الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الحماسة البصرية - تتمة باب الأدب»
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
New page: ◄ الحماسة البصرية ◄ الجزء الثاني ◄ '''تتمة باب الأدب''' ---- الجزء الثّ... |
|||
سطر 484:
لَراعٍ لأَحْسَنِ ما بَـيْنَـنـا * * * بِحِفْظِ الإِخاءِ وإجْـلالِـهِ
</center>
وقال مَعْن بن أَوس المُزَنِيّ
<center>
وذِي رحِـمٍ قَـلَّـمْـتُ أَظْـفـــارَ ضِـــغْـــنِـــهِ * * * بِحِـلْـمِـيَ عَـنْـهُ، وهُـوَ لَــيْسَ لـــه حِـــلْـــمُ
يُحـــاولُ رَغْـــمِـــي لا يُحـــاوِلُ غَــــــيْرَهُ * * * وكـالـمْـوتِ عِـنْـدِي أَنْ يَحِـلَّ بـــه الـــرَّغْـــمُ
فإنْ أَعْـفُ عـنـه أُغْـضِ عَـيْنـاً عـلـى الـــقَـــذَى * * * ولَـيْسَ بـالـعَـفْـوِ عــن ذَنْـــبِـــه عِـــلْـــمُ
وإِنْ أَنْـتَـصِـرْ مِــنْـــه أَكُـــنْ مِـــثْـــلَ رائِشِ * * * سِهـامَ عَـدُوٍّ يُسْـتَـهـاضُ بِـهــا الـــعَـــظْـــمُ
فبـادَرْتُ مِـنْـه الــنَّـــأْيَ، والـــمَـــرْءُ قـــادِرٌ * * * علـى سَـهْـمِـهِ مـا دامَ فـي كَـفِّـهِ الـسَّـــهْـــمُ
حَفِـظْـتُ لـه مـا كــان بَـــيْنِـــي وبَـــيْنَـــهُ * * * ومـا يَسْـتَـوِي حَـرْبُ الأَقــارِبِ والـــسِّـــلْـــمُ
ويَشْـتِـمُ عِـرْضِـي فـي الـمُـغَـــيَّبِ جـــاهِـــداً * * * ولَـيْس لـه عِـــنْـــدِي هَـــوانٌ ولا شَـــتْـــمُ
إذا سُـمْـتُـهُ وَصْـلَ الـقَـــرابَةِ ســـامَـــنِـــي * * * قَطِـعـيَتَـهـا، تـلـكَ الـسَّـفَـاهَةُ والــظُّـــلْـــمُ
وإن أَدْعُـهُ لـلـنِّـصْـفِ يَأْبَــى ويَعْـــصِـــنِـــي * * * ويَدْعُ بـحُـكْـمٍ جـــائِرٍ غَـــيْرُهُ الـــحُـــكْـــمُ
وَلـوْ لا اتـقـاءُ الـلــه والـــرَّحِـــمُ الـــتـــي * * * رِعـايَتُـهـا بِـرُّ وتَـعْـــطِـــيلُـــهـــا إِثْـــمُ
إذَنْ لَـعـلاهُ بــارِقِـــي، وخَـــطَـــمْـــتُـــهُ * * * بوَسْـــمِ شَـــنـــارٍ لا يُشـــارِكُـــهُ وَسْــــمُ
يَوَدُّ لَـــوَ أَنِّـــي مُـــعْـــدِمٌ ذُو خَـــصـــاصَةٍ * * * وأَكْـرَهُ جُــهْـــدِي أَنْ يُلِـــمَّ بـــه الـــعُـــدْمُ
ويَعْـتَـدُّ غُـنْـمـاً فـي الـحَـوادِثِ نَـكْــبَـــتِـــي * * * ولَـيْسَ لـه فِــيهـــا سَـــنـــاءٌ ولا غُـــنْـــمُ
رَأَيْت انْـثِـلامـاً بَـيْنَـنـــا فَـــرقَـــعْـــتُـــهُ * * * برِفْـقِـي وإحْـيائِي، وقَـدْ يُرْقَـــعُ الـــثَّـــلْـــمُ
وأَدْفَـعُ عـنـــه كُـــلَّ أَبْـــلَـــخَ ظـــالِـــمٍ * * * أَلَـدَّ، شَـدِيدِ الـشَّـغْـبِ، غـايَتُــهُ الـــغَـــشْـــمُ
فمـا زِلْـتُ فـي لِـينِـي لـه وتَــعَـــطُّـــفِـــي * * * عَلَـيْهْ، كـمـا تَـحْـنُـو عــلـــى الـــوَلَـــدِ الأَمُّ
وَقْـولِـي إذا أَخْـشَـــى عـــلـــيه مُـــصِـــيبَةً * * * ألا اسْـلَـمْ، فـذاكَ الـــخـــالُ والأَبُ والـــعَـــمُّ
وصَـبْـرِي عـلـى أَشْـياءَ مِـنْــهُ تَـــرِيبـــنِـــي * * * وَكَـظْـمِـي عـلـى غَـيْظِـي، وقـدْ يَنْـفَـعُ الـكَـظْـمُ
لأَسْتَلَّ مِنْه الضَّغْنَ، حتَّى اسْتَلَلْتُهُ * * * وقَدْ كان ذا حِقْدِ يَضِيقُ به الجِرْمُ
فأَبْرَأْتُ ضِغْنَ الصَّدْرِ مِنْهِ تَوَسُّعاً * * * بِحِلْمِي، كما يُشْفَى بأَدْوِيةٍ سُقْمُ
وأَطْفَأْتُ نارَ الحَربِ بَيْنِي وبَيْنَهُ * * * فأَصْبَحَ بَعْدَ الحَرْبِ وهْوَ لَنا سِلْمُ
</center>
وقال
نَهْشَل بن حَرِّيّ
<center>
ومَوْلىً عَصانِي، واسْتَبَدَّ بَرأْيِهِ * * * كما لَمْ يُطَعْ بالبَقَّتَيْنِ قَصِـيرُ
فَلَّما رَأَى ما غِبَّ أَمْرِي وأَمْرِهِ * * * وناءَتْ بأَعْجازِ الأُمُورِ صُدُورُ
تَمَنَّى نَئِيشاً أَنْ يَكُونَ أَطاعَنِـي * * * وقَدْ حَدَثَتْ بَعْدَ الأُمُورِ أُمُـورُ
</center>
وقال الأَحْوص عبد الله بن محمد الأَوْسِي
<center>
أَرانِـي إذا عــادَيْتُ قَـــوْمـــاً رَكَـــنْـــتُـــمُ * * * إلـيهـمْ، فـآيَسْـتُـمْ مِـن الـنَّـصْـرِ مَـطْـمَـعِـــي
وكَـمْ نَـزَلَـتْ بِـي مِـــن أُمُـــورٍ مُـــمِـــضَّةٍ * * * خَذَلَـتُـمْ عَـلَـيْهـا، ثَــم لَـــمْ أَتَـــخَـــشَّـــعِ
فأَدْبَـرَ عـنِّـي كَـرْبُـــهـــا لَـــمْ أُبـــالِـــهِ * * * ولَـمْ أَدْعُـكُـمْ فـي هُـوْلِـهـا الـمُـتَــطَـــلِّـــعِ
أُؤَمِّلُ فِيكمْ أَنْ تَرَوْا غَيْرَ رَأْيِكُمْوَشِيكاً، وكَيْما تَنْزِعُوا خَيْرَ مُنْزَعِ
وقَدْ أَبْقَتِ الحَرْبُ العَوانُ وعَضُّها * * * علـى خَـذْلِـكُـمْ مِـنِّـي فَـتـىً غـيرَ مُـقْــمَـــعِ
</center>
وقال عَمْرو بن أُمَيَّة
وتُرْوُى للغَطْمَّش الضَّبِّيّ
<center>
وإنِّي لأَسْتَبْقِي ابنَ عَمِّي واتَّقِـي * * * مُعاداتَهُ حتَّـى يَرِيعَ ويَعْـقِـلا
وأَلْبَسْتُهُ مِن فَضْلِ حِلْمِي خَلِـيقَةً * * * تكونُ لِذِي رَأْيٍ مِن الجَهْلِ مَوْئِلا
أُعِدُّ له مالِي إذا اعْـتَـلَّ مـالُـهُ * * * رُجُوعاً عَلَيه بالنَّدَى وتَفَـضُّـلا
لِيُعْتِبَ يوماً أو يُراجِعُ عَـقْـلَـهُ * * * فيُصْبِحَ ما في نَفْسِهِ قـد تَـبَـدَّلا
وآخُذُ أَقْصَى حَقِّـهِ مِـن عَـدُوِّهِ * * * له، وأُدُاجِيهِ وإنْ كان مُـوغِـلا
ولا طَوْلَ إلاّ لامْرِئٍ صانَ عِرْضَهُ * * * وحاوَلَ بالمَعْرُوفِ أَنْ يَتَـطَـوَّلا
</center>
وقال المُغِيرَة بن حَبْناء التَّمِيميّ
<center>
إذا ما رَفيقِي لَمْ يَكُنْ خَلْفَ ناقَـتِـي * * * له مَرْكَبٌ فَضْلٌ، فلا حَمَلَتْ رَحْلِي
وَلَمْ يَكُ مِن زادِي له نِصْفُ مِزْوَدِي * * * فلا كنتُ ذا زادٍ ولا كنتُ ذا رَحْلِ
شَرِيكَيْنِ فِيما نحنُ فـيه، وقَـدْ أَرَى * * * عليَّ له فَضْلاً بما نالَ مِن فَضْلِـي
</center>
وقال حاتِم الطّائِيّ
<center>
إذا كنتَ رَبًّا للقَـلُـوصِ فـلا تَـدَعْ * * * رَفِيقَكَ يَمْشِي خَلْفَها غـيرَ راكِـبِ
أَنِخْها، فأَرْدِفْهُ، فإنْ حَمَلَـتْـكُـمـا * * * فذاكَ، وإِنْ كان العِقابُ فـعـاقِـبِ
وما أنا بالسَّاعِي بِفَضْلِ زِمـامِـهـا * * * لِتَشْرَبَ ما في الحَوْضِ قَبْل الرَّكائِبِ
إذا أَوْطَنَ القومُ البُيوتَ وَجَـدْتَـهُـمْ * * * عُماةً عن الأخْبارِ خُرْقَ المَكاسِـبِ
</center>
وقال عُمارَة بن عَقِيل
<center>
تَجَرَّمْتَ لِي مِن غَيْرِ جُرْمٍ عَلِمْتُهُ * * * سِوَى أَنْ يكُونَ الدَّهْرُ لي قد تَغَيَّرا
فَأقْبَلَ بالأَعْداءِ مِن كُلِّ جانِبٍ * * * علـيَّ، ووَلَّـــى بـــالـــصَّـــدِيقِ فـــأَدْبَـــرا
وقَـدْ كـنـتَ لِـي عُـوْنـاً عـلـى الـدَّهِـر نــاصِـــراً * * * عَزِيزاً، وغَـيْثـاً كـلَّــمـــا شِـــئْتُ أَمْـــطَـــرا
