الفرق بين المراجعتين لصفحة: «سيرة ابن إسحاق/المجلد الثاني»
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل |
|||
سطر 29:
نا أحمد: نا يونس عن بسر بن أبي حفص الكندي الدمشقي قال: نا مكحول أن رسول الله {{صل}} قال لبلال: ألا لا يغادرك صيام الإثنين، وأوحى إلى يوم الإثنين، وهاجرت يوم الإثنين ، وأموت يوم الإثنين.
نا أحمد بن عبد الجبار قال: نا محمد بن فضيل عن عاصم بن كليب عن أبيه عن عبد الله بن عباس قال: كنت عند عمر بن الخطاب رحمه الله وعنده أصحابه، فسألهم فقال: أرأيتم قول رسول الله {{صل}} في ليلة القدر: التمسوها في العشر الأواخر وتراً، أي ليلة
نا أحمد: نا يونس عن ابن اسحق قال: تتام الوحي إلى رسول الله {{صل}} وهو مؤمن بالله مصدق لما جاءه، قد تقبله بقول وتحمل منه ما حمله الله على رضا العباد وسخطهم، وللنبوة أثقالاً ومؤونة لا يحملها ولا يستطيعها إلا أهل القوة والعزم من الرسل بعون الله وتوفيقه لما يلقون من الناس، وما يرد عليهم مما جاء به من عند الله تعالى.
سطر 39:
نا أحمد: نا يونس عن ابن إسحق قال: حدثني الزهري عن عروة عن عائشة قالت: أول ما ابتدئ به رسول الله {{صل}} من النبوة حين أراد الله كرامته ورحمة العباد به لا يرى شيئاً إلا جاءت كفلق الصبح، يمكث على ذلك ما شاء الله أن يمكث، وحبب إليه الخلوة، فلم يكن شيء أحب إليه من أن يخلو وحده.
نا أحمد: نا يونس عن يونس بن عمرو عن أبي ميسرة عم ر بن شرحبيل أن رسول الله {{صل}} قال لخديجة: إني إذا خلوت وحدي أسمع نداء، وقد والله حشيت أن يكون هذا الأمر، فقالت: معاذ الله ما كان الله ليفعل بك ذلك فوالله إنك لتؤدي الأمانة، وتنصل الرحم وتصدق الحديث، فلما دخل أبو بكر رحمه الله. وليس رسول الله {{صل}}، ثم ذكرت خديجة حديثه له، فقالت: يا عتيق إذهب مع محمد إلى ورقة، فلما دخل رسول الله {{صل}} أخذ أبو بكر بيده: فقال: انطق بنا إلى ورقة، فقال: ومن
نا يونس عن هشام بن عروة عن أبيه قال: ساب أخ لورقة، فتناول الرجل ورقة فسبه، فبلغ ذلك رسول الله {{صل}}، فقال لأخيه: ل علمت أني رأيت لورقة جنة أو جنتين، فنهى رسول الله {{صل}} عن سبه.
نا أحمد: نا يونس عن ابن اسحق قال: حدثني إسماعيل بن أبي حكيم، مولى الزبير، انه حدث عن خديجة بنت خويلد أنها قالت لرسول الله {{صل}}، فيما تثبتته به، فيما أكرمه الله به من نبوته: يا ابن عم هل تستطيع أن تخبرني بصاحبك هذا الذي يأتيك إذا
نا أحمد: نا يونس عن ابن اسحق قال: فحدثت عبد الله بن الحسن هذا الحديث، فقال: قد سمعت فاطمة بنت الحسين تحدث بهذا الحديث عن خديجة، إلا أني سمعتها تقول: أدخلت رسول الله {{صل}} بينها وبين درعها، فذهب عند ذلك جبريل عليه السلام.
نا يونس عن زكريا بن أبي زائدة عن عامر الشعبي قال: سئل رسول الله {{صل}} متى
نا يونس عن إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع الأنصاري عن رجل عن سعيد ابن المسيب قال: نزل الوحي على رسول الله {{صل}} وهو ابن ثلاث وأربعين، فأقام بمكة عشراً، وبالمدينة عشراً.
سطر 61:
نا أحمد: نا يونس عن هشام بن عروة عن أبيه عن خديجة أنها قالت: لما أبطأ على رسول الله حروف الوحي جزع من ذلك جزعاً شديداً، فقلت له مما رأيت من جزعه: لقد قلاك ربك مما يرى من جزعك، فأنزل الله "ما ودعك ربك وما قلى".
نا يونس عن عمر بن ذر عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ان رسول الله {{صل}} قال لجبريل ما يمنعك أن تزورنا أكثر مما
نا أحمد نا يونس عن ابن اسحق قال: ثم إن جبريل أتى رسول الله {{صل}} حين افترضت عليه الصلاة، فهمز له بعقبة في ناحية الوادي فانفجرت منه عين ماء مزن، فوضأ وجهه ومضمض واستنشق ومسح برأسه وأذنيه ورجليه إلى الكعبين، ونضج فرجه، ثم قام فصلى ركعتين، وسجد أربع سجدات على وجهه، ثم رجع النبي {{صل}} قد أقر الله عينه وطابت نفسه، وجاءه ما يحب من الله، فأخذ بيد خديجة حتى أتى بها العين، فتوضأ كما توضأ جبريل، ثم ركع ركعتين وأربع سجدات هو وخديجة يصليان سراً.
سطر 73:
===اسلام علي بن أبي طالب===
نا أحمد: حدثني: حدثي يونس عن ابن اسحق قال: ثم إن علي بن أبي طالب جاء بعد ذلك بيومين فوجدهما يصليان، فقال علي: ما هذا يا
وأسلم زيد بن حارثة فمكث قريباً من شهر يختلف علي إلى رسول الله {{صل}}، وكان مما أنعم الله به على علي أنه كان في حجر رسول الله {{صل}} قبل الإسلام.
سطر 79:
نا أحمد: نا يونس عن ابن إسحق قال: حدثني عبد الله بن أبي نجيع-قال: أراه عن مجاهد- قال: أسلم عبي بن أبي طالب وهو ابن عشر سنين.
نا أحمد: نا يونس عن ابن اسحق قال: حدثني يحيى بن أبي الأشعث الكندي -من اهل الكوفة- قال: حدثني إسماعيل بن اياس بن عفيف عن أبيه عن جده عفيف أنه قال: كنت امرءاً تاجراً فقدمت أيام منى، أيام الحجن وكان العباس بن عبد المطلب امرءاً تاجراً، فأتيته أبتاع منه وأبيعه؛ قال فبينا نحن إذ خرج رجل من خباء يصلي فقام تجاه الكعبة، ثم خرجت امرأة، فقامت تصلي مع، وخرج إلام، فقام يصلي معه، فقلت: يا عباس ما هذا الدين، إن هذا الدين ما ندري ما
نا يونس عن يوسف بن صهيب عن عبد الله بن بريدة قال: أول الرجال إسلاماً علي بن أبي طالب ثم الرهط الثلاثة: أبو ذر، وبريدة، وابن عم لأبي ذر.
سطر 85:
===اسلام أبي بكر الصديق===
نا أحمد قال: نا يونس عن ابن إسحق قال: ثم إن أبا بكر لقي رسول الله {{صل}} فقال: أحق ما تقول قريش يا محمد من تركك آلهتنا، وتسفيهك عقولنا وتكفيرك
نا أحمد: نا يونس عن ابن اسحق قال: حدثني محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الحصين التميمي أن رسول الله {{صل}} قال: ما دعوت أحداً إلى الإسلام إلا كانت له عنه كبوة وتردد ونظر إلا أبا بكر ما عتم حين ذكرته له، وما تردد فيه.
سطر 101:
نا يونس عن جعفر بن حيان عن الحسن أن رسول الله {{صل}} قال: أنتم توفون بسبعين أمة، أنتم خيرها وأكرمها على الله.
نا أحمد: نا يونس عن ابن اسحق قال: حدثني محمد بن ثابت بن شرحبيل عن أم الدرداء قالت: قلت لكعب الحبر: كيف تجدون صفة رسول الله {{صل}} في
نا يونس عن عبد الرحمن بن عبد الله عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن أبي موسى قال سمى لنا رسول الله {{صل}} نفسه أسماء منها ما حفظنا، قال: أنا محمد، وأحمد والمقضي، والحاشر، ونبي التوبة والملحمة.
