الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الحماسة البصرية - تتمة باب الأدب»
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
سطر 1٬672:
ونَسَبها ثَعْلَب إلى طيلة الفَزارِيّ
مَهْلاً أعاذِلَ قد جَرَّبْتِ مِن خُلُـقِـي * * * أَنّي أَجُودُ لأقْـوامٍ وإنْ ضَـنِـنُـوا
مِثْلُ العَصافِيرِ أَحْلامـاً ومَـقْـدِرَةً * * * لو يُوزَنُونَ بِزِفِّ الرِّيشِ ما وَزَنُـوا
مالِي أَكَفْكِفُ عن سَعْدٍ وتَشْتِمُـنِـي * * * ولَوْ شَتَمْتُ بَنِي سَعْدٍ لقَدْ سِكَـنُـوا
جَهْلاً عَلَيْنا وجُبْنـاً عـن عَـدُوِّهُـمُ * * * لَبِئسَتْ الخَلَّتانِ الجَهْلُ والـجُـبُـنُ
إنْ يَسْمَعُوا رِيَبَةً طارُوا بها فَـرَحـاً * * * عنِّي، وما سَمِعُوا مِن صالِحٍ دَفَنُـوا
وقَدْ عَلمْتُ على أَنِّي أُعـاشِـرُهُـمْ * * * لا تَبْرَحُ الدَّهْرَ إلاّ بَـيْنَـنـا إحَـنُ
كُلٍّ يُداجِي على البَغْضاءِ صاحِـبَـهُ * * * ولَنْ أُعالِنَهُمْ إلا كـمـا عَـلَـنُـوا
ولَنْ يُراجِعَ قَـلْـبِـي وُدَّهُـمْ أَبَـداً * * * زُكِنْتُ مِن بُغْضِهِمْ مِثْلَ الذي زَكَنُوا
</center>
وقال آخر
<center>
تَعَلَّمْ، فَلَيْسَ المَرْءُ يُولَدُ عالِمـاً * * * ولَيْسَ أَخُو عِلْمٍ كمَنْ هو جاهِلُ
وإنَّ كَبِيَر القومِ لا عِلْمَ عِـنْـدَهُ * * * صَغِيرٌ إذا الْتَفَّتْ عليه المَحافِلُ
</center>
وقال الرَّبِيع بن أبي الحُقَيْق اليَهُودِيّ
<center>
إنَّا إذا مالَتْ دَواعِي الهَوَى * * * وأَنْصَتَ السَّامِعُ للقَـائِلِ
واعْتَلَجَ القَوْمُ بأَلْبـابِـهِـمْ * * * نَقْضِي بحُكُمْ عادِلٍ فاصِلِ
نَكْرَهُ أَنْ نَسْفَهَ أَحْلامَـنـا * * * فنَخْمُلَ الدَّهْرَ مع الخامِلِ
لا نَجْعَلُ الباطِلَ حَقَّـاً ولا * * * نَلِطُّ دُونَ الحَقِّ بالباطِـلِ
</center>
وقال آخر
<center>
أَلَمْ تَعْلَم، جزَاكَ الله خَـيْراً * * * بأن أَخا المَكارِمِ لا يَخُونُ
وحِلْفُ الخَيْرِ مُؤْتَمَنٌ حَفُوظٌ * * * ولكنْ قَلَّ في النَّاسِ الأَمِينُ
</center>
وقال آخر
<center>
سأَرْعَى كُلَّ ما اسْتُودِعْتُ جُهْدِي * * * وقَدْ يَرْعَى أَمانَـتَـهُ الأمِـينُ
وذُو الخَيْرِ المُـؤَثَّـلِ ذو وَفـاءٍ * * * كَرِيمٌ لا يَمَـلُّ ولا يخُـــونُ