ومـا كـنـتُ غَـدَّاراً كُــفُـــوراً، فـــلا تَـــكُـــنْ * * * بِصـاحِـــبِـــكَ الـــوافِـــي أَعَـــقَّ وأَغْـــدَرا
فمـــا أَنـــتَ إلاَّ مِـــن زَمـــانِـــكَ إنَّــــــهُ * * * زَمـانٌ جَـفَـــتْ خُـــلاَّنُـــهُ وَتَـــنَـــكَّـــرا
</center>
وقال
الأَخْطَل غِياث بن غَوْث
<center>
أَبَنِي أُمَيَّةَ إنْ أَخُذْتُ كَثيِرَكُـمْ * * * دُونَ الأَنامِ فَما أَخَذْتُمُ أَكْـثَـرُ
أَبَنِي أُميَّةَ لِي مَـدائِحُ فِـكُـمُ * * * تُنْسَوْنَ إنْ طالَ الزَمانُ وتُذْكَرُ
</center>
وقال مَعْن بن أَوْس المُزَنِيّ
<center>
لَعَمْرُكَ ما أَهْوَيْتُ كَـفِّـي لـرِيبَةٍ * * * ولا حَمَلَتْنِي نَحْوَ فاحِشَةٍ رِجْـلـي
وأَعْلَمُ أَنِّي لم تُصِبْنِـي مُـصِـيبَةٌ * * * مِن الدَّهْرِ إلاّ قد أَصابَتْ فَتىً قَبْلِي
ولا قادَنِي سَمْعِي ولا بَصَرِي لَهـا * * * ولا دَلَّنِي رَأْيٌ عَلَيْها ولا عَقْـلِـي
ولا مُؤْثِراً نَفْسِي على ذِي قَـرابَةٍ * * * وأُثِرُ ضَيْفِي، ما أَقامَ، على أَهْلِي
</center>
وقال عاصِم بن هِلال النَّمِريّ
<center>
أَلَمْ تَعْلَمِي أَنِّي، لـكُـلِّ مُـلِـمَّةٍ * * * تَحَيَّفُ أَمْوالَ الـرِّجـالِ، رَؤُمُ
وأَنَّ النَّدَى مَوْلَى طَرِيفي وتالِدِي * * * وأَنِّي قَرِيبٌ للعُـفـاةِ حَـمِـيمُ
أصُونُ ببَذْلِ المالِ عِرْضاً تَكَشَّفْت * * * صُرُوفُ اللّيالِي عَنْهُ وهْوَ سَليمُ
</center>
وقال صالِح بن عَبْد القُدُّوس الأَزْدِيّ
من شعراء الدولة العباسية
<center>
رَأَيْتُ صَغِيرَ الأَمْرِ يَنْمِي شُؤُونُهْ * * * فَيَكْبُرُ حتَّى لا يُحَدَّ، ويَعْـظُـمُ
وإنَّ عَناءً أنْ تُفَهِّـمَ جـاهِـلاً * * * ويَحْسِبُ جَهْلاً أنَّه مِنْكَ أَفْهَـمُ
متى يَبْلُغُ البَنْيانُ يَوْماً تَمـامُـهُ * * * إذا كنتَ تَبْنِيهِ وغَـيْرُكَ يَهْـدِمُ
</center>
وقال أيضاً
<center>
ما يَبْلُغُ الأَعْداءُ مِن جـاهِـلٍ * * * ما يَبْلُغُ الجاهِلُ مِن نَفْـسِـهِ
والشَّيْخُ لا يَتْـرُكُ أَخْـلاقَـهُ * * * حتَّى يَوارَى في ثَرَى رَمْسهِ
إذا ارْعَوَى عادَ إلى جَهْـلِـهِ * * * كذِي الضَّنا عادَ إلى نَكْـسِـهِ
وإنَّ مَنْ أَدَّبْتَهُ في الـصَّـبـا * * * كالعُودِ يُسْقَى الماءَ في غَرْسِهِ
حتَّى تَراهُ مُورِقاً نـاضِـراً * * * بَعْدَ الذي أَبْصَرْتَ مِن يُبْسِهِ
فالْقَ أَخا الضَّغْنِ بإِينـاسِـهِ * * * لتُدْرِكَ الفُرْصَةَ في أُنْسِـهِ
</center>
وقال أيضا
<center>
إذا ما أَهَنْتَ النَّفْسَ لَمْ تَلْقَ مُكْرِماً * * * لها، بَعْدَ إِذْ عَرَّضْتَهـا لِـهـوانِ
إذا ما لَقِيتَ النّاسَ بالجَهْلِ والخَنـا * * * فَأَيْقِنْ بُـذلِّ مِـن يَدٍ ولِـسَـانِ
لَعَمْرُكَ ما أَدَّى امرؤٌ حَقَّ صاحِبٍ * * * إذا كانَ لا يَرْعاهُ في الحَـدَثـانِ
ولا أَدْرَكَ الحاجاتِ مِثْلُ مُثـابِـرٍ * * * ولا عاقَ عَنْها النُّجْحَ مِثْلُ تَـوانِ
</center>
وقال صالِح بن جَناح اللَّخْمِيّ
أحد الحُكَماء
<center>
أَلا إنَّما الإِنْسانُ غِمْدٌ لـقَـلْـبِـهِ * * * ولا خَيْرَ في غِمْدٍ إذا لَمْ يَكُنْ نَصْلُ
وإنْ تُجْمَعِ الآفاتُ، فالبُخْلُ شَرُّهـا * * * وشَرٌّ مِن البُخْلِ المَواعِيدُ والمَطْلُ
ولا خَيْرَ في وَعْدٍ إذا كان كـاذِبـاً * * * ولا خَيْرَ في قَوْلٍ إذا لَمْ يَكُنْ فِعْلُ
</center>
وقال مُحَلِّم بن بَشامَة
<center>
ورُبَّ ابنِ عَمٍّ سَنَّ لي حَدَّ سَهْمِـهِ * * * ونَكَّبَ عَمْداً عن مَقاتِلِهِ سَهْمِـي
رَعَيْتُ الذي لم يَرْعَ بَيْنِي وبَيْنَـهُ * * * وعادَ إلى ما دَلَّ مِنْ حِلْمِهِ حِلْمِي
</center>
وقال آخر
<center>
هَبَّتْ تلُومُ وتَلْحانِي على خُلُـقٍ * * * عُوِّدْتُهُ عادَةٌ، والخَيْرُ تَـعْـوِيدُ
قالَتْ: رَأَيْتُكَ مِتْلافاً لِما مَلَكَـتْ * * * مِنْكَ اليَمِينُ، فَهلاَّ فيكَ تَصْرِيدُ
قلتُ: اتْرُكِينِي أبعْ مالِي بمَكْرُمَةٍ * * * يَبْقَى ثَنائِي بِها ما أَوْرَقَ العُودُ
إنَّا إذا ما أَتَيْنا فِعْـلَ مَـكْـرُمَةٍ * * * قالَتْ لَنا أَنْفُسٌ مَحْمُودَةٌ: عُودُوا
</center>
وقال
أُحَيْحَة بن الجُلاح جاهِلي
<center>
اسْتَبْقِ مالَكَ، لا يَغْرُرْكَ ذُو نَشَبٍ * * * مِن ابنِ عَمِّ ولا عُـمٍّ ولا خـالِ
فَلنْ أَزالَ على الزَّوْراءِ أَعْمُرُها * * * إنَّ الحَبيبَ إلى الإخْوانِ ذُو المالِ
كُلُّ النِّداءِ إذا نادَيْتُ يَخْـذُلُـنِـي * * * إلاّ نِدايَ إذا نـادَيْتُ يا مـالِـي
</center>
وقال أيضا
<center>
وما يَدْرِي الفَقِيرُ مَتَى غِناهُ * * * وما يَدْرِي الغَنِيُّ مَتَى يَعِيلُ
وما تَدْرِي إذا يَمَّمْتَ أَرْضاً * * * بأَيِّ الأَرْضِ يُدْرِكُكَ المَقِيلُ
</center>
وقال أبو دُؤاد الإِيادِيّ
<center>
لا يَخافُ النَّدِيمُ جَهْلِي على الكَـأْ * * * سِ، ولا يَحْذَرُ الصَّدِيقُ عُقُوقِي
أَمْنَعُ النَّفْسَ لَذَّةَ المـاءِ ظَـمْـآ * * * نَ إذا لَمْ إذا لَمْ يَنَلْهُ قَبْلُ رَفِيقِي
وأُبِيحُ الصَّدِيقَ جاهِي ومـالِـي * * * إنْ دَعانِي بِظَهْرِ غَيْبٍ صَدِيقِـي
طامِحُ الطَّرْفِ، لا يُدَنِّسُ عِرْضِي * * * طَمَعٌ عِنْدَ نـاقِـصٍ مَـرْزُوقِ
</center>
وقال
عبد الله بن المُخارِق
<center>
تَوَدُّ عَدُوِّي، ثُمَّ تَـزْعَـمُ أَنَّـنِـي * * * صَدِيقُكَ، إنَّ الرَّأْيَ مِنْكَ لَعازِبُ
ولَيْس أخِي مَنْ وَدَّنِي بِلِسـانِـهِ * * * ولكنْ أخِي مَنْ وَدَّنِي وهْوَ غائِبُ
</center>
وقال عبد الله بن مُعاوِية الطَّالِبيّ
<center>
أنَّى يكُونُ أَخـاً ذا مُـحـافَـظَةٍ * * * مَن أنتَ مِن غَيْبِهِ مُسْتَشْعِرٌ وَجَلا
إذا تَغَيَّبْتَ لَمْ تَبْرَحْ تَـظُـنُّ بـه * * * ظَنَّاً، وَتَسْأَلُ عَمّا قالَ أو فَعَـلا
</center>
وقال آخر
<center>
إذا ما كنتَ في أَرْضٍ غَرِيباً * * * تَصِيدُ بها ضَراغِمَها البُغاثُ
فكُنْ ذا بِزَّةٍ، فالمَرْءُ يُزْرِي * * * به في الحَيِّ أَثْوابٌ رِثـاثُ
</center>
وقال مالِك بن حَرِيم الهَمْدانِيّ
وتُرْوَى لكَعْب بن سَعْد الغَنَوِيّ
<center>
وذِي نَدَبٍ دامِي الأظَلِّ قَسَمْتُهُ * * * مُحافَظَةً بَيْنِي وبَيْنَ زَمِيلِـي
وزادٍ رَفَعْتُ الكَفَّ عَنْه تَجَمُّلاً * * * لأُوثِرَ في زادٍ عليّ أَكِـيلِـي
وما أنا للشَّيْءِ الذي ليس نافِعِي * * * ويَغْضَبَ منه صاحِبِي، بقَؤُولِ
ولَنْ يَلْبَثَ الجُهَّالُ أَنْ يَتَهَضَّمُوا * * * أخا الحِلْمِ ما لَمْ يَسْتَعِنْ بجَهُولِ
</center>
وقال عَدِيّ بن الرِّقاع
<center>