سطر 129:
نا أحمد: نا يونس عن ابن إسحق قال: حدثني من سمع عبد الله بن الحارث ابن نوفل واستكمني اسمه عن ابن عباس عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: لما نزلت هذه الآية على رسول الله {{صل}}: "وأنذر عشيرتك الأقربين. واخفض جناحك لمت اتبعك من المؤمنين "قال رسول الله {{صل}}: عرفت أني إن بدأت بها قومي رأيت منهم ما أكره، فصمت عليها، فجاءني جبريل فقال: يا محمد إنك إن لم تفعل ما أمرك ربك تعالى عذبك ربك، قال علي: فدعاني رسول الله {{صل}} فقال: يا علي إن الله قد أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين، فعرفت أني إن بادأتهم بذلك رأيت منهم ما أكره، فصمت عن ذلك حتى جاءني جبريل فقال: يا محمد إن لم تفعل ما أمرت به عذبك ربك، فاصنع لنا يا علي رجل شاة على صاع من طعام؛ وأعد لنا عسى لبن، ثم اجمع بنس عبد المطلب ففعلت، فاجتمعوا له وهم يومئذ أربعون رجلاً أم ينقصون؛ فيهم أعمامه: أبو طالب، وحمزة، والعباس، وأبو لهب الكافر الخبيث، فقدمت إليهم تلك الجفنة فأخ منها رسول الله {{صل}} حذية فشقها بأسنانه، ثم رمى بها في نواحيها، ثم قال: كلوا باسم الله، فأكل مثلها، ثم قال رسول الله {{صل}}: اسقهم يا علي، فجئت بذلك القعب فشربوا حتى نهلوا جميعاً، وأيم الله إن كان الرجل منهم ليشرب مثله، فلما أراد رسول الله {{صل}} أن يكلمهم بدوره أبو لهب إلى الكلام فقال: لهد، ما سحركم صاحبكم! فتفرقوا ولم يكلمهم رسول الله {{صل}}، فلما كان الغد قال رسول الله {{صل}} يا علي عد لنا بمثل الذي كنت صنعت لنا بالأمس من الطعام والشارب، فإن هذا الرجل قد بدرني إلى ما قد سمعت قبل أن أكلم القوم، ففعلت، ثم جمعهم له، فصنع رسول الله {{صل}} كما صنع بالأمس، فأكلوا حتى نهوا عنه، ثم سقيتهم فشربوا من ذلك القعب حتى نهلوا عنه، وايم الله إن الرجل منهم ليأكل مثلها، ويشرب مثله، ثم قال رسول الله {{صل}}: يا بني عبد المطلب، والله ما أعلم شاباً من العرب حاء قومه بأفضل مما جئتكم به قد جئتكم بأمر الدنيا والآخرة.
نا يونس عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت: سأل الحارث بن هشام رسول الله {{صل}} فقال: كيف ينزل عليك
نا يونس عن عباد بن منصور عن عكرمة عن ابن عباس قال: كان إذا نزل علي رسول الله {{صل}} الوحي ثقل عليه، وتربد له جلده، وأمسك الناس عن كلامه.
سطر 201:
فوالـلـه لـــولا لا شـــيء غـــيره..........لأصبحتـم لا تـمـلـكـون لـنـا سـربـا
نا أحمد نا يونس عن ابن اسحق قال: حدثني محمد بن أبي محمد عن سعيد بن جبير، أو عكرمة عن ابن عباس أن الوليد بن المغيرة اجتمع إليه نفر من قريش وكان ذا سن فيهم، وقد حضر الموسم، فقال: يا معشر إنه قد حضر الموسم، وإن وفود العرب ستقدم عليكم وقد سمعوا بأمر صاحبكم هذا، فاجتمعوا فيه رأياً واحداً، ولا تختلفوا فيكذب بعضكم بعضاً، ويرد قول بعضكم بعضا، فقالوا: فأنت يا أبا عبد شمس فقل وأقم لنا رأياً نقوم به، فقال: بل أنتم؛ قولوا أسمع، فقالوا: نقول: كاهن، فقال: ما هو بكاهن، لقد رأيت الكهان فما هو بزمزمة الكاهن وسجعه فقالوا: مقول مجنون، فقال: ما هو بمجنون، لقد رأينا الجنون وعرفناه، فما هو تخنقه، ولا تخالجه، ولا وسوسته، فقالوا: نقول: شاعر، فقال ما هو بشاعر قد عرفنا الشعر بزجره وقريضه، ومقبوضه، ومبسوطه، فما هو بالشعر، قالوا: فنقول: ساحر، قال: ما هو ساحر، قد رأينا السحار وسحرهم، ما هو بنفثه ولا عقده، قالوا: فما نقول يا أبا عبد
نا يونس عن أبي معشر عن محمد بن قيس في قوله: "وقالوا قلوبنا في أكنة" قال: قالت قريش لرسول الله {{صل}}: إن ما تقول حق، فو الله إن قلوبنا لفي أكنة منه ما نعقله، وفي آذاننا وقر فما نسمعه، ومن بيننا وبينك حجاب فما ندري ما تقول.
سطر 235:
نا أحمد نا يونس عن ابن اسحق قال: حدثني يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس أنه حدث أن قريشاً حين قالت لأبي طالب هذه المقالة بعث إلى رسول الله {{صل}} فقال له: يا بن أخي إن قومك قد جاءوني فقالوا: كذا وكذا، للذي قالوا له، وآذوني قبل، فأبق علي على نفسك، ولا تحملني من الأمر ما أطيق أنا ولا أنت، واكفف عن قومك نا يكرهون من قولك هذا الذي فرق بيننا وبينهم، فظن رسول الله {{صل}} أنه قد لعمه فيه بداء، وأنه خاذله ومسلمه؛ وضعف عن نصرته والقيام معه، فقال رسول الله {{صل}}: يا عم لو وضعت الشمس في يميني والقمر في يساري ما تركت الأمر حتى يظهره الله أو أهلك في بلغ الأمر برسول الله {{صل}} : أقبل يا ابن أخي، فأقبل عليه، فقال: امض على أمرك وافعل ما أحببت، فو الله لا نسلمك بشيء أبداً.
نا يونس عن طلحة بن يحيى بن طلحة بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله عن موسى بن طلحة قالك أخبرني عقيل بن أبي طالب قال: جاءت قريش إلى أبي طالب فقالوا: إن ابن أخيك هذا قد آذانا في نادينا ومسجدنا، فانهه عنا، فقال يا عقيل انطلق فائتيني بمحمد- {{صل}}، فانطلقت إليه، فاستخرجته من خيس، يقول بيت صغير، فجاء به في الظهيرة في شدة الحر، فجعل يطلب الفئ يمشي فيه من شدة الحر الرحض، فلما أتاهم قال أبو طالب: إن ابني عمك هؤلاء قد زعموا أنك تؤذيهم في ناديهم ومسجدهم، فانته عن أذاهم، فحلق رسول الله {{صل}} ببصره إلى السماء فقال أترون هذه
نا أحمد: نا يونس عن ابن اسحق: ثم قال أبو طالب من شعر قاله حين أجمع لذلك من نصرة رسول الله {{صل}}، والدفاع عنه على ما كان من عداوة قومه وفراقهم له:
سطر 343:
نا يونس عن عيسى بن عبد الله التميمي عن الربيع بن أنس قال: نزلت في الوليد بن المغيرة: عتل بعد ذلك زنيم قال: فاحش مع ذلك لئيم.
نا أحمد: نا يونس عن ابن إسحق في حديثه عن الوليد: فمن رأيتموه عند طعام يشتريه فزيدوا عليه، وحولوا بينهم وبينه ومن لم يكن عنده نقد فليشتر وعلي النقد، ففعلوا ذلك ثلاث سنين حتى بلغ القوم الجهد الشديد، وحتى سمعوا أصوات صبيانهم يتضاغون من وراء الشعب، وكان المشركون يكرهون ما فيه بنو هاشم من البلاء، حتى كره عامة قريش ما أصاب بني هاشم، وأظهروا لكراهيتهم لصحيفتهم القاطعة الظالمة الذي تعاهدوا فيها على محمد {{صل}} ورهطه، وحتى أراد رجال منهم أن يبرءوا منها، وكان أبو طالب يخاف أن يغتالوا رسول الله {{صل}} ليلاً أو سراً، فكان رسول الله {{صل}} إذ أخذ مضجعه أو رقد بعثه أبو طالب عن فراشه وجعله بينه وبين بنيه خشية أن يقتلوه، وتصبح قريش فيسمعوا من الليل أصوات صبيان بني هاشم الذين في في الشعب يتضاغون من الجوع، فإذا أصبحوا جلسوا عند الكعبة فيسأل بعضهم بعضاً، فيقول الرجل لصاحبه: كيف بات أهلك
ألا من لهم آخر الـلـيل مـعـتـم..........طواني وأخرى النجم لم يتقـحـم
سطر 375:
نا أحمد: نا يونس عن ابن اسحق قال: ثم إن الله عز وجل برحمته أرسل على صحيفة قريش التي كتبوا فيها تظاهرهم على بني هاشم، الأرضه، فلم تدع فيها اسم هو لله عز وجل إلا أكلته، وبقي فيها الظلم والقطيعة والبهتان، فأخبر الله عز وجل بذلك رسول الله {{صل}}، فأخبر أبا طالب، فقال أبو طالب: يا ابن أخي من حدثك هذا، وليس يدخل إلينا أحد ولا تخرج أنت إلى أحد، ولست في نفسي من أهل الكذب، فقال له رسول الله {{صل}} أخبرني ربي هذا، فقال له عمه: إن ربك لحق، وأنا أشهد أنك صادق، فجمع أبو طالب رهطه ولم يخبرهم بما أخبره به رسول الله {{صل}} كراهية أن يفشوا ذلك الخبر فيبلغ المشركين، فيحتالوا للصحيفة الخبث والمكر، فانطلق أبو طالب برهطه حتى دخلوا المسجد، والمشركون من قريش في ظل الكعبة، فلما أبصروه تباشروا به، وظنوا أن الحصر والبلاء حملهم على أن يدفعوا إليهم رسول الله {{صل}} فيقتلوه، فلما انتهى إليهم أبو طالب ورهطه رحبوا بهم وقالوا: قد آن لك أن تطيب نفسك عن قتل رجل في قتله صلاحكم وجماعتكم، وفي حياته فرقتكم وفسادكم!