</center>
وقال حُنَيْف بن عُمَيْرِ اليَشْكُرِيّ
وتُروى لنَهار ابن أخت مُسَيْلَمَة الكَذّاب
<center>
اصْبِرِ النَّفْسَ عِنْدَ كُلِّ مُلِـمِّ * * * إنَّ في الصَّبْرِ حِيلَةَ المُحْتالِ
لا تَضِيقَنَّ بالأُمُورِ فقدْ تُـكْ * * * شَفُ غَمّاؤُها بِغَيْرِ احْتِـيالِ
رُبَّما تَكْرَهُ النُّفُوسُ مِـن الأمْ * * * رِ له فَرْجَةٌ كَحَلِّ العِقـالِ
</center>
وقال مالِك بن قُرَّة، أموي الشعر
<center>
وذِي حَنْقٍ عَلـيَّ يَوَدُّ أنِّـي * * * أَتَى دُونِي الصَّفائِحُ والتُّرابُ
تَرَكْتُ عِتابَهُ وصَفَحْتُ عَنْهُ * * * ويَبْقَى الوُدُّ ما بَقِيَ العِتـابُ
</center>
وقال آخر
<center>
إنَّ الكَـرِيمَ إذا مـا كـانَ ذا كَـذِبٍ * * * شانَ التَّكَرُّمَ مِنْـهُ ذلـكَ الـكَـذِبُ
والصِّدْقُ أَفْضَلُ شَيْءٍ أَنتَ فاعِـلُـهُ * * * لا شَيْءَ كالصِّدْقِ لا فَخْرٌ ولا حَسَبُ
</center>
وقال الحَجَّاج السُّلَمِيّ
<center>
بَخِيلٌ يَرَى في الجُودِ عاراً، وإنَّما * * * على المَرْءِ عارٌ أَنْ يَضَنَّ ويَبْخَلا
إذا المرْءُ أَثْرَى، ثُمَّ لَمْ يَرْجُ نَفْعَهُ * * * صَدِيقٌ، فلاقتْهُ الـمَـنِـيَّةُ أَوَّلا
</center>
وقال آخر
<center>
وما أُبالي إذا ضَيْفٌ تَضَـيَّفَـنِـي * * * ما كان عِنْدِي إذا أعْطَيْتُ مَجْهُودِي
</center>
وقال امرؤُ القَيْس بن حُجْر الكِنْدِيّ
<center>
إذا ما لم تَكُنْ إِبِلٌ فمِعْـزَى * * * كَأَنَّ قُرُونَ جِلَّتِها قِـسِـيُّ
فَتملأُ بَيْتَنا أَقِطاً وسَـمْـنـاً * * * وحَسْبُكَ مِن غِنَى شِبَعٌ ورِيُّ
تَرُوحُ كَأَنَّها مِمَّا أَصـابَـتْ * * * مُعَلَّقَةٌ بأحقِـيهـا الـدُّلِـيُّ
</center>
وقال آخر
<center>
أَجُودُ بمالِي دُونَ عِرْضِي، ومَنْ يُرِدْ * * * رَزِيَّةَ عِرْضِي يَعْتَرِضْ دُونَه البُخُلُ
إذا المَرْءُ أَثْرَى ثُم ضَنَّ بـمـالِـهِ * * * أَبَى النَّاسُ يوماً أَنْ يكُونَ له الفَضْلُ
</center>
وقال الحَكَم بن عَبْدَل الأُسَدِيّ
<center>
وإنّ لأسْتَغْنِي فما أَبْطَـرُ الـغِـنَـى * * * وأَبْذُلُ مَيْسُورِي لمَنْ يَبْتَغِي قَرْضِـي
وأُعْسِرُ أَحْياناً فتَـشْـتَـدُّ عِـزَّتِـي * * * وأُدْرِكُ مَيْسُورَ الغِنَى ومَعِي عِرْضِي
