شرح العقيدة الطحاوية/قوله ونحن مؤمنون بذلك كله لا نفرق بين أحد من رسله
ونحن مؤمنون بذلك كله ، لا نفرق بين أحد من رسله ، ونصدقهم كلهم على ما جاؤوا به
شرح : الإشارة بذلك إلى ماتقدم ، مما يجب الإيمان به تفصيلاً ، وقوله : لا نفرق بين أحد من رسله ، إلى آخر كلامه - أي : لا نفرق بينهم بأن نؤمن ببعض ونكفر ببعض ، بل نؤمن بهم ونصدقهم كلهم ، فإن من آمن ببعض وكفر ببعض ، كافر بالكل . قال تعالى : ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلاً * أولئك هم الكافرون حقاً . فإن المعنى الذي لأجله آمن بمن آمن به به منهم - موجود في الذي لم يؤمن به ، وذلك الرسول الذي آمن به قد جاء بتصديق بقية المرسلين ، فإذا لم يؤمن ببعض المرسلين كان كافراً بمن في زعمه أنه مؤمن به ، لأن ذلك الرسول قد جاء بتصديق المرسلين كلهم ، فكان كافراً حقاً ، وهو يظن أنه مؤمن ، فكان من الأخسرين أعمالاً ، الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً .