خذوا قودي من أسير الكلل

خُذُوا قُودِي مِنْ أَسيرِ الكِلَلْ

​خُذُوا قُودِي مِنْ أَسيرِ الكِلَلْ​ المؤلف الشاب الظريف


خُذُوا قُودِي مِنْ أَسيرِ الكِلَلْ
فَوَاعَجباً لأسيرٍ قَتَلْ
وقولوا عليّ إذا نحتمُ
قتيل العيونِ جريحَ المُقل
ولي جلدٌ عندَ بيضَ الظُّبَى
وبلأعين النُّجلِ ما لي قبل
وَلي قَمرٌ ما بَدا في الدُّجَى
وأَبصرَهُ البَدْرُ إلاَ أفَلْ
فيا خجلة الظَّبي لما بدا
شَبيهاً لَهُ في اللَّمَى والكَحَلْ
ويا خجلة الشَّمسِ لما بدتْ
ألم تَرَ فيها احْمِرَارَ الخَجَلْ
يضلّ بطرَّتِهِ من يشا
ويهدي بغرَّتِهِ منْ أضَلْ
وقد عدلَ الحسنُ في خلقهِ
على أنَّهُ جارَ لمّا عدلْ
فَعُمَّتْ مَعاطِفُهُ بالنَّشاطِ
وخصَّت روادفُه بالكسَلْ
وَقَدْ عَلمَ النّاسُ أَنِّي امْرُؤٌ
أحبُّ الغزال وأهوى الغزلْ
فلا تنكرُ اليوم يا عاذلي
قلستُ أميل إلى من عذلْ
فألْحَفْتُ قامَتَهُ بالعناقِ
وأَذْبَلْتُ مَرْشفهُ بالقُبَلْ
وكم تهتُ في غورِ خصرٍ لهُ
وأَشْرَفْتُ مِنْ فَوْقِ ذاك الكَفَلْ
وأذَّنتُ حينَ تجلَّى الصَّباحُ
بِحيِّ على خَيْرِ هذا العَمَلْ
وَهَا أَثَرُ المِسكِ في رَاحَتِي
هداه فمي فيه طعمُ العَسَل
دعاني إلى رشفِ تلكَ القُبلْ
غرامٌ صحيحٌ ومالي قبلْ
إذا فتكت فِيَّ ألحاظُهُ
بقَدٍّ يقُدُّ فكيفَ العَملْ
هُنَاكَ تَرى أدمعي المُنْحَني
وقلبي برمي الجِمارِ اشتعلْ
ودمعي مِنَ الشَّوقِ يا ما جرى
عَقيقاً وبالله عَقْلِي ذَهلْ
فما ضرَّهُ لو سَمح بالكَرَى
ولو ساعةً بعد ما قد فعلْ
وسَكَّنتهُ في لظَى مهجتي
وَذاكَ لَعَمْرِي جَرا مَنْ قَتَلْ
وَمِنْ عَجبٍ زَارَ في لَيْلَةٍ
وَعمَّا جَرى بَيْنَنَا لا تَسَلْ
فَصِرْتُ أشاهِدُ تِلكَ الرّياضِ
على وجنتيه أنا في خجلْ كذا
واقطفُ ورداً بأغصانِه
ولم يكُ هذا بغيرِ المُقلْ
فللَّه دَّرُكَ منْ لَيلةٍ
تعادلُ أرواحنَا بَلْ أجلْ
تُريكَ إذا أسْفَرَتْ بَهْجَةً
وروض السُّروُرِ بها قد حَصَلْ
ولا عَيْبَ فيها سِوَى أنَّها
خَلتْ مِنْ رقيبٍ لنَا أو عذل
ألا فَلَّلَ الله سَيْفَ المُقَلْ
فكم ذا تعدَّى وكم ذا قتلْ
وَمَا مِنْ قتيلٍ لأَهْلِ الهَوى
سوى ألف راضٍ بما قد فعل
لقد نصر اللهُ جيشَ الملاحِ
ببدرٍ لنا حسنُه قد كملْ
وما بَطلٌ في الوغى فارسُ
إذا قابلَ الغِيدَ إلا بَطلْ
إذا قاتَلَتْني عُيونُ الظِّبا
فوا فَرحِي لَوْ بَلغْتُ الأمْل
رَعَى الله لَيلةَ زَارَ الحَبيبُ
وغابَ الرقيبُ الى حيثُ ألْ
فَخَبأْتُهُ في سَوادِ العُيونِ
وَقَدْ غَسَلَ الدَّمْعُ ذَاكَ المَحَلْ
وألصقتُ خدّي بأقدامِه
وأَذْبَلْتُ أخْمَصهُ بالقُبَلْ
فَرَقَّ وَمالَ بِأعطَافهِ
فَدبَّتْ برُوحِي ذاك الميَلْ
وعانقتُهُ وخَلعْتُ العِذارَ
وَمَزَّقْتُ ثَوْبَ الحَيَا والخَجْل
وما زلتُ أشغلهُ بالحديثِ
وسترُ الظلامِ علينا انسدل
إلى أن غفا جفنُه بالمنامِ
وعنِّي تغافل أوقد غفَلْ
وخلَّيتُ عن خصرِه بَنْدَهُ
وأجفيتُ عن مِعطفيهِ الحُلَلْ
وَبتُ أُشاهِدُ صُنْعَ الإلهِ
تباركَ رَبُّ البَرايا وجلْ
فظُنَّ بِنَا الخَيرَ أو لا تظنَّ
فَلا تَسْأَلِ اليَوْمَ عَمَّا حَصَلْ