</center>
وقال آخر
<center>
تُعَلِّمُنِي بالعَيْشِ عِرْسِي كَأَنَّمـا * * * تُعَلِّمُنِي الأمْرَ الذي أنا جاهِلُـهْ
يَعِيشُ الفَتَى بالفَقْرِ يَوْماً وبالغِنَى * * * وكُلاً كأَنْ لم يَلْقَ حينَ يُزايِلُـهْ
</center>
وقال الأُقَيْشِر الأسَدِيّ
<center>
إنْ كنتَ تَبْغِي العِلْمَ أو أهْلَهُ * * * أو شاهِداً يُخْبِرُ عن غائِبِ
فاعْتَبِرِ الأرْضَ بأَرْبابِـهـا * * * واعْتَبِرِ الصاحِبَ بالصَّاحِبِ
</center>
وقال عُيَيْنَة بن هُبَيْرَة
<center>
وما صاحِبِي عِنْدَ الرَّخاءِ بِصاحِبٍ * * * إذا لم يَكُنْ عندَ الأُمورِ الشَّـدائِدِ
إذا ما رَأى وَجْهِي فأَهْلاً وَمَرْحَباً * * * وَيَرْمِي وَرائِي بالسِّهامِ القَواصِدِ
إذا انْتَقَدَ النَّاسُ الـكِـرامَ رَأَيْتَـهُ * * * يَطِنُّ طَنِينَ الزَّيْفِ في كَفِّ ناقِدِ
</center>
وقال عُرْوَة بن أُذَيْنَة القُرَشِيّ
أموي الشعر
<center>
لقَدْ عَلِمْتُ، وما الإشْرافُ مِن خُلُقِي * * * أنَّ الذي هو رِزْقِي سَوْفَ يَأْتِينِـي
أَسْعَى له فيُعَنِّـينِـي تَـطَـلُّـبُـهُ * * * ولو قَعَدْتُ أَتانِـي لا يُعَـنِّـينـي
لا أَرْكَبُ الأَمْرَ تَزْرِي بي عواقِبُـهُ * * * ولا يُعابُ به عِرْضِـي ولا دِينـي
كم مِن فَقِيرٍ غَنِيَّ النَّفْسِ تَعْـرِفُـهُ * * * ومنْ غَنِيٍّ فَقِيرِ النَّفْسِ مِسْـكِـينِ
إِنِّي لأنْطِقُ فِيما كانَ مِـن أرَبِـي * * * وُكْثِرُ الصَّمْتَ عَمَّا ليس يَعْنِـينِـي
لا خَيْرَ في طَمَعٍ يُدْنِي إلى طَبَـعٍ * * * وغُبَّرٌ من كِفافِ العَيْشِ تَكْفِـينـي
</center>
وقال أبو الرُّبَيْس الثَّعْلَبِيّ
<center>
أَيُّ عَيْشٍ عَيْشِي إذا كُنْـتُ فـيه * * * بَيْنَ حَلٍّ وبَـيْنَ وَشْـكِ رَحِـيلِ
كُلُّ فَجٍّ مِـن الـبِـلادِ كـأَنِّـي * * * طالِبٌ بَعْضَ أهْـلِـهِ بـذُحُـول
ما أَرَى الفَضْلَ والـتَّـكَـرُّمَ إِلاّ * * * تَرْكَكَ النَّفْسَ عن طِلابِ الفُضُول
وبلاءٌ حَـمْـلُ الأيادِي وأنْ تَـسْ * * * مَعَ مَنَّاً تُؤْتَى بـه مِـن مُـنِـيلِ
</center>
وقال الأَعْوَر الشَّنِّيّ
<center>
أَلَمْ تَرَ مِفْتاحَ الفُـؤادِ لِـسـانَـهُ * * * إذا هو أَبْدَى ما يَقُولُ مِن الـفَـمِ
