:
« أن أهل الكوفة شكوا سعدا إلى عمر فذكروا من صلاته فأرسل إليه عمر فقدم عليه فذكر له ما عابوه من أمر الصلاة فقال: إني لأصلي بهم صلاة رسول الله فما أخرم عنها إني لأركد بهم في الأوليين وأحذف بهم في الأخريين فقال له عمر: ذاك الظن بك يا أبا إسحاق »
هذا حديث الدورقي وقال المخزومي: وأخفف الأخريين
إباحة القراءة في الأخريين من الظهر والعصر بأكثر من فاتحة الكتاب وهذا من اختلاف المباح لا من اختلاف الذي يكون أحدهما محظورا والأخر مباحا فجائز أن يقرأ في الأخريين في كل ركعة بفاتحة فيقتصر من القراءة عليها ومباح أن يزاد في الأخريين على فاتحة الكتاب
509 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي وأبو هاشم زياد بن أيوب وأحمد بن منيع قالوا حدثنا هشيم أخبرنا منصور - وهو ابن زاذان - عن الوليد بن مسلم - وهو أبو بشر - عن أبي الصديق عن أبي سعيد الخدري قال:
« كنا نحزر قيام رسول الله {{صل}} في الظهر في الركعتين الأوليين قدر قراءة ثلاثين آية قدر قراءة الم تنزيل السجدة قال: وحزرنا قيامه في الأخريين على النصف من ذلك قال: وحزرنا قيامه في الأوليين من العصر على النصف من ذلك »
هذا لفظ حديث زياد بن أيوب
===باب ذكر قراءة القرآن في الركعتين الأوليين من الظهر والعصر===
510 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يحيى بن حكيم ويعقوب بن إبراهيم الدورقي قالا حدثنا أبو داود نا شعبة عن سماك بن حرب قال سمعت جابر بن سمرة يقول:
« كان رسول الله {{صل}} يقرأ في الظهر والعصر ب- { الليل إذا يغشى } { والشمس وضحاها } ونحوها ويقرأ في الصبح بأطول من ذلك »
511 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن حرب الواسطي حدثنا زيد بن الحباب عن حسين بن واقد قاضي مرو قال أخبرني عبد الله بن بريدة الأسلمي عن أبيه
« أن النبي {{صل}} كان يقرأ في الظهر ب- { إذا السماء انشقت } ونحوها » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
512 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن معمر بن ربعي القيسي نا روح ابن عبادة حدثنا حماد ابن سلمة حدثنا ابن قتادة وثابت وحميد عن أنس بن مالك
« عن النبي {{صل}} أنهم كانوا يسمعون منه النغمة في الظهر بسبح اسم ربك الأعلى وهل أتاك حديث الغتشية » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب ذكر الدليل على أن الصلاة بقراءة فاتحة الكتاب جائزة دون غيرها من القراءة===
وأن ما زاد على فاتحة الكتاب من القراءة في الصلاة فضيلة لا فريضة في خبر عبادة بن الصامت لا صلاة لمن لا يقرأ بفاتحة الكتاب دلالة على أن من قرأ بها له صلاة وفي خبر أبي هريرة من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج دلالة على أن من قرأ بفاتحة الكتاب في الصلاة لم تكن صلاته خداج
513 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن زياد بن عبيد الله أخبرنا عبد الوارث وحدثنا محمد بن يحيى نا أبو معمر نا عبد الوارث نا حنظلة السدوسي قال قلت لعكرمة
« ربما قرأت في صلاة المغرب ب- { قل أعوذ برب الفلق } و{ قل أعوذ برب الناس } وان ناسا يعيبون ذاك علي؟ قال: سبحان الله وما بأس ذاك اقرأ بهما فإنهما من القرآن ثم قال: حدثني ابن عباس أن رسول الله جاء فصلى ركعتين لم يقرأ فيهما إلا بأم الكتاب »
هذا حديث محمد بن يحيى
وقال محمد بن زياد: وأن أقواما يعيبون ولم يقل: وما بأس ذاك
وقال: حدثني ابن عباس أن النبي {{صل}} قام فصلى ركعتين لم يقرأ فيهما إلا بفاتحة الكتاب لم يزد على ذلك شيئا <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف لكن في الباب حديث آخر صحيح أوردته في صفة الصلاة </ref>
===باب القراءة في صلاة المغرب===
514 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء حدثنا سفيان قال سمعت الزهري يقول أخبرني محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه
« أنه: سمع النبي {{صل}} يقرأ في المغرب بالطور »
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن خشرم وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي قالا حدثنا ابن عيينة عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه ح وثنا بندار حدثنا يحيى حدثنا مالك حدثني الزهري عن ابن جبير بن مطعم عن أبيه - مثله
515 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا أبو عاصم نا ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن عروة بن الزبير عن مروان بن الحكم عن زيد بن ثابت قال:
« كان النبي {{صل}} يقرأ في صلاة المغرب بطولى الطوليين »
516 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن معمر القيسي نا روح بن عبادة عن ابن جريج وحدثنا الحسين بن مهدي حدثنا عبد الرزاق أخبرنا ابن جريج قال سمعت عبد الله بن أبي مليكة يقول أخبرني عروة بن الزبير أخبرني مروان بن الحكم قال قال زيد بن ثابت
« ما لك تقرأ في المغرب بقصار المفصل؟ لقد كان رسول الله يقرأ في المغرب بطولى الطوليين قال قلت وما طولى الطوليين؟ قال الأعراف فسألت ابن أبي مليكة وما الطوليان؟ فقال من قبل رأيه: الأنعام والأعراف »
هذا لفظ حديث عبد الرزاق وفي خبر روح قال أخبرني ابن أبي مليكة عن عروة بن الزبير قال مروان بن الحكم قال لي زيد بن ثابت
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر قال سمعت أحمد بن نصر المقري يقول: أشتهي أن أقرأ في المغرب مرة بالأعراف <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب ذكر الدليل على أن النبي {{صل}} إنما كان يقرأ بطولى الطوليين في الركعتين الأوليين من المغرب لا في ركعة واحدة===
517 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا محاضر نا هشام عن أبيه عن زيد بن ثابت
« أن النبي {{صل}} كان يقرأ في المغرب بسورة الأعراف في الركعتين كلتيهما »
قال أبو بكر: لا أعلم أحدا تابع محاضر بن المورع بهذا الإسناد
قال أصحاب هشام في هذا الإسناد: عن زيد بن ثابت أو عن أبي أيوب شك هشام <ref>قال الأعظمي: إسناده حسن </ref>
518 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن العلاء بن كريب نا أبو أسامة عن هشام عن أبيه
« أن أبا أيوب أو زيد بن ثابت - شك هشام - قال لمروان وهو أمير المدينة: إنك تخف القراءة في الركعتين من المغرب فوالله لقد كان رسول الله {{صل}} يقرأ فيهما بسورة الأعراف في الركعتين جميعا فقلت لأبي: ما كان مروان يقرأ فيهما؟ قال من طول المفصل »
وهكذا رواه وكيع وشعيب بن إسحاق عن هشام قالا: عند زيد أو عن أبي أيوب <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
519 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا سلم بن جنادة نا وكيع نا أبو كريب نا شعيب بن إسحاق
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء نا سفيان عن الزهري أخبرني عبيد الله بن عبد الله ح وحدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي حدثنا سفيان عن الزهري ح وحدثنا عبد الله بن محمد الزهري نا سفيان نا الزهري ح وحدثنا علي بن خشرم أخبرنا ابن عيينة عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله ح وحدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي نا سفيان عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس عن أمه أم الفضل بنت الحارث
« أنها سمعت رسول الله {{صل}} يقرأ في المغرب بالمرسلات »
هذا لفظ حديث الدورقي غير أن عبد الجبار لم يقل: في المغرب
520 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا بندار حدثنا أبو بكر - يعني الحنفي - أنا الضحاك - وهو - ابن عثمان - حدثني بكير بن عبد الله بن الأشج حدثنا سليمان بن يسار أنه سمع أبا هريرة يقول:
« ما رأيت أحدا أشبه صلاة برسول الله {{صل}} من فلان لأمير كان بالمدينة قال سليمان: فصليت أنا وراءه فكان يطيل في الأوليين ويخفف الأخريين ويخفف العصر وكان يقرأ في الأوليين من المغرب بقصار المفصل وفي الأوليين من العشاء بوسط المفصل رضي الله عنه وفي الصبح بطول المفصل »
قال أبو بكر: هذا الاختلاف في القراءة من جهة المباح جائز للمصلي أن يقرأ في المغرب وفي الصلوات كلها التي يزاد على فاتحة الكتاب فيها بما أحب وشيئا من سور القرآن ليس بمحظور عليه أن يقرأ بما شاء من سور القرآن غير أنه إذا كان إماما فالاختيار له أن يخفف في القراءة ولا يطول بالناس في القراءة فيفتنهم كما قال المصطفى {{صل}} لمعاذ بن جبل: أتريد أن تكون فتانا وكما أمر النبي {{صل}} الأئمة أن يخففوا الصلاة فقال: من أم منكم الناس فليخفف وسأخرج هذه الأخبار أو بعضها في كتاب الإمامة فإن ذلك الكتاب موضع هذه الأخبار <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب القراءة في صلاة العشاء الاخرة===
521 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة الضبي نا سفيان عن عمرو بن دينار وأبي الزبير سمعنا جابر بن عبد الله - يزيد أحدهما على صاحبه - قال:
« كان معاذ يصلي مع رسول الله {{صل}} ثم يرجع إلى قومه فيصلي بهم فأخر النبي {{صل}} الصلاة ذات ليلة فرجع معاذ يؤمهم فقرأ بسورة البقرة فلما رأى ذلك رجل من القوم إنحرف إلى ناحية المسجد فصلى وحده فقالوا: أنافقت؟ قال: لا قال: ولآتين رسول الله {{صل}} فلأخبرنه وأتى النبي {{صل}} فقال: إن معاذا يصلي معك ثم يرجع فيؤمنا وإنك أخرت الصلاة البارحة فجاء فأمنا فقرأ سورة البقرة وإني تأخرت عنه فصليت وحدي يا رسول الله وإنا نحن أصحاب نواضح وإنما نعمل بأيدينا فقال النبي {{صل}}: يا معاذ أفتان أنت؟ اقرأ سورة { والليل إذا يغشى } و{ سبح اسم ربك الأعلى } و{ السماء ذات البروج } »
قال أبو بكر: قد خرجت طرق هذا الخبر في كتاب الإمامة
522 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن خشرم أخبرنا ابن عيينة عن يحيى بن سعيد ومعمر سمعنا عدي بن ثابت يقول سمعت البراء بن عازب يقول:
« سمعت رسول الله {{صل}} يقرأ ب- { التين والزيتون } في عشاء الآخرة فما سمعت أحسن قراءة منه »
523 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عيسى بن إبراهيم الغافقي نا ابن وهب عن مالك وابن لهيعة عن ابن الأسود عن عروة بن الزبير عن زينب بنت سلمة عن أم سلمة زوج النبي {{صل}} قالت
« شكوت أو اشتكيت فذكرت لرسول الله {{صل}} فقال: طوفي مرور الناس وأنت راكبة قالت: فطفت على جمل ورسول الله {{صل}} يصلي إلى صقع البيت فسمعته يقرأ في العشاء الآخرة - وهو يصلي بالناس - { والطور * وكتاب مسطور } »
قال ابن لهيعة وقال أبو الأسود: يقرأ ويرتل إذا قرأ إلا أن مالكا قال: يصلي إلى جنب البيت <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب القراءة في صلاة العشاء في السفر===
524 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار محمد بن بشار نا محمد - يعني ابن جعفر - وعبد الرحمن يعني ابن مهدي قالا حدثنا شعبة عن عدي - وهو ابن ثابت - قال سمعت البراء بن عازب يقول:
« كان رسول الله {{صل}} في سفر فصلى العشاء الآخرة فقرأ في إحدى الركعتين ب- { التين والزيتون } »
525 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر أنا أبو طالب زيد بن أخزم الطائي نا محمد بن بكر نا شعبة عن أبي إسحاق قال سمعت البراء يقول:
« صلى النبي {{صل}} في سفر فصلى العشاء الآخرة فقرأ فيها ب- { التين والزيتون } » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب القراءة في صلاة الصبح===
526 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو موسى محمد بن المثنى نا زائدة عن سماك عن جابر بن سمرة قال:
« كان النبي {{صل}} يقرأ في الصبح بقاف وكانت صلاته بعد تخفيفا »
527 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة نا سفيان بن عيينة ح وحدثنا علي بن خشرم أخبرنا ابن عيينة عن زياد بن علاقة عن عمه قطبة بن مالك
« سمعت النبي {{صل}} يقرأ في الصبح بسورة ق وسمعته يقرأ { والنخل باسقات } »
528 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الصغاني نا المعتمر عن أبيه حدثني أبو المنهال عن أبي برزة
« أن رسول الله {{صل}} كان يقرأ في صلاة الغداة بالمائدة إلى الستين أو الستين إلى المائة »
قال أبو بكر: أبو المنهال هو سيار بن سلامة بصري
529 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة أخبرنا زياد بن عبد الله عن سليمان التيمي ح وحدثنا بندار نا يزيد أخبرنا سليمان التيمي ح وحدثنا أحمد بن عبدة أخبرنا يزيد بن هارون عن سليمان التيمي ح وحدثنا يوسف بن موسى حدثنا جرير عن سليمان التيمي بهذا الإسناد - مثله وقالوا: بالستين إلى المائة
530 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو عمار وسلم بن جنادة قالا حدثنا وكيع عن سفيان عن خالد عن أبي المنهال عن أبي برزة قال:
« كان رسول الله {{صل}} يقرأ في الصبح بما بين الستين إلى المائة »
531 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم نا خلف بن الوليد نا إسرائيل عن سماك عن جابر - هو ابن سمرة - قال:
« كان النبي {{صل}} يصلي نحوا من صلاتكم ولكنه كان يخفف الصلاة كان يقرأ في صلاة الفجر بالواقعة ونحوها من السور »
قال أبو بكر: روى هذا الخبر من ليس الحديث صناعته فجاء بطامة رواه عن سليمان التيمي فقال: عن أنس بن مالك عن رسول الله {{صل}} <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
532 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه أحمد بن منيع نا يعقوب بن إبراهيم نا سليمان التيمي عن أنس عن رسول الله {{صل}} بهذا.
وهذا خطأ فاحش والخبر إنما هو عن سليمان عن أبي المنهال سيار بن سلامة عن أبي برزة كذا رواه هؤلاء الحفاظ الذين الحديث صناعتهم
===باب القراءة في الفجر يوم الجمعة===
533 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن حجر السعدي عن مرة أخبرنا شريك عن مخول بن راشد عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:
« كان النبي {{صل}} يقرأ في الفجر يوم الجمعة آلم تنزيل وهل أتى »
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا محمد عن شعبة عن مخول عن مسلم البطين ح وحدثنا الصغاني نا خالد - يعني ابن الحارث - انا شعبة أخبرني مخول قال سمعت مسلم البطين يحدث عن سعيد بن جبير عن ابن عباس:
أن رسول الله {{صل}} كان يقرأ يوم الجمعة في صلاة الصبح آلم تنزيل وهل أتى على الإنسان وفي صلاة الجمعة سورة الجمعة والمنافقين
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الفضل بن يعقوب الرخامي بخبر غريب غريب
قال حدثنا أسد بن موسى نا حماد بن سلمة عن أيوب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس:
أن النبي {{صل}} كان يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة آلم تنزيل و{ هل أتى على الإنسان }
===باب قراءة المعوذين في الصلاة ضد قول من زعم أن المعوذتين ليستا من القرآن===
534 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو عمار وعلي بن سهل الرملي قالا حدثنا الوليد بن مسلم حدثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر حدثني القاسم أبو عبد الرحمن عن عقبة بن عامر قال:
« قدت رسول الله في نقب من تلك النقاب فقال: ألا تركب يا عقيب فأجللت أن أركب مركب رسول الله {{صل}} ثم قال: ألا تركب يا عقيب فأشفقت أن تكون معصية فنزل رسول الله {{صل}} وركبت هنيهة ثم نزلت وركب رسول الله {{صل}} ثم قال: يا عقيب ألا أعلمك سورتين من خير سورتين قرأ بهما الناس قلت: بلى يا رسول الله فأقرأني: قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس ثم أقيمت الصلاة فصلى وقرأ بهما ثم مر بي فقال: كيف رأيت يا عقيب اقرأ بهما كلما نمت وقمت »
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو الخطاب نا الوليد - بهذا الإسناد - بمثله وقال عن القاسم:
قال أبو بكر: هذه اللفظة كلما نمت وقمت من الجنس الذي أعلمت أن العرب يوقع اسم النائم على المضطجع ويوقعه على النائم الزائل العقل والنبي {{صل}} إنما أراد بقوله في هذا الخبر: اقرأ بهما إذا نمت أي إذا اضطجعت إذ النائم الزائل العقل محال أن يخاطب فيقال له إذا نمت - وزال عقله - فاقرأ بالمعوذتين وكذاك خبر ابن بريدة عن عمران بن حصين صلاة النائم على نصف صلاة القاعد وإنما أراد بالنائم في هذا الموضع المضطجع لا النائم الزائل العقل إذ النائم الزائل العقل غير مخاطب بالصلاة لا يمكنه الصلاة لزوال العقل <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
535 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الله بن هاشم حدثنا عبد الرحمن - يعني ابن مهدي - ح ونا عبدة بن عبد الله الخزاعي أخبرنا زيد يعني ابن الحباب كلاهما عن معاوية - وهو ابن صالح - قال عبدة: قال حدثني العلاء بن الحارث الحضرمي وقال ابن هاشم عن العلاء بن الحارث عن القاسم مولى معاوية عن عقبة بن عامر قال:
« كنت أقود برسول الله {{صل}} راحلته في السفر فقال يا عقبة ألا أعلمك خير سورتين قرئتا؟ قلت: بلى قال: قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس فلما نزل صلى بهما صلاة الغداة قال: كيف رأيت يا عقبة »
هذا لفظ حديث عبد الرحمن ولم يقل عبده: في السفر وقال: فلم يرني أعجبت بهما فصلى بالناس الصبح فقرأ بهما ثم قال لي: يا عقبة كيف رأيت
536 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا موسى بن عبد الرحمن المسروقي وعبد الرحمن بن الفضل بن الموفق قالا حدثنا أبو أسامة وزيد بن أبي الزرقاء كلاهما عن سفيان عن معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير الحضرمي عن أبيه عن عقبة بن عامر
« أن النبي {{صل}} كان يقرأ في صلاة الغداة قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس »
هذا لفظ حديث يزيد بن أبي الزرقاء
وفي حديث أبي أسامة قال: سألت رسول الله {{صل}} عن المعوذتين أمن القرآن هما؟ فأمنا بهما رسول الله {{صل}} في صلاة الفجر
قال أبو بكر: أصحابنا يقولون: الثوري أخطأ في هذا الحديث
وأنا أقول: غير مستنكر لسفيان أن يروي هذا عن معاوية وعن غيره <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب إباحة ترداد المصلي قراءة السورة الواحدة في كل ركعتين من المكتوبة===
537 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى بخبر غريب غريب حدثنا إبراهيم بن حمزة نا عبد العزيز - يعني ابن محمد - عن عبيد الله عن ثابت البناني عن أنس بن مالك قال:
« كان رجل من الأنصار يؤمهم في مسجد قباء قال: وكان كلما افتتح سورة يقرأ بها في الصلاة مما يقرأ به افتتح بقل هو الله أحد حتى يفرغ منها ثم يقرأ بسورة أخرى معها وكان يصنع ذلك في كل ركعة فلما أتاهم النبي {{صل}} أخبروه بالخبر فقال: يا فلان ما يحملك على لزوم هذه السورة في كل ركعة؟ قال: إني أحبها فقال النبي {{صل}}: حبها أدخلك الجنة »
===باب إباحة قراءة السورتين في الركعة الواحدة===
538 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن العلاء بن كريب الهمداني نا أبو خالد عن الأعمش عن شقيق قال:
« جاء نهيك بن سنان إلى عبد الله فقال: كيف تجد هذا الحرف من ماء غير آسن أو ياسن؟ فقال: أكل القرآن أحصيت إلا هذا؟ قال: إني لأقرأ المفصل في ركعة فقال عبد الله: هذا كهذا الشعر إن أقواما يقرؤون القرآن بألسنتهم لا يعدو تراقيهم ولكنه إذا دخل في قلب فرسخ فيه نفع وإن أخير الصلاة الركوع والسجود وإني أعلم النظائر التي كان رسول الله {{صل}} يقرأ بهن سورتين في ركعة ثم أخذ بيد علقمة فدخل ثم خرج فعدهن علينا »
قال الأعمش: وهي عشرون سورة على تأليف عبد الله أولهن الرحمن وآخرتهن الدخان الرحمن والنجم والذاريات والطور هذه النظائر واقتربت والحاقة والواقعة ون والنازعات وسأل سائل والمدثر والمزمل وويل للمطففين وعبس ولا أقسم وهل أتى والمرسلات وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت والدخان
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو موسى نا الأعمش ح وحدثنا يوسف بن موسى وسلم بن جنادة قالا حدثنا أبو معاوية نا الأعمش:
فذكروا الحديث بطوله إلى قوله: فدخل علقمة فسأله ثم خرج إلينا فقال: عشرون سورة من أول المفصل في تأليف عبد الله لم يزيدوا على هذا
===باب إباحة جمع السور في الركعة الواحدة من المفصل===
539 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي نا عثمان بن عمر نا كهمس وحدثنا سلم بن جنادة انا وكيع عن كهمس بن الحسن عن عبد الله بن شقيق العقيلي قال:
« قلت لعائشة: هل كان رسول الله {{صل}} يجمع بين السور في الركعة؟ قالت: المفصل »
هذا حديث وكيع
وقال الدورقي في حديثه قلت لعائشة: أكان رسول الله {{صل}} يصلي الضحى؟ قالت: إذا جاء من مغيبه قلت: أكان يقرن السور؟ قالت: المفصل قلت: أكان يصلي جالسا؟ قالت: بعدما حطمه الناس
===باب إباحة ترديد الآية الواحدة في الصلاة مرارا عند التدبر والتفكر في القرآن إن صح الخبر===
===باب إباحة قراءة السورة الواحدة في ركعتين من المكتوبة===
540 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن العلاء بن كريب الهمداني نا أبو أسامة عن هشام عن أبيه أن أبا أيوب - أو زيد بن ثابت -
« فذكر الحديث » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
541 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب انا عمي أخبرني عمرو بن الحارث عن محمد بن عبد الرحمن أنه سمع عروة بن الزبير يقول:
« قال زيد بن ثابت لمروان بن الحكم: يا أبا عبد الملك أتقرأ في المغرب بقل هو الله أحد وإنا أعطيناك الكوثر؟ فقال: نعم قال زيد بن ثابت: فمحلوفة لقد رأيت رسول الله {{صل}} يقرأ فيبدأ بأطول الطولين المص »
قال أبو بكر: قد أمليت خبر هشام عن أبيه عن زيد بن ثابت أن النبي {{صل}} كان يقرأ المغرب بسورة الأعراف في الركعتين كلتيهما بخبر محمد بن عبد الرحمن عن عروة عن زيد بن ثابت في قوله: يقرأ فيهما يريد في الركعتين جميعا » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب الدعاء في الصلاة بالمسألة عند قراءة آية الرحمة والاستعاذة عند قراءة آية العذاب والتسبيح عند قراءة آية التنزيه===
542 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا سلم بن جنادة نا معاوية عن الأعمش ح وحدثنا مؤمل بن هشام نا أبو معاوية نا الأعمش عن سعد بن عبيدة عن المستورد بن الأحنف عن صلة عن حذيفة قال:
« صليت مع النبي {{صل}} ذات ليلة فافتتح القراءة فقرأ حتى انتهى إلى المائة فقلت يركع ثم مضى حتى بلغ المائتين فقلت يركع ثم قرأ حتى ختمها فقلت يركع ثم افتتح النساء فقرأ ثم ركع فكان ركوعه مثل قيامه وقال في ركوعه: سبحان ربي العظيم ثم سجد وكان سجوده مثل ركوعه فقال في سجوده: سبحان ربي الأعلى وكان إذا مر بآية رحمة سأل وإذا مر بآية عذاب تعوذ وإذا مر بآية فيها تنزيه لله سبح »
هذا لفظ مؤمل
543 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا يحيى نا عبد الرحمن بن مهدي وابن أبي عدي عن شعبة وحدثنا أبو موسى نا عبد الرحمن بن مهدي ح وحدثنا بشر بن خالد العسكري نا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة عن الأعمش عن سعد بن عبيدة عن المستورد بن الأحنف عن صلة بن ظفر عن حذيفة قال:
« صليت مع رسول الله {{صل}} ذات ليلة ما مر بآية رحمة إلا وقف عندها - فسأل ولا مر بآية عذاب إلا وقف عندها فتعوذ »
هذا لفظ حديث أبي موسى <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب إجازة الصلاة بالتسبيح والتكبير والتحميد والتهليل لمن لا يحسن القرآن===
544 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا هارون بن إسحاق الهمداني نا محمد - يعني ابن عبد الوهاب السكري - وحدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي نا سفيان جميعا عن معمر عن إبراهيم السكسكي عن عبد الله بن أبي أوفى قال:
« جاء رجل إلى النبي {{صل}} فقال: يا رسول الله علمني شيئا يجزئني من القرآن فإني لا أقرأ فقال: قل سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله قال: فضم عليها الرجل بيده قال: هذا لربي فما لي؟ قال: قل: اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني وعافني قال: فضم عليها بيده الأخرى وقام »
هذا حديث المخزومي
وقال هارون في حديثه: فقال علمني شيئا يجزئني من القرآن ولم يقل: فضم عليها الرجل بيده وقال في آخر الحديث قال مسعر: كنت عند إبراهيم وهو يحدث هذا الحديث واستثبته من عنده <ref>قال الأعظمي: إسناده حسن </ref>
545 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن حجر السعدي نا إسماعيل - يعني ابن جعفر - نا يحيى بن علي بن يحيى بن خلاد ابن رافع الزرقي عن أبيه عن جده عن رفاعة بن رافع
« أن رسول الله {{صل}} بينما هو جالس في المسجد يوما - قال رفاعة: ونحن معه - إذ جاء رجل كالبدوي فصلى فأخف صلاته ثم انصرف فسلم على النبي {{صل}} فقال النبي {{صل}}: وعليك فارجع فصل فإنك لم تصل فرجع فصلى ثم جاء فسلم على النبي {{صل}} فرد عليه وقال: ارجع فصل فإنك لم تصل ففعل ذلك مرتين أو ثلاثا كل ذلك يأتي النبي {{صل}} يسلم عليه ويقول: وعليك فارجع فصل فإنك لم تصل فخاف الناس وكبر عليهم أن يكون من أخف صلاته لم يصل فقال الرجل في آخر ذلك: فأرني أو علمني فإنما أنا بشر أصيب وأخطئ فقال النبي {{صل}}: أجل إذا قمت إلى الصلاة فتوضأ كما أمرك الله ثم تشهد فأقم ثم كبر فإن كان معك قرآن فاقرأ به وإلا فاحمد الله وكبره وهلله ثم اركع فاطمئن راكعا ثم اعتدل قائما ثم اسجد فاعتدل ساجدا ثم اجلس فاطمئن جالسا ثم قم فإذا فعلت ذلك فقد تمت صلاتك وإن انتقصت منها شيئا انتقصت من صلاتك قال: وكانت هذه أهون عليهم من الأولى ان من انتقص من ذلك شيئا انتقص من صلاته ولم يذهب كلها » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب إباحة قراءة بعض السورة في الركعة الواحدة للعلة تعرض للمصلي===
546 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم نا حجاج - يعني ابن محمد - قال أخبرنا ابن جريج: قال سمعت محمد بن عباد بن جعفر يقول أخبرني أبو سلمة بن سفيان وعبد الله بن عمرو بن العاص وعبد الله بن المسيب العابدي عن عبد الله بن السائب قال:
« صلى رسول الله {{صل}} بمكة الصبح واستفتح سورة المؤمنين حتى إذا جاء ذكر موسى وهارون أو ذكر عيسى - محمد بن عباد شك أو اختلفوا عليه - أخذت النبي {{صل}} سعلة قال: فركع قال: وابن السائب حاضر ذلك »
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الرحمن نا عبد الرزاق أخبرنا ابن جريج - بمثله سواء لفظا واحدا غير أنه قال: صلى لنا رسول الله {{صل}} وقال: فحذف وركع ولم يذكر ما بعده
قال أبو بكر: ليس هو عبد الله بن عمرو بن العاص السهمي
===باب الجهر بالقراءة في الصلاة والمخافتة بها===
547 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء العطار أبو بكر نا سفيان عن ابن جريج قال سمعت عطاء يقول سمعت أبا هريرة يقول:
« في كل صلاة يقرأ فما أسمعنا رسول الله {{صل}} أسمعناكم وما أخفى عنا أخفيناه عنكم »
قال أبو بكر: قد بينت في كتاب الإمامة جميع ما ينبغي للمصلي أن يعلن بالقراءة فيها من الصلوات وما عليه أن يخافت بها على ما كان النبي {{صل}} يعلن ويخافت
===باب النهي عن قراءة القرآن في الركوع والسجود===
548 - أخبرنا أبو طاهر نا علي بن حجر السعدي نا إسماعيل - يعني ابن جعفر - نا سفيان بن عيينة وحدثنا عبد الجبار بن العلاء حدثنا سفيان عن سليمان بن سحيم عن إبراهيم بن عبد الله بن معبد - وهو ابن عباس - عن أبيه عن ابن عباس قال:
« كشف النبي {{صل}} الستارة والناس صفوف خلف أبي بكر فقال: أيها الناس إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له ألا إني نهيت أن أقرأ راكعا أو ساجدا فأما الركوع فعظموا فيه الرب وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم »
هذا حديث عبد الجبار
===باب فضل السجود عند قراءة السجدة وبكاء الشيطان ودعائه بالويل لنفسه عند سجود القارىء السجدة===
549 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يوسف بن موسى أنا جرير ح ونا سلم بن جنادة نا أبو معاوية جميعا عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال:
« قال رسول الله {{صل}}: إذا قرأ بن آدم السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكي ويقول: يا ويله أمر بن آدم بالسجود فسجد فله الجنة وأمرت بالسجود فأبيت فلي النار »
في حديث جرير قال: فعصيته
===باب السجدة في ص===
550 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة عن حماد بن زيد ح وحدثنا بشر بن معاذ العقدي حدثنا حماد بن زيد ح وحدثنا عبد الجبار بن العلاء حدثنا سفيان ح وحدثنا محمد بن بشار ويحيى بن حكيم قالا حدثنا عبد الوهاب جميعا عن أيوب وقال عبد الوهاب: نا أيوب عن عكرمة عن ابن عباس أنه قال:
« ص ليست من عزائم السجود وقد رأيت رسول الله {{صل}} سجد فيها »
هذا لفظ حديث عبد الوهاب
===باب ذكر العلة التي لها سجد النبي {{صل}} في ص===
551 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الله بن سعيد الأشج أنا حفص بن غياث وأبو خالد - بعني سليمان بن حيان الأحمر - عن العوام بن حوشب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس
« أنه كان يسجد في ص فقيل له فقال: { أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده } وقال: سجدها داود وسجدها رسول الله {{صل}} » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
552 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن العلاء بن كريب وعبد الله بن سعيد الأشج قالا حدثنا أبو خالد عن العوام عن مجاهد قال:
« قلت لابن عباس: سجدة ص من أين أخذتها؟ قال فتلا علي: { ومن ذريته داود وسليمان وأيوب } حتى بلغ إلى قوله: { أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده } قال: كان داود رسول الله {{صل}}
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الأشج نا ابن أبي غنية نا العوام بن حوشب بهذا »
===باب السجود في النجم===
553 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا محمد بن جعفر نا شعبة عن أبي إسحاق قال سمعت الأسود يحدث عن عبد الله
« عن النبي {{صل}} أنه قرأ النجم فسجد فيها وسجد من كان معه غير أن شيخا أخذ كفا من حصى أو تراب فرفعه إلى جبهته وقال: يكفيني هذا قال عبد الله: فلقد رأيته بعد ذلك قتل كافرا »
===باب السجود في إذا انشقت السماء واقرأ بسم ربك الذي خلق===
554 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو موسى نا عبد الرحمن بن مهدي أنا سفيان عن أيوب بن موسى عن عطاء بن ميناء عن أبي هريرة ح وحدثنا سلم بن جنادة ثنا وكيع عن سفيان عن أيوب بن موسى عن بن ميناء عن أبي هريرة قال:
« سجدنا مع رسول الله {{صل}} في { اقرأ باسم ربك الذي خلق } و{ إذا السماء انشقت } » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
555 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم نا عبد الرزاق أخبرنا ابن جريج أخبرني أيوب بن موسى أن عطاء بن ميناء أخبره أنه سمع أبا هريرة يقول:
« سجدت مع النبي {{صل}} في { إذا السماء انشقت } وفي { اقرأ باسم ربك الذي خلق } »
وزعم أيوب: أن عطاء بن ميناء كان من صالحي الناس
===باب صفة سجود الراكب عند قراءة السجدة===
556 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى بخبر غريب انا محمد بن عثمان الدمشقي نا عبد العزيز بن محمد عن مصعب بن ثابت عن نافع عن ابن عمر
« أن رسول الله {{صل}} قرأ عام الفتح سجدة فسجد الناس كلهم فمنهم الراكب والساجد في الأرض حتى أن الراكب ليسجد على يده » <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف مصعب بن ثابت وهو ابن عبد الله بن الزبير بن العوام الأسدي لين الحديث </ref>
===باب استحباب سجود المستمع لقراءة القرآن عند قراءة القارئ السجدة إذا سجد===
557 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا يحيى بن سعيد نا عبيد الله أخبرني نافع عن ابن عمر قال:
« كان رسول الله {{صل}} يقرأ علينا القرآن فيقرأ السورة فيها سجدة فيسجد ونسجد معه حتى لا يجد أحدنا مكانا لجبينه »
558 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه محمد بن هشام نا ابن إدريس عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال:
« كنا نقرأ السجدة عند النبي {{صل}} فيسجد ونسجد معه حتى يزحم بعضنا بعضا »
===باب ذكر الدليل على ضد قول من زعم أن النبي {{صل}} لم يسجد في المفصل بعد هجرته إلى المدينة===
559 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الربيع بن سليمان المرادي نا شعيب - يعني ابن الليث - نا الليث عن بكر بن عبد الله عن نعيم بن عبد الله المجمر أنه قال:
« صليت مع أبي هريرة فوق هذا المسجد فقرأ { إذا السماء انشقت } فسجد فيها وقال: رأيت رسول الله {{صل}} سجد فيها »
قد خرجت طرق هذا الخبر - في كتاب الصلاة كتاب الكبير - من قال عن أبي هريرة رأيت النبي {{صل}} أو سجدت مع النبي {{صل}} في { إذا السماء انشقت }
قال أبو بكر وأبو هريرة إنما قدم على النبي {{صل}} فأسلم بعد الهجرة بسنين قال في خبر عراك بن مالك عن أبي هريرة: قدمت المدينة والنبي {{صل}} بخيبر قد استخلف على المدينة سباع بن عرفطة
وقال قيس بن أبي حازم سمعت أبا هريرة يقول: صحبت النبي ثلاث سنوات وقد أعلم أنه رأى النبي {{صل}} سجد في { إذا السماء انشقت } و{ اقرأ باسم ربك الذي خلق }
وقد أعلمت في غير موضع من كتبنا أن المخبر والشاهد الذي يجب قبول شهادته وخبره من يخبر بكون الشيء ويشهد على رؤية الشيء وسماعه لا من ينفي كون الشيء وينكره ومن قال: لم يفعل فلان كذا ليس بمخبر ولا شاهد وإنما الشاهد من يشهد ويقول رأيت فلانا يفعل كذا وسمعته يقول كذا وهذا لا يخفي على من يفهم العلم والفقه وقد بينت هذه المسألة في غير موضع من كتبنا
وتوهم بعض من لم يتبحر العلم أن خبر الحارث بن عبيد عن مطر عن عكرمة عن ابن عباس أن رسول الله {{صل}} لم يسجد في شيء من المفصل منذ تحول إلى المدينة حجة من زعم أن لا سجود في المفصل وهذا من الجنس الذي أعلمت أن الشاهد من يشهد برؤية الشيء أو سماعه لا من ينكره ويدفعه وأبو هريرة قد أعلم أنه قد رأى النبي {{صل}} قد سجد في إذا السماء انشقت واقرأ بسم ربك الذي خلق بعد تحوله إلى المدينة إذ كانت صحبته إياه إنما كان بعد تحول النبي {{صل}} إلى المدينة لا قبل <ref>قال الأعظمي: تعليقا على قول ابن خزيمة " وأبو هريرة إنما قدم على النبي {{صل}} فأسلم بعد الهجرة بسنين " - قال: اسلم أبو هريرة قبل الهجرة إلى المدينة بسنوات لكنه هاجر بزمن خيبر انظر ترجمة الطفيل ابن عمرو الدوسي في الاستيعاب والإصابة </ref>
560 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بخير الحارث بن عبيد محمد بن رافع نا أزهر بن القاسم نا أبو قدامة - وهو الحارث ابن عبيد -
ورواه أبو داود الطيالسي عن الحارث بن عبيد قال حدثنا مطر الوراق عن عكرمة أو غيره عن ابن عباس - <ref>قال الأعظمي: إسناده ضعيف مطر الوراق صدوق كثير الخطأ والحارث بن عبيد وهو الإيادي صدوق يخطئ كما قال الحافظ </ref>
===باب السجود عند قراءة السجدة في الصلاة المكتوبة ضد قول بعض أهل الجهل ممن لا يفهم العلم من أهل عصرنا ممن زعم أن السجدة عند قراءة السجدة في الصلاة المكتوبة غير جائزة===
561 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا إسحاق بن إبراهيم بن الشهيد ومحمد بن الأعلى الصنعاني وأبو الأشعث أحمد بن المقدام العجلي قالوا نا المعتمر قال الشهيدي قال: سمعت أبي قال وحدثني بكر عن أبي عن أبي رافع قال:
« صليت مع أبي هريرة صلاة العتمة وقرأ إذا السماء انشقت فسجد فقلت له: ما هذه السجدة؟ قال سجدت بها خلف أبي القاسم {{صل}} »
وقال الصنعاني: عن أبيه وزاد في آخر الخبر: فلا أزال أسجد بها حتى ألقاه. وقال أبو الأشعث: عن أبيه عن بكر بن عبد الله قال: صليت خلف أبي القاسم فسجد بها فلا أزال أسجد بها حتى ألقى أبا القاسم {{صل}}
===باب الذكر والدعاء في السجود عند قراءة السجدة===
562 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الحسن بن محمد نا محمد بن يزيد بن خنيس قال قال لي ابن جريج قال حدثني ابن عباس
« جاء رجل إلى رسول الله {{صل}} فقال: يا رسول الله إني رأيت في هذه الليلة فيما يرى النائم كأني أصلي خلف شجرة فرأيت كأني قرأت سجدة فسجدت فرأيت الشجرة كأنها تسجد بسجودي فسمعتها - وهي ساجدة - وهي تقول: اللهم اكتب لي عندك بها أجرا واجعلها لي عندك ذخرا وضع عني بها وزرا واقبلها مني كما قبلت من عبدك داود قال ابن عباس: فرأيت رسول الله {{صل}} قرأ السجدة ثم سجد فسمعته - وهو ساجد - يقول مثل ما قال الرجل عن كلام الشجرة » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
563 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن جعفر الحلواني نا محمد بن يزيد بن خنيس قال:
« كان الحسن بن محمد بن عبيد الله بن أبي يزيد صلى بنا في هذا المسجد - يعني المسجد الحرام - في شهر رمضان فكان يقرأ السجدة فيسجد فيطيل السجود فقيل له في ذلك فقال قال لي ابن جريج: أخبرني جدك عبيد الله بن أبي يزيد عن ابن عباس فذكر نحوه وقال: واحطط عني بها وزرا ولم يقل: اقبلها مني كما تقبلت من عبدك داود »
قال أبو بكر: وإنما كنت تركت إملاء خبر أبي العالية عن عائشة أن النبي {{صل}} كان يقول في سجود القرآن بالليل: سجد وجهي للذي خلقه وشق سمعه وبصره بحوله وقوته لأن بين خالد الحذاء وبين أبي العالية رجل مسمى لم يذكر الرجل عبد الوهاب بن عبد المجيد وخالد بن عبد الله الواسطي <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
564 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه بندار انا عبد الوهاب انا خالد - وهو الحذاء - عن أبي العالية عن عائشة ح وحدثنا أبو بشر الواسطي نا خالد - يعني ابن عبد الله - عن خالد - وهو الحذاء - عن أبي العالية عن عائشة
« غير أن أبا بشر لم يقل: بالليل وزاد: يقول ذلك ثلاث مرات » <ref>قال الأعظمي: إسناده ضعيف كما بين ابن خزيمة في الذي بعده </ref>
565 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي نا ابن علية عن خالد الحذاء عن رجل عن أبي العالية عن عائشة رضي الله عنها
« مثل حديث بندار غير أنه قال: يقول في السجدة مرارا »
قال أبو بكر: وإنما أمليت هذا الخبر وبينت علته في هذا الوقت مخافة أن يفتن بعض طلاب العلم برواية الثقفي وخالد بن عبد الله فيتوهم أن رواية عبد الوهاب وخالد بن عبد الله صحيحة <ref>قال الأعظمي: إسناده ضعيف لجهالة الرجل الذي لم يسمه </ref>
===باب ذكر الدليل على السجود عند قراءة فضيلة لا فريضة===
إذ النبي {{صل}} سجد وسجد المسلمون معه والمشركون جميعا إلا الرجلين اللذين أرادا الشهرة وقد قرأ زيد بن ثابت عند النبي {{صل}} النجم فلم يسجد ولم يأمره عليه السلام ولو كان السجود فريضة لأمره النبي {{صل}} بها ولو لم تكن في النجم سجدة كما توهم بعض الناس لعلة هذا الخبر الذي سنذكره إن شاء الله لما سجد النبي {{صل}} في النجم
566 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى الصدفي أخبرنا ابن وهب حدثنا أبو صخر عن ابن قسيط عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه قال:
« عرضت النجم على رسول الله {{صل}} فلم يسجد منا أحد »
قال أبو صخر: وصليت خلف عمر بن عبد العزيز وأبي بكر بن حزم فلم يسجدا <ref>قال الأعظمي: إسناده حسن </ref>
567 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر بن أبي مليكة عن عثمان بن عبد الرحمن التيمي عن ربيعة بن عبد الله بن الهدير التيمي - قال أبو بكر بن أبي مليكة: وكان ربيعة من خيار الناس ممن حضر عمر بن الخطاب - وقال ربيعة
« قرأ عمر بن الخطاب يوم الجمعة على المنبر سورة النحل حتى إذا أتى السجدة فقال: يا أيها الناس إنما نمر بالسجود فمن سجد فقد أصاب وأحسن ومن لم يسجد فلا إثم عليه ولم يسجد »
===باب الدليل على المنصت السامع قراءة السجدة لا يجب عليه السجود إذا لم يسجد القارئ ضد قول من زعم أن السجدة على من استمع لها وأنصت===
568 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا يحيى حدثنا ابن ذئب ح وحدثنا بندار مرة حدثنا يحيى وعثمان ابن عمر عن ابن أبي ذئب عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن عطاء بن يسار عن زيد بن ثابت قال:
« قرأت على النبي {{صل}} النجم فلم يسجد »
قال أبو بكر: وروى أبو صخر هذا الخبر عن ابن قسيط عن خارجة بن زيد وعطاء بن يسار جميعا حدثنا بهما أحمد بن عبد الرحمن بن وهب نا عمي عن أبي صخر بالإسنادين منفردين
ورواه يزيد بن خصيفة عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن عطاء بن يسار أنه أخبره أنه سأل زيد بن ثابت وزعم أنه قرأ على رسول الله {{صل}} { والنجم إذا هوى } فلم يسجد
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه علي بن حجر نا إسماعيل بن جعفر عن يزيد بن خصيف
===باب الجهر بآمين عند انقضاء فاتحة الكتاب في الصلاة التي يجهر الإمام فيها بالقراءة===
569 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي وعلي بن خشرم - وهذا حديث المخزومي - نا سفيان عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة
« عن النبي {{صل}} قال: إذا أمن القارئ فأمنوا فإن الملائكة تؤمن فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه »
قال المخزومي مرة: قال سمعت الزهري
570 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر انا أحمد بن عبدة الضبي أخبرنا عبد العزيز يعني بن محمد الداروردي - عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة
« أن رسول الله {{صل}} قال: إذا أمن الإمام فأمنوا فمن وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه »
قال أبو بكر: في قول النبي {{صل}}: إذا أمن الإمام فأمنوا ما بان وثبت أن الإمام يجهر بآمين إذ معلوم عند من يفهم العلم أن النبي {{صل}} لا يأمر المأموم أن يقول آمين عند تأمين الإمام إلا والمأموم يعلم أن الإمام يقوله ولو كان الإمام يسر آمين لا يجهر به لم يعلم المأموم أن إمامه قال آمين أو لم يقله ومحال أن يقال للرجل إذا قال فلان كذا فقل مثل مقالته وأنت لا تسمع مقالته هذا عين المحال وما لا يتوهمه عالم أن النبي {{صل}} يأمر المأموم أن يقول آمين إذا قاله إمامه وهو لا يسمع تأمين إمامه
قال أبو بكر فاسمع الخبر المصرح بصحة ما ذكرت أن الإمام يجهر بآمين عند قراءة فاتحة الكتاب
571 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا إسحاق بن إبراهيم - وهو ابن العلاء الزبيدي - حدثني عمرو بن الحارث عن عبد الله بن سالم عن الزبيدي قال أخبرني الزهري عن أبي سلمة وسعيد عن أبي هريرة قال:
« كان رسول الله {{صل}} إذا فرغ من قراءة أم القرآن رفع صوته قال آمين » <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف اسحق ابن إبراهيم الزبيدي صدوق يهم كثيرا وأطلق محمد بن عوف أنه يكذب </ref>
572 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا أبو سعيد الجعفي حدثني ابن وهب أخبرني أسامة - وهو ابن زيد - عن نافع عن ابن عمر كان
« إذا كان مع الإمام يقرأ بأم القرآن فأمن الناس أمن ابن عمرو ورأى تلك السنة » <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف أبو سعيد الجعفي اسمه يحيى بن سليمان صدوق يخطئ وأسامة بن زيد إن كان العدوي فضعيف وإن كان الليثي فهو صدوق يهم وكلاهما يروي عن نافع وعنهما ابن وهب </ref>
573 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر حدثنا محمد بن حسان الأزرق بخبر غريب غريب إن كان حفظ اتصال الإسناد حدثنا بن مهدي عن سفيان عن عاصم عن أبي عثمان عن بلال
« أنه قال للنبي {{صل}} لا تسبقني بآمين »
قال أبو بكر: هكذا أملي علينا محمد بن حسان هذا الحديث من أصله الثوري عن عاصم فقال عن بلال والرواة إنما يقولون في هذا الإسناد عن أبي عثمان أن بلالا قال للنبي {{صل}}.
===باب ذكر حسد اليهود المؤمنين على التأمين أن يكون زجر بعض الجهال الأئمة والمأمومين التأمين عند قراءة الإمام شعبة من فعل اليهود وحسد منهم لمتبعي النبي {{صل}}===
574 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو بشر الواسطي نا خالد - يعني ابن عبد الله - عن سهيل - وهو ابن أبي صالح - عن أبيه عن عائشة قالت
« دخل اليهود على رسول الله {{صل}} فقال: السأم عليك يا محمد فقال النبي {{صل}}: وعليك فقالت عائشة: فهممت أن أتكلم فعلمت كراهية النبي {{صل}} لذلك فسكت ثم دخل آخر فقال: السأم عليك فقال: عليك فهممت أن أتكلم فعلمت كراهية النبي {{صل}} لذلك ثم دخل الثالث فقال: السأم عليك فلم أصبر حتى قلت: وعليك السام وغضب الله ولعنته إخوان القردة والخنازير أتحيون رسول الله {{صل}} بما لم يحيه الله فقال رسول الله {{صل}}: إن الله لا يحب الفحش ولا التفحش قالوا قولا فرددنا عليهم إن اليهود قوم حسد وهم لا يحسدونا على شيء كما يحسدونا على السلام وعلى آمين »
قال أبو بكر خبر ابن أبي مليكة عن عائشة في هذه القصة قد خرجته في كتاب الكبير <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب الدليل على أن الإمام إذا جهل فلم يقل آمين أو نسيه كان على المأموم إذا سمعه يقول ولا الضالين عند ختمه قراءة فاتحة الكتاب إن يقول آمين===
إذ النبي {{صل}} قد أمر المأموم أن يقول: آمين إذا قال إمامه ولا الضالين كما أمره أن يقول آمين إذا قاله إمامه
575 - أخبرنا أبو الطاهر نا أبو بكر نا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني وعمرو بن علي قالا حدثنا يزيد - وهو ابن زريع - أنا معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال:
« قال رسول الله {{صل}}: إذا قال الإمام غير المغضوب عليهم ولا الضالين فقولوا: آمين فإن الملائكة تقول: آمين والإمام يقول آمين فمن وافق تأميمه تأميم الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه
هذا حديث الصنعاني » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب ذكر خبر روي عن النبي {{صل}} في تكبيره في الصلاة في كل خفض ورفع بلفظ عام مراده خاص===
576 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن منيع انا روح بن جريج ح وحدثنا الحسن بن محمد حدثنا روح أخبرنا ابن جريج ح وحدثنا الحسن أيضا الزعفراني نا حجاج بن محمد قال قال ابن جريج أخبرنا عمرو بن يحيى عن محمد بن يحيى بن حيان عن عمه واسع بن حيان
« أنه سأل ابن عمر عن صلاة رسول الله {{صل}} فقال: الله أكبر كلما وضع الله أكبر كلما رفع »
هذا لفظ حديث الحسن بن محمد
وقال ابن منيع: عن ابن عمر أن رسول الله {{صل}} كان يقول: الله أكبر كلما رفع ووضع وزاد ثم يقول: السلام عليكم ورحمة الله عن يمينه السلام عليكم ورحمة الله عن يساره
قال أبو بكر: اختلف أصحاب عمرو بن يحيى في هذا الإسناد فقال: أنه سأل عبد الله بن زيد بن عاصم خرجته في كتاب الكبير » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
577 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي حدثنا هشيم عن أبي بشر عن عكرمة قال:
« رأيت رجلا عند المقام يكبر في كل رفع ووضع فأتيت ابن عباس فقلت: إني رأيت رجلا يصلي يكبر في كل رفع ووضع فقال: أوليس تلك صلاة رسول الله {{صل}} لا أم لك؟ »
===باب ذكر الدليل على أن هذه اللفظة التي ذكرتها لفظ عام مراده خاص===
وأن النبي {{صل}} إنما كان يكبر في بعض الرفع لا في كلها لم يكبر {{صل}} عند رفعه رأسه عن الركوع وإنما كان يكبر في كل رفع خلا عند رفعه رأسه من الركوع
578 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن رافع نا عبد الرزاق انا ابن جريج أخبرني ابن شهاب عن أبي بكر بن عبد الرحمن أنه سمع أبا هريرة يقول:
« كان رسول الله {{صل}} إذا قام إلى الصلاة يكبر حين يقوم ثم يكبر حين يركع ثم يقول سمع الله لمن حمده حين يرفع صلبه من الركعة يقول وهو قائم: ربنا ولك الحمد ثم يكبر حين يهوي ساجدا ثم يكبر حين يرفع رأسه ثم يكبر حين يسجد ثم يكبر حين يرفع رأسه ثم يفعل مثل ذلك في الصلاة كلها حتى يقضيها ويكبر حين يقوم من المثنى بعد الجلوس ثم يقول أبو هريرة: إني لأشبهكم صلاة برسول الله {{صل}} »
579 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن رافع نا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال:
« كان أبو هريرة يصلي بنا فيكبر حين يقوم وحين يركع وإذا أراد أن يسجد وبعد ما يرفع من الركوع وإذا أراد أن يسجد بعد ما يرفع من السجود وإذا جلس وإذا أراد أن يقوم في الركعتين كبر ويكبر مثل ذلك في الركعتين الأخريين فإذا سلم قال: والذي نفسي بيده إني لأقربكم شبها برسول الله {{صل}} - يعني صلاته - ما زالت هذه صلاته حتى فارق الدنيا »
580 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن معمر نا أبو عامر انا فليح بن سليمان عن سعيد بن الحارث قال:
« اشتكى أبو هريرة أو غاب فصلى بنا أبو سعيد الخدري فجهر بالتكبير حين افتتح وحين ركع وحين قال: سمع الله لمن حمده وحين رفع رأسه من السجود وحين سجد وحين رفع وحين قام من الركعتين حتى قضى صلاته على ذلك فقيل له: إن الناس قد اختلفوا في صلاتك فخرج فقام على المنبر فقال: أيها الناس إني والله ما أبالي اختلفت صلاتكم أو لم تختلف هكذا رأيت رسول الله {{صل}} يصلي
قال أبو بكر: قوله وحين قال: سمع الله لمن حمده إنما أراد حين قال: سمع الله لمن حمده فأراد الإهواء للسجود كبر لا أنه إذا رفع رأسه من الركوع كبر وكذلك أراد في خبر عمران بن حصين حين ذكر صلاته خلف علي بن أبي طالب فقال: وإذا نهض من الركوع كبر إنما نهض من الركوع فأراد الإهواء إلى السجود كبر » <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف فليح بن سليمان قال الحافظ صدوق كثير الخطأ </ref>
581 - والدليل على صحة ما تأولت أن هارون بن إسحاق الهمداني حدثنا قال حدثنا عبدة عن سعيد عن خالد - يعني الحذاء - عن غيلان بن جرير عن مطرف بن عبد الله بن الشخير قال:
« صليت خلف علي فكان يكبر إذا سجد وإذا رفع رأسه فلما انصرف قال لي عمران بن حصين: صلى بنا هذا مثل صلاة رسول الله {{صل}}
قال أبو بكر: وفي هذا الخبر ما دل على أن اللفظة التي ذكرها حماد بن زيد عن غيلان بن جرير في هذا الخبر: وإذا نهض من الركوع كبر إنما أراد وإذا نهض من الركوع فأراد السجود كبر على ما ذكر الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ثم يقول سمع الله لمن حمده حين يرفع صلبه من الركعة ثم يقول وهو قائم ربنا لك الحمد ثم يكبر حين يهوي ساجدا وكذلك خبر أبي عامر عن فليح عن سعيد بن الحارث عن أبي سعيد الخدري ذكر التكبير حين قال سمع الله لمن حمده أي أنه يكبر عند رفع الرأس من الركوع ذكر تكبير أخرى عند الإهواء إلى السجود فلما ذكر التكبيرة عند رفع الرأس من السجود بعد التكبيرة حين قال: سمع الله لمن حمده بان وثبت أنه إنما أراد التكبير حين قال: سمع الله لمن حمده إذا أراد الإهواء إلى السجود وكذلك في خبر أبي سلمة من أبي هريرة قال: وحين يركع وإذا أراد أن يسجد بعدما يرفع من الركوع ففي هذا ما بان أنه كان يكبر إذا رفع رأسه من الركوع وأراد السجود لا أنه كان يكبر عند رفع الرأس من الركوع ولو أبحنا للمصلي أن يكبر في كل خفض ورفع كان عليه أن يكبر إذا رفع رأسه من الركوع ثم يكبر عند الإهواء إلى السجود لكان عدد التكبير في أربع ركعات ستة وعشرين تكبيرة لا اثنتين وعشرين تكبيرة وفي خبر عكرمة عن بن عباس ما بان وثبت أن عدد التكبير في أربع ركعات اثنتين وعشرين تكبيره لا أكثر منها »
582 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر قال حدثنا بخبر عكرمة نصر بن علي الجهضمي قال حدثنا عبد الأعلى حدثنا سعيد ح وحدثنا أبو موسى نا ابن أبي عدي عن سعيد وحدثنا علي بن خشرم أخبرنا عيسى يعني بن يونس كلاهما عن سعيد عن قتادة عن عكرمة قال:
« قلت لابن عباس صليت الظهر بالبطحاء خلف شيخ أحمق فكبر اثنتين وعشرين تكبيرة إذا سجد وإذا ركع وإذا رفع رأسه فقال ابن عباس: تلك سنة أبي القاسم {{صل}} »
هذا لفظ حديث أبي موسى
وقال ابن خشرم: تلك سنة أبي القاسم - أو صلاة أبي القاسم {{صل}} شك سعيد
وقال نصر: تلك صلاة أبي القاسم ولم يشك
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار حدثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة بهذا الإسناد نحوه
===باب رفع اليدين عند إرادة المصلي الركوع وبعد رفع رأسه من الركوع===
583 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء العطار نا سفيان قال سمعت الزهري يقول سمعت سالما يخبر عن أبيه ح وحدثنا علي بن حجر السعدي وعلي بن خشرم وسعد بن عبد الرحمن المخزومي وعتبة بن عبد الرحمن اليحمدي والحسن بن محمد ويونس بن عبد الأعلى الصدفي ومحمد بن رافع وعلي بن الأزهر وغيرهم قالوا نا سفيان عن الزهري عن سالم عن أبيه قال:
« رأيت رسول الله {{صل}} يرفع يديه إذا افتتح الصلاة حتى يحاذي منكبيه وإذا أراد أن يركع وبعدما يرفع من الركوع ولا يرفع بين السجدتين »
هذا لفظ ابن رافع
سمعت المخزومي يقول: أي إسناد أصح من هذا
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر قال سمعت محمد بن يحيى يحكي عن علي بن عبد الله قال قال سفيان هذا الإسناد مثل هذه الاسطوانة
584 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الربيع بن سليمان المرادي وبحر بن نصر الخولاني قالا حدثنا ابن وهب أخبرني ابن أبي الزناد ح وحدثنا محمد بن يحيى ومحمد بن رافع قالا حدثنا سليمان بن داود الهاشمي أخبرنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن موسى بن عقبة عن عبد الله بن الفضل الهاشمي أخبرنا عبد الرحمن الأعرج عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي بن أبي طالب
« عن النبي {{صل}} أنه كان إذا قام إلى الصلاة المكتوبة كبر ورفع يديه حذو منكبيه ويصنع مثل ذلك إذا قضى قراءته وأراد أن يركع ويصنعه إذا رفع من الركوع ولا يرفع يديه في شيء من صلاته وهو قاعد وإذا قام من السجدتين رفع يديه كذلك وكبر » <ref>قال الأعظمي: إسناده حسن </ref>
===باب الدليل على أن النبي {{صل}} أمر برفع اليدين عند إرادة الركوع وعند رفع الرأس من الركوع===
585 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو بشر الواسطي انا خالد - يعني ابن عبد الله - عن خالد - وهو الحذاء - عن أبي قلابة
« أنه رأى مالك بن الحويرث إذا صلى كبر ورفع يديه وإذا أراد أن يركع رفع يديه وإذا رفع رأسه من الركوع رفع يديه وحدث أن رسول الله {{صل}} كان يصلي هكذا »
586 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار ويحيى بن حكيم قالا حدثنا عبد الوهاب - وهو الثقفي - حدثني أيوب عن أبي قلابة حدثنا مالك بن الحويرث قال:
« أتينا رسول الله {{صل}} ونحن شببة متقاربون فأقمنا عنده عشرين ليلة وكان رسول الله {{صل}} رحيما رفيقا فلما ظن أنا قد اشتهينا أهلينا واشتقنا سألنا عما تركنا بعدنا فأخبرناه فقال: ارجعوا إلى أهليكم فأقيموا فيهم وعلموهم ومروهم - وذكر أشياء أحفظها وأشياء لا أحفظها - وصلوا كما رأيتموني أصلي فإذا حضرت الصلاة فليؤذن أحدكم وليؤمكم أكبركم »
هذا لفظ حديث بندار
قال أبو بكر: فقد أمر النبي {{صل}} مالك بن الحويرث والشببة الذين كانوا معه أن يصلوا كما رأوا النبي {{صل}} يصلي
وقد أعلم مالك بن الحويرث أن النبي {{صل}} كان يرفع يديه إذا كبر في الصلاة وإذا ركع وإذا رفع رأسه من الركوع ففي هذا ما دل على أن النبي {{صل}} قد أمر برفع اليدين إذا أراد المصلي الركوع وإذا رفع رأسه من الركوع
وكل لفظة رويت في هذا الباب أن النبي {{صل}} كان يرفع يديه إذا ركع فهو من الجنس الذي أعلمت أن العرب قد توقع اسم الفاعل على من أراد الفعل قبل أن يفعله كقول الله: { يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم } الآية فإنما أمر الله عز وجل بغسل أعضاء الوضوء إذا أراد أن يقوم المرؤ إلى الصلاة لا بعد القيام إليها فمعنى قوله: إذا قمتم إلى الصلاة أي إذا أردتم القيام إليها فكذلك معنى قوله: يرفع يديه إذا ركع أي إذا أراد الركوع كخبر علي بن أبي طالب وابن عمر اللذين ذكراه وإذا أراد أن يركع
خرجنا هذه الأخبار بتمامها في كتاب الكبير وكذلك قوله: وإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم إنما أمر بالسلام إذا أراد الدخول لا بعد دخول البيت هذه لفظة إذا جمعت من الكتاب والسنة طال الكتاب بتقصيها
===باب الاعتدال في الركوع والتجافي ووضع اليدين على الركبتين===
587 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار حدثنا يحيى بن سعيد القطان نا عبد الحميد بن جعفر حدثني محمد بن عطاء - وهو محمد بن عمرو بن عطاء نسبه إلى جده - عن أبي حميد الساعدي قال:
« كان رسول الله {{صل}} إذا قام إلى الصلاة اعتدل قائما فذكر بعض الحديث وقال: ثم قال: الله أكبر وركع ثم اعتدل ولم يصب رأسه ولم يقنع ووضع يديه على ركبتيه ثم قال: سمع الله لمن حمده ورفع يديه واعتدل حتى يرجع كل عظم إلى موضعه معتدلا ثم هوى إلى الأرض ساجدا ثم قال: الله أكبر ثم تجافى عضديه عن إبطيه وفتح أصابع رجليه ثم ثنى رجله اليسرى وقعد عليها ثم اعتدل حتى يرجع كل عظم إلى موضعه معتدلا ثم هوى ساجدا ثم قال الله أكبر ثم ثنى رجله وقعد واعتدل حتى يرجع كل عظم في موضعه ثم نهض ثم صنع في الركعة الثانية مثل ذلك حتى إذا قام من السجدتين كبر ورفع يديه حتى يحاذي بها منكبيه كما صنع حين افتتح الصلاة ثم صنع كذلك وحتى إذا كانت الركعة التي تنقضي فيها الصلاة أخر رجله اليسرى قعد على شقه متوركا ثم سلم »
قال أبو بكر: محمد بن عطاء هو محمد بن عمرو بن عطاء
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا به عبد الرحمن بن بشر بن الحكم أنا يحيى بن سعيد وهكذا قال: عن محمد بن عطاء
588 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار ومحمد بن يحيى وأحمد بن سعيد الدارمي قالوا حدثنا أبو عاصم حدثنا عبد الحميد بن جعفر حدثني محمد بن عمرو بن عطاء قال سمعت أبا حميد الساعدي في عشرة من أصحاب رسول الله أحدهم أبو قتادة قال:
« إني لأعلمكم بصلاة رسول الله {{صل}} فذكروا الحديث بطوله وقالوا في آخر الحديث: صدقت هكذا كان يصلي النبي » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
589 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا أبو داود نا فليح بن سليمان حدثني العباس بن سهل الساعدي قال:
« اجتمع ناس من الأنصار فيهم سهل بن سعد الساعدي وأبو حميد الساعدي وأبو أسيد الساعدي فذكروا صلاة رسول الله {{صل}} فقال أبو حميد: دعوني أحدثكم وأنا أعلمكم بهذا قالوا: فحدث قال رأيت رسول الله {{صل}} أحسن الوضوء ثم دخل الصلاة وكبر فرفع يديه حذو منكبيه ثم ركع فوضع يديه على ركبتيه كالقابض عليها فلم يصب رأسه ولم يقنعه ونحى يديه عن جنبيه ثم رفع رأسه فاستوى قائما حتى عاد كل عظم منه إلى موضعه ثم ذكر بندار بقية الحديث وقال في آخره: فقال القوم كلهم: هكذا كانت صلاة رسول الله {{صل}} »
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر قال سمعت محمد بن يحيى يقول من سمع هذا الحديث ثم لم يرفع يديه يعني إذا ركع وإذا رفع رأسه من الركوع فصلاته ناقصة <ref>قال الأعظمي: إسناده ضعيف من أجل فليح </ref>
===باب الأمر بإعادة الصلاة إذا لم يطمئن المصلي في الركوع أو لم يعتدل في القيام بعد رفع الرأس من الركوع===
590 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار وأحمد بن عبدة ويحيى بن حكيم وعبد الرحمن بن بشر - وهذا حديث بندار - نا يحيى بن سعيد نا عبيد الله بن عمر حدثني سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة
« أن رسول الله {{صل}} دخل المسجد فدخل رجل فصلى ثم سلم على النبي فرد عليه فقال النبي {{صل}}: ارجع فصل فإنك لم تصل حتى فعل ذلك ثلاث مرار فقال الرجل: والذي بعثك بالحق ما أعلم غير هذا قال: فقال: إذا قمت إلى الصلاة فكبر ثم اقرأ بما تيسر معك من القرآن ثم اركع حتى تطمئن راكعا ثم ارفع حتى تعتدل قائما ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم ارفع حتى تعتدل جالسا وافعل ذلك في صلاتك كلها »
قال أحمد بن عبدة: عن سعيد
قال أبو بكر: أخبار علي بن يحيى بن خلاد عن أبيه عن رفاعة بن رافع خرجته في كتاب الكبير
قال أبو بكر: لم يقل أحد مما روى هذا الخبر عن عبيد الله بن عمر عن سعيد عن أبيه غير يحيى بن سعيد إنما قالوا: عن سعيد عن أبي هريرة
===باب ذكر البيان أن صلاة من لا يقيم صلبه في الركوع والسجود غير مجزئة لا أنها ناقصة مجزئة كما توهم بعض من يدعي العلم===
591 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي نا معاوية نا الأعمش وناها هارون بن إسحاق الهمداني أنا ابن فضيل عن الأعمش ح وحدثنا سلم بن جنادة حدثنا وكيع نا الأعمش عن عمارة بن عمير عن أبي معمر عن أبي مسعود قال:
« قال رسول الله {{صل}}: لا تجزئ صلاة من لا يقيم صلبه في الركوع والسجود » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
592 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا ابن أبي عدي عن شعبة عن سليمان بن عمارة عن أبي معمر عن أبي مسعود قال: قال:
« قال رسول الله {{صل}}: لا تجزئ صلاة لأحد - أو لرجل - لا يقيم صلبه في ركوع ولا في سجود »
أخبرنا أبو طاهر نا بشر بن خالد العسكري نا محمد - يعني ابن جعفر - عن شعبة قال سمعت سليمان قال سمعت عمارة بن عمير بهذا الإسناد - مثله وقال: في الركوع والسجود <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
593 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو موسى محمد بن المثنى وأحمد بن المقدام قالا حدثنا ملازم بن عمرو حدثني جدي عبد الله بن بدر عن عبد الرحمن بن علي بن شيبان عن أبيه علي بن شيبان - وكان أحد الوفد - قال:
« صلينا خلف النبي {{صل}} فلمح بمؤخر عينيه إلى رجل لا يقيم صلبه في الركوع والسجود فلما قضى نبي الله {{صل}} الصلاة قال: يا معشر المسلمين إنه لا صلاة لمن لا يقيم صلبه في الركوع والسجود »
هذا حديث أحمد بن المقدام <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب تفريج أصابع اليدين عند وضعهما على الركبتين في الركوع===
594 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا موسى بن هارون بن عبد الله البزاز حدثني أبو الحسن الحارث بن عبد الله الهمداني - يعرف بابن الخازن - حدثنا هشيم عن عاصم بن كليب عن علقمة بن وائل عن أبيه
« أن النبي {{صل}} كان إذا ركع فرج أصابعه » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب ذكر نسخ التطبيق في الركوع والبيان على أن وضع اليدين على الركبتين ناسخ للتطبيق إذ التطبيق كان مقدما ووضع اليدين على الركبتين مؤخرا بعده فالمقدم منسوخ والمؤخر ناسخ===
595 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن أبان نا عبد الله بن يزيد الأزدي: - قال أبو بكر: هو ابن إدريس بن يزيد الأزدي نسبة إلى جده - قال نا عاصم بن كليب عن عبد الرحمن بن الأسود بن علقمة عن عبد الله قال:
« علمنا رسول الله {{صل}} الصلاة قال: فكبر ولما أراد أن يركع طبق يديه بين ركبتيه فركع فبلغ ذلك سعدا فقال صدق أخي كنا نفعل هذا ثم أمرنا بهذا - يعني الإمساك بالركب » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب ذكر البيان أن التطبيق غير جائز بعد أمر النبي {{صل}} بوضع اليدين على الركبتين===
وأن التطبيق منهي عنه لا أن هذا من فعل المباح فيجوز التطبيق ووضع اليدين على الركبتين جميعا كما ذكرنا أخبار النبي {{صل}} في القراءة في الصلوات واختلافهم في السور التي كان يقرأ فيها {{صل}} في الصلاة وكاختلافهم في عدد غسل النبي {{صل}} أعضاء الوضوء وكل ذلك مباح فأما التطبيق في الركوع فمنسوخ منهي عنه والسنة وضع اليدين على الركبتين
596 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا سلم بن جنادة نا وكيع عن ابن أبي خالد - وهو إسماعيل - ح وحدثنا يوسف بن موسى نا وكيع وأبو أسامة قالا حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن الزبير بن عدي عن مصعب بن سعد قال:
« كنت إذا ركعت وضعت يدي بين ركبتي فرآني أبي سعد فنهاني وقال: إنا كنا نفعله ثم نهينا ثم أمرنا أن نرفعهما إلى الركب »
597 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا مؤمل بن هشام اليشكري نا إسماعيل - يعني ابن علية - عن محمد بن إسحاق حدثني علي بن يحيى بن خلاد بن رافع الأنصاري عن أبيه عن عمه رفاعة بن رافع
« أن رجلا دخل المسجد فصلى فذكر الحديث بطوله وقال: فقال النبي {{صل}}: ثم إذ أنت ركعت فأثبت يديك على ركبتيك حتى يطمئن كل عظم منك » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب وضع الراحة على الركبة في الركوع وأصابع اليدين على أعلى الساق الذي يلي الركبتين===
598 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يوسف بن موسى نا جرير عن عطاء بن السائب عن سالم البراد قال:
« أتينا عقبة بن عمرو أبا مسعود فقلنا: حدثنا عن صلاة رسول الله {{صل}} فقام بين أيدينا في المسجد وكبر فلما ركع كبر ووضع راحتيه على ركبتيه وجعل أصابعه أسفل من ذلك ثم جافى بمرفقيه ثم قال: هكذا رأينا رسول الله {{صل}} يصلي » <ref>قال ناصر الدين: إسناده صحيح </ref>
لولا أن عطاء بن السائب كان اختلط وجرير ممن روى عنه بعد الاختلاط
===باب الأمر بتعظيم الرب عز وجل في الركوع===
599 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن حجر السعدي نا إسماعيل بن جعفر وسفيان بن عيينة وحدثنا عبد الجبار بن العلاء وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي قالا حدثنا سفيان جميعا عن سليمان بن سحيم عن إبراهيم بن عبد الله بن معبد عن أبيه عن ابن عباس
« أن النبي {{صل}} فأما الركوع فعظموا فيه الرب »
600 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن المثنى نا عبد الله بن زيد نا موسى بن أيوب قال سمعت عمي إياس بن عامر يقول سمعت عقبة بن عامر يقول:
« لما نزلت { فسبح باسم ربك العظيم } قال لنا رسول الله {{صل}}: اجعلوها في ركوعكم » <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف إياس بن عامر ليس بالقوي كما قال الذهبي </ref>
601 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عيسى عن عبد الله بن المبارك عن موسى بن أيوب عن عمه عن عقبة بن عامر - بمثله <ref>قال الأعظمي: إسناده ضعيف </ref>
602 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو عاصم عن ابن جريج أخبرني إبراهيم بن عبد الله بن معبد عن أبيه عن ابن عباس
« أن النبي {{صل}} كشف الستر فرأى الناس قياما وراء أبي بكر يصلون فقال: اللهم هل بلغت أنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم لنفسه أو ترى له وإني نهيت أن أقرا راكعا أو ساجدا فأما الركوع فعظموا فيه الرب وأما السجود فأكثروا فيه الدعاء فأنه قمن أن يستجاب لكم »
قال لنا محمد بن يحيى قال أبو عاصم مرة: أن النبي {{صل}} رفع الستر والناس قيام يصلون وراء أبي بكر
وخبر إسماعيل وابن عيينة ليسا هو هذا التمام وأنا اختصرته
===باب التسبيح في الركوع===
603 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا مؤمل بن هشام اليشكري وسلم بن جنادة القرشي قالا حدثنا أبو معاوية أنا الأعمش عن سعد بن عبيدة عن المستورد بن الأحنف عن صلة بن حذيفة قال:
« صليت مع النبي {{صل}} ذات ليلة فكان ركوعه مثل قيامه فقال في ركوعه: سبحان ربي العظيم »
قال سلم: عن الأعمش
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو موسى ويعقوب بن إبراهيم قالا حدثنا عبد الرحمن بن مهدي نا شعبة عن الأعمش بهذا الإسناد:
قال صليت مع النبي {{صل}} ذات ليلة فكان يقول في ركوعه: سبحان ربي العظيم
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا يحيى وعبد الرحمن بن مهدي وبن أبي عدي عن شعبة ح وحدثنا بشر ابن خالد العسكري نا محمد بن جعفر نا شعبة بهذا نحوه
604 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ومحمد بن أبان وسلم بن جنادة قالوا حدثنا حفص بن غياث حدثنا ابن أبي ليلى عن الشعبي عن صلة عن حذيفة
« أن النبي {{صل}} كان يقول في ركوعه: سبحان ربي العظيم ثلاثا » <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف ابن أبي ليلى اسمه محمد بن عبد الرحمن وهو سيئ الحفظ </ref>
===باب التحميد مع التسبيح ومسألة الله الغفران في الركوع===
605 - وأنا الفقيه نا عبد العزيز نا إسماعيل بن عبد الرحمن قال أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ويوسف بن موسى قالا حدثنا جرير عن منصور عن أبي الضحى عن مسروق عن عائشة قالت
« كان رسول الله {{صل}} يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي يتأول القرآن »
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا سلم بن جنادة نا وكيع عن سفيان عن منصور بهذا وقال: مما يكثر أن يقول: سبحانك اللهم وبحمدك
===باب التقديس في الركوع===
606 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الصنعاني محمد بن عبد الأعلى حدثنا خالد - يعني ابن الحارث - حدثنا شعبة قال أنباني قتادة عن مطرف عن عائشة أنها قالت
« كان رسول الله {{صل}} يقول في ركوعه: سبوح قدوس رب الملائكة والروح »
قال أبو بكر: هذا الاختلاف في القول في الركوع من الاختلاف المباح فجائز للمصلي أن يقول في ركوعه كل ما روينا عن النبي {{صل}} أنه كان يقول في ركوعه
===باب الدليل على ضد قول من زعم أن المصلي إذا دعا في صلاة المكتوبة بما ليس في القرآن أن صلاته تفسد===
607 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الحسن بن محمد وأبو يحيى محمد بن عبد الرحيم البزاز قالا حدثنا روح بن عبادة نا ابن جريج أخبرني موسى بن عقبة عن عبد الله بن الفضل عن عبد الرحمن الأعرج عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي بن أبي طالب
« أن النبي {{صل}} كان إذا ركع قال: اللهم لك ركعت وبك آمنت ولك أسلمت أنت ربي خشع سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي وما استقلت به قدمي لله رب العالمين »
جميعهما لفظا واحدا غير أن محمدا قال قال: حدثني موسى بن عقبة وقال: وعظامي
قال أبو بكر: وخبر مسروق عن عائشة من هذا الباب
وكذلك خبر مطرف عن عائشة
وفي خبر إبراهيم بن عبد الله بن معبد بن عباس عن أبيه عن ابن عباس عن النبي {{صل}} وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء ما بان وثبت أن للمصلي فريضة أن يدعو أو يجتهد في سجوده وإن كان ما يدعو به ليس من القرآن إذ النبي {{صل}} إنما خاطبهم بهذا الأمر وهم في مكتوبة يصلونها خلف الصديق لا في تطوع
وفي خبر بن أبي الزناد وعن موسى بن عقبة عن عبد الله بن الفضل عن عبد الرحمن بن هرمز عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي بن أبي طالب:
عن النبي {{صل}} أنه كان إذا قام إلى الصلاة المكتوبة كبر فرفع يديه ثم قال: وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض فذكر الدعاء بتمامه ما بان وثبت أن الدعاء في الصلاة المكتوبة - وإن ليس ذلك الدعاء في القرآن - جائز لا كما قال من زعم: أن من دعا في المكتوبة بما ليس في القرآن فسدت صلاته حتى زعم أن من قال: لا حول ولا حول ولا قوة إلا بالله في المكتوبة فسدت صلاته وزعم أنه ليس في القرآن لا حول وزعم أنه إن انفرد فقال: لا قوة إلا بالله جاز لأن في القرآن لا قوة إلا بالله فيقال له: فهذه الألفاظ التي ذكرناها عن النبي {{صل}} في افتتاح الصلاة في الركوع وما سنذكره بمشيئة الله وإرادته عند رفع الرأس من الركوع وفي السجود وبين السجدتين وبعد الفراغ من التشهد قبل السلام وأمر النبي {{صل}} المصلي بأن يتخير من الدعاء ما أحب بعد التشهد في أي موضع من القرآن؟ وقد دعا النبي {{صل}} في أول صلاته وفي الركوع وعند رفع الرأس من الركوع وفي السجود وبين السجدتين بألفاظ ليست تلك الألفاظ في القرآن فجميع ذلك ينص على ضد مقالة من زعم أن صلاة الداعي بما ليس في القرآن تفسد
===باب الاعتدال وطول القيام بعد رفع الرأس من الركوع===
608 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا أبو داود نا فليح بن سليمان حدثني العباس بن سهل الساعدي قال:
« اجتمع ناس من الأنصار فيهم سهل بن سعد الساعدي وأبو حميد الساعدي وأبو أسيد الساعدي فذكروا صلاة رسول الله {{صل}} قال حميد: دعوني أحدثكم فأنا أعلمكم بهذا قالوا: فحدث قال: رأيت رسول الله {{صل}} أحسن الوضوء ثم دخل الصلاة وكبر فرفع يديه حذو منكبيه ثم ركع فوضع يديه على ركبتيه كالقابض عليهما فلم يصب رأسه ولم يقنعه ونحى يديه عن جنبيه ثم رفع رأسه فاستوى قائما حتى عاد كل عظم منه إلى موضعه ثم ذكر بقية الحديث فقال القوم كلهم: هكذا كانت صلاة رسول الله {{صل}} »
609 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر أخبرنا أحمد بن عبدة الضبي حدثنا حماد بن زيد نا ثابت البناني ح وحدثنا أحمد بن المقدام نا أحمد بن زيد عن ثابت قال قال لنا أنس بن مالك:
« إني لا آلوا أن أصلي بكم كما رأيت رسول الله {{صل}} يصلي قال ثابت: وكان أنس يصنع شيئا لا أراكم تصنعونه كان إذا رفع رأسه من الركوع انتصب قائما حتى نقول قد نسي »
===باب التسوية بين الركوع والقيام بعد رفع الرأس من الركوع===
610 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار بندار نا محمد بن جعفر حدثنا شعبة وحدثنا سلم بن جنادة نا وكيع عن شعبة عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن البراء بن عازب قال:
« كان ركوع رسول الله {{صل}} ورفعه رأسه بعد الركوع والسجود وجلوسه بين السجدتين قريبا من السواء »
هذا حديث وكيع
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن المقدام نا يزيد - يعني ابن زريع - أنا شعبة عن الحكم بن عتيبة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن البراء بن عازب قال:
كان ركوع رسول الله {{صل}} وإذا رفع رأسه من الركوع وسجوده وما بين السجدتين قريبا من السواء
===باب قول المصلي سمع الله لمن حمده مع رأس من الركوع معا===
611 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن رافع أنا عبد الرزاق أخبرنا ابن جريج أخبرني ابن شهاب عن أبي بكر بن عبد الرحمن أنه سمع أبا هريرة يقول:
« كان رسول الله {{صل}} يقول: سمع الله لمن حمده حين يرفع صلبه من الركوع ثم يقول وهو قائم: ربنا ولك الحمد »
===باب التحميد والدعاء بعد رفع الرأس من الركوع===
612 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا حجاج بن أبي منهال وأبو صالح جميعا عن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة ح وحدثنا محمد بن رافع أنا حجين بن المثنى أبو عمر حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة عن عمه الماجشون بن أبي سلمة عن الأعرج عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه
« عن رسول الله {{صل}} أنه كان إذا افتتح الصلاة كبر فذكرا بعض الحديث وقالا: فإذا رفع رأسه - يعني في الركوع - قال: سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد وملء السماوات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
613 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا زكريا بن يحيى بن أبان وأحمد بن يزيد بن عليل المقرئان قالا حدثنا عبد الله بن يوسف نا سعيد - يعني عبد العزيز - عن عطية بن قيس عن قزعة بن يحيى عن أبي سعيد الخدري
« أن رسول الله {{صل}} كان يقول إذا قال - سمع الله لمن حمده: اللهم ربنا ولك الحمد ملء السماوات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد أهل الثنا والمجد أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد لا مانع لما أعطيت ولا ينفع ذا الجد منك الجد لفظا واحدا غير أن أحمد قال: ربنا لك الحمد »
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر حدثناه محمد بن يحيى حدثنا أبو مسهر حدثنا سعيد بن عبد العزيز بهذا
وزاد وقال: ولا معطي لما منعت
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بحر بن نصر أيضا نا بشر بن بكر عن سعيد بن عبد العزيز بهذا
===باب فضيلة التحميد بعد رفع الرأس من الركوع===
مع الدليل على أن النبي {{صل}} لم يرد بقوله: إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا لك الحمد أن الإمام لا يجوز له أن يزيد بعد الرأس من الركوع على قوله: ربنا لك الحمد
614 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عيسى بن إبراهيم الغافقي أنا ابن وهب عن مالك عن نعيم بن عبد الله أن علي بن يحيى الزرقي حدثه ح وحدثنا يونس بن عبد الأعلى الصدفي أخبرنا ابن وهب أن مالكا حدثه عن نعيم بن عبد الله بن المجمر عن علي بن يحيى الزرقي وحدثنا الحسن بن محمد أنا روح بن عبادة نا مالك عن نعيم بن عبد الله أن علي بن يحيى الزرقي أخبره عن أبيه عن رفاعة بن رافع أنه قال:
« كنا يوما نصلي وراء رسول الله {{صل}} فلما رفع رأسه من الركوع قال: سمع الله لمن حمده فقال رجل وراءه: ربنا لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه فلما انصرف رسول الله {{صل}} قال: من الذي تكلم آنفا؟ قال: رجل أنا فقال رسول الله {{صل}}: لقد رأيت بضعة وثلاثين ملكا يبتدرونها أيهم يكتبها أولا »
===باب القنوت بعد رفع الرأس من الركوع للأمر يحدث فيدعو الأمام في القنوت بعد رفع الرأس من الركوع في الركعة الأخيرة من صلاة الفريضة===
615 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء نا سفيان قال: ما حدثنا الزهري إلا عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: صلى الصبح فلما رفع رأسه من الركعة الثانية ح وحدثنا أحمد بن عبدة وسعيد بن عبد الرحمن قالا حدثنا سفيان عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة قال:
« لما رفع رسول الله {{صل}} رأسه من آخر ركعة قال: اللهم أنج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة والمستضعفين بمكة »
زاد أحمد: من المسلمين وقالوا: اللهم أشدد وطأتك على مضر واجعل عليهم سنين كسني يوسف
قال أبو بكر: وقد خرجت هذا الباب بتمامه في كتاب الصلاة كتاب الكبير
===باب القنوت في صلاة المغرب===
616 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار أنا محمد بن جعفر نا شعبة عن عمرو بن مرة قال: سمعت ابن أبي ليلى قال سمعت البراء بن عازب
« أن رسول الله {{صل}} كان يقنت في المغرب والصبح »
===باب القنوت في صلاة العشاء الأخير===
617 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة أنا أبو داود حدثنا هشام بن يحيى عن أبي كثير عن سلمة عن أبي هريرة
« أن رسول الله {{صل}} كان إذا صلى العشاء الآخرة فرفع رأسه من الركوع فقال سمع الله لمن حمده قنت فقال اللهم أنج عياش بن أبي ربيعة اللهم أنج سلمة بن هشام اللهم أنج الوليد بن الوليد اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين من أهل مكة اللهم أشدد وطأتك على مضر اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف »
===باب القنوت في الصلوات كلها وتأمين المأمومين عند دعاء الإمام في القنوت ضد ما يفعله العامة في قنوت الوتر فيضجون بالدعاء مع دعاء الإمام===
618 - أخبرنا الشيخ الإمام أبو الحسن علي بن المسلم السلمي نا عبد العزيز بن أحمد بن محمد قال أخبرنا الأستاذ الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني قرأة عليه قال أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا محمد بن يحيى أنا أبو النعمان أنا ثابت بن يزيد أبو زيد الأحول حدثنا هلال بن خباب عن عكرمة عن بن عباس قال:
« قنت النبي {{صل}} شهرا متتابعا في الظهر والعصر والمغرب والعشاء والصبح في دبر كل صلاة إذا قال سمع الله لمن حمده في الركعة الأخيرة يدعوا على حي من بني سليم علي رعل وذكوان وعصية ويؤمن من خلفه قال أرسل إليهم يدعوهم إلى الإسلام فقتلوهم »
قال عكرمة: هذا مفتاح القنوت <ref>قال الأعظمي: إسناده حسن </ref>
===باب ذكر البيان أن النبي {{صل}} لم يكن يقنت دهره كله وإنه إنما كان يقنت إذا دعا لأحد أو يدعو على أحد===
619 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا أبو داود حدثنا إبراهيم بن سعد عن الزهري عن سعيد وأبي سلمة عن أبي هريرة
« أن النبي {{صل}} كان لا يقنت إلا أن يدعو لأحد أو يدعو على أحد وكان إذا قال: سمع الله لمن حمده قال: ربنا ولك الحمد اللهم أنج » وذكر الحديث <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
620 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن محمد بن مرزوق الباهلي حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس
« أن النبي {{صل}} كان لا يقنت إلا إذا دعا القوم أو دعا على قوم » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب ترك القنوت عند زوال الحادثة التي لها يقنت===
والدليل على أن النبي {{صل}} إنما ترك القنوت بعد شهر لزوال تلك الحادثة التي كان لها يقنت لا نسخا للقنوت ولا كما توهم من قال إنه لا يقنت أكثر من شهر
621 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن سهل الرملي نا الوليد بن مسلم حدثني أبو عمرو الأوزاعي عن يحيى حدثنا أبو سلمة عن أبي هريرة
« أن رسول الله {{صل}} قنت في صلاة شهرا يقول في قنوته: اللهم أنج الوليد بن الوليد اللهم أنج سلمة بن هشام اللهم أنج عياش بن أبي ربيعة اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين اللهم أشدد وطأتك على مضر اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف قال أبو هريرة: فأصبح رسول الله {{صل}} ذات يوم فلم يدع لهم فذكرت ذلك له فقال: أوما تراهم قد قدموا؟ »
===باب ذكر أخبار غلط في الاحتجاج بها بعض من لم ينعم النظر في ألفاظ الأخبار ولم يستوعب أخبار النبي {{صل}} في القنوت فاحتج بها وزعم أن القنوت في الصلاة منسوخ منهي عنه===
622 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر
« أنه سمع النبي {{صل}} قال في صلاة الفجر حين رفع رأسه من الركوع: ربنا ولك الحمد في الركعة الأخيرة ثم قال: اللهم العن فلانا وفلانا دعا على ناس من المنافقين فأنزل الله تبارك وتعالى { ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون } »
623 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يحيى بن حبيب الحارثي حدثنا خالد بن الحارث عن محمد بن عجلان عن نافع عن عبد الله
« أن رسول الله {{صل}} كان يدعو على أربعة نفر فأنزل الله عز وجل { ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون } قال: فهداهم الله للإسلام »
قال أبو بكر: هذا حديث غريب أيضا
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن المقدام العجلي حدثنا خالد بن الحارث حدثنا محمد بن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة قال:
كان رسول الله {{صل}} يدعو على أحياء من العرب فأنزل الله تبارك وتعالى: { ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون } قال: ثم هداهم إلى الإسلام
قال أبو بكر: ففي هذه الأخبار دلالة على أن اللعن منسوخ بهذه الآية لا أن الدعاء الذي كان النبي {{صل}} يدعو لمن كان في أيدي أهل مكة من المسلمين أن ينجيهم الله من أيديهم إذ غير جائز أن تكون الآية نزلت: { أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون } في قوم مؤمنين في يدي قوم كفار يعذبون وإنما أنزل الله عز وجل هذه الآية { أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون } فيمن كانوا يدعو النبي {{صل}} عليهم باللعن من المنافقين والكفار فأعلمه الله عز وجل أن ليس للنبي {{صل}} من الأمر شيء في هؤلاء الذين كان النبي {{صل}} يلعنهم في قنوته وأخبر أنه من إن تاب عليهم فهداهم للإيمان أو عذبهم على كفرهم ونفاقهم فهم ظالمون وقت كفرهم ونفاقهم لا من كان النبي {{صل}} يدعو لهم من المؤمنين أن ينجيهم من أيدي أعدائهم من الكفار فالوليد بن الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة والمستضعفون من أهل مكة لم يكونوا ظالمين في وقت دعاء النبي {{صل}} بأن ينجيهم من أيدي أعدائهم الكفار ولم يترك النبي {{صل}} الدعاء لهم بالنجاة من أيدي كفار أهل مكة إلا بعدما نجوا من أيديهم لا لنزول هذه الآية التي نزلت في الكفار والمنافقين الذين كانوا ظالمين لا مظلومين ألا تسمع خبر يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة فأصبح النبي {{صل}} ذات يوم فلم يدع لهم فذكرت ذلك له فقال: أو ما تراهم قد قدموا؟ فأعلم {{صل}} أنه إنما ترك القنوت والدعاء بأن نجاهم الله إذ الله قد استجاب لهم فنجاهم لا لنزول الآية التي نزلت في غيرهم ممن هو ضدهم إذ من دعاء النبي {{صل}} بأن ينجيهم مؤمنون مظلومون ومن كان النبي {{صل}} يدعو عليهم باللعن كفار ومنافقون ظالمون فأمر الله عز وجل نبيه {{صل}} بأن يترك لعن من كان يلعنهم وأعلم أنهم ظالمون وأن ليس للنبي {{صل}} من أمرهم شيء وأن الله إن شاء عذبهم أو تاب عليهم فتفهموا ما بينته تستيقنوا بتوفيق خالقكم غلط من احتج بهذه الأخبار أن القنوت من صلاة الغداة منسوخ بهذه الآية <ref>قال الأعظمي: إسناده حسن </ref>
===باب التكبير مع الإهواء للسجود===
624 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن رافع أنا عبد الرزاق أخبرنا ابن جريج أخبرني ابن شهاب عن أبي بكر بن عبد الرحمن أنه سمع أبا هريرة يقول:
« كان رسول الله {{صل}} يكبر حين يهوي ساجدا »
===باب التجافي باليدين عند الإهواء إلى السجود===
625 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار ومحمد بن يحيى وأحمد بن سعيد الدارمي - وهذا لفظ بندار - قال حدثنا أبو عاصم حدثنا عبد الحميد بن جعفر نا محمد بن عمرو عن عطاء قال:
« سمعت أبا حميد الساعدي في عشرة من أصحاب النبي {{صل}} فيهم أبو قتادة قال أبو حميد: أنا أعلمكم بصلاة رسول الله {{صل}} إن رسول الله {{صل}} كان إذا قام إلى الصلاة فذكر بعض الحديث وقال ثم يقول: الله أكبر ثم يهوي إلى الأرض ويجافي يديه عن جنبيه. »
وقال محمد بن يحيى: يهوى إلى الأرض مجافيا يديه عن جنبيه زاد محمد بن يحيى: ثم يسجد وقالوا جميعا قالوا: صدقت هكذا كان النبي {{صل}} يصلي » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح وقد مر من قبل </ref>
===باب البدء بوضع الركبتين على الأرض قبل اليدين إذا سجد المصلي إذ هذا الفعل ناسخ لما خالف هذا الفعل من فعل النبي {{صل}} والأمر به===
626 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن مسلم وأحمد بن سنان ومحمد بن يحيى ورجاء بن محمد العذري قالوا حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا شريك بن عبد الله عن عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر
« أن رسول الله {{صل}} كان يضع ركبتيه قبل يديه إذا سجد
وقال أحمد ورجاء: رأيت النبي {{صل}} إذا سجد وضع ركبتيه قبل يديه » <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف شريك بن عبد الله ضعيف لسوء حفظه وقد تفرد به كما قال الدارقطني وغيره </ref>
===باب ذكر خبر روي عن النبي {{صل}} في بدئه بوضع اليدين قبل الركبتين عند إهوائه إلى السجود منسوخ غلط في الاحتجاج به===
بعض من لم يفهم من أهل العلم أنه منسوخ فرأى استعمال الخبر والبدء بوضع اليدين على الأرض قبل الركبتين
627 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عمرو بن تمام المصري حدثنا أصبغ بن الفرج حدثنا عبد العزيز بن محمد عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر
« أنه كان يضع يديه قبل ركبتيه وقال: كان رسول الله {{صل}} يفعل ذلك » <ref>قال ناصر الدين: إسناده صحيح وصححه الحاكم ووافقه الذهبي ورجحه الحافظ على حديث وائل وعلقه البخاري</ref>
===باب ذكر الدليل على أن الأمر بوضع اليدين قبل الركبتين عند السجود منسوخ===
وأن وضع الركبتين قبل اليدين ناسخ إذا كان الأمر بوضع اليدين قبل الركبتين مقدما والأمر بوضع الركبتين قبل اليدين مؤخرا فالمقدم منسوخ والمؤخر ناسخ
628 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل حدثني أبي عن أبيه عن سلمة عن مصعب بن سعد عن سعد قال:
« كنا نضع اليدين قبل الركبتين فأمرنا بالركبتين قبل اليدين » <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف جدا إسماعيل بن يحيى بن سلمة متروك كما في التقريب وابنه إبراهيم ضعيف </ref>
===باب البدء برفع اليدين من الأرض قبل الركبتين عند رفع الرأس من السجود===
629 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى وأحمد بن سنان ورجاء بن محمد العذري وعلي بن مسلم قالوا حدثنا سهل بن هارون أخبرنا شريك بن عبد الله عن عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر
« أن رسول الله {{صل}} كان يضع ركبتيه قبل يديه ويرفع يديه قبل ركبتيه إذا رفع » <ref>قال الأعظمي: إسناده ضعيف </ref>
===باب وضع اليدين على الأرض في السجود إذ هما يسجدان كسجود الوجه===
630 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الله بن سعيد الأشج وزياد بن أيوب ومؤمل بن هشام قالوا حدثنا إسماعيل أنا أيوب وقال المؤمل عن أيوب عن نافع عن ابن عمر رفعه قال:
« إن اليدين تسجدان كما يسجد الوجه فإذا وضع أحدكم وجهه فليضع يديه وإذا رفعه فليرفعهما » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب ذكر عدد الأعضاء التي تسجد من المصلي في صلاته إذا سجد المصلي===
631 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى حدثنا عبد الله بن يوسف حدنا الليث حدثني ابن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن عباس بن عبد المطلب
« أنه سمع رسول الله {{صل}} يقول: إذا سجد العبد سجد معه سبعة آراب وجهه وكفاه وركبتاه وقدماه » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب الأمر بالسجود على الأعضاء السبعة اللواتي يسجدن مع المصلي إذا سجد===
632 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بشر بن معاذ العقدي أنا أبو عوانة عمرو بن دينار عن طاوس عن ابن عباس قال:
« قال رسول الله {{صل}}: أمرت أن أسجد على سبعة ولا أكف شعرا ولا ثوبا »
633 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن المقدام العجلي حدثنا يزيد بن زريع حدثنا شعبة وروح بن القاسم عن عمرو ابن دينار عن طاوس عن ابن عباس
« عن النبي {{صل}} قال: أمرت أن أسجد على سبعة أعظم ولا أكف شعرا ولا ثوبا »
===باب ذكر تسمية الأعضاء السبعة التي أمر المصلي بالسجود عليهن===
634 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي نا سفيان عن عمرو بن دينار عن طاوس عن ابن عباس قال:
« أمر النبي {{صل}} أن يسجد على سبعة على وجهه وكفيه وركبتيه وقدميه ونهى أن يكف شعرا أو ثوبا » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
635 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا المخزومي نا سفيان عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس - مثله إلا أنه قال: أو يكف ثيابه أو شعره
وكان ابن طاوس يمر يده على جبهته وأنفه يقول: هو واحد
636 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى حدثنا ابن وهب أخبرني ابن جريج عن عبد الله بن طاوس عن أبيه عن ابن عباس
« أن رسول الله {{صل}} قال: أمرت أن أسجد على سبع - ولا أكف الشعر ولا الثياب - الجبهة والأنف واليدين والركبتين والقدمين »
===باب إمكان الجبهة والأنف من الأرض في السجود===
637 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار بندار حدنا أبو داود نا فليح بن سليمان حدثني العباس بن سهل الساعدي قال:
« اجتمع ناس من الأنصار فيهم سهل بن سعد الساعدي وأبو حميد الساعدي وأبو أسيد الساعدي فذكروا صلاة رسول الله {{صل}} فقال أبو حميد: دعوني أحدثكم فأنا أعلمكم بهذا قالوا: فحدث قال: رأيت رسول الله {{صل}} أحسن الوضوء ثم دخل الصلاة فذكر بعض الحديث وقال: ثم سجد فأمكن جبهته وأنفه من الأرض ونحى يديه عن جنبيه ثم رفع رأسه فقام القوم كلهم: هكذا كانت صلاة رسول الله {{صل}} » <ref>قال الأعظمي: إسناده ضعيف وقد مضى بيان علته </ref>
===باب إثبات اليدين مع الوجه على الأرض حتى يطمئن كل عظم من المصلي إلى موضعه===
638 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر مؤمل بن هشام أنا إسماعيل - يعني ابن علية - عن محمد بن إسحاق حدثني علي بن يحيى ابن خلاد عن أبيه عن عمه عن رفاعة في الحديث الطويل
« أن النبي {{صل}} قال للرجل الذي صلى وأمره النبي {{صل}} بإعادة الصلاة قال: ثم إذا أنت سجدت فأثبت وجهك ويديك حتى يطمئن كل عظم منك إلى موضعه » <ref>قال الأعظمي: إسناده حسن وقد مر من قبل </ref>
===باب السجود على إليتي الكف===
639 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم نا علي - يعني ابن الحسين بن واقد حدثني أبي حدثني أبو إسحاق قال سمعت البراء قال:
« كان النبي {{صل}} يسجد على إليتي الكف » <ref>قال الأعظمي: رواه أحمد 4 / 295 ورجاله رجال الصحيح كما في مجمع الزوائد </ref>
===باب وضع اليدين حذو المنكبين في السجود===
640 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا أبو عامر أنا فليح بن سليمان المدني حدثني عباس بن سهل الساعدي قال:
« اجتمع أبو حميد الساعدي وأبو أسيد الساعدي وسهل بن سعد ومحمد بن مسلمة فقال أبو حميد: أنا أعلمكم بصلاة رسول الله {{صل}} فقام فكبر فذكر بعض الحديث وقال: ثم سجد فأمكن أنفه وجبهته ونحى يديه عن جنبيه ووضع يديه حذو منكبيه ثم رفع رأسه حتى رجع كل عظم في موضعه حتى فرغ » <ref>قال الأعظمي: إسناده ضعيف وقد مر من قبل </ref>
===باب إباحة وضع اليدين في السجود حذاء الأذنين وهذا اختلاف المباح===
641 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الله بن سعيد الأشج حدثنا ابن إدريس حدثنا عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل ابن حجر قال:
« أتيت المدينة فقلت: لأنظرن إلى صلاة رسول الله {{صل}} فرأيته حين افتتح الصلاة كبر فرفع - يعني يديه - فرأيت إبهاميه بحذاء أذنيه فذكر بعض الحديث وقال: ثم هوى فسجد فصار رأسه بين كفيه مقدار حين افتتح الصلاة » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب ضم أصابع اليدين في السجود===
642 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا موسى بن هارون بن عبد الله البزاز حدثني الحارث بن عبد الله الهمداني - يعرف بابن الخازن - حدثنا هشيم عن عاصم بن كليب عن علقمة بن وائل عن أبيه
« أن النبي {{صل}} كان إذا سجد ضم أصابعه » <ref>قال ناصر الدين: إسناده صحيح </ref>
لولا عنعة هشيم
===باب استقبال أطراف أصابع اليدين من القبلة في السجود===
643 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عيسى بن إبراهيم الغافقي المصري حدثنا ابن وهب عن الليث بن سعد عن يزيد بن محمد القرشي ويزيد بن أبي حبيب عن محمد بن عمرو بن حلحلة عن محمد بن عمرو بن عطاء
« أنه كان جالسا مع نفر من أصحاب النبي {{صل}} فذكروا صلاة رسول الله {{صل}} فقال أبو حميد الساعدي: أنا كنت أحفظكم لصلاة رسول الله {{صل}} رأيته إذا كبر جعل يديه حذاء منكبيه فإذا ركع أمكن يديه من ركبتيه ثم هصر ظهره فإذا رفع رأسه استوى حتى يعود كل فقار مكانه فإذا سجد وضع يديه غير مفترش ولا قابضهما واستقبل بأطراف أصابعه القبلة فإذا جلس في الركعتين جلس على رجله اليسرى فإذا جلس في الركعة الأخيرة قدم رجله اليسرى وجلس على مقعدته »
===باب الاعتدال في السجود والنهي عن افتراش الذراعين الأرض===
644 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن العلاء بن كريب والأشج قالا حدثنا أبو خالد ح وحدثنا هارون بن إسحاق حدنا ابن فضيل وحدنا عبد الله بن الحكم بن أبي زياد القطواني نا ابن نمير ح وحدثنا سلم بن جنادة القرشي حدنا وكيع ح وحدثنا يوسف بن موسى حدثنا جرير ووكيع كلهم عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال:
« قال رسول الله {{صل}}: إذا سجد أحدكم فليعتدل ولا يفترش ذراعيه افتراش السبع » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
645 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الله بن سعد بن إبراهيم قال حدثنا عمي أنا أبي عن ابن إسحاق حدثني مسعر بن كدام الهلالي عن آدم بن علي البكري عن ابن عمر قال:
« قال رسول الله {{صل}}: لا تبسط ذراعيك كبسط السبع وادغم على راحتيك وتجاف عن ضبعيك فإنك إذا فعلت ذلك سجد كل عضو منك » <ref>قال ناصر الدين: إسناده حسن </ref>
===باب رفع العجيزة والإليتين في السجود===
646 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن حجر أخبرنا شريك عن أبي إسحاق قال:
« وصف لنا البراء بن عازب السجود فوضع يديه بالأرض ورفع عجيزته وقال: هكذا رأيت رسول الله {{صل}} يفعل » <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف شريك وهو ابن عبد الله سيئ الحفظ</ref>
===باب ترك التمدد في السجود واستحباب رفع البطن عن الفخذين===
647 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن سعيد الدارمي وأحمد بن منصور واليسري بن مزيد قالوا حدثنا النضر - وهو ابن شميل - أخبرنا يونس بن أبي إسحاق عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب قال:
« كان رسول الله {{صل}} إذا صلى جخى »
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر قال سمعت اليسري يقول: قال النضر: جخ الذي لا يتمدد في ركوعه ولا في سجوده
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر قال سمعت أحمد بن منصور المروزي يقول قال النضر: والعرب تقول: هو جخ » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح. قال ناصر الدين: لولا اختلاط أبي اسحق وهو السبيعي وعنعنته</ref>
===باب التجافي في السجود===
648 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد وسعد ابنا عبد الله بن عبد الحكم المصريان قالا حدثنا أبي أخبرنا بكر بن مضر عن جعفر وهو ابن ربيعة عن عبد الرحمن بن هرمز عن عبد الله بن مالك بن بحينة
« أن رسول الله {{صل}} كان إذا صلى فرج بين يديه حتى يبدو إبطاه »
649 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى ومحمد بن رافع وعبد الرحمن بن بشر قالوا حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن جابر بن عبد الله
« أن النبي {{صل}} كان إذا سجد جافى حتى يرى بياض إبطيه » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
650 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يحيى بن حبيب الحارثي حدثنا المغيرة قال: هذا مما كنت قرأت على الفضيل عن أبي حريز وحدثني أبو حريز أن قيسا بن أبي حازم حدثه أن عدي بن عميرة الحضرمي حدثه قال:
« كان النبي {{صل}} إذا سجد يرى بياض إبطيه »
أنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه محمد بن عبد الأعلى الصنعاني نا المعتمر قال قرأت على الفضيل عن أبي حريز بمثله وقال: « يرى بياض إبطه » <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف أبو حريز واسمه عبد الله بن الحسين الأسدي صدوق يخطئ </ref>
===باب فتح أصابع الرجلين في السجود والاستقبال بأطرافهن القبلة===
651 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا يحيى بن سعيد القطان املاء حدثنا عبد الحميد بن جعفر حدثني محمد بن عطاء عن أبي حميد الساعدي قال:
« سمعته في عشرة من أصحاب النبي {{صل}} أحدهم أبو قتادة بن ربعي قال: كان النبي {{صل}} إذا قام إلى الصلاة اعتدل قائما وذكر بعض الحديث وقال: ثم هوى إلى الأرض ساجدا ثم قال: الله أكبر ثم جافى عضديه عن إبطيه وفتح أصابع رجليه »
652 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو زهير عبد المجيد بن إبراهيم المصري حدثنا شعبة - يعني ابن يحيى التجيبي - ثنا يحيى بن أيوب عن يزيد بن أبي حبيب أن محمد بن عمرو بن حلحلة حدثه عن محمد بن عمرو بن عطاء
« أنه كان جالسا مع نفر من أصحاب النبي {{صل}} فذكروا صلاة رسول الله {{صل}} فقال أبو حميد الساعدي: أنا كنت أحفظكم لصلاة رسول الله {{صل}} رأيته إذا كبر جعل يديه حذاء منكبيه فإذا ركع أمكن يديه من ركبتيه ثم هصر ظهره فإذا رفع رأسه استوى حتى يعود كل فقار منه مكانه وإذا سجد وضع يديه غير مفترش ولا قابضهما واستقبل بأصابع رجليه القبلة »
===باب ضم الفخذين في السجود===
653 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا سعيد بن عبد الله بن عبد الحكم نا أبي أخبرنا الليث بن سعد عن دراج أبي السمح عن ابن حجيرة عن أبي هريرة
« عن رسول الله {{صل}} قال: إذا سجد أحدكم فلا يفترش يديه افتراش الكلب وليضم فخذيه » <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف دراج فيه ضعف </ref>
===باب ضم العقبين في السجود===
654 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي وإسماعيل بن إسحاق الكوفي - سكن الفسطاط - قالا حدثنا ابن أبي مريم أخبرنا يحيى بن أيوب حدثني عمارة بن غزية قال سمعت أبا النضر يقول سمعت عروة بن الزبير يقول قالت عائشة زوج النبي
« فقدت رسول الله {{صل}} وكان معي على فراشي فوجدته ساجدا راصا عقبيه مستقبلا بأطراف أصابعه القبلة فسمعته يقول: أعوذ برضاك من سخطك وبعفوك من عقوبتك وبك منك أثني عليك لا أبلغ كل ما فيك فلما انصرف قال: يا عائشة أخذك شيطانك فقالت: أمالك شيطان؟ قال: ما من آدمي إلا له شيطان فقلت: وأنت يا رسول الله قال: وأنا ولكني دعوت الله عليه فأسلم » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب نصب القدمين في السجود في خبر أبي هريرة عن عائشة: فوقعت يدي على باطن قدميه وهما منتصبان===
655 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي وعلي بن شعيب قالا حدثنا أبو أسامة حدثا عبيد الله عن محمد بن يحيى بن حبان عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة عن عائشة قالت
« فقدت رسول الله {{صل}} ذات ليلة في الفراش فجعلت أطلبه بيدي فوقعت يدي على باطن قدميه وهما منتصبتان فسمعته يقول: اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا أحصي مدحك ولا ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك »
===باب وضع الكفين على الأرض ورفع المرفقين في السجود===
656 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر حدثنا محمد بن أبي صفوان الثقفي حدثنا عبد الرحمن - يعني ابن مهدي - حدثنا عبيد الله بن أياد بن لقيط عن أبيه عن البراء بن عازب قال:
« قال رسول الله {{صل}}: إذا سجدت فضع كفيك وارفع مرفقيك »
657 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي وعمر بن حفص الشيباني قالا حدثنا سفيان عن عبيد الله بن عبد الله بن أخي يزيد بن الأصم عن عمه عن خالته ميمونة قالت
« كان رسول الله {{صل}} إذا سجد لو أن بهمة أرادت أن تمر من تحت يديه مرت »
وقال عمر بن حفص قال: حدثنا عبيد الله بن عبد الله بن الأصم وقال: أن النبي {{صل}} كان إذا سجد جافى يديه حتى لو أن بهمة أرادت أن تمر تحتها مرت
658 - حدثنا محمد بن بشار نا عبد الرحمن - يعني ابن مهدي نا سفيان عن منصور عن سالم - وهو ابن أبي الجعد عن أبيه عن ابن مسعود قال:
« قال رسول الله {{صل}}: ما منكم أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن وقرينه من الملائكة قالوا: وإياك يا رسول الله؟ قال: وإياي ولكن الله أعانني عليه حتى أسلم فلا يأمرني إلا بخير » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب طول السجدة والتسوية بينه وبين الركوع وبين القيام بعد رفع الرأس من الركوع===
659 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا محمد - يعني ابن جعفر حدثنا شعبة ح وحدثنا سلم بن جنادة حدثنا وكيع عن شعبة عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن البراء بن عازب قال:
« كان ركوع رسول الله {{صل}} ورفع رأسه بعد الركوع وسجوده وجلوسه بين السجدتين قريبا من السواء »
660 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا مؤمل بن هشام اليشكري وسلم بن جنادة القرشي قالا حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن سعد بن عبيدة عن المستورد بن الأحنف عن صلة عن حذيفة قال:
« صليت مع رسول الله {{صل}} ذات ليلة فذكر الحديث وذكر: أنه قرأ في ركعة البقرة والنساء ثم ركع فكان ركوعه مثل قيامه ثم سجد فكان سجوده مثل ركوعه
661 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبيدة بن عبد الله الخزاعي أخبرنا يحيى بن آدم عن مسعر عن الحكم بن عتيبة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن البراء بن عازب قال:
« كان قيام النبي {{صل}} وركوعه وسجوده وجلوسه لا يدرى أيه أفضل »
قال أبو بكر يريد أفضل: أطول <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب النهي عن نقرة الغراب في السجود===
662 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا يحيى وأبو عاصم قالا حدثنا عبد الحميد بن جعفر حدثني أبي عن تميم بن محمود عن عبد الرحمن بن شبل ح وحدثنا سلم بن جنادة حدثنا وكيع عن عبد الحميد بن جعفر بهذا الإسناد قال:
« نهى رسول الله {{صل}} عن نقرة الغراب قال سلم بن جنادة: في الفرائض وقالا جميعا: وافتراش السبع وأن يوطن الرجل المكان كما يوطنه البعير » <ref>قال الأعظمي: إسناده ضعيف </ref>
قال ناصر الدين: لكن له شاهد يتقوى به</ref>
===باب إتمام السجود والزجر عن انتقاصه وتسمية المنتقص ركوعه وسجوده سارقا أو هو سارق من صلاته===
663 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو يحيى محمد بن عبد الرحمن البزاز نا الحكم بن موسى أبو صالح حدثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال:
« قال رسول الله {{صل}}: أسوأ الناس سرقة الذي يسرق صلاته قالوا يا رسول الله كيف يسرق صلاته؟ قال: لا يتم ركوعها ولا سجودها » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح لولا عنعنة الوليد فإنه كان يدلس تدليس التسوية.. لكن له شاهد يتقوى به عند أحمد ( 3 / 56 ) </ref>
664 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن العلاء بن كريب حدثنا أبو خالد عن محمد بن إسحاق عن سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة قال:
« صلى بنا رسول الله {{صل}} العصر فبصر برجل يصلي فقال: يا فلان اتق الله أحسن صلاتك أترون إني لأراكم إني لأرى من خلفي كما أرى من بين يدي أحسنوا صلاتكم وأتموا ركوعكم وسجودكم »
665 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا إسماعيل بن إسحاق حدثنا صفوان بن صالح حدنا الوليد بن مسلم حدنا شيبة بن الأحنف الأوزاعي حدنا أبو سلام الأسود نا أبو صالح الأشعري عن أبي عبد الله الأشعري قال:
« صلى رسول الله {{صل}} بأصحابه ثم جلس في طائفة منهم فدخل رجل فقام يصلي فجعل يركع وينقر في سجوده فقال النبي {{صل}}: أترون هذا من مات على هذا مات على غير ملة محمد ينقر صلاته كما ينقر الغراب الدم إنما مثل الذي يركع وينقر في سجوده كالجائع لا يأكل إلا التمرة والتمرتين فماذا تغنيان عنه فأسبغوا الوضوء ويل للأعقاب من النار أتموا الركوع والسجود »
قال أبو صالح فقلت لأبي عبد الله الأشعري: من حدثك بهذا الحديث؟ فقال: أمراء الأجناد عمرو بن العاص وخالد بن الوليد ويزيد بن أبي سفيان وشرحبيل بن حسنة كل هؤلاء سمعوه من النبي {{صل}} <ref>قال ناصر الدين: إسناده حسن </ref>
===باب إيجاب إعادة الصلاة التي لا يتم المصلي فيها سجوده إذ الصلاة التي لا يتم للمصلي ركوعها ولا سجودها غير مجزئة عنه===
666 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الله بن سعيد الأشج نا ابن إدريس ومحمد بن فضيل ح وحدثنا سلم بن جنادة حدثنا وكيع ح وحدنا هارون بن إسحاق حدثنا ابن فضيل جمعيا عن الأعمش ح وحدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي حدثنا سفيان عن الأعمش ح وحدثنا الدورقي نا أبو معاوية أنا الأعمش عن عمارة بن عمير عن أبي معمر عن ابن مسعود قال:
« قال رسول الله {{صل}} لا تجزئ صلاة لا يقيم الرجل فيها صلبه في الركوع والسجود » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
667 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن المثنى وأحمد بن المقدام قالا حدثنا ملازم بن عمرو حدثني جدي عبد الله بن بدر عن عبد الرحمن بن علي عن أبيه علي بن شيبان - وكان أحد الوفد - قال:
« صليت خلف رسول الله {{صل}} فلمح بمؤخر عينه إلى رجل لا يقيم صلبه في الركوع والسجود فلما قضى نبي الله {{صل}} الصلاة قال: يا معشر المسلمين إنه لا صلاة لمن لا يقيم صلبه في الركوع والسجود »
هذا حديث أحمد بن المقدام <ref>قال الأعظمي: إسناده حسن صحيح </ref>
===باب التسبيح في السجود===
668 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم ومحمد بن أبان وسلم بن جنادة قالوا حدثنا حفص - وهو ابن غياث - حدثنا ابن أبي ليلى عن الشعبي عن صلة عن حذيفة
« أن النبي {{صل}} كان يقول في ركوعه: سبحان ربي العظيم ثلاثا وفي سجوده سبحان ربي الأعلى ثلاثا » <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف كما تقدم </ref>
669 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا مؤمل بن هشام وسلم بن جنادة قالا حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن سعد بن عبيدة عن المستورد بن الأحنف عن صلة بن زفر عن حذيفة قال:
« صليت مع رسول الله {{صل}} فذكر الحديث وقال: ثم سجد فقال في سجوده: سبحان ربي الأعلى »
قال سلم بن جنادة: عن الأعمش <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح ومضى </ref>
670 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو موسى نا عبد الله بن زيد نا موسى بن أيوب قال سمعت عمي إياس بن عامر يقول سمعت عقبة بن عامر
« يقول لما نزلت { سبح اسم ربك الأعلى } قال لنا النبي {{صل}}: اجعلوها في سجودكم »
أنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه محمد بن عيسى عن بن المبارك عن موسى أيوب عن عمه عن عقبة بن عامر بمثله ولم يقل: لنا <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف ومضى </ref>
===باب الدعاء في السجود===
671 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم وعلي بن شعيب قالا حدثنا أبو أسامة حدثنا عبيد الله عن محمد بن يحيى بن حيان عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة عن عائشة قالت
« فقدت رسول الله {{صل}} ذات ليلة في الفراش فجعلت أطلبه بيدي فوقعت يدي على باطن قدميه وهما منتصبتان فسمعته يقول: اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك أعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك »
هذا حديث الدورقي
وقال علي بن شعيب: عن عبيد الله وقال: لا أحصي مدحك ولا ثناء عليك
672 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى أنا ابن وهب حدثني يحيى بن أيوب عن عمارة بن غزية عن سمي مولى أبي بكر عن أبي صالح عن أبي هريرة
« أن رسول الله {{صل}} كان يقول في سجوده: اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله وأوله وآخره وعلانيته وسره »
673 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الربيع بن سليمان وبحر بن نصر قالا حدثنا ابن وهب أخبرنا ابن أبي الزناد عن موسى بن عقبة عن عبد الله بن الفضل عن عبد الرحمن بن الأعرج عن عبد الله بن أبي رافع عن علي
« أن النبي {{صل}} كان إذا قام إلى الصلاة المكتوبة كبر فذكر الحديث وقال: ثم إذا سجد قال في سجوده: اللهم لك سجدت وبك آمنت ولك أسلمت وأنت ربي سجد وجهي للذي خلقه وشق سمعه وبصره تبارك الله أحسن الخالقين »
===باب الأمر في الاجتهاد في الدعاء في السجود في الصلاة المكتوبة وما يرجى في ذلك الوقت من إجابة الدعاء===
674 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن حجر نا إسماعيل بن جعفر وسفيان بن عيينة وحدثنا عبد الجبار بن العلاء وسعيد بن عبد الرحمن قالا حدنا سفيان عن سليمان بن سحيم عن إبراهيم بن عبد الله بن معبد عن أبيه عن ابن عباس قال:
« كشف رسول الله {{صل}} الستارة والناس صفوف خلف أبي بكر فقالوا: وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم »
===باب إباحة السجود على الثياب اتقاء الحر والبرد===
675 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب الدورقي ومحمد بن عبد الأعلى قالا نا بشر بن مفضل نا غالب القطان عن بكر بن عبد الله عن أنس قال:
« كنا نصلي مع رسول الله {{صل}} في شدة الحر فإذا أراد أحدنا أن يسجد بسط ثوبه من شدة الحر وسجد عليه »
وقال الصنعاني: فإذا لم يستطع أحدنا أن يمكن وجهه من الأرض بسط ثوبه فسجد عليه
676 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن إسحاق الصنعاني حدثنا سعيد بن أبي مريم حدثنا إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة حدثني عبد الرحمن بن ثابت بن صامت عن أبيه عن جده
« أن رسول الله {{صل}} صلى في مسجد بني عبد الأشهل وعليه كساء ملتف به يضع يديه يقيه الكساء برد الحصا » <ref>قال الأعظمي: إسناده ضعيف </ref>
===باب السنة في الجلوس بين السجدتين===
677 - وأخبرنا أبو الحسن علي بن مسلم بن محمد السلمي نا أبو محمد عبد العزير بن أحمد الكناني قال أخبرنا الأستاذ الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني قرأة عليه قال أخبرنا أبو طاهر نا محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة نا أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا محمد بن رافع حدثنا عبد الملك بن الصباح المسمعي حدثنا عبد الحميد بن جعفر المدني عن محمد بن عمرو بن عطاء
« قال سمعت: أبا حميد الساعدي في عشرة من أصحاب رسول الله {{صل}} قال: أنا أعلمكم بصلاة رسول الله {{صل}} قالوا: ما كنت أقدمنا له صحبة ولا أطولنا له تباعة قال: بلى قالوا: فاعرض قال: كان رسول الله {{صل}} إذا قام إلى الصلاة رفع يديه حتى يحاذي منكبيه ثم كبر واعتدل قائما حتى يقر كل عظم في موضعه معتدلا ثم يقرأ ثم يرفع يديه ويكبر ويركع فيضع راحتيه على ركبتيه ولا يصب رأسه ولا يقنعه ثم يقول: سمع الله لمن حمده ويرفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه معتدلا حتى يقر كل عظم في موضعه معتدلا ثم يكبر ويسجد فيجافي جنبيه ثم يرفع رأسه فيثني رجله اليسرى فيقعد عليها ويفتح أصابع رجله اليمنى ثم يقوم فيصنع في الركعة الأخرى مثل ذلك ثم يقوم من السجدتين فيصنع مثل ما صنع حين افتتح الصلاة »
678 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو كريب وعبد الله بن سعيد الأشج قالا انا أبو خالد حدثنا هارون بن إسحاق حدثنا ابن فضيل ح وحدثنا سلم بن جنادة نا وكيع عن سفيان كلهم عن يحيى بن سعيد قال: سمعت القاسم بن محمد يقول حدثنا عبد الله بن عبد الله بن عمر عن أبيه عبد الله بن عمر قال:
« إن من السنة في الصلاة أن تضجع رجلك اليسرى وتنصب اليمنى إذا جلست في الصلاة »
هذا حديث ابن فضيل وقال الآخرون: عن القاسم بن محمد عن عبد الله بن عبد الله بن عمر عن أبيه <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
679 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي نا سفيان عن يحيى بن سعيد عن القاسم بن محمد عن عبد الله بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال:
« من سنة الصلاة أن تضجع رجلك اليسرى وتنصب اليمنى قال: وكان النبي إذا جلس في الصلاة أضجع اليسرى ونصب اليمنى »
قال أبو بكر: هذه الزيادة التي في خبر ابن عيينة لا أحسبها محفوظة - أعني قوله: وكان النبي {{صل}} إذا جلس في الصلاة أضجع اليسرى ونصب اليمنى
===باب إباحة الإقعاء على القدمين بين السجدتين وهذا من جنس اختلاف المباح فجائز أن يقعي المصلي على القدمين بين السجدتين وجائز أن يفترش اليسرى وينصب اليمنى===
680 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا عبد الرزاق أخبرنا ابن جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع طاوسا يقول:
« قلنا لابن عباس في الإقعاء على القدمين؟ فقال: هي السنة فقلنا: إنا لنراه جفاء بالرجل فقال: بل هي سنة نبيك {{صل}} »
681 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن الأزهر - وكتبته من أصله - أنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد نا أبي عن ابن إسحاق قال حدثني
« رسول الله {{صل}} في صلاته إذا سجد العباس بن سهل بن سعد ساعد قال: جلست بسوق المدينة في الضحى مع أبي أسيد مالك ابن ربيعة ومع أبي حميد صاحب رسول الله {{صل}} وهما من رهطة من بني ساعدة ومع أبي قتادة الحارث بن ربعي فقال بعضهم لبعض وأنا أسمع: أنا أعلم بصلاة رسول الله {{صل}} منكما كل يقولها لصاحبه فقالوا لأحدهم فقم فصلي بنا حتى ننظر أتصيب صلاة رسول الله {{صل}} أم لا فقام أحدهما فاستقبل القبلة ثم كبر ثم قرأ بعض القرآن ثم ركع فأثبت يديه على ركبتيه حتى اطمأن كل عظم منه ثم رفع رأسه فاعتدل حتى رجع كل عظم منه ثم قال سمع الله لمن حمده ثم وقع ساجدا على جبينه وراحتيه وركبتيه وصدور قدميه راجلا بيديه حتى رأيت بياض إبطيه ما تحت منكبيه ثم ثبت حتى اطمئن كل عظم منه ثم رفع رأسه فاعتدل على عقبيه وصدور قدميه حتى رجع كل عظم منه إلى موضعه ثم عاد لمثل ذلك قال ثم قام فركع أخرى مثلها قال ثم سلم فأقبل على صاحبيه فقال لهما: كيف رأيتما؟ فقالا له: أصبت صلاة رسول الله {{صل}} هكذا كان يصلي » <ref>قال الأعظمي: إسناده حسن </ref>
===باب طول الجلوس بين السجدتين===
682 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة أخبرنا حماد بن زيد حدثنا ثابت البناني قال قال لنا أنس بن مالك
« إني لا آلو أن أصلي بكم كما رأيت رسول الله {{صل}} يصلي بنا قال ثابت: فكان أنس يصنع شيئا لا أراكم تصنعونه كان إذا رفع رأسه من السجود قعد بين السجدتين حتى يقول القائل: قد نسي »
===باب التسوية بين السجود وبين الجلوس بين السجدتين أو مقاربة ما بينهما===
683 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار نا أبو أحمد - يعني الزبيري - نا مسعر عن الحكم عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى عن البراء بن عازب قال:
« كان سجود النبي {{صل}} وركوعه وقعوده بين السجدتين قريبا من السواء »
===باب الدعاء بين السجدتين===
684 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا سلم بن جنادة نا حفص بن غياث نا العلاء بن المسيب عن عمرو بن مرة عن طلحة ابن يزيد عن حذيفة والأعمش عن سعد بن عبيدة عن المستورد بن الأحنف عن صلة بن زفر عن حذيفة قال:
« قام رسول الله {{صل}} من الليل يصلي فجئت فقمت إلى جنبه فافتتح البقرة فقلت: يريد المائة فجاوزها فقلت: يريد المائتين فجاوزها فقلت: يختم فختم ثم افتتح النساء فقرأها ثم قرأ آل عمران ثم ركع قريبا مما قرأ ثم رفع فقال: سمع الله لمن حمده ربنا لك الحمد قريبا مما ركع ثم سجد نحوا مما رفع ثم رفع فقال: رب اغفر لي نحوا مما سجد ثم سجد نحوا مما رفع ثم قام في الثانية قال الأعمش: فكان لا يمر بآية تخويف إلا استعاذ أو استجار ولا آية رحمة إلا سأل ولا آية - يعني تنزيه - إلا سبح »
===باب الجلوس بعد رفع الرأس من السجدة الثانية قبل القيام إلى الركعة الثانية وإلى الركعة الرابعة===
685 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا يحيى بن سعيد نا عبد الحميد بن جعفر نا محمد بن عطاء عن أبي حميد الساعدي: قال:
« سمعته في عشرة من أصحاب النبي {{صل}} أحدهم أبو قتادة قال: كان النبي {{صل}} إذا قام إلى الصلاة اعتدل قائما فذكر بعض الحديث وقال: ثم هوى إلى الأرض ساجدا ثم قال الله أكبر ثم جافى عضديه عن إبطيه وفتح أصابع رجليه ثم ثنى رجله اليسرى وقعد عليها واعتدل حتى يرجع كل عظم منه إلى موضعه ثم هوى ساجدا وقال: الله أكبر ثم ثنى رجله وقعد فاعتدل حتى يرجع كل عظم إلى موضعه ثم نهض » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
686 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر حدثنا علي بن حجر حدثنا هشيم عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن مالك بن الحويرث
« أنه رأى النبي {{صل}} يصلي فإذا كان في وتر من صلاته لم ينهض حتى يستوي جالسا »
===باب الاعتماد على اليدين عند النهوض إلى الركعة الثانية وإلى الرابعة===
687 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار وأبو موسى قالا حدثنا عبد الوهاب حدثنا خالد عن أبي قلابة قال:
« كان مالك بن الحويرث ما بيننا فيقول: ألا أحدثكم عن صلاة رسول الله {{صل}} فصلى في غير وقت صلاة فإذا رفع رأسه من السجدة الثانية في أول ركعة استوى قاعدا ثم قام واعتمد على الأرض »
قال أبو بكر: خبر أيوب عن أبي قلابة خرجته في كتاب الكبير
===باب التكبير عند النهوض من الجلوس مع القيام معا===
688 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ثنا عمي أخبرني حيوة حدثني خالد بن يزيد عن ابن أبي هلال عن نعيم المجمر قال:
« صليت وراء أبي هريرة فقال بسم الله الرحمن الرحيم ثم قرأ بأم القرآن حتى بلغ ولا الضالين فقال: آمين فقال الناس آمين فلما ركع قال: الله أكبر فلما رفع رأسه قال: سمع الله لمن حمده ثم قال: الله أكبر ثم سجد فلما رفع قال: الله أكبر فلما سجد قال: الله أكبر ثم استقبل قائما مع التكبير فلما قام من الثنتين قال: الله أكبر فلما سلم قال: والذي نفسي بيده إني لأشبهكم صلاة برسول الله {{صل}} » <ref>قال الأعظمي: إسناده ضعيف ابن أبي هلال كان اختلط وأحمد بن عبد الرحمن فيه ضعف </ref>
===باب سنة الجلوس في التشهد الأول===
689 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار ومحمد بن رافع - وهذا حديث بندار - حدثنا أبو عامر انا فليح بن سليمان المدني حدثني عباس بن سهل الساعدي قال:
« اجتمع أبو حميد الساعدي وأبو أسيد الساعدي وسهل بن سعد ومحمد بن مسلمة فقال أبو حميد: أنا أعلمكم بصلاة رسول الله {{صل}} فذكر الحديث بطوله وقال: جلس فافترش رجله اليسرى وأقبل بصدر اليمنى على قبلته ووضع كفه اليمنى على ركبته اليمنى وكفه اليسرى على ركبته اليسرى وأشار بإصبعه السبابة »
690 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الله بن سعيد الأشج نا ابن إدريس نا عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر قال:
« أتيت المدينة فقلت: لأنظرن إلى صلاة رسول الله {{صل}} فذكر الحديث وقال: وثنى رجله اليسرى ونصب اليمنى » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
691 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه المخزومي حدثنا سفيان عن عاصم عن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر قال:
« رأيت رسول الله {{صل}} حين جلس في الصلاة افترش رجله اليسرى ونصب رجله اليمنى » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب الزجر عن الاعتماد على اليد في الجلوس في الصلاة===
692 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن سهل بن عسكر والحسين بن مهدي قالا حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن إسماعيل بن أمية عن نافع عن ابن عمر قال:
« نهى النبي {{صل}} إذا جلس الرجل في الصلاة أن يعتمد على يده اليسرى
وقال الحسين بن مهدي: نهى رسول الله {{صل}} أن يعتمد الرجل على يديه في الصلاة » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب رفع اليدين عند القيام من الجلسة في الركعتين الأولتين للتشهد»
قال أبو بكر: في خبر علي بن أبي طالب عن النبي {{صل}} أنه كان إذا قام من السجدتين كبر ورفع يديه وكذلك في خبر أبي حميد الساعدي وخبر عبد الحميد بن جعفر
693 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر حدثنا الصنعاني انا المعتمر قال سمعت عبيد الله عن ابن شهاب عن سالم عن ابن عمير
« عن النبي {{صل}} أنه كان يرفع يديه إذا دخل في الصلاة وإذا أراد أن يركع وإذا رفع رأسه من الركوع وإذا قام من الركعتين يرفع يديه في ذلك كله حذو المنكبين » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
694 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو زهير عبد المجيد بن إبراهيم المصري نا شعيب - يعني ابن يحيى التجيبي أخبرنا يحيى بن أيوب عن ابن جريج عن ابن شهاب عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث أنه سمع أبا هريرة يقول:
« كان رسول الله {{صل}} إذا افتتح الصلاة كبر ثم جعل يديه حذو منكبيه وإذا ركع فعل مثل ذلك وإذا سجد فعل مثل ذلك ولا يفعله حين يرفع رأسه من السجود وإذا قام من الركعتين فعل مثل ذلك » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح إن كان عبد المجيد بن إبراهيم ثقة فإني لم أجد له ترجمة نعم هو صحيح لغيره فقد رواه أبو داود 738 من طريق الليث بن سعد عن يحيى بن أيوب نحوه </ref>
695 - ورواه عثمان بن الحكم الجذامي قال انا ابن جريج أن ابن شهاب أخبره بهذا الإسناد - مثله وقال: كبر ورفع يديه حذو منكبيه حدثنيه أبو اليمن ياسين بن أبي زرارة المصري القتباني عن عثمان بن الحكم الجذامي
قال أبو بكر: سمعت يونس يقول: أول من قدم مصر بعلم ابن جريج أو بعلم مالك عثمان بن الحكم الجذامي
قال أبو بكر: وسمعت أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي يقول: حدثنا بن أبي مريم حدثني عثمان بن الحكم الجذامي وكان من خيار الناس <ref>قال الأعظمي: إسناده جيد وياسين هو ابن عبد الواحد بن أبي زرارة صدوق من شيوخ النسائي </ref>
===باب إدخال القدم اليسرى بين الفخذ اليمنى والساق في الجلوس في التشهد===
696 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يوسف بن موسى القطان حدثنا العلاء بن عبد الجبار حدنا عبد الواحد بن زياد حدثنا عثمان بن حكيم حدثني عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال:
« كان رسول الله {{صل}} إذا قعد في الصلاة جعل قدمه اليسرى بين فخذيه وساقه ووضع يده اليسرى على ركبته اليسرى ووضع يده اليمنى على فخذه اليمنى وأشار بأصبعه »
وأشار عبد الواحد بإصبعه السبابة
===باب وضع الفخذ اليمنى على الفخذ اليسرى في الجلوس في التشهد===
697 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا محمد بن جعفر نا شعبة عن عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر قال:
« صليت مع النبي {{صل}} فكبر حين دخل في الصلاة ورفع يديه وحين أراد أن يركع رفع يديه وحين رفع رأسه من الركوع رفع يديه ووضع كفيه وجافى - يعني في السجود - وفرش فخذه اليسرى وأشار بأصبعه السبابة - يعني في الجلوس في التشهد »
قال أبو بكر: قوله وفرش فخذه اليسرى يريد لليمنى أبي فرش فخذه اليسرى ليضع فخذه اليمنى على اليسرى كخبر آدم بن أبي إياس: وضع فخذه اليمنى على اليسرى <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
698 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا وهب بن جرير نا شعبة عن عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل ابن حجر الحضرمي
« أن رسول الله {{صل}} رفع يديه حين كبر وحين ركع وحين رفع رأسه من الركوع وقال حين سجد: هكذا وجافى يديه عن إبطيه ووضع فخذه اليمنى على فخذه اليسرى وقال: هكذا ونصب وهب السبابة وعقد بالوسطى »
وأشار محمد بن يحيى أيضا بسبابته وحلق بالوسطى والإبهام وعقد بالوسطى
قال أبو بكر: قوله ووضع فخذه اليمنى على فخذه اليسرى يريد في التشهد
699 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر حدثنا أحمد بن عبدة أخبرنا يزيد بن زريع حدثنا حسين العلم عن يزيد بن ميسرة عن أبي الجوزاء عن عائشة
« أن رسول الله {{صل}} كان يقول في الركعتين: التحية وكان يفرش رجله اليسرى تحت اليمنى » <ref>قال الأعظمي: أخرجه مسلم وقد أعل بالانقطاع بين عائشة وأبي الجوزاء لكن الحديث صحيح بما له من الشواهد </ref>
===باب السنة في الجلوس في الركعة التي يسلم فيها===
700 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا يحيى بن سعيد حدنا عبد الحميد بن جعفر حدثني محمد بن عطاء عن أبي حميد الساعدي قال:
« سمعته في عشر من أصحاب النبي {{صل}} أحدهم أبو قتادة قال: كان رسول الله {{صل}} إذا كانت الركعة التي تنقضي فيها الصلاة أخر رجله اليسرى وقعد على شقه متوركا ثم سلم
وفي خبر أبي عاصم: أخر رجله اليسرى وجلس على شقه الأيسر متوركا »
وفي خبر محمد بن عمرو بن حلحلة عن محمد بن عمرو بن عطاء: فإذا جلس في الرابعة أخر رجليه فجلس على وركه هذا في خبر يحيى بن أيوب عن يزيد بن أبي حبيب
وقال الليث في خبره: عن خالد عن ابن أبي هلال عن يزيد بن أبي حبيب ويزيد بن محمد: إذا جلس في الركعة الأخيرة قدم رجله اليسرى ونصب الأخرى وقعد على مقعدته
قال أبو بكر: قد خرجت هذه الأخبار في غير هذا الباب
701 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا إبراهيم بن سعد الجوهري نا يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن ابن إسحاق عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن ابن مسعود
« أن رسول الله {{صل}} كان يجلس في آخر صلاته على وركه اليسرى » <ref>قال الأعظمي: إسناده حسن لولا عنعنة ابن اسحق لكن صرح بالتحديث عند أحمد 1 / 459 فهو به حسن </ref>
702 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا القطعي محمد بن يحيى نا عبد الأعلى نا محمد بن إسحاق عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه انا عبد الله بن مسعود
« أن رسول الله {{صل}} علمه التشهد في الصلاة قال: كنا نحفظه عن عبد الله بن مسعود كما نحفظ حروف القرآن الواو والألف فإذا جلس على وركه اليسرى قال: التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ثم يدعوا لنفسه ثم يسلم وينصرف » <ref>قال الأعظمي: إسناده حسن برواية أحمد كما سبق بيانه في الذي قبله </ref>
===باب التشهد في الركعتين وفي الجلسة الأخيرة===
703 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار ويحيى بن حكيم قالا حدثنا يحيى نا الأعمش نا شقيق نا عبد الله ح وحدثنا محمد بن العلاء بن كريب نا أبو أسامة ح ونا هارون بن إسحاق حدثنا ابن فضيل ح وحدثنا سلم بن جنادة نا وكيع وابن إدريس كلهم عن الأعمش ح وحدثنا أبو موسى نا أبو معاوية ح وحدثنا أبو حصين بن أحمد ابن يونس حدثنا عبثر حدنا الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله قال:
« كنا إذا جلسنا مع رسول الله {{صل}} في التشهد قلنا السلام على الله من عباده السلام على فلان وفلان فقال رسول الله {{صل}}: لا تقولوا السلام على الله فإن الله هو السلام ولكن إذا جلس أحدكم فليقل: التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين فإنكم إذ قلتم ذلك أصابت كل عبد صالح في السماء والأرض أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ثم ليتخير أحدكم من الدعاء أعجبه إليه فليدع به »
هذا لفظ حديث بندار وانتهى حديث ابن فضيل وعبثر وابن إدريس عند قوله: ورسوله ولم يقولوا: ثم ليتخير أحدكم من الدعاء إلى آخره
704 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو حصين حدثنا عبثر نا حصين وحدنا سلم بن جنادة حدثنا ابن إدريس حدنا حصين ح حدثنا يوسف بن موسى حدثنا جرير بن منصور ح وحدثنا يوسف بن منصور أيضا حدثنا جرير بن المغيرة كلهم عن أبي وائل عن عبد الله عن النبي {{صل}} في التشهد. وحديث الأعمش إلى قوله: ورسوله وزاد في حديث منصور: ثم يتخير في المسألة ما شاء
705 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الربيع بن سلمان نا شعيب - يعني ابن الليث - حدثنا الليث عن أبي الزبير عن سعيد ابن جبير وطاوس عن ابن عباس أنه قال:
« كان رسول الله {{صل}} يعلمنا التشهد كما يعلمنا القرآن وكان يقول: التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله سلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته سلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله »
===باب إخفاء التشهد وترك الجهر به===
706 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الله بن سعيد الأشج نا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن عبد الله قال:
« من السنة أن تخفي التشهد » <ref>قال ناصر الدين: إسناده حسن لولا عنعنة ابن اسحق لكنه قد توبع فالحديث صحيح ولذا أوردته في صحيح أبي داود </ref>
707 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا سلم بن جنادة نا حفص - يعني ابن غياث - عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت
« نزلت هذه الآية في التشهد { ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها } » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب الاقتصار في الجلسة الأولى على التشهد وترك الدعاء بعد التشهد الأول===
708 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن الأزهر - وكتبته من أصله - حدثنا أبي عن بن إسحاق قال وحدثني عن تشهد رسول الله في وسط الصلاة وفي آخرها عبد الرحمن بن الأسود بن يزيد النخعي عن أبيه قال:
« وكنا نحفظه عن عبد الله بن مسعود كما نحفظ حروف القرآن حين أخبرنا أن رسول الله {{صل}} علمه إياه قال فكان يقول - إذا جلس في وسط الصلاة وفي آخرها على وركه اليسرى: التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله قال: ثم إذا كان في وسط الصلاة نهض حين يفرغ من تشهده وإن كان في آخرها دعا بعد تشهده بما شاء الله أن يدعو ثم يسلم »
قال أبو بكر: قوله وفي آخرها على وركه اليسرى إنما كان يجلسها في آخر صلاته لا في وسط صلاته وفي آخرها كما رواه عبد الأعلى عن محمد بن إسحاق وإبراهيم بن سعيد الجوهري عن يعقوب بن إبراهيم <ref>قال الأعظمي: إسناده حسن </ref>
===باب الصلاة على النبي {{صل}} في التشهد===
709 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب القرشي حدثنا عمي حدثني أبو هانئ أن أبا علي الجنبي حدثه أنه سمع فضالة بن عبيد يقول:
« سمع رسول الله {{صل}} رجلا يدعو في صلاة لم يحمد الله ولم يصل على النبي {{صل}} فقال رسول الله {{صل}}: عجلت أيها المصلي ثم علمهم رسول الله {{صل}} وسمع رجلا يصلي على النبي فقال رسول الله {{صل}} أيها المصلي أدع تجب وسل تعط » <ref>إسناده حسن من أجل أحمد بن عبد الرحمن بن وهب كان تغير بأخرة لكن تابعه رشدين بن سعد عند الترمذي 3473 وقال حديث حسن يعني لغيره وهو كما قال</ref>
710 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بكر بن إدريس بن الحجاج بن هارون المقرئ نا أبو عبد الرحمن المقرئ عن أبي هاني عن أبي علي عمرو بن مالك الجنبي عن فضالة بن عبيد الأنصاري
« أن رسول الله {{صل}} رأى رجلا يصلي لم يحمد الله ولم يمجده ولم يصلي على النبي {{صل}} وانصرف فقال رسول الله {{صل}}: عجل هذا فدعاه وقال له ولغيره: إذا صلى أحدكم فليبدأ بتمجيد ربه والثناء عليه وليصل على النبي {{صل}} ثم يدعو بما شاء » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب صفة الصلاة على النبي {{صل}} في التشهد والدليل أن النبي {{صل}} إنما سئل قد علمنا السلام عليك وكيف الصلاة عليك في التشهد===
711 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو الأزهر - وكتبته من أصله - نا يعقوب نا أبي عن ابن إسحاق قال وحدثني في الصلاة على رسول الله {{صل}} إذا المرء المسلم صلى عليه في صلاته محمد بن إبراهيم عن محمد بن عبد الله بن زيد بن عبد ربه عن أبي مسعود عقبة بن عمرو قال:
« أقبل رجل حتى جلس بين يدي رسول الله {{صل}} ونحن عنده فقال: يا رسول الله أما السلام فقد عرفناه فكيف نصلي عليك إذا نحن صلينا في صلاتنا صلى الله عليك؟ قال: فصمت حتى أحببنا أن الرجل لم يسأله ثم قال: إذا أنتم صليتم علي فقولوا: اللهم صلي على محمد النبي الأمي وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على محمد النبي الأمي وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد » <ref>قال الأعظمي: إسناده حسن </ref>
===باب وضع اليدين على الركبتين في التشهد الأول والثاني والإشارة بالسبابة من اليد اليمن===
712 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء نا سفيان حدثني يحيى بن سعيد عن مسلم ثم لقيت مسلما فحدثني مسلم بن أبي مريم حدثني علي بن عبد الرحمن المعاوي قال صليت الظهر إلى جنب ابن عمر ح وحدثنا أبو موسى ويحيى بن حكيم وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي قالوا حدثنا سفيان عن مسلم بن أبي مريم عن علي بن عبد الرحمن المعاوي وقال يحيى بن حكيم قال: سمعت علي بن عبد الرحمن الأنصاري يقول:
« صليت إلى جنب ابن عمر فقلبت الحصا فقال: لا تقلب الحصا ولكن افعل كما رأيت رسول الله {{صل}} يفعل قلت: وكيف رأيته يفعل؟ قال: هكذا فوضع يده اليسرى على فخذه اليسرى ويده اليمنى على فخذه اليمنى ورفع إصبعه السبابة هذا حديث يحيى بن حكيم »
وزاد يحيى أيضا: قال: حدثنا سفيان قال كان يحيى بن سعيد حدثنا بهذا الحديث عن مسلم بن أبي مريم فلقيت أنا مسلما فسألته فحدثني به
وقال المخزومي في حديثه: فوضع يده اليمنى على فخذه اليمنى وعقد أصبعين وحلق الوسطى وأشار بالتي تلي الإبهام ووضع يده اليسرى على فخذه اليسرى <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب التحليق بالوسطى والإبهام عند الإشارة بالسبابة في التشهد===
713 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا هارون بن إسحاق نا ابن فضيل ح وحدثنا الأشج نا بن إدريس ح وحدثنا علي ابن خشرم أخبرنا عبد الله - يعني ابن إدريس ح وحدثنا عبد الجبار بن العلاء وسعيد بن عبد الرحمن قالا حدثنا: كلهم عن عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر - وهذا لفظ حديث ابن فضيل - قال:
« كنت في من أتى النبي {{صل}} فقلت: لأنظرن إلى صلاة رسول الله {{صل}} كيف يصلي؟ فلما جلس افترش رجله اليسرى ثم وضع يده اليسرى على فخذه اليسرى ثم وضع حد مرفقه الأيمن على فخذه اليمنى ثم عقد - يعني ثنتين - ثم حلق وجعل يشير بالسباحة يدعو »
وقال ابن خشرم: وحلق بالوسطى والإبهام ورفع التي بينهما يدعو بها - يعني المسبحة <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب صفة وضع اليدين على الركبتين في التشهد وتحريك السبابة عند الإشارة بها===
714 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا معاوية بن عمرو حدثنا زائدة نا عاصم بن كليب الجرمي أخبرني أبي أن وائل بن حجر أخبره قال:
« قلت لأنظرن إلى صلاة رسول الله {{صل}} كيف يصلي؟ قال فنظرت إليه يصلي فكبر فذكر بعض الحديث وقال: ثم قعد فافترش رجله اليسرى ووضع كفه اليسرى على فخذه وركبته اليسرى وجعل حد مرفقه الأيمن على فخذه اليمنى ثم قبض ثنتين من أصابعه وحلق حلقة ثم رفع إصبعه فرأيته يحركها يدعو بها »
قال أبو بكر: ليس في شيء من الأخبار يحركها إلا في هذا الخبر زائد ذكره <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب حني السبابة عند الإشارة بها في التشهد===
715 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا هارون بن إسحاق حدثنا ابن بهز عن عصام بن قدامة عن مالك الخزاعي عن أبيه قال:
« رأيت النبي {{صل}} في الصلاة واضعا يده اليمنى على فخذه اليمنى وهو يشير بإصبعه »
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه محمد بن رافع حدثنا يحيى بن آدم عن عصام فذكر الحديث <ref>قال الأعظمي: إسناده ضعيف مالك الخزاعي لا يعرف كما قال الذهبي واسم أبيه نمير </ref>
716 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الأعلى بن واصل بن عبد الأعلى نا الفضل نا عصام بن قدامة الجدلي حدثني مالك بن نمير الخزاعي من أهل البصرة أن أباه حدثه أنه
« رأى رسول الله {{صل}} قاعدا في الصلاة واضعا ذراعه اليمنى على فخذه اليمنى رافعا إصبعه السبابة قد أحناها شيئا وهو يدعو »
===باب بسط يد اليسرى عند وضعه على الركبة اليسرى في الصلاة===
717 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر
« أن النبي {{صل}} كان إذا جلس في الصلاة وضع يديه على ركبتيه ورفع إصبعه التي تلي الإبهام اليمنى فيدعوا بها ويده اليسرى على ركبته باسطها عليه » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب النظر إلى السبابة عند الإشارة بها في التشهد===
718 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا يحيى بن سعيد نا ابن عجلان عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه
« أن النبي {{صل}} كان إذا تشهد وضع يده اليسرى على فخذه اليسرى ووضع يده اليمنى على فخذه اليمنى وأشار بإصبعه السبابة لا يجاوز بصره إشارته » <ref>قال الأعظمي: إسناده حسن </ref>
===باب الإشارة بالسبابة إلى القبلة في التشهد===
719 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن حجر نا إسماعيل - يعني ابن جعفر - نا مسلم بن أبي مريم عن علي بن عبد الرحمن المعاوي عن عبد الله بن عمر
« أنه رأى رجلا يحرك الحصا بيده وهو في الصلاة فلما انصرف قال له عبد الله: لا تحرك الحصا وأنت في الصلاة فإن ذلك من الشيطان ولكن اصنع كما كان رسول الله {{صل}} يصنع قال: فوضع يده اليمنى على فخذه وأشار بإصبعه التي تلي الإبهام إلى القبلة ورمى ببصره إليها أو نحوها ثم قال: هكذا رأيت رسول الله {{صل}} يصنع » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب إباحة الدعاء بعد التشهد وقبل السلام بما أحب المصلي ضد قول من زعم أنه غير جائز أن يدعى في المكتوبة ألا بما في القرآن===
720 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا محمد بن جعفر نا شعبة عن أبي إسحاق قال سمعت أبا الأحوص يحدث عن عبد الله بن مسعود قال:
« ألا وإنا كنا لا ندري ما نقول في كل ركعتين إلا أن نسبح ونكبر ونحمد ربنا وأن محمدا علم فواتح الخير وجوامعه فقال: إذا قعدتم في كل ركعتين فقولوا: التحيات لله والصلوات الطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ثم يتخير أحدكم من الدعاء أعجبه فليدع به » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب الأمر بالتعوذ بعد التشهد وقبل السلام===
721 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن خشرم أخبرنا عيسى - يعني ابن يونس ح وأخبرنا محمد بن إسماعيل الأحمسي أخبرنا وكيع ح وحدثنا هارون بن إسحاق نا مخلد بن يزيد الحراني جميعا عن الأوزاعي عن حسان بن عطية عن محمد بن أبي عائشة عن أبي هريرة قال:
« قال رسول الله {{صل}}: إذا تشهد أحدكم فيستعذ بالله من أربع يقول: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن شر فتنة المسيح الدجال ومن شر فتنة المحيا والممات »
هذا حديث وكيع. وفي حديث عيسى: سمعت أبا هريرة.
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن إسماعيل الأحمسي نا وكيع عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي {{صل}} مثله
722 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الحسن بن محمد الزعفراني نا روح نا ابن جريج أخبرني ابن طاوس عن أبيه
« أنه كان يقول بعد التشهد كلمات كان يعظمهن جدا قلت في المثنى كليهما؟ قال: بل في المثنى الأخير بعد التشهد قلت: ما هو؟ قال أعوذ بالله من عذاب القبر وأعوذ بالله من عذاب جهنم وأعوذ بالله من شر المسيح الدجال وأعوذ بالله من عذاب القبر وأعوذ بالله من فتنة المحيا والممات قال: كان يعظمهن »
قال ابن جريج: أخبرنيه عن عائشة عن النبي {{صل}} <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب الاستغفار بعد التشهد وقبل السلام===
723 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بحر بن نصر نا يحيى - يعني ابن حسان - نا يوسف بن يعقوب الماجشون عن أبيه عن الأعرج عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي بن أبي طالب
« أن النبي {{صل}} كان من آخر ما يقول بين التشهد والتسليم اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
724 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الوارث بن عبد الصمد حدثني أبي حدثنا حسين المعلم عن ابن بريدة حدثني حنظلة بن علي أن محجن بن الأدرع حدثه
« أن رسول الله {{صل}} دخل المسجد فإذا هو برجل قد قضى صلاته وهو يتشهد ويقول: اللهم إني أسألك بالله الواحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد أن تغفر لي ذنوبي إنك أنت الغفور الرحيم قال النبي {{صل}}: قد غفر له غفر له ثلاث مرات » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب مسألة الله الجنة بعد التشهد وقبل التسليم والاستعاذة بالله من النار===
725 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يوسف بن موسى نا جرير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال:
« قال رسول الله {{صل}} لرجل: ما تقول في الصلاة؟ قال: أتشهد ثم أقول: اللهم إني أسألك الجنة وأعوذ بك من النار أما والله ما أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ فقال النبي {{صل}}: حولهما ندندن
قال أبو بكر: الدندنة: الكلام الذي لا يفهم » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب التسليم من الصلاة عند انقضائها===
726 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا عبد الرحمن بن مهدي نا عبد الله بن جعفر الزهري عن إسماعيل بن محمد بن عامر بن سعد عن أبيه
« أن النبي {{صل}} كان يسلم عن يمينه حتى يرى بياض خده وعن يساره حتى يرى بياض خده »
727 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عتبة بن عبد الله اليحمدي أخبرنا عبد الله بن المبارك أخبرنا مصعب بن ثابت عن إسماعيل بن محمد عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال:
« رأيت النبي {{صل}} يسلم عن يمينه وعن يساره حتى يرى بياض خده فقال الزهري: لم نسمع هذا من حديث رسول الله {{صل}} فقال إسماعيل: أكل حديث النبي {{صل}} سمعت؟ قال: لا قال: والثلثين؟ قال: لا قال: فالنصف؟ قال: لا قال: فهذا في النصف الذي لم تسمع » <ref>قال الأعظمي: إسناده ضعيف </ref>
===باب صفة السلام في الصلاة===
728 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد وزياد بن أيوب قال إسحاق: حدثنا عمر وقال زياد: حدثني عمر بن عبيد الطنافسي عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عبد الله قال:
« كان رسول الله {{صل}} يسلم عن يمينه حتى يرى بياض خده السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وعن شماله حتى يبدو بياض خده السلام عليكم ورحمة الله وبركاته » <ref>قال الأعظمي: إسناده ضعيف أبو اسحق السبيعي مختلط مدلس ورواه أبو داود 996 من طريق زياد بن أيوب وآخرين دون قوله وبركاته وقد تثبت هذه الزيادة في التسليمة الأولى فقط من حديث وائل بن حجر أخرجه أبو داود بسند صحيح</ref>
===باب إباحة الاقتصار على تسليمة واحدة من الصلاة»
والدليل على أن تسليمة واحدة تجزئ وهذا من اختلاف المباح فالمصلي مخبر بين أن يسلم تسليمة واحدة وبين أن يسلم تسليمتين كمذهب الحجازيين
729 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى ومحمد بن خلف العسقلاني ومحمد بن مهدي العطار قالوا حدثنا عمرو بن أبي سلمة عن زهير بن محمد المكي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة===
« أن النبي {{صل}} كان يسلم في الصلاة تسليمة واحدة تلقاء وجهه يميل إلى الشق الأيمن شيئا »
قال ابن مهدي: قال أنا زهير بن محمد المكي <ref>قال الأعظمي: إسناده ضعيف لكن له شواهد </ref>
730 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا معلي بن أسد العمي حدثنا وهيب عن عبيد الله بن عمر عن القاسم عن عائشة رضي الله عنها
« أنها كانت تسلم تسليمة واحدة قبالة وجهها السلام عليكم » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
731 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد نا معلي نا وهيب عن هشام بن عروة عن أبيه
« أنه كان يسلم واحدة السلام عليكم » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
732 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا يحيى عن عبيد الله عن القاسم قال:
« رأيت عائشة تسلم واحدة »
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا عبد الوهاب نا عبيد الله نا عبيد الله: بهذا مثله:
وزاد ولا تلتفت عن يمينها ولا عن شمالها <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب الزجر عن الإشارة باليد يمينا وشمالا عند السلام من الصلاة===
733 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار والحسن بن محمد قالا حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا مسعر ح ونا علي بن خشرم أخبرنا عيسى - يعني ابن يونس - عن مسعر بن كدام ح وحدثنا الحسن بن محمد أيضا نا محمد بن عبيد الطنافسي حدثنا مسعر وحدثنا سلم بن جنادة حدثنا وكيع عن مسعر عن عبيد الله بن القبطية عن جابر بن سمرة قال:
« كنا إذا صلينا خلف النبي {{صل}} قلنا بأيدينا السلام عليكم يمينا وشمالا فقال رسول الله {{صل}}: ما لي أرى أيديكم كأنها أذناب خيل شمس ليسكن أحدكم في الصلاة هذا حديث بندار
وقال آخرون: أما يكفي أحدكم أن يضع يده على فخذه ثم يسلم عن يمينه وعن شماله إلا أن ابن خشرم قال في حديثه: ثم يسلم من عن يمينه ومن عن شماله »
وفي حديث وكيع: على أخيه من عن يمينه ومن عن شماله
قال الحسن بن محمد في حديث يزيد: كنا إذا صلينا خلف رسول الله {{صل}} قلنا: السلام على الله السلام على جبرائيل السلام على ميكائيل وأشار أبو خالد - يعني يزيد بن هارون بيده فرمى بها يمينا وشمالا.
قال الحسن بن محمد ثم ذكر نحوه يعني نحو حديث محمد بن عبيد <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح على شرط مسلم </ref>
===باب حذف السلام من الصلاة===
734 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عمرو بن علي الصيرفي نا محمد بن يوسف الفريابي حدثنا الأوزاعي عن قرة بن عبد الرحمن عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة
« عن النبي {{صل}} قال: حذف السلام سنة » <ref>قال الأعظمي: إسناده ضعيف قرة بن عبد الرحمن ضعيف من قبل حفظه </ref>
735 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر حدناه علي بن سهل الرملي حدثنا عمارة بن بشر المصيصي عن الأوزاعي: بهذا الإسناد قال:
« قال النبي {{صل}}: حذف السلام سنة »
قال أبو بكر: رواه عيسى بن يونس وابن المبارك ومحمد بن يحيى عن الفريابي قالوا كلهم: عن أبي هريرة قال: حذف السلام سنة
أنا أبو طاهر نا أبو بكر حدثناه أبو عمار نا عيسى بن يونس ح وحدثنا محمد بن أبي صفوان الثقفي حدثنا عبد الرحمن ح وحدثنا يحيى بن حكيم نا حرمى بن عمارة قالا نا عبد الله بن المبارك ح وحدثنا محمد بن يحيى نا محمد بن يوسف كلهم عن الأوزاعي <ref>قال الأعظمي: إسناده ضعيف قرة بن عبد الرحمن ضعيف من قبل حفظه </ref>
===باب الثناء على الله عز وجل بعد السلام من الصلاة===
736 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب الدورقي نا أبو معاوية عن عاصم الأحول عن عوسجة بن الرماح عن عبد الله ابن أبي الهذيل عن عبد الله بن مسعود قال:
« كان رسول الله {{صل}} إذا سلم في الصلاة لا يجلس إلا مقدار ما يقول: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح لغيره </ref>
===باب الاستغفار مع الثناء على الله بعد السلام من الصلاة===
737 - أنا الأستاذ الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني قراءة عليه قال أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن مسكين اليمامي والحسن بن إسرائيل اللؤلؤي الرملي قالا حدثنا بشر بن بكر قال اللؤلؤي: قال حدثني وقال اليمامي قال: أخبرنا الأوزاعي قال حدثني أبو عمار حدثني أبو أسماء الرحمى حدثني ثوبان مولى رسول الله {{صل}} قال:
« كان رسول الله {{صل}} إذا أراد أن ينصرف من صلاته استغفر ثلاث مرات ثم قال: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام »
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن يزيد بن عليل العنزي المصري قالوا حدثني عمرو بن أبي سلمة عن الأوزاعي بهذا الإسناد ومثله سواء
وروى عمرو بن هشام البيروتي عن الأوزاعي فقال: ذكر هذا الدعاء قبل السلام
738 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه محمد بن ميمون المكي نا عمرو بن هاشم البيروتي حدثني الأوزاعي حدثني أبو عمار عن أبي أسماء الرحبي عن ثوبان مولى رسول الله {{صل}}
« أن رسول الله {{صل}} كان إذا أراد أن يسلم من الصلاة استغفر ثلاثا ثم قال: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام ثم يسلم »
قال أبو بكر: وإن كان عمرو بن هاشم أو محمد بن ميمون لم يغلط في هذه اللفظة - أعني قوله: قبل الإسلام - فإن هذا الباب يرد إلى الدعاء قبل الإسلام
===باب التهليل والثناء على اله بعد السلام===
740 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي نا إسماعيل بن علية حدثني الحجاج بن أبي عثمان حدثنا أبو الزبير قال سمعت عبد الله بن الزبير يخطب على هذا المنبر وهو يقول:
« كان رسول الله {{صل}} إذا سلم في دبر الصلاة يقول: لا إله إلا الله لا نعبد إلا إياه أهل النعمة والفضل والثناء الحسن لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون »
741 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن خلف العسقلاني نا آدم - يعني ابن أبي إياس - نا أبو عمر الصنعاني - وهو حفص بن ميسرة - عن موسى بن عقبة عن أبي الزبير الملكي عن عبد الله بن الزبير قال:
« كان رسول الله {{صل}} يقول عند انقضاء صلاته قبل أن يقوم: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ولا قوة إلا بالله ولا نعبد إلا إياه له النعمة والفضل والثناء الحسن لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون »
742 - أنا أبو طاهر نا عبد الله بن محمد الزهري نا سفيان قال سمعته من عبدة - يعني ابن أبي لبانة - سمعته من وراد كاتب المغيرة قال: كتب معاوية إلى المغيرة أخبرني بشيء سمعته من رسول الله {{صل}} قال: كان رسول الله {{صل}} إذا قضى الصلاة ح وحدثنا الحسن بن محمد نا أسباط بن محمد نا عبد الملك بن عمير ح وحدثنا أبو موسى ويحيى بن حكيم قالا حدثنا عبد الرحمن نا سفيان عن عبد الملك ح وحدثنا زياد بن أيوب حدثنا هشيم أخبرنا عبد الملك قال سمعت ورادا يحدث وفي حديث أسباط وسفيان عن وراد عن المغيرة بن شعبة
« أن رسول الله {{صل}} كان يقول في دبر الصلاة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد »
وفي حديث عبد الرحمن: قال أملي علي المغيرة بن شعبة فكتبت إلى معاوية: أن رسول الله {{صل}} كان يقول في دبر كل صلاة مكتوبة
فإما أبو هاشم فإنه حدثنا بحديث هشيم في عقب خبر مغيرة ومجالد عن الشعبي عن وراد:
أن معاوية كتب إلى المغيرة أن اكتب إلي بشيء سمعته من رسول الله {{صل}} قال فكتب إليه المغيرة: إني سمعته يقول عند انصرافه من الصلاة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو كل شيء قدير ثلاث مرات قال: وكان ينهي عن قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال ومنع وهات وعقوق الأمهات ووأد البنات
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بهذا الخبر الدورقي وأبو هاشم قالا حدثنا هشيم أخبرنا غير واحد منهم المغيرة ومجالد ورجل ثالث أيضا كلهم عن الشعبي ثم أخبرنا أبو هاشم في عقب هذا الخبر حدثنا هشيم أخبرنا عبد الملك بن عمير قال سمعت ورادا يحدث هذا الحديث عن المغيرة عن النبي
===باب جامع الدعاء بعد السلام في دبر الصلاة===
743 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا حجاج بن منهال وأبو صالح كاتب الليث جميعا عن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة عن عمه الماجشون بن أبي سلمة عن الأعرج - وهو عبد الرحمن بن هرمز - عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي بن أبي طالب
« عن رسول الله {{صل}}: أنه كان إذا فرغ من صلاته فسلم قال: اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم والمؤخر لا إله إلا أنت قال أبو صالح: لا إله لي إلا أنت »
744 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عباد بن آدم البصري أنا مروان بن معاوية الفزاري عن أبي مالك الأشجعي عن أبيه قال:
« كنا نغدو إلى رسول الله {{صل}} فيجيء الرجل وتجيء المرأة فيقول يا رسول الله كيف أقول إذا صليت؟ قال: قل اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وعافني وارزقني فقد جمع لك دنياك وآخرتك
745 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى الصدفي أخبرنا ابن وهب أخبرني حفص بن ميسرة عن موسى عن عقبة عن عطاء بن أبي مروان عن أبيه »
« أن كعبا حلف له بالذي فلق البحر لموسى إنا نجد في التوراة أن داود نبي الله كان إذا انصرف من صلاته قال: اللهم أصلح لي ديني الذي جعلته لي عصمة وأصلح لي دنياي التي جعلت فيها معاشي اللهم أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بعفوك من نقمتك وأعوذ بك منك اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد »
قال وحدثني كعب أن صهيبا صاحب النبي {{صل}} حدثه أن محمدا {{صل}} كان يقولهن عند انصرافه من صلاته <ref>قال الأعظمي: إسناده ضعيف أبو مروان والد عطاء ليس بالمعروف كما قال النسائي </ref>
===باب التعوذ بعد السلام من الصلاة===
746 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عثمان العجلي نا عبيد الله بن موسى عن شيبان عن عبد الملك بن عمير عن مصعب بن سعد وعمرو بن ميمون الأزدي قالا
« كان سعد يعلم بنيه هؤلاء الكلمات كما يعلم المكتب الغلمان يقول: إن رسول الله {{صل}} كان يتعوذ بهن دبر الصلاة اللهم إني أعوذ بك من البخل وأعوذ بك من الجبن وأعوذ بك من أن أرد إلى أرذل العمر وأعوذ بك من فتنة الدنيا وأعوذ بك من عذاب القبر » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
747 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن إسماعيل الأحمسي نا وكيع عن عثمان الشحام عن مسلم بن أبي بكرة عن أبيه
« أن النبي {{صل}} كان يقول في دبر الصلاة: اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر وعذاب القبر » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب فضل التسبيح والتحميد والتكبير بعد السلام من الصلاة===
748 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء نا سفيان عن بشر بن عاصم عن أبيه عن أبي ذر قال:
« يا رسول الله ذهب أهل الأموال الدثور بالأجور يقولون كما تقول وينفقون ولا ننفق قال: أولا أخبرك بعمل إذا أنت عملته أدركت من قبلك وفت من بعدك إلا من قال مثل قولك؟ تقول في دبر كل صلاة: تسبح ثلاثا وثلاثين وتحمد وتكبر مثل ذلك وإذا أويت إلى فراشك » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
749 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني نا المعتمر قال سمعت عبيد الله عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة أنه قال:
« جاء الفقراء إلى رسول الله {{صل}} فقالوا: ذهب أهل الدثور من الأموال بالدرجات العلى والنعيم المقيم يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ولهم فضول يحجون بها ويعتمرون ويجاهدون ويتصدقون فقال: ألا أخبركم بأمر إن أخذتم به أدركتم من سبقكم ولم يدرككم أحد من بعدكم وكنتم خير من أتم بين ظهريه إلا أحد عمل بمثل أعمالكم تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاة ثلاثا وثلاثين قال: فاختلفنا بيننا فقال بعضنا: نسبح ثلاثا وثلاثين ونحمد ثلاثا وثلاثين ونكبر أربعا وثلاثين فرجعت إليه فقال: تقول: سبحان الله والحمد لله والله أكبر حتى تتم منهن كلهن ثلاثا وثلاثين »
===باب استحباب التهليل بعد التسبيح والتحميد والتكبير بعد السلام من الصلاة تكملة المائة وما يرجى في ذلك من مغفرة الذنوب السالفة إن كانت كثيرة===
750 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو بشر نا خالد - يعني ابن عبدالله - عن سهيل عن أبي عبيد عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي هريرة
« عن النبي {{صل}} قال: من سبح في دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين وكبر الله ثلاثا وثلاثين وحمد الله ثلاثا وثلاثين فذلك تسعة وتسعون ثم قال تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير غفرت له خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر »
===باب الأمر بمسألة الرب عز وجل في دبر الصلوات المعونة على ذكره وشكره وحسن عبادته والوصية بذلك===
751 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن مهدي العطار حدثنا المقرئ حدثنا حيوة عن عقبة بن مسلم عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن الصنابحي عن معاذ بن جبل أنه قال:
« أخذ رسول الله {{صل}} يوما بيدي فقال لي: يا معاذ والله إني لأحبك فقلت: بأبي أنت وأمي والله إني لأحبك قال: يا معاذ إني أوصيك لا تدعن أن تقول دبر كل صلاة: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وأوصى بذلك معاذ الصنابحي وأوصى به الصنابحي أبا عبد الرحمن الحبلي وأوصى به أبو عبد الرحمن عقبة بن مسلم » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب استحباب زيادة التهليل مع التسبيح والتكبير والتحميد تمام المائة وأن تجعل كل واحد خمسا وعشرين تكملة المائة===
752 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو قدامة عبيد الله بن سعيد حدثنا عثمان بن عمر أخبرنا هشام بن حسان ح وحدنا الحسين بن الحسن أخبرنا الثقفي حدثنا هشام عن محمد بن سيرين عن كثير بن أفلح عن زيد بن ثابت أنه قال:
« أمرنا أن نسبح في دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين ونحمده ثلاثا وثلاثين ونكبره أربعا وثلاثين فأتي رجل من الأنصار في نومه فقيل له: أمركم رسول الله {{صل}} أن تسبحوا في دبر كل صلاة كذا وكذا؟ قال: نعم قال: فاجعلوها خمسا وعشرين واجعلوا فيه التهليل فلما أصبح أتى النبي {{صل}} فأخبره فقال رسول الله {{صل}}: فافعلوا »
هذا حديث الثقفي
وقال أبو قدامة: فأتى رجل في منامه فقيل له: أمركم محمد {{صل}} أن تسبحوا في دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين وتحمده ثلاثا وثلاثين وتكبره أربعا وثلاثين؟ فقال: نعم وذكر بقية الحديث <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب فضل التحميد والتسبيح والتكبير بوصف بالعدد الكثير من خلق الله أو غير خلقه===
753 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يحيى بن حكيم نا سفيان بن عيينة ح وحدثنا عبد الجبار بن العلاء نا سفيان عن محمد بن عبد الرحمن - وهو مولى آل طلحة - عن كريب عن ابن عباس قال:
« قالت جويرية بنت الحارث - وكان اسمها برة فحول النبي {{صل}} اسمها وسماها جويرية وكره أن يقال خرج من عند برة - قالت: خرج النبي {{صل}} وأنا في مصلاي فرجع حين تعالى النهار وأنا فيه فقال: لم تزالي في مصلاك منذ خرجت؟ قلت: نعم قال: قد قلت أربع كلمات ثلاث مرات لو وزن بما قلت لوزنتهن سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته »
هذا حديث يحيى بن حكيم.
وقال عبد الجبار: عن ابن عباس أن النبي {{صل}} حين خرج إلى صلاة الصبح وجويرية جالسة في المسجد فذكر الحديث ولم يذكر ما قبل هذا من الكلام
754 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن عبد الرحمن بن المغيرة المصري حدثنا ابن أبي مريم أخبرنا يحيى بن أيوب حدثني ابن عجلان عن المصعب بن محمد بن شرحبيل عن محمد بن سعد بن زرارة عن أبي أمامة الباهلي
« أن رسول الله {{صل}} مر به وهو يحرك شفتيه فقال: ماذا تقول يا أبا أمامة؟ قال: أذكر ربي قال: أفلا أخبرك بأكثر - أو أفضل - من ذكرك الليل مع النهار والنهار مع الليل؟ أن تقول: سبحان الله عدد ما خلق وسبحان الله ملء ما خلق وسبحان الله عدد ما في الأرض والسماء وسبحان الله ملء ما في الأرض والسماء وسبحان الله عدد ما أحصى كتابه وسبحان الله عدد كل شيء وسبحان الله ملء كل شيء وتقول الحمد مثل ذلك » <ref>قال الأعظمي: إسناده حسن </ref>
===باب الأمر بقراءة المعوذتين في دبر الصلاة===
755 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر قال: قرأت على محمد بن عبد الله بن عبد الحكم فأخبرني أن أباه أخبرهم قال: أخبرنا الليث وحدثنا الحسن بن محمد حدثنا عاصم - يعني ابن علي - حدثنا ليث عن حنين بن أبي حكيم عن علي بن رباح وفي حديث ابن الحكم عن علي بن رباح عن عقبة قال:
« قال لي رسول الله {{صل}}: اقرؤوا المعوذات في دبر كل صلاة »
لم يقبل الحسن بن محمد: لي <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب فضل الجلوس في المسجد بعد الصلاة متطهرا===
756 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا هارون بن إسحاق حدثنا ابن فضيل عن محمد بن إسحاق ح وحدثنا عيسى بن إبراهيم حدثنا ابن وهب عن حفص بن ميسرة كلاهما عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال:
« سمعت رسول الله {{صل}} يقول: إذا صلى أحدكم ثم جلس مجلسه الذي صلى فيه لم تزل الملائكة تصلي عليه اللهم اغفر له اللهم ارحمه ما لم يحدث »
هذا حديث ابن فضيل وفي خبر ابن وهب أن رسول الله {{صل}} قال:
إذا صلى المسلم ثم جلس في مصلاه لم تزل الملائكة تدعو له اللهم اغفر له اللهم ارحمه ما لم يحدث أو يقوم <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح على شرط مسلم </ref>
===باب استحباب الجلوس في المسجد بعد الفجر إلى طلوع الشمس===
757 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا محمد بن جعفر ح وحدثنا أبو موسى حدثنا عبد الرحمن قالا حدثنا شعبة عن سماك
« أنه سأل جابر بن سمرة كيف كان رسول الله {{صل}} يصنع إذا صلى الصبح؟ قال: كان يقعد في مصلاه إذا صلى الصبح حتى تطلع الشمس »
هذا لفظ حديث بندار
==جماع أبواب اللباس في الصلاة==
===باب الرخصة في الصلاة في الثوب الواحد===
758 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء وسعيد بن عبد الرحمن قالا حدثنا سفيان عن الزهري عن سعيد ابن المسيب عن أبي هريرة قال:
« قام رجل إلى النبي {{صل}} فقال: أيصلي أحدنا في الثوب الواحد؟ فقال النبي {{صل}} أو لكلكم ثوبان؟ قال أبو هريرة للذي سأله: أتعرف أبا هريرة؟ فإنه يصلي في ثوب واحد وثيابه موضوعة على المشجب »
هذا حديث سعيد بن عبد الرحمن
759 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار حدثنا يحيى بن سعيد نا يزيد بن كيسان حدثني أبو حازم عن أبي هريرة قال:
« والذي نفس أبي هريرة بيده لقد رأيتني وإني أنظر في المسجد ما أكاد أن أرى رجلا يصلي في ثوبين وأنتم اليوم تصلون في اثنين وثلاثة » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح على شرط مسلم </ref>
760 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عيسى بن إبراهيم الغافقي نا ابن وهب عن مخرمة عن أبيه عن سعيد بن المسيب
« وسئل عن الرجل يصلي في قميص واحد ليس عليه إزاره فقال: ليس بذلك بأس إذا كان يواريه »
وقال ذلك عمرو بن شعيب
وقال بكير قال سعيد بن المسيب قال ابن مسعود:
قد كنا نصلي في الثوب الواحد حتى جاءنا الله بالثياب فقال لا تصلوا إلا في ثوبين فقال أبي بن كعب: ليس في هذا شيء قد كنا نصلي في عهد رسول الله {{صل}} في الثوب الواحد ولنا ثوبان فقيل لعمر بن الخطاب رضي الله عنه ألا تقضي بين هذين - وهو معهم - قال: أنا معي <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح على شرط مسلم </ref>
===باب المخالفة بين طرفي الثوب إذا صلى المصلي في الرداء الواحد أو الإزار الواحد===
761 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة أخبرنا حماد - يعني ابن زيد - ح وحدثنا بندار ويحيى بن حكيم قالا حدثنا يحيى بن سعيد ح وحدثنا أبو كريب نا أبو أسامة وحدثنا سلم بن جنادة نا وكيع كلهم عن هشام بن عروة ح وحدثنا يحيى بن حكيم نا الحسن بن حبيب - يعني ابن ندبة - حدثنا هشام عن أبيه عن عمرو بن أبي سلمة قال:
« رأيت رسول الله {{صل}} يصلي في بيت أم سلمة في ثوب واحد قد خالف بين طرفيه »
===باب إباحة الصلاة في الثوب الواحد وبحضرة المصلي ثياب له غير الثوب الواحد الذي يصلي فيه===
762 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا عبد الله بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث وأسامة بن زيد الليثي عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله
« أنه رأى رسول الله {{صل}} يصلي في ثوب واحدا مخالفا بين طرفيه على عاتقيه وثيابه على المشجب »
===باب عقد الإزار على العاتقين إذا صلى المصلي في إزار واحد ضيق===
763 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو قدامة نا يحيى عن سفيان حدثني أبو حازم عن سهل بن سعد قال:
« كان رجال يصلون مع النبي {{صل}} عاقدين أزرهم على أعناقهم كهيئة الصبيان فيقال للنساء: لا ترفعن رؤوسكن حتى يستوي الرجال جلوسا »
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بنحوه سلم بن جنادة نا وكيع عن سفيان عن أبي حازم عن سهل بن سعد وزاد قال: من ضيق الأزر
764 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني حدثنا ابن فضيل عن أبيه عن أبي حازم عن أبي هريرة قال:
« كنت في سبعين من أصحاب الصفة ما منهم رجل عليه رداء إما بردة أو كساء قد ربطوها في أعناقهم فمنها ما يبلغ الساق ومنها ما يبلغ الكعبين فيجمعه بيده كراهية أن ترى عورته »
قال أبو بكر: أبو حازم مدني اسمه سلمة بن دينار الذي روى عن سهل بن سعد والذي روى عن أبي هريرة سلمان الأشجعي
===باب الزجر عن الصلاة في الثوب الواحد الواسع ليس على عاتق المصلي منه شيء يذكر خبر مجمل غير مفسر===
765 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء وسعيد بن عبد الرحمن قالا حدثنا سفيان ح وحدثنا علي بن حجر حدثنا ابن أبي الزناد ح وحدثنا سلم بن جنادة حدثنا وكيع عن سفيان كلهم عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة
« أن رسول الله {{صل}} قال: لا يصلين أحدكم في الثوب الواحد ليس على عاتقه منه شيء غير أن عبد الجبار قال: عن أبي هريرة يبلغ به »
===باب ذكر الخبر المفسر للفظة المجملة التي ذكرتها===
والدليل على أن الزجر عن الصلاة في الثوب الواحد ليس على عاتق المصلي منه شيء إذا كان الثوب واسعا إذ النبي {{صل}} قد أباح الصلاة في الثوب الواحد الضيق إذا شده المصلي على حقوه
766 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عبد الله بن بزيع حدثنا أبو بحر عبد الرحمن بن عثمان البكراوي حدثنا سعيد بن أبي عروبة حدثنا أيوب عن نافع قال:
« رآني ابن عمر وأنا أصلي في ثوب واحد فقال: ألم أكن أكسك ثوبين؟ قال قلت: بلى قال: أرأيت لو أرسلتك في حاجة أكنت منطلقا في ثوب واحد؟ قلت: لا قال: فالله أحق أن تزين له ثم قال: سمعت رسول الله {{صل}} يقول: إذا لم يكن لأحدكم إلا ثوب واحد فليشد به حقوه ولا يشتمل به اشتمال اليهود »
قال أبو بكر: وهذا الخبر أيضا مجمل غير مفسر أراد النبي {{صل}} بهذا الثوب الذي أمر بشده على حقوه الثوب الضيق دون الواسع والمفسر لهذين الخبرين <ref>قال الأعظمي: إسناده ضعيف وأخرجه أبو داود 635 من طريق أيوب مختصرا نحوه دون الموقوف منه وسنده صحيح ويأتي هنا 768 </ref>
767 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر قال وهو ما حدثناه محمد بن رافع حدثنا شريح عن النعمان حدثنا فليح بن سليمان عن سعيد بن الحارث
« أنه أتى جابر بن عبد الله هو ونفر قد سماهم فلما دخلنا عليه وجدناه يصلي في ثوب واحد ملتحفا به قد خالف بين طرفيه ورداؤه قريب منه لو تناوله أبلغه قال: فلما سلم سألناه عن صلاته في ثوب واحد فقال: أفعل هذا ليراني الحمقى أمثالكم فيفشو عن جابر رخصة رخصها رسول الله {{صل}} إني خرجت مع رسول الله {{صل}} في بعض أسفاره فجئته ليلة لبعض أمري فوجدته يصلي وعلى ثوب واحد قد اشتملت به وصليت إلى جنبه فلما انصرف قال: ما السرى يا جابر؟ فأخبرته بحاجتي فلما فرغت قال: يا جابر ما هذا الاشتمال الذي رأيت؟ فقلت: كان ثوبا واحدا ضيقا فقال: إذا صليت وعليك ثوب واحد فإن كان واسعا فالتحف به وإن كان ضيقا فاتزر به »
===باب الرخصة في الصلاة في بعض الثوب الواحد يكون بعضه على المصلي وبعضه على غيره===
768 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر أنا عبد الجبار بن العلاء حدثنا سفيان حدثنا أبو إسحاق الشيباني سمعه من عبد الله بن شداد عن ميمونة قالت
« كان النبي {{صل}} يصلي وعلى مرط علي بعضه وعليه بعض وأنا حائض »
المرط: أكسية من صوف <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب ذكر اشتمال المنهي عنه في الصلاة تشبها بفعل اليهود وهو تجليل البدن كله بالثوب الواحد===
769 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن أبي صفوان الثقفي حدثنا سعيد بن عامر نا سعيد ح محدثنا الحسن بن محمد الزعفراني حدثنا عبد الوهاب بن عطاء عن سعيد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال:
« قال رسول الله {{صل}}: إذا صلى أحدكم في ثوب واحد فليشهده على حقوقه ن ولا تشتملوا كاشتمال اليهود »
هذا حديث ابن أبي صفوان <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب اشتمال المباح في الصلاة وهو عقد طرفي الثوب على العاتق إذا كان الثوب واسعا يمكن عقد طرفي الثوب على العاتق فيستر العورة بذكر خبر مختصر غير متقص===
770 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء العطار نا سفيان عن هشام عن أبيه عن عمر بن أبي سلمة قال:
« صلى رسول الله {{صل}} في بيت أم سلمة في ثوب مشتملا به »
===باب ذكر الخبر المتقصى المفسر للفظة المختصرة التي ذكرتها قبل والدليل على أن الاشتمال المباح في الصلاة وضع طرفي الثوب على العاتقين===
771 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن العلاء بن كريب نا أبو أسامة عن هشام عن أبيه أن عمر بن أبي سلمة أخبره قال:
« رأيت النبي {{صل}} يصلي في ثوب مشتملا به في بيت أم سلمة واضعا طرفيه على عاتقيه »
===باب النهي عن السدل في الصلاة===
772 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عيسى نا عبد الله - يعني ابن المبارك - عن الحسن بن ذكوان عن سليمان الأحول عن عطاء عن أبي هريرة
« أن رسول الله {{صل}} نهى عن السدل في الصلاة وأن يغطي الرجل فاه » <ref>قال الأعظمي: إسناده ضعيف الحسن بن ذكوان صدوق يخطئ وكان يدلس وقد عنعنه </ref>
===باب إجازة الصلاة في الثوب الذي يخالطه الحرير===
773 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عمر بن حفص الشيباني حدثنا أبو عاصم عن عبد الحميد بن جعفر عن يزيد بن أبي حبيب عن مرثد بن عبد الله عن عقبة بن عامر عن عمر قال:
« رأيت رسول الله {{صل}} صلى في فروج من حرير ثم لم يلبث أن نزعه »
هكذا حدثنا به الشيباني قال: عن عمر وهو وهم <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح الا أن ذكر عمر فيه شاذ </ref>
774 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر قال وحدثنا به بندار وأبو موسى قالا: عن عقبة بن عامر قال:
« رأيت رسول الله {{صل}} ولم يذكرا عمر هذا هو الصحيح وذكر عمر في هذا الخبر وهم وإنما الصحيح عن عقبة بن عامر رأيت النبي {{صل}} »
===باب نفي قبول صلاة الحرة المدركة بغير خمار===
775 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر حدثنا هشام بن عبد الملك أبو الوليد والحجاج بن المنهال قالا حدثنا حماد بن سلمة عن قتادة عن محمد بن سيرين عن صفية بنت الحارث عن عائشة
« أن رسول الله {{صل}} قال: لا يقبل الله صلاة امرأة قد حاضت إلا بخمار »
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر حدثنا بندار نا يحيى نا حميد بن عبد الله حدثتني أمي عن عائشة: إنها قالت: لا ينبغي لامرأة أن تصلي -
قال أبو بكر: حميد بن عبد الله هو الخراط <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب الرخصة في الصلاة في الثوب الذي يجامع الرجل فيه أهله===
776 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا ابن وهب أخبرني عمرو وابن لهيعة والليث بن سعد ح وحدثنا محمد بن عبد الله بن الحكم أخبرنا أبي وشعيب قالا أخبرنا الليث بن سعد ح وحدثنا يحيى بن حكيم حدثنا أبو الوليد حدثنا الليث بن سعد وحدثنا الفضل بن يعقوب الجزري حدثنا عبد الأعلى عن محمد بن إسحاق كلهم عن يزيد بن أبي حبيب عن سويد بن قيس عن معاوية بن خديج قال سمعت معاوية بن أبي سفيان يقول:
« سألت أم حبيبة هل كان النبي {{صل}} يصلي في الثوب الذي يجامعها فيه؟ قالت: نعم إذا لم يرى فيه أذى »
وقال ابن الحكم والفضل ويحيى بن حكيم: عن معاوية بن أبي سفيان وفي حديث بن إسحاق: في الثوب الذي يضاجعك فيه؟ <ref>قال الأعظمي: إسناده حسن </ref>
===باب الأمر بزر القميص والجبة إذا صلي المصلي في أحدهما لا ثوب عليه غيره===
777 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا نصر بن علي أخبرنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن موسى بن إبراهيم قال: سمعت سلمة بن الأكوع يقول:
« قلت: يا رسول الله أكون في الصيد فتحضر الصلاة وعلي قميص قال: شده ولو بشوكة »
778 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة الضبي حدثنا عبد العزيز بن محمد المدني حدثني موسى بن إبراهيم عن سلمة ابن الأكوع قال:
« سألت النبي {{صل}} قلت: أكون في الصيد وليس علي إلا قميص واحد أو جبة واحدة فأزره؟ قال: نعم ولو بشوكة »
قال مرة فقال: زره ولو بشوكة
قال أبو بكر: موسى بن إبراهيم هذا هو ابن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة هكذا نسبه عطاف بن خالد وأنا أظنه ابن إبراهيم بن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر بن أبي ربيعة أبوه إبراهيم هو الذي ذكره شرحبيل بن سعد أنه دخل وإبراهيم بن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر بن أبي ربيعة على جابر بن عبد الله في حديث طويل ذكره <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب الرخصة في الصلاة محلول الازرار إذا كان على المصلي أكثر من ثوب واحد===
779 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى حدثنا صفوان بن صالح الثقفي نا الوليد بن مسلم حدثنا زهير بن محمد نا زيد بن أسلم قال:
« رأيت ابن عمر يصلي محلول إزراره فسألته عن ذلك فقال: رأيت النبي {{صل}} يفعله » <ref>قال الأعظمي: إسناده ضعيف زهير بن محمد الخراساني فيه ضعف </ref>
780 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى حدثنا سليمان بن عبد الرحمن حدثنا الوليد - بهذا مثله غير أنه لم يقل: فسألته وقال: رأيت رسول الله {{صل}} يصلي محلول الأزرار <ref>قال الأعظمي: إسناده ضعيف زهير بن محمد الخراساني فيه ضعف </ref>
===باب التغليظ في إسبال الازر في الصلاة===
781 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن خلف الحدادي أخبرنا معاوية بن هشام نا شيبان بن عبد الرحمن عن يحيى بن أبي كثير عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن عبد الله بن عمرو
« أن رسول الله {{صل}} قال: لا ينظر الله إلى صلاة رجل يجر إزاره بطرا »
قال أبو بكر: قد اختلفوا في هذا الإسناد قال بعضهم: عن عبد الله ابن عمر خرجت هذا الباب في كتاب اللباس
===باب الزجر عن كف الثياب في الصلاة===
782 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بشر بن معاذ العقدي أخبرنا أبو عوانة عن عمرو بن دينار عن طاوس عن ابن عباس قال:
« قال رسول الله صلى الله {{صل}}: أمرت أن أسجد على سبعة ولا أكف شعرا ولا ثوبا »
===باب الرخصة في الصلاة في ثياب الأطفال ما لم تعلم نجاسة أصابتها===
إذ في حمل النبي {{صل}} بنت زينب رضي الله عنها ما دل على أن ثيابها لو كانت الصلاة لا تجزئ فيها لم يحملها إذ لا فرق بين لبس الثوب النجس وبين حمله في الصلاة
783 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يحيى بن سعيد أنا ابن عجلان عن سعيد عن عمرو بن سليم عن أبي قتادة وعن عامر بن عبد الله بن الزبير عن عمرو بن سليم عن أبي قتادة بن ربعي
« أن رسول الله {{صل}} كان يحمل بنت أبي العاص على عنقه في الصلاة فإذا سجد وضعها وإذا قام حملها »
784 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر قال وحدثنا به الدورقي: بهذا الإسناد قال:
« وهو يحمل بنت زينب على عنقه فيؤم الناس فإذا ركع وضعها وإذا قام حملها »
===باب ذكر الدليل على أن المصلي إذا أصاب ثوبه نجاسة وهو في الصلاة لا يعلم بها لم تفسد صلاته===
785 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار حدثنا محمد - يعني ابن جعفر - حدثنا شعبة قال سمعت أبا إسحاق يحدث عن عمرو بن ميمون عن عبد الله قال:
« بينما رسول الله {{صل}} ساجد وحوله ناس من قريش إذ جاء عقبة بن أبي معيط بسلى جزور فقذفه على رسول الله {{صل}} فلم يرفع رأسه فجاءت فاطمة فأخذته من ظهره ودعت على من صنع ذلك فقال: اللهم عليك الملأ من قريش أبا جهل بن هشام وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وعقبة بن أبي معيط وأمية بن خلف أو أبي بن خلف - شعبة الشاك - قال: فلقد رأيتهم قتلوا يوم بدر وألقوا في بئر غير أن أمية أو أبي تقطعت أوصاله فلم يلق في البئر » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
786 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عقيل نا حفص حدثني إبراهيم عن الحجاج عن أبي نعامة عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري أنه قال:
« صلى بنا رسول الله {{صل}} ذات يوم فخلع نعليه فوضعهما عن يساره فلما رأى القوم أن رسول الله {{صل}} قد خلع نعليه خلعوا نعالهم فلما أنفتل قال لهم: ما شأنكم خلعتم نعالكم؟ قالوا: يا رسول الله رأيناك خلعت نعليك فخلعنا نعالنا فقال: أتاني آتي فحدثني أن في نعلي أذى فخلعتهما فإذا دخل أحدكم المسجد فلينظر فإذا رأى في نعليه قذرا فليمسحهما بالأرض ثم يصلي فيهما » <ref>قال الأعظمي: إسناده حسن الحجاج هو ابن فرافصة وإبراهيم هو ابن جهمان وفي الحجاج كلام يسير لكن رواه أبي داود من طريق أخرى 650 فالحديث صحيح </ref>
==جماع أبواب المواضع التي تجوز الصلاة عليها والمواضع التي زجر عن الصلاة عليها==
===باب ذكر أخبار رويت عن رسول الله {{صل}} في إباحة الصلاة الأرض كلها بلفظ عام مراده خاص===
787 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء نا سفيان ح وحدثنا بندار وأبو موسى قالا حدثنا ابن أبي عدي عن شعبة ح وحدثنا سلم بن جنادة أنا وكيع عن سفيان كلهم عن الأعمش ح وحدثنا سلم بن جنادة أنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر قال:
« قلت يا رسول الله: أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال: المسجد الحرام قال قلت: ثم أي؟ قال: المسجد الأقصى قال قلت: كم بينهما؟ قال: أربعون سنة ثم أين ما أدركتك الصلاة فصل فهو مسجد
هذا حديث أبو معاوية ومعنى حديثهم كله سواء »
قال أبو بكر: أخبار النبي {{صل}} جعلت لنا الأرض كلها مسجدا وطهورا من هذا الباب
===باب إباحة الصلاة في مرابض الغنم وفي المقبرة إذا نبشت===
788 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر حدثنا عمران بن موسى القزاز حدثنا عبد الوارث حدثنا أبو التياح الضبعي عن أنس بن مالك قال:
« لما قدم رسول الله {{صل}} فكان يصلي حيث أدركته الصلاة فيصلي في مرابض الغنم ثم أمر بالمسجد قال: فأرسل إلى ملأ من بني النجار فجاؤوا فقال: يا بني النجار ثامنوني بحائطكم هذا فقالوا: لا والله ما نطلب ثمنه إلا من الله قال أنس: فيه قبور المشركين وكانت فيه خرب وكان فيه نخل قال: فأمر رسول الله {{صل}} بقبور المشركين فنبشت وبالخرب فسويت وبالنخل فقطع قال فصفوا النخل قبلة المسجد وقال: اجعلوا عضاديته حجارة »
===باب الزجر عن اتخاذ القبور مساجد والدليل فاعل ذلك من شرار الناس===
وفي هذه اللفظة دلالة على أن قوله {{صل}}: أين ما أدركتك الصلاة فصل فهو مسجد وقوله: جعلت لنا الأرض كلها مسجدا لفظة عامة مرادها خاص على ما ذكرت وهذا من الجنس الذي قد كنت أعلمت في بعض كتبنا أن الكل قد يقع على البعض على معنى التبعيض إذ النبي {{صل}} لم يرد بقوله: جعلت لنا الأرض كلها مسجدا جميع الأرضين إنما أراد بعضها لا جميعها إذ لو أراد جميعها كانت الصلاة في المقابر جائزة وجاز اتخاذ القبور مساجد وكانت الصلاة في الحمام وخلف القبور وفي معاطن الابل كلها جائزة وفي زجر النبي {{صل}} عن الصلاة في هذه المواضع دلالة على صحة ما قلت
789 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يوسف بن موسى نا حسين بن علي عن زائدة عن عاصم بن أبي النجود عن شقيق عن عبد الله قال:
« قال رسول الله {{صل}}: إن من شرار الناس من تدركهم الساعة وهو أحياء ومن يتخذ القبور مساجد » <ref>قال الأعظمي: إسناده حسن وعلقه البخاري بصيغة الجزم عن ابن مسعود مرفوعا دون الجملة الأخيرة منه </ref>
790 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر انا بندار ويحيى بن حكيم قالا حدثنا يحيى انا هشام بن عروة - وقال بندار عن هشام - أخبرني أبي عائشة
« أن أم سلمة وأم حبيبة ذكرتا كنيسة رأينها في الحبشة فيها تصاوير فذكرتا ذلك لرسول الله {{صل}} فقال: أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك الصور أولئك شرار الخلق عند الله »
===باب الزجر عن الصلاة في المقبرة والحمام===
791 - أنا الحسين بن حريث أبو عمار ثنا عبد العزيز بن محمد الداروردي عن عمرو بن يحيى ح وحدثنا بشر بن معاذ ثنا عمرو بن يحيى الأنصاري عن أبيه عن أبي سعيد الخدري قال:
« قال رسول الله {{صل}}: الأرض كلها مسجد إلا الحمام والمقبرة » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
792 - حدثنا بشر بن معاذ حدثنا بشر بن الفضل ثنا عمارة الأنصاري عن أبي سعيد عن النبي {{صل}} مثله <ref>قال الأعظمي: إسناده جيد </ref>
===باب النهي عن الصلاة خلف القبور===
793 - حدثنا الحسن بن حريث ثنا الوليد بن مسلم قال سمعت عبد الرحمن بن يزيد بن جابر يقول حدثني بسر بن عبيد الله أنه سمع واثلة بن الأسقع الليثي يقول سمعت أبا مرثد الغنوي يقول:
« لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها »
قال أبو بكر: ادخل ابن المبارك بين بسر بن عبيد الله وبين واثلة أبا إدريس الخولاني في هذا الخبر
794 - حدثناه بندار ثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا عبد الله بن المبارك عن عبد الرحمن بن يزيد حدثني بسر بن عبيد الله قال سمعت أبا إدريس قال سمعت واثلة بن الأسقع يقول سمعت أبا المرثد الغنوي يقول: سمعت رسول الله {{صل}} يقول - بمثله.
===باب النهي عن الصلاة في معاطن الابل===
795 - حدثنا أحمد بن المقدام العجلي ثنا يزيد بن زريع ح وحدثنا إسماعيل بن بشر بن منصور السلمي ثنا عبد الأعلى نا هشام ح وحدثنا محمد بن العلاء بن كريب نا أبو خالد عن هشام بن حسان ح وحدثنا محمد بن العلاء حدثنا يحيى بن آدم عن أبي بكر - وهو ابن عياش - عن هشام عن ابن سيرين عن أبي هريرة
« عن النبي {{صل}} قال: إذا لم تجدوا إلا مرابض الغنم ومعاطن الإبل فصلوا في مرابض الغنم ولا تصلوا في معاطن الإبل »
وقال محمد بن العلاء: قال رسول الله {{صل}}: لا تصلوا في أعطان الإبل وصلوا في مرابض الغنم <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
796 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن العلاء نا يحيى عن أبي بكر عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي {{صل}} مثله
===باب إباحة الصلاة على المكان الذي يجامع فيه===
797 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى حدثني إبراهيم بن الحكم بن أبان حدثني أبي عن عكرمة عن ابن عباس قال:
« كان النبي {{صل}} ربما صلى على المكان الذي يجامع عليه » <ref>قال الأعظمي: إسناده ضعيف إبراهيم بن الحكم ضعيف </ref>
==جماع أبواب سترة المصلي==
===باب الصلاة إلى السترة===
798 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا يحيى ح وحدثنا عبد الله بن سعيد الأشج حدثنا عقبة - يعني ابن خالد السكوني - نا عبد الله أخبرني نافع عن ابن عمر
« عن النبي {{صل}}: أنه ركز الحربة يصلي عليها »
وقال الأشج: أنه يركز الحربة بين يديه ولم يزد على هذا
799 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الأشج ثنا أبو خالد عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر
« أن النبي {{صل}} كان يركز له الحربة يصلي إليها يوم العيد »
===باب النهي عن الصلاة إلى غير سترة===
800 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا بندار ثنا أبو بكر - يعني الحنفي ثنا الضحاك عن عثمان حدثني صدقة بن يسار قال سمعت ابن عمر يقول:
« قال رسول الله {{صل}}: لا يصل إلا إلى سترة ولا تدع أحد يمر بين يديك فإن أبى فلتقاتله فإن معه القرين »
===باب الاستتار بالإبل في الصلاة===
801 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن العلاء ثنا أبو خالد عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال:
« رأيت رسول الله {{صل}} يصلي إلى راحلته »
قال نافع: ورأيت ابن عمر يصلي إلى راحلته
802 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا به الأشج وهارون بن إسحاق ولم يذكرا الرؤية وقالا: عن النبي {{صل}} إنه كان يصلي قال هارون: إلى راحلته وقال أبو سعيد: إلى بعيره وكان ابن عمر يفعله
===باب الأمر بالدنو من السترة التي يستتر بها المصلي لصلاته===
803 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان حدثني صفوان بن سليم ح وحدثنا أحمد بن منيع وأحمد بن عبدة قالا حدثنا ابن عيينة عن صفوان بن سليم عن نافع بن جبير بن مطعم عن سهل بن أبي حثمة قال عبد الجبار وبلغ به النبي {{صل}} وقال الآخرون: رواية
« قال: إذا صلى أحدكم فليصل إلى السترة وليدن منها لا يقطع الشيطان عليه صلاته » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب الدنو من المصلى إذا كان المصلي إلى جدار===
804 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ثنا ابن أبي حازم حدثني أبي عن سهل بن سعد قال:
« كان بين مصلى رسول الله {{صل}} وبين الجدار قدر ممر الشاة »
===باب ذكر القدر الذي يكفي الاستتار به في الصلاة بلفظ خبر مجمل غير مفسر===
805 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد ثنا عمر بن عبيد الطنافسي عن سماك بن حرب عن موسى بن طلحة عن أبيه قال:
« كنا نصلي والدواب تمر بين أيدينا فسألنا النبي {{صل}} فقال: مثل آخرة الرحل تكون بين يدي أحدكم ولا يضر ما مر بين يديه »
806 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الدورقي ثنا ابن علية عن يونس عن حميد بن هلال عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر قال:
« قال رسول {{صل}}: إذا قام أحدكم يصلي فإنه يستره إذا كان بين يديه مثل آخر الرجل » ثم ذكر الحديث
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو الخطاب نا بشر - يعني ابن المفضل - ثنا يونس بمثله سواء
807 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا محمد بن رافع ثنا عبد الرزاق ح وحدثنا أحمد بن سعيد الدارمي ثنا أبو عاصم كلاهما عن ابن جريج
« قلت لعطاء: كم مؤخرة الرحل الذي سعل إنه يستر المصلي؟ قال: قدر ذراع » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح. وقال تعليقا على قوله " سعل " - قال: في الأصل كلمة غير واضحة وشكلها كما رسمناها. فقال ناصر الدين: لعلها " بلغك أنه " فإنه في مصنف عبد الرزاق 2273 نحوه</ref>
===باب ذكر الدليل على أن النبي {{صل}} إنما أمر بالاستتار بمثل آخرة الرجل في الصلاة في طولها لا في طولها وعرضها جميعا===
808 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن معمر القيسي نا محمد بن القاسم أبو إبراهيم الأسدي نا ثور بن يزيد عن بريد بن يزيد بن جابر عن مكحول عن يزيد بن جابر عن أبي هريرة
« عن النبي {{صل}} قال: تجزئ من السترة مثل مؤخرة الرحل ولو بدق شعرة »
قال أبو بكر: أخاف أن يكون محمد بن القاسم وهم في رفع هذا الخبر
قال أبو بكر: والدليل من أخبار النبي {{صل}} أنه أراد مثل آخرة الرحل في الطول لا في العرض ق ائم ثابت منه أخبار النبي {{صل}} أنه كان يركز له الحربة يصلي إليها وعرض الحربة لا يكون كعرض آخرة الرحل » <ref>قال الأعظمي: إسناده ضعيف جدا محمد بن القاسم هذا قال الحافظ: لقبه كاو كذبوه </ref>
809 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا يونس بن عبد الأعلى ثنا ابن وهب أخبرني سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد عن أنس بن مالك قال:
« رأيت رسول الله {{صل}} يصلي إليها بالمصلى يعني - العنزة »
قال أبو بكر: وفي أمر النبي {{صل}} بالاستتار بالسهم في الصلاة ما بان وثبت أنه {{صل}} أراد بالأمر بالاستتار بمثل آخرة الرحل في طولها لا في طولها وعرضها جميعا » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
810 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر قال ثنا بهذا الخبر عبد الله بن عمران الربيع العابدي حدثني إبراهيم - يعني اين سعد - عن عبد الملك - وهو ابن عبد العزيز بن سبرة الجهني - عن أبيه عن جده قال:
« قال رسول الله {{صل}}: استتروا في صلاتكم ولو بسهم » <ref>إسناده ضعيف وهو مخرج في الضعيفة 2760</ref>
===باب الاستتار بالخط إذا لم يجد المصلي ما ينصب بين يديه للاستتار به===
811 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء ومحمد بن منصور الجواز قالا ثنا سفيان عن إسماعيل بن أمية عن أبي محمد بن عمرو بن حريث يحدثه عن جده سمعت أبا هريرة يقول:
« قال أبو القاسم {{صل}}: إذا صلى أحدكم فليضع بين يديه شيئا وقال مرة: تلقاء وجهه شيئا فإن لم يجد شيئا فلينصب عصا فإن لم يجد عصا فليخط خطا ثم لا يضره ما مر بين يديه »
قال الجواز: فليضع تلقاء وجهه شيئا والباقي مثله سواء <ref> إسناده ضعيف مضطرب وقد فصلت القول فيه في ضعيف أبي داود</ref>
812 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر قال محدثنا بمثل حديث الجواز محمد بن عبد الأعلى الصنعاني ثنا بشر بن المفضل ثنا إسماعيل بن أمية عن أبي عمر بن حريث أنه سمع جده يحدث عن أبي هريرة أن رسول الله {{صل}} قال -
قال أبو بكر: والصحيح ما قال بشر بن المفضل وهكذا قال معمر والثوري عن أبي عمرو بن حريث إلا أنها قالا: عن أبيه عن أبي هريرة ثناه محمد بن رافع ثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر والثوري عن إسماعيل بن أمية
===باب التغليظ في المرور بين المصلي والدليل على أن الوقوف مدة طويلة انتظار سلام المصلي خير من المرور بين يدي المصلي===
813 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن خشرم ثنا ابن عيينة عن سالم بن النضر عن بسر بن سعيد قال:
« أرسلني زيد بن خالد إلى أبي جهيم أسأله عن المار بين يدي المصلي ماذا عليه؟ قال لو كان أن يقوم أربعين خيرا له من أن يمر بين يديه »
814 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن منيع نا أبو أحمد ثنا عبيد الله بن عبد الله بن عبد الرحمن أخبرني عمي عن أبي هريرة عن رسول الله {{صل}}:
أنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه محمد بن رافع ثنا ابن أبي فديك أخبرني عبيد الله عن عمه عن أبي هريرة قال:
« قال رسول الله {{صل}}: لو يعلم أحدكم ما في المشي بين يدي أخيه معترضا وهو يناجي ربه كان أن يقف في ذلك المكان مائة عام أحب إليه من أن يخطو »
هذا حديث ابن منيع <ref>قال الأعظمي: إسناده ضعيف عم عبيد الله اسمه عبيد الله بن عبد الله بن موهب أحاديثه مناكير وابن أخيه عبيد الله ليس بالقوي </ref>
===باب ذكر الدليل على أن التغليظ في المرور بين يدي المصلي إذا كان المصلي يصلي إلى سترة وإباحة المرور بين يدي المصلي إذا صلى إلى غير سترة===
815 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي نا يحيى بن سعيد عن ابن جريج عن كثير بن كثير عن أبيه عن المطلب بن أبي وداعة قال:
« رأيت النبي {{صل}} حين فرغ من طوافه أتى حاشية المطاف فصلى ركعتين وليس بينه وبين الطوافين أحد » <ref>قال الأعظمي: إسناده ضعيف ابن جريج مدلس وقد عنعنه وقد اختلف في اسناده اختلافا لا مجال الآن لبيانه </ref>
===باب أمر المصلي بالدرء عن نفسه المار بين يديه وإباحة قتاله باليد إن أبى المار الامتناع من المرور بذكر خبر مجمل غير مفسر===
816 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة نا عبد العزيز - يعنى ابن محمد الدراوردي - ثنا زيد بن أسلم عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري عن أبيه
« أن رسول الله {{صل}} قال: إذا كان أحدكم يصلي فلا يدعن أحدا يمر بين يديه فإن أبى فليقاتله فإنما هو شيطان »
===باب ذكر الخبر المفسر للفظة المجملة التي ذكرتها والبيان أن النبي {{صل}} إنما أمر المصلي إلى سترة يمنع المار بين يديه وأباح له مقاتلته إذا صلى إلى سترة لا إذا صلى إلى غير سترة===
817 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا عبد الوارث بن عبد الصمد حدثني أبي ثنا همام ثنا زيد بن أسلم عن عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه
« أنه كان يصلي إلى سارية فذهب رجل من بني أمية يمر بين يديه فمنعه فذهب ليعود فضربه ضربة في صدره وكان رجل من بني أمية فذكر ذلك لمروان فلقيه مروان فقال: ما حملك على أن ضربت ابن أخيك؟ فقال: إن رسول الله {{صل}} قال: إذا صلى أحدكم إلى شيء يستره فذهب أحد يمر بين يديه فليمنعه فإن أبى فليقاتله فإنما هو شيطان فإنما ضربت الشيطان » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب ذكر الخبر المفسر للفظة المجملة التي ذكرتها والإيضاح أن النبي {{صل}} إنما أباح للمصلي مقاتلة المار بين يديه بعد منعه عن المرور مرتين لا في الابتداء إذا أراد المرور بين يديه===
818 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الوارث بن عبد الصمد حدثني أبي عن يونس عن حميد بن هلال عن أبي صالح قال:
« بينما أبو سعيد الخدري يوم الجمعة يصلي فذكر الحديث بمثل حديث سليمان بن المغيرة الذي بعده في الباب الثاني غير أنه زاد فيه وإني كنت نهيته فأبى أن ينتهي قال: ومروان يومئذ على المدينة فشكا إليه - فذكر ذلك مروان لأبي سعيد فقال أبو سعيد قال رسول الله {{صل}}: إذا مر بين يدي أحدكم شيء وهو يصلي فليمنعه مرتين فإن أبى فليقاتله فإنما هو شيطان »
===باب إباحة منع المصلي من أراد المرور بين يديه بالدفع في النحر في الابتداء===
819 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب الدورقي ثنا هاشم بن القاسم ثنا سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال عن أبي صالح قال:
« بينما أبو سعيد الخدري يوم الجمعة يصلي إلى شيء يستره من الناس إذ جاءه شاب من بني أبي معيط فأراد أن يجتاز بين يديه فدفعه في نحره فنظر فلم يجد مساغا إلا بين يدي أبي سعيد فعاد فدفعه في نحره أشد من الدفعة الأولى قال فمثل قائما ثم نال من أبي سعيد ثم خرج فدخل على مروان فشكى إليه ما لقي من أبي سعيد قال: ودخل أبو سعيد على مروان فقال: ما لك ولابن أخيك جاء يشتكيك؟ فقال أبو سعيد: سمعت رسول الله {{صل}} يقول: إذا صلى أحدكم فأراد أحد أن يجتاز بين يديه فليدفع في نحره فإن أبى فليقاتله فإنما هو شيطان »
===باب ذكر الدليل على أن النبي {{صل}} إنما أراد بقوله: فإنما هو شيطان أي فإنما هو شيطان مع الذي يريد المرور بين يديه===
لا أن المار من بني آدم شيطان وإن كان اسم الشيطان قد يقع على عصاة بني آدم قال الله عز وجل: { شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا }
820 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار ثنا أبو بكر يعني الحنفي - ثنا الضحاك بن عثمان حدثني صدقة بن يسار قال سمعت ابن عمر يقول:
« قال رسول الله {{صل}}: لا تصل إلا إلى سترة ولا تدع أحديمر بين يديك فإن أبى فلتقاتله فإن معه القرين »
===باب الرخصة في الصلاة وأمام المصلي امرأة نائمة أو مضطجعة===
821 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن رافع ثنا عبد الله بن يزيد ثنا موسى بن أيوب الغافقي حدثني عمي إياس بن عامر قال سمعت علي بن أبي طالب يقول:
« كان رسول الله {{صل}} يسبح من الليل وعائشة معترضة بينه وبين القبلة »
قال أبو بكر: قوله: يسبح من الليل يريد يتطوع بالصلاة <ref>قال الأعظمي: إسناده ضعيف لكن الحديث صحيح يشهد له ما بعده </ref>
822 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء وسعيد بن عبد الرحمن قالا حدثنا سفيان عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت
« كان رسول الله {{صل}} يصلي صلاته بالليل وأنا معترضة بينه وبين القبلة كاعتراض الجنازة »
زاد المخزومي مرة: فإذا أراد أن يوتر أخرني برجله <ref>ترجم ابن خزيمة على هذا الحديث: " باب ذكر البيان على توهين خبر محمد بن كعب لا تصلوا خلف النائم ولا المتحدثين ولم يرو ذلك الخبر أحد يجوز الاحتجاج بخبره " فقال ناصر الدين: بل هو حديث قوي جاء من حديث أبي هريرة بإسناد حسن ومن حديث مجاهد مرسلا وقد خرجتهما مع خبر محمد بن كعب وهو من روايته عن ابن عباس في الإرواء 375 </ref>
===باب ذكر البيان أن النبي على توهين خبر محمد بن كعب لا تصلوا خلف النائم ولا المتحدثين ولم يرو ذلك الخبر أحد يجوز الاحتجاج بخبره===
823 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة أخبرنا حماد - يعني ابن زيد - عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة
« أن رسول الله {{صل}} كان يصلي من الليل وأنا نائمة بينه وبين القبلة فإذا كان الوتر أيقظني »
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا أحمد أخبرنا حماد قال قال أيوب: عن هشام قالت: معترضة كاعتراض الجنازة
===باب ذكر البيان أن النبي {{صل}} إنما كان يوقظها إذا أراد الوتر لتوتر عائشة أيضا لا كراهة أن يوتر وهي نائمة بين يديه===
824 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار ثنا يحيى ح وثنا محمد بن العلاء بن كريب نا ابن بشر قالا ثنا هشام ح وثنا سلم بن جنادة ثنا وكيع عن هشام بن عروة
« بمثل حديث حماد عن هشام غير أن في حديث وكيع وابن بشر: وأنا معترضة بينه وبين القبلة فإذا أراد أن يوتر أيقظني فأوترت »
وفي حديث بندار: يصلي من الليل وفراشنا بينه وبين القبلة فإذا أراد أن يوتر أقامني فأوتر.
===باب النهي عن الصلاة مستقبل المرأة===
825 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الله بن سعيد الأشج ثنا حفص - يعني ابن غياث - عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة والأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن عائشة قالت
« كان رسول الله {{صل}} يصلي وأنا معترضة بين يديه فإذا أردت أن أقوم أنسل من قبل رجلي »
826 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه الدورقي ثنا أبو معاوية نا الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت
« ربما رأيت رسول الله {{صل}} يصلي بالليل وسط السرير وأنا على السرير بينه وبين القبلة تكون لي الحاجة فأنسل من قبل رجلي السرير كراهة أن أستقبله بوجهي
===باب إباحة منع المصلي الشاة تريد المرور بين يديه===»
827 - أنا أبو طاهر نا الفضل بن يعقوب الرخامي نا الهيثم بن جميل نا جرير بن حازم عن يعلى بن حكيم والزبير بن الخريت عن عكرمة عن ابن عباس
« أن النبي {{صل}} كان يصلي فمرت شاة بين يديه فساعاها إلى القبلة حتى ألزق بطنه بالقبلة » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب مرور الهر بين يدي المصلي إن صح الخبر مسندا فإن في القلب من رفعه===
828 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار ثنا عبيد الله بن عبد المجيد نا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن أبي سلمة عن أبي هريرة
« أن النبي {{صل}} قال: الهرة لا تقطع الصلاة إنها من متاع البيت » <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف لأن عبيد الله بن عبد المجيد وإن كان ثقة ففيه كلام وقد خالفه ابن وهب كما يأتي فرواه موقوفا وهو ثقة حافظ فروايته أولى وإليه يشير كلام المصنف ولذا خرجته في الضعيفة 1512 </ref>
829 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه الربيع بن سليمان ثنا ابن وهب عن ابن أبي الزناد بهذا الحديث موقوفا غير مرفوع
قال أبو بكر: ابن وهب أعلم بحديث أهل المدينة من عبيد الله بن عبد المجيد <ref>قال الأعظمي: إسناده حسن موقوف انظر ما قبله </ref>
===باب التغليظ في مرور الحمار والمرأة والكلب بين يدي المصلي===
بذكر أخبار مجملة قد توهم بعض من لم يتبحر العلم أنه خلاف أخبار عائشة: كان النبي {{صل}} يصلي وأنا معترضة بينه وبين القبلة
830 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ثنا ابن علية عن يونس ح وثنا أبو الخطاب زياد بن يحيى ثنا بشر - يعني ابن المفضل - نا يونس ح وثنا أحمد بن منيع ثنا هشام أخبرنا يونس ومنصور - وهو ابن زاذان - وثنا بندار ثنا محمد بن جعفر نا شعبة ح وثنا هلال بن بشر نا سالم بن نوح عن عثمان بن عامر ح وحدثنا نصر بن مرزوق حدثنا أسد يعني بن موسى نا حماد بن سلمة عن أيوب ويونس بن عبيد وحبيب بن الشهيد وثنا الدورقي نا المعتمر بن سليمان عن سالم - وهو بن الزناد - كلهم عن حميد بن هلال ثنا أبو الخطاب زياد بن يحيى نا سهل ابن أسلم - يعني العدوي - ثنا حميد بن هلال عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر وهذا حديث أبي الخطاب عن سهل بن أسلم قال أبو ذر
« يقطع الصلاة الحمار والمرأة والكلب الأسود قلت: يا أبا ذر! ما بال الكلب الأسود من الأبيض من الأصفر من الأحمر؟ قال: يا ابن أخي سألت رسول الله {{صل}} كما سألتني فقال: الكلب الأسود شيطان »
===باب ذكر الدليل على أن هذا الخبر في ذكر المرأة ليس مضاد خبر عائشة===
إذ النبي {{صل}} إنما أراد أن مرور الكلب والمرأة والحمار يقطع صلاة المصلي لا ثوى الكلب ولا ربضه ولا ربض الحمار ولا اضطجاع المرأة يقطع صلاة المصلي وعائشة إنما أخبرت أنها كانت تضطجع بين يدي النبي {{صل}} وهو يصلي لا أنها مرت بين يديه
831 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن الوليد نا عبد الأعلى بن عبد الأعلى الشامي نا هشام عن حميد بن هلال عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر
« عن النبي {{صل}} قال: تعاد الصلاة من ممر الحمار والمرأة والكلب الأسود قلت: ما بال الأسود من الكلب الأصفر من الكلب الأحمر؟ فقال: سألت رسول الله {{صل}} كما سألتني فقال: الكلب الأسود شيطان »
===باب ذكر البيان أن النبي {{صل}} إنما أراد بالمرأة التي قرنها الكلب الأسود والحمار وأعلم أنها تقطع الصلاة الحائض دون الطاهر===
وهذا من ألفاظ المفسر كما فسر خبر أبي هريرة وعبد الله بن مغفل في ذكر الكلب في خبر أبي ذر فأجمل ذكر الكلب في خبر أبي هريرة وعبد الله بن مغفل فقال: يقطع الصلاة الكلب والحمار والمرأة وبين في خبر أبي ذر أن الكلب الذي يقطع الصلاة هو الأسود دون غيره وكذلك بين في خبر بن عباس أن المرأة الحائض هي التي تقطع الصلاة دون غيرها
832 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الله بن هاشم ثنا يحيى بن سعيد عن شعبة عن قتادة عن جابر بن يزيد عن ابن عباس
« عن النبي {{صل}} قال: يقطع الصلاة الكلب والمرأة الحائض » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح. وقال ناصر الدين: الذي يظهر لي أن المراد بالحائض هنا إنما هي المرأة البالغة فهو كالحديث الآخر " لا يقبل الله صلاة حائض إلا بخمار " فإن التفريق بين المرأة الطاهرة وغير الطاهرة أي الحائض أمر عسير يبعد تكليف الناس بمثله فتأمل</ref>
===باب ذكر خبر روي في مرور الحمار بين يدي المصلي قد يحسب بعض أهل العلم أنه خلاف خبر النبي {{صل}}: يقطع الصلاة الحمار والكلب والمرأة===
833 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه أبو موسى محمد بن المثنى وعبد الجبار بن العلاء وسعيد بن عبد الرحمن قالوا ثنا سفيان عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال:
« جئت أنا والفضل ونحن على أتان ورسول الله {{صل}} يصلي بالناس بعرفة فمررنا على بعض الصفوف فنزلنا عنها وتركناها ترتع فلم يقل لنا - قال أبو موسى - يعنى شيئا »
وقال عبد الجبار: فلم ينهنا النبي {{صل}}
وقال المخزومي فلم يقل لنا شيئا
قال أبو بكر: رواه معمر ومالك فقالا: يصلي بالناس بمنى
834 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ثناه أبو موسى حدثني عبد الأعلى ثنا معمر ح وثنا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا ابن وهب أن مالكا حدثه ح وحدثنا يعقوب الدورقي ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن مالك في خبر معمر
« ومرت الأتان بين يدي الناس فلم يقطع عليهم الصلاة »
وفي خبر عبد الرحمن عن مالك: وأنا على حمار فتركته بين الصف ودخلت في الصلاة فلم يعب علي.
قال أبو بكر: وليس في هذا الخبر أن النبي {{صل}} رأى الأتان تمر ولا ترتع بين يدي الصفوف ولا أن النبي {{صل}} أعلم بذلك فلم يأمر من مرت الأتان بين يديه بإعادة الصلاة والخبر ثابت صحيح عن النبي {{صل}} أن الكلب الأسود والمرأة والحائض والحمار يقطع الصلاة وما لم يثبت خبر عن النبي {{صل}} بضد ذلك لم يجز القول والفتيا بخلاف ما ثبت عن النبي {{صل}}
835 - وقد روى شعبة عن الحكم عن يحيى بن الجزار عن صهيب عن ابن عباس قال:
« جئت أنا وغلام من بني هاشم على حمار أو حمارين فمررت بين يدي رسول الله {{صل}} وهو يصلي فلم ينصرف وجاءت جاريتان من بني عبد المطلب فأخذتا بركبتي رسول الله {{صل}} ففرع - أو فرق - بينهما ولم ينصرف »
قال أبو بكر: وليس في هذا الخبر أن الحمار مر بين يدي رسول الله {{صل}} وإنما قال: فمررت بين يدي رسول الله {{صل}} وهذه اللفظة تدل أن ابن عباس مر بين يدي النبي {{صل}} بعد نزوله عن الحمار لأنه قال: فمررت بين يدي رسول الله {{صل}} وهو يصلي <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
836 - إلا أن عبيد الله بن موسى رواه عن شعبة قال:
« فمررنا بين يديه ثم نزلنا فدخلنا معه في الصلاة »
أنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه محمد بن عثمان العجلي ثنا عبيد الله والحكم لعبيد الله بن موسى على محمد بن جعفر محالا لا سيما في حديث شعبة ولو خالف محمد بن جعفر عدد مثل عبيد الله في حديث شعبة لكان الحكم لمحمد ابن جعفر عليهم وقد روى هذا الخبر منصور بن المعتمر عن الحكم عن يحيى بن الجزار عن أبي الصهباء - وهو صهيب - قال: كنا عند ابن عباس فذكرنا ما يقطع الصلاة فقالوا: الحمار والمرأة فقال ابن عباس: لقد جئت أنا وغلام من بني عبد المطلب مرتدفين على حمار ورسول الله {{صل}} يصلي بالناس في أرض خلاء فتركنا الحمار بين أيديهم ثم جئنا حتى دخلنا بين أيديهم فما بالى ذلك ولقد كان رسول الله {{صل}} يصلي فجاءت جاريتان من بني عبد المطلب اقتتلتا فأخذهما رسول الله {{صل}} فنزع إحداهما من الأخرى فما بالى ذلك
837 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه يوسف بن موسى ثنا جرير عن منصور
قال أبو بكر: وهذا الخبر ظاهره كخبر عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس أن الحمار إنما مر بين يدي أصحاب النبي {{صل}} لا بين يدي النبي {{صل}} وليس فيه أن النبي {{صل}} علم بذلك فإن كان في الخبر أن النبي {{صل}} علم بمرور الحمار بين يدي بعض من كان خلفه فجائز أن تكون سترة النبي {{صل}} كانت سترة لمن خلفه إذ النبي {{صل}} قد كان يستتر بالحربة إذا صلى بالمصلى ولو كانت سترته لا تكون سترة لمن خلفه لاحتاج كل مأموم أن يستتر بحربة كاستتار النبي {{صل}} بها فحمل العنزة للنبي {{صل}} يستتر بها دون أن يأمر المأمومين بالاستتار خلفه كالدال على أن سترة الإمام تكون سترة لمن خلفه
838 - وقد روى ابن جريج قال أخبرني عبد الكريم أن مجاهدا أخبره عن ابن عباس قال:
« جئت أنا والفضل على أتان فمررنا بين يدي رسول الله {{صل}} بعرفة وهو يصلي المكتوبة ليس شيء يستره يحول بيننا وبينه » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
839 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ثناه عبد الله بن إسحاق الجوهري نا أبو عاصم عن ابن جريج
قال أبو بكر: وغير جائز أن يحتج بعبد الكريم عن مجاهد على الزهري عن عبيد الله بن عبد الله وهذه اللفظة قد رويت عن ابن عباس خلاف هذا المعنى <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
840 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن رافع ثنا إبراهيم بن الحكم بن أبان حدثني أبي ح وثنا محمد بن يحيى حدثني إبراهيم بن الحكم نا أبي ح وثنا سعد بن عبد الله بن عبد الحكم ثنا حفص بن عمر المقرئ ثنا الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس قال:
« ركزت العنزة بين يدي رسول الله {{صل}} بعرفات فصلى إليها والحمار من وراء العنزة »
قال أبو بكر: فهذا الخبر مضاد خبر عبد الكريم عن مجاهد لأن في هذا الخبر أن الحمار إنما كان وراء العنزة وقد ركز النبي {{صل}} العنزة بين يديه بعرفة فصلى إليها
وفي خبر عبد الكريم عن مجاهد قال ك وهو يصلي المكتوبة ليس شيء يستره يحول بيننا وبينه
وخبر عبد الكريم وخبر الحكم بن أبان قريب من جهة النقل لأن عبد الكريم قد تكلم أهل المعرفة بالحديث في الاحتجاج بخبره وكذلك خبر الحكم بن أبان غير أن خبر الحكم بن أبان تؤيده أخبار عن النبي {{صل}} صحاح من جهة النقل وخبر عبد الكريم عن مجاهد يدفعه أخبار صحاح من جهة النقل عن النبي {{صل}} وهذا الفعل الذي ذكره عبد الكريم عن مجاهد عن ابن عباس قد ثبت عن النبي {{صل}} أنه قد زجر عن مثل هذا الفعل في خبر سهل بن أبي حثمة أن النبي {{صل}} قال: إذا صلى أحدكم فليصل إلى سترة وليدن منها لا يقطع الشيطان عليه صلاته <ref>قال الأعظمي: إسناده حسن </ref>
841 - وفي خبر عون بن أبي جحيفة عن أبيه
« أن النبي {{صل}} ركز عنزة فجعل يصلي إليها يمر من ورائها الكلب والمرأة والحمار »
أنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه الدورقي نا ابن مهدي ح وثنا أبو موسى ثنا عبد الرحمن نا سفيان عن عون بن أبي جحيفة وفي خبر الربيع بن سبرة الجهني عن النبي {{صل}}:
« إذا صلى أحدكم فليصل إلى سترة وليدن منها »
قال أبو بكر: فهذه الأخبار كلها صحاح قد أمر النبي {{صل}} المصلي أن تستتر في صلاته
وزعم عبد الكريم ن النبي {{صل}} ركز عنزة فجعل يصلي إليها يمر من ورائها الكلب والمرأة والحمار
أنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه الدورقي نا ابن مهدي ح وثنا أبو موسى ثنا عبد الرحمن نا سفيان عن عون بن أبي جحيفة عن مجاهد عن ابن عباس أن النبي {{صل}} صلى إلى غير سترة وهو في فضاء لأن عرفات لم يكن بها بناء على عهد رسول الله {{صل}} يستتر به النبي {{صل}} وقد زجر {{صل}} أن يصلي المصلي إلا إلى سترة
وفي خبر صدقة بن يسار سمعت ابن عمر يقول قال رسول الله {{صل}}: لا تصلوا إلا إلى ستراة
وقد زجر أن يصلي لمصلي إلا إلى سترة فكيف يفعل ما يزجر عنه رسول الله {{صل}}
وفي خبر موسى بن طلحة عن أبيه كالدال على أن الحمار إذا مر بين يدي المصلي ولا سترة بين يديه ضره مرور الحمار بين يديه
842 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد نا عمر بن عبيد الطنافسي عن سماك بن حرب عن موسى بن طلحة عن أبيه قال:
« كنا نصلي والدواب تمر بين أيدينا فسألنا النبي {{صل}} فقال: مثل آخرة الرحل يكون بين يدي أحدكم فلا يضره ما مر بين يديه »
843 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو موسى نا عبد الرحمن ثنا إسرائيل عن سماك عن موسى بن طلحة عن أبيه
« عن النبي {{صل}} قال: ليجعل أحدكم بين يديه مثل مؤخرة الرحل ثم لا يضره ما مر بين يديه »
قال أبو بكر: ففي قوله {{صل}}: مثل مؤخرة الرحل يكون بين يدي أحدكم ثم لا يضره ما مر بين يديه دلالة واضحة إذا لم يكن بين يديه مثل مؤخرة الرحل ضره مرور الدواب بين يديه والدواب التي تضر مرورها بين يديه هي الدواب التي أعلم النبي {{صل}} أنها تقطع الصلاة وهو الحمار والكلب الأسود على ما أعلم المصطفى {{صل}} لا غيرهما من الدواب التي لا تقطع الصلاة <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب كراهية الصلاة وبين يدي المصلي ثياب فيها تصاوير===
844 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو موسى حدثني محمد بن جعفر ثنا شعبة عن عبد الرحمن بن القاسم قال سمعت القاسم يحدث عن عائشة
« أنه كان لها ثوب فيه تصاوير ممدودة إلى سهوة فكان النبي {{صل}} يصلي إليه فقال: أخريه عني فأخذته فجعلته وسائد »
==جماع أبواب الكلام المباح في الصلاة والدعاء والذكر ومسألة الرب عز وجل وما يضاهي هذا ويقاربه==
===باب إباحة الدعاء في الصلاة===
845 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ثنا أبي وشعيب قالا حدثنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عبد الله بن عمرو عن أبي بكر الصديق رضوان الله عليه
« أنه قال لرسول الله {{صل}}: علمني دعاء أدعو به في صلاتي »
846 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه يونس بن عبد الأعلى الصدفي أخبرنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث وابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير أنه سمع عبد الله بن عمرو بن العاص يقول:
« إن أبا بكر الصديق رضي الله تعالى عنه قال لرسول الله {{صل}}: علمني يا رسول الله دعاء أدعو به في صلاتي وفي بيتي قال قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم »
847 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الله بن سعيد الأشج ثنا ابن نمير عن الأعمش عن مسلم عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها قالت
« لما نزلت إذا جاء نصر الله والفتح إلى آخرها ما رأيت رسول الله {{صل}} صلى صلاة إلا قال: سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي »
848 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عباد بن آدم ثنا مروان بن معاوية الفزاري عن أبي مالك الأشجعي عن أبيه قال:
« كنا نغدو إلى رسول الله {{صل}} فيجيء الرجل وتجيء المرأة فيقول: يا رسول الله كيف أقول إذا صليت؟ قال قل: اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وعافني وارزقني فقد جمع لك دنياك وآخرتك »
===باب مسألة الرب جل وعلا في الصلاة محاسبة يسيرة إذ المحاسبة بجميع ذنوبه والمناقشة بها تهلك صاحبها===
849 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي نا ابن علية ح وثنا مؤمل بن هشام ثنا إسماعيل عن محمد بن إسحاق حدثني عبد الواحد بن حمزة بن عبد الله بن الزبير عن عباد بن عبد الله بن الزبير عن عائشة قالت
« سمعت رسول الله {{صل}} يقول في بعض صلاته: اللهم حاسبني حسابا يسيرا فلما انصرف قلت: يا رسول الله ما الحساب اليسير؟ قال: ينظر في كتابه ويتجاوز له عنه إنه من نوقش الحساب يومئذ يا عائشة هلك وكل ما يصيب المؤمن يكفر الله به عنه حتى الشوكة تشوكه » جميعهما لفظا واحدا <ref>قال الأعظمي: إسناده حسن </ref>
===باب إباحة التسبيح والتحميد والتكبير في الصلاة عند إرادة المرء مسألة حاجة يسألها ربه عز وجل وما يرجى في ذلك من الاستجابة===
850 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن أبان ثنا وكيع ثنا عكرمة بن عمار اليمامي وثنا عبد الله بن هاشم ثنا وكيع عن عكرمة بن عمار عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك قال:
« جاءت أم سليم إلى رسول الله {{صل}} فقالت: يا رسول الله علمني كلمات أدعو بهن في صلاتي قال سبحي الله عشرا واحمديه عشرا وكبريه عشرا ثم سليه حاجتك يقل نعم نعم » <ref>قال الأعظمي: إسناده حسن </ref>
قال ناصر الدين: لكن أعله الحافظ ابن حجر بالإرسال كما بينته في الضعيفة 3688
===باب إباحة الاستعاذة في الصلاة من عذاب القبر ومن عذاب النار===
851 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الله بن سعيد الأشج ثنا أبو خالد عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة قالت
« سمعت رسول الله {{صل}} يقول: إني أريتكم تفتنون في القبور كفتنة الدجال قالت عمرة قالت عائشة: فكنت أسمع رسول الله {{صل}} يقول في صلاته: اللهم إني أعوذ بك من عذاب النار ومن عذاب القبر »
===باب الاستعاذة من فتنة الدجال ومن فتنة المحيا والممات ومن المأثم والمغرم في الصلاة===
852 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر أخبرني أبو عبد الحكم أن أباه وشعيبا أخبراهم قالا أخبرنا الليث عن يزيد بن الهاد عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة قالت
« كان رسول الله {{صل}} يدعو في صلاته: اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة الدجال وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم قالت عائشة فقال قائل: ما أكثر ما تستعيذ من المغرم يا رسول الله! فقال: إن الرجل إذا غرم حدث فكذب ووعد فأخلف »
===باب إباحة التحميد والثناء على الله في الصلاة المكتوبة عندما يرى المصلي أو يسمع ما يجب عليه أو يريد شكر ربه على ذلك===
853 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة الضبي أخبرنا حماد - يعني ابن زيد - ثنا أبو حازم عن سهل بن سعد الساعدي ح وحدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه ح وثنا إسماعيل بن بشر بن منصور السلمي نا عبد الأعلى عن عبيد الله ح وحدنا محمد بن عبد الله بن بزيع ثنا عبد الأعلى ثنا عبيد الله - يعني ابن عمر - عن أبي حازم عن سهل بن سعد وهذا لفظ حديث حماد بن زيد قال:
« كان قتال بين بني عمرو بن عوف فبلغ ذلك النبي {{صل}} فصلى الظهر ثم أتاهم ليصلح بينهم ثم قال لبلال: يا بلال إذا حضرت صلاة العصر ولم آت فمر أبا بكر فليصل بالناس فلما حضرت العصر أذن بلال ثم أقام ثم قال لأبي بكر: تقدم فتقدم أبو بكر فدخل في الصلاة ثم جاء رسول الله {{صل}} فجعل يشق الناس حتى قام خلف أبي بكر قال وصفح القوم وكان أبو بكر إذا دخل في الصلاة يلتفت فلما رأى أبو بكر التصفيح لا يمسك عنه التفت فأومأ إليه رسول الله {{صل}} أي امضه فلما قال: لبث أبو بكر هنيهة يحمد لله على قول رسول الله {{صل}}: امضه ثم مشى أبو بكر القهقري على عقبيه فتأخر فلما رأى ذلك النبي {{صل}} تقدم فصلى بالناس فلما قضى صلاته قال: يا أبا بكر: ما منعك إذ أومأت إليك ألا تكون مضيت؟ قال: لم يكن لابن أبي قحافة أن يؤم رسول الله {{صل}} وقال النبي {{صل}} للناس: إذا نابكم في صلاتكم شيء فليسبح الرجال وليصفح النساء وقال بن أبي حازم في حديثه: فأشار إليه رسول الله {{صل}} هكذا يأمره أن يصلي فرفع أبو بكر يده فحمد الله ثم رجع القهقري وراءه وقال عبد الأعلى في حديثه: فأومأ إليه رسول الله {{صل}} أي كما أنت فرفع أبو بكر يديه فحمد الله وأثنى عليه لقول رسول الله {{صل}} ثم رجع القهقرى »
قال أبو بكر: وبعضهم يزيد على بعض في الحديث
===باب الأمر بالتسبيح للرجال والتصفيق للنساء عند النائبة تنوبهم في الصلاة===
854 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان قال سمعت أبا حازم يقول ثنا سهل بن سهل الساعدي صاحب رسول الله {{صل}} ح وحدثنا علي بن خشرم أخبرنا ابن عيينة عن أبي حازم سمعته من سهل بن سعد الساعدي يقول:
« قال رسول الله {{صل}}: من نابه في صلاته شيء فليقل: سبحان الله إنما النساء يعني التصفيق »
هذا حديث علي بن خشرم
وأما عبد الجبار فحدثنا بالحديث بطوله في خروج النبي {{صل}} إلى بني عمر بن عوف وقال في آخره قال رسول الله {{صل}}: ما لكم حين نابكم شيء في صلاتكم صفقتم؟ إنما هذا للنساء ومن نابه في صلاته شيء فليقل سبحان الله
قال أبو بكر: التصفيق والتصفيح واحد
===باب نسخ الكلام في الصلاة وحظره بعد ما كان مباحا===
855 - نا يوسف بن موسى القطان ثنا محمد بن فضيل أنا الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال:
« كنا نسلم على النبي {{صل}} وهو في الصلاة فيرد علينا فلما رجعنا من عند النجاشي سلمنا عليه فلم يرد علينا فقلنا يا رسول الله: كنا نسلم عليك في الصلاة وترد علينا فقال {{صل}}: إن في الصلاة لشغلا »
856 - ثنا بندار ثنا يحيى بن سعيد ويزيد بن هارون قالا أخبرنا إسماعيل ح ونا أبو هاشم زياد بن أيوب ثنا هشيم عن إسماعيل بن أبي خالد عن الحارث بن شبيل عن أبي عمرو الشيباني عن زيد بن أرقم قال:
« كان يكلم الرجل إلى جنبه في الصلاة حتى نزلت { وقوموا لله قانتين } »
زاد في حديث هشيم: فأمرنا بالسكوت ونهينا عن الكلام
857 - ثنا يحيى بن حكيم ثنا يحيى بن سعيد ثنا إسماعيل بن أبي خالد بمثل حديث بندار غير أنه قال:
« كان يكلم الرجل صاحبه في الصلاة بالحاجة على عهد النبي {{صل}} حتى نزلت: { وقوموا لله قانتين } فأمرنا بالسكوت »
858 - ثنا أبو موسى يحيى بن حماد نا أبو عوانة عن سليمان عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال:
« كنا نسلم على النبي {{صل}} وهو يصلي بمثله وقال فرد علينا فقال: إن في الصلاة لشغلا قلت لإبراهيم: كيف تسلم أنت؟ قال أرد في نفسي »
===باب ذكر الكلام في الصلاة جهلا من المتكلم والدليل على أن الكلام لا يقطع الصلاة إذا لم يعلم المتكلم أن الكلام في الصلاة محظور غير مباح===
859 - وأخبرنا الشيخ الفقيه أبو الحسن علي بن المسلم السلمي بدمشق نا عبد العزيز بن أحمد أنا أبو عثمان الصابوني قال أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا يحيى ثنا الحجاج - وهو الصواف - عن يحيى بن أبي كثير ح وحدثنا أبو هاشم زياد بن أيوب نا إسماعيل بن علية حدثني الحجاج بن أبي عثمان حدثني يحيى بن أبي كثير ح وثنا محمد بن هشام ثنا إسماعيل حدثني الحجاج عن يحيى بن أبي كثير ح وحدثنا محمد بن عبد الله بن ميمون ثنا الوليد - يعني ابن مسلم - عن الأوزاعي عن يحيى وثنا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا بشر - يعني ابن بكر - عن الأوزاعي حدثني يحيى عن هلال بن أبي ميمونة حدثني عطاء بن يسار ثنا معاوية بن الحكم السلمي ح وثنا زياد بن أيوب ثناه بشر - يعني ابن إسماعيل الحلبي - عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير حدثني هلال بن أبي ميمونة حدثني عطاء بن يسار حدثني معاوية بن الحكم السلمي قال:
« قلت يا رسول الله: إنا كنا حديث عهد بجاهلية فجاء الله بالإسلام وإن رجالا منا يتطيرون قال: ذلك شيء يجدونه في صدورهم فلا يصدنهم قال يا رسول الله: رجال يأتون الكهنة قال: فلا تأتوهم قال يا رسول الله: رجال منا يخطون قال: كان نبي من الأنبياء يخط فمن وافق خطه فذاك قال: وبينا أنا أصلي مع رسول الله {{صل}} إذ عطس رجل من القوم فقلت له: يرحمك الله فحدقني القوم بأبصارهم فقلت: واثكل أمياه ما لكم تنظرون إلي قال: فضرب القوم بأيديهم على أفخاذهم فلما رأيتهم يصمتونني لكني سكت فلما انصرف رسول الله {{صل}} دعاني فبأبي هو وأمي ما رأيت معلما قط قبله ولا بعده أحسن تعليما منه والله ما ضربني ولا كهرني ولا شتمني ولكن قال: إن صلاتنا هذه لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هي التكبير والتسبيح وتلاوة القرآن » هذا لفظ حديث ميسرة
قال بندار: بينما أنا أصلي مع رسول الله {{صل}} وهكذا قال الباقون
وقال بندار: فلما رأيتهم يصمتوني لكني سكت
قال أبو بكر: خرجت في التصنيف الكبير حديث الباقين في عقب حديث بندار بمثله ولم أخرج ألفاظهم
===باب ذكر الكلام في الصلاة والمصلي غير عالم أنه قد بقي عليه بعض صلاته والدليل على أن الكلام والمصلي هذه صفته غير مفسد للصلاة===
860 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار ثنا عبد الوهاب - يعني ابن عبد المجيد الثقفي - نا أيوب عن محمد عن أبي هريرة قال:
« صلى بنا رسول الله {{صل}} إحدى صلاتي العشي - وأكبر ظني إنها الظهر - ركعتين فأتى خشبة في قبلة المسجد فوضع عليها يديه إحداهما على الأخرى وخرج سرعان الناس فقالوا: قصرت الصلاة وفي القوم أبو بكر وعمر فهابا أن يكلماه ورجل - قصير اليدين أو طويلهما - يقال له ذو اليدين فقال: أقصرت الصلاة أو نسيت؟ فقال: لم تقصر ولم أنس فقال: بل نسيت فقال: صدق ذو اليدين؟ قال: نعم فصلى ركعتين ثم سلم ثم كبر وسجد مثل سجوده أو أطول ثم رفع »
وذكر بندار الحديث
قال أبو بكر: قد خرجت هذا الباب بتمامه في كتاب السهو في الصلاة
===باب ذكر ما خص الله عز وجل به نبيه {{صل}} وأبان به بينه وبين أمته من أن أوجب على الناس إجابته وإن كانوا في الصلاة إذا دعاهم لما يحييهم===
861 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن المقدم العجلي نا يزيد - يعني ابن زريع - أخبرنا روح بن القاسم عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال: خرج رسول الله {{صل}} على أبي بن كعب وهو يصلي ح وثنا عيسى بن إبراهيم الغافقي ثنا ابن وهب عن حفص بن ميسرة عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة
« أن رسول الله {{صل}} مر على أبي بن كعب وهو يصلي فناداه فالتفت أبي ثم انصرف إلى رسول الله {{صل}} فقال: السلام عليك يا رسول الله قال: وعليك السلام ما منعك أي أبي إذ دعوتك أن لا تجيبني؟ فقال يا رسول الله كنت في الصلاة قال: أوليس تجد كتاب الله { استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم }؟ قال: بلى بأبي أنت وأمي قال أبي: لا أعود إن شاء الله »
هذا حديث ابن وهب
862 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار ثنا يحيى عن شعبة حدثني خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي سعيد بن المعلى قال:
« مر بي رسول الله {{صل}} وأنا في المسجد فدعاني فلم آته فقال: ما منعك أن تأتيني؟ قلت: إني كنت أصلي قال: ألم يقل الله عز وجل { يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم } ثم قال: ألا أعلمك أفضل سورة في القرآن قبل أن أخرج فلما ذهب يخرج ذكرت ذلك له قال: { الحمد لله رب العالمين } هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
863 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر قال فحدثنا بندار من كتاب شعبة وثنا يحيى ومحمد عن شعبة عن خبيب عن حفص بن عاصم عن أبي سعيد بن المعلى قال: مر بي رسول الله {{صل}} وأنا أصلي فدعاني - بمثله - غير أنه قال: أعظم سورة.
===باب ذكر الدليل على أن الكلام الذي لا يجوز التكلم به في غير الصلاة إذا تكلم به المصلي في صلاته جهلا منه أنه لا يجوز التكلم به غير مفسد للصلاة===
864 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب عن أبي سلمة أن أبا هريرة قال:
« أقام رسول الله {{صل}} الصلاة وقمنا معه فقال أعرابي في الصلاة: اللهم ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا أحدا، فلما سلم رسول الله {{صل}} قال للأعرابي: لقد تحجرت واسعا - يريد رحمة الله » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب ذكر الدليل على أن الكلمة إذا جرت على لسان المصلي من غير تعمد منه لها ولا إرادة منه لنطقها لم تفسد عليه صلاته ولم يجب عليه إعادة تلك الصلاة إن كان قابوس بن أبي ظبيان يجوز الاحتجاج بخبره فإن في القلب منه===
865 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا إبراهيم بن مسعود بن عبد الحميد ثنا القاسم - يعني ابن الحكم العرني - ثنا سفيان عن قابوس بن أبي ظبيان عن أبيه عن ابن عباس قال:
« صلى النبي {{صل}} بمنى فخطرت منه كلمة قال فسمعها المنافقون فقال: فأكثروا فقالوا إن له قلبين ألا تسمعون إلى قوله وكلامه في الصلاة إن له قلبا معكم وقلبا مع أصحابه فنزلت { يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين } إلى قوله { ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه } » <ref>قال الأعظمي: إسناده ضعيف </ref>
==جماع أبواب الأفعال المباحة في الصلاة==
===باب الرخصة في المشي في الصلاة عند العلة تحدث===
866 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا أحمد بن عبدة أخبرنا حماد - يعني ابن زيد - ثنا الأزرق بن قيس
« أنه رأى أبا برزة الأسلمي يصلي وعنان دابته في يده فلما ركع انفلت العنان من يده وانطلقت الدابة قال: فنكص أبو برزة على عقبيه ولم يلتفت حتى لحق الدابة فأخذها ثم مشى كما هو ثم أتى مكانه الذي صلى فيه فقضى صلاته فأتمها ثم سلم قال: إني قد صحبت رسول الله {{صل}} في غزو كثير حتى عد غزوات فرأيت من رخصه وتيسيره وأخذت بذلك ولو أني تركت دابتي حتى تلحق بالصحراء ثم انطلقت شيخا كبيرا أخبط الظلمة كان أشد علي »
===باب الرخصة في المشي القهقري في الصلاة عند العلة تحدث===
867 - أخبرنا أبو طاهر نا محمد بن عزيز الأيلي بن سلامة حدثهم عن عقيل قال أخبرني محمد بن مسلم أن أنس بن مالك الأنصاري أخبره
« إن المسلمين بينما هم في صلاة الفجر من يوم الاثنين وأبو بكر يصلي بهم لم يفجأهم إلا رسول الله {{صل}} قد كشف ستر حجرة عائشة فنظر إليهم وهم صفوف في الصلاة ثم تبسم فضحك فنكص أبو بكر على عقبيه ليصل الصف وظن أن رسول الله {{صل}} يريد أن يخرج إلى الصلاة فأشار إليهم رسول الله {{صل}} بيده: أن أتموا صلاتكم »
===باب الرخصة في حمل الصبيان في الصلاة===
والدليل على ضد قول من زعم أن هذا الفعل يفسد صلاة المصلي وزعم أن هذا عملا لا يجوز في الصلاة جهلا منه لسنة النبي {{صل}}
868 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان أخبرنا عثمان بن أبي سليمان وابن عجلان سمعا عامر بن عبد الله بن الزبير يقول سمعت عمرو بن سليم الزرقي يقول سمعت أبا قتادة يقول:
« رأيت النبي {{صل}} يؤم الناس وعلى عاتقه أمامة بنت زينب فإذا ركع وضعها وإذا رفع من السجود أعادها »
===باب الأمر بقتل الحية والعقرب في الصلاة ضد قول من زعم أن قتلها وقتل كل واحد منهما على الانفراد يفسد الصلاة===
869 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي ثنا سفيان بن عيينة عن معمر ح وثنا محمد بن هشام ثنا يحيى بن اليمان ح وثنا أبو موسى ثنا عبد الأعلى ح وثنا يعقوب الدورقي ثنا غندر ح وثنا يحيى بن حكيم ثنا محمد بن جعفر قالوا: ثنا معمر عن يحيى بن أبي كثير عن ضمضم عن أبي هريرة
« أن رسول الله {{صل}} أمر بقتل الأسودين في الصلاة العقرب والحية »
وفي حديث غندر قال معمر فقلت له فقال: العقرب والحية
وفي حديث عبد الأعلى قال يحيى: يعني الحية والعقرب
===باب الرخصة في الالتفات في الصلاة عند النائبة تنوب المصلي===
870 - قال أبو بكر: في خبر أبي حازم عن سهل بن سعد
« وكان أبو بكر لا يلتفت في صلاته فلما أكثر الناس التصفيق التفت فإذا رسول الله {{صل}} في الصف فأشار إليه رسو ل الله {{صل}} هكذا يأمره بأن يصلي قد أمليته قبل بطوله » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب الرخصة في اللحظ في الصلاة من غير أن يلوي المصلي عنقه خلف ظهره===
871 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الحسين بن حريث ثنا الفضل بن موسى عن عبد الله بن سعيد - وهو ابن أبي هند - عن ثور ابن يزيد عن عكرمة عن ابن عباس قال:
« كان رسول الله {{صل}} يلتفت في صلاته يمينا وشمالا ولا يلوي عنقه خلف ظهره » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب الرخصة للمصلي في مرافقة غيره من المصلين والنظر إليهم هل يتمون صلاتهم أم لا ليأمرهم بعد الفراغ من الصلاة بما يجب عليهم من إتمام الصلاة===
872 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو موسى محمد بن المثنى وأحمد بن المقدام العجلي قالا حدثنا ملازم بن عمرو حدثني جدي عبد الله بن زيد عن عبد الله بن علي بن شيبان عن أبيه علي بن شيبان وكان أحد الوفد قال:
« صليت خلف النبي {{صل}} فلمح بمؤخر عينه إلى رجل لا يقيم صلبه في الركوع والسجود »
قال أبو بكر: هذا الخبر ليس بخلاف أخبار النبي {{صل}} إني لأرى من خلفي كما أرى من بين يدي إذ النبي {{صل}} وإن كان يرى من خلفه في الصلاة قد يجوز أن ينظر بمؤخر عينه إلى من يصلي ليعلم أصحابه إذا رأوه يفعل هذا الفعل إنه جائز للمصلي أن يفعل مثل ما فعل {{صل}} <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب إباحة التفات المصلي في الصلاة عند إرادة تعليم المصلين بالإشارة إليهم بما يفهمون عنه وفيه ما دل على أن إشارة المصلي بما يفهم عنه غير مفسدة صلاته===
873 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الربيع بن سليمان المرادي ثنا شعيب نا الليث عن أبي الزبير عن جابر قال:
« اشتكى رسول الله {{صل}} فصلينا وراءه وهو قاعد فالتفت إلينا فرآنا قياما فأشار إلينا فقعدنا »
===باب الرخصة في بصق المصلي عن يساره أو تحت قدمه اليسرى===
874 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي سعيد الخدري
« أن رسول الله {{صل}} أبصر نخامة في قبلة المسجد فحكها بحصاة ونهى أن يبزق الرجل بين يديه وعن يمينه وقال: ليبزق عن شماله أو تحت قدمه اليسرى »
875 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب أخبرني حميد بن عبد الرحمن أنه سمع أبا هريرة وأبا سعيد الخدري يقولان
« قد رأى رسول الله {{صل}} نخامة في القبلة فتناول حصاة فحكها ثم قال: لا ينتخمن أحدكم في القبلة ولا عن يمينه وليبصق عن يساره أو تحت رجله اليسرى »
===باب الرخصة في بصق المصلي خلفه وفيه دل على إباحة لي المصلي عنقه وراء ظهره إذا أراد أن يبصق في صلاته إذ البزق خلفه غير ممكن إلا يلي العنق===
876 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار وأبو موسى قالا ثنا يحيى - وهو ابن سعيد - عن سفيان عن منصور عن ربعي بن حراش عن طارق بن عيد الله المحاربي قال:
« قال رسول الله {{صل}}: إذا كنت في الصلاة فلا تبزقن عن يمينك ولكن خلفك أو تلقاء شمالك أو تحت قدمك اليسرى »
هذا حديث بندار
وقال أبو موسى حدثني منصور وقال أيضا قال قال لي رسول الله {{صل}}: وقال: وابصق خلفك أو تلقاء شمالك إن كان فارغا وإلا فهكذا تحت قدمه اليسرى <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب الدليل على أن إباحة بزق المصلي تحت قدمه اليسرى إذا لم يكن عن يساره فارغا وإباحة ذلك البزاق بقدمه إذا بزق في صلاته===
877 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يوسف بن موسى ثنا جرير عن منصور عن ربعي بن حراش عن طارق بن عبد الله المحاربي قال:
« قال رسول الله {{صل}}: إذا كنت في الصلاة فلا تبزقن بين يديك ولا عن يمينك ولكن ابزق عن تلقاء شمالك فإن لم يكن فارغا فتحت قدمك اليسرى ثم قل به »
قال منصور: يعني ادلكه بالأرض <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
878 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار ثنا إسحاق بن يوسف ثنا الجريري ح وثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ثنا إسماعيل بن علية عن الجريري ح وثنا الصنعاني ثنا يزيد - يعني ابن زريع - ثنا الجريري ح وثنا أبو بشر الواسطي نا خالد عن الجريري عن أبي العلاء بن الشخير عن أبيه
« أنه صلى مع النبي {{صل}} فتنخع فدلكها بنعله اليسرى »
زاد خالد في حديثه: وكان في أرض جلدة
قال أبو بكر: أبو العلاء هو يزيد بن عبد الله بن الشخير أخو مطرف نسبوه إلى جده
قال أبو بكر: روى هذا الخبر حماد بن سلمة عن الجريري فقال: عن أبي العلاء عن مطرف عن أبيه » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
879 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه يوسف بن موسى ثنا العلاء بن عبد الجبار البصري والحجاج بن المنهال قالا ثنا حماد بن سلمة عن الجريري عن أبي العلاء عن مطرف عن أبيه قال:
« رأيت رسول الله {{صل}} يصلي فبزق تحت قدمه اليسرى »
زاد العلاء ثم دلكها <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب الرخصة في بزق المصلي في ثوبه ودلكه الثوب بعضه ببعض في الصلاة===
والدليل على أن البزاق ليس بنجس إذ لو كان نجسا لم يأمر النبي {{صل}} المصلي البصق في ثوبه في الصلاة
880 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم نا يحيى بن سعيد عن ابن عجلان قال نا عياض بن عبد الله عن أبي سعيد الخدري
« أن رسول الله {{صل}} كان يعجبه العراجين أن يمسكها بيده فدخل المسجد ذات يوم وفي يده واحد منها فرأى نخامات في قبلة المسجد فحتهن حتى أنقاهن ثم أقبل على الناس مغضبا فقال: أيحب أحدكم أن يستقبله رجل فيبصق في وجهه؟! إن أحدكم إذا قام إلى الصلاة فإنما يستقبل ربه والملك عن يمينه فلا يبصق بين يديه ولا عن يمينه وليبصق تحت قدمه اليسرى أو عن يساره فإن عجلت به بادرة فليقل هكذا في طرف ثوبه ورد بعضه في بعض »
قال الدورقي: وأرانا يحيى كيف صنع <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب الرخصة في بزق المصلي في نعله ليخرجه من المسجد===
881 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن رافع ثنا سريج ثنا فليح - وهو بن سليمان - عن سعيد بن الحارث عن أبي سلمة بن عبد الرحمن في حديث طويل ذكره عن أبي سعيد الخدري
« عن النبي {{صل}} قال: إذا كان أحدكم في صلاته فلا يبصق أمامه فإن ربه أمامه وليبصق عن يساره أو تحت قدمه فإن لم يجد مبصقا ففي ثوبه أو نعله حتى يخرج به » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب الرخصة في منع المصلي الناس من المقاتلة ودفع بعضهم بعض إذا اقتتلوا===
882 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يوسف بن موسى ثنا جرير عن منصور عن الحكم عن يحيى بن الجزار عن أبي الصهباء قال كنا عند ابن عباس فقال:
« لقد كان رسول الله {{صل}} يصلي بالناس فجاءت جاريتان من بني عبد المطلب اقتتلتا فأخذهما رسول الله {{صل}} فنزع إحداهما من الأخرى ثم ما بالا ذلك »
===باب الرخصة في مقاتلة المصلي من رام المرور بين يديه===
883 - قال أبو بكر: قد أمليت فيما مضى أن النبي {{صل}} قال: إذا كان أحدكم يصلي فلا يدعن أحدا يمر بين يديه فإن أبى فليقاتله فإنما هو شيطان
===باب الرخصة في عدل المصلي إلى جنبه إذا قام خلاف ما يجب عليه أن يقوم في الصلاة===
884 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان عن عمرو - وهو ابن دينار - قال سمعت كريبا مولى ابن عباس عن ابن عباس قال:
« بت عند خالتي ميمونة فلما كان بعض الليل قام رسول الله {{صل}} يصلي فذكر بعض الحديث وقال: ثم قمت عن يساره فحولني عن يمينه »
قال: أخبرنا بنحوه سعيد بن عبد الرحمن المخزومي وقال: عن كريب
===باب الرخصة في الإشارة في الصلاة والأمر والنهي===
885 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن رافع ثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن أنس قال:
« كان النبي {{صل}} يشير في الصلاة » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
886 - قال أبو بكر: قد أمليت خبر أبي الزبير عن جابر
« اشتكى رسول الله {{صل}} فصلينا وراءه وهو قاعد فأشار إلينا فقعدنا »
ثناه الربيع ثنا شعيب نا الليث عن أبي الزبير عن جابر
===باب ذكر الدليل على أن الإشارة في الصلاة بما يفهم عن المشير لا يقطع الصلاة ولا يفسدها===
887 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن معمر بن ربعي القيسي ثنا عبيد الله بن موسى أنا علي بن صالح عن عاصم عن زر عن عبد الله قال:
« كان رسول الله {{صل}} يصلي فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره فإذا منعوهما أشار إليهم أن دعوهما فلما قضى الصلاة وضعهما في حجره فقال: من أحبني فليحب هذين » <ref>قال ناصر الدين: إسناده حسن رجاله ثقات رجال مسلم إلا أنه إنما أخرج لعلصم وهو ابن أبي بهدلة متابعة </ref>
===باب الرخصة بالإشارة في الصلاة برد السلام إذا سلم على المصلي===
888 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان نا زيد بن أسلم قال سمعت عبد الله بن عمر ح وثنا علي بن خشرم وأبو عمار قال أبو عمار: ثنا سفيان وقال علي: أخبرنا ابن عيينة عن زيد بن أسلم قال قال ابن عمر
« دخل رسول الله {{صل}} مسجد قبا ودخل عليه رجال من الأنصار يسلمون عليه فسألت صهيبا كيف كان يصنع النبي {{صل}} إذا كان يسلم عليه وهو يصلي قال كان يشير بيده »
قال أبو بكر: هذا حديث أبي عمار زاد عبد الجبار قال سفيان قلت لزيد: سمعت هذا من ابن عمر؟ قال نعم <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب الرخصة في الإشارة بجواب الكلام إذا كلم المصلي وفي الخبر ما دل على الرخصة في إصغاء المصلي إلى مكلمه واستماعه لكلامه في الصلاة===
889 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن العلاء بن كريب نا خلاد الجعفي - يعني ابن يزيد - عن زهير بن معاوية عن أبي الزبير عن جابر قال:
« بعثني رسول الله {{صل}} إلى بني المصطلق فأتيت رسول الله {{صل}} وهو على حمار له وهو يصلي: فكنت أكلمه فأومأ إلي بيده » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح. قال ناصر الدين: وهو في صحيح مسلم من طريق أخرى عن زهير به وتابعه عنده الليث وهو ابن سعد وهو لا يروي عن أبي الزبير إلا ما سمعه عن جابر وكان يدلس عنه كثيرا</ref>
===باب الرخصة في تناول الشيء عند الحادثة تحدث===
890 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا ابن وهب قال وأخبرني - يعني - عمرو بن الحارث وابن لهيعة عن يزيد - وهو ابن أبي حبيب - عن عبد الرحمن - وهو ابن شماسة - أنه سمع عقبة بن عامر يقول:
« صلينا مع النبي {{صل}} يوما فأطال القيام ثم رأيته هوى بيده ليتناول شيئا فلما سلم قال: ما من شيء وعدتموه إلا قد عرض علي في مقامي هذا حتى لقد عرضت علي النار وأقبل إلي منها شرر حتى حاذاني مكاني هذا فخشيت أن يغشاكم » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
891 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عيسى بن إبراهيم الغافقي نا ابن وهب عن معاوية بن صالح حدثني ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن أبي الدرداء أنه قال:
« قام رسول الله {{صل}} يصلي ثم بسط يده كأنه يتناول شيئا فلما فرغ من الصلاة قلنا: يا رسول الله رأيناك بسطت يدك قال: إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي فقلت أعوذ بالله منك فلم يستأخر ثلاثا ثم أردت أخذه ولو لا دعوة أخينا سليمان {{صل}} لأصبح موثقا يلعب به ولدان أهل المدينة » <ref>قال ناصر الدين: إسناده صحيح </ref>
رجاله كلهم ثقات وقد أخرجه مسلم من طريق أخرى عن ابن وهب.
892 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بحر بن نصر بن سابق الخولاني نا ابن وهب حدثني معاوية بن صالح عن عيسى بن عاصم عن زر بن حبيش عن أنس بن مالك قال:
« صلينا مع رسول الله {{صل}} صلاة الصبح قال: فبينما هو في الصلاة مد يده ثم أخرها فلما فرغ من الصلاة قلنا يا رسول الله صنعت في صلاتك هذه ما لم تصنع في صلاة قبلها قال إني رأيت الجنة قد عرضت علي ورأيت فيها قطوفها دانية حبها كالدباء فأردت أن أتناول منها فأوحى إليها أن استأخري فاستأخرت ثم عرضت علي النار بيني وبينكم حتى رأيت ظلي وظلكم فأومأت إليكم أن استأخروا فأوحى إلي أن أقرهم فإنك أسلمت وأسلموا وهاجرت وهاجروا وجاهدت وجاهدوا فلم أر لي عليكم فضلا إلا بالنبوة » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح. قال ناصر الدين: وعيسى بن عاصم هو الأسدي الكوفي </ref>
===باب أمر النساء بالتصفيق في الصلاة عند النائبة===
893 - قال أبو بكر: قد أمليت خبر سهل بن سعد
« عن النبي {{صل}} إذا نابكم في صلاتكم شيء فليسبح الرجال وليصفح النساء »
894 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء وسعيد بن عبد الرحمن وعبد الله بن محمد الزهري وعلي بن خشرم قال علي: أخبرني ابن عيينة قال الآخرون: ثنا سفيان عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة
« أن النبي {{صل}} قال: التسبيح للرجال والتصفيق للنساء »
===باب الرخصة في مسح الحصى في الصلاة مرة واحدة===
895 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الصنعاني محمد بن عبد الأعلى ثنا خالد - يعني ابن الحارث - ثنا هشام عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن حدثني معيقيب
« أن رسول الله {{صل}} قيل له في المسح في المسجد قال: إن كنت فاعلا فواحدة »
896 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر ثناه الدورقي ثنا ابن علية عن هشام بهذا وقال: عن معيقب
«
897 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا وكيع عن ابن أبي ذئب عن شرحبيل بن سعد عن جابر قال:
« سألت النبي {{صل}} عن مسح الحصى في الصلاة فقال: واحدة ولو تمسك عنها خير لك من مائة ناقة كلها سود الحدق » <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف شرحبيل بن سعد كان اختلط بآخره كما في التقريب لكن له شاهد قوي موقوف سندا مرفوع حكما خرجته في التعليق الرغيب </ref>
===باب ذكر الدليل على أن حديث النفس في الصلاة من غير نطق باللسان لا يفسد الصلاة إذ الله برأفته ورحمته قد تجاوز لأمة محمد عما حدثت به أنفسها===
898 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا سالم بن نوح نا يونس بن عبيد عن زرارة بن أوفي عن أبي هريرة
« أن رسول الله {{صل}} قال: إن الله تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها ما لا ينطق به ولا يعمل به
===باب الدليل على أن البكاء في الصلاة لا يقطع الصلاة مع إباحة البكاء في الصلاة===
899 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الله بن هاشم نا عبد الرحمن عن شعبة عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب عن علي قال:
« ما كان فينا فارس يوم بدر غير المقدام ولقد رأيتنا وما فينا إلا نائم إلا رسول الله {{صل}} تحت شجرة يصلي ويبكي حتى أصبح
قال أبو بكر: قصة أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه لما أمره النبي {{صل}} بالصلاة بالناس فقيل له: إنه رجل رقيق كثير البكاء حين يقرأ القرآن من هذا الباب » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
900 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الوارث بن عبد الصمد العنبري حدثني أبي حدنا حماد عن ثابت عن مطرف عن أبيه قال:
« رأيت النبي {{صل}} يصلي ولصدره أزيز كأزيز المرجل » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب الدليل على أن النفخ في الصلاة لا يفسد الصلاة ولا يقطعها مع إباحة النفخ عند الحادثة تحدث في الصلاة===
901 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يوسف بن موسى ثنا جرير عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال:
« انكسفت الشمس يوما على عهد رسول الله {{صل}} فقام رسول الله {{صل}} يصلي ثم سجد فلم يكد يرفع رأسه فجعل ينفخ ويبكي وذكر الحديث وقال: فقام فحمد الله وأثنى عليه وقال عرضت علي النار فجعلت أنفخها فخفت أن تغشاكم » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح وذكر البخاري جزءا منها معلقا في العمل في الصلاة وأخرجه النسائي من طريق عطاء بن السائب. قال ناصر الدين: وشعبة سمع من عطاء قبل الاختلاط خلافا لجرير </ref>
===باب الرخصة في التنحنح في الصلاة عند الاستئذان على المصلي إن صحت هذه اللفظة فقد اختلفوا فيها===
902 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى ويوسف بن موسى قالا ثنا محمد بن عبيد حدثني شرحبيل عن مدرك الجعفي عن عبد الله بن نجي الحضرمي عن أبيه قال قال علي
« كانت لي من رسول الله منزلة لم تكن لأحد من الخلائق إني كنت أجيئه فأسلم عليه حتى يتنحنح فأنصرف إلى أهلي
قال أبو بكر: قد اختلفوا في هذا الخبر عن عبد الله بن نجي فلست أحفظ أحدا قال: عن أبيه غير شرحبيل بن مدرك هذا » <ref>قال الأعظمي: أخرجه النسائي من طريق شرحبيل. قال ناصر الدين: وهو ثقة لكن نجي الحضرمي مجهول وقد أسقطه بعض الرواة كما في الإسناد الآتي وحينئذ تبدو علة أخرى وهي الانقطاع بين عبد الله بن نجي وعلي رضي الله عنه فقد قيل إنه لم يسمع منه</ref>
903 - ورواه عمارة ابن القعقاع ومغيرة بن مقسم جميعا عن الحارث العكلي عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير عن عبد الله بن نجي عن علي
« وقال جرير: عن المغيرة عن الحارث وعمارة عن الحارث يسبح »
قال أبو بكر ابن عياش عن المغيرة: يتنحنح » <ref>انظر الكلام عليه في الذي قبله </ref>
904 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر ثناه يوسف بن موسى ثنا جرير ح وحدثنا الدورقي حدثنا أبو بكر بن عياش كلاهما عن المغيرة ح وثنا محمد بن يحيى نا معلى بن أسد ثنا عبد الواحد أخبرنا عمارة بن القعقاع
« بما ذكرت من الألفاظ » <ref>انظر الكلام عليه في الذي قبله </ref>
===باب الرخصة في إصلاح المصلي ثوبه في الصلاة===
905 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا عمران بن موسى القزاز ثنا عبد الوارث ثنا محمد بن جحادة نا عبد الجبار بن وائل قال: كنت غلاما لا أعقل صلاة أبي فحدثني وائل بن علقمة بن وائل عن أبي وائل بن حجر قال:
« كان رسول الله {{صل}} إذا دخل في الصلاة رفع يديه ثم كبر ثم التحف ن ثم أدخل يديه في ثوبه ثم أخذ شماله بيمينه ثم ذكر الحديث »
قال أبو بكر: هذا علقمة بن وائل لا شك فيه لعل عبد الوارث أو من دونه شك في اسمه
ورواه همام بن يحيى ثنا محمد بن حجارة حدثني عبد الجبار بن وائل عن علقمة بن وائل ومولى لهم عن أبيه وائل بن حجر
906 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه محمد بن يحيى ثنا عفان بن مسلم ثنا همام غير أنه ليس في حديث عفان
« ثم أدخل يديه في ثوبه »
===باب ذكر الدليل على أن النعاس في الصلاة لا يفسد ولا يقطعها===
907 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن خشرم أنا عيسى - يعني ابن يونس - ح وثنا عبد الجبار بن العلاء نا سفيان ح وثنا ابن كريب نا أبو أسامة ح وثنا بشر بن هلال نا عبد الوارث عن أيوب كلهم عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة
« أن النبي {{صل}} قال: إذا نعس أحدكم في صلاته فليرقد حتى يذهب عنه النوم فإن أحدكم إذا صلى وهو ناعس لعله يريد أن يستغفر فيسب نفسه » هذا لفظ حديث عيسى
قال أبو بكر: وفي الخبر دلالة على أن النعاس لا يقطع الصلاة إذ لو كان النعاس يقطع الصلاة لما كان لقوله {{صل}}: فإنه لا يدري لعله يذهب يستغفر فيسب نفسه معنى وقد أعلم بهذا القول إنه إنما أمرنا الانصراف من الصلاة خوف سب النفس عند إرادة الدعاء لها لا انه في غير صلاة إذا نعس.
==جماع أبواب الأفعال المكروهة في الصلاة التي قد نهى عنها المصلي==
===باب النهي عن الاختصار في الصلاة===
908 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الله بن سعيد الأشج ثنا أبو خالد ح وثنا يوسف بن موسى ثنا جرير ح وثنا إسماعيل بن بشر بن منصور السليمي ثنا عبد الأعلى جميعا عن هشام عن ابن سيرين عن أبي هريرة قال:
« نهى رسول الله {{صل}} أن يصلي الرجل مختصرا »
وقال إسماعيل في حديثه: إن رسول الله {{صل}} نهى عن الاختصار في الصلاة
===باب ذكر العلة التي لها زجر عن الاختصار في الصلاة إذ هي راحة أهل النار بالله نتعوذ من النار===
909 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن عبد الرحمن بن المغيرة المصري نا أبو صالح الحراني نا عيسى بن يونس عن هشام عن ابن سيرين عن أبي هريرة
« أن رسول الله {{صل}} قال: الاختصار في الصلاة راحة أهل النار » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح. قال ناصر الدين: رجال هذا الإسناد ثقات كلهم لكن فيه علة تقدح في صحته ولذلك قال الذهبي إنه منكر كما كنت نقلته عنه في تخريج المشكاة 1003 ولم يجزم بصحته الحافظ العراقي فإنه قال " وظاهر إسناده الصحة "! والعلة عندي من بعد هشام - وهو ابن حسان - فقد أخرجه الشيخان والمصنف كما ترى وغيرهم من طرق جماعة من الثقات عن هشام لكن باللفظ الذي قبله وتابعه أيوب عن ابن سيرين به نحوه عند البخاري وغيره فهذا هو المحفوظ في لفظ الحديث واللفظ الآخر شاذ ومن طريق المصنف أخرجه ابن حبان والبيهقي </ref>
وقد أخرجه الطبراني في الأوسط ( 1 / 45 / 1 ) من طريق محمد بن سلام المنبجي ثنا عيسى بن يونس عن عبد الله بن الأزور عن هشام القردوسي به وقال لم يروه عن هشام إلا ابن الأزور تفرد به عيسى. قلت: فهذا يكشف إن صح عن علة الحديث الحقيقية في السند المعلول وهو سقوط ابن الأزور منه وقد ضعفه الأزدي. والمنبجي ذكره ابن حبان في الثقات وقال ابن منده له غرائب والله أعلم
===باب النهي عن العقص في الصلاة وتمثيل العاقص في الصلاة بالمكتوف فيها وفيه ما دل على كراهة صلاة المرء مكتوفا إذا كان له السبيل إلى حل يديه من الأكتاف===
910 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى وعيسى بن إبراهيم الغافقي قالا ثنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث - وقال عيسى عن عمرو بن الحارث - أن بكيرا حدثه أن كريبا مولى ابن عباس حدثه
« أن عبد الله بن عباس رأى عبد الله بن الحارث يصلي ورأسه معقوص من ورائه فقام فجعل يحله وأقر له الآخر فلما انصرف أقبل إلى ابن عباس فقال: مالك ورأسي؟ فقال: إني سمعت رسول الله {{صل}} يقول: إنما مثل هذا مثال الذي يصلي وهو مكتوف »
قال يونس: وهو معقوص فقام وراءه فحل عنه وأقر له الآخر كذا قالا جميعا وأقر الآخر
قال أبو بكر: والصحيح قر
===باب الزجر عن غرز الضفائر في القفا في الصلاة إذ هو مقعد الشيطان===
911 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم من أصله ثنا حجاج أخبرنا ابن جريج أخبرني عمران ابن موسى أخبرنا سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه
« أنه رأى أبا رافع مولى النبي {{صل}} مر بحسن بن علي وحسن يصلي قد غرز ضفريه في قفاه فحلهما أبو رافع فالتفت حسن إليه مغضبا فقال أبو رافع: أقبل على صلاتك ولا تغضب فإني سمعت رسول الله {{صل}} يقول: ذلك كفل الشيطان يقول مقعد الشيطان - يعني مغرز ضفريه - » <ref>قال الأعظمي: إسناده حسن </ref>
===باب الدليل على كراهة تشبيك الأصابع في الصلاة إذ النبي {{صل}} زجر عن تشبيك الأصابع عند الخروج إلى المسجد وفي المسجد وأعلم أن الخارج إلى الصلاة في صلاة كان المصلي أولى أن لا يشبك بين أصابعه ممن قد خرج إليها أو هو في المسجد ينتظرها===
912 - قال أبو بكر: قد أمليت هذه الأخبار.
===باب الزجر عن تحريك الحصا بلفظ خبر مجمل غير مفسر===
913 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء نا سفيان عن الزهري قال سمعت أبا الأحوص يقول سمعت أبا ذر يقول:
« قال رسول الله {{صل}} ح وثنا علي بن خشرم أخبرنا ابن عيينة ح وثنا المخزومي ثنا سفيان: بهذا الإسناد وقالا في كلها: عن عن: إذا قام أحدكم في الصلاة فإن الرحمة تواجهه فلا يمسح الحصى »
زاد عبد الجبار فقال له سعد بن إبراهيم: من أبو الأحوص؟ قال: رأيت الشيخ الذي صفته كذا وكذا <ref>قال ناصر الدين: أبو الأحوص مجهول </ref>
914 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن المقدام العجلي ثنا يزيد - يعني ابن زريع ثنا معسر عن الزهري عن أبي الأحوص الليثي عن أبي ذر قال:
« قال رسول الله {{صل}}: إذا قام أحدكم في الصلاة فإن الرحمة تواجه فلا تحركوا الحصى »
===باب ذكر الخبر المفسر للفظة المجملة التي ذكرتها والدليل على أن النبي {{صل}} قد أباح مسح الحصا في الصلاة مرة واحدة===
915 - قال أبو بكر: قد أمليت فيما قبل خبر معيقيب
« عن النبي {{صل}}: إن كنت فاعلا فواحدة »
916 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا سعيد بن أبي يزيد وراق الفريابي بالرملة ثنا محمد بن يوسف نا سفيان عن محمد بن عبد الرحمن عن عبد الله بن عيسى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي ذر قال:
« سألت رسول الله {{صل}} عن كل شيء حتى سألته عن مسح الحصى في الصلاة فقال: واحدة أو دع » <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف محمد بن عبد الرحمن هو ابن أبي ليلى قال الحافظ: صدوق سيئ الحفظ جدا </ref>
===باب فضل ترك مسح الحصا في الصلاة===
917 - قال أبو بكر قد أمليت حديث جابر قبل عن النبي {{صل}}.
===باب النهي عن تغطية الفم في الصلاة بلفظ خبر مجمل غير مفسر===
918 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عيسى ثنا عبد الله - يعني ابن المبارك - عن الحسن بن ذكوان عن سليمان الأحول عن عطاء عن أبي هريرة
« أن رسول الله {{صل}} نهى عن السدل في الصلاة وأن يغطي الرجل فاه » <ref>قال ناصر الدين: إسناده حسن </ref>
===باب ذكر الخبر المفسر للفظة المجملة التي ذكرتها والدليل على أن زجر النبي {{صل}} عن تغطية الفم في الصلاة في غير التثاؤب إذ النبي {{صل}} قد أمر بتغط الفم عند التثاؤب===
919 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا أحمد بن عبدة ثنا عبد العزيز - يعني الدراوردي - عن سهيل بن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري عن أبيه
« أن رسول الله {{صل}} قال: إذا تثاءب أحدكم فليسد بيده فاه فإن الشيطان يدخل »
===باب كراهة التثاؤب في الصلاة إذ هو من الشيطان والأمر بكظمه ما استطاع المصلي===
920 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن جعفر نا إسماعيل - يعني ابن جعفر - نا العلاء عن أبيه عن أبي هريرة
« أن النبي {{صل}} قال: التثاؤب في الصلاة من الشيطان فإذا تثاوب أحدكم فليكظم ما استطاع »
===باب الزجر عن قول المتثائب في الصلاة هاه وما أشبهه فإن الشيطان يضحك في جوفه عند قوله: هاه===
921 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن العلاء بن كريب نا أبو خالد عن محمد بن عجلان عن سعيد عن أبي هريرة قال:
« قال رسول الله {{صل}}: العطاس من الله والتثاؤب من الشيطان فإذا تثاءب أحدكم فلا يقل: هاه فإن الشيطان يضحك من جوفه » <ref>قال الأعظمي: إسناده حسن </ref>
922 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا الصنعاني محمد بن عبد الأعلى نا بشر - يعني ابن المفضل - نا عبد الرحمن - وهو ابن إسحاق - عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال:
« قال رسول الله {{صل}}: إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب فإذا تثاءب أحدكم فلا يقل: آه آه فإن الشيطان يضحك منه أو قال يلعب به » <ref>قال الأعظمي: إسناده حسن </ref>
===باب الزجر عن بصق المصلي أمامه إذ الله عز وجل قبل وجه المصلي ما دام في صلاته مقبلا عليه===
923 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب الدورقي نا إسماعيل بن علية أنا أيوب ح وحدثني مؤمل بن هشام نا إسماعيل - يعني تبن علية - عن أيوب عن نافع عن ابن عمر
« أن النبي {{صل}} رأى نخامة في قبلة المسجد فحكها أو قال فحتها بيده ثم أقبل على الناس فتغيظ عليهم وقال: إن الله عز وجل قبل وجه أحدكم في صلاته فلا ينتخمن أحد قبل وجهه في صلاته »
924 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن الحسن بن نسيم أنا محمد يعني بن بكر البرساني أخبرنا أبو العوام عن عاصم عن أبي وائل
« أن شيث بن ربعي صلى إلى جنب حذيفة فبزق بين يديه فقال حذيفة: إن رسول الله {{صل}} نهانا عن ذلك قال: إن الرجل إذا دخل في صلاته أقبل الله بوجهه فلا ينصرف عنه حتى ينصرف عنه أو يحدث حدثا » <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف </ref>
===باب ذكر علاقة الباصق في الصلاة تلقاء القبلة مجيئه يوم القيامة وتفلته بين عينيه===
925 - وأخبرنا الشيخ الفقيه أبو الحسن علي بن المسلم السلمي نا عبد العزيز بن أحمد بن محمد الكناني أخبرنا الأستاذ الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني قراءة عليه قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة نا أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة نا يوسف بن موسى نا جرير عن أبي إسحاق - وهو الشيباني - عن عدي بن ثابت عن زر بن حبيش عن حذيفة قال:
« قال رسول الله {{صل}}: من تفل تجاه القبلة جاء يوم القيامة وتفلته بين عينيه » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب الزجر عن توجيه جميع ما يقع عليه اسم أذى تلقاء القبلة في الصلاة===
926 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة أنا عبد الأعلى نا سعيد - يعني ابن إياس الجريري - عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال:
« رأى رسول الله {{صل}} نخامة في قبلة المسجد فاستبرأها بعود معه ثم أقبل على القوم يعرفون الغضب في وجهه فقال: أيكم صاحب هذه النخامة؟ فسكتوا فقال: أيحب أحدكم إذا قام يصلي أن يستقبله رجل فيتنخع في وجهه؟ فقالوا: لا قال: فإن الله عز وجل بين أيديكم في صلاتكم فلا توجهوا شيئا من الأذى بين أيديكم ولكن عن يسار أحدكم أو تحت قدمه » <ref>قال ناصر الدين: إسناده صحيح </ref>
 