فقال أبو طالب: قد جئتكم في أمر لعله يكون فيه صلاح وجماعة فاقبلوا ذلك منا، هلموا صحيفتكم التي فيها تظاهركم علينا، فجاءوا بها، ولا يشكون إلا أنهم سيدفعون رسول الله {{صل}} إليهم إذا نشروها، فلما جاءوا بصحيفتهم قال أبو طالب: صحيفتكم بيني وبينكم، وإن ابن أخي قد خبرني ولم يكذبني أن الله عز وجل قد بعث على صحيفتكم الأرضة، فلم تدع الله فيها إسماً إلا أكلته وبقي فيها الظلم والقطيعة والبهتان، فإن كان كاذبا فلكم علي أن أدفعه إليكم تقتلونه، وإن كان صادقاً فهل ذلك ناهيكم عن تظاهركم
تطاول ليلـي بـهـم وصـب.......ودمع كسح السقاء السـرب
سطر 435:
ستمنـعـه مـنـا يد هـاشـمـية..........مركبها في الناس خير مـركـب
فلما باداهم أبو طالب بالعداوة، وباداهم بالحرب، عدت قريش على من أسلم منهم فأوثقوه وآذوه واشتد البلاء عليهم، وعظمت الفتنة فيهم، وزلزلوا زلزالاً شديداً. وعدت بنو جمح على عثمان بن مظعون، وفر أبو سلمة بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم إلى أبي طالب ليمنعه، وكان خاله فجاءت بنو مخزوم ليأخذوه، فمنعهم، فقالوا: يا أبا طالب منعتنا ابن أخيك، أتمنع منا ابن
وإن امرءاً أبـو عـتـيبة عـمـه..........لفي روضة من أن يسام المظالمـا
سطر 449:
نا أحمد: نا يونس عن ابن اسحق قال: ثم إنه قلم في نقض الصحيفة التي تكاتبت قريش على بني هاشم، وبني المطلب، نفر من قريش، ولم يبل أحد فيها بلاء أحسن بلاء من هشام بن عمرو بن ربيعة بن الحارث بن حبيب بن جريمة بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي، وذلك أنه كان ابن نضلة بن هاشم بن عبد مناف لأمه، وكان عمرو ونضلة أخوين لأم، وكان هشام لبني هاشم واصلاً، وكان ذا شرف في قومه، وكان فيما بلغني يأتي بني المغيرة وبني هاشم وبني المطلب في الشعب ليلاً، قد أوقر حملاً طعاماً، حتى إذا أقبله في الشعب حل حطامه من رأسه ثم ضرب جنبه، فدخل الشعب عليهم، ويأتي به قد أوقره براً أو بزا فيفعل به مثل ذلك.
ثم إنه مشى إلى زهير بن أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، وكانت أمه عاتكة بنت عبد المطلب، فقال لزهير: قد رضيت أن تأكل الطعام وتلبس الثياب وتنكح النساء، واخوانك حيث قد علمت لا يباعون ولا يباع منهم، ولا ينكحون ولا ينكح إليهم، ولا يأمنون ولا يؤمن عليهم، أما إي أحلف بالله لو كانوا أخوال أبي الحكم بن هشام ثم دعوته إلى مثل ما دعاك إليه منهم ما أجابك إليه أبداً، قال: ويحك فما أصنع أنا رجل
فلما أصبحوا غدوا على أنديتهم، وغدا زهير بن أبي أمية في حلة له فطاف بالبيت سبعاً، ثم أقبل على الناس فقال: يا أهل مكة أنأكل الطعام ونشرب الشراب، ونلبس الثياب، وبنو هاشم بنوا المطلب هلكى لا يباعون ولا يباع منهم، ولا ينكحون ولا ينكح إليهم، والله لا أذوق طعاماً ولا شراباً حتى تشق هذه الصحيفة الظالمة القاطعة، فقال أبو جهل. كذبت والله - وهو في ناحية المسجد - لا تشق هذه الصحيفه، فقال زمعة ابن الأسود: بل أنت والله أكذب، ما رضينا كتابها حين كتبت، فقال أبو البختري: صدق زمعة بن الأسود، لا نرضى بما كتب فيها ولا نعرفه، فقال المطعم بن عدي صدقتما وكذب من قال غير ذلك، نبرأ إلى الله عز وجل منها ومما كتب فيها، وقال هشام بن عمرو مثل ما قالوا في نقضها وردها، فقال أبو جهل: هذا أمر قضي بليل تشور فيه - يعني بغير هذا المكان - وأبو طالب جالس في ناحية المسجد يرى ما يصنع القوم، ثم إن المطعم بن عدي قام إلى الصحيفة فشقها فوجد الأرضة قد أكلها إلا بسمك اللهم وكان الذي كتب الصحيفة منصور بن عكرمة ابن هشام بن عبد مناف بن عبد الدار فشلت يده فيما يزعمون، والله أعلم.
سطر 487:
===اسلام حمزة بن عبد المطلب===
نا أحمد: نا يونس عن ابن اسحق قال: فحدثني رجل من أسلم، وكان واعية أن أبا جهل اعترض رسول الله {{صل}} عند الصفا، فآذاه وشتمه ونال منه ما يكره من العيب لدينه، والتضعيف له، فلم يكلمه رسول الله {{صل}}، ومولاة لعبد الله بن جدعان التيمي في مسكن لها فوق الصفا تسمع ذلك، ثم انصرف عنه فعمد إلى نادي لقريش عند الكعبة، فجلس معهم، ولم يلبث حمزة بن عبد المطلب أن أقبل متوشحاً قوسه، راجعاً من قنص له، وكان إذا فعل ذلك لا يمر على نادي من قريش إلا وقف وسلم وتحدث معهم، وكان أعز قريش وأشدها شكيمة، وكان يومئذ مشركاً على دين قومه، فلما مر بالمولاة وقد قام رسول الله {{صل}} فرجع إلى بيته، فقالت له:، أبا عمارة لو رأيت ما لقي ابن أخيك من أبي الحكم آنقاً قبيل، وجده ها هنا فآذاه وشتمه وبلغ منه ما يكره، ثم انصرف عنه ولم يكلمه محمد، فاحتمل حمزة الغضب لما أراد الله عز وجل به من كرامته، فخرج سريعاً لا يقف على أحد كما كان يصنع يريد الطواف بالبيت، معدا لأبي جهل أن يقع به، فلما دخل المسجد نظر اليه جالساً في القوم، فأقبل نحوه حتى قام من رأسه، رفع القوس وضربه بها ضربه شجه بها شجة منكرة، وقامت رجال من قريش من بني مخزوم إلى حمزة لينصروا أبا جهل منه، فقالوا: ما تراك يا حمزة إلا قد
ذق يا أبا جهل بما عسـيت.........من أمرك الظالم إذ مشيت
سطر 501:
فحتى تذوق الخزي قد لقيت............فقد شفيت النفس وأشفـيت
نا أحمد: نا يونس عن ابن اسحق قال: ثم رجع حمزة إلى بيته فأتاه الشيطان فقال أنت سيد قريش اتبعت هذا الصابئ، وتركت دين آبائك، للموت كان خير لك مما صنعت فأقبل على حمزة بثه فقال: ما صنعت اللهم، إن كان رشداً فاجعل تصديقه في قلبي، وإلا فاجعل لي مما وقعت فيه مخرجاً، فبات بليلة لم يبت بمثلها من وسوسة الشيطان وتزيينه حتى أصبح، فغدا على رسول الله {{صل}} فقال: يا ابن أخي إني قد وقعت في أمر لا أعرف المخرج منه وإقامة مثلى على ما لا أدري ما هو أرشداً هو أم غي
نا أحمد: نا يونس عن ابن اسحق قال: وقال حمزة بن عبد المطلب:
سطر 527:
نا أحمد: نا يونس عن ابن إسحق قال: ومنع الله بأبي طالب رسوله {{صل}}، فلما رأى رسول الله {{صل}} أصحابه وما يصيبهم من البلاء والشدة، وأن الله تعالى قد أعفاه من ذلك، وأنه لا يقدر على أن يمنعهم من قومهم، وأنه ليس في قومهم من يمنعهم كما منعه عمه أبو طالب، أمرهم بالهجرة إلى أرض الحبشة، وقال لهم: إن بها ملكاً لا يظلم الناس ببلاده في أرض صدق فتحرزوا عنده يأتيكم الله عز وجل بفرح منه، ويجعل لي ولكم مخرجاً، فهاجر رجال من أصحابه إلى أرض الحبشة مخافة الفتنة، وفروا إلى الله عز وجل بدينهم، واستخفى آخرون بإسلامهم.
