الفرق بين المراجعتين لصفحة: «التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد/المجلد الأول/صفحة واحدة»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
سطر 1٬192:
<big>قال أبو عمر</big> : قول ابن عبد الحكم وما حكاه أيضا عن أشهب في تذكية السباع عليه جمهور الفقهاء من أهل النظر والأثر بالحجاز والعراق والشام وهو الصحيح وهو الذي يشبه أصل مالك في ذلك ولا يصح أن يتقلد غيره لوضوح الدليل عليه ولو لم يختبر ذلك إلا بما ذبحه المحرم أو ذبح في الحرام أن ذلك لا يكون ذكاة للمذبوح للنهى الوارد فيه وبالخنزير أيضا وقد أجمع المسلمون أن الخلاف ليس بحجة وان عنده يلزم طلب الدليل والحجة ليتبين الحق منه وقد بان الدليل الواضح من السنة الثابتة في تحريم السباع ومحال أن تعمل فيها الذكاة وإذا لم تعمل فيها الذكاة فأكثر أحوالها أن تكون ميتة فتطهر بالدباغ هذا أولى الأقاويل في هذا الباب ولما رواه أشهب عن مالك وجه أيضا وأما ما رواه بن القاسم عن مالك فلا وجه له يصح إلا ما ذكروا من تأويلهم في النهي أنه على التنزه لا على التحريم وهذا تأويل ضعيف لا يعضده دليل.
 
===حديث ثاني ل إسماعيللإسماعيل بن أبي حكيم مرسل===
 
مالك عن إسماعيل بن أبي حيكم انه سمع عمر بن عبد العزيز يقول كان من آخر ما تكلم به رسول الله {{صل}} أن قال : "قاتل الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد لا يبقين دينان بأرض العرب".
 
هكذا جاء هذا الحديث عن مالك في الموطآت كلها مقطوعا وهو يتصل من وجوه حسان عن النبي {{صل}} من حديث أبي هريرة وعائشة ومن حديث علي بن أبي طالب وأسامة وأما عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي فأشهر وأجل من أن يحتاج إلى ذكره
 
هريرة وعائشة ومن حديث علي بن أبي طالب وأسامة وأما عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي فأشهر وأجل من أن يحتاج إلى ذكره حدثنا محمد بن عبد الله قال حدثنا معاوية قال حدثنا إسحاق بن أبي حسان الأنماطي قال حدثنا هشام بن عمار قال حدثنا عبد الحميد بن حبيب قال حدثنا الأوزاعي قال أخبر ني ابن شهاب عن ابن المسيب سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله {{صل}} : "قاتل الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" ورواه مالك عن الزهري بهذا الإسناد مثله.
 
حدثناه أحمد بن عبد الله بن محمد الباجي قال حدثني أبي قال حدثنا محمد بن قاسم قال حدثنا مالك بن عيسى قال حدثنا أبو داود سليمان بن سيف الحراني قال حدثنا عثمان بن عمر قال أخبرنا مالك عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال : "لعن رسول الله {{صل}} الذين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد"

وقد روى هذا الحديث سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن عائشة ذكر البزار قال حدثنا عمرو بن علي قال حدثنا خالد بن الحرث قال حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن عائشة وقول ابن شهاب فيه عن سعيد بن المسيب عن عائشة وقول ابن شهاب فيه عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أولى بالصواب في الإسناد إن شاء الله وهو محفوظ من حديث عروة عن عائشة أخبرنا عبيد بن محمد قال حدثنا عبد الله بن مسرور قال أخبرنا عيسى بن مسكين قال أخبرنا محمد بن سنجر قال حدثنا عبيد الله بن موسى قال حدثنا شيبان عن هلال بن حميد عن عروة عن عائشة قالت قال رسول الله {{صل}} في مرضه الذي لم يقم منه : "لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" . قالت : ولولا ذلك أبرز قبره غير أنه خشي عليه أن يتخذ مسجدا.
 
<big>قال أبو عمر</big> : لهذا الحديث والله أعلم ورواية عمر بن عبد العزيز له أمر في خلافته أن يجعل بنيان قبر رسول الله {{صل}} محددا بركن واحد ليلا يستقبل القبر فيصلى إليه وأخبرنا عبيد بن محمد قال حدثنا عبد الله قال حدثني عيسى قال حدثنا بن سنجر قال حدثنا بن نمير قال حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن نساء النبي عليه السلام تذاكرن في مرضه كنيسة رأينها بأرض الحبشة وذكرن من حسنها وتصاويرها وكانت أم سلمة وأم
السطر 1٬208 ⟵ 1٬210:
<big>قال أبو عمر</big> : هذا يحرم على المسلمين أن يتخذوا قبور الأنبياء والعلماء والصالحين مساجد وقد احتج من لم ير الصلاة في المقبرة ولم يجزها بهذا الحديث وبقوله : "إن شرار الناس الذين يتخذون القبور مساجد". وبقوله {{صل}} : "صلوا في بيوتكم ولا تجعلوها قبورا" وهذه الآثار قد عارضها قوله {{صل}} "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" وتلك فضيلة خص بها رسول الله {{صل}} ولا يجوز على فضائله النسخ ولا الخصوص ولا الاستثناء وذلك جائز في غير فضائله إذا كانت أمرا أو نهيا أو في معنى الأمر والنهي وبهذا يستبين عند تعارض الآثار في ذلك أن الناسح منها قوله {{صل}} : "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا". وقوله لأبي ذر : "حيثما أدركتك الصلاة فصل فقد جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" . وأخبرنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا أبان عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن عائشة أن النبي {{صل}} قال : "لعن الله أقواما اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد". وسيأتي من هذا ذكر في باب مرسل زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار إن شاء الله.
 
