خذوا حديث غرامي عن ضنا بدني

خذوا حديث غرامي عن ضنا بدني

​خذوا حديث غرامي عن ضنا بدني​ المؤلف ابن القيسراني


خذوا حديث غرامي عن ضنا بدني
أغنى لسان الهوى عن دمعي اللسن
إذا استقل محل السر محتملا
عن الضمير فهل يبقى سوى العلن
وخبروني عن قلبي ومالكه
فربما أشكل المعنى على الفطن
من ذا الذي ترهب الأبطال صولته
زيد الفوارس أم سيف بن ذي يزن
وما جفون إذا سلت صوارمها
تجاذبت مهج الأقران من قرن
هذا الذي سلب العشاق نومهم
أما ترى عينه ملأى من الوسن
تفرق الحسن إلا في محاسنه
ويلاه من فتن جمعن في فنن
إذا الصبابة عاطتني مدامتها
فما فؤادي على سر بمؤتمن
أمسى غرامي بذاك القد يوهمني
أن اعتلال الصبا شوق إلى الغصن
أعيا اللوائم سمعي غير لائمة
للشيب مالت إلى عيني عن أذني
حتى إذا ما تناهى العذل عن كلفي
قامت إلي بنات الدهر تعذلني
فما ثنت ناظري عن منظر حسن
حتى أرتني مكاني من أبي الحسن
وكيف يخشى جناني مس حادثة
وقد جعلت صفي الدين من جنني
فتى يجاوز بالآمال غاياتها
حتى ترى في المنى ما ليس في المنن
المشتري الحمد غضا من معادنه
يغضي على الغبن فيه لا على الغبن
يعتد بذل عطاياه لطالبها
من الفروض عليه لا من السنن
حتى كأن خطوط الكف من يده
كتاب وقف على الإحسان والمنن
يولي وينسى الذي أولاه محتقرا
كأن ما كان من نعماء لم يكن
أرى الوفود رباع الجود عامرة
من بعد ما وقفوا منها على دمن
إذا احتبى الحلم في حضن رياسته
رأيت عقد الحبى منه على حضن
معترك الوفد هذا قد قضى عللا
من راحتيه وذا في ساحة العطن
تمده من بني العجلان مأثرة
بمثلها فخرت قيس على اليمن
قوم إذا ناظروا عن سرح جارهم
تكلمت ألسن الخطية اللدن
تجول أسيافهم في قلب من وتروا
مجالها موهنا في أعين البدن
إذا تهادوا بها في البرك آونة
شفوا نحول الظبي من ذلك السمن
إذ لا ترد ذراها عن قوائمها
ولا تحامي عن اللبات باللبن
ترى القوائم تبدي في أكفهم
مباسم الجود بين السيف والسفن
كأنهم عندما جاد الزمان بهم
تخيروك له جودا على الزمن
فلا تعفت سبيل من مكارم
أصبحت من نهجها إلا على سنن
يا ناصح الدولة الإحسان مرتهن
على الثناء وهذا ما على الرهن
والعيد عندي كيوم عاد ذاهبه
وإنما فعله من فعلك الحسن
فاحرز به حبرات الحمد مطرحا
ما يصنع القوم في صنعاء أو عدن
من اللواتي إذا غالى الكرام بها
في موطن لم يراعوا مبلغ الثمن
غراء إذ حللت من معشر أجنا
فربما عاقدت قوما على الأجن
كأنها بعد إعلان الضمير بها
لا تستخير سوى الأسماع من وطن
ترى البصائر في صافي بلاغتها
ما في سواها من الأقذاء والدرن
والشعر مرآة عقل يستدل بها
على موازنة الألباب والفطن
فلا تغرك أشباح معطلة
فإنما الشعر مثل الروح في البدن