خاطر بها إما ردى أو مراد

خاطرْ بها إما ردى أو مرادْ

​خاطرْ بها إما ردى أو مرادْ​ المؤلف مهيار الديلمي


خاطرْ بها إما ردى أو مرادْ
و ردْلها أين وجدتَ المرادْ
و لا تماطلها بجماتها
معللا أظماءها بالثمادْ
باعدْ عزيزا بين أسفارها
فعزةُ النجم السري والبعادْ
للهِ رامٍ بلباناتهِ
طولَ الليالي وعروضَ البلادْ
يقدمُ إما مبلغا نفسه
معذرةً أو بالغا ما أرادْ
يحفزهُ الضيمُ فتنبو به
مضاجعُ الغيدِ ولينُ المهادْ
إذا أحسَّ الهونَ صاحتْ به
نخوتهُ أو طارَ أو قيلَ كادْ
يعجمُ منه الدهرُ إن رابهُ
جلدَ العصا صلبَ حصاةِ الفؤادْ
سمتْ به الهمةُ حتى نجا
منفردا من بين هذا السوادْ
موليا آخرَ حاجاتهِ
خزائمَ العيس ولجمَ الجيادْ
أقسمَ مهما اكتحلتْ عينهُ
بمثلهِ لا اكتحلتْ بالرقادْ
و بات مغمورَ العلا شاكرا
ميسوره يقنعُ بالإقتصادْ
يرضى من الحظّ بما جاءه
عفوا وما الحظّ سوى الاجتهادْ
ينام للضيم على ظهره
مراوحَ الخدّ وثيرَ الوسادِ
إن راعه من يومه رائعٌ
قال عدواً فرسُ الذلّ عادْ
ما أكثرَ المنحى على مجده
لبلغةٍ ترجى ورزقٍ يفادْ
و مؤثرَ المالِ على عرضهِ
مجتهدا ينقص من حيث زادْ
عدَّ عن الدنيا وأبنائها
وبعْ موداتهم بالبعادْ
ما هذه الدهماءُ إلا دبىً
ينشرهُ في الأرض حبُّ الفسادْ
إلاَّ فتىً يأنف من عيشةٍ
لغيره فيها عليه اعتدادْ
و دولةٍ تخطبُ راياتها
باسم سواه في رؤس الصعادْ
مثل أي القاسم غيران يس
تفيد من عزته ما استفادْ
يجود بالنفس كما جاد أو
يسود بالواجب من حيث سادْ
هيهات قامت معجزاتُ العلا
فيه وبانت آية الإنفرادْ
لا تلدُ الأرضُ له من أخٍ
أعقمها من بعد طولِ الولادْ
شاد به اللهُ بنيَ مجدهِ
راسيةً واللهُ ما شاء شادْ
بانَ من الناس فما عابه
شيءٌ سوى تشبيهه بالعبادْ
أبلجُ في كلّ دجى فحمةٍ
عمياءَ لا يقدحُ فيها الزنادْ
يصيبُ بالأول من ظنه
فليس يستثنى ولا يستعادْ
تهفو قوى الحلم وغضباته
تأوى إلى مستحصفاتٍ شدادْ
أرهفَ من آرائه ذبلا
ترودُ للطعن أمامَ الطرادْ
و قاد للأعداء رقاصةً
تعزفُ لولا يده أن تقادْ
معرقاتٍ كان أماتها
ربائطا ما بين أبياتِ عادْ
يشكمها إن خلعتْ لجمها
ما جرَّ من فضلِ نواصي الأعادْ
خضبها الطعنُ بماء الطلى
فشهبها في شعراتِ الورادْ
يحالفُ الصبرَ عليها فتىً
ما بدأَ الكرة إلا أعادْ
يبذلُ في حفظ العلا مهجةً
تكبرُ أن تفديها نفسُ فادْ
يرى طلابَ العزّ أو بردهُ
في حرّ ما يشربُ يومَ الجلادْ
شجاعةٌ سببها جودهُ
إن الفتى يشجع من حيث جادْ
يا راكبَ الدهماء لم يحفها
سيرٌ ولا حنتْ لتغريدِ حادْ
حددها الطالي فما علبها
على بياضِ الجسم لبسُ الحدادْ
لا تلتوي من ظما والثرى
مكدٍ وأكبادُ المطايا صوادْ
