واستخلف أسامة على المدينة وقال له ولجنده استريحوا وأريحوا ظهوركم ثم خرج في الذين خرج معهم إلى ذي القصة وهم قوة صغيرة . فقال له المسلمون: ننشدك الله يا خليفة رسول الله الا تعرض نفسك فإنك إن تصب لم يكن للناس نظام، ومقامك أشد على العدو فابعث رجلاً فإن أصيب أمرت أخر، فقال: «ولا والله لا أفعل ولا واسينكم بنفسي».
سار ابو بكر إلى ذي حسي ، وذي القصة حتى نزل بالأبرق1، فاقتتلوا فهزم الحارث، وعوف، وأخذ الحطيئة أسيراً ، فطارت عبس ، وبنو بكر وأقام أبو بكر على الأبرق أياماً، وغلب على بني ذبيان وبلادهم وحماها الدواب المسلمين وصدقاتهم، ولا انهزمت عبس وذبيان رجعوا إلى طليحة وهو ببُزَاخَة 2 وكان رحل من سَمِيراء إليها، فأقام عليها، وعاد أبو بكر إلى المدينة.