وفراقِ ذِي حَسَبٍ ورَوْعَةِ فاجِعٍ * * * دَارَيْتُهُ بَـتَـجـمُّـلٍ وعَـزاءِ
ليَرَى الرِّجَالُ الكاشِحُون صَلابَتِي * * * وأكُـفُّ ذاكَ بِـعِـفَّةٍ وحَـياءٍ
</center>
وقال آخر
<center>
وذِي لَطَفٍ عَزَْتُ النَّفْسَ عَنْهُ * * * حِذارَ الشَّامِتِينَ وقَدْ شَجانِي
قَطَعْتُ قَرِينَتي مِنْهُ فأَغْنَـى * * * غِناهُ، فَلنْ أَراهُ ولَنْ يَرانِـي
</center>
وقال آخر
<center>
لَعَمْرُكَ ما أَتْلَفْتُ مـالاً كَـسَـبْـتُـهُ * * * إذا كنتُ مُعْتاضاً بـإِتْـلافِـهِ نُـبْـلاً
ولا قِيلَ لي، والحَمْـدُ لـلـه: غـادِرٌ * * * ولا اسْتَحْسَنَتْ نَفْسِي على صاحِبِ تَبْلا
ولا نَزَلَتْ بـي لـلـزَّمـانِ مُـلِـمَّةٌ * * * فأَحْدَثْتُ مِنْها حينَ تَـنْـزِلُ بـي ذُلاّ
صَبَرْتُ لرِيْبِ الدَّهْر يَفْعَلُ ما اشْتَهَـى * * * فلمَّا رَأَى صَبْرِي لأَفْـعـالِـه مَـلاً
</center>
وقال آخر
<center>
إذا مُتُّ فابْكِيني بشَيْئَيْنِ لا يُقَـلْ * * * كَذَبْتِ، وشَرُّ الباكِياتِ كَذُوبُهـا
بعِفَّةِ نَفْسٍ حِينَ يُذْكَرُ مَطْـمَـعٌ * * * وعِزَّتِها إنْ كان أَمْرٌ يُرِيبُـهـا
فإنْ قُلْتِ: سَمْحٌ بالنَّدى، لَمْ تُكَذَّبِي * * * فأمَّا تُقَى نَفْسِي فَرَبِّي حَسِيبُها
</center>
وقال آخر
<center>
أَبْقَى لِيَ الدَّهْرُ أَقْواماً أُجامِلُهُمْ * * * في شَتْمِ عِرْضِيَ، لا يَأْلُونَ ما قَدَحُوا
تَدْنُو مَوَدَّتُهُمْ مِنِّي إذا افْتَقَرُوا * * * يوماً إليَّ، وإنْ نالُوا الغِنَى نَزَحُوا
</center>
وقال زُهَيْر بن أبِي سُلْمَى
<center>
ومَـنْ يَعْــصِ أطـــرافَ الـــزِّجـــاجِ فـــإنَّـــه * * * يُطِـيعُ الـعَـوالِـي رُكِّـــبَـــتْ كُـــلَّ لَـــهْـــذَمِ
ومَنْ يُوفِ لا يُذْمَمْ، ومَنْ يُفْضِ قَلْبُهُ * * * إلي مُطْمَئِنِّ البِرِّ لا يَتَجَمْـجَـمِ
ومضنْ هابَ أسْبابَ المَنايا يَنَلْنَهُ * * * ولَـوْ رامَ أَنْ يَرْقَـى الــسَّـــمـــاءَ بـــسُـــلَّـــمِ
ومَـنْ يَكُ ذا فَـضْـلٍ، فَـيبْـخَـلْ بـــفَـــضْـــلِـــهِ * * * علـى قَـوْمِـهِ يُسْـتَـــغْـــنَ عَـــنْـــه ويُذْمَـــمِ
ومَنْ لا يَزَلْ يَسْتَرْحِلُ النّاسَ نَفْسَهُ * * * ولضمْ يُعْفِها يَوْماً مِن الـذُلّ يَنْـدَمِ
ومَنْ يَغْتَرِبْ يَحْسِبْ عَدُوَّاً صَدِيقَهُ * * * ومَـــنْ لا يُكَـــرّمْ نَـــفْـــسَـــهُ لا يُكَـــــرَّمِ
ومَـنْ لا يَذُدْ عــن حَـــوْضِـــهِ بِـــسِـــلاحِـــهِ * * * يُهَـدَّمْ، ومَـنْ لا يَظْـلِـــمِ الـــنَّـــاسَ يُظْـــلَـــمِ
ومَـنْ لا يُصـــانِـــعْ فـــي أُمُـــورٍ كَـــثِـــيرةٍ * * * يُضَـرَّسْ بـأَنْـــيابٍ ويُوطَـــأْ بـــمَـــنْـــسِـــمِ
ومَنْ يَجْعَلِ المَعْرُوفَ مِن دُونِ عِرْضِهِ * * * يَفِرْهُ، ومَنْ لا يَتَّقِ الشَّتْمَ يُشْتَمِ
سَئِمْتُ تَكالِيفَ الحَياةِ، ومَنْ يَعِشْ، * * * ثَمـــانِـــينَ عـــامـــاً لا أُبـــالَـــكَ، يَسْـــأَمِ
رَأَيْتُ المَنايا خَبْطَ عَشْواءَ، مَن تُصِبْ * * * تُمتْهُ، ومَنْ تُخْطِئْ يُعَمَّرْ فيَهْـرَمِ
وَمَهْما تَكُنْ عندَ امْرِئٍ مِنْ خَلِيقَةٍ * * * ولَوْ خالَها تَخْفَى على النَّاسِ تُعْلَمِ
وأَعْلَمُ ما فِي اليومِ والأمْسِ قَبْلَهُ * * * ولـكـنَّـنِـي عـن عِـلْـم مـــا فِـــي غَـــدٍ عَـــمِ
</center>
وقال طَرَفة بن العبد
جاهلي
<center>
سَتُـبْـدِي لـكَ الأيامُ مـا كــنـــتَ جـــاهِـــلاً * * * ويأْتِـيكَ بـالأَخْــبـــارِ مَـــنْ لَـــمْ تُـــزَوِّدِ
ويَأْتِيكَ بالأَنْبَاءِ مَنْ لَمْ تَبِعْ له * * * بَتاتاً، ولَمْ تَضْرِبْ له وَقْتَ مَوْعِدِ
لعَمْرُكَ ما الأيّامُ إلاَّ مُعارَةٌ * * * فمـا اسْـطَـعْـتَ مِـن مَـعْـروفِـهـا فَـتَـــزَوَّدِ
عن الـمَـرْءِ لا تَـسْـأَلْ، وأَبْـصِــرْ قَـــرِينَـــهُ * * * فإنَّ الـقَـرِينَ بـالـمُـقــارَنِ مُـــقْـــتَـــدِي
</center>
وقال الحسَن بن عَمْرو الإباضِيّ
وتُرْوَى لأبِي محمد التَّيْمِيّ
<center>
إذا ما خَلَوْتَ الدَّهْرَ يوماً فلا تَقُـلْ * * * خَلَوْتُ، ولكنْ قُلْ علـيَّ رَقِـيبُ
ولا تَحْسَبَنَّ اللـه يَغْـفُـلُ سـاعَةً * * * ولا أَنَّ ما يَخْفَى عـلـيه يَغِـيبُ
إذا كانتِ السَّبْعُونَ أُمَّكَ لـمْ يكُـنْ * * * لِدائِكَ إلاّ أنْ تَـمُـوتَ طَـبِـيبُ
وإنَّ امرأً قد سارَ سَبْعِـينَ حِـجَّةً * * * إلى مَنْهَلٍ مِـنْ وِرْدِهِ لَـقَـرِيبُ
إذا ما انْقَضَى القَرْنُ الذي أَنْتَ مِنْهُمُ * * * وخُلِّفْتَ في قَرْنٍ فأَنـتَ غَـرِيبُ
</center>
وقال آخر
<center>
إذا قَلَّ إنْصافُ الفَـتَـى لِـصَـدِيقِـهِ * * * على غَيْرِ مَعْرُوفٍ فلا لَوْمَ في الهَجْرِ
وما النَّاسُ إلاَّ مُنْصِـفٌ فـي مَـوَدَّةٍ * * * وإلاّ مُعِينٌ للصَّدِيقِ علـى الـدَّهْـرِ
</center>
وقال آخر
<center>
سأَبْعُدُ ضارِباً في الأَرْضِ حتَّى * * * أَفُوتَ الفَقْرَ، أو يَفْنَى الطَّرِيقُ
ولا أُلْفَى على الإَخْـوانِ كَـلا * * * يُمِلُّهُمُ غُـدُوِّي والـطُّـرُوقُ
</center>
وقال مُسْلِم بن الوَلِيد
<center>
فإنَّ الهُوَيْنا تَخُونُ الـرِّجـالَ * * * إذا ما الشَّدائِدُ لم تُـرْكَـبِ
ولَمْ أَرَ كابْنِ السُّرَى في الفَلا * * * أُسَرَّ بِعاقِبَةِ الـمَـطْـلَـبِ
</center>
وقال المُمَزَّق العَبْدِيّ
<center>
ولَنْ يَسْتَطِيعَ الدَّهْرَ تَغْيِيرَ طَبْعِـهِ * * * لَئِيمٌ، ولا يَسْطِيعُـهُ مُـتَـكَـرِّمُ
كما أنَّ ماءَ المُزْن، ما ذِيقَ، سائِغٌ * * * زُلالٌ، وماءَ البَحْرِ يَلْفِظُهُ الفَـمُ
</center>
وقال عَدِيّ بن زَيْد العِبادِيّ
<center>
وعاذِلَةٍ هَبَّـتْ بـلَـيْلٍ تـلُـومُـنِـي * * * فلمَّا غَلَتْ في اللَّوْمِ، قلتُ لها: اقْصِدِي
أعاذِلَ إنَّ الجَهْلَ مِن لَـذَةِ الـفَـتَـى * * * وإنَّ المنَايا للـرِّجـالِ بِـمَـرْصَـدٍ
أَعـاذِلَ مـا يُدْرِيكِ أَنَّ مَـنِـيَّتِــي * * * إلى ساعةٍ في اليومِ أو ضُحَى الغَـدِ
ذَرِيني ومالِي، إنَّ مالِيَ ما مَـضَـى * * * أَمامِيَ من مـالٍ إذا خَـفَّ عُـوَّدِي
وللوارِثِ الباقِي مِن المالِ فاتْـرُكِـي * * * عِتابِيَ، إنِّي مُصْلِحٌ غـيرُ مُـفْـسِـدِ
كَفَى زاجِـراً لـلـمَـرْءِ أَيّامُ دَهْـرِهِ * * * تَرُوحُ له بالواعِظـاتِ وتَـغْـتَـدِي
بَلَيْتُ وأُبْلَيْتُ الرِّجالَ، وأَصْـبَـحَـتْ * * * سِنُونَ طِوالٌ قد أَتَتْ دُونَ مَـوْلِـدِي
فما أنا بِدْعٌ مِن حَـوادِثَ، تَـعْـتَـرِي * * * رِجالاً، أَتَتْ مِن بَعْدِ بُؤْسٍ بـأَسْـعُـدِ
فَنَفْسَكَ فاحْفَظْها مِن الغَيِّ والـخَـنـا * * * مَتَى تَغْوِها يَغْوَ الذي بِـكَ يَقْـتَـدِي
