خليلي بئس الرأي ما تريان

خليليَّ بئسَ الرَّأيُ ما تريانِ

​خليليَّ بئسَ الرَّأيُ ما تريانِ​ المؤلف الأبيوردي


خليليَّ بئسَ الرَّأيُ ما تريانِ
أما لكما بالنَّائباتِ يدانِ؟
تُريدانِ مِنّي أَنْ أُزيرَ مَدائِحي
هجيناً فما قومي إذاً بهجانِ
وَمَنْ يَكْتَسِبْ مَالاً بِعِرْضٍ يُذِيلُهُ
فلا ذاقَ طعمَ العيشِ غيرَ مهانِ
وإنْ شئتما أنْ تعلما ما أُجنُّهُ
فليسَ بمأمونٍ عليهِ لساني
وَعَنْ كَثَبٍ يُفْضِي بِسِري إليْكُما
غرارُ حسامٍ أو شباةُ سنانِ
وإخوانِ صدقٍ كنتُ أرعي مغيبهمْ
وَأَدْفَعُ عَنْهُمْ وَالرِّماحُ دَوانِ
فَلَمّا اسْتَفادُوا ثَرْوَةً بَطِروا بِها
وضاعَ خماصُ الحي بينَ بطانِ
أرى أيدياً نالتْ غنىً بعدَ خلَّةٍ
لأِلأَمِ قَوْمٍ في أَخَسِّ زَمانِ
فَضَنّتْ بِما تَحْويهِ، شُلَّ بَنانُها
وَإنْ رُمْتَ جَدْواها فَشُلَّ بَنانِي
وَمِنْ حَدَثَانِ الدَّهْر أَنْ أَسْتَميحَهُمْ
وَتَحْتَ نِجادِي مِدْرَهُ الحَدَثانِ
ولكنَّني في معشرٍ لا تسوؤهمْ
أَحادِيثُ تَقْلَولي لَها الأُذنانِ
إِذا عَاهَدُوا أوْ عَاقَدوا فَعُهودُهُمْ
عهودُ قيونِ في وفاءِ قيانِ
وجارتهمْ في الأمنِ غيرُ مصونةٍ
وجارهمُ في الرَّوعِ غيرُ معانِ
بَكَتْ أُمُّ عَمْرٍ وإذْ أُنِيخَتْ رَكائِبي
بحيثُ الهضابُ الحمرُ منْ همدانِ
فَأذْرَتْ دُموعاً كَالجُمانِ تُفِيضُها
على خدِّ مقلاقِ الوشاحِ رزانِ
وما علمتْ أنَّ السُّيوفَ تشبَّثتْ
بِأَذْيالِ شَمْطاءِ القُرونِ عَوانِ
فَأَبْكَتْ رِجَالاً كَالأُسودِ، وَلَمْ تُبَلُ
بُكاءَ نِساءٍ كَالظِّباءِ غَوانِ
وَقُمْتُ فَقَرَّطتُ الأَغَرَّ عِنانَهُ
وفي اليدِ ماضي الشَّفرتينِ يمانِ
وَلَسْتُ إذَا ما الدَّهْرُ أُحْدَثَ نَكْبَةً
خْفِيّاً بِمُسْتَنِّ الخُطوبِ مَكاني
لئنْ بسطتْ باعي منَ اللهِ نعمةٌ
ولمْ أحي يومي نائلٍ وطعانِ
فَما أَسْنَدَتْني كَفُّ أَرْوَعَ مَاجِدٍ
إلى نَحرِ رَوْعاءِ الفُؤَادِ حَصانِ