شرح العقيدة الطحاوية/قوله وعلماء السلف من السابقين ومن بعدهم من التابعين أهل الخير والأثر
وعلماء السلف من السابقين ،ومن بعدهم من التابعين ،أهل الخير والأثر ، وأهل الفقه والنظر - لا يذكرون إلا بالجميل ، ومن ذكرهم بسوء فهو على غير السبيل
شرح : قال تعالى : ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً . فيجب على كل مسلم بعد موالاة الله ورسوله موالاة المؤمنين ، كما نطق به القرآن ، خصوصاً الذين هم ورثة الأنبياء ، الذين جعلهم الله بمنزلة النجوم ، يهتدى بهم في ظلمات البر والبحر . وقد أجمع المسلمون على هدايتهم ودرايتهم ، إذ كل أمة قبل مبعث محمد ﷺ علماؤها شرارها ، إلا المسلمين ، فإن علماءهم خيارهم ، فإنهم خلفاء الرسول من أمته ، والمحيون لما مات من سنته ، فبهم قام الكتاب وبه قاموا ، وبهم نطق الكتاب وبه نطقوا ، وكلهم متفقون اتفاقاً يقيناً على وجوب اتباع الرسول ﷺ . ولكن إذا وجد لواحد منهم قول قد جاء حديث صحيح بخلافه - : فلا بد له في تركه من عذر . وجماع الأعذار ثلاثة أصناف :
أحدها : عدم اعتقاده أن النبي ﷺ قاله .
والثاني : عدم اعتقاده أنه أراد تلك المسألة بذلك القول .
والثالث : اعتقاده أن ذلك الحكم منسوخ . فلهم الفضل علينا والمنة بالسبق ، وتبليغ ما أرسل به الرسول ﷺ إلينا ، وإيضاح ما كان منه يخفى علينا ، فرضي الله عنهم وأرضاهم . ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم .