خصصت بعلم لم يخص بمثله

خُصصتُ بعلم لم يخصَّ بمثله

​خُصصتُ بعلم لم يخصَّ بمثله​ المؤلف محيي الدين بن عربي


خُصصتُ بعلم لم يخصَّ بمثله
سواي من الرحمن ذي العرشِ والكرسي
وأُشهدتُ من علمِ الغيوبِ عجائباً
تصانُ عن التذكارِ في عالمِ الحسِّ
فيا عجباً إني أروحُ وأغتدي
غريباً وحيداً في الوجود بلا جنسِ
لقد أنكرَ الأقوامُ قولي وشنعوا
عليَّ بعلمٍ لا ألومُ به نفسي
فلا هم مع الأحياءِ في نور ما أرى
ولا هم مع الأموات في ظلمة الرمسِ
فسبحانَ منْ أحيى الفؤادَ بنورِهِ
وأفقدهُمْ نورَ الهدايةِ بالطمسِ
علومٌ لنا في عالمِ الكونِ قدْ سرتْ
من المغربِ الأقصى إلى مطلعِ الشمسِ
تحلَّى بها من كان عقلاً مجرَّداً
عن الفكرِ والتخمينِ والوهمِ والحدسِ
وأصبحتُ في بيضاءَ مثلي نقيةً
إماماً وإن الناسَ منها لفي لَبْسِ