رعت من تبالة جعدا خفيفا

رعتْ منْ تبالة َ جعداً خفيفاً

​رعتْ منْ تبالة َ جعداً خفيفاً​ المؤلف مهيار الديلمي


رعتْ منْ تبالةَ جعداً خفيفاً
وسبطاً يرفُّ عليها رفوفا
وساقَ لها حارسُ الإنتجا
عِ منْ حيثُ حنَّتْ نميراً وريفا
تخطَّاهُ تبشمهُ بالعيونِ
بطاناً وتقلصُ عنهُ الأنوفا
رعتْ ما اشتهتْ ذا وذاكَ الرَّبي
عِ رعياً يجرُّ عليها الخريفا
وحدَّثها أسرًُ المحصناتِ
أحاديثَ نجدٍ فخبَّتْ خفوفا
وحنَّتْ لأيامها بالبطاحِ
فمدتْ وراءَ صليفٍ صليفا
تراودُ أيديها في الوريدِ
ويأبى لها الشِّوقُ إلاَّ الوجيفا
فهلْ في الخيامِ على المأذم
ينِ قلبٌ يكونُ عليها عطوفا
وهلْ بانُ سلعٍ على العهدِ من
هُ يحلو ثماراً ويدنو قطوفا
تزاورُ ريحُ الصَّبا بينهنْ
فيقبلنَ ميلاً ويديرنَ هيفا
وحيٍّ ديونَ منىً لا يزا
لُ يقري عزيبَ الغرامِ الضُّيوفا
تجاورهُ فتخافُ العيو
نَ مرهفةً وتخيفُ السيوفا
ترى ما اشتهتْ لكَ عينَ الصَّدي
قِ عزَّاً عريضاً وبرَّاً لطيفا
نساءً بأكسارِ تلكَ البيو
تِ شاهدةً ورجالاً خلوفا
وصفراءَ منْ طيباتِ الحجا
زِ تمشي تريكَ الخليعَ النَّزيفا
ترى الزَّعفرانَ سقى خدَّها
مجاجتهُ والعبيرَ المدوفا
تعلَّقَ قومٌ بدورَ التَّمامِ
وعلِّقتُ منها هلالاً نحيفا
حماها الغيورُ فعادتْ تلو
ثُ دوني السُّتورَ وترخي السُّجوفا
وروَّضها قائدُ الكاشحينِ
فألقى مقاداً وحبلاً ضعيفا
إذا مجَّ سمعي قولَ الوشاةِ
تعلَّقَ في أذنيها شنوفا
فكمْ ليلةٍ ورقيبُ العيو
نِ لا يحملُ النَّومَ إلاَّ خفيفا
سمرتُ ففاسقني طرفها
وألفاظها ثمَّ كنتُ العفيفا
وقدْ كانَ حبٌّ يقضُّ الضُّلوعَ
ولكنَّهُ كانَ حبَّاً شريفا
وحاجةِ جدٍّ تناولتها
برأيٍ يبذُّ الفؤادَ الحصيفا
دعوتُ لها قبلَ داعي الصَّباحِ
غلاماً بطرقِ المعالي عروفا
فهبَّ وفي رأسهِ فضلةٌ
منَ النَّومِ تطلقُ جفناً رسيفا
يودُّ بكبري المنى لو رفق
تُ في ساعةٍ كنتُ فيها عسوفا
وعاجلتهُ فركبتُ الخطارَ
وقامَ فحاضنَ ظهري رديفا
وقلتُ تيمَّمْ بنا جانباً
منيعاً وبيتَ فخارٍ منيفا
فأهلكَ حيثُ تكونُ المطاعَ
وداركَ حيثُ تكونُ المخوفا
تطلَّعَ وراءَ ثنايا الظَّلامِ
أتؤنسِ للمجدِ برقاً خطوفا
عسى البدرُ في آلِ عبدِ الرَّحيمِ
يضيءُ فيرفعُ هذي السُّدوفا
