سل في الغضا وصبا الأصائل تنفح

سلْ في الغضا وصبا الأصائل تنفحُ

​سلْ في الغضا وصبا الأصائل تنفحُ​ المؤلف مهيار الديلمي


سلْ في الغضا وصبا الأصائل تنفحُ
هل ريحُ طيبةَ في الذي يستروحُ
و هل النوى وقضاؤها متمردٌ
تركتْ برامةَ بانةً تترنحُ
أم شقَّ ليلَ الغورِ عن أقمارهِ
بعدي يدٌ تمطو وطرف يطمحُ
أهلُ القباب وَ من بهم لمصفدٍ
بالبعد أتلعَ بالعراق وأبطحزا
جعلوا اللوى وعدَ اللقاء فقربوا
و رمتْ تهامةُ دونهم فتنزحو
و وراءهم عينُ الغوير وهامةٌ
رعناءُ من أجإٍ ورحبٌ صحصحُ
وَ سيالُ طيًّ في رؤوس صعادها
و الخيلُ تزبنُ في الحديد وترمحُ
فمن المطالبُ والغريمُ ببابلٍ
و الدينُ يحجبه الأراكُ و توضح
يا موردي ماءَ النخيل هناكمُ
أن تعذبوا وشروبُ دجلةَ تملحُ
هل في القضيةِ عندكم من نهلةٍ
تروي بها هذي القلوبُ اللوحُ
تردُ الغرائبُ آنساتٍ بينكم
و أسيركم يجدُ الفراتَ فيقمحُ
لا سكرةُ البلوى ببابلَ بعدكم
تصحو ولا ليلُ البلابلِ يصبحُ
كم سهمِ رامٍ عندكم أهدفته
قلبي ولكن تقتلون ويجرحُ
و تملحت لي ظبيةٌ غوريةٌ
سنحتْ وظبيتكم بنجدٍ أملحُ
إما عدتْ عنكم بسيطةُ عامرٍ
فطراةُ شيبةَ بالمناسم يرضحُ
و الحرتان وزندُ ناجرَ فيهما
إما يشبُّ لظىً وإما يقدحُ
فلكمْ على الزوراءِ من متعلقٍ
بشكيمتي شعفا ورأسي يجمعُ
و كريمةِ الأبوين أطرقُ بيتها
و الليلُ بابن سمائه متوضحُ
و على ّ من ثوبي هواي وعفتي
شوقٌ يبلُّ وخلوةٌ لا تقبحُ
و محجب الأبوابِ في ربعانه
أضحت مغالقه لشعري تفتحُ
تتراحم الآمالُ حولَ بساطه
عظما ولي منه المكانُ الأفيح
رفضَ الكلامَ الوغدَ يعلم أنه
يهجي سوى فقري بما هو يمدحُ
و مشى يجرُّ قلائدي متخايلا
فيها يقلدَّ درها ويوشحُ
و على السدير و حيرة النعمان لي
من خاطبٍ لو أنّ وديَ ينكحُ
و فتىً ذؤابةُ هاشمٍ آباؤه
ديناً وبيناه منىً و الأبطحُ
رضعَ النبوةَ وارتبي في حجرها
جذعا على طول الإمامة يقرحُ
و رمى بطرفيه السماءَ فلم يفت
طرفيه من ذلك المجرةِ مطرحُ
عمرو العلا أدته عن عمرو العلا
أمٌّ متممةٌ وفحلٌ ملقحُ
شرفٌ إلى الزهراء مسرى عرقهِ
و على الوصيَّ فروعه تترشحُ
تتهابطُ الأملاكُ بين بيوته
و تطير وهي بهديه تستنجحُ
يا راكبَ الوجناءِ ينقل رحلهُ
عنقٌ لها ذللٌ وذيلٌ ملوحُ
تمضي عزوفا لا تغرّ ببوها
يلقى السقائطَ بالفلاةِ ويطرحُ
و اذا أراها الخمسُ ماءَ عشية
عدته قانعةً لآخرَ يصبحُ
بلغ كأنك مفصحا غيلانُ وان
تفض الطريقَ كأن عنسك صيدحُ
