دال السكون من الحراك الدائم

دال السكون من الحراك الدائم

​دال السكون من الحراك الدائم​ المؤلف جبران خليل جبران


دال السكون من الحراك الدائم
وأقر بعد السهد عين النائم
دنيا يعود العقل في تصريفها
حيران بين غريمها والغانم
حتى ليسأل من أضلهما إذا
ما قاس بين حليمها والحالم
إن تأس مصر فما أساها أنها
مفجوعة في لوذعي عالم
أو كاتب كالنيل في فيضانه
أو خاطب كلازاهر المتلاطم
او جهبذ متثبت مستعصم
بالحق لا يلوي بلومة لائم
او ذائد عن مجد امته إذا
عز النصير وصال كل مخاصم
أو باحث عما طوت أسفارها
طي الجواهر في بطون مناجم
تبكي اولئك كلهم في راحل
راع القلوب بأي خطب داهم
فتعددت ارزاؤها وتفاقمت
في رزئه المتعدد المتفاقم
شيخ العروبة أين صائن غرثها
ومعيد نضرة عهده المتقادم
بل أين في الفسطاط موئل قومها
من بارح يخلي المزار لقادم
يفد الغريب إليه وهو كأنه
يمشي من الشواق بين معالم
دار أجد بها النوى لنزيلها
أشهى الطرائف من قرى ومكارم
تتنافس الزينات ترحيبا به
ويكاثر الإيناس جودالطاعم
فعلينه ولسمعه ولقلبه
ولجسمه فيها فنون ولائم
فدح المصاب وقد ألم بقسور
ورد ذكي الطرف أروع باسم
سقيت نضارة وجهه صفو الندى
من شيبه بع الشباب الفاحم
بأصم إلا أن تحدثه العلى
بحديث غايات سمت وعظائم
او أن يباح له بحاجة آمل
أو أن تسر إليه شكوى كاتم
بمحبب في قلب كل موادع
ومبغض في وجه كل مصادم
جلد على الآفات لم يحرق على
سؤل إذا ما فات سن النادم
وعلى التباين في العواقب ينثني
بجديد فخر أو بعرض سالم
حسب المجاهد سعيه إن لم يفز
شرف المرام مشرف للرائم
سلخ الغوالي من سنيه مكافحا
دون العروبة كل باغ آثم
ومعاتبا أسيافها أن أغمدت
والغمد أكال لنصل الصارم
ومعالجا أزماتها ما أعضلت
بمضاء مقدام ودربة حازم
ومقربا شقق الخلاف وواصلا
ما قطعته يد الشقاق الفاصم
جاهدعدوك ما استطعت جهاده
اما أخاك فما استطعت فسالم
حق البلاد عليك أعلى حرمة
من أن يضاع بمزريات سخائم
يا أمة الضاد التي في حبها
بذل النفيس ولم يكن بمساوم
إن تكرمي بالحق ذكرى ماجد
فالمجد لا يرضيه نوح حمائم
علم الاولى ماتوا وليت بنهيمو
علموا بأن الموت ضربة لازم
وبأن عمرا يستطال على القذى
غ طال لا يعدو تمهل غرام
وبأن خاتمة المطاف قريبة
لخي الشقاء وللقرير الناعم
هي حكمة لله بالغة وإن
خفيت وذلك حكم حكم أعدل حاك م
ألعبد يعطي من حطام بائد
والله يجزي بالنعيم الدائم