===باب النهي عن بصق المصلي عن يمينه===
927 - قال أبو بكر قد أمليت بعض الأخبار التي في هذه اللفظة قبل.
===باب كراهة نظر المصلي إلى ما يشغله عن المصلي إلى ما يشغله عن الصلاة===
928 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي قالا حدثنا سفيان ثنا الزهري عن عروة عن عائشة قالت
« صلى رسول الله {{صل}} في خميصة لها أعلام فقال: شغلتني أعلام هذه اذهبوا بها إلى أبي جهم واتوني بأنبجانية »
قال المخزومي: عن الزهري وقال أيضا بأنبجانية.
929 - قال: وقالا ثنا سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة - بهذا.
===باب النهي عن الالتفات في الصلاة===
930 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو محمد فهد بن سليمان المصري نا أبو توبة - يعني الربيع بن نافع - ثنا معاوية - وهو ابن سلام - عن زيد بن سلام أن أبا سلام حدثه حدثني الحارث الأشعري
« أن النبي {{صل}} حدثهم قال: إن الله عز وجل أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات يعمل بهن ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن قال: فكان يبطئ بهن فقال له عيسى إنك أمرت بخمس كلمات تعمل بهن وتأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن فإما أن تأمرهم بهن وإما أن أقوم فآمرهم بهن قال يحيى: إنك إن تسبقني بهن أخاف أن أعذب أو يخسف بي فجمع بني إسرائيل في بيت المقدس حتى امتلأ المسجد حتى جلس الناس على الشرفات فوعظ الناس ثم قال: إن الله عز وجل أمرني بخمس كلمات أعمل بهن وآمركم أن تعملوا بهن أولاهن أن لا تشركوا بالله شيئا فإن من أشرك بالله مثله كمثل رجل اشترى عبدا من خالص ماله بذهب أو ورق ثم قال له: هذه داري وعملي فاعمل لي وأد إلي عملك فجعل يعمل ويؤدي عمله إلى غير سيده فأيكم يحب أن يكون له عبد كذلك يؤدي عمله لغير سيده وأن الله هو خلقكم ورزقكم فلا تشركوا لله شيئا وقال: إن الله عز وجل أمركم بالصلاة فإذا نصبتم وجوهكم فلا تلتفتوا فإن الله ينصب وجهه لوجه عبده حين يصلي له فلا يصرف عنه وجهه حتى يكون العبد هو ينصرف » وذكر الحديث بطوله <ref>قال ناصر الدين: إسناده صحيح </ref>
وفهد بن سليمان المصري قال ابن يونس: كان ثقة ثبتا وسائر رجاله ثقات
===باب ذكر نقص الصلاة بالالتفات فيها والدليل على أن الالتفات فيها لا يوجب إعادتها===
931 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عثمان العجلي ثنا عبيد الله - يعني ابن موسى - عن شيبان ح وثنا محمد بن عمرو بن تمام المصري نا يوسف بن عدي ثنا أبو الأحوص جميعا عن أشعت - وهو ابن أبي الشعثاء - عن أبيه عن مسروق عن عائشة قالت
« سألت رسول الله {{صل}} عن التفات الرجل في الصلاة فقال: هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد »
وفي حديث عبيد الله عن الالتفات في الصلاة.
===باب الزجر عن دخول الحاقن الصلاة والأمر بيده الغائط قبل الدخول فيها===
932 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة أخبرنا حماد بن زيد عن عمرو بن علي وثنا عبد الجبار بن العلاء نا سفيان ح وثنا أبو كريب نا أبو أسامة كلهم عن هشام ح وثنا الدورقي ثنا ابن علية ح وثنا أبو هاشم نا إسماعيل - وهو ابن علية - نا أيوب عن هشام بن عروة عن أبيه
« عن عبد الله بن الأرقم أنه كان يؤم قومه فجاء وقد أقيمت الصلاة: فقال ليصلي أحدكم فإني سمعت رسول الله {{صل}} يقول: إذا حضرت الصلاة وحضر الغائط فابدؤوا بالغائط
هذا حديث أبي كريب ومعنى متن أحاديثهم سواء » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب الزجر عن مدافعة الغائط والبول في الصلاة===
933 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار ويعقوب بن إبراهيم الدورقي ويحيى بن حكيم وأحمد بن عبدة قالوا ثنا يحيى - وهو ابن سعيد - نا أبو حزرة - وهو يعقوب بن مجاهد - ثنا عبد الله بن محمد - وهو ابن أبي بكر الصديق - قال: كنا عند عائشة فجيء بطعام فقام القاسم يصلي فقالت عائشة
« سمعت رسول الله {{صل}} يقول: لا يصلى صلاة بحضرة الطعام ولا وهو يدافعه الأخبثان
===باب الأمر يبدأ العشاء قبل الصلاة عند حضورها===
934 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء وسعيد بن عبد الرحمن وعلي بن خشرم وأحمد بن عبدة قالوا ثنا سفيان قال عبد الجبار قال ثنا الزهري سمع أنس بن مالك عن النبي {{صل}} وقال الآخرون عن الزهري عن أنس بن مالك
« عن النبي {{صل}} قال: إذا حضر العشاء وأقيمت الصلاة فابدؤوا بالعشاء
وقال المخزومي أيضا: سمع أنس بن مالك
935 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عمران بن موسى القزاز ثنا عبد الوارث نا أيوب عن نافع عن ابن عمر قال:
« قال رسول الله {{صل}}: إذا وضع العشاء ونودي بالصلاة فابدؤوا بالعشاء
قال: وتعشى ابن عمر ذات ليلة وهو يسمع قراءة الإمام
===باب الزجر عن الاستحقاق عن الطعام قبل الفراغ منه عند حضور الصلاة===
936 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الحسن بن قزعة ثنا الفضل بن سليمان عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر
« عن رسول الله {{صل}} قال: إذا كان أحدكم على طعام فلا يعجلن حتى يقضي حاجته منه وإن أقيمت الصلاة »
===باب التغليظ في المراءاة بتزيين الصلاة وتحسينها===
937 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الله بن سعيد الأشج ثنا أبو خالد - يعني سليمان بن حبان - ح وثنا علي بن خشرم أخبرنا عيسى بن يونس جميعا عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد قال:
« خرج النبي {{صل}} فقال: أيها الناس إياكم وشرك السرائر قالوا: يا رسول الله وما شرك السرائر؟ قال: يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته جاهدا لما يرى من نظر الناس إليه فذلك شرك السرائر »
===باب ذكر نفي قبول صلاة المرائي بها===
938 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا محمد: ح وثنا أبو موسى حدثني محمد بن جعفر ثنا شعبة قال سمعت العلاء يحدث عن أبيه عن أبي هريرة
« عن النبي {{صل}} يرويه عن ربه قال: أنا خير الشركاء - وقال بندار: أنا أغنى الشركاء - عن الشرك فمن عمل عملا فأشرك فيه غيري فأنا منه بريء وهو للذي أشرك »
وقال بندار: قال: فأنا منه بريء وليلتمس ثوابه منه وقال بندار: عن العلاء.
===باب نفي قبول صلاة شارب الخمر===
939 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا زكريا بن يحيى بن إياس ثنا عبد الله بن يوسف ثنا محمد بن المهاجر عن عروة بن رويم عن ابن الديلمي الذي كان يسكن بيت المقدس أنه مكث في طلب عبد الله بن عمرو بن العاص بالمدينة فسأل عنه قالوا: قد سار إلى مكة فأتبعه فوجده قد سار إلى الطائف فأتبعه فوجده في زرعة يمشي مخاصرا رجلا من قريش والقريشي يزن بالخمر فلما لقيته سلمت عليه وسلم علي قال ما عدا بك اليوم ومن أين أقبلت؟ فأخبرته ثم سألته هل سمعت يا عبد الله بن عمرو رسول الله {{صل}} ذكر شراب الخمر بشيء قال: نعم فانتزع القرشي يده ثم ذهب فقال: سمعت النبي {{صل}} يقول:
« لا يشرب الخمر رجل من أمتي فيقبل له صلاة أربعين صباحا » <ref>قال ناصر الدين: إسناده صحيح وقد خرجته في الصحيحة 709 </ref>
===باب نفي قبول صلاة المرأة الغاضبة لزوجها وصلاة العبد الآبق===
940 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى ثنا هشام بن عمار ثنا الوليد بن مسلم ثنا زهير بن محمد عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال:
« قال رسول الله {{صل}}: ثلاثة لا يقبل الله لهم صلاة ولا يصعد لهم حسنة العبد الآبق حتى يرجع إلى مواليه فيضع يده في أيديهم والمرأة الساخط عليها زوجها حتى ترضى والسكران حتى يصحو » <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف كما بينته في الضعيفة 1075 </ref>
941 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يحيى بن حكيم نا أبو داود ثنا شعبة أخبرني منصور بن عبد الرحمن المقداني قال سمعت الشعبي يحدث عن جرير
« عن النبي {{صل}} قال: إذا أبق العبد لم يقبل له صلاة حتى يرجع إلى مواليه »
===باب التغليظ في النوم عند الصلاة المكتوبة===
942 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا يحيى بن سعيد ومحمد بن أبي عدي وعبد الوهاب - يعني ابن عبد المجيد - ومحمد - يعني ابن جعفر - عن عوف بن أبي جميلة عن أبي رجاء قال حدثنا سمرة بن جندب ح وثنا بندار نحوه من كتاب يحيى بن سعيد قال ثنا يحيى وقرأه علينا من كتابنا قال ثنا عوف ثنا أبو رجاء العطاردي عن سمرة بن جندب قال:
« كان رسول الله {{صل}} يقول لأصحابه: هل رأى أحد منكم رؤيا؟ فيقص عليه من شاء الله أن يقص وإنه قال لنا ذات غداة: إنه أتاني الليلة آتيان وإنهما ابتعثاني فقالا لي: انطلق انطلق فأتينا على رجل مضطجع وإذا آخر قائم على رأسه بصخرة وإذا هو يهوي بالصخرة فيبلغ رأسه فيدهده الحجر هاهنا فيتبعه فيأخذه فيما يرجع إليه حتى يصبح رأسه كما كان ثم يعود عليه فيفعل به كما فعل المرة الأولى - فذكر الحديث بطوله وقال: - قالا أما إنا سنخبرك أما الرجل الذي أتيت عليه يثلغ رأسه فإنه رجل يأخذ القرآن فيرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة » وذكر الحديث بطوله
==جماع أبواب الفريضة في السفر==
===باب فرض الصلاة في السفر من عدد الركعات بذكر خبر لفظه عام مراده خاص===
943 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بشر بن معاذ العقدي نا أبو عوانة عن بكير بن الأخنس عن مجاهد عن ابن عباس
« قال: فرض الله عز وجل على لسان نبيكم {{صل}} في الحضر أربعا وفي السفر ركعتين وفي الخوف ركعة »
===باب ذكر الخبر المبين بأن اللفظة التي ذكرتها في خبر ابن عباس لفظ عام ومراده خاص أراد أن فرض الصلاة في السفر ركعتين خلا المغرب===
944 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن نصر وعبد الله بن الصباح العطار قال أحمد: أخبرنا وقال عبد الله: حدثنا محبوب بن الحسن ثنا داود عن الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت
« فرض صلاة السفر والحضر ركعتين ركعتين فلما أقام رسول الله {{صل}} بالمدينة زيد في صلاة الحضر ركعتان ركعتان وتركت صلاة الفجر بطول القراءة وصلاة المغرب لأنها وتر النهار »
===باب ذكر الدليل على أن الله عز وجل قد يبيح الشيء في كتابه بشرط وقد يبيح ذلك الشيء على لسان نبيه {{صل}} بغير ذلك الشرط الذي أباحه في الكتاب===
إذ الله عز ذكره إنما أباح في كتابه قصر الصلاة إذا ضربوا في الأرض عند الخوف من الكفار أن يفتنوا المسلمين وقد أباح الله عز وجل على لسان نبيه {{صل}} القصر وإن لم يخافوا أن يفتنهم الكفار مع الدليل أن القصر في السفر إباحة لا حتم أن يقصروا الصلاة
945 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الله بن سعيد الأشج ومحمد بن هشام قالا ثنا ابن إدريس ح وثنا علي بن خشرم أخبرنا عبد الله يعني بن إدريس أخبرنا ابن جريج عن ابن أبي عمار ح وثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ح وقرأته على بندار أن يحيى حدثهم عن ابن جريج أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عمار عن عبد الله بن بأبيه عن يعلى بن أمية قال:
« قلت لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: عجبت للناس وقصرهم للصلاة وقد قال الله عز وجل { فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا } وقد ذهب هذا: فقال عمر رضي الله عنه: عجبت مما عجبت منه فذكرت ذلك لرسول الله {{صل}} فقال: هو صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته »
هذا حديث بندار
===باب ذكر الدليل على أن الله عز وجل ولى نبيه المصطفى {{صل}} تبيان عدد الصلاة في السفر===
لا أنه عز ذكره بين عددها في الكتاب بوحي مثله مسطور بين الدفتين وهذا من الجنس الذي أجمل الله فرضه في الكتاب وولى نبيه عن الله بقول وفعل قال الله: { وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم }
946 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا شعيب - يعني ابن الليث - عن أبيه عن ابن شهاب عن عبد الله بن أبي بكر - يعني ابن عبد الرحمن - عن أمية بن عبد الله بن خالد
« أنه قال لعبد الله بن عمر: إنا نجد صلاة الحضر وصلاة الخوف في القرآن ولا نجد صلاة السفر في القرآن فقال عبد الله: يا بن أخي إن الله عز وجل بعث إلينا محمدا {{صل}} ولا نعلم شيئا فإنما نفعل كما رأينا محمدا {{صل}} يفعل » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
947 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الوهاب بن عبد الحكم الوراق أخبرنا يحيى بن سليم عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال:
« سافرت مع رسول الله {{صل}} ومع أبي بكر وعمر وعثمان فكانوا يصلون الظهر والعصر ركعتين ركعتين لا يصلون قبلها ولا بعدها
وقال عبد الله بن عمر: لو كنت مصليا قبلها أو بعدها لأتممتها
948 - قال أبو بكر: وفي خبر أنس بن مالك -
« صلى النبي {{صل}} الظهر بالمدينة أربعا والعصر بذي الحليفة ركعتين - دال على أن للآمن غير الخائف من يفتنه الكفار أن يقصر الصلاة
949 - وكذلك خبر حارثة بن وهب
« صلى بنا النبي {{صل}} ركعتين أكثر ما كنا وآمنه
وخبر أبي حنظلة عن ابن عمر قلت: إنا آمنون قال: كذلك سن النبي {{صل}} يدل على أن لغير الخائف قصر الصلاة في السفر
===باب استحباب قصر الصلاة في السفر لقبول الرخصة التي رخص الله عز وجل يحب إتيان رخصة التي رخصة التي رخصها لعباده المؤمنين===
950 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي ثنا ابن أبي مريم أخبرني يحيى بن زياد حدثني عمارة بن غزية عن حرب بن قيس عن نافع عن عبد الله بن عمر
« عن رسول الله {{صل}} قال: إن الله عز وجل يحب أن يوتى رخصة كما يكره أن توتى معصية » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب إباحة قصر المسافر الصلاة في المدن إذا قدمها ما لم ينو مقاما يوجب إتمام الصلاة===
951 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني نا خالد يعني بن الحارث ح وثنا بندار نا محمد قالا حدثنا شعبة أخبرني قتادة قال سمعت موسى يقول:
« سألت ابن عباس كيف أصلي بمكة إذا لم أصل في جماعة؟ فقال: ركعتين سنة أبي القاسم {{صل}} »
وقال بندار قال سمعت قتادة يحدث عن موسى بن سلمة قال سألت ابن عباس
952 - قال أبو بكر: هذا الخبر عندي دال على أن المسافر إذا صلى مع الإمام فعليه إتمام الصلاة لرواية ليث بن أبي سليم عن طاوس عن ابن عباس الذي ثنا أبو كريب ثنا حفص بن غياث عن ليث عن طاوس
« عن ابن عباس في المسافر يصلي خلف المقيم قال: يصلي صلاته ولسنا نحتج برواية ليث بن أبي سليم إلا أن خبر قتادة عن موسى بن سلمة دال على خلاف رواية سليمان التيمي عن طاوس في المسافر يصلي خلف المقيم قال: إن شاء سلم في ركعتين وإن شاء ذهب »
953 - قال: ثنا بندار نا يحيى عن شعبة عن سليمان التميمي عن طاوس
«
954 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى ثنا عبد الصمد ثنا شعبة عن عاصم بن الشعبي
« أن ابن عمر كان إذا كان بمكة يصلي ركعتين ركعتين إلا أن يجمعه إمام فيصلي بصلاته فإن جمعه الإمام يصلي بصلاته » <ref>قال ناصر الدين: إسناده صحيح </ref>
 