وإنْ كانتِ النَّعْماءُ عـنـدَكَ لامْـرِئٍ * * * فَمِثْلاً بِها فاجْزِ المُـطـالِـبَ وازْدَدِ
إذا ما امْرؤٌ لم يَرْجُ مـنـكَ هَـوادَةً * * * فلا تَرجُها مِنْهُ ولا حِفْظَ مَـشْـهَـدِ
إذا أنتَ فاكَهْتَ الرِّجالَ فَـلا تَـمِـلْ * * * وقُلْ مِثْلَ مـا قـالُـوا ولا تَـتـزيَّدِ
ولا تَقْصَرَنْ عن سَعْي مَن قد ورِثْتَـهُ * * * وما اسْطَعْتَ مِن خَيْرٍ لنفْسِكَ فـازْدَدِ
</center>
وقال آخر
<center>
ولا تُفْشِيَنْ سِرّاً إلى غَيْرِ حِرْزِهِ * * * ولا تُكْثِرِ الشَّكْوَى إلى غَيْرِ عائِدِ
فيارُبَّ مَنْ يَشْجَى بِسِرِّكَ شامِتٍ * * * ومَوْلىً، وإنْ قَرَّبْتَهُ، مُتَبـاعِـدِ
ومَعْذِرَةٍ جَـرَّتْ إلـيكَ مَـلاَمَةً * * * وطارِفِ مالٍ هاجَ إتْلافَ تالِـدِ
</center>
وقال أَوْس بن حَجَر
جاهلي
<center>
وقَوْمُكَ لا تَجْهَلْ عليهمْ، ولا تكُنْ * * * لَهُمْ هَرِشاً تَغْتابُهُمْ وتُـقـاتِـلُ
فما يَنْهَضُ البازِي بغَيْرِ جَناحِـهِ * * * وما يَحْمِلُ الماشِينَ إلاَّ الحوامِلُ
ولا قـائِمٌ إلا بِـسـاقٍ سَـلــيمةٍ * * * ولا باطِشٌ ما لَمْ تُعْنْـهُ الأَنـامِـلُ
إذا أَنْتَ لَمْ تُعْرِضُ عن الجَهْلِ والخَنا * * * أُصَبْتَ حَلِيماً أو أصابَكَ جـاهِـلُ
</center>
وقال سالِم بن وابِصَة
<center>
أُحِـبُّ الـفَـتَـى يَنْـفِـي الـفَـواحِـشَ سَــمْـــعُـــهُ * * * كأَنَّ بـــه عـــن كُـــلِّ فـــاحِـــشَةٍ وَقْــــرا
سَلِـيمُ دَواعِـي الــصَّـــدْرِ، لا بـــاسِـــطـــاً أَذىً، * * * ولا مـانِـعـــاً خـــيْراً، ولا قـــائِلاً هُـــجْـــرا
إذا مـــا أَتَـــتْ مِـــن صـــاحِـــبٍ لـــكَ زَلَّةٌ * * * فكُـنْ أَنْـتَ مُـحْـتـــالاً لِـــزَلَّـــتِـــهِ عُـــذْرا
غِنَى النَّفْسِ ما يُغْنِيكَ مِنْ سَدِّ خَلَّةٍ * * * فإنْ زادَ شَيْئاً عادَ ذاكَ الغِنَى فَقْرا
</center>
وقال قَتادَة بن جَرِير
وتُرْوَى لعبد الله بن أُبَيّ
<center>
ولَمْ أَرْ مِثْلَ الحَقِّ أَنْكَرَهُ امْرُؤٌ * * * ولا الضَّيْمَ أَعْطاهُ امرؤٌ وهْوَ طائِعُ
متى ما يَكُنْ مَولاكَ خَصْمَكَ جاهِداً * * * تُضَـلَّـلْ، ويَصْــرَعْـــكَ الـــذين تُـــصـــارِعُ
وهَـلْ يَنْـهَـضُ الـبـازِي بـغَـيْرِ جَـــنـــاحِـــهِ * * * وإنْ جُــذَّ يَوْمـــاً رِيشُـــهُ فَـــهْـــوَ واقِـــعُ
</center>
وقال نُصَيْب بن رَباح
<center>
وما ضَرَّ أَثْوابِي سَوادِي، وإنَّـنِـي * * * لَكالمِسْكِ، لا يَسْلُو عن المِسْكِ ذائِقُهُ
ولا خَيْرَ في وُدِّ امرئٍ مُـتَـكـارِهٍ * * * عَليكَ، ولا في صاحِبٍ لا تُوافِقُـهْ
إذا المَرْءُ لم يَبْذُلْ مِن الوُدِّ مِثْلَـمـا * * * بَذَلْتُ له، فاعْلَمْ بأَنّي مُـفـارِقُـهْ
</center>
وقال سُحَيْم عَبْد بَنِي الحَسْحاس
<center>
أَشْـعـارُ عـبـدِ بَـنِـي الـحَـسْـحـاسِ قُـمْــنَ لـــه * * * يَوْمَ الـفَـخــارِ مَـــقـــامَ الأَصْـــلِ والـــوَرِقِ
إنْ كُنتُ عَبْداً فَنَفْسِي حُرَّةٌ كَرَماً * * * أَو أُسْودَ اللَّوْنِ، إنّي أَبْيَضُ الخُلُقِ
</center>
وقال الأحْوَص
<center>
وإنِّي لآتِي البَيْتَ ما إنْ أُحِـبُّـهُ * * * وأُكْثِرُ هَجْرَ البَيْتِ وهْوَ حَبِـيبُ
وإنِّي إذا ما جِئْتُكُمْ مُـتَـهَـلِّـلاً * * * بَدا مِنْكُمُ وَجْهٌ عليَّ قَـطُـوبُ
وأُغْضِي على أشْياءَ مِنْكُمْ تُرِيبُنِي * * * وأُدْعَى إلى ما سَرَّكُمْ فأُجِـيبُ
</center>
وقال قُراد بن أَقْرم الفَزارِيّ، أموي الشعر
<center>
أَبِي الإِسْلامُ، لا أَبَ لي سِواهُ * * * إذا هَتَفُوا بِبَكْرٍ أو تَـمِـيمِ
دَعِيُّ القَوْمِ يَنْصُرُ مُـدَّعِـيهِ * * * فيُلْحِقُهُ بذِي النَّسَبِ الصَّمِيمِ
</center>
وقال آخر
<center>
وزَهَّدَنِي في النَّاسِ مَعْرِفَتِي بِـهِـمْ * * * وطُولُ اخْتِبارِي صاحِباً بَعْدَ صاحِبِ
فلَمْ تُرِنِي الأَيَّامُ خِـلاًّ تَـسُـرُّنِـي * * * بَوادِيهِ إلاّ ساءَنِي في العَـواقِـبِ
ولا قُلْتُ أَرْجُوه لِـدَفْـعِ مُـلِـمَّةٍ * * * مِن الدَّهْرِ إلاّ كانَ إحْدَى النَّـوائِبِ
</center>
وقال عَقِيل بن عُلَّفَة
<center>
وللدَّهْرِ أَثْوابٌ، فكُـنْ فـي ثِـيابِـهِ * * * كَلِبْسَـتِـهِ يَوْمـاً أَجَـدَّ وأَخْـلَـقـا
وكُنْ أَكْيَسَ الكَيْسَى إذا كُنْـتَ فـيهـمُ * * * وإنْ كنتَ في الحَمْقَى فكُنْ أنتَ أَحْمقا
</center>
وقال آخر
<center>
إلى كَمْ يكُونُ الجَهْلُ مِنْـكَ وأَحْـلُـمُ * * * وتَظْلِمُنِـي حَـقِّـي ولا أَتـكَـلَّـمُ
وأَسْكُتُ عن شَكْواكَ، والحالُ ناطِـقٌ * * * وتَعْتُبُ أَفْعالِي وإنْ سكَـتَ الـفَـمُ
وما بِي قُصُورٌ، لو عَلِمْتَ، عن الأَذَى * * * ولكنْ ثَنانِي عـن أَذاكَ الـتَّـكَـرُّمُ
فَلَوْ قَدْ عَرَفْتَ الحَقَّ، لا كنتَ عارِفـاً * * * للامَكَ دُونِي مِـن سَـجـاياكَ لُـوَّمُ
</center>
وقال آخر
<center>
يَقِرُّ بعَيْنِي، وهْوَ يَنْقُصُ مُدَّتِي * * * مَمَرُّ اللَّيالِي أن يَشُبَّ حَكِـيمُ
مَخافَةَ أَنْ يَغْتالَنِي الموتُ قَبْلَهُ * * * فَيغْشَى بُيُوتَ الحَيِّ وهْوَ يَتِيمُ
</center>
وقال أبو الولِيد الكِنانِيّ
<center>
أُسَرُّ بمَرِّ يومٍ بَعْـدَ يَوْمٍ * * * وبالحَوْلَيْنِ والعامِ الجَدِيدِ
وأَفْرَحُ بالمُحاقِ وبـالـدَّآدِي * * * يَسُقْنَ البِيضَ في أَكْنافِ سُودِ
وفِي تَكْرارِهِنَّ نَفَادُ عُمْـرِي * * * ولكنْ كَي يَشِبَّ أبو الوَلِـيدِ
غُلامٌ مِن سَراةٍ بَنِـي لُـؤَيٍّ * * * مَنافِيُّ العُمُومَةِ والـجُـدُودِ
خَشاشٌ يَسْتَحِيلُ الطَّرْفُ منه * * * بناظِرَتَيْ قِطامِـيٍّ صَـيُودِ
خَلِيقٌ عن تَكَامُلِ خَمْسِ عَشْرٍ * * * بإنْجازِ المَواعِدِ والـوَعِـيدِ
</center>
وقال الحُمام الأَزْدِي
<center>
كُنّا نُدارِيها فَقَـدْ مُـزِّقَـتْ * * * واتَّسَعَ الخَرْقُ على الرَّاقِعِ
كالثَّوْبِ إذْ أَنْهَجَ فيه البِـلَـى * * * أَعْيا على ذِي الحِيلَة الصّانِعِ
</center>
وقال أبو الأسْوَد الدُّؤلِيّ
<center>
إذا قـلـتُ: أَنْـصِـفْـنِـي ولا تَــظْـــلِـــمَـــنَّـــي * * * رَمَـــى كُـــلَّ حَـــقٍّ أَدَّعِـــيهِ بِـــبـــاطِـــلِ
فَمَاطَلْتُهُ حتَّى ارْعَوَى وهْوَ كارِهٌو * * * قَدْ يَرْعَوِي ذو الشَّغْبِ بَعْدَ التَّحامُلِ
فإِنَكَ لَمْ تَعْطِفْ على الحَقِّ ظالِماً * * * بِمـثْـلِ خَـصِـيمٍ عــاقِـــلٍ مُـــتـــجـــاهِـــلِ
</center>
وقال عُرْوَة بن لَقِيط الأزْديّ
<center>
فَخِيْرُ الأَيادِي ما شُفِعْنَ بمِثْـلِـهـا * * * وخَيْرُ البَوادِي مـا أَتَـيْنَ عـوائِدا
