صفحة:آثار البلاد وأخبار العباد.pdf/71

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
72

عن ابن عبّاس :طبّ رسول الله ، حتى مرض مرضا شديدا، فبينا هو بين النائم واليقظان رأى ملكين أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه، فقال الذي عند رجليه للذي عند رأسه : ما وجعه؟ فقال : طبّ! قال : من طبّه؟ قال لبيد بن الأعصم اليهودي. قال : وأين طبّه؟ قال : في كربة تحت صخرة في بئر كملى، وهي بئر ذروان. فانتبه النبيّ، ، وحفظ كلام الملكين، فبعث عليّا وعمّارا مع جمع من الصحابة إلى البئر فنزحوا ماءها حتى انتهوا إلى الصخرة فقلبوها ووجدوا الكربة تحتها، وفيها وتر فيها إحدى عشرة عقدة، فأحرقوا الكربة بما فيها فزال عنه، عليه السلام، ما كان به وكأنّه أنشط من عقال. فأنزل الله تعالى عليه المعوّذتين إحدى عشرة آية على عدد عقده. بها بئر عروة، تنسب إلى عروة بن الزّبير ؛ قال الزبير بن بكّار : ماء هذه البئر من مرّ بالعقيق يأخذه هدية لأهله، ورأيت أبي يأمر به فيغلى ثمّ يأخذه في قوارير يهديه إلى الرشيد وهو بالرقّة، وقال السري بن عبد الرحمن الأنصاري :

كفّنوني إن متّ في درع أروى
واجعلوا لي من بئر عروة مائي
سخنة في الشّتاء باردة الصّيف
سراج في اللّيلة الظّلماء

وأهل المدينة الأنصار، عليهمالرحمة والرضوان، ان الله تعالى أكثر من الثناء عليهم في القرآن.

وقد خصّ بعضهم بخاصيّة لم توجد في غيرهم، منهم حميّ الدّبر وهو عاصم بن الأفلح، رضوان الله عليه، استشهد وأراد المشركون أن يمثّلوا به فبعث الله الزنابير أحاطت به ومنعت المشركين الوصول إليه.

ومنهم بليع الأرض وهو حبيب بن ثابت، رضوان الله عليه، صلبه المشركون فبعث رسول الله من يأخذه ويدفنه، فأخذوه وقبل دفنه فقدوه وبلعته الأرض. ومنهم غسيل الملائكة وهو حنظلة بن راهب، رضوان الله عليه، استشهد يوم أحد فبعث الله تعالى فوجا من الملائكة، رفعوه من بين القتلى وغسلوه فسمّي غسيل الملائكة. ومنهم ذو الشهادتين وهو خزيمة بن ثابت، رضوان الله عليه، اشترى رسول الله، فرسا من أعرابي، والاعرابي أنكر الشراء، فقال رسول الله عم : إني اشتريت منك! فقال الاعرابي : من يشهد بذلك؟ فقال خزيمة بن ثابت : إني أشهد أن رسول الله، ، اشترى منك. فقال له رسول الله، عليه السلام : كيف تشهد وما كنت حاضرا؟ فقال : يا رسول الله إني أصدّقك في أخبار السموات والاخبار عن الله تعالى فما أصدقك في شراء فرس! فأمر الله تعالى نبيّه عم أن يجعل شهادته مكان شهادتين.

ومنهم من اهتزّ العرش لموته وهو سعد بن معاذ، رضوان الله عليه، سيّد الأوس ؛ قال رسول الله، : اهتزّ العرش لموت سعد ابن معاذ.