===باب إباحة قصر المسافر إذا أقام بالبلدة أكثر من خمس عشرة من غير إزماع على إقامة معلومة بالبلدة على الحاجة===
955 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا سلم بن جنادة ومحمد بن يحيى بن ضريس قالا حدثنا أبو معاوية نا عاصم عن عكرمة عن ابن عباس قال:
« سافر رسول الله {{صل}} سفرا فأقام تسعة عشر يوما يصلي ركعتين قال ابن عباس فنحن نصلي ركعتين فيما بيننا وبين تسعة عشر يوما فإذا أقمنا أكثر من ذلك صلينا أربعا »
قال ابن ضريس: عن عاصم
===باب ذكر خبر احتج به بعض من خالف الحجازيين في إزماع المسافر مقام أربع أن له قصر الصلاة===
956 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة ثنا عبد الوارث يعني بن سعيد عن يحيى ح وثنا يعقوب بن إبراهيم ثنا ابن علية عن يحيى بن أبي إسحاق ح وثناه عمرو بن علي نا يزيد بن زريع وبشر بن المفضل قالا ثنا يحيى بن أبي إسحاق ح وثناه الصنعاني نا بشر بن المفضل نا يحيى قال:
« سألت أنس بن مالك عن قصر الصلاة فقال: سافرنا مع رسول الله {{صل}} من المدينة إلى مكة نصلي ركعتين حتى رجعنا فسألته هل أقام بمكة؟ قال: نعم أقام بها عشرا »
هذا حديث الدورقي
وقال أحمد بن عبدة قال: كان يصلي بنا ركعتين
وقال أحمد وعمرو بن علي: عن أنس قال: خرجنا مع رسول الله {{صل}} ولم يقولا: سألت أنسا
قال أبو بكر: لست أحفظ في شيء من أخبار النبي {{صل}} أنه أزمع في شيء من أسفاره على إقامة أيام معلومة غير هذه السفرة التي قدم فيها مكة لحجة الوداع فإنه قدمها مزمعا عن الحج فقدم مكة صبح رابعة مضت من ذي الحجة
957 - كذلك ثنا بندار نا محمد بن بكر أخبرنا ابن جريج عن عطاء قال قال جابر بن عبد الله
« قدم رسول الله {{صل}} صبح رابعة مضت من ذي الحجة »
قال أبو بكر: فقدمها {{صل}} صبح رابعة مضت من ذي الحجة فأقام بمكة أربعة أيام خلا الوقت الذي كان سائرا فيه من البدء الرابع إلى أن قدمها وبعض يوم الخامس مزمعا على هذه الإقامة عند قدومه مكة فأقام باقي الرابع والخامس والسادس والسابع والثامن إلى مضي بعض النهار وهو يوم التروية ثم خرج من مكة يوم التروية فصلى الظهر بمنى <ref>قال ناصر الدين: إسناده صحيح على شرط الشيخين وقد أخرجه مسلم وغيره انظر الفقرة 19 من كتابي: حجة النبي {{صل}} </ref>
958 - كذلك ثنا أبو موسى نا إسحاق الأزرق ثنا سفيان الثوري عن عبد العزيز بن رفيع
« قال سألت أنس بن مالك قلت: أخبرني بشيء عقلته عن رسول الله {{صل}} أين صلى الظهر في يوم التروية؟ قال: بمنى »
قال أبو بكر: قلت فأقام {{صل}} بقية أيام التروية بمنى وليلة عرفة ثم غداة عرفة فسار إلى الموقف بعرفات يجمع بين الظهر والعصر به ثم سار إلى الموقف فوقف حتى غابت الشمس ثم دفع حتى رجع إلى المزدلفة فجمع بين المغرب والعشاء بالمزدلفة وبات فيها حتى أصبح ثم صلى الصبح بالمزدلفة وسار ورجع إلى منى فأقام بقية يوم النحر ويومين من أيام التشريق رمى الجمار الثلاث ورجع إلى مكة فصلى الظهر والعصر في أيام التشريق ثم المغرب والعشاء ثم رقد رقدة بالمخصب فهذه تمام عشرة أيام جميع ما أقام بمكة ومنى والمرتين بعرفات فجعل أنس بن مالك كل هذه إقامة بمكة وليس منى ولا عرفات من مكة بل هما خارجان من مكة وعرفات خارج الحرم أيضا فكيف يكون ما هو خارج من الحرم من مكة قال رسول الله {{صل}} حين ذكر مكة وتحريمها: إن الله حرم مكة يوم خلق السماوات والأرض فهي حرام بحرام الله إلى يوم القيامة لا ينفر صيدها ولا يعضد شجرها ولا يختلى خلالها فلو كانت عرفات من مكة لم يحل أن يصاد بعرفات صيد ولا يعضد بها شجر ولا يختلا بها خلاء وفي إجماع أهل الصلاة على أن عرفات خارجة من الحرم ومنى باين من بناء مكة وعمرانها قد يجوز أن يكون اسم مكة يقع على جميع الحرم فمنى داخل في الحرم وأحسب خبر عائشة دالا على أن ما كان من وراء البناء المتصل بعضه ببعض ليس من مكة وكذلك خبر ابن عمر
959 - أما خبر عائشة فإن أبا موسى وعبد الجبار قالا ثنا سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة
« أن النبي {{صل}} كان إذا دخل مكة دخلها من أعلاها وخرج من أسفلها » هذا لفظ حديث أبي موسى
960 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو كريب ثنا أبو أسامة عن هشام ابن عروة عن أبيه عن عائشة
« أن رسول الله {{صل}} دخل عام الفتح من كداء من أعلى مكة قال هشام فكان أبي يدخل منهما كليهما وكان أبي أكثر ما يدخل من كدا »
961 - فأما حديث ابن عمر فإن بندار حدثنا قال ثنا يحيى نا عبيد الله أخبرني نافع عن ابن عمر
« أن رسول الله {{صل}} دخل مكة من الثنيا العليا التي عند البطحاء وخرج من الثنية السفلى »
قال أبو بكر فقول ابن عمر دخل النبي {{صل}} مكة من الثنية العليا دال على أن الثنية ليست من مكة والثنية من الحرم ووراءها أيضا من الحرم وكذا من الحرم وما وراءها أيضا من الحرم إلى العلامات التي أعلمت بين الحرم وبين الحل فكيف يجوز أن يقال دخل النبي {{صل}} مكة من مكة فلو كانت الثنية من مكة وكدا من مكة لما جاز أن يقال دخل النبي {{صل}} مكة من الثنية ومن كدا وقد يجوز أن يحتج بأن جميع الحرم من مكة لقوله {{صل}} أن مكة حرمها الله يوم خلق السماوات والأرض فجميع الحرم قد يجوز أن يكون قد يقع عليه اسم مكة إلا أن المتعارف عند الناس أن مكة موضع البناء المتصل بعضه ببعض يقول القائل خرج فلان من مكة إلى منى ورجع من منى إلى مكة وإذا تدبرت أخبار النبي {{صل}} في المناسك وجدت ما يشبه هذه اللفظة كثيرا في الأخبار فأما عرفة وما وراء الحرم فلا شك ولا مرية أنه ليس من مكة والدليل على أن النبي {{صل}} نفر من منى يوم الثالث من أيام التشريق
962 - أن يونس ابن عبد الأعلى ثنا قال أخبرنا ابن وهب أخبرني عمرو ابن الحارث أن قتادة ابن دعامة أخبره عن أنس أنه حدثه
« أن رسول الله {{صل}} صلى الظهر والعصر والمغرب والعشاء ورقد رقدة بالمحصب ثم ركب إلى البيت فطاف به قال أبو بكر ثم خرج {{صل}} من ليلته تلك متوجها نحو المدينة »
963 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر قال كذلك ثنا بندار ثنا أبو بكر يعني الحنفي نا أفلح قال سمعت القاسم ابن محمد عن عائشة فذكرت بعض صفة حجة النبي {{صل}} وقالت:
« فأذن بالرحيل في أصحابه فارتحل الناس فمر بالبيت قبل صلاة الصبح فطاف به ثم خرج فركب ثم انصرف متوجها إلى المدينة »
قال أبو بكر ولم نسمع أحدا من العلماء من أهل الفقه يجعل ما وراء البناء المتصل بعضه ببعض في المدن من المدن وإن كان ما وراء البناء من حد تلك المدينة ومن أراضيها المنسوبة إلى تلك المدينة لا نعلمهم اختلفوا أن من خرج من مدينة يريد سفرا فخرج من البنيان المتصل بعضه ببعض أن له قصر الصلاة وإن كانت الأرضون التي وراء البناء من حد تلك المدينة وكذلك لا أعلمهم اختلفوا أنه إذا رجع يريد بلدة فدخل بعض أراضي بلدة ولم يدخل البناء وكان خارجا من حد البناء المتصل بعضه ببعض أن له قصر الصلاة ما لم يدخل موضع البناء المتصل بعضه ببعض ولا أعلمهم اختلفوا أن من خرج من مكة من أهلها أو من قد أقام بها قاصدا سفرا يقصر فيه الصلاة ففارق منازل مكة وجعل جميع بنائها وراء ظهره وإن كان بعد في الحرم أن له قصر الصلاة فالنبي {{صل}} لما قدم مكة في حجته فخرج يوم التروية قد فارق جميع بناء مكة وسار إلى منى وليس منى من المدينة التي هي مدينة مكة فغير جائز من جهة الفقه إذا خرج المرء من مدينة لو أراد سفرا بخروجه منها جاز له قصر الصلاة أن يقال إذا خرج من بنائها هو في البلدة إذ لو كان في البلدة لم يجز له قصر الصلاة حتى يخرج منها فالصحيح على معنى الفقه أن النبي {{صل}} لم يقم بمكة في حجة الوداع إلا ثلاثة أيام ولياليهن كوامل يوم الخامس والسادس والسابع وبعض يوم الرابع دون ليله وليلة الثامنة وبعض يوم الثامن فلم يكن هناك إزماع على مقام أربعة أيام بلياليها في بلدة واحدة فليس هذا الخبر إذا تدبرته بخلاف قول الحجازيين فيمن أزمع مقام أربع أنه يتم الصلاة لأن مخالفيهم يقولون أن من أزمع مقام عشرة أيام في مدينة وأربعة أيام خارجا من تلك المدينة في بعض أراضيها التي هي خارجة من المدينة على قدر ما بين مكة ومنى في مرتين لا في مرة واحدة ويوما وليلة في موضع ثالث ما بين منا إلى عرفات كان له قصر الصلاة ولم يكن هذا عندهم إزماعا على مقام خمس عشر على ما زعموا أن من أزمع مقام خمس عشرة وجب عليه إتمام الصلاة
===باب الرخصة في الجمع بين المغرب والعشاء في السفر بذكر خبر غلط في معناه بعض من لم يحسن صناعة الفقة فتأول هذا الخبر على ظاهرة وزعم أن الجمع غير جائز إلا أن يجد المسافر السفر===
964 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار ابن العلاء نا سفيان قال سمعت الزهري عودا وبدءا لو حلفت عليه مائة مرة سمعته من سالم عن أبيه
« أن النبي {{صل}} كان إذا جد به السير جمع بين المغرب والعشاء »
965 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا يعقوب الدورقي وسعيد ابن عبد الرحمن ويحيى ابن حكيم قالوا حدثنا سفيان عن الزهري عن سالم عن ابن عمر قال:
« رأيت النبي {{صل}} إذا جد به السير جمع بين المغرب والعشاء »
===باب الرخصة في الجمع بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء وإن لم يجد بالمسافر السير===
966 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا يعقوب ابن إبراهيم الدورقي ثنا عبد الرحمن ابن مهدي نا قرة عن أبي الزبير ثنا أبو الطفيل ثنا معاذ ابن جبل قال:
« جمع رسول الله {{صل}} في سفرة سافرها وذلك في غزوة تبوك فجمع بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء قال قلت ما حمله على ذلك قال أراد أن لا يحرج أمته
967 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب الدورقي ثنا عبد الرحمن نا قرة عن أبي الزبير عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس - بمثل ذلك
 