نا يونس عن عيسى بن عبد الله التميمي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية في قوله عز وجل: "وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم" الآية، فمكث رسول الله {{صل}} بمكة عشر سنين بعدما أوحي إليه خائفاً هو وأصحابه يدعون الله عز وجل سراً وعلانية، ثم أمروا بالهجرة إلى المدينة، وكانوا بها خائفين يمسون ويصبحون في السلاح، فقال رجل من أصحاب رسول الله {{صل}}: يا رسول الله أما يأتي علينا يوم نأمن فيه ونضع
نا يونس عن هشام بن سعيد عن زيد بن أسلم قال: كان أصحاب رسول الله {{صل}} على ثلاث فرق: فرقة بالمدينة، وفرقتين بمكة، فرقة كانوا يؤذون بمكة عشر سنين فيعفون عن المشركين، وفرقة كانوا إذا أوذوا انتصروا منهم، فأنزل الله عز وجل عليهم جميعاً، فقال: "الذين يجتنبون كبائر الاثم" وهو الشرك والفواحش وهو الزنا وإذا ما غضبوا هم يغفرون هؤلاء الذين كانوا لا ينتصرون من المشركين " والذين استجابوا لربهم وأقاموا لصلاة وأمرهم شورى بينهم" الذين كانوا بالمدينة لم يكن عليهم أمير، كان رسول الله {{صل}} بمكة وهم بالمدينة، يتشاورون في أمرهم "والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون" هؤلاء الذين انتصروا "وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله" الذين عفوا، ولمن انتصر بعد ظلمه، إلى قوله: "في الأرض بغير الحق" المشركين الذين كانوا يظلمون الناس المسلمين "لهم عذاب أليم".
سطر 565:
نا أحمد: نا يونس عن ابن اسحق قال: فلما بلغ من بالحبشة من المسلمين سجود أهل مكة مع رسول الله {{صل}} أقبلوا، أو من شاء الله عز وجل منهم، وهم يرون أنهم قد تابعوا رسول الله {{صل}} فلما دنوا من مكة بلغهم الأمر فثقل عليهم أن يرجعوا إلى أرض الحبشة، وتخوفوا أن يدخلوا مكة بغير جوار، فمكثوا على ذلك حتى دخل كل رجل منهم بجوار من بعض أهل مكة، وقدم عثمان بن مظعون بجوار من الوليد بن المغيرة، وأبو سلمة بن عبد الأسد بجوار من أبي طالب، وكان خاله، وأم أبي سلمة برة بنت عبد المطلب.
فأما عثمان بن مظعون فكان من خبره أن يونس بن بكير: نا عن محمد بن اسحق قال: فحدثني صالح عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عمن حدثه قال: لما رأى عثمان ما يلقى رسول الله {{صل}} وأصحابه من الأذى، وهو يغدو ويروح بأمان الوليد بن المغيرة قال عثمان: والله إن غدوي ورواحي آمنا بجوار رجل من أهل الشرك، وأصحابي وأهل بيتي يلقون من البلاء والأذى في الله عز وجل ما لا يصيبني لنقص كثير في نفسي، فمشى إلى الوليد بن المغيرة وهو في المسجد، فقال: يا أبا عبد شمس وفت ذمتك، قد كنت في جوارك، وقد أحببت أن أخرج منه إلى رسول الله {{صل}}، ولي به وبأصحابه أسوة، قال الوليد: فلعلك يا لبن أخي أوذيت، أو
وكل نعيم لا محالة زائل
فقال عثمان: كذبت، فالتفت إليه القوم وقالوا للبيد: أعد علينا، فأعاد لبيد، وعادله عثمان بتصديقه مرة وتكذيبه مرة، وإنما يعني عثمان إذ قال: كذبت، يعني نعيم الجنة لا يزول، فقال لبيد: والله يا معشر قريش ما كانت مجالسكم هكذا! فقام سفيه منهم إلى عثمان ولطم عينه فاخضرت، فقال له من حوله: والله يا عثمان لقد كنت في ذمة منيعة، وكانت عينك غنية عما لقيت! فقال عثمان: جوار الله آمن وأعز، وعيني الصحيحة فقيرة إلى ما لقيت أختها ولي برسول الله {{صل}} أسوة، وبمن معه أسوة، فقال الوليد: هل لك في
لا إرب لي يا ابن المغيرة في الذي......تقول ولكنـي بـأحـمـد واثـق
سطر 589:
نا أحمد: نا يونس عن محمد بن اسحق قال كان اسلام عمر بن الخطاب بعد خروج من خرج من أصحاب رسول الله {{صل}} إلى أرض الحبشة.
نا أحمد: نا يونس عن ابن اسحق قال حدثني عبد الرحمن بن الحارث عن عبد العزيز بن عبد الله عن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أمه ليلى قالت: كان عمر بن الخطاب من أشد الناس علينا في اسلامنا، فلما تهيأنا للخروج إلى أرض الحبشه، جاءني عمر بن الخطاب وأنا على بعيري نريد ان نتوجه، فقال: اين يا أم عبد
نا أحمد: نا يونس عن ابن اسحق قال: ثم إن قريشاً بعثت عمر بن الخطاب - وهو يومئذ مشرك - في طلب رسول الله {{صل}}، ورسول الله {{صل}} في دار في أصل الصفا، ولقيه النحام وهو نعيم بن عبد بن اسد، أخو بني عدي بن كعب، قد اسلم قبل ذلك، وعمر متقلد سيفه، فقال: يا عمر اين تراك
وكان رسول الله {{صل}} إذا اتته الطائفة من اصحابه من ذوي الحاجة نظر إلى اولى السعة فيقول: عندك فلان فليكن إليك، فوافق ذلك ابن عم عمر وختنه زوج اخته سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل فدفع إليه رسول الله {{صل}} خباب بن الأرت، مولى ثابت بن ام انمار حليف بني زهرة، وقد انزل الله عز وجل "طه ما انزلنا عليك القرآن لتشقى إلا تذكرة لمن يخشى" وكان رسول الله {{صل}} دعا ليلة الخميس فقال: اللهم اعز الاسلام بعمر بن الخطاب او بأبي الحكم بن هشام، فقال ابن عم عمرو واخته: نرجو ان تكون دعوة رسول الله {{صل}} لعمر، فكانت.
فأقبل عمر حتى انتهى إلى باب اخته ليغير عليها ما بلغه من اسلامهما، فإذا خباب بن الآرت عند اخت عمر يدرس عليها طه، ويدرس عليها إذا الشمس كورت، وكان المشركون يدعون الدراسة الهينمة، فدخل عمر فلما ابصرته اخته عرفت الشر في وجهه فخبأت الصحيفة، وراغ خباب فدخل البيت، فقال عمر لأخته: ما هذه الهينمة في
قالا: تشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله، وتخلع الآنداد، وتكفر باللات والعزى، ففعل ذلك عمر، وخرج خباب، وكان في البيت داخلاً، فكبر خباب وقال: أبشر يا عمر بكرامة الله فإن رسول الله {{صل}} قد دعا لك أن يعز الله الاسلام بك، قال عمر: فدلوني على المنزل الذي فيه رسول الله {{صل}} فقال له خباب بن الأرت: أنا أخبرك، فأخبره أنه في الدار التي في أصل الصفا، فأقبل عمر، وهو حريص على أن يلقى رسول الله {{صل}}، وقد بلغ رسول الله {{صل}} أن عمر يطلبه ليقتله ولم يبلغه اسلامه، فلما انتهى عمر إلى الدار استفتح، فلما رأى أصحاب رسول الله {{صل}} عمر متقلدا بالسيف، أشفقوا منه، فلما رأى رسول الله {{صل}} وجل القوم قال: افتحوا له فإن كان الله عز وجل يريد بعمر خيراً اتبع الاسلام وصدق الرسول، وإن كان يريد غير ذلك لم يكن قتله علينا هينا، فابتدره رجال من أصحاب رسول الله {{صل}}، ورسول الله {{صل}} يوحى إليه، فخرج رسول الله {{صل}} حين سمع صوت عمر، وليس عليه رداء، حتى أخذ بمجمع قميص عمر، ورداءه فقال له رسول الله {{صل}}: ما أراك منتهياً يا عمر حتى ينزل الله بك من الرجز ما أنزل بالوليد بن المغيرة، ثم قال: اللهم اهد عمر، فضحك عمر، فقال: يا نبي الله أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، فكبر أهل الإسلام تكبيرة واحدة سمعها من وراء الدار والمسلمون يومئذ بضعة وأربعون رجلاً واحدى عشرة امرأة.
