وكان أعلم العرب بأنساب قريش وما كان فيها من خير وشر. وكان تاجرا ذا ثروة طائلة، حسن المجالسة، عالماً بتعبير الرؤيا، وقد حرم الخمر على نفسه في الجاهلية هو وعثمان بن عفان. ولما أسلم جعل يدعو الناس إلى الاسلام قال رسول الله ﷺ « ما دعوت أحداً إلى الإسلام إلا كانت عنده كَبوة ونظر وتردد إلا ما كان من أبي بكر رضي الله عنه ما علم عنه حين ذكرته له » أي أنه بادر به. ونزل فيه وفي عمر ﴿وشاورهم في الأمر﴾، آل عمران 159 فكان أبو بكر بمنزلة الوزير من رسول الله ﷺ فكان يشاوره في أموره كلها.
وقد أصاب أبا بكر من إيذاء قريش شيء كثير. فمن ذلك أن رسول الله ﷺ لما دخل دار الأرْقَم ليعبد الله ومن معه من أصحابه سرًا ألح أبو بكر رضي الله عنه في الظهور، فقال النبي ﷺ يا أبا بكر إنا قليل. فلم يزل به حتى خرج رسول الله ﷺ ومن معه من الصحابة رضي الله عنهم وقام أبو بكر في الناس خطيباً ورسول الله ﷺ جالس ودعا إلى رسول الله، فهو أول خطيب دعا إلى الله تعالى فثار المشركون على أبي بكر رضي الله عنه وعلى المسلمين يضربونهم فضربوهم ضرباً شديداً. ووَطىء أبو بكر