ولستَ تَرَى مالاً على الدَّهْرِ خالِداً * * * وحَمْدُ الفَتى يَبْقَى على الدَّهْرِ خالِدا
</center>
وقال مُويال بن جَهْم المَذْحِجِيّ
وتُروى لمُبَشِّر بن الهُذَيْل الفَزارِيّ
<center>
وإنِّيَ لا أَخْزَى إذا قِيلَ: مُمْـلِـقٌ * * * جَوادٌ، وأَخْزَى أَنْ يُقالَ بَـخِـيلُ
فإلاَّ يَكُنْ جِسْمِي طَويلاً، فإنَّـنِـي * * * له بالخِصَالِ الصَّالِحاتِ وَصُـولُ
إذا كنتُ في القَوْمِ الطِّوالِ عَلَوْتُهُمْ * * * بِعارِفَةٍ حـتّـى يُقـالَ طَـوِيلُ
ولا خَيْرَ في حُسْنِ الجُسُومِ وطُولِها * * * إذا لم يَزِنْ حُسْنَ الجُسُومِ عُقُـولُ
وكَمْ قد رَأَيْنا مِنْ فُرُوعٍ كَـثِـيرةٍ * * * تَمُوتُ إذا لَمْ تُحْـيِهِـنَّ أُصُـولُ
ولَمْ أَر كالمَعْرُوفِ، أمَّا مَـذاقُـهُ * * * فَحُلْوٌ، وأما وجْهُـهُ فَـجَـمِـيلُ
</center>
وقال المُغِيرة بن حَبْناء التَّمِيميّ
<center>
أَعُـوذُ بـالـلـــه مـــن حـــالٍ تُـــزَيِّنُ لـــي * * * لَوْمَ الـعَـشـيرةِ أو تُــدْنِـــي مـــن الـــنّـــارِ
لا أَدْخُلُ البَيْتَ أَحْبُو مِنْ مُؤَخَّرِهِ * * * ولا أُكَسِّرُ في ابْنِ العَمِّ أَظْفارِي
إنْ يَحْجُبِ اللهَ أَبْصاراً أُراقِبُها * * * فَقَـدْ يَرَى الـلـهُ حـالَ الـمُـدْلِـــجِ الـــسَّـــارِي
</center>
وقال عبد الله بن مُعاوية
بن جعْفَر الطَّالِبِيّ من شعراء الدولتين
<center>
ولَسْتَ براءٍ عَيْبَ ذِي الوُدِّ كُلَّـهُ * * * ولا بَعْضَ ما فِيه إذا كنتَ راضِيا
فَعَيْنُ الرِّضا عن كُلِّ عَيْبٍ كَلِـيلَةٌ * * * ولكنَّ عَيْنَ السُّخْطِ تُبْدِي المَساوِيا
أَأنتَ أَخِي ما لضمْ تَكُنْ ليَ حاجَةٌ * * * فإنْ عَرَضَتْ أيقَنْتُ أنْ لا أَخالِيا
فلا زادَ ما بَيْنِي وبَيْنَكَ بَـعْـدَمـا * * * بَلَوْتُكَ في الحالَـيْنِ إلاّ تَـمـادِيا
كِلانا غَنِيٌّ عـن أَخِـيهِ حَـياتَـهُ * * * ونحنُ إذا مُتْنا أَشَـدُّ تَـغـانَـيا
</center>
وقال والِبَةَ بن الحُباب
<center>
ولَيْسَ فَتَى الفِتْيانِ مَنْ راحَ أو غَدا * * * لشُرْبِ صَبُوحٍ أو لشُرْبِ غَبُوقِ
ولكنْ فَتى الْفِتْيانِ من راحَ أو غَدا * * * لضَرِّ عَدُوٍّ أو لنَـفْـعِ صَـدِيقِ
</center>
وقال زَرافَة بن سُبَيْع الأَسَدِيّ
وتُروَى لخالِد بن نَضْلَة الجَحْوانِي الأَسَدِيّ
<center>
لَعَمْرِي لرَهْطُ المَرْءِ خَـيْرُ بَـقِـيَّةٌ * * * عَليه، وإنْ عالَوْا به كُلَّ مَـرْكَـبِ
مِن الجانِبِ الأَقْصَى وإنْ كانَ ذا غِنىً * * * جَزِيلٍ، ولَمْ يُخْبِرْكَ مِثْلُ مُـجَـرَّبِ
إذا كنتَ في قَوْمٍ عِدىً لستَ مِنـهُـمُ * * * فكُلْ ما عُلِفْتِ مِن خَبِـيثٍ وطَـيِّبِ
وإن حَدَّثَتْكَ النَّفْـسُ أنَّـكَ قـادِرٌ * * * على ما حَوَتْ أَيْدِي الرِّجالِ فَكَذِّبِ
</center>
وقال ضابِئ بن الحارِث البُرْجُمِيّ
<center>
ومَنْ يَكُ أمْسَى في المَدِينةِ رَحْلُـهُ * * * فإنِّي، وقَيَّارٌ، بِـهـا لَـغَـرِيبُ
وما عاجِلاتُ الطَّيْرِ يُدْنِينَ مِلْ فَتَى * * * نَجاحاً، ولا فِي رَيْثِهِـنَّ يَخِـيبُ
ورُبَّ أُمُورٍ لا تَضِـيرُكَ ضَـيْرَةً * * * وللقَلْبِ مِن مَخْشاتِهِـنَّ وَجِـيبُ
ولا خَيْرَ فِيمَنْ لا يُوَطِّنُ نَفْـسَـهُ * * * على نائِباتِ الدَّهْرِ حينَ تَـنُـوبُ
وفي الشَّكِّ تَفْرِيطٌ، وفي العَزْمِ قُوَّةٌ * * * ويُخْطِي الفَتَى في حَدْسِهِ ويُصِيبُ
</center>
وقال طَرَفَة بن العَبْد
<center>
قد يَبْعَثُ الأَمْرَ العَظِيمَ صَـغِـيرُهُ * * * حتَّى تظَلَّ له الدِّماءُ تَـصَـبَّـبُ
والإثْـمُ داءٌ لا يُرَجَّـى بُــرْؤُه * * * والبِرُّ بُرْؤٌ لَيْسَ فيه مَـعْـطَـبُ
وقِرابُ مَنْ لا يَسْتَـفِـيقُ دَعـارةً * * * يُعْدِي كما يُعْدِي الصَّحيحَ الأَجْرَبُ
</center>
وقال أبو جَعْفَر المَنْصُور
<center>
إذا كنتَ ذا رأيْ فكُنْ ذا عَزِيمَةٍ * * * فإنَّ فَسادَ الرَّأْيِ أنْ تَـتَـردَّدا
ولا تُمْهِلِ الأَعْداءَ يَوْماً لِقُـدْرَةٍ * * * وبادِرْهُمُ أنْ يَمْلِكُوا مِثْلَها غَدا
</center>
وقال بَشّار بن بُرْد العُقَيْلِي
وقيل هو مَوْلَى بني سَدُوس
<center>
إذا بَلَغَ الرَّأْيُ المَشُورَةَ فاسْتَـعِـنْ * * * بَرَأْيِ لَبِيبٍ أو مَـشُـورَةِ حـازِمِ
ولا تَحْسِبِ الشُّورَى عليكَ غَضاضَةً * * * فإنَّ الخَوافِـي قُـوَّةٌ لـلـقَـوادِمِ
وخَلِّ الهُوَيْنا للضَّعِيفِ ولا تـكُـنْ * * * نَؤُوماً، فإنَّ الحَزْمَ لـيس بـنـائِمِ
فإنَّكَ لا تَسْتَطْرِدُ الهَمَّ بـالـمُـنَـى * * * ولا تَبْلُغُ العَلْيا بغَيْرِ الـمَـكـارِمِ
</center>
وقال عبد الله بن جَعْفَر الطّالِبِيّ
ومنهم مَن نَسَبها إلى صالح بن عبد القُدُّوس
<center>
إن الـلَّـبِـيبَ الـذي يَرْضَــى بِـــعِـــيشَـــتِـــهِ * * * لا مَـنْ يَظَـلُّ عـلـى مـا فـاتَ مُــكْـــتَـــئِبـــا
لاَ تَـحْـقِـرَنَّ مِـن الأقْـــوامِ مُـــحْـــتَـــقَـــرا * * * كُلُّ امْـرِئٍ سَـوْفَ يُجْـزَى الـذي اكْــتَـــسَـــبـــا
لا تُـفْـشِ سِـرّاً إلـى غَــيْرِ الـــلّـــبِـــيبِ ولا ال * * * خَرْقِ الـمُـشِـيعِ لــه يومـــاً إذا غَـــضِـــبـــا
قد يَحْـقِـرُ الـمَـرْءُ مـا يَهْـــوَى فـــيَرْكَـــبَـــهُ * * * حتّـى يكـونَ إلــى تَـــوْرِيطِـــهِ سَـــبَـــبـــا
شَرُّ الأَخِـــلاّءِ مَـــنْ كـــانَـــتْ مَـــوَدَّتُــــهُ * * * مع الــزَّمـــانِ إذا مـــا خـــاف أو رَغِـــبـــا
إذا وَتَرْتَ امرءاً فاحْذَرْ عَداوَتَهُ * * * مَنْ يَزْرَعِ الشَّوْكَ لا يَحْصِدْ بهِ عِنَبا
إنَّ العَدُوَّ، وإنْ أَبْدَى مُسالَمَةً، * * * إذا رَأَىَ مِـــنْـــكَ يَوْمـــاً فُـــرْصَةً وَثْـــبَـــا
</center>
وقال أيضاً
<center>
إذا كنت في حاجَةٍ مُـرْسِـلاً * * * فأَرْسِلْ حَكِيماً ولا تُـوصِـهِ
وإنْ بابُ أَمْرٍ عليكَ الْـتَـوَى * * * فشاوِرْ لَبِيباً ولا تَـعْـصِـهِ
وإنْ ناصِحٌ مِنْـكَ يَوْمـاً دَنـا * * * فلا تَنْأَ عَنْه ولا تُـقْـصِـهِ
وذا الحَقِّ لا تَنْتَقِصْ حَـقَّـهُ * * * فإنَّ القَطِيعةَ في نَـقْـصِـهِ
ولا تَذْكُرِ الدَّهْرَ في مَجْلِـسٍ * * * حَدِيثاً إذا أنت لَمْ تُـحْـصِـهِ
ونُصَّ الحَدِيثَ إلـى أَهْـلِـهِ * * * فإنَّ الأَمـانَةَ فـي نَـصِّـهِ
فَكمْ مِن فَتىً عـازِبٍ لُـبُّـهُ * * * وقَدْ تَعْجَبُ العَيْنُ مِن شَخْصِهِ
وآخَرَ تَحْـسِـبُـهُ أَنْـوَكـاً * * * ويَأْتِيكَ بالأمْرِ مِن فَـصِّـهِ
</center>
وقال أبو المِنْهال بُقَيْلَة الأكْبَر
<center>
وإنَّما الشَّعْرُ لُبُّ المَرْءِ يَعْرِضُـهُ * * * على المَجالِسِ إنْ كَيْساً وإنْ حُمُقا