سطر 619:
نا أحمد: نا يونس عن ابن اسحاق قال: قال عمر عند ذلك: والله لنحن بالاسلام أحق أن ننادي منا بالكفر، فليظهرن لمكة دين الله، فإن أراد قومنا بغياً علينا ناجزناهم، وإن قومنا أنصفونا قبلنا منهم، فخرج عمر وأصحابه، فجلسوا في المسجد، فلما رأت قريش إسلام عمر سقط في أيديهم.
نا أحمد: نا يونس عن ابن اسحق قال: حدثني نافع عن ابن عمر قال: لما أسلم عمر بن الخطاب قال: أي أهل مكة أنقل
نا أحمد: نا يونس عن ابن اسحق قال: حدثني المنكدر أن أعرابياً من بني الدئل قال حيث بلغه أمر رسول الله {{صل}} وظهوره واختلاف الناس بها قال: فما فعل الأصلع الطوال الأعسر، مع أي الحزبين هو، فو الله ليملأنها غداً خيراً أو شراً، يعني عمر بن الخطاب.
سطر 629:
===ما جاء في أول من جهر بالقرآن بمكة===
نا يونس عن محمد بن اسحق قال: حدثني يحيى بن عروة بن الزبير بن العوام عن أبيه قال: كان أول من جهر بالقرآن بمكة بعد رسول الله {{صل}} عبد الله بن مسعود، اجتمع يوماً أصحاب رسول الله {{صل}} فقالوا: والله ما سمعت قريش هذا القرآن يجهر لها به قط، فمن رجل
نا يونس عن عبد الرحمن بن عبد الله عن المطعم قال: كان أول من أفشى القرآن بمكة وعذب في رسول الله {{صل}} عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
سطر 641:
===من عذب في الله بمكة من المؤمنين===
أنا الشيخ أبو الحسين أحمد بن محمد بن النقور البزاز قراءة عليه وأنا أسمع قال : أنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص قال: قرئ على أبي الحسين رضوان بن أحمد وأنا أسمع قال: نا أبو عمر أحمد بن عبد الجبار العطاردي قال: نا يونس بن بكير عن ابن اسحق قال: نا الزهري قال: حدثت أنا أبا جهل وأبا سفيان والأخنس بن الشريق خرجوا ليلة ليسمعوا من رسول الله {{صل}} وهو يصلي بالليل في بيته، وأخذ كل رجل منهم مجلساً ليستمع فيه، وكلا لا يعلم بمكان صاحبه، فباتوا يسمعون له حتى إذا أصبحوا أو طلع الفجر تفرقوا، فجمعهم الطريق، فتلاوموا وقال بعضهم لبعض لا تعودون لو رآكم بعض سفهائكم لأوقعتم في نفسه شيئاً، ثم انصرفوا حتى إذا كانت الليلة الثانية عاد كل رجل منهم إلى مجلسه فباتوا يستمعون له حتى إذا طلع الفجر تفرقوا فجمعهم الطريق، فقال بعضهم لبعض مثلما قالوا أول مرة، ثم انصرفوا، فلما كانت الليلة الثالثة أخذ كل رجل منهم مجلسه فباتوا يستمعون له، حتى إذا طلع الفجر تفرقوا، فجمعهم الطريق، فقالوا: لا نبرح حتى نتعاهد لا نعود، فتعاهدوا على ذلك ثم تفرقوا، فلما أصبح الأخنس بن شريق أخذ عصا ثم خرج حتى أتى أبا سفيان في بيته، فقال: حدثني يا أبا حنظلة عن رأيك فيما سمعت من
نا أحمد: نا يونس عن ابن اسحق قال: ثم عدوا على من أسلم واتبع رسول الله {{صل}} من أصحابه، فوثبت كل قبيلة على من فيها من المسلمين فجعلوا يعذبونهم.
سطر 661:
لمن ظل يهوى الغي من آل غالـب...........على غير بركان مـنـه ولا عـدل
نا يونس عن هشام بن عروة عن أبيه أن أبا بكر أعتق ممن كان يعذب في الله عز وجل سبعة، أعتق: بلالاً، وعامر بن فهيرة، والزنيرة، وجارية بني عمرو بن مؤمل، والنهدية وابنتها، وأم عبيس، وذكر أنه مر بالنهدية ومولاتها تعذبها، تقول والله لا أعتقك حتى تعتقك حياتك، فقال أبو بكر: أجل يا أم فلان، قالت: فاعتقها إذاً فإنها على دينك، قال أبو بكر
نا يونس عن هشام بن عروة عن أبيه قال: ذهب بصر الزبيرة، وكانت ممن تعذب في الله عز وجل على الإسلام، فتأبى إلا الإسلام، فقال المشركون: ما أصاب بصرها إلا اللات والعزى، فقالت:
نا أحمد: نا يونس عن ابن اسحق قال: حدثني أبو عبد الله عن أبي عتيق عن عامر بن عبد الله بن الزبير قال: لما جعل أبو بكر يعتق أولئك الضعفاء بمكة قال له قحافة: أي بني لو أنك إذا أعتقت أعتقت رجالاً جلداً يمنعونك ويقومون معك، فقال له: يا أبه إنما أريد ما أريد لله عز وجل قال: فيحدث أن هذه الآيات نزلن في أبي بكر: فأما من أعطى واتقى، وصدق بالحسنى، فسنيسره لليسرى إلى آخر السورة.
سطر 673:
نا يونس عن عبد الله بن عون عن محمد بن سيرين قال: مر رسول الله {{صل}} بعمار بن ياسر وهو يبكي بذلك عينيه فقال له رسول الله {{صل}}: مالك، أخذك الكفار، فغطوك في الماء، فقلت كذا، وكذا، فإن عادوا لك فقل كما قلت.
نا أحمد: نا يونس عن ابن إسحق قال: حدثني حكيم بن جبير عن سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس: يا أبا عباس أكان المشركون يبلغون من المسلمين في العذاب ما يعذرون به في ترك
نا يونس عن العيزار بن حريث قال: مر خالد بن الوليد على اللات والعزى فقال:
سطر 681:
ثم مضى.
نا يونس عن حبيب بن حسان الأسدي عن مسلم بن صبيح قال: قال أصحاب رسول الله {{صل}}: إنا قد كثرنا، فلو أمرت كل عشرة منا فأتوا رجلاً من صناديد قريش ليلاً وأخذوه فقتلوه، فتصبح البلاد
نا أحمد: نا يونس عن ابن إسحق قال حدثني صالح بن كيسان عن بعض آل سعد عن سعد بن أبي وقاص قال: كنا قوماً يصيبنا صلف العيش بمكة مع رسول الله {{صل}} وشدته، فلما أصابنا البلاء اعترافنا لذلك، وصبرنا له، وكان مصعب بن عمير أنعم إلام بمكة، وأجوده حلة مع أبويه، ثم لقد رأيته جهد في الإسلام جهداً شديدا حتى لقد رأيت جلده يتحشف تحشف جلد الحية عنها حتى أن كنا لنعرضه على قسينا فنحمله مما به من الجهد، وما يقصر عن شيء بلغناه، ثم أكرمه الله عز وجل بالشهادة يوم أحد.
نا أحمد: نا يونس عن ابن إسحق قال: حدثني يزيد بن زياد عن محمد بن كعب القرظي قال: حدثني من سمع علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول: إنا لجلوس مع رسول الله {{صل}} في المسجد إذ طلع علينا مصعب بن عمير ما عليه إلا بردة له مرقوعة بفرو، قال: فلما رآه رسول الله {{صل}} بكى للذي كان فيه من النعمة وما لهو هو فيه اليوم، فقال رسول الله {{صل}}: كيف بك إذا غدا أحدكم في حلة وراح في حلة، ووضعت بين يديه صحفة ورفعت أخرى، وسترقم جدر بيوتكم كما تستر الكعبة، فقالوا: يا رسول الله نحن يومئذ خير منا اليوم نتفرغ للعبادة ونكفى
نا أحمد: نا يونس عن ابن إسحق قال: حدثني صالح بن كيسان عن بعض آل سعد عن سعد بن أبي وقاص قال: لقد رأيتني مع رسول الله {{صل}} بمكة فخرجت من الليل أبول فإذا أنا أسمع قعقعة شيء تحت بولي فنظرت فإذا قطعه جلد بعير فأخذتها فغسلتها ثم أحرقتها فرضضتها بين حجرين ثم استففتها، فشربت عليها من الماء، فقويت عليها ثلاثاً.
