صفحة:آثار البلاد وأخبار العباد.pdf/10

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
(١١)

يدخلها إلّا رجل واحد صفته كذا وكذا. وكانت تلك الصفة صفة عبد الله ابن قلابة؛ فقال له معاوية: أمّا أنت يا عبد الله فأحسنت النصح، ولكن لا سبيل لها. وأمر له بجائزة.

وحكي أنّهم عرفوا قبر شدّاد بن عاد بحضرموت وذلك أنّهم وقعوا في حفيرة وهي بيت في جبل منقورة مائة ذراع في أربعين ذراعًا وفي صدره سرير عظيم من ذهب عليه رجل عظيم الجسم وعند رأسه لوح فيه مكتوب:

عتبر يا أيّها المغرور بالعمر المديد
أنا شدّاد بن عاد صاحب القصر المشيد
وأخو القوّة والبأساء والملك الحسيد
دان أهل الأرض طرّا لي من خوف وعيدي
فأتى هود وكنّا في ضلال قبل هود
فدعانا لو قبلناه إلى الأمر الرّشيد
فعصيناه ونادينا : ألا هل من محيد؟
فأتتنا صيحة تهوي من الأفق البعيد
فشوينا مثل زرع وسط بيداء حصيد

والله الموفّق للصواب.


البجّة


بلاد متّصلة بأعلى عيذاب في غرب منه، أهلها صنف من الحبش، بها معادن الزمرذ. يحمل منها إلى سائر الدنيا، ومعادنه في جبال هناك، وزمرذها أحسن أصناف الزمرذ الأخضر السّلقي الكثير المائية، يسقى المسموم منه فيبرأ، وإذا نظرت الأفعى إليه سالت حدقتها.


كيل


مخلاف باليمن قال عمارة في تاريخه: بهذا المخلاف نوع من الشجر لأقوام معيّنين في أرض لهم، وهم يشحّون به ويحفظونه من غيرهم مثل شجر البلسان بأرض مصر؛ وليس ذلك الشجر إلّا لهم يأخذون منه سمًّا يقتل به الملوك، وذكر أن ملوك بني نجاح ووزراءهم أكثرهم قتلوا بهذا السمّ.


بلاد التّبر


هي بلاد السودان في جنوب المغرب؛ قال ابن الفقيه: هذه البلاد حرّها شديد جدًّا. أهلها بالنهار يكونون في السراديب تحت الأرض، والذهب ينبت في رمل هذه البلاد كما ينبت الجزر بأرضنا، وأهلها يخرجون عند بزوغ الشمس ويقطفون الذهب، وطعامهم الذّرة واللوبيا، ولباسهم جلود الحيوانات وأكثر ملبوسهم جلد النمر، والنمر عندهم كثير.

ومن سجلماسة إلى هذه البلاد ثلاثة أشهر، والتجار من سجلماسة يمشون إليها بتعب شديد، وبضايعهم الملح وخشب الصنوبر وخشب الأرز، وخرز الزجاج والاسورة والخواتيم منه، والحلق النحاسيّة.

وعبورهم على براري معطشة، فيها سمايم بماء فاسد لا يشبه الماء إلّا في