وتزايد بكاؤها واذا قد فتح الباب ودخل المقصورة فرأى انيس الجليس وهی تبكی فلما رأت الخليفة وقعت على قدميه وقبلتهما ثلاث مرات ثم انشدت هذين البيتين
فقال الخليفة من انت قالت انا هدية علی بن خاقان اليك وأريد انجاز الوعد الذی وعدتنی به من انك ترسلنی اليه مع التشريف والآن لی هنا ثلاثون يوما لم أذق طعم النوم فعند ذلك طلب الخليفة جعفر البرمكی وقال من منذ ثلاثين يوما لم اسمع بخبر علی بن خاقان وما اظن الا أن السلطان قتله ولكن وحياة رأسی وتربة آبائی وأجدادی ان كان جرى له امر مكروه لاهلكن من كان سببا فيه ولو كان أعز الناس عندی وأريد أن تسافر انت فی هذه الساعة الى البصرة وتأتی باخبار الملك محمد بن سليمان الزينی مع علی بن خاقان فامتثل أمره وسافر فلما أقبل جعفر نظر ذلك الهرج والمرج والازدحام فقال الوزير جعفرما هذا الازدحام فذكروا له ماهم فيه من أمر علی نور الدين بن خاقان فلما سمع جعفر كلامهم اسرع بالطلوع الى السلطان وسلم عليه وأعلمه بما جاء فيه وانه اذا كان وقع لعلی نور الدين امر مكروه فان السلطان يهلك من كان السبب فی ذلك ثم انه قبض على السلطان والوزير المعين بن ساوی وامر باطلاق علی نور الدين بن خاقان وأجلسه سلطانا فی مكان السلطان محمد بن سليمان الزينی وقعد ثلاثة أيام فی البصرة مدة الضيافة فلما كان صبح اليوم الرابع التفت علی بن خاقان الى جعفر وقال انی اشتقت الى رؤية أميرالمؤمنين فقال جعفر للملك محمد بن سليمان تجهز للسفر فاننا نصلی الصبح ونتوجه الى بغداد فقال السمع والطاعة ثم انهم وصلوا الصبح وركبوا جميعهم ومعهم الوزير المعين بن ساوی وصار يتندم على فعله واما علی نور الدين بن خاقان فانه ركب بجانب جعفر وما زالوا سائرين الى أن وصلوا الى بغداد دار السلام وبعد ذلك دخلوا على الخليفة فلما دخلوا عليه حكوا له قصة نورالدين فعند ذلك اقبل الخليفة على علی بن خاقان وقال له خذ هذا السيف واضرب به رقبة عدوك فأخذه وتقدم لى المعين بن ساوی فنظر اليه وقال انا عملت بمقتضى طبيعتی فاعمل انت بمقتضى طبيعتك فرمى السيف من يده ونظر الى الخليفة وقال يا أميرالمؤمنين انه خدعنی وانشد قول الشاعر
فقال الخليفة اتركه أنت ثم قال لمسرور يا مسرورقم أنت واضرب رقبته فقام مسرور ورمى رقبته فعند ذلك قال الخليفة لعلی بن خاقان تمن علی فقال له يا سيدی انا ما لی حاجة بملك البصرة وما أريد الا مشاهدة وجه حضرتك فقال الخليفة حبا وكرامة ثم ان الخليفة دعا بالجارية فحضرت بين يديه فأنعم عليهما واعطاهما قصرا من قصور بغداد ورتب لهما مرتبات وجعله من ندمائه وما زال مقيما عنده الى أن ادركه الممات ليس هذا بأعجب من حكاية التاجر واولاده قال الملك وكيف ذلك م۱۰-الف ليلة الجلد الاول