===باب الرخصة في الجمع بين الصلاتين في السفر وإن كان المرء نازلا في المنزل غير سائر وقت الصلاتين===
968 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس ابن عبد الأعلى أخبرنا ابن وهب أن مالكا حدثه عن أبي الزبير المكي عن أبي الطفيل عامر ابن واثلة أن معاذ ابن جبل أخبره
« أنهم خرجوا مع رسول الله {{صل}} عام تبوك فكان رسول الله {{صل}} يجمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء قال فأخر الصلاة يوما ثم خرج فصلى الظهر والعصر جميعا ثم دخل ثم خرج فصلى المغرب والعشاء جميعا ثم قال إنكم ستأتون غدا إن شاء الله عين تبوك وإنكم لن تأتوا حتى يضحى النهار فمن جاءها فلا يمس من مائها شيئا حتى آتي قال فجئناها وقد سبق إليها رجلان والعين مثل الشراك تبض بشيء من ماء فسألهما رسول الله {{صل}} هل مسستما من مائها شيئا فقالا نعم فسبهما وقال لهما ما شاء الله أن يقول ثم غرفوا من العين بأيديهم قليلا قليلا حتى اجتمع في شيء ثم غسل رسول الله {{صل}} فيه وجهه ويديه ثم أعاده فيها فجرت العين بماء كثير فاستقى الناس ثم قال رسول الله {{صل}} يوشك يا معاذ إن طالت بك حياة أن ترى ما هن قد ملي جنانا »
قال أبو بكر: في الخبر ما بان وثبت ان النبي {{صل}} قد جمع بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء وهو نازل في سفره غير سائر وقت جمعه بين الصلاتين لأن قوله: أخر الصلاة يوما ثم خرج فصلى الظهر والعصر جميعا ثم دخل ثم خرج فصلى الظهر والعصر جميعا تبين أنه لم يكن راكبا سائرا في هذين الوقتين اللذين جمع فيها بين المغرب والعشاء وبين الظهر والعصر وخبر ابن عمر أن النبي {{صل}} كان إذا جد به السير جمع بين الصلاتين ليس بخلاف هذا الخبر لأن ابن عمر قد رأى النبي {{صل}} جمع بينهما حين جد به السير فأخبر بما رأى من فعل النبي {{صل}} ومعاذ بن جبل قد رأى النبي {{صل}} قد جمع بين الصلاتين وهو نازل في المنزل غير سائر فخبر بما رأى النبي {{صل}} فعله فالجمع بين الصلاتين إذا جد بالمسافر السير جائز كان فعله {{صل}} وكذلك جائز له الجمع بينهما وإن كان نازلا لم يجدبه السير كما فعله النبي {{صل}} ولم يقل ابن عمر: إن الجمع بينهما غير جائز إذا لم يجد به السير لا أثرا عن النبي {{صل}} ذلك ولا مخبرا عن نفسه
===باب الجمع بين الظهر والعصر في وقت العصر وبين المغرب والعشاء في العشاء===
969 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس ابن عبد الأعلى الصدفي أخبرني جابر ابن إسماعيل عن عقيل ابن خالد عن ابن شهاب عن أنس ابن مالك مثل حديث علي ابن حسين يعني يعني
« أن النبي {{صل}} كان إذا عجل به السير يوما جمع بين الظهر والعصر وإذا أراد السفر ليلة جمع بين المغرب والعشاء يؤخر الظهر إلى أول وقت العصر فيجمع بينهما ويؤخر المغرب حتى يجمع بينها وبين العشاء حين يغيب الشفق »
970 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد ابن العلاء ابن كريب وعبد الله ابن سعيد الأشج قالا ثنا أبو خالد عن يحيى ابن سعيد عن نافع قال:
« كنت مع عبد الله ابن عمر وحفص ابن عاصم ومساحق ابن عمرو قال فغابت الشمس فقيل لابن عمر الصلاة قال فسار فقيل له الصلاة فقال: كان رسول الله {{صل}} إذا عجل به السير أخر هذه الصلاة وأنا أريد أن أؤخرها قال فسرنا حتى نصف الليل أو قريبا من نصف الليل قال فنزل فصلاها »
قال أبو بكر: في هذا الخبر وخبر ابن شهاب عن أنس ما بان وثبت أن الجمع بين الظهر والعصر في وقت العصر وبين المغرب والعشاء في وقت العشاء بعد غيبوبة الشفق جائز لا على ما قال بعض العراقيين إن الجمع بين الظهر والعصر أن يصلى الظهر في آخر وقتها والعصر في أول وقتها والمغرب في آخر وقتها قبل غيبوبة الشفق وكل صلاة في حضر وسفر عندهم جائز أن يصلى على ما فسروا الجمع بين الصلاتين إذ جائز عندهم للمقيم أن يصلي الصلوات كلها إن أحب في آخر وقتها وإن شاء في أول وقتها » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب الرخصة في الجمع بين الصلاتين في الحضر في المطر===
971 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان عن أبي الزبير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:
« صليت مع النبي {{صل}} بالمدينة ثمانيا وسبعا جميعا قلت: لم فعل ذلك؟ قال: أراد أن لا يحرج أمته قال: وهو مقيم من غير سفر ولا خوف »
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا المخزومي ثنا سفيان بمثله
وقال: في غير خوف ولا سفر وقال سعيد فقلت لابن عباس: لم فعل ذلك؟ قال: أراد أن لا يحرج أحد من أمته وهكذا حدثنا به عبد الجبار مرة
972 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا ابن وهب أن مالكا حدثه عن أبي الزبير المكي عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس أنه قال:
« صلى رسول الله {{صل}} الظهر والعصر جميعا والمغرب والعشاء جميعا في غير خوف ولا سفر قال مالك: أرى ذلك كان في مطر »
قال أبو بكر: لم يختلف العلماء كلهم أن الجمع بين الصلاتين في الحضر في غير المطر غير جائز فعلمنا واستيقنا أن العلماء لا يجمعون على خلاف خبر عن النبي {{صل}} صحيح من جهة النقل لا معارض له عن النبي {{صل}} ولم يختلف علماء الحجاز أن الجمع بي الصلاتين في المطر جائز فتأولنا جمع النبي {{صل}} في الحضر على المعنى الذي لم يتفق المسلمون على خلافه إذ غير جائز أن يتفق المسلمون على خلاف خبر النبي {{صل}} من غير أن يرووا عن النبي {{صل}} خبر خلافه فأما ما روى العراقيون أن النبي {{صل}} جمع بالمدينة في غير خوف ولا مطر فهو غلط وسهو وخلاف قول أهل الصلاة جميعا ولو ثبت الخبر عن النبي {{صل}} أنه جمع في الحضر في غير خوف ولا مطر لم يحل لمسلم علم صحة هذا الخبر أن يحظر الجمع بين الصلاتين في الحضر في غير خوف ولا مطر فمن ينقل في رفع هذا الخبر بأن النبي {{صل}} جمع بين الصلاتين في غير خوف ولا سفر ولا مطر ثم يزعم أن الجمع بين الصلاتين على ما جمع النبي {{صل}} بينهما غير جائز فهذا جهل وإغفال غير جائز لعالم أن يقوله » <ref>قال ناصر الدين: تعليقا على قول المصنف: " لم يختلف العلماء كلهم أن الجمع بين الصلاتين في الحضر في غير المطر غير جائز " - قال: هذا على ما أحاط به علمه رحمه الله وإلا فقد قال بعض السلف بجواز الجمع في الحضر في غير المطر كما تراه في شرح مسلم للنووي وقد ثبت عن ابن عباس أنه جمع في البصرة من شغل وقد خرجته في الإرواء 579. وتعقب قول المصنف: " أما ما روى العراقيون أن النبي {{صل}} جمع بالمدينة في غير خوف ولا مطر فهو غلط وسهو " - بقوله: بل الغلط من المؤلف نفسه رحمه الله كيف لا وهذا الذي ظنه غلطا قد جاء من طرق أربعة في حديث ابن عباس وغيره بعضها عند مسلم من وقف عليها علم يقينا أن رواية " ولا مطر " رواية صحيحة قالها ابن عباس كما رويت عن غيره.... وكلها أجمعت على أن جمعه {{صل}} بالمدينة لم يكن من أجل المطر فقول مالك المخالف لها مردود بداهة وكذلك قول المصنف المؤيد له والظن بهما أنهما لم يطلعا على طرق هذا الحديث بل ولا بعضها.. لأن الحديث لم تكن جمعت طرق ألفاظه في زمانهما </ref>
===باب الأذان والإقامة للصلاتين إذا جمع بينهما في السفر والدليل على أن الأول منهما يصلي بأذان وإقامة والأخيرة منهما بإقامة من غير أذان===
973 - وأخبرنا الشيخ الفقيه أبو الحسن علي بن المسلم السلمي بدمشق نا عبد العزيز بن أحمد بن محمد قال أخبرنا الأستاذ الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني قراءة عليه قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة ثنا أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة ثنا أبو موسى محمد بن المثنى ثنا عبد الرحمن ثنا سفيان عن إبراهيم بن عقبة عن كريب عن أسامة بن زيد قال:
« أفضت مع رسول الله {{صل}} من عرفات فلما انتهى إلى جمع أذن وأقام ثم صلى المغرب ثم لم يحل آخر الناس حتى أقام فصلى العشاء »
===باب إباحة ترك الأذان للصلاة إذا فات وقتها وإن صليت جماعة===
974 - قال أبو بكر: خبر عبد الله بن أبي سعيد الخدري عن أبيه
« حبسنا يوم الخندق عن الصلاة حتى كان هوى من الليل قد خرجته من غير هذا الموضع وفي الخبر: أنه أمر بلالا فأقام الظهر ثم أقام العصر ثم أقام المغرب ثم أقام العشاء » <ref>قال ناصر الدين: إسناده صحيح على شرط مسلم </ref>
===باب استحباب الصلاة في أول الوقت قبل الارتحال من المنزل===
975 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار ثنا يحيى عن شعبة عن حمزة الضبي عن أنس بن مالك
« أن النبي {{صل}} كان إذا نزل منزلا لم يرتحل حتى يصلي الظهر قلت: وإن كان بنصف النهار؟ قال وإن كان بنصف النهار » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب نزول الراكب لصلاة الفريضة في السفر فرقا بين الفريضة والتطوع في غير المسابقة والتحام القتال ومطاردة العدو===
976 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عبد الله بن ميمون بالإسكندرية نا الوليد بن مسلم الدمشقي عن الأوزاعي عن يحيى ابن أبي كثير عن محمد بن ثوبان حدثني جابر قال:
« كنا مع النبي {{صل}} في غزوة فكان يصلي التطوع على راحلته مستقبل الشرق فإذا أراد أن يصلي المكتوبة نزل فاستقبل القبلة »
قال أبو بكر: محمد هو بن عبد الرحمن بن ثوبان نسبه إلى جده.
==جماع أبواب صلاة الفريضة عند العلة تحدث==
===باب صلاة المريض جالسا إذا لم يقدر على القيام===
977 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء نا سفيان بن عيينة نا الزهري قال سمعت أنس بن مالك ح وثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي وعلي بن خشرم وعبد الله بن محمد الزهري وأحمد بن عبدة قال علي أخبرنا ابن عيينة وقال الآخرون: ثنا سفيان عن الزهري سمع أنس بن مالك - وهذا حديث عبد الجبار - قال:
« سقط رسول الله {{صل}} من فرس فجحش شقه الأيمن فدخلنا نعوده فحضرت الصلاة فصلى بنا قاعدا »
===باب صفة صلاة المريض جالسا إذا لم يقدر على القيام===
978 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عبد الله بن المبارك المخزومي ويوسف بن موسى قالا ثنا أبو داود - قال المخزومي: الحفري وقال يوسف: عمر بن سعد - عن حفص بن غياث عن حميد عن عبد الله بن شقيق عن عائشة قالت
« رأيت رسول الله {{صل}} يصلي متربعا » <ref>قال الأعظمي: أخرجه النسائي 3 / 183 وقال: ولا أحسب هذا الحديث إلا خطأ. قال ناصر الدين: هذا ظن! والسند صحيح فلا يجوز إعلاله به</ref>
===باب صفة صلاة المريض مضطجعا إذا لم يقدر على القيام ولا على الجلوس===
979 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا سلم بن جنادة ثنا وكيع ح وثنا محمد بن عيسى أخبرنا ابن مبارك كلاهما عن إبراهيم بن طهمان عن حسين المعلم عن عبد الله بن بريدة عن عمران بن حصين قال:
« كان بي الناصور فسألت النبي {{صل}} عن الصلاة فقال: صل قائما فإن لم تستطع فجالسا فإن لم تستطع فعلى جنب »
وقال محمد بن عيسى قال: كانت لي بواسير فذكرت ذلك للنبي {{صل}}
===باب إباحة الصلاة راكبا وماشيا مستقبلي القبلة وغير مستقبلي عند الخوف قال الله وجل وعلا { فرجالا أو ركبانا }===
980 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا ابن وهب أن مالكا حدثه وثنا الحسن بن محمد الزعفراني ثنا محمد بن إدريس الشافعي عن مالك وثنا الربيع قال قال الشافعي أخبرنا مالك عن نافع عن ابن عمر
« أنه كان إذا سئل عن صلاة الخوف قال: يقوم الإمام وطائفة من الناس فيصلي بهم ركعة وتكون طائفة بينه وبين العدو لم يصلوا فإذا صلى الذين معه ركعة استأخروا مكان الذين لم يصلوا ولا يسلمون ويتقدم الذين لم يصلوا فيصلون معه ركعة ثم ينصرف الإمام وقد صلى ركعتين فيقوم كل واحد من الطائفتين فيصلون لأنفسهم ركعة فإن كان خوفا أشد من ذلك صلوا رجالا قياما على أقدامهم وركبانا مستقبلي القبلة أو غير مستقبليها »
قال نافع: لا أرى ابن عمر ذكره إلا عن رسول الله {{صل}}
981 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا إسحاق بن عيسى الطباع أخبرنا مالك - بهذا الإسناد سواء وقال قال نافع: إن ابن عمر روى ذلك عن رسول الله {{صل}}
===باب الرخصة في الصلاة ماشيا عند العدو===
982 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا أبو معمر نا عبد الوارث نا محمد بن إسحاق عن محمد بن جعفر بن الزبير عن ابن عبد الله بن أنيس عن أبيه قال:
« بعثني رسول الله {{صل}} إلى خالد بن سفيان بن نبيح الهذلي وبلغه أنه يجمع له وكان بين عرنه وعرفات قال لي: اذهب فاقتله قال قلت يا رسول الله: صفه لي قال: إذا رأيته أخذتك قشعريرة لا عليك أن لا أصف لك منه غير هذا قال: وكان قال: انطلقت حتى إذا دنوت منه حضرت الصلاة صلاة العصر قال قلت: إني لأخاف أن يكون بيني ما أن أؤخر الصلاة فصليت وأنا أمشي أومئ إيماء نحوه ثم انتهيت إليه فوالله ما عدا أن رأيته اقشعررت وإذا هو في ظعن له - أي في نسائه - فمشيت معه فقال: من أنت؟ قلت: رجل من العرب بلغني أنك تجمع لهذا الرجل فجئتك في ذاك فقال: إني لفي ذاك قال: قلت في نفسي: ستعلم قال: فمشيت معه ساعة حتى إذا أمكنني علوته بسيفي حتى برد ثم قدمت المدينة على رسول الله {{صل}} فأخبرته الخبر فأعطاني مخصرا - يقول عصا - فخرجت به من عنده فقال لي أصحابي: ما هذا الذي أعطاكه رسول الله {{صل}}؟ قال قلت: مخصرا قالوا: وما تصنع؟ به ألا سألت رسول الله {{صل}} لم أعطاك هذا وما تصنع به؟ عد إليه فاسأله قال: فعدت إلى رسول الله {{صل}} فقلت يا رسول الله: المخصر أعطيتنيه لماذا؟ قال إنه بيني وبينك يوم القيامة وأقل الناس يومئذ المختصرون قال: فعلقها في سيفه لا يفارقه فلم يفارقه ما كان حيا فلما حضرته الوفاة أمرنا أن ندفن معه قال: فجعلت والله في كفنه » <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف لجهالة ابن عبد الله بن أنيس ولذلك خرجته في ضعيف أبي داود </ref>
983 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن الأزهر - وكتبته من أصله - قال ثنا يعقوب نا أبي عن ابن إسحاق حدثني محمد بن جعفر بن الزبير عن ابن عبد الله بن أنيس عن أبيه - فذكر الحديث بطوله
قال أبو بكر: قد خرجت أبواب صفات الخوف في آخر كتاب الصلاة
===باب الناسي للصلاة والنائم عنها يدرك ركعة منها قبل ذهاب وقتها===
984 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني وأحمد بن المقدام العجلي قالا ثنا معتمر قال أحمد قال سمعت معمرا وقال محمد: عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس عن أبي هريرة
« عن النبي {{صل}} أنه قال: من أدرك ركعتين من العصر قبل أن تغرب الشمس أو ركعة من صلاة الصبح قبل طلوع الشمس فقد أدرك »
===باب ذكر البيان ضد قول من زعم أن المدرك ركعة من صلاة الصبح قبل طلوع الشمس غير مدرك الصبح===
زعم أنه خرج من وقت الصلاة إلى غير وقت الصلاة ففرق بين ما جمع النبي {{صل}} بينهما وخالف النبي {{صل}} المصطفى بجهله والنبي المصطفى الذي أخبر أن المدرك ركعة قبل طلوع الشمس مدرك الصلاة عالم بأنه يخرج من وقت إلى غير وقت صلاة فجعله مدركا للصلاة كالمدرك ركعة أو ركعتين من العصر قبل غروب الشمس وان كان يخرج من وقت صلاة إلى وقت صلاة
985 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة نا عبد العزيز - يعني الدراوردي - ثنا زيد بن أسلم ح وثنا بشر بن معاذ ثنا عبد الله بن جعفر أخبرني زيد بن أسلم ح وثنا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا ابن وهب أن مالكا حدثه عن زيد بن أسلم ح وثنا أبو موسى نا روح ثنا مالك عن زيد بن أسلم ح وثنا الربيع بن سليمان وقرأته على الحسن بن محمد عن الشافعي انا مالك عن أنس عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار وعن يسر بن سعيد وعن الأعرج يحدثونه عن أبي هريرة أن رسول الله {{صل}} قال ح وثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ثنا ابن أبي حازم عن سهيل بن أبي صالح ح وثنا بندار ثنا محمد نا شعبة قال سمعت سهيل بن أبي صالح ح وثنا أبو موسى حدثني محمد بن جعفر نا شعبة عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي {{صل}} ح وثنا محمد بن عبد الأعلى وأبو الأشعث قالا ثنا معتمر عن معمر عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة عن النبي {{صل}} وثنا أحمد ابن عبدة ثنا زياد بن عبد الله القشيري عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال نبي الله {{صل}} ح وثنا بندار نا يحيى - يعني ابن سعيد - نا عبد الله بن سعيد بن أبي هند قال حدثني عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة
« عن النبي {{صل}} قال: من أدرك من الصبح ركعة قبل طلوع الشمس فقد أدركها ومن أدرك من العصر ركعة قبل أن تغرب الشمس فقد أدركها »
قال أبو بكر: ومعنى أحاديثهم سواء وهذا حديث الدراوردي غير أن أبا موسى قال في حديثه: عن محمد بن جعفر ومن أدرك ركعتين من صلاة العصر
===باب الدليل على أن المدرك هذه الركعة مدرك لوقت الصلاة والواجب عليه إتمام صلاته===
986 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا إسحاق بن منصور أخبرنا عبد الصمد ثنا همام ثنا قتادة عن النضر بن أنس عن بشير بن نهيك عن أبي هريرة
« أن رسول الله {{صل}} قال: من صلى من الصبح ركعة ثم طلعت الشمس فليصل إليها أخرى » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب النائم عن الصلاة والناسي لها لا يستيقظ ولا يدركها إلا بعد ذهاب الوقت===
987 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا يحيي بن سعيد القطان وابن أبي عدي ومحمد بن جعفر وسهل بن يوسف وعبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي قالوا: ثنا عوف عن أبي رجاء ثنا عمران بن حصين قال:
« كنا في سفر مع رسول الله {{صل}} وإنا سرينا ذات ليلة حتى إذا كان السحر قبل الصبح وقعنا تلك الوقعة ولا وقعة أحلى عند المسافر منها فما أيقظنا إلا حر الشمس وكان أول من استيقظ فلان ثم فلان كان يسميهم أبو رجاء ويسميهم عوف ثم عمر الرابع وكان رسول الله {{صل}} إذا نام لم نوقظه حتى يكون هو يستيقظ لأنا لا ندري ما يحدث له في نومه فلما استيقظ عمر بن الخطاب ورأى ما أصاب الناس فكان رجلا أجوف جليدا فكبر ورفع صوته بالتكبير فما زال يكبر ويرفع صوته حتى استيقظ رسول الله {{صل}} بصوته فلما استيقظ شكوا إلى رسول الله {{صل}} الذي أصابهم فقال: لا ضير أو لا يضير ارتحلوا فارتحلوا فسار غير بعيد ثم نزل فدعا بماء فتوضأ ثم نادى بالصلاة فصلى بالناس »
===باب ذكر العلة التي لها أمر النبي {{صل}} أصحابه بالارتحال وترك الصلاة في ذلك المكان===
988 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار حدثني يحيى بن سعيد ثنا يزيد بن كيسان حدثني أبو حازم عن أبي هريرة قال:
« اعرسنا مع رسول الله {{صل}} فلم نستيقظ حتى طلعت الشمس فقال رسول الله {{صل}}: ليأخذ كل إنسان برأس راحلته فإن هذا منزل حضرنا فيه الشيطان ففعلنا فدعا بالماء فتوضأ ثم صلى سجدتين ثم أقيمت الصلاة صلاة الغداة » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب النائم عن الصلاة والناسي لها يستيقظ او يذكرها في غير وقت الصلاة===
989 - نا أحمد بن عبدة الضبي أخبرنا حماد - يعني ابن زيد - عن ثابت عن عبد الله بن رباح عن أبي قتادة قال:
« ذكروا تفريطهم في النوم فقال: ناموا حتى إذا طلعت الشمس فقال رسول الله {{صل}}: ليس في النوم تفريط إنما التفريط في اليقظة فإذا نسي أحدكم صلاة فليصلها إذا ذكرها ولوقتها من الغد »
قال عبد الله بن رباح: فسمعني عمران وأنا أحدث الحديث فقال: يا فتى انظر كيف تحدث فإني شاهد الحديث مع رسول الله {{صل}} فما أنكر من حديثه شيئا.
990 - ثنا إسحاق بن منصور ثنا أبو داود أخبرنا شعبة عن ثابت سمع عبد الله بن رباح يحدث عن أبي قتادة
« أن رسول الله {{صل}} وأصحابه لما ناموا عن الصلاة قال رسول الله {{صل}} صلوها للغد لوقتها » <ref>تنبيه هام: ترجم ابن خزيمة على الباب التالي لهذا بقوله: " باب ذكر الدليل على أن أمر النبي {{صل}} بإعادة تلك الصلاة التي قد نام عنها أو نسيها من الغد لوقتها بعد قضائها عند الاستيقاظ أو عند ذكرها أمر فضيلة لا أمر عزيمة وفريضة إذ النبي {{صل}} قد أعلم أن كفارة نسيان الصلاة أو النوم عنها أن يصليها النائم إذا ذكرها وأعلم أن لا كفارة لها إلا ذلك " - فتعقبه ناصر الدين بقوله " لا يظهر من مجموع روايات أحاديث الباب أن النبي {{صل}} أمر بإعادة الصلاة التي قضاها نفسها من الغد وإنما أمر بأداء صلاة الغد في وقتها وأن لا تؤخر عنه فتأمل فإن هذا الباب وكذا الذي بعده مما لا حاجة إليه بل هما خطأ ا. ه-. وترجمة الباب الذي بعده هي: " باب ذكر الدليل على أن النبي {{صل}} إنما أمر بإعادة تلك الصلاة التي قد ينام عنها أو ذكرها بعد نسيان من الغد لوقتها قبل نهي الله عز وجل عن الربا إذ النبي {{صل}} قد زجر عن إعادة تلك الصلاة من الغد بعد أمره كان بها وأعلم أصحابه أن الله عز وجل لا ينهى عن الربا ويقبل من عباده الربا وصلاتان بصلاة واحدة كدرهم بدرهمين وواحد ما شاء مما لا يجوز فيه التفاضل " </ref>
===باب ذكر الدليل على أن أمر النبي {{صل}} بإعادة تلك الصلاة التي قد نام عنها أو نسيها من الغد لوقتها بعد قضائها عند الاستيقاظ أو عند ذكرها أمر فضيلة===
لا أمر عزيمة وفريضة إذ النبي {{صل}} قد أعلم أن كفارة نسيان الصلاة أو النوم عنها أن يصليها النائم إذا ذكرها وأعلم أن لا كفارة لها إلا ذلك
991 - ثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني ثنا يزيد - يعني ابن زريع - ثنا الحجاج وثنا أحمد بن عبدة أخبرنا يزيد بن زريع عن الحجاج الأحول الباهلي ثنا قتادة عن أنس بن مالك قال:
« سئل رسول الله {{صل}} عن الرجل يرقد عن الصلاة أو يغفل عنها قال: كفارتها يصليها إذا ذكرها »
وقال ابن عبدة: عن قتادة وقال أيضا: أن يصليها إذا ذكرها <ref>قال ناصر الدين: إسناده صحيح </ref>
 
992 - ثنا أبو موسى ثنا عبد الأعلى ثنا سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك قال:
« قال نبي الله {{صل}}: من نسي صلاة أو نام عنها فكفارتها أن يصليها إذا ذكرها »
ثنا علي بن خشرم أخبرنا عيسى عن سعيد بهذا الإسناد بمثله.
993 - ثنا سلم بن جنادة ثنا وكيع عن همام بن يحيى عن قتادة عن أنس قال:
« قال رسول الله {{صل}}: من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك
===باب ذكر الدليل على أن النبي {{صل}} إنما أمر بإعادة تلك الصلاة التي قد ينام عنها أو ذكرها بعد النسيان من الغد لوقتها قبل نهي الله عز وجل عن الربا===
إذ النبي {{صل}} قد زجر عن إعادة تلك الصلاة من الغد بعد أمره كان بها وأعلم أصحابه أن الله عز وجل لا ينهي عن الربا ويقبل عباده الربا وصلاتان بصلاة واحدة كدرهم بدرهمين وواحد ما شاء مما لا يجوز فيه التفاضل
994 - ثنا محمد بن يحيى نا يزيد بن هارون أخبرنا هشام عن الحسن عن عمران بن حصين قال:
« سرينا مع رسول الله {{صل}} فلما كان من آخر الليل عرسنا فغلبتنا أعيننا فما أيقظنا إلا حر الشمس فكان الرجل يقوم إلى وضوئه دهشا فأمرهم رسول الله {{صل}} فتوضؤا ثم أمر بلالا فأذن ثم صلوا ركعتي الفجر ثم أمره فأقام فصلى الفجر فقالوا يا رسول الله: فرطنا أفلا نعيدها لوقتها من الغد فقال: ينهاكم ربكم عن الرباء » <ref>قال ناصر الدين: إسناده صحيح لولا عنعنة الحسن وهو البصري</ref>
===باب ذكر الناسي للصلاة يذكرها في وقت صلاة الثانية والبدء بالأولى ثم بالثانية===
995 - ثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني ثنا خالد - يعني ابن الحارث - ثنا هشام عن يحيى بن أبي كثير وثنا أبو موسى ثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن يحيى بن أبي كثير ح وثنا محمد بن العلاء بن كريب ثنا قبيصة عن شيبان بن عبد الرحمن ح وثنا محمد بن رافع ثنا حسين بن محمد ثنا شيبان عن يحيى بن أبي كثير - في حديث خالد ووكيع - عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن جابر بن عبد الله وفي حديث معاذ بن هشام ثنا أبو سلمة بن عبد الرحمن عن جابر بن عبد الله وفي حديث شيبان قال: سمعت أبا سلمة يقول أخبرني جابر بن عبد الله قال:
« جاء عمر يوم الخندق فجعل يسب كفار قريش فقال: والله يا رسول الله ما صليت العصر حتى كادت الشمس أن تغيب فقال رسول الله {{صل}}: وأنا والله ما صليتها فنزل إلى بطحان فتوضأ ثم صلى العصر بعدما غابت الشمس ثم صلى المغرب بعدها »
معنى أحاديثهم سواء وهذا حديث وكيع
===باب ذكر فوت الصلوات والسنة في قضائها إذا قضيت في وقت صلاة الأخيرة منها والاكتفاء بكل صلاة منها بإقامة واحدة===
والدليل على ضد قول من زعم أن الصلوات إذا فات وقتها لم تصل جماعة وإنما تصلى فرادى
996 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار ثنا يحيى ثنا ابن أبي ذئب ثنا سعيد المقبري عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري عن أبيه قال:
« حبسنا يوم الخندق حتى كان بعد المغرب هويا وذلك قبل أن ينزل في القتال فلما كفينا القتال وذلك قول الله عز وجل: { وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا } فأمر رسول الله {{صل}} بلالا فأقام - يعني الظهر - فصلاها كما كان يصليها في وقتها ثم أقام العصر فصلاها كما كان يصليها في وقتها ثم أقام المغرب فصلاها كما كان يصليها في وقتها »
ثنا به بندار مرة قال: ثنا يحيى وعثمان - يعني ابن عمر - ثنا ابن أبي ذئب عن سعيد بن أبي سعيد فذكر الحديث وفيه ألفاظ ليس في خبره حين أفرد الحديث عن يحيى <ref>قال ناصر الدين: إسناده صحيح كما تقدم </ref>
===باب الأذان للصلاة بعد ذهاب الوقت وإن كانت الإقامة تجزيء===
997 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا بندار ثنا يحيى بن سعيد وابن أبي عدي ومحمد بن جعفر وسهل بن يوسف وعبد الوهاب بن عبد المجيد قالوا: ثنا عوف عن أبي رجاء قال ثنا عمران بن حصين قال:
« كنا في سفر مع رسول الله {{صل}} فذكر الحديث في نومهم عن الصلاة حتى طلعت الشمس وقال: ثم نادى بالصلاة فصلى بالناس »
998 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم البزار ثنا عبد الصمد بن النعمان ثنا أبو جعفر الرازي عن يحيى بن سعيد عن ابن المسيب عن بلال قال:
« كنا مع النبي {{صل}} في سفر فنام حتى طلعت الشمس فأمر بلالا فأذن فتوضؤوا ثم صلوا الركعتين ثم صلوا الغداة »
قال أبو بكر: في خبر عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال: فأمر بلالا فأذن ثم أقام فصلى بنا <ref>قال الأعظمي: إسناده منقطع ابن المسيب لم يلق بلال </ref>
===باب الناسي للصلاة الفريضة يذكرها بعد ذهاب وقتها والرخصة له في التطوع قبل الفريضة===
وفيه ما دل على أن النبي {{صل}} لم يرد بقوله: من نام عن صلاة فليصلها إذا استيقظ أن وقتها حين يستيقظ لا وقت لها غير ذلك وإنما أراد أن فرض الصلاة غير ساقط عنه بنومه عنها حتى يذهب وقتها بل الواجب قضاؤها بعد الاستيقاظ فإذا قضاها عند الاستيقاظ أو بعده كان مؤديا للفرض الصلاة التي قد نام عنها
999 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار ثنا يحيى - يعني ابن سعيد - ثنا يزيد بن كيسان حدثني أبو حازم عن أبي هريرة قال:
« أعرسنا مع رسول الله {{صل}} فلم نستيقظ حتى طلعت الشمس فقال رسول الله {{صل}}: ليأخذ كل إنسان برأس راحلته فإن هذا منزل حضرنا فيه الشيطان ففعلنا فدعا بالماء فتوضأ ثم صلى سجدتين ثم أقيمت الصلاة وصلى الغداة »
قال أبو بكر: وفي خبر عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه عن النبي {{صل}} قال: فصلى ركعتين ثم صلى الفجر وكذلك في خبر الحسن عن عمران بن حصين.
===باب إسقاط فرض الصلاة عن الحائض أيام حيضها===
والدليل على أن الله عز وجل إنما فرض الصلاة في قوله { قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة } وفي قوله { أقيموا الصلاة } على بعض المؤمنين لا على جميعهم إذ لو كان فرض الصلاة على جميع المؤمنين كان فرض الصلاة على جميع المؤمنين كان فرض الصلاة على الحائض كما هو على غيرها وهذا من الجنس الذي اجمل الله فرضه وولى نبيه {{صل}} بيانه عنه فاعلم أن فرض الصلاة زائل عن المرأة أيام حيضها
1000 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة ثنا عبد العزيز - يعني ابن محمد الدراوردي - عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة
« أن النبي {{صل}} خطب الناس فوعظهم ثم قال يا معشر النساء إنكن أكثر أهل النار فقالت امرأة جزلة: وبم ذاك؟ قال: بكثرة اللعن وكفركن العشير وما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لذوي الألباب وذوي الرأي منكن قالت امرأة: ما نقصان عقولنا وديننا؟ قال: شهادة امرأتين منكن بشهادة رجل ونقصان دينكن الحيضة تمكث إحداكن الثلاث أو الأربع لا تصلي »
===باب ذكر نفي إيجاب قضاء الصلاة عن الحائض بعد طهرها من حيضها===
1001 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة أخبرنا حماد - يعني ابن زيد - عن أيوب عن أبي قلابة ويزيد الرشك عن معاذة
« أن امرأة سألت عائشة أتقضي الحائض للصلاة؟ فقالت: أحرورية أنت؟ قد كانت تحيض فلا تؤمر بقضاء قالت: وذكرت أنها سألت النبي {{صل}} »
===باب أمر الصبيان بالصلاة وضربهم على تركها قبل البلوغ كي يعتادوا بها===
1002 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن حجر وعبد الجبار بن العلاء وابن عبد الحكم - هذا حديث علي - ثنا حرملة بن عبد العزيز عن عمه عبد الملك بن الربيع عن أبيه عن جده قال:
« قال رسول الله {{صل}}: علموا لصبي الصلاة ابن سبع سنين واضربوه عليها ابن عشر » <ref>قال ناصر الدين: إسناده حسن كما بينته في صحيح أبي داود 508 وله فيه شاهد من حديث ابن عمرو يرتقي به إلى الصحة </ref>
===باب ذكر الخبر الدال على أن أمر الصبيان بالصلاة قبل البلوغ على غير الإيجاب===
1003 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم قالا أخبرنا ابن وهب أخبرني جرير بن حازم عن سليمان بن مهران عن أبي ظبيان عن ابن عباس قال:
« مر علي بن أبي طالب بمجنونة بني فلان قد زنت أمر عمر برجمها فرجعها علي وقال لعمر: يا أمير المؤمنين ترجم هذه؟ قال: نعم قال: أو تذكر أن رسول الله {{صل}} قال: رفع القلم عن ثلاث عن المجنون المغلوب على عقله وعن النائم حتى يستيقظ وعن الصبي حتى يحتلم قال: صدقت فخلى عنها » <ref>قال ناصر الدين: إسناده صحيح </ref>
ولا يضره وقف من أوقفه ولا سيما وله شواهد مرفوعة خرجتها في الإرواء
==جماع أبواب الصلاة على البسط==
===باب الصلاة على الحصير===
1004 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن أبي سعيد الخدري
« أن رسول الله {{صل}} صلى على حصير »
===باب الصلاة على البساط إن كان زمعة يجوز الاحتجاج بخبره===
1005 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا أبو عامر ثنا زمعة ح وثنا نصر بن علي قال أخبرنا أبو أحمد انا زمعة عن سلمة بن وهرام عن عكرمة عن ابن عباس
« أن النبي {{صل}} صلى على بساط »
وقال نصر في حديثه: صلى ابن عباس على بساط وقال: صلى رسول الله {{صل}} على بساط
قال أبو بكر: في القلب من زمعة
===باب الصلاة على الفراء المدبوغة===
1006 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار وبشر بن آدم قالا ثنا أبو أحمد الزبيري ثنا يونس بن الحارث عن أبي عون عن أبيه عن المغيرة بن شعبة
« أن النبي {{صل}} كان يصلي على الحصير والفروة المدبوغة »
قال أبو بكر: أبو عون هذا هو محمد بن عبيد الله الثقفي <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف له علتان بينتهما في ضعيف أبي داود </ref>
===باب الصلاة على الخمرة===
1007 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يوسف بن موسى ثنا جرير ح وثنا سعيد بن عبد الرحمن ثنا سفيان ح وثنا بندار نا يحيى بن شعبة ح وثنا يحيى بن حكيم ثنا أبو داود ثنا شعبة كلهم عن أبي إسحاق الشيباني عن عبد الله بن شداد ابن الهاد عن ميمونة زوج النبي {{صل}} قالت
« كان رسول الله {{صل}} يصلي على الخمرة »
هذا حديث سعيد بن عبد الرحمن
وقال يوسف: يصلي على خمرة له قد بسطت في مسجده وأنا نائمة إلى جنبه فإذا سجد أصاب ثوبه ثوبي وأنا حائض
1008 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن حجر نا إسماعيل - يعني ابن علية - عن عاصم عن أبي قلابة عن أم كلثوم بنت أم سلمة
« أن النبي {{صل}} كان يصلي على الخمرة » <ref>قال ناصر الدين: إسناده صحيح. وأم كلثوم بنت أم سلمة هي ربيبة النبي {{صل}} وأخرجه أحمد 6 / 302 من طريق خالد عن أبي قلاته عن بعض ولد أم سلمة به فجعله من مسند أم سلمة وهو الأرجح فإن له طريقا أخرى عنها في أوسط الطبراني</ref>
===باب الصلاة في النعلين والخيار للمصلي بين الصلاة فيهما وبين خلعهما ووضعها بين رجليه كي لا يؤذي بهما غيره===
1009 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا ابن وهب أخبرنا عياض عبد الله القرشي وغيره عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة
« أن رسول الله {{صل}} قال: إذا صلى أحدكم فليلبس نعليه أو ليخلعهما بين رجليه ولا يؤذي بهما غيره » <ref>قال ناصر الدين: إسناده صحيح لكن القرشي قد خولف في إسناده كما بينته في صحيح أبي داود 662</ref>
1010 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عبد الأعلى ثنا يزيد - يعني ابن زريع - ثنا أبو سلمة ح وثنا يعقوب بن إبراهيم نا بشر بن المفضل عن أبي سلمة وثنا يعقوب أيضا ثنا ابن علية ثنا سعيد بن يزيد - وهو أبو مسلمة - ح وثنا بندار ثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا شعبة عن أبي سلمة قال:
« قلت لأنس بن مالك: أكان النبي {{صل}} يصلي في النعلين؟ قال: نعم »
1011 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الفضل بن سهل نا عثمان بن عمر نا يونس عن الزهري عن عروة عن عائشة
« أن رسول الله {{صل}} كان يصلي على الخمرة وقال: يا عائشة ارفعي عنا حصورك هذا فقد خشيت أن يكون يفتن الناس » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
1012 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى بخبر غريب غريب أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب قال:
« لم أزل أسمع أن رسول الله {{صل}} صلى على خمرة وقال عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله {{صل}} يصلي على الخمرة ويسجد عليها » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
1013 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن المبارك المخرمي أنا معلى بن منصور ثنا عبد الوارث عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال:
« كان رسول الله {{صل}} يصلي على الخمرة لا يدعها في سفر ولا حضر »
هكذا حدثنا به المخرمي مرفوعا فإن كان حفظ في هذا الإسناد ورفعه فهذا خبر غريب كذلك خبر يونس عن الزهري عن أنس غريب <ref>قال ناصر الدين: إسناده صحيح إن كان محمد بن المبارك المخرمي هو القرشي الصوري فإني لم أر من ذكر أنه مخرمي</ref>
===باب وضع المصلي نعليه عن يساره إذا خلعهما إذا لم يكن عن يساره مصلي فيكون نعلاه عن يمينه والمصلي عن يساره===
1014 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي وقرأته على بندار - وهذا حديث الدورقي - نا يحيى عن ابن جريج عن محمد بن عباد بن جعفر عن عبد الله بن سفيان عن عبد الله بن السائب
« أن النبي {{صل}} صلى يوم الفتح واضعا نعليه عن يساره » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح وقد صرح ابن جريج بالتحديث عند النسائي 2 / 285 </ref>
1015 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا عثمان بن عمر ثنا ابن جريج عن محمد بن عباد بن جعفر عن أبي سلمة بن سفيان عن عبد الله بن السائب قال:
« حضرت رسول الله {{صل}} عام الفتح فصلى يوم الفتح فخلع نعليه فوضعهما عن يساره » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب ذكر الزجر عن وضع المصلي نعليه عن يساره إذا كان عن يساره مصلي يكون النعلان عن يمين المصلي عن يساره===
1016 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار حدثني عثمان بن عمر ح وثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ثنا عثمان بن عمر أخبرنا أبو عامر عن عبد الرحمن بن قيس عن يوسف بن ماهك عن أبي هريرة
« أن رسول الله {{صل}} قال: إذا صلى أحدكم فلا يضع نعليه عن يمينه وعن يساره إلا أن لا يكون عن يساره أحد وليضعهما بين رجليه »
وقال الدورقي: ولا يضع نعليه عن يساره إلا أن لا يكون ولم يذكر اليمين <ref>قال ناصر الدين: إسناده حسن كما بينته في صحيح أبي داود 661 وهو صحيح بالطريق المتقدمة 1009 </ref>
===باب المصلي يصلي في نعليه وقد أصابهما قذر لا يعلم به===
والدليل على أن المصلي إذا صلى في نعل وثوب طاهر عنده ثم بأن عنده أن النعل أو الثوب كان غير طاهر أن ما مضى من صلاته جائز عنه لا يجب عليه إعادته إذ المرء إنما أمر أن يصلي في ثوب طاهر عنده لا في المغيب عند الله
1017 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن رافع ثنا يزيد - وهو ابن هارون - ثنا حماد بن سلمة ح وثنا محمد بن يحيى نا أبو الوليد قال حماد بن سلمة ح وثنا محمد بن يحيى أيضا ثنا أبو النعمان ثنا حماد بن سلمة عن أبو نعامة عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري
« أن رسول الله {{صل}} كان يصلي فخلع نعليه فخلع الناس نعالهم فلما انصرف قال: لم خلعتم نعالكم؟ فقالوا: يا رسول الله رأيناك خلعت فخلعنا فقال: إن جبريل أتاني فأخبرني إن بهما خبثا فإذا جاء أحدكم المسجد فليقلب نعله فلينظر فيهما خبث فليمسحهما بالأرض ثم ليصلي فيها »
هذا حديث يزيد بن هارون وقال محمد بن يحيى في حديث أبي الوليد فقال: إن جبريل أخبرني أن فيهما قذرا أو أذى <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب المصلي يشك في الحدث والأمر بالمضي في صلاته وترك الانصراف عن الصلاة إذا خيل إليه أنه أحدث فيها===
والدليل على أن يقين الطهارة لا يزول إلا بيقين حدث وأن الصلاة لا تفسد بالشك في الحدث حتى يستيقن المصلي بالحدث
1018 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء نا سفيان نا الزهري أخبرني عباد بن تميم عن عمه عبد الله بن زيد قال:
« سألت رسول الله {{صل}} عن الرجل يجد الشيء وهو في الصلاة فقال: لا ينصرف حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح. قال ناصر الدين: هو عند الشيخين </ref>
===باب الأمر بالانصراف من الصلاة إذا أحدث المصلي فيها ووضع اليد على الأنف كي يتوهم الناس أنه راعف لا محدث حدثا من دبر===
1019 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا حفص بن عمرو البرياني ثنا عمر بن علي عن هشام بن عروة عن أنس عن عائشة
« عن النبي {{صل}} قال: إذا أحدث أحدكم وهو في الصلاة فليضع يده على أنفه ولينصرف » <ref>قال ناصر الدين: حديث صحيح رجاله ثقات لولا عنعنة المقدمي لكنه قد توبع عند ابن حبان 205 والحاكم 1 / 184 من الفضل بن موسى وعند الحاكم أيضا من ابن جريج أخبرني هشام بن عروة به وقال: صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي وهو كما قالا </ref>
==السهو في الصلاة==
===باب ذكر المصلي يشك في صلاته والأمر بأن يسجد سجدتي السهو بذكر خبر مختصر غير متقصى===
قد يحسب كثير ممن لا يميز بين المفسر والمجمل ولا يفهم المختصر والمتقصى من الأخبار أن الشاك في صلاته جائز به أن يتصرف من صلاته على الشك بعد أن يسجد سجدتي السهو
1020 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي وعلي بن خشرم قال سعيد: ثنا وقال علي أخبرنا ابن عيينة عن الزهري ح وثنا عمرو بن علي نا أبو عاصم أخبرنا ابن جريج أخبرني ابن شهاب ح وثنا بندار أخبرنا عثمان بن عمر نا ابن أبي ذئب عن الزهري وحدثنا محمد بن رافع ثنا ابن أبي فديك نا ابن أبي ذئب عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة
« عن النبي {{صل}} قال: إن الشيطان يأتي أحدكم وهو في صلاته فيلبس عليه صلاته حتى لا يدري كم صلى فمن وجد من ذلك شيئا فليسجد سجدتين وهو جالس »
وهكذا معنى خبر يحيى بن أبي كثير ومحمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي {{صل}} قال: حتى يظل الرجل لا يدري كم صلى ثلاثا أو أربعا فليسجد سجدتين وهو جالس
1021 - وفي خبر عياض عن أبي سعيد الخدري
« عن النبي {{صل}}: إذا سها فلم يدر كم صلى فليسجد سجدتين وهو جالس »
1022 - وفي خبر عبد الله بن جعفر ومعاوية
« عن النبي {{صل}}: من شك في صلاته فليسجد سجدتين وهو جالس »
خرجت هذه الأخبار بأسانيدها في كتاب الكبير وهذه اللفظة مختصرة غير متقصاة
===باب ذكر الخبر المتقصى في المصلي شك في صلاته والأمر بالبناء على الأقل مما يشك فيه المصلي===
والدليل على أن النبي {{صل}} إنما أمر الشاك صلاته بسجدتي السهو بعدما يبني على الأقل فيتمم صلاته على يقين إذا لم يكن له تحري
1023 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن العلاء بن كريب وعبد الله بن سعيد الأشج قالا: ثنا أبو خالد عن عجلان بن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال:
« قال رسول الله {{صل}}: إذا شك أحدكم في صلاته فليلغ الشك وليبن على اليقين فإن استيقن التمام سجد سجدتين فإن كانت صلاته تامة كانت الركعة نافلة والسجدتان وإن كانت ناقصة كانت الركعة تماما لصلاته والسجدتان ترغمان أنف الشيطان » <ref>قال الأعظمي: إسناده حسن </ref>
===باب ذكر البيان أن هاتين السجدتين اللتين يسجدهما الشاك في صلاته إذا بني على اليقين فيسجدهما قبل السلام ولا بعد السلام===
ضد قول من زعم أن سجدتي السهو في جميع الأحوال تكونان بعد السلام
1024 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن المثنى نا يحيى بن محمد بن قيس المدني قال سمعت زيد بن أسلم ح وثنا الربيع بن سليمان ثنا شعيب - يعني ابن الليث - ثنا الليث عن محمد بن عجلان عن زيد بن أسلم ح وثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ثنا يزيد بن هارون أخبرنا الماجشون عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة ثنا زيد بن أسلم ح وثنا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا ابن وهب أخبرني هشام - وهو ابن سعد - أن زيد بن أسلم حدثهم وهذا حديث الربيع وهو أحسنهم سياقا للحديث - عن عطاء ابن يسار عن أبي سعيد الخدري
« عن رسول الله {{صل}} أنه قال: إذا شك أحدكم في صلاته فلم يدر كم صلى واحدة أم اثنتين أم ثلاثا أم أربعا فليتمم ما شك فيه ثم يسجد سجدتين وهو جالس فإن كانت صلاته ناقصة فقد أتمها والسجدتان ترغيم للشيطان وإن كان أتم صلاته فالركعة والسجدتان له نافلة »
1025 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا به الربيع مرة أخرى من كتابه وقال:
« فليبن على ما استيقن ثم يسجد سجدتين من قبل السلام »
وقال أبو موسى والدورقي ويونس: إذا شك أحدكم في صلاته فلا يدري ثلاثا صلى أم أربعا فليصل ركعة ويسجد سجدتين قبل السلام ثم باقي حديثهم مثل حديث الربيع.
قال لنا أبو بكر: في هذا الخبر عندي دلالة على أن صاحب المال إذا كان ماله غائبا عنه فأخرج زكاته وأوصلها إلى أهل سهمان الصدقة ناويا أن كان ماله سالما فهي زكاته وإن كان ماله مستهلكا فهو تطوع ثم بان عنده وصح أن ماله كان سالما أن ماله الذي أوصله إلى أهل سهمان الصدقة كان جائزا عنه في الصدقة المفروضة في ماله الغائب إذ النبي {{صل}} قد أجاز عن المصلي هذه الركعة التي صلاها بإحدى اثنين إن كانت صلاته التي صلاها ثلاثا فهذه الركعة رابعة التي هي فرض عليه وإن كانت صلاته تامة فهذه الركعة نافلة فقد أجزت عنه هذه الركعة من الفريضة وهو إنما صلاها على أنها فريضة أو نافلة
===باب الأمر بتحسين ركوع هذه الركعة وسجودها التي يصليها لتمام صلاته أو نافلته===
1026 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى ثنا إسماعيل بن أويس حدثني أخي ح وثنا محمد أيضا ثنا أيوب بن سليمان حدثني أبو بكر بن أبي أويس عن سليمان بن بلال عن عمر بن محمد - وهو ابن زيد - عن سالم بن عبد الله عن عبد الله
« أن رسول الله {{صل}} قال: إذا صلى أحدكم فلا يدري كم صلى ثلاثا أم أربعا فليركع ركعة يحسن ركوعها وسجودها ويسجد سجدتين »
قال محمد بن يحيى: وجدت هذا الخبر في موضع آخر في كتاب أيوب موقوفا
قال أبو بكر: عمر بن محمد هو ابن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب أخو عاصم وواقد وهو أكبرهم
قال سمعت أحمد بن سعيد الدارمي يقول: عاصم وعمر وزيد وواقد وأبو بكر وفرقد هؤلاء كلهم أخوة وعاصم وهو ابن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب
قال أبو بكر: قال لنا الدارمي هذا في عقب خبره <ref>قال ناصر الدين: إسناده صحيح </ref>
 