وكائِنْ تَرَى مِن صامِتٍ لكَ مُعْجِبٍ * * * زِيادَتُهُ أو نَقْصُهُ في التَّـكَـلُّـمِ
لِسانُ الفَتَى نِصْفٌ ونِصْفٌ فُـؤادُهُ * * * فَلَمْ يَبْقَ إلا صُورَةُ اللَّحْـمِ والـدَّمِ
</center>
وقال جَرِير بن الخَطَفَي
<center>
وكنتُ إذا عَلِقْتُ حِبالَ قَـوْمٍ * * * صَحِبْتُهُمُ وشِيمَتِيَ الـوَفـاءُ
فأُحْسِنُ حِينَ يُحْسِنُ مُحْسِنُوهُمْ * * * وأَجْتَنِبُ الإساءَةَ إنْ أَساءُوا
وأَنْظُرُ ما بِعَيْنِهمُ بـعَـيْنِـي * * * عَلَيْها مِن عُيُوبِهِمُ غِـطـاءُ
</center>
وقال فَضَالَة بن زَيْد العَدْوانِيّ
وكان من المعمرين
<center>
إذا جَلَّ خَطْبٌ صُلْتُ بالمالِ حَيْثُما * * * تَوَجَّهْتُ من أَرْضى فَصِيحٍ وأَعْجَمِ
وهابَكَ أَقوامٌ وإنْ لَمْ تُـصِـبْـهُـمُ * * * بِنَفْعٍ، ومَنْ يَسْتَغْنَ يُحْمَدْ ويُكْـرِمِ
وفي الفَقْرِ ذُلٍّ للرِّقابِ، وطالـمـا * * * رَأَيْتُ فَقِيراً غيرَ نِكْـسٍ مُـذَمَّـمِ
يُلامُ وإنْ كان الصَّوابُ بـكَـفِّـهِ * * * وتُحْمَدُ آلاءُ البَخِيلِ الـمُـدَرْهَـمِ
كذلكَ هذا الدَّهْرُ يَرْفَعُ ذا الغِنـى * * * بلا كَرَمٍ مِـنْـه ولا بـتَـحَـلُّـم
</center>
وقال أبُو جِلْدَة
<center>
ما يَسَّرَ الله مِن خَيْرٍ قَنِعْتُ بـه * * * ولا أَمُوتُ على ما فاتَنِي جَزَعَا
ولا أُخاتِلُ جارَ البَيْتِ غَفْلَـتَـهُ * * * ولا أَقْولُ لشَيْءٍ فاتَ ما صَنعا
</center>
وقال زُهَيْر
<center>
ومَـــنْ لا يُقَـــدِّمْ رِجْـــلَـــهُ مُـــطْـــمَــــــئِنَّةً * * * فيُثْـبِـتَـهـا فـي مُـــسْـــتَـــوَى الأَرْضِ تَـــزْلَـــقِ
وفي الحِلْمِ إدْهانٌ، وفي العَفْوِ دُرْبَةٌ * * * وفي الصِّدْقِ مَنْجاةٌ مِن الشَّرِّ، فاصْدُقِ
ومَنْ يَلْتَمِسْ حُسْنَ الثَّناءِ بِمالِهِ * * * يَصُـنْ عِـرْضَـهُ مِـن كُـلِّ شَــنْـــعـــاءَ مُـــوبِـــقِ
</center>
وقال عبيد بن الأَبْرَص
<center>
مَن يَسْأَلِ النَّاسَ يَحْرِمُـوهُ * * * وسـائِلُ الـلـه يَخِــيبُ
وكُـــلُّ ذِي أَوْبَةٍ يَئُوبُ * * * وغائِبُ الـمَـوْتِ لايَئوبُ
أَفْلِحْ بما شِئْتَ فقدْ يُبْلَغُ بال * * * ضَّعْفِ وقَدْ يُخْدَعُ الأَرِيبُ
والمَرْءُ ما عاشَ في تَكْذِيبٍ * * * طُولُ الحَياةِ له تَـعْـذِيبُ
آخِرُ بابِ الأَدَب
|