وأما قوله في حديث مالك : "لا يبقين دينان بأرض العرب" فأخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن قال حدثنا محمد بن يحيى بن عمر بن علي قال حدثنا علي بن حرب قال حدثنا سفيان بن عيينة عن سليمان الأحول عن ابن أبي نجيح عن سعيد بن جبير قال سمعت بن عباس يقول يوم الخميس وما يوم الخميس ثم بكى حتى بل دمعه الحصى قلت يا أبا عباس وما يوم الخميس قال اشتد برسول الله {{صل}} الوجع فقال : "ايتوني أكتب لكم كتاب لا تضلوا بعده" فتنازعوا عنده فقال : "لا ينبغي عندي التنازع ذروني" وأمرهم بثلاث فقال : "أخرجوا المشركين من جزيرة العرب وأجيزوا الوفد بنحو مما كنت أجزيهم" والثالثة إما سكت عنها يعني ابن عباس وإما قالها فنسيتها يقوله سعيد بن جبير وذكر الحميدي وعبد الرزاق عن سفيان بن عيينة بإسناد مثله

أخبرنا عبيد بن محمد قال حدثنا عبد الله بن محمد بن مسرور قال حدثنا عيسى بن مسكين قال حدثنا بن سنجر قال حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج قال أخبر ني أبو الزبير انه سمع جابر بن عبد الله يقول أنه سمع عمر بن الخطاب يقول انه سمع النبي {{صل}} يقول : " لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب"

وذكره عبد الرزاق قال أخبرنا بن جريج قال أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول أخبر ني عمر بن الخطاب أنه سمع رسول الله {{صل}} يقول : "لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا أدع بها إلا مسلما" قال عبد الرزاق وأخبرنا معمر عن ابن شهاب عن ابن المسيب قال قال رسول الله {{صل}} : "لا يجتمع بأرض العرب أو قال بأرض الحجاز دينان" قال ففحص عن ذلك عمر بن الخطاب حتى وجد عليه الثبت قال الزهري فلذلك أجلاهم عمر قال وأخبرني بن جريج عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر بمعنى حديث بن المسيب وحديث موسى بن عقبة أكمل وفيه حتى أجلاهم عمر إلى تيماء وأريحا أخبرنا سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا بن وضاح حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع بن الجراح عن إبراهيم بن ميمون مولى آل سمرة عن إسحاق بن سمرة عن أبيه قال آخر ما تكلم به رسول الله {{صل}} أن قال : "أخرجوا اليهود من الحجاز وأهل نجران من جزيرة العرب" هكذا قال وكيع فيما صح عندنا من مسند بن أبي شيبة وخالفه سفيان بن عيينة ويحيى القطان إسماعيل بن زكريا وأبو أحمد الزبيري كلهم قال مكان إسحاق بن سمرة سعد بن سمرة قرأت على سعيد بن نصر أن قاسما حدثهم قال : حدثنا محمد بن إسماعيل الترمذي قال حدثنا عبد الله بن الزبير الحميدي قال حدثنا سفيان بن عيينة قال أخبر ني إبراهيم بن ميمون مولى آل سمرة عن سعد بن سمرة عن أبيه سمرة عن أبي عبيدة بن الجراح أن رسول الله {{صل}} قال : "أخرجوا يهود الحجاز"

حدثنا عبد الوارث بن سفيان حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا بكر بن حماد حدثنا مسدد قال حدثنا يحيى بن سعيد يعنى القطان عن إبراهيم بن ميمون قال حدثني سعد بن سمرة بن جندب عن أبيه عن أبي عبيدة قال إن من آخر ما تكلم به رسول الله {{صل}} أن قال : "أخرجوا يهود الحجاز ونجران من جزيرة العرب واعلموا أن شرار عباد الله الذين اتخذوا قبورهم مساجد"

أخبرنا قاسم بن محمد قال أخبرنا خالد بن سعد قال أخبرنا أحمد بن عمرو بن منصور أخبرنا محمد بن سنجر حدثنا سعيد بن سلميان حدثنا إسماعيل بن زكرياء عن إبراهيم بن ميمون عن سعد بن سمرة بن جندب عن أبيه عن أبي عبيدة بن الجراح قال آخر ما تكلم به رسول الله {{صل}} أن قال : "أخرجوا يهود الحجاز وأهل نجران من جزيرة العرب وإن شرار الناس يتخذون القبور مساجد" وذكره أحمد بن إبراهيم الدروقي عن أبي أحمد الزبيري بإسناده مثله سواء.
 
<big>قال أبو عمر</big> : قول من قال قبور أنبيائهم يقضى على قول من قال القبور في هذا الحديث لأنه بيان مبهم وتفسير مجمل وأما قوله أرض العرب وجزيرة العرب في هذا الحديث فذكر بن وهب عن مالك قال أرض العرب مكة والمدينة واليمن وذكر أبو عبيد القاسم بن سلام عن الأصمعي قال جزيرة العرب من أقصى عدن أبين إلى ريف العراق في الطول وأما في العرض فمن جدة وما والاها من سائر البحر إلى أطرار الشام قال أبو عبيد وقال أبو عبيدة جزيرة العرب ما بين حفر أبي موسى إلى أقصى اليمن في الطول وأما في العرض فمن بير يبرين إلى منقطع السماوة.