1027 - والذي حدثناه قال: ثنا إسحاق بن منصور بن حيان أخبرنا عاصم العمري عن حبيب بن أبي ثابت قال:
« بينا الحجاج يخطب وابن عمر شاهد ومعه ابنان له أحدهما عن يمينه والآخر عن شماله إذ قال الحجاج: ابن الزبير نكس كتاب الله نكس الله قلبه قال: وابن عمر مستقبله فقال ابن عمر: إن ذاك ليس بيدك ولا بيده قال: فسكت الحجاج ثم قال إن الله قد علمنا وكل مسلم وإياك أيها الشيخ أن تعقل فجعل ابن عمر يضحك فحكاه عن عاصم عن حبيب قال: ثم وثب فأجلسه ابناه فقال: دعوني فإني تركت التي فيها الفضل أن أقول له: كذبت » <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف لأن حبيبا مدلس وابن حيان ترجمه ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا </ref>
===باب ذكر المصلي يشك في صلاته وله تحرى والأمر بالبناء على التحري إذا كان قلبه إلى أحد العددين أميل وكان أكثر ظنه أنه قد صلى ما القلب إليه أميل===
1028 - قال الأستاذ الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني قراءة عليه قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة نا أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة ثنا يوسف بن موسى وزياد بن أيوب قالا ثنا جرير عن منصور ح وثنا أحمد ابن عبدة أخبرنا فضيل - يعني ابن عياض - عن منصور ح وثنا أبو موسى ويعقوب الدورقي قالا ثنا عبد العزيز ابن عبد الصمد أبو عبد الصمد ثنا منصور ح وثنا أبو موسى ثنا عبد الرحمن عن زائدة عن منصور ح وثنا أبو موسى أيضا ثنا أبو داود أيضا نحوه عن زائدة عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله بن مسعود قال:
« صلى بنا رسول الله {{صل}} فزاد في الصلاة أو نقص منها ثم أقبل علينا بوجهه فقلنا يا رسول الله حدث في الصلاة شيء؟ قال: وما ذاك؟ فذكرنا له الذي صنع فثنى رجله واستقبل القبلة وسجد سجدتين ثم انصرف إلينا فقال: إنه لو حدث في الصلاة شيء أنبأتكم ولكني بشر أنسى كما تنسون فإذا نسيت فذكروني وأيكم ما شك في صلاته فلينظر أحرى ذلك للصواب فليتم عليه ثم يسلم ويسجد سجدتين »
هذا حديث أبي موسى عن عبد الرحمن
قال أبو موسى قال ابن مهدي: فسألت سفيان عنه فقال: قد سمعته من منصور ولا أحفظه
ولم يذكر أحمد بن عبدة في حديثه: التحري وقال: فأيكم سها في صلاته فلم يدر كم صلى فليسلم ثم ليسجد سجدتي السهو
قال أبو بكر: في هذا الخبر إذا بنى على التحري سجد سجدتي السهو بعد السلام وهكذا أقول وإذا بنى على الأقل سجد سجدتي السهو قبل السلام على خبر أبي سعيد الخدري ولا يجوز على أصلي دفع أحد الخبرين بالآخر بل يجب استعمال كل خبر في موضعه والتحري هو أن يكون قلب المصلي إلى أحد العددين أميل والبناء على الأقل مسألة غير مسألة التحري فيجب استعمال كلا الخبرين فيما روي فيه
===باب ذكر القيام من الركعتين قبل الجلوس ساهيا والمضي في الصلاة إذا استوى المصلي قائما وإيجاب سجدتي السهو على فاعله===
1029 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان قال: حفظته عن الزهري أخبرني الأعرج عن ابن بحينة ح وثنا المخزومي نا سفيان ح وثنا علي بن خشرم أخبرنا ابن عيينة عن الزهري ويحيى بن سعيد ح وثنا عبد الجبار ثنا سفيان قال سمعته يحيى بن سعيد عن عبد الرحمن الأعرج عن ابن بحينة: وهذا حديث عبد الجبار - حديث الزهري - قال:
« صلى بنا رسول الله {{صل}} صلاة نظن أنها العصر فلما كان في الثانية قام ولم يجلس فلما كان قبل التسليم سجد سجدتي السهو وهو جالس »
1030 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبد الرحمن ثنا عمي أخبرني ابن أبي حازم عن الضحاك - وهو ابن عثمان - عن الأعرج عن عبد الله بن بحينة أنه قال:
« صلى رسول الله {{صل}} صلاة من الصلوات فقام من اثنتين فسبح به فمضى حتى فرغ من صلاته ولم يبق إلا التسليم فسجد سجدتين وهو جالس قبل أن يسلم »
===باب ذكر البيان أن المصلي إذا قام من الثنتين فاستوى قائما ثم ذكر بتسبيح أنه ناس للجلوس أن عليه المضي في صلاته ترك الركوع إلى الجلوس وعليه سجدنا للسهو قبل السلام===
1031 - أنا أبو طاهر نا الفضل بن يعقوب الجزري نا محمد بن أبي عدي ثنا شعبة عن يحيى بن سعيد ح وثنا يحيى بن حكيم نا يزيد بن هارون أخبرنا يحيى بن سعيد عن عبد الرحمن بن هرمز عن ابن بحينة قال:
« صلى بنا رسول الله {{صل}} فذكر الحديث وقال يحيى بن حكيم في حديثه: فسبحنا به فلما اعتدل مضى ولم يرجع »
قال الفضل: فسبحوا به فمضى ولم يرجع
1032 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن منيع وزياد بن أيوب قالا ثنا أبو معاوية ثنا إسماعيل عن قيس عن سعد بن أبي وقاص
« أنه نهض في الركعتين فسبحوا به فاستتم ثم سجد سجدتي السهو حين انصرف ثم قال: أكنتم تروني أجلس إنما صنعت كما رأيت رسول الله {{صل}} يصنع » هذا لفظ حديث ابن منيع
قال أبو بكر: لا أظن أبا معاوية إلا وهم في لفظ هذا الإسناد <ref>قال ناصر الدين: إسناده صحيح </ref>
 
===باب الأمر بسجدتي السهو اذا نسي المصلي شيئا من صلاته===
1033 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو موسى محمد بن المثنى ثنا روح ثنا ابن جريج أخبرني عبد الله بن مسافع أن مصعب بن شيبة أخبره عن عقبة بن محمد بن الحارث عن عبد الله بن جعفر
« عن النبي {{صل}} قال: من نسي شيئا من صلاته فليسجد سجدتين وهو جالس »
هكذا قال أبو موسى: عن عقبة بن محمد بن الحارث.
قال أبو بكر: وهذا الشيخ يختلف أصحاب ابن جريج في اسمه. قال حجاج بن محمد وعبد الرزاق: عن عتبة بن محمد وهذا الصحيح حسب علمي <ref>قال الأعظمي: إسناده ضعيف </ref>
===باب التسليم من الركعتين ساهيا في الظهر او العصر او العشاء وإباحة البناء على ما قد صلى المصلي قبل تسليمه في الركعتين ساهيا===
والدليل على أن السلام ساهيا قبل الفراغ من الصلاة لا تفسد الصلاة
1034 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن العلاء الهمداني وبشر بن خالد العسكري - وهذا حديث محمد بن العلاء - ثنا أبو أسامة عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر
« أن النبي {{صل}} صلى فسها فسلم في الركعتين فقال له ذو اليدين: أقصرت الصلاة أم نسيت؟ فقال: ما قصرت الصلاة وما نسيت فقال: أكما يقول ذو اليدين؟ فقام فصلى ثم سجد سجدتين »
قال أبو بكر: هذا خبر ما رواه عن أبي أسامة غير أبي كريب وهذا يعني بشر بن خالد <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب إيجاب سجدتي السهو على المسلم قبل الفراغ من الصلاة ساهيا والدليل أن هاتين السجدتين إنما يسجدهما المصلي بعد السلام لا قبل===
1035 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار نا سفيان عن ابن أبي لبيد عن أبي سلمة عن أبي هريرة ح وحدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني نا بشر - يعني ابن المفضل - ثنا ابن عون عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال: صلى بنا أبو القاسم {{صل}} ح وثنا بندار ثنا معاذ بن معاذ بن معاذ ثنا ابن عون عن محمد قال قال أبو هريرة ح وثنا بندار ثنا حسين - يعني ابن الحسن ثنا ابن عون ح وثنا بندار ثنا ابن أبي عدي قال أنبأنا ابن عون عن محمد عن أبي هريرة ح وثنا سعيد بن عبد الرحمن ثنا سفيان عن أيوب عن ابن سيرين عن أبي هريرة ح وثنا يعقوب الدورقي ثنا بشر بن المفضل عن سلمة - وهو ابن علقمة - عن محمد عن أبي هريرة قال:
« صلى بنا رسول الله {{صل}} إحدى صلاتي العشي صلى ركعتين ثم سلم فأتى خشبة معروضة في المسجد فقال بيديه عليها كأنه غضبان قال: وخرجت السرعان من أبواب المسجد فقالوا: قصرت الصلاة وفي القوم أبو بكر وعمر فهاباه أن يكلماه وفي القوم رجل في يديه طول فكان يسمى ذا اليدين فقال: يا رسول الله أنسيت أم قصرت الصلاة؟ فقال: لم أنس ولم تقصر الصلاة فقال: أكما يقول ذو اليدين؟ قالوا: نعم قال: فجاء فصلى ما كان ترك ثم سلم ثم كبر فسجد مثل سجوده أو أطول ثم رفع رأسه ثم كبر وسجد مثل سجوده أو أطول ثم رفع رأسه وكبر قال: فكان ربما قالوا له: ثم سلم فيقول: نبئت أن عمران بن حصين قال: ثم سلم »
هذا حديث الصنعاني
1036 - وأخبرنا أبو بكر نا عيسى بن إبراهيم الغافقي ثنا ابن وهب حدثني عمر ببن الحارث حدثني قتادة بن دعامة عن ابن سيرين عن أبي هريرة « عن رسول الله {{صل}} مثله يعني أنه سجد سجدتي السهو يوم جاءه ذو اليدين بعد التسليم.
قال أبو بكر: خبر ابن سيرين عن أبي هريرة دال على إغفال من زعم أن هذه القصة كانت قبل نهي النبي {{صل}} وألفاظ رواة هذا الخبر علم أن هذا القول جهل من قائله في خبر ابن سيرين عن أبي هريرة: صلى بنا رسول الله {{صل}} وهكذا رواه مالك بن أنس عن داود بن الحصين عن أبي سفيان مولى بني أبي أحمد عن أبي هريرة قال: صلى لنا رسول الله {{صل}} » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
1037 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى الصدفي أخبرنا ابن وهب أن مالكا حدثهم عن داود بن الحصين عن أبي سفيان مولى لبني أبي أحمد قال: سمعت أبا هريرة يقول:
« صلى لنا رسول الله {{صل}} العصر فسلم في ركعتين فقام ذو اليدين فقال: أقصرت الصلاة يا رسول الله أم نسيت؟ فقال رسول الله {{صل}}: كل ذلك لم يكن فقال: قد كان بعض ذلك يا رسول الله فأقبل رسول الله {{صل}} على الناس فقال: أصدق ذو اليدين؟ فقالوا: نعم فأتم رسول الله {{صل}} ما بقي من الصلاة ثم سجد سجدتين وهو جالس بعد التسليم »
1038 - قال أبو بكر: وهكذا رواه أبان بن يزيد العطار عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن النبي {{صل}} صلى بهم فذكر القصة
ثناه محمد بن يحيى نا مسلم بن إبراهيم ثنا أبان بن يزيد
قال أبو بكر: فأبو هريرة يخبر أنه شهد هذه الصلاة مع النبي {{صل}} التي فيها هذه القصة فكيف تكون قصة ذي اليدين هذه قبل نهي النبي {{صل}} عن الكلام في الصلاة؟ وابن مسعود يخبر أن النبي {{صل}} أعلمه عند رجوعه من أرض الحبشة لما سلم على النبي {{صل}} أن مما أحدث الله أن لا يتكلموا في الصلاة ورجوع ابن مسعود من أرض الحبشة كان قبل وقعة بدر إذ ابن مسعود قد كان شهد بدر وادعى أنه قتل أبا جهل بن هشام يومئذ قد أمليت هذه القصة في كتاب الجهاد وأبو هريرة إنما قدم المدينة بعد بدر بسنين قدم المدينة والنبي {{صل}} بخيبر وقد استخلف على المدينة سباع بن عرفطة الغفاري
1039 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر أنا أبو عمار نا الفضل بن موسى نا خثيم بن عراك بن مالك عن أبيه عن أبي هريرة
« قال: قدمت المدينة والنبي {{صل}} بخيبر وقد استخلف على المدينة سباع بن عرفطة »
قد خرجت هذا الخبر في غير هذا الموضع وخرجت قدومه على النبي {{صل}} بخيبر في كتاب الجهاد <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
1040 - وقال إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم سمعت أبا هريرة يقول:
« صحبت النبي {{صل}} ثلاث سنوات »
ثناه بندار نا يحيى بن سعيد عن إسماعيل بن أبي خالد
وأبو هريرة إنما صحب النبي {{صل}} بخيبر وبعده وهو يخبر أنه شهد هذه الصلاة مع النبي {{صل}} فمن يزعم أن خبر ابن مسعود ناسخ لقصة ذي اليدين لو تدبر العلم وترك العناد ولم يكابر عقله علم استحالة هذه الدعوى إذ محال أن يكون المتأخر منسوخا والمتقدم ناسخا وقصة ذي اليدين بعد نهي النبي {{صل}} عن الكلام في الصلاة بسنين فيكف يكون المتأخر منسوخا والمتقدم ناسخا على أن قصة ذي اليدين ليس من نهي النبي {{صل}} عن الكلام في الصلاة بسبيل وليس هذا من ذلك الجنس إذ الكلام في الصلاة على العمد من المصلي مباح والمصلي عالم مستيقن أنه في الصلاة فنسخ ذلك وزجروا أن يتعمدوا الكلام في الصلاة على ما كان قد أبيح لهم قبل لا أنه كان أبيح لهم أن يتكلموا في الصلاة ساهين ناسين لا يعلمون أنهم في الصلاة فنسخ ذلك. وهل يجوز للمركب فيه العقل يفهم أدنى شيء من العلم أن يقول: زجر الله المرء إذا لم يعلم أنه في الصلاة أن يتكلم أو يقول: نهى الله المرء أن يتكلم في الصلاة وهو لا يعلم أن الله قد زجر عن الكلام في الصلاة وإنما يجب على المرء أن لا يتكلم في الصلاة بعد علمه أن الكلام في الصلاة محظور غير مباح ومعاوية بن الحكم السلمي إنما تكلم وهو لا يعلم أن الكلام في الصلاة محظور فقال في الصلاة خلف النبي {{صل}} لما شمت العاطس ورماه القوم بأبصارهم: واثكل أمياه ما لكم تنظرون إلي؟ فلما تكلم في الصلاة بهذا الكلام وهو لا يعلم أن هذا الكلام محظور في الصلاة علمه {{صل}} أن كلام الناس في الصلاة محظور غير جائز ولم يأمره {{صل}} بإعادة تلك الصلاة التي تكلم فيها بهذا الكلام والنبي {{صل}} في قصة ذي اليدين إنما تكلم على أنه في غير الصلاة وعلى أنه قد أدى فرض الصلاة بكماله وذو اليدين كلم النبي {{صل}} وهو غير عالم أنه قد بقي عليه بعض الفرض إذ جائز عنده أن يكون الفرض قد رد إلى الفرض الأول إلى ركعتين كما كان في الابتداء ألا تسمعه يقول للنبي {{صل}}: أقصرت الصلاة أم نسيت؟ فأجابه النبي {{صل}} بأنه لم ينس ولم تقصر وهو عند نفسه في ذلك الوقت غير مستيقن أنه قد بقي عليه بعض تلك الصلاة فاستثبت أصحابه وقال لهم أكما يقول ذو اليدين؟ فلما استيقن أنه قد بقي عليه ركعتان من تلك الصلاة قضاهما فلم يتكلم {{صل}} في هذه القصة بعد علمه ويقينه بأنه قد بقي عليه بعض تلك الصلاة فأما أصحابه الذين أجابوه وقالوا للنبي {{صل}} بعد مسألته إياهم: أكما يقول ذو اليدين قالوا نعم فهذا كان الجواب المفروض عليهم أن يجيبوه عليه السلام وإن كانوا في الصلاة عالمين مستيقنين أنهم في نفس فرض الصلاة إذالله عز وجل فرق بين نبيه المصطفى وبين غيره من أمته بكرمه له وفضله بأن أوجب على المصلين أن يجيبوه وإن كانوا في الصلاة في قوله { يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم } وقد قال المصطفى {{صل}} لأبي بن كعب ولأبي سعيد بن المعلي لما دعا كل واحد منهما على الانفراد وهو في الصلاة فلم يجبه حتى فرغ من الصلاة: ألم تسمع فيما أنزل علي أو نحوه هذه اللفظة { يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم }
قد خرجت هذين الخبرين في غير هذا الموضع فبين أصحاب النبي {{صل}} في كلامهم الذي تكلموا به يوم ذي اليدين وكلام ذي اليدين على الصفة التي تكلم بها وبين من بعدهم فرق في بعض الأحكام أما كلام ذي اليدين في الابتداء فغير جائز لمن كان بعد النبي {{صل}} أن يتكلم بمثل كلام ذي اليدين إذ كل مصل بعد النبي {{صل}} إذا سلم في الركعتين من الظهر أو العصر يعلم ويستيقن أنه قد بقي عليه ركعتان من صلاته إذ الوحي منقطع بعد النبي {{صل}} ومحال أن ينتقص من الفرض بعد النبي {{صل}} فكل متكلم يعلم أن فرض الظهر والعصر أربعا كل واحد منهما على الانفراد إذا تكلم بعد ما قد صلى ركعتين وبقيت عليه ركعتان عالم مستيقن بأن كلامه ذلك محظور عليه منهي عنه وأنه متكلم قبل إتمامه فرض الصلاة ولم يكن ذو اليدين لما سلم النبي {{صل}} من الركعتين عالم ولا مستيقن بأنه قد بقي عليه بعض الصلاة ولا كان عالما أن الكلام محظور عليه إذ كان جائز عنده في ذلك الوقت أن يكون فرض تلك الصلاة قد رد إلى الفرض الأول إلى ركعتين كما كان في الابتداء وقوله في مخاطبته النبي {{صل}} دال على هذا ألا تسمعه يقول للنبي {{صل}} أقصرت الصلاة أم نسيت وقد بينت العلة التي لها تكلم أصحاب النبي {{صل}} بعد قول النبي {{صل}} لذي اليدين: لم أنس ولم تقصر وأعلمت أن الواجب المفترض عليهم كان أن يجيبوا النبي {{صل}} وإن كانوا في الصلاة وهذا الفرض اليوم ساقط غير جائز لمسلم أن يجيب أحدا - وهو في الصلاة - بنطق فكل من تكلم بعد انقطاع الوحي فقال لمصل قد سلم من ركعتين: أقصرت الصلاة أم نسيت؟ فواجب عليه إعادة تلك الصلاة إذا كان عالما أن فرض تلك الصلاة أربع لا ركعتين وكذاك يجب على كل من تكلم وهو مستيقن بأنه لم يؤد فرض تلك الصلاة بكماله فتكلم قبل أن يسلم منها في ركعتين أو بعدما سلم في ركعتين وكذاك يجب على كل من أجاب إنسانا وهو في الصلاة إعادة تلك الصلاة إذالله عز وجل لم يجعل لبشر أن يجيب في الصلاة أحدا في الصلاة غير النبي {{صل}} الذي خصه الله بها. وهذه مسألة طويلة قد خرجتها بطولها مع ذكر احتجاج بعض من اعترض على أصحابنا في هذه المسألة وأبين قبح ما احتجوا على أصحابنا في هذه المسألة من المحال وما يشبه الهذيان إن وفقنا الله.
===باب ذكر خبر روي في قصة ذي اليدين===
أدرج لفظة الزهري في متن الحديث فتوهم من لم يتبحر العلم ولم يكتب من الحديث إلا نتفا أن أبا هريرة قال تلك اللفظة التي قالها الزهري في آخر الخبر وتوهم أيضا هذا الخبر الذي زاد فيه الزهري هذه اللفظة خلاف الأخبار الثابتة أن النبي {{صل}} سجد يوم ذي اليدين بعدما أتم صلاته
1040 - نا محمد بن يحيى نا محمد بن كثير عن الأوزاعي عن الزهري عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة وعبيد الله بن عبد الله عن أبي هريرة قال:
« سلم رسول الله {{صل}} عن ركعتين فقال له ذو الشمالين من خزاعة حليف لبني زهرة أقصرت الصلاة أم نسيت يا رسول الله؟ قال: كل لم يكن فأقبل رسول الله {{صل}} على الناس فقال: أصدق ذو اليدين؟ قالوا: نعم! فأتم ما بقي من صلاته. ولم يسجد سجدتي السهو حين يقنه الناس » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح لكن فيه علة: قوله "لم يسجد" [[مدرج]] من كلام الزهري وهو شاذ </ref>
1041 - ثنا محمد بن يحيى نا محمد بن يوسف نا يوسف نا الأوزاعي حدثني الزهري حدثني سعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بهذه القصة ولم يذكر أبا هريرة وانتهى حديثه عند قوله: فأتم ما بقي من صلاته.
1042 - وثنا محمد بن يحيى نا أبو صالح حدثني الليث حدثني يونس عن ابن شهاب قال: أخبرني ابن المسيب وأبو سلمة ابن عبد الرحمن وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن أبا هريرة قال:
« صلى رسول الله {{صل}} الظهر أو العصر فسلم في ركعتين من إحداهما فقال له ذو الشمالين ابن عبد عمرو بن نضلة الخزاعي وهو حليف بني زهرة: أقصرت الصلاة أم نسيت يا رسول الله؟ قال رسول الله {{صل}}: لم أنس ولم تقصر قال ذو الشمالين: قد كان بعض ذلك فأقبل رسول الله {{صل}} على الناس فقال: أصدق ذو اليدين؟ قالوا: نعم يا رسول الله! فقام رسول الله {{صل}} فأتم الصلاة ولم يحدثني أحد منهم أن رسول الله {{صل}} سجد سجدتين وهو جالس في تلك الصلاة وذلك فيما نرى - والله أعلم - من أجل أن الناس يقنوا رسول الله {{صل}} حتى استيقن » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
1043 - ثنا محمد بن يحيى نا أبو سعيد الجعفي حدثني ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب حدثني سعيد بن المسيب وعبيد الله بن عبد الله وأبو سلمة بن عبد الرحمن وأبو بكر بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال: صلى بنا رسول الله {{صل}} الظهر والعصر - قال محمد بن يحيى بمثل حديث أبي صالح غير أنه لم يذكر كلام الزهري في آخر الحديث <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
1044 - ثنا محمد نا سليمان بن عبد الرحمن نا الوليد بن مسلم نا عبد الرحمن بن عمرو قال: سألت الزهري عن رجل سها في صلاته فتكلم فقال: أخبرني سعيد بن المسيب وأبو سلمة وعبيد الله بن عبد الله أن أبا هريرة قال ثم ذكر نحو حديثهم في قصة ذي اليدين.
1045 - ثنا محمد نا أبو صالح عن الليث عن ابن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وسعيد بن المسيب وأبي بكر بن عبد الرحمن وابن أبي حثمة عن أبي هريرة
« أن رسول الله {{صل}} لم يسجد يوم ذي اليدين »
سمعت محمد بن يحيى يقول في كتاب العلل بعد ذكره أسانيد هذه الأخبار وقال: بين ظهراني هذه الأسانيد
1046 - وثنا محمد قال: وحدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن أبي سلمة وأبي بكر بن سليمان عن أبي هريرة - <ref>قال الأعظمي: فيه اضطراب شديد </ref>
1047 - حدثنا محمد قال: وفيما قرأت على عبد الله بن نافع وحدثني مطرف عن ابن شهاب عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة قال: بلغني - <ref>قال الأعظمي: فيه اضطراب شديد </ref>
1048 - وثنا محمد أيضا قال وثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد نا أبي عن صالح عن ابن شهاب أن أبا بكر بن سليمان بن أبي حثمة أخبره أنه بلغه أن رسول الله {{صل}} قال - بهذا الخبر.
1049 - ثنا محمد نا أبو اليمان قال أنا شعيب عن الزهري أخبرني أبو بكر بن سليمان بن أبي حثمة
« أن النبي {{صل}} سها في صلاته »
1050 - وثنا محمد نا مطرف وقرأنه على ابن نافع عن مالك عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن - مثل ذلك. <ref>قال الأعظمي: فيه اضطراب شديد </ref>
1051 - ثنا محمد ونا يعقوب بن إبراهيم بن سعد نا أبي عن صالح قال قال ابن شهاب وأخبرني هذا الخبر سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: وأخبرنيه أبو سلمة بن عبد الرحمن وأبو بكر بن عبد الرحمن وعبيد الله بن عبد الله. سمعت محمد بن يحيى يقول: وهذه الأسانيد عندنا محفوظة عن أبي هريرة إلا حديث أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة فإنه يتخالج في النفس منه أن يكون مرسلا لرواية مالك وشعيب وصالح بن كيسان وقد عارضهم معمر فذكر في الحديث أبا هريرة والله أعلم.
قال أبو بكر: فقوله في خبر محمد بن كثير عن الأوزاعي في آخر الخبر: ولم يسجد سجدتي السهو حين لقنه الناس إنما هو من كلام الزهري لا من قول أبي هريرة ألا ترى محمد بن يوسف لم يذكر هذه اللفظة في قصته ولا ذكره ابن وهب عن يونس ولا الوليد بن مسلم عن عبد الرحمن بن عمرو ولا أحد ممن ذكرت حديثهم خلا أبي صالح عن الليث عن ابن شهاب فإنه سها في الخبر وأوهم الخطأ في روايته فذكر آخر الكلام الذي هو من قول الزهري مجردا عن أبي هريرة إن رسول الله {{صل}} لم يسجد يوم ذي اليدين ولم يحفظ القصة بتمامها والليث في خبره عن يونس قد ذكر القصة بتمامها وأعلم أن الزهري إنما قال: لم يسجد النبي {{صل}} يومئذ إنه لم يحدثه أحد منهم أن النبي {{صل}} سجد يومئذ لا أنهم حدثوه عن أبي هريرة أن النبي {{صل}} لم يسجد يومئذ وقد تواترت الأخبار عن أبي هريرة من الطرق التي لا يدفعها عالم بالأخبار أن النبي {{صل}} سجد سجدتي السهو يوم ذي اليدين.
قال أبو بكر: قد أمليت خبر شعبة عن سعد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن أبي هريرة وطرق أخبار يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة وطرق أخبار محمد بن سيرين عن أبي هريرة وخبر داود بن الحصين عن أبي سفيان مولى ابن أبي أحمد عن أبي هريرة أن النبي {{صل}} سجد يوم ذي اليدين سجدتي السهو.
قال أبو بكر: خرجت طرق هذه الأخبار وألفاظها في كتاب الكبير.
===باب ذكر التسليم من الركعتين من المغرب ساهيا===
والدليل على الفرق بين الكلام في الصلاة ساهيا وبين الكلام في الصلاة عامدا إذ مخالفونا من العراقيين يتابعونا على الفرق بين السلام قبل الفراغ من الصلاة عامدا وبين السلام ساهيا فيوجبون على المسلم عامدا إعادة الصلاة ويبيحون للمسلم ناسيا في الصلاة إتمام الصلاة والبناء على ما قد صلى قبل السلام
1052 - أنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أخبرنا أبي وشعيب قالا: أخبرنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب أن سويد بن قيس أخبره عن معاوية بن حديج
« أن رسول الله {{صل}} صلى يوما فسلم وانصرف وقد بقي من الصلاة ركعة » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
1053 - نا بندار نا وهب بن جرير ثنا أبي قال سمعت يحيى بن أيوب يحدث عن يزيد بن أبي حبيب عن سويد بن قيس عن معاوية بن حديج قال:
« صليت مع رسول الله {{صل}} فسها فسلم في ركعتين ثم انصرف فقال له رجل: يا رسول الله إنك سهوت فسلمت في ركعتين فأمر بلالا فأقام الصلاة ثم أتم تلك الركعة وسألت الناس عن الرجل الذي قال: يا رسول الله إنك سهوت فقيل لي: تعرفه؟ قلت: لا إلا أن أراه فمر بي رجل فقلت: هو هذا قالوا: هذا طلحة بن عبيد الله » هذا حديث بندار
قال أبو بكر: هذه القصة غير قصة ذي اليدين لان المعلم النبي {{صل}} أنه سها في هذه القصة طلحة بن عبيد الله ومخبر النبي {{صل}} في تلك القصة ذو اليدين والسهو من النبي {{صل}} في قصة ذو اليدين إنما كان في الظهر أو العصر وفي هذه القصة إنما كان السهو في المغرب لا في الظهر ولا في العصر.
وقصة عمران بن حصين قصة الخرباق قصة ثالثة لأن التسليم في خبر عمران من الركعة الثالثة وفي قصة ذي اليدين من الركعتين وفي خبر عمران دخل النبي {{صل}} حجرته ثم خرج من الحجرة وفي خبر أبي هريرة قام النبي {{صل}} إلى خشبة معروضة في المسجد فكل هذه أدلة أن هذه القصص هي ثلاث قصص سها النبي {{صل}} مرة فسلم من الركعتين وسها مرة أخرى فسلم في ثلاث ركعات وسها مرة ثالثة فسلم في الركعتين من المغرب فتكلم في المرات الثلاث ثم أتم صلاته.
===باب ذكر الجلوس في الثالثة والتسليم منها ساهيا في الظهر أو العصر أو العشاء===
والدليل على إغفال من زعم أن المسلم ساهيا في الثالثة إذا تكلم بعد السلام وهو غير ذاكر أنه قد بقي عليه بعض صلاته أن عليه إعادة الصلاة وهذا القول خلال سنة النبي {{صل}}
1054 - ثنا يحيى بن حبيب الحارثي نا حماد - يعني ابن زيد - عن خالد ح وثنا أبو هاشم زياد بن أيوب نا إسماعيل - وهو ابن إبراهيم - ثنا خالد ح وثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي نا ابن علية أخبرنا خالد الحذاء ح وثنا الصنعاني ويعقوب بن إبراهيم قالا: ثنا المعتمر بن سليمان عن خالد الحذاء ح وثنا بندار ثنا عبد الوهاب - يعني الثقفي - ثنا به خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أبي المهلب عن عمران بن حصين قال:
« سلم رسول الله {{صل}} في ثلاث ركعات من العصر ثم قام فدخل الحجرة فقام الخرباق رجل بسيط اليدين فناداه يا رسول الله أقصرت الصلاة؟ فخرج مغضبا يجر إزاره فسأل فأخبر فصلى تلك الصلاة التي كان ترك ثم سجد سجدتين ثم سلم »
هذا لفظ حديث بندار. وقال الآخرون: ثم سلم ثم سجد سجدتين ثم سلم.
===باب ذكر المصلي يصلي خمس ركعات ساهيا والأمر بسجدتي السهو إذا صل خمسا من غير أن يضيف إليها سادسة===
والدليل على ضد قول من زعم من العراقيين أنه إن كان جلس في الرابعة مقدار التشهد أضاف إلى الخامسة سادسة ثم سجد سجدتي السهو وإن لم يكن جلس في الرابعة مقدار التشهد فعليه إعادة الصلاة زعموا وهذا القول رأى منهم خلاف سنة النبي {{صل}} التي أمر الله جل وعلا باتباعهما إذ النبي {{صل}} لا يخلو في الرابعة من أن يكون جلس فيها أو لم يجلس مقدار التشهد فإن كان جلس فيها مقدار التشهد فلم يضف إلى الخامسة سادسة كما زعموا وإن كان لم يجلس في الرابعة مقدار التشهد فلم يعد صلاته من أولها فقولهم على كل حال تخالفها لا النبي {{صل}} ولم يستدلوا لمخالفتهم سنة النبي {{صل}} الثابتة بسنة تخالفها لا برواية صحيحة ولا واهية وهذا محرم على كل عالم أن يخالف سنة النبي {{صل}} برأي نفسه أو برأي من بعد النبي {{صل}}
1055 - نا عبد الله بن سعيد الأشج ثنا ابن نمير عن الأعمش عن إبراهيم عن عن علقمة عن عبد الله قال:
« صلى بنا رسول الله {{صل}} خمسا فقلنا: يا رسول الله! أحدث في الصلاة شيء؟ قال: لا قلنا: صليت بنا كذا وكذا قال: إنما أنا بشر أنسى كما تنسون فإذا سها أحدكم فليسجد سجدتين ثم تحول {{صل}} فسجد سجدتين »
1056 - نا بندار نا يحيى عن شعبة حدثني الحكم ح وثنا أبو موسى ويعقوب بن إبراهيم قالا نا عبد الرحمن نا شعبة عن الحكم ح وثنا بندار نا محمد نا شعبة عن الحكم وثنا زياد بن أيوب نا سعيد بن عامر عن شعبة عن الحكم ح وثنا أحمد بن المقدام العجلي ومحمد بن يحيى القطعي قالا: حدثنا محمد بن بكر نا شعبة عن مغيرة كلاهما عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله
« عن النبي {{صل}} أنه صلى الظهر خمسا فقال له رجل من القوم: أزيد في الصلاة؟ فقال: وما ذاك؟ قالوا: صليت خمسا قال: فسجد سجدتين بعدما سلم »
هذا حديث محمد بن بكر.
1057 - ثنا أحمد بن سعيد الدارمي نا النضر بن شميل أخبرنا شعبة عن الحكم ومغيرة عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله
« أن النبي {{صل}} صلى خمسا فقيل له: أزيد في الصلاة؟ فقال: لا ثم سجد سجدتين »
===باب ذكر السنة في سجدتي بعد الكلام ساهيا===
ضد قول من زعم أن المسلم من الصلاة إذا كان قد سها في صلاته فتكلم بعد السلام ساهيا أنه لا يسجد سجدتي السهو وهذا القول خلاف الثابت عن سنة رسول الله {{صل}}
1058 - نا عبد الله بن سعيد الأشج نا حفص - يعني ابن غياث - نا الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله
« أن رسول الله {{صل}} سجد سجدتي السهو بعد السلام والكلام »
1059 - نا أبو هاشم زياد بن أيوب ويوسف بن موسى قالا: ثنا أبو معاوية نا الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله
« أن رسول الله {{صل}} سجد سجدتي السهو بعد الكلام »
قال أبو بكر: إن كان أراد ابن مسعود بقوله: بعد الكلام قوله لما صلى الظهر خمسا فقال: أزيد في الصلاة؟ فقال: وما ذاك؟ فهذا الكلام من النبي {{صل}} على معنى كلامه في قصة ذي اليدين وإن كان أراد الكلام الذي في الخبر الآخر لما صلى فزاد أو نقص فقيل له فقال: إنما أنا بشر أنسى كما تنسون فإن هذه لفظة قد اختلف الرواة في الوقت الذي تكلم بها النبي {{صل}} فأما الأعمش في خبره عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله وأبو بكر النهشلي في خبره عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن عبد الله ذكر أن هذا الكلام كان منه قبل سجدتي السهو وأما منصور بن المعتمر والحسن بن عبيد الله فإنهما ذكرا في خبرهما عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله أن هذا الكلام كان منه بعد فراغه من سجدتي السهو فلم يثبت بخبر لا مخالف له أن النبي {{صل}} تكلم وهو عالم ذاكر بأن عليه سجدتي السهو وقد ثبت أنه {{صل}} تكلم ساهيا بعد السلام وهو لا يعلم أنه قد سها سهوا يجب عليه سجدتا السهو ثم سجد سجدتي السهو بعد كلامه ساهيا
===باب السلام بعد سجدتي السهو إذا سجدهما المصلي بعد السلام===
1060 - نا محمد بن هشام نا إسماعيل - يعني ابن علية - عن خالد عن أبي قلابة عن أبي المهلب عن عمران بن حصين أن النبي {{صل}} في سجدتي الوهم. <ref>لم يذكر المصنف ألفاظ الحديث، ربما لأنه مر من قبل. انظر ح 1050. </ref>
1061 - ثنا يوسف بن موسى نا جرير عن الحسن بن عبد الله عن إبراهيم بن سويد قال:
« صلى بنا علقمة الظهر فصلى خمسا فلما سلم قال القوم: يا أبا شبل! قد صليت خمسا قال: كلا ما فعلت قالوا: بلى! قال: فكنت في ناحية القوم وأنا غلام فقلت: بلى! قد صليت خمسا قال لي: وأنت أيضا يا أعور تقول ذلك؟ قلت: نعم! فأقبل فسجد سجدتين ثم سلم ثم قال قال عبد الله: صلى بنا رسول الله {{صل}} خمسا فلما انفتل توسوس القوم بينهم فقال: ما شأنكم؟ قالوا: يا رسول الله هل زيد في الصلاة؟ قال: لا قالوا: فإنك قد صليت خمسا فانفتل فسجد سجدتين ثم سلم ثم قال: إنما أنا بشر أنسى كما تنسون »
===باب التشهد بعد سجدتي السهو إذا سجدهما المصلي بعد السلام===
1062 - نا محمد بن يحيى وأبو حاتم الرازي وسعيد بن محمد بن ثواب الحصري البصري والعباس بن يزيد البحراني قالوا: ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري عن أشعت عن محمد بن سيرين عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أبي المهلب عن عمران بن حصين
« أن النبي {{صل}} تشهد في سجدتي السهو وسلم »
وهذا لفظ حديث أبي حاتم حدثنا به بالبصرة
وثنا به ببغداد مرة فقال: إن النبي {{صل}} صلى بهم فسها فسجد سجدتي السهو بعد السلام والكلام
فأما محمد بن يحيى فإنه قال: إن النبي {{صل}} صلى بهم فسها في صلاته فسجد سجدتين ثم تشهد ثم سلم
وقال سعيد بن محمد: إن النبي {{صل}} صلى بهم فسجد سجدتي السهو ثم تشهد وسلم
قال أبو بكر: لم أخرج لفظ غير العباس <ref>قال ناصر الدين: رجاله ثقات لكن ذكر التشهد شاذ تفرد به أشعث وهو ابن عبد الملك دون سائر أصحاب ابن سيرين وبذلك أعله البيهقي والعسقلاني </ref>
===باب ذكر تسمية سجدتي السهو المرغمتين إذ هما ترغبان الشيطان===
1063 - أنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة أخبرنا الفضل بن موسى عن عبد الله بن كيسان عن عكرمة عن ابن عباس
« أن النبي {{صل}} سمى سجدتي السهو المرغمتين » <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف عبد الله بن كيسان هو أبو مجاهد المروزي ضعيف وليس هو عبد الله بن كيسان التيمي المدني الثقة. لكن الحديث صحيح له شاهد من حديث أبي سعيد الخدري ولذا أوردته في صحيح أبي داود مع شاهده </ref>
===باب ذكر الدليل على أن المسبوق بركعة أو ثلاث لا تجب عليه سجدتا السهو يجاريه في الأولى والثالثة اقتداء بإمامه===
ضد قول من زعم أن المدرك وترا عن صلاة الإمام تجب عليه سجدتا السهو وهاتان أو يسجدهما المصلي كانتا سجدتي العمد لا السهو لان المدرك وترا من صلاة الإمام يتعمد الجلوس في الأولى والثالثة إذ هو مأمور بالاقتداء بإمامه جالس في المواضع الذي أمر بالجلوس فيه فكيف يكون ساهيا من فعل ما فعله وتعمد للفعل؟ وإذا بطل أن يكون ساهيا استحال أن يكون عليه سجدتا السهو بإخبار النبي {{صل}} إذا أتيتم الصلاة فعليكم السكينة والوقار فما أدركم فصلوا وما فاتكم فاقضوا أو فأتموا
1064 - حدثنا زياد بن أيوب نا إسماعيل بن علية نا أيوب ح وثنا مؤمل بن هشام نا إسماعيل عن أيوب عن محمد بن سيرين عن عمرو بن وهب قال:
« كنا عند المغيرة بن شعبة فسئل هل أم النبي {{صل}} أحد من هذه الأمة غير أبي بكر؟ قال: نعم! كنا مع النبي {{صل}} في سفر فذكر الحديث بطوله وقالا: ثم ركبنا فأدركنا الناس قد تقدم عبد الرحمن بن عوف وقد صلى بهم ركعة وهو في الثانية فذهبت أوذنه فنهاني فصلينا الركعة التي أدركنا التي سبقتنا »
وقال مؤمل: وقضينا التي سبقنا <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
1065 - نا علي بن حجر نا إسماعيل نا العلاء عن أبيه عن أبي هريرة
« أن رسول الله {{صل}} قال: إذا ثوب للصلاة فلا تأتوها وأنتم تسعون وأتوها وعليكم السكينة فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا فإن أحدكم إذا كان يعمد إلى الصلاة فهو في صلاة »
==جماع أبواب ذكر الوتر وما فيه من السنن==
===باب ذكر الأخبار المنصوصة والدالة على أن الوتر ليس بفرض===
لا على ما زعم من لم يفهم العدد ولا فرق بين الفرض وبين الفضيلة فزعم أن الوتر فريضة فبما سئل عن عدد الفرض من الصلاة زعم أن الفرض من الصلاة خمس فقيل له: والوتر فقال: فريضة فقال السائل: أنت لا تحسن العدد
1066 - قال أبو بكر: قد كنت أمليت في أول الكتاب خبر طلحة بن عبيد الله في مسألة الأعرابي النبي {{صل}} عن الإسلام وجواب النبي {{صل}} إياه فقال: خمس صلوات في اليوم والليلة فقال: هل علي غيرها؟ قال: لا إلا أن تطوع فأعلم النبي المصطفى {{صل}} أن ما زاد من الصلاة على الخمس فهو تطوع
1067 - نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي وعبد الله بن سعيد الأشج ومحمد بن هشام قالوا ثنا أبو بكر بن عياش نا أبو إسحاق عن عاصم بن ضمرة قال قال علي
« إن الوتر ليس بحتم ولا كصلاتكم المكتوبة ولكن رسول الله {{صل}} أوتر ثم قال: يا أهل القرآن أوتروا فإن الله وتر يحب الوتر »
غير أن الأشج لم يذكر: يا أهل القرآن أوتروا
وقال محمد بن هشام: عن أبي إسحاق
وثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي نا سفيان عن أبي إسحاق نحو حديث الدورقي في إسناده ومتنه » <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف لاختلاط أبي اسحق السبيعي وعنعنته وفي ابن ضمرة كلام يسير لكن الحديث حسن بل صحيح له ما يشهد له </ref>
1068 - ثنا بندار نا عبد الله بن حمران نا عبد الحميد بن جعفر بن عبد الله حدثني أبي - جعفر بن عبد الله - عن عبد الرحمن بن أبي عمرة النجاري
« أنه سأل عبادة بن الصامت عن الوتر قال: أمر حسن جميل عمل به النبي {{صل}} والمسلمون من بعده وليس بواجب »
قال أبو بكر: قد خرجت في كتاب الكبير أخبار النبي {{صل}} في إعلامه أن الله فرض عليه وعلى أمته خمس صلوات في اليوم والليلة فدلت تلك الأخبار على أن الموجب للوتر فرضا على العباد موجب عليهم ست صلوات في اليوم والليلة وهذه المقالة خلاف أخبار النبي {{صل}} وخلاف ما يفهمه المسلمون عالمهم وجاهلهم وخلاف ما تفهمه النساء في الخدور والصبيان في الكتاتيب والعبيد والإماء إذ جميعهم يعلمون أن الفرض من الصلاة خمس لا ست <ref>قال الأعظمي: إسناده حسن </ref>
1069 - ثنا أيوب بن إسحاق نا أبو معمر عن عبد الوارث بن سعيد قال:
« سألت أبا حنيفة أو سئل أبو حنيفة عن الوتر فقال: فريضة فقلت - أو فقيل له -: فكم الفرض؟ قال خمس صلوات فقيل له: فما تقول في الوتر؟ قال: فريضة فقلت - أو فقيل - له: أنت لا تحسن الحساب »
===باب ذكر دليل بان الوتر ليس بفرض===
1070 - نا محمد بن العلاء بن كريب نا مالك - يعني ابن إسماعيل - نا يعقوب ح وثنا محمد بن عثمان العجلي نا عبيد الله - يعني ابن موسى - نا يعقوب - وهو محمد بن عبيد الله القمي - عن عيسى بن جارية عن جابر بن عبد الله قال:
« صلى بنا رسول الله {{صل}} في رمضان ثمان ركعات والوتر فلما كان من القابلة اجتمعنا في المسجد ورجونا أن يخرج إلينا فلم نزل في المسجد حتى أصبحنا فدخلنا على رسول الله {{صل}} فقلنا له: يا رسول الله رجونا أن تخرج إلينا فتصل بنا فقال: كرهت أن يكتب عليكم الوتر » <ref>قال الأعظمي: إسناده حسن عيسى بن جارية فيه لين </ref>
===باب الترغيب في الوتر واستحبابه إذ الله يحبه===
1071 - وأخبرنا الشيخ الفقيه أبو الحسن علي بن مسلم السلمي نا عبد العزيز بن أحمد بن محمد أنا الأستاذ الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني قراءة عليه قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة نا أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة ثنا نصر بن علي الجهضمي وزياد بن يحيى الحساني قال زياد ثنا وقال نصر أنا عبد العزيز بن عبد الصمد ثنا هشام عن محمد عن أبي هريرة
« عن رسول الله {{صل}} قال: إن الله وتر يحب الوتر »
===باب ذكر الأخبار المنصوصة عن النبي {{صل}} أن الوتر ركعة===
1072 - نا عبد الجبار بن العلاء وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي ثنا سفيان عن الزهري عن سالم عن أبيه عن النبي {{صل}} قال ح وثنا عبد الجبار نا سفيان عن عمرو عن طاوس سمعه من ابن عمر وابن أبي لبيد عن أبي سلمة عن ابن عمر ح وثنا المخزومي نا سفيان عن عمرو بن دينار عن طاوس عن ابن عمر ح وثنا عبد الرحمن بن بشر نا سفيان عن الزهري عن سالم عن أبيه وعبد الله بن دينار عن ابن عمر وعن عمرو عن طاوس عن ابن عمر ح وثنا عبد الجبار وسعيد بن عبد الرحمن قالا ثنا سفيان عن عبد الله بن دينار قال عبد الجبار سمع ابن عمر يقول وقال المخزومي عن عبد الله بن عمر وحدثنا أحمد بن منيع ومؤمل بن هشام وزياد بن أيوب قالوا ثنا إسماعيل بن علية قال مؤمل عن أيوب وقال الآخرون أخبرنا أيوب عن نافع عن ابن عمر ح وثنا بندار نا يحيى نا عبيد الله أخبرني نافع عن ابن عمر ح وثنا بندار أيضا ثنا حماد بن مسعدة نا عبد الله عن نافع عن ابن عمر ح وثنا علي بن حجر نا إسماعيل بن جعفر نا عبد الله بن دينار سمع ابن عمر ح وثنا بندار ثنا عبد الوهاب الثقفي ثنا خالد وثنا بندار أيضا نا عبد الأعلى ثنا خالد ح وثنا الصنعاني ثنا يزيد بن زريع ثنا خالد عن عبد الله بن شقيق عن ابن عمر كلهم ذكروا
« عن النبي {{صل}} قال: صلاة الليل مثنى مثنى فإذا خفت الصبح فأوتر بركعة » هذا لفظ حديث عبد الجبار بخبر الزهري
قال أبو بكر: قد خرجت طرق هذه الأخبار في المسألة التي أمليتها في الرد على من زعم أن الوتر بركعة غير جائز إلا لخائف الصبح وأعلمت في ذلك الموضع ما بان لذوي الفهم والتمييز جهل قائل هذه المقالة
1073 - نا أحمد بن عبدة أخبرنا حماد بن زيد عن أنس بن سيرين قال:
« قلت لابن عمر: أرأيت الركعتين قبل صلاة الغداة أطيل فيهما القراءة؟ قال: كان رسول الله {{صل}} يصلي من الليل مثنى مثنى ويوتر بركعة »
1074 - ثنا محمد بن مسكين اليمامي ثنا بشر - يعني ابن بكر - أخبرنا الأوزاعي عن المطلب بن عبد الله المخزومي قال:
« كان ابن عمر يوتر بركعة فجاءه رجل فسأله عن الوتر فأمره أن يفصل فقال الرجل: إني أخشى أن يقول الناس: إنها البتيراء فقال ابن عمر: أسنة الله ورسوله تريد؟ هذه سنة الله ورسوله » <ref>قال ناصر الدين: إسناده صحيح </ref>
 
1075 - نا محمد بن مسكين اليمامي نا يحيى بن حسان ثنا سليمان - وهو ابن بلال - عن شرحبيل بن سعد قال: سمعت جابر بن عبد الله قال:
« رأيت رسول الله {{صل}} أناخ راحلته ثم نزل فصلى عشر ركعات وأوتر بواحدة صلى ركعتين ركعتين ثم أوتر بواحدة ثم صلى ركعتي الفجر ثم صلى بنا الصبح »
قد خرجت هذا الباب بتمامه في كتاب الكبير <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب إباحة الوتر بخمس ركعات وصفة الجلوس في الوتر إذا أوتر بخمس ركعات وهذا من اختلاف المباح===
1076 - نا بندار نا يحيى نا هشام بن عروة حدثني أبي عن أبي عائشة ح وثنا محمد بن العلاء بن كريب ثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة
« أن رسول الله {{صل}} كان يصلي من الليل ثلاث عشر ركعة كان يوتر بخمس سجدات - يعني ركعات - لا يسلم فيهن فيجلس في الآخرة ثم يسلم »
هذا حديث أبي أسامة
وقال بندار: ويوتر منهن بخمس ولا يسلم إلا في آخرهن
===باب ذكر الخبر المفسر أن النبي {{صل}} لم يكن يجلس إلا في الخامسة إذا أوتر بخمس===
1077 - ثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم نا يحيى بن سعيد عن هشام أخبرني أبي عن عائشة
« أن النبي {{صل}} كان يصلي من الليل ثلاث عشر ركعة يوتر منها بخمس لا يجلس في شيء من الخمس إلا في الخامسة »
===باب إباحة الوتر بسع ركعات أو بتسع وصفة الجلوس إذا أوتر بسبع أو بتسع===
1078 - نا بندار نا يحيى بن سعيد نا سعيد بن أبي عروبة ح وثنا بندار نا ابن أبي عدي عن سعيد ح وثنا هارون بن إسحاق ثنا عبدة عن سعيد ح وثنا بندار نا معاذ بن هشام حدثني أبي جميعا عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام - وهذا حديث يحيى بن سعيد - أنه طلق امرأته فأتى المدينة ليبيع بها عقارا له بها فيجعله في السلاح والكراع ويجاهد الروم حتى يموت فلقي رهطا من قومه فحدثوه أن رهطا من قومه أرادوا ذلك على عهد رسول الله {{صل}} فقال النبي {{صل}}: أليس لكم في أسوة؟ ونهاهم عن ذلك فأشهد على مراجعة امرأته ثم رجع إلينا فأخبره أنه لقي ابن عباس فسأله عن الوتر فقال: ألا أنبئك بأعلم أهل الأرض بوتر رسول الله {{صل}}؟ قال: نعم! قال: عائشة إيتها فاسألها ثم ارجع إلى فأخبرني بردها عليك فأتيت على حكيم بن أفلح فاستلحقته إليها فقال: ما أنا بقاربها إني نهيتها أن تقول في هاتين الشيعتين شيئا فأبت فيها إلا مضيا فأقسمت عليه فجاء معي فدخل عليها فقالت: أحكيم فعرفته قال: نعم! أو قال: بلى! قالت: من هذا معك؟ قال: سعد بن هشام قالت: من هشام؟ قال: ابن عامر قال: فترحمت عليه وقالت: نعم المرء كان عامر
« فقلت: يا أم المؤمنين أنبئيني عن وتر رسول الله {{صل}} فقالت: كنا نعد له سواكه وطهوره فيبعثه الله لما شاء أن يبعثه الليل فيتسوك ويتوضأ ثم يصلي ثمان ركعات لا يجلس فيهن إلا عند الثامنة فيجلس ويذكر الله ويدعو - زاد هارون في حديثه في هذا الموضوع - ثم ينهض ولا يسلم ثم يصلي التاسعة فيقعد فيحمد ربه ويصلي على نبيه {{صل}} ثم يسلم تسليما فيسمعنا ثم يصلي ركعتين وهو قاعد فتلك إحدى عشرة ركعة يا بني »
وقال بندار وهارون جميعا: فلما أسن وأخذ اللحم أوتر بسبع وصلى ركعتين وهو جالس بعدما يسلم فتلك تسع ركعات يا بني
قال لنا بندار في حديث ابن أبي عدي: عن سعيد عن قتادة: ويسلم تسليمة يسمعنا
وقال بندار: قلت ليحيى: إن الناس يقولون: تسليمة فقال: هكذا حفظي عن سعيد وكذا قال هارون في حديث عبدة عن سعيد: ثم يسلم تسليما يسمعنا كما قال يحيى
وقال عبد الصمد عن هشام عن قتادة في هذا الخبر: ثم يسلم تسليمة يسمعنا
1079 - كذلك ثنا محمد بن يحيى نا عبد الصمد ثنا هشام ح وثنا علي بن سهل الرملي نا مؤمل بن إسماعيل نا عمارة بن زادان ثنا ثابت عن أنس قال:
« كان النبي {{صل}} يوتر بتسع ركعات فلما أسن وثقل أوتر بسبع وصلى ركعتين وهو جالس يقرأ فيهن بالرحمن والواقعة »
قال أنس: ونحن نقرأ بالسور القصار { إذا زلزلت } { قل يا أيها الكافرون } ونحوهما <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف عمارة بن زادان قال الحافظ: صدوق كثير الخطأ. وقد صح الحديث عن عائشة دون ذكر السورتين خرجته في صحيح أبي داود وقد مضى في الكتاب 1073 دون ذكر القراءة فيهما وهو رواية لأبي داود </ref>
===باب إباحة الوتر أول الليل إن أحب المصلي أو وسطه أو آخره إذ الليل بعد العشاء الآخرة إلى طلوع الفجر كله وقت الوتر===
1080 - نا بندار نا محمد - يعني ابن جعفر - نا شعبة عن أبي إسحاق عن عاصم - وهو ابن ضمرة - عن علي قال:
« من كل الليل أوتر رسول الله {{صل}} من أوله وأوسطه وآخره » <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف لعنعنة أبي اسحق وهو السبيعي ويشهد لطرفيه الحديث الذي بعده ويشهد لوسطه حديث مسروق عنها في الصحيحين وغيرهما </ref>
1081 - نا بحر بن نصر نا عبد الله بن وهب قال: وحدثني معاوية بن صالح أن عبد الله بن أبي قيس حدثه
« أنه سأل عائشة زوج النبي {{صل}} كيف كان رسول الله {{صل}} يوتر آخر الليل أو أوله؟ قالت: كل ذلك قد كان يفعل ربما أوتر أول الليل وربما أوتر من آخره فقلت: الحمد لله الذي جعل في الأمر سعة »
===باب الأمر بالوتر من آخر الليل بذكر خبر مختصر غير متقصى ومجمل غير مفسر===
1082 - نا بندار نا يحيى نا عبيد الله أخبرني نافع عن ابن عمر ح وثنا الدورقي والحسن الزعفراني بن محمد قالا: ثنا محمد بن عبيد ثنا عبيد الله ح وثنا يحيى بن حكيم ثنا حماد بن مسعدة عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر
« عن النبي {{صل}} قال: اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترا »
===باب ذكر الوصية بالوتر قبل النوم بلفظ مجمل غير مفسر===
قد يسبق - علمي - إلى وهم من لا يميز بين الخبر المختصر والخبر المتقصى ولا يستدل بالمفسر من الأخبار على المجمل منها إن أمر النبي {{صل}} بأن يجعل آخر صلاة الليل وترا يضاد أمره ووصيته بالوتر قبل النوم
1083 - نا علي بن حجر السعدي ثنا إسماعيل - يعني ابن جعفر - نا محمد - وهو ابن أبي حرملة - عن عطاء بن يسار عن أبي ذر قال:
« أوصاني حبيبي بثلاث لا أدعهن إن شاء الله أبدا أوصاني بصلاة الضحى وبالوتر قبل النوم وبصوم ثلاثة أيام من كل شهر »
قال أبو بكر: إخبار أبي هريرة أوصاني النبي {{صل}} بثلاث خرجتها في غير هذا الموضع <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب ذكر الخبر المفسر للفظتين المجملتين اللتين ذكرتهما في البابين المقدمين===
والدليل على أن النبي {{صل}} أمر بالوتر قبل النوم آخذا بالوثيقة والحزم تخوفا أن لا يستيقظ المرؤ آخر الليل فيوتر آخره وأنه إنما أمر بالوتر آخر الليل من قوي على قيام آخر الليل مع الدليل على أن الوتر من آخر الليل لمن قوي على القيام آخر الليل
1084 - نا أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم البزاز بخبر غريب غريب انا يحيى بن إسحاق السيلحيني ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن عبد الله بن رباح عن أبي قتادة
« أن النبي {{صل}} قال لأبي بكر: متى توتر؟ قال: أوتر قبل أن أنام فقال لعمر متى توتر؟ قال: أنام ثم أوتر قال: فقال لأبي بكر: أخذت بالحزم أو بالوثيقة وقال لعمر: أخذت بالقوة »
قال أبو بكر: هذا عند أصحابنا عن حماد مرسل ليس فيه أبو قتادة <ref>قال ناصر الدين: إسناده صحيح </ref>
 
1085 - ثنا محمد بن يحيى وأحمد بن سعيد الدارمي قالا: ثنا محمد بن عباد - هو المكي - نا يحيى بن سليم عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر
« أن النبي {{صل}} قال لأبي بكر: متى توتر؟ قال: أوتر ثم أنام قال: بالحزم أخذت وسأل عمر فقال: متى توتر؟ فقال: أنام ثم أقوم من الليل فأوتر قال: فعلي فعلت »
وقال محمد بن يحيى في قصة عمر قال: فعل القوي فعلت <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف يحيى بن سليم وهو الطائفي صدوق سيء الحفظ كما قال الحافظ </ref>
1086 - حدثنا علي بن خشرم أخبرنا عيسى - يعني ابن يونس - ح وثنا علي أيضا أخبرنا عبد الله - يعني ابن إدريس - ح وثا يوسف بن موسى ثنا جرير جميعا عن الأعمش ح وثنا أبو موسى ثنا معاوية ح وثنا يعقوب بن الدوقي نا محمد بن عبيد قالا: ثنا الأعمش ح وثنا أبو موسى نا يحيى بن حماد ثنا أبو عوانة عن سليمان - وهو الأعمش - عن أبي سفيان عن جابر بن عبد الله قال:
« قال رسول الله {{صل}}: من خاف منكم ألا يستيقظ من آخر الليل فليوتر من أوله وليرقد ومن طمع منكم أن يستيقظ في آخر الليل فليوتر من آخره فإن صلاة آخر الليل محضورة فذلك أفضل »
هذا حديث عيسى. وفي حديث جرير وأبي عوانة قال: سمعت النبي {{صل}}
===باب الأمر بمبادرة طلوع الفجر بالوتر إذ الوتر وقته الليل لا الليل والنهار ولا بعض النهار أيضا===
1087 - ثنا أحمد بن منيع بخبر غريب غريب ثنا ابن أبي زائدة ثنا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر
« أن النبي {{صل}} قال: بادروا الصبح بالوتر » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
1088 - ثنا أحمد بن منيع وزياد بن أيوب قالا: ثنا ابن أبي زائدة ثنا عاصم الأحول عن عبد الله بن شقيق عن ابن عمر
« أن رسول الله {{صل}} قال: بادروا الصبح بالوتر »
وقال أحمد: بادر
1089 - ثنا أبو موسى حدثني عبد الأعلى نا معمر بن يحيى بن أبي كثير عن أبي نضرة عن أبي سعد الخدري
« أن النبي {{صل}} قال: أوتروا قبل أن تصبحوا »
ثنا أبو موسى ثنا أبو عامر نا علي - يعني ابن المبارك - عن يحيى قال: حدثني أبو نضرة العوفي أن أبا سعيد الخدري أخبرهم: أنهم سألوا النبي {{صل}} عن الوتر فقال:
« أوتروا قبل الصبح »
===باب الرخصة في الوتر راكبا في السفر وفيه ما دل على أن الوتر ليست بفريضة===
إذ النبي {{صل}} لم يكن يصلي المكتوبة على راحلته في الحالة التي كان يوتر عليها
1090 - ثنا يونس بن عبد الأعلى ثنا ابن وهب ح وأخبرني ابن عبد الحكم أن ابن وهب أخبرهم أخبرني يونس عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال:
« كان رسول الله {{صل}} يسبح على الراحلة قبل أي وجه توجه ويوتر عليها غير أنه لا يصلي عليها المكتوبة »
===باب النائم عن الوتر أو الناسي له يصبح أن يوتر===
1091 - نا محمد بن يحيى القطعي وأحمد بن المقدام قالا: ثنا محمد بن بكر أخبرنا ابن جريج ح وثنا محمد بن رافع ثنا عبد الرزاق أخبرنا ابن جريج ح وثنا أحمد بن منصور الرمادي ثنا حجاج بن محمد قال قال ابن جريج حدثني أيضا سليمان ابن موسى ثنا نافع أن ابن عمر كان يقول:
« من صلى من الليل فليجعل آخر صلاته وترا فإن رسول الله {{صل}} أمر بذلك فإذا كان الفجر فقد ذهبت كل صلاة الليل والوتر فإن رسول الله {{صل}} قال: الوتر قبل الفجر »
هذا حديث القطعي
وقال الآخرون: فإن رسول الله {{صل}} قال: أوتروا قبل الفجر
وقال الرمادي: فقد ذهبت صلاة الليل والوتر <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
1092 - ثنا عبدة بن عبد الله الخزاعي أنا أبو داود الطيالسي عن هشام الدستوائي عن قتادة عن أبي نضرة عن أبي سعيد
« أن رسول الله {{صل}} قال: من أدركه الصبح ولم يوتر فلا وتر له » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب ذكر خبر روي عن وتر النبي {{صل}} بعد الفجر مجمل غير مفسر===
أوهم بعض من لم يتبحر العلم ولم يكتب من العلم ما يستدل بالخبر المفسر على الخبر المجمل أن النبي {{صل}} أوتر بعد طلوع الفجر الثاني
1093 - حدثنا إبراهيم بن منقذ بن عبد الله الخولاني نا أيوب بن سويد عن عتبة بن أبي حكم عن أبي سفيان طلحة بن نافع عن عبد الله ابن عباس قال:
« كان رسول الله {{صل}} وعد العباس ذودا من الإبل فبعثني إليه بعد العشاء وكان في بيت ميمونة بنت الحارث فنام رسول الله {{صل}} فتوسدت الوسادة التي توسدها رسول الله {{صل}} فنام غير كبير أو غير كثير ثم قام عليه السلام فتوضأ فأسبغ الوضوء وأقل هراقة الماء ثم افتتح الصلاة فقمت فتوضأت فقمت عن يساره وأخلف بيده فأخذ بأذني فأقامني عن يمينه فجعل يسلم من كل ركعتين وكانت ميمونة حائضا فقامت فتوضأت ثم قعدت خلفه تذكر الله فقال لها النبي {{صل}}: أشيطانك أقامك؟ قالت: بأبي وأمي يا رسول الله ولي شيطان؟ قال: إي والذي بعثني بالحق ولي غير أن الله أعانني عليه فأسلم فلما انفجر الفجر قام فأوتر بركعة ثم ركع ركعتي الفجر ثم اضطجع على شقه الأيمن حتى أتاه بلال فآذنه بالصلاة » <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف عتبة بن حكيم صدوق يخطئ كثيرا وقريب منه أيوب بن سويد </ref>
===باب ذكر الدليل على أن النبي {{صل}} إنما أوتر هذه الليلة التي بات ابن عباس فيها عنده بعد طلوع الفجر الأول===
الذي يكون بعد طلوعه ليل لا نهار لا بعد طلوع الفجر الثاني الذي يكون بعد طلوعه نهار مع الدليل على أن النبي {{صل}} لم يركع ركعتي الفجر عند فراغه من الوتر بل أمسك بعد فراغه من الوتر حتى أضاء الفجر الثاني الذي يكون بعد إضاءة نهار ولا ليل
1094 - نا أحمد بن منصور المروزي أخبرنا النضر - يعني ابن شميل أخبرنا عباد بن منصور نا عكرمة بن خالد المخزومي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:
« انطلقت إلى خالتي فذكر بعض الحديث وقال: ثم قام رسول الله {{صل}} إلى المسجد فقام يصلي فيه فقمت عن يساره فلبث يسيرا حتى إذا علم رسول الله {{صل}} أني أريد أن أصلي بصلاته فأخذ بناصيتي فجرني حتى جعلني على يمينه فصلى رسول الله {{صل}} ما كان عليه من الليل مثنى ركعتين ركعتين فلما طلع الفجر الأول قام رسول الله {{صل}} فصلى تسع ركعات يسلم في كل ركعتين وأوتر بواحدة وهي التاسعة ثم إن رسول الله {{صل}} أمسك حتى أضاء الفجر جدا ثم قام فركع ركعتي الفجر ثم إن رسول الله {{صل}} وضع جنبه فنام ثم جاء بلال » فذكر الحديث بطوله
قال أبو بكر: قد خرجت ألفاظ خبر بن عباس في كتاب الكبير.
قال أبو بكر: ففي خبر سعيد بن جبير ما دل على أن النبي {{صل}} إنما أوتر بعد طلوع الفجر الأول قبل طلوع الفجر الثاني والفجر هما فجران فالأول طلوعه بليل والآخر هو الذي يكون بعد طلوعه نهار وقد أمليت في المسألة التي كنت أمليتها على بعض من اعترض على أصحابنا أن الوتر بركعة غير جائز الأخبار التي رويت عن النبي {{صل}} في الوتر بثلاث وبينت عللها في ذلك الموضع
قال أبو بكر: ولست أحفظ خبرا ثابتا عن النبي {{صل}} في القنوت في الوتر وقد كنت بينت في تلك المسألة علة خبر أبي بن كعب عن النبي {{صل}} في ذكر القنوت في الوتر وبينت أسانيدها وأعلمت في ذلك الموضع أن ذكر القنوت في خبر أبي غير صحيح على أن الخبر عن أبي أيضا غير ثابت في الوتر بثلاث
وقد روي عن يزيد بن أبي مريم عن أبي الحوراء عن الحسن بن علي أن النبي {{صل}} علمه دعاء يقوله في قنوت الوتر <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف من أجل عباد </ref>
1095 - حدثناه محمد بن رافع نا يحيى - يعني ابن آدم - نا إسرائيل عن أبي إسحاق عن بريد بن أبي مريم عن أبي الحوراء عن الحسن بن علي قال:
« حفظت من رسول الله {{صل}} كلمات علمنيهن أقولهن عند القنوت »
ثناه يوسف بن موسى وزياد بن أيوب قالا: ثنا وكيع ثنا يونس بن أبي إسحاق عن بريد بن أبي مريم عن أبي الحوراء عن الحسن بن علي قال:
« علمني رسول الله {{صل}} كلمات أقولهن في قنوت الوتر: اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت وبارك لي فيما أعطيت وقني شر ما قضيت فإنك تقضي ولا يقضى عليك وإنه لا يذل من واليت تباركت ربنا وتعاليت » هذا لفظ حديث وكيع غير أن يوسف قال: إنه لا يذل من واليت لم يذكر الواو. وقال ابن رافع: إنك تقضي ولم يذكر الفاء وقال: إنه لا يذل ولم يذكر الواو.
ثنا يوسف بن موسى ثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن بريد بن أبي مريم عن أبي الحوراء عن الحسن بن علي فذكر الحديث بمثله
وهذا الخبر رواه شعبة بن الحجاج عن بريد بن أبي مريم في قصة الدعاء ولم يذكر القنوت ولا الوتر <ref>قال ناصر الدين: إسناده صحيح </ref>
 
1096 - نا بندار نا محمد بن جعفر نا شعبة قال: سمعت ابن أبي مريم وثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني نا يزيد بن زريع نا شعبة ح وثنا أبو موسى نا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن بريد بن أبي مريم عن أبي الحوراء قال:
« سألت الحسن بن علي علام تذكر من رسول الله {{صل}}؟ فقال: كان يعلمنا هذا الدعاء: اللهم اهدني فيمن هديت بمثل حديث وكيع في الدعاء ولم يذكر القنوت ولا الوتر »
وشعبة أحفظ من عدد مثل يونس بن أبي إسحاق وأبو إسحاق لا يعلم أسمع هذا الخبر من بريد أو دلسه عنه اللهم إلا أن يكون كما يدعي بعض علمائنا أن كل ما رواه يونس عن من روى عنه أبوه أبو إسحاق هو مما سمعه يونس مع أبيه ممن روى عنه ولو ثبت الخبر عن النبي {{صل}} أنه أمر بالقنوت في الوتر أو قنت في الوتر لم يجز عندي مخالفة خبر النبي ولست أعلمه ثابتا <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
1097 - وقد روى الزهري عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة
« أن النبي {{صل}} لم يكن يقنت إلا أن يدعوا لقوم على قوم فإذا أراد أن يدعو على قوم أو يدعو لقوم قنت حين يرفع رأسه من الركعة الثانية من صلاة الفجر »
ثناه عمرو بن علي ومحمد بن يحيى قالا ثنا أبو داود نا إبراهيم بن سعد عن الزهري:
وقد روى العلاء بن صالح - شيخ من أهل الكوفة - صلاته عن زبيد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى:
أنه سأله عن القنوت في الوتر فقال: حدثنا البراء بن عازب قال: سنة ماضية
ثناه محمد بن العلاء بن كريب نا محمد بن بشر نا العلاء بن صالح
وهذا الشيخ العلاء بن صالح وهم في هذه اللفظة في قوله: في الوتر وإنما هو في الفجر لا في الوتر فلعله انمحى من كتابه ما بين الفاء والجيم فصارت الفاء شبه الواو والجيم ربما كانت صغيرة تشبه التاء فلعله لما رأى أهل بلده يقنتون في الوتر وعلماؤهم لا يقنتون في الفجر توهم أن خبر البراء إنما هو من القنوت في الوتر
نا سلم بن جنادة نا وكيع عن سفيان عن زبيد اليمامي قال:
سألت عبد الرحمن بن أبي ليلى عن القنوت في الفجر فقال سنة ماضية
فسفيان الثوري أحفظ من مائتين مثل العلاء بن صالح فخبر أن سؤال زبيد بن أبي ليلى إنما كان عن القنوت في الفجر لا في الوتر فأعلمه أنه سنة ماضية ولم يذكر أيضا البراء
وقد روى الثوري وشعبة - هما إماما أهل زمانهما في الحديث - عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن البراء أن النبي قنت في الفجر
1098 - ثناه سلم بن جنادة ثنا وكيع عن سفيان وشعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن البراء
« أن النبي {{صل}} قنت في الفجر »
1099 - ثنا بندار ثنا محمد بن جعفر نا شعبة عن عمرو بن مرة قال: سمعت ابن أبي ليلى حدثني البراء بن عازب
« أن رسول الله {{صل}} كان يقنت في المغرب والصبح »
نا أحمد بن عبدة ثنا أبو داود نا شعبة عن عمرو بن مرة أنبأه قال: سمعت ابن أبي ليلى يحدث عن البراء بن عازب
أن النبي {{صل}} كان يقنت في الصبح والمغرب
فهذا هو الصحيح عن البراء بن عازب عن النبي {{صل}} لا على ما رواه العلاء بن صالح
وأعلى خبر يحفظ في القنوت في الوتر عن أبي بن كعب في عهد عمر بن الخطاب موقوفا أنهم كانوا يقنتون بعد النصف يعني من رمضان
1100 - نا الربيع بن سليمان المرادي نا عبد الله بن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب أخبرني عروة بن الزبير
« أن عبد الرحمن بن عبد القاري - وكان في عهد عمر بن الخطاب مع عبد الله بن الأرقم على بيت المال - أن عمر خرج ليلة في رمضان فخرج معه عبد الرحمن بن عبد القاري فطاف بالمسجد وأهل المسجد أوزاع متفرقون يصلي الرجل لنفسه ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط فقال عمر: والله إني أظن لو جمعنا هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل ثم عزم عمر على ذلك وأمر أبي بن كعب أن يقوم لهم في رمضان فخرج عمر عليهم والناس يصلون بصلاة قارئهم فقال عمر: نعم البدعة هي والتي تنامون عنها أفضل من التي تقومون - يريد آخر الليل - فكان الناس يقومون أوله وكانوا يلعنون الكفرة في النصف: اللهم قاتل الكفرة الذين يصدون عن سبيلك ويكذبون رسلك ولا يؤمنون بوعدك وخالف بين كلمتهم وألق في قلوبهم الرعب وألق عليهم رجزك وعذابك إله الحق ثم يصلي على النبي {{صل}} ويدعو للمسلمين بما استطاع من خير ثم يستغفر للمؤمنين قال: وكان يقول إذا فرغ من لعنة الكفرة وصلاته على النبي واستغفاره للمؤمنين والمؤمنات ومسألته: اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى ونحفد ونرجو رحمتك ربنا ونخاف عذابك الجد إن عذابك لمن عاديت ملحق ثم يكبر ويهوى ساجدا » <ref>قال ناصر الدين: إسناده صحيح </ref>
 