وإنَّ أشْعَرَ بَـيْتٍ أنـتَ قـائِلُـهُ * * * بَيْتٌ يُقالُ إذا أَنْشَدْتَـهُ صَـدَقـا
الْبَسْ جَدِيدَكَ إنِّي لابِسٌ خَلَقِي * * * و لا جَدِيدَ لِمَنْ لا يَلْبِسُ الخَلَقا
</center>
وقال حُمارِس بن عَدِيّ العُذْرِيّ
<center>
إنِّي لأَسْكُتُ عن عِلْـمٍ ومَـعْـرِفَةٍ * * * خَوْفَ الجَوابِ وما فِيهِ مِن الخَطَلِ
أَخْشَى جَوابَ جَهُولٍ لَيْسَ يُنْصِفُنِي * * * ولا يَهابُ الذي يَأْتِيهِ مِـن زَلَـلِ
</center>
وقال قيْس بن عاصِم المِنْقَرِيّ
وتروى لمِسْكِين الدَّارِمِيّ
<center>
أخاكَ أخاكَ، إنَّ مَنْ لا أخَا لـهُ * * * كَساعٍ إلى الهَيْجا بغِيرِ سِـلاحِ
وإنَّ ابنَ عَمِّ المَرْءِ فاعْلَمْ جَناحُهُ * * * وهَلْ يَنْهَضُ البازِي بغَيْرِ جَناحِ
</center>
وقال عَقِيل بن هاشِم القَيْنِيّ
<center>
يا آل عَمْرو أَمِيتُوا الضِّغْنَ بَيْنَكُمُ * * * إنَّ الضَّغائِنَ كَسْرٌ ليس يَنْجَبِرُ
قد كانَ في آلِ مَرْوانٍ لكُمْ عِبَرٌ * * * إذا هُمْ مُلُوكٌ وإذ ما مِثْلَهُمْ بَشَرُ
تَحاسَدُوا بَيْنَهُمْ بالغِشِّ فاخْتُرِمُوا * * * فما تُحَسُّ لَهُمْ عَـيْنُ ولا أَثَـرُ
</center>
وقال الهَيْثَم بن الأَسْوَد النَّخْعِيّ
<center>
بَنِي عَمِّنا، إنَّ الـعَـداوَةَ شَـرُّهـا * * * ضَغائِنُ تَبْقَى في نُفُوسِ الأَقـارِبِ
تكُونُ كَداءِ البَطْنِ لَيْس بظـاهِـرٍ * * * فَيَبْرا، وداءُ البَطْنِ مِن شَرِّ صاحبِ
بَنِي عَمّنا، إنَّ الجَـنـاحَ يشُـلُّـهُ * * * تَنَقُّصُ نَسْلِ الرِّيشِ مِن كُلِّ جانِبِ
</center>
وقال يَحْيَى بن زِياد الحارِثِي
<center>
تَهادَى رِجالٌ أنْ مَرِضْتُ، سَفاهَةً * * * بذاكَ، وأَيُّ النّاسِ سالَمَهُ الدَّهْـرُ
وإنَّ امْرَأً بالمَوْتِ أَصْبَحَ شامِتـاً * * * لَرَهْنٌ به يوماً وإنْ غَرَّهُ العُمْرُ
</center>
وقال الأَعْشَى ميْمُون
<center>
ومَنْ يَغْتَربْ عن قَوْمِهِ لا يَزَل يَرَى * * * مصَارِع مَظْلُومٍ مَجَرّاً ومَسْحَـبـا
تُدْفَنُ منه الصَّالِحـاتُ، وإنْ يُسِـئْ * * * يكُنْ، ما أَساءَ، النَّارَ في رأَسِ كَبْكَبا
لَيْسَ مُجِيراً، إنْ أَتَى الحَيَّ خـائِفٌ * * * ولا قائِلاً إلاَّ هو الـمُـتَـعِّـيبـا
</center>
وقال الأحْوَص
<center>
إنِّي لأَسْتَـحْـيِكُـمُ أَنْ يَقُـودَنِـي * * * إلى غَيْرِكِمْ من سائِرِ النّاسِ مَطْمَعُ
أَنْ أجْتَدِي للنَّفْعِ غَيْرَكَ مِـنْـهُـمُ * * * وأنتَ إِمامٌ لـلـبَـرِيَّةِ مَـقْـنَـعُ
</center>
وقال حُطائِط بن يَعْفُر
أخو الاَسْود النَّهْشَلِيّ
<center>
كقُول ابنةُ العَبَّابِ رُهْمٌ: حَرَبْتَنا * * * حُطائِطُ، لم تَتْرُك لنَفْسِكَ مَقْعَدا
إذا ما أَفْدْنا صِرْمَةً بعْدَ هَجْمَةٍ * * * تكونُ عَلَيْها كابْن أُمِّكَ أَسْـوَدا
قلتُ، ولَمْ أَعْيَ الجَوابَ تَبَيَّنِـي * * * أَكانَ الهُزالُ حَتْفَ زَيْدٍ وأَرْبَدا
أرِينِي أَكُنْ لِلْمالِ رَبّاً ولا يَكُـنْ * * * لِيَ المالُ رَبَّاً تَحْمَدِي غِبَّهُ غَدا
رِيني جَواداً ماتَ هَزْلاً لَعلَّنِـي * * * أَرَى ما تَرَيْنَ أو بَخِيلاً مُخَلَّدا
</center>
وقال حَسّان بن ثابت الأَنْصارِيّ
<center>
أَصُونُ عِرْضِي بمالِي لا أُدَنِّـسُـهُ * * * لا بارَكَ اللهُ بَعْدَ العِرْضِ في المالِ
أَحْتالُ للمالِ إنْ أَودَى فأَكْـسِـبُـهُ * * * ولسْتُ للعِرْضِ إنْ أَوْدَى بِمُحتـالِ
</center>
وقال كُلثُوم بن عَمْرو التَّغْلِبِيّ
من شعراء الدولة العباسية
<center>
إنَّ الكَرِيمَ لَيُخْفِي عَنْكَ عُسْرَتَـهُ * * * حَتَّى تَراهُ غَنِياً، وهْوَ مَجْهُـودُ
وللبَخِيلِ على أَمْوالِـهِ عِـلَـلٌ * * * زُرْقُ العُيُونِ عَلَيْها أَوْجُهٌ سُودُ
ذا تَكَرَّمْتَ عن بَذْلِ القَلِيلِ ولَـمْ * * * تَقْدِرْ على سَعَةٍ لم يَظْهَرِ الجُودُ
بثَّ النَّوالَ،لا تَمْنَعْكَ قِـلَّـتُـهُ * * * فكُلُّ ما سَدَّ فَقْراً فهْوَ مَحْمُـودُ
</center>
وقال قَيْس بن الخَطِيم
<center>
إذا جاوَزَ الإِثْـنَـيْنِ سِـرٌّ فـإنَّـهُ * * * بنَثٍّ وتَكْثِـيرِ الـحَـدِيثِ قَـمِـينُ
وإنْ ضَيَّعَ الإِخوانُ سِرَّاً فـإِنَّـنِـي * * * كَتُومٌ لأَسْرارِ الـعَـشـيرِ أَمِـينُ
أَبَى الذَّمَّ لِي آباءُ تَنْمِـي جُـدُودُهُـمْ * * * وفِعْلِي بِفعْلِ الصَّالِحـينَ مُـعِـينُ
سَلِي مَنْ جَلِيسِي في النَّدِيِّ ومَأْلَفِـي * * * ومَنْ هو لِي عِنْدَ الصَّفـاءِ خَـدِينُ
وإنِّي لأَعْتامُ الرِّجـالَ بـخُـلَّـتِـي * * * إلى الرَّأْيِ في الأحْداثِ حينَ تَحِينُ
فأُبْرِي لَهُمْ صَدْرِي، وأُصْفِي مَوَدَّتِي، * * * وسِرُّكَ عِنْدِي بَعْدَ ذاكَ مَـصُـونُ
أَمُرُّ على الباغِي، ويَغْلِظُ جانِـبِـي * * * وذُو الوُدِّ أحْـلَـوْلِـي لـه وأَلِـينُ
</center>
وقال آخر
<center>
لا يَعْلَمُ المَرْءُ لَيلاً ما يُصَبِّحُهُ * * * إلاَّ كَواذِبَ مِمَّا يُخْبِرُ الفـالُ
والفالُ والزَّجْرُ الكُهَّانُ كُلُّهُمُ * * * يُضَلِّلُونَ، ودُونَ الغَيْبِ أَقْفالُ
</center>
وقال
جَبَلَة العُذْرِي
عبد المَسِيح بن بُقَيْلَة الغَسّابِيّ
<center>
اسْتَقْدِرِ الـلـه خَـيْراً وارْضـيَنَّ بـه * * * فَبَيْنَما العُـسْـرُ إِذْ دارَتْ مَـياسِـيرُ
تَأْتِي أُمورُ فما تَـدْرِي أعـاجِـلُـهـا * * * خَيْرٌ لنَفْسِـكَ أَمْ مـا فِـيه تَـأْخِـيرُ
وبَيْنَما المَرْءُ في الأحْياءِ مُغْتـبِـطـاً * * * إذْ صارَ في الرَّمْسِ تَعْفُوهُ الأعاصِيرُ
يَبْكِي الغَرِيبُ عَلَـيه لَـيْسَ يَعْـرِفُـهُ * * * وذُو قَرابَتِهِ في الـحَـيِّ مَـسْـرُورُ
حَتَّـى كـأَنْ لـم يُكـنْ إلاّ تَـذَكُّـرُهُ * * * والـدَّهْـرُ أَيَّتَـمـا حـالٍ دَهـارِيرُ
الخيرُ والشَّرُّ مَقْرُونـانِ فـي قَـرَنٍ * * * والخَيْرُ مُتَّبَـعٌ والـشَـرُّ مَـحْـذُورُ
والنّاسُ أوْلادُ عَلاّتٍ فَمنْ عَـلِـمُـوا * * * أنْ قد أَقَلَّ فمَجْـفُـوٌّ ومَـحْـقُـورٌ
وهُمْ بنُـو الأُمِّ إنْ رَأَوْا لـه نَـشَـبـاً * * * فذاكَ بالغَيْبِ مَحْفُـوظٌ ومَـخْـفُـورُ
</center>
وقال النَّمِر بن تَوْلَب
<center>
أَعاذِلَ إنْ يُصْبِحْ صَدايَ بقَفْـرَةٍ * * * بَعِيداً نَآنِي صاحِبِ وقَـرِيبِـي
تَرَى أنَّ ما أَبْقَيْتُ لَمْ أكُ رَبَّـهُ * * * وأنَّ الذي أَنْفَقْتُ كانَ نَصِيبِـي
وذِي إبِلٍ يَسْعَى ويَحْسِبُهـا لـه * * * أَخِي نَصَبٍ في رَعْيِها ودُؤُوبِ
غَدَتْ، وغدا رَبٌّ سِواهُ يَسُوقُها * * * وبُدِّلَ أَحْجاراً وجالَ قَـلِـيبِ
</center>
وقال أبو الأَسْود الدُّؤلِيّ
<center>
