يبعث عليهم رجلاً يعلمهم السنن ويجبي صدقاتهم فأنفذ معهم زیاد بن لبيد البياضي1 عاملا للنبي صلى الله عليه وسلم يجبيهم، فلما مات رسول الله نكص الأشعث عن بيعة أبي بكر رضي الله عنه ونهاه ابن امرىء القيس بن عابس فلم ينته، فكتب زیاد إلى أبي بكر بذلك فكتب أبو بكر إلى المهاجر بن أبي أمية وكان على صنعاء بعد قتل العنسي أن يمد زیاداً بنفسه ويعينه على المرتدين من عنده من المسلمين. فجمع زیاد جموعه وأوقع بمخاليفه فنصره الله عليهم حتى تحصنوا بالنُّجَيْر2 بعد أن رموه، فحصرهم فيه، ثم قدم إليه عكرمة بجيشه فأعيوا عن المقام في الحصن، فاجتمعوا إلى الأشعث وسألوه أن يأخذ لهم الأمان فأرسل إلى زياد بن لبيد يسأله الأمان حتى يلقاه ويخاطبه فأمنه، فلما اجتمع به سأله أن يؤمن أهل النجير ويصالحهم فامتنع عليه وراده حتى آمن سبعين رجلا منهم وفيهم أخو قيس وبنو عمه وأهله ونسي نفسه وأن يكون
حكمه في الباقي نافذاً، فخرج سبعون فأراد قتل