هم ولم يغدر، والذي أوصل كتاب أبي بكر هوسلمة بن سَلَامَة بن وَقْش.
وحشرت بنو حنيفة إلى البيعة والبراءة مما كانوا عليه إلى خالد، وخالد في عسکره.
لما اجتمعت بنو حنيفة للبيعة، قال سَلَمَةُ بن عمير
لمجاعة استأذن لي على خالد أكلمه في حاجة له عندي
ونصيحة، وقد أراد أن يفتك به فأذن له. فأقبل سلمة
ابن عمير مشتملاً على السيف يريد ما يريد. فقال خالد:
من هذا المقبل؟ قال مجاعة: هذا الذي كلمتك فيه وقد
أذنت له. قال: أخرجوه عني. فأخرجوه عنه ففتشوه
فوجدوا معه السيف فلعنوه وشتموه وأوثقوه وقالوا: لقد
أردت أن تهلك قومك، وأيم الله ما أردت إلا تُستأصل
بنوحنيفة، وتسبى الذرية والنساء، وايم الله لوأن خالداً
علم أنك حملت السلاح لقتلك وما نأمنه إن بلغه أن يقتل
الرجال ويسبي النساء بما فعلت فأوثقوه وجعلوه في الحصن
وتتابع بنو حنيفة على البراء مما كانوا عليه وعلى الإسلام.