ووحشة وهو بين القبور فقام واقفا على قدميه وفتح باب المكان ونظر فرأى نورا يلوح على بعد فی ناحية باب المدينة فمشى قليلا فرأى النور مقبلا فی الطريق التی توصل الى التربة التی هو فيها فخاف غانم على نفسه واسرع برد الباب وتعلق حتى طلع فوق النخلة وتدارى فی قلبها فصار النور يتقرب من التربة شیئا فشیئا حتی قرب من التربة فتأمل النور فرأى ثلاثة عبيد اثنان حاملان صندوقا وواحد فی يده فاس وفانوس فلما قربوا من التربة قال احد العبدين الحاملين الصندوق ويلك يا صواب فقال العبد الآخر منها مالك يا كافور فقال انا كنا هنا وقت العشاء وخلينا الباب مفتوحا فقال نعم هذا الكلام صحيح فقال ها هو مغلق متر بس فقال لهما الثالث وهو حامل الفاس والنور وكان اسمه بخيتا ما أعقل عقلكما اما تعرفان ان أصحاب الغيطان يخرجون من بغداد ويترددون هنا فيمسی عليهم المساء فيدخلون هنا ويغلقون عليهم الباب خوفا من السودان الذين هم مثلنا أن يأخذوهم ويشووهم ويأكلوهم فقالوا له صدقت وما فينا أقل عقلا منك فقال لهم انكم لم تصدقونی حتى ندخل التربة ونجد فيها أحدا وأظن انه اذا كان فيها أحداً ورأى النور وهرب فوق النخلة فلما سمع غانم كلام العبد قال فی نفسه ما أمكر هذا العبد فقبح الله السودان لما فيهم من الخبث واللؤم ثم قال لا حول ولا قوة الا بالله العلی العظيم وما الذی يخلصنی من هذه الورطة ثم ان الاثنين الحاملين للصندوق قالا لمن معه الفاس تعلق على الحائط وافتح الباب لنا يا صواب لاننا تعبنا من الصندوق على رقابنا فاذا فتحت لنا الباب لك علينا واحد من الذين نمسكهم ونقليه لك قليا جيدا بحيث لا يضيع من دهنه نقطة فقال صواب أنا خائف من شیء تذكرته من قلة عقل وهو اننا نرمی الصندوق وراء الباب لانه ذخيرتنا فقالا له ان رميناه ينكسر فاقل أنا خائف ان يكون فی داخل التربة الحرامية الذين يقتلون الناس ویسرقون الا شیاء لانهم اذا أمسی عليهم الوقت يدخلون فی هذه الا ماكن ويقسمون ما یکون معهم فقال له الاثنان الحاملان للصندوق يا قليل العقل هل يقدرون ان يدخلوا هذا ثم حملا الصندوق وتعلقا على الحائط ونزلا وفتحا الباب والعبد الثالث الذی هو بخیث واقف لهما بالنور والمقطف الذي فيه بعض من الجبس ثم انهم جلسوا وقفلوا الباب فقال واحد منهم يا اخوانی نحن تعبنا من المشی والشيل والحط وفتح الباب وقفله وهذا الوقت نصف الليل ولم يبق فينا قوة لفتح الباب ودفن الصندوق ولكننا نجلس هنا ثلاث ساعات لنستريح ثم نقوم ونقضی حاجتنا ولكن كل واحد منا يحكی سبب تطويشه وجميع ما وقع له من المبتدأ الى المنتهى لأجل فوات هذه الليلة وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح
(وفی لیلة 53) قالت بلغنی ايها الملك السعيد ان العبيد الثلاثة لما قالوا لبعضهم كل واحد يحكی جميع ما وقع له قال الاول وهو الذی كان حامل النور أنا أحكی لكم حكايتی فقالوا له تكلم قال لهم اعلموا يا اخوانی أنی لما كنت صغيرا جاء بی الجلاب من بلدی وعمری خمس سنين فباعنی لواحد جاويش وكان له بنت عمرها ثلاث سنوات فتربيت معها وكانوا يضحكون علی وأنا ألاعب البنت وأرقص لها وأغنی لها الى ان صار عمری اثنتی عشرة سنة وهی بنت عشر سنين ولا يمنعوننی عنها الى ان