أَفْنَى الشَّبابَ الذي أَبْلَيْتُ جِدَّتَـهُ * * * كَرُّ الجَدِيدَيْنِ مِن آتٍ ومُنْطَلِقٍ
لَمْ يَتْرُكا لي في طُولِ اخْتِلافِهما * * * شَيْئاً أَخافُ عليه لَذْعَةَ الحَـدَقِ
</center>
وقال مالِك بن أَسْماء الفَزارِيّ
<center>
كَتَمْتُ شَيْبِي لِيَخْفى بَعْدَ رَوْعَتِهِ * * * فلاحَ مِنْهُ وَمِيضٌ ليس يَنْكَتِمُ
راعَ الغَوانِي، فما يَقْرَبْنَ ناحِيَةً * * * رَأَيْنَ فِيها بُرُوقَ الشَّيْبِ تَبْتَسِمُ
</center>
وقال الحارِث بن كَلَدَة الثَّقَفِيّ
وتروى لغَيْلان بن سَلَمَة الثَّقَفِيّ
<center>
ألا أَبْلِغْ مُعاتَبَتِـي وقـوْلِـي * * * بَنِي عَمِّي، فقدْ حَسُنَ العِتابُ
وسَلْ هل كان لي ذَنْبٌ إليهِمْ * * * هُمُ مِنْهُ، فأَعْتِبُهُمْ، غِضـابُ
كَتَبْتُ إليهمُ كُتُـبـاً مِـراراً * * * فَلمْ يَرجِعْ إليَّ لهـا جَـوابُ
فما أَدْرِي أَغَيَّرَهُـمْ تَـنـاءٍ * * * وطُولُ العَهْدِ، أمْ مالٌ أَصابُوا
فمَنْ يكُ لا يَدُومُ لـه وَفـاءٌ * * * وفِيه حينَ يَغْتَرِبُ انْقِـلابُ
فعَهْـدِي دائِمٌ لَـهُـمُ ووُدِّي * * * على حالٍ إذا شَهِدُوا وغابُوا
</center>
وقال آخر
<center>
وإذا صاحَبْتَ فاصْحَبْ ماجِداً * * * ذا حَياءٍ وعَفَـافٍ وكَـرَمْ
قَوْلُهُ للشَّيء: لا، إنْ قُلْتَ: لا * * * وإذا قُلْتَ: نَعَمْ، قال: نَعَـمْ
</center>
وقال الحُطَيْئَةُ العَبْسِيّ
<center>
ولَسْتُ أَرَى السَّعادَةَ جَمْعَ مالٍ * * * ولكنَّ التَّقِيَّ هو الـسَّـعِـيدُ
وتَقْوَى الله خَيْرُ الزّادِ ذُخْـراً * * * وعندَ الله للأَتْـقَـى مَـزِيدُ
وما لا بُـدَّ أنْ يَأْتِـي قَـريبٌ * * * ولكنَّ الذي يَمْضِـي بَـعِـيدُ
</center>
وقال هُدْبَة بن خَشْرَم
أموي الشعر
<center>
وكُنْ مَعْقِلاً للحِلمِ، واصْفَحْ عن الخَنا * * * فإنَّك راءٍ مـا حَـيِيتَ وَسـامِـعُ
فأَحْبِبْ إذا أَحْبَبْتَ حُبَّـاً مُـقـارِبـاً * * * فإنَّكَ لا تَدْرِي مَتَـى أنـتَ نـازِعُ
وأبْغِضْ إذا أَبْغَضْتَ بُغْضاً مُقارِبـاً * * * فإنَّكَ لا تَدْرِي مَتَى أنـتَ راجِـعُ
</center>
وقال الأَعْوَر الشَّنِّيّ
جُهَيْم بن الحارث، من بني عائِذَة بن شَنّ
<center>
لَقد عَلِمَتْ عُمَـيْرَةُ أن جـارِي، * * * إذا ضَنَّ المُثَمِّرُ، مِـن عِـيالِـي
وأنِّي لا أَضَنُّ على ابنِ عَـمِّـي * * * بنَصْرِي في الخُطُوبِ ولا نَوالِي
ولستُ بقـائِلٍ قَـوْلاً لأحْـظَـى * * * بقَوْلٍ لا يُصَـدِّقُـهُ فَـعـالِـي
وما التَّقْصِيرُ، قد عَلِمَـتْ مَـعَـدٌّ * * * وأَخْلاقُ الدَّنِـيَّةِ مِـن خِـلالِـي
وأَكْرَمُ ما تُكونُ عليَّ نَـفـسِـي * * * إذا ما قَلَّ في اللَّزبـاتِ مـالِـي
فَتحْسُنُ نُصْرَتِي، وأَصُونُ عِرْضِي * * * وَيَجْمُلُ عِنْدَ أَهْلِ الرَّأْيِ حـالِـي
وإنْ نِلْتُ الغِنَى لَـمْ أَغْـلُ فِـيهِ * * * ولَمْ أَخْصُصْ بجَفْوَتِيَ المُوالِـي
وقدْ أَصْبَحْتُ لا أَحْـتـاجُ مـمّـا * * * بَلَوْتُ مِن الأمُورِ إلـى سُـؤالِ
وذلكَ أَنِّـنِـي أَدَّبْـتُ نَـفْـسِـي * * * وما حَلْتُ الرِّجالَ ذَوِي المِحـالِ
إذا ما المَرْءُ قَصَّـرَ ثُـمّ مَـرَّتْ * * * عَليه الأَرْبَعُون، من الـرِّجـالِ
ولَمْ يَلْحَقْ بصالِحـهِـمْ فـدَعْـهُ * * * فلَيْسَ بلاحِقٍ أُخْرَى الـلَّـيالِـي
</center>
وقال المُتَلَمِّس
واسمه جرير
<center>
وأعَلمَ علم حَقٍّ غَـيْرَ ظَـنٍّ * * * وتَقْوَى الله مِن خَيْرِ العَتـادِ
لَحِفْظُ المالِ خَيْرٌ مِن بُغـاهُ * * * وضَرْبٍ في البِلادِ بغَيْرِ زادِ
وإصْلاحُ القِلـيلِ يَزِيدُ فِـيهِ * * * ولا يَبْقَى الكَثِيرُ مع الفَسـادِ
</center>
وقال الأفْوَه الأوْدِيّ
صَلاءَة بن عَمْرو بن الحارث
<center>
الـبَـيْتُ لا يُبْــتَـــنَـــى إلا لـــهُ عَـــمَـــدٌ * * * ولا عِـــمـــادَ إذا لَـــمْ تُـــرْسَ أَوْتـــــادُ
وإنْ تَـــجَـــمَّـــعَ أَوْتـــادٌ وأَعْـــمِــــدَةٌ * * * وسـاكِـنٌ بَـلَـغُــوا الأَمْـــرَ الـــذي كـــادُوا
لا يَصْـلُـحُ الـنَّـاسُ فَـوْضَـى لا سَـراة لَـــهُـــمْ * * * و لا ســـراة إذا جـــالـــهـــم ســـــادوا
تُلْـفَـى الأُمُـورُ بـأَهْـلِ الـرَّأْيِ مـا صَـلَــحَـــتْ * * * فإنْ تَـوَلَّـتْ فـبِــالأَشْـــرارِ تَـــنْـــقـــادُ
إذا تَـوَلَّـى سَـــراةُ الـــقَـــوْمِ أَمْـــرَهُـــمْ * * * نَمَـى عـلـــى ذاكَ أَمْـــرُ الـــقَـــوْمِ وازْدادُوا
أَمارَةُ الغَيِّ أَنْ يُلْفَى الجَمِيعُ لَدَى * * * الإِبْرامِ للأمْرِ والأَذْنابُ أَكْتادُ
كَيْفَ الرَّشادُ إذا ما كنتَ مِن نَفَرٍ * * * لهُــمْ عـــن الـــرُّشْـــدِ أَغْـــلالٌ وأَقـــيادُ
أَعـطَـوا غُـواتَـهُـمُ جَـهْـلاً مَـقـــادتَـــهُـــمْ * * * فُكُّـلـهُـمْ فـي حِـبـالِ الـغَـيِّ مُـــنْـــقـــادُ
حانَ الـرَّحِــيلُ إلـــى قـــومٍ وإنْ بَـــعُـــدُوا * * * فيهِــمْ صَـــلاحٌ لِـــمُـــرْتـــادٍ وإرشـــادُ
فسَـوْفَ أَجْـعَـلُ بُـــعْـــدَ الأرْضِ دُونَـــكُـــمُ * * * وإنْ دَنَــتْ رَحِـــمٌ مـــنـــكُـــمْ ومِـــيلادُ
</center>
وقال المُغِيرة بن حَبْناء
<center>
خذ مِن أخيكَ العَفْوَ واغْفِرْ ذُنْوبَـهُ * * * ولا تَكُ في كُلِّ الأُمُورِ ومُعـاتِـبُة
فإنَّكَ لَنْ تَلْقَـى أَخـاكَ مُـهَـذَّبـاً * * * وأيُّ امْرئٍ يَنْجُو مِن العَيْبِ صاحِبهُ
أَخُوكَ الذي لا يَنْقُضُ النَّأْيُِ عَهْدَهُ * * * ولا عِنْدَ صَرْفِ الدَّهْرِ يَزوَرُّ جانِبُه
ولَيْسَ الذي يَلْقاكَ بالبِشْرِ والرِّضَى * * * وإنْ غِـبْـتَ عـنـه لَـسَّـعَـتْـــكَ عَـــقـــارِبُـــهُ
</center>
وقال أيضاً، وتُرْوى للجَعْجاع الزِّيادي
<center>
إذا المَرْءُ أُوْلاَك الهَوانَ فـأَوْلِـهِ * * * هَواناً، وإنْ كَانَتْ قَريباً أَواصِرُهْ
فإنْ أنْتَ لَمْ تَقْدِرْ على أَنْ تُهِنَـهُ * * * فدَعْهُ إلى اليومِ الذي أنتَ قادِرُهْ
وقارِبْ إذا لم تَجِـدْ لـكَ حِـيلَةً * * * وصَمِّمْ إذا أَيْقَنْتَ أنَّكَ عـاقِـرُه
وإنِّي لأَجْزِي بالمَودَّةِ أهْـلَـهـا * * * وبالشَّرِّ حتَّى يَسْأَمَ الشَّرَّ حافِـرُهْ
وأَغْضَبُ للموْلَى فأَمْنَعُ ضَيْمَـهُ * * * وإنْ كان غِشَّاً ما تُجِنُّ ضَمائِرُهْ
فأَحْلُمُ ما لَمْ أَلْقَ في الحِـلْـمِ ذِلَّةً * * * وللجاهِلِ العِرِّيضِ عِندِيَ زاجِرُهْ
</center>
وقال حاتِم الطّائِيّ
<center>
أَماوِيَّ قد طالَ التَّجَنَّبُ والـهَـجْـرُ * * * وقَدْ عَذَرَتْنِي في طِلابِكُـمُ الـعُـذْرُ
أَمـاوِيَّ إنَّ الـمـالَ غــادٍ ورائِحٌ * * * ويَبْقَى مِن المالِ الأَحادِيثُ والذِّكْـرُ