نا أحمد: نا يونس عن ابن إسحق قال: حدثني يزيد بن زياد عن محمد بن كعب القرظي قال: حدثني من سمع علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول: خرجت في يوم شاتي من بيت رسول الله {{صل}} ولقد أخذت إهاباً معطوفاً فخويت وسطه فأدخلته في عنقي، وشددت وسطي وحزمته بخوص النخل، وإني لشديد الجوع فلو كان في بيت رسول الله {{صل}} طعام لطعمت منه، فخرجب ألتمس شيئاً، فمررت بيهودي في مال له وهو يستقي ببكرة له، فاطلعت عليه من ثلمة في الحائط فقال: مالك يا عربي، هل لك في كل دلو
نا يونس عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: كان ضجاع رسول الله {{صل}} أدماً حشوه ليف.
سطر 699:
نا يونس عن المسعودي عن عمرو بن مرة عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال: اضطجع رسول الله {{صل}} ذات يوم على حصير فقام وقد أثر بجلده، فلا استيقظ جعلت أمسح عنه وأقول: ألا آذنتنا حتى نبسط لك على الحصير شيئاً يقيك منه، فقال رسول الله {{صل}}: وما أنا والدنيا، ما أنا والدنيا، إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها.
نا أحمد: نا يونس عن ابن إسحق قال: حدثني عبد الملك بن أبي سفيان الثقفي قال: قدم رجل من إراش بإبل له مكة، فابتاعها منه أبو جهل بن هشام فمطله بأثمانها، وأقبل الإراشي حتى وقف على نادي قريش ورسول الله {{صل}} جالس في ناحية المسجد فقال: يا معشر قريش من رجل يؤديني على أبي الحكم بن هشام فإني غريب ابن سبيل، وقد غلبني على حقي، وأنا غريب ابن
===حديث النبي حيث خاصمه المشركون===
سطر 709:
فقالوا فإن لم تفعل لنا هذا فخذ لنفسك، فسل ربك أن يبعث معك ملكاً يصدقك بما تقول ويراجعنا عنك وسله فليجعل لك جنانا وكنوزاً وقصوراً من ذهب وفضة يغنيك بها عما نراك تبتغي، فإنك تقوم بالأسواق وتلتمس المعاش كما نلتمسه، وحتى نعرف فضلك ومنزلتك من ربك إن كنت رسولاً كما تزعم، فقال لهم رسول {{صل}}: ما أنا بفاعل، وما أنا بالذي يسل ربه هذا ولا بعثت إليكم بهذا، ولكن الله بعثني بشيراً ونذيراً، فإن تقبلوا ما جئتكم به فهو حظكم في الدنيا والآخرة، وإن تردوه علي أصبر لأمر الله حتى يحكم الله بيني وببينكم.
قالوا: فأسقط السماء كما زعمت أن ربك إن شاء فعل فإنا لا نؤمن لك إلا أن تفعل، فقال رسول الله {{صل}}: ذلك إليه إن شاء فعل ذلك بكم؛ قالوا: يا محمد فاعلم ربك أنا سنجلس معك ونسألك عما سألناك عنه ونطلب منك ما نطلب، فيتقدم إليك فيعلمك ما تراجعنا به ويخبرك ما هو صانع في ذلك بنا إذا لم نقبل منك ما جئتنا به، فقد بلغنا أنه إنما يعلمك هذا رجل باليمامة يقال له الرحمن، وإنا والله لا نؤمن بالرحمن أبداً فقد أعذرنا إليك يا محمد، وإنا والله لا نتركك وما بلغت منا حتى تهلك أو تهلكنا، وقال قائلهم: نحن نعبد الملائكة وهن بنات الله، وقال قائلهم: لن نؤمن لك حتى تأتينا بالله والملائكة قبيلاً، فلما قالوا له ذلك قام رسول الله {{صل}} عنهم، وقام معه عبد الله بن أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، وهو ابن عمته، ابن عاتكة بنت عبد المطلب، فقال له: يا محمد عرض عليك قومك ما عرضوا فلم تقبله منهم ثم سألوك لأنفسهم أموراً ليعرفوا بها منزلتك من الله فلم تفعل، ثم أن تعجل لهم بعض ما تخوفهم به من العذاب، فو الله لا أومن بك أبداً حتى تتخذ إلى السماء سلماً ثم ترقى فيه وأنا أنظر حتى تأتيها، ثم تأتي معك بصك منشور ومعك أربعة من الملائكة يشهدون أنك كما تقول، وإيم الله أن أن لو فعلت ذلك ما ظننت أني أصدقك، ثم انصرف عن رسول الله {{صل}}، وانصرف رسول الله {{صل}} إلى أهله حزيناً آسفاً لما فاته مما كان فيه يطمع من قومه حين دعوه، ولما رأى من مباعدتهم إياه فلما قام عنهم رسول الله {{صل}} قال أبو جهل: يا معشر قريش إن محمداً قد أبى إلا ما ترون من عيب ديننا وشتم آبائنا وتسفيه أحلامنا، وسب آلهتنا، وإني أعاهد الله لأجلس له غدا بحجر ما أطيق حمله، فإذا سجد في صلاته فضخت به رأسه، فأسلموني عند ذلك وامنعوني فليصنع بعد ذلك بنو عبد مناف ما بدا لهم ثم جلس لرسول الله {{صل}} ينتظره، وغدا رسول الله {{صل}} كما كان يغدوا، وكان رسول الله {{صل}} بمكة وقبلته إلى الشام وكان إذا صلى صلى بين الركنين الأسود واليماني، وجعل الكعبة بينه وبين الشام، فقام رسول الله {{صل}} يصلي وقد غدت قريش فجلسوا في أنديتهم ينتظرون ما أبو جهل فاعل، فلما سجد رسول الله {{صل}} احتمل الحجر، ثم أقبل نحوه، حتى إذا دنا منه رجع متهيباً منتفعاً قد تغير لونه مرعوباً قد يبست يده على حجره حتى قذف الحجر من يده، وقامت إليه رجال قريش فقالوا: ما لك يا أبا
نا أحمد: نا يونس عن ابن اسحق قال: فذكر لي أن رسول الله {{صل}} قال: ذلك جبريل لو دنا لأخذه.
سطر 727:
===باب أحاديث الأحباروأهل الكتاب بصفة النبي===
نا يونس عن الأعمش عن إبراهيم عن عبد الله قال كنت مع رسول الله {{صل}} فهو يمشي في حرث ومعه عسيب يتوكأ عليه فمر على ناس من اليهود فقال بعضهم لبعض: سلوه عن الروح، وقال بعضهم: لا يسلوه، فقام إليه بعضهم فقال: أخبرنا يا محمد عن الروح ما
نا أحمد: نا يونس عن ابن اسحق قال: حدثني رجل بمكة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن أحبار يهود قالوا لرسول الله {{صل}} بالمدينة: يا محمد أرأيت قولك وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً إيانا تريد أم
نا يونس عن بسام مولى علي بن أبي الطفيل قال: قام علي بن أبي طالب على المنبر فقال: سلوني قبل ألا تسألوني ولن تسألوا بعدي مثلي؛ فقام ابن الكواء فقال: يا أمير المؤمنين ما ذو القرنين، أنبي أو
نا يونس عن عمرو بن ثابت عن سماك بن حرب عن رجل من بني أسد قال: سأل رجل علياً: أرأيت ذا القرنين كيف استطاع أن يبلغ المشرق
نا أحمد: نا يونس عن ابن اسحق قال: فلما جاءهم رسول الله {{صل}} بما عرفوا من الحق وعرفوا صدقه فيما حدث وموقع نبوته فيما جاءهم به من علم الغيوب حين سألوه عما سألوه عنه، فحال الحسد منهم له بينهم وبين أتباعه وتصديقه، فعتوا على الله وتركوا أمره عياناً، ولجوا فيما هم عليه من الكفر فقال قائلهم: لا تسمعوا لهذا القرآن وألغوا فيه لعلكم تغلبون، أي اجعلوه لعباً وباطلاً، واتخذوه هزواً، أي لعلكم تغلبون، تغلبوه بذلك، فإنكم إن وافقتموه وناصفتموه غلبكم، فلما ذلك بعضهم لبعض جعلوا إذا جهر رسول الله {{صل}} بالقرآن وهو يصلي يتفرقون عنه ويأبون أن يسمعوا له، وكان الرجل منهم إذا أراد أن يسمع من رسول الله {{صل}} بعض ما يتلو من القرآن وهو يصلي استتر واستمع دونهم، فرقاً منهم، فإن رأى أنهم عرفوا أنه يستمع ذهب خشية أذاهم ولم يستمع، وإن خفض رسول الله {{صل}} صوته فظن الذين يستمعون أنهم لم يسمعوا من قراءته شيئاً وسمع هو دونهم أشاح له ليستمع منه.