===باب الزجر أن يوتر المصلي في الليلة الواحدة مرتين إذ الوتر مرتين تصير صلاته بالليل شفعا لا وتر===
1101 - نا أحمد بن المقدام نا ملازم بن عمرو نا عبد الله بن بدر عن قيس بن طلق قال:
« زارنا أبي في يوم من رمضان فأمسى عندنا وأفطر وقام بنا تلك الليلة وأوتر بنا ثم انحدر إلى مسجده فصلى بأصحابه حتى بقي الوتر ثم قدم رجلا من أصحابه فقال: أوتر بأصحابك فإني سمعت رسول الله {{صل}} يقول: لا وتران في ليلة » <ref>قال الأعظمي: إسناده حسن </ref>
===باب الرخصة في الصلاة بعد الوتر===
1102 - نا أبو موسى محمد بن المثنى نا ابن أبي عدي نا هشام ح وثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي نا يزيد بن هارون أخبرنا هشام بن أبي عبد الله عن يحيى عن أبي سلمة قال:
« سألت عائشة عن صلاة رسول الله {{صل}} فقالت: كان يصلي ثلاث عشر ركعة يصلي ثمان ركعات ثم يوتر ثم يصلي ركعتين وهو جالس فإذا أراد أن يركع قام فركع ويصلي ركعتين بين النداء والإقامة »
هذا لفظ حديث أبي موسى
وقال الدورقي في حديثه: ويوتر بركعة فإذا سلم كبر فصلى ركعتين جالسا ويصلي ركعتين بين الأذان والإقامة من الفجر <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
1103 - نا أحمد بن المقدام العجلي نا بشر - يعني ابن المفضل - نا أبو سلمة عن أبي نضرة عن ابن عباس قال:
« زرت خالتي ميمونة فوافقت ليلة النبي {{صل}} فقام رسول الله {{صل}} بسحر طويل فأسبغ الوضوء ثم قام يصلي فقمت فتوضأت ثم جئت فقمت إلى جنبه فلما علم أني أريد الصلاة معه أخذ بيدي فحولني عن يمينه فأوتر بتسع أو سبع ثم صلى ركعتين ووضع جنبه حتى سمعت ضفيزه ثم أقيمت الصلاة فانطلق فصلى
قال أبو بكر: هاتان الركعتان اللتان ذكرهما بن عباس في هذا الخبر يحتمل أن يكون أراد الركعتين اللتين كان النبي {{صل}} يصليهما بعد الوتر كما أخبرت عائشة ويحتمل أن يكون أراد بهما ركعتي الفجر اللتين كان يصليهما قبل صلاة الفريضة » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح. وسمع ضفيزه أي غطيطه </ref>
===باب ذكر القراءة في الركعتين اللتين كان النبي {{صل}} يصليهما بعد الوتر===
1104 - نا بندار نا أبو داود نا أبو حرة عن الحسن عن سعد بن هشام الأنصاري
« أنه سأل عائشة عن صلاة النبي {{صل}} بالليل فقالت: كان رسول الله {{صل}} إذا صلى العشاء تجوز بركعتين ثم ينام وعند رأسه طهوره وسواكه فيقوم فيتسوك ويتوضأ ويصلي ويتجوز بركعتين ثم يقوم فيصلي ثمان ركعات يسوي بينهن في القراءة ويوتر بالتاسعة ويصلي ركعتين وهو جالس فلما أسن رسول الله {{صل}} وأخذ اللحم جعل الثمان ستا ويوتر بالسابعة ويصلي ركعتين وهو جالس يقرأ فيهما ب- { قل يا أيها الكافرون } و{ إذا زلزلت } » <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف أبو حرة اسمه واصل بن عبد الرحمن قال الحافظ: كان يدلس عن الحسن </ref>
1105 - ثنا علي بن سهل الرملي نا مؤمل بن إسماعيل نا عمارة بن زاذان نا ثابت عن أنس قال:
« كان النبي {{صل}} يوتر بتسع ركعات فلما أسن وثقل أوتر بسبع وصلى ركعتين وهو جالس يقرأ بالرحمن والواقعة »
قال أنس: ونحن نقرأ بالسور القصار { إذا زلزلت } و{ قل يا أيها الكافرون } ونحوهما <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف عمارة بن زاذان كثير الخطأ كما في التقريب وقريب منه مؤمل بن إسماعيل </ref>
===باب ذكر الدليل على أن الصلاة بعد الوتر مباحة لجميع من يريد الصلاة بعده===
وأن الركعتين اللتين كان النبي {{صل}} يصليهما بعد الوتر لم يكونا خاصة النبي {{صل}} دون أمته إذ النبي {{صل}} قد أمرنا بالركعتين بعد الوتر أمر ندب وفضيلة لا أمر إيجاب وفريضة
1106 - نا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب نا عمي حدثني معاوية - وهو ابن صالح - عن شريح بن عبيد عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن ثوبان مولى رسول الله {{صل}} قال:
« كنا مع رسول الله {{صل}} في سفر فقال: إن هذا السفر جهد وثقل فإذا أوتر أحدكم فليركع ركعتين فإن استيقظ وإلا كانتا له » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح لغيره </ref>
==جماع أبواب الركعتين قبل الفجر وما فيهما من السنن==
===باب فضل ركعتي الفجر إذ هما خير من الدنيا جميعا===
1107 - نا بشر بن معاذ العقدي ومحمد بن عبد الأعلى الصنعاني قالا: ثنا يزيد بن زريع نا سعيد ح وثنا بندار ويحيى بن حكيم والدورقي قالوا: ثنا يحيى بن سعيد عن سعيد بن سعيد بن أبي عروبة وسليمان التيمي ح وثنا هارون بن إسحاق الهمداني ثنا عبدة عن سعيد بن أبي عروبة كلاهما عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام عن عائشة قالت
« قال رسول الله {{صل}}: ركعتا الفجر خير من الدنيا جميعا »
وقال الصنعاني في ركعتي الفجر: هما خير من الدنيا جميعا
وفي حديث يحيى بن سعد قال: ركعتا الفجر أحب إلي من الدنيا جميعا
ثنا محمد بن أسلم نا عبيد الله بن موسى نا إسرائيل عن سعيد بن أبي عروبة نحوه
===باب المسارعة إلى الركعتين قبل الفجر اقتداء بالنبي المصطفى {{صل}}===
1108 - نا عبد الله بن سعيد الأشج ثنا حفص - يعني ابن غياث - عن ابن جريج عن عطاء عن عبيد بن عمير عن عائشة قالت
« ما رأيت رسول الله {{صل}} إلى شيء من الخير أسرع منه إلى الركعتين قبل الفجر ولا إلى غنيمة »
===باب ذكر الدليل على أن عائشة إنما أرادت بقولها الخير النوافل دون خير الفريضة إذ اسم الخير قد يقع على الفريضة والنافلة جميعا===
1109 - نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي وعبد الرحمن بن بشر بن الحكم ويحيى بن حكيم قالوا ثنا يحيى - وهو ابن سعيد - عن ابن جريج حدثني عطاء عن عبيد بن عمير عن عائشة
« أن نبي الله {{صل}} لم يكن على شيء من النوافل أشد منه معاهدة على الركعتين قبل الصبح »
وقال يحيى بن حكيم: قال أخبرني عبيد بن عمير
===باب الأمر بالركعتين قبل الفجر أمر ندب واستحباب لا أمر فرض وإيجاب===
1110 - نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي نا مرحوم - يعني ابن عبد العزيز - عن خالد عن عبد الله بن شقيق عن ابن عمر قال:
« كنت بين رسول الله {{صل}} وبين أعرابي ليلة فقال الأعرابي: يا رسول الله كيف صلاة الليل؟ فقال {{صل}}: مثنى مثنى فإذا خشيت الصبح فاسجد سجدة واسجد سجدتين قبل صلاة الغداة » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب وقت ركعتي الفجر===
1111 - نا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي ثنا سفيان عن عمر بن دينار عن ابن شهاب عن سالم عن ابن عمر قال:
« أخبرتني حفصة زوج النبي {{صل}} أن النبي {{صل}} كان يصلي ركعتي الفجر إذا أضاء الفجر »
===باب استحباب تخفيف الركعتين قبل الفجر اقتداء بالنبي المصطفى {{صل}} إذ اتباع السنة افضل من الابتداع على ما يأمر القصاص من تطويل الركعتين قبل الفجر===
1112 - قال ثنا أحمد بن عبدة الضبي أخبرنا حماد - يعني ابن زيد - عن أنس بن سيرين قال:
« قلت لابن عمر: أرأيت الركعتين قبل صلاة الغداة أطيل فيهما القراءة؟ قال: كان رسول الله {{صل}} يصلي الركعتين قبل الغداة كأن الأذان بأذنيه » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
1113 - ثنا محمد بن الوليد ثنا عبد الوهاب - يعني ابن الثقفي - قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول: أخبرني محمد بن عبد الرحمن أنه سمع عمرة تحدث عن عائشة وثنا أبو عمار ثنا عبد الله بن نمير ح وثنا يوسف بن موسى ثنا جرير ح وثنا عبد الله بن سعيد الأشج ثنا أبو خالد جميعا عن يحيى بن سعيد عن محمد بن عبد الرحمن عن عمرة عن عائشة وهذا حديث محمد بن الوليد أنها كانت تقول
« كان رسول الله {{صل}} يصلي ركعتي الفجر فيخففهما حتى إني لأقول: قرأ فيهما بأم الكتاب؟ »
وقال أبو عمار في حديثه: حتى أقول: هل قرأ فيهما بشيء؟
===باب استحباب قراءة { قل هو الله أحد } و{ قل يا أيها الكافرون } في الركعتين قبل الفجر===
1114 - ثنا بندار نا إسحاق بن يوسف الأزرق ثنا الجريري عن عبد الله بن شقيق عن عائشة قالت
« كان رسول الله {{صل}} يصلي أربعا قبل الظهر وركعتين قبل العصر لا يدعهما قالت: وكان يقول: نعمة السورتان يقرأ بهما في ركعتين قبل الفجر { قل هو الله أحد } و{ قل يا أيها الكافرون } » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب إباحة القراءة في ركعتي الفجر في كل ركعة منهما بآية واحدة سوى فاتحة الكتاب===
ضد قول من زعم انه لا يجزئ أن يقرأ في ركعة واحدة من التطوع بأقل من ثلاث آيات سوى الفاتحة
1115 - ثنا هارون بن إسحاق الهمداني ثنا أبو خالد ثنا عثمان بن حكيم عن ابن يسار - وهو سعيد بن يسار - عن ابن عباس قال:
« أكثر ما كان رسول الله {{صل}} يقرأ في ركعتي الفجر: { قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم } إلى آخر الآية وفي الأخرى: { قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم } إلى قوله: { اشهدوا بأنا مسلمون } »
===باب الرخصة في أن يصلي ركعتي الفجر بعد صلاة الصبح وقبل طلوع الشمس إذا فاتتا صلاة الصبح===
1116 - ثنا الربيع بن سليمان المرادي ونصر بن مرزوق بخبر غريب غريب قالا: ثنا أسد بن موسى ثنا الليث بن سعد حدثني يحيى بن سعيد عن أبيه عن جده قيس بن عمرو
« أنه صلى مع رسول الله {{صل}} الصبح ولم يكن ركع ركعتي الفجر فلما سلم رسول الله {{صل}} قام فركع ركعتي الفجر ورسول الله {{صل}} ينظر إليه فلم ينكر ذلك عليه »
ثنا أبو الحسن عمر بن حفص ثنا سفيان عن سعد بن سعيد عن محمد بن إبراهيم عن قيس جد سعد:
« أنه صلى مع النبي {{صل}} الصبح ثم قام يصلي ركعتين فقال النبي {{صل}}: ما هاتان الركعتان: فقال: يا رسول الله ركعتا الفجر لم أكن صليتهما فهما هاتان قال فسكت عنه النبي {{صل}} » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح ولرواية سعد بن سعيد انظر أبا داود 1267 وإسنادها ضعيف </ref>
===باب قضاء ركعتي الفجر بعد طلوع الشمس إذا نسيهما المرء===
1117 - ثنا علي بن نصر بن علي الجهضمي وعبد القدوس بن محمد بن شعيب بن الحبحاب - وهذا لفظ حديث عبد القدوس - حدثني عمرو - يعني ابن عاصم - نا همام نا قتادة عن النضر بن أنس عن بشير بن نهيك عن أبي هريرة
« أن النبي {{صل}} قال: من نسي ركعتي الفجر فليصلهما إذا طلعت الشمس » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب قضاء ركعتي الفجر بعد طلوع الشمس إذا نام المرء عنهما فلم يستيقظ إلا بعد طلوع الشمس===
1118 - ثنا محمد بن بشار ثنا يحيى ثنا يزيد بن كيسان ثنا أبو حازم عن أبي هريرة قال:
« أعرسنا مع رسول الله {{صل}} فلم نستيقظ حتى طلعت الشمس فقال رسول الله {{صل}}: ليأخذ كل إنسان برأس راحلته فإن هذا منزل حضرنا فيه الشيطان ففعلنا فدعا بالماء فتوضأ ثم صلى سجدتين حين أقيمت الصلاة وصلى الغداة » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب الدعاء بعد ركعتي الفجر===
1119 - ثنا محمد بن خلف العسقلاني ثنا آدم - يعني ابن أبي إياس - ثنا قيس - يعني ابن الربيع - نا محمد بن أبي ليلى عن داود بن علي عن أبيه عن ابن عباس قال:
« بعثني العباس إلى رسول الله {{صل}} فأتيته ممسيا وهو في بيت خالتي ميمونة بنت الحارث فقام رسول الله {{صل}} يصلي من الليل فلما صلى ركعتي الفجر قال: اللهم إني أسألك رحمة من عندك تهدي بها قلبي وتجمع بها شملي وتلم بها شعثي وترد بها الغي وتصلح بها ديني وتحفظ بها غائبي وترفع بها شاهدي وتزكي بها عملي وتبيض بها وجهي وتلهمني بها رشدي وتعصمني بها من كل سوء اللهم اعطني إيمانا صادقا ويقينا ليس بعده كفر ورحمة أنال بها شرف كرامتك في الدنيا والآخرة اللهم إني أسألك الفوز عند القضاء ونزل الشهداء وعيش السعداء ومرافقة الأنبياء والنصر على الأعداء اللهم أنزل بك حاجتي وإن قصر رأيي وضعف عملي وافتقرت إلى رحمتك فأسألك يا قاضي الأمور ويا شافي الصدور كما تجير بين البحور أن تجيرني من عذاب السعير ومن دعوة الثبور ومن فتنة القبور اللهم ما قصر عنه رأيي وضعف عنه عملي ولم تبلغه نيتي من خير وعدته أحدا من عبادك أو خير أنت معطيه أحدا من خلقك فإني أرغب إليك فيه وأسألك يا رب العالمين اللهم اجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين حربا لأعدائك سلما لأوليائك نحب بحبك الناس ونعادي بعداوتك من خالفك اللهم هذا الدعاء وعليك الاستجابة - أو الإجابة شك ابن خلف - وهذا الجهد وعليك التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله اللهم ذا الحبل الشديدة والأمر الرشيد أسألك الأمن يوم الوعيد والجنة يوم الخلود مع المقربين الشهود الركع السجود الموفين بالعهود إنك رحيم ودود وأنت تفعل ما تريد سبحان الذي تعطف العز وقال به سبحان الذي لبس المجد وتكرم به سبحان الذي لا ينبغي التسبيح إلا له سبحان الذي أحصى كل شيء فعلمه سبحان ذي الفضل والنعم سبحان ذي القدرة والكرم اللهم اجعل لي نورا في قلبي ونورا في قبري ونورا في سمعي ونورا في بصري ونورا في شعري ونورا في بشري ونورا في لحمي ونورا في دمي ونورا في عظامي ونورا بين يدي ونورا من خلفي ونورا عن يميني ونورا عن شمالي ونورا من فوقي ونورا من تحتي اللهم زدني نورا وأعطني نورا واجعل لي نورا » <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف محمد وهو ابن عبد الرحمن بن أبي ليلى سيئ الحفظ جدا كما قال الحافظ </ref>
===باب استحباب الاضطجاع بعد ركعتي الفجر===
1120 - ثنا بشر بن معاذ العقدي ثنا عبد الواحد بن زياد ثنا الأعمش عن أبي هريرة قال:
« قال رسول الله {{صل}}: إذا صلى أحدكم ركعتي الفجر فليضطجع على يمينه فقال له مروان بن الحكم: أما يكفي أحدنا ممشاه إلى المسجد حتى يضطجع قال: فبلغ ذلك ابن عمر فقال: أكثر أبو هريرة فقيل له: هل تنكر مما يقول شيئا؟ قال: لا ولكنه اجترأ وجبنا فبلغ ذلك أبا هريرة فقال: ما ذنبي إن كنت حفظت ونسوا » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
1121 - ثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي نا إسماعيل بن علية عن سعيد بن يزيد - وهو أبو سلمة - عن أبي نضرة عن ابن عباس قال:
« زرت خالتي فوافقت ليلة النبي {{صل}} فذكر الحديث وقال: ثم صلى ركعتين ثم اضطجع حتى سمعت ضفيزه ثم أقيمت الصلاة فخرج فصلى »
===باب الرخصة في ترك الاضطجاع بعد ركعتي الفجر===
والدليل على أن النبي {{صل}} إنما أمر بالاضطجاع بعد ركعتي الفجر أمر ندب وإرشاد لا أمر فرض وإيجاب والرخصة في الحديث بعد ركعتي الفجر
1122 - نا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي ثنا سفيان عن سالم أبي النضر عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة قالت
« كان رسول الله {{صل}} يصلي ركعتي الفجر فإن كنت مستيقظة حدثني وإن كنت نائمة اضطجع حتى يقوم للصلاة »
===باب النهي عن أن يصلي ركعتي الفجر بعد الإقامة ضد قول من زعم أنهما تصليان والإمام يصلي الفريضة===
1123 - أنا الأستاذ الإمام أبو طاهر نا أبو بكر ابن خزيمة ثنا محمد بن بشار وعمرو بن علي ومحمد بن عمرو بن العباس - قال محمد بن عمرو ثنا غندر وقال الآخران -: ثنا محمد بن جعفر قال بندار قال: ثنا شعبة قال: سمعت ورقاء و- قال الآخران: عن شعبة عن ورقاء - عن عمرو بن دينار عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة
« عن النبي {{صل}} قال: إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة »
ثنا يعقوب الدورقي ثنا روح بن عبادة ثنا زكريا بن إسحاق ثنا عمرو بن دينار قال: سمعت عطاء بن يسار يقول عن أبي هريرة: عن النبي {{صل}} بمثله
1124 - ثنا سلم بن جنادة القرشي ثنا وكيع عن صالح بن رستم عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس قال:
« أقيمت الصلاة ولم أصل الركعتين فرآني وأنا أصليهما فنهاني فجذبني وقال: تريد أن تصلي للصبح أربعا؟ قيل لأبي عامر - يعني صالح بن رستم -: النبي {{صل}}؟ قال: نعم »
ثنا أبو عمار نا النضر بن شميل عن أبي عامر عن ابن أبي ملكية عن ابن عباس قال:
أقيمت الصلاة فقمت أصلي ركعتين فجذبني رسول الله {{صل}} وقال: أتصلي الغداة أربعا <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف صالح بن رستم أبو عامر الخزاز كثير الخطأ </ref>
1125 - ثنا أحمد بن المقدام العجلي ثنا حماد - يعني ابن زيد - ح وثنا أحمد بن عبدة قال: أخبرنا عباد - يعني ابن عباد المهلبي - ح وثنا أحمد بن عبدة أيضا عن عبد الواحد بن زياد ح وثنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ نا الفزاري يعني مروان بن معاوية ح وثنا أحمد بن منيع نا أبو معاوية ح وثنا بندار ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة ح وثنا محمد بن يحيى القطعي نا محمد بن بكر أخبرنا شعبة كلهم عن عاصم - يعني الأحول - عن عبد الله بن سرجس قال:
« جاء رجل ورسول الله {{صل}} في صلاة الصبح فركع ركعتين فلما قضى رسول الله {{صل}} صلاته قال يا فلان أيتهما صلاتك التي صليت معنا أو التي صليت لنفسك؟ » هذا لفظ حديث حماد بن زيد
1126 - ثنا علي بن حجر السعدي بخبر غريب غريب قال: ثنا محمد بن عمار - يعني الأنصاري - عن شريك بن عبد الله - وهو ابن أبي نمر - عن أنس قال:
« خرج النبي {{صل}} حين أقيمت الصلاة فرأى ناسا يصلون ركعتين بالعجلة فقال: أصلاتان معا؟ فنهى أن يصلي في المسجد إذا أقيمت الصلاة »
ثنا محمد بن عقيل نا حفص بن عبد الله حدثني إبراهيم بن طهمان عن شريك عن أنس بمثله إلى قوله: أصلاتان معا؟ لم يزد على هذا.
قال محمد بن إسحاق: روى هذا الخبر مالك بن أنس وإسماعيل بن جعفر عن شريك بن أبي نمر عن أبي سلمة مرسلا وروى إبراهيم بن طهمان عن شريك كلا الخبرين عن أنس وعن أبي سلمة جميعا
حدثنا بهما محمد بن عقيل ثنا حفص بن عبد الله نا إبراهيم بن طهمان بالإسنادين جميعا منفردين خبر أنس منفردا وخبر ابن سلمة منفردا <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح قال ناصر الدين: ابن أبي نمر من رجال الشيخين لكن قال الحافظ: صدوق يخطئ</ref>
==جماع أبواب صلاة التطوع بالليل==
===باب ذكر خبر نسخ فرض قيام الليل بعد ما كان فرضا واجبا===
1127 - نا محمد بن بشار ثنا يحيى بن سعيد - وقرأ علينا من كتابه - نا سعيد بن أبي عروبة وثنا بندار أيضا نا ابن أبي عدي عن سعيد ح وثنا هارون بن إسحاق الهمداني نا عبدة عن سعيد ح وثنا بندار ثنا معاذ بن هشام حدثني أبي ح وثنا أحمد بن المقدام نا محمد بن سواء عن سعيد جميعا عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام قال:
« أتيت على حكيم بن أفلح فانطلقت أنا وهو إلى عائشة رضي الله عنها فاستأذنا فأدخلنا عليها فقلنا: يا أم المؤمنين نبئيني عن خلق رسول الله {{صل}} فقالت: ألست تقرأ القرآن؟ - تعني قوله: { وإنك لعلى خلق عظيم } - قال: بلى قالت: فإن خلق رسول الله {{صل}} كان القرآن فقلت: يا أم المؤمنين نبئيني عن قيام رسول الله {{صل}} فقالت: ألست تقرأ هذه السورة { يا أيها المزمل }؟ قال فقلت: بلى قالت: فإن الله فرض القيام في أول هذه السورة فقام نبي الله {{صل}} وأصحابه حولا حتى انتفخت أقدامهم وأمسك خاتمتها اثني عشر شهرا في السماء ثم أنزل الله التخفيف في آخر هذه السورة فصار قيام الليل تطوعا بعد فريضة ثم ذكروا الحديث وفي آخر الحديث قال: فأتيت ابن عباس فأخبرته بحديثها فقال: صدقت »
===باب ذكر الدليل على أن الفرض قد ينسخ فيجعل الفرض تطوعا وجائز أن ينسخ التطوع ثانيا فيفرض الفرض الأول كما كان الابتداء فرضا===
1128 - ثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي نا عثمان بن عمر أخبرنا يونس عن الزهري عن عروة عن عائشة ح وثنا محمد بن رافع ثنا عبد الرزاق أخبرنا ابن جريج حدثني - يعني ابن شهاب - قال قال عروة قالت عائشة
« إن رسول الله {{صل}} خرج من جوف الليل فصلى في المسجد فصلى رجال بصلاته فأصبح ناس يتحدثون بذلك فلما كانت الليلة الثالثة كثر أهل المسجد فخرج فصلى فصلوا بصلاته فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله فلم يخرج إليهم رسول الله {{صل}} فطفق رجال منهم ينادون الصلاة فكمن رسول الله {{صل}} حتى خرج لصلاة الفجر فلما قضى صلاة الفجر قام فأقبل عليهم بوجهه فتشهد فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد فإنه لم يخف علي شأنكم ولكني خشيت أن تفرض عليكم صلاة الليل فتعجزوا عنها »
هذا لفظ حديث الدورقي
===باب كراهة ترك صلاة الليل بعدما كان المرؤ قد اعتاده===
1129 - نا يونس بن عبد الأعلى الصدفي ثنا بشر - يعني ابن بكر - عن الأوزاعي حدثني يحيى بن أبي كثير ح وثنا أحمد بن يزيد بن عليل المقري وأحمد بن عيسى بن يزيد اللخمي التنيسي قالا حدثنا عمر بن أبي سلمة الأوزاعي ثنا يحيى بن أبي كثير عن عمر بن أبي سلمة عن عمر بن الحكم بن ثوبان حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن ابن عمر بن العاص قال:
« قال رسول الله {{صل}}: لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل »
قال يونس قال رسول الله {{صل}}: يا عبد الله لا تكن
===باب كراهة ترك قيام الليل وإن كان تطوعا لا فرضا===
1130 - نا أبو موسى محمد بن المثنى نا عبد العزيز بن عبد الصمد نا منصور ح وثنا يوسف بن موسى ثنا جرير عن منصور ح وثنا عمرو بن علي ويعقوب بن إبراهيم الدورقي قالا: ثنا عبد العزيز بن عبد الصمد عن منصور ح وثنا يحيى بن حكيم نا أبو داود نا الأحوص عن منصور عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود
« أن رجلا أتى النبي {{صل}} فقال: إن فلانا نام البارحة عن الصلاة فقام رسول الله {{صل}}: ذاك شيطان بال في أذنه - أو في أذنيه »
هذا لفظ حديث أبي موسى
===باب استحباب قيام الليل يحل عقد الشيطان التي يعقدها على النائم فيصبح نشيطا طيب النفس يحل عقدة الشيطان عن نفسه===
1131 - ثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي وعبد الجبار بن العلاء قالا: ثنا سفيان بن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة
« يبلغ به النبي {{صل}} قال: يعقد الشيطان على قافيه رأس أحدكم ثلاث عقد إذا هو نام كل عقدة يضرب عليه يقول: عليك ليل طويل فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة وإن توضأ انحلت عقدتان فإذا صلى انحلت العقد فأصبح نشيطا طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان »
هذا لفظ حديث الدورقي
===باب ذكر الدليل على أن ركعتين من صلاة الليل بعد ذكر الله والوضوء تحلان العقد كلها التي يعقدها الشيطان على قافية النائم===
1132 - نا علي بن قرة بن حبيب بن يزيد بن مطرح الرماح نا أبي أخبرنا شعبة عن يعلى بن عطاء عن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال:
« قال رسول الله {{صل}}: إن العبد إذا نام عقد الشيطان عليه ثلاث عقد فإن تعار من الليل فذكر الله حلت عقدة فإن توضأ حلت عقدتان فإن صلى ركعتين حلت العقد كلها فحلوا عقد الشيطان ولو بركعتين »
===باب الدليل على أن الشيطان يعقد على قافية النساء كعقدة على قافية الرجال بالليل وأن المرأة تحل عن نفسها عقد الشيطان بذكر الله والوضوء والصلاة كالرجل سواء===
1133 - ثنا محمد بن يحيى نا عمر بن حفص بن غياث نا أبي نا الأعمش قال: سمعت أبا سفيان يقول: سمعت جابرا يقول:
« قال رسول الله {{صل}}: ما من ذكر ولا أنثى إلا على رأسه جرير معقود حين يرقد فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة فإذا قام فتوضأ وصلى انحلت العقد »
ثنا محمد ثنا عبيد الله عن شيبان عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر
قال رسول الله {{صل}}: ما من ذكر ولا أنثى إلا عليه جرير معقود حين يرقد بالليل بمثله وزاد وأصبح خفيفا طيب النفس قد أصاب خيرا »
قال أبو بكر: الجرير: الحبل <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب ذكر البيان على أن صلاة الليل أفضل الصلاة بعد صلاة الفريضة===
1134 - ثنا يوسف بن موسى ومحمد بن عيسى قالا: حدثنا جرير عن عبد الملك بن عمير عن محمد بن المنتشر عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة يرفعه إلى النبي {{صل}} وقال يوسف: يرفعه قال:
« سئل أي صلاة أفضل بعد المكتوبة وأي الصيام أفضل بعد شهر رمضان فقال أفضل الصلاة بعد المكتوبة الصلاة في جوف الليل وأفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله المحرم »
===باب التحريض على قيام الليل إذ هو دأب الصالحين وقربة الى الله عز وجل وتكفير السيئات ومنهاة عن الأثم===
1135 - نا محمد بن سهل بن عسكر ثنا عبد الله بن صالح وثنا زكريا بن يحيى بن إبان ثنا أبو صالح حدثني معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن أبي أمامة الباهلية
« عن رسول الله {{صل}} قال: عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم وهو قربة لكم إلى ربكم ومكفرة للسيئات ومنهاة عن الإثم » <ref>قال ناصر الدين: حديث حسن بشواهده خرجته في المشكاة والإرواء </ref>
===باب قيام الليل وإن كان المرؤ وجعا مريضا إذا قدر على القيام مع الوجع والمرض===
1136 - نا علي بن سهل الرملي نا مؤمل بن إسماعيل عن سليمان بن المغيرة نا ثابت عن أنس قال:
« وجد رسول الله {{صل}} ذات ليلة شيئا فلما أصبح قيل: يا رسول الله إن أثر الوجع عليك لبين قال: أما إني على ما ترون بحمد الله قد قرأت البارحة السبع الطوال » <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف مؤمل صدوق سيئ الحفظ وإن شئت التفصيل ففي الضعيفة 3995 </ref>
===باب استحباب صلاة الليل قاعدا إذا مرض المرؤ أو كسل===
1137 - نا محمد بن بشار ثنا أبو داود ثنا شعبة قال: سمعت يزيد بن خمير قال: سمعت عبد الله بن أبي موسى يقول:
« قالت لي عائشة: لا تدع قيام الليل فإن رسول الله {{صل}} كان لا يذره وكان إذا مرض أو كسل صلى قاعدا »
ثنا به علي بن مسلم وقال: إذا مل أو كسل
قال أبو بكر: هذا الشيخ عبد الله هو عندي الذي يقول له المصريون والشاميون: عبد الله بن أبي قيس روى عنه معاوية ابن صالح أخبارا <ref>قال ناصر الدين: إسناده صحيح على شرط مسلم إسناده صحيح والتردد في راويه هل هو الحسن أو الحسين لا يضر لأن الحسن أخ الحسين</ref>
1138 - وقد روى أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم قال: حدثني عبد الله بن أبي قيس عن أمهات المؤمنين
« أنهن حدثنه أن الله عز وجل دل نبيه على دليل فقال لهن: أدللنني على مما دل الله عليه نبيه فقلن إن الله دل نبيه على قيام الليل »
حدثناه محمد بن يحيى نا أبو المغيرة نا أبو بكر - يعني ابن أبي مريم - حدثني عبد الله - قال ابن يحيى - وهو ابن أبي قيس <ref>قال ناصر الدين: أبو بكر بن أبي مريم كان اختلط </ref>
===باب استحباب إيقاظ المرء لصلاة الليل===
1139 - ثنا محمد بن علي بن محرز نا يعقوب - يعني ابن إبراهيم بن سعد - ثنا أبي عن ابن إسحاق قال: حدثني حكيم بن حكيم بن عباد بن حنيف عن ابن شهاب أن علي بن الحسين أخبره أن أباه الحسين بن علي حدثه أن أباه علي بن أبي طالب أخبره قال:
« دخل رسول الله {{صل}} على وعلى فاطمة من الليل فقال لنا: قوما فصليا ثم رجع إلى بيته فلما مضى هوي من الليل رجع فلم يسمع لنا حسا فقال: قوما فصليا قال فقمت وأنا أعرك عيني فقلت: يا رسول الله والله ما نصلي إلا ما كتب الله لنا إنما أنفسنا بيد الله إذا شاء يبعثنا بعثنا فولى رسول الله {{صل}} وهو يضرب بيده على فخذه وهو يقول: ما نصلي إلا ما كتب الله لنا { وكان الإنسان أكثر شيء جدلا } » <ref>قال ناصر الدين: إسناده حسن </ref>
1140 - ثنا محمد بن رافع نا حجين بن المثنى أبو عمير حدثنا الليث - يعني ابن سعد - عن عقيل عن ابن شهاب عن علي بن الحسين أن حسن بن علي حدثه - كذا قال لنا ابن رافع أن حسن بن علي حدثه - عن علي بن أبي طالب
« أن رسول الله {{صل}} طرقه وفاطمة بنت رسول الله {{صل}} فقال: ألا تصلون؟ فقلت: يا رسول الله إنما أنفسنا بيد الله فإن شاء أن يبعثنا بعثنا فانصرف رسول الله {{صل}} حين قلت ذلك ولم يرجع إلي شيئا ثم سمعته وهو مدبر يضرب فخذه ويقول: { وكان الإنسان أكثر شيء جدلا } » <ref>قال ناصر الدين: إسناده صحيح والتردد في راويه هل هو الحسن أو الحسين لا يضر لأن الحسن أخ الحسين! قال الحافظ في فتح الباري 3: 11: وحكى الدارقطني أن كاتب الليث رواه عن الليث عن عقيل عن الزهري فقال: عن علي بن الحسين عن الحسن بن علي... وهو وهم والصواب عن الحسين.</ref>
===باب ذكر أقل ما يجزئ من القراءة في قيام اللليل===
1141 - نا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي نا سفيان عن منصور عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد عن علقمة عن أبي مسعود الأنصاري قال:
« قال رسول {{صل}}: من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه »
===باب ذكر فضيلة قراءة مائة آية في صلاة الليل إذ قارئ مائة آية في ليلة لا يكتب من الغافلين===
1142 - ثنا أحمد بن سعيد الدارمي نا علي بن الحسن بن شقيق أخبرنا أبو حمزة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال:
« قال رسول الله {{صل}} من حافظ على هؤلاء الصلوات المكتوبات لم يكتب من الغافلين ومن قرأ في ليلة مائة آية لم يكتب من الغافلين أو لم يكتب من القانتين وقال رسول الله {{صل}}: أفضل الكلام أربعة سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر » <ref>قال ناصر الدين: إسناده صحيح على شرط الشيخين وقد خرجته في الصحيحة 643 </ref>
===باب فضل قراءة مائتي آية في ليلة إذ قارئها يكتب من القانتين المخلصين===
1143 - نا محمد بن يحيى نا سعد بن عبد الحميد أخبرنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن موسى بن عقبة عن ابن سليمان الأغر قال قال أبو هريرة
« قال رسول الله {{صل}}: من صلى في ليلة بمائة آية لم يكتب من الغافلين ومن صلى في ليلة بمائتي آية فإنه يكتب من القانتين المخلصين » <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف من أجل سعد بن عبد الحميد </ref>
===باب فضل قراءة ألف آية إن صح الخبر فإني لا اعرف أبا سرية بعدالة ولا جرح===
1144 - ثنا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن أبا سوية حدثه أنه سمع ابن حجيرة يخبر عن عبد الله بن عمرو بن العاص
« عن رسول الله {{صل}} أنه قال: من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين ومن قام بمائة آية كتب من القانتين ومن قرأ بألف آية كتب من المقنطرين » <ref>قال ناصر الدين: إسناده جيد </ref>
===باب فضل صلاة الليل وقبل السدس الآخر===
1145 - نا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان قال: سمعته من عمرو منذ سبعين سنة يقول: أخبرني عمرو بن أوس أنه سمع عبد الله بن عمرو بن العاص يخبر
« عن النبي {{صل}} قال: أحب الصلاة إلى الله صلاة داود كان ينام نصف الليل ويقوم ثلث الليل وينام سدسه وأحب الصيام إلى الله صيام داود كان يصوم يوما ويفطر يوما »
===باب استحباب الدعاء في النصف الليل الآخر رجاء الإجابة===
1146 - نا محمد بن بشار نا محمد بن جعفر قال ثنا شعبة عن أبي إسحاق عن الأغر قال أشهد على أبي هريرة وأبي سعيد الخدري
« أنهما شهدا على رسول الله {{صل}} قال: إن الله يمهل حتى يذهب ثلث الليل فينزل فيقول: هل من سائل هل من تائب هل من مستغفر من ذنب؟ فقال له رجل حتى مطلع الفجر؟: قال نعم »
1147 - ثنا بحر بن نضر بن سابق الخولاني ثنا ابن وهب أخبرني معاوية بن صالح حدثني أبو يحيى - وهو سليم ابن عامر - وضمرة ابن حبيب وأبو طلحة هو نعيم بن زياد - عن أبي أمامة الباهلي قال: حدثني عمرو بن عنبسة قال:
« أتيت رسول الله {{صل}} وهو نازل بعكاظ فذكر الحديث وقال: فقلت: يا رسول الله فهل من دعوة أقرب من أخرى أو ساعة؟ قال: نعم! إن أقرب ما يكون الرب من العبد جوف الليل الآخر فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن » <ref>قال ناصر الدين: إسناده صحيح </ref>
 
===باب فضل إيقاظ الرجل امرأته والمرأة زوجها لصلاة الليل===
1148 - نا أبو قدامة ومحمد بن بشار قالا: ثنا يحيى قال بندار قال: ثنا ابن عجلان وقال أبو قدامة عن ابن عجلان عن القعقاع عن أبي صالح عن أبي هريرة قال:
« قال رسول الله {{صل}} رحم الله رجلا قام في الليل فصلى وأيقظ امرأته فإن إبت نضح من وجهها الماء ورحم الله امرأة قامت في الليل فصلت وأيقظت زوجها فإن أبى نضحت في وجهه الماء » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب التسوك عند القيام لصلاة الليل===
1149 - نا هارون بن إسحاق الهمداني وعلي بن المنذر قالا: ثنا ابن فضيل قال علي قال: ثنا حصين وقال هارون عن حصين ح وثنا أبو حصين بن أحمد بن يونس ثنا عبثر ثنا حصين عن أبي وائل عن حذيفة قال:
« كان النبي {{صل}} إذا قام من الليل للتهجد يشوص فاه بالسواك »
وقال هارون وأبو حصين: إذا قام يتهجد
===باب افتتاح صلاة الليل بركعتي خفيفتين===
1150 - نا إسماعيل بن بشر بن منصور السليمي نا عبد الأعلى عن هشام عن محمد عن أبي هريرة
« عن رسول الله {{صل}} قال: إذا قام أحدكم من الليل فليفتتح صلاته بركعتين خفيفتين »
===باب التحميد والثناء على الله والدعاء عند افتتاح صلاة الليل===
1151 - ثنا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان ثنا سليمان الأحول عن طاوس عن ابن عباس قال:
« كان النبي {{صل}} إذا قام من الليل يتهجد قال: اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت قيم السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت ملك السماوات والأرض ومن فيهن لك الحمد أنت الحق ولقائك حق ووعيدك حق وعذاب القبر حق والجنة حق والساعة حق والقبور حق ومحمد حق اللهم بك آمنت ولك أسلمت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت وإليك حاكمت فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت ولا إله غيرك »
وزاد عبد الكريم: لا إله إلا أنت ولا قوة إلا بالله
===باب ذكر الدليل على أن النبي {{صل}} إنما كان يحمد بهذا التحميد ويدعو بهذا الدعاء لافتتاح صلاة الليل بعد التكبير لا قبل===
1152 - ثنا محمد بن عبد الأعلى نا بشر يعني بن المفضل ثنا عمران وهو بن مسلم عن قيس بن سعد عن طاوس عن ابن عباس قال:
« كان رسول الله {{صل}} إذا قام للتهجد قال بعدما يكبر: اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض ولك الحمد أنت قيام السماوات والأرض ولك الحمد أنت رب السماوات والأرض ومن فيهن أنت الحق وقولك حق ووعدك حق ولقاؤك حق والجنة حق والنار حق والساعة حق اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وإليك حاكمت وإليك خاصمت وإليك المصير اللهم أغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت أنت إلهي لا إله إلا أنت »
===باب استحباب مسألة الله عز وجل الهداية لما اختلف فيه من الحق عند افتتاح صلاة الليل===
والدليل على جهل من زعم من المرجئة انه غير جائز للعاطس أن يرد على المشمت فيقول: يهديكم الله ويصلح بالكم والنبي المصطفى الذي قد أكرمه الله بالنبوة قد سأل الله الهداية لما اختلف فيه من الحق وهم يزعمون انه غير جائز أن يسأل المسلم الهداية
1153 - ثنا أبو موسى ثنا عمرو بن يونس نا عكرمة - وهو ابن عمار - نا يحيى بن أبي كثير حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف قال:
« سألت عائشة أم المؤمنين بأي شيء كان رسول الله {{صل}} يفتتح صلاته إذا قام من الليل؟ قالت: كان إذا قام من الليل افتتح صلاته قال: اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون إهدني لما اختلف فيه من الحق فإنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم »
===باب فضل طول القيام في صلاة الليل وغيره===
1154 - ثنا يوسف بن موسى نا جرير عن الأعمش ح وثنا أبو موسى ويعقوب بن إبراهيم الدورقي قالا: ثنا عبد الرحمن عن سفيان عن الأعمش عن أبي وائل قال قال عبد الله بن مسعود
« صليت مع رسول الله {{صل}} - وفي حديث الثوري ذات ليلة - وقالوا: فأطال حتى هممت بأمر سوء قيل: وما هممت؟ قال: هممت أن أجلس وأدعه »
1155 - ثنا أبو هاشم زياد بن أيوب نا أبو معاوية ويعلى قالا ثنا الأعمش ح وثنا سلم بن جنادة ثنا وكيع عن الأعمش ح وثنا إبراهيم بن بسطام الزعفراني ثنا أبو علي الحنفي ثنا مالك بن مغول قال وحدثني الأعمش عن أبي سفيان عن جابر بن عبد الله قال:
« سئل رسول الله {{صل}} أي الصلاة أفضل؟ قال: طول القنوت »
===باب الجهر بالقراءة في صلاة الليل===
1156 - ثنا أبو موسى محمد بن المثنى ثنا أبو معاوية ثنا الأعمش وثنا سلم بن جنادة نا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة قال:
« جاء رجل إلى عمر وهو يعرفه فقال: يا أمير المؤمنين جئت من الكوفة وتركت بها رجلا يملي المصاحف عن ظهر قلبه قال: فغضب عمر وانتفخ حتى كاد يملأ ما بين شعبتي الرحل فقال: من هو ويحك؟ قال: عبد الله بن مسعود قال: فما زال يسري عنه الغضب ويطفأ حتى عاد إلى حاله التي كان عليها ثم قال: ويحك ما أعلم بقي أحد أحق بذلك منه وسأحدثك عن ذلك كان رسول الله {{صل}} لا يزال يسمر عند أبي بكر الليلة كذلك في الأمر من أمر المسلمين وإنه سمر عنده ذات ليلة وأنا معه فخرج رسول الله {{صل}} يمشي وخرجنا معه فإذا رجل قائم يصلي في المسجد فقام رسول الله {{صل}} يسمع قراءته فلما كدنا أن نعرف الرجل قال رسول الله {{صل}}: من سره أن يقرأ القرآن رطبا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد قال: ثم جلس الرجل يدعو فجعل رسول الله {{صل}} يقول: سل تعطه مرتين قال فقال عمر: فقلت: والله لأغدون إليه فلأبشرنه قال: فغدوت إليه لأبشره فوجدت أبا بكر قد سبقني إليه فبشره ولا والله ما سابقته إلى خير قط إلا سبقني »
هذا حديث أبي موسى غير أنه لم يقل وانتفخ
وقال سلم بن جنادة: فما زال يسري عنه وقال: واقف بعرفة ولم يقل: لا يزال وقال: يستمع قراءته وقال: فقال عمر: والله لأغدون إليه <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
1157 - نا يونس بن عبد الأعلى نا يحيى بن عبيد الله بن بكير حدثني الليث ح وثنا سعيد بن عبد الله بن عبد الحكم ثنا أبي أخبرنا الليث عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن مخرمة بن سليمان أن كريبا مولى ابن عباس أخبره قال:
« سألت ابن عباس فقلت: ما صلاة رسول الله {{صل}} بالليل؟ قال: كان يقرأ في بعض حجره فيسمع من كان خارجا » <ref>قال الأعظمي: إسناده حسن </ref>
===باب الترتل بالقراءة في صلاة الليل===
1158 - ثنا الربيع بن سليمان المرادي نا شعيب نا الليث عن عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة عن يعلى بن مملك
« أنه سأل أم سلمة عن قراءة رسول الله {{صل}} وصلاته فقالت: وما لكم وصلاته كان يصلي ثم ينام قدر ما صلى ثم يصلي قدر ما نام ثم ينام قدر ما صلى حتى يصبح ونعتت له قراءته فإذا هي تنعت قراءة مفسرة حرفا حرفا » <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف يعلى بن مملك قال الذهبي: ما حدث عنه سوى ابن أبي مليكة يعني أنه مجهول </ref>
===باب إباحة الجهر ببعض القراءة والمخافتة ببعضها في صلاة الليل===
1159 - نا علي بن خشرم أخبرنا عيسى - يعني ابن يونس - ح وثنا يوسف بن موسى نا عبد الله بن نمير الهمداني جميعا عن عمران بن زائدة بن نشيط عن أبيه عن أبي خالد الوالبي عن أبي هريرة
« أنه كان إذا قام من الليل رفع صوته طورا وخفضه طورا وكان يذكر أن رسول الله {{صل}} كان يفعل ذلك » <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف زائدة مجهول الحال </ref>
1160 - نا عبد الله بن هاشم نا عبد الرحمن - يعني ابن مهدي - عن معاوية عن عبد الله بن أبي قيس وحدثنا بحر بن نصر ثنا عبد الله بن وهب حدثني معاوية بن صالح أن عبد الله بن أبي قيس حدثه
« أنه سأل عائشة: كيف كانت قراءة رسول الله {{صل}} من الليل أكان يجهر أم يسر؟ قالت: كل ذلك كان يفعل ربما جهر وربما أسر »
فزاد بحر في حديثه قال: فقلت: الحمد لله الذي جعل في الأمر سعة <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب ذكر صفة الجهر بالقراءة في صلاة الليل واستحباب ترك رفع الصوت الشديد بها والمخافتة بها وابتغاء جهر بين الجهر الشديد وبين المخافتة===
قال الله عز وجل { ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا } وهذه الآية من الجنس الذي كنت أعلمت أن اسم الشيء قد يقع على بعض أجزائه إذ الله جل وعلا قد أوقع اسم الصلاة على القراءة فيها والقراءة في الصلاة جزء من أجزائها لا كلها وإنما أعلمت هذا ليعلم أن اسم الإيمان قد يقع على بعض شعبه
1161 - نا أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم صاحب السابري نا يحيى بن إسحاق السيلحيني حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن عبد الله بن رباح عن أبي قتادة
« أن النبي {{صل}} مر بأبي بكر وهو يصلي يخفض من صوته ومر بعمر يصلي رافعا صوته قال فلما اجتمعا عند النبي {{صل}} قال لأبي بكر: يا أبا بكر مررت بك وأنت تصلي تخفض من صوتك قال: قد أسمعت من ناجيت ومررت بك يا عمر وأنت ترفع صوتك: قال: يا رسول الله احتسبت به أوقظ الوسنان واحتسب به قال فقال لأبي بكر: ارفع من صوتك شيئا وقال لعمر: اخفض من صوتك
قال أبو بكر: قد خرجت في كتاب الإمامة ذكر نزول هذه الآية { ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها } » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب الزجر عن الجهر بالقراءة في الصلاة إذا تأدى بالجهر بعض المصلين غير الجاهز بها===
1162 - نا محمد بن يحيى وعبد الرحمن بن بشر قالا: ثنا عبد الرزاق قال عبد الرحمن قال: ثنا معمر قال محمد عن معمر عن إسماعيل بن أمية عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي سعيد الخدري قال:
« اعتكف النبي {{صل}} في المسجد فسمعهم يجهرون بالقراءة - زاد عبد الرحمن وهو في قبة له - وقالا: فكشف الستور وقال: ألا إن كلكم مناج ربه فلا يؤذين بعضكم بعضا ولا يرفعن بعضكم على بعض القراءة »
قال محمد: أو في الصلاة <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب استحباب قراءة بني إسرائيل والزمر كل ليلة استنانا بالنبي {{صل}} إن كان أبو لبابة هذا يجوز الاحتجاج بخبره فإني لا أعرفه بعدالة ولا جرح===
1163 - نا أحمد بن عبدة أخبرنا حماد - يعني ابن زيد - ثنا أبو لبابة سمع عائشة تقول
« كان رسول الله {{صل}} يصوم حتى نقول: ما يريد أن يفطر ويفطر حتى نقول: ما يريد أن يصوم وكان يقرأ كل ليلة بني إسرائيل والزمر » <ref>قال ناصر الدين: إسناده صحيح وأبو لبابة الذي لم يعرفه المصنف قد عرفه ابن معين وقال ثقة واسمه مروان الوراق البصري لأن ابن خزيمة ترجم على الباب بقوله " باب استحباب قراءة بني إسرائيل والزمر كل ليلة استنانا بالنبي {{صل}} إن كان أبو لبابة هذا يجوز الاحتجاج بخبره فإني لا أعرفه بعدالة ولا جرح "</ref>
===باب ذكر عدد صلاة النبي {{صل}} بالليل بذكر خبر مجمل غير مفسر يحسب بعض من لم يتبحر العلم أنه خلاف بعض أخبار عائشة في عدد صلاة النبي {{صل}} بالليل===
1164 - ثنا محمد بن بشار نا محمد بن جعفر نا شعبة عن أبي جمرة قال: سمعت ابن عباس يقول:
« كان رسول الله {{صل}} يصلي من الليل ثلاث عشر ركعة »
حدثناه الصنعاني محمد بن عبد الأعلى ثنا خالد - يعني ابن الحارث - عن شعبة عن أبي جمرة عن ابن عباس بمثله
1165 - ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري نا يحيى بن سعيد الأموي عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن شرحبيل بن سعد أنه سمع جابر بن عبد الله
« أن رسول الله {{صل}} صلى بعد العتمة ثلاث عشرة ركعة » <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف شرحبيل بن سعد كان اختلط بآخره </ref>
===باب ذكر الخبر الذي قد يخيل إلى بعض من لم يتبحر العلم أنه خلاف خبر ابن عباس هذا الذي ذكرته===
1166 - حدثنا يونس بن عبد الأعلى الصدفي أخبرنا ابن وهب أن مالكا حدثه عن سعيد المقبري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أخبره
« أنه سأل عائشة كيف كانت صلاة رسول الله {{صل}} في رمضان فقالت: ما كان رسول الله {{صل}} يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة يصلي أربعا فلا تسل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي أربعا فلا تسل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي ثلاثا قالت عائشة فقلت: يا رسول الله {{صل}} أتنام قبل أن توتر؟ فقال: يا عائشة إن عيني تنامان ولا ينام قلبي »
===باب ذكر خبر ثالث أخاله يسبق ألى قلب بعض من لم يتبحر العلم أنه يضاد الخبرين الذين ذكرتهما قبل في البابين المتقدمين===
1167 - ثنا أحمد بن منيع ثنا هشيم أخبرنا خالد نا عبد الله بن شقيق عن عائشة قالت
« كان رسول الله {{صل}} يصلي من الليل تسع ركعات فيهن الوتر » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب ذكر الخبر الدال على أن هذه الأخبار الثلاثة التي ذكرتها ليست بمتضادة ولا متهاترة===
والدليل على أن النبي {{صل}} قد كان يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة على ما أخبر ابن عباس ثم نقص ركعتين فكان يصلي إحدى عشرة من الليل على ما أخبر أبو سلمة عن عائشة ثم نقص من صلاة الليل ركعتين فكان يصلي من الليل تسع ركعات على ما أخبر عبد الله بن شقيق عن عائشة
1168 - ثنا مؤمل بن هشام اليشكري نا إسماعيل - يعني ابن علية - عن منصور بن عبد الرحمن - وهو الغداني الذي يقال له الأشل - عن أبي إسحاق الهمداني عن مسروق
« أنه دخل على عائشة فسألها عن صلاة رسول الله {{صل}} فقالت: كان يصلي ثلاث عشرة ركعة من الليل ثم أنه صلى إحدى عشرة ركعة ترك ركعتين ثم قبض حين قبض وهو يصلي من الليل بتسع ركعات آخر صلاته من الليل الوتر ثم ربما جاء إلى فراشه هذا فيأتيه بلال فليؤذنه بالصلاة »
قال أبو بكر: نأخذ بالأخبار كلها التي أخرجناها في كتاب الكبير في عدد صلاة النبي {{صل}} بالليل واختلاف الرواة في عددها كاختلاف في هذه الأخبار التي ذكرتها في هذا الكتاب قد كان النبي {{صل}} يصلي في بعض الليالي أكثر مما يصلي في بعض فكل من أخبر من أصحاب النبي {{صل}} أو من أزواجه أو غيرهن من النساء أن النبي {{صل}} صلى من الليل عددا من الصلاة أو صلى بصفة فقد صلى النبي {{صل}} تلك الصلاة في بعض الليالي بذلك العدد وبتلك الصفة وهذا الاختلاف من جنس المباح فجائز للمرء أن يصلي أي عدد أحب من الصلاة مما روي عن النبي {{صل}} أنه صلاهن وعلى الصفة التي رويت عن النبي {{صل}} أنه صلاها لا حظر على أحد في شيء منها.
===باب قضاء صلاة الليل بالنهار إذا فاتت لمرض أو شغل أو نوم===
1169 - ثنا علي بن خشرم ثنا عيسى - يعني ابن يونس - عن شعبة عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام عن عائشة قالت
« كان رسول الله {{صل}} إذا صلى صلاة أثبتها وكان إذا نام من الليل أو مرض صلى من النهار اثنتي عشرة ركعة »
1170 - ثنا بندار أخبرنا يحيى بن سعيد ح وثنا بندار أيضا ثنا ابن أبي عدي كلاهما عن سعيد ح وثنا بندار أيضا نا معاذ بن هشام حدثني أبي كلاهما عن قتادة عن زرارة بن أوفي عن سعد بن هشام أن عائشة قالت
« كان رسول الله {{صل}} إذا صلى صلاة أحب أن يداوم عليها وكان إذا شغله عن قيام الليل نوم أو مرض أو وجع صلى من النهار اثنتي عشرة ركعة »
هذا حديث يحيى بن سعيد
===باب ذكر الوقت من النهار الذي يكون المرؤ فيه مدركا لصلاة الليل إذا فاتت فصلاها في ذلك الوقت من النهار===
1171 - ثنا يونس بن عبد الأعلى الصدفي ثنا ابن وهب ح وثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس ابن يزيد عن ابن شهاب أن السائب بن يزيد وعبيد الله بن عبد الله أخبراه أن عبد الرحمن بن عبد القاري قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول:
« قال رسول الله {{صل}}: من نام عن حزبه أو عن شيء منه فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنما قرأه من الليل »
حدثنا محمد بن عبد العزيز الأيلي حدثني سلامة عن عقيل قال ابن شهاب وأخبرني السائب بن يزيد وعبيد الله بن عبد الله أن عبد الرحمن بن عبد قال سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: قال رسول الله {{صل}} - بمثله سواء.
===باب ذكر الناوي قيام الليل فيغلبه النوم على قيام الليل===
1172 - ثنا موسى بن عبد الرحمن المسروقي ثنا حسين - يعني ابن علي الجعفي - عن زائدة عن سليمان عن حبيب بن أبي ثابت عن عبدة بن أبي لبابة عن سويد بن غفلة عن أبي الدرداء
« يبلغ به النبي {{صل}} قال: من أتى فراشه وهو ينوي أن يقوم يصلي بالليل فغلبته عينه حتى يصبح كتب له ما نوى وكان نومه صدقة عليه من ربه »
قال أبو بكر: هذا خبر لا أعلم أحدا أسنده غير حسين بن علي عن زائدة. وقد اختلف الرواة في إسناد هذا الخبر <ref>قال ناصر الدين: حديث صحيح رجاله ثقات إلا أن حبيب بن أبي ثابت مدلس لكنه لم يتفرد به كما يأتي بعد حديث </ref>
1173 - فحدثنا يوسف بن موسى نا جرير عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عبدة بن أبي لبابة عن زر بن حبيش عن أبي الدرداء قال:
« من حدث نفسه بساعة من الليل يصليها فغلبته عينه فنام كان نومه صدقة عليه وكتب له مثل ما أراد أن يصلي »
وهذا التخليط من عبدة بن أبي لبابة قال مرة: عن زر وقال مرة عن سويد بن غفلة كان يشك في الخبر أهو عن زر أو عن سويد <ref>قال ناصر الدين: القول فيه كالقول في الذي قبله. علق ناصر الدين على قول المصنف " كان يشك في الخبر " - بقوله: وهذا لا يضر في صحة الحديث لأنه تردد بين ثقتين</ref>
1174 - ثنا سلم بن جنادة ثنا وكيع عن سفيان عن عبدة بن أبي لبابة عن زر بن حبيش أو عن سويد بن غفلة - شك عبدة - عن أبي الدرداء أو عن أبي ذر قال:
« ما من رجل تكون له ساعة من الليل يقومها فينام عنها إلا كتب الله له أجرا صلاته وكان نومه عليه صدقة تصدق بها عليه »
وعبدة رحمه الله قد بين العلة التي شك في هذا الإسناد أسمعه من زر أو من سويد فذكر أنهما كانا اجتمعا في موضع فحدث أحدهما بهذا الحديث فشك من المحدث منهما ومن المحدث منهما ومن المحدث عنه <ref>قال ناصر الدين: رجاله ثقات والشك المذكور لا يضر لما ذكرت آنفا وقد تابعه شعبة عن عبدة به إلا أنه رفعه رواه ابن حبان 640 </ref>
1175 - ثنا بهذا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان قال: حفظته من عبدة بن أبي لبابة قال: ذهبت مع زر بن حبيش إلى سويد بن غفلة نعوده فحدث سويد أو حدث زر وأكبر ظني أنه سويد عن أبي الدرداء أو عن أبي ذر وأكبر ظني أنه عن أبي الدرداء أنه قال:
« ليس عبد يريد صلاة - وقال مرة: من الليل - ثم ينسى فينام إلا كان نومه صدقة عليه من الله وكتب له ما نوى »
قال أبو بكر: فإن كان زائدة حفظ الإسناد الذي ذكره وسليمان سمعه من حبيب وحبيب من عبدة - فإنهما مدلسان - فجائز أن يكون عبدة حدث بالخبر مرة قديما عن سويد بن غفلة عن أبي الدرداء بلا شك ثم شك بعد أسمعه من زر بن حبيش أو من سويد؟ وهو عن أبي الدرداء أو عن أبي ذر لأن بين حبيب بن أبي ثابت وبين الثوري وابن عيينة من السن ما قد ينسى الرجل كثيرا مما كان يحفظه فإن كان حبيب بن أبي ثابت سمع هذا الخبر من عبدة فيشبه أن يكون سمعه قبل تولد ابن عيينة لأن حبيب بن أبي ثابت لعله أكبر من عبدة بن أبي لبابة قد سمع حبيب بن أبي ثابت من ابن عمر والله أعلم بالمحفوظ من هذه الأسانيد <ref>قال ناصر الدين: إسناده صحيح </ref>
كالذي قبله وهو في حكم المرفوع لا سيما وقد رفعه شعبة كما سبق
===باب النهي عن أن تخص ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي===
1176 - ثنا موسى بن عبد الرحمن المسروقي ثنا حسين بن علي عن زائدة عن هشام عن بن سيرين عن أبي هريرة قال:
« قال رسول الله {{صل}}: لا تخصوا ليلة الجمعة بصيام من بين الأيام ولا تخصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي »
===باب الأمر بالاقتصاد في صلاة التطوع وكراهة الحمل على النفس ما لا تطبقه من التطوع===
1177 - ثنا محمد بن بشار نا يحيى بن سعيد عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام عن عائشة قالت
« كان رسول الله {{صل}} إذا صلى صلاة أحب أن يداوم عليها ولا أعلم نبي الله {{صل}} قرأ القرآن كله في ليلة ولا قام حتى الصباح ولا صام شهرا كاملا غير رمضان فأتيت ابن عباس فحدثته بحديثها فقال: صدقت أما أني لو كنت أدخل عليها لأتيتها حتى تشافهني به مشافهة » »
1178 - ثنا علي بن خشرم أخبرنا عيسى بن يونس عن شعبة عن قتادة بهذا الإسناد قالت
« كان رسول الله {{صل}} إذا عمل عملا أثبته قالت: وما رأيت رسول الله {{صل}} قام ليلة حتى الصباح ولا صام شهرا متتابعا إلا رمضان
1179 - ثنا يعقوب الدورقي ثنا ابن علية ح وثنا مؤمل بن هشام نا إسماعيل - يعني ابن علية - عن عيينة بن عبد الرحمن عن أبيه قال قال بريدة
« خرجت ذات يوم أمشي لحاجة فإذا أنا برسول الله {{صل}} يمشي فظننته يريد حاجة فجعلت أكف عنه فلم أزل أفعل ذلك حتى رآني فأشار إلي فأتيته فأخذ بيدي فانطلقنا نمشي جميعا فإذا نحن برجل بين أيدينا يصلي يكثر الركوع والسجود فقال رسول الله {{صل}}: أترى يرائي؟ فقلت: الله ورسوله أعلم قال: فأرسل يده وطق بين يديه ثلاث مرار يرفع يده ويصوبهما ويقول: عليكم هديا قاصدا عليكم هديا قاصدا عليكم هديا قاصدا فإنه من يشاد هذا الدين يغلبه »
هذا لفظ حديث مؤمل. لم يقل الدورقي: فإنه من يشاد هذا الدين يغلبه <ref>قال ناصر الدين: إسناده صحيح </ref>
 
1180 - حدثنا يعقوب بن إبراهيم نا ابن علية أخبرنا عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك قال:
« دخل رسول الله {{صل}} المسجد وحبل ممدود بين ساريتين فقال: ما هذا؟ قالوا: لزينب تصلي فإذا كسلت أو فترت أمسكت به فقال: حلوه ثم قال: ليصلي أحدكم نشاطه فإذا كسل أو فتر فليقعد »
1181 - ثنا إبراهيم بن مستمر البصري ثنا أبو حبيب بن مسلم بن يحيى مؤذن مسجد بني رفاعة نا شعبة عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك نحوه غير أنه قال:
« قالوا لميمونة بنت الحارث قال: ما تصنع به؟ قالوا: تصلي قائمة فإذا أعيت اعتمدت عليه فحله رسول الله {{صل}} قال: يصلي أحدكم فإذا أعيى فليجلس » <ref>قال الأعظمي: أشار في الفتح إلى هذه الرواية وقال: " وهي رواية شاذة ". قال ناصر الدين: ولعل العلة من أبي حبيب هذا فإني لم أجد له ترجمة </ref>
===باب استحباب الصلاة وكثرتها وطول القيام فيها يشكر الله لما يولي العبد من نعمته وإحسانه===
1182 - قال أخبرنا الأستاذ الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد الصابوني قراءة عليه أخبرنا أبو طاهر نا محمد بن الفضل بن محمد ابن إسحاق بن خزيمة نا أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة ثنا بشر بن معاذ نا أبو عوانة عن زياد بن علاقة عن المغيرة بن شعبة قال:
« صلى النبي {{صل}} حتى انتفخت قدماه فقيل له: تكلف هذا يا رسول الله وقد غفر لك؟ قال: أفلا أكون عبدا شكورا » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
1183 - ثنا علي بن خشرم وسعيد بن عبد الرحمن وعبد الجبار بن العلاء قال علي أخبرنا ابن عيينة وقال الآخران ثنا سفيان عن زياد بن علاقة سمع المغيرة بن شعبة يقول:
« صلى النبي {{صل}} حتى تورمت قدماه فقيل له: قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال: أفلا أكون عبدا شكورا »
1184 - حدثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي ثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي ح وثنا أبو عمار نا الفضل بن موسى جميعا عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال:
« كان رسول الله {{صل}} يقوم حتى ترم قدماه فقيل له: أي رسول الله أتصنع هذا وقد جاءك من الله أن قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أكون عبدا شكورا » هذا لفظ المحاربي
قال أبو بكر: في هذا دلالة على أن الشكر لله عز وجل قد يكون بالعمل له لأن الشكر كله لله وقد يكون باللسان قال الله: { اعملوا آل داود شكرا } فأمرهم جل وعلا أن يعملوا له شكرا فالشكر قد يكون بالقول والعمل جميعا لا على ما يتوهم العامة أن الشكر إنما يكون باللسان فقط
وقوله: غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر من الجنس الذي أقول: إنه جائز في اللغة أن يقال: يكون في معنى كان لأن الله إنما قال لنبيه {{صل}}: { إنا فتحنا لك فتحا مبينا } وقيل للنبي {{صل}}: قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فلم يرد النبي {{صل}} على القائل ولم يقل أيضا وعدني أن يغفر لأنه قد غفر <ref>قال ناصر الدين: إسناده حسن </ref>
==جماع أبواب صلاة التطوع قبل الصلوات المكتوبات وبعدهن==
===باب فضل التطوع قبل المكتوبات وبعدهن بلفظة مجملة غير مفسرة===
1185 - ثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي وزياد بن أيوب قالا: ثنا هشيم أخبرنا داود بن أبي هند عن النعمان بن سالم عن عنبسة ابن أبي سفيان حدثتني أم حبيبة بنت أبي سفيان
« أن رسول الله {{صل}} قال: من صلى في يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعا غير فريضة بني له بيت في الجنة »
1186 - حدثنا يحيى بن حكيم ثنا محبوب بن الحسن ثنا داود بن أبي هند عن رجل من أهل الطائف يقال له: النعمان بن سالم عن عمرو بن أوس عن عنبسة بن أبي سفيان عن أم حبيبة قالت سمعت رسول الله {{صل}} يقول: من صلى لله في كل يوم - فذكر نحوه
1187 - نا يعقوب الدورقي ثنا ابن علية أخبرنا داود بن أبي هند حدثني النعمان بن سالم عن عمرو بن أوس قال قال عنبسة ابن أبي سفيان: ألا أحدثك حديثا حدثتناه أم حبيبة؟ قلت: بلى قال: وما رأيته قال ذاك إلا لتسار إليه قال: حدثتنا
« أن رسول الله {{صل}} قال: من صلى في يوم ثنتي عشرة سجدة تطوعا بنى له بيت في الجنة »
قال عنبسة: ما تركتهن منذ سمعتهن من أم حبيبة. قال عمرو بن أوس: ما تركتهن منذ سمعتهن من عنبسة. قال النعمان: ما تركتهن منذ سمعتهن من عمرو. قال داود: أما نحن فإنا نصلي ونترك قال ابن علية: هذا أو نحوه.
قال أبو بكر: أسقط هشيم من الإسناد عمرو بن أوس والصحيح حديث ابن علية - وهو في الباب الثاني - وما رواه محبوب ابن الحسن <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب ذكر الخبر المفسر للفظة المجملة التي ذكرتها===
والدليل على أن النبي {{صل}} إنما أراد بقوله: في كل يوم أي في كل يوم وليلة مع بيان عدد هذه الركعات قبل الفرائض وبعدهن قد كنت أعلمت في كتاب معاني القرآن أن العرب قد تقول: يوما تريد بليلته وتقول: ليلة تريد بيومها قال الله جل وعلا في سورة آل عمران { آيتك أن لا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا } وقال في سورة مريم: { آيتك أن لا تكلم الناس ثلاث ليال سويا } فبان أنه أراد بقوله في آل عمران: ثلاث أيام أي بليالهن وصح أنه أراد بقوله في سورة مريم: ثلاث أيام سويا أي بأيامهن قال الله جل وعلا: { وواعدنا موسى ثلاثين ليلة } والعلم محيط أنه إنما أراد بأيامهن وقال: { وأتممناها بعشر } والعرب إذا أفردت ذكر الأيام قالت: عشرة أيام وإذا أفردت ذكر الليالي قالت: عشر ليال فظاهر هذه اللفظة وأتممناها بعشر نسقا على الثلاثين التي ذكرها قبل وإنما الله أتممناها بعشر ليال أي بأيامهن
1188 - نا الربيع بن سليمان: نا شعيب نا الليث عن محمد بن عجلان عن أبي إسحاق الهمداني عن عمرو بن أوس الثقفي عن عنبسة بن أبي سفيان عن أخته أم حبيبة زوج النبي {{صل}}
« عن رسول الله {{صل}} قال: من صلى اثنتي عشرة ركعة في يوم بنى الله له بيتا في الجنة أربع ركعات قبل الظهر وركعتين بعد الظهر وركعتين قبل العصر وركعتين بعد المغرب وركعتين قبل الصبح » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
1189 - حدثنا محمد بن أحمد الجنيد البغدادي نا يونس بن محمد ثنا فليح عن سهيل بن أبي صالح عن أبي إسحاق عن المسيب - وهو تبن رافع - عن عنبسة - وهو ابن أبي سفيان - عن أم حبيبة قالت
« قال رسول الله {{صل}}: من صلى اثنتي عشرة ركعة بنى الله له بيتا في الجنة أربعا قبل الظهر واثنتين بعدها وركعتين قبل العصر وركعتين بعد المغرب وركعتين قبل الفجر » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب فضل صلاة التطوع قبل صلاة الظهر وبعدها===
1190 - حدثنا يحيى بن حكيم ثنا أبو عامر ثنا سعيد بن عبد العزيز التنوخي قال: سمعت سليمان بن موسى يحدث ح وثناه محمد ابن معمر ثنا أبو عاصم عن سعيد بن عبد العزيز عن سليمان بن موسى عن محمد بن أبي سفيان قال:
« لما نزل به الموت أصابته شدة قال: أخبرتني أختي أم حبيبة بنت أبي سفيان أن رسول الله {{صل}} قال: من حافظ على أربع ركعات وقال ابن معمر: من صلى أربع ركعات قبل الظهر وأربعا بعدها حرمه الله على النار » <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف محمد بن أبي سفيان لا يعرف </ref>
1191 - حدثنا نصر بن مرزوق ثنا عمرو - يعني ابن أبي سلمة - ثنا صدقة عن النعمان بن المنذر عن مكحول عن عنبسة بن أبي سفيان عن أم حبيبة
« عن النبي {{صل}} قال: من حافظ على أربع ركعات قبل صلاة الهجير وأربعا بعدها حرم على جهنم » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
1192 - حدثنا نصر بن مرزوق نا عبد الله بن يوسف نا الهيثم يعني بن حميد أخبرنا النعمان - يعني ابن المنذر - عن مكحول عن عنبسة عن أم حبيبة أنها أخبرته
« أن رسول الله {{صل}} قال: بمثله سواء » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب فضل صلاة التطوع قبل صلاة العصر===
1193 - حدثنا سلمة بن شبيب ثنا أبو داود الطيالسي ثنا محمد بن مسلم القرشي حدثني جدي أبو المثنى عن ابن عمر وثنا أحمد بن عبد الله بن علي بن سويد بن منجوف نا أبو داود عن محمد بن مسلم بن مهران حدثني جدي عن ابن عمر قال:
« قال رسول الله {{صل}}: رحم الله امرءا صلى أربعا قبل العصر » <ref>قال ناصر الدين: إسناده حسن وحسنه الترمذي وأعل بغير حجة كما بينته في التعليقات الجياد على زاد المعاد </ref>
===باب فضل التطوع بين المغرب والعشاء===
1194 - ثنا أبو عمر حفص بن عمرو الربالي ثنا زيد بن الحباب أخبرني إسرائيل بن يونس عن ميسرة بن حبيب عن المنهال بن عمرو عن زر بن حبيش عن حذيفة
« أنه صلى مع النبي {{صل}} المغرب ثم صلى حتى صلى العشاء » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
1195 - قال أبو بكر: ورواه عمر بن أبي خثعم اليمامي نا يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال:
« قال رسول الله {{صل}}: من صلى ست ركعات بعد المغرب لا يتكلم بينهن بشيء إلا بذكر الله عدلن له بعبادة اثني عشر سنة »
حدثناه أبو عمار الحسن بن حريث ثنا زيد بن الحباب عن عمر بن أبي خثعم اليمامي عن يحيى بن أبي كثير ح وثنا حفص بن عمر الربالى نا زيد بن الحباب أخبرني عمر بن أبي خثعم اليمامي عن يحيى بن أبي كثير غير أن الربالى قال: لا يتكلم بينهما سوء <ref>قال الأعظمي: إسناده ضعيف </ref>
===باب ذكر صلاة النبي {{صل}} قبل المكتوبات وبعدهن===
1196 - حدثنا بندار نا عبد الرحمن نا سفيان ح وثنا محمد بن العلاء بن كريب ثنا أبو خالد نا سفيان ح وثنا سلم ابن جنادة نا وكيع عن سفيان عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن علي قال:
« كان رسول الله {{صل}} يصلي على إثر كل صلاة مكتوبة ركعتين إلا الفجر والعصر »
هذا لفظ حديث وكيع <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح. قال ناصر الدين: وقد ثبت عن علي خلاف هذا فراجع الأحاديث الصحيحة 200 </ref>
1197 - حدثنا مؤمل بن هشام وأحمد بن منيع قالا: ثنا إسماعيل عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال:
« صليت مع النبي {{صل}} ركعتين قبل الظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب في بيته وركعتين بعد العشاء في بيته انتهى حديث أحمد وزاد مؤمل قال وحدثتني حفصة - وكانت ساعة لا يدخل عليه فيها أحد - قال: إنه كان يصلي ركعتين حتى يطلع الفجر وينادي المنادي بالصلاة قال: أراه قال: خفيفتين وركعتين بعد الجمعة في بيته »
1198 - حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي ثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله عن أبيه
« أن رسول الله {{صل}} كان يصلي قبل الظهر ركعتين وبعدها ركعتين وبعد المغرب ركعتين وبعد العشاء ركعتين قال ابن عمر: وذكرت لي حفصة - ولم أره - أنه كان يصلي إذا طلع الفجر ركعتين » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب استحباب صلاة التطوع قبل المكتوبات وبعدهن في البيوت===
1199 - حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي وأبو هشام زياد بن أيوب قالا: حدثنا هشيم ثنا خالد عن عبد الله بن شقيق قال:
« سألت عائشة عن صلاة رسول الله {{صل}} من التطوع فقالت: كان يصلي قبل الظهر أربعا في بيتي ثم يخرج فيصلي بالناس ثم يرجع إلى بيتي فيصلي ركعتين وكان يصلي بالناس المغرب ثم يرجع إلى بيتي فيصلي ركعتين ثم يصلي بهم العشاء ثم يدخل بيتي فيصلي ركعتين وكان يصلي من الليل تسع ركعات فيهن الوتر وكان إذا طلع الفجر صلى ركعتين ثم يخرج فيصلي بالناس صلاة الفجر »
===باب الأمر بأن يركع الركعتين بعد المغرب في البيوت بلفظ أمر قد يحسب بعض من لم يتبحر العلم أن مصليها في المسجد عاص إذ النبي {{صل}} أمر أن يصليها في البيوت===
1200 - حدثنا الفضل بن يعقوب الجزري نا عبد الأعلى عن محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد قال:
« أتى رسول الله {{صل}} بني عبد الأشهل فصلى بهم المغرب فلما سلم قال: اركعوا هاتين الركعتين في بيوتكم قال: فلقد رأيت محمودا - وهو إمام قومه - يصلي بهم المغرب ثم يخرج فيجلس بفناء المسجد حتى يقوم قبيل العتمة فيدخل البيت فيصليهما » <ref>قال ناصر الدين: إسناده حسن لولا عنعنة ابن اسحق لكنه صرح بالتحديث في روايتين لأحمد 5 / 427 فثبت الحديث والحمد لله </ref>
1201 - حدثنا بندار نا إبراهيم بن أبي الوزير حدثنا محمد بن موسى الفطري عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة عن أبيه عن جده قال:
« صلى النبي {{صل}} صلاة المغرب في مسجد بني عبد الأشهل فلما صلى قام ناس يتنفلون فقال النبي {{صل}}: عليكم بهذه الصلاة في البيوت » <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف لجهالة حال اسحق بن كعب لكن يتقوى بالذي قبله </ref>
===باب ذكر الخبر المفسر لأمر النبي {{صل}} بأن يصلى الركعتان بعد المغرب في البيوت===
والدليل على أن الأمر بذلك أمر استحباب لا أمر إيجاب إذ صلاة النوافل في البيوت أفضل من النوافل في المساجد
1202 - ثنا بندار ثنا عبد الرحمن - يعني ابن مهدي - نا معاوية بن صالح نا العلاء بن الحارث عن حرام عن عمه عبد الله بن سعد ح وثنا عبد الله بن هاشم نا عبد الرحمن عن معاوية ح وثنا بحر بن نصر الخولاني نا عبد الله بن وهب نا معاوية ابن صالح عن العلاء بن الحارث عن حرام بن حكيم عن عمه عبد الله بن سعد قال:
« سألت رسول الله {{صل}} عن الصلاة في بيتي والصلاة في المسجد فقال: قد ترى ما أقرب بيتي من المسجد ولأن أصلي في بيتي أحب من أن أصلي في المسجد إلا المكتوبة »
هذا حديث بندار <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب ذكر الدليل على أن النبي {{صل}} إنما استحب الصلاة في البيت على الصلاة في المسجد خلا المكتوبة إذ الصلاة في البيت أفضل من الصلاة في المسجد إلا المكتوبة منها===
1203 - نا محمد بن بشار نا محمد بن جعفر نا عبد الله بن سعيد بن أبي هند ح وثنا سلم بن جنادة ثنا وكيع عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن هند عن سالم أبي النضر عن بسر بن سعيد عن زيد بن ثابت
« عن النبي {{صل}} قال: خير صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة »
وقال بندار: أفضل صلاتكم في بيوتكم إلا المكتوبة <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
1204 - ثنا محمد بن معمر القيسي ثنا عفان ثنا وهيب نا موسى بن عقبة قال: سمعت سالما أبا النضر يحدث عن بسر بن سعيد عن زيد بن ثابت
« أن رسول الله {{صل}} قال: فصلوا أيها الناس في بيوتكم فإن أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة »
==جماع أبواب التطوع غير ما تقدم ذكرنا لها==
===باب الأمر بصلاة التطوع في البيوت والنهي عن اتخاذ البيوت قبورا فيتحامى الصلاة فيهن وهذا دال على الزجر عن الصلاة في المقابر===
1205 - ثنا بندار نا يحيى بن سعيد ثنا عبيد الله أخبرني نافع عن ابن عمر
« عن النبي {{صل}} قال: اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم ولا تتخذوها قبورا »
===باب ذكر الدليل على أن النبي {{صل}} إنما أمر بأن يجعل بعض الصلاة التطوع في البيوت لا كلها===
إذ الله جل وعلا يجعل في بيت المصلي من صلاته خبرا خبر ابن عمر اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم دال على أنه إنما أمر بأن يجعل بعض الصلاة في البيوت لا كلها
1206 - ثنا أبو موسى نا عبد الرحمن عن سفيان عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن أبي سعيد الخدري
« عن النبي {{صل}} قال: إذا قضى أحدكم صلاته في المسجد فليجعل لبيته نصيبا من صلاته فإن الله جاعل في بيته من صلاته خيرا »
روى هذا الخبر أبو خالد الأحمر وأبو معاوية وعبدة بن سليمان وغيرهم عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر لم يذكروا أبا سعيد
ثناه أبو كريب نا أبو خالد عن الأعمش ح وثنا أحمد بن منيع نا أبو معاوية ح وثنا زياد بن أيوب نا أبو معاوية وعبدة بن سليمان قالا ثنا الأعمش <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب الأمر بإكرام البيوت ببعض الصلاة فيها===
1207 - ثنا علي بن عبد الرحمن بن المغيرة المصري ثنا ابن أبي مريم أخبرنا ابن فروخ عن ابن جريج عن عطاء عن أنس بن مالك قال:
« قال رسول الله {{صل}}: أكرموا بيوتكم ببعض صلاتكم » <ref>قال الأعظمي: رواه الحاكم 1 / 313 من طريق ابن أبي مريم. قال الذهبي في التلخيص نقلا عن ابن عدي: أحاديث ابن فروخ غير محفوظة </ref>
===باب فضل صلاة التطوع في عقب كل وضوء يتوضأه المحدث===
1208 - ثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي وموسى بن عبد الرحمن المسروقي قالا ثنا أبو أسامة عن أبي حيان وقال الدورقي قال ثنا أبو حيان ح وثنا عبدة بن عبد الله الخزاعي أخبرنا محمد - يعني ابن بشر - ثنا أبو حيان نا أبو زرعة عن أبي هريرة قال:
« قال نبي الله {{صل}} لبلال عند صلاة الفجر: يا بلال حدثني بأرجى عمل عملته منفعة في الإسلام فإني قد سمعت الليلة خشف نعليك بين يدي في الجنة فقال: ما علمت يا رسول الله في الإسلام عندي عملا أرجى منفعة من أني لم أتطهر طهورا تاما قط في ساعة من ليل أو نهار إلا صليت بذلك الطهور لربي ما كتب لي أن أصلي »
===باب استحباب الصلاة عند الذنب يحدثه المرأ لتكون تلك الصلاة كفارة لما أحدث من الذنب===
1209 - حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ثنا علي بن الحسن بن شقيق أخبرنا الحسين بن واقد حدثنا عبد الله بن بريدة عن أبيه قال:
« أصبح رسول الله {{صل}} يوما فدعا بلالا فقال: يا بلال بم سبقتني إلى الجنة؟ إني دخلت البارحة الجنة فسمعت خشخشتك أمامي فقال بلال: يا رسول الله ما أذنبت قط إلا صليت ركعتين وما أصابني حدث قط إلا توضأت عندها فقال رسول الله {{صل}} بهذا » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح. قال ناصر الدين تعليقا على قوله " ما أذنبت قط إلا صليت ركعتين " - قال: كذا وقع للمصنف رحمه الله وترجم له بما سبق ووقع في المسند وغيره أذنت من التأذين وهو الصواب كما نبهت عليه في تخريج الترغيب</ref>
===باب التسليم في كل ركعتين من صلاة التطوع صلاة الليل والنهار جميعا===
1210 - حدثنا محمد بن بشار ثنا محمد وعبد الرحمن نا شعبة عن يعلى - وهو ابن عطاء - أنه سمع عليا الأزدي أنه سمع ابن عمر يحدث
« عن النبي {{صل}} قال: صلاة الليل والنهار مثنى مثنى »
ثنا محمد بن الوليد ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن يعلى بن عطاء عن علي الأزدي عن ابن عمر عن النبي {{صل}} بمثله <ref>قال ناصر الدين: إسناده صحيح كما حققته في صحيح أبي داود 1172 وغيره</ref>
===باب ذكر الأخبار المنصوصة والدالة على خلاف قول من زعم أن تطوع النهار أربعا لا مثنى===
في خبر النبي {{صل}}: إذا دخل أحدكم المسجد فليصل ركعتين قبل أن يجلس وفي أخبار النبي {{صل}}: إذا دخل أحدكم المسجد والإمام يخطب فلصيل ركعتين قبل أن يجلس
وفي خبر كعب بن مالك أن النبي {{صل}} كان لا يقدم من سفر إلا نهارا ضحى فيبدأ بالمسجد فيصلي فيه ركعتين
وفي قوله لجابر لما أتاه بالبعير ليسلمه إليه: أصليت؟ قال: لا قال: قم فصل ركعتين
وفي خبر ابن عباس من يصلي ركعتين لا يحدث نفسه فيهما بشيء وله عبد أو فرس
وبصلاة النبي {{صل}} ركعتين في الإستسقاء نهارا لا ليلا
وفي خبر ابن عمر: حفظت من النبي {{صل}} ركعتين قبل الظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء وحدثتني حفصة بركعتين قبل صلاة الغداة
وفي خبر علي {{صل}} أبي طالب: كان النبي {{صل}} يصلي على اثر كل صلاة ركعتين إلا الفجر والعصر
وفي خبر بلال: ما أذنبت قط إلا صليت ركعتين
وفي خبر أبي بكر الصديق: ما من عبد يذنب ذنبا فيتوضأ ثم يصلي ركعتين ثم يستغفر الله إلا غفر له
وفي خبر أنس بن مالك: كان النبي {{صل}} لا ينزل منزلا إلا ودعه
وفي خبر عائشة: كان النبي {{صل}} يصلي قبل الظهر أربعا ثم يرجع إلى بيتي فيصلي ركعتين
وفي خبر سعد بن أبي وقاص أقبل رسول الله {{صل}} ذات يوم من العالية حتى إذا مر مسجد بني معاوية دخل فركع فيه ركعتين وصلينا معه
وفي خبر محمود بن الربيع عن عتبان بن مالك أن النبي {{صل}} صلى في بيته سبحة الضحى ركعتين
وفي خبر أبو هريرة: أوصاني خليلي بثلاث وفيه: ركعتي الضحى
وفي خبر عبد الله بن شقيق عن عائشة: ما رأيت رسول الله {{صل}} يصلي الضحى قط إلا أن يقدم من سفر فيصلي ركعتين
وفي خبر أبي ذر: يصبح على كل سلامي من بني آدم صدقة وقال في الخبر: ويجزي من ذلك ركعتا الضحى
وفي خبر أبي هريرة: من حافظ على شفعتي الضحى غفرت ذنوبه ولو كانت مثل ربد البحر
وفي خبر أنس بن سيرين عن أنس بن مالك أن النبي {{صل}} دخل على أهل بيت من الأنصار فقالوا: يا رسول الله لو دعوت فأمر بناحية بيتهم فنضح وفيه بساط فقام فصلى ركعتين
قال أبو بكر: ففي كل من هذه الأخبار كلها دلالة على أن التطوع بالنهار مثنى مثنى لا أربعا كما زعم من لم يتدبر هذه الأخبار ولم يطلبها فيسمعها ممن يفهمها فأما خبر عائشة لاذي ذكرنا أن النبي {{صل}} صلى قبل الظهر أربعا فليس في الخبر أن صلاهن بتسليمة واحدة وابن عمر قد أخبر أنه صلى قبل الظهر ركعتين ولو كانت صلاة النهار أربعا لا ركعتين ولما جاز للمرء أن يصلي بعد الظهر ركعتين وكان عليه أن يضيف إلى الركعتين أخريين لتتم أربعا وكان عليه أن يصلي قبل صلاة الغداة أربعا لأنه من صلاة النهار لا من صلاة الليل ولم نسمع خبرا عن النبي {{صل}} ثابتا من جهة النقل أنه صلى بالنهار أربعا بتسليمة واحدة صلاة تطوع فإن خيل إلى بعض من لم ينعم الرواية أن خبر عبد الله بن شقيق عن عائشة أن النبي {{صل}} صلى قبل الظهر أربعا بتسليمة واحدة إذ ذكرت أربعا في الخبر قيل له: فقد روى سعيد المقبري عن أبي سلمة عن عائشة في ذكرها صلاة النبي {{صل}} بالليل فقالت: كان يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي أربعا فهذه اللفظة في صلاة الليل كاللفظة التي ذكرها عبد الله ابن شقيق عنها في الأربع قبل الظهر أفيجوز أن يتأول متأول أن النبي {{صل}} كان يصلي الأربعات بالليل كل أربع ركعات منها بتسلمية واحدة وهم لا يخالفونا أن صلاة الليل مثنى مثنى خلا الوتر فمعنى خبر أبي سلمة عن عائشة عندهم كخبر عبد الله بن شقيق عنها عندنا أن النبي {{صل}} صلى الأربع بتسليمتين لا بتسليمة واحدة
وفي خبر عاصم بن ضمرة عن علي بن أبي طالب كان النبي {{صل}} إذا كانت الشمس من ههنا كهيئتها عند العصر صلى ركعتين وإذا كانت من ههنا كهيئتها عند الظهر صلى أربعا ويصلي قبل الظهر أربعا وبعدها ركعتين وقبل العصر أربعا ويفصل بين كل ركعتين بالتسليم على الملائكة المقربيم ومن تبعهم من المسلمين * <ref>قول المصنف: وفي خبر أبي بكر الصديق ما من عبد يذنب ذنبا فيتوضأ ثم يصلي ركعتين ثم يستغفر الله إلا غفر له: قال ناصر الدين: أخرجه أبو داود وغيره وسنده حسن. وقول المصنف: وفي خبر أبي هريرة من حافظ على شفعتي الضحى غفرت ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر: قال ناصر الدين: إسناده ضعيف كما بينته في تخريج الترغيب </ref>
1211 - ثنا بندار ثنا محمد ثنا شعبة عن أبي إسحاق قال سمعت عاصم بن ضمرة قال: سألت عليا عن صلاة رسول الله {{صل}} - فذكر هذا الحديث.
قال أبو بكر: ففي هذا لخبر خبر علي بن أبي طالب قد صلى من النهار ركعتين مرتين فأما ذكر الأربع قبل الظهر والأربع قبل العصر فهذه من الألفاظ المجملة التي دلت عليه الأخبار المفسرة فدل خبر ابن عمر عن النبي {{صل}} صلاة الليل والنهار مثنى مثنى وأن كل ما صلى النبي {{صل}} في النهار من التطوع فإنما صلاهن مثنى مثنى على ما خبر أنها صلاة النهار والليل جميعا ولو ثبت عن النبي {{صل}} أنه صلى من النهار أربعا بتسليمة بالنهار وبين أن يسلم في كل ركعتين.
وقوله في خبر علي: ويفصل بين كل ركعتين بالتسليم على الملائكة المقربين ومن تبعهم من المؤمنين فهذه اللفظة تحتمل معنيين أحدهما أنه كان يفصل بن كل ركعتين بتشهد إذ في التشهد التسليم على الملائكة ومن تبعهم من المسلمين وهذا معنى يبعد والثاني أنه كان يفصل بين كل ركعتين بالتسليم الذي هو فصل بين هاتين الركعتين وبين ما بعدهما من الصلاة وهذا هو المفهوم من المخاطبة لأن العلماء لا يطلقون اسم الفصل بالتشهد من غير سلام يفصل بين الركعتين وبين ما بعدهما ومحال من جهة الفقه أن يقال: يصلي الظهر أربعا يفصل بينهما بسلام أو العصر أربعا يفصل بينهما بسلام أو المغرب ثلاثا يفصل بينهما بسلام أو العشاء أربعا يفصل بينهما بسلام وإنما يجب أن يصلي المرء الظهر والعصر والعشاء كل واحد منهن أربعة موصولة لا مفصولة وكذلك المغرب يجب أن يصلى ثلاثا موصولة لا مفصولة ويجب أن يفرق بين الوصل وبين الفصل والعلماء من جهة الفقه لا يعلمون الفصل بالتشهد من غير تسليم يكون خارجا من الصلاة ثم يبدأ فيما بعدها ولو كان التشهد يكون فصلا بين الركعتين وبينما بعد لجاز لمصل إذا تشهد في كل صلاة يجوز أن يتطوع بعدها أن يقوم فبل أن يسلم فيبدأ في التطوع على العمد وكذلك كان يجوز له أن يتطوع من الليل بعشر ركعات وأكثر بتسليمة واحدة يتشهد في كل ركعتين ولو كان التشهد فصلا بين ما مضى وبين ما بعده من الصلاة وهذا خلاف مذهب مخالفينا من العراقيين » <ref>قال ناصر الدين: إسناده حسن. والحديث ساق المصنف لفظه قبل السند قال: وفي خبر عاصم بن ضمرة عن علي بن أبي طالب كان النبي {{صل}} إذا كانت الشمس من هاهنا كهيئتها عند العصر صلى ركعتين وإذا كانت من هاهنا كهيئتها من ههنا عند الظهر صلى أربعا ويصلي قبل الظهر أربعا وبعدها ركعتين وقبل العصر أربعا ويفصل بين كل ركعتين بالتسليم على الملائكة المقربين ومن تبعهم من المسلمين.... سم ساق إسناده كما رأيت </ref>
1212 - وقد روى شعبة بن الحجاج عن عبد ربه بن سعيد عن أنس بن أبي أنس عن عبد الله بن نافع بن العمياء عن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن الطلب بن أبي وداعة
« أن النبي {{صل}} قال: الصلاة مثنى مثنى وتشهد في كل ركعتين وتبائس وتمسكن وتقنع يديك وتقول: اللهم اللهم فمن لم يفعل فهو خداج »
حدثناه علي بن خشرم أخبرنا عيسى عن شعبة عن عبد ربه بن سعيد <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف لأن مداره من هذا الوجه والذي بعده على ابن العمياء وهو مجهول وقد أشار المصنف إلى ضعفه فيما يأتي قريبا </ref>
1213 - وخالف الليث بن سعد شعبة في إسناد هذا الخبر:
فرواه الليث عن عبد ربه عن عمران بن أبي أنيس عن عبد اللهبن نافع بن العمياء عن ربيعة بن الحارث عن الفضل بن عباس عن النبي {{صل}} -
حدثناه يونس بن عبد الأعلى ثنا يحيى - يعني ابن عبد الله بن بكير - ثنا الليث
فإن ثبت هذا الخبر فهذه اللفظة: الصلاة مثنى مثنى مثل خبر ابن عمر عن النبي {{صل}} وفي هذا لخبر زيادة شرح ذكر رفع اليدين ليقول: اللهم اللهم وفي خبر الليث قال: ترفعهما إلى ربك تستقبل بهما وجهك وتقول: يا رب يا رب
ورفع اليدين في التشهد قبل التسليم ليس من ستة الصلاة وهذا دال على أنه إنما أمره برفع اليدين والدعاء والمسألة بعد التسليم من المثنى فأما الخبر الذي احتج به بعض الناس من الأربع قبل الظهر أن النبي {{صل}} صلاهن بتسليمة فإنه روى بإسناد لا يحتج بمثله من له معرفة برواية الأخبار
1214 - حدثناه علي بن حجر نا محمد بن يزيد الواسطي ح وثنا سلم بن جنادة نا وكيع عن عبيدة بن معتب الضبي عن إبراهيم عن سهم بن منجاب عن قزعة عن القرثع عن أبي أيوب عن النبي {{صل}}
وحدثنا بندار نا أبو داود ثنا شعبة حدثني عبيدة وكان من قديم حديثه عن إبراهيم عن سهم بن منجاب عن قزعة عن القرثع عن أبي أيوب
« عن النبي {{صل}} قال: أربع قبل الظهر لا يسلم فيهن تفتح لهن أبواب السماء »
هذا لفظ حديث شعبة
فأما محمد بن يزيد فإنه طول الحديث فذكر فيه كلاما كثيرا فحدثنا بندار نا محمد نا شعبة عن عبيدة بن معتب عن ابن منجاب عن رجل عن قرثع الضبي عن أبي أيوب:
عن النبي {{صل}} نحوه
وعبيدة بن معتب رحمه الله ليس ممن يجوز الاحتجاج بخبره عند من له معرفة برواية الأخبار وسمعت أبا موسى يقول: ما سمعت يحيى بن سعيد ولا عبد الرحمن بن مهدي حدثا عن سفيان عن عبيدة بن معتب بشيء قط وسمعت أبا قلابة يحكي عن هلال بن يحيى قال: سمعت يوسف بن خالد السمتي يقول: قلت لعبيدة بن معتب: هذا الذي ترويه عن إبراهيم سمعته كله؟ قال: منه ما سمعته ومنه ما أقيس عليه قال: قلت: فحدثني بما سمعت فإني أعلم بالقياس منك
وروى شبيها بهذا الخبر الأعمش عن المسيب بن رافع عن علي بن الصلت عن أبي أيوب عن النبي {{صل}} إلا أنه ليس فيه: لا يسلم بينهن » <ref>قال الأعظمي: إسناده ضعيف كما قال ابن خزيمة. قال ناصر الدين: لكن له طرق أخرى يرقى بمجموعها إلى الحسن لذا أوردته في صحيح أبي داود وفي صحيح الجامع. قال ناصر الدين تعليقا على قول المصنف " عن هلال بن يحيى قال سمعت يوسف بن خالد السمتي يقول قلت لعبيدة بن معتب هذا الذي ترويه عن إبراهيم سمعته كله قال منه ما سمعته ومنه ما أقيس عليه قال قلت فحدثني بما سمعت فإني أعلم بالقياس منك " - قال: يوسف بن خالد السمتي هذا متروك وكذبه ابن معين كما في التفريب فلا يجوز الاعتماد على جرحه </ref>
1215 - حدثناه أبو موسى حدثنا أبو أحمد ثنا شريك عن الأعمش ح وثنا موسى نا مؤمل بن إسماعيل ثنا سفيان عن الأعمش عن المسيب بن رافع عن رجل من الأنصار عن أبي أيوب
« قال أبو بكر: ولست أعرف علي بن الصلت هذا ولا أدري من أي بلاد الله هو ولا أفهم ألقي أبا أيوب أم لا؟ ولا يحتج بمثل هذه الأسانيد - علمي - إلا معاند أو جاهل » <ref>قال الأعظمي: إسناده ضعيف </ref>
===باب صلاة التسبيح إن صح الخبر فإن في القلب من هذا الإسناد شيء===
1216 - حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم - أملى بالكوفة - نا موسى بن عبد العزيز أبو شعيب العدني - وهو الذي يقال له القنباري سمعته يقول أصلي فارسي - قال: حدثني الحكم بن أبان حدثني عكرمة عن ابن عباس
« أن رسول الله {{صل}} قال للعباس بن عبد المطلب:
يا عباس يا عماه ألا أعطيك ألا أجزيك ألا أفعل لك عشر خصال إذا أنت فعلت ذلك غفر الله ذنبك أوله وآخره - قديمه وحديثه خطأه وعمده صغيره وكبيره سره وعلانيته عشر خصال أن تصلي أربع ركعات تقرأ في كل ركعتين بفاتحة الكتاب وسورة فإذا فرغت من القراءة في أول ركعة قلت وأنت قائم: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر خمس عشرة مرة ثم تركع وتقول وأنت راكع عشرا ثم ترفع رأسك من الركوع فتقولها عشرا ثم تسجد فتقولها عشرا ثم ترفع رأسك فتقولها عشرا ثم تسجد فتقولها عشرا ثم ترفع رأسك فتقولها عشرا فذلك خمس وسبعون في كل ركعة تفعل في أربع ركعات إن استطعت أن تصليها في كل يوم مرة فافعل فإن لم تفعل ففي كل جمعة مرة فإن لم تفعل ففي كل شهر مرة فإن لم تفعل ففي سنة مرة فإن لم تفعل ففي عمرك مرة »
ورواه إبراهيم بن الحكم بن أبان عن أبيه عن عكرمة مرسلا لم يقل فيه عن ابن عباس حدثناه محمد بن رافع نا إبراهيم بن الحكم <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف كما أشار المصنف لكن له شواهد يتقوى بها لذا أوردته في صحيح أبي داود </ref>
===باب صلاة الترغيب والترهيب===
1217 - حدثنا عبد الله بن هاشم نا عبد الله بن نمير ثنا عثمان - وهو ابن حكيم - أخبرني عامر بن سعد عن أبيه
« أن رسول الله {{صل}} أقبل ذات يوم من العالية حتى إذا مر بمسجد بني معاوية دخل فركع فيه ركعتين وصلينا معه ودعا ربه طويلا ثم انصرف إلينا فقال: سألت ربي ثلاثا فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة سألت ربي أن لا يهلك أمتي بالسنة فأعطانيها وسألته أن لا يهلك أمتي بالغرق فأعطانيها وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها »
1218 - حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي ثنا أبي نا الأعمش عن رجاء الأنصاري عن عبد الله بن شداد بن الهاد عن معاذ بن جبل قال:
« خرج رسول الله {{صل}} وخرجت معه ألتمسه أسأل كل من مررت به فيقول: مر قبل حتى مررت فوجدته يصلي فانتظرته حتى انصرف وقد أطال الصلاة فقلت: لقد رأيتك طولت تطويلا ما رأيتك صليتها هكذا قال: إني صليت صلاة رغبة ورهبة سألت الله ثلاثا فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة سألته أن لا يهلك أمتي غرقا فأعطانيها وسألته أن لا يسلط عدوا من غيرهم فأعطانيها وسألته أن لا يلقي بأسهم بينهم فرد علي » <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف رجاء الأنصاري مجهول كما أشار إلى ذلك الذهبي بقوله: ما روى عنه سوى الأعمش </ref>
1219 - حدثنا محمد بن بشار وأبو موسى قالا: حدثنا عثمان بن عمر نا شعبة عن أبي جعفر المدني قال: سمعت عمارة بن خزيمة يحدث عن عثمان بن حنيف
« أن رجلا ضرير أتى النبي {{صل}} فقال: أدع الله أن يعافيني قال: إن شئت أخرت ذلك وهو خير وإن شئت دعوت قال أبو موسى قال: فادعه وقالا فأمره أن يتوضأ قال بندار: فيحسن وقالا: ويصلي ركعتين ويدعوا بهذا الدعاء: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة يا محمد إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه فتقضي لي اللهم شفعه في زاد أبو موسى: وشفعني فيه قال: ثم كأنه شك بعد في: وشفعني فيه » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب صلاة الاستخارة===
1220 - حدثنا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا ابن وهب أخبرنا حيوة أن الوليد بن أبي الوليد أخبره أن أيوب بن خالد بن أبي أيوب الأنصاري حدثه عن أبيه عن جده
« أن رسول الله {{صل}} قال: اكتم الخطبة ثم توضأ فأحسن وضوءك ثم صل ما كتب الله لك ثم أحمد ربك ومجده ثم قل: اللهم إنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب فإن رأيت لي في فلانة - تسميها باسمها - خيرا لي في ديني ودنياي وآخرتي فاقدرها لي وإن كان غيرها خيرا لي منها في ديني ودنياي وآخرتي فاقض لي بها - أو قال - اقدرها لي » <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف أيوب بن خالد فيه لين وأبوه مجهول العين </ref>
==جماع أبواب صلاة الضحى وما فيها من السنن==
===باب الوصية بالمحافظة على صلاة الضحى===
1221 - حدثنا علي بن حجر السعدي نا إسماعيل - يعني ابن جعفر - نا محمد - وهو ابن أبي حرملة - عن عطاء بن يسار عن أبي ذر قال:
« أوصاني خليلي بثلث لا أدعهن إن شاء الله أبدا أوصاني بصلاة الضحى وبالوتر قبل النوم وبصوم ثلاثة أيام من كل شهر » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
1222 - حدثنا بشر بن خالد العسكري نا محمد بن كثير عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال:
« أوصاني خليلي بثلاث بصوم ثلاثة أيام من كل شهر ولا أنام إلا على الوتر وركعتي الضحى »
===باب في فضل صلاة الضحى إذ هي صلاة الأوابين===
1223 - ثنا علي بن الحسين الدرهمي ثنا يزيد - يعني ابن هارون - عن العوام - هو ابن حوشب - حدثني سليمان بن أبي سليمان عن أبي هريرة قال:
« أوصاني خليلي بثلاث لست بتاركهن أن لا أنام إلا على وتر وأن لا أدع ركعتي الضحى فإنها صلاة الأوابين وصيام ثلاثة أيام من كل شهر » <ref>قال ناصر الدين: سليمان لا يعرف لكن الحديث صحيح كما بينته في الصحيحة 1164 وصحيح أبي داود 1286 </ref>
1224 - ثنا محمد بن يحيى نا إسماعيل بن عبد الله بن زرارة الرقي ببغداد ثنا خالد بن عبد الله وحدثني محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال:
« قال رسول {{صل}}: لا يحافظ على صلاة الضحى إلا أواب. قال: وهي صلاة الأوابين »
قال أبو بكر: لم يتابع هذا لشيخ إسماعيل بن عبد الله على إيصال هذا الخبر رواه الدراودي عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة مرسلا ورواه حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة قوله <ref>قال ناصر الدين: إسناده حسن وقد توبع ابن زرارة عليه خلافا للمؤلف كما تراه مبينا في الصحيحة 1994 </ref>
===باب فضل صلاة الضحى والبيان أن ركعتي الضحى تجزىء من الصدقة التي كنت على سلامي المرء في كل يوم===
1225 - نا عبد الوارث بن عبد الصمد حدثني أبي ثنا مهدي - وهو ابن ميمون - عن واصل عن يحيى بن عقيل عن يحيى بن يعمر عن أبي الأسود عن أبي ذر
« عن النبي {{صل}} أنه قال: يصبح أحدكم وعلى كل سلامى منه صدقة فكل تهليلة وتحميدة وتكبيرة وتسبيحة صدقة وأمر بمعروف ونهى عن منكر صدقة وتجزئ من كل ذلك ركعتا الضحى »
===باب ذكر عدد السلامي وهي المفاصل التي عليها الصدقة التي تجزئ ركعتا الضحى من الصدقة التي على تلك المفاصل كلها===
1226 - نا أبو عمار الحسين بن حريث نا علي بن الحسين عن أبيه حدثني عبد الله بن بريدة قال: سمعت أبا بريدة يقول:
« سمعت رسول الله {{صل}} يقول: في الإنسان ثلاثمائة وستون مفصلا فعليه أن يتصدق عن كل مفصل منه صدقة قال: ومن يطيق ذلك يا نبي الله؟ قال: النخامة في المسجد تدفنها أو الشيء تنحيه عن الطريق فإن لم تقدر فركعتا الضحى تجزئك » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب استحباب تأخير صلاة الضحى===
1227 - حدثنا بشر بن معاذ العقدي نا يزيد - يعني ابن زريع نا سعيد عن قتادة عن القاسم بن عوف الشيباني عن زيد بن أرقم
« أن رسول الله {{صل}} خرج على قوم وهو يصلون الضحى في مسجد قباء حين أشرقت الشمس فقال رسول الله {{صل}}: صلاة الأوابين إذ رمضت الفصال »
وثنا بشر بن معاذ نا حماد بن زيد ثنا أيوب عن القاسم بن عوف الشيباني عن زيد بن أرقم عن النبي {{صل}} نحوه
===باب استحباب مسألة الله عز وجل في صلاة الضحى رجاء الإجابة===
1228 - نا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب نا عمي أخبرني عمرو - يعني ابن الحارث - عن بكير عن الضحاك القرشي عن أنس وحدثنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي نا ابن أبي مريم نا بكر بن مضر أخبرنا عمرو بن الحارث عن بكير بن الأشج عن الضحاك بن عبد الله القرشي حدثه عن أنس بن مالك قال:
« رأيت رسول الله {{صل}} في سفر صلى سبحة الضحى ثمان ركعات فلما انصرف قال: إني صليت صلاة رغبة ورهبة فسألت ربي ثلاثا فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة سألته أن لا يقتل أمتي بالسنين ففعل وسألته أن لا يظهر عليهم عدوا ففعل وسألته أن لا يلبسهم شيعا فأبى علي قال أحمد بن عبد الرحمن: أن لا يبتلي أمتي بالسنين » <ref>قال ناصر الدين: الضحاك بن عبد الله القرشي غير معروف ومع ذلك صحح الحاكم 1 / 314 حديثه هذا ووافقه الذهبي </ref>
===باب صلاة الضحى عند القدوم من السفر===
1229 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم الصواف نا سالم بن نوح العطار أخبرنا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر
« أن النبي {{صل}} لم يكن يصلي الضحى إلا أن يقدم من غيبة » <ref>قال ناصر الدين: إسناده صحيح الصواف هذا هو اسحق بن إبراهيم بن محمد الباهلي البصري من شيوخ البخاري</ref>
1230 - ثنا يعقوب الدورقي ثنا معتمر عن خالد عن عبد الله - وهو ابن شقيق - عن عائشة قالت
« ما رأيت رسول الله {{صل}} يصلي الضحى قط إلا أن يقدم من سفر فيصلي ركعتين »
قال أبو بكر: خبر ابن عمر من الجنس الذي أعلمت في غير موضع من كتبنا أن المخبر والشاهد الذي يجب قبول خبره وشهادته من يخبر برؤية الشيء وسماعه وكونه لا من ينفي الشيء وإنما يقول العلماء لم يفعل فلان كذا ولم يكن كذا على المسامحة والمساهلة في الكلام وإنما يريدون أن فلانا لم يفعل كذا علمي وإن كذا لم يكن علمي وابن عمر إنما أراد أن النبي {{صل}} لم يكن يصلي الضحى إلا أن يقدم من غيبة أي لم أره صلى ولم يخبرني ثقة أنه كان يصلي الضحى إلا أن يقدم من غيبة
وهكذا خبر عائشة رواه كهمس بن الحسن والجريري جميعا عن عبد الله بن شقيق قال: قلت لعائشة: كان رسول الله {{صل}} يصلي الضحى؟ قالت: لا إلا أن يجيء من مغيبه
حدثناه الدورقي ثنا عثمان بن عمر نا كهمس ح وثنا سلم بن جنادة ثنا وكيع عن كهمس ح وثنا بندار ثنا سالم بن نوح نا الجريري ح وثنا يعقوب الدورقي ثنا ابن علية عن الجريري
قال أبو بكر: فهذه اللفظة التي في خبر كهمس والجريري من الجنس الذي أعلمت أنها تكلمت بها على المسامحة والمساهلة وإنما معناها ما قالوا في خبر خالد الحذاء: ما رأيت رسول الله {{صل}} يصلي والدليل على صحة ما تأولت أن النبي {{صل}} قد صلى صلاة الضحى في غير اليوم الذي كان يقدم فيه من الغيبة سأذكر هذه الأخبار في موضعها من هذا الكتاب إن شاء الله فالخبر الذي يجب قبوله ويحكم به هو خبر من أعلم أن النبي {{صل}} صلى الضحى لا خبر من قال: أنه لم يصل
===باب صلاة الضحى في الجماعة وفيه بيان النبي {{صل}} قد صلى الضحى في غير اليوم الذي كان يقدم فيه من الغيبة===
1231 - وأخبرنا الشيخ الفقيه أبو الحسن علي بن المسلم السلمي نا عبد العزيز بن أحمد بن محمد قال: أخبرنا الأستاذ الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني قراءة عليه قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة نا أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة ثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ومحمد بن يحيى قالا ثنا عثمان بن عمر أخبرنا يونس عن الزهري عن محمود بن الربيع عن عتبان بن مالك
« أن رسول الله {{صل}} صلى في بيته سبحة الضحى فقاموا وراءه فصلوا في بيته »
قال أبو بكر: في بيته يعني بيت عتبان بن مالك <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب صلاة النبي {{صل}} عند الضحى وهذا من الباب الذي أعلمت أن الحكم للمخبر الذي يخبر بكون الشيء لا من ينفي الشيء===
1232 - ثنا محمد بن عبد الله المخرمي ثنا أبو عامر عن شعبة ح وثنا بندار حدثنا هشام بن عبد الملك ثنا شعبة عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن علي قال:
« كان النبي {{صل}} يصلي الضحى »
قال المخرمي: هكذا حدثنا به مختصرا
قال أبو بكر: هذا الخبر عندي مختصر من حديث عاصم بن ضمرة: سألنا عليا عن صلاة رسول الله {{صل}} قد أمليته قبل قال في الخبر: إذا كانت الشمس من ههنا كهيئتها من ههنا عند العصر صلى ركعتين فهذه صلاة الضحى <ref>قال ناصر الدين: إسناده حسن وقد مضى مطولا 1211 </ref>
===باب صلاة الضحى في السفر وهو من الجنس الذي أعلمت أن النبي {{صل}} قد صلى الضحى في غير اليوم الذي كان يقدم فيه من غيبة===
1233 - حدثنا بندار نا محمد بن جعفر نا شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال:
« ما أخبرني أحد أنه رأى النبي {{صل}} يصلي الضحى إلا أم هانئ فإنها حدثت أن النبي {{صل}} دخل عليها يوم فتح مكة فاغتسل وصلى ثمان ركعات ما رأيته صلى صلاة أخف منها غير أنه كان يتم الركوع والسجود »
===باب ذكر البيان أن النبي {{صل}} يسلم من كل ركعتين من الثمان ركعات اللاتي صلاهن صلاة الضحى===
1234 - حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب نا عمي ثنا عياض بن عبد الله عن مخرمة بن سليمان عن كريب عن أم هانئ بنت أبي طالب
« أن رسول الله {{صل}} يوم صلى سبحة الضحى ثمان ركعات كان يسلم من كل ركعتين » <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف كما بينته في ضعيف أبي داود 237 </ref>
===باب التسوية بين القيام والركوع والسجود في صلاة الضحى===
1235 - نا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب بن مسلم ثنا عمي أخبرني يونس عن الزهري حدثني عبيد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل أن أباه عبد الله بن الحارث قال:
« سألت وحرصت على أن أجد أحدا من الناس يخبرني أن رسول الله {{صل}} سبح سبحة الضحى فلم أجد أحدا يخبرني عن ذلك إلا أم هانئ بنت أبي طالب أخبرتني: أن رسول الله {{صل}} أتى بعدما النهار يوم الفتح فأمر بثوب فستر عليه فاغتسل ثم قام فركع ثمان ركعات لا أدري أقيامه فيها أطول أم ركوعه أم سجوده كل ذلك متقارب قالت: فلم أره سبحها قبل ولا بعد »
==جماع أبواب صلاة التطوع قاعدا==
===باب تقصير أجر صلاة القاعد من صلاة القائم في التطوع===
1236 - نا محمد بن العلاء بن كريب نا أبو خالد أخبرنا الحسين بن المكتب عن عبد الله بن بريدة عن عمران بن حصين قال:
« سألت رسول الله {{صل}} عن صلاة الرجل قاعدا فقال رسول الله {{صل}}: صلاة القائم أفضل وصلاة القاعد على النصف من صلاة القائم »
===باب ذكر ما كان الله عز وجل خص به نبيه صلى الله عليه المصطفى في الصلاة قاعدا فجعل صلاته قاعدا كالصلاة قائما في الأجر===
1237 - حدثنا يوسف بن موسى ثنا جرير عن منصور ح وثنا أبو موسى نا يحيى بن سعيد ثنا سفيان حدثني منصور ح وثنا بندار نا يحيى بن سعيد عن سفيان عن منصور عن هلال بن يساف عن أبي يحيى عن عبد الله بن عمرو قال:
« رأيت رسول الله {{صل}} يصلي جالسا قلت: حدثت أنك تقول: إن صلاة الجالس على النصف من صلاة القائم قال: أجل ولكني لست كأحد منكم »
هذا لفظ حديث أبي موسى لم يقل بندار قال: أجل!
===باب التربع في الصلاة إذا صلى المرأ جالسا===
1238 - حدثنا محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي ثنا أبو داود الحفري ح وثنا يوسف بن موسى ثنا أبو داود عمر بن سعد عن حفص بن غياث عن حميد عن عبد الله بن شقيق عن عائشة قالت
« رأيت النبي {{صل}} يصلي متربعا »
===باب إباحة صلاة التطوع جالسا وإن لم يكن بالمرء علة من مرض لا يقدر على الصلاة قائما===
1239 - حدثنا محمد بن رافع نا عبد الرزاق أخبرنا ابن جريج ح وثنا محمد بن سنان القزاز ومحمد بن صدران قالا ثنا أبو عاصم عن ابن جريج أخبرني عثمان بن أبي سليمان أن أبا سلمة بن عبد الرحمن أخبره أن عائشة أخبرته
« أن رسول الله {{صل}} لم يمت حتى كان أكثر صلاته جالسا »
وقال ابن رافع وابن صدران: حتى كان كثير من صلاته وهو جالس
===باب ذكر الدليل على أن النبي {{صل}} إنما كان يكثر من التطوع جالسا وإن لم يكن به مرض بعدما أسن وحطمه الناس===
1240 - ثنا سلم بن جنادة نا وكيع عن هشام بن عروة ح وثنا علي بن حجر السعدي أخبرنا جرير ح وثنا يوسف بن موسى نا جرير عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت
« كان النبي {{صل}} يصلي وهو جالس بعدما دخل في السن فإذا بقي من السورة ثلاثون أو أربعون آية قام فقرأها ثم ركع غير أن عليا قال: كان رسول الله {{صل}} لا يقرأ في شيء من صلاة الليل جالسا حتى إذا دخل في السن »
1241 - ثنا بندار نا يحيى ثنا كهمس ح وثنا يعقوب بن إبراهيم ثنا ابن علية عن الجريري كلاهما عن عبد الله بن شقيق قال قلت لعائشة
« أكان رسول الله {{صل}} يصلي قاعدا؟ قالت: بعدما حطمه الناس »
وقال الدورقي: قالت: نعم، بعدما حطمه الناس
===باب الترتل في القراءة إذا صلى المرء جالسا===
1242 - حدثنا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا ابن وهب أن مالكا حدثه عن ابن شهاب ح وثنا عبد الله بن هاشم ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن مالك عن الزهري عن السائب بن يزيد عن المطلب بن أبي وداعة عن حفصة قالت
« ما رأيت رسول الله {{صل}} يصلي في سبحته جالسا حتى إذا كان قبل موته بعام فكان يصلي في سبحته جالسا فيقرأ السورة فيرتلها حتى تكون أطول من أطول منها »
لم يقل ابن هاشم في سبحته
===باب إباحة الجلوس لبعض القراءة والقيام لبعض في الركعة الواحدة===
1243 - نا علي بن حجر السعدي مرة أخبرنا جرير عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت
« كان النبي {{صل}} يصلي جالسا وكان إذا بقي عليه من السورة ثلاثون أو أربعون آية قام فقرأها ثم ركع »
1244 - حدثنا يعقوب الدورقي نا ابن علية نا الوليد بن أبي هشام ح وثنا مؤمل بن هشام وزياد بن أيوب قالا ثنا إسماعيل عن الوليد بن أبي هشام عن أبي بكر بن محمد بن عمرة عن عائشة قالت
« كان رسول الله {{صل}} يقرأ وهو قاعد فإذا أراد أن يركع قام قدر ما يقرأ الإنسان أربعين آية »
===باب ذكر خبر روي عن النبي {{صل}} في صفة صلاته جالسا حسب بعض العلماء إنه خلاف هذا الخبر الذي ذكرناه===
1245 - حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي وزياد بن أيوب قالا حدثنا هشيم أخبرنا خالد عن عبد الله بن شقيق قال:
« سألت عائشة عن صلاة رسول الله {{صل}} من التطوع فقالت: كان يصلي ليلا طويلا قائما وليلا طويلا جالسا فإذا قرأ وهو قائم ركع وسجد وهو قائم وإذا قرأ وهو قاعد ركع وسجد وهو قاعد »
1246 - حدثنا أحمد بن عبدة أخبرنا حماد - يعني ابن زيد - عن بديل وأيوب عن عبد الله بن شقيق عن عائشة قالت
« كان رسول الله {{صل}} يصلي ليلا طويلا قائما فإذا صلى قائما ركع قائما وإذا صلى قاعدا ركع قاعدا »
1247 - حدثنا محمد بن العلاء بن كريب ثنا أبو خالد ثنا حميد عن عبد الله بن شقيق عن عائشة
« أنه سألها عن صلاة رسول الله {{صل}} جالسا فقالت: كان رسول الله {{صل}} يصلي ليلا طويلا قائما فإذا صلى قاعدا ركع قاعدا وإذا صلى قائما ركع قائما
فقال أبو خالد: فحدثت به هشام بن عروة فقال: كذب حميد وكذب عبد الله بن شقيق حدثني أبي عن عائشة قالت: ما صلى رسول الله {{صل}} قاعدا قط حتى دخل في السن فكان يقرأ السور فإذا بقي منها آيات قام فقرأهن ثم ركع هكذا قال أبو بكر: السور
قال أبو بكر: قد أنكر هشام بن عروة خبر عبد الله بن شقيق إذ ظاهره كان عنده خلاف خبره عن أبيه عن عائشة وهو عندي غير مخالف لخبره لأن في رواية خالد عن عبد الله بن شقيق عن عائشة: فإذا قرأ وهو قائم ركع وسجد وهو قائم وإذا قرأ وهو قاعد ركع وسجد وهو قاعد فعلى هذه اللفظة هذا الخبر ليس بخلاف خبر عروة وعمرة عن عائشة لأن هذه اللفظة التي ذكرها خالد دالة على أنه كان إذا كان جميع القراءة قاعدا ركع قاعدا وإذا كان جميع القراءة قائما ركع قائما ولم يذكر عبد الله بن شقيق صفة صلاته إذا كان بعض القراءة قائما وبعضها قاعدا وإنما ذكره عروة وأبو سلمة وعمرة عن عائشة إذا كانت القراءة في الحالتين جميعا بعضها قائما وبعضها قاعدا فذكر أنه كان يركع وهو قائم إذا كانت قراءته في الحالتين كلتيهما ولم يذكر عروة ولا أبو سلمة ولا عمرة: كيف كان النبي {{صل}} يفتتح هذه الصلاة التي يقرأ فيها قائما وقاعدا ويركع قائما وذكر ابن سيرين عن عبد الله بن شقيق عن عائشة ما دل على أنه كان يفتتحها قائما
1248 - حدثنا سلم بن جنادة ثنا وكيع عن يزيد بن إبراهيم عن ابن سيرين عن عبد الله بن شقيق العقيلي عن عائشة قالت
« كان رسول الله {{صل}} يصلي قائما وقاعدا فإذا افتتح الصلاة قائما ركع قائما وإذا افتتح الصلاة قاعدا ركع قادعا »
قال أبو بكر: فهذا الخبر يبين هذه الأخبار كلها فعلى هذا الخبر إذا افتتح الصلاة قائما ثم قعد وقرأ انبغى له أن يقوم فيقرأ بعض قراءته ثم يركع وهو قائم فإذا افتتح صلاته قاعدا قرأ جميع قراءته ثم يركع وهو قائم فإذا افتتح صلاته قاعدا قرأ جميع قراءته وهو قاعد ثم ركع وهو قاعد إتباعا لفعل النبي {{صل}}
===باب تقصير أجر صلاة المضطجع عن أجر صلاة القاعد===
1249 - حدثنا محمد بن العلاء بن كريب وأبو سعيد الأشج قالا نا أبو خالد حسين المكتب وثنا بندار ثنا يحيى عن حسين ح وثنا أحمد بن المقدام ثنا يزيد - يعني ابن زريع - حدثنا حسين المعلم عن عبد الله بن بريدة عن عمران بن حصين
« عن النبي {{صل}} قال: صلاة النائم على نصف صلاة القاعد »
قال أبو بكر: قد كنت أعلمت قبل أن العرب توقع اسم النائم على المضطجع وعلى النائم الزائل العقل بالنوم وإنما أراد المصطفى {{صل}} بقوله: وصلاة النائم: المضطجع لا زائل العقل بالنوم إذ زائل العقل بالنوم لا يعقل الصلاة في وقت زوال العقل
===باب صفة صلاة المضطجع===
خلاف ما يتوهمه العامة إذ العامة إنما تأمر المصلي مضطجعا أن يصلي مستلقيا على قفاه والنبي {{صل}} أمر المصلي مضطجعا أن يصلي على جنب
1250 - نا محمد بن عيسى نا ابن المبارك ح وثنا سلم بن جنادة نا وكيع جميعا عن إبراهيم بن طهمان عن حسين المعلم عن عبد الله بن بريدة عن عمران بن حصين قال:
« كان بي الباصور فسألت النبي {{صل}} عن الصلاة فقال: صل قائما فإن لم تستطع فجالسا فإن لم تستطع فعلى جنب »
وفي حديث ابن المبارك قال: كانت بي بواسير
==جماع أبواب صلاة التطوع في السفر==
===باب التطوع بالنهار للمسافر خلاف مذهب من كره التطوع للمسافر بالنهار===
1251 - قال أبو بكر: خبر أم هانئ
« أن النبي {{صل}} صلى يوم فتح مكة الضحى ثمان ركعات قد خرجته من قبل »
===باب صلاة التطوع في السفر قبل صلاة المكتوبة===
1252 - حدثنا محمد بن بشار نا يحيى حدثنا يزيد بن كيسان حدثني أبو حازم عن أبي هريرة قال:
« أعرسنا مع رسول الله {{صل}} فلم نستيقظ حتى طلعت الشمس فقال رسول الله {{صل}}: ليأخذ كل إنسان برأس راحلته فإن هذا منزل حضرنا فيه الشيطان فغفلنا فدعا بالماء فتوضأ ثم صلى سجدتين ثم أقيمت الصلاة فصلى الغداة »
قد خرجت هذه القصة في غير هذا الموضع في نوم النبي {{صل}} عن صلاة الصبح حتى طلعت الشمس <ref>قال ناصر الدين: إسناده صحيح </ref>
 