يحفزها من مثله سائقٌ
يضلُّ خريتُ الفلا وهو هادْ
راكبها وهو على ظهرها
موطأَ الجنبِ قليلُ السهادْ
يكرعُ في صافٍ قليلِ القذى
عدبٍ ويرعى أبدا بطنَ وادْ
بلغ بلغتَ الخيرَ خيرَ امرئ
شدتْ عليه حبوات البوادْ
قل للوزير اعترقتْ بعدكم
عظمى نيوبُ الأزماتِ الحدادْ
و ارتجع البخلُ وأبناؤه
ما أسأرتْ عنديَ كفُّ الجوادْ
غاض الندى بعدك يا بحرهُ
و بانَ مذ بنتَ بفضلِ السدادْ
و اغبرْ جوٌّ كنتَ خضرتهُ
فشمطتْ فيه الربا والوهادْ
دينٌ من العدل عفا رسمه
شرعتهُ للناس بعدَ ارتدادْ
و سنةٌ في المجد قد قوضتْ
أقمتَ من أطنابها والعمادْ
و مهملٌ من كلمٍ نادرٍ
نفقتهُ مدحك بعدَ الكسادْ
عاد يوفى أجرهُ كاملا
عندك حيا قبلَ يومِ المعادْ
عرفتهُ والناسُ من حاسدٍ
أو جاهلٍ بالقولِ والإنتقادْ
أوحشتَ بالبعد فلا أوحشتْ
منك مغاني الكرم المستفادْ
و شلَّ سرحُ الأمر من قبضة ال
راعي فأمسى هجمةً لا تذادْ
معطلَ المجلسِ والمنبرِ ال
مركوبِ عاري السرجِ رخوَ البدادْ
تعلقَ الممسكُ أطرافه
منه برسغيْ قاطع لا يصادْ
كأنما صاحَ غرابُ النوى
بدادِ فيه بعدَ جمعٍ بدادْ
قد أسفَ الرأسُ على تاجه
و أنكرَ العاتقُ فقدَ النجادْ
و وجهُ بغدادَ على حسنه
أسفعُ مكسوفٌ عليه اربدادْ
كانت حريما بك ممنوعةَ ال
ظهر فعادت وهي دارُ الجهادْ
في كلّ بيتٍ من أذى عولةٌ
تبدا ومن خوفٍ أنينٌ يعادْ
و كيف لا ينكرُ عهدُ الحمى
يفوتهُ العامُ بصوبِ العهادْ.
يا مبدئ الإحسان فينا أعدْ
فالبدر إن مرّ مع الشهر عادْ
قم فأثرها عزمةً لم تنمْ
ضعفا ولم تنقصْ لغير ازديادْ
عاجلْ بها جدعَ انوفٍ طغتْ
و أرؤسٍ قد أينعتْ للحصادْ
يحسبها الأعداء قد أخمدتْ
و إنما جمرك تحتَ الرمادْ
لا تأخذِ الدهرَ بزلاتهِ
وسعهُ بالعفو وبالإعتمادْ
و لا تكشفْ عن صدورٍ خبتْ
أضغانها من قاتلٍ أو مضادْ
فكلما تبصره صالحا
فإنما يصلحُ بعد الفسادْ
أنا الذي ردّ زماني يدي
من بعد شدى بكم واعتضادْ
و طمعتْ فيّ ذئابُ العدا
حتى حلا مضغٌ لها وازدادْ
وفتَّ في حالي وفي عيشتي
بطلبي ظلكمُ وافتقادْ
لا نسيَ اللهُ لكم والعلا
ما زدتمُ في عدتي أو عتادْ
و نعمة أتقلتمُ كاهلي
بحملها وهي يدٌ من أيادْ
كم ناخسٍ ظهري على شكركم
و حاسدٍ في مدحكم أو معادْ
و منكرٍ حفظي لكم يرتمي
مقاتلي من خطإٍ واعتمادْ
و ليس للخابطِ إلا العشا
منى وللخارطِ إلا القتادْ
و ناشطاتٍ أبدا نحوكم
من عقلِ الفكرِ ليانِ المقادْ
سوافر عن غررٍ وضح
ينصعُ منهنّ سوادُ المدادْ
يخلطنَ فرضَ الحقّ في مدحكم
بخالص الحبَّ وصفوِ الودادْ
حافظة فيكم عهودَ الندى
حفظَ الربا عهدَ السواري الغوادْ
و قلما يرعى أياديكمُ
في القرب منْ لم يرعها في البعادْ