سطر 745:
نا يونس عن يونس بن عمرو الهمداني عن أبيه عن سعد بن عياض اليماني قال، كان رسول الله {{صل}} من أقل الناس منطقا، فلما أمر بالقتال شمر، فكان من أشد الناس بأساً.
نا أحمد: نا يونس عن ابن إسحق قال: حدثني يزيد بن زياد مولى بني هاشم عن محمد بن كعب قال: حدثت أن عتبة بن ربيعة كان سيداً حليماً قال ذات يوم وهو جالس في نادي قريش ورسول الله {{صل}} جالس وحده في المسجد: يا معشر قريش ألا أقوم إلى هذا فأكلمه أموراً لعله أن يقبل بعضها فنعطه أيها شاء ويكف عنا، وذلك حين أسلم حمزة بن عبد المطلب، ورأوا أصحاب رسول الله {{صل}} يزيدون
نا أحمد: نا يونس عن بن إسحق قال: ثم إن الإسلام جعل يفشو بمكة حتى كثر في الرجال والنساء، وقريش تحبس من قدرت على حبسه، وتفتن من استطاعت فتنته من الناس، فقال أبو طالب يمدح عتبة بن ربيعة حين رد على أبي جهل، فقال: ما تنكر أن يكون محمد
عجبت لـحـلـم يا ابـن شـيبة...........وأحلام أقوام لـديك سـخـاف
سطر 779:
نا يونس عن محمد بن أبي حميد المديني عن محمد بن المكندر قال: أتى رسول الله {{صل}} فقيل له: إن قريشاً يتواعدونك ليقتلوك، فخرج رسول الله {{صل}} من باب الصفا حتى وقف عندها فأتاه جبريل عليه السلام فقال له يا محمد إن الله قد أمر السماء أن تطيعك، والأرض أن تطيعك، وأمر الجبال أن تطيعك، فإن أحببت فمر السماء أن تنزل عليهم عذاباً منها، وإن أحببت فمر الأرض أن تخسف بهم، وإن أحببت فمر الجبال أن تنضم عليهم، فقال رسول الله {{صل}}: أوخر عن أمتي لعل الله أن يتوب عليهم.
نا أحمد بن عبد الجبار قال: نا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي المنهال عن سعيد وعبد الله بن الحارث عن ابن عباس قال: لما أتى موسى قومه فأمرهم بالزكاة جمعهم قارون فقال: هذا جاءكم بالصوم والصلاة وأشياء تحملونها، أفتحتملون أن تعطوه
نا يونس عن هشام بن سعيد عن زيد بن أسلم عن المغيرة بن شعبة قال: إن أول يوم عرفت فيه رسول الله {{صل}}، إني أمشي أنا وأبو جهل بن هشام في بعض أزقة مكة إذ لقينا رسول الله {{صل}} فقال رسول الله {{صل}} وسلم لأبي جهل: يا أبا الحكم هلم إلى الله وإلى رسوله، إني أدعوك إلى الله، فقال أبو جهل: يا محمد هل أنت منته عن سب آلهتنا، هل تريد إلا أن تشهد أن قد بلغت، فنحن نشهد أن قد بلغت، فو الله لو أني أعلم أن ما تقول حقاً ما تبعتك، فانصرف رسول الله {{صل}} وأقبل علي فقال: والله إني لأعلم أن ما يقول حق ولكن بني قصي قالوا: فينا الحجابة، فقلنا: نعم؛ قالوا: فينا الندوة، قلنا: نعم؛ قالوا: فينا اللواء، قلنا: نعم؛ قالوا: فينا السقاية: قلنا: نعم؛ ثم أطعموا وأطعمنا حتى إذا تحاكت الركب قالوا: منا نبي فلا والله لا أفعل.
سطر 827:
فقدما عليه، فلم يبق بطريق من بطارقته إلا قدموا له هديته وكلموه وقالوا له: إنا قدمنا على هذا الملك في سفهاء من سفهائنا فارقوا أقوامهم في دينهم ولم يدخلوا في دينكم، فبعثنا قومهم فيهم ليردهم الملك عليهم، فإذا نحن كلمناه فأشيروا عليه بأن يفعل، فقالوا: نفعل، ثم قدما إلى النجاشي هداياه، وكان أحب ما يهدى إليه من مكة الأدم، فلما أدخلوا عليه هداياه قالوا له: أيها الملك إن فتية منا سفهاء فارقوا دين قومهم، ولم يدخلوا في دينك، وجاءوا بدين مبتدع لا نعرفه، وقد لجأوا إلى بلادك، فبعنا إليك فيهم عشائرهم: آباؤهم، وأعمامهم، وقومهم لتردهم عليهم، فهم أعلى بهم عيناً، فقالت بطارقته: صدقوا أيها الملك لو رددتهم عليهم كانوا هم أعلى بهم عيناً، فإنهم لم يدخلوا في دينك فتمنعهم بذلك، فغضب ثم قال: لا لعمر الله لا أردهم عليهم حتى أدعوهم وأكلمهم وأنظر ما أمرهم، قوم لجأوا إلى بلادي واختاروا جواري على جوار غيري، فإن كانوا كما يقولون رددتهم عليهم، وإن كانوا على غير ذلك منعتهم ولم أخل بينهم وبينهم، ولم أنعمهم عيناً.
فأرسل إليهم النجاشي فجمعهم ولم يكن شيء أبغض إلى عمرو بن العاصي وعبد الله بن أبي ربيعة من أن يسمع كلامهم، فلما جاءهم رسول النجاشي اجتمع القوم فقالوا: ماذا
فلما كان الغد دخل عليه فقال: أيها الملك إنهم يقولون في عيسى قولاً عظيماً، فأرسل إليهم فسلهم عنه، فبعث إليهم، ولم ينزل بنا مثلها، فقال بعضنا لبعض: ماذا تقولون له في عيسى إن هو سألكم
فأقمنا مع خير جار في خير دار، فلم ينشب أن خرج عليه رجل من الحبشة ينازعه في ملكه، فو الله ما علمنا حزناً قط كان أشد منه، فرقاً أن يظهر ذلك الملك عليه فيأتي ملك لا يعرف من حقنا ما كان يعرف، فجعلنا ندعوا الله ونستنصره للنجاشي، فخرج إليه سائراً، فقال أصحاب رسول الله {{صل}} بعضهم لبعض: من رجل يخرج فيحضر الوقعة حتى ينظر على من تكون فقال الزبير - وكان من أحدثهم سناً -: أنا، فنفخوا له قربة، فجعلها في صدره ثم خرج يسبح عليها في النيل حتى خرج من شقه الآخر إلى حيث التقى الناس، فحضر الوقعة، فهزم الله ذلك الملك وقتله، وظهر النجاشي عليه، فجاءنا الزبير فجعل يليح إلينا بردائه ويقول: ألا أبشروا فقد أظهر الله النجاشي، فو الله ما علمنا فرحنا بشئ قط فرحنا بظهور النجاشي، ثم أقمنا عنده حتى خرج من خرج منا راجعاً إلى مكة، وأقام من أقام.
نا أحمد: نا يونس عن ابن اسحق قال: قال الزهري: فحدثت بهذا الحديث عروة بن الزبير عن سلمة، فقال عروة: هل تدري ما قوله: ما أخذ الله مني الرشوة حين رد علي ملكي، فآخذ الرشوة فيهن ولا أطاع الناس في فأطيع الناس
نا أحمد: نا يونس عن ابن اسحق قال: حدثني يزيد بن رومان عن عروة ابن الزبير قال: إنما كان يكلم النجاشي عثمان بن عفان.
سطر 845:
نا يونس عن أسياط بن نصر الهمداني عن إسماعيل بن عبد الرحمن قال: بعث النجاشي إلى رسول الله {{صل}} اثني عشر رجلاً يسألونه ويأتونه بخبره، فقرأ عليهم رسول الله {{صل}} القرآن، فبكوا وكان فيهم سبعة رهبان وخمسة قسيسين، أو خمسة رهبان وسبعة قسيسين، ففيهم أنزل الله: وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع إلى آخر الآية.