همَّ النَّاسُ فاحبسْ عليهمْ وخذْ
بحجزتهمْ إنْ رهبتَ الصُّروفا
ترى الماءَ لامعهُ لا يغرُّ
والنَّارُ لا تكذبُ المستضيفا
ومربوطةً لتجيبَ الصَّريخَ
وسارحةً لتروِّي اللَّهيفا
وبيضاً مجالي في الأنديا
تِ لا ينظرُ البدرُ منها الكسوفا
إذا صدئتْ أوجهُ المانعين
أرتكَ النَّدى رقَّةً أو شفوفا
وشارةَ ملكٍ تريكَ الفذو
ذَ منهمْ حيالكَ جمعاً كثيفا
تكثَّرُ قلَّةُ أعدادهمْ
فتحسبهمْ عشراتٍ ألوفا
تماري العلا فيهمْ أيَّهمْ
أشدُّ علوقاً بها أو حفوفا
فتحمدَ كهلهمْ والغلامَ
وترضى تليدهمُ والطريفا
توافوا عليها توافي البنا
نِ كبرى وصغرى يطلنَ الكفوفا
رأوا قبلةَ المجدِ مهجورةً
فمالوا فظلَّوا عليها عكوفا
وقامَ عميدُ الكفاةِ الإمامُ
وجاءوا وراءَ صفوفاً صفوفا
فتىً لا يقرُّ على عثرةٍ
ولا يردّ الضَّيمَ إلاَّ عيوفا
ولا يحسبُ المالَ وجهاً يصانُ
ولا ساحةَ العدمِ ظهراً مخيفا
إذا اشتدَّ عاركتَ ليثاً غضوبا
فإنْ لانَ غازلتَ ظبياً ألوفا
تخالُ عمامتهُ مغفراً
ويومَ الحياءِ تراها نصيفا
وشعواءُ تنزو بهامِ الكفا
ةِ طوراَ طراداً وطوراً وقوفا
تريبُ الشُّجاعَ بظلِّ القناةِ
ويتّهمُ الطَّرفُ فيها الوظيفا
ندبتُ إليها على خطبها ال
جليلِ هضيماً حشاهُ لطيفا
يطأنَ على فقرٍ ولا تزا
لُ والأسدُ مستأخراتٍ دلوفا
ومغبرَّةِ الجوِّ عرثى التُّرا
بِ لا تحلبُ الضرعَ إلاَّ القروفا
يعودُ بها الفحلُ نضواً أجبَّ
يألمُ جرَّتهُ والصريفا
فتحتَ يديكَ فجلَّلتها
سحاباً ظليلاً وغيثاً كثيفا
مكارمُ تتمكُ عرضَ السَّنا
مْ بعدَ الذُّبولِ وتبني السَّديفا
إليكَ رحلنا مطايا الثنا
ءِ ندمي مناسمها والدُّفوفا
عليها وسوقُ الأماني الثِّقا
لُ مقترحاتٍ صنوفاً صنوفا
فأصبحنَ يحكمنَ بالإشتطا
طِ في بحرِ كفِّكَ حكماً عنيفا
أوانسُ منكَ بما يبتغينْ
وكنَّ منَ النَّاسِ وحشاً عزوفا
وعقَّ الرِّجالُ بناتِ القريضِ
فكنتَ بهنَّ حفياً رؤوفا
كانِّي من عزِّها في ذراكَ
أرى النَّجمَ جاراً لها أو حليفا
فلا زلتُ أركبهنَّ الروا
ةِ فيكَ مهملجةً أو قطوفا
سوائرٌ لا البحرُ يخشينهُ
ولا يستناذرنَ ريحاً عصوفا
لمجدكَ منها رسومٌ تقا
مِ كالعهدِ يحفظُ والنَّذرُ يوفى
تري لكَ إكثارها قلَّةً
ومنكَ كثيراً جداكَ الطفيفا