أَماوِيَّ إنْ يُصْبِحْ صَدايَ بـقَـفْـرَةٍ * * * مِن الأرْضِ لا مالٌ لَدَيَّ ولا خَمْـرُ
تَرَىْ أنَّ ما أنْفَقْتُ لَمْ يَكُ ضَـرَّنِـي * * * وأنَّ يَدِي مِمّا بَخِلْـتُ بـه صِـفْـرُ
أَماوِيّ ما يُغْنِي الثَّراءُ عن الفَـتَـى * * * إذا حَشْرَجَتْ يَوْماً وضاقَ بِها الصَّدْرُ
وقَدْ عَلِمَ الأَقْـوامُ لـو أنَّ حـاتِـمـاً * * * أَرادَ ثَراءَ المـالِ كـانَ لـهُ وَفْـرُ
وأَنِّيَ لا آلُـو لِـمـالِـي صَـنِـيعَةً * * * فأَوَّلُـهُ زادٌ وآخِـــرُهُ ذُخْـــرُ
يُفَكُّ به العـانِـي ويُؤْكَـلُ طَـيِّبـاً * * * ولا أَنْ تُعَرِّيهِ القِداحُ ولا الخَـمْـرُ
غَنِينا زَماناً بالتَّصَعْلُـكِ والـغِـنَـى * * * وكُلاًّ سَقاناهُ بِكَأْسَيْهِـمـا الـدَّهْـرُ
وما ضَرَّ جاراً يا ابنةَ القَوْمِ فاعْلَمِـي * * * يُجاوِرُني أنْ لا يَكُونَ لـه سِـتْـرُ
بِعَيْنِيَ عن جاراتِ قَوْمِـيَ غَـفْـلَةٌ * * * وفِي السَّمْعِ مِنِّي عن حَدِيثِهمُ وَقْـرُ
</center>
وقال عامر بن عَمْرو
من بني البَكّاء
<center>
خُذِي الـعَـفْـوَ مِـنِّـي تَـسْـتَـدِيمـــي مَـــوَدَّتِـــي * * * ولا تَـنْـطِـقـي فـي سَـوْرَتِـي حــينَ أَغْـــضَـــبُ
ولا تَـنْـقُــرِينِـــي نَـــقْـــرَكِ الـــدُّفَّ دائِمـــاً * * * فإنَّـــكِ لا تَـــدْرِينَ كَـــيفَ الـــمُـــغَــــيَّبُ
فإنِّي رَأَيْتُ الحُبَّ في القَلْبِ والأَذَى * * * إذا اجْتَمعا لم يَلْبَثِ الحُبُّ يَذْهَبُ
</center>
وقال أعْرابي من بني قَرِيْع
<center>
مَتَى ما يَرَ النَّاسُ الغَنِيَّ، وجـارُهُ * * * فَقِيرٌ، يَقُولُوا: عاجِـزٌ وجَـلـيدُ
وليس الغِنَى والفَقْرُ من حِيلَةِ الفَتَى * * * ولكنْ أَحاظٍ قُسّـمَـتْ وجُـدُودُ
إذا المَرْءُ أَعْيَتْهُ السِّـيادَةُ نـاشِـئاً * * * فَمطْلَبُها كَهْـلاً عـلـيه شَـدِيدُ
وكائِنْ رَأَيْنا مِن غِـنـيٍّ مُـذمَّـمٍ * * * وصُعْلُوكِ قَوْمٍ ماتَ وهْوَ حَمِـيدُ
</center>
وقال عمّار بن جابِر الهِلالِيّ
<center>
يا رُبَّ قائِلةٍ يَوْماً لِجـارَتـهـا: * * * هل أنتِ مُخْبِرَتِي ما شأْنُ عَمَّارِ
قالَتْ: أَرَى رَجُلاً عارٍ أشاجِعُـهُ * * * كَأَنَّه ناقِهٌ أو نِضْـوُ أَسـفـارِ
إمِّا تَرَيْنِي لجِسْمِي غيرَ مُحْتَشِـدٍ * * * فإنَّنِي حَشِدٌ للضَّيْفِ والـجـارِ
وما على الحُرِّ أنْ تَعْرَى أشاجِعُهُ * * * ويَلْبَسُ الخَلَقَ المَرْقُوعَ مِن عارِ
</center>
وقال آخر
<center>
لِلجِدِّ ما خُلِقَ الإنْسانُ، فالْتَمِسَنْ * * * بالجِدِّ حَظَّكَ لا باللَّهْوِ واللّعِبِ
لا يَلْبَثُ الهَزْلُ أَنْ يَجْنِي لِصاحِبهِ * * * ذَمَّاً ويُذْهِبَ عَنْهُ بَهْجَةَ الأدَبِ
</center>
وقالت مَيْسُون الكَلْبِيّة
لما تَزوّج بها معاوِية
<center>
لَبَيْتٌ تَخْفِـقُ الأَرْواحُ فِـيهِ * * * أحَبُّ إليَّ من قَصْرٍ مُنِيفِ
وأَصْواتُ الرِّياحِ بكُلِّ فَـجٍّ * * * أَحب إلي من نقر الدُّفُوفِ
وكَلْبٌ يَتْبَعُ الأظْعانَ صَعْبٌ * * * أَحَبُّ إليّ مِن هِـرٍّ أَلِـيفِ
ولُبْسُ عَباءَةٍ وتَقِرَّ عَـيْنِـي * * * أَحَبُّ إليَّ مِن لُبْسِ الشُّفُوفِ
وخِرْقٌ مِن بَنِي عَمِّي نَجِيبٌ * * * أَحَبُّ إليَّ مِن عِلْجٍ عَلِـيفِ
</center>
فقال معاوية: ما كفى أن جَعَلْتَنِي عِلْجاً حتَّى جَعَلْتَنِي عَلِيفاً، ثم أوْلَدَها يَزِيد.
وقال آخر
<center>
إنِّي سأَسْتُر ما ذُو العَقْلِ ساتِـرهُ * * * مِن حاجةٍ، وأمِيتُ السِّرَّ كِتْمانـا
وحاجةٍ دُونَ أُخْرَى قد سَنَحْتُ بِها * * * جَعلْتُ للَّتِي أَخْفَيْتَ عُـنْـوانـا
</center>
وقال مالِك بن أَسْماء بن خارِجَة
وتُرْوَى لأبِي دَهْبَل الجُمَحِيّ، والأوّل أكثر. وتروى لأيْمَن بن خُرَيْم
<center>
أَتانِي بِها يَحْيَى وقَدْ نِمْتُ نَوْمَةً * * * وقَدْ غابَتِ الجَوْزاءُ وانْحَدَرَ النَّسْرُ
فقلتُ: اصْطَبِحْها، أو لغَيْرِيَ سَقِّها * * * فمـا أنـا بَـعْـدَ الـشَّـيْبِ ويْبَـكَ والـــخَـــمْـــرُ
إذا الـمَـرْءُ وَفَّــى الأَرْبَـــعِـــينَ ولَـــمْ يَكُـــنْ * * * لَه دُونَ مـــا يَأْتِـــي حَـــياءٌ ولا سِـــتْــــرُ
فذَرْهُ ولا تَـنْـفَـــس عـــلـــيه الـــذي أَتـــى * * * ولَـوْ مَـدَّ أسْـبـابَ الـحَـــياةِ لـــه الـــدَّهْـــرُ
</center>
وقال النابِغَة الجَعْدِيّ
<center>
وَبَيْضاءَ مِثْلِ الرِّئْمِ، لو شِئْتُ قد صَبَتْ * * * إليَّ، وفِيها للمُخـاتِـلِ مَـلْـعَـبُ
تَجَنَّبْتُها، إِنِّي امْرُوٌ فـي شَـيْبَـتِـي * * * وتَلْعابَتِي عن جانِبِ الجارِ أَجْـنَـبُ
وصَهْباءَ لا تَنْفِي القَذَى وهْيَ دُونَـهُ * * * تُصَفَّقُ في راوُوقِها ثم تُـقْـطَـبُ
تَمَزَّزْتُها والدِّيكُ يَدْعُـو صَـبـاحَـهُ * * * إذا ما بَنُو نَعْشٍ دَنَوْا فَتَـصـوَّبُـوا
</center>
وقال أبو الأَسْوَد الدُّؤلِيّ
<center>
دَعِ الخَمْرَ يَشْرَبْها الغُواةُ، فإنَّنِي * * * رَأَيْتُ أَخاها مُغْنِياً لِمَكانِـهـا
فإلاّ يَكُنْها أَو تَكُـنْـهُ، فـإنَّـهُ * * * أَخُوها غَذَتْهُ أُمُّها بِلِبـانِـهـا
</center>
وقال حارِثَة بن بَدْر
<center>
إذا ما شَرِبْتُ الرَّاحَ أَبْدَتْ مَكارِمِـي * * * وجُدْتُ بِما حازَتْ يَدايَ مِن الوَفْـرِ
وإنْ مَسَّنِي جَهْلاً نَـدِيمِـيَ لـم أَزِدْ * * * علي: اشْرَبْ هَداكَ اللهُ، طَيِّبَة النشْرِ
أَرَى ذاكَ حَقَّاً واجِباً لـمُـنـادِمِـي * * * إذا قال لي غَيْرَ الجَمِيلِ مِن السُّكْـرِ
</center>
وقال الأُقَيشِر المُغِيرَة
بن عبد الله بن عَمْرو
<center>
لا تَشْرَبَنْ أَبَداً راحـاً مُـسـارَقَةً * * * إلاّ مع الغُرِّ أَبْنَاءِ الـبَـطـارِيقِ
أَفْنَى تِلادِي وما جَمَّعْتُ مِن نَشَـبٍ * * * قَرْعُ القَواقِـيزِ أَفْـواهَ الأَبـاريقِ
كأنَّهُنَّ وأيْدِي الـقَـوْمِ مُـعْـمَـلَةٌ * * * إذا تلألأْنَ في أيْدِي الـغَـرانِـيقِ
عليكَ كُلَّ فَتَى سَـمْـحٍ خَـلائِقُـهُ * * * مَحْضُ العُرُوقِ كَرِيمٌ غيرُ مَمْذُوقِ
</center>
وقال بَكْر بن النَّطّاح
بن أَبِي حِمار الحَنَفِي
<center>
إذا ما طَوَى دُونِي امرؤٌ بَطْنَ كَفِّهِ * * * طَوَيْتُ يَمِينِي دُونَهُ وشِـمـالِـيا
يَبِينُ لنا ذُو الحِلْمِ مِن حُلَـمـائِنـا * * * إذا ما تَعاطَيْنا الزُّجاجَ تَعـاطِـيا
أَرَى الكَأْسَ تُهْدِي للَّـئِيمِ مَـلامَةً * * * وتَتْرُكُ أخْلاقَ الكَرِيمِ كما هـيا
رأَيْتُ أَقَلَّ النَّاسِ عَقْلاً إذا انْتَشَـى * * * اقَلّهُمُ عَقْلاً إذا كـانَ صـاحِـيا
</center>
وقال قَعْنَب بن أُمِّ صاحِبِ
ونَسَبها ثَعْلَب إلى طيلة الفَزارِيّ
==تمت ص 139==
|