1253 - حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أخبرنا أبي وشعيب قالا أخبرنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن صفوان بن سليم عن أبي بسرة الغفاري عن البراء بن عازب أنه قال:
« سافرت مع النبي {{صل}} ثمانية عشر سفرا فلم أر رسول الله {{صل}} يترك ركعتين حين تزيغ الشمس فلم أره يترك ركعتين قبل الظهر »
ثنا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا ابن وهب أخبرنا الليث وأبو يحيى بن سليمان - هو فليح - عن صفوان بن سليم بهذا الإسناد نحوه غير أنه قال: فلم أره يترك ركعتين قبل الظهر <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف أبو بسرة الغفاري لا يعرف لذا خرجت الحديث في ضعيف أبي داود 222 </ref>
1254 - وقد روى الكوفيون أعجوبة عن ابن عمر إني خائف أن لا تجوز روايتها إلا تبين علتها لا إنها أعجوبة في المتن إلا أنها أعجوبة في الإسناد في هذه القصة رووا عن نافع وعطية بن سعد العوفي عن ابن عمر قال:
« صليت مع النبي {{صل}} في الحضر والسفر فصليت معه في الحضر الظهر أربع ركعات وبعدها ركعتين والعصر أربع ركعات ليس بعدها شيء والمغرب ثلاثا وبعدها ركعتين والعشاء أربعا وبعدها ركعتين والغداة ركعتين وقبلها ركعتين وصليت معه في السفر الظهر ركعتين وبعدها ركعتين والعصر ركعتين وليس بعدها شيء والمغرب ثلاثا وبعدها ركعتين وقال هي وتر النهار لا ينقص في حضر ولا سفر والعشاء ركعتين وبعدها ركعتين والغداة ركعتين وقبلها ركعتين »
ناه أبو الخطاب نا مالك بن سعير نا ابن أبي ليلى عن نافع وعطية بن سعد العوفي عن ابن عمر
وروى هذا الخبر جماعة من الكوفيين عن عطية عن ابن عمر منهم أشعت بن سوار وفراس وحجاج بن أرطاة منهم من اختصر الحديث ومنهم من ذكره بطوله
وهذا الخبر لا يخفى على عالم بالحديث أن هذا غلط وسهو عن ابن عمر قد كان ابن عمر رحمه الله ينكر التطوع في السفر ويقول لو كنت متطوعا ما باليت أن أتم الصلاة وقال: رأيت رسول الله {{صل}} لا يصلي قبلها ولا بعدها في السفر <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف لضعف ابن أبي ليلى واسمه محمد بن عبد الرحمن ومثله عطية العوفي ومتنه عن ابن عمر منكر كما بينه المؤلف </ref>
1255 - حدثنا بندار نا يحيى نا بن أبي ذئب حدثني عثمان بن عبد الله بن سراقة قال سمعت بن عمر يقول:
« رأيت رسول الله {{صل}} لا يصلي قبلها ولا بعدها في السفر » <ref>قال ناصر الدين: إسناده صحيح على شرط البخاري </ref>
1256 - وحدثناه بندار نا عثمان - يعني ابن عمر - نا ابن أبي ذئب عن عثمان بن عبد الله بن سراقة
« أنه رأى حفص بن عاصم يسبح في السفر ومعهم في ذلك السفر عبد الله بن عمر فقيل: أن خالك ينهى عن هذا فسألت ابن عمر عن ذلك فقال: رأيت رسول الله {{صل}} لا يصنع ذلك لا يصلي قبل الصلاة ولا بعدها قلت: أصلى بالليل؟ فقال: صل بالليل ما بدأ لك » <ref>قال ناصر الدين: إسناده صحيح كالذي قبله ( والذي قبله على شرط البخاري ) </ref>
1257 - حدثنا بندار نا يحيى بن سعيد نا عيسى بن حفص ح نا يحيى بن حكيم نا يحيى بن سعيد عن عيسى بن حفص - يعني ابن عاصم بن عمر بن الخطاب - قال بندار: قال: نا أبي وقال يحيى: حدثني أبي قال:
« كنت مع بن عمر في سفر فصلى الظهر والعصر ركعتين ثم انصرف إلى طنفسة له فرأى قوما يسبحون - يعني يصلون - قال ما يصنع هؤلاء قال: قلت يسبحون قال: لو كنت مصليا قبلها أو بعدها لأتممتها صحبت رسول الله {{صل}} حتى قبض فكان لا يزيد على ركعتين وأبا بكر وعمر وعثمان كذلك »
هذا لفظ حديث يحيى بن حكيم
قال أبو بكر: فابن عمر رحمه الله ينكر التطوع في السفر بعد المكتوبة ويقول: لو كنت مسبحا لأتممت الصلاة فكيف يرى النبي {{صل}} يتطوع بركعتين في السفر بعد المكتوبة من صلاة الظهر ثم ينكر على من يفعل ما فعل النبي {{صل}} وسالم وحفص بن عاصم أعلم بابن عمر وأحفظ لحديثه من عطية بن سعد
1258 - وقد حدثنا محمد بن يحيى ثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري أخبرني سالم بن عبد الله
« أن عبد الله بن عمر كان لا يسبح في السفر سجدة قبل صلاة المكتوبة ولا بعدها حتى يقوم من جوف الليل وكان لا يترك القيام من جوف الليل »
1259 - وحدثنا محمد بن يحيى ثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري أخبرني عاصم بن عبد الله أن حفص بن عاصم بن عمر ابن الخطاب أخبره
« أنه سأل عبد الله بن عمر عن تركه السبحة في السفر فقال له عبد الله: لو سبحت ما باليت أن أتم الصلاة »
قال الزهري: فقلت لسالم: هل سألت أنت عبد الله بن عمر عما سأله عنه حفص بن عاصم؟ قال سالم: لا انا كنا نهابه عن بعض المسألة
قال أبو بكر: فخبر سالم وحفص يدلان على أن خبر عطية عن ابن عمر وهم وابن أبي ليلى واهم في جمعه بين نافع وعطية في خبر ابن عمر في التطوع في السفر إلا أن هذا من الجنس الذي نقول: إنه لا يجوز أن يحتج بالإنكار على الإثبات وابن عمر رحمه الله وإن لم ير النبي {{صل}} متطوعا في السفر فقد رآه غيره يصلي متطوعا في السفر والحكم لمن يخبر برؤية النبي {{صل}} لا لمن لم يره هذه مسألة قد بينتها في غير موضع من كتبنا
===باب صلاة التطوع في السفر عند توديع المنازل===
1260 - حدثنا محمد بن أبي صفوان الثقفي نا عبد السلام بن هاشم نا عثمان بن سعد الكاتب - وكان له مروة وعقل - عن أنس بن مالك قال:
« كان النبي {{صل}} لا ينزل منزلا إلا ودعه بركعتين » <ref>قال الأعظمي: رواه الحاكم 1 / 315 - 316 من طريق ابن خزيمة قال الذهبي معلقا عليه: " ذكر أبو حفص الفلاس عبد السلام هذا فقال لا أقطع على أحد بالكذب إلا عليه ". قال ناصر الدين: إسناده ضعيف كما بينته في الضعيفة 1047 </ref>
===باب صلاة التطوع بالليل في السفر على الأرض===
1261 - حدثنا محمد بن مسكين اليماني حدثنا يحيى بن حسان حدثنا سليمان - وهو ابن بلال - عن شرحبيل بن سعد قال سمعت جابر بن عبد الله قال:
« رأيت رسول الله {{صل}} أناخ راحلته ثم نزل فصلى عشر ركعات وأوتر بواحدة صلى ركعتين ركعتين ثم أوتر بواحدة ثم صلى ركعتي الفجر ثم صلى بنا الصبح
قال أبو بكر: هذا خبر يصرح بأن النبي {{صل}} صلى ركعتي الفجر في السفر والأخبار التي رويناها في كتاب الكبير في نوم النبي {{صل}} عن صلاة الصبح حتى طلعت الشمس وإنه صلى ركعتي الفجر ثم صلى الصبح » <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف شرحبيل بن سعد اختلط بآخره </ref>
==جماع أبواب صلاة التطوع في السفر على الدواب==
===باب إباحة الوتر على الراحلة في السفر حيث توجهت بالمصلي الراحلة===
ضد قول من زعم أن حكم الوتر حكم الفريضة وأن الوتر على الراحلة غير جائز كصلاة الفريضة
1262 - حدثنا يونس بن عبد الأعلى نا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال:
« كان رسول الله {{صل}} يسبح على الراحلة قبل أي وجه توجه ويوتر عليها غير أنه لا يصلي عليها المكتوبة »
===باب ذكر خبر غلط في الاحتجاج به بعض من لم يتبحر العلم ممن زعم أن الوتر على الراحلة غير جائز===
1263 - حدثنا يعقوب الدورقي نا محمد بن مصعب نا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن جابر ابن عبد الله قال:
« كان رسول الله {{صل}} يصلي في السفر حيث توجهت به راحلته فإذا أراد المكتوبة أو الوتر أناخ فصلى بالأرض »
قال أبو بكر: توهم بعض الناس أن هذا الخبر دال على خلاف خبر ابن عمر واحتج بهذا الخبر أن الوتر غير جائز على الراحلة وهذا غلط وإغفال من قائله وليس هذا الخبر عندنا ولا عند من يميز بين الأخبار يضاد خبر ابن عمر بل الخبران جميعا متفقان مستعملان وكل واحد منهما أخبر بما رأى النبي {{صل}} يفعله ويجب على من علم الخبرين جميعا إجازة كلا الخبرين قد رأى بن عمر النبي {{صل}} يوتر على راحلته فأدى ما رأى ورأى جابر النبي {{صل}} أناخ راحلته فأوتر بالأرض فأدى ما رأى النبي {{صل}} فجائز أن يوتر المرء على راحلته كما فعل {{صل}} وجائز أن ينيخ راحلته فينزل فيوتر على الأرض إذ النبي {{صل}} قد فعل الفعلين جميعا ولم يزجر عن أحدهما بعد فعله وهذا من اختلاف المباح ولو لم يوتر النبي {{صل}} على الأرض وقد أوتر على الراحلة كان غير جائز للمسافر الراكب أن ينزل فيوتر على الأرض ولكن لما فعل النبي {{صل}} الفعلين جميعا كان الموتر بالخيار في السفر إن أحب أوتر على راحلته وإن شاء نزل فأوتر على الأرض وليس شيء من سنته {{صل}} مهجورا إذا أمكن استعماله وإنما يترك بعض خبره ببعض إذا لم يمكن استعمالها جميعا وكان أحدهما يدفع الآخر في جميع جهاته فيجب حينئذ طلب الناسخ من الخبرين والمنسوخ منهما ويستعمل الناسخ دون المنسوخ ولو جاز لأحد أن يدفع خبر ابن عمر بخبر جابر كان أجوز لآخر أن يدفع خبر جابر بخبر ابن عمر لأن أخبار ابن عمر في وتر النبي {{صل}} على الراحلة أكثر أسانيد وأثبت وأصح من خبر جابر ولكن غير جائز لعالم أن يدفع أحد هذين الخبرين بالآخر بل يستعملان جميعا على ما بينا وقد خرجت طرق خبر بن عمر في كتاب الكبير <ref>قال ناصر الدين: محمد بن مصعب وهو القرقساني: صدوق كثير الخطأ </ref>
===باب إباحة صلاة التطوع على الراحلة في السفر حيث توجهت بالراكب===
1264 - حدثنا أبو كريب وعبد الله بن سعيد قالا: حدثنا أبو خالد قال عبد الله قال: حدثنا عبيد الله وقال محمد بن العلاء عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال:
« كان رسول الله {{صل}} يصلي حيث توجهت به راحلته وقال عبد الله بن سعيد: يصلي على راحلته حيث توجهت به راحلته وقالا: وكان ابن عمر يفعل ذلك
1265 - حدثنا بندار ثنا عبد الأعلى نا معمر عن الزهري عن عبد الله بن عامر عن أبيه قال:
« رأيت رسول الله {{صل}} يصلي على راحلته حيث توجهت »
===باب ذكر البيان ضد قول من زعم أن النبي {{صل}} إنما صلى على راحلته تطوعا حيث ما توجهت به إذا كانت متوجهة نحو القبلة===
1266 - حدثنا علي بن الحسين الدرهمي والحسين بن عيسى البسطامي قالا حدثنا أنس بن عياض عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله قال:
« رأيت النبي {{صل}} يصلي على راحلته متوجها إلى تبوك » <ref>قال ناصر الدين: إسناده صحيح على شرط مسلم </ref>
1267 - حدثنا بندار نا يحيى نا عبد الملك - وهو ابن أبي سليمان - عن سعيد بن جبير عن ابن عمر
« أن رسول الله {{صل}} كان يصلي على راحلته متوجها من مكة فنزلت: { أينما تولوا فثم وجه الله } »
===باب إباحة صلاة التطوع في السفر على الحمر ويخطر ببالي في هذا الخبر دلالة على أن الحمار ليس بنجس وأن كان لا يؤكل لحمه إذ الصلاة على النجس غير جائزة===
1268 - حدثنا أحمد بن عبدة أخبرنا محمد بن دينار عن عمر بن يحيى حدثني سعيد بن يسار عن ابن عمر قال:
« رأيت رسول الله {{صل}} يصلي على حمار - أو على حمارة - وهو متوجه نحو خيبر - يعني التطوع »
قال أبو بكر: هذا محمد بن دينار الطاحي البصري
===باب الإيماء بالصلاة راكبا في السفر===
1269 - حدثنا علي بن المنذر حدثنا ابن فضيل حدثنا عبد الملك عن سعيد بن جبير عن ابن عمر أنه قال:
« إنما نزلت هذه الآية: { فأينما تولوا فثم وجه الله } أن تصلي أينما توجهت بك راحلتك في السفر كان رسول الله {{صل}} إذا رجع من مكة يصلي على راحلته تطوعا يومئ برأسه نحو المدينة »
===باب صفة الركوع والسجود في الصلاة راكبا===
1270 - حدثنا أحمد بن المقدام العجلي حدثنا محمد بن بكر أخبرنا ابن جريج أخبرنا أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول:
« رأيت النبي {{صل}} وهو على راحلته يصلي النوافل في كل وجه ولكنه يخفض السجدتين من الركعتين ويومئ إيماء » <ref>قال ناصر الدين: إسناده صحيح </ref>
 
==جماع أبواب الأوقات التي ينهى عن صلاة التطوع فيهن==
===باب النهي عن الصلاة بعد الصبح حتى تطلع الشمس وبعد العصر حتى تغرب الشمس بذكر لفظ عام مراه خاص===
1271 - حدثنا محمد بن بشار نا محمد - يعني ابن جعفر - ح وثنا الصنعاني نا خالد - يعني ابن الحارث - قالا حدثنا شعبة عن قتادة قال سمعت رفيعا أبا العالية عن ابن عباس قال:
« حدثني رجال أحسبه قال: من أصحاب النبي {{صل}} فيهم عمر بن الخطاب وأعجبهم إلي عمر: أن النبي {{صل}} نهى عن الصلاة في ساعتين بعد العصر حتى تغرب الشمس وبعد الصبح حتى تطلع الشمس
وقال الصنعاني: قال حدثني نفر أعجبهم إلي عمر
1272 - حدثنا أحمد بن منيع حدثنا هشيم أخبرنا منصور - وهو ابن زاذان - عن قتادة قال: أخبرنا أبو العالية عن ابن عباس قال:
« سمعت غير واحد من أصحاب النبي {{صل}} منهم عمر - وكان من أحبهم إلي - أن رسول الله {{صل}} نهى عن الصلاة بعد الفجر حتى تطلع الشمس وبعد العصر حتى تغرب الشمس »
===باب ذكر الدليل على أن النبي {{صل}} إنما أراد بقوله لا صلاة بعد الصبح حتى تطلع الشمس ولا بعد العصر حتى تغرب الشمس بعض صلاة التطوع لا المكتوبة وجميع التطوع===
قال أبو بكر: إخبار النبي {{صل}}: من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها دالة وإجماع المسلمين جميعا على أن الناسي إذا نسي الصلاة مكتوبة فذكرها بعد الصبح أو بعد العصر أن عليه أن يصليها قبل طلوع الشمس إن ذكرها بعد الصبح وقبل غروب الشمس إن ذكرها بعد العصر لأن النبي {{صل}} إنما نهى من التطوع بعد الصبح قبل طلوع الشمس وبعد العصر قبل غروب الشمس إذ لو كان نهيه عن جميع الصلاة فرضها وتطوعها لم يجز أن تصلى فريضة بعد الصبح قبل طلوع الشمس ولا بعد العصر قبل غروب الشمس وإن كان ناسيا لها فذكرها في أحد هذين الوقتين والدليل الثاني أنه إنما أراد بعض التطوع لا كلها سأبينه في موضعه من هذا الكتاب إن شاء الله.
===باب الزجر عن تحري الصلاة عند طلوع الشمس وعند غروبها===
والدليل على أن السكت لا يكون خلاف النطق ولا يجوز الاحتجاج بالسكت على النطق على ما يتوهمه بعض من يدعي العلم إذ لو جاز الاحتجاج بالسكت على النطق لكان في قوله: لا صلاة بعد الصبح حتى تطلع الشمس إباحة الصلاة إذا طلعت الشمس وإن كان المصلي متحريا بصلاته طلوع الشمس
1273 - نا محمد بن بشار نا يحيى نا هشام بن عروة حدثني أبي عن ابن عمر ح وثنا محمد بن العلاء بنكريب ثنا ابن بشر نا هشام عن أبيه عن ابن عمر قال:
« قال رسول الله {{صل}} لا تحروا بصلاتكم طلوع الشمس ولا غروبها فإنها تغرب بين قرني شيطان وقال رسول الله {{صل}}: إذا برز حاجب الشمس فأمسكوا عن الصلاة حتى يستوي فإذا غاب حاجب الشمس فأمسكوا عن الصلاة حتى تغيب »
وهذا حديث يندار وقال: أبو كريب: فإنها تطلع بقرني شيطان
1274 - حدثنا بندار نا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن سماك قال: سمعت المهلب بن أبي صفرة يقول: قال سمرة بن جندب
« عن النبي {{صل}} قال: لا تصلوا حين تطلع الشمس ولا حين تغرب فإنها تطلع بين قرني شيطان وتغرب بين قرني شيطان »
وفي خبر الصنابحي عن النبي {{صل}}: إن الشمس تطلع ومعها قرن الشيطان فإذا ارتفعت فارقها دلالة على أن النبي {{صل}} لما نهى عن الصلاة في تلك الساعة قد نهى عن الصلاة بعد طلوع الشمس حتى ترتفع. وكذا خبر عمرو بن عبسة: حتى ترتفع. خرجت هذين الخبرين في غير هذا الباب » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب النهي عن التطوع نصف النهار حتى تزول الشمس===
وهذا من الجنس الذي أعلمت أن الاحتجاج بالسكت على النطق غير جائز إذ لو جاز الاحتجاج بالسكت على النطق لجاز الاحتجاج بأخبار النبي {{صل}} ولا صلاة بعد الصبح حتى تطلع الشمس ولا بعد العصر حتى تغرب الشمس أن يقال: قد سكت النبي {{صل}} في هذه الأخبار عن الزجر عن صلاة التطوع إذا قام قائم الظهيرة فيقال: الصلاة في ذلك الوقت جائزة أو يقال: هذه الاخبار خلاف الاخبار التي فيها النهي عن الصلاة إذا قام قائم الظهيرة
1275 - حدثنا يونس بن عبد الأعلى الصدفي حدثنا ابن وهب وأخبرنا ابن عبد الحكم أن ابن وهب أخبرهم قال: أخبرني عياض بن عبد الله عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة
« أن رجلا أتى رسول الله {{صل}} فقال: يا رسول الله أمن ساعات الليل والنهار ساعة تأمرني أن لا أصلي فيها؟ فقال رسول الله {{صل}}: نعم: إذا صليت الصبح فأقصر عن الصلاة حتى تطلع الشمس »
وقال ابن عبد الحكم: حتى ترتفع الشمس فإنها تطلع بين قرني الشيطان ثم الصلاة مشهودة محضورة متقبلة حتى ينتصف النهار فإذا انتصف النهار فأقصر عن الصلاة حتى تميل الشمس فإنه حينئذ تسعر جهنم وشدة الحر من فيح جهنم فإذا مالت الشمس فالصلاة محضورة مشهودة متقبلة حتى يصلي العصر فإذا صليت العصر فاقصر عن الصلاة حتى تغرب الشمس
قال يونس قال: صلوات وقال ابن عبد الحكم: ثم الصلاة مشهودة محضورة متقبلة حتى يصلي الصبح
قال أبو بكر: ولو جاز الاحتجاج بالسكت على النطق كما يزعم بعض أهل العلم أنه الدليل على المنصوص لجاز أن يحتج بأخبار النبي {{صل}} أنه نهى عن الصلاة بعد الصبح حتى تطلع الشمس وبعد العصر حتى تغرب الشمس فإباحة الصلاة عند بروز حاجب الشمس قبل أن ترتفع وبإباحة الصلاة إذا استوت الشمس قبل أن تزول ولكن غير جائز عند من يفهم الفقه ويدبر أخبار النبي {{صل}} ولا يعاند الاحتجاج بالسكت على النطق ولا بما يزعم بعض أهل العلم أنه الدليل على المنصوص
وقول النبي {{صل}} على مذهب من خالفنا في هذا الجنس: لا صلاة بعد الصبح حتى تطلع الشمس دال عنده على أن الشمس إذا طلعت فالصلاة جائزة وزعم أن هذا هو الدليل الذي لا يحتمل غيره ومذهبنا خلاف هذا الأصل نحن نقول: إن النص أكثر من الدليل وجائز أن ينهى عن الفعل إلى وقت وغاية وقد لا يكون في النهي عن ذلك الفعل إلى ذلك الوقت والغاية دلالة على أن الفعل مباح بعد مضي ذلك الوقت وتلك الغاية إذا وجد نهي عن ذلك الفعل بعد ذلك الوقت ولم يكن الخبران إذا رويا على هذه القصة متهاترين متكاذبين متناقضين على ما يزعم بعض من خالفنا في هذه المسألة
ومن هذا الجنس الذي أعلمت في كتاب معاني القرآن من قوله جل وعلا: { فإن طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره } فحرم الله المطلقة ثلاثا على المطلق في نص كتابه { حتى تنكح زوجا غيره } وهي إذا نكحت زوجا غيره لا تحل له وهي تحت زوج ثان وقد يموت عنها أو يطلقها أو ينفسخ النكاح ببعض المعاني التي ينفسخ النكاح بين الزوجين قبل المسيس ولا يحل أيضا للزوج الأول حتى يكون من الزوج الثاني مسيس ثم يحدث بعد ذلك بالزوج موت أو طلاق أو فسخ نكاح ثم تعتد به فلو كان التحريم إذا كان إلى وقت غاية كالدليل الذي لا يحتمل غيره أن يكون المحرم إلى وقت غاية صلى لا بعد الوقت لا يحتمل غيره لكانت المطلقة ثلاثا إذا تزوجها زوجا غيره حلت لزوجها الأول قبل مسيس الثاني إياها وقبل أن يحدث بالزوج موت أو طلاق منه وقبل أن تنقض عدتها ومن يفهم أحكام الله يعلم أنها لا تحل بعد حتى تنكح زوجا غيره وحتى يكون هناك مسيس من الزوج إياها أو موت زوج أو طلاقه أو انفساخ النكاح بينهما ثم عدة تمضي هذه مسألة طويلة سأبينها في كتاب العلم إن شاء الله تعالى.
واعترض بعض من لا يحسن العلم والفقه فادعى في هذه الآية ما أنسانا قول من ذكرنا قوله فزعم أن النكاح ههنا الوطء وزعم أن النكاح على معنيين عقد ووطء وزعم أن قوله عز وجل: { حتى تنكح زوجا غيره } إنما أراد الوطء وهذه فضيحة لم نسمع عربيا قط ممن شاهدناهم ولا حكي لنا عن أحد تقدمنا ممن يحسن لغة العرب من أهل الإسلام ولا ممن قبلهم أطلق هذه اللفظة أن يقول: جامعت المرأة زوجها ولا سمعنا أحدا يجيز أن يقال: وطئت المرأة زوجها وإنما أضاف إليها النكاح في هذا الموضع كما تقول العرب: تزوجت المرأة زوجا ولم نسمع عربيا يقول: وطئت المرأة زوجها ولا جامعت المرأة زوجها ومعنى الآية على ما أعلمت أن الله عز وجل قد يحرم الشيء في كتابه إلى وقت وغاية وقد يكون ذلك الشيء حراما بعد ذلك الوقت أيضا » <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف عياض قال الحافظ: فيه لين </ref>
===باب ذكر الدليل على أن نهي النبي {{صل}} عن الصلاة بعد الصبح حتى تطلع الشمس وبعد العصر حتى تغرب نهي خاص لا عام===
إنما أراد بعض التطوع لا كله وقد أعلمت قبل في الباب الذي تقدم أنه لم يرد بهذا النهي نهيا عن صلاة الفريضة
1276 - وأخبرنا الشيخ الفقيه أبو الحسن علي بن المسلم السلمي نا عبد العزيز بن أحمد بن محمد قال: أخبرنا الأستاذ الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد الصابوني قراءة عليه قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة نا أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة ثنا نصر بن علي الجهضمي أخبرنا عبد الله بن داود عن طلحة بن يحيى عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عائشة عن أم سلمة
« أن النبي {{صل}} إنما صلى الركعتين بعد العصر لأنه لم يكن صلى بعد الظهر شيئا » <ref>قال ناصر الدين: إسناده حسن وهو على شرط مسلم </ref>
1277 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا الصنعاني محمد بن عبد الأعلى حدثنا المعتمر قال سمعت محمدا عن أبي سلمة أن أم سلمة قالت
« دخل على رسول الله {{صل}} بعد العصر فصلى ركعتين فقلت: أي رسول الله أي صلاة هذه؟ ما كنت تصليها قال: إنه قدم وفد من بني تميم فشغلوني عن ركعتين كنت أركعهما بعد الظهر »
خرجت طرق هذا الخبر في كتاب الكبير. قال أبو بكر: فالنبي {{صل}} قد تطوع بركعتين بعد العصر قضاء الركعتين اللتين كان يصليهما بعد الظهر فلو كان نهيه عن الصلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس عن جميع التطوع لما جاز أن يقضي ركعتين كان يصليهما بعد الظهر فيقضيهما بعد العصر وإنما صلاهما إستحبابا منه للدوام على عمل التطوع لأنه أخبر {{صل}}: أن أفضل الأعمال أدومها وكان {{صل}} إذا عمل عملا أحب أن يداوم عليه » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
1278 - والدليل على ما ذكرت أن علي بن حجر حدثنا قال ثنا إسماعيل بن جعفر ثنا محمد - وهو ابن أبي حرملة - عن أبي سلمة
« أنه سأل عائشة عن السجدتين اللتين كان رسول الله {{صل}} يصليهما بعد العصر في بيتها قالت: كان يصليهما قبل العصر ثم إنه شغل عنهما أو نسيهما فصلاهما بعد العصر ثم أثبتهما وكان إذا صلى صلاة أثبتها »
1279 - وفي خبر جابر بن يزيد بن الأسود السوائي عن أبيه
« أن النبي {{صل}} قال للرجلين بعد فراغه من صلاة الفجر: إذا صليتما في رحالكما ثم جئتما والإمام يصلي فصليا معه تكون لكما نافلة سأخرجه إن شاء الله بتمامه »
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه يعقوب بن إبراهيم الدورقي وزياد بن أيوب قالا حدثنا هشيم أخبرنا يعلي بن عطاء عن جابر بن يزيد السوائي عن أبيه
قال أبو بكر: والنبي {{صل}} في هذا الخبر قد أمر من صلى الفجر في رحله أن يصلي مع الإمام وأعلم أن صلاته تكون مع الإمام نافلة فلو كان النهي عن الصلاة بعد الفجر حتى تطلع الشمس نهيا عاما لا نهيا خاصا لم يجز لمن صلى الفجر في الرحل أن يصلي مع الإمام فيجعلها تطوعا وأخبار النبي {{صل}}: سيكون عليكم أمراء يؤخرون الصلاة عن وقتها فصلوا الصلاة لوقتها واجعلوا صلاتكم معهم سبحة فيها دلالة على إن الإمام إذا أخر العصر أو الفجر أو هما إن على المرء أن يصلي الصلاتين جميعا لوقتهما ثم يصلي مع الإمام ويجعل صلاته معه سبحة وهذا تطوع بعد الفجر وبعد العصر
وقد أمليت قبل خبر قيس بن قهد وهو من هذا الجنس والنبي {{صل}} قد زجر بني عبد مناف وبني عبد المطلب أن يمنعوا أحدا يصلي عند البيت أي ساعة شاء من ليل أو نهار <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
1280 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء وأحمد بن منيع قالا ثنا سفيان عن أبي الزبير عن عبد الله بن باباه عن جبير بن مطعم ح وثنا محمد بن يحيى ومحمد بن رافع قالا ثنا عبد الرزاق أخبرنا ابن جريج ح وثنا أحمد ابن المقدام ثنا محمد بن بكر أخبرنا ابن جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع عبد الله بن باباه يخبر عن جبير بن مطعم
« عن النبي {{صل}} خبر عطاء هذا: يا بني عبد مناف يا بني عبد المطلب إن كان إليكم من الأمر شيء فلا أعرفن ما منعتم أحدا يصلي عند هذا البيت أي ساعة شاء من ليل أو نهار »
هذا لفظ حديث ابن جريج غير أن أحمد بن المقدام قال: إن كان لكم من الأمر شيء وقال: أي ساعة من ليل أو نهار <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب ذكر الدليل على أن النبي {{صل}} إنما داوم على الركعتين بعد العصر بعدما صلاهما مرة لفضل الدوام على العمل===
1281 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو عمار الحسين بن حريث ويعقوب بن إبراهيم الدورقي ويوسف بن موسى قالوا حدثنا جرير عن منصور عن إبراهيم عن علقمة قال:
« سألت أم المؤمنين عائشة فقلت: يا أم المؤمنين كيف كان عمل رسول الله {{صل}} هل كان يخص شيئا من الأيام قالت: لا كان عمله ديمة وأيكم يستطيع ما كان رسول الله {{صل}} يستطيع »
هذا لفظ حديث أبي عمار. وقال يوسف: قالت: لا كان عمله ديمة. فأما الدورقي فإنه قال: سألت عائشة كيف كانت صلاة رسول الله {{صل}} ولم يقل: هل كان يخص شيئا من الأيام؟
1282 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن العلاء بن كريب نا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت
« كان عندي امرأة من بني أسد فدخل رسول الله {{صل}} فقال: ن هذه؟ فقلت: فلانة تذكر من صلاتها فقال النبي {{صل}}: مه عليكم بما تطيقون فوالله لا يمل الله حتى تملوا قالت: وكان أحب الدين إليه الذي يدوم عليه صاحبه »
1283 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا علي بن خشرم أخبرنا عيسى عن الأوزاعي عن يحيى عن أبي سلمة عن عائشة قالت:
« كان أحب العمل إلى النبي {{صل}} ما داوم وإن قل وكان النبي إذا صلى صلاة داوم عليها »
وقال أبو سلمة { الذين هم على صلاتهم دائمون }
===باب ذكر الخبر المفسر لبعض الفظة المجملة التي ذكرتها===
والدليل على أن النبي {{صل}} إنما نهى عن الصلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس إذا كانت الشمس غير مرتفعة فدانت للغروب
1284 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ومحمود بن خداش قالا ثنا جرير بنعبد الحميد عن منصور عن هلال - وهو ابن يساف - عن وهب بن الأجدع عن علي قال:
« قال رسول الله {{صل}} لا يصلي بعد العصر إلا أن تكون الشمس بيضاء مرتفعة » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
1285 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو موسى محمد بن المثنى نا عبد الرحمن عن سفيان وشعبة عن منصور عن هلال عن وهب بن الأجدع عن علي
« عن النبي {{صل}} قال: لا تصلوا بعد العصر إلا أن تصلوا والشمس مرتفعة » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
1286 - أخبرنا أبوطاهر نا أبو بكر نا الحسن بن محمد ثنا إسحاق الأزرق ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن عاصم - هو ابن ضمرة - علي
« عن النبي {{صل}} بمثل حديث أبي موسى سواء قال سفيان: فلا أدري بمكة يعني أم غيرها »
قال أبو بكر: هذا حديث غريب سمعت محمد بن يحيى يقول: وهب بن الأجدع قد ارتفع عنه اسم الجهالة وقد روى عنه الشعبي أيضا وهلال بن يساف <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب إباحة الصلاة عند غروب الشمس وقبل صلاة المغرب===
1287 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن العلاء بن كريب نا ابن مبارك عن كهمس بن الحسن ح وثنا بندار ثنا يزيد ابن هارون نا الجريري وكهمس ح وثنا بندار نا سالم بن نوح العطار ثنا سعيد الجريري ح وثنا أحمد بن عبدة ثنا سليم - يعني ابن أخضر - ثنا كهمس جميعا عن عبد الله بن بريدة عن عبد الله بن مغفل
« عن النبي {{صل}} قال: بين كل أذانين صلاة بين كل أذانين صلاة ثم قال في الثالثة: لمن شاء »
هذا حديث أبي كريب وأحمد بن عبدة زاد أبو كريب: فكان ابن بريدة يصلي قبل المغرب ركعتين
1288 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار نا محمد بن جعفر ثنا شعبة قال: سمعت عمرو بن عامر عن أنس قال:
« إن كان المؤذن إذا أذن قام ناس من أصحاب رسول الله {{صل}} فيبتدرون السواري يصلون حتى يخرج رسول الله {{صل}} وهم كذلك يصلون الركعتين قبل المغرب ولم يكن بين الأذان والإقامة شيء »
قال أبو بكر: يريد شيئا كثيرا
1289 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا أبو معمر نا عبد الوارث نا حسين المعلم عن عبد الله بن بريدة عن عبد الله المزني قال:
« قال رسول الله {{صل}}: صلوا قبل المغرب ركعتين ثم قال: صلوا قبل المغرب ركعتين ثم قال عند الثالثة: لمن شاء خشي أن يحسبها الناس سنة »
قال أبو بكر: هذا اللفظ من أمر مباح إذ لو لم يكن من أمر المباح لكان أقل الأمر أن يكون سنة إن لم يكن فرضا ولكنه أمر إباحة وقد كنت أعلمت من غير موضع كتبنا أن لأمر الإباحة علامة متى زجر عن فعل ثم أمر بفعل ما قد زجر عنه كان ذلك الأ رضي الله عنه ر أمر إباحة والنبي {{صل}} قد كان زاجرا عن الصلاة بعد العصر حتى مغرب الشمس على المعنى الذي بينت فلما أمر بالصلاة بعد غروب الشمس صلاة تطوع كان ذلك الأمر إباحة وأمر الله جل وعلا بالاصطياد عند الإحلال من الإحرام أمر إباحة إذ كان اصطياد صيد البر في الإحرام منهيا عنه لقوله جل وعلا: { غير محلي الصيد وأنتم حرم } وبقوله: { وحرم عليكم صيد البر ما دمتم حرما } وبقوله: { لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم } فلما أمر بعد الإحلال باصطياد صيد البركان ذلك الأمر أمر إباحة قد بينت هذا الجنس في كتاب معاني القرآن.
==جماع أبواب فضائل المساجد وبنائها وتعظيمها==
===باب ذكر أول مسجد بني في الأرض والثاني وذكر القدر الذي بين أول بناء مسجد والثاني===
1290 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يوسف بن موسى نا جرير عن الأعمش عن إبراهيم التيمي قال:
« قال: كنت أنا وأبي نجلس في الطريق فيعرض علي القرآن وأعرض عليه قال: فقرأ السجدة فسجد فقلت له: أتسجد في الطريق؟ قال: نعم سمعت أبا ذر يقول: سألت رسول الله {{صل}} فقلت: أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال: مسجد الحرام قال قلت: ثم أي؟ قال: ثم المسجد الأقصى قال قلت: قال قلت: ثم أي؟ قال: ثم المسجد الأقصى قال قلت: كم كان بينهما؟ قال: أربعون سنة ثم قال: اينما أدركتك الصلاة فصل فهو مسجد »
===باب فضل بناء المساجد إذا كان الباني يبني المسجد لله لا رياء ولا سمعة===
1291 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار ثنا أبو بكر - يعني الحنفي - ثنا عبد الحميد - يعني ابن جعفر - عن أبيه عن محمود بن لبيد عن عثمان بن عفان
« عن النبي {{صل}} قال: من بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة »
===باب في فضل المسجد وإن صغر المسجد وضاق===
1292 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى وعيسى بن إبراهيم الغافقي قالا حدثنا ابن وهب عن إبراهيم بن نشيط عن عبد الله بن عبد الرحمن بن حسين عن عطاء بن أبي رباح عن جابر بن عبد الله
« عن رسول الله {{صل}} قال: من حفر ماء لم يشرب منه كبد حري من جن ولا إنس ولا طائر إلا آجره الله يوم القيامة ومن بنى مسجدا كمفحص قطاة أو أصغر بنى الله له بيتا في الجنة »
قال يونس: من سبع ولا طائر وقال: كمفحص قطاة <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب فضل المساجد إذ هي أحب البلاد إلى الله===
1293 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي حدثني ابن أبي مريم أخبرنا عثمان بن مكتل وأنس بن عياض قالا حدثنا الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب عن عبد الرحمن بن مهران مولى أبي هريرة عن أبي هريرة
« عن رسول الله {{صل}} قال: أحب البلاد إلى الله مساجدها وأبغض البلاد إلى الله أسواقها »
===باب الأمر ببناء المساجد في الدور===
1294 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم نا مالك بن سعير بن الخمس أخبرنا هشام عن أبيه عن عائشة
« أن النبي {{صل}} أمر ببناء المسجد في الدور » <ref>قال ناصر الدين: إسناده صحيح على شرط مسلم وقد خرجته في صحيح أبي داود 479 </ref>
===باب تطيب المساجد===
1295 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن سهل بن عسكر نا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن أيوب عن نافع عن ابن عمر
« أن النبي {{صل}} حتها بيده - يعني النخامة أو البزاق - ثم لطخها بالزعفران دعا به قال فلذلك صنع الزعفران في المساجد » <ref>قال ناصر الدين: إسناده صحيح وقد خرجته في صحيح أبي داود 498 ولفظه هناك أتم. قال الأعظمي: رواه أبو داود 479 من طريق أيوب </ref>
1296 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يوسف بن موسى نا عائذ بن حبيب ثنا حميد الطويل عن أنس بن مالك قال:
« رأى رسول الله {{صل}} نخامة في قبلة المسجد فاحمر وجهه فجأته امرأة من الأنصار فحكتها فجعلت مكانها خلوقا فقال رسول الله {{صل}}: ما أحسن هذا! »
قال أبو بكر: هذا حديث غريب غريب <ref>قال ناصر الدين: إسناده جيد </ref>
===باب فضل إخراج القذى من المسجد===
1297 - نا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الوهاب بن الحكم نا عبد المجيد بن أبي رواد عن ابن جريح عن المطلب بن حنطب عن أنس بن مالك قال:
« قال رسول الله {{صل}} عرضت على أجور أمتي حتى القذاة يخرجها لرجل من المسجد وعرضت على ذنوب أمتي فلم أر ذنبا هو أعظم من سورة القرآن أو آية أوتيها رجل ثم نسيها » <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف فيه علتان بينتهما في ضعيف أبي داود 71 </ref>
===باب ذكر بدء تحصيب المسجد كان والدليل على أن المساجد إنما تحصب حتى لا يقذر الطين والبلل الثياب إذا مطروا إن ثبت الخبر===
1298 - حدثنا محمد بن بشار حدثني عبد الصمد نا عمر بن سليمان - كان ينزل في بني قشير - حدثني أبو الوليد قال:
« قلت لابن عمر: ما بدء هذا الحصا في المسجد؟ قال: مطرنا من الليل فجئنا إلى المسجد للصلاة قال: فجعل الرجل يحمل في ثوبه الحصا فيلقيه فيصلي عليه فلما أصبحنا قال رسول الله {{صل}}: ما هذا؟ فأخبروه فقال: نعم البساط هذا قال: فاتخذه الناس قال قلت: ما كان بدء هذا الزعفران؟ قال: جاء رسول الله {{صل}} لصلاة الصبح فإذا هو بنخاعة في قبلة المسجد فحكها وقال: ما أقبح هذا! قال: فجاء الرجل الذي تنخع فحكها ثم طلى عليها الزعفران قال: إن هذا أحسن من ذلك قال: قلت: ما بال أحدنا إذا قضى حاجته نظر إليها إذا قام عنها؟ فقال: إن الملك يقول له: انظر إلى ما نحلت به إلى ما صار »
===باب تقميم المساجد والتقاط العيدان والخرق منها وتنظيفها===
1299 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة الضبي ثنا حماد - يعني ابن زيد - ثنا ثابت عن أبي رافع عن أبي هريرة
« أن امرأة سوداء كانت تقم المسجد فماتت ففقدها رسول الله {{صل}} فسأله عنها بعد أيام فقيل له: إنها ماتت قال: فهلا آذنتموني فأتى قبرها فصلى عليها »
1300 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الله بن الحكم بن أبي زياد القطواني نا خالد بن مخلد ثنا محمد بن جعفر عن العلاء ابن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة
« أن امرأة كانت تلتقط الخرق والعيدان من المسجد فذكر: « الحديث في الصلاة على القبر » <ref>قال ناصر الدين: إسناده حسن </ref>
===باب النهي عن نشد الضوال في المسجد===
1301 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار وأبو موسى قالا حدثنا مؤمل ثنا علقمة - وهو ابن مرثد - عن سليمان بن بريدة عن أبيه ح وثنا أبو عمار نا وكيع بن الجراح عن سعيد بن سنان الشيباني ح وثنا سليم بن جنادة نا وكيع عن سعيد بن سنان عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال:
« صلى رسول الله {{صل}} فقال رجل: من دعا إلى الجمل الأحمر؟ فقال رسول الله {{صل}}: لا وجدت، إنما بنيت المساجد لما بنيت له »
هذا حديث وكيع
===باب الأمر بالدعاء على ناشد الضالة في المسجد أن لا يؤديها الله عليه===
1302 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى نا ابن وهب أخبرني حيوة عن محمد بن عبد الرحمن عن أبي عبد الله مولى شداد بن الهاد أنه شهد أبا هريرة يقول:
« سمعت رسول الله {{صل}} يقول: من سمع رجلا ينشد ضالة في المسجد فليقل له: لا أداها الله عليك فإن المساجد لم تبن لهذا »
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر قال: سمعت محمد بن يحيى يقول: أبو عبد الله هذا هو سالم الدوسي يقال له: سبلان.
1303 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا هارون بن إسحاق نا ابن فضيل عن عاصم الأحول عن أبي عثمان قال:
« سمع ابن مسعود رجلا ينشد ضالة في المسجد فغضب وسبه فقال له رجل: ما كنت فحاشا يا ابن مسعود قال: إنا كنا نؤمر بذلك » <ref>قال ناصر الدين: إسناده جيد </ref>
===باب النهي عن البيع والشراء في المساجد===
1304 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار ويعقوب بن إبراهيم قالا ثنا يحيى بن سعيد عن ابن عجلان عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده
« أن النبي {{صل}} نهى عن الشري والبيع في المسجد وأن ينشد فيه الشعر وأن ينشد فيه الضالة وعن الحلق يوم الجمعة قبل الصلاة » <ref>قال ناصر الدين: إسناده حسن </ref>
===باب الأمر بالدعاء على المتبايعين في المسجد أن لا تربح تجارتهما وفيه ما دل على البيع ينعقد وإن كانا عاصيين بفعلهما===
1305 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى ثنا النفيلى نا عبد العزيز بن محمد أخبرني يزيد بن خصيفة عن عبد الرحمن بن ثوبان عن أبي هريرة قال:
« قال رسول الله {{صل}} إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد فقولوا: لا أربح الله تجارتك وإذا رأيتم من ينشد فيه الضالة فقولوا: لا أدى الله عليك »
قال أبو بكر: لو لم يكن البيع ينعقد لم يكن لقوله {{صل}}: لا أربح الله تجارتك معنى <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب الزجر عن إنشاد الشعر في المساجد بلفظ عام مراده - علمي - خاص===
1306 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الله بن سعيد الأشج نا أبو خالد عن ابن عجلان عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال:
« نهى النبي {{صل}} عن البيع والابتياع وأن ينشد الضوال وعن تناشد الأشعار وعن التحلق للحديث يوم الجمعة قبل الصلاة - يعني في المسجد » <ref>قال ناصر الدين: إسناده حسن </ref>
===باب ذكر الخبر الدال على أن النبي {{صل}} إنما نهى عن تناشد بعض الأشعار في المساجد لا عن جميعها===
إذ النبي {{صل}} قد أباح لحسان بن ثابت أن يهجو المشركين في المسجد ودعا له أن يؤيد بروح القدس ما دام مجيبا عن النبي {{صل}}
1307 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان قال ما حفظته من الزهري إلا عن سعيد عن أبي هريرة قال:
« مر عمر بحسان وهو ينشد في المسجد فلحظ إليه فقال: قد كنت أنشد وفيه من هو خير منك ثم إلتفت إلى أبي هريرة فقال: أنشدك الله أسمعت رسول الله {{صل}} يقول: أجب عني اللهم أيده بروح القدس؟ قال: نعم »
وحدثنا أبو طاهر نا أبو بكر قال: وثناه الحسن بن الصباح البزار وسعيد بن عبد الرحمن قالا حدثنا سفيان عن الزهري بهذا مثله. وقال سعيد: قد كنت أنشد فيه وفيه من هو خير منك. وقال الحسن: قد كنت أنشد فيه من هو خير منك.
===باب النهي عن البزاق في المسجد إذا لم يدفن===
1308 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو قدامة نا وهب بن جرير ثنا مهدي بن ميمون عن واصل مولى ابن عيينة عن يحيى بن عقيل عن يحيى بن يعمر عن أبي الأسود الديلى عن أبي ذر قال:
« قال النبي {{صل}}: رضت على أعمال أمتي حسنها وسيئها فوجدت في محاسن أعمالها إماطة الأذى عن الطريق ووجدت في مساوئ أعمالها النخاعة في المسجد لا تدفن »
===باب الأمر بدفن البزاق في المسجد ليكون كفارة البزق===
1309 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي نا أبو داود ثنا شعبة وثنا الدورقي ثنا ابن علية أخبرنا هشام الدستوائي ح وثنا زياد بن أيوب نا محمد - يعني ابن يزيد الواسطي - عن هشام الدستوائي وشعبة ح وثنا سلم بن جنادة ثنا وكيع عن هشام جميعا عن قتادة عن أنس
« أن رسول الله {{صل}} قال: البزاق في المسجد خطيئة وكفارتها دفنها »
وفي خبر ابن علية ووكيع قال: التفل في المسجد
===باب الأمر بإعماق الحفر للنخامة في المسجد===
1310 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا أبو عامر نا أبو مودود - وهو عبد العزيز بن أبي سليمان - حدثني عبد الرحمن بن أبي حدرد الأسلمي قال: سمعت أبا هريرة يقول:
« قال رسول الله {{صل}}: من دخل في المسجد فبزق فيه أو تنخم فليحفر فيه فليبعد فليدفنه فإن لم بفعل فليبصق في ثوبه ثم يخرج به » <ref>قال ناصر الدين: إسناده حسن كما بينته في صحيح أبي داود 496 </ref>
===باب ذكر العلة التي لها أمر بدفن النخامة في المسجد والدليل على أنه أمر به كي لا يتأذى بذلك النخامة مر من أن يصيب جلده أو ثوبه فيؤذيه===
1311 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الفضل بن يعقوب الجزري ثنا عبد الأعلى عن محمد - يعني ابن إسحاق - حدثني عبد الله بن محمد - وهو ابن أبي عتيق - عن عامر بن سعد يحدث عن أبيه سعد بن أبي وقاص قال:
« سمعت رسول الله {{صل}} يقول: إذا تنخم أحدكم في المسجد فليغيب نخامته أن يصيب جلد مؤمن أو ثوبه فيؤذيه » <ref>قال ناصر الدين: إسناده حسن </ref>
===باب النهي عن التنخم في قبلة المسجد===
1312 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا إبراهيم بن سعيد الجوهري نا مروان بن معاوية وابن نمير ويعلى عن أبي سوقة عن نافع عن بن عمر ح وثنا الجوهري أيضا نا حسين بن محمد أبو أحمد عن عاصم بن عمر عن محمد بن سوقة عن نافع عن ابن عمر قال:
« قال رسول الله {{صل}} - ولم يرفعه أولئك - من تنخم في قبلة المسجد بعث وهي في وجهه »
1313 - أخبرنا أبو طاهر نا أبوبكر ثناه الحسن بن محمد الزعفراني ثنا شبابة نا عاصم بن محمد بن سوقة عن نافع عن ابن عمر قال:
« قال رسول الله {{صل}} يبعث صاحب النخامة في القبلة يوم القيامة وهي في وجهه » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
1314 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يوسف بن موسى ثنا جرير عن أبي إسحاق - وهو الشيباني - عن عدي بن ثابت عن زر بن جيش عن حذيفة قال:
« قال رسول الله {{صل}}: من تفل تجاه القبلة جاء يوم القيامة وتفله بين عينيه » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب حك النخامة من قبلة المسجد===
1315 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن العلاء بن كريب نا أبو أسامة ح وثنا سلم بن جنادة نا وكيع كلاهما عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة
« أن رسول الله {{صل}} حك بزاقا في قبلة المسجد »
وقال أبو كريب: حك من القبلة بصاقا أو نخاما أو مخاطا <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب النهي عن المرور بالسهام في المساجد من غير قبض على نصولها===
1316 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء وسعيد بن عبد الرحمن قالا ثنا سفيان وثنا علي بن خشرم أخبرنا ابن عيينة قال قلت لعمر بن دينار أسمعت جابر بن عبد الله يقول:
« قال النبي {{صل}} لرجل مر بأسهم في المسجد أمسك: بنصالها قال: نعم »
هذا حديث المخزومي
1317 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الربيع بن سليمان نا شعيب نا الليث عن أبي الزبير عن جابر ابن عبد الله
« عن رسول الله {{صل}} أنه أمر رجلا كان يتصدق بالنبل في المسجد ألا يمر بها إلا وهو آخذ بنصالها »
===باب ذكر العلة التي لها أمر بالإمساك على نصال السهم إذا مر به في المسجد===
1318 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا موسى بن عبد الرحمن المسروقي ثنا أبو أسامة عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى
« عن النبي {{صل}} قال: إذا مر أحدكم في مسجدنا أو في سوقنا ومعه نبل فليمسك على نصالها بكفه أن يصيب أحدا من المسلمين منها شيء أو قال: فليقبض على نصولها »
===باب النهي عن إبطان الرجل المكان من المسجد===
وفي هذا ما دل على أن المسجد لمن سبق إليه ليس أحد أحق بموضع من المسجد من غيره قال الله عز وجل: { وأن المساجد لله }
1319 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار ثنا يحيى وأبو عاصم قالا حدثنا عبد الحميد بن جعفر عن أبيه عن تميم بن محمود عن عبد الرحمن بن شبل قال:
« نهى رسول الله {{صل}} عن نقرة الغراب وافتراش السبع وأن يوطن الرجل المكان أو المقام كما يوطنه البعير - يعني في المسجد » <ref>قال الأعظمي: إسناده ضعيف تميم بن محمود فيه لين
قال ناصر الدين: له شاهد في مسند أحمد 5 / 447 يتقوى به </ref>
===باب الأمر بتوسعة المساجد إذا بنيت===
1320 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبدة بن عبد الله الخزاعي نا زيد - يعني ابن الحباب - حدثني محمد بن درهم حدثني كعب بن عبد الرحمن الأنصاري عن أبيه عن أبي قتادة قال:
« أتى رسول الله {{صل}} قوما من الأنصار وهم يبنون مسجدا فقال لهم: أوسعوه تملؤه » <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف كما بينته في الضعيفة 1529 </ref>
===باب كراهة التباهي في بناء المساجد وترك عمارتها بالعبادة فيها===
1321 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عمرو بن العباس ببغداد - وأصله بصرى - ثنا سعيد بن عامر عن أبي عامر الخزاز قال أبو قلابة الجرمي
« انطلقنا مع أنس نريد الزاوية قال: فمررنا بمسجد فحضرت صلاة الصبح فقال أنس: لو صلينا في هذا المسجد فإن بعض القوم يأتي المسجد الآخر قالوا: أي مسجد فذكرنا مسجدا قال: إن رسول الله {{صل}} قال: يأتي على الناس زمان يتباهون بالمساجد لا يعمرونها إلا قليلا أو قال: يعمرونها قليلا »
قال أبو بكر: الزاوية قصر من البصرة على شبه من فرسخين <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف.. وإنما يصح الذي بعده </ref>
===باب ذكر الدليل على أن التباهي في المساجد من أشراط الساعة===
1322 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا محمد بن عبد الله الخزاعي نا حماد عن قتادة عن أنس وأيوب عن أبي قلابة عن أنس بن مالك قال:
« قال رسول الله {{صل}}: إن من أشراط الساعة أن يتباهى الناس بالمساجد »
1323 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا محمد بن عبد الله الخزاعي نا حماد عن قتادة عن أنس وأيوب عن قلابة عن أنس بن مالك
« أن رسول الله {{صل}} قال: لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب صفة بناء مسجد النبي {{صل}} الذي كان على عهده===
1324 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ح وثنا علي بن سعيد النسوي نا يعقوب - يعني ابن إبراهيم - ثنا أبي عن صالح أخبرنا نافع أن عبد الله أخبره
« أن المسجد كان على عهد رسول الله {{صل}} مبنيا باللبن وسقفه الجريد وعمده خشب النخل فلم يزد فيه أبو بكر شيئا وزاد فيه عمر وبناه على بنيانه في عهد رسول الله {{صل}} باللبن والجريد وأعاد عمده خشبا ثم غيره عثمان فزاد فيه زيادة كثيرة وبنى جداره بالحجارة المنقوشة والقصة وجعل عمده حجارة منقوشة وسقفه بالساج »
قال محمد بن يحيى: وعمده خشب النخل ولم يذكر القصة <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب الصلاة عند دخول المسجد قبل الجلوس إذ هي من حقوق المساجد===
1325 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الحسين بن عيسى البسطامي نا محمد بن أبي فديك المدني عن كثير بن زيد عن المطلب بن حنطب عن أبي هريرة
« أن رسول الله {{صل}}: إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يركع ركعتين »
قال أبو بكر: هذا باب طويل خرجته في كتاب الكبير
قال أبو بكر: وهذا الأمر أمر فضيلة لا أمر فريضة والدليل على ذلك خبر طلحة بن عبد الله عن النبي {{صل}} لما ذكر الصلوات الخمس قال الرجل: هل علي غيرها؟ قال: لا إلا أن تطوع فأعلم أن ما سوى الخمس من الصلوات فتطوع لا فرض <ref>قال الأعظمي: إسناده ضعيف </ref>
===باب كراهة المرور في المساجد من غير أن تصلى فيها والبيان أنه من أشراط الساعة===
1326 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يوسف بن موسى وأحمد بن عثمان بن حكيم الأودي قال حدثنا الحسن بن بشر قال يوسف بن المسيب البجلي وقالا قال: ثنا الحكم بن عبد الملك عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن أبيه قال:
« لقى عبد الله رجل فقال: السلام عليك يا ابن مسعود فقال عبد الله: صدق الله ورسوله سمعت رسول الله عليه السلام وهو يقول: إن من أشراط الساعة أن يمر الرجل في المسجد لا يصلي فيه ركعتين وأن لا يسلم الرجل إلا على من يعرف وأن يبرد الصبي الشيخ »
قال أحمد بن عثمان قال قال رسول الله {{صل}} <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف لكن له أو لغالبه طرق أخرى فانظر الضعيفة 1530 والصحيحة 647 - 649 </ref>
===باب الزجر عن جلوس الجنب والحائض في المساجد===
1327 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا معلي بن أسد نا عبد الواحد بن زياد ثنا الأفلت بن خليفة حدثتني جسرة بنت دجاجة قالت سمعت عائشة قالت
« جاء رسول الله {{صل}} ووجوه بيوت أصحابه شارعة في المسجد فقال: وجهوا هذه البيوت عن المسجد ثم دخل النبي {{صل}} فلم يصنع القوم شيئا رجاء أن ينزل لهم في ذلك رخصة فخرج عليهم بعد فقال: وجهوا هذه البيوت عن المسجد فإني لا أحل المسجد لحائض ولا جنب » <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف وقد ضعفه جماعة كما بينته في ضعيف أبي داود 32 </ref>
==جماع أبواب الأفعال المباحة في المساجد غير الصلاة وذكر الله==
===باب الرخصة في إنزال المشركين المسجد غير المسجد الحرام===
إذا كان ذلك أرجأ لأسلامهم وأرق لقلوبهم إذا سمعوا القرآن والذكر قال الله عز وجل: { فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا }
1328 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى ثنا أبو الوليد ح وثنا الزعفراني نا عفان بن مسلم قالا ثنا حماد عن حميد عن الحسن عن عثمان بن أبي العاص
« أن وفد ثقيف قدموا على رسول الله {{صل}} فأنزلهم المسجد حتى يكون أرق لقلوبهم » <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف فيه عنعنة الحسن وهو البصري </ref>
===باب إباحة دخول عبيد المشركين وأهل الذمة المسجد والمسجد الحرام أيضا===
1329 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا عبد الرزاق أخبرنا ابن جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر ابن عبد الله يقول في قوله تعالى
« { إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا } قال: إلا أن يكون عبدا أو أحدا من أهل الذمة » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب الرخصة في النوم في المسجد===
1330 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار نا يحيى نا عبيد الله أخبرني نافع عن ابن عمر قال:
« كنت أبيت في المسجد على عهد رسول الله {{صل}} وأنا أعزب »
===باب الرخصة في مرور الجنب في المسجد من غير جلوس فيه===
1331 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الحسين بن الحسن أخبرنا هشيم أخبرنا أبو الزبير عن جابر قال:
« كان أحدنا يمر في المسجد وهو جنب مجتازا » <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف لعنعنة أبي الزبير فإنه مدلس </ref>
===باب الرخصة في ضرب الخباء واتخاذ بيوت القصب للنساء في المسجد===
1332 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عبادة الواسطي نا أبو أسامة ثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة
« أن وليدة سوداء كانت لحي من العرب فأعتقوها وكانت عندهم فخرجت صبية لهم يوما عليها وشاح من سيور حمر فوقع منها فمرت الحدياة فحسبته لحما فخطفته فطلبوه فلم يجدوه فاتهموها به ففتشوها حتى فتشوا قبلها قال: فبينا هم كذلك إذ مرت الحدياة فألقت الوشاح فوقع بينهم فقالت لهم: هذا الذي اتهمتموني به وأنا منه بريئة وها هو ذي كما ترون فجاءت إلى رسول الله {{صل}} فأسلمت فكان لها في المسجد خباء أو حفش قالت: فكانت تأتيني فتجلس إلي فلا تكاد تجلس مني مجلسة إلا قالت:
ويوم الوشاح من تعاجيب ربنا إلا أنه من بلدة الكفر أنجاني. فقلت لها: ما بالك لا تجلسين مني مجلسا إلا قلت هذا؟ قالت: فحدثتني الحديث »
قد خرجت ضرب القباب في المساجد للاعتكاف في كتاب الاعتكاف
===باب الرخصة في ضرب الأخبية للمرضى في المسجد وتمريض المرضى في المسجد===
1333 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا الحسن بن محمد ثنا عفان ثنا حماد أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة
« أن سعدا رمي في أكحله فضرب له النبي {{صل}} خباء في المسجد ليعوده من قريب قال فتحجر كلمه للبرء فقال: اللهم إنك تعلم أن ليس أحد أحب إلي أن أجاهد فيك من قوم كذبوا نبيك وأخرجوه وفعلوا وفعلوا وإني أظن أن قد وضعت الحرب بيننا وبينهم فافجر هذا الكلم حتى يكون موتى فيه قال: فبينا هم ذات ليلة إذ انفجر كلمه فسال الدم من جرحه حتى دخل خباء القوم فنادوا يا أهل الخباء ما هذا الذي يأتينا من قبلكم فنظروا فإذا لبته قد انفجر من كلمه وإذا الدم له هدير »
===باب فضل الصلاة في مسجد بيت المقدس وتكفير الذنوب والخطايا بها===
1334 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبيد الله بن الجهم الأنماطي نا أيوب بن سويد عن أبي زرعة السيباني يحيى بن أبي عمرو حدثنا ابن الديلمي عن عبد الله بن عمر وثنا إبراهيم بن منقذ بن عبد الله الخولاني ثنا أيوب - يعني ابن سويد - عن أبي زرعة - وهو يحيى بن أبي عمر الشيباني - عن أبي بسر عبد الله بن الديلي عن عبد الله بن عمرو بن العاص
« عن رسول الله {{صل}} أن سليمان بن داود لما فرغ من بنيان مسجد بيت المقدس سأل الله حكما يصادف حكمه وملكا لا ينبغي لأحد من بعده ولا يأتي هذا المسجد أحد لا يريد الصلاة فيه إلا خرج من خطيئته كيوم ولدته أمه فقال رسول الله {{صل}}: أما اثنتان فقد أعطيهما وأنا أرجو أن يكون قد أعطي الثالثة » <ref>قال الأعظمي: إسناده ضعيف. قال ناصر الدين: له في المسند 2 / 176 وغيره إسناد آخر صحيح </ref>
===باب ذكر صلاة الوسطى التي أمر الله عز وجل بالمحافظة عليها على التكرار والتأكيد بعد دخولها في جملة الصلوات التي أمر الله بالمحافظة عليها===
وهذا من واو الوصل التي نقول إنما على معنى التكرار والتأكيد لا من واو الفصل إذ محال تكون الصلاة الوسطى ليست من الصلوات قال الله عز وجل: { حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى } فالصلاة الوسطى كانت داخلة في الصلوات التي أمر الله في أول الذكر بالمحافظة عليها ثم قال: { والصلاة الوسطى } على معنى التكرار والتأكيد وقد استقصيت هذا الجنس في كتاب الإيمان عند ذكر اعتراض من اعتراض علينا فأدعى أن الله عز وجل قد فرق بين الإيمان والأعمال الصالحة بواو استئناف في قوله: { والذين آمنوا وعملوا الصالحات }
1335 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني نا المعتمر قال: سمعت هشاما نا محمد عن عبيدة عن علي
« عن النبي {{صل}} أنه قال يوم الأحزاب: ما لهم ملأ الله قبورهم وبيوتهم نارا كما شغلونا عن الصلاة الوسطى حتى غابت الشمس »
1336 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة أخبرنا حماد بن زيد عن عاصم عن زر عن علي قال:
« قال رسول الله {{صل}} يوم الخندق: ملأ الله قلوبهم وقبورهم نارا كما شغلونا عن صلاة الوسطى » <ref>قال ناصر الدين: إسناده حسن عاصم هو ابن أبي النجود وفيه كلام </ref>
1337 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا عبد الله بن سعيد الأشج ثنا ابن نمير عن الأعمش وثنا سلم بن جنادة ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مسلم عن شتير بن شكل عن علي قال:
« قال رسول الله {{صل}}: شغلونا عن صلاة الوسطى صلاة العصر ملأ الله قبورهم أو قال بيوتهم نارا »
وقال الأشج: بيوتهم وقبورهم نارا ثم صلى بين العشائين زاد سلم: بين المغرب والعشاء
1338 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا أحمد بن منيع نا عبد الوهاب بن عطاء عن سليمان التيمي عن أبي صالح عن أبي هريرة قال:
« قال رسول الله {{صل}}: الصلاة الوسطى صلاة العصر » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب الزجر عن السهر بعد صلاة العشاء بلفظ عام مراده خاص===
1339 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا هلال بن بشر نا عبد الوهاب بن عبد المجيد ثنا خالد عن أبي المنهال عن أبي برزة
« أن النبي {{صل}} كان يكره النوم قبل العشاء ولا يحب الحديث بعدها »
قال أبو بكر: في خبر شقيق عن عبد الله قال: جدب لنا رسول الله {{صل}} السمر بعد العتمة
1340 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا إسحاق ن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد نا محمد بن فضيل وثنا يوسف بن موسى ثنا جرير كلاهما عن عطاء بن السائب عن شقيق عن عبد الله أنا أبو طاهر نا أبو بكر قال:
« سمعت محمد بن معمر يقول: قال عبد الصمد: يعني بالجدب الذم » <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف عطاء بن السائب كان اختلط </ref>
===باب ذكر الدليل على أن كراهة السمر بعد العشاء في ما يجب على المرأ أن يناظر فيه بعد العشاء في أمور المسلمين===
1341 - وأخبرنا الشيخ الفقيه أبو الحسن علي بن المسلم السلمي نا عبد العزيز بن أحمد بن محمد قال أخبرنا الأستاذ الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني قراءة عليه قال أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة نا أبو موسى ثنا أبو معاوية نا الأعمش وحدثنا سلم بن جنادة ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة قالا
« جاء رجل إلى عمر وهو واقف بعرفة فقال: يا أمير المؤمنين جئت من الكوفة وتركت بها رجلا يملي المصاحف عن ظهر قلبه فغضب عمر وقال: كان رسول الله {{صل}} لا يزال يسمر عند أبي بكر الليلة كذاك في الأمر من أمور المسلمين » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
1342 - قال أبو بكر
« خبر عبد الله بن عمر من هذا الجنس كان رسول الله {{صل}} يحدثنا عن بني إسرائيل حتى يصبح ما يقوم فيها إلا إلى عظم صلاة »
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ثناه بندار ثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن أبي حسان عن عبد الله بن عمرو ح وثنا بندار ثنا عفان ثنا أبو هلال عن قتادة عن أبي حسان عن عمران بن حصين: عن النبي {{صل}} بمثله.
قال أبو بكر: فالنبي {{صل}} كان يحدثهم بعد العشاء عن بني إسرائيل ليتعظوا مما قد نالهم من العقوبة في الدنيا مع ما أعد الله لهم من العقاب في الآخرة لما عصوا رسلهم ولم يؤمنوا فجائز للمرء أن يحدث بكل ما يعلم أن السامع ينتفع به من أمر دينه بعد العشاء إذ النبي {{صل}} قد كان يسمر بعد العشاء في الأمر من أمور المسلمين مما يرجع إلى منفعتهم عاجلا أو آجلا دينا ودنيا وكان يحدث أصحابه عن بني إسرائيل لينتفعوا بحديثه فدل فعله {{صل}} على أن كراهة الحديث بعد العشاء بما لا منفعة فيه دينا ولا دنيا ويخطر ببالي أن كراهته {{صل}} الاشتغال بالسمر لأن ذلك يثبط على قيام الليل لأنه إذا اشتغل أول الليل بالسمر ثقل عليه النوم آخر الليل فليم يستيقظ وإن استيقظ لم ينشط للقيام <ref>قال ناصر الدين: إسناده صحيح </ref>
 
==جماع أبواب صلاة الخوف==
===باب صلاة الإمام في شدة الخوف بكل طائفة من المأمومين ركعة واحدة لتكون للإمام ركعتان ولكل طائفة ركعة وترك الطائفتين قضاء الركعة الثانية===
وفي هذا ما دل على جواز فريضة المأموم خلف الإمام المصلي نافلة
1343 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار وأبو موسى محمد بن المثنى قالا حدثنا يحيى بن سعيد ثنا سفيان حدثني الأشعث بن سليم عن الأسود بن هلال عن ثعلبة بن زهدم قال:
« كنا مع سعيد بن العاص بطبرستان فقال: أيكم صلى مع رسول الله {{صل}} صلاة الخوف؟ فقال حذيفة: أنا قال: فقام حذيفة فصف الناس خلف صفين صفا خلفه وصفا موازي العدو فصلى بالذين خلفه ركعة ثم انصرف هؤلاء مكان هؤلاء وجاء أولئك فصلى بهم ركعة ولم يقضوا » هذا لفظ حديث أبي موسى
وقال بندار: عن أشعث بن أبي الشعثاء ولم يقل: ولم يقضوا » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
1344 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر قال حدثنا يعني محمد وأبو موسى قالا حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا سفيان حدثني أبو بكر بن أبي الجهم عن عبيد الله بن عبد الله عن عبد الله بن عباس أن رسول الله {{صل}} صلى بذي قرد قال أبو موسى: مثل صلاة حذيفة - وذكر بندار الحديث مثل حديث حذيفة وقال في آخره: ولم يقضوا. وقال أبو موسى في عقب خبر ابن عباس: قال سفيان <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
1345 - وحدثني الركين بن الربيع عن القاسم بن حسان عن زيد بن ثابت عن النبي {{صل}} مثل صلاة حذيفة ح وثنا بندار في عقب حديث حذيفة قال: ثنا يحيى قال ثنا سفيان قال: حدثني الركين بن الربيع عن القاسم بن حسان قال: سألت زيد بن ثابت عن ذلك فحدثني - بنحوه. <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
1346 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا بشر بن معاذ ثنا أبو عوانة عن بكير بن الأخنس عن مجاهد عن ابن عباس قال:
« فرض الله الصلاة على لسان نبيكم {{صل}} في الحضر أربعا وفي السفر ركعتين وفي الخوف ركعة »
===باب ذكر البيان أن النبي {{صل}} صلى هذه الصلاة بكل طائفة ركعة ولم تقض الطائفتان شيئا والعدو بينه وبين القبلة وأن الطائفة التي حرست من العدو كانت أمام النبي {{صل}} لا خلفه===
1347 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو موسى ثنا محمد بن جعفر وثنا محمد بن يحيى القطعي ثنا محمد بن بكر قالا ثنا شعبة عن الحكم عن يزيد الفقير عن جابر بن عبد الله
« أن رسول الله {{صل}} صلى بهم صلاة الخوف فقام صف بين يديه وصف خلفه فصلى بالذين خلفه ركعة وسجدتين ثم تقدم هؤلاء حتى قاموا مقام أصحابهم وجاء أولئك حتى قاموا مقام هؤلاء فصلى بهم رسول الله {{صل}} ركعة وسجدتين ثم سلم فكانت للنبي {{صل}} ركعتان ولهم ركعة » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
1348 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا أحمد بن عبد الله بن علي بن سويد بن منحوف ثنا روح ثنا شعبة ثنا الحكم ومسعر بن كدام عن يزيد الفقير عن جابر بن عبد الله
« عن النبي {{صل}} بمثله ولم يقل: ثم سلم »
1349 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد ثنا روح ثنا شعبة عن سماك الحنفي عن ابن عمر عن النبي {{صل}} – مثله. <ref>قال ناصر الدين: إسناده صحيح </ref>
 