الكوفةُ البيضاءَ أنَّ بجوها
قمرا تغاظ به البدورُ وتفضحُ
عرجْ وقل لأبي عليًّ مالئا
أذنيهِ حيتك الغوادي الروحُ
و سقتك كفك فهي أغزرُ ديمةً
ما فلصتْ عنك السحابُ الدلحُ
و ازداد مجدك بسطةًز إنارةً
و علوُّ جدك والجدودُ تطوحُ
فتَّ الصفاتِ فلجلجَ المثني بما
تولي وأعجمَ في علاك المفصحُ
فالبدرُ تمَّ وأنت أكملُ صورةً
و البحرُ عمّ وأنت منه أسمحُ
و الخادرُ الحامي حمى أشبالهِ
لك عن وليجةِ غابه يتزحزحُ
تركتْ سيادتها العشيرةُ رغبةً
لك في اقتبالك وهي بزلٌ قرحُ
و رأتْ زئيرك دونها فتأخرت
و ثعالبُ الأعداءِ فيها تضبجُ
جمعتَ ألفةَ عزها وعزيبها
بقنا العدا طردا يشلُّ ويسرحُ
و شفتْ سيوفك من بني أعمامها
داءً تضيقُ به الصدورُ وتبرحُ
دينٌ شكوت إلى الحسامِ مطالهُ
فقضاه والسيفُ المشاورُ أنصحُ
دمنٌ على القربي تزيدُ عداوةً
فخروقها ما بينكم لا تنصحُ
حسدوا تقدمَ فضلكم فحقودهم
لا تنطفي وفسادهم لا يصلحُ
زحموك أمس فعاركوا ملمومةً
صماءَ يوقصُ ركنها من ينطحُ
فسقيتهم كأسا مجاجتها الردى
شربوا على كرهٍ لها ما يجدحُ
يا جامعَ الحسناتِ وهي بدائدٌ
و مرب روضِ الفضل وهو مصوحُ
كفٌّ تخفُّ مع الرياح سماحةً
و مهابةٌ تزن الجبالَ وترجحُ
قد جاءت الغرر الغرائبُ طلعا
كالشهب تثقبُ في الدجى وتلوحُ
ثمرٌ بغرسك قد حلتْ مجناتهُ
و نتائجٌ من بحر فكرك تلقحُ
فنطقن والأشعار خرسٌ عندنا
و نجون سبقا والقوافي طلحُ
فكأنَّ روضَ الحزنِ تنشره الصبا
ما ظلتُ من قرطاسها أتصفحُ
فسوادها من ناظري ما يمحي
و سدادها من خاطري ما يبرحُ
ألفتها من جوهرٍ في النفس لا
يفنى ومعدنِ فكرةٍ لا ينزحُ
نظمتْ ليَ الحسنَ المبرز والهدى
فكأنني بنشيدهنَّ أسبحُ
و أما وذرعكِ في العلاء فإنه
قسمٌ لباع الصدقِ فيه مسرحُ
ما خلتُ صدقَ القول شخصا ماثلا
يهدى وأن الرفد سحرٌ يمنحُ
جاريتها متحذرا من سبقها
و البرقُ يكبو عن مداي ويكبحُ
و متى أقوم مكافئا بجزائها
و نداك مفترعٌ بها مستفتحُ
كرمٌ تطلع من شريفِ خلائقٍ
أصفى من المزن العذابِ واسجحُ
لم أرمه بسهام تقديرٍ ولم
أطرح له الآمالَ فيما أطرحُ
فلترضينك إن قبلتَ معوضةٌ
مما أصونُ بحائلٍ تتنفحُ
سيارةٌ في الخافقين فذكرها
ذكرُ الغمائم باكرٌ متروحُ
تجزي الرجالَ بصدقهم فصديقها
في غبطةٍ وعدوها لا يفرحُ
مجنوبةٌ لك لا تزال جباهها
أبدا على السبق المبرحِ تمسحُ
فامدد لها رسنَ الرجاءِ فإنها
بالودَّ تشكمُ والكرامةِ تشبحُ
مهما تعرضُ للرجالِ بدينها
فمديحها لك بالغلوّ يصرحُ