ذلك الذي علموا

ذلك الذي علموا

​ذلك الذي علموا​ المؤلف أمين تقي الدين


ذلك الذي علموا
دون هوله الكلم
دولة البيان هوى
من بناتها علم
روع البلاد ففي
كل زفرة ضرم
روع البلاد ففي
كل زفرة ضرم
رب سامع نبأ
ود لو به صمم
أيها الأديب طوى
سفر حظه العدم
في كتابه غرر
كلها له ذمم
إستهله أدب
بالكمال متسم
وانتهى إلى خلق
ينتهي به الشمم
ألجديد سنته
والقديم محترم
لا الأثير تاه به
لبه ولا الخيم
بين ذا وذاك له
كان مذهب أمم
في أديمها ضحك
في غضونها حكم
إستقل مبتدعا
آية التي علموا
فهي إن أردتها ندى
وهي إن ترد حمم
للملوك ما عدلوا
عابث إذا ظلموا
والشباب لذته
بالخطوب يصطدم
يوم مصر ممرعة
والزمان مبتسم
طائف مجالسها
لا يمله السام
بلبل يطيب له
كل ساعة نغم
الجريء مندفعا
لا تني به الهمم
للبرىء منتصف
للضعيف منتقم
تستخفه مقة
يستثيره ألم
يا سليم كنت فتى
في حماه يعتصم
تستلذ مكرمة
في النفوس ترتسم
ليت لي بها مننا
منطق لها وفم
حدث الخزام إذن
عن نداك والنسم
ما أحبها شيما
هكذا هي الشيم
البيان دولته
كلنا لها خدم
نحن عصبة غضبت
نفسها لما يصم
مسرفون في دمنا
شر ما بنا الكرم
لا سعت إلى سعة
تستريبها قدم
الثراء مفخرة
والأديب متهم
من يقيل عثرته
إن كبا بك القلم
ما رأيت حق فتى
كالأديب يهتضم
ويلها إذا فسدت
بالمبادىء الأمم
الصبى وما طويت
في ردائه نعم
كالكري يطوف به
ثم ينقضي الحلم
شد ما بليت به
والكؤوس تبتسم
جرعة بكأس ردى
تستبيحها الظلم
ذقتها محنظلة
حين ماؤها شبم
يا عهود صبوتنا
ليت عهدك الهرم
هل تراهما جزعا
نيل مصر والهرم
مصر أم كل فتى
للبيان ينفطم
قد عرفت فتيتها
يوم تعرف القيم
قل لهم وقد فجعوا
نحن في الأسى وهم
للبكا وما نثروا
للأسى وما نظموا