===باب صفة صلاة الخوف والخوف أقل مما ذكرنا إذا كان العدو بين المسلمين وبين القبلة وافتتاح كلتا الطائفتين الصلاة مع الإمام وركوعهما مع الإمام معا===
1350 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبده أخبرنا عبد الوارث بن سعيد عن أيوب عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله
« أن النبي {{صل}} صلى بأصحابه صلاة الخوف فركع بهم جميعا ثم سجد رسول الله {{صل}} والصف الذين يلونه والآخرون قيام حتى إذا نهض سجد أولئك بأنفسهم سجدتين ثم تأخر الصف المقدم حتى قاموا مع أولئك وتخلل أولئك حتى قاموا مقام الصف المقدم ركع بهم النبي {{صل}} جميعا ثم سجد رسول الله {{صل}} والصف الذين يلونه فلما رفعوا رؤوسهم سجد أولئك سجدتين كلهم قد ركع مع النبي {{صل}} وسجدوا بأنفسهم سجدتين وكان العدو مما يلي القبلة » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح. قال ناصر الدين: صرح أبو الزبير بالتحديث عند أبي عوانة وبذلك يصح الإسناد </ref>
===باب في صفة الخوف أيضا والخوف أشد مما تقدم ذكرنا له في الباب قبل هذا وإباحة افتتاح الصف الثاني صلواتهم مع الإمام وهم قعود وافتتاح الصف الأول صلواتهم مع الإمام وهم قيام===
1351 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا زكريا بن يحيى بن إبان وأحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي المصريان قالا حدثنا ابن أبي مريم أخبرنا يحيى بن أيوب حدثني يزيد بن الهاد حدثني شرحبيل أبو سعد عن جابر بن عبد الله
« عن رسول الله {{صل}} في صلاة الخوف قال: قام رسول الله {{صل}} وطائفة من وراء الطائفة التي خلف رسول الله {{صل}} قعود وجوههم كلهم إلى رسول الله {{صل}} فكبر رسول الله {{صل}} فكبرت الطائفتان فركع فركعت الطائفة التي خلفه والآخرون قعود ثم سجد فسجدوا أيضا والآخرون قعود ثم قام وقاموا ونكسوا خلفهم حتى كانوا مكان أصحابهم قعود وأتت الطائفة الأخرى فصلى بهم ركعة وسجدتين والآخرون قعود ثم سلم فقامت الطائفتان كلتاهما فصلوا لأنفسهم ركعة وسجدتين ركعة وسجدتين » <ref>قال الأعظمي: رواه الحاكم 1 / 336 من طريق ابن أبي مريم وإسناده ضعيف </ref>
===باب في صفة صلاة الخوف والعدو خلف القبلة وصلاة الإمام بكل طائفة ركعتين===
وهذا أيضا الجنس الذي أعلمت من جواز صلاة المأموم فريضة خلف الإمام المصلى نافلة إذ إحدى الركعتين كانت النبي {{صل}} تطوعا وللمأمومين فريضة
1352 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا محمد بن سهل بن عسكر ثنا يحيى بن حسان ثنا معاوية بن سلام أخبرني يحيى بن أبي كثير أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن جابر بن عبد الله أخبره
« أنه صلى مع رسول الله {{صل}} صلاة الخوف فصلى رسول الله {{صل}} بإحدى الطائفتين ركعتين ثم صلى بالطائفة الأخرى ركعتين فصلى رسول الله {{صل}} أربع ركعات وصلى بكل طائفة ركعتين »
1353 - نا إسماعيل عن يونس عن الحسن عن جابر بن عبد الله
« في صلاة الخوف قال: صلى نبي الله {{صل}} بطائفة من القوم ركعتين وطائفة تحرس فسلم فانطلق هؤلاء المصلون وجاء الآخرون فصلى بهم ركعتين ثم سلم »
قال أبو بكر: قد اختلف أصحابنا في سماع الحسن من جابر بن عبد الله <ref>قال ناصر الدين: فيه عنعنة الحسن وهو البصري </ref>
===باب في صلاة الخوف أيضا===
إذا كان العدو خلف القبلة والرخصة للطائفة الأولى في ترك استقبالها القبلة بعد فراغها من الركعة الأولى لتحرس الطائفة الثانية من العدو وقضاء الطائفتين الركعة الثانية بعد تسليم الإمام
1354 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو موسى محمد بن المثنى ثنا عبد الأعلى ثنا معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر
« أن نبي الله {{صل}} صلى بهم صلاة الخوف فصلى بطائفة خلفه ركعة وطائفة مواجهة العدو ثم قامت الطائفة الذين صلوا فواجهوا العدو وجاء الآخرون فصلى بهم النبي {{صل}} ركعة ثم سلم ثم صلى هؤلاء ركعة وهؤلاء ركعة »
1355 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا به أحمد بن المقدام ثنا يزيد بن زريع ثنا معمر – بنحوه.
===باب في صلاة الخوف أيضا إذا كان العدو خلف القبلة وإتمام الطائفة الركعة الثانية قبل الإمام===
1356 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار وأبو موسى قالا نا يحيى بن سعيد ثنا يحيى بن سعيد الأنصاري عن القاسم بن محمد عن صالح بن خوات عن سهل بن أبي حثمة
« في صلاة الخوف قال: يقوم الإمام مستقبل القبلة وتقوم طائفة منهم معه وطائفة من قبل العدو وجوههم إلى العدو فيركع بهم ركعة قال أبو موسى: ثم يقومون فيركعون وقال بندار: فيركعون لأنفسهم ويسجدون لأنفسهم سجدتين في مكانهم ويذهبون إلى مقام أولئك ويجيء أولئك فيركع بهم ويسجد بهم سجدتين فهي له اثنتان ولهم واحدة ثم يركعون قال أبو موسى لأنفسهم ركعة ويسجدون سجدتين »
هذا حديث بندار إلا ما ذكرت مما خالفه أبو موسى في لفظ الحديث إنما زاد أبو موسى لأنفسهم في الموضعين فقط
قال أبو بكر سمعت بندار يقول: سألت يحيى عن هذا الحديث فحدثني عن شعبة » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
1357 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر قال سمعت أبا موسى يقول حدثني يحيى بن سعيد عن شعبة عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن صالح بن خوات عن سهل بن أبي حثمة
« عن النبي {{صل}} قال بندار بمثل حديث يحيى بن سعيد وقال لي يحيى: أكتبه إلى جنبه ولست أحفظ الحديث ولكنه مثل حديث يحيى بن سعيد »
وقال أبو موسى قال لي يحيى: سمعت مني حديث يحيى بن سعيد في صلاة الخوف؟ قلت: نعم قال: فاكتبه إلى جنبه: بنحوه <ref>قال ناصر الدين: إسناده صحيح </ref>
 
===باب انتظار الإمام الطائفة الأولى جالسا لتقضي الركعة الثانية وانتظاره الطائفة الثانية جالسا قبل التسليم ليقضي الركعة الثانية===
1358 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي وأبو يحيى محمد بن عبد الرحيم وهذا حديث المخرمي ثنا روح بن عبادة ثنا شعبة ومالك بن أنس عن يحيى بن سعيد عن القاسم عن صالح بن خوات عن سهل بن أبي حثمة
« أنه قال: في صلاة الخوف تقوم طائفة وراء الإمام وطائفة خلفه فيصلي بالذين خلفه ركعة وسجدتين ثم يقعد مكانه حتى يقضوا ركعة وسجدتين ثم يتحولون إلى مكان أصحابهم ثم يتحول أصحابهم إلى مكان هؤلاء فيصلي بهم ركعة وسجدتين ثم يقعد مكانه حتى يصلوا ركعة وسجدتين ثم يسلم » <ref>قال ناصر الدين: إسناده صحيح </ref>
 
1359 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا قالا ثنا روح ثنا شعبة عن عبد الرحمن بن القاسم عن القاسم عن صالح بن خوات عن سهل بن أبي حثمة عن النبي {{صل}} مثل هذا.
1360 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا المخرمي أيضا حدثنا يحيى بن سعيد الأموي عن عبد الله بن عمر عن القاسم عن صالح بن خوات عن أبيه بنحوه - هكذا حدثنا به المخرمي في عقب حديث شعبة عن عبد الرحمن بن القاسم » <ref>قال ناصر الدين: عبد الله بن عمر وهو المكبر سيئ الحفظ لكنه توبع في الأسانيد المتقدمة </ref>
===باب في صلاة الخوف أيضا===
والرخصة لإحدى الطائفتين أن تكبر مع الإمام وهي غير مستقبلة القبلة إذا كان العدو خلف القبلة وانتظار الإمام قائما بعد فراغه من الركعة الأولى للطائفة التي كبرت غير مستقبلي القبلة فيصل الركعة التي سبقهم بها الإمام وانتظار الطائفة الأولى قاعدا بعد فراغه من الركعتين قبل السلام لتقضى الركعة الثانية ليجمعهم جميعا بالسلام فيسلمون إذا سلم إمامهم
1361 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى ثنا عبد الله بن يزيد المقري ثنا حيوة ثنا أبو الأسود أنه سمع عروة ابن الزبير يحدث عن مروان بن الحكم
« أنه سأل أبا هريرة هل صليت مع النبي {{صل}} صلاة الخوف؟ فقال أبو هريرة: نعم قال: متى؟ قال: كان عام غزوة نجد فقام رسول الله {{صل}} لصلاة العصر وقامت معه طائفة وطائفة أخرى مقابل العدو ظهورهم إلى القبلة فكبر رسول الله {{صل}} وكبروا معه جميعا الذين معه والذين يقابلون العدو ثم ركع رسول الله {{صل}} ركعة واحدة وركع معه الطائفة التي تليه ثم سجد وسجدت الطائفة التي تليه والآخرون قيام مما يلي العدو ثم قام رسول الله {{صل}} وقامت الطائفة التي تليه فذهبوا إلى العدو فقابلوهم وأقبلت الطائفة التي كانت مقابل العدو فركعوا وسجدوا ورسول الله {{صل}} قائم كما هو ثم قاموا فركع رسول الله {{صل}} ركعة أخرى فركعوا معه وسجدوا معه ثم أقبلت الطائفة التي كانت مقابل العدو فركعوا وسجدوا ورسول الله {{صل}} قاعد ومن معه ثم كان السلام فسلم رسول الله {{صل}} وسلموا جميعا فكان لرسول الله {{صل}} ركعتان ولكل رجل من الطائفتين ركعتان ركعتان » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
1362 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو الأزهر وكتبته من أصله نا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي عن بن إسحاق حدثني محمد بن عبد الرحمن بن الأسود بن نوفل - وكان يتيما في حجر عروة بن الزبير وهو أحد بني أسد بن عبد العزى بن قصي - عن عروة بن الزبير قال:
« سمعت أبا هريرة ومروان بن الحكم يسأله عن صلاة الخوف فقال أبو هريرة: كنت مع رسول الله {{صل}} في تلك الغزوة قال فصدع رسول الله {{صل}} الناس صدعين فذكر الحديث بمثل معناه وذكر في الركعة الثانية قال: وأخذت الطائفة التي صلت خلفه أسلحتهم ثم مشوا القهقري على أدبارهم حتى قاموا مما يلي العدو وزاد في آخر الحديث: فقام القوم وقد شركوه في الصلاة » <ref>قال ناصر الدين: إسناده حسن </ref>
===باب في صلاة الخوف أيضا===
وانتظار الإمام الطائفة الأولى بعد سجدة من الركعة الأولى ليسجد السجدة الثانية وانتظار الثانية حتى تركع ركعة لتلحق بالإمام فتسجد معه السجدة الثانية ثم ينتظرهم الإمام قائما لتسجد السجدة الثانية وجمع الإمام الطائفتين جميعا بالركعة الثانية فيكون فراغ الإمام والمأمومين جميعا من الصلاة معا
1363 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن علي بن محرز وأحمد بن الأزهر قالا حدثنا يعقوب بن إبراهيم ثنا أبي عن بن إسحاق حدثني محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة عن عائشة قالت
« صلى رسول الله {{صل}} صلاة الخوف بذات الرقاع قالت: فصدع رسول الله {{صل}} الناس صدعين فصفت طائفة وراءه وقامت طائفة وجاه العدو قالت: فكبر رسول الله {{صل}} وكبرت الطائفة الذين صفوا خلفه ثم ركع وركعوا ثم سجد فسجدوا ثم رفع رأسه فرفعوا ثم مكث رسول الله {{صل}} جالسا وسجدوا لأنفسهم السجدة الثانية ثم قاموا فنكصوا على أعقابهم يمشون القهقري حتى قاموا من ورائهم وأقبلت الطائفة قال أحمد: الأخرى وقالا جميعا: فصفوا خلف رسول الله {{صل}} فكبروا ثم ركعوا لأنفسهم ثم سجد رسول الله {{صل}} سجدته الثانية فسجدوا »
زاد أحمد بن الأزهر: فسجدوا معه. ثم قام رسول الله {{صل}} في ركعته وسجدوا لأنفسهم السجدة الثانية ثم قامت الطائفتان جميعا - وقالا - فصفوا خلف رسول الله {{صل}} فركع بهم ركعة وركعوا جميعا ثم سجد فسجدوا جميعا قال أبو الأزهر: ثم رفع رأسه ورفعوا معه وقال محمد بن علي: ورفعوا مكانه ولم يقل: ثم رفع رأسه وقالا جميعا كان ذلك من رسول الله {{صل}} سريعا جدا لا يألوا أن يخفف ما استطاع ثم سلم رسول الله {{صل}} فسلموا ثم قام رسول الله {{صل}} قد شركه الناس في صلاته كلها <ref>قال ناصر الدين: إسناده حسن </ref>
===باب الإقامة لصلاة الخوف===
وقد كنت بينت في كتاب معاني القرآن أن قوله تعالى: { فأقمت لهم الصلاة } تحمل معنيين أي صليت لهم والمعنى الثاني أي أمرت بإقامة الصلاة لاجتماع الناس للصلاة وأعلمت أن هذا على هذا المعنى من الجنس الذي أعلمنا في غير موضع من كتبنا: أن العرب تضيف الفعل إلى الأمر كما تضيفه إلى الفاعل فإذا أمر الإمام العرب تضيف الفعل إلى الأمر كما تضيفه إلى الفاعل فإذا أمر الإمام المؤذن بالإقامة جاز أن يقال: أقام الصلاة إذ هو الأمر بها فأقيم بأمره
1364 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن المقداد العجلي نا يزيد - يعني ابن زريع - نا عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي قال أنبأني يزيد الفقير
« أنه سمع جابر بن عبد الله يسأل عن الصلاة في السفر أقصرهما؟ قال: لا إن الركعتين في السفر ليستا بقصر وإنما القصر واحدة عنده القتال ثم قال: كنا مع رسول الله {{صل}} فأقيمت الصلاة فقام رسول الله {{صل}} وقامت خلفه طائفة وطائفة وجاه العدو فصلى بالذي خلفه ركعة وسجد بهم سجدتين ثم إنهم انطلقوا فقاموا مقام أولئك الذين كانوا في وجوه العدو وجاءت تلك الطائفة فصلى بهم رسول الله {{صل}} ركعة وسجد بهم سجدتين ثم أن رسول الله {{صل}} سلم فسلم الذين خلفه وسلم أولئك »
قال أبو بكر: قول جابر: أن الركعتين في السفر ليستا بقصر أراد ليستا بقصر عن صلاة المسافر <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف المسعودي كان اختلط </ref>
===باب الرخصة في القتال والكلام في صلاة الخوف قبل إتمام الصلاة إذا خافوا غلبة العدو===
1365 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى ثنا عبد الله بن رجاء أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن سليم بن عبد السلولي قال:
« كنا مع سعيد بن العاص بطبرستان وكان معه نفر من أصحاب النبي {{صل}} فقال لهم: أيكم شهد مع رسول الله {{صل}} صلاة الخوف؟ فقال حذيفة: أنا مر أصحابك فيقوموا طائفتين طائفة منهم بإزاء العدو وطائفة منهم خلفك فتكبر ويكبرون جميعا ثم تركع ويركعون ثم ترفع فيرفعون جميعا ثم تسجد فتسجد الطائفة التي تليك وتقوم الطائفة الأخرى بإزاء العدو فإذا رفعت رأسك قام الذين يلونك وخر الآخرون سجدا ثم تركع فيركعون جميعا ثم تسجد فتسجد الطائفة التي تليك والطائفة الأخرى قائمة بإزاء العدو فإذا رفعت رأسك من السجود سجد الذين بإزاء العدو ثم تسلم عليهم وتأمر أصحابك إن هاجمهم هيج فقد حل لهم القتال والكلام » <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف </ref>
===باب إباحة صلاة الخوف ركبانا ومشاة في شدة الخوف قال الله عز وجل: { فإن خفتم فرجالا أو ركبانا }===
1366 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا إسحاق بن عيسى بن الطباع أخبرنا مالك عن نافع عن ابن عمر
« أنه كان إذا سئل عن صلاة الخوف فذكر الحديث بطوله وقال: فإن كان خوف أشد من ذلك صلوا رجالا قياما على أقدامهم أو ركبانا مستقبلي القبلة وغير مستقبليها »
قال: نافع: أن ابن عمر روى ذلك عن رسول الله {{صل}}
قال أبو بكر: روى أصحاب مالك هذا الخبر عنه فقالوا: قال نافع: لا أرى ابن عمر ذكره إلا عن رسول الله {{صل}} <ref>قال ناصر الدين: إسناده صحيح </ref>
 
1367 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر ثناه يونس أخبرنا ابن وهب أن مالكا حدثه ح وثنا الحسن ابن محمد ثنا الشافعي محمد بن إدريس عن مالك ح وثنا الربيع عن الشافعي عن مالك - <ref>قال ناصر الدين: إسناده كالذي قبله ( والذي قبله قال: صحيح ) </ref>
===باب صلاة الإمام المغرب بالمأمومين صلاة الخوف===
1368 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن معمر بن ربعي القيسي ثنا عمرو بن خليفة البكراوي ثنا أشعث عن الحسن عن أبي بكرة
« أن النبي {{صل}} صلى بالقوم صلاة المغرب ثلاث ركعات ثم انصرف وجاء الآخرون فصلي بهم ثلاث ركعات فكانت للنبي {{صل}} ست ركعات وللقوم ثلاث ثلاث » <ref>قال ناصر الدين: فيه عنعنة الحسن. والبكراوي قال الذهبي: ربما كان في روايته بعض المناكير </ref>
===باب الرخصة في وضع السلاح في صلاة الخوف إذا كان بالمصلي أذى من مطر أو كان مريضا===
1369 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا أحمد بن منصور الرمادي ومحمد بن يحيى قالا حدثنا حجاج بن محمد قال قال ابن جريج أخبرني يعلى - وهو ابن مسلم - عن سعيد بن جبير عن ابن عباس
« { إن كان بكم أذى من مطر أو كنتم مرضى } قال عبد الرحمن بن عوف: كان جريحا »
==جماع أبواب صلاة الكسوف==
===باب الأمر بالصلاة عند كسوف الشمس والقمر والدليل أنهما لا ينكسفان لموت أحد وأنهما آيتان من آيات الله===
1370 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا بندار ثنا يحيى ثنا إسماعيل حدثني قيس عن أبي مسعود عقبة بن عمرو
« عن النبي {{صل}} قال: إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولكنهما آيتان من آيات الله فإذا رأيتموها فصلوا »
قال أبو بكر: في قوله: فإذا رأيتموها فصلوا دلالة على حجة مذهب المزن يرحمه الله في المسألة التي خالفه فيها بعض أصحابنا في الحالف إذا كان له امرأتان فقال: إذا ولدتما ولدا فأنتما طالقتان قال المزني إذا ولدت إحداهما ولدا طلقتا إذ العلم محيط أن المرأتين لا تلدان جميعا ولدا واحدا وإنما تلد واحدا امرأة واحدة فقول النبي {{صل}} إذا رأيتموها فصلوا إنما أراد إذا رأيتم كسوف إحداهما فصلوا إذ العلم محيط أن الشمس والقمر لا ينكسفان في وقت واحد كما لا تلد امرأتان ولدا واحدا
===باب ذكر الخبر الدال على أن كسوفهما تخويف من الله لعباده قال الله عز وجل { وما نرسل بالآيات إلا تخويفا }===
1371 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا موسى بن عبد الرحمن المسروقي ثنا أبو أسامة عن بريد - يعني ابن عبد الله - عن أبي بردة عن أبي موسى قال:
« خسفت الشمس في زمن رسول الله {{صل}} فقام فزعا يخشى أن تكون الساعة فقام حتى أتى المسجد فقام يصلي بأطول قيام وركوع وسجود رأيته يفعله في صلاة قط ثم قال: إن هذه الآيات التي يرسل الله لا تكون لموت أحد ولا لحياته ولكن الله يرسلها يخوف بها عباده فإذا رأيتم منها شيئا فافزعوا إلى ذكره ودعائه واستغفاره »
===باب الخطبة على المنبر والأمر بالتسبيح والتحميد والتكبير مع الصلاة عند الكسوف إلى أن ينجلي===
1372 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عبد الله بن بزيع أخبرنا أبو بحر عبد الرحمن بن عثمان البكراوي ثنا سعيد بن أبي عروبة عن حماد عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود قال:
« انكسفت الشمس في عهد رسول الله {{صل}} فقال الناس: إنما انكسفت لموت إبراهيم فقام رسول الله {{صل}} فخطب الناس فقال: إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله فإذا رأيتم ذلك فاحمدوا الله وكبروا وسبحوا وصلوا حتى ينجلي كسوف أيهما انكسف قال: ثم نزل رسول الله {{صل}} فصلى ركعتين » <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف البكراوي قال الحافظ: ضعيف </ref>
===باب رفع اليدين عند الدعاء والتسبيح والتكبير والتحميد في الكسوف===
1373 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا بندار ثنا سالم بن نوح ثنا سعيد بن إياس أبو مسعود الجريري عن حيان بن عمير عن عبد الرحمن بن سمرة قال:
« بينما أرتمي بأسهم لي على عهد رسول الله {{صل}} إذ انكسفت الشمس فنبذتها وانطلقت إلى رسول الله {{صل}} فانتهيت وهو قائم رافع يديه يسبح ويكبر ويحمد ويدعوا حتى انجلت وقرأ سورتين وركع ركعتين »
===باب الأمر بالدعاء مع الصلاة عند كسوف الشمس والقمر===
1374 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن المقدام العجلي ثنا يزيد - يعني ابن زريع - نا يونس عن الحسن عن أبي بكرة قال:
« كنا عند النبي {{صل}} فانكسفت الشمس فقام إلى المسجد يجر رداءه من العجلة ولاث إليه الناس فصلى ركعتين كما تصلون فلما كشف عنها خطبنا فقال: إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله يخوف الله بهما عباده وأنهما لا ينكسفان لموت أحد من الناس فإذا رأيتم منهما شيئا فصلوا وادعوا حتى ينكشف ما بكم »
===باب النداء بأن الصلاة جامعة في الكسوف والدليل على أن لا أذان وإقامة في صلاة الكسوف===
1375 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى ثنا أبو نعيم ثنا شيبان عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن عبد الله بن عمرو إنه لما كسفت الشمس على عهد رسول الله {{صل}} نودى أن الصلاة جامعة - فذكر الحديث.
قال أبو بكر وهكذا رواه معاوية بن سلام أيضا عن يحيى عن أبي سلمة عن عبد الله بن عمرو
1376 - ورواه الحجاج الصواف قال ثنا يحيى ثنا أبو سلمة حدثني عبد الله بن عمرو -
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ثناه محمد بن يحيى حدثني أبو بكر بن أبي أسود أخبرنا حميد بن الأسود عن حجاج الصواف أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر قال سمعت محمد بن يحيى يقول: حجاج الصواف متين يريد أنه ثقة حافظ <ref>قال ناصر الدين: إسناده صحيح </ref>
 
===باب ذكر قدر القراءة من صلاة الكسوف وتطويل القراءة فيها===
1377 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى الصدفي أخبرنا ابن وهب أن مالكا حدثه ح وثنا الربيع قال قال الشافعي أخبرنا مالك ح وثنا أبو موسى محمد بن المثنى نا روح ثنا مالك عن زيد - وهو ابن اسلم - عن عطاء بن يسار عن ابن عباس أنه قال:
« كسفت الشمس على عهد رسول الله {{صل}} والناس معه فقام قياما طويلا نحوا من سورة البقرة ثم ركع ركوعا طويلا ثم رفع فقام قياما طويلا وهو دون القيام الأول ثم ركع ركوعا طويلا وهو دون الركوع الأول ثم سجد ثم قام قياما طويلا وهو دون ذلك القيام الأول ثم ركع ركوعا طويلا وهو دون ذاك الركوع الأول ثم رفع فقام قياما طويلا وهو دون ذلك القيام الأول ثم ركع ركوعا طويلا وهو دون ذلك الركوع ثم سجد ثم انصرف وقد تجلت الشمس فقال: إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك فاذكروا الله قالوا يا رسول الله: رأيناك تناولت في مقامك هذا - قال: الربيع: شيئا - ثم رأيناك كأنك تكعكعت وقال الآخران: تكعكعت فقال: إني رأيت الجنة وقالوا فتناولت منها عنقودا ولو أخذته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا - قال الربيع - ورأيت أو أريت النار وقال الآخران ورأيت النار وقالوا فلم أر كاليوم منظرا ورأيت أكثر أهلها النساء قال الربيع قالوا: لم؟ وقال الآخران: مم يا رسول الله؟ قال: بكفرهن قيل: أيكفرن بالله؟ قال: يكفرن العشير ويكفرن الإحسان لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئا قالت: ما رأيت منك خيرا قط »
قال أبو موسى قال روح: والعشير الزوج
===باب تطويل القراءة في القيام الأول والتقصير في القراءة في القيام الثاني عن الأول===
1378 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي نا سفيان عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن عايشة قالت
« ركب رسول الله {{صل}} مركبا له قريبا فلم يأت حتى كسفت الشمس فخرجت في نسوة فكنا بين يدي الحجرة فجاء النبي {{صل}} من مركبه سريعا وقام مقامه الذي كان يصلي وقام الناس وراءه فكبر وقام قياما طويلا ثم ركع ركوعا طويلا ثم رفع ثم قام فأطال القيام وهو دون القيام الأول ثم ركع فأطال الركوع وهو دون الركوع الأول ثم رفع ثم سجد فأطال السجود ثم رفع ثم سجد سجودا دون السجود الأول ثم قام فأطال القيام وهو دون القيام الأول ثم ركع فأطال الركوع وهو دون الركوع الأول ثم رفع فقام فأطال القيام وهو دون القيام الأول ثم ركع فأطال الركوع وهو دون الركوع الأول ثم سجد وانصرف فكانت صلاته أربع ركعات في أربع سجدات فجلس وقد تجلت الشمس »
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا سعيد بن عبد الرحمن تنا سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مثله <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب الجهر بالقراءة من صلاة كسوف الشمس===
1379 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا الفضل بن يعقوب الجزري ثنا إبراهيم يعني بن صدقة ثنا سفيان - وهو ابن حسين - عن الزهري عن عروة عن عائشة أنها قالت
« انخسفت الشمس على عهد رسول الله {{صل}} فقام رسول الله {{صل}} في الصلاة ثم قرأ قراءة يجهر فيها ثم ركع على نحو ما قرأ ثم رفع رأسه فقرأ نحوا من قراءته ثم ركع على نحو ما قرأ ثم رفع رأسه وسجد ثم قام في الركعة الأخرى فصنع مثل ما صنع في الأولى ثم قال: إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينخسفان لموت بشر فإذا كان ذلك فأفزعوا إلى الصلاة قال: وذلك أن إبراهيم كان مات يومئذ فقال الناس إنما كان هذا لموت إبراهيم » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح لغيره </ref>
===باب ذكر عدد الركوع في كل ركعة من صلاة الكسوف===
1380 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ثنا ابن علية عن هشام الدستوائي حدثنا أبو الزبير عن جابر بن عبد الله قال:
« وكسفت الشمس على عهد رسول الله {{صل}} في يوم شديد الحر فصلى بأصحابه فأطال القيام حتى جعلوا يخرون ثم ركع فأطال ثم رفع فأطال ثم سجد سجدتين ثم قام فصنع نحوا من ذلك فكانت أربع ركعات وأربع سجدات ثم قال: إنه عرض على كل شيء توعدونه فذكر الحديث بطوله وقال: وإنهم كانوا يقولون: إن الشمس والقمر لا ينكسفان إلا لموت عظيم وإنهما آيتان من آيات الله يريكموها فإذا خسفا فصلوا حتى تنجلي »
1381 - أخبرنا أبو طاهر حدثنا أبو بكر حدثناه بندار حدثنا عبد الأعلى حدثنا هشام عن أبي الزبير عن جابر قال:
« كسفت الشمس على في عهد رسول الله {{صل}} يوما شديد الحر فصلى رسول الله {{صل}} بأصحابه فأطال القيام حتى جعلوا يخرون ثم ركع فأطال ثم قام فصنع مثل ذلك ثم جعل يتقدم ثم يتأخر فكانت أربع ركعات وأربع سجدات ثم قال: إنه عرض علي كل شيء توعدونه فعرضت علي الجنة حتى تناولت منها قطفا ولو شئت لأخذته ثم تناولت منها قطفا فقصرت يدي عنه ثم عرضت علي النار فجعلت أتأخر خيفة تغشاكم ورأيت فيها امرأة حميرية سوداء طويلة تعذب في هرة لها ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض ورأيت أبا ثمامة عمرو بن ملك يجر قصبه في النار وإنهم كانوا يقولون: إن الشمس والقمر لا ينخسفان إلا لموت عظيم وإنهما آيتان من آيات الله يريكموها الله فإذا خسفت فصلوا حتى تنجلي »
لم يقل لنا بندار: القمر
وفي خبر عطاء بن يسار عن ابن عباس وكثير بن عباس عن ابن عباس وعروة وعمرة عن عائشة أنه ركع في كل ركعة ركوعين <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح. قال ناصر الدين: إن سلم من عنعنة أبي الزبير</ref>
1382 - أخبرنا أبو طاهر حدثنا أبو بكر قال وقد حدثنا بندار حدثنا معاذ بن هشام نا أبي وابن أبي عدي عن هشام عن قتادة عن عطاء عن عبيد بن عمير عن عائشة
« أن النبي {{صل}} صلى في كسوف ست ركعات وأربع سجدات » <ref>قال ناصر الدين: انظر ما بعده</ref>
1383 - أخبرنا أبو طاهر حدثنا أبو بكر حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا ابن علية حدثنا ابن جريج عن عطاء ح وحدثنا محمد بن هشام حدثنا إسماعيل - يعني ابن علية - أخبرنا ابن جريج عن عطاء قال سمعت عبيد بن عمير يحدث قال أخبرني من أصدق قال فظننت أنه يريد عائشة رضي الله عنها أنها قالت
« كسفت الشمس على في عهد رسول الله {{صل}} فقام بالناس قياما شديدا يقوم بالناس ثم يركع ثم يقوم ثم يركع فركع ركعتين في كل ركعة ثلاث ركعات فركع الثالثة ثم سجد حتى أن رجالا يومئذ ليغشى عليهم حتى سجال الماء ليصب عليهم مما قام بهم يقول إذا كبر: الله أكبر فإذا رفع رأسه قال: سمع الله لمن حمده فلم ينصرف حتى تجلت الشمس فقام فحمد الله وأثنى عليه وقال: إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته ولكنهما آيتان من آيات الله يخوفكم بهما فإذا كسفا فافزعوا إلى الله حتى ينجليا » <ref>قال ناصر الدين: هو معلول بجهالة المحدث لعبيد بن عمر وظن الراوي أنه عائشة ظن لا يفيد لا سيما والمحفوظ في حديث عائشة ركوعان في كل ركعة كما تقدم 1378 و1379 وأخرجه الشيخان </ref>
1384 - وفي خبر عبد الملك عن عطاء عن جابر: ست ركعات في أربع سجدات.
1385 - أخبرنا أبو طاهر حدثنا أبو بكر حدثنا أبو موسى حدثنا يحيى عن سفيان حدثنا حبيب عن طاوس عن ابن عباس
« عن النبي {{صل}} أنه صلى في كسوف فقرأ ثم ركع ثم قرأ ثم ركع ثم قرأ ثم ركع ثم قرأ ثم ركع ثم سجد والأخرى مثلها »
قال أبو بكر قد خرجت طرق هذه الأخبار في الكتاب الكبير فجائز للمرء أن يصلي في الكسوف كيف أحب وشاء مما فعل النبي {{صل}} من عدد الركوع إن أحب ركع في كل ركعة ركوعين وإن أحب ركع في كل ركعة أربع ركعات لأن جميع هذه الأخبار صحاح عن النبي {{صل}} وهذه الأخبار دالة على أن النبي {{صل}} صلى في كسوف الشمس مرات لا مرة واحدة <ref>قال ناصر الدين: له علة ظاهرة وهي عنعنة حبيب وهو ابن أبي ثابت ثم إنه مخالف لرواية عطاء بن يسار وكثير بن عباس التي فيها ركوعان في كل ركعة كما مر آنفا وهو في الصحيحين من رواية كثير عنه وفي مسلم من رواية عطاء عنه </ref>
===باب التسوية بين كل ركوع وبين القيام الذي قبله من صلاة الكسوف===
1386 - أخبرنا أبو طاهر حدثنا أبو بكر حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى حدثنا عبد الملك حدثنا عطاء عن جابر بن عبد الله قال:
« انكسفت الشمس على في عهد رسول الله {{صل}} وذلك يوم مات فيه ابنه إبراهيم بن رسول الله {{صل}} فصلى بالناس ست ركعات في أربع سجدات كبر ثم قرأ فأطال القراءة ثم ركع نحوا مما قام ثم رفع رأسه فقرأ دون القراءة الأولى ثم ركع نحوا مما قرأ ثم رفع رأسه فقرأ دون القراءة الثانية ثم ركع نحوا مما قرأ ثم رفع رأسه ثم انحدر فسجد سجدتين ثم قام فصلى ثلاث ركعات قبل أن يسجد ليس فيها ركعة إلا التي قبلها أطول من التي بعدها إلا أن ركوعه نحوا من قيامه ثم تأخر في صلاته فتأخرت الصفوف معه ثم تقدم فتقدمت الصفوف معه فقضى الصلاة وقد أضاءت الشمس ثم قال: أيها الناس إنما الشمس والقمر آيتان من آيات الله وإنهما لا ينكسفان لموت بشر فإذا رأيتم شيئا من ذلك فصلوا حتى تنجلي »
===باب التكبير للركوع والتحميد عند الرفع الرأس من الركوع في كل ركوع يكون بعده قراءة أو بعد سجود في آخر ركوع من كل ركعة===
1387 - وأخبرنا الشيخ الفقيه أبو الحسن علي بن مسلم السلمي حدثنا عبد العزيز بن أحمد الكتاني قال أخبرنا الأستاذ الإمام أبو عثمان إسماعيل ابن عبد الرحمن الصابوني قراءة عليه قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا أبو بكر محمد بن إسحاق ابن خزيمة حدثنا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة قالت
« خسفت الشمس في حياة رسول الله {{صل}} فخرج إلى المسجد فقام وكبر وصف الناس وراءه فقرأ رسول الله {{صل}} قراءة طويلة ثم كبر فركع ركوعا طويلا ثم رفع رأسه فقال سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ثم قام فقرأ قراءة طويلة هي أدنى من القراءة الأولى ثم كبر فركع ركوعا طويلا هو أدنى من الركوع الأول ثم قال: سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ثم فعل في الركعة الأخيرة مثل ذلك فاستكمل أربع ركعات وأربع سجدات وانجلت الشمس قبل أن ينصرف ثم قام فخطب الناس فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال: إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتموهما فافزعوا إلى الصلاة »
===باب الدعاء والتكبير في القيام بعد رفع الرأس من الركوع وبعد قول سمع الله لمن حمده في صلاة الكسوف===
1388 - أخبرنا أبو طاهر حدثنا أبو بكر حدثنا محمد بن يحيى ثنا أبو نعيم ثنا زهير عن الحسن بن الحر حدثني الحكم عن رجل يدعى الحنش عن علي ح وثنا محمد بن يحيى ويوسف بن موسى قالا حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثنا الحسن بن الحر حدثني الحكم عن رجل يدعى حنشا عن علي قال محمد بن يحيى - وهذا حديث أحمد - قال:
« كسفت الشمس فصلى علي بالناس بدأ فقرأ ب- { يس } أو نحوها ثم ركع نحوا من قدر السورة ثم رفع رأسه: فقال: سمع الله لمن حمده ثم قام قدر السورة يدعو ويكبر ثم ركع قدر قراءته أيضا فذكر الحديث وقال ثم قام في الركعة الثانية ففعل كفعله في الركعة الأولى ثم حدثهم أن رسول الله {{صل}} كان كذلك يفعل »
قال أبو بكر في هذا الخبر إنه ركع أربع ركعات في كل ركعة مثل خبر طاوس عن ابن عباس » <ref>قال ناصر الدين: رجال إسناده ثقات على ضعف في حنش وهو ابن المعتمر قال الحافظ: صدوق له أوهام. قال ناصر الدين: فمثله لا يحتج بحديثه عند التفرد كما هنا </ref>
===باب تطويل السجود في صلاة الكسوف===
1389 - أخبرنا أبو طاهر حدثنا أبو بكر حدثنا يوسف بن موسى ثنا جرير عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال:
« انكسفت الشمس يوما على عهد رسول الله {{صل}} فقام رسول الله {{صل}} ليصلي فقام حتى لم يكد يركع ثم ركع حتى لم يكد يرفع رأسه ثم رفع رأسه ولم يكد يسجد ثم سجد ولم يكد يرفع رأسه ثم رفع رأسه فلم يكد يسجد ثم سجد فلم يكد يرفع رأسه » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح لغيره </ref>
===باب تقصير السجدة الثانية عن الأولى في صلاة الكسوف===
1390 - أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي ثنا سفيان عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة
« فذكر الحديث بطوله في صلاة النبي {{صل}} في الكسوف وقال: في الخبر: ثم سجد فأطال السجود ثم رفع ثم سجد سجودا دون السجود الأول » ثم ذكر باقي الحديث
1391 - أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر نا سعيد بن عبد الرحمن بن عقبة نا سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة - مثله
===باب البكاء والدعاء في السجود في صلاة الكسوف===
1392 - أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا يوسف بن موسى ثنا جرير عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال:
« انكسفت الشمس يوما على عهد رسول الله {{صل}} فقام رسول الله {{صل}} ليصلي فقام حتى لم يكد أن يركع ثم ركع حتى لم يكد يرفع رأسه ثم رفع رأسه فلم يكد أن يسجد ثم سجد فلم يكد أن يرفع رأسه فجعل ينفخ ويبكي ويقول: رب ألم تعدني أن لا تعذبهم وأنا فيهم؟ رب ألم تعدني أن لا تعذبهم؟ ونحن نستغفرك فلما صلى ركعتين انجلت الشمس فقام فحمد الله وأثنى عليه وقال: إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله فإذا انكسفا فافزعوا إلى ذكر الله ثم قال: لقد عرضت علي الجنة حتى لو شئت تعاطيت قطفا من قطوفها وعرضت علي النار فجعلت أنفخها فخفت أن يغشاكم فجعلت أقول رب ألم تعدني أن لا تعذبهم وأنا؟ فيهم رب ألم تعدني ألا تعذبهم وهم يستغفرون؟ قال فرأيت فيها الحميرية السوداء الطويلة صاحبة الهرة كانت تحبسها فلم تطعمها ولم تسقها ولا تتركها تأكل من حشاش الأرض فرأيتها كلما أدبرت نهشتها وكلما أقبلت نهشتها في النار ورأيت صاحب السبتيتين أخا بني دعدع يدفع في النار بعصا ذي شعبتين ورأيت صاحب المحجن في النار الذي كان يسرق الحاج بمحجنه ويقول: إني لا أسرق إنما يسرق المحجن فرأيته في النار متكئا على محجنه » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح لغيره </ref>
===باب طول الجلوس بين السجدتين في صلاة الكسوف===
1393 - أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا أبو موسى محمد بن المثني ثنا مؤمل ثنا سفيان عن يعلى بن عطاء عن أبيه عن عبد الله بن عمرو وعن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله عن عمرو قال:
« انكسفت الشمس على عهد رسول الله {{صل}} فقام رسول الله {{صل}} فأطال القيام حتى قيل لا يركع ثم ركع فأطال الركوع حتى قيل لا يرفع ثم رفع رأسه فأطال القيام حتى قيل لا يسجد ثم سجد فأطال السجود حتى قيل لا يرفع ثم رفع فجلس حتى قيل لا يسجد ثم سجد ثم قام ففعل في الأخرى مثل ذلك ثم أمحصت الشمس » <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف مؤمل وهو ابن إسماعيل سيئ الحفظ </ref>
===باب الدعاء والرغبة إلى الله في الجلوس في آخر صلاة الكسوف حتى تنجلي الشمس إذا لم يكن قد انجلت قبل===
1394 - أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا محمد بن يحيى ثنا أبو نعيم ثنا زهير عن الحسن بن الحر عن رجل يدعى حنشا عن علي ح وثنا محمد بن يحيى ويوسف بن موسى قالا ثنا أحمد بن يونس نا زهير نا الحسن بن الحر حدثني الحكم عن رجل يدعى حنشا عن علي قال محمد بن يحيى - وهذا حديث أحمد - قال:
« كسفت الشمس فصلى علي بالناس فذكر الحديث وقالا: قام في الركعة الثانية ففعل كفعله في الركعة الأولى ثم جلس يدعو ويرغب حتى انكشفت الشمس ثم حدثهم أن رسول الله {{صل}} كان كذلك يفعله »
قال يوسف: إن رسول الله {{صل}} فعل كذلك <ref>قال ناصر الدين: انظر ما تقدم 1388 </ref>
===باب خطبة الإمام بعد صلاة الكسوف===
1395 - أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا محمد بن العلاء بن كريب ثنا محمد بن بشر أخبرنا هشام عن أبيه عن عائشة
« فذكر الحديث في قصة كسوف الشمس وقال: فلما تجلت قام - يعني النبي {{صل}} - فخطب الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته يا أمة محمد والله إن من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو أمته يا أمة محمد والله - أو والذي نفسي بيده - لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا. ألا هل بلغت؟ »
1396 - قال أبو بكر: وفي خبر ابن مسعود
« أن النبي {{صل}} قد خطب أيضا قبل الصلاة فينبغي للإمام في الكسوف أن يخطب قبل الصلاة وبعدها »
===باب استحباب استحداث التوبة عند كسوف الشمس لما سبق من المرء من الذنوب والخطايا===
1397 - أخبرنا أبو طاهر ثنا محمد بن يحيى ثنا أبو نعيم عن الأسود بن قيس حدثني ثعلبة بن عباد العبدي من أهل البصرة
« أنه شهد خطبة يوما لسمرة بن جندب فذكر في خطبته قال سمرة بن جندب: بينا أنا يوما وغلام من الأنصار نرمي عرضا لنا على عهد رسول الله {{صل}} حتى إذا كانت الشمس قيد رمحين أو ثلاثة في غير الناظرين في الأفق اسودت حتى كأنها تنومه فقال أحدنا لصاحبه: انطلق بنا إلى المسجد فوالله ليحدثن شأن هذه الشمس لرسول الله {{صل}} في أمته حدثا فدفعنا إلى المسجد فإذا هو بارز فوافقنا رسول الله {{صل}} حين خرج إلى الناس قال: فاستقدم فصلى بنا كأطول ما قام بنا في الصلاة قط لا يسمع له صوت ثم ركع بنا كأطول ما ركع بنا في الصلاة قط ولا يسمع له صوت ثم سجد بنا كأطول ما سجد بنا في الصلاة قط لا يسمع له صوت قط قال: ثم فعل في الركعة الثانية مثل ذلك قال فوافق تجلي الشمس جلوسه في الركعة الثانية قال فسلم فحمد الله وأثنى عليه وشهد أنه لا إله إلا الله وشهد أنه عبده ورسوله ثم قال: أيها الناس إنما أنا بشر رسول الله فأذكر كم بالله إن كنتم تعلمون أني قصرت عن شيء من تبليغ رسالات ربي لما أجبتموني حتى أبلغ رسالات ربي كما ينبغي لها أن تبلغ وأن كنتم تعلمون أني قد بلغت رسالات ربي لما أخبرتموني قال فقام الناس فقالوا: شهدنا أنك قد بلغت رسالات ربك ونصحت لأمتك وقضيت الذي عليك قال ثم سكتوا قال قال رسول الله {{صل}} أما بعد فإن رجالا يزعمون أن كسوف هذه الشمس وكسوف هذا القمر وزوال هذه النجوم عن مطالعها لموت رجال عظماء من أهل الأرض وأنهم كذبوا ولكنها آيات من آيات الله يفتن بها عباده لينظر من يحدث منهم توبة والله لقد رأيت منذ قمت أصلي ما أنتم لاقون في دنياكم وآخرتكم وإنه والله لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذابا آخرهم الأعور الدجال ممسوح العين اليسرى كأنها عين أبي يحيى - أو تحيا - لشيخ من الأنصار وإنه متى خرج فإنه يزعم أنه الله فمن آمن به وصدق واتبعه فليس ينفعه صالح من عمل سلف ومن كفر به وكذبه فليس يعاب بشيء من عمله سلف وأنه سيظهر على الأرض كلها إلا الحرم وبيت المقدس وإنه يحصر المؤمنين في بيت المقدس وإنه يحصر المؤمنين في بيت المقدس فيزلزلون زلزالا شديدا قال فيهزمه الله وجنوده حتى إن جذم الحائط وأصل الشجرة لينادي: يا مؤمن هذا كافر يستتر بي تعال: اقتله قال: ولن يكون ذلك كذلك حتى تروا أمورا يتفاقم شأنها في أنفسكم تسألون بينكم هل كان بينكم ذكر لكم منها ذكرا وحتى تزول جبال عن مراثيها على أثر ذلك القبض وأشار بيده
قال: ثم شهدت خطبة أخرى قال فذكر هذا الحديث ما قدم كلمة ولا أخرها عن موضعها »
قال أبو بكر: هذه اللفظة التي في هذا الخبر لا يسمع له صوت من الجنس الذي يجب قبوله خبر من يخبر بكون الشيء لا من ينفي وعائشة قد خبرت أن النبي {{صل}} جهر بالقراءة فخبر عائشة يجب قبوله لأنها حفظت جهر القراءة وإن لم يحفظها غيرها وجائز أن يكون سمرة كان في صف بعيد من النبي {{صل}} بالقراءة فقول: لا يسمع له صوت أي لم أسمع صوتا على ما بينته قبل أن العرب تقول: لم يكن كذا لما لم يعلم كونه <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف ثعلبة مجهول كما قال ابن المديني وغيره </ref>
===باب الأمر بالصدقة عند كسوف الشمس===
1398 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت
« خسفت الشمس على عهد النبي {{صل}} فصلى بالناس فذكر الحديث وقال في آخره: ثم انصرف فقال: إن الشمس والقمر لا تخسفان لموت أحد ولا لحياته ولكنهما آيتان من آيات الله فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى الصلاة »
وهذا قول الزهري قال: وزاد فيه هشام: إذا رأيتم ذلك فتصدقوا وصلوا
1399 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا الأزهر - وكتبته من أصله - قال ثنا يونس - يعني ابن محمد المؤدب - ثنا فليح عن محمد بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أسماء بنت أبي بكر أنها قالت
« خسفت الشمس زمان رسول الله {{صل}} فذكر الحديث بطوله وقال: فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى الصلاة وإلى ذكر الله والصدقة » <ref>قال الأعظمي: إسناده حسن </ref>
1400 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي ثنا مسلم بن خالد عن إسماعيل بن أمية عن نافع عن ابن عمر
« أن الشمس كسفت يوم مات إبراهيم بن رسول الله {{صل}} فظن الناس أنها كسفت لموته فقام النبي {{صل}} فقال: أيها الناس إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يكسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك فأفزعوا إلى الصلاة وإلى ذكر الله وادعوا وتصدقوا » <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف مسلم بن خالد هو الزنجي سيئ الحفظ </ref>
===باب الأمر بالعتاقة في كسوف الشمس===
1401 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن معمر بن ربعي نا موسى بن مسعود أبو حذيفة ثنا زائدة عن هشام بن عروة عن فاطمة عن أسماء قالت
« أمر النبي {{صل}} بالعتاقة في كسوف الشمس »
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الدارمي ثنا مصعب بن عبيد الله الزبيري ثنا عبد العزيز - يعني الدراوردي - عن هشام بهذا الإسناد مثله. وقال: أمر بعتاقة حين كسفت الشمس
===باب ذكر علة لما تنكسف الشمس إذا انكسفت إن صح الخبر فإني لا أخال أبا قلابة سمع من النعمان بن بشير ولا أقف ألقبيصة البجلى صحبه أم لا===
1402 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر قال ثنا بخبر قبيصة محمد بن بشار ثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن أبي قلابة عن قبيصة البجلي قال:
« إن الشمس انخسفت فصلى النبي {{صل}} ركعتين حتى انجلت ثم قال: إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولكنهما خلقان من خلقه ويحدث الله في خلقه ما شاء ثم أن الله تبارك وتعالى إذا تجلى لشيء من خلقه خشع له فأيهما انخسف فصلوا حتى ينجلي أو يحدث له الله أمرا » <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف رجاله ثقات لكنه معلول بعدم تصريح أبي قلابة بسماعه إياه من قبيصة أو النعمان وفي سنده اضطراب كما أشار إليه المصنف ا. ه- </ref>
ترجم المصنف هذا الباب بقوله " باب ذكر علة لما تنكسف الشمس إذا انكسفت إن صح الخبر فإني لا أخال أبا قلابة سمع من النعمان بن بشير ولا أقف ألقبيصة البجلي صحبة أم لا "
1403 - قال أبو بكر: وأما خبر النعمان بن بشر نا بندار حدثناه أيضا قال ثنا عبد الوهاب ثنا أيوب عن أبي قلابة عن النعمان بن بشر قال:
« انكسفت الشمس على عهد رسول الله {{صل}} فذكر الحديث وقال: فإذا تجلى الله لشيء من خلقه خشع له » <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف انظر الحديث الذي قبله </ref>
1404 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا عبد الوهاب عن خالد عن أبي قلابة عن النعمان بن بشير - نحو حديث أيوب » <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف انظر الحديث الذي قبله </ref>
==جماع أبواب صلاة الاستسقاء وما فيها من السنن==
===باب التواضع والتبذل والتخشع والتضرع عند الخروج إلى الاستسقاء===
1405 - نا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا سلم بن جنادة نا وكيع عن سفيان عن هشام بن إسحاق بن عبد الله بن كنانة عن أبيه قال:
« أرسلني أمير من الأمراء إلى ابن عباس أسأله عن الاستسقاء فقال ابن عباس: ما يمنعه أن يسألني؟ خرج رسول الله {{صل}} متواضعا متبذلا متخشعا متضرعا فصلى ركعتين كما يصلي في العيد ولم يخطب خطبتكم هذه » <ref>قال ناصر الدين: إسناده يحتمل التحسين هشام بن اسحق لم يوثقه إلا ابن حبان وروى عنه ثلاثة من الثقات أحدهم سفيان وهو الثوري </ref>
===باب الخروج إلى المصلى للاستسقاء===
1406 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء نا سفيان نا المسعودي ويحيى - هو الأنصاري - عن أبي بكر قلت لعبد الله بن أبي بكر: حديث حدثناه يحيى والمسعودي عن أبيك عن عباد بن تميم قال: سمعت أنا من عباد بن تميم يحدث أبي عن عبد الله بن زيد
« أن النبي {{صل}} خرج إلى المصلى فاستسقى فقلب رداءه وصلى ركعتين »
===باب الخطبة قبل صلاة الاستسقاء===
1407 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم من أصله نا يحيى بن سعيد عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن أبي بكر بن محمد أنه سمع عباد بن تميم قال قال عبد الله بن زيد
« خرجنا مع رسول الله {{صل}} في الاستسقاء فخطب واستقبل القبلة ودعى واستسقى وحول رداءه وصلى بهم » <ref>قال ناصر الدين: إسناده صحيح </ref>
 
===باب ترك الكلام عند الدعاء في خطبة الاستسقاء===
1408 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو موسى محمد بن المثنى نا عبد الرحمن عن سفيان عن هشام بن إسحاق بن عبد الله بن كنانة عن أبيه
« قال أرسلني فلان إلى ابن عباس أسأله عن صلاة رسول الله {{صل}} في الاستسقاء قال: خرج رسول الله {{صل}} متبذلا متضرعا متواضعا فلم يخطب نحو خطبتكم هذه وصلى ركعتين » <ref> انظر 1405 </ref>
===باب ترك الأذان والإقامة لصلاة الاستسقاء والدليل على أنه لا يؤذن ولا يقام للتطوع وإن صليت التطوع في الجماعة===
1409 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو طالب زيد بن أخرم الطائي وإبراهيم بن مرزوق قالا حدثنا وهب بن جرير حدثني أبي قال سمعت النعمان - وهو ابن راشد - يحدث عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال:
« خرج رسول الله {{صل}} يوما يستسقي فصلى بنا ركعتين وجهر بلا أذان وإقامة » <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف النعمان بن راشد صدوق سيئ الحفظ كما قال الحافظ وسيأتي تضعيف المؤلف له في هذا الحديث نفسه برقم 1422 </ref>
===باب خروج الإمام بالناس غلى الاستسقاء===
1410 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عباد بن تميم عن عمه قال:
« خرج رسول الله {{صل}} بالناس يستسقي فصلى بهم ركعتين وجهر بالقراءة وحول رداءه ورفع يديه واستسقى واستقبل القبلة » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب استقبال القبلة للدعاء قبل الصلاة للاستسقاء وتحويل الأردية قبل الصلاة===
1411 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا محمد بن بشار ثنا عبد الرحمن نا شعبة عن ثابت عن أنس بن مالك قال:
« كان النبي {{صل}} لا يرفع يديه في شيء من دعائه إلا في الاستسقاء قال شعبة قلت لثابت: أنت سمعته من أنس؟ قال: سبحان الله قلت: سمعته من أنس؟ قال: سبحان الله »
قال أبو بكر: وفي خبر معمر عن الزهري ورفع يديه قد أمليته قبل.
===باب صفة رفع اليدين في الاستسقاء===
1412 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى ثنا حجاج ثنا حماد عن ثابت عن أنس بن مالك
« أن رسول الله {{صل}} استسقى هكذا ومد يديه وجعل باطنها ما يلي الأرض حتى رأيت بياض إبطيه » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
1413 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الحسن بن قزعة ثنا محمد بن أبي عدي عن سليمان التيمي عن بركة - وهو أبو الوليد - عن بشير بن نهيك عن أبي هريرة قال:
« رأيت رسول الله {{صل}} مادا يديه حتى رأيت بياض إبطيه »
قال سليمان: ظننته يدعو في الاستسقاء <ref>قال ناصر الدين: إسناده جيد </ref>
===باب صفة تحويل الرداء في الاستسقاء إذا كان الرداء ثقيلا===
1414 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان ثنا المسعودي ويحيى عن أبي بكر فقلت لعبد الله بن أبي بكر حديث حدثناه يحيى والمسعودي عن أبيك عن عباد بن تميم قال أنا سمعته من عباد بن تميم يحدث أبي عن عبد الله بن زيد
« أن النبي {{صل}} خرج إلى المصلى فاستسقى فقلب رداءه وصلى ركعتين »
قال المسعودي عن أبي بكر عن عباد بن تميم قلت له: أخبرنا جعل أعلاه أسفله أو أسفله أعلاه أم كيف جعله؟ قال: لا بل جعل اليمين الشمال والشمال اليمين
===باب ذكر الدليل على أن النبي {{صل}} إنما حول رداءه فجعل الأيمن على الأيسر والأيسر على الأيمن لان الرداء ثقل عليه فاشتد عليه أن يجعل أعلاه أسفله===
1415 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى ثنا نعيم بن حماد وإبراهيم بن حمزة قالا ثنا عبد العزيز - وهو ابن محمد - عن عمارة - وهو ابن غزية - عن عباد بن تميم عن عبد الله بن زيد قال:
« استسقى رسول الله {{صل}} وعليه خميصة سوداء فأراد رسول الله {{صل}} أن يأخذها بأسفلها فيجعلها أعلاه فلما ثقلت عليه قلبها على عاتقيه »
قال إبراهيم بن حمزة: على عاتقه <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب صفة الدعاء في الاستسقاء===
1416 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن الحسين بن إبراهيم بن ابحر نا محمد بن عبيد الطنافسي ثنا مسعر بن كدام عن يزيد الفقير عن جابر بن عبد الله قال:
« أتت النبي {{صل}} بواكي فقال: اللهم اسقنا غيثا مغيثا مريا مربعا عاجلا غير آجل نافعا غير ضار فأطبقت عليهم » <ref>قال ناصر الدين: بواكي: جمع باكية أي نساء باكيات من القحط وقلة المطر </ref>
1417 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار ثنا أبو هشام المخزومي عن وهيب عن يحيى بن سعيد عن أنس بن مالك
« أن النبي {{صل}} قال: اللهم اسقنا » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب عدد ركعات صلاة الاستسقاء===
1418 - قال أبو بكر في خبر يونس ومعمر عن الزهري
« صلى ركعتين »
===باب عدد التكبيرات في صلاة الاستسقاء كالتكبير في العيدين===
1419 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا زكريا بن يحيى بن أبان المصري ثنا عبد الله بن يوسف ثنا إسماعيل بن ربيعة بن هشام بن إسحاق عن عامر بن لوى المديني أنه سمع جده هشام بن إسحاق يحدث عن أبيه إسحاق بن عبد الله
« أن الوليد بن عتبة أمير المدينة أرسله إلى ابن عباس فقال: يا بن أخي سله كيف صنع رسول الله {{صل}} في الاستسقاء يوم استسقى بالناس؟ قال إسحاق: فدخلت على ابن عباس فقلت: يا أبا العباس كيف صنع رسول الله {{صل}} في الاستسقاء يوم استسقى؟ قال: خرج رسول الله {{صل}} متخشعا متبذلا فصنع فيه كما يصنع في الفطر والأضحى »
===باب الجهر بالقراءة في صلاة الاستسقاء===
والدليل على ضد قول من زعم من التابعين أن صلاة النهار عجماء يريد أنه لا يجهر بالقراءة في شيء من صلوات النهار قال أبو بكر: في خبر معمر عن جهر بالقراءة
1420 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار ثنا عثمان بن عمر ثنا ابن أبي ذئب عن الزهري عن عباد بن تميم عن عمه
« أن رسول الله {{صل}} خرج يستسقي فاستقبل القبلة وولى الناس ظهره وقلب رداءه وصلى ركعتين قرأ فيهما وجهر فيهما بالقراءة »
===باب استحباب الاستسقاء ببعض قرابة النبي {{صل}} بالبلدة التي يستسقي بها ببعض قرابته {{صل}}===
1421 - أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثني أبي عن ثمامة عن أنس بن مالك قال:
« كان عمر بن الخطاب إذا قحطوا خرج يستسقي بالعباس فيقول: اللهم إنا كنا إذا قحطنا استسقينا بنبيك فتسقينا وإنا نستسقيك اليوم بعم نبيك - أو نبينا فاسقنا فيسقون »
قال الأنصاري كذا وجدت في كتابي بخطي فيسقون
===باب إعادة الخطبة ثانية بعد صلاة الاستسقاء===
1422 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا زيد بن أخرم الطائي وإبراهيم بن مرزوق قالا ثنا وهب بن جرير ثنا أبي قال سمعت النعمان بن راشد يحدث عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة
« أن النبي {{صل}} خرج يوما يستسقي فصلى بنا ركعتين بلا أذان ولا إقامة قال ثم خطبنا ودعى الله وحول وجهه نحو القبلة رافعا يديه ثم قلب رداءه فجعل الأيمن على الأيسر والأيسر على الأيمن »
قال أبو بكر: في القلب من النعمان بن راشد فإن في حديثه عن الزهري تخليط كثير فإن ثبت هذا الخبر ففيه دلالة على أن النبي {{صل}} خطب ودعا وقلب رداءه مرتين مرة قبل الصلاة ومرة بعدها
===باب الاستسقاء في الخطبة يوم الجمعة إذا اشتكي إلى الإمام بقحط المطر ودعاء الإمام بحبس المطر عن المدن والقرى إذا اشتكي إليه كثرة الأمطار وخيف هدم البنيان وانقطاع السبل===
1423 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني نا المعتمر قال سمعت عبيد الله عن ثابت عن أنس قال:
« كان النبي {{صل}} يخطب يوم الجمعة فقام إليه الناس فصاحوا قالوا: يا نبي الله قحط المطر واحمر الشجر وهلك البهائم فادع الله أن يسقينا فقال: اللهم اسقنا اللهم اسقنا قال وايم الله ما نرى في السماء قزعة من سحاب فنشأت سحابة فانتشرت ثم انها أمطرت فنزل نبي الله {{صل}} فصلى وانصرف فلم يزل يمطر إلى الجمعة الأخرى فلما قام النبي {{صل}} يخطب صاحوا قالوا يا نبي الله تهدمت البيوت وانقطعت السبل فادع الله أن يحبسها عنا قال فتبسم وقال: اللهم حوالينا ولا علينا قال فتقشعت عن المدينة فجعلت تمطر حولها وما تمطر بالمدينة قطرة قال فنظرت إلى المدينة وإنها لفي مثل الإكليل »
===باب ترك الإمام العود للخروج لصلاة الاستسقاء ثانيا إذا اسقوا في أول مرة فاسقوا===
1424 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري أخبرني عباد بن تميم أن عمه - وكان من أصحاب رسول الله {{صل}} أخبره
« أن النبي {{صل}} خرج بالناس إلى المصلى يستسقي لهم فقام فدعى قائما ثم توجه قبل القبلة وحول رداءه فأسقوا »
قال أبو بكر: ليس في شيء من الأخبار أعلمه فأسقوا إلا في خبر شعيب بن أبي حمزة <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
==جماع أبواب صلاة العيدين الفطر والأضحى وما يحتاج فيهما من السنن==
===باب عدد الركعات صلاة العيدين===
1425 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن رافع ثنا محمد بن بشر ح وثناه عبدة بن عبد الله الخزاعي أخبرنا محمد بن بشر ثنا يزيد بن زياد وهو بن أبي الجعد عن زبيد الأيامي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة قال قال عمر
« صلاة الأضحى ركعتان وصلاة الجمعة ركعتان وصلاة الفطر ركعتان وصلاة المسافر ركعتان تمام غير قصر على لسان نبيكم وقد خاب من افترى » <ref>قال ناصر الدين: إسناده صحيح </ref>
 
===باب استحباب الأكل يوم الفطر قبل الخروج إلى المصلى وترك الأكل يوم النحر إلى الرجوع من المصلى فيأكل من ذبيحته إن كان ممن يضحي===
1426 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن الوليد نا أبو عاصم ثنا ثواب بن عتبة نا ابن بريدة عن أبيه
« أن رسول الله {{صل}} كان لا يخرج يوم الفطر حتى يطعم ولا يطعم يوم النحر حتى يذبح » <ref>قال الأعظمي: إسناده حسن </ref>
===باب ذكر الخبر الدال على أن ترك الأكل يوم النحر حتى يذبح المرء فضيلة وإن كان الأكل مباح قبل الغدو إلى المصلى والآكل غير حارج ولا آثم===
1427 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يوسف بن موسى نا جرير عن منصور عن الشعبي عن البراء بن عازب قال:
« خطبنا رسول الله {{صل}} يوم الأضحى بعد الصلاة فقال أبو بردة بن نيار: ذبحت شاتي وتغديت قبل أن آتي الصلاة فقال: شاتك شاة لحم » - وذكر الحديث
قال أبو بكر: خرجته في كتاب الأضاحي
===باب استحباب أكل التمر يوم الفطر قبل الغدو إلى المصلى===
1428 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن منيع ثنا هشيم أخبرنا محمد بن إسحاق عن حفص بن عبيد الله بن أنس عن أنس قال:
« كان رسول الله {{صل}} يفطر يوم الفطر على تمرات ثم يغدو » <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف لعنعنة ابن اسحق </ref>
===باب استحباب الفطر يوم الفطر على وتر من التمر===
1429 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن علي بن محرز بالفسطاط ثنا أبو النضر نا المرجي بن رجاء حدثني عبيد الله بن أبي بكر بن أنس حدثني أنس بن مالك
« أن رسول الله {{صل}} كان لا يخرج يوم الفطر حتى يأكل تمرات ويأكلهن وترا »
===باب الخروج إلى المصلى لصلاة العيدين والدليل على أن صلاة العيدين تصلى في المصلى لا في المساجد إذا أمكن الخروج إلى المصلى===
1430 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى وزكريا بن يحيى بن أبان قالا ثنا ابن أبي مريم أخبرنا محمد بن جعفر أخبرني زيد - وهو ابن أسلم - عن عياض بن عبد الله عن أبي سعيد الخدري قال:
« خرج رسول الله {{صل}} في أضحى أو فطر إلى المصلى فصلى بهم ثم انصرف »
===باب التكبير والتهليل في الغدو إلى المصلى في العيدين إن صح الخبر===
فإن في القلب من هذا الخبر واحسب الحمل فيه على عبد الله بن عمر العمري إن لم يكن الغلط من ابن أخي ابن وهب
1431 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن علي بن وهب ثنا عمي ثنا عبد الله بن عمر عن نافع عن عبد الله بن عمر
« أن رسول الله {{صل}} كان يخرج في العيدين مع الفضل بن عباس وعبد الله بن عباس والعباس وعلي وجعفر والحسن والحسين وأسامة بن زيد وزيد بن حارثة وأيمن بن أم أيمن رافعا صوته بالتهليل والتكبير فيأخذ طريق الحدادين حتى يأتي المصلى فإذا فرغ رجع على الحذائين حتى يأتي منزله » <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف عبد الله بن عمر العمري المكبر ضعيف </ref>
===باب ترك الأذان والإقامة لصلاة العيدين وهذا من الجنس الذي أعلمت أن لا أذان ولا إقامة إلا لصلاة الفريضة وإن صليت غير الفريضة جماعة===
1432 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا موسى بن إسماعيل الفزاري أخبرنا شريك عن سماك عن جابر بن سمرة قال:
« شهدت العيد مع رسول الله {{صل}} فلم يؤذن ولم يقم »
===باب إخراج العنزة في العيدين إلى المصلى ليستتر بها الإمام في المصلى إذا صلى بذكر خبر مجمل لم يبين فيه العلة التي كان النبي {{صل}} يخرج العنزة من أجلها===
1433 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار ثنا عبد الوهاب ثنا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال:
« كان رسول الله {{صل}} يركز الحربة يوم الفطر والنحر يصلي إليها وكان يخطب بعد الصلاة
1434 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا يونس بن عبد الأعلى نا يحيى بن عبد الله بن بكير حدثني الليث عن خالد وهو بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن نافع أن عبد الله أخبره
« أن رسول الله {{صل}} كان يخرج يوم الفطر ويوم الأضحى بالحربة يغرزها بين يديه حين يقوم يصلي »
===باب ذكر الخبر المفسر للعلة التي كان النبي {{صل}} يخرج العنزة إلى المصلى والدليل على أنه إنما كان خرجها إذ لا بناء بالمصلى يومئذ يستر المصلى===
1435 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر أخبرنا محمد بن عزير الأيلي أن سلامة حدثني عن عقيل عن نافع عن ابن عمر
« أن رسول الله {{صل}} كان إذا خرج إلى المصلى في الأضحى والفطر خرج بالعنزة بين يديه حتى تركز في المصلى فيصلي إليها وذلك أن المصلى كان فضاء ليس فيه شيء مبني يستتر به » <ref>قال ناصر الدين: إسناده ضعيف محمد بن عزيز قال الحافظ: فيه ضعف وقد تكلموا في صحة سماعه من عمه سلامة. وسلامة هو ابن روح بن خالد صدوق له أوهام وقيل لم يسمع من عمه عقيل وإنما يحدث من كتبه </ref>
===باب ترك الصلاة في المصلى قبل العيدين وبعدها اقتداء بالنبي واستنانا به===
1436 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار نا محمد - يعني ابن جعفر - ثنا شعبة عن عدي بن ثابت قال سمعت سعيد بن جبير يحدث عن ابن عباس
« أن رسول الله {{صل}} خرج يوم فطر أو أضحى - وأكبر علمي أنه قال يوم الفطر - فصلى ركعتين لم يصل قبلها ولا بعدها ثم أتى النساء ومعه بلال فأمرهن بالصدقة فجعلت المرأة تلقي خرصها وصخابها »
===باب البدء بصلاة العيدين قبل الخطبة===
1437 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة أخبرنا حماد يعني بن زيد عن أيوب عن عطاء عن ابن عباس
« أن النبي {{صل}} صلى قبل الخطبة في يوم العيد »
===باب عدد التكبير في صلاة العيدين في القيام قبل الركوع===
1438 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا ابن وهب قال كتب إلي كثير بن عبد الله بن عمرو يحدث عن أبيه عن جده قال:
« رأيت رسول الله {{صل}} كبر في الأضحى سبعا وخمسا وفي الفطر مثل ذلك » <ref>قال الأعظمي: إسناده ضعيف. قال ناصر الدين: لكن له شواهد يتقوى بها فراجع الإرواء </ref>
===باب ذكر الدليل على ضد قول من زعم أنه يوالي بين القرائتين في صلاة العيدين===
1439 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الحسن بن محمد بن الصباح ثنا إسماعيل - يعني ابن أبي أويس - ثنا كثير بن عبد الله عن أبيه عن جده
« أن رسول الله {{صل}} كان يكبر في العيدين في الركعة الأولى سبع تكبيرات وفي الركعة الثانية خمس تكبيرات قبل القراءة » <ref>قال الأعظمي: إسناده ضعيف </ref>
===باب القراءة في صلاة العيدين===
1440 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن إبراهيم بن كثير الصوري بالفسطاط ثنا شريح بن النعمان ثنا فليح وهو بن سليمان عن ضمرة بن سعيد عن عبد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن أبي واقد الليثي قال:
« سألني عمر بن الخطاب بما قرأه رسول الله {{صل}} في صلاة الخروج في العيدين؟ فقلت قرأ: { اقتربت الساعة وانشق القمر } وق والقرآن المجيد »
قال أبو بكر: لم يسند هذا الخبر أحد أعلمه غير فليح بن سليمان رواه مالك بن أنس وابن عيينة عن ضمرة بن سعيد عن عبيد الله بن عبد الله وقالا: إن عمر سأل أبا واقد الليثي. قال: حدثناه أبو الأزهر من أصله قال ثنا أبو أسامة عن فليح
1441 - وفي خبر النعمان بن بشر وسمرة بن جندب
« أن النبي {{صل}} قرأ بسبح اسم ربك الأعلى وهل أتاك حديث الغاشية » وهذا من اختلاف المباح
===باب استقبال الإمام الناس للخطبة بعد الفراغ من الصلاة===
1442 - قال أبو بكر في خبر داود بن قيس عن عياض عن أبي سعيد
« عن النبي {{صل}} فإذا قضى صلاته وسلم قام فأقبل على الناس »
قال أبو بكر: خرجته بتمامه بعد
===باب الخطبة يوم العيد بعد صلاة العيد===
1443 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار ثنا حماد بن مسعدة ثنا عبيد الله وثنا أبو موسى ثنا عبد الوهاب - يعني الثقفي - نا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر
« أن النبي {{صل}} كان يخطب بعد الصلاة »
وفي حديث حماد بن مسعدة: يعني في العيد
===باب الخطبة على المنبر في العيدين===
1444 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن رافع نا عبد الرزاق أخبرنا ابن جريح أخبرني عطاء عن جابر بن عبد الله قال سمعته يقول:
« إن النبي {{صل}} قام يوم الفطر فصلى فبدأ بالصلاة قبل الخطبة ثم خطب الناس فلما فرغ نبي الله {{صل}} نزل فأتى النساء فذكرهن وهو يتوكأ على يد بلال وبلال باسط ثوبه يلقين النساء صدقة
قلت لعطاء: زكاة الفطر؟ قال: لا ولكنه صدقة يتصدقن بها حينئذ تلقي المرأة فتخها ويلقين ويلقين »
===باب الخطبة قائما على الأرض إذا لم يكن بالمصلي منبر===
1445 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا سلم بن جنادة ثنا وكيع عن داود بن قيس الفراء عن عياض بن عبد الله بن أبي سرح عن أبي سعيد الخدري
« أن النبي {{صل}} خطب يوم عيد على راحلته »
قال أبو بكر: هذه اللفظة تحتمل معنيين أحدهما أنه خطب قائما لا جالسا والثاني أنه خطب على الأرض كإنكار أبي سعيد على مروان لما أخرج المنبر فقال: لم يكن يخرج المنبر
===باب عدد الخطب في العيدين والفصل بين الخطبتين بجلوس===
1446 - أخبرنا الأستاذ الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني قراءة عليه أخبرنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة نا أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة نا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني نا بشر بن المفضل ثنا عبيد الله عن نافع عن عبد الله
« أن رسول الله {{صل}} كان يخطب الخطبتين وهو قائم وكان يفصل بينهما بجلوس » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح. قال ناصر الدين: هذا الحديث في خطبتي الجمعة بدليل رواية خالد بن الحارث حدثنا عبيد الله به ولفظه: كان رسول الله {{صل}} يخطب يوم الجمعة قائما... الحديث أخرجه مسلم 33 فقوله في الكتاب: " الخطبتين " اللام فيه للعهد وليست للاستغراق فتنبه</ref>
 
===باب السكوت في الجلوس بين الخطبتين وترك الكلام فيه===
1447 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة ثنا حفص - يعني ابن جميع العجلي - ثنا سماك بن حرب عن جابر بن سمرة السوائي قال سمعته يقول:
« رأيت رسول الله {{صل}} يخطب يوم الجمعة قائما ثم يقعد قعدة لا يتكلم ثم يقوم فيخطب خطبة أخرى فمن حدثكم أنه رأى رسول الله {{صل}} يخطب قاعدا فقد كذب » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب قراءة القرآن في الخطبة والاقتصاد في الخطبة والصلاة جميعا===
1448 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الحسن بن محمد وسلم بن جنادة قالا ثنا وكيع قال الحسن قال ثنا سفيان عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة
« أن النبي {{صل}} كان يخطب قائما ويجلس بين الخطبتين ويتلو آية من القرآن وكانت خطبته قصدا وصلاته قصدا غير أن الحسن قال: وكان يتلو على المنبر في خطبته آية من القرآن » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب الأمر بالصدقة وما ينوب الإمام من أمر الرغبة في خطبة العيد===
1449 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن حجر السعدي نا إسماعيل بن جعفر نا داود بن قيس عن عياض بن عبد الله بن سعد بن أبي سرح عن أبي سعيد الخدري
« أن رسول الله {{صل}} كان يخرج يوم الأضحى والفطر فيبدأ بالصلاة فإذا قضى صلاته وسلم قام فأقبل على الناس بوجهه وهم جلوس في مصلاهم فإن كانت له حاجة ببعث أو غير ذلك ذكره للناس وإن كانت له حاجة أمرهم بها وكان يقول: تصدقوا تصدقوا تصدقوا وكان أكثر من يتصدق النساء ثم ينصرف فلم تزل كذلك حتى كان مروان بن الحكم فخرجت مخاصرا مروان حتى أتينا المصلى فإذا كثير بن الصلت قد بنى منبرا من طين ولبن وإذا مروان ينازعني يده كأنه يجرني نحو المنبر وأنا أجره نحو المصلى فلما رأيت ذلك منه قلت: أين الابتداء بالصلاة؟ فقال مروان: يا أبا سعيد ترك ما تعلم فرفعت صوتي: كلا والذي نفسي بيده لا تأتون بخير مما أعلم ثلاث مرات ثم انصرفت »
===باب إشارة الخاطب بالسبابة على المنبر عند الدعاء في الخطبة وتحريكه إياها عند الإشارة بها===
1450 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بشر بن معاذ العقدي نا بشر بن المفضل نا عبد الرحمن بن إسحاق عن عبد الرحمن بن معاوية عن ابن أبي ذباب عن سهل بن سعد قال:
« ما رأيت رسول الله {{صل}} شاهرا يديه قط يدعو على منبره ولا على غيره ولكن رأيته يقول هكذا: وأشار بأصبعه السبابة يحركها »
قال أبو بكر: عبد الرحمن بن معاوية هذا أبو الحويرث مدني <ref>قال ناصر الدين: إسناده فيه ضعف أبو الحويرث قال الحافظ: صدوق فيه لين </ref>
===باب كراهة رفع اليدين على المنبر في الخطبة===
1451 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الله بن سعيد الأشج ثنا ابن إدريس عن حصين عن عمارة بن رويبة
« أنه رأى بشر بن مروان على المنبر رافعا يديه فقال: قبح الله هاتين اليدين رأيت رسول الله {{صل}} لا يزيد على أن يشير بإصبعه »
===باب الاعتماد على الفسي أو العصي على المنبر في الخطبة===
1452 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبيد الله بن سعيد بن كثير بن عفير المصري ثنا عمرو بن خالد ثنا شهاب بن خراش الحوشي حدثني شعيب بن رزيق الطائفي قال:
« جلست إلى - أو مع - رجل له صحبة من رسول الله {{صل}} يقال له الحكم بن حزن الكلفي فأنشأ يحدثنا قال: وفدت إلى رسول الله {{صل}} سابع سبعة أو تاسع تسعة فشهدنا الجمعة فقام رسول الله {{صل}} متوكئا على قوس أو عصا فحمد الله وأثنى عليه كلمات طيبات خفيفات مباركات » <ref>قال ناصر الدين: في سنده ضعف قال الحافظ: شهاب بن خراش صدوق يخطئ </ref>
===باب إباحة الكلام في الخطبة بالأمر والنهي والدليل على ضد قول من زعم أن الخطبة صلاة ولو كانت الخطبة صلاة ما تكلم النبي {{صل}} فيها بما لا يجوز في الصلاة===
1453 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن سعيد بن مسروق ثنا وكيع عن إسماعيل - يعني ابن أبي خالد - عن قيس - وهو ابن أبي حازم عن أبيه قال:
« رآني النبي {{صل}} وهو يخطب فأمرني فحولت إلى الظل »
وفي خبر عبيد الله بن بشر أن النبي {{صل}} قال: - وهو يخطب لمن أخر المجيء - اجلس فقد آذيت وآنيت
وفي خبر أبي سعيد: فإن كان له حاجة ببعث أو غير ذلك ذكره للناس وإن كانت له حاجة أمرهم بها وكان يقول: تصدقوا
وفي خبر ابن عجلان عن عياض عن أبي سعيد في الخطبة يوم الجمعة فقال النبي {{صل}} للداخل: هل صليت؟ قال: لا قال: قم فصل ركعتين ثم قال للناس تصدقوا
وفي أخبار جابر في قصة سليك قال النبي {{صل}}: أصليت؟ قال: لا قال: قم فصل ركعتين ثم قال {{صل}}: إذا جاء أحدكم يوم الجمعة والأمام يخطب فليصل ركعتين
ففي هذه الأخبار كلها دلالة على أن الخطبة ليست بصلاة وأن للخاطب أن يتكلم في خطبته بالأمر والنهي وما ينوب المسلمين ويعلمهم من أمر دينهم <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب أمر الإمام القارئ بقراءة القرآن واستماعه للقراءة وهو على المنبر والبكاء على المنبر عند استماع القرآن===
1454 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يوسف بن موسى نا الحسن بن الربيع نا أبو الأحوص عن الأعمش عن علقمة كذا يقول أبو الأحوص قال قال عبد الله
« أمرني رسول الله {{صل}} أن أقرأ عليه وهو على المنبر فقرأت عليه من سورة النساء حتى إذا بلغت: { فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا } فنظرت إليه وعيناه تذرفان » <ref>قال ناصر الدين: إسناده صحيح </ref>
 
===باب النزول عن المنبر للسجود إذا قرأ الخاطب السجدة على المنبر إن صح الخبر===
فإن في القلب من هذا الإسناد لأن بعض أصحاب ابن وهب أدخل بين أبي هلال وعياض بن عبد الله في هذا الخبر إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة رواه ابن وهب عن عمرو بن الحارث ولست أرى الرواية عن ابن أبي فروة هذا
1455 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أخبرنا أبي وشعيب قالا أخبرنا الليث وثنا خالد - هو يزيد - عن ابن أبي هلال وهو سعيد - عن عياض بن عبد الله بن سعد عن أبي سعيد الخدري أنه قال:
« خطبنا رسول الله {{صل}} يوما فقرأ ص فلما مر بالسجدة نزل فسجد وسجدنا معه وقرأ بها مرة أخرى فلما بلغ السجدة تيسرنا للسجود فلما رآنا قال: إنما هي توبة نبي ولكني أراكم قد استعددتم للسجود فنزل وسجد وسجدنا » <ref>قال ناصر الدين: في إسناده ضعف ابن أبي هلال كان اختلط ولعله بسبب اختلاطه أسقط ابن أبي فروة من بينه وبين عياض كما رواه ابن وهب كما ذكر المصنف ا. ه- </ref>
ترجم المصنف على هذا الباب بقوله " باب النزول عن المنبر للسجود إذا قرأ الخاطب السجدة على المنبر إن صح الخبر فإن في القلب من هذا الإسناد لأن بعض أصحاب بن وهب أدخل بين بن أبي هلال وبين عياض بن عبد الله في هذا الخبر إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة رواه بن وهب عن عمرو بن الحارث ولست أرى الرواية عن بن أبي فروة هذا "
===باب الرخصة للخاطب في قطع الخطبة للحاجة تبدو له===
1456 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الله بن سعيد الأشج ثنا أبو ثميلة ثنا حسين بن واقد ثنا عبد الله بن بريدة عن أبيه قال:
« بينا رسول الله {{صل}} على المنبر يخطب إذ أقبل الحسن والحسين يمشيان ويعثران عليهما قميصان أحمران قال فنزل رسول الله {{صل}} فحملهما ثم قال: صدق الله { إنما أموالكم وأولادكم فتنة } إني رأيت هذين الغلامين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتى نزلت وحملتهما »
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ثناه عبدة بن عبد الله الخزاعي أخبرنا زيد بن الحباب عن حسين وقال: فلم أصبر ثم أخذ في خطبته <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب إباحة قطع الخطبة ليعلم بعض الرعية===
1457 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي نا هاشم بن القاسم ثنا سليمان - يعني ابن المغيرة - عن حميد بن هلال عن أبي رفاعة قال:
« جئت النبي {{صل}} وهو يخطب فقلت: رجل جاهل عن دين لا يدري ما دينه فأقبل النبي {{صل}} إلي وترك الخطبة ثم أتى بكرسي خلت قوائمه من حديد فقعد عليه رسول الله {{صل}} فجعل يعلمني مما علمه الله ثم أتى خطبته قائما » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب انتظار القوم الإمام جلوسا في العيدين بعد فراغه من الخطبة ليعظ النساء ويذكرهن===
1458 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا أبو موسى محمد بن المثنى قال وحدثني الضحاك عن ابن مخلد الشيباني عن ابن جريح أخبرني الحسن بن مسلم عن طاوس عن ابن عباس قال:
« شهدت صلاة الفطر مع رسول الله {{صل}} وأبي بكر وعمر وعثمان فكلهم يصليها قبل الخطبة فنزل نبي الله {{صل}} فكأني أنظر إليه يجلس الرجال بيده ثم أقبل يشقهم حتى جاء النساء ومعه بلال فقرأ: { يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك } حتى ختم الآية ثم قال حين فرغ: أنتن على ذلك؟ فقالت امرأة واحدة لم تجبه غيرها لا يدري الحسن من هي: نعم قال فتصدقن قال: فبسط بلال ثوبه فقال: هلم فدى لكن فجعلن يلقين الفتخ والخواتم في ثوب بلال »
===باب ذكر عظة الإمام النساء وتذكيره إياهن وأمره إياهن بالصدقة بعد خطبة العيدين===
1459 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن رافع نا عبد الرزاق أخبرني ابن جريج أخبرني عطاء عن جابر بن عبد الله قال سمعته يقول:
« إن النبي {{صل}} قام يوم الفطر فبدأ بالصلاة قبل الخطبة ثم خطب الناس فلما فرغ نبي الله {{صل}} نزل فأتى النساء فذكرهن وهو يتوكأ على يد بلال وبلال باسط ثوبه يلقين النساء صدقة
قلت لعطاء زكاة يوم الفطر؟ قال: لا ولكنه صدقة يتصدقن بها حينئذ تلقي المرأة فتخها ويلقين ويلقين »
قلت لعطاء: أترى حقا على الإمام الآن أن يأتي النساء حين يفرغ فيذكرهن قال: أي لعمري إن ذلك لحق عليهم ومالهم لا يفعلون ذلك؟
1460 - قال أبو بكر وفي خبر عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء عن جابر
« أن النبي {{صل}} أمرهن بتقوى الله ووعظهن وذكرهن وحمد الله وأثنى عليه وحثهن على طاعته ثم قال: تصدقن فإن أكثركن حطب جهنم فقالت امرأة ن سطة النساء سفعاء الخدين: لم يا رسول الله؟ قال: إنكن تكثرن الشكاة وتكفرن العشيرة فجعلن يتبرعن بقلائدهن وحليهن وقرطهن وخواتمهن يقذفنه في ثوب بلال يتصدقن به »
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه بندار نا يحيى بن سعيد عن عبد الملك ح وثنا أبو كريب ثنا محمد بن بشر عن عبد الملك بن أبي سليمان
===باب ذكر الدليل على أن النبي {{صل}} إنما أتى النساء بعد فراغه من الخطبة ليعظهن إذ النساء لم يسمعن خطبته وموعظته===
1461 - قال أبو بكر في خبر أيوب عن عطاء عن ابن عباس
« فرأى أنه لم يسمع النساء فأتاهن يذكرهن ووعظهن الخبران صحيحان عن عطاء عن ابن عباس وعن عطاء عن جابر »
===باب الرخصة في ترك انتظار الرعية للخطبة يوم العيد===
1462 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عمرو بن تمام المصري ثنا نعيم بن حماد ثنا الفضل بن موسى عن ابن جريج عن عطاء عن عبد الله بن السائب قال:
« حضرت رسول الله {{صل}} يوم عيد صلى وقال: قد قضينا الصلاة فمن شاء جلس للخطبة ومن شاء أن يذهب ذهب »
قال أبو بكر: هذا حديث خراساني غريب غريب لا نعلم أحدا رواه غير الفضل بن موسى الشيباني كان هذا الخبر أيضا عند أبي عمار عن الفضل بن موسى لم يحدثنا به بنيسابور حدث به أهل بغداد على ما خبرني بعض العراقيين » <ref>قال ناصر الدين: في إسناده نعيم بن حماد وهو ضعيف لكن قد توبع </ref>
===باب اجتماع العيدين والجمعة في يوم واحد وصلاة الإمام بالناس العيد ثم الجمعة وإباحة القراءة فيهما جميعا بسورتين بأعيانهما===
1463 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء نا سفيان عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه عن حبيب بن سالم عن النعمان بن بشير
« أن النبي {{صل}} كان يقرأ في العيدين وقال مرة: في العيد بسبح اسم ربك الأعلى وهل أتاك حديث الغاشية فإن وافق ذلك يوم الجمعة قرأ بهما »
===باب الرخصة لبعض الرعية في التخلف عن الجمعة إذا اجتمع العيد والجمعة في يوم واحد إن صح الخبر فإني لا أعرف أياس بن أبي رملة بعدالة ولا جرح===
1464 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو موسى نا عبد الرحمن نا إسرائيل عن عثمان بن المغيرة عن إياس بن أبي رملة
« أنه شهد معاوية وسأل زيد بن أرقم شهدت مع رسول الله {{صل}} عيدين اجتمعا في يوم؟ قال: نعم صلى العيد في أول النهار ثم رخص في الجمعة فقال: من شاء أن يجمع فليجمع » <ref>قال الأعظمي: إسناده ضعيف </ref>
===باب الرخصة للإمام إذا اجتمع العيدان والجمعة أن يعيد بهم ولا يجمع بهم إن كان ابن عباس أراد بقوله أصاب ابن الزبير السنة سنة النبي {{صل}}===
1465 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا يحيى نا عبد الحميد بن جعفر ح وثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي نا يحيى عن عبد الحميد بن جعفر ح وثنا أحمد بن عبدة أخبرنا سليم يعني بن أخضر ثنا عبد الحميد بن جعفر الأنصاري من بني عوف بن ثعلبة قال حدثني وهب بن كيسان قال:
« شهدت بن الزبير بمكة وهو أمير فوافق يوم فطر - أو أضحى - يوم الجمعة فأخر الخروج حتى ارتفع النهار فخرج وصعد المنبر فخطب وأطال ثم صلى ركعتين ولم يصل الجمعة فعاب عليه ناس من بني أمية بن عبد شمس فبلغ ذلك ابن عباس فقال: أصحاب ابن الزبير السنة وبلغ ابن الزبير فقال: رأيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا اجتمع عيدان صنع مثل هذا »
هذا لفظ حديث أحمد بن عبدة.
قال أبو بكر: قول ابن عباس: أصحاب ابن الزبير السنة يحتمل أن يكون أراد سنة النبي {{صل}} وجائز أن يكون أراد سنة أبي بكر أو عمر أو عثمان أو علي ولا أخال أنه أراد به أصاب السنة في تقديمه الخطبة قبل صلاة العيد لأن هذا الفعل خلاف سنة النبي {{صل}} وأبي بكر وعمر وإنما أراد تركه أن يجمع بهم بعدما قد صلى بهم صلاة العيد فقط دون تقديم الخطبة قبل صلاة العيد » <ref>قال الأعظمي: إسناده حسن </ref>
===باب إباحة خروج النساء في العيدين وإن كن أبكارا ذوات خدور حيضا كن أو أطهارا===
1466 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو هاشم زياد بن أيوب نا إسماعيل بن علية نا أيوب عن حفصة قالت
« كنا نمنع عواتقنا أن يخرجن فقدمت امرأة فنزلت قصر بني خلف فحدثت أن أختها كانت تحت رجل من أصحاب رسول الله {{صل}} قد غزا مع رسول الله {{صل}} اثنتي عشرة غزوة كانت أختي معه في ست غزوات قالت: كنا نداوي الكلمى ونقوم على المرضى فسألت أختي رسول الله {{صل}} فقالت: هل على إحدانا بأس إن لم يكن لها جلباب أن لا تخرج؟ قال: لتلبسها صاحبتها من جلبابها ولتشهد الخير ودعوة المؤمنين فلما قدمت أم عطية سألتها - أو سألناها - فقلنا سمعت رسول الله {{صل}} يقول كذا وكذا؟ وكانت لا تذكر رسول الله {{صل}} إلا قالت بأبا فقالت: نعم بأبا قال: لتخرج العواتق ذوات الخدور أو العواتق وذوات الخدور والحيض فيشهدن الخير ودعوة المؤمنين وتعتزل الحائض المصلى قلت لأم عطية: الحائض؟ قالت: أليست تشهد عرفة وتشهد كذا وتشهد كذا؟ »
===باب الأمر باعتزال الحائض إذا شهدت العيد والدليل أنها إنما أمرت بالخروج لمشاهدة الخبر ودعوة المسلمين===
1467 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن مسلم نا هشيم أخبرنا منصور - وهو ابن زاذان - عن ابن سيرين عن أم عطية وهشام عن ابن سيرين وحفصة عن أم عطية
« أن رسول الله {{صل}} كان يخرج الأبكار العواتق ذوات الخدور والحيض يوم العيد فأما الحيض فيعتزلن المصلى ويشهدن الخير ودعوة المسلمين فقالت إحداهن: فإن لم يكن لإحدانا جلباب؟ قال: فلتعرها أختها من جلابيبها » <ref>قال الأعظمي: إسناده صحيح </ref>
===باب استحباب الرجوع من المصلى من غير الطريق الذي أتى فيه المصلي===
1468 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن سعيد وأبو الأزهر - وكتبته من أصله قالا نا يونس بن محمد - وهو المؤدب - نا فليح - وهو ابن سليمان - عن سعيد بن الحارث عن أبي هريرة قال:
« كان النبي {{صل}} إذا خرج إلى العيدين رجع في غير الطريق الذي خرج فيه » <ref>قال ناصر الدين: إسناده فيه ضعف </ref>
===باب استحباب الصلاة في المنزل بعد الرجوع من المصلى===
1469 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن معمر القيسي نا أبو مطرف بن أبي الوزير نا عبيد الله بن عمر والرقي عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد قال:
« كان رسول الله {{صل}} لا يخرج يوم العيد حتى يطعم فإذا خرج صلى للناس ركعتين فإذا رجع صلى في بيته ركعتين وكان لا يصلي قبل الصلاة شيئا » <ref>قال ناصر الدين: إسناده حسن </ref>
 
{{هامش}}