آخرهم وأخبر خالد بقتل مسيلمة فخرج بمَجَّاعة يرسف في الحديد ليدله على مسيلمة وأخذ يكشف له عن جثت القتلى حتى عثر عليه ، فقال مجاعة لخالد «ما جاءك إلا سرعان الناس1 وإن جماهير الناس في الحصون». فقال ويلك ما تقول؟ قال هو والله الحق فهلم لأصالحك عن قومي، وكان خالد نهكته الحرب، وأصيب معه من أشراف الناس من أصيب فقد رق وأحب الدعة والصلح ثم قال مجاعة: أنطلق إليهم فأشاورهم وننظر في هذا الأمر فارجع إليك، فانطلق ودخل الحصون، وليس فيها إلا النساء والصبيان، ومشيخة فانية ورجال ضعفي فظاهر الحديد على النساء وأمرهن أن ينشرن شعورهن وأن يشرفن على رؤوس الحصون حتى يرجع إليهم ثم رجع فأتي فقال: قد أبوا ما صالحتك عليه وقد أشرف لك نقضاً عليَّ وهم مني براء - فنظر خالد إلى رؤوس الحصون وقد اسودت - ولكن إن شئت صنعت شيئاً فعزمت على القوم. قال ما هو؟ قال تأخذ من ربع السبي وتدع ربعاً . فقال قد فعلت . قال : قد صالحتك.
- ↑ سرعان الناس: اوائلهم.