صفحة:ألف ليلة وليلة.djvu/122

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

فاذا فعلوا ذلك امرتهم بزفافها ثم أصلح داری اصلاحا بينا فاذا جاء وقت الجلاء لبست افخر ثيابی وقعدت على مرتبة من الديباج لا التفت یمينا ولا شمالا لكبر عقلی ورزانة فهمی وتجیء امرأتی وهی كالبدر في حليها وحللها وانالا أنظر اليها عجبا وتيها حتى يقول جميع من حضر يا سيدی امرأتك وجاريتك قائمة بين يديك فانعم عليها بالنظر فقد اضر بها القيام ثم يقبلون الارض قدامی مرارا فعند ذلك ارفع رأسی وانظر اليها نظرة واحدة ثم اطرق برأسی الى الارض فيمضون بها واقوم انا واغير ثيابی والبس أحسن مما كان علی فاذا جاؤوا بالعروسة المرة الثانية لا انظر اليها حتى يسألونی مرارا فانظر اليها ثم اطرق الى الارض ولم ازل كذلك حتى يتم جلاؤها وادرك شهرزاد الصباح فسکتت عن الکلام المباح

(وفی لیلة ٤۲) قالت بلغنی أيها الملك السعيد ان اخا المزين الخامس قال انی آمر بعض الخدامين ان يرمی كيسا فيه خمسمائة دينار للمواشط فاذا اخذته آمرهن ان يدخلننی عليها فاذا أدخلتنی علیها لا انظر اليها ولا أكلمها احتقارا لها لاجل ان يقال اني عزيز النفس حتى تجیء امها وتقبل رأسی ويدی وتقول لی يا سيدی انظر جاريتك فانها تشتهی قربك فاجبر خاطرها بكلمة فلم ارد عليها جوابا ولم تزل كذلك تستعطفنی حتى تقوم وتقبل يدی ورجلی مرارا ثم تقول يا سيدی ان بنتی صبية مليحة ما رأت رجلا فاذا رأت منك الانقباض انكسر خاطرها فمل اليها وكلمها ثم انها تقوم وتحضر لی قدحا وفيه شرابا ثم ان ابنتها تأخذ القدح لتعطينی فاذا جاءتنی تركتها قائمة بين يدی وانا متكئ على مخدة مزركشة بالذهب لانظر اليها من كبر نفسی وجلالة قدری حتى تظن فی نفسها انی سلطان عظيم الشأن فتقول يا سيدی بحق الله عليك لا ترد القدح من يد جاريتك فانی جاریتك فلا أكلمها فتلح علی وتقول لا بد من شربه وتقدمه الى فمی فانفض يدی فی وجهها وارفسها واعمل هكذا ثم رفس اخی برجله فجاءت فی قفص الزجاج وكان في مكان مرتفع فنزل على الارض فتكسر كل ما فيه ثم قال أخی هذا كله من كبر نفسی ولو كان امره الى أمير المؤمنين لضربته الف سوط وشهرته فی البلد ثم بعد ذلك صار أخی يلطم على وجهه ومزق ثيابه وجعل يبكی ويلطم على وجهه والناس ينظرون اليه وهم رائحون الى صلاة الجمعة فمنهم من يرمقه ومنهم من لم يفكر فيه وهو على تلك الحالة وراح منه رأس المال والربح ولم يزل جالسا يبكی واذا بامرأة مقبلة الى صلاة الجمعة وهی بديعة الجمال تفوح منها رائحة المسك وتحتها بغلة بردعتها من الديباج مزركشة بالذهب ومعها عدد من الخدم فلما نظرت الى الزجاج وحال أخی وبكائه اخذتها الشفقة عليه ورق قلبها له وسألت عن حاله فقيل لها انه كان معه طبق زجاج يتعيش منه فانكسر منه فاصابه ما تنظريه فنادت بعض الخدام وقالت له ادفع الذی معك الى هذا المسكين فدفع له صرة فاخذها فلما فتحها وجد فيها خمسمائة دينار فكاد ان يموت من شدة الفرح وأقبل اخی بالدعاء لها ثم عاد الى منزله غنيا وقعد متفكرا واذا بدق يدق الباب فقام وفتح واذا بعجوز لا يعرفها فقالت له يا ولدی اعلم ان الصلاة قد قرب زوال وقتها وانا بغير وضوء واطلب منك ان تدخلنی منزلك حتى توضأ فقال لها سمعا وطاعة ثم دخل أخی واذن لها بالدخول وهو طائر من الفرح بالدنانير فلما