نا أحمد: نا يونس عن ابن اسحق قال: سألت الزهري عن الآيات: ذلك بأن منهم قسيسين ورهباناً وأنهم لا يستكبرون وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول إلى قوله: مع الشاهدين وقوله: وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا
نا أحمد: نا يونس عن ابن اسحق قال: حدثني الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: خرج بنا رسول الله {{صل}} إلى المصلى، فصفنا خلفه، وكبر بنا أربعاً فلما انصرف قلنا: يا رسول الله على من
نا يونس عن عبد الله بن عمر عن شهاب قال: كبر رسول الله {{صل}} على النجاشي أربعاً.
سطر 859:
نا يونس عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنها قالت: إذا تمنى أحدكم فليستكثر فإنما يسأل ربه عز وجل.
نا أحمد: نا يونس عن ابن اسحق قال: حدثني والدي اسحق بن يسار قال: رأيت أبا نيزر ابن النجاشي فما رأيت رجلاً قط عربياً ولا عجميا أعظم ولا أطول ولا أوسم منه، وجده علي بن أبي طالب مع تاجر بمكة فابتاعه منه وأعتقه مكافأة للنجاشي لما كان ولي من أمر جعفر وأصحابه، فقلت لأبي: أكان أبا نيزر أسود كسواد
نا أحمد: نا يونس عن ابن اسحق قال: حدثني عبد الله بن الحسن أن أمه فاطمة بنت الحسين حدثته قالت: قدم على أبي نيزر بن النجاشي- وكان علي أعتقه- ناس من الحبشة فأقاموا عنده شهراً ينحر لهم علي بن أبي طالب ويصنع لهم الطعام، فقالوا له: إن أمر الحبشة قد مرج عليهم، فانطلق معنا نملكك عليهم، وإنك ابن من قد علمت، فقال: أما إذ أكرمني الله بالإسلام ما كنت لأفعل، فلما أيسوا منه رجعوا وتركوه، وكان أيما رجل غير أنه كان رجلاً يتلمز ويصيب الخمر.
سطر 979:
===حديث ما لقي رسول الله من أذى قومه===
نا أحمد: نا يونس عن ابن تاسحق قال: حدثني يحيى بن عروة عن أبيه عروة بن الزبير قال: قلت لعبد الله بن عمرو بن العاصي: ما أكثر ما رأيت قريشاً أصابت من رسول الله {{صل}} فيما كانت تظهر من
نا أحمد: نا يونس عن ابن إسحق قال: حدثني بعض آل كلثوم بنت أبي بكر أنها كانت تقول: لقد رجع أبو بكر ذلك اليوم، ولقد صدعوا فرض رأسه بما جبذوه، وكان رجلاً كثير الشعر.
سطر 999:
ثم أتى حياً من كلب يقال لهم بنو عبد الله، فقال لهم: يا بني عبد الله إن الله قد أحسن اسم أبيكم، فلم يقبلوا، فأعرض عنه.
نا يونس عن يزيد بن زيادة عن أبي الجعدي عن جافع بن شداد عن طارق قال: رأيت رسول الله {{صل}} مرتين: رأيته بسوق ذي المجاز وأنا في بياعه لي، فمر وعليه حلة حمراء فسمعته يقول: أيها الناس قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا، ورجل يتبعه يويمه بالحجارة وقد أدمى كعبه، وهو يقول: يا أيها الناس لا تطيعوا هذا فإنه كاذب، فقلت: من
يونس عن يونس بن عمرو عن أبي السفيان سعيد بن أحمد الثوري قال: بعث أبو طالب إلى رسول الله {{صل}} فقال: أطعمني من عنب جنتك، وابو بكر الصديق جالس عند الله {{صل}}، فقال أبو بكر: "إن الله حرمها على الكافرين".
سطر 1٬011:
نا يونس عن زكريا بن أبي زائدة عن الشعبي أنه سئل عن الزنيم، فقال هو الرجل تكون له الزنمة من الشر يعرف بها، وهو الأخنس بن شريق الثقفي نزلت فيه.
نا أحمد: نا يونس عن ابن اسحق قال: حدثني والدي اسحق بن يسار عن رجال من بني سعد بن بكر قال: قدم الحارث بن عبد العزى، أبو رسول الله {{صل}} من الرضاعة، على رسول الله {{صل}} بمكة، فقالت له قريش حين أنزلت عليه: ألا تسمع يا حار ما يقول ابنك هذا! قال: وما
نا أحمد: نا يونس عن ابن اسحق قال: حدثني الزهري عن عروة عن عائشة قالت كان لأبي بكر بفناء داره، فكان إذا صلى فيه وقرأ القرآن بكى بكاء كبيراً، فتجمع إليه النساء والصبيان والعبيد يعجبون مما يرون من رقته، وقد كان استأذن رسول الله {{صل}} في الهجرة حين أوذوا بمكة، فأذن به رسول الله {{صل}} فخرج حتى كان من مكة على يومين لقيه ابن الدغنة، رجل من بني الحارث بن عبد مناة بن كنانة، وكان سيد الأحابيش، فقال له: أين يا أبا
===وفاة أبي طالب وما جاء فيه===
سطر 1٬023:
نا أحمد: نا يونس عن محمد بن اسحق قال فلما رأى رسول الله {{صل}} تكذيبهم بالحق قال: لقد دعوت قومي إلى أمر ما اشتططت في القول، فقال عمه: أجل لم تشتط، فقال رسول الله {{صل}} عند ذلك- وأعجبه قول عمه-: يا عم بك علي كرامة ويدك عندي حسنة، ولست أجد اليوم ما أجزيك به، غير أني أسألك كلمة واحدة تحل لي بها الشفاعة عند ربي، أن تقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، تصيب بها الكرامة عند الممات، فقد حيل بينك وبين الدنيا، وتنزل بكلمتك هذه الشرف الأعلى في الآخرة، فقال له عمه: والله يا ابن أخي لولا رهبة أن ترى قريش إنما ذعرني الجزع، وتعهدك بعدي سبة تكون عليك وعلى بني أبيك غضاضة لفعلت الذي تقول، وأقررت بها عينك، لما أرى من شدة وجدك ونصحك لي.
ثم إن أبا طالب دعا بني عبد المطلب فقال: إنكم لن تزوالوا بخير ما سمعتم قول محمد واتبعتم أمره، فاتبعوه وصدقوه ترشدوا، فقال له رسول الله {{صل}} عند ذلك: نأمرهم بالنصحية وتدعها
نا يونس عن محمد بن أبي أنيسة عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال: لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله {{صل}} فوجد عنده أبا جهل وعبد الله بن أبي امية، فقال رسول الله حروف لأبي طالب: يا عمارة، قل لا إله إلا الله، كلمة أشهد لك بها عند الله، فقال أبو جهل وعبد الله: يا أبا طالب أترغب عن ملة المطلب، فلم يزل رسول الله {{صل}} يعرضها عليه، ويعيد له تلك المقالة حتى قال له أبو طالب، آخر ما كلمهم: هو على ملة عبد المطلب، ويأبى أن يقول لا إله إلا الله، فقال رسول الله {{صل}}: أما والله لأستغفرن لك ما لم أنه عنك، فأنزل الله في ذلك: "ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولى قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم"، وأنزل الله في أبي طالب: "إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين".
سطر 1٬031:
نا أحمد: نا يونس عن ابن اسحق قال: حدثني العباس بن عبد الله بن معبد عن بعض أهله عنابن اسحق قال: لما أتى رسول الله {{صل}} أبا طالب في مرضه فقال له: يا عم قل لا إله إلا الله أستحل بها لك الشفاعة يوم القيامة، قال: والله يا ابن أخي لو أن تكون سبة عليك وعلى أهل بيتك من بعدي، يرون أني قلتها جزعاً حين نزل بي الموت لقلتها، لا أقولها إلا لأسرتك بها، فلما نثقل أبو طالب رؤي يحرك شفتيه، فأصغى إليه العباس ليسمع قوله، فرفع العباس عنه فقال: يا رسول الله قد والله قال الكلمة التي سألته، فقال رسول الله {{صل}}: لم أسمع.
نا يونس عن سنان بن إسماعيل الحنفي عن يزيد الرقاشي قال: قيل لرسول الله {{صل}}: يا رسول الله، أبو طالب ونصرته لك وحيطته عليك أين
نا يونس عن هشام بن عروة عن أبيه أن رسول الله حروف قال: ما زالت قريش كأعين عني حتى مات أبو طالب.
سطر 1٬063:
أغر كضوء الشمس صورة وجهه..........جلا الغيم عنه ضوءه فتـعـددا
أمين على ما استودع الله قلـبـه
آخر الجزء الرابع بحمد الله وعونه